منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كتب البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=258194)

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 04:30 PM

كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
الكهنوت - مقدمة
بدأت إلقاء هذه المحاضرات على طلبة الكلية الإكليريكية، ضمن مادة اللاهوت المقارن خلال سنة 1978 م.
وكانت لنا عودة إليها وإكمال لموضوعها في سنة 1981.
وبخاصة لأن البعض كانت قد حاربته كتب وضعتها طائفة "الأخوة" البلاميس لمحاربة سر الكهنوت من أساسه اعتمادًا على أمرين:
1-الادعاء بأنه لا يوجد سوى كاهن واحد في السماء وعلى الأرض، هو يسوع المسيح
2-الفهم الخاطئ للآية التي تقول: "جعلنا ملوكًا وكهنة الله أبيه" (رؤ 1: 6)

ومن أجل الرد على هاتين النقطتين، كان هذا الكتاب.
تكلمنا فيه عن محاولة تأميم الكهنوت التي قام بها قورح وداثان وأبيرام في أيام موسى يقولون إن الأمة كلها أمة كهنوتية مقدسة، ثم شرحنا كيف أن الله هو هو، كما في العهد القديم، كذلك في العهد الجديد، بلا تغيير. وشريعة الكهنوت بقيت كما هي، ولكن على طقس ملكي صادق، وليس على طقس هرون.
وحول إثبات سر الكهنوت، وأنه لمجموعة معينة، وليس لكل الشعب، دار هذا الكتاب. وكان يمكننا أن نكتفي بقول الرسول:
"لا يأخذ أحد هذه الوظيفة (الكرامة) بنفسه، بل المدعو من الله كما هرون" (عب 5: 4).
ولكننا قدمنا إثباتات كثيرة: منها أن الكهنوت دعوة واختبار وإرسالية، وهذا طبعًا ليس لجميع الناس، وإنه يحتاج إلى شروط معينة، وإلى وضع اليد ونفخه الروح القدس، وهذا أيضًا ليس لجميع الناس. وذكرنا أيضًا ألقابًا واختصاصات للكهنوت ليست للكل..
وتطرفنا من ذلك إلى علاقة الكهنوت بالمذبح والذبيحة المقدسة، وما أعطى له من سلطان الحل والربط.
أما الذين يغارون للسيد المسيح، ويرون أنه الكاهن الوحيد، كما لو كان رجال الكهنوت قد سلبوا اختصاصاته له المجد، فهؤلاء خصصنا بابًا كاملًا لمناقشتهم.
تعرضنا بعد ذلك للكهنوت كخدمة، ورجال الكهنوت كخدام.. ومع ذلك هم خدام ووكلاء في نفس الوقت.
وانتهينا إلى الإجابة عن بعض الأسئلة في الفصل العاشر، كما اشتملت الفصول السابقة على ذكر اعتراضات كثيرة والرد عليها..
هذه الفصول العشرة تحوى الجزء الأول من كتابنا عن الكهنوت. أما الجزء الثاني فسوف يكون عن العمل الرعوي للكهنوت بمشيئة الله، وبعض الصفات التي يجب أن تتوافر في رجال الكهنوت لتساعدهم على القيام برسالتهم.
وقد تقرر هذا الكتاب لتدريسه على طلبة الكلية الإكليريكية بكل فروعها.
البابا شنوده الثالث

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 04:31 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
إنكار الكهنوت وتأميمه


1- منكرو الكهنوت وأدلتهم.

2- ما معنى الكهنوت الروحي أو العام؟
3- تأميم الكهنوت ثورة قديمة أخمدها الرب.
4- هل لا يوجد سوى كاهن واحد؟

اعتراضات، والرد عليها:-
الذين ينكرون الكهنوت، يتخذون أحد طريقين متناقضين:
أ- إما أن يقولوا إنه لا يوجد سوى كاهن واحد فقط لا غير، هو السيد المسيح له المجد، ولا كهنوت للبشر!
ب-وإما أن يقولوا إن جميع المؤمنين كهنة، ولا تفريق أو تمييز بينهم في هذه الناحية! لا أحد أفضل من غيره. وأنهم جميعًا يشاركون في كل الامتيازات، ويتحملون كافة المسئوليات في حياة التكريس!

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 04:32 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
نصوص يعتمدون عليها في رفض الكهنوت

أما نصوص الكتاب المقدس التي يعتمدون عليها، فهي:
أ-قول القديس بطرس الرسول "وأما أنتم فجنس مختار، وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة، وشعب اقتناء" (1بط 2: 9 ).
ويرون أن هذه الآية تدل على أن الشعب كله كهنوت. فلا يوجد أشخاص مميزون هم الكهنة!
ب-ما ورد في سفر الرؤيا (1: 6 ) "وجعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه". وسنتناول الرد في حينه على مفهومهم لآيات أخرى، حينما نتعرض لذلك بالتفصيل في الفصول القادمة بموقع الأنبا تكلا.. والسؤال الآن هو:
هل الكهنوت هو لجميع الناس؟.. أم توجد جماعة مميزة لهذا العمل الكهنوتي؟

في الواقع أن العبارة التي قالها القديس بطرس الرسول "وأما أنتم فجنس مختار، وكهنوتي ملوكي، أمة مقدسة" (1بط 2: 9)، مأخوذة أصلًا من العهد القديم، من قول الرب لليهود " وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة" (خر 19: 6)
و هي لا تعنى أن الشعب كله يمارس أعمال الكهنوت المعروفة، كما ظن ذلك قورح وداثان وأبيرام "فاجتمعوا على موسى وهارون وقالوا لهما: كفاكما. إن كل الجماعة بأسرها مقدسة، وفي وسطها الرب" (عد 16: 3)
فعلى الرغم من أن الجماعة كلها مقدسة، ومملكة كهنة، إلا أن الله اختار له كهنة معينين. نفس الوضع في العهد الجديد.
إذن عبارة (مملكة كهنة) أو (كهنوت ملوكي) لا تعنى أن الأمر مشاع بلا تفريق ولا تمييز. فقد استخدمت نفس العبارة في العهد القديم، ولم يكن الكهنوت مشاعًا، بل على العكس خصص الله لهذا العمل هارون وبنيه. وكل شخص غيرهم، كان يتجرأ على مزاولة الكهنوت، كان الرب يعاقبه بشدة تصل إلى القتل. وكان الكهنة وحدهم هم الذين يقدمون الذبائح، وهم وحدهم الذين يرفعون البخور، ويمارسون باقي أعمال الكهنوت. ولا يجرؤ أحد على ذلك، ولا حتى الملك الذي يدعى "مسيح الرب".
كل هذا المنع وشدة العقاب أمر به الرب، على الرغم من أن الشعب كله كان "مملكة كهنة" حسب قول الرب.
إذن ما معنى عبارة "مملكة كهنة"..؟ وما هي معنى عبارة "جعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه"..؟ وهل يوجد كهنوت عام..؟
طبعًا لا يمكن أن تؤخذ عبارة " كلنا ملوك وكهنة " بالمعنى الحرفي. لاحظوا أنه لم يقل "كلنا كهنة" وإنما "ملوك وكهنة". فإن كانت كلمة ملوك لا تؤخذ بالمعنى الحرفي، فكلمة كهنة أيضًا لا تؤخذ بالمعنى الحرفي.
وواضح أن كلمة ملوك هنا، لا يمكن أن تفهم حرفيًا. فلا يمكن أن يكون جميع الناس ملوكًا: يلبسون التيجان، ويجلسون على عروش، ويحكمون شعوبًا، ويدعون أصحاب جلالة..!
فما داموا ليسوا ملوكًا حرفيًا، فلا يكونون كهنة حرفيًا.
إن هذا يدخلنا في موضوع الكهنوت بالمعنى الروحي..

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 04:34 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت بالمعنى الروحي


ما هو المعنى الروحي لكلمة كهنوت؟ إنه ولا شك كهنوت روحي، يقدم فيه المؤمن ذبائح روحية، وبخورًا روحيًا، دون أن يكون كاهنًا بالمعنى الحرفي؟ ويمكن أن ينطبق هذا على جميع المؤمنين..
يقول المرتل في المزمور " فلتستقم صلاتي كالبخور قدامك. وليكن رفع يدي ذبيحة مسائية" (مز 141).

https://st-takla.org/Pix/Angels/www-S..._Angels-11.gif
هذا هو الكهنوت الروحي: بخور من هذا النوع، وذبيحة من هذا النوع. وهذا متاح للجميع.. ويقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية: "أطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله، أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة، مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو 12: 1). هذه هي الذبيحة التي يمكن أن يقدمها كل مؤمن، وبها يعتبر كاهنًا بالمعنى الروحي: "صلب الجسد مع الأهواء" (غل 5: 24)، أو باقي أعمال الإماتات المتنوعة للجسد، كقول الرسول "نسلم دائما للموت"، "الموت يعمل فينا"، "حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع" (2كو 4: 10-12).
كل هذه الذبائح الروحية، داخلة في أعمال العبادة والصلاة.
ومن أمثلتها أيضًا ذبيحة التسبيح " فلنقدم به كل حين لله ذبيحة التسبيح.. أي ثمر شفاه معترفة اسمه" (عب 13: 15)، أو ما ورد في (مزمور 116) " لك أذبح ذبيحة الحمد (أو الشكر)، وكقول الرسول أيضًا "لا تنسوا فعل الخير والتوزيع، لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله" (عب 13: 16)، ومثلها أيضًا (فى 4: 18).
إن تقديم مثل هذه الذبائح، هو المقصود بالكهنوت العام لجميع المؤمنين. وهذا لا يمنع مطلقا الكهنوت الخاص بتقديم الأسرار المقدسة، الذي خص به الله أناسا معينين لخدمته.
الأمران موجودان معًا، في العهد القديم، وفي العهد الجديد أيضًا. داود النبي كان صلاته ترتفع كالبخور قدام الله، وكان رفع يديه ذبيحة مسائية (141). ولكن هل كان يجرؤ داود وهو مسيح الرب، ونبي، أن يقدم ذبيحة كما يفعل أصغر كاهن من بنى هارون؟! حاشًا..
كذلك في العهد الجديد: كل إنسان يستطيع أن يقدم ذبيحة الحمد، وذبيحة التسبيح، وذبيحة العطاء والتوزيع، ويقدم جسده ذبيحة حية، ويرفع يديه كذبيحة مسائية.. ولكن هل يجرؤ أحد أن يقدم الذبيحة التي هي جسد الرب ودمه في سر الإفخارستيا، والتي بها يدعى الكاهن كاهنًا في العهد الجيد؟؟ مستحيل..
هوذا القديس بولس الرسول يقول عن كهنوت العهد الجديد " لا يأخذ أحد هذه الكرامة من نفسه، بل المدعو من الله، كما هرون أيضًا" (عب 5: 4).
إن كان المدعو من الله هو الكاهن، إذن الكهنوت ليس للكل، ولا يدعيه كل أحد.
على أن الرغبة في تأميم الكهنوت مسألة قديمة، فصل فيها الله بعقوبة رادعة، والله لا يتغير..

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 04:35 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الثورة على الكهنوت هي محاولة قديمة فاشلة

مسألة الثورة على الكهنوت، و الرغبة في تأميمه، أي يكون للأمة كلها، على اعتبار أنها " أمة مقدسة " و" مملكة كهنة " هي ثورة قديمة كان أول من قام بها قورح وداثان وأبيرام، وقصتهم معروفة في الأصحاح 16 من سفر العدد، حيث يقول الكتاب عنهم وعن 250 معهم، أمسكوا المجامرليرفعوا البخور.
فاجتمعوا على موسى وهارون وقالوا لهما " كفاكما. إن كل الجماعة بأسرها مقدسة، وفي وسطها الرب. فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب؟!" (عد 16: 3).
وباقى القصة معروفة. لقد أمر الرب أن تفتح الأرض فاها وتبتلع كل هؤلاء، وثبت الرب الكهنوت لهارون وبنيه فقط وليس للكل. وهكذا أخمد هذه الثورة بحزم.
وقال الرب لهارون " أما أنت وبنوك معك، فتحفظون كهنوتكم، مع ما للمذبح، وما هو داخل الحجاب، وتخدمون خدمة. عطية أعطيت كهنوتكم. والأجنبي الذي يقترب، يقتل" (عد 18: 7).
وقد تكررت القصة بصور مختلفة، وتكررت معها العقوبة:
أ- شاول الملك تجرأ أن يصعد المحرقة، كما ورد في سفر صمؤئيل الأول (1صم 13: 9) فكانت النتيجة أن الرب رفضه، وفارقه روح الرب وبغتة روح رديء من قبل الرب (1صم 16: 14). مع أن شاول لم يكن شخصًا عاديًا، وإنما كان مسيح الرب، وكان روح الرب قد حل عليه وتنبأ (1صم 10: 10، 11). ولكن كل هذا لم يعطه الحق في أن يعمل عملًا من أعمال الكهنوت يمكن أن يعمله ابن بسيط من أبناء هرون.
ب- وعزيا الملك جرؤ أيضًا أن يمسك مجمرة ليرفع بخورًا كما ورد في سفر أخبار الأيام الثاني (2أى 26: 19-21 ). وكانت النتيجة أن ضربه الرب بالبرص، وأعتبر عمله خيانة، فطردوه، وقطعوه من بيت الرب، وظل أبرص إلى يوم وفاته..
هذه أمثلة خطيرة من الكتاب المقدس. ولكن البعض يحتج ويقول: كل هذا حدث في العهد القديم. أما العهد الجديد فقد تغير فيه الوضع، ألغى كهنوت العهد القديم، ولم تعد هناك واسطة يضعها الله بينه وبين الناس! هنا ويحق لنا أن نطرح سؤالا هامًا:

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 04:36 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
ليس عند الله تغيير
الاعتراض الثاني
يعترض البعض بأن الكهنوت أمر خاص بالعهد القديم فقط. وهذا يدعونا أن نطرح سؤالًا هامًا وهو:

4-هل الله في العهد القديم غير الله في العهد الجديد؟
أقول هذا، لأننا كلما نثبت عقيدة بآيات من العهد القديم، يتجرأ البعض على العهد القديم ويحقرونه! ويعتبرون أن العهد القديم مجرد ناموس بعيد عن النعمة، ويتكلمون عنه بطريقة خالية من الاحترام اللائق بكلام الله. كما لو كانت تعاليم العهد القديم قد ألغيت! أو أن العهد الجديد قد نسخ العهد القديم!!
وللأسف فإن بعض الذين يهاجمون العهد القديم يضعون في أغلفة كتبهم ومؤلفاتهم كليشيه Cliché كبير للآية المشهورة:
"كل الكتاب موحى به من الله".. فلماذا هذه الجرأة على العهد القديم، وهو جزء من الكتاب؟ ثم هل الله في علاقته بالبشر قد تغير؟
هل هو في العهد القديم يقبل وسطاء بينه وبين الناس، وفي العهد الجديد يرفض؟ هوذا يعقوب الرسول يقول:
إن الله " ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع 1: 17). بل هو أمس واليوم وإلى الأبد.
و السيد المسيح نفسه حينما تعرض للعهد القديم، في العظة على الجبل، قال كلمات جميلة جدًا، نذكر من بينها:
"لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.." (مت 5: 17، 18).
إذن لا نقول فقط إن العهد القديم لم يلغ، بل أنه حتى حرف واحد أو نقطه منه لا يمكن أن تزول..
ولعل البعض يسأل: هل نحن مطالبون بالعهد القديم، من جهة السبت، والختان، والأعياد، والذبائح الدموية، والنجاسات والتطهير.. التي قال عنها الرسول إنها "ظل الأمور العتيدة" (كو 2: 17)؟
أقول لك إنك غير مطالب بحرفيتها. ومع ذلك، فإن شيئًا من أوامر العهد القديم لم ينقض تسأل: وكيف التوفيق إذن؟ نجيبك:
*خذ مثالًا لذلك: وصية حفظ السبت..

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 04:37 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
وصية حفظ السبت حاليًا

وصية (السبت) مازالت قائمة، في جوهرها، من حيث أن تقديس يومًا من الأسبوع للرب. لم تنقض هذه الوصية أبدًا.
ولكن السبت يعنى الراحة. وكانت الأرض تسبت في العام السابع أي تستريح (لا 25: 2) بغض النظر عن أيام الأسبوع هنا.
فمادام السبت يرمز للراحة، نسأل إذن: متى استراح الرب؟ كانت الراحة الحقيقية عندما أراح الناس
Sabbath
من دينونة الخطية، ومن ثمرة الخطية ونتيجتها أعنى الموت.
أراحنا من دينونة الخطية بصلبه في اليوم السادس. وأراحنا من الموت بقيامته يوم الأحد. وهكذا أصبح يوم القيامة هو اليوم الذي تمت فيه الراحة، أي صار السبت الحقيقي، بالمعنى الروحي للسبت وهو الراحة.
فالراحة كوصية في الناموس لا تزال قائمة، وتخصيص يوم للرب لا يزال قائمًا، من جهة جوهر الوصية وروحها وقصد الرب منها.. أي الراحة.
لم ينقض الناموس هنا إطلاقًا، ولا نقضت وصية السبت، إنما أعطى للسبت مفهومه الروحي. وأصبحنا نعيد لراحة الرب، لسبته في الفداء، بعد سبته في الخليقة. وقد كانت راحة الرب يوم الأحد، فصار يوم الأحد هو السبت الجديد، المفهوم الروحي للسبت.
أذكر يوم السبت لتقدسه، أو أذكر يوم الرب لتقدسه، كلاهما بمعنى واحد. "الروح يحيى، والحرف يقتل" (2كو 3: 6).
*مثال آخر: موضوع الختان هل نقضه العهد الجديد؟

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 04:39 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
وصية الختان بين العهدين



https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...Baptism-06.jpg
إن الله لا يضع وصاياه عبثًا، ولا يتغير في تعليمه. وعندما وضع الختان، قصد به معنى روحيا، ربما لم يفهم الناس وقتذاك سوى ظاهرة، أما باطنه فاحتاج إلى شرح.
كان قطع جزء من الجسد وموته، ويرمز إلى موت الجسد كله في المعمودية "مدفونين معه في المعمودية" (رو 6: 4 ) أنظر أيضًا (كو 2: 11، 12).
إذن عملية موت الجسد، المقصودة من الختان، ظلت قائمة – والوصية لم تنقض. إنما أخذ المعنى الروحي بدلًا من المعنى الحرفي.
والسيد المسيح لم ينقض الناموس، إنما شرحه روحيًا..
لم ينقض السبت، لكن شرحه بمعنى الراحة، وكملت الراحة في يوم الأحد. ولم ينقض موت جزء من الجسد عن طريق الختان، إنما كمل هذا الموت روحيًا في المعمودية، التي كان الختان رمزًا لها.. (كو 2: 11، 12).

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 04:40 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الأعياد في العهد القديم والجديد



https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...ost-Day-07.jpg
*الأعياد أيضًا لا تزال باقية، في الوضع الذي كانت ترمز إليه. كل عيد في العهد القديم، كان يرمز إلى عيد في العهد الجديد. الفصح مازال فصحًا. ولكنه أخذ معناه الكامل في السيد المسيح، الذي كان يرمز إليه خروف الفصح "لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا" (1كو 5: 7).
وعيد الفطير الذي يلي الفصح ويتبعه مباشرة، مازلنا نعيده في مفهومه الروحي الذي كان الفطير رمزًا إليه "إذن فلنعيد، ليس بخميرة عتيقة، ولا بخميرة الشر والخبث، بل الفطير الإخلاص و الحق" (1كو 5: 8).
و عيد الخمسين (لا 23)، مازلنا نعيده يوم الخمسين من القيامة (عيد العنصرة البند كستى).. وهكذا مع باقي الأعياد، إنما تحول الرمز إلى المرموز إليه. وظلت الوصية قائمة لم تُنْقَض..

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 04:42 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الذبائح والكهنوت بين العهدين


*هكذا الذبائح الدموية، كانت ترمز إلى ذبيحة السيد المسيح.
مبدأ الذبيحة لم ينقض في العهد الجديد، بل ظل باقيًا، إنما أخذنا المعنى الروحي بدلًا من المعنى الحرفي.
وهكذا المذبح ظل باقيًا في المسيحية، إنما ليس لذبائح دموية، بل بقى "لفصحنا الذي ذبح لأجلنا".

https://st-takla.org/Pix/Holy-Bible-C...elchizedek.jpg
*الكهنوت بالمثل لم يلغ، إنما تغير من كهنوت هارونى، إلى كهنوت على طقس ملكي صادق، من كهنوت يقدم ذبائح دموية إلى كهنوت يقدم الخبز والخمر.
كما قال الكتاب "وملكي صادق ملك شاليم، أخرج خبزًا وخمرًا، وكان كاهنًا لله العلى" (تك 14: 18). وقد شرح القديس بولس الرسول أن هذا الكهنوت أفضل من الكهنوت الهارونى. وأن ملكي صادق مشبه بابن الله (عب 7: 3، 11). واستشهد بنبوءة المزمور " أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق" (عب 7: 21، مز 110)
وقال الرسول إن "الكهنوت قد تغير" (عب 7: 12) ولم يقل قد ألغى، تغير من الكهنوت اللاوي إلى كهنوت على طقس ملكي صادق.
وهكذا لم تنقض المسيحية الناموس ولا الأنبياء. إنما ما كان من الناموس مقصودًا بحرفيته، بقى كما هو. وما كان رمزًا، فهمناه في المرموز إليه. بقى العهد القديم. ولكن السيد المسيح خلع البرقع من على الأذهان (2كو 3: 14 –16). وصار المؤمنون يرون بعيون روحية..
إنني أرجو أن يعطيني الرب فيما بعد، فرصة أكبر لشرح لكم أهمية العهد القديم، ونظره العهد الجديد إليه.. لأني للأسف الشديد، قرأت شتائم كثيرة موجهة إلى الناموس والعهد القديم، أي إلى كلام الله نفسه! بل وشتائم موجهة إلى قديسي العهد القديم، ووصفهم بأوصاف لا تليق إطلاقًا باحترام القديسين..!

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 04:42 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل انتهى الكهنوت؟!

5- هل انتهى كهنوت البشر بذبيحة المسيح؟
وأصبح هناك كاهن واحد هو المسيح؟
طبعًا عبارة "انتهى كهنوت البشر"، تتعارض مع عبارة " كلنا ملوك وكهنة". فإن كانت كلمة " كهنة " لها بالنسبة إلى البشر معنى خاص، فما معنى الكهنوت بالنسبة إلى المسيح؟
*هل المسيح كاهن بمعنى أنه " قدم نفسه ذبيحة عنا؟
وإن كان كذلك فهل انتهى كهنوت المسيح هو أيضًا بتقديمه لنفسه ذبيحة، حاشًا.. أم هو كما يقول الكتاب " كاهن إلى الأبد" (عب 7: 3، 21، 24)، وهو يقول لنا باستمرار " خذوا كلوا، هذا هو جسدي. خذوا اشربوا هذا هو دمى، من يأكل جسدي ويشرب دمى، يثبت في وأنا فيه" (يو 6: 56). *وإن كان السيد المسيح يقدم جسده ودمه، في كل جيل، لكل مؤمن، فهل يفعل هذا بنفسه، أم عن طريق رسله ووكلائه الذين يمتد فيهم العمل الكهنوتي، والذين قال لهم " اصنعوا هذا لذكرى" (1كو 11: 25).
إذن لا بد من كهنة يصنعون هذا لذِكره، ويقدمون جسده ودمه لسائر المؤمنين في سر الإفخارستيا المقدس.
· ثم من قال إن الكتاب لم يذكر كاهنًا آخر سوى المسيح؟!

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 05:00 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
بولس.. كاهن


هوذا القديس بولس الرسول يقول".. حتى أكون مباشرًا لأنجيل المسيح ككاهن، ليكون قربان الأمم مقبولًا مقدسًا بالروح القدس" (رو 15: 16).
*إن كان بولس الرسول كاهنًا، فكيف يقال إن كهنوت البشر قد انتهى؟ هل ننكر شهادة الكتاب هذه؟
على أن الأخوة الإنجيليين يقولون إن عبارة (ككاهن) هنا، معناها أنه يشبه نفسه بكاهن!! فهل تحمل العبارة هذا المعنى؟!

https://st-takla.org/Pix/Saints/The-T...optic-Icon.jpg
أباشر عملي ككاهن، أي بصفتي كاهنًا.. كما تقول أحيانًا " أنا كمسيحي عضو في جسد المسيح " ليس أنك تشبه نفسك بمسيحي، بل بصفتك مسيحيًا.. أو كما تقول " أنا كابن الله، لي صورته ومثاله " فأنت هنا لا تشبه نفسك بابن الله، وإنما تقول هذا بصفتك ابنًا لله.
وقد وردت (الكاف) في الكتاب، كثيرًا بهذا المعنى..
كما قيل في الإنجيل " و الكلمة صار جسدًا، وحل بيننا، ورأينا مجدًا كما لوحيد من الآب" (يو 1: 14 ).
فالكاف هنا ليست للتشبيه، وإنما السيد المسيح باعتباره الابن الوحيد للآب، له هذا المجد، وليس مشبهًا بابن وحيد!
أو كما يقول بولس الرسول لأهل رومية " أنهم لما عرفوا الله، لم يمجدوه أو يشكروه كإله" (رو 1: 21)، أي باعتباره إلهًا، وليس مشبهًا بإله!!
بل إن الرسول يقول أيضًا " إن كنت كإنسان حاربت وحوشًا في أفسس، فما المنفعة إن كان الموتى لا يقومون" (1كو 15: 32)، فهل بولس الرسول هنا ليس إنسانًا، بل يشبه نفسه بإنسان، حينما يقول كإنسان؟‍! أم هو يقول إنه بصفته إنسانًا قد حارب وحوشًا..
كذلك يقول " يجب أن يكون الأسقف بلا لوم كوكيل لله" (تى 1 ك 7) أي باعتباره وكيلًا لله وليس كتشبيه..
وهكذا حينما يقول " كخدام لله" (2كو 6: 4). لا يشبه نفسه وزملاءه بخدام الله، لأن خدمته ليست موضع مناقشة..
والأمثلة عديدة في الكتاب، وعلى هذا النحو، قال بولس الرسول إنه يباشر خدمته للإنجيل بصفته الكهنوتية (1كو 15: 16) لأنه إن كان يشبه نفسه بكاهن، فأي كاهن يشبه نفسه به، ولم يكن الكهنة في العهد القديم، ولا في الوثنية يباشرون خدمة الإنجيل..؟!
*نقطة أخرى، وهي أن السيد المسيح لم يقل الكتاب فقط عنه إنه " كاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق " إنما قال الكتاب عنه في مواضع عديدة إنه (رئيس كهنة)

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 05:01 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
ما معنى رئيس كهنة؟



https://st-takla.org/Pix/Holy-Bible-C...elchizedek.jpg
· ومادام المسيح رئيس كهنة، إذن هناك كهنة يرأسهم،
أنظروا ماذا يقول القديس بولس الرسول في الرسالة إلى العبرانيين:
" من ثم أيها الأخوة القديسون، شركاء الدعوة السماوية، لاحظوا رسول اعترافنا، ورئيس كهنته يسوع المسيح" (عب 3: 1).
" مدعوًا من الله رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق" (عب 5: 10).
".. إلى داخل الحجاب، حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا، صائرًا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة إلى الأبد" (عب 6 : 20).
" رئيس كهنة مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية" (عب 4: 15).
فإن كان المسيح بشهادة الكتاب رئيس كهنة، فمن يكون الكهنة الذين يرأسهم سوى كهنة العهد الجديد..
· في مثل الكرامين الأردياء، الذين يمثلون الكهنة الأشرار في العهد القديم، لم يقل الكتاب إنه ألغى وظيفة الكرامين إنما "أولئك الأردياء يهلكهم.. ويسلم الكرم إلى كرامين آخرين" (مت 21: 41)، " ملكوت الله ينزع منهم، ويعطى لأمة تعمل أثماره" (مت 21: 43)
· نقطة أخرى، وهي أن الكتاب تنبأ عن كهنوت الأمم..

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 05:02 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
كهنوت الأمم

في سفر ملاخي، قال الرب لليهود " ليست لي مسرة بكم -قال رب الجنود- ولا أقبل تقدمة من يدكم. لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم. وفي كل مكان يقربون لاسمي بخورًا وتقدمة طاهرة. لأن اسمي عظيم بين الأمم" (ملا 1: 11).
فمن هؤلاء الذين سيقدمون للرب بخورًا وتقدمة من أهل الأمم، سوى كهنوت العهد الجديد..؟
وقال لليهود في سفر إشعياء النبي " ويحضرون كل إخوتكم كم كل الأمم تقدمه للرب.. واتخذ أيضًا منهم كهنةولاويين قال الرب" (أش 66: 19 – 21). ولم نسمع إطلاقًا في العهد القديم أن الرب اتخذ له كهنة من بين الأمم " فيخبرون بمجدي بين الأمم". إنما كهنة الأمم هم كهنة العصر المسيحي بلا شك..
*إذن الادعاء بأن السيد المسيح هو الكاهن الوحيد للعهد الجديد، أن هذا اللقب لم يطلق على أحد من البشر، هو قول لا يسنده الوحي الإلهي، بل هو ضد تعليم الكتاب.

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 05:03 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت دعوة واختيار ومسحة



هذه الدعوة واضحة تمامًا في كلا العهدين القديم والحديث بمبدأ هام أعلنه القديس بولس الرسول في (عب 5: 4 ) " لا يأخذ أحد هذه الكرامة بنفسه، بل المدعو من الله كما هرون". ومادامت هناك دعوة، إذن العمل ليس للكل.
فلنحاول إذن أن نتتبع التدبير الإلهي في موضوع الكهنوت منذ البدء، من العهد القديم، وسنرى أن الخطة الإلهية هي هي في العهدين لم تتغير. الله "هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد" (عب 13: 8)، " ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع 1: 17). بل أن السيد المسيح انتقد الأمور التي "لم تكن منذ البدء" (مت 19، مر 10) مما يدل على محبة الله لهذا الذي كان منذ البدء.
[1] اختار الله الأبكار، ليكونوا له، وقال في ذلك " قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم إنه لى" (خر 13: 2 ). ونلاحظ هنا ثلاثة أمور:
أ- الله يختار لخدمته من يشاء. هو يعين وليس نحن.
ب- هؤلاء الذين يختارهم هم له، أي نصيبه، نصيب الرب. ولذلك أطلق عليهم كلمة (إكليروس) ومعناها (نصيب) أى نصيب الرب.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...astplate-2.jpg
ج- كان هؤلاء أيضًا (قدس) للرب، مقدسين له.
[2] ثم اختار له هارون وبنيه لخدمة الكهنوت بدلًا من الأبكار، الأشخاص تغيروا، ولكن الكهنوت بقى هو هو نصيب الرب.
ولذلك لم يكن لهم نصيب في تقسيم الأرض، لأن الرب هو نصيبهم، يأكلون مما يعطى للرب. إنهم له.
[3] ولم يكتف الله باختيار هارون وبنيه، وإنما أمر موسى بأن يمسحهم بالدهن المقدس أمام كل الجماعة (لا 8 )
وذلك في محفل مقدس، قدمت فيه ذبيحة للرب، وألبسهم ثيابًا مقدسة، أمر الله بصنعها، حسب اختيار الله في كل تفاصيلها " صنعوا الثياب المقدسة التي لهرون، كما أمر الرب موسى" (خر 40: 1 ). وقال الرب لموسى:
"وتقدم هرون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع، وتغسلهم، وتلبس هرون الثياب المقدسة، وتمسحه، وتقدسه، ليكهن لى. وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة، وتمسحهم كما مسحت أباهم ليكهنوا لي. ويكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتًا أبديًا في أجيالهم" (خر 40: 12-5)
[4] صدقوني إني أقف هنا منذهلًا، أمام تكريم الله لوكلائه! الله اختار هرون وبنيه ليكهنوا له، ولكنهم لم يمكنهم أن يقوموا بعمل الكهنوت، إلا بعد أن مررهم على وكيله موسى "الأمين على كل بيته" (عدد 12: 7). فقدسهم للرب، ومسحهم بالدهن المقدس، فصارت لهم هذه المسحة كهنوتًا أبديًا..
هل تظنون أن هذا الأمر كان في العهد القديم فقط، بل هو في العهد الجديد أيضًا كما سترون بعد قليل..
[5] نلاحظ أيضًا أنهم صنعوا صفيحة من ذهب نقى، ونقشوا عليها عبارة (قدس للرب) ووضعوها على عمامة هارون من قدام، فتكون على جبهته دائمًا، للرضا عنهم أمام الرب" (خر 28: 38).
أى مجرد رؤية هذا الذي صار (قدسًا للرب) تجلب الرضًا عن الشعب أمام الله.. ما أعجب إكرام الرب لخدامه..
نلاحظ أيضًا أنه قيل عن ثياب هرون وبنيه إنها مقدسة، إنها للمجد والبهاء، كما قال الرب لموسى "واصنع ثيابًا مقدسة لهرون أخيك، للمجد والبهاء. وتكلم جميع حكماء القلوب، الذين ملأتهم روح حكمة، أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي.. ولبنى هرون تصنع أقمصة، وتصنع لهم مناطق، وتصنع لهم قلانس للمجد والبهاء" (خر 28: 2، 3، 40).
هل تظنون أن الله يهتم بخدام العهد القديم كل هذا الاهتمام، ويسربلهم بالمجد والبهاء، ولا يهتم بخدام العهد الجديد، وهو أفضل؟!
[6]هذه المسحة التي أخذها هرون وبنوه، كان يصحبها حلول الروح القدس، ويظهر ذلك من قول الكتاب " روح السيد الرب على، لأنه مسحني لأبشر المساكين" (أش 61: 1) فارتبطت المسحة بحلول الروح القدس.
فالمسحة إذن تعطى الروح، وتعطى سلطانًا لممارسة خدمة الكهنوت.
وفى العهد الجديد حل محلها وضع اليد والنفخة المقدسة (يو 20: 22).
وعملية المسحة، تقابل طقس السيامة في العهد الجديد..
[7] خصص الله الكهنوت في جماعة معينة هي هرون وبنوه. ولما احتج قورح وداثان وأبيرام، وأرادوا أن يكون الكهنوت للأمة كلها، على اعتبار أنها "أمة مقدسة" و"مملكة كهنة" قال لهم موسى "غدًا يعلن الرب من هو له، ومن المقدس، حتى يقربه إليه. فالذي يختاره يقربه إليه" (عد 16: 5).
لاحظوا هنا وصف موسى للكاهن: (إنه للرب، هو مقدس، يختاره الرب، يقربه إليه). واختار الرب كهنته، وابتلعت الأرض المحتجين المطالبين بتأميم الكهنوت.. وكان درسًا للأجيال كلها..
[8] الكهنوت إذن مسحة وإرسالية..

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 05:04 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت دعوة وإرسالية



يقول الكتاب " روح السيد الرب على، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب.." (أش 61: 1 ). قال "مسحني وأرسلني" فالمسحة تسبق الإرسالية..
و الذي لا يرسله الرب، لا فائدة من عمله. أنظر القول الإلهي".. وأنا لم أرسلهم ولا أمرتهم. فلم يفيدوا هذا الشعب فائدة يقول الرب" (أر 23: 32).
[9] في العهد الجديد نفس الوضع:
الدعوة، الاختيار، المسحة، الإرسالية:

https://st-takla.org/Pix/Saints/The-T...awit-Egypt.jpg
يقول الكتاب عن السيد المسيح " ثم دعا تلاميذه الاثني عشر" (مت 10: 1). وهذه الدعوة شرحها الإنجيل بالنسبة إلى كل واحد على حدة. ثم ماذا؟ يتابع البشير كلامه فيقول " هؤلاء الاثنا عشر، أرسلهم يسوع، وأوصاهم قائلًا.." (مت 10: 5).
إذن هنا دعوة، لأشخاص معينين.. وهنا إرسالية لهم وليس لكل أحد.
"ودعا تلاميذه الاثني عشر، وأعطاهم قوة وسلطانًا.. وأرسلهم ليكرزوا.." (لو 9: 1، 2) "وبعد ذلك عين الرب سبعين آخرين أيضًا، وأرسلهم اثنين اثنين" (لو 10: 1).
وقال الرب عن هذه الإرسالية " كما أرسلني الآب، أرسلكم أنا.." (يو 20: 21).. وقال في صلاته للآب "كما أرسلتني إلى العالم، أرسلتهم أنا إلى العالم" (يو 17: 18). وفي تأكيد الإرسالية من الله قال: "اطلبوا إلى رب الحصاد أن يرسل فعله لحصاده" (مت 9 : 38).
وقال عن الاختيار "لستم أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم، وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر" (يو 15: 16). والاختيار يدل على أنه ليس لكل أحد.
إذن هنا اختيار وإرسالية. ولا يستطيع أحد أن يعمل هذا العمل من ذاته، بل المدعو من الله كما هرون.
[10] والمسيح لم يرسل فقط، وإنما أرسل، وحدد مكان العمل، ونوع العمل أيضًا.. لكي لا يعمل أحد من ذاته.
في أول الأمر قال لهم " إلى طريق أمم لا تمضوا، ومدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (مت 10: 5، 6). ثم قال لهم أخيرًا " تكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع 1: 8). وفي اختيار وإرسال بولس قال له: "اذهب فإني سأرسلك إلى الأمم بعيد " ومن جهة العمل، قال لهم وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح، علموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19، 20). " اكرزوابالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص" (مر 16: 15، 16).
وهنا نجد رسالة معينة، خاصة بهذه الإرسالية.. أن يكرزوا، ويتلمذوا، ويعمدوا، ويسلموا ما تسلموه من الرب..

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 05:05 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت رسالة معينة


إذن هناك إرسالية في العهد القديم وفي العهد الجديد، ليس للكل، وإنما كانت لأشخاص معينين، يرسلهم الرب برسالة خاصة.
[11] وحتى في الفترة التي بين العهدين، نقرأ عن يوحنا المعمدان، الكاهن ابن زكريا الكاهن، أنه قيل عنه في الإنجيل "كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا".

https://st-takla.org/Pix/Saints/09-Co...Baptist-04.jpg
هذا جاء للشهادة، ليشهد للنور، ليؤمن الكل بواسطته" (يو 1: 6، 7).
[12] نفس الوضع، إرسالية لشخص معين، برسالة معينة. نلاحظ هنا أن كهنوته كان للشهادة للنور، ولا تركيز على تقديم الذبائح..
كان عمل هذا الكاهن أن "يهيئ للرب شعبًا مستعدًا" (لو 1: 17) ويهيئ الطريق قدامه، كارزًا بمعمودية التوبة (مر 1: 2 – 4).
الله اختار يوحنا، قبل أن يولد، وقدسه وهو في بطن أمه، وملأه من الروح القدس (لو 1: 15)، وأرسله، وحدد له رسالة معينة يقوم بها ككاهن، لم تكن تقديم الذبائح، بل الكرازة بمعمودية التوبة، وإعداد القلوب لاستقبال الرب..
[13] مادام الكهنوت إذن دعوة واختيار وإرسالية من الله، إذن ليس هو لجميع الناس، وإنما لمن اختارهم الرب ودعاهم..
في مملكة الله، مادام الله هو الملك، فهو الذي يختار خدامه، وهو الذي يدعو ويرسل. ولا يعمل أحد شيئًا من ذاته بل كل شيء حسب أمر الرب (خر 39: 43) " حسب المثال الذي صنعه الرب" (خر 25: 9).
ليس هذا عن درجة الرسولية فقط، بل عن خلفائهم الأساقفة أيضًا: إذ يقول الرسول لأساقفة أفسس "احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس عليها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع 20: 28).
إذن الأساقفة خلفاء الرسل، يقيمهم الروح القدس رعاة.
الروح القدس هو الذي يقيم وهو الذي يرسل. لذلك يقول السيد المسيح "أطلبوا إلى رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده" (مت 9: 38)..

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 05:06 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
النفخة المقدسة



https://st-takla.org/Pix/Gallery/Fr-K...Hegomen-04.jpg
كيف أعطى السيد المسيح للرسل الروح القدس وسلطان الكهنوت؟ يقول الكتاب إن السيد المسيح ظهر لتلاميذه بعد القيامة، والأبواب مغلقة عليهم بسبب الخوف:
" ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب. فقال لهم يسوع أيضًا سلام لكم. كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. ولما قال هذا نفخ، وقال لهم اقبلوا الروح القدس.
من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 20-23).
[15] نفخة الروح هذه مازالت قائمة يسلمها جيل لجيل.
ففي سيامةالكهنة، يفتح المختار للكهنوت فمه، وينفخ فيه رئيس الكهنة قائلًا اقبل الروح القدس.
بينما يقول هذا الكاهن الجديد القول الروحي في المزمور " فتحت فمي واجتذبت لي روحًا" (مز 119).
[16] والرسل كانوا يمنحون الروح القدس بوضع اليد في كل رتب الكهنوت، أساقفة، وكهنة، وحتى الشمامسة أيضًا. ووضع اليد على أشخاص معينين، دليل على أنه ليس للكل.
أنظروا إلى اختيار وسيامةالشمامسة السبعة (أع 6).

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 05:07 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
وضع اليد


[17] إقامة الشمامسة بوضع اليد:
احتاجت الكنيسة إلى شمامسة للخدمة، فهل تطوع البعض للخدمة وخدموا؟ أو هل تقدمت الكفاءات وخدمت؟ كلا.
بل قال الرسل " انتخبوا أيها الإخوة سبعة رجال منكم، مشهودًا لهم، مملوءين من الروح القدس والحكمة، فنقيمهم على هذه الحاجة" (أع 6: 3).
يا آباءنا الرسل، وجدنا هؤلاء المملوئين من الروح القدس والحكمة، فهل يخدمون إذن؟ كلا، بل نقيمهم نحن على هذه الحاجة..
نضع عليهم الأيادي، فيأخذون سلطانًا من الروح القدس للخدمة.
حتى هذه الدرجة، لا يأخذها أحد من نفسه، بل المدعو من الله. " فحسن هذا الأمر أمام كل الجمهور. فاختاروا استفانوس رجلًا مملوءًا من الإيمان والروح القدس.." (أع 6: 5). إنه ليس مملوءًا من الروح القدس والحكمة فقط، بل والإيمان أيضًا. وماذا بعد " وأما استفانوس فإذ كان مملوءًا إيمانًا وقوة، كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب" (أع 6: 8)..

https://st-takla.org/Pix/Gallery/Fr-K...Hegomen-04.jpg
[18] وهنا نرى عجبًا، يرينا أهمية الكنيسة كقناة شرعية يمر بها الخدام.
أمامنا شخص مملوء من الروح القدس والحكمة، مملوء من الإيمان والقوة، يصنع عجائب وآيات عظيمة. ولكن كل هذه المؤهلات لا تكفى لأن يبدأ الخدمة من ذاته، بل ترسله الكنيسة أولًا. يمر في القنوات الشرعية التي قررها الإنجيل. توضع عليه اليد، وحينئذ يأخذ وضعه الشرعي في الكنيسة، ويأخذ سلطانًا للخدمة. وحينئذ فقط يبدأ خدمته.
إذن الأمر ليس لمن يشاء، ولا لمن يسعى..
[19] ووضع اليد، هل ناله استفانوس وباقي الشمامسة السبعة من الشعب الذي اختارهم؟ كلا، بل من الرسل، من رئاسة الكهنوت..
أقاموهم أمام الرسل. فصلوا ووضعوا عليهم الأيادي" (أع 6: 6).
هل استطاع أحد من هؤلاء المملوءين من الروح القدس والحكمة أن يقول " كلنا ملوك وكهنة "، كما يقولها حاليًا مَنْ هم أقل من أستفانوس في المواهب؟ كلا، بل في تواضع، وتسليم للحق الكتابي، أحنوا رؤوسهم جميعًا، وأخذوا وضع اليد من رئاسة الكنيسة، من الرسل الذين قالوا " نقيمهم نحن على هذه الحاجة".
نقيمهم نحن، على الرغم من امتلائهم من الروح القدس، وامتلائهم من الحكمة ومن الإيمان ومن القوة، وعلى الرغم من صنع المعجزات.
[20] إن المؤهلات شيء، وسلطان الكهنوت شيء آخر..
و المؤهلات وحدها، بدون وضع اليد لا تكفى للقيام بالخدمة.
كان استفانوسكارزًا عظيمًا بالكلمة. واستطاع أن يقف أمام كل المجامع التي حاورته في الإيمان "ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به" (أع 6: 10). ولكن هذه القدرة على عمل الكرازة لابد لها من إرسالية شرعية لكي تخدم "كيف يكرزون، إن لم يُرْسَلوا؟"! (رو 10: 15).
لابد نقيمهم نحن على هذه الحاجة". توضع عليهم اليد الرسولية، فينالوا سلطانًا من الكنيسة للخدمة، ولا يخدمون من تلقاء أنفسهم.
قال السيد المسيح للرسل " كما أرسلني الآب، أرسلكم أنا" (يو 20: 21)، والرسل كما أرسلهم المسيح، يرسلوا باقي الخدام، يسلمونهم نفس السلطان ونفس الروح، ويتتابع وضع اليد من جيل إلى جيل..
وهنا نسأل: هل وضع اليد اقتصر على درجة الشماسية فقط، أم على ما هو أعلى منها درجات أيضًا..
نقول إنه اتبع حتى مع رسول عظيم مثل القديس بولس الرسول.
[21] وضع اليد على القديس بولس الرسول (شاول الطرسوسى):
هذا الإناء المختار، ظهر له السيد المسيح في الطريق إلى دمشق، ودعاه بنفسه، وقال الرب عنه لحنانيا " هذا لي إناء مختار، ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبنى إسرائيل" (أع 9: 15).
*ولم يدعه الابن فقط، بل الآب أيضًا. وهو نفسه قال عن هذا " لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي، ودعاني بنعمته، أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم، للوقت لم استشر لحما ولا دمًا.." (غل 1: 15، 16)
ولم يدعه الآب والابن فقط، بل الروح القدس أيضًا (أع 13: 2)، إذن فقد دعى من الثالوث القدوس..
ولكنه لم يباشر خدمته، إلا بالمرور على القنوات الشرعية في الكنيسة، فوضعت عليه اليد، ليأخذ سلطانًا للخدمة.. ٍ
وهل نقول هذا من عندياتنا؟ كلا، بل هذا هو الحق الكتابي، وهذا هو الحق الإنجيلي، الذي أعلنه لنا الوحي الإلهي..
ما هو هذا العجب العجاب الذي يسجله لنا سفر أعمال الرسل؟
القصة هي هذه: الروح القدس دعا برنابا وشاول للخدمة، ولكنه لم يشأ مطلقًا أن يرسلهما، إلا بعد أن ينالا وضع اليد من الرسل أولًا الذين "بينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع 13: 2).
يا رب مادمت قد دعوتهم، فمن نحن؟ نحن مجرد خدام الله قد دعوتنا كما دعوتهم. فما معنى عبارة " افرزوا لي"..؟! من نحن حتى نفرز لك؟ أرسلهم كما تشاء، أنت يا الله.
كلا، بل أنتم الذين تفرزوهما للخدمة، حتى لو كنت أنا الذي دعوتهما. أنتم القنوات الشرعية التي اخترتها للخدمة. أنتم وكلاء سرائر الله (1كو 4: 1). وقد فوضتكم في العمل..
لابد لهذين الرسولين المدعوين من روح الله القدوس،، أن يمرا على الكنيسة أولا، على الرغم من الدعوة الإلهية، ولا بد لهما من أن ينالا وضع اليد من السلطة الرسولية، من وكلاء الله..
هل كان يجرؤ شاول الطرسوسي وقتذاك، أن يقول: "كلنا ملوك وكهنة".. ومن جهة الدعوة أنا مدعو من المسيح مثلكم، وقد ظهر لي خصيصًا، وقال إنني إناء مختار له. وقد دعاني الروح القدس أيضًا، وأفرزني الله من بطن أمي..!؟
كلا، بل أحنى رأسه في تواضع، لينال وضع اليد الرسولية، هو وبرنابا، من هؤلاء الرسل الذين كانوا قبله، والذين أطاعوا الروح القدس " فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادي، ثم أطلقوهما" (أع 13: 3).
فلما أرسلتهما الكنيسة بهذا الوضع، اعتبروا مرسلين من الروح القدس، إذ بعد هذا مباشرة يقول الوحي الإلهي " فهذان إذ أرسلا من الروح القدس، انحدرا إلى سلوكية.." (أع 13: 4).
إن وضع اليد الرسولية، هو للرسل كما للشمامسة..
ونلاحظ أن وضع اليد هنا كان من الرسل لا من الشعب..
و الروح القدس نفسه، لم يخاطب في ذلك الكنيسة كلها كجماعة المؤمنين.
[22] ونلاحظ أيضًا أن وضع اليد صحبته صلوات وأصوام:
إنهم لم يضعوا اليد فقط، وإنما "صاموا حينئذ وصلوا" والمقصود طبعًا صلاة طقسية " ليتورجية". ونفس الوضع هو الذي حدث في وضع اليد على الشمامسة السبعة " الذين أقاموهم أمام الرسل، فصلوا ووضعوا عليهم الأيادي" (أع 6: 6)
وكذلك حدث نفس الأمر في سيامةالقسوس، إذ يقول الكتاب عن الرسولين بولس وبرنابا، لما وصلا إلى نواحي لسترة وأيقونية وإنطاكية.. "وانتخبا لهم قسوسًا في كل كنيسة.. ثم صليا بأصوام و استودعاهم الرب" (أع 14: 23). وإقامة القسوس تحتاج إلى صوم وإلى صلاة (ليتورجية طبعًا). كما نأتي نحن إلى الكنيسة صائمين، ونصلى الصلوات الخاصة بسيامة القسوس، ثم نضع اليد..
[23] ولا بد أن وضع اليد كان مصحوبًا بنطق خاص بالرتبة.
فهذا أمر بديهي. والسيد المسيح نفسه، لما أعطى الرسل الروح القدس والكهنوت في (يو 20: 20-23)، كان ذلك أيضًا مصحوبًا بنطق مقدس " كما أرسلني الآب أرسلكم أنا.. من غفرتم خطاياه غفرت له..". وهكذا لما منحهم في الكهنوت من قبل سلطان الحِل والربط (مت 16: 18) و(مت 18: 18).
[24] إن عبارة " أفرزوا لي تدل على أن عمل الكهنوت هو لمجموعة أفرزها الله لهذا العمل، وليس الجميع كهنة متساوين في عمل الكهنوت.
وهؤلاء الذين أفرزوا لهذه الخدمة، نالوا الدعوة الإلهية، والاختيار، والإرسالية، ووضع اليد الذي يمثل المسحة المقدسة.
الرسل دعاهم الرب بنفسه، وأرسلهم بنفسه، وأعطاهم السلطان بنفسه، وترك لهم تدبير أمور الكنيسة. وهم أرسلوا غيرهم كما أرسلهم الرب، وأعطوهم السلطان. لأن الكنيسة ما كان ممكنا أن تقف عند حدود العصر الرسولي وتنتهي!..! واستمرارها معناه أن جيل الرسل يسلم الكهنوت بكل ما فيه من خدمة وكرازة وسلطان ووضع يد، إلى الأجيال التي تليه، جيل يسلم جيلًا، إلى أن وصل إلى أيامنا هذه.

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 05:08 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
تسلسل وضع اليد



https://st-takla.org/Pix/Bible-Illust...Timothy-01.jpg
بولس الرسول وضع اليد على كثيرين، منهم تيموثاوس الأسقف، وتيطس الأسقف. وقال لتلميذه تيموثاوس " أذكرك أن تضرم موهبة الله التي فيك، بوضع يدي" (2تى 1: 6) أي أن القديس بولس لما وضع يده على تيموثاوس، سرت موهبة الله منه إلى تلميذه.
وتيموثاوس الذي أخذ وضع اليد من بولس، كان يضع يده أيضًا على آخرين، من القسوس. وفي ذلك نصحه القديس بولس قائلًا "لا تضع يدك على أحد بالعجلة، ولا تشترك في خطايا الآخرين" (1تى 5: 22)، أي أن تمنح الكهنوت – بوضع اليد ولا تشترك في خطايا الآخرين" (1تى 5: 22). أي لا تمنح الكهنوت -بوضع يدك- في عجلة لمن هو غير مستحق، لئلا إذا أخطأ تكون مشتركًا معه في خطيته..
وبالمثل بالنسبة إلى كل رسول، وفي كل بلد، ظل وضع اليد يتتابع إلى أن وصل إلى جيلنا، نفس الكهنوت، الذي منحه الرب لرسله، في درجاته المتمايزة..

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 05:09 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
هل الجميع متساوون؟ أم هناك جماعة مميزة بالكهنوت؟



https://st-takla.org/Gallery/var/albu...ry-Face-60.gif
سؤال هام نضعه أمام محاربي الكهنوت، وهو:
هل جميع المؤمنين متساوون في كل شيء؟ أم أن هناك كهنوت، لجماعة مميزة؟
باشتراطات وصفات خاصة وبأعمال مميزة تقوم بها، وبرسامة: وضع يد، ونفخة الروح القدس، ولرجال الكهنوت سلطان، ولهم ألقاب ودرجات؟؟
إننا سنثبت أن هناك جماعة مميزة، كما كانت في العهد القديم كذلك هي في العهد الجديد، فالله " ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع 1: 17) . هنا ويقوم ضدنا اعتراض من محاربي الكهنوت:

الاعتراض الثالث

يقول المعترضون: كلنا متساوون. والكتاب يشهد على ذلك بآيات نذكر من بينها:
(غل 3: 28) " ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى. لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع".
(مت 20: 25-28) " فدعاهم يسوع وقال لهم: أنتم تعلمون إن رؤساء الأمم يسودونهم، والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يكون فيكم عظيما، فليكن لكم خادمًا. ومن أراد أن يكون فيكم أولًا، فليكن لكم عبدًا. كما أن ابن الإنسان لم يأت ليخدم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين".
ويرى أصحاب هذا الاعتراض أنه يفهم من هذه الآيات، أن الكل متساوون ولا فارق بين مؤمن وآخر.

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 05:10 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
التساوي في البنوة و اختصاصات الكهنوت

1-ونحن لا ننكر أن جميع المؤمنين متساوون في البنوة لله، وفي أنهم هياكل للروح القدس، لا يتميز فيهم شعب على شعب، ولا يتميزون من جهة الجنس أو اللون. وكلهم متساوون في المسئولية الأدبية.
ولكن هذا كله، لا يعنى مطلقًا أنهم متساوون في الاختصاص ولا يعنى أنهم متساوون في الكهنوت..
2-وقد قيلت الآية الأولى (غل 3: 28) في نتائج الإيمان والمعمودية، من حيث البنوة لله بالإيمان و المعمودية، ومن حيث الحياة الجديدة التي نلبسها في المسيح يسوع. وهكذا قال القديس بولس الرسول:
" لأنكم جميعًا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع. لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم. ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر وأنثى، لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع" (غل 3: 26-28).
إذن ليس فارق بين المؤمنين بالمعمدين، من حيث البنوة لله. في هذه البنوة لا يتميز يهودي على يوناني، ولا حر على عبد، ولا ذكر على أنثى.. ولا فارق بين هؤلاء في بركات المعمودية.
ومع هذه المساواة في البنوة لله ومميزاتها، هناك فارق!!
3-ليس ذكر وأنثى في البنوة لله وفي بركات المعمودية. ومع ذلك يقول الكتاب: "رأس المرأة هو الرجل" (1كو 11: 3).
ويقول أيضًا: "أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح أيضًا رأس الكنيسة" (أف 5: 22، 23). "أيها النساء اخضعن لرجالكن، كما يليق في الرب" (كو 3: 18) " فإنه هكذا كانت قديمًا النساء القديسات أيضًا.. خاضعات لرجالهن، كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه سيدها" (1بط 3: 6).
4-وعلى الرغم من المساواة بين العبد والحر في البنوة لله وفي بركات المعمودية، إلا أنه هناك أيضًا فارق:
يقول السيد المسيح: "ليس عبد أعظم من سيده" (يو 13: 16). ويقول الرسول: "أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد، بخوف ورعدة، في بساطة قلوبكم كما للمسيح" (كو 3: 22، تى 2: 9).
في الإيمان والمعمودية لا فارق بين فليمون وأنسيموس. ولكن بولس الرسول كان لا بد أن يستأذن فليمون في شأن أنسيموس لأنه سيده. لذلك قال له: "بدون رأيك لم أرد أن أفعل شيئًا" (فل 14).
5-وحقًا في البنوة لله لا فارق بين يهودي ويوناني. ومع ذلك قال الرسول عن أنسبائه هؤلاء أنهم " لهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد" (رو 9: 4، 5).
أما في المعمودية فيقول الرسول: "لأننا جميعًا بروح واحد، اعتمدنا إلى جسد واحد، يهودًا كنا أم يونانيين" (1كو 12: 13).
6- إذن قول بولس الرسول في (غل 3: 28) لا نأخذه بالمعنى المطلق، بل في الحدود التي تكلم عنها الرسول. وفى غير هذه الحدود فوارق كما ذكرنا.
في البنوة وبركات المعمودية، كل المؤمنين متساوون..
ولكنهم -في الاختصاصات وفي الكهنوت- غير متساوين..
7- هنا ونناقش ما ورد في (مت 20: 25 – 28) " من أراد أن يكون فيكم أولًا فليكن عبدًا. كما أن ابن الإنسان لم يأت ليَخدِم بل لِيُخْدَم".
السيد المسيح يتكلم هنا عن التواضع، وليس عن الكهنوت. لا يريد أن يكون رسله لهم روح السيطرة والتعالي وحب العظمة.
8- ولقد ضرب في هذا مثلًا بنفسه " ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم " فهل هذا التواضع الذي سلك به، يعنى انه مساو للتلاميذ؟‍ حاشا. إنه أتى ليخدمهم. ومع خدمته لهم هو سيدهم. ولذلك قال لهم بعد أن غسل أرجلهم:
"أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا. وحسنًا تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض" (يو 13: 13، 14).
9-أقوال السيد المسيح هذه لتلاميذه، لا تعنى إلغاء الكهنوت، إنما تعنى الاتضاع في كل أعمال الكهنوت التي عهد بها إليهم.
ففي الكهنوت أيضًا: لا يجوز كاهنًا يريد أن يكون عظيمًا، أو يريد أن يكون أولًا (مت 20: 26، 27).
بل يكون كاهنًا ومتواضعًا. لا يسيطر على الناس، ولا يتعاظم، ولا يتعالى عليهم. وإن كان الله قد جعله أولًا، فلا يصح أن هذه الأولوية ترفع قلبه، بل يتعامل مع الشعب كأنه آخر الكل، كأنه عبد لهم.
10-هنا وأتذكر قول الشيوخ لرحبعام الملك:
" إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب، وخدمتهم وأحببتهم،
وكلمتهم كلامًا حسنا، يكونون لك عبيدًا كل الأيام." (1مل 12: 7)
فإن كان الملك مطلوبًا منه أن يكون خادمًا وعبدًا لشعبه، هكذا الكاهن أيضًا مطلوب منه كذلك. ويبقى الملك ملكًا، والكاهن كاهنًا.

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 09:48 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
ليس الجميع متساوين


الاعتراض الرابع:
11-يستشهد المعارضون بما ورد في سفر يوئيل النبى: (يؤ 2: 28) " يكون بعد ذلك أنى أسكب روحي على كل بشر. فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويحلم شيوخكم أحلامًا، يرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد أيضًا وعلى الإماء، أسكب روحي في تلك الأيام "
ويقولون في ذلك: هوذا الكل على قدم المساواة: البنون والبنات، والشيوخ والشبان، والعبيد والإماء.
12-و الرد بسيط. وهو أن هناك فرقًا بين المواهب والكهنوت. المواهب يمكن أن تكون أحيانًا للكل. بينما الكهنوت ليس للكل ومع ذلك فالكل ليسوا متساوين في المواهب..
يقول القديس بولس الرسول في أصحاح المواهب المشهور (1كو12):

https://st-takla.org/Pix/Church-Sunset-Border.jpg
" لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة. فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم.. ولآخر إيمان.. وللآخر مواهب شفاء.. ولآخر عمل قوات، ولآخر نبوة، ولآخر تمييز أرواح، ولآخر أنواع ألسنة، ولآخر ترجمة ألسنة.. قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو 12: 7 – 11)
وقول أيضًا: "ألعل الجميع أصحاب قوات؟‍ ألعل للجميع مواهب شفاء؟‍ ألعل الجميع يتكلمون بألسنة؟‍ ألعل الجميع يترجمون؟‍" (1كو 12: 29، 30).

ليس الجميع متساوين
13-إن كان الجميع يتساوون في أنهم أبناء الله، وصورة الله، وهياكل لروحه لقدوس. ويتساوون من جهة المسئولية الأدبية.. إلا أنهم ليسوا متساوين من جهة لعمل والاختصاصات، ومن جهة الكهنوت.
14-هذا هو التعليم الكتابي. وفيه يقول الرسول:
" وضع الله أناسًا في الكنيسة. أولًا رسلًا، ثانيا أنبياء، ثالثًا معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب.. ألعل الجميع رسل؟‍ ألعل الجميع أنبياء؟‍ ألعل الجميع معلمون؟‍.." (1كو 12 : 28، 29).
إذن هنا لا مساواة. وليس العمل واحدًا للكل.
فإن كان محاربو الكهنوت يبنون ادعاءهم على مبدأ المساواة، تكون قضيتهم بلا شك قد سقطت..
15-ونفس تمايز العمل يكرره الرسول في رسالته إلى أفسس، فيقول عن الرب: "وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، وبالبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين. لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح" (أف 4: 11، 12)
هو أعطى البعض، وليس الكل. إذن لا مساواة..
16-هو اختار أشخاصًا معينين، لأعمال معينة كلفهم بها. وهذا الاختيار ليس هو طبعًا لجميع الناس. فليس الجميع متساوين في الاختيار والإرسالية. وليس الكل مختارين للخدمة التي كلف بها الرب رجاله، وهي أعمال معينة، نسميها أعمال الكهنوت. إذن رجال الكهنوت هم:

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 09:49 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أشخاص اختارهم الرب

17- يقول الإنجيل في (لو 16: 12، 13) أنه قضى الليل كله في الصلاة. ولما كان النهار دعا تلاميذ، وأختار منهم اثني عشر الذين سماهم رسلًا"..
"وبعد ذلك عين الرب سبعين آخرين أيضًا، وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهة" (لو 10: 1).
إذن الكهنوت هذا وضع إلهي، أسسه الرب بنفسه، وبدأه بالرسل.
بأشخاص اختارهم بنفسه، ورسم لهم عملهم، وعين لهم المكان الذي يعملون فيه، وأعطاهم سلطانًا وبركة. كما قيل في (مت 10: 1): "ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانًا..".
18- ووضع الرب بركة لمن يقبلهم، وعقوبة لمن يرفضهم أو يرذلهم:
وقال لهم: "من يقبلكم يقبلني. ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني" (مت 10: 40) " الذي يسمع منكم يسمع منى. والذي يرذلكم يرذلني. والذي يرذلني، يرذل الذي أرسلني" (لو 10: 16 ). وجعل عقوبة الذين يرفضونهم أصعب من عقوبة سدوم (لو 10: 10 – 12).

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 09:50 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أشخاص أعطاهم سلطان التعليم والتعميد


19-قال لهم: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19، 20) " اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوابالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص" (مر 16: 16)..
هؤلاء هم الذين ائتمنهم على خدمة الكلمة. ولم يعط هذه الخدمة لجميع الناس.
بل أعطاها لهؤلاء الذين قال لهم: "من يسمع منكم، يسمع منى" (لو 10: 16). ولم يقل الرب لجميع الشعب : "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" "اكرزوابالإنجيل".. لأن سلطان التعليم ليس للجميع ‍!
20-وفى هذا الأمر يشهد القديس بطرس الرسول قائلًا:
" ليس لجميع الشعب، بل لشهود سبق الله فانتخبهم. لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه.. وأوصانا أن نكرز للشعب ونشهد.." (أع 10: 41، 42).
ما أعجب عبارة: "ليس لجميع الشعب".
إن خدمة الكلمة، خدمة الكرازة، ليست أمرًا يتطفل عليه أي إنسان، إنما هي لأشخاص معينين أئتمنهم الرب على هذه الخدمة أما باقي الشعب فتنطبق عليهم عبارة: "كيف يكرزون إن لم يرسلوا "(رو 10: 15).
على أننا سنطرق هذا الموضوع بالتفصيل حينما نتكلم عن الكهنوت وخدمة التعليم. كذلك خدمة التعميد لم تكن لكل أحد، إنما للذين قال لهم الرب " وعمدوهم " ثم لمساعديهم، ولخلفائهم من بعدهم.

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 09:51 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أشخاص أعطاهم سلطان الحِل والربط

21- لم يعط الرب هذا السلطان لجميع الشعب، وإنما أعطاه للرسل في شخص بطرس (مت 16: 18). ثم وجه الحديث لكل الرسل قائلًا: "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء" (مت 18: 18).
وبعد القيامة يقول الإنجيل أنه نفخ في وجوهم وقال لهم: "اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 22، 23)

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 09:52 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أشخاص أعطاهم ممارسة سر الافخارستيا

22-قال لهم، وليس لجميع الشعب: "هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكرى" (لو 22: 19). قال هذا للرسل وهم مجتمعون معه في العلية يوم خميس العهد. ولهذا فإن بولس الرسول حينما يتعرض لهذا الأمر يقول:
"كأس البركة التي نباركها، أليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، أليس هو شركة جسد المسيح" (1كو 10: 15)..
فقال: "نبارك ونكسر" ولم يقل: تباركون وتكسرون.
لأن إقامة هذا السر ليست لكل أحد، بل للكهنوت.
أما التناول منه فهو للكل، لذلك قال: "لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس الشياطين.. لا تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب ومائدة شياطين" (1كو 10: 21). الرسل لهم إقامة هذا السر، لأنهم باكورة الكهنوت.

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 09:52 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أشخاص لهم سلطان وضع اليد و إقامة الخدام



23-كان وضع اليد لإقامة الخدام، هو من عمل الرسل وحدهم، ثم صار أيضًا من عمل خلفائهم الأساقفة.
أ- ففي سيامةالشمامسة السبعة، قال الرسول للمؤمنين: "انتخبوا أنتم سبعة رجال.. فنقيمهم (نحن) على هذه الحاجة.. الذين أقاموهم أمام الرسل، فصلوا ووضعوا عليهم الأيادي" (أع 6: 3-6)..
ولو كان كل الشعب كهنة، ما كان هناك حاجة لإقامة هؤلاء السبعة أمام الرسل ليضعوا عليهم الأيادي.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...en-Deacons.gif
ب- وبولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس الأسقف: "فلهذا السبب أذكرك أن تضرم أيضًا موهبة الله التي فيك بوضع يدي" (2تى 1: 6).
ج- وقال لهذا الأسقف: "لا تضع يدك على أحد بالعجلة، ولا تشترك في خطايا الآخرين" (1تى 5: 22).
ولو كان الكل كهنة، فما لزوم وضع اليد هنا؟!
د-كذلك أمر بولس الرسولتلميذه تيطس أسقف كريت قائلًا: "من أجل هذا تركتك في كريت، لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة، وتقيم في كل مدينة شيوخًا (قسوسًا) كما أوصيتك" (تى 1: 5 ).
ما معنى إقامتهم قسوسًا، مادام الكل كهنة في عرفهم؟!
ه- أما العبارة التي قالها لتلميذه تيموثاوس: "لا تهمل الموهبة التي فيك، المعطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخة" (1تى 4: 14).
فبالإضافة إلى أن البروتستانت يترجمون كلمة قسيس أو كاهن بكلمة شيخ التي كانت تطلق على الأساقفة أحيانًا، وعلى الرسل أيضًا
فبطرس الرسول يقول: "أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقكم والشاهد لآلام المسيح" (1بط 5: 1)
ويوحنا الرسول يقول في افتتاح رسالته الثانية والثالثة: "الشيخ إلى كيرية" (2يو1) " الشيخ إلى غايس الحبيب" (3يو 1).
إذن وضع اليد لإقامة الخدام في كل رتب الكهنوت، لم يكن لكل أحد، إنما كان للرسل ولمساعديهم وخلفائهم من الأساقفة.

Mary Naeem 22 - 02 - 2014 09:53 PM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أشخاص لهم اختصاص منح الروح القدس

24-(أ) ففي قصة إيمان السامرة، كان أهلها قد تعمدوا ولم ينالوا الروح. وهنا يقول الكتاب أن الرسل: "أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا، اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس.. حينئذ وضعا الأيادي عليهم، فقبلوا الروح القدس" (أع 8: 14 –17)
فلو كان الكل كهنة، لكان ممكنا لأي أحد من المؤمنين أن يمنح أهل السامرة الروح القدس، ولا حاجة إلى أن يرسل إليهم الرسل بطرس ويوحنا الرسولين.
(ب) نلاحظ نفس الوضع في منح الروح القدس لأهل أفسس.
ما كانوا يعرفون شيئًا عن الروح القدس. ولكن " لما وضع بولس يديه عليهم، حل الروح القدس عليهم.." (أع 19: 6).
إذن كان الرسل يمنحون الروح القدس، سواء لرتب الكهنوت، أو الناس، الذي عرف فيما بعد بسر المسحة (1يو 2 : 20، 27). ولم يكن هذا عمل عامة المؤمنين، كما يعلمنا الكتاب.
وهذا الأمر أدركه حتى سيمون الساحر، ولكنه أخطأ في الوسيلة. ويقول الكتاب: "ولما رأى سيمون أنه بوضع أيدي الرسل يعطى الروح القدس، قدم لهم دراهم" (أع 8: 18).
فلو كان الكهنوت للكل، لماذا كانت هناك حاجة أن يطلب الروح القدس من هؤلاء الناس بالذات؟!

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:25 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
أشخاص لهم عمل الإرشاد والتدبير

25- يقول القديس بولس الرسول:
"اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله" (عب 13: 7).
"أطيعوا مرشديكم واخضعوا، لأنهم ساهرون لأجل نفوسكم، كأنهم سوف يعطون حسابًا.." (عب 13: 7 ).
وطبعًا هذا الكلام ليس للكل، إنما للذين سيعطون حسابًا عن الاهتمام بنفوس الآخرين.
26- ويقول الرسول أيضًا:
"نسألكم أيها الأخوة أن تعرفوا الذين يتعبون بينكم، ويدبرونكم في الرب، وينذرونكم، وأن تعتبروهم جميعًا في المحبة" (1تس 5: 12، 13).
وعبارة: "تعرفون الذين.. يدبرونكم" معناها أنها ليست لكل أحد.

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:30 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
يُقامون بوضع اليد: بصلاة وصوم ونطق

28-وذلك واضح في إرسال شاول وبرنابا "فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي، ثم أطلقوهما بسلام" (أع 13: 3).
وواضح وضع اليد والصلاة في سيامةالشمامسة "فصلوا ووضعوا عليهم الأيادي" (أع 6: 6).
وإن كان الأمر لجميع الناس، فما لزوم وضع اليد والصلاة، اختيار مجموعة معينة "انتخبوا أنتم سبعة رجال منكم" (أع 6: 3).
ما لزوم هذا الطقس: صلاة -صوم- وضع يد. وطبعًا معه نطق خاص بالرتبة ويقام من شخص له سلطان؟!

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:31 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت وجماعة معينة

29-إن كان الكهنوت لكل أحد، فهل يستطيع كل أحد من الشعب أن يعمد، ويمنح الروح القدس للآخرين، ويقيم الأساقفة والقسوس والشمامسة؟ ويعلم ويدبر؟!
وهل كل أحد له سلطان الحل والربط، وأن يغفر الخطايا أو يمسكها؟ وهل كل أحد له سلطان إقامة سر الافخارستيا.. وباقي الأعمال التي تميز بها الكهنة؟
لم يحدث أن السيد المسيح أعطى السلطان على كل هذا لجميع الناس كما سبق وذكرنا.
مثال تعميد كرنيليوس وشاول:
30-لما شاء الله قبول كرنيليوس، مع أنه كان رجلًا تقيًا، وقد صعدت صلواته وصدقاته إلى الله، واستحق أن يرسل له الله ملاكًا يكلمه.. كان الإرشاد الإلهي إليه هو:
"أرسل إلى يافا رجالًا، واستدع سمعان الملقب بطرس.. هو يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل" (أع 10: 5، 6).
وجاء بطرس الذي كان قد كلف بهذا العمل أيضًا من الله نفسه (أع 10: 20).
إذن هناك أشخاص معينون لهذه الخدمة، وليست هي لأي أحد أو للكل. وهذا بأمر من الله نفسه، وبرؤى، وبإرشاد ملائكة..
31-نفس الوضع نراه بالنسبة إلى شاول الطرسوسي، الذي صار اسمه بولس الرسول فيما بعد..
رأى المسيح شخصيًا، وآمن، و اختاره الرب رسولًا للأمم (أع 9: 1-18).
ومع ذلك أرسله الرب إلى حنانيا في دمشق، الذي ظهر له الرب في رؤيا يكلفه بهذه المهمة. بيد حنانيا نال شاول نعمة العماد (أع 22: 16).
وقد حدث هذا التكليف الإلهي، برؤيا مقدسة كلم فيها الرب حنانيا بالذات، وكلفه بالعمل..

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:32 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت المسيحي

هنا ونتذكر العبارة التي قالها القديس بولس الرسول عن الكهنوت المسيحي، وهي شهادة في العهد الجديد:
" لا يأخذ أحد هذه الوظيفة (الكرامة) من نفسه، بل المدعو من الله كما هارون أيضًا" (عب 5: 4).
هذا هو الحق الإنجيلي، أو الحق الكتابي، لمن يريد أن يعرف الحق " ومن له أذنان للسمع فليسمع" (مت 13: 43).
ولعله مما تجدر ملاحظته: أن الكهنوت في العهد الجديد -كما في العهد القديم- هو لجماعة مميزة، وليس لجميع الناس.. جماعة مميزة بدعوة، ومسحة، واختيار، وإرسالية، ووضع يد، وصلوات، واشتراطات خاصة.. وجماعة لها درجات، ولها ألقاب، ولها اختصاصات ليست لجميع الناس.
أن هذه الجماعة التي يختارها الرب للكهنوت، تقوم بأعمال مميزة لم يعهد بها الرب لكل الشعب. فلا يظن أحد أن الشعب كله كهنة..!
وكذلك فإن أعضاء هذه الجماعة المدعوة من الله كما هرون (عب 5: 4).
أعطاهم الرب سلطانًا خاصًا في أمور معينة:
فلهم سلطان العماد، ولهم سلطان التعليم، ولهم سلطان الحل والربط،
ولهم تدبير الكنيسة ولهم وضع اليد لإقامة الخدام والإكليروس، ولهم خدمة بيت الله.
وهم وحدهم وكلاء سرائر الله (1كو4: 1)، وهم الذين يمنحون الروح القدس للمؤمنين (أع 8: 17، 18)،
وليس عملهم مجرد تقديم الذبيحة، بحيث يركز المعارضون للكهنوت على هذه النقطة وحدها، كما لو كانت عمل الكهنوت الوحيد!!

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:34 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
وظائف وألقاب الكهنوت ودرجاته

إن كان جميع المؤمنين كهنة، وإن كانوا جميعهم متساوين، فلماذا إذن كل هذه الوظائف المميزة: وكلاء سفراء - ملائكة - ورعاة - آباء - معلمين - مرشدين - مدبرين - كهنة. وواضح طبعًا أن كل هذه الوظائف لم تكن لجميع المؤمنين، وإنما لمجموعة مميزة منهم..؟!
لأنه إن كان الجميع وكلاء، فمن يكون باقي الناس إذن؟ وإن كان الكل رعاة، فمن يكون أفراد الرعية؟! ولو كان الكل آباء، فمن يكون الأبناء؟! وإن كان الكل معلمين، فمن الذين يتتلمذون عليهم؟! وهكذا مع باقي الصفات.
وطبعًا هذا يدل على أن رجال الكهنوت كانوا مجموعة مميزة بوظائف ليست للكل. وهذا يرد على اعتراض المساواة..
وبنفس الأسلوب نقول إنه واضح من الكتاب أن كل المؤمنين لم يكونوا أساقفة وقسوسًا وشمامسة.
نحاول إذن في الصفحات المقبلة أن نتناول كل لقب وكل وظيفة من هذه التسع التي ذكرناها، ونورد النصوص التي تؤيدها من آيات الكتاب، حتى يكون كل ما نقوله مؤسسًا على الحق الكتابي أو الحق والإنجيلي.

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:34 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
وكلاء


1- السيد المسيح وصف الرسل الإثنى عشر بأنهم وكلاء.
وهذا واضح من مثل السهر والاستعداد. لأنه لما قال بطرس: "يا رب. ألنا تقول هذا المثل، أم للجميع أيضًا؟" أجابه الرب: "يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم، الذي يقيمه سيده على عبيده، ليعطيهم في حينه" (لو 12: 42).
أمامنا في هذه الآية: وكيل، وعبيد. والوكيل مقام من السيد على هؤلاء العبيد والسيد نفسه هو الذي أعطاه هذه الصفة وهذه المسئولية، وكلفه بأن يعطى عبيده طعامهم الروحي.
2- إذن هنا تمايز، فليس الكل وكلاء، وليس الكل متساوين..
نقول هذا على الرغم من أن الوكيل هو أيضًا عبد كالباقين، إذ يقول الرب عنه: "طوبى لذلك العبد، الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا" (لو 12: 43). ولكنه متميز عن باقي العبيد، من جهة عمله واختصاصاته، ومسئوليته عنهم أمام سيد الكل الذي أقامه عليهم.

https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...ost-Day-09.jpg
3- فإن كان هذا الوكيل يعطى الطعام الروحي لهذا الشعب في حينه، والشعب باستمرار –عبر الأجيال كلها – يحتاج إلى الطعام الروحي، إذن لابد من وكلاء يستمرون في إعطاء الشعب طعامه، إلى أن يأتي رب الكل – في مجيئه الثاني – فيجدهم يفعلون هكذا..
4-أيستطيع المؤمنون بعد كل هذا، أن يقولوا كلنا وكلاء، ولا فارق؟! لأننا كلنا ملوك وكهنة!! وهكذا يقومون بحركة ثورة وتمرد، لا تتفق مع التعليم الإنجيلي..! أم أنهم في اتضاع قلب، وفي تسليم لتعليم الرب نفسه في كتابه، يخضعون لهذا الوكيل، الذي أقامة الرب على عبيده، وكلفه بأن يعطيهم طعامهم في حينه، وقال عنه إن عقوبة شديدة تحل على هذا الوكيل إن هو أهمل العناية بالناس..؟ (لو 12: 46).
5- على أن الوكالة لم تكن فقط للرسل الاثني عشر. إنما بولس الرسول وكل مساعديه كانوا أيضًا وكلاء.
قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زملائه:
"هكذا فليحبنا الإنسان كخدام المسيح، ووكلاء سرائر الله. ثم يسأل في الوكلاء، لكي يوجد الإنسان أمينًا" (1كو 4:1، 2)
6- هنا سرائر الله. وخدام له وكلاء عليها، على أسرار الكنيسة. وليس الكل وكلاء على السرائر الإلهية. بل قال الرسول هذا في معرض الحديث عن نفسه وعن أبولس (1كو 4: 6).
7- على أن القديس بولس، لم يتكلم عن نفسه كوكيل من جهة سرائر الله فقط وإنما من جهة التعليم أيضًا، لأنه استؤمِن فيه على وكالة.
فقال: إن كنت أبشر فليس لي فخر، إذ الضرورة موضوعة على. فقد استؤمنت على وكالة، فويل لي إن كنت لا أبشر" (1كو 9: 16، 17).
8- إذن لا يستطيع أحد أن يقول مع بولس الرسول: "ويل لي إن كنت لا أبشر"، ما لم يكن قد استؤمن على وكالة.
تقول: وماذا أفعل في الغيرة المقدسة التي في قلبي، من جهة أن يؤمن الناس، فلابد أن اكرز لهم؟
أقول لك: حسنة هذه الرغبة ومقدسة، ولكن يجب أن تفعل هذا من خلال الكنيسة. هي ترسلك لتبشر، بعد أن تمنحك إحدى درجات الشماسية..
لعلك تتعجب وتستثقل الأمر، وتريد أن تعمل من خارج الكنيسة بمفردات مستقلًا!! إذن اسمع الحق الكتابي:
" كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟!" (رو 10: 14، 15).
وأنت إذن كيف تكرز إن لم ترسل حسب قول الرسول؟!
على كل نؤجل هذا الموضوع الآن، ونرجع إلى صفة رجال الكهنوت كوكلاء فنقول:
9- لم يطلق لقب الوكلاء على الاثني عشر فقط، وإنما على بولس أيضًا، وعلى مساعديه. وأيضًا على الأساقفة.
فقيل: "ليكن الأسقف بلا لوم كوكيل لله" (تى 1: 7).
السيد المسيح هو صاحب الكرم، أقام عليه وكلاء (مت 20:8) والوكلاء هم الرسل، كما وكل الأنبياء من قبل (أر 1: 10). والرسل أقاموا أساقفة، سماهم الكتاب أيضًا وكلاء (تى 1: 7). وهؤلاء الأساقفة أقاموا قسوسًا وشمامسة
10- هؤلاء كلهم يعملون باسم الله وسلطانه. لأن التوكيل الذي منحهم إياه، يحمل تفويضًا منه لهم في العمل.
هم يمثلونه على الأرض. لذلك قال لهم: "الذي يسمع منكم، يسمع منى. والذي يرذلكم يرذلني" (لو 10: 16 ) "من يقبلكم يقبلني" (مت 10: 40).
إنهم مفروضون منه، ليكملوا العمل الذي بدأه. لذلك هم أيضًا يدعون سفراء.

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:47 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
سفراء

يقول القديس بولس الرسول في (2كو 5: 20):
"الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه.. إذن نسعى كسفراء للمسيح، كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله". مع الله الذي "أعطانا خدمة المصالحة" (2كو 5: 18).
عمل المصالحة قام به السيد المسيح، الذي أقام صلحًا بين الله والعالم (2كو5: 19). وعمل المصالحة مستمر، لأن الإنسان دائمًا يخطئ وينفصل عن الله. وعمل المصالحة هذا عهد به الرب إلى خدامه، رجال الكهنوت، وكلاء الله على الأرض (تى 1: 7) يسعون كسفراء للمسيح، يقولون للناس: تصالحوا مع الله.
السفير يقوم بعمل المصالحة. و السفير أيضًا يوصل كلمة الله إلى الناس. وهذا العمل المزدوج قام به الرسول:
فقال: "لأعلم جهارًا بسر الإنجيل، الذي لأجله أنا سفير في سلاسل" (أف 6: 20). ولا يزال هذا العمل المزدوج مستمرًا

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:49 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
رعاة
وقد أطلق هذا اللقب على الآباء الرسل، ثم أيضًا على الآباء الأساقفة وحسب تعليم الكتاب المقدس.

قال السيد المسيح لبطرس: "ارع غنمي.. ارع خرافي" (يو 21: 15، 16)
وقال القديس بولس الرسول لأساقفة أفسس: "احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع 20: 28).
وهذا الآية واضحة في الربط بين الأسقفية وعمل الرعية.
وهذا الربط يظهر أيضًا في قول القديس بطرس الرسول عن ربنا يسوع المسيح: "أرعى نفوسكم وأسقفها" (1بط 2: 25).
ونفس الوضع في حديث القديس بطرس الرسول إلى أساقفة الشتات حيث يقول لهم: "ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا (1).. لا كمن يسود على الأنصبة، بل صائرين أمثلة للرعية. ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى" (1بط 5: 2-4). وفي توزيع الرتب والمسئوليات، قال القديس بولس إن الله:
" أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين.. لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح" (أف 4: 11، 12).

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:50 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
آباء

رجال الكهنوت في كل درجاتهم يدعون آباء.
ومع ذلك يعترض البعض على ذلك بقول الرب لتلاميذه: "ولا تدعوا لكم أبًا على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السموات" (مت 23: 9).
لذلك رأينا من الأفضل أن نخصص فصلًا خاصًا عن هذا الموضوع، نتحدث فيه عن الأبوة الروحية التي للكهنوت (1) كلمة أسقف (ابسكوبس باليونانية) تترجم أيضًا ناظر. فالأساقفة نظار. يشبهها قول الرب في سفر حزقيال: "قد جعلتك رقيبًا لبيت إسرائيل. فاسمع الكلمة من فمي، وأنذرهم من قبلي" (حز 3: 17، 23: 7).

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:51 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
معلمون

ليس لكل أحد سلطان أن يعلم، بل للذين أعطى لهم.
لذلك قيل في (رو 12: 7): " أما المعلم ففي التعليم". وقال القديس بولس إن الله: "وضع في الكنيسة أولًا رسلًا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين" (1كو 12: 28). وقال أيضًا: " إنه أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين" (أف 4: 11).
وهذه الآية تربط بين الرعاية و التعليم. ولما كان الأساقفة هم الرعاة، لذلك نجد من شروط الأسقف أن يكون "صالحًا للتعليم" (1تى 3: 2)
وفى الرسالة إلى تيطس، يقول القديس بولس عن الأسقف، إنه يجب أن يكون "ملازمًا للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم، لكي يكون قادرًا أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين" (تى 1: 9).
ويقول للقديس تيطس أسقف كريت: "وأما أنت فتكلم بما يليق بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين" (تى 1: 9).
ويقول للقديس تيموثاوس أسقف أفسس: "اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب. وبخ انتهر عظ، بكل أناة وتعليم" (2تى 4: 2) " لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك.." (1تى 4: 16).
وعمل التعليم مرتبط بالكهنوت منذ العهد القديم (ملا 2: 7). وفي العهد الجديد صار للرسل، والأساقفة وباقى رجال الكهنوت.
المسيح إلهنا المعلم الصالح، عهد إلى الرسل بالتعليم، حينما قال لهم: "اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر 16: 15) " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19، 20). والرسل سلموا التعليم للأساقفة، وأمروهم أن يعلموا الشعب.
وهؤلاء رسموا قسوسًا وشمامسة، ليكونوا أمناء على التعليم. وفي (1تى 5: 17) يتحدث الرسول عن القسوس: "الذين يتعبون في الكلمة والتعليم".
وبقيت عبارة العهد القديم قائمة: "من فم الكاهن تطلب الشريعة".
أو كما ورد في سفر ملاخي النبي: "لأن شفتي الكاهن تحفظان معرفة. ومن فمه يطلبون الشريعة، لأنه رسول رب الجنود" (ملا 2: 7).
حقًا، ما أعجب هذا الوصف الذي قيل هنا عن الكاهن إنه " رسول رب الجنود".
ليس عمل الكاهن إذن مقتصرًا على تقديم الذبائح، إنما من أهم أعمالة: التعليم..
لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة. والشريعة موجودة كما في العهد القديم، كذلك أيضًا في العهد الجديد، تحتاج إلى من ينقلها إلى أسماع وأفهام الناس.
ولكن البعض يريدون أن يتعلموا من الروح القدس مباشرة! ويفهمون خطأ قول الكتاب: "ويكون الجميع متعلمين من الله" (يو 6: 45).
إن كان الله يريدنا أن نتعلم منه مباشرة، فلماذا إذن أعطى البعض أن يكونوا معلمين (أف 4: 11)؟
ولماذا وضع في الكنيسة معلمين (1كو 12: 28)؟ ولماذا أمر الأساقفة بالتعليم (1تى 4: 16)؟ ولماذا أمر بالوعظ والكرازة (2تى 4: 2)؟
عبارة " يكون الجميع متعلمين من الله " نفهمها بآية أخرى هى: "الذي يسمع منكم، يسمع منى" (لو 10: 16).
أى أن التعليم يكون مصدره هو الله، وشريعته التي تخرج من فم الكاهن، وليس من الهراطقة أو المبتدعين أو الأنبياء الكذبة، أو مدعى العلم والمعرفة وليس من الحية التي تكلمت في أذن الإنسان الأول، وليس من الذات.. إنما إن تعلمت من وكيل الله، يكون التعليم هو من الله، الذي قال لوكلائه: "لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم" (مت 10 : 20).
أما أن ينتظر كل مؤمن أن يكلمه الله مباشرة في كل صغيرة وكبيرة، ويصبح كل واحد من رجال الوحي، فهذه كبرياء مستترة ترفض سماع التعليم. وهؤلاء لا نضمن ما هو الروح الذي سيكلمهم!
هوذا يوحنا الرسول يقول في صراحة كاملة: "لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله.." (1يو 4: 1).. ألعل الجميع - على مختلف مستوياتهم. لهم موهبة تمييز الأرواح؟!
على أن هذه النقطة تحتاج إلى شرح كثير؛ فكل الطوائف لها اجتماعات للوعظ والتعليم، ولها رجالها المسئولون عن تعليم الشعب..
هنا ونقف أمام آية تحتاج إلى شرح وهي قول الرب لتلاميذه القديسين:
" ولا تدعوا معلمين. لأن معلمكم واحد هو المسيح" (مت 24: 10).
لا يقصد السيد المسيح إطلاقًا إلغاء التعليم، لأنه دعا إلى ذلك بقوله: "وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19). ولا يتفق إلغاء التعليم مع الحق الكتابي، ولا مع نشر الإيمان، ولا مع إرسال الله للأنبياء، ولا مع قوله عن الكاهن إن " من فمه يطلبون الشريعة" (ملا 2: 7).
إنما عبارة: "معلمكم واحد هو المسيح " قالها السيد لرسله فقط، وليس لجميع الناس. وتنطبق أيضًا على خلفائهم.
وبنفس المعنى قال: لا تدعوا لكم أبًا، ولا تدعوا سيدي. أما باقي المؤمنين، فلهم آباء روحيون، ولهم معلمون، فهكذا تعليم الكتاب بعهديه القديم والحديث.
هناك كلام كان الرب يقوله لتلاميذه فقط، وكلام آخر يقوله لجميع الناس. لذلك قال له بطرس في مثل السهر والاستعداد:
" يا رب ألنا تقول هذا المثل أم للجميع أيضًا" (لو 12: 41).
أما الذين يقدمون آية واحدة، لينشروا بها تعليمًا، تاركين باقي آيات الكتاب التي يتكامل بها المعنى، فهؤلاء يوبخهم الرب قائلًا:
" لا تضلوا إذ لا تعرفون الكتب" (مت 22: 29، مر 12: 24).
في كل تعليم إذن، علينا لكي نفهم المعنى، أو نتعمق فيه، أن نجمع الآيات الخاصة بهذا الموضوع "قارنين الروحيات بالروحيات" (1كو 2: 13) في غير تحيز أو تعصب.

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:52 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
مرشدون و مدبرون

1-يتكلم القديس بولس الرسول في (عب 13) عن المرشدين فيقول:
"اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" (عب 13: 7) ويقول أيضًا: "أطيعوا مرشديكم واخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم، كأنهم سوف يعطون حسابًا، لكي يفعلوا ذلك بفرح، لا أنين لأن هذا غير نافع لكم "(عب 13: 17).
2-وواضح هنا أنه لا يتكلم عن مرشدين عاديين، وإنما عن أشخاص من رجال الإيمان، وهم في موضع المسئولية. ويجب لهم الخضوع والطاعة.
ليسوا هم أشخاصًا عاديين تأخذون منهم إرشادًا. لأنهم "يسهرون لأجل نفوسكم" ولأنهم يتصرفون بأسلوب من "يعطى حسابًا". وهم يئنون لم تستجيبوا للإرشاد.
وكل هذا يدل على أنهم في موضع المسئولية، أو في موقف الآباء الروحيين، الذين يتمثل المسترشدون بإيمانهم. كما أن الطاعة والخضوع هما لمن يكونون في هذا المستوى.
3-ومن جهة عمل الكهنة كمدبرين، يقول القديس بولس:
" أما الشيوخ (أو القسوس) المدبرون حسنًا، فليحسبوا أهلًا لكرامة مضاعفة، ولاسيما الذين يتعبون في الكلمة ولتعليم" (1تى 5: 7). ويقول: "المدبر فباجتهاد.
و المدبر Hegwman أو إيغومانوس، ويمكن أن تترجم قمص.
وهذا أيضًا ليس للكل. إنما للمجموعة المميزة التي ذكرناها. ولذلك يقول القديس بولس عن المدبرين:
" ثم نسألكم أيها الأخوة أن تعرفوا الذين يتعبون بينكم ويدبرونكم في الرب وينذرونكم. وأن تعتبروهم كثيرًا جدًا في المحبة" (1تس 5: 12).
وواضح أن هذا ليس للكل. و التدبير في الرب، هو التدبير الروحي أو الكنسي الخاص بعلاقة الناس بالرب، ولذلك قال أيضًا: "وينذرونكم".. يضاف إلى هذا أنه قال عن هؤلاء المدبرين في (1تى 5: 17)، "ولاسيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم". إذن هم ليسوا من العلمانيين، وإنما من خدام الكلمة. تضاف كذلك عبارة "الشيوخ" وهي ترجمة لكلمة (قسوس) أيضًا.


الساعة الآن 03:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025