![]() |
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث بدأت المفاهيم الخاطئة تنتشر حول عقيدة الخلاص منذ منتصف الستينات، مما اضطرني إلى شرح هذا الموضوع في مؤتمرين لخدام الوجه البحري، عقدا في بنها في أبريل ومايو سنة 1967. وكانت نتيجتهما طبع كتاب لنا هو [الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي] صدر في يونيو 1967، ومنشور هنا في موقع الأنبا تكلا. وعادت المشكلة مرة أخرى إلى الظهور في النصف الثاني من السبعينات، ولكن في شكل جديد هو (بدعة الخلاص في لحظة) وقد نشرنا عنها مقالات كثيرة في مجلة الكرازة من سنة 1978 إلى سنة 1980. وقمنا بتدريس موضوع الخلاص في الكلية الإكليريكية، مع الجدل المحيط به، وبخاصة في الإخوة البلاميس ومن أخذ عنهم. وأنا في كل ذلك أضع أمامي قول الآباء الرسل في الدسقولية: (امح الذنب بالتعليم) وكل ما أريده هو الإقناع، وليس معاقبة المخطئين. وأخيرًا أصدرنا هذا الكتاب، ليكمل كتابنا الأول عن الخلاص. وأرى أن هناك حاجة إلى إصدار كتاب ثالث في موضوع الخلاص، يشمل مناقشة ما يقوله البروتستانت عن: التبرير، والتقديس، والتمجيد، والتجديد، والملء.. وما إلى ذلك من موضوعات. وقد رددت على كل النقط، التي ظهرت في بعض الكتب كمجال للشك وأخيرًا أقول لأولادي. ها أمامكم الطريقان واضحان. انظروا في أيهما تسلكون. أريدكم أن تفهموا، وتؤمنون باعتقاد الكنيسة السليم، لا أن تقولوا: آمين. البابا شنوده الثالث |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
أهمية العقيدة وتدرسيها هل نعلم أولادنا الفضيلة، بلا إيمان، ونتركهم لمحاربات الشكوك؟ هل التعزية الروحية تكون على حساب الإيمان؟ وما موقفنا من حرب الشكوك؟ مقدمةفي وقت ما، ربما منذ أكثر من ثلاثين سنة، اتهمنا بعض الطوائف، أن تدريسنا العقيدة للناس يكون على حساب روحياتهم، وأن عظاتنا ليست خلاصية، وأنهم يسمعون الكلام في العقيدة فلا يتعزون، وأن التعزية لا تأتى إلا تأتى إلا بترك المنهج العقيدي إلى المنهج الروحي أو (الخلاصي) بحسب تعبيرهم!! وفى (بساطة) الأقباط، تركنا تدريس العقيدة، وبدأنا في الكلام عن الروحيات، جاريناهم في الطريقة (الخلاصية) فلما وجدنا هكذا، صاروا يدرسون العقيدة في عمق، بحسب مفاهيمهم، يجعلون الكبار والصغار يحفظون آيات معينة، يفسرونها لهم بريقة خاصة. تحولت مواعظهم الخلاصية إلى موضوعات عقائدية بحتة. والمنهج العقلي الذي انتقدوه، اندمجوا فيه إلى أبعد الحدود. وتنبهت الكنيسة للعملية كلها، وكيف بدأت وتحولت وتطورت. ورأت الكنيسة أولادها أمام مجموعات ضخمة من الشكوك، توجه إلى الإيمان، من داخل ومن خارج.. وكان لابد أن تعمل عملًا. والعمل بدأ من رئاسة الكنيسة. ولكنه لابد أن ينتشر في كل مكان، من أجل الإيمان.. ووجد أولادنا أنفسهم أمام شكوك لم تدرس لهم في مدارس التربية الكنسية، ولا في اجتماعات الوعظ في الكنيسة، ولم يجدوا مؤلفات تقدم ردودا. بل زحفت التعاليم الغربية حتى إلى بعض الذين يقومون بالتعليم داخل الكنيسة!! إن الدين ليس هو مجموعة من الفضائل. فالفضائل توجد حتى عند غير المؤمنين، عند البراهما والبوذيين وغيرهم.. ولكن الدين أولا هو عقيدة وإيمان ومن هذا الإيمان تنبع الفضائل، ويكون لها وضع روحي غير وضع الفضائل عند غير المؤمنين.. (والخلاص) وإن كان يتعلق بروحيات الإنسان، وإلا أنه عقيدة لها أسسها وهذه العقيدة تؤثر على طابع الروحيات.. ولذلك فإن الكنيسة ستعمل بكل جهدها، على تعميق مفاهيم أعقيدة في أبنائها منذ بداية طفولتهم، حتى إذا شبوا لا تتعبهم الشكوك والمحاربات الفكرية التي من الخارج.. الآباء والأمهات عليهم مسئولية كبيرة في هذا المجال.. وينبغي أن تدرك الأم مدى مسئوليتها كإشبين لطفلها، تسلمته من الكنيسة يوم العماد لتربيته في حياة الإيمان السليم.. والمسئولية تقع أيضا على مدارس التربية الكنسية التي ينبغي أن تتعدل مناهجها وتتفق والقيام بهذه الرسالة. وهناك مسئولية أيضًا على الآباء الكهنة، وعلى الوعاظ، والمهتمين بقيادات الشباب، وكل من له مهمة التعليم.. الطفل نقدم له الإيمان بطريقة التسليم، وفي المراحل المتقدمة يأخذ التعليم أسلوب التفهيم. وفي كل الفترات نجعل أولادنا يحفظون العقيدة والآيات. وفي المرحلة الثانوية والجامعية، يدخل أبناؤنا في المرحلة الجدلية التي تحتمل مناقشة الآراء المعارضة والشكوك. ويشمل تدريسنا المنهجين معا، العقيدي والروحي، والإيمان والفضيلة، العقل والقلب، والإنسان كله، لكي يكون منهجا متكاملا. اهتمامنا بالإيمان والعقيدة لا ينسينا الحياة الروحية والسلوك. والاهتمام بالفضيلة لا ينسينا الإيمان.. افعلوا هذه ولا تتركوا تلك. فالتطرف في احد الطريقتين له أخطاؤه وأخطاره. وفيما ندرس الإيمان لا نكون عقلانيين، وإنما روحيين أيضا. وعلينا أن نجمع كل ما يواجه أبناءنا خارج الكنيسة، من أفكار وتيارات وحروب وشكوك ونقدم لهم ردودًا.. وتكون هذه أيضا مسئولية كنائسنا ومجلاتنا ومفكرينا، بل تكون هذه أيضا مسئولية كلياتنا الإكليريكية هذا الجيل الذي نعيش فيه، يحتاج إلى اهتمام خاص بالإيمان. ويكفى كبرهان نظرة واحدة إلى المكتبات والمطبوعات. وهو جيل لا تصلح له السطحية في التعليم، وإنما يجب إعداد المعلمين بعمق خاص في الفهم والمعرفة والدراسة. وينبغي أن تكون للخدام دراسات مستمرة تنشط معلوماتهم، وتجعلها مناسبة لجيلهم Refreshing Courses. كل عصر له أفكاره، وله الدراسات التي تناسبه. ولا يجوز أن يعيش الخدام في غير جيلهم، لا يشعرون بالحروب التي يتعرض لها أبناؤهم، بالشكوك الفكرية التي تهاجهم. وما أجمل قول الرسول: (كونوا مستعدين في كل في كل حين، لإجابة كل من يسألكم، عن سر الرجاء فيكم). |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
تاريخ هذه البدعة الكنيسة طوال القرون الخمسة عشر الأولى في اعتقادها بالكهنوت والأسرار الكنسية والتقاليد، ما كانت تؤمن مطلقًا بأن الخلاص يتم في لحظة فالخلاص يتم بدم المسيح، ولكن عن طريق الأسرار المقدسة التي وضعها الله في كنيسته بالروح القدس العامل فيها، والتي يمارسها رجال الكهنوت. واستمر الأمر هكذا، إلى قيام البروتستانتية بقيادة لوثر، في بداية القرن السادس عشر للميلاد. مارتن لوثر كان راهبًا كاثوليكيا، وكان كاهنا. ثم اصطدم بالكنيسة الكاثوليكية، رغبة في إصلاح الأخطاء التي كانت سائدة وقتذاك. فحرمته الكنيسة وقطعته من الكهنوت. وهنا بدأت المشكلة في دورها الخطير.. الذي ينبني أساسًا وقبل كل شيء، على كيف تعيش البروتستانتية بدون كهنوت، وبالتالي في موضوعنا هذا كيف ينال الناس الخلاص، بعيدا عن عمل الكهنوت؟ لوثر وجماعته في حياته ومن بعده ما كانوا يستطيعون أن يمارسوا أي عمل من أعمال الكهنوت. الكنيسة قطعتهم من الكهنوت، فليقطعوا هم أيضا الكهنوت من كل أعمال الكنيسة! وهكذا أنكروا الكهنوت، وأنكروا سلطة الكهنوت، ونادوا بأنه لا يوجد سوى كاهن واحد في السماء وعلى الأرض هو يسوع المسيح. وقد قمنا بالرد على هذه النقطة في كتابنا (الكهنوت) المنشور هنا في موقع الأنبا تكلا. كذلك قامت البروتستانتية بإلغاء كل ما وضعه رجال الكهنوت بسلطانهم الكهنوتي. وقالوا إنهم يعتمدون على الإنجيل وحده: لا قوانين كنسية، ولا قرارات مجامع مقدسة، ولا تقاليد كنسية، ولا أقوال آباء.. ولم توافق البروتستانتية أن تكون الكنيسة وسيطة في نوال الخلاص، ولا في أية علاقة بين المؤمن وإلهه واعتبرت هذه العلاقة مجرد علاقة فردية، ولا دخل للكنيسة ولا للكهنوت فيها..! وكما ألغت هذه الوساطة على الأرض، ألغت أيضا في عقيدتها كل وساطة أخرى في السماء، أعنى كل شفاعة القديسين الذين انتقلوا، وعلمت أبناءها أنه لا فرق بينهم وبين هؤلاء القديسين، فكل المؤمنين قديسون حسب تسميتهم في العصر الرسولي. وخلطت بين الشفاعة الكفارية والشفاعة التوسلية، حسب فهمها للآية التي تتحدث عن الفداء قائلة إنه لا يوجد سوى وسيط واحد وشفيع واحد بين الله والناس هو يسوع المسيح (1تى 2: 5 ) ولم يعد في البروتستانتية إكرام للقديسين ولا للملائكة ولا للعذراء، ولم تعد الكنيسة تبنى بأسمائهم. ومع إنكار الكهنوت وكرامة القديسين، ومع إنكار القوانين والتقاليد، تطور الأمر إلى إنكار تعليم الكنيسة، فلم يعد ملزما لأحد. وأصبح لكل أحد الحق في أن يفسر الكتاب كما يشاء!! بلا ضابط من سلطة كنسية. ومع أن بعض العقلانيين ظنوا أن هذا الأمر كان تحريرًا للعقل البشرى من كل سلطة كنسية، ليفكر كما يشاء، حتى أسموا قيام البروتستانتية بحركة التحرير! وإلا أنه كان من نتيجة هذه (الحرية) قيام عشرات المذاهب البروتستانتية، ويقول البعض بل مئات. ويوجد في مصر منها 28 مذهبا.. والسبب في ذلك هو عدم التقيد بضوابط من التقاليد الكنسية أو التعليم الكنسي، وعدم وجود سلطة كنسية تؤاخذ أو تقوم من ينحرف في تفكيره اللاهوتي.. ونفس خلفاء لوثر لم يلتزموا بكل تعليمه، ووجد من هو أشد منه إنكارًا للتعليم الكنسي، مثل كلفن وزوينجل وآخرين. إنه أخرجهم من الخضوع للكنيسة ورؤسائها، فلما كان يستطيع أن يلزمهم بالخضوع له ولكل تعليمه. ويوجد حاليًا من البروتستانت من يعارض لوثر في بعض الأفكار اللاهوتية. وأصبحت الكنيسة اللوثرية مجرد واحدة من الكنائس البروتستانتية المتعددة، تختلف عن بعضها في الفكر. المهم أن هيبة الكنيسة كقيادة، زالت في الفكر البروتستانتي. وبدأت العقلانية في الكنيسة تناقش كل شيء. وتقبل ما تقبله، وترفض ما يعن لها رفضه. وبالتالي أخذت البروتستانتية تتدرج حتى أنكرت الأسرار. أخذت تناقش أولا ما هو تعريف السر؟ ثم ما عدد الأسرار؟ إلى أن انتهت إلى إنكار الأسرار. ومادام الكهنوت هو الذي يمارس خدمة الأسرار، ولا كهنوت في البروتستانتية، اذن ما معنى وجود الأسرار ما لزومها؟! ولعل البعض يقول: هناك معمودية في البروتستانتية.. نعم، هناك معمودية. ولكنها ليست سرًا كنسيا، ولا يمارسها كهنوت. وليست لها الفاعلية التي نعتقدها فيها..! هذه خلافات ثلاثة جوهرية.. كان المسيحيون في الكاثوليكية قبل لوثر معتادين أن يعمدهم رجال الكهنوت في الكنيسة. والإيمان بالمعمودية أصبح راسخا في النفوس مدى خمسة عشر قرنًا، ولا يمكنه نزعه، وتسنده آيات من الإنجيل.. فما العمل مع عدم وجود كهنوت في البروتستانتية؟ الحل هو وضع الشيخ محل الكاهن. وفي ترجمة الكتاب، تترجم كلمة كاهن بشيخ. ويمكن للشيوخ أن يعمدوا. ولا مانع من أن يأخذوا لقب (قس)، دون أن يعنى هذا اللقب أية صفة أو اختصاصات كهنوتية! ولكن هل يخلص الناس في المعمودية في التفكير البروتستانتي؟ كلا، فالبروتستانتية تنادى بأن الخلاص بالإيمان وحده. وهذا خلاف رابع بيننا وبينهم في المعمودية. وأخذ البروتستانت يشدون جدا على موضوع الإيمان. وأصبحوا يرددون في اجتماعاتهم عبارة (آمن فتخلص) كما لو كانت هذه هي الآية الوحيدة المتعلقة بالخلاص في الكتاب المقدس!! بل ركزوا على الإيمان، حتى أصبحوا يقولون: (آمن فقط.. فتخلص). والإيمان شعور في القلب، يرون أنه يمكن أن يتم في لحظة. وبالتالي يمكن للإنسان أن يخلص في لحظة، طبعًا بدون كنسية، ولا أسرار، ولا معمودية، ولا كهنوت!! وهنا تحولت الفكرة إلى بدعة، نحاول الآن مناقشتها، لنرى ما مدى خطورتها على إيمان الكنيسة كله.. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
خطورة هذه البدعة ببدعة الخلاص في لحظة، لا مانع من أن يحيا الناس حياة روحية توصلهم إلى الخلاص الأبدي، بعيدًا عن عمل الكنيسة، بعيدا عن عمل الكهنوت وعن السلطان الكنسي..! حياة أساسها الإيمان وحده، وهو داخل القلب.. وأساسها النعمة، وهى من الله. ومع التركيز على الإيمان والنعمة، تصبح حياة الإنسان مجرد علاقة فردية بينه وبين الله، وتختفي كلمة الكنيسة، وكلمة الكهنوت، وكلمة الأسرار، من حياة الإنسان الروحية. وسنضرب لذلك أمثلة عديدة:
|
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
المعمودية تبعًا لبدعة الخلاص في لحظة، لا يتحدثون عن عمل المعمودية في نوال الخلاص، لأن المعمودية لا تتم في لحظة. إذن يكون الخلاص في مفهومهم عن طريق الإيمان وحده. ويتدرج الأمر إلى مفهوم المعمودية، فينكرون فاعليتها. وينسبون كل فاعلية المعمودية إلى الإيمان. هل المعمودية تمنحك الولادة الثانية، حينما تولد من الماء والروح (يو 3: 5). كلا، إن الولادة الجديدة في مفهومهم تكون بالإيمان، فأنت بالإيمان تصير ابنا لله! هل المعمودية تمنح التبرير والتجديد؟ إنك بالإيمان كما يقولون تنال التبرير والتجديد! مجرد أن تنظر إلى المسيح وهو مصلوب، تتبرر في لحظة! هل تنال في المعمودية الخلاص، ومغفرة الخطايا، وفيها تغسل من خطاياك؟ كل هذا في نظرهم تناله بالإيمان.. تناله في (لحظة) إيمانك! لا مانع إذن من أن تبقى المعمودية، على أن يجردوها من كل فاعليتها، وتصبح مجرد جسد بلا روح، مجرد علامة، أو مجرد إشهار للإيمان، أو إعلان للإيمان، كما يقول الإخوة البلاميس..! وهم يقولون إنهم نالوا المعمودية! ونفذوا وصية المسيح فيها. وتسأل: ما هي فاعلية تلك المعمودية التي ليس بها الخلاص، ولا التبرير، ولا المغفرة، ولا الولادة من الله؟! ويبقى سؤالك بلا جواب..! وإن كان الإيمان به وحده يخلص الإنسان، فما قيمة هذه المعمودية إذن التي قد خلص الإنسان بدونها؟! وما معنى قول الرب: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16). ولا تجد لهذه الآية صدى في قلب الذين يؤمنون بالخلاص في لحظة!.! ومادام الخلاص في نظرهم بالإيمان وحده، إذن لا علاقة له بالكنيسة والكهنوت والأسرار..! وماداموا يركزون على الإيمان، ولا يعمدون إلا من يؤمن: لذلك هم في المعمودية، ينكرون عماد الأطفال بحجة أنهم لم يصلوا بعد إلى الإيمان الواعي! ويبقى الأطفال هكذا في نظرهم بلا إيمان، وبلا معمودية. وتسأل إذن كيف يخلصون، إن كان الإنسان لا يخلص بدون معمودية؟! (مر 16: 16) ويضيع الأطفال في زحمة هذه الأسئلة!! وكناحية من التساهل، يقول البعض: لا مانع من تعميد الأطفال ولكنهم لا ينالون الخلاص إلا في,, لحظة تفجر مفاعيل المعمودية في قلوبهم.. وما فائدة هذه المعمودية إذن إن كانت لا تفيدهم إلا إذ تفجرت مفاعيلها حينما يكبرون؟! وإن ماتوا قبل هذا، هل يكونون قد نالوا الخلاص أم لا؟! |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
التوبة يرون أنه إن تاب الشخص، يخلص في لحظة توبته! وطبعًا بلا اعتراف، وبلا كاهن، وبلا تحليل.. والتوبة هي مشاعر شخصية، لا علاقة للكنيسة بها. يقولون للشخص: الق نفسك عند أقدام المسيح، فتخرج من هناك مبررًا، وقد أشرق على قلبك نور، وصرت أبيض من الثلج. وقد محا الله كل خطاياك في لحظة، في تلك الجلسة المنفردة التي جلستها عند قدميه! تعال إذن لتحكى اختبارك! ولا مانع من أن تنشر هذه (الاختبارات الروحية) وفي مجلة تحمل اسم الأرثوذكسية، لكي يقلدها الناس، ويسيروا على نهجها، ويختفي بالتدريج من أذهانهم اسم الكاهن والتحليل والكنيسة والأسرار. والذي نال الخلاص في جلسته هذه المنفردة مع الله، حسبما يقولون، ما حاجته إذن إلى الكنيسة وأسرارها؟! إنه يستغنى عنها طبعًا، بهذه العلاقة الفردية المباشرة! وفى التركيز على الإيمان وحده وفاعليته، يقولن لمن يخطئ: آمن فقط أن الله قد رفع عنك خطيئتك، فتشعر أنها قد ارتفعت عنك في لحظة، ويمكنك سلام قلبي يفوق كل عقل.. بدون اعتراف، وبدون كنيسة، وبدون كهنوت. وإن اعترفت على الله هكذا يقولون فالله هو الذي يغفر لك وليس الكاهن. وفي لحظة اعترافك على الله ستخلص، وتشعر انك خلصت من خطاياك! هذه هي مشكلة (الخلاص في لحظة) التي يحاولون بها إلغاء الكنيسة، وهدم كل أسرارها المقدسة.. ليس فقط المعمودية والكهنوت والاعتراف.. إنما حتى سر المسحة المقدسة أيضًا، التي بها نقبل الروح القدس.. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
سر المسحة يمكن لأي مؤمن في نظرهم أن يضع عليك اليد فتنال الروح القدس بل يمكن لأي امرأة تضع عليك اليد، فتنال الروح، بل وتنال الملء بالروح! وتستطيع أنت أيضًا بهذا أن تمنح الروح لآخرين! إذن لم تعد المسحة المقدسة سرًا من أسرار الكنيسة، إنما أمكن تأميمها هي أيضا، فلم تعد عملا ً من أعمال الكهنوت، كان يقوم بها الرسل فقط عند بدء قيام المسيحية (أع 8: 14، 15) وأصبحت بهذا الوضع مجرد موهبة، يمنحها لك الذين نالوها من قبلك، ولا دخل للكنيسة في ذلك..! وجماعة الإخوة البلاميس، يرون أن نوال الروح القدس يتم بالإيمان! ففي إمكانك تفيض من قلبك ينابيع الروح.. وبهذا لا تكون محتاجًا إلى المسحة المقدسة من الكنيسة، لأنك تنال الروح من الله مباشرة، أيضًا بالعلاقة الفردية، وفي لحظة!! |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
البنوّة لله يرون أنها تتم في لحظة الإيمان، في لحظة قبولك فاديًا ومخلصًا!! ويعتمدون على فهم خاطئ لقول الكتاب: (أما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله) (يو 1: 12) أما شرح هذه الآية فسنجده في هذا الكتاب بموقع الأنبا تكلا لاحقًا. وهذه البنوة لله، تتم هكذا كما يقولون، بدون المعمودية، بدون الكنيسة، بمجرد علاقة الفردية بينك وبين الله! ولذلك هم يسألونك أن قابلتهم: هل خلصت؟ هل قبلت المسيح مخلصًا وفاديًا؟ كما لو أنك لم تكن مسيحيًا على الإطلاق. والبعض يقدم لك تعهدًا وربما في الإنجيل لكي توقعه، تقول فيه إنك قد قبلت المسيح مخلصًا!! وهم لا يكتفون بهذه البنوة التي نلتها بالإيمان، وإنما: عليك أن تطالب بحقوقك كابن، وكوريث مع المسيح! وهكذا تصير في لحظة قبولك للمسيح، ابنًا لله، ووارثًا مع المسيح، وصاحب حقوق تطالب بها! وهنا يفقد المؤمن اتضاعه. يفقد شعور الانسحاق وعد الاستحقاق. وبعد أن كان إنسانًا محكوما عليه بالموت، يصبح في لحظة مطالبًا بحقوق له كوريث.. وبعد أن كان في خورسالموعوظين، يجد نفسه مدعوًا لأن يقف على منبر الكنيسة وكابن، يحكى اختباره في نوال البنوة والميراث مع المسيح! |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
الخلاص إنهم يضعون قاعدتين للخلاص: الخلاص بالدم، والخلاص قد تم! الخلاص قد تم على الصليب. وأنت قد نلته بدم المسيح، في لحظة إيمانك بالمصلوب. وهذا الخلاص الذي نلته أبدى، لا يمكن أن تفقده مهما سقطت. لذلك عليك أن ترتل ترتيلة (مغسولين بالدم الكريم).. أو ترتيلة (إني واثق بالدم، أنا واثق..) وما دمت قد نلت الخلاص، عليك أن تحيا في بهجة هذا الخلاص إلى الأبد، هذا الخلاص المجاني، الذي نلته بمجرد الإيمان ! هكذا يعتقدون.. وفى الإيمان بعدم فقدان هذا الخلاص مهما سقط المؤمن، يخلطون بين عبارة (المؤمنين) وعبارة (المختارين) وكأنهما كلمة واحدة! ونحن يمكننا أن نقول تعليقًا على هذا، إن كل المختارين هم مؤمنون بلا شك. ولكن ليس كل المؤمنين مختارين. فقد يرتد بعضهم بعد إيمانه.. ثم أن موضوع الخلاص في لحظة، يتحير فيه المنادون به في معنى هذه اللحظة ومتى تكون؟ المكتفون بالإيمان! والذين يقولون إنهم أرثوذكس، يقولن إن الخلاص في لحظة المعمودية. وواضح أن القول بالخلاص في لحظة الإيمان يلغى فاعلية المعمودية فيه. القول بالخلاص في لحظة المعمودية، يلغى أن الخلاص يتم بالإيمان وحده.. ويبقى السؤال في حيرة. أية اللحظتين هي الأصح! يزيد الحيرة إن الإيمان عمليًا لا يتم في لحظة! والمعمودية عمليًا لا ينالها الإنسان في لحظة!! |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
خلط! والذين ينادون بالخلاص في لحظة، يخلطون بين الخلاص والتوبة والتغير.. فقد يتوب إنسان عن خطية بشعة تتعبه، فيعتبرونه قد خلص! وهكذا يخلطون بين الخلاص الذي يسمونه (التبرير)، وبين التوبة التي يدخلونها تحت عنوان (التقديس). ويستخدمون هذه العبارات: التبرير التقديس التجديد التمجيد الخلاص.. تمامًا بنفس معناها الموجود في الكتب البروتستانتية! |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
محاولة للتبرير والعجيب أن الذين ينادون بالخلاص في لحظة، على الرغم من كل هدمهم لعقائد الكنيسة، يحاولون أن يقدموا تبريرًا لذلك: فيقولون إنهم بهذا، يسهلون للناس طريق الخلاص. فيقولون للناس إن الخلاص ليس صعبًا، هو يتم في لحظة! ولكن السيد المسيح لم يفعل هكذا. وإنما قال لنا في صراحة: (ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدى إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه) (مت 7: 14). وكذلك آباؤنا الرسل، كلمونا بنفس الأسلوب، وشرحوا لنا الحروب الروحية (أف 6) وقالوا لنا إن عدونا إبليس يجول مثل أسد زائر يلتمس من يبتلعه (1بط 5: 8). وقالوا أيضًا: (سيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط: 17). وقالوا أيضًا: (إن كان البار بالجهد يخلص، فالفاجر والخاطئ أين يظهران؟!) (1بط 4: 18). وهوذا بولس الرسول يقول: (بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله) (أع 14: 22). ويوبخ أيضًا قائلًا: لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية) (عب 12: 4) إن التسهيل قد يقود البعض أحيانا إلى الاستهتار، وإلى عدم الجهاد، ماداموا يعتقدون أنهم قد خلصوا وانتهى الأمر! وانه ما عليهم أن يعملوا شيئًا، فالنعمة تعمل كل شيء!! وبعدسنحاول أن نرد على كل النقاط التي يثيرها المتحدثون عن [ الخلاص في لحظة ] سواء في نبذاتهم أو كتبهم. مع الرد على مصادرهم الرئيسية التي أخذوها منها، أعنى الكتب البروتستانتية، وبخاصة الكتب البلموسية، فهي معلمهم الأول..! |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
المعمودية والتوبة وضرورتهما للخلاص الذين يقولون إن الخلاص بالإيمان وحده، لا يعطون قيمة ولا أهمية ولا فاعلية للمعمودية. وإن تكلموا عليها يكون كلامهم ضعيفًا وبغير روح، ويكون متناقضًا مع كلامهم عن الخلاص في لحظة الإيمان. ولا يعتقدون أن الإنسان ينال في المعمودية الخلاص، ولا التجديد، ولا البنوة لله، ولا مغفرة الخطايا.. فكل هذا ينسبونه إلى الإيمان.. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
لزوم المعمودية للخلاص ولكن الكتاب يعلمنا أن المعمودية لازمة للخلاص للأسباب الآتية: 1 قول السيد المسيح: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) ولم يقل من آمن فقط، وإنما جعل المعمودية من شروط الخلاص. وذلك لأنها موت مع المسيح وقيامة معه (رو 6: 2 4). 2 وتكلم القديس بطرس الرسول عن الخلاص في المعمودية، فقال: (إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون، أي ثماني أنفس بالماء، الذي مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية) (1بط 3: 20، 21). والقديس بولس يقول إننا بها خلصنا، بغسل الميلاد الثاني (تى 3: 5). 3 في يوم الخمسين، لما آمن اليهود إذ نخسوا في قلوبهم، وقالوا للرسل: (ماذا نفعل أيها الرجال الإخوة) (أع 2: 37) لم يقل لهم القديس بطرس الرسول: ما دمتم قد آمنتم، افرحوا إذن وتهللوا لقد خلصتم بالإيمان وغفرت لكم خطاياكم ! كلا، بل قال لهم: (توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا، فتقبلوا الروح القدس ) (أع 2: 38) إذن كانت خطاياهم باقية، على الرغم من إيمانهم. وكانوا محتاجين أن يعتمدوا لمغفرة الخطايا.. وهنا نسأل: لماذا كانت الحاجة أن يقوم الرسل في ذلك اليوم بتعميد ثلاثة آلاف نفس (أع 2: 41) وهى ليست عملية هينة. أمام كان يكفى إيمانهم؟! 4 والذي حدث في يوم الخمسين، حدث لشاول الطرسوسي لما آمن. لقد سأل الرب: (ماذا تريد يا رب أن أفعل؟) (أع 9: 6). فلم يقل له الرب: ما دمت قد آمنت فقد خلصت! بل أرسله إلى حنانيا الدمشقي، الذي قال له: أيها الأخ شاول.. لماذا تتوانى؟ قم اعتمد واغسل خطاياك) (أع 22: 16) وهنا نرى عجبًا.. إنسانًا تقابل مع المسيح شخصيًا، وتكلم معه فما لأذن، وسمع دعوته، وانتخبه الرب إناء مختارًا، وشاهدًا لجميع الناس.. ومع ذلك لم يكن قد اغتسل من خطاياه بعد..! واحتاج إلى المعمودية لغسل خطاياه. أين إذن الخلاص في لحظة؟! إنه لم يحدث مع بولس الرسول نفسه الذي تحدث عن أهمية الإيمان في التبرير (رو 5: 1). 5 نلاحظ هنا أن لزوم المعمودية للمغفرة، هو جزء من قانون الإيمان الذي نقول فيه: (نؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا) وهذا هو الأمر الذي قررته الكنيسة الجامعة الرسولية، في القرن الرابع الميلادي، في المجمع المسكوني العظيم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). فهل أخطأ كل آباء الكنيسة في العالم كله، في فهم المعمودية؟ نقول هذا للذين يعتقدون بقدسية المجامع وقراراتها. أما الإخوة الباقون فتكفيهم آيات الكتاب السابقة. ونقول لهم أيضًا: 6 ما حدث لبولس، حدث أيضًا لكرنيليوس.. إنه رجل أممي شهد له الكتاب إنه (تقي وخائف الله) وقد استحق أن يظهر له ملاك ويقول له: (صلواتك وصدقاتك صعدت تذكارا أمام الله) هذا طلب إليه الملاك أن يستدعى سمعان بطرس، الذي كلمه والذين معه بكلمة الله، فآمنوا، وحل الروح القدس وتكلموا بألسنة ((أع 10: 44). فلم يقل لهم بطرس: افرحوا وابتهجوا، لقد خلصتم بإيمانكم، بل وأكثر من هذا حل عليكم الروح ومنحكم موهبة!! كلا، بل قال: (أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضًا) وأمر أن يعتمدوا باسم الرب) (أع 10: 47، 48). وهكذا لم يخلص كرنيليوس في لحظة. ولم يخلص بعيدًا عن الكنيسة وأسرارها، ولا بعيدًا عن المعمودية وعن الكهنوت. إنما دخل من الباب الطبيعي الذي رسمه الرب.. 7 وبطرس الرسول أمر بعماد كرنيليوس والذين معه، لأن السيد المسيح أمر رسله بهذه المعمودية، حينما أرسلهم قائلًا: (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس) (مت 28: 19) والسيد المسيح لا يأمر بشيء ليست له أهمية أو ليست له فاعليته، حاشا.. فالمعمودية لازمة للخلاص حسب قول الرب. 8 بل قال السيد إن الذي لا يعتمد لا يدخل الملكوت، إذ قال في حديثه مع نيقوديموس: (الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5). 9 والمعمودية لازمة لأن بها المغفرة (أع 2: 38)، والغسل من الخطايا (أع 22: 26) وصلب الإنسان العتيق، والدخول في جدة الحياة (رو 6: 6، 4) وأيضًا بها نلبس المسيح (غل 3: 27) ونصير أولاد الله، إذ نولد من الماء والروح (يو 3: 5) وهى موت مع المسيح وقيامة معه (كو 2: 12، رو 6: 2، 4). فإن كانت للمعمودية كل هذه المفاعيل، فكيف يمكن للإنسان أن يخلص في لحظة إيمانه بدون عماد؟! وإن كان لابد له أن يعتمد، فلا يمكن أن نقول إنه خلص في لحظة. لأن الإيمان والمعمودية لا يتمان في لحظة، وهما لازمان للخلاص حسب قول الرب: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) وإن كان لابد للمعتمد من التوبة قبل المعمودية (أع 2: 38) فمن المحال أن تتم التوبة والإيمان في لحظة. أما إن كان الخلاص بمجرد قبول المسيح، والميلاد الثاني بمجرد القبول، فلماذا ذكر الكتاب كل هذه المفاعيل الروحية للمعمودية؟! 10 وهكذا نرى أن كل الذين آمنوا، تعمدوا فورًا.. وهذا كان واضحًا مع الذين آمنوا في يوم الخمسين (أع 2)، ومع كرنيليوس) (أع 10: 48) وكذلك ليدية بائعة الأرجوان (أع 16: 15)، وسجان فيليبي (أع 16: 53) وكريسبس رئيس المجمع (أع 18: 18)، والخصي الحبشي (أع 8: 38). فإن كان الإيمان وحده يخلص الإنسان، فهل كانت معمودية كل هؤلاء مجرد شيء زائد!! أما إن كانت ضرورية حسب أمر السيد المسيح ورسله، فلا يكون الخلاص بالإيمان وحده، ولا يكون في لحظة. 11 هنا ونقول: ما أعجب رمز الخلاص في المعمودية، بالخلاص في عبور البحر الأحمر من عبودية فرعون حيث قال موسى النبي: (قفوا وانظروا خلاص الرب) (خر 14: 13) ويطبق بولس الرسول هذا الأمر بقوله: (فإني لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة، وجمعيهم اجتازوا في البحر. وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر) (1كو 10: 1، 2). 12 وكما كان يرمز إلى المعمودية الخلاص في عبور البحر الأحمر، كان يرمز إليها أيضًا الختان، الذي كان شرطًا للدخول في عضوية شعب الله في العهد القديم (تك 17). يقول القديس بولس الرسول لأهل كولسي عن السيد المسيح (وبه أيضًا ختنتم ختانًا غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشرية، بختان المسيح، مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا) (كو 2: 11، 12) |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
هل الخلاص بالكلمة؟! الذين يحابون معمودية الماء، يحاولون أن يهربوا من كلمة (الماء) بكافة الطرق، فينكرون معمودية الماء. وذلك أن يتحدثوا عن معمودية أخرى يسميها بعضهم معمودية الروح، ويسميها البعض معمودية النار. بينما لم يتحدث الكتاب إلا عن معمودية واحدة، كما قال القديس بولس الرسول في الرسالة إلى أفسس: (رب واحد، وإيمان واحد، معمودية واحدة) (أف 4: 5). فما هي هذه المعمودية الواحدة التي يقصدها الكتاب؟ إننا نقول: معمودية الماء والروح وبها يولد الإنسان ميلادًا جديدا، حسب قول الرب: (إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5) |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
هل الماء هو الكلمة؟! اعتراضيقولون إن الماء هو الكلمة. وميلاد الإنسان من الماء، يعنى أنه يولد من الكلمة! ويستدلون بالآتي: 1- يقولون في علاقة المسيح بالكنيسة التي قال عنها الرسول: (مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة) (أف 5: 26).. إن عبارة الماء هنا تعنى الكلمة! 2- يعتمدون أيضًا على قول بطرس الرسول: (مولودين ثانية، لا من زرع يفنى، بل مما يفنى، بكلمة الله) (1بط 1: 23) ! 3- وأيضًا قول يعقوب الرسول: (شاء فولدنا بكلمة الحق) (يع 1: 28) وهنا يرون أن الميلاد بالكلمة! الرد على الاعتراضعبارة (مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة) (أف 5: 26)، لا تعنى إطلاقًا لغويًا أو لاهوتيًا أن غسل الماء هو الكلمة..! لأن الرسول لم يقل: (بغسل الماء الذي هو الكلمة)! بل بغسل الماء بالكلمة. 1 ومعنى هذا أن غسل الماء جاء نتيجة للكلمة. فبطرس تكلم في يوم الخمسين، فلم يغتسل اليهود من خطاياهم، ولم يتطهروا من خطاياهم بالكلمة، وإلا ما كان يقول لهم: (توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا) أع 2: 38) إذن على الرغم من الكلمة ومن تأثيرها، إذ كانوا قد نخسوا في قلوبهم وآمنوا، وطلبوا الإرشاد (أع 2: 37) إلا أنهم ما كانوا قد تطهروا بعد من خطاياهم. وانتظروا معمودية الماء لمغفرة الخطايا. وفي ظل ما حدث يوم الخمسين، نسأل عن معنى (مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة) فنصل إلى الآتي: 2 الكلمة أي الكرازة توصل إلى الإيمان. والإيمان يوصل إلى المعمودية. والمعمودية توصل إلى مغفرة الخطايا، أي إلى التطهير من الخطايا. نفس الوضع حدث مع شاول الطرسوسي. هنا الكلمة جاءته من رب المجد نفسه، وليس من رسول ولا من أي إنسان. ومع ذلك لم ينل التطهير بمجرد الكلمة. فالرب أرسله إلى حنانيا قال له: أيها الأخ شاول.. لماذا تتوانى؟ قم اعتمد واغسل خطاياك) (أع 22: 16) فإن كان قد اغتسل من خطاياه بالكلمة أوصلته إلى الإيمان، ثم إلى المعمودية، حيث اغتسل من خطاياه. وهنا نفهم معنى عبارة: (ولدنا بكلمة الحق). 3 (ولدنا بكلمة الحق) لا تعنى ولادة مباشرة من الكلمة، إنما تعنى ولادة غير مباشرة بتوسط الإيمان والمعمودية. وكما أن كلمة الإيمان لم ترد هنا، في هذه الآيات، كذلك كلمة المعمودية لم ترد. على اعتبار أن الكلمتين تفهمان ضمنًا، ولا حاجة إلى إيرادهما في كل مرة.. ولا أظن أن أحدًا من إخوتنا البروتستانت يفهم أن عبارة (مولدين ثانية.. بكلمة الله) أو بكلمة الحق) تعنى مجرد الكلمة بدون إيمان!! 4 فإن كان يفهم عبارة (الإيمان) ضمنا، فليفهم أيضًا عبارة (المعمودية) ضمنا، باعتبار أن (حذف المعلوم جائز). وإلا فكيف يفهم قول الرب: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16)؟! هنا ونذكر أن الرب قال بعدها: (ومن لم يؤمن يدن) ولم يذكر المعمودية، لأنه لا معمودية لمن لا يؤمن. الذي لا يؤمن، سوف لا يطلب المعمودية. والذي لا يؤمن، لا تسمح له الكنيسة بالمعمودية.. فلا داعي لأن يقول الرب: من لم يؤمن ولم يعتمد، يدان. 5 الكلمة إذن أولًا. والإيمان والمعمودية بعدها، كنتيجتين. وإذا اعتمد الإنسان ينال البنوة، باعتباره مولودا من الماء والروح، حسب قول الرب (يو 3: 5). وبهذا يعتبر نفسه مولودًا بالكلمة، لأنه لولاها كنقطة البدء الأساسية ما كان يصل إلى شيء من كل هذا، وما كان يخلص..! وهنا نحاول أن نفهم قول الرسول: 6 (لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص) (رو 10: 13). هل هنا الخلاص بمجرد أنه يدعو باسم الرب، وننسى كل الخطوات السابقة؟ كلا. فهذا هو أسلوب لا يتفق مع روح الكتاب إطلاقا! ونلاحظ في هذه الآية (رو 10: 13) إنه لا حديث عن الكلمة، ولا عن الكلمة، ولا عن الإيمان إذن نقرأ كل قاله الرسول لنفهم الآية في الجو الذي قيلت فيه. إنه يقول: (لأن كل ما يدعو باسم الرب يخلص. فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعون به؟ وكيف بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟) (رو 10: 13 15). 7 وهكذا يحدثنا الرسول عن خطوات ضمنية، لم تذكر في نص أو حرفية الآية، ولكنها تفهم ضمنا. والمقصود بهذه الآية أن الخلاص للجميع، لكل من يدعو. الدعاء باسم الرب يسبقه الإيمان. والإيمان يسبقه سماع الكلمة. وسماع الكلمة يعنى وجود كارزين. والحديث عن الكارزين يعنى وجود كنيسة ترسلهم، لتكون كرازتهم شرعية. وبالمثل نتحدث عن كل الخطوات الضمنية. فهنا لم يرد ذكر للتوبة، ولكنها لابد أن تفهم ضمنًا، لأنه بدونها لا يخلص الإنسان بل يهلك (لو 13: 3) وبالمثل لم يذكر المعمودية، ولكنها لابد أن تفهم ضمنا أيضًا حسب قول الرب في (مر 16: 16) وهنا نقول: 8 لو كان غسل الميلاد الثاني بمجرد الكلمة، لماذا قال المسيح لتلاميذه: (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم) (مت 28: 19). ما دامت الكلمة كافية، إذن تكفى التلمذة، وهى خدمة واسعة للكلمة، أكثر من مجرد الكلمة الكلمة للإيمان. ما الداعي للمعمودية إذن، إن كانوا قد نالوا الميلاد الثانى، والغسيل والتطهير من خطاياهم، بمجرد الكلمة، بدون عماد!! 9 ولماذا أصر الخصي الحبشي على العماد بعد الكلمة؟ لقد كلمه عن المسيح، وبشره وأقنعه، فآمن من كل قلبه أن يسوع هو ابن الله (أع 8: 36، 37) ومع ذلك كانت المعمودية ضرورية له جدًا.. فلماذا، إن كان قد تطهر واغتسل ونال البنوة بالكلمة، حسبما يقولون؟! 10 مشكلة المحاربين لمعمودية الماء والروح، إنهم يظنون أنها مجرد معمودية ماء.. كما لو كان ماء بدون روح! فيستهينون لذلك بالماء! ولكن الرب يقول: (يولد من الماء والروح) (يو 3: 5) هنا عمل الروح في الماء، حيث يقدس الروح القدس هذا الماء، حتى أن كل من يغطس فيه ويقوم يكون قد ولد من الماء والروح. هذا الذي قال عنه الرسول: (خلصنا بغسل الميلاد الثاني، وتجديد الروح القدس) (تى 3: 5) ولم ترد هنا عبارة (الكلمة). وهذا الماء ليس هو الكلمة، بل هو ماء حقيقي. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
إنه ماء حقيقي 1 لا شك أن الماء الذي اعتمد به الخصي الحبشي هو ماء حقيقي، إذ يقول الكتاب: (فأمر أن تقف المركبة، فنزل كلاهما إلى الماء ك فيلبس والخصي، فعمده. ولما صعدا من الماء، خطف روح الرب فيلبس) (أع 8: 38، 39) وقيل بعدها إن الخصي: ذهب في ريقه فرحًا) ولم يذكر هذا الفرح قبل العماد. لأنه مع قبوله الكلمة وإيمانه، كان ينقصه شيء هو العماد.. والماء الذي ذكر في قصة الحبشي لم يكن هو الكلمة طبعًا، فالكلمة كانت قد أدت عملها قبل ذلك. حيث قيل إن فيلبس (فتح فاه.. وبشره بيسوع) (أع 8: 35). 2 والماء في قصة كرنيليوس هو أيضا ماء حقيقي. ولم يكن هو الكلمة. فالكلمة قد سبقته في تبشير القديس بطرس له وللذين معه، حتى آمن، وحل عليه وعليهم الروح القدس، وتكلموا بألسنة (أع 10: 44) وحينئذ قال القديس بطرس: (أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء، حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن؟! (أع 10: 47) (وأمر أن يعتمدوا باسم الرب) وهنا نسأل عن أهمية المعمودية لهؤلاء الذين آمنوا، وحل عليه الروح القدس، وتكلموا بألسنة. 3 والسيد المسيح أيضا حينما قال: (يولد من الماء والروح) (يو 3: 5) كان يقصد ماء حقيقيًا، وليس مجرد الكلمة. وكان يقصد بهذا الماء الولادة الجديدة، من فوق، ومن الروح (يو 3: 3، 6). 4 أحب بهذه المناسبة أن أحيل القارئ العزيز إلى فصل طويل عن الماء ورموزه وبركته في كتابنا عن عن (خميس العهد) الذي يشرح من أول عبارة (روح الله يرف على وجه المياه) (تك 1: 2). |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
الإيمان ومعمودية الأطفال حول معمودية الأطفالمادامت المعمودية لازمة للخلاص، كما شرحنا في بداية هذا الفصل.. وما دامت فاعلية المعمودية من الخطورة بحيث لا يستغنى عنها الإنسان.. لذلك كان من المهم أن لا نمنع الخلاص عن الأطفال، ولا نمنع عنهم بركات المعمودية وفاعليتها.. اعتراضيقولون إن الإيمان شرط للمعمودية، والأطفال لم يصلوا إلى وعى الإيمان لذلك لا يمكن تعميدهم. وأصحاب هذا الرأي لا يوافقون كلية على معمودية الأطفال. وهناك رأى يقول بمعموديتهم، على أن يعلنوا إيمانهم حينما يكبرون، وحينما تتفجر فيهم فاعلية المعمودية.. الرد على الاعتراض 1 لابد أن نعمد الأطفال من أجل خلاصهم. لأننا لو تركناهم بدون معمودية وبدون إيمان، فمعنى ذلك هلاكهم.. ومن الذي يقبل على نفسه هلاك كل أطفال العالم.. 2 السيد المسيح أبدى اهتماما خاصا بالأطفال. وقال: (إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت الله) (مت 18: 3) وقد احتضن الأطفال وباركهم. وقال: (دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله. الحق أقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد، فلن يدخله) (مر 10: 14-16). إذن فهم يقبلون الملكوت بطريقة يعوزنا محاكاتها. فكيف؟ 3 الطفل ليست لديه أية شكوك ضد الإيمان، ولا أية مقاومة له. والله لا يطالبه بوعي يناسب الكبار. 4 وهو يحتاج أن يتربى في الإيمان، داخل الكنيسة، وينمو في هذا الإيمان فنحن نعمده لنعطيه أيضًا هذه الفرصة، ولا نحرمه من كل وسائط النعمة التي تساعده في الطريق الروحى، وإلا نكون كمن يجنى عليه. كما لا نضع كل أمور الإيمان داخل مقياس العقلانية. 5 والطفل ليس محتاجًا أن يعلن إيمانه يبلغ الرشد، أو يبلغ الثانية عشرة كما يقول البعض، فهو يعلن إيمانه باستمرار في كل مراحل طفولته الناطقة، حسب قدرة سنه. ويتساوى مع الطفل كل (البسطاء) من الناس، الذين لم يدخلوا في نطاق العقلانية التي تدرك بالذهن أشياء كثيرة. ولكن ربما لهم الروح الذي يفحص كل شيء حتى أعماق الله (1كو 2: 10). 6 أما من جهة قواعد الإيمان المعروفة، فنحن نعمده على إيمان والديه. والاعتماد على إيمان الوالدين في أمور عديدة، أمر مألوف في الكتاب المقدس. ومن أمثلته: الختان، وخلاص الأبكار بدم الخروف، وخلاص الأطفال بعبور البحر.. إلخ. ويمكن القراءة عن هذه الموضوع بتفصيل كبير في كتابنا عن المعمودية. 7 أما قولهم عن تفجير مفاعيل المعمودية في سن معينة: فإننا نقول: (ما هي هذه المفاعيل)؟ وما الذي تحتاجه أو يحتاجه بعضها إلى أن يتفجر في سن معينة. كون المعمودية موتًا مع المسيح وقيامة معه، أمر لا يحتاج إلى سن، فهو في صميم عمل المعمودية موتا مع المسيح وقيامة معه، أملا لا يحتاج إلى سن، فهو في صميم عمل المعمودية كصبغة. وفاعلية المعمودية من حيث الميلاد الثاني، وغسل المعمد من الخطية الأصلية والخطايا السابقة للمعمودية.. كل هذا لا يحتاج إلى سن معينة يتفجر فيها. فهو يصير أبنا لله، وتفر له خطاياه، وينال التبرير والتجديد في نفس وقت عماده. وكذلك يموت الإنسان العتيق، ويولد إنسان جديد، ولكنه حر.. ويلبس المسيح (غل 3: 27). إن وجد شيء آخر (تتفجر فيه مفاعيل المعمودية) فلعله أمر يتساوى فيه الكبير والصغير.. 8 أما الرأي الذي يقول بخلاص الأطفال بدون معمودية، فهو رأى ضد تعليم الكتاب المقدس في الفداء والكفارة وأهمية دم المسيح للخلاص.. ولا يجد تأييدًا من أحد.. 9 الكنيسة كانت تعمد الأطفال منذ البداية، من عصر الرسل، كما يتضح من عماد عائلات بأكملها، كبارا وصغارا، كما قيل في عماد سجان فيلبي: (والذين له أجمعين) (أع 16: 33) وعماد ليديا بائعة الارجوان (هي وأهل بيتها) (أع 16: 15) ومن غير المعقول أن كل هؤلاء وأمثالهم لم يكن بينهم أطفال. 10 لا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس تأمر معمودية الأطفال. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
التوبة وأهميتها للخلاص 1 لا يمكن أن يوجد لاهوتي واحد في العالم، يقول إنه يمكن لأن يخلص إنسان بدون توبة. فعدم التوبة معناه الارتباط بالخطية، وبالتالي الانفصال عن الله، لأنه (أية شركة بين النور والظلمة؟!) (2كو 6: 14). والخلاص بمعناه السليم، هو الخلاص من الخطية وعقوبتها. والسيد المخلص سمى كذلك (لأنه يخلص شعبه من خطاياهم) (مت 1: 21) فمادامت هناك خطية، لا يوجد إذن خلاص. لأن الإنسان لا يخلص وهو في حياة الخطية. 2 ولزوم التوبة للخلاص يظهر في قول السيد المسيح: (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3، 5). والتوبة مرتبطة بغفران الخطايا (أع 5: 31). وقد كان عمل المسيح على الصليب هو مغفرة الخطايا، لأن هذا هو الخلاص الذي قدمه للعالم (فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا) (كو 1: 14) (الذي فيه لنا الفداء، بدمه غفران الخطايا) (أف 1: 7) ولا يمكن أن تغفر خطية، مازال الإنسان يرتكبها. فإن تاب تغفر له.. وملكوت السموات لا يدخله غير التائبين. سيطرحون في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت (رؤ 21: 8). ويقول القديس بولس الرسول: (إن أخطأنا باختبارنا، بعدما أخذنا معرفة الحق، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف، وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين) (عب 10: 26، 27). 3 وآباؤنا الرسل ربطوا مغفرة الخطايا بالتوبة، كما بالمعمودية. وهكذا من أجل مغفرة الخطايا، قال القديس بطرس لليهود في يوم الخمسين: (توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح، لمغفرة الخطايا) (أع 2: 38). 4 يقول الكتاب، في ارتباط التوبة بمغفرة الخطايا: (توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم) (أع 3: 19). فهل إذا كان إنسان لا يتوب، أيستطيع أن يخلص وتمحى خطاياه؟! كلا بلا شك فقول الكتاب واضح. ولكن لعلك تقول: (إن خطاياي تمحى بدم المسيح) نقول لك: لا أحد يختلف في هذا. ولكنك لا تستحق دم المسيح إن كنت تستمر في الخطية ولا تتوب. ودم المسيح لا يشجع على البقاء في الخطية. إذن توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم بدم المسيح. 5 والكتاب لا يطلب منا التوبة فقط، وإنما يقول: (اصنعوا ثمارًا تليق بالتوبة ) (مت 3: 8). وأيضًا: (أعمالًا تليق بالتوبة) (أع 26: 20) بل أن الرسول يوبخنا إن قصرنا في التوبة فيقول: لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية) (عب 12: 4). ومن أجل التوبة (مصارعتنا ليست مع لحم ودم.. بل مع أجناد الشر الروحية) (أف) وفي هذا يقول لنا الرسول: (قاوموا إبليس فيهرب منكم) (يع 4: 7). 6 وفي ارتباط التوبة بالخلاص قال الرسول لأهل كورنثوس، لما أحزنهم بتوبيخه: (الحزن الذي بمشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة) (2كو 7: 10). 7 ولما كان الإنسان في كل يوم يخطئ، وأجرة الخطية هي موت (رو 6: 23) ويحتاج إلى الخلاص من هذا الموت. لذلك هو محتاج إلى التوبة، ليخلص من هذا الموت. لأن السيد المسيح يقول: (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3). 8 ولعل البعض يقول: ,, إن التوبة ليست ثمنا للخلاص، فالخلاص ثمنه هو دم المسيح..،، أقول لك: حقا إن الخلاص ثمنه دم المسيح. ولكن دم المسيح لا يمحو إلا الخطايا الذين تابوا.. التوبة إذن ليست هي الثمن، إنما هي وسيلة. وبدونها لا نستحق الدم الكريم. 9 ولما كان الإنسان يخطئ كل يوم، ويحتاج إلى التوبة كل يوم، إذن فالتوبة تصحبه كل حياته ليخلص من خطاياه. وبالتالي لا يكون الخلاص في لحظة. إنها حرب روحية تستمر مدى الحياة. (الصديق يسقط سبع مرات ويقوم) (أم 24: 16) والقديس بولس الرسول يقول: (أقمع جسدي واستعبده، حتى بعدما كرزت للآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا) (1كو 9: 27). فإن كان الرسول العظيم يتكلم هكذا، فهل أنت أعظم من بولس الرسول.. حتى تقول إنك خلصت وضمنت الملكوت.. ولا تقول هذا بجهاد العمر كله، وإنما تقول خلصت في لحظة!! 10 التوبة لازمة إذن للخلاص. ولكن التوبة في مفهومنا الأرثوذكسي تختلف عن التوبة في المفهوم البروتستانتي. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
التوبة في المفهوم الأرثوذكسي كسرّ كنسي الكل ينادى بالتوبة. لا يجادل في أهميتها أحد. ولكن التوبة عند الأرثوذكسي شيء. وعند البروتستانتية شيء آخر، من جهة ماهيتها ومفعولها وإتمامها، ولزومها للخلاص، وما يتعلق بها من أمور أخرى.. وسنتناول الآن هذه الخلافات واحدا فواحدًا. التوبة سر كنسيالتوبة في المفهوم الأرثوذكسي هي سر من أسرار الكنيسة السبعة، اسمه (سر التوبة) أما الطوائف البروتستانتية وهى لا تؤمن بأسرار الكنيسة فلا تنظر إلى التوبة كسر مقدس، إنما كمجرد مشاعر داخل قلب الإنسان من ندم على الخطية، وعزم على تركها. إذن هناك فارق بين (التوبة) و (سر التوبة). |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
التوبة والاعتراف التوبة في المفهوم الأرثوذكسي تحمل ضمن أساسياتها الاعتراف على الأب الكاهن بالخطايا، حسب قول الكتاب: (من يكتم خطاياه لا ينجح. ومن يقر بها ويتركها يرحم) (أم 28: 13) وقد مارس الناس الإقرار بالخطية (الاعتراف بها) في العهد القديم (لا 5: 5) واستمر ذلك حتى فترة ما بين العهدين، فكانوا يأتون إلى يوحنا المعمدان (واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم) (مت 3: 6) ومارسوا الاعتراف في العهد الجديد أيضًا (أع 19: 18) أما الطوائف البروتستانتية، فلا تدخل الاعتراف في نطاق التوبة، بل تهاجمه وهى في ذلك على نوعين: أ- نوع يهاجم الاعتراف علنا، ويهاجم معه الكهنوت أيضًا: وهذا النوع هو الأضعف. لأنه مكشوف، يحترس منه الثابتون في العقيدة. كما أن آراءه ظاهرة يمكن الرد عليها. ب- والنوع الثاني لا يهاجم الاعتراف، ولا الكهنوت، ولا التناول. ولكنه ينسبها للناس، بعدم الحديث عنها، وبتقديم بدائل لها. كما ورد في مجلة (الينبوع): [ هل تحب أن تتبرر الآن؟ ماذا يمنع؟ لا شيء إنها فرصة العمر أن تأتى كما أنت، وتقبل الرب يسوع، فتتبرر في لحظات ]!! (1 ص 13). وورد فيها أيضًا: [ تتطلع إلى حمل الله، وتضع عليه آثامك وخطاياك. وتنطلق أنت حرًا. الق كل أحمالك، واستمتع بغفرانه ]!! (1: ص 17). وورد فيها كذلك: [ هذا هو ثمن التبرير: لقد مات البار، وسدد دين الخطية كله إلى الأبد. إن قبلته اليوم، تحصل على البراءة، وتخرج من محضره حرًا من كل دين ] (1: ص12) وبنفس المعنى قولها عن المسيح: [ إن استطعت أن تراه وهو يطعن بواسطة الجندي الروماني، فسوف تتبرر في لحظة واحدة ] (1: ص 10). وفى كل هذه الأمثلة، ينال الإنسان التبرير والغفران ويتخلص من جميع خطاياه، بدون الاعتراف، وبدون التحليل، بمجرد قبول المسيح، أو التطلع إليه!! وبدون الأسرار الكنسية. ومثال ذلك ما ورد في إحدى المجلات القبطية، التي دخلت فيها هذه الروح تحت عنوان [اختبارات روحية] وفي كل ذلك، لا حديث عن الأسرار، كأن لا أهمية لها، وتقديم بدائل من كلام له طابعه الروحي، ويخفى خطورة لاهوتية.. إنه طريق غير مكشوف، وواجبنا أن نكشفه للناس، ليحترسوا. وهذا الأسلوب هو ما يميز النبذات غير الأرثوذكسية. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
التوبة والكنيسة بينما تقدم البروتستانتية التوبة كمجرد عمل فردى داخل القلب، تضيف الأرثوذكسية إلى ذلك عمل الكنيسة والأسرار والكهنوت. وهذه الثلاثة لا تتعرض لها الكتابات التي تهاجم العقائد الأرثوذكسية، وبها تميز النبذات. أما الأرثوذكسية فتقدم في التوبة: التحليل من فم الكاهن، حسب قول الرب لرجال الكهنوت: اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتموها عليه أمسكت) (يو 20: 22، 23) ومع التحليل، يوجد الإرشاد الروحي من أب الاعتراف، والسماح بالتناول من الأسرار المقدسة. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
التوبة والخلاص الأرثوذكسية ترى التوبة لازمة للخلاص، حسبما ذكرنا قبلًا. أما البروتستانت، ففي التركيز على أهمية الدم في موضوع الخلاص، ينسون الكلام على التوبة، أو يضعونها تحت عنوان (التقديس) دون التركيز على دورها في الخلاص.. والبعض يضعون كلمة الخلاص مكان كلمة التوبة. فإن كان إنسانا مدمنا على الخمر أو القمار مثلًا، وتأثر بعظة وتاب، يقولون إنه خلص في تلك اللحظة! وربما يعود إلى ذلك. وقد يبطل هذا الشخص الخمر والقمار بصفة دائمة، وتكون له خطايا أخرى لم يخلص منها.. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
التوبة والنعمة في التوبة يركز البروتستانت على عمل النعمة، ويرون كل جهاد الإنسان لا قيمة له! يكفى أن يلقى بنفسه عند قدمي المسيح، فيخلصه من جميع خطاياه، دون عمل منه! أما التعليم الأرثوذكسي، ففيه الحياة الروحية هي شركة مع الروح القدس الروح يعين، والنعمة تعمل، والإنسان يجاهد. وإن لم يجاهد، يبكته الرسول بقوله، (يبكته الرسول بقوله: (لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية ) (عب 12: 4) والكتاب المقدس يصور لنا الحياة الروحية، حربا مع أجناد الشر الروحية، تحتاج إلى سلاح الله الكامل (أف 6) ولابد للإنسان أن ينتصر في هذه الحرب لينال المكافأة. والسيد المسيح في رسائله إلى ملائكة (رعاة) الكنائس السبع، كرر عبارة: (من يغلب..) سبع مرات، كشرط للنعيم الأبدي (رؤ 2، 3). إن النعمة لا تعمل وحدها كل شيء، وإلا ما كان الله يقول عن التوبة: (ارجعوا إلى، أرجع إليكم) (ملا 3: 7). وقد كتبنا عن هذا الموضوع بابًا كاملًا في كتاب (الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي) يمكن الرجوع إليه هنا في موقع الأنبا تكلا.. وخلاصة الأمر هي: تركز البروتستانتية على الجانب الإلهي وحده، في التوبة، وفي الخلاص، وتهمل الجانب البشرى تمامًا. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
التوبة والاختبارات إنهم يعتبرون اختبارا. ويشجعون التائبين أن يحكوا اختباراتهم في الاجتماعات أمام الناس. فتسمع منهم عبارات: "أنا كنت (كذا) وصرت (كذا).." ويظل يسرد خطايا بشعة بلا خجل.. مغطيًا إياها بما وصل إليه من نعمة!! أما الأرثوذكسية فلا توافق على سرد هذه القص، لأنها غالبًا ما تحمل افتخارًا بالتغير الذي وصل إليه التائب. وقد يتأذى البعض من سماع الخطايا التي يعلنها (التائب) بلا خجل.. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
التوبة بين الفرح والانسحاق تعلم الأرثوذكسية بوجوب انسحاق التائب، متذكرًا ما أساء به إلى الله، مبللا فراشة بدموعه كما فعل داود النبي. أما البروتستانتية فتدفع الناس إلى فرح لا انسحاق فيه.. بل كثيرًا ما يتحول التائب حديثًا إلى خادم، بطريقة مباشرة، لا تعطيه فرصة للحزن الداخلى على خطاياه! ويعللون ذلك بوجوب الفرح بالخلاص (امنحني بجهة خلاصك) (مز 50) بينما بولس الرسول تحدث عن فوائد الحزن على الخطية (2كو 7). ولا ننسى أنه في تناول خروف الفصح وسط فرح الشعب بخلاصه من سيف المهلك، كان يأكل الفصح على أعشاب مرة، حسب أمر الرب (خر 12: 8) والأعشاب المرة كانت تذكرهم بخطاياهم، التي بسببها وقعوا في عبودية فرعون. الفصح يذكرهم بالخلاص وبهجته. ولكنه يؤكل على أعشاب مرة. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
التوبة والسلوك والأعمال البروتستانتية، لا ترى الحياة المسيحية حياة سلوك وعمل، بل حياة نعمة وإيمان. وأما الأرثوذكسية فإلى جوار الإيمان والنعمة، تضيف السلوك والأعمال كثمر لهما، يدل عليهما. فالكتاب يقول: (اصنعوا ثمارًا تليق بالتوبة) (مت 3: 8) (وأعمالًا تليق بالتوبة) (أع 26: 20) ويقول: وأنا أريك بأعمالي إيماني) (يع 2: 18). كما يقول القديس يوحنا الرسول: (من قال إنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك يسلك هو أيضًا) (1يو 2: 6 ). (إن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع ابنه يطهرنا من كل خطية) (1يو 1: 7). إذن أهمية السلوك والأعمال، تعليم كتابي.. إن التطهير يتم بالدم، ولكن على أساس التوبة والسلوك في النور، حسب تعليم القديس يوحنا الرسول (1يو 1: 7). |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
دور الكنيسة في نيل الخلاص إن الخلاص العظيم الذي قدمه السيد المسيح على الصليب، تنقله الكنيسة بعمل الروح القدس فيها إلى الناس. وذلك بتكليف من السيد المسيح نفسه. وذلك عن طريق ثلاثة أمور هي: خدمة الكلمة، وخدمة الأسرار، وخدمة المصالحة، والرعاية.. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
خدمة الكلمة إخوتنا البروتستانت يركزون في الخلاص على الإيمان. وكيف يصل الإيمان إلى الناس إلا عن طريق الكنيسة؟ وفى هذا يقول الرسول: (كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟ (رو 10: 14) والكنيسة هي التي ترسل الكارزين، بعد أن تضع عليهم اليد، وهى التي تنشر الإيمان، الذي بدونه لا يخلص أحد. إذن الكنيسة لها دور أساسي في الخلاص عن طريق نشر الإيمان، بالكرازة وخدمة الكلمة.. وهذه الخدمة تستلمها الكنيسة من فم المسيح نفسه، الذي قال لآبائنا الرسل: (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به) (مت 28: 19) (اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها) (مر 16: 15). بهذه الكرازة أوصلت الكنيسة الإيمان للناس، وبدونها ما كان ممكنًا أن يخلصوا ولذلك حرص الرسل على هذه الخدمة. وفي سيامة الشمامسة السبعة قالوا: (وأما نحن فنعكف على الصلاة وخدمة الكلمة) (أع: 4). وقد جعل الرب خدمة الكلمة الموصلة للخلاص من اختصاص الكنيسة، ولم يعهد بها حتى للملائكة ففي قصة اهتداء كرنيليوس، أرسل له الله ملاكًا. وكان يمكن لهذا الملاك أن يبشر كرنيليوس برسالة الخلاص. ولكنه لم يفعل ذلك، إنما أحاله إلى الكنيسة المؤتمنة على هذه الخدمة. وهكذا قال له: (أرسل إلى يافا رجالًا، واستدع سمعان الملقب بطرس) وماذا تكون مهمة بطرس هذا؟ قال الملاك في ذلك: (وهو يكلمك كلامًا به تخلص أنت وأهل بيتك) (أع 10: 14). وصارت هذه مهمة من عمل الكنيسة، أعنى خدمة التعليم، وتفهيم الناس قواعد الإيمان وتعريفهم بطريق الخلاص. وهكذا قال القديس بولس الرسوللتلميذه تيموثاوس الأسقف: (لاحظ نفسك والتعليم وداود على ذلك. فانك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا) (1تى 4: 16). إذن التعليم هو وسائط الخلاص. والكنيسة هي التي اؤتمنت على التعليم، بحسب قول الرب: (وعلموهم جميع ما أوصيتكم به) (مت 28: 19) وهكذا قال بولس الرسول: (إذ الضرورة موضوعة على، فويل إن كنت لا أبشر.. فقد استؤمنت على وكالة) (1كو 9: 16، 17) وكان الخلاص هو هدف التبشير لذلك يقول الرسول بعد ذلك: (.. لأخلص على كل حال قومًا..) (1كو 9: 22). وعن طريق الكرازة وخدمة الكلمة، استطاع فيلبس أن يقود الخصى الحبشى إلى الإيمان لكي يخلص (أع 8) بخدمة الكلمة في يوم الخمسين، أمكن أن تخلص ثلاثة آلاف نفس (أع 2: 41). وخدمة الكلمة لا يقوم بها إلا المرسل من الكنيسة، لذلك لما دعا الروح القدسبرنابا وشاول لهذه الخدمة أحالهما إلى الكنيسة. وقال الروح القدس: (افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه) (أع 13) إنها دعوة من الروح القدس. ولكن لابد أن تمر عن طريق الكنيسة من خلال القنوات الشرعية التي عهد لها الله بهذه الخدمة: (فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي وأطلقوهما بسلام) وهكذا عملا في خدمة الكلمة (أع 13: 2، 3) وخدمة الكلمة ليست كل شيء في عمل الكنيسة من جهة الخلاص، إنما هناك أيضًا خدمة الأسرار. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
خدمة الأسرار الكنيسة تقدم الخلاص عن طريق خدمة أسرار الكنيسة المقدسة. 1 وفي مقدمة هذه الأسرار سر المعمودية، الذي قال فيه الرب: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) والذي أمر به الكنيسة حينما قال لآبائنا الرسل: (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس) (مت 28: 19). ولذلك فإن الرسل، حالما آمن اليهود في يوم الخمسين، عمدوهم لمغفرة الخطايا (أع 2: 41، 38). ولا شك أن مغفرة الخطايا التي تأتى بالمعمودية لازمة للخلاص. وهكذا عمدوا أيضًا الخصي الحبشي (أع 8) وكرنيليوس وجميع الذين كانوا يسمعون الكلمة معه (أع 10) وعمدوا أهل السامرة (أع 8) وعمدوا سجان فيلبي والذين له (أع 16) وكذلك ليدية بائعة الأرجوان هي وأهل بيتها (أع 16) ومازالت الكنيسة بالمعمودية تنقل الخلاص إلى الناس، إذ يدفنون فيها مع المسيح ويقومون معه. يموت إنسانهم العتيق (رو 6) ويلبسون المسيح في المعمودية (غل 3: 27). وقد شرحنا في بداية هذا الفصل فاعلية المعمودية وعلاقتها بالخلاص. وفيها تعطيهم الكنيسة مغفرة الخطية الأصلية والخطايا السابقة للمعمودية، عن طريق استحقاقات دم المسيح، وتصيرهم أولادًا لله (يو 3: 5، تى 3: 5). 2 ولكن الناس يخطئون بعد معموديتهم، ويحتاجون إلى الخلاص من عقوبة هذه الخطايا.وهنا تقدم لهم الكنيسة سر التوبة، وسر الافخارستيا، لمغفرة خطاياهم. وذلك بالسلطان الممنوح للكنيسة في قول السيد المسيح: (من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت) يو 20: 23) وقوله: (ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء. وما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء) (مت 18: 18). أي فرح للمؤمن أن يأخذ خلًا من خطاياه، بسلطان معطى من السيد المسيح نفسه. وهناك ينال المغفرة. ونفس المغفرة ينالها في سر الافخارستيا، الذي نقول عنه في القداس الإلهي: (يعطى عنا خلاصًا) وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لكل من يتناول منه) وذلك بناء على قول السيد المسيح لتلاميذه حينما سلمهم هذا السر (جسده ودمه) (لمغفرة الخطايا) (مت 26: 28 ). وحسب قوله لليهود: (من يأكل جسدي ويشرب دمى فله حياة أبدية) (يو 6: 54) و (ويثبت في وأنا فيه) (يو 6: 56). 3 والكنيسة تساعد الناس على الخلاص بسكنى الروح القدس فيهم، وتعطيهم ذلك عن طريق سر المسحة المقدسة (1يو 2: 20، 27). وكان هذا السر العظيم، تمنحه الكنيسة في بادئ الأمر عن طريق وضع اليد (أع 8: 17، أع 19: 6) ومادام بدون الروح القدس، لا يستطيع إنسان أن يحيا حياة روحية، ولا أن يتبكت على خطية، إذن فمنح هذا السر عن طريق الكنيسة له عمله الخلاصي العميق. 4 وكل هذه الأسرار المقدسة المؤدية إلى الخلاص، تقدمها الكنيسة عن طريق سر آخر هو سر الكهنوت. وهكذا ندرك أهمية الكنيسة والكهنوت في قضية الخلاص. حقًا إن الخلاص قد تم على الصليب بالفداء بدم المسيح. ولكن نقل هذا الخلاص إلى الناس تقوم به الكنيسة عن طريق الكهنوت والأسرار المقدسة.. وبالإضافة إلى هذا تقوم الكنيسة بالرعاية وخدمة المصالحة. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
الرعاية وخدمة المصالحة كل مؤمن معرض أن يضل عن الطريق، فمن يفتقده ويرعاه، ويرده إلى الطريق، إلا الكنيسة التي تقود المؤمنين في حياة التوبة، وبالتالي في طريق الخلاص، حسب قول الكتاب: (من رد خاطئًا عن ضلال طريقه، يخلص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا) (يع 5: 20). وبهذا العمل، تخلص الكنيسة نفوسًا من الموت، تخلصهم من موت الخطية عن طريق الإرشاد، وعن طريق الافتقاد، وعن طريق الهداية. وهكذا تعمل على مصالحتهم مع الله.. هذه المصالحة التي قال عنها القديس بولس الرسول: (وأعطانا خدمة المصالحة. نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله ) (2كو 5: 18، 20). ويمكن أن تدخل هذه المصالحة تحت سر التوبة. ولولا أهمية هذا العمل لخلاص أنفس الناس، ما كان الكتاب يقول إن الله أعطى البعض أن يكونوا رعاة.. لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح (اف 4: 11، 12) وما كان يقول لبطرس: (ارع غنمي، أرع خرافي) (يو 21: 15، 16). عمل الرعاية هذا يقوم به الكهنوت في الكنيسة: وهكذا قال بولس الرسول لأساقفة أفسس: (احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه) (اع 20: 28). أترى كان يتم الخلاص بدون عمل الرعاية؟ محال.. هوذا الإنجيل يقول عن الغنم إلى لا راعى لها إن الرب (لما رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين، كغنم لا راعى لها) (مت 9: 36) وهؤلاء ما أسهل أن يفتك بهم العدو، ويفقدون الخلاص. إن الخلاص لا يمكن الحصول عليه بدون الكنيسة. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
الأعمال ومركزها في موضوع الخلاص اعتراضالذين ينادون بالخلاص في لحظة، يقولون إن الخلاص هو بالإيمان وحده الذي يمكن نواله في لحظة!! لذلك هم ينكرون كل مفعول للأعمال، ويعترضون على إدخالها في موضوع الخلاص، الذي تم فيه المسيح وحده.. وهم يقدمون لإثبات رأيهم آيات كثيرة من الكتاب منها: (لما ظهر لف مخلصنا الله وإحسانه، لا بأعمال في بر عملناها، بل بمقتضى رحمته خلصنا، بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس) (تى 3: 5). (لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان. وذلك ليس منكم، هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد..) (أف 2: 9). الرد على الاعتراض1 إننا نسأل الذين يركزون على الإيمان، ويرفضون الأعمال كلها: أي أعمال تقصدون؟ هناك ستة أنواع من الأعمال: أ أعمال الناموس التي هي مجرد ممارسات طقسية. ب أعمال قبل الإيمان، أي الأعمال الصالحة التي للأمم. ج أعمال بشرية فقط، لا يشترك الله فيها. د عمل الروح القدس في الأسرار. ه أعمال صالحة هي شركة مع الروح القدس. و أعمال الله وحده، وطريقة استحقاقنا لها. فعلينا أن نفحص كل هذه الأنواع الستة، ونرى ما هي أنواع الأعمال التي يرفضها الكتاب؟ وما هي الأنواع اللازمة من الأعمال والتي بدونها بدونها لا نخلص، إذ أن الإيمان بدون أعمال ميت. 2 هنا ونسأل: لماذا ركز الرسول على موضوع الإيمان؟ لقد ركز في الكلام مع غير المؤمنين من اليهود والأمم، أو في الكلام عنهم، حتى تظهر أهمية الفداء بدم المسيح. لأنه بدون الإيمان لا يمكن أن يخلص أحد من هؤلاء مهما كانت أعمالهم. ولأن الإيمان هو النقطة الصعبة إذ هي تغيير الدين. فإن قبلوها سيقبلون كل ما بعدها كالمعمودية والتوبة والتناول. فالذي يقبل المسيح سيقبل كل تعاليمه.. لهذا مع اليهود والأمم ركز الرسول على الإيمان وليس أعمالهم: فمن جهة اليهود، هاجم أعمال الناموس بدون إيمان. ومن جهة الأمم، هاجم أعمالهم الصالحة بدون إيمان. أما أعمال الصالحة إذا أضيفت إلى الإيمان، فإنها تكون لازمة ومقبولة باعتبارها ثمرا للإيمان.. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
أعمال الناموس 3 كانت لأعمال الناموس أهمية في العهد القديم، يظنون أنهم يتبررون بها. وتدخل فيها الممارسات الطقسية التي يفرضها الناموس: مثل الختان، وحفظ السبت، والمواسم والأعياد وأوائل الشهور، وما فيها من تقدمات، وما يختص بالنجاسات والتطهير، في الأكل والشرب واللمس وغير ذلك، مما نفى الرسول الاعتماد عليه، مؤكدًا أن الإنسان لا يتبرر به. بل أظهر أن أعمال الناموس قد بطلت، لأنها كانت مجرد رمز لنعم العهد الجديد أو كانت مجرد ظل للخيرات العتيدة. وقال في ذلك: (لا يحكم أحد عليكم في أكل أو شرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هي ظل الأمور العتيدة) (كو 2: 16). فالختان مثلًا، كان من أعمال الناموس. كان علامة لشعب الله. وقد كان رمز للمعمودية، إذ به يموت جزء من إنسان، رمزًا لموت الإنسان كله. حينما يموت المؤمن في المعمودية، ويدفن مع المسيح، لكي يحيا معه. إذن الختان في العهد الجديد كمجرد عمل من أعمال الناموس، لا علاقة له بالخلاص، لأنه ظل للأمور العتيدة وقد حلت المعمودية محله. 4 وحتى في العهد القديم، أظهر الرب أن أعمال الناموس هذه، إن كانت خالية من الروح، تصبح بلا قيمة.. وذلك لأنها قد صارت مجرد ممارسات لا يشترك القلب فيها، وقد يمارسها الإنسان مع ممارسة الخطية في نفس الوقت! فقال في سفر إشعياء: لا تعودوا تأتون إلى بتقدمة باطلة. البخور هو مكرها لي. رأس الشهر والسبت ونداء المحفل. لست أطيق الإثم والاعتكاف. رؤوس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسي. صارت على ثقلًا، مللت حملها.. أيديكم ملآنة دمًا) (إش 1: 13 15). 5 وأعمال الناموس هذه هي التي هاجمها الرسول بقوله: (إذ نعلم الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع المسيح) (إلى 2: 16). (ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله، فظاهر لأن البار بالإيمان يحيا) (غل 3: 11) (لأنه بأعمال الناموس، كل ذي جسد لا يتبرر أمامه) (رو 3: 20). واضح هنا جدًا، كلامه عن أعمال الناموس. وواضح أيضًا أن هذا النوع من الأعمال، ليس هو ما نقصده في حياتنا المسيحية. ربما قصده من أرادوا تهويد المسيحية المسيحية.. 6 هذا من جهة اليهود. ومن جهة محاولة بعض اليهود الذين اعتنقوا المسيحية في عصر الرسل، وأرادوا إدخال عاداتهم اليهودية في المسيحية، وكذلك فقوسهم وممارساتهم. فشرح لهم الرسل أن اللازم للخلاص هو الإيمان، وليست أعمال الناموس |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
الأعمال بدون إيمان! ويمكن أن نقول عنها أيضًا: الأعمال الصالحة قبل الإيمان، كأعمال الأتقياء من الأمميين، مثل كرنيليوس وغيره. إنها أعمال صالحة، ولكنها بدون إيمان لا تبرر الإنسان. فالتبرير. فالتبرير هو بالدم فقط، دم المسيح، الذي حمل خطايانا، ومات عنا (الذى فيه لنا الفداء، بدمه غفران الخطايا) (كو 1: 14) وهكذا قال الرسول: (متبررين مجانًا بنعمته، بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة، بالإيمان بدمه، لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة) (رو 3: 24، 25). إذن كل أعمال صالحة بدون دم المسيح لا تخلص. وذلك لأنه بدونك سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 9: 22). والخلاص كما نؤمن جميعًا هو عن طريق الفداء العظيم الذي تم على الصليب. إذن الأعمال بغير الإيمان بالدم والكفارة لا تبرر أحدًا. وهذه الأعمال هي التي قال عنها الرسول: (لا بأعمال في بر عملناها). وواضح أيضًا أننا لا نقصد هذا النوع مطلقًا، في حديثنا عن الأعمال فكلنا مؤمنون بالفداء والكفارة وأهمية دم المسيح. يبقى النوع الثالث المرفوض من الأعمال وهو: الأعمال البشرية وحدها. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
الأعمال البشرية وحدها أى الأعمال التي يعملها البشر، بدون اشتراك الله معهم في العمل، دون شركة الروح القدس.. إنما هي مجرد ذراع بشرى.. هذه لا علاقة لها بالخلاص.. ونحن لا نستطيع أن نسمى مثل هذه أعملًا روحية، أو أعملًا صالحة بالمفهوم الدقيق للكلمة. الدقيق للكلمة. إن العمل البشرى المنفصل عن الله، لا يخلص الإنسان. العمل الذي يعمله الإنسان وحده، دون أن يدخل الله فيه، مصيره أن يؤول إلى المجد الباطل. ولا مكافأة له، ولا علاقة له بالخلاص. وعنه نقول في صلواتنا بالأجبية: (وبأعمالي ليس لي خلاصًا) أي بأعمالي وحدها، بدونك أنت، وبدون دمك.. هذه هي الأنواع الثلاثة من الأعمال، المرفوضة، والتي لا علاقة لها بالخلاص. فلنتكلم عن الأنواع الثلاثة الأخرى..
|
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
عمل الروح القدس في الأسرار إن أسرار الكنيسة السبعة ليست أعمالًا بشرية يقوم بها الأب الكاهن. وإنما هي أعمال سرية يقوم بها الروح القدس نفسه على يد الكاهن، الذي لا يعدو أن يكون خادمًا للأسرار. الروح القدس هو الذي يلد المؤمنين في المعمودية ولادة جديدة، يصيرون بها (مولدين من الماء والروح) (يو 3: 5) ومولدين من الروح (يو 3: 6). فهل نعتبر المعمودية إذن عملًا بشريًا أم إلهيًا؟ والروح القدس هو الذي يقدس المؤمن ويثبته في سر المسحة المقدسة، سر الميرون. ولذلك قال القديس يوحنا الحبيب: (وأما أنتم فلكم مسحة من القدس) (1يو 2: 20) فهل المسحة عمل بشرى، وهى من القدوس؟ إن الروح القدس هو الذي يحل على المؤمنين (أع 19: 6)، فهل هذا عمل بشرى؟! والروح القدس هو الذي يغفر الخطايا في سر التوبة. لذلك نفخ الرب في وجوه تلاميذه القديسين. وقال لهم: (اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له..) (يو 20: 22، 23) إذن فالمعمودية تتم بالروح تتم بالروح القدس الذي قبلوه. فهل نعتبرها عملًا بشريًا؟! والروح القدس هو الذي يحول الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه في سر الافخارستيا. والسيد الرب نفسه هو الذي يقول: (خذوا كلوا.. هذا هو جسدي) (1كو 11: 24) خذوا اشربوا.. هذا هو دمى) (مت 26: 26، 27) والرب نفسه وضع بركات هذا السر (يو 6: 50-56). والروح هو الذي يجعل الاثنين واحدا في سر الزيجة. لذلك يقول الرب عن ذلك (الذي جمعه الله، لا يفرقه إنسان) (مر 10: 9). وهكذا في باقي الأسرار المقدسة. الروح القدس هو العامل فيها، وهو المعطى كل بركاتها ونعمها فالذين ينكرون أسرار الكنيسة وفاعليتها في الخلاص، إنما ينكرون عمل الروح القدس نفسه، الذي تتمم الأسرار. لماذا ينكرون لزوم المعمودية للخلاص، مع قول الله الصريح: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16)؟! هل المعمودية هي عمل بشرى لا يحتمله محاربو الأعمال؟! أم أنها بالحقيقة عمل الروح القدس، الذي يلد من الماء إنسانًا جديدًا..؟ وإن كانت عمل الروح، إذن فهي عمل الله. إذن من ينكر فاعلية المعمودية، إنما ينكر عمل الله. وإن كان الله في المعمودية (قد شاء فولدنا) (بغسل الميلاد الثاني، وتجديد الروح القدس) (تى 3: 5) وخلصًا بهذا الغسل من خطايانا (أع 22: 16) فلماذا الاعتراض إذن على عمل الله؟! ولماذا يعترضون على مغفرة الكاهن للخطايا؟ هل هذه المغفرة هي عمل إنسان، أم هي عمل الروح القدس؟ وإن كانت عمل الروح، فلماذا يرفضونها؟! وإن كانت عمل الروح، فهي إذن عمل إلهي. وما الكاهن سوى خادم لهذا السر. الروح القدس هو الذي يغفر الخطايا ويعلن ذلك من فم الكاهن (1) وقد شرحنا هذا بالتفصيل في كتاب الكهنوت هنا في موقع الأنبا تكلا. هذه الأعمال التي يعملها الرب في الأسرار المقدسة، من أجل خلاصنا، ينبغي أن نقف أمامها ونقول: (قفوا وانظروا خلاص الرب) (خر 14: 13). هل تنكر كل أسرار الكنيسة وعمل الروح القدس فيها، من أجل التشبث ببدعة الخلاص في لحظة؟ أو من أجل الإصرار على أن الخلاص بالإيمان وحده، الذي يظنون أن يتم في لحظة؟! وفي سبيل ذلك لا مانع من إنكار كل آيات الكتاب المقدس التي تثبت غير ذلك!! إن محاربة أسرار الكنيسة، هي عدم فهم لهذه الأسرار. يظنون أعمالًا بشرية فيهاجمونها. وهى عمل الروح القدس. ننتقل إلى نوع آخر من الأعمال، ونفحص ما إذا كان الذين يرفضونها على حق أم لا؟ |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
أعمال شركة الروح القدس إننا نطلب شركة الروح القدس معنا في العمل. ونقول في صلواتنا في رفع البخور: (اشترك في العمل مع عبيدك، في كل عمل صالح). لا شك أننا بدون الله، ى نقدر أن نعمل شيئًا (يو 15: 5) هو العامل فينا، وهو العامل بنا، وهو العامل معنا. وكما قال القديس بولس عن نفسه وعن زميله في الخدمة أبولس: (نحن عاملان مع الله) (1كو 3: 9) وقال لأهل فيلبي: (لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا أن تعملوا من أجل المسرة) (فى 2: 13). ومادام الله هو العامل فينا، إذن فالأعمال الصالحة التي يقوم بها المؤمن ليست مجرد أعمال بشرية، وإنما هي شركة الروح الذي فيه، الذي يحركه للعمل ويشترك معه. لهذا تمنحنا الكنيسة في كل اجتماع بركة (شركة الروح القدس) التي أشار إليها القديس بولس الرسول (2كو 13: 14). لا نشترك مع الروح القدس في الجوهر أو في اللاهوت، حاشا..! وإنما نشترك معه في العمل. ونصير بهذا الاشتراك (شركاء الطبيعة الإلهية) (2 بط 1: 4).. في العمل. والعمل الذي يشترك فيه معنا روح الله، لا يجوز لإنسان أن يحتقره، أو يتجاهل قيمته في موضوع الخلاص. ومَنْ له أذنان للسمع فليسمع (مر 4: 9، 23). إننا إن تكلمنا، فلسنا نحن المتكلمين، بل يشهد السيد المسيح قائلًا: (لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم فيكم) (مت 10: 20) ونحن حينما نصلى، هل نحن الذين نصلى وحدنا؟ كلا (لأننا لسنا نعلم ما نصلى لأجله كما ينبغي، بل الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطبق بها) (رو 8: 26) وإن تبنا، فإن الروح هو الذي (يبكتنا على خطية) (يو 16: 8) وهو الذي يرشدنا ويقوينا. وإن خدمنا، فالسيد المسيح يقول: (ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وحينئذ تكونون لي شهودًا) (أع 1: 8). إذن الأعمال الصالحة التي يعملها المؤمن، لا يعملها وحده مطلقًا، بل الروح القدس هو الذي يعملها فيه كما رأينا. ومحاربتها هي محاربة للروح القدس العامل فيها. بل هي أيضًا محاربة للسيد المسيح الذي قال: (بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا) (يو 15: 5) حتى إرادتنا، حتى كل عمل نعمله.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). يقول الرسول: إن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرة (فى 2: 13) إذن محاربة الأعمال الصالحة هي عدم فهم لهذه الأعمال. يظنونها مجرد أعمال بشرية فيهاجمونها! ليتهم يدركون عمل الروح فيها، حينئذ سوف يستحون من مهاجمتها. وهذه الأعمال الصالحة لا يمكن أن ندخل الملكوت بدونها. إن الأعمال الصالحة لا نخلص بها، ولكننا لا نخلص بدونها. على الأقل، يمكن أن نسمى هذه الأعمال (ثمر الإيمان). فإن كانوا يركزون على الإيمان وحده، هنا نسأل: هل هذا الإيمان له ثمر، أم هو بدون ثمر؟ إن كان لابد أن يكون له ثمر، ليثبت أنه إيمان حيّ، فهنا تظهر قيمة الأعمال. وإن كان بلا ثمر، تقف أمامنا الآية التي تقول: (كل شجرة لا تصنع ثمرًا، تقطع وتلقى في النار) (مت 3: 10). وإن كان الإيمان لازمًا للخلاص، فهو لازم بثمره، أي بهذه الأعمال الصالحة. وإن كان بلا أعمال، فهو (إيمان ميت) (يع 2: 17، 20) ينظر القديس يعقوب الرسول إلى صاحبه ويقول: (إن قال أحد أن له إيمانا، ولكن ليس له أعمال: هل يقدر الإيمان أن يخلصه) (يع 2: 14). ننتقل بعد ذلك إلى النقطة الأخيرة في موضوع الأعمال، وهى: عمل الله ذاته وكيف نستحقه. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
أعمال الله وحده الفداء هو عمل الله وحده، لم نشترك نحن فيه. والخلاص الذي تم بالفداء، هو عمل الله وحده. ولكن عمل الله شيء، واستحقاقنا لعمل الله شيء آخر. بقد قدم الله بالفداء كفارة للعالم كله (1يو 2: 2) فهل انتفع بها كل العالم؟! كلا، طبعًا. والخلاص الذي قدمه الرب للعالم، هو خلص به جميع الناس؟! كلا.. إذن ماذا نستفيد: إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟!) (عب 2: 3). إذن فكيف ننال الخلاص الذي دبره الله وحده؟ أنناله بالإيمان؟ الإيمان نفسه عمل. أننال هذا الخلاص بالمعمودية والتوبة؟ إنهما أيضا عملان. وما هو عمل الإيمان الذي ننال به الخلاص؟ يقول الرسول: (قد وهب لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجله) (فى 1: 29). إذن هذا الإيمان، هو هبة من الله. ويقول الرسول عن هذا الإيمان: (ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب، إلا بالروح القدس) (1كو 12: 3). وكذلك المعمودية هي ولادة من الروح (يو 3: 5، 6). ومع أن الخلاص هو عمل الله وحده، إلا أننا نناله في المعمودية، حسب قوله (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16). كما إننا لا يمكن أن ننال الخلاص بدون التوبة. وذلك حسب قول الرب: إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3، 5). وكذلك حسب قول بولس الرسول لليهود في يوم الخمسين (أع 2: 38). الخلاص هو عمل الله وحده. هذا حق. ولكن كيف نناله؟ القديس بطرس الرسول يشرح هذا الموضوع قائلًا: (توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس) (أع 2: 38). إذن لابد من التوبة والمعمودية، لننال المغفرة، ونقبل عطية الروح القدس. وهل يوجد خلاص بدون هذه المغفرة، وبدون الروح القدس؟ فإن كانت المغفرة لازمة للخلاص وتنال هنا بالتوبة والمعمودية، فلماذا إذن إنكار قيمة الأعمال؟! إن التعليم الأرثوذكسي هو تعليم كتابي. وهوذا أمامنا آيات الكتاب واضحة في موضوع الخلاص. أما عن توضيح الأعمال بالتفصيل، وكون أن الدينونة تكون حسب الأعمال، لأن الله سيجازى كل واحد حسب أعماله) (رؤ 22: 12). أو أن الأعمال الشريرة تؤدى إلى الهلاك، |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
نبذة مراحل الخلاص البروتستانتية م الموضوع المرحلة الأولى المرحلة الثانية المرحلة الثالثة 1 مفهومه نوال الخلاص (خلاص نلناه) إتمام الخلاص (خلاص نحياه) كمال الخلاص (خلاص نترجاه) 2 بركاته خلاص من قصاص الخطية (التبرير) من سلطان الخطية التقديس من جسد الخطية (التمجيد) 3 زمانه في لحظة مسيرة العمر في لحظة 4 شواهده لو 7: 48، 50 مر16: 16 في 2: 12 2كو 7: 1 في 3: 20، 21 1كو 15: 52 5 عوامله دم المسيح دم المسيح مجيء المسيح 6 وسائله سر التوبة والمعمودية سر المسحة والتناول المجيء الثاني 7 مستلزماته الإيمان الواعي الجهاد القانوني السهر والانتظار وزعت هذه النبذة بالبريد، وأوصلها بعض أبنائنا إلينا. وهى مأخوذة عن فكر بروتستانتي، وقد حاول صاحبها أن يلبسها ثيابًا أرثوذكسية لم تستطع أن تغطيها. هذه النبذة تقسم الخلاص إلى ثلاث مراحل: أ خلاص نلناه، من قصاص الخطية، يتم في لحظة. ب خلاص نحياه، من سلطان الخطية، هو مسيرة العمر. ج خلاص نترجاه، من جسد الخطية، يتم في لحظة. ويرون أن الخلاص الذي نلناه يتم (بالتبرير)، والذي نحياه يتم (بالتقديس) والخلاص الذي نترجاه يسمى (التمجيد) ومعروف أن مصدر هذا التقسيم، هو قصة راع بروتستانتي: سألته إحدى الفتيات (بأدب شديد!): ,, هل خلصت يا حضرة القسيس؟،، فأجابها: ,, خلصت، وأخلص، وسأخلص،، فصارت هذه العبارة رائدة لكثيرين. وبدأ تقسيم الموضوع إلى المراحل الثلاث: خلاص نلناه، وخلاص نحياه، وخلاص نترجاه. وهو تقسيم سجعي سنفحص ما معناه، وما مغزاه، وما فحواه.. ويقول البروتستانت إن الخلاص الذي نلناه في لحظة، قد تم في لحظة قبول المسيح فاديًا ومخلصًا، أي في لحظة الإيمان. ولعلكم تلاحظون أن كتب العهد الجديد التي يوزعها الجدعونيون مجانًا، تحوى آخرها إقرارًا بقبول المسيح فاديًا ومخلصًا، لكي يُوَقِّع عليه حامل الإنجيل..! |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
تناقض في نبذة مراحل الخلاص وعلى الرغم من أن نبذة (مراحل الخلاص) ذكرت أن الخلاص الذي نلناه من عقوبة الخطية قد تم في لحظة، إلا أنها لكي نأخذ مظهرًا أرثوذكسيًا قالت إن هذا الخلاص من مستلزماته: الإيمان الواعي، ووسائله هي سر التوبة وسر المعمودية! بل ورد فيها: ,, بهذا صار لأي إنسان امتياز مبارك، عندما يقبل إلى المسيح بتوبة قلبية، وإيمان واع، أن يحصل على بر المسيح، عندما يتحد معه بشبه موته، أي بالمعمودية، ليقوم معه في حدة الحياة (رو 6: 3) ولهذا قال المسيح: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16)،، وهنا يبدو التناقض، ويعرج كاتب النبذة بين الفرقتين (1مل 18: 21): بين الفكر البروتستانتي والمظهرية الأرثوذكسية. ويقف أمامنا سؤال ليس له جواب، وهو: كيف يمكن أن نجمع في لحظة، بين التوبة القلبية، والإيمان الواعي، وسر المعمودية؟! والوصول إلى التوبة يحتاج إلى وقت، والوصول إلى الإيمان الواعي يحتاج إلى وقت. وممارسة سر المعمودية تستغرق وقتًا. فكيف يمكن إتمام كل ذلك في لحظة؟ إن البروتستانت صرحاء مع أنفسهم. يقولون إن الخلاص الذي تم، إنما كان ذلك في لحظة الإيمان. أما الفكر البروتستانتي الذي يحاول أن يلبس ثيابًا أرثوذكسية فلأنه غير صريح، لذلك يقع في تناقض.. |
رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
عبارة "مراحل" مجرد الحديث عن (مراحل) يعنى أن الخلاص لا يتم في لحظة. فهناك أكثر من مرحلة، ثلاث مراحل، لا يمكن أن تعنى لحظة إلا لو كانت كل مرحلة ثلث لحظة. وكان يمكننا أن نكتفي بهذا، للرد على كاتب النبذة.. كما أن هناك ردًا آخر تحويه تفاصيل هذه المراحل وهو: إن إحدى هذه المراحل (التقديس) تشمل (مسيرة العمر) كله! ومادامت تشمل كل عمر الإنسان، إذن فهذا الخلاص لا يتم في لحظة. ومما يزيد الأمر تعقيدًا على كاتب النبذة، انه بعد هذا العمر كله، يوجد (خلاص نترجاه) وعده مجيء المسيح.. |
الساعة الآن 10:13 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025