![]() |
روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب نود أن نشكر مجموعة أصدقاء موقع الأنبا تكلا الذين قاموا بنسخ هذا الكتاب على الكمبيوتر typing، وذلك من خلال ركن الخدمة على الإنترنت. 1 مقدمة حول الأجبية 2 الأجبية 3 الفصل الأول: حكمة الكنيسة في ترتيب صلوات الأجبية 4 الفصل الثاني: بعض فوائد وبركات الصلاة بالأجبية 5 الفصل الثالث: التسبيح بالمزامير بداية حياتنا في السماء 6 الفصل الرابع: الأسباب التي دعت الكنيسة إلى استخدام المزامير في الصلاة 7 الفصل الخامس: فائدة الصلاة حسب نظام معين موضوع 8 الفصل السادس: الرب يسوع المسيح هو مثلنا الأعلى في الصلاة وترتيبها 9 الفصل السابع: اهتمام الكنيسة الأولى بصلوات الساعات 10 الفصل الثامن: أقوال الآباء القديسين في أهمية صلوات السواعي 11 الفصل التاسع: الطريقة المُثلى للصلاة بالأجبية 1 12 أفضل طريقة للصلاة بالأجبية 2 13 الفصل العاشر: السيدة العذراء في الأجبية 14 بعض مراجع الكتاب _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
كتاب روحانية الصلاة بالأجبية لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس الأسقف العام 1- مقدمة حول الأجبية مقدمة الطبعة الأولى الأجبية هى كتاب السبع صلوات الليلية والنهارية. وكلمة "أجبية" مأخوذة من كلمة "أجب" القبطية ومعناها "ساعة". فالأجبية هى ذلك الكتاب الصغير الهام الذي يحوى صلوات الساعات الليلية والنهارية المقررة كصلوات رسمية يصليها المؤمن كل يوم حسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوزكسية. وهذه الصلوات من حيث عددها فقد ذكرها مرنم المزامير نفسه بقوله "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك" (مز 119: 164). ومن حيث مواعيدها: باكر. الثالثة. السادسة.. الخ. فقد كانت تمارس في العهد القديم بهذا النظام بحيث لا تمر ثلاث ساعات إلا ويتذكر الانسان فيها الله برفع قلبه إليه أثناء صلاة الساعة المقررة، وقد مارسها الرب يسوع بنفسه، وقد مارسها الآباء الرسل بتدقيق وأوصوا المؤمنين بممارستها، وتعاليم العهد الجديد وشددوا على كافة المؤمنين بالالتزام بها، فقال أحدهم: " من هذه الأوقات لا ينبغى أن تهمل عند الذين عند الذين اختاروا أو يعيشوا لمجد الله" وقال آخر: " ان كنتم أيها المؤمنون تنفذون هذه الصلوات تشجعون على ممارستها فلا يمكن أن تقعوا في تجربة أو تهلكوا لأنكم تضعون المسيح دائما أمامكم". أما عن الاثنى عشر مزمورا التى نصليها في كل صلاة، فيذكر التاريخ أن الآباء اجتمعوا لكى يضعوا النظام الذي ينبغى أن يختاروه للعبادة اليومية عند كافة المؤمنين، لكى يسلموه إلى من سيأتى بعدهم كميراث للتقوى مناسب لكل القامات الروحية، وكان بينهم اختلاف بخصوص تحديد عدد المزامير التى ينبغى أن تصلى في كل ساعة، إلى أن حان وقت صلاة الغروب قبل أن يصلوا إلى اتفاق، وبينما هم يستعدون لتكميل الصلاة قام ملاك في الوسط وابتدأ يسبح مرنما بالمزامير للرب وهم ينصتون بكل انتباه، وإذ به ينهى الصلاة بعد المزمور الثانى عشر ثم يختفى فجأة، وبذلك وضع حدا للمناقشة، وأصبح تسليما إلهيا أن يصلى المؤمن اثنى عشر مزمورا في كل صلاة. وهذا ما حدث عندما زار القديس مكاريوس أب الاسقيط الراهبين الروميين مكسيموس ودوماديوس في قلايتهما وبات عندهما ليلة، فلما حان وقت الصباح الباكر قال مكسيموس لأبيه القديس مقاريوس "أتشاء أن تقول الاثنى عشر مزمورا، فقال نعم، فصلوا جميعهم، ولما انتهت الصلاة انصرف وهو يقول لهما "صليا من أجلى ". ومازال نظام الاثنى عشر مزمورا في كل صلاة معمولا به في صلوات الأجبية حتى وقتنا الحاضر مع اختلاف طفيف في بعض الصلوات. الصلاة بالمزامير تسليم رسولى وآبائى هام جدا لا ينبغى التفريط فيه بسبب فوائده الكثيرة وبركاته التى لا تحصى، والتى ذكرنا بعض منها في هذا الكتاب. ينبغى أن تستخدم الأجبية في الصلوات الفردية والعائلية كما هى مستخدمة في الصلوات الجماعية في الكنيسة، فصلوات الأجبية ليست موضوعة للرهبان فقط بل هى موضوعة لكافة المؤمنين، حتى لا تمضى ثلاث ساعات الا ويتذكر فيها الانسان الله حينما يحين موعد احدى هذه السواعى. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). بذلك يحتفظ بذكر دائم لله حتى في وسط أعماله ومشاغله، وبذلك ينجو من خطايا كثيرة وسقطات خطيرة ومهلكة. الله الذي هو روح ويطلب الساجدين له بالروح والحق (يو 4: 23) يساعدنا لكى نقدم له صلوات نقية وعبادة طاهرة مقبولة وذبائح شفاه معترفه لاسمه وشاكرة لفضله يتنسم منها رائحة الرضا والسرور (تك 8: 21) ويبارك هذا الكتاب لكى يكون سبب بركة ونمو في حياة الصلاة لكل من يقرأ بشفاعة أمنا وفخر جنسنا العذراء القديسة مريم وكافة آبائنا الرسل الأطهار والشهداء الأبرار ورجال الصلاة القديسين، وبصلوات أبينا الحبيب قداسة البابا شنودة الثالث. آمين.. 12 بابه 1700 للشهداء شهادة الرسول 23 أكتوبر 1983 للميلاد متى الانجيلى البشير متاؤس الأسقف العام _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
كتاب روحانية الصلاة بالأجبية لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس الأسقف العام 2- الأجبية بسم الأب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين مقدمة الطبعة الثانية الصلاة بالأجبية هى الصلاة التى وضعها آباء الكنيسة منذ القديم بارشاد الروح القدس لكى يصليها المؤمنون بالروح والحق وبكل اهتمام ومواظبة سواء في صلواتهم الخاصة أو العامة لكى توطد علاقتهم بالله وتصبح صلواتهم روحانية وحياتهم الروحية قوية وثابتة في المسيح وحارة بالروح فالصلاة هى ترمومتر thermometer الحياة الروحية. المادة الأساسية في صلاة الأجبية هى المزامير، والمزامير هى كلام الله الموحى به من الروح القدس لرجال الله القديسين مثل داود النبي وغيره، وما أجمل أن نكلم الله بكلامه، فتصبح صلواتنا قانونية ومقبولة، كما يكلم المحامى القاضى بنصوص القانون أثناء دفاعه، فيجد كلامه قبولاً لدى القاضى فيحصل على العفو والبراءه لموكله. وقد أوصى الآباء الرسل والآباء القديسون كثيراً باستخدام المزامير في الصلاة لمنفعتها الجزيلة للنفس والروح. ونورد هنا بعض هذه الوصايا: * قال معلمنا بولس الرسول " متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم " (1كو 14: 26). * كما قال أيضا "مكملين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغانى روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب" (اف 5: 9). * وقد جاء في تعاليم الرسل" لتكن اكثر الصلوات كل يوم ليلاً ونهاراً من المزامير لما فيها من الشكر والتسبيح والتضرع والاعتراف بالذنوب". * قال القديس اثناسيوس الرسولى " التسبيح بالمزامير دواء لشفاء النفس" * وقال ماراسحاق " ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح". كما قال القديس نيلس السينائى "داوم على تلاوة المزامير لأن ذكرها يطرد الشياطين". وتوجد أقوال أخرى كثيرة تبين أهمية الصلاة بالمزامير أى الصلاة بالأجبية والاستفادة من روحانيتها وعمقها وما فيها من دسم وشبع روحى. نشكر نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى اسقف الشباب الاهتمامه باخراج الطبعة الثانية من كتاب " روحانية الصلاة بالأجبية". راجعين أن يكون هذا الكتاب في طبعته الثانية سبب بركة لكل من يقرأه وسبب محبة ونمو في الصلاة بالأجبية ومواظبة عليها للاستفادة ببركاتها وعمقها الروحى الآبائى الأصيل. بشفاعة سيدتنا القديسة الطاهرة مريم والآباء الرسل الأطهار. وبصلوات أبينا الطوباوى البابا المكرم الأنبا شنودة الثالث آمين. الأنبا متاؤس الاسقف العام عيد ميلاد السيد المسيح 7 يناير 1989 م 29 طوبة 1705 _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
كتاب روحانية الصلاة بالأجبية لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس الأسقف العام 3- حكمة الكنيسة في ترتيب صلوات الأجبية حكمة الكنيسة في ترتيب صلوات الأجبية أن مبدأ الصلوات المحفوظة قدمه لنا ربنا يسوع المسيح نفسه عندما علمنا صلاة محفوظة هي الصلاة الربانية، فعندما رأى التلاميذ معلمهم الأعظم يصلي بقوة وحرارة وعمق لكي يترك لنا مثالا نتبعه في الصلاة "ترك لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته" (1بط21:2)، أعجبتهم طريقته في الصلاة فتقدم إليه واحد منهم وطلب منه بلسانهم جميعاً قائلاً: "أبانا الذي في السموات..." (لو1:11، 2). وكانت الكنيسة منذ أيام الرسل تتلو المزامير في صلواتها كما يتضح من قول معلمنا بولس الرسول "بمزامير وتسابيح وأغاني روحية" (كو6:3) وقوله "متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور" (1كو26:14(. ولا شك أن الكنيسة عندما وضعت لنا بارشاد الروح القدس صلوات الأجبية السبع إنما كانت تهدف من وراء ذلك منفعتنا الروحية وتقدمنا في النعمة والقامة حتى نصل إلى قياس قامة ملء المسيح (أف13:4) ونتعمق في حياة الشركة معه والصلة القوية المقدسة به. وقد أخذت الكنيسة صلوات الأجبية من ثلاثة مصدار هي: 1. المزامير. 2. الأناجيل. 3. طلبات وصلوات رجال الله القديسين. تحتل المزامير المقام الأول في هذه الصلوات إذ أن كل صلاة تحوي 12 مزموراً في العادة بينما تحوي فصلا واحداً من الإنجيل وثلاث أو ست قطع من صلوات الآباء ثم تحليل واحد مناسب للصلاة من صلوات الآباء القديسين أيضاً. وقد أمر الآباء الرسل باستعمال المزامير في الصلاة بدليل قول الرسول بولس "متى اجتمعتهم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم" (1كو26:14)، وقد جاء في أوامر الرسل قولهم: لتكن أكثر الصلوات في كل يوم ليلاً ونهاراً من المزامير لما فيها من الشكر والتسبيح والتضرع والأقرار بوحدانية الباري والأعتراف له بالذنوب". وقد قال القديس أثناسيوس الرسولي "التسبيح بالمزامير دواء لشفاء النفس". (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وقال مار اسحق "ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح". وقال القديس نيلس السينائي "دوام على تلاوة المزامير لأن ذكرها يطرد الشياطين". ولما كانت المزامير موافقة لكل إنسان في كل زمان ومكان فقد أجتمعت الكنائس الرسولية شرقاً وغرباً على استعمالها في العبادة، لأن في المزامير كل احتياجات الإنسان في كل الظروف. وقد رتبت الكنيسة الصلوات السبع اليومية، كما هو مدون في الأجبية بإرشاد إلهي حسب قول المرنم "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك" (مز164:119). وضعتها الكنيسة لكي تجعل أولادها يعيشون في حياة الصلاة والالتصاق بالله والصلة الدائمة به، إلى جانب ما تحويه من تعاليم روحية نافعة وطلبات قوية رابحة. وقد رتبتها الكنيسة على أهم الحوادث الخاصة بالسيد المسيح مخلصنا الصالح حتى تجعل تدابير الخلاص والفداء ماثلة دائماً ومعاشة في ذاكرة وحياة أولادها على الدوام. ونورد هنا فكرة موجزة عن كل صلاة من صلوات الأجبية السبعة: _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
كتاب روحانية الصلاة بالأجبية لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس الأسقف العام 4- صلاة باكر 1. صلاة باكر: وهي مرتبه لتذكار قيامة رب المجد يسوع من بين الأموات، وفيها نشكر الرب الذي أجاز علينا الليل بسلام وحفظنا سالمين إلى الصبح وأتى بنا إلى يوم جديد، ونسأله أن يحفظنا في هذا اليوم بغير خطية وأن يجيزنا هذا النهار بسلام. وقد أمر بها الآباء الرسل في قوانينهم قائلين "كل مؤمن أو مؤمنه إذا قاموا باكراً من النوم وقبل أن يمسوا شيئاً من العمل فليغسلوا أيديهم ووجوههم ويصلوا لله، وبعد ذلك فليتقدموا لأعمالهم". وفي صلاة باكر تعلمنا الكنيسة أن نصلي بلجاجة وإلحاح، فتبدأ الصلاة هكذا: - هلم نسجد هلم نسأل المسيح إلهنا. (درجة السؤال) - هلم نسجد هلم نطلب من المسيح ملكنا. (درجة الطلب وهي أقوى) - هلم نسجد هلم نتضرع إلى المسيح مخلصنا. (هنا درجة التضرع واللجاجة في السؤال وهي أقوى من سابقتها) وذلك حسبما علمنا مخلصنا الصالح قائلاً: "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له" (مت7:7) وكان أحد القديسين يقول "عندي عادة أن استجمع أفكاري واستحضرها عند بدء الصلاة قائلاً: "هيا بنا لنعبده. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). هلمي إلى لنخر أمام المسيح إلهنا، تعالى إلى لنتضرع أمام المسيح مخلصنا". - وترسم لنا الكنيسة في هذه الصلاة أيضا خطة العمل والمعاملة خلال اليوم كله، فتوجه أنظارنا إلى ما جاء في الإصحاح الرابع من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كنيسة أفسس حتى نتأمل فيه ونطبقه في علاقاتنا ومعاملاتنا اليومية فيقول: - أسالكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتهم إليها (أي كمسيحيين). - بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة. - محتملين بعضكم بعضاً في المحبة. - مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل. - لكي تكونوا جسداً واحداً وروحا واحداً كما دعيتهم إلى رجاء دعوتكم الواحد. - ولأننا نتلو صلاة باكر في بدء النهار نتلو فيها إنجيل "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الله الكلمة"... - وإذ تشرق الشمس في هذه الآونة تذكرنا بيسوع شمس البر والشفاء في اجنحتها وهو الله النور الحقيقي الذي يضئ لكل إنسان آت إلى العالم، وهذا ما نقوله في القطعة الأولى من قطع صلاة باكر" أيها النور الحقيقي... - أما القطعة الثانية فنطلب فيها من الرب أن ينير حواسنا وأفكارنا فنقول "عندما دخل إلينا وقت الصباح أيها المسيح إلنها النور الحقيقي فلتشرق فينا الحواس المضيئة والأفكار النورانية ولا تغطينا ظلمة الآلام." - أما في القطعة الثالثة فنكرم العذراء والدة النور الحقيقي الآتي إلى العالم قائلين "أنت هي أم النور المكرمة. من مشارق الشمس إلى مغاربها يقدمون لك تمجيدات يا والدة الإله السماء الثانية." - ثم نتلو تسبحة الملائكة مشتركين معهم في تمجيد الخالق قائلين "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. نسبحك. نباركك. نخدمك". - يا حامل خطية العالم أرحمنا. - يا حامل خطية العالم أقبل طلباتنا إليك. - تحاليل صلاة باكر نتضرع بها إلى الرب قائلين "ليشرق لنا نور وجهك، وليضئ علينا نور علمك الألهي.. لكي نجوز هذا اليوم ببر وطهارة وتدبير حسن لكي نكمل بقية أيام حياتنا بلا عثرة". كما نطلب إليه قائلين "هب لنا في هذا اليوم الحاضر أن نرضيك فيه (بعمل صالح وسلوك مسيحي إنجيلي حقيقي) وأحرسنا من كل شئ ردىء ومن كل خطية ومن كل قوة مضادة بالمسيح يسوع ربنا". وهكذا يحرسنا الرب ويرافقنا طيلة يومنا ويحفظنا في دخولنا وخروجنا وسفرنا وقعودنا حتى ياتي بنا إلى المساء سالمين نفساً وجسداً وروحاً. وأنت تصلي صلاة باكر أذكر أن الرب يحب من يبكر إليه في الصلاة كدليل على محبته له وأهتمامه بالمثول في حضرته فيقول "أنا أحب الذين يحبونني، والذين يبكرون إلى يجدونني" (1م 17:8). واذكر أيضاً داود النبي الذي كان يداوم الصلاة في الصباح الباكر ويقول "يا الله إليك أبكر لأن نفسي عطشت إليك" (مز 1:63) وقوله: "يارب بالغداة تسمع صوتي. بالغداة أقف أمامك وتراني" (مز3:5) وهذين المزمورين من مزامير صلاة باكر. أذكر أيضاً أن الرب يسوع نفسه كان يمارس هذه الصلاة كما هو مكتوب عنه "وفي الصبح باكر جدا قام وخرج إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك" (مر35:1). _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
صلاة الساعة الثالثة 2. صلاة الساعة الثالثة رتبت الكنيسة هذه الصلاة لتذكارات ثلاثة للسيد المسيح ربنا: أ) محاكمة يسوع المسيح أما بيلاطس البنطي وصدور الحكم عليه بالصلب رغم شهادة بيلاطس ببراءته، وحالا بدأت أجراءات وتجهيزات الصلب وفي كل ذلك كان يسوع محتملاً صامتا كشاة تساق إلى الذبح. (مر25:15 – أش7:53). ب) صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء، لذلك يقول المصلي في أحد مزامير هذه الساعة "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد. الرب العزيز القدير. الرب القوي في الحروب (مز23) وهذا المزمور هو مزمور قداس عيد الصعود المجيد. كما يقول المزمور الأخير: صعد الله بتهليل.. الله جلس على كرسيه المقدس. ج) حلول الروح القدس على التلاميذ (أع15:2) وفي هذا يقول المصلي في مزامير الساعة الثالثة "اله المجد أرعد.. في هيكله المقدس كل واحد ينطق بالمجد" (مز28). - كما أن أنجيل الساعة الثالثة يتكلم عن وعد الرب بإرسال الروح القدس على تلاميذه "ومتى جاء الروح القدس الذي سيرسله الآب بأسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم". - وفي القطع نطلب من الرب ألا ينزع روح قدسه منا بل يجدده في داخلنا. - كذلك نطلب من الروح القدس المعزي بشفاعة أم النور والرسل الأطهار أن يطهرنا من كل دنس ويعطينا سلاحه الإلهي الحقيقي. - وفي التحليل نشكر الرب إله كل الرأفات ورب كل عزاء ونسأله أن يرسل علينا نعمة الروح القدس لكي يطهرنا من كل دنس الجسد والروح. آمين. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
. صلاة الساعة السادسة رتبت الكنيسة هذه الصلاة لكي تذكرنا بحادثة صلب السيد المسيح لأجل خلاصنا بعد عذابات الجلد والضرب والبصق التي أوقعوها عليه. لذلك نجد في مزاميرها الكثير من العبارات التي تكشف لنا بروح النبوة مدى ما لحق بسيدنا الصالح من الآلام الجسدية والنفسية مثل: - بأسمك خلصني فإن الغرباء قد قاموا على الأقوياء طلبوا نفسي (مز52) - أسنان بني البشر سهام وسلاح وألسنتهم سيف مرهف (مز56) - أمل يارب أذنك وأستمعني. في يوم شدتي صرخت إليك فأجبني (مز58) - وكان الصليب هو كرسي المجد الذي ملك عليه مخلصنا، فيقول المرنم في آخر مزامير الساعة السادسة "الرب قد ملك ولبس الجلال" (مز92) - أما أنجيل الساعة السادسة الذي هو بداية العظة المشهورة على الجبل فيحدثنا فيه الرب عن البركات والتطويبات التي ينالها كل مؤمن يشاركه في آلام صليبه، فمثلاً: - كان المسيح على الصليب في عمق المسكنة بالروح والأتضاع لذلك يعلمنا أن نشاركه هذه الفضائل فيقول "طوبى (سعادة) للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات." - كان المسيح على الصليب في عمق الحزن حتى قال "نفسي حزينة جداً حتى الموت" (مت31:26) لذلك يطوب الحزانى قائلا: "طوبى للحزانى لأنهم يتعزون". - كان المسيح على الصليب في منتهى الوداعة "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه" (أش7:53) وهو يريد أن يعلمنا هذه الوداعة فيقول: "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض". - المسيح على الصليب جاع وعطش لا إلى الخبز والماء لكن إلى خلاص نفوسنا حتى صرخ "أنا عطشان" (يو28:19) لذلك يطوب الجياع والعطاش قائلاً: "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون". - صلب المسيح هو قمة الرحمة الإلهية لجنسنا الساقط، فعلى الصليب "الرحمة والعدل تلاقيا، البر والسلام تلائما" (مز83 من مزامير الساعة السادسة) لذلك يطوب الرب الرحماء بقوله "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون". - الرب يسوع هو صاحب القلب النقي الخالي من أي شر، وقد تجلت هذه النقاوة على الصليب عندما طلب الغفران لجلاديه وصالبيه قائلا: "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو34:22)، وهو يريد أن يشجعنا على حياة النقاوة لكي نكون على شبهه فيقول "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله". - على الصليب صنع الرب يسوع سلاماً عظيماً ووحد بين السمائيين والأرضيين "الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة" (2كو19:5) وهو يريد أن نكون صانعي سلام مثله لذل يقول في إنجيل السادسة "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت9:5). - عاش الرب يسوع كل أيامه على الأرض مضطهداً ومطارداً من أجل الحق والبر الذي كان ينادي به، ووصلت قمة الإضطهاد على الصليب، وهو في محبته يريد أن نشاركه آلامه حتى نتمجد معه فيقول في إنجيل السادسة "طوبى للمطرودين (للمضطهدين) من أجل البر لأن لهم ملكوت السماوات، ثم يوجه لنا الكلام معزياً "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم (اضطهدوكم) وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات. وإذا تركنا إنجيل الساعة السادسة بكل هذه التأملات الرائعة، ووصلنا إلى القطع نجدها كلها تنصب على حادثة صلب المسيح في الساعة السادسة، ونخاطب المصلوب قائلين: - مزق صك خطايانا أيها المسيح إلهنا ونجنا. - أقتل أوجاعنا بألامك الشافية المحيية، وبالمسامير التي سمرت بها أنقذ عقولنا من طياشة الأعمال الهيولية والشهوات العالمية إلى تذكار أحكامك السمائية كرأفتك. - وفي التحليل نشكر الله الذي أقامنا نصلي أمامه في وقت تذكار آلامه وصلبه من أجلنا. ونطلب منه أن يعطينا عمراً بهيا بلا عيب وحياة هادئة مقدسة لنرضيه كل حين. - تذكر وأنت تصلي الساعة السادسة أن الرب صلى في مثل هذه الساعة وهو معلق على الصليب طالباً الرحمة لجلاديه وصالبيه قائلاً: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو32:23) وتعلم منه التسامح والحب. - تذكر أيضاً وانت تصلي هذه الصلاة أن الرب في الساعة السادسة قاد المرأة السامرية إلى التوبة بعد حياة حافلة بالشر والنجاسه (يو4) واطلب إليه أن يعطيك التوبة قائلاً "توبني يارب فأتوب" (ار18:31) _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
صلاة الساعة التاسعة رتبتها الكنيسة لتذكار موت المسيح الكفاري على الصليب من أجل خلاصنا، وفيها انقشعت الظلمة التي سادت الأرض كلها منذ الساعة السادسة، وهذا دليل على انتهاء مملكة الشيطان المظلمة بعد انتصار المسيح عليه في المعركة الحاسمة على الصليب، ولذلك نقول في أحد مزامير هذه الساعة "قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعدائك تحت قدميك". - إنجيل الساعة التاسعة يسمى إنجيل البركة لأنه يحدثنا عن مباركة الرب يسوع للخمس خبزات والسمكتين، ويسمى أيضاً إنجيل أشباع الجموع حيث أشبع الرب من هذا الطعام القليل خمسة الآف رجل ماعدا النساء والأولاد. - اختارت الكنيسة هذا الإنجيل بالذات لصلاة الساعة التاسعة لأن غالبية أصوام الكنيسة تنتهي قانونا في الساعة التاسعة (الثالثة بعد الظهر) حتى إذا أكلنا طعامنا نتذكر بركة الرب التي تغني ولا يزيد معها تعب، فتطلب بركته على طعامنا وعلى كل ما تمتد إليه أيدينا. - طلبات الساعة التاسعة في منتهى القوة والروحانية نطلب فيها من الذي مات عنا وقام أن يميت شهواتنا الجسدية وأن يهدينا ويدخلنا إلى الفردوس كما أدخل اللص اليمين التائب، وأن يتعهدنا دائماً برحمته التي بدونها لا نساوي شيئاً، كل هذا نطلبه. - في التحليل نطلب من الرب أن يحول عقولنا من الاهتمامات العالمية الضارة والشهوات الجسدية المهلكة إلى تذكار أحكامه ونواميسه السمائية المخلصة المحيية، وأن يقبل صلواتنا ويجعلنا أن نسلك حسب دعوتنا المسيحية وكما يحق لإنجيل المسيح. - حينما تصلي يا أخي صلاة الساعة التاسعة تذكر كرنيليوس قائد المائة الذي كان يصلي في مثل هذه الساعة التاسعة فظهر له ملاك الرب وكلمه قائلاً: "صلواتك وصدقاتك صعدت تذكاراً أمام الرب، والآن أرسل إلى يافا رجالاً واستدع سمعان الملقب بطرس، أنه نازل عند سمعان رجل دباغ بيته عند البحر، هو يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل. وفعلا أرسل كرنيليوس أثنين من خدامه وعسكريا تقيا من الذين كانوا يلازمونه إلى بطرس الرسول، فحضر وكلمهم عن الخلاص الذي صنعه الرب على الصليب وعن قيامته المنتصرة، فحل الروح القدس على كرنيليوس ولك الحاضرين من أهل بيته وانسبائه وأصدقائه وآمنوا بالرب يسوع، واعتمدوا جميعهم باسم الرب (أع10). _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
صلاة الغروب رتبتها الكنيسة تذكاراً لإنزال جسد المسيح له المجد من على الصليب عند غروب الشمس لتكفينه ودفنه، وهي تعلمنا أيضاً أن شمس حياتنا لابد أن تغرب يوماً لكي تكون مع المسيح في الأبدية، فلابد أن نكون مستعدين لهذا اليوم بكل حرص ويقظة وتوبة. - يحكي لنا إنجيل الغروب كيف أقام السيد المسيح حماة بطرس من حمتها الصعبة، وكيف أخرج شياطين من مرضى كثيرين، فلننتهز هذه الفرصة ونطلب منه أن يشفينا من أمراضنا الجسدية والنفسية والروحية، وأن يبعد عنا شياطين الشهوات والرذائل التي تحاربنا وتحاول اسقاطنا في الخطايا والأمراض. - في تحليل الغروب نشكر الرب الذي قضى النهار بخير وأتى بنا إلى المساء شاكرين، ونسأله أن يقبل صلواتنا وينجينا من حيل وفخاخ الشيطان المضاد، وينعم علنيا بليلة سالمة هادئة بدون تعب ولا قلق ولا خيال فنجتازها بسلام وعفاف. - وأنت تصلي صلاة الغروب تذكر كلام المرنم: "لتستقيم صلاتي كالبخور قدامك. ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية" (مز2:141) وقدم للرب صلاة طاهرة وأرفع أمامه يديك مبتهلاً متضرعاً ومع يديك أرفع قلبك وفكرك ومشاعرك وكيانك كله، وهكذا قدم له طيب صلواتك كما قدم له نيقوديموس الأطياب ولاحنوط في مثل هذه الساعة لوضعها على جسده قبل دفنه. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
صلاة النوم - رتبتها الكنيسة تذكاراً لدفن جسد الرب يسوع له المجد في القبر بعد موته وإنزاله من على الصليب وتكفينه بعد وضع الأطياب والحنوط على جسده الطاهر، وتسمى أيضاً صلاة الساعة الثانية عشر. - رتبتها الكنيسة أيضاً حسب قول المرنم "ذكرتك على فراش. في السهر الهج بك لأنك كنت عوناً لي وبظل جناحيك أبتهج" (مز6:63) وقوله أيضاً "بالنهار يوصى الرب رحمته وبالليل تسبيحه عندي صلاة لإله حياتي" (مز8:42) أي في النهار يوصى الرب رحمته بي لتحفظني وترعاني في كل أعمالي وتحركاتي وأسفاري، وفي الليل قبل أن أنام أقدم له صلاة الشكر والتسبيح على هذه الرحمة والعناية والحفظ والاهتمام. - ولأنها آخر ساعة من ساعات الإنسان قبل نومه، وبإعتبار أن النوم هو الموت الصغير كما يسمونه، لذلك يردد المصلي في إنجيل صلاة النوم نفس كلمات سمعان الشيخ الذي رجا فيها الرب أن يستلم فهيا روحه لينطلق إلى الأبدية السعيدة بسلام قائلاً: "الآن يا سيد أطلق عبدك بسلام حسب قولك" (لو25:2)، وقد تم له ما أراد وأنطلقت روحه بسلام وأنضم إلى قومه. - ولا يستطيع أحد أن يطلب هذا الطلب إلا إذا كان مستعداً تماماً مقدما توبة نقية لها أثمار صالحة. - إذن فصلاة النوم هي صلاة التوبة، فيها يقدم الإنسان للرب في آخر كل يوم توبة قلبية عن كل خطاياه وأخطائه التي صنعها خلال يومه، ويطلب من الرب الصفح والغفران كما يطلب من الرب أن يتفضل ويحفظه في ليلته بغير خطية. - يقدم الإنسان هذه التوبة لله قبل أن ينام حسب نصيحة المرنم "الذي تقولونه في قلوبكم أندموا عليه في مضاجعكم" (مز4:40) وقوله "في العشاء يكون البكاء (بكاء التوبة والندم على الخطية) وفي الصباح الترنم" (مز5:30). - لذلك نجد أن مزامير صلاة النوم تميل دائماً إلى الصراخ واللجاجة والإنسحاق والتوبه مثل: - من الأعماق صرخت إليك يارب. إن كنت للآثام راصدا يا رب، يا رب من يثبت لأن المغفرة هي من عندك" (مز129). - "يارب لم يرتفع قلبي ولم تستعل عيناي" (مز130). والاتضاع هو أبو التوبة وأساسها. - "بكينا عندما تذكرنا صهيون" (مز136) وصهيون في أورشليم السمائية، والبكاء هو بكاء التوبة. - "الرب يشفي منكسري القلوب ويجب جميع كسرهم" (مز146). ومنكسرو القلوب هم أصحاب القلوب التائبه النادمة على ما فرط منها من خطايا وزلات. - أما قطع النوم فتفيض كلها بمشاعر التوبة والانسحاق وتذكار الدينونة الرهيبة وحث النفس على القيام من رقاد الكسل والتلذذ بالخطية لتقديم توبة نقية قبل فوات الأوان ثم استمطار مراحم الله التي بدونها لن يخلص أحد ولو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض. - أما قطعة "تفضل يا رب" ففيها الكثير من مشاعر التوبة والانسحاق مثل: - تفضل يا رب أن تحفظنا في هذه الليلة بغير خطية. - لتكن رحمتك علينا يا رب كمثل أتكالنا عليك. - أنا طلبت الرب وقلت أرحمني وخلص نفسي فإني أخطأت إليك. - فلتأت رحمتك للذين يعرفونك وبرك لمستقيمي القلوب. - جيد هو الاعتراف للرب (أي تقديم توبة أمام الرب). أما تحليل صلاة النوم ففيه طلبات غاية في العمق إذا صلاها الإنسان بهدوء وتأمل فيقول: يا رب جميع ما أخطأنا به إليك في هذا اليوم: إن كان بالفعل: قف عندها وفكر في الخطايا التي صنعتها في هذا اليوم وقدم عنها توبة. أو بالقول: قف عندها وفكر في خطايا القول التي نطقت بها كالحلفان والكذب والشتيمة والإدانة والنميمة وعبارات التذمر وقدم عنها توبة لله. أو بالفكر: تذكر خطايا الفكر التي صنعتها كأن تكون قد فكرت فكراً نجسا أو فكر غضب أو حسد أو إدانة على أحد وقدم عنها توبة لله تقول: أخطأت يا رب أغفر لي فكر الإدانة أو الحسد ضد فلان أو فلان. لأن الأفكار الردية خطايا يحاسبنا الله عليها حسب قوله "أنا أجازي أعمالهم وأفكارهم" (أش18:66). أو بجميع الحواس: فكر هل صنعت خطية باحدى حواسك. العين أو الأذن أو اللسان أو اليد، أذكرها وقدم عنها توبة. ثم أكمل صلاة التحليل قائلاً فاصفح وأغفر لنا من أجل اسمك القدوس كصالح ومحب للبشر.. ألخ. وليكن في عملك أن تقديم التوبة اليومية بهذه الصورة لا يغني عن الأعتراف بهذه الخطايا أمام الأب الكاهن وكيل أسرار الله لسماع الحل من فمه حسب السلطان المعطى له "كل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء" (مت18:18). ملحوظة: توجد بالأجبية صلاة تسمى "صلاة السِتار" بكسر السين، وهي خاصة بالآباء الرهبان يصلونها بعد صلاة النوم عند أنسدال ستار الظلمة في أول الليل، وهي صلاة طويلة وعميقة وممتعة. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
صلاة نصف الليل رتبتها الكنيسة في هذا الوقت حسب قول المرنم "في نصف الليل أقوم لأشكرك على أحكام عدلك" (مز62:199). والغرض من صلاة نصف الليل هو السهر للتأمل في الأقوال الإلهية، وهذا يقود الإنسان إلى حياة التوبة والاستعداد للمجئ الثاني المخوف المملوء مجداً. وتتكون صلاة نصف الليل من ثلاث خدمات لأن الرب يسوع المسيح صلى في بستان جثسيماني ثلاث مرات متوالية (مت36:26 – 44) وهذه الخدمات الثلاثة مرتبة ترتيباً بديعاً ومتدرجة تدرجا رائعا حتى تخدم الغرض المذكور سابقاً وهو السهر والتوبة والاستعداد لمجئ المسيح بكل دقة وكفاءة. أ- الخدمة الأولى ب- الخدمة الثانية ج- الخدمة الثالث _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
الخدمة الأولى من صلاة نصف الليل يأتي المزمور الكبير (119) الذي هو مختص بكلمة الله بمرادفاتها المختلفة مثل وصايا وأقوال وناموس وحقوق أحكام وغير ذلك، ويوصى هذا المزمور في كل قطعة من قطعة الأثنتين والعشرين (حسب عدد حروف الإبجدية العبرية) على وجوب الأهتمام بحفظ وصايا الله ووضعها موضع التنفيذ في الحياة العملية المعاشة حتى نصلح طرقنا ونقوم سبلنا بحسب أحكام إلهنا. ثم يقابلنا إنجيل العشر عذراى، والغرض منه حث المؤمنين على السهر والاستعداد لاستقبال الختن الحقيقي ربنا يسوع المسيح حسب قوله: "فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي ياي فيها ابن الإنسان" (مت13:25). وهذا السهر في دراسة الوصية والاستعداد لمجئ الختن السماوي كالعذارى الحكيمات يقودنا إلى حياة التوبة والنقاوة. وهذا هو موضوع الخدمة الثانية: _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
الخدمة الثانية من صلاة نصف الليل نجد مزامير صلاة الغروب ما عدا المزمورين الأولين، لأنهما جاءا ضمن مزامير الخاطئة التي أحبت يسوع كثيراً، وجاهدت بدموع غزيرة حتى نالت غفران خطاياها (لو36:7 – 50). وتقودنا هذه المزامير مع أنجيلها إلى التوبة التي هي هدف كل مؤمن، وأن نتشبه بتلك المرأة في توبتها، ونقاوم حتى الدم مجاهدين ضد الخطية (عب4:12). وبالتوبة وثمارها الصالحة يتحول المؤمن إلى خادم أمين وعامل في كرم الرب ويصبح مستعداً لملاقاة الرب يسوع في مجيئة الثاني حتى ينال الجعالة ويبلغ الهدف وهو أن يملك مع الرب في ملكوته الأبدي. وهذا هو هدف الخدمة الثالثة. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل نجد مزامير صلاة النوم، وفيها الكثير من مزامير التسبيح والتهليل لقرب مجئ الرب ليكافئ عبيده الأمناء والساهرين العاملين. وفي الإنجيل يطمئننا الرب بقوله: "لا تخف أيها القطيع الصغير فإن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، ولكنه لا يعطي الملكوت إلا للعبيد الأمناء في مال سيدهم والمنفذين لوصاياه الساهرين على خلاص نفوسهم ونفوس العبيد رفقائهم، أما العبيد المتهاونون المهتمون بملذات هذا العالم فقط المهملون في واجباتهم الروحية فيأتي سيدهم فجأة فيقطعهم من خاصته وينفيهم من ملكوته ويجعل نصيبهم مع الشياطين والأشرار. ولذلك ينبه المؤمن نفسه في قطع الخدمة الثالثة قائلا: بما أن الديان العادل حاضر فاهتمي يا نفس وتيقظي وتفهمي تلك الساعة المخوفة لأنه ليس رحمة في الدينونة لمن لم ينصع رحمة. وهكذا تنتهي صلوات اليوم بسلام. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
الفصل الثاني: بركاتها وفوائدها
14 إطالة الوجود في حضرة الله 15 تشمل كل أنواع الصلاة 16 عنصر الشكر 17 عنصر التوبة والانسحاق 18 عنصر التمجيد والتسبيح 19 عنصر الطلب 20 حفظ تذكارات مقدسة 21 طلب الرحمة بلجاجة 22 صلوات حسب مشيئة الله 23 درس في تعليم طريقة الصلاة 24 عنصر الوعظ 25 شغل النهار كله روحياً 26 وجبة روحية دسمة 27 حديث مُتبادَل مع الله 28 شكر لله على خلاص المسيح على الصليب 29 للصلاة بالأجبية فوائد روحية عديدة _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
- إطالة الوجود في حضرة الله الذى اختبر جمال وعمق الصلاة بالأجبية يستطيع أن يتعرف على بركاتها وفوائدها الكثيرة، ونورد هنا بعض هذه البركات والفوائد. 1- إطالة الوجود في حضرة الله كم من شخص جرب صلواته الخاصة (الارتجالية) فما كانت تستمر سوى دقائق معدودة ثم لا يجد شيئا يقوله فيختمها ولا يكون قد وقف في حضرة الله سوى لحظات بسيطة. أما صلوات الأجبية فتعطى للإنسان فرصة أطول للوجود في حضرة الله والتلذذ بالعشرة معه حسب قول المرنم, تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك (مز 37: 4) وتقدم له مادة غزيرة ليقولها في هذه العشرة المقدسة. _________________ |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
- تشمل كل أنواع الصلاة قد يقتصر الإنسان العادى في صلاته على عنصر الطلب, أما الذي يصلى بالاجبية فان صلاته تشمل كل أنواع الصلاة من شكر وانسحاق وتسبيح وتمجيد وطلب وغيرها حسب قول الرسول " فأول كل شئ أطلب أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس (1 تى 2:1)". (أ) عنصر الشكر (ب) عنصر التوبة والانسحاق ( ج) عنصر التمجيد والتسبيح (د) عنصر الطلب _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
- عنصر الشكر صلاة خاصة في المقدمة الأجبية هى صلاة الشكر، نشكر فيها الله على كل حال ومن أجل كل حال وفى كل حال على بركاته الكثيرة لأنه سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا إليه وأشفق علينا وعضدنا وأتى بنا الى هذه الساعة. ونكرر هذه الصلاة في بداية صلاة كل ساعة من صلوات الاجبية وغيرها من الصلوات، هذا الى جانب عبارات شكر متعددة داخل المزامير والطلبات بالاجبية فيها الاعتراف لله بحسناته الكثيرة وبركاته الغزيرة علينا ومن أمثلتها: - فى صلاة باكر: + مقدمة مزمور الرب نورى وخلاصى ممن أخاف. 2- فى الساعة الثالثة: + مزمور الرب يرعانى فلا يعوزنى شئ. + مزمور أعظمك يا رب لأنك احتضتنى. + مزمور فاض قلبى بكلام صالح. 3- في الساعة السادسة: + مزمور رضيت يا رب. + مزمور أساساته في الجبال المقدسة. 4 – في الساعة التاسعة: + مزمور هللوا للرب يا كل الأرض. + مزمور اعترف لك يا رب من كل قلبى. + مزمور أحببت أن يسمع الرب صوت تضرعى. + مزمور آمنت لذلك تكلمت. 5- في صلاة الغروب: + مزمور سبحوا الرب يا جميع الأمم. + مزمور اعترفوا للرب فانه صالح. + مزمور لولا أن الرب كان معنا. + مزمور مرارا كثيرة حاربونى منذ صباى. 6 - في صلاة النوم: + مزمور اعترف لك يا رب من كل قلبى. + مزمور سبحى الرب يا أورشليم. 7 – في صلاة نصف الليل: عبارات لا تحصى من المزمور الكبير مثل: + في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك. + خيرا صنعت يا رب مع عبدك حسب قولك. + لو لم تكن شريعتك تلاوتى لهلكت حينئذ في مذلتى. + محبوب هو اسمك يا رب فهو طول النهار تلاوتى. + علمتنى وصاياك أفضل من أعدائى. + أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة. + هذا الى جانب عبارات الشكر والحمد في الطلبات والتحليل في جميع صلوات السواعى. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
- عنصر التوبة والانسحاق له في مقدمة كل مزمور هو المزمور الخمسون "ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك ومثل كثرة رأفتك ", الى جانب عدد كبير من مزامير التوبة والانسحاق في السواعى المختلفة: 1- باكر: + يا رب لا بغضبك تبكتنى ولا برجزك تؤدبنى. + ارحمنى يا رب فانى ضعيف. + خلصنى يا رب فان البار قد فنى. + حتى متى تنسانى يا رب الى الانقضاء. حتى متى تصرف وجهك عنى. + ليترأف الله علينا ويباركنا وليظهر وجهه علينا ويرحمنا. 2- الثالثة : + نق قلبى وكليتى لان رحمتك أمام عينى. 3- السادسة : + ارحمنى يا الله ارحمنى فانه عليك توكلت نفسى. 4- التاسعة : + رحمة وحكما أسبحك يا رب. 5- الغروب : + اعترفوا للرب فانه صالح وأن الى الأبد رحمته. إليك يا رب صرخت في حزنى فاستجب لى. + رفعت عينى إليك يا رب ساكن... كذلك أعيننا نحو الرب إلهنا حتى يترأف علينا... ارحمنا يا الله ارحمنا. 6- النوم : + من الأعماق صرخت إليك يا رب. + على أنهار بابل هناك جلسنا فبكينا عندما تذكرنا صهيون. + يا رب إليك صرخت فاستمع لى. 7- نصف الليل : + لصقت بالتراب نفسى فاحينى ككلمتك. + لتأت على رحمتك يا رب وخلاصك كقولك. + تلقت نفسى الى خلاصك يا رب. + أنظر الى تواضعى (مذلتى) وانقذنى. + انجيل الخدمة الثانية عن المراة التابئة التى بلت قدمى المخلص بدموعها ومسحتها بشعر رأسها فنالت غفران خطاياها. كذلك قطع الخدمة الثانية كلها عن التوبة والدموع والغفران. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
- عنصر التمجيد والتسبيح هناك قطع في الاجبية مليئة بالتمجيد والتسبيح مثل الثلاث تقديسات وتسبحة الملائكة ومزامير كثيرة منها: 1- في باكر : + أيها الرب ربنا ما أعجب اسمك في الأرض كلها لأنه قد ارتفع عظم جلالك فوق السوات من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سبحا. + السماوات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه. + سبحوا الرب أيها الفتيان سبحوا اسم الرب. + سبحوا الرب أيها الفتيان سبحوا اسم الرب. 2- الثالثة : + يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم. هللوا لله بصوت الابتهاج. 3- السادسة : + الساكن في عون العلى يستريح في ظل اله السماء. 4- التاسعة : + سبحوا الرب تسبيحا جديدا. سبحى الرب يا كل الأرض. + الرب قد ملك فلتهلل الأرض. + سبحوا الرب تسبيحا جديدا لان الرب قد صنع أعمالا عجيبة. + الرب قد ملك فلترتعد الشعوب. + هللوا للرب يا كل الأرض. أعبدوا الرب بالفرح. 5- الغروب: + سبحوا الرب يا جميع الأمم ولتباركه كافة الشعوب. 6- النوم : + سبحى يا نفسى الرب. اسبح الرب في حياتى. + سبحى الرب فان المزمور جيد ولإلهنا يلذ التسبيح. + سبحى الرب يا أورشليم سبحى إلهك يا صهيون. 7- نصف الليل: + صالح أنت يا رب فبصلاحك علمنى حقوقك. + كل الأشياء متعبدة لك يا رب. + عادل أنت يا رب وقضاؤك مستقيم. أوصيت كثيرا بالعدل والحق. وهكذا نرى صلوات الأجبية مملوءة من عنصر التسبيح والتمجيد الذي هو لغة السمائيين. وهو الذي يندر أن يهتم به الإنسان في صلواته الخاصة الارتجالية، بينما التسبيح هو أعلى مراتب الصلاة وهو عمل الملائكة والروحانيين. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
- عنصر الطلب تشمل صلوات الاجبية كل طلبات الإنسان واحتياجاته في كل الظروف، ولا تغفل منها شيئا، كما تتميز بتفاصيل دقيقة لهذه الطلبات لا يمكن أن يذكرها إنسان يصلى صلاة خاصة ارتجالية ويتركز عنصر الطلب في الأجبية على شيئيين أساسيين هما طلب المغفرة وطلب المعونة. 1- فمثلا في طلب المغفرة : نطلب من الله أن يغفر لنا خطايانا وآثامنا وزلاتنا وأن يصفح عن سيئاتنا التى صنعناها بإرادتنا والتى صنعناها بغير إرادتنا، التى فعلناها بمعرفة والتى فعلناها بغير معرفة، الخفية والظاهرة، بالفعل أو بالقول أو بالفكر أو بجميع الحواس. من ذا الذي يصلى في صلواته الخاصة من أجل الخطايا الخفية وغير الإرادية والتى فعلها بغير علم؟! 2- في طلب المعونة: نطلب من الرب أن يرفع عنا وعن كل الناس كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان ومؤامرات الناس الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين. وفى تحليل النوم نطلب من الله أن يحفظنا من كل قلق وكل شر وكل تجربة العدو. وفى طلبة "ارحمنا يا الله ثم ارحمنا" التى تقال في نهاية كل صلاة من صلوات الأجبية نجد مجموعة من الطلبات المتنوعة التى يندر أن يجمعها مصل واحد في صلاة واحدة، مثل: "يا رب اقبل منا فى هذه الساعة وكل ساعة طلباتنا. سهل حياتنا. أرشدنا الى العمل بوصاياك. قدس أرواحنا. طهر أجسادنا. قوم أفكارنا. نق نياتنا. اشف امراصنا. اغفر خطايانا. نجنا من كل حزن ردئ ووجع قلب. أحطنا بملائكتك القديسين لكى نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين". نذكر هذا كمجرد مثال نثبت به أن صلواتنا الخاصة جدا إذا قيست بصلوات الاجبية التى صلاها الآباء بعمق وفهم وبإرشاد الهي سواء كانت مزامير أو أناجيل أو قطع وتحاليل. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
حفظ تذكارات مقدسة 1- في صلاة باكر : الذي يصلى بالاجبية يضع أمامه حياة السيد المسيح كل يوم يتأملها ويتغذى بها روحيا فيشبع ويرتوى وتنطبع فيه صورة الرب يسوع واضحة جلية: يتذكر ميلاد السيد المسيح الازلى من الأب قبل كل الدهور، كما يتذكر تجسده من العذراء مريم وميلاده البتولى وحلوله بيننا كنور حقيقى أشرق على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكى ينير لهم السبيل الى الحياة الأفضل كما تنير الشمس للناس. كما يتذكر قيامة الرب يسوع في فجر الأحد منتصرا على الموت وظلمة القبر. وقد قام بقوة وهدوء كشعاع الشمس الذي يمزق ظلمة الليل بقوة وهدوء. 2- في الساعة الثالثة: يتذكر المحاكمة الظالمة التى أجريت للرب يسوع وانتهت بإصدار الحكم عليه بالصليب وسط لصين وهو البار المنزه عن كل شر لكى تتم النبوة "وأحصى مع أثمه" (مز 15: 28)". لكى يحتمل المؤمن كل ما يأتى عليه من تجارب أو ظلم ناظرا الى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه (فداء الإنسان) احتمل الصليب مستهينا بالخزى (عب 12:2) ". كما يتذكر في هذه الساعة صعود المسيح الباهر الى السماء وجلوسه عن يمين الأب في الاعالى على عرش مجده متذكرا وعده الالهى القائل " من يغلب فسيجلس معى في عرشى كما غلبت أنا أيضا وجلست مع أبى في عرشه (رؤ 3: 21) ". كما يتذكر في هذه الساعة أيضا حلول الروح القدس على التلاميذ في شبه السنة نارية، فطهرهم وشجعهم وأعطاهم المواهب الروحية اللازمة للكرازة والخدمة فيطلب لنفسه نصيبا من مواهب الروح القدس لان الله " يعطى حتى الروح القدس للذين يسألونه (لو 11: 13)". 3- وفى الساعة السادسة: يتذكر الفداء العجيب الذي صنعه الرب على الصليب فيفيض قلبه بالشكر والامتنان والحب لذاك الذي أحبنا فضلا وبذل ذاته لأجلنا راضيا. 4- وفى الساعة التاسعة : يتذكر موت الرب من فرط حبه لنا "لأنه ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13 ) "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16). كما يتذكر وعد الرب يسوع للص اليمين التائب " اليوم تكون معى في الفردوس " (لو 23: 43) فى هذه الساعة صرخ الرب قائلا "الهى الهى لماذا تركتنى؟"(مت 27:46) وفيها اشتد العطش فطلب أن يشرب فسقوه خلا (يو 19: 28، 29) ثم قال " قد أكمل " ونكس رأسه وأسلم الروح (يو 19: 30). يتذكر المصلى أيضا أن الرب في هذه الساعة قد طعن في جنبه بالحربة بعد موته فنزل منه دم وماء تكفير وتطهير لخطايا كل العالم (يو 19: 34). وعندما مات الرب على الصليب في الساعة التاسعة " إذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى أسفل (مت 27: 51) علامة على فتح الطريق بين الله والإنسان ونقض الحاجز المتوسط وإتمام الصلح بدم المسيح وموته الكفارى عن الإنسان. وفى هذه الساعة أيضا انقشعت الظلمة التى سادت الأرض كلها من الساعة السادسة الى الساعة التاسعة (مت 27: 45) وهذا دليل على ابتعاد غضب الله عن الإنسان وعودة رضاه عليه بعد أن أوفى المسيح العدل الالهى حقه وأتم فداء الإنسان بصلبه وموته المحيى على عود الصليب. أعلن الله غضبه بالظلمة كنبوة عاموس "ويكون في ذلك اليوم السيد الرب أنى أغيب الشمس في الظهر وأقتم الأرض في يوم نور (عا 8: 9). وعندما رفع الرب غضبه وأعلن رضاه انقشعت الظلمة وحل محلها النور حسب قول المرنم "رضيت يا رب عن أرضك. رددت سبى يعقوب.غفر آثام شعبك. سترت جميع خطاياهم. حللت كل رجزك. رجعت عن سخط غضبك" (مز 85: 1 – 3) "قد أضاء علينا نور وجهك يا رب. أعطيت سرورا لقلبى" (مز 4: 6). لو تذكر المصلى كل هذه الحوادث أثناء صلاة الساعة التاسعة لامتلأ قلبه بالشكر للفادى ولتعمق في محبة الله كثيرا جدا. 5 - أما في صلاة الغروب: فيتذكر المصلى إنزال الرب عن الصليب وتكفينه بواسطة يوسف ونيقوديموس بعد وضع الحنوط والاطياب على جسده الطاهر. ويحاول المصلى أن يقدم للرب عطر فضائله وطيب دموعه يسكبها عند قدميه في توبة وخشوع فيأخذ نصيب المرأة التى سكبت الطيب على قدمى المخلص فمدحها قائلا " قد سبقت ودهنت بالطيب جسدى للتكفين. الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكار لها" (مز 14: 8، 9). كذلك يتذكر أصحاب الساعة الحادية عشر الذين قبلهم الرب وعملوا بجد واجتهاد فأعطاهم أجرا كاملا كالذين عملوا من أول النهار (مت 20: 12) فلا يصيبه اليأس من مراحم الله ومحبته وحنانه. 6- فى صلاة النوم: يتذكر الموت والدفن في القبر، تلك الساعة الرهيبة المخوفة التى قال القديس أرسانيوس " انى منذ جئت الى الرهبنة وذكر ساعة الموت لم يفارق عقلى " وبذلك يكون الإنسان مستعدا دائما لهذه الساعة بالتوبة والنقاوة، ويكون مثل مار اسحق الذي كان يخاطب فراشه كل ليلة عند النوم قائلا:" أيها الفراش لعلك في هذه الليلة تصير قبرا لى ". 7 - في الخدمة الأولى من صلاة نصف الليل: يتذكر مجئ المسيح الثانى وكيف يجب أن يستعد له بالسهر والجهاد ويستقبله فرحا مثل الخمس عذراى الحكيمات. وفى الخدمة الثانية: يتذكر المرأة التائبة التى بلت قدمى المخلص بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها ويطلب إليه أن يعطيه ينابيع دموع كثيرة وغفران خطاياه مثلها. وفى الخدمة الثالثة: يتذكر العبد الحكيم والوكيل الأمين الذي جاء سيده فوجده يقوم بواجبه خير قيام فيقيمه على جميع ماله قائلا له "نعماً أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينا على القليل فأقيمك على الكثير . ادخل الى فرح سيدك" (مت 25: 21) ويحذر لئلا يتوانى في حياته الروحية كالعبد الكسول غير الأمين فيحرم من الميراث الابدى ويكون نصيبه مع عديمى الأيمان (لو 12: 46) ". تضع الكنيسة كل هذه التذكارات المقدسة أمام أبنائها كل يوم عن طريق صلوات الأجبية حتى يتصور المسيح فيهم حسب قول معلمنا بولس الرسول " يا أولادى الذين أتمخض بكم الى أن يتصور المسيح فيكم " ( غل 4: 19) وهكذا تصير صورة المسيح مرسومة في أذهانهم وحوادث وأقوال وأعمال مخلصنا الصالح حية دائما في ذاكرتهم فيصدق عليهم قول الرائى " لهم اسم الله مكتوب على جباههم " (رؤ 14: 1). " وهم سينظرون وجهه واسمه على جباههم " (رؤ 22: 4). أليس من الخطأ في حق أنفسنا أن نحرم ذواتنا من مثل هذه التذكارات المقدسة حينما نهمل الصلاة بالاجبية، ونظن أنه يمكن أن نقدم لله صلوات خاصة أعمق وأشمل مما وضعه الآباء القديسون بإرشاد الروح القدس، ناسين تواضع معلمينا الرسل الذين على الرغم من معرفتهم وروحانيته صرخوا قائلين "يا رب علمنا أن نصلى" (لو 11: 1) . _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
طلب الرحمة بلجاجة في نهاية كل صلاة من صلوات السواعى يكرر المصلى صلاة كيرليصون 41 مرة، وهى مثل رائع للصلاة بلجاجة, وصلاة اللجلجة لا ترجع فارغة كما علمنا رب المجد يسوع في مثل قاضى الظلم الذي قام وأنصف المرأة من أجل لجاجتها (لو 18: 1 – 7) ومثل صديق نصف الليل الذي قال الرب في نهايته "أقول لكم إن كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه فانه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج، وأنا أقول لكم اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، أقرعوا يفتح لكم، لان كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له" (لو 11: 8 – 10)". وكيرياليصون كلمة يونانية معناها "يا رب ارحم" وتكرارها 41 مرة على عدد الجلدات التسعة والثلاثين التى ألهبت ظهر المخلص من أجلنا مضافا إليها إكليل الشوك الذي وضعوه على رأسه المقدس وطعنه الحربة في جنبه الطاهر. هذه هى الآلام التى تريدنا الكنيسة أن نتذكر ونحن نكرر هذه الصلاة القصيرة في مبناها القوية العظيمة في معناها. نكررها ونحن نقول للرب: بحق هذه الآلام التى تالمتها من أجلنا ارحمنا واغفر لنا خطايانا وباركنا.... الخ. كررها يا أخى وأنت تقول مرة يا من جلدت من أجلى ارحمنى، ومرة يا من كللت بالشوك ارحمنى... وهكذا. في هذه الصلاة القوية اطلب الرحمة لنفسك وللآخرين، وحدد في كل مرة أمرا ترجو فيه مراحم الرب مثل: + يا رب ارحمنى من أفكارى الشريرة. + يا رب ارحم عبدك فلان وخلصه من ضيقته... اشفه من مرضه. نجحه في امتحانه + يا رب ارحم أولادك واحفظهم من مغريات الخطية وشرور العالم. + يا رب ارحم كنيستك واحفظها من كل شر... الخ. وهكذا يتصاعد بخور صلواتك واحد في منظره (بتكرار كيرياليصون) ولكنه متنوع فيما يحمله من طلبات الرحمة والمعونة والبركة. ومن الملاحظ أن صلاة كيرياليصون تشمل كل مطالب واحتياجات الإنسان: + فحياتنا من رحمة الله. + وصحتنا من رحمة الله. + ونجاحنا من رحمة الله. + كل البركات والنعم التى نعيش فيها من رحمة الله. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
- صلوات حسب مشيئة الله كثير من الناس حينما يصلون يطلبون طلبات لا توافق مشيئة الله، تلك التى قال عنها يعقوب الرسول "تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا" (يع 4: 3). أما صلوات الأجبية فكلها توافق مشيئة الله لأنها كلها أما مزامير وأناجيل كتبت بالروح القدس، وأما طلبات كتبها الآباء القديسون بإرشاد الروح القدس، فالذى يصلى بالاجبية يضمن أن كل صلواته مقبولة لأنها توافق مشيئة الله، والوعد الالهى لنا صادق وأمين حينما يقول "ان طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا " (1 يو 5: 14). ان كانت صلاتك وفق مشيئة الله حينئذ "يستجيب لك الرب في يوم شدتك. يرفعك اسم اله يعقوب. يرسل لك الرب عونا من قدسه ومن صهيون يعضدك. يعطيك الرب حسب قلبك ويتمم كل مشيئتك". (مز 20: 1 – 5). _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
- درس في تعليم طريقة الصلاة من كثرة ممارستنا للصلاة بالأجبية نتعلم كيف نصلى، ماذا نقول، وكيف نطلب، وبأى أسلوب نخاطب الله، وما هى آداب الصلاة. فالمزمور الثانى يقول "اعبدوا الرب بخشية، وهللوا له برعدة، الزموا الأدب لئلا يغضب الرب فتضلوا عن طريق الحق". _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
- عنصر الوعظ تشتمل صلوات الأجبية على عنصر تعليمى وعظى إلى جانب العبادة والتأمل، ونحن في أشد الحاجة لهذا العنصر الوعظى لنتعلم منه كل يوم حينما نمارس صلواتنا اليومية بالأجبية حسب نصيحة الرسول "عظوا أنفسكم كل يوم مادام الوقت يدعى اليوم لكى لا يقسى أحد منكم بغرور الخطية" (عب 3: 13) وهذا العنصر الوعظى الموجود بالأجبية يضع أمام المؤمن ارشادا روحياً يومياً يسلك في الحياة بمقتضاه، ومن أروع الأمثلة على ذلك صلاة باكر إذ تقدم لنا فيها الكنيسة خطة روحية لسلوكنا اليومى، فتبدأ صلاة باكر بقطعة من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل افسس تقول "أسألكم انا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التى دعيتم اليها بكل تواضع القلب وطول الأناة محتملين بعضكم بعضاً بالمحبة مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل" (1ف 4: 1) هذه خطة روحية يلزمنا أن نعرفها قبل خروجنا من منازلنا لكى نعرف كيف نتعامل مع الناس بروح الاتضاع والمحبة والاحتمال. · يكملها المزمور الأول فيحذرنا من السلوك في مشورة المنافقين ومن الوقوف فى طريق الأشرار والمشي معهم، ومن الجلوس في مجالس المستهزئين ومشاركتهم خطاياهم وشرورهم، هذا من الناحية السلبية، أما من الناحية الإيجابية فيدعونا ان نلهج ونتأمل في ناموس الرب نهارا وليلا ويكون هو موضوع مسرتنا وتعزيتنا واهتمامنا فنصير نافعين لأنفسنا ولغيرنا ومثمرين كشجرة مغروسة على مجارى المياه تعطى ثمرها في حينه وورقها لا ينتثر وكل ما نصنعه ننجح فيه (مز 1) لأن الرب يكون معنا كما كان مع يوسف فكان رجلا ناجحا (تك 39: 2) وكما كان مع داود "فكان مفلحا في جميع طرقه" (1 صم 18: 14) · يضاف إلى هذا مزامير أخرى وعظية مثل مزمور "يا رب من يسكن في مسكنك أو من يحل في جبل قدسك. الا السالك بلا عيب الفاعل البر المتكلم في قلبه بالحق الذى لا يغشى بلسانه ولا يصنع بقريبه سوءا شرا على جيرانه.." (مز 15) · وعبارات أخرى مشابهه في مزمور 23 وهو من مزامير الساعة الثالثة "من يصعد إلى جبل الرب أو من يقوم في موضع قدسه. الطاهر اليدين النقى القلب الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل ولم يحلف بالغش. هذا ينال بركة من الرب ورحمة من الله مخلصه". · كذلك نجد عبارات وعظية مشابهة في مزمور 24 حيث يقول "لم أجلس في محفل باطل ومع مخالفى الناموس لم أدخل. ابتعدت عن مجمع الأشرار ومع المنافقين لم أجلس... أحببت جمال بيتك وموضع مسكن مجدك. · أيضاً نجد عبارات نافعة عن كلمة الله الحية في مزمور 11 يقول فيها "شهادة الرب صادقة تعلم الأطفال. فرائض الرب مستقيمة تفرح القلب. وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد. خشية الرب ذكية دائمة إلى أبد الأبد. أحكام الرب حق وعدل معا. عبدك يحفظها وفى حفظها ثواب عظيم". · والمزمور 40 من مزامير الساعة الثالثة عظة قوية عن الرحمة وبركاتها حيث يقول المرنم "طوبى لمن يتعطف على المسكين، في يوم الشر ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحييه ويجعله في الأرض مغبوطاً، ولا يسلمه لأيدى أعدائه، الرب يعينه على سرير وجعه". · وباقى الصلوات الأخرى لا تخلو من العنصر الوعظى مثال ذلك انجيل الساعة السادسة وما فيه من تطويبات للمساكين بالروح أى المتواضعين، وللتائبين الحزانى على خطاياهم وللودعاء وللجياع والعطاش إلى البر وللرحماء ولأنقياء القلب ولصانعى السلام وللمضطهدين من أجل البر والحق والفضيلة. · فى الساعة التاسعة نتمتع بهذا الارشاد الروحى الجميل في مزمور رحمة وحكمة حيث يقول "كنت أسلك بوداعة قلبى في وسط بيتى أى أن الوداعة عنده شئ طبيعى لا يتصنعه أمام الآخرين" لم أضع أمام عيتى أمرا يخالف الناموس. صانعوا المعصية أبتعدت عنهم، لم يلصق بى قلب معوج. الذي يغتاب قريبه سرا كنت أطرده. المستكبر بعينيه والمنتفخ القلب لم أؤاكله. عيناى على جميع أمناء الأرض لكى أجلسهم معى. السالك في الطريق بلا عيب هو كان يخدمنى. · هذا من جهة المزامير المركزة في التعليم، ولكن كل قطع الأجبية وأناجيلها ومزاميرها مملوءة بالتعاليم والتأملات النافعة التى تبنى النفس وتنير لها الطريق الصالح القويم إذا صليناها بتأن وبتأمل. كان الآباء يستفيدون كثيرا من تلاوة صلوات المزامير لما فيها من عنصر الوعظ والتعليم، ويحاولون تنفيذ كل ما يتعلمونه من المزامير، ويوبخون أنفسهم بشدة إذا شعروا بتقصيرهم في تنفيذ التعاليم التى يتلونها في المزامير أثناء الصلاة، والقصة التالية من بستان الرهبان توضح ذلك. *زار أخ شيخا وسأله قائلا كيف حالك؟ *فأجابه الشيخ: أسوأ الأحوال *فقال له الأخ: لم ذلك *فأجاب الشيخ قائلا: لأن لى 30 سنة أصلي وصلاتى خلالها عليَّ لا لي...! لأنى اقف قدام الله وأقول ملاعين الذين حادوا عن وصياك. وأحيد عن وصايا الرب. · أيضا افعل الآثام وأقول في الصلاة "لا تتراءف على فاعلى الآثام" · أكذب كل يوم وأقول "انك تهلك كل من يتكلم بالكذب" · أحقد وأقول "أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين الينا" · أخطئ وأقول "عندما يزهر الخطاه ويعلو جميع عاملى الأثم فهناك يستأصلون إلى الأبد" · اعمل الاثم وأقول "ابغضت جميع فاعلى الاثم" · همى كله في الأكل وأقول "نسيت أكل خبزى" · أنام إلى الصباح وأقول "فى نصف الليل كنت أنهض لأسبحك على أحكام عدلك" فقال الأخ: يا معلم "على ما يلوح لى أن المرنم قال ذلك عن نفسه. فتنهد الشيخ وقال: صدقنى يا أبنى ان لم نعمل نحن ما نصلى به قدام الله فأن صلاتنا تكون علينا لا لنا". _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
شغل النهار كله روحياً غالبية الناس قد يذكرون الله فى بدء اليوم ونهايته، أما طول اليوم أثناء فترة المشاغل والمحاربات فتبقى بدون صلاة واتصال بالله، وهذا خطأ، أما الكنيسة أمنا التى يهمها سعادتنا وخلاصنا فتدعونا للصلاة ورفع قلوبنا لله طول اليوم عن طريق صلوات الأجبية، فلا تكاد تمر ثلاث ساعات بدون صلاة، فنجد صلاة الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة... الخ. وكثرة الصلاة تحفظنا في مخافة الله اليوم كله، كما تحفظنا من التجارب التى هى أقوى منا. ألا يعطينا هذا تعليما بأن تبقى صلتنا بالله مستمرة لا تنقطع طول اليوم حتى نتمتع بمعونة الرب ورعايته. لو كنا مطيعين ونفذنا قانون الكنيسة علة قدر طاقتنا لاحتفظت قلوبنا بالنقاوة والروحانية من دوام الصلة بالله عن طريق صلوات الأجبية. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
وجبة روحية دسمة شبه أحد الآباء صلوات السواعى فى الأجبية بوجبة دسمة ووليمة عرس فاخرة فيقول: مقدمة الصلاة هى لباس العرس الذى يؤهلنا ويوجه أفكارنا وأحاسيسنا إلى التمتع بأطايب هذه الوليمة، وهذا اللباس مكون من ثوب ومنطقة وحذاء. · فالثوب هو الصلاة الربانية المهداة لنا من رب الوليمة نفسه الذي أوصانا وقال: "متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات" (لو 11: 2). ثوب يغطى كل أحتياجتنا من عند الرأس إلى القدمين، يغطى شئون ابتهالنا إلى الله وشئون أنفسنا ومن يحيطون بنا، ثوب كامل يطيب للنفس النقية أن ترتديه في هدوء (دون تعجل) وبعناية (دون أهمال) وببهجة (دون ملل) · والمنطقة هى صلاة الشكر التى ينبغى أن تحيط بالمسيحى احاطة تامة في كل أموره وصلواته "شاكرين كل حين على كل شئ في اسم ربنا يسوع المسيح (أف 5: 20) إذ بها يعترف الانسان بالفضل لله على كل شئ، ويخلي نفسه من كل شئ، ويربط كل حواسه بالاقرار القلبى ان كل المعونة والستر والنعمة والحفظ هى من عند ضابط الكل الرب إلهنا. · أما عن الحذاء فانه مزمور فانه مزمور التوبة "ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك، ومثل كثرة رأفتك" هو انسحاق وندم واستغفار عما لحق الانسان من أقذار العالم، وبذلك يمكننا أن نستعمله ليعيننا على المسير في برية هذا العالم دون أن تنجرح أقدامنا، فهو بمثابة الحذاء الروحى للمؤمن يلبسه علامة على رفضه زلات القدم إذ قد قدم مشاعر التوبة والحزن والندم. هذا هو لباس الوليمة السمائية، به يدخل المصلى إلى أطايبها الروحية فيجد فيها: 1- طعاما شهيا 2- خبزا سمائيا 3- ماء نقيا 1- طعاما شهيا: على المائدة الروحية أطعمة شهية كثيرة ومتنوعة يقدمها داود المرنم الحلو في مزاميره العميقة فهذا مزمور للتمجيد وذاك للتسبيح وثالث للشكر وآخر للتأمل وغيره لطلب المعونة... الخ وهكذا تمتلئ الوليمة الروحية بأعظم الأطعمة الشهية التى أوصى بها الله نفسه. فلا تكتفى يا ولدى برؤيتها فقط، بل خذها لنفسك، كلها جيدا دون تسرع بل في اتقان ولذة تجدها في فمك فائقة الحلاوة، وستكون في داخلك جزيلة الفائدة. 2- خبزا سمائيا: وبجانب هذه الأطعمة الروحية الشهية تجد خبزا سمائيا تختم به تأملاتك الروحية في المزامير وهو عبارات الإنجيل التى تسند تأملاتك الروحية لأنها تناسب زمن الصلاة وتقوى عزيمتك المقدسة، فياليتك تصلى الانجيل بتأن وفهم لكى تعمل عباراته بعمق في حياتك. فإذا طابت نفسك بشهيات العتيقه (المزامير) وتمتعت ببركات الحديثة تجد في الوليمة. 3- ماء نقياً: تأملات مطابقة لزمن الصلاة في هيئة قطع من الصلوات الآبائية ترطب بها جوفك وتؤكد دخول كلمات الصلاة والتأمل داخل حياتك، فخذ من هذا الماء النقى في تؤده دون تسرع لكى تنال الفائدة العميقة والغذاء الروحى النافع. · ان لهذه الوليمة يا بنى جوا روحانيا بديعا فائق الروعة · ففيها عطور التقديس والايمان: نرتل تقديسات وتردد قانون إيمان الآباء، وهذه عطور ثمينة ذات روائح جزيلة العظمة، يحس خلالها المسيحي أنه لا يصلى وحده بل مع الملائكة يقدس ومع الآباء القديسين يؤمن ويسبح ويمجد. والقداسة والايمان روائح زكية طاهرة نقية جزيلة الفائدة والبركة. · بخور زكى الرائحة: وفى الوليمة بخور زكى الرائحة، صلوات متماثلة متصاعدة إلى فوق في ترتيب كنسى بديع. فتردد كثيرا صلاة "يا رب ارحم" ولن يكفينا العمر كله في ترديد وطلب الرحمة الحنونة من إلهنا المحب، فليكن تكرارها في صلاتك بخورا روحيا جميلا، لا ترديد بدون فهم، أطلب الرحمة لنفسك في كل أمورك وللآخرين أيضا، حدد في كل مرة أمرا ترجو فيه مراحم الرب + يا رب ارحم من أفكارى الشريرة + يا رب ارحم فلان في ضيقته + يا رب ارحم أولادك من تيار الشر والخطية + يا رب ارحم كنيستك من كل شر وهكذا يتصاعد بخور صلواتك واحدا في منظره ولكنه متنوع فيما يحمله من طلبات الرحمة ليرتفع مقبولا أمام الرب. · ضياء الوليمة: ها قد استنار عقلك وقلبك من حسن ما لبست وشهى ما تناولت وطيب ما تمتعت. فلنختم الوليمة، بالضياء هو الصلوات الأخيرة القلبية الخاصة (الارتجالية) تحدث الله حبيبك عن كل آمالك والآمك، انها همسات القلب من الأعماق، شكرا ومحبة وفرحا وتسبيحا وتوبة وطلبا وعزما صالحا على السير مع الله حتى النهاية. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
حديث مُتبادَل مع الله نلاحظ في الصلاة بالمزامير ان المزمور يبدأ بالطلب، ولما يحس المرنم بالاستجابة ينهى المزمور بالشكر، مما يدل على حديث متبادل (ديالوج dialogue) وشعور متبادل بين المرنم والله، والأمثلة على ذلك كثيرة منها:- مزمور 3: يبدأ المزمور بالقول "يا رب لماذا كثر الذين يحزنوننى. كثيرون يقولون لنفسى ليس له خلاص بالهه" ثم تنتهى بالقول "بصوتى إلى الرب صرخت فاستجاب لى من جبل قدسه... ضربت كل أعدائى على الفك. هشمت أسنان الأشرار. للرب الخلاص وعلى شعبه بركته. هلليلويا". مزمور 4: يبدأ بالقول "إذ دعوت استجب لى يا ألهى برى.. في الشده فرج عنى" في آخره يقول "الرب يستجيب إلى إذا ما صرخت إليه... أعطيت سرورا لقلبى " مزمور 6: فى أوله يقول "يا رب لا تبكتنى بغضبك ولا تؤدبنى بسخطك. تعبت في تنهدى أعوم كل ليلة سريرى وبدموعى أبل فراشى". وعندما شعر المرنم بقبول صلاته واستجابتها في ختام المزمور قائلاً "ابعدوا عنى يا جميع فاعلى الاثم لأن الرب قد سمع صوت بكائى الرب يسمع صوت تضرعى الرب لصلاتى قبل". مزمور 12: يبدأ بالقول "حتى متى تنسانى يا رب إلى الانقضاء. حتى متى تصرف وجهك عنى"ولكن حينما أحس المرنم بمساندة الرب له في ضيقاته أنهى المزمور بقوله "يبتهج قلبى بخلاصك. اسبح للرب المحسن إلى وارتل لأسم الرب العالى". مزمور 29: يقول في أوله "إليك يا رب اصرخ وإلى الهى أتضرع... (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ولما أتته الإجابة من الرب قال: سمع الرب فرحمنى. حولت نوحى إلى فرح. مزقت مسحى ومنطقتى سروراً". مزمور 53: يقول في أوله:"اللهم باسمك خلصنى وبقوتك احكم لى. استمع يا الله صلاتى وأنصت إلى كلام فمى". ولما جاءه الرد أنهى المزمور بقوله "اعترف لأسمك يا رب أشكرك لأنك صالح. لأنك من جميع الشدائد نجيتنى". مزمور 84: يقول في أوله "اصرف غضبك عنا فهل إلى الأبد تغضب علينا أو تواصل رجزك من جيل إلى جيل". وفجأة يقول "أنى أسمع ما يتكلم به الرب الاله لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولقديسيه وللذين رجعوا إليه بكل قلوبهم لأن خلاصه قريب من جميع خائفيه". وهكذا نجد الحوار المتبادل بين المرنم يبدأ مزموره بالضيق والألم والصراخ، وبين الله الذي يسمع له ويفرج ضيقته فينهى مزموره بالشكر والتهليل لله السامع المجيب لكل صلاة " يا سامع الصلاة إليك يأتى كل البشر" (مز 65: 2) وإلى جانب هذا نجد مزامير بأكملها يتحدث فيها الله للأنسان ويطمئنه ويعزيه وينصحه ويرشده مثل مزمور: "يستجيب لك الرب في يوم شدتك ينصرك اسم اله يعقوب. يرسل لك الرب عونا من قدسه ومن صهيون يعضدك. يذكر جميع ذبائحك ويستسمن محرقاتك يعطيك الرب حسب قلبك ويتمم كل مشيئتك" وغير ذلك أمثلة كثيرة من هذا النوع. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
شكر لله على خلاص المسيح على الصليب 11- صلوات الأجبية تتحدث كثيرا عن الخلاص الذي صنعه المسيح على الصليب وتسبح الله وتشكره على ذلك: يظهر خلاص المسيح واضحا جليا فى صلوات الساعة السادسه والتاسعة حيث تم الخلاص على الصليب في هذا الوقت بالذات، وتتكرر كلمة الخلاص كثيرا في هاتين الساعتين وإليك بعض الأمثلة:- مزمور 53: " أرسل من السماء فخلصنى. أرسل الله رحمته وحقه وخلص نفسى من بين الأشبال" مزمور 84: "الرحمة والحق تلاقيا. العدل والسلام تلائما. الحق من العدل أشرق والعدل من السماء تطلع " وكل هذا طبعا حدث على الصليب حينما أوفت رحمة الله للعدل الالهى كل حقوقه بموت المسيح الكفارى عن الانسان الخاطئ، وبذلك نال الانسان الخلاص والصلح والسلام من الله. + كذلك قطع الساعة السادسة مفعمة بالكلام عن الخلاص والفداء وتقديم الشكر لله على ذلك "صنعت خلاصاً في وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب فلهذا كل الأمم تصرح قائلة "المجد لك يا رب".. نسجد لشخصك غير الفاسد أيها المسيح إلهنا لأن بمشيئتك سررت أن تصعد على الصليب لتنجى الذين خلقتهم من عبودية العدو . (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). نصرخ إليك ونشكرك لأنك ملأت الكل فرحاً أيها المخلص لما أتيت لتعين العالم يا رب المجد لك". صلاة الساعة التاسعة: تتكرر فيها مشاعر الفرح والشكر لله على خلاصه العجيب على الصليب، ويكثر المرنم من تقديم التمجيد والتسبيح اللائقين بالمخلص العظيم... مزمور 95: "سبحوا للرب تسبيحاً جديدا ... بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه، حدثوا في الأمم بمجده وفى جميع الشعوب بعجائبه... قدموا للرب مجدا وكرامة.. قولوا في الأمم أن الرب قد ملك على خشبة . فلتفرح السماوات وتبتهج الأرض". مزمور 96: "الرب قد ملك (على الصليب وعلى القلوب) فلتتهلل الأرض. لتفرح الجزائر الكثيرة. هللوا أمام الرب الملك " . "أعبدوا الرب بالفرح أدخلوا أمامه بالتهليل..." + أما قطع الساعة التاسعة فتفيض بمشاعر الشكر الحقيقي على الخلاص الذي صنعه الرب على الصليب: أيها القادر على كل شئ والمحتمل كل شئ. اذكرنى يا رب متى جئت في ملكوتك. وفى التحليل يقول "يا الله الآب أبو ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح هذا الذي بظهوره خلصتنا وأنقذتنا من عبودية العدو. وهكذا نرى الشكر والفرح الذي تفيض به صلوات الأجبية بهذا الخلاص العظيم الذي صنعه الرب على الصليب. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
للصلاة بالأجبية فوائد روحية عديدة نصلى بالأجبية ونهتم بها ونواظب عليها، لأنها تعلمنا حياة الايمان، وتبث في قلوبنا السلام والطمأنينة بكثرة ما نردده أثناء الصلاة من مواعيد الله الغالية والثمينة، الصادقة والأمينة. وبالاجمال فصلاة الأجبية تعلمنا دروسا عديدة يعجز الانسان عن حصرها كلها. فلنواظب يا أخوتى على الصلاة بالأجبية على قدر طاقتنا، حتى لا تفوتنا كل هذه البركات والفوائد التى ذكرناها والتى لم نذكرها، ولا نسمح للخداع القائل بأن الانسان يستطيع أن يصلى صلوات شخصية أو ارتجالية أقوى وأعمق من صلوات الأجبية، فهذا محض خيال. وكما رأينا فان صلوات الأجبية تهيئ الانسان، وتعلمه كيف يقدم لله صلوات موضوعة بالروح القدس، وعلى ضوء ما فيها من وعود إلهية وطلبات روحية عميقة. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
الفصل الثالث: هذا التسبيح هو بداية حياتنا في الأبدية 30 التسبيح بالمزامير بداية حياتنا في السماء 31 قراءة الكتاب المقدس والصلاة هما شهيق وزفير 32 أهمية معرفة المؤمن لمعاني المزامير 33 تلاوة المزامير بروح العهد الجديد 34 يا لروعة الصلاة بالمزامير _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
التسبيح بالمزامير بداية حياتنا في السماء خدمة السواعى هي مدرسة المؤمن التى بواسطها يصل اٍلى الهدف الذي يسعى اٍليه، لأن الكنيسة تمثل جماعة تسبيح كاملة لا يفوقها سوى السماء ذاتها. ان التسبيح يجعلنا نحيا حياة السماء ويعدنا لها، وكونه يعدنا لحياة السماء فما ذلك الا لأن التسبيح بالمزامير هنا يحوى في جوهره التسبيح هناك. ومنذ البداية فجوهر التسبيح هو تلاوة وتراتيل المزامير، والأهمية التى أعطاها اَباؤنا القديسون لهذا الأمر يمكن تجاهلها. + فيوحنا كاسيان عند زيارته لرهبان مصر كون فكرة بأن عمل الراهب هو الصلاة، و ذلك بحفظ المزامير وتلاوتها مع التأمل فيها. وله تعبير يثير الاعجاب في وصفه لمعرفة الرهبان القلية للمزامير وشدة تفاعلهم مع كلماتها فيقول ((انهم عندما يتلون المزامير يظهرون كما لو كانوا يرتجلون (أى كأنها من تأليفهم وصياغتهم) )). _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
قراءة الكتاب المقدس والصلاة هما شهيق وزفير. ان العلاقة بين قراءة الكتاب المقدس وتلاوة المزامير والصلاة بها بفهم واضحة، فان كان التدريب الأساسى للمؤمن هو الاصغاء لكلمة الله في دراسة الكتاب المقدس فان التدريب الذي يكلمه هو أن يتعلم الاجابة لله في صلوت المزامير. وهكذا نجد أن القراءة الروحية في الكتاب المقدس والصلاة بالمزامير هما عمليتا تنفس المؤمن، هما شهيق وزفير القلب الروحانى النقى وكما أن الإنسان لا يستطيع ان يعيش بدون عملية تنفس الهواء، وكذلك لا يستطيع أن يعيش بدون المزامير ، وكذلك لا يستطيع أن يحيا روحيا بدون الكتاب المقدس والصلاة. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
أهمية معرفة المؤمن لمعاني المزامير يجب أن يكرس المؤمن بعض وقته وجهده لكى يتعمق في معرفة المزامير من حرفها الى روحها، أن المزامير لا يمكن أن تفهم أو تمارس كما يجب ما لم يبذل فيها جهد، وأى شخص يرفض بذل هذا الجهد لا يستطيع ممارسة الصلاة بالمزامير كما ينبغى. ولعل هذا هو السبب في شكوى الكثيرين من عدم قدرتهم على الصلاة بالمزامير، ولكن السبب الحقيقي أنهم غير جادين في ممارسة الصلاة بالمزامير أو الاقتراب منها. وللوصول اِلى معرفة المزامير ومعانيها واعماقها يلزم الانسان معرفة تاريخية كاملة عن كل مزمور، من قاله ومتى قيل والمناسبة التى قيل فيها ولمعرفة كل هذا يجب قراءة تفاسير وتأملات الآباء في المزامير، أو على الأقل التفاسير الحديثة للمزامير ذات الطابع الأرثوذكسى. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
تلاوة المزامير بروح العهد الجديد علينا أن نتفهم المعنى السارى في بعض المزامير وهو مفهوم القتال، ولعل هذا ما يتعلل به البعض في إحجامهم عن الصلاة بالمزامير قائلين انها لا تناسب روح العهد الجديد روح المحبة والتسامح لما تحمله من رائحة الحرب والقتال وطلب الانتقام مثال: لآنك ضربت كل من يعاديني باطلا. أسنان الخطاة سحقت (مز2). دنهم يا الله وليسقطوا من جميع مؤامراتهم وككثرة نفاقهم استأصلهم لأنهم قد أغضبوك يا رب (مز5). خلصني يارب فان البار قد فنى.... شفاة غاشة في قلوبهم يستأصل الرب الشفاة الغاشة واللسان الناطق بالعظائم (مز11). ليخز ويخجل طالبو نفسي، وليرتد اٍلى الذين يبتغون لى الشر وليرجع بالخزى سريعا القائلون لى نعما نعما (مز69). العدو قد أضطهد نفسي واذل في الارض حياتي... أنقذني من اعدائي يارب فأني لجأت اليك (مز 142) وغير ذلك الكثير. والعهد الجديد عهد النعمة والمحبة والتسامح يدعونا لإحلال الفكر الجديد محل القديم، فإذ لم يعد لنا أعداء منظورين يهاجموننا ويضايقوننا، فلا يزال أعداونا غير المنظورين أي الشياطين لا يتوانون عن مقاومتنا ملتمسين هلاكنا، ونحن نصرخ الى الله أن يبيدهم بنسمة فيه وينقذنا من شرهم. وبهذا نصلي المزامير بروح العهد الجديد وليس لنا أعداء الا الشياطين وشهوات الخطية واغراءاتها، ونحن نلتمس من الرب النصرة على هؤلاء الأعداء المحيطين بنا جميعاً. _________________ Sissy gaisberger |
رد: روحانية الصلاة بالاجبية - الانبا متاؤس -كتاب مكتوب
يا لروعة الصلاة بالمزامير كيف ينتفع الانسان بكنوز صلاة المزامير التي لا تنفَذ؟ الشرط الاساسي لحدوث هذا هو أن يكتشف الجمال الذي لا نظير له الذي تحويه المزامير. أن كان الكتاب المقدس يشرح خطط الله الازلية في خلقه الكون وتدبيره فالمزامير هي بلورة وتكثيف لهذا العمل في كون صغير من التسابيح الشفافة. كأن روعة المزامير ستنقل المؤمن تلقائياً من الجمال المشتت المبعثر هنا وهناك الى الجمال المصدر الجمال الفائق. الله. وجمال المزامير اللفظي لا ينفصل عن جمالها الروحي لآن الاثنين ممتزجان معاً كومضات الفجر مع أشعة النهار البيضاء. أن نور المزامير بتلاوتها وتنغيمها ينير حياة الؤمن ويفرحنا كما ملأت المزامير حياة أبائنا القديسين بالفرح أذا شيعت نفوسهم بتدبير المسيح الخلاصي ونصرته على الشياطين عدوهم الأول وعلى الموت عدوهم الأخير. فعلى الؤمن أن يكسب حياته هو في المزامير حتى اِذا رتلها يكون معبرا عن مشاعره الشخصية في الكلمات التي تنطق بها شفتاه. المزامير تقود المؤمن الذي يتعمق فيها حتى يتقابل قلبه مع القلب المطعون الذي للمخلص، تقوده اِلى ذلك القلب الذي هو شمس ونور كل القلوب حيث يهمس له الروح بلا توقف: اذهب إلى الله.... وهو يجيب من الأعماق: ها أنا ذاهب. _________________ Sissy gaisberger |
الساعة الآن 07:35 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025