منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   +++ موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها بحرف " ب " +++ (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=108376)

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 07:53 PM

+++ موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها بحرف " ب " +++
 





+++ موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها بحرف " ب " +++





††††††††††††





+++ بسم الثالوث القدوس +++
++ الممجد الى نهاية الدهر ++

+ أمين +




فى هذا الموضوع موسوعة كاملة نادرة جدا للغاية عن كل او معظم شهداء الكنيسة الابرار وقديسيها وابائها الاطهار ..

مرتبة ابجديا حصلت عليها عبر سنوات بصعوبة وكنت ازيد منها كل فترة ومحفوظة لدى على ملفات ورد سوف انقل منها كل يوم بقدر الممكن مشاركات هنا لكم ..



انهم بشر احبوا الرب من كل قلوبهم ..
عاشوا له ..

سفكت دمائهم على اسمة ..

كرسوا كل حياتهم لخدمة الرب ..

الرب لم يبخل عنهم بشئ ..

كان معهم ..

منح اسمائهم الخلود ..

تصنع المعجزات على اسمائهم وشفاعتهم ..

تسمى الاطفال على اسمائهم ..

نالوا اكليل الزيتون فى الابدية بجوار الرب ..

انهم بشر ..

كان منهم من هو وثنى ومن هو خاطئ ..

لكن العبرة ليست بالبداية بل بالنهاية ..

وكانت نهايتهم ربح الابدية ..

بركتهم وشفاعتهم تكون معنا ومع كل المسيحيين ..
أمين ..

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 07:55 PM

بائيسوس


"بائيسوس" او "بئيسوس" Paesius أو بائيس من الأسماء التي كانت شائعة بين الرهبان والشهداء الأولين، نذكر منهم: 1. الشهيد بائيسوس: شهيد مصري قدم حياته مع آخرين ذبيحة حب لله في السنة الثانية للاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس. قام بتعذيبهم والي فلسطين أوربانوس Urbanus، في قيصرية (يوسابيوس: شهداء فلسطين 3). 2. الشهيد بائيسي Paesi أو بائيسوس أو إيسي Isi: أخ الشهيدة تكله، وهما مصريان (8 كيهك)، من أبي صير غرب الأشمونين (راجع إيسي). 3. القديس بائيسوس أخ أنبا إشعياء الاسقيطي: (راجع إشعياء). 4. القديس بائيسوس أخ أنبا بيمن المتوحد: ويسمي أيضًا "بولا" أحد سبعة إخوة. 5. القديس بائيسوس أخ الأنبا بولا والأنبا بيشوي: أحيانًا يُذكر اسم "بائيسوس" عن "بيشوي".

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 07:56 PM

الأسقف بابياس





القديس بابياس أسقف هيرابوليس بآسيا الصغرىSt. Papias of Hierapolis (حوالى سنة 80 - 160م)، كما يقول القديس إيرينيؤس في القرن الثاني إنه تلميذ القديس يوحنا اللاهوتي (الإنجيلي) وصديق القديس بوليكاربوس. كان رجلاً ذا ثقافة عالية، له معرفة بالكتاب المقدس، أعطى اهتمامًا خاصًا بجمع التقليد الشفوي الخاص بحياة السيد المسيح وأقواله. فقد وضع عمله المشهور: "تفسير أقوال الرب" Expositions of the Oracles of the Lord في خمسة كتب، للأسف لم يصلنا منه إلا مقتطفات في كتابات إيرينيؤس ويوسابيوس. قدم في هذا العمل ملاحظاته على الإنجيلين بحسب مرقس ولوقا، كما أبرز الاهتمام بالتقليد الشفوي خلال شهود العيان للسيد المسيح. أول من تحدث عن المُلك الألفي بطريقة حرفية بكون السيد المسيح سيملك على الأرض، وكان يظن بذلك أنه يحقق ما ورد في النبوات، لكن الكنيسة رفضت ذلك.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 07:57 PM

القديس بابياس ورفقاؤه الشهداء


من كورنثوس نُفيّ جماعة من الشبان من كورنثوس باليونان إلى منطقة طيبة بصعيد مصر بسبب إعلانهم عن إيمانهم بالسيد المسيح، وذلك في عهد الإمبراطور مرقس أوريليوس نوميريان، سنة 284م. أما أسماء هؤلاء الشبان فهي: بابياسPapias ، فيكتوريانوس، فيكتور (بقطر)، أنيسيفورس، كلوديانوس، ديسقورس، سيرابيون. إذ التقى هؤلاء الشبان بالوالي سابينوس، وقد ظهرت عليهم علامات الوقار والاتزان مع الغِنى والشرف رقّ لحالهم، وصار يحثهم بلطفٍ سائلاً إيَّاهم أن يترفَّقوا بشبابهم وينكروا مسيحهم ويخضعوا لإله الإمبراطور حتى لا يتعرضوا للعذابات المريرة وإلى فقدان حياتهم. أجابه الشباب بلطف وحزم مُعلنين إيمانهم بمسيحهم، أما عن الآلام التي هدَّدهم بها فقالوا له: "هذه هي طلبتنا التي لن نكف عن أن نسألها من ربنا خلال صلواتنا البسيطة، وإننا نشعر بسعادة عظيمة إن استجيب لنا". عندئذ عرَّضهم لبعض المتاعب البسيطة ليرى إن كانوا ينهارون أمامها، وإذ أظهروا كل ثبات عذبهم بعنف. مع الشهيد فيكتوريانوس كما اعتاد الولاة الرومان، سأل الوالي سابينوس فيكتوريانوس عن اسمه، وكانت الإجابة أنه مسيحي. هدَّده الوالي بالعذابات القاسية التي يعدَّها له إن لم يذبح للآلهة، فأجابه: "إنني أخشى الآلام الفائقة الوصف التي تنتظرني إن ارتدِّيت عن إيماني، أما عن العذابات التى تعدّها لي فإني أتقبلها حتى أنجو من العذابات التي ما بعد الحياة، هذه التي أُعدَّت لكم وللشيطان أبيكم". ابتكر سابينوس طريقة للتعذيب، إذ جاء بساق شجرة طويلة من البلوط وجوَّفها وملأها فتحات، ثم قال لفيكتوريانوس في سخرية: "أدخل إلى مخدعك الجديد". أجابه القديس: "يالك من مسكين! إنك تريد أن تسخر بي بهذه الوسيلة مع إنني أينما وُجدت أكون أنا نفسي منزلاً يسكن فيه إلهي يسوع المسيح، الذي بفضله أحتمل كل عذاباتكم". دخل فيكتوريانوس في ساق الشجرة بنفسه، ثم أُعطيت الإشارة للجلادين أن يُدخلوا أدوات حديدية مسننة من الفتحات حتى امتلأ جسد القديس من الجراحات، وكان الدم ينزف من كل جانب، وكان الوالي في سخرية يقول لعسكره: "قولوا لفيكتوريانوس الذكي أن يحمى إيمانه الذي يبشر به". أُخرِج الشهيد لكي يسحق الجند يديه ورجليه بالمطارق، ثم قطعوا رأسه بالسيف، ونال إكليل الاستشهاد. مع الشهيد سابينوس ورفقائه أمر الحاكم ببتر يديّ سابينوس ورجليه وإلقاء جسده في الاسطوانة الخشبية، وكان الشهيد يصرخ: "هذا كله يزيد من مجدي الأبدي". وإذ خرج كجثة هامدة ضربوه بالسيف، لتنطلق نفسه متهللة إلى الفردوس. أما أنيسيفورس فإذ رأى رفيقيه اللذين استشهدا انطلق بنفسه نحو الاسطوانة طالبًا من الوالي أن يُسرع بالحكم عليه، فأمر الوالي بإخراجه من الاسطوانة ليُشوى بالنار؛ لكن قبل مفارقة نفسه لجسده قطَّعوا جسمه إلى أجزاءٍ صغيرة، أما نفس القديس فكانت ممتصَّة في المجد الأبدي. جاء دور كلوديانوس فقُطع جسمه إربًا وألقيَّ بها عند أقدام زملائه الباقين لعلَّهم يرتعبون. أما سيرابيون فقُطعت رأسه، وبابياس ألقيّ في النهر، وهكذا نال الكل إكليل الشهادة، حاملين بفرح سمات ربنا يسوع المصلوب!

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 07:57 PM

الشهيد بابيلاس


تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد القديس بابيلاس أو فافيلاس أو فيلاس في 28 طوبة. وهو أسقف لا نعرف اسم إيبارشيته، حاكمه نوماريوس في عهد دقلديانوس. قام بمحاولة إغرائه بمراكز زمنية فسخر بذلك. صار يعذبه مع ثلاثة فتيان، وأخيرًا قطع رؤوسهم لينالوا إكليل الاستشهاد. قابل أمر نوماريوس بفرحٍ وبشاشةٍ، ثم أخذ يصلي، وعاد ليقول في رقة للجلادين: "اكملوا أوامر الملك يا أولادي!

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 07:58 PM

القديس بابيلاس


يُعتبر القديس بابيلاس Babylas أو بابيلوس من أعظم أساقفة أنطاكيا الأولين بعد القديس أغناطيوس النوراني. سيم بطريركًا على أنطاكية حوالي سنة 237م خلفًا لزبينوس Zebinus، وبقيَّ الراعي الساهر على شعب الله، السالك بروح التقوى والحب مع الحزم لمدة 13 سنة. عاصر ثلاثة ملوك، هم غرديانوس Gordian وفيلبس وداكيوس. حزم مع الإمبراطور يروي لنا المؤرخ يوسابيوس أن فيلبس كان من أصل عربي من بلاد حوران، وكان هو وزوجته سفيرا مسيحيين. عمل كجنديٍ صغيرٍ وتدرج في الرتب حتى استطاع أن يتولى الحكم خلفًا لغرديانوس بناء على طلب الجيش بينما كان غرديانوس على سرير الموت سنة 244م، وكانت الحرب دائرة بين الرومان والفرس. أخيرًا إذ استتب الأمر بعقد مصالحة مع سابور الأول ملك الفرس، قتل فيلبس ابن الملك غرديانس الذي كان قد أوصاه به ووكَّل إليه عنايته، حتى يخلو له الجو منطلقًا إلى روما بمساندة الجيش. في الطريق مرّ بأنطاكية وكان عيد القيامة قد حلّ، فذهب فيلبس إلى الكنيسة يقدم قرابينه كعادة المؤمنين. وإذ بلغ باب الكنيسة ومعه أحد كبار رجال الجيش خرج إليه البطريرك بابيلاس ومنعه من الدخول إلى بيت الله ما لم يقدم توبة صادقة عن قتله للطفل البريء، وبالفعل لم يدخل فيلبس الكنيسة وبقيّ في الخارج مع جماعة الباكين يطلب بدموع مراحم الله. بقيّ هذا الحدث في ذهن الكنيسة عبر الأجيال درسًا حيًّا وعمليًّا للرعاية الصادقة بلا محاباة، حيث يهتم الراعي بخلاص المؤمنين دون النظر إلى كرامتهم الزمنية. هنا أود أن أؤكد أن الإمبراطور ما كان يمكنه أن يقف هكذا في صفوف التائبين الباكين لو لم يشعر مع حزم البطريرك حبه له وشوقه الحقيقي لخلاص نفسه، وأدرك أنه لم يفعل ذلك عن تشامخٍ بل في اتضاعٍ. بقيّ فيلبس خمس سنوات ملكًا (244 - 249م) لم يخدم فيها الكنيسة بشيء، لا بقليل ولا بكثير، إنما يمكن أن يُقال أن الكنيسة استراحت في أيامه من الاضطهاد للعمل الرعوي والكرازي لتُجابه حلقات من الضيق الشديد بعد ذلك. كما فعلت يُفعل بك في عام 249م ثار الجند على الإمبراطور كما على سلفه وقتلوه ليخلفه داكيوس أحد أعضاء مجلس الشيوخ، وكان قد وثق فيلبس فيه وطلب منه أن يخمد ثورة الجيوش عليه لكنه خانه واحتلَّ مركزه؛ وكأن ما قد سبق فصنعه في سلفه غرديانوس ارتدَّ عليه. وكما يقول الكتاب: "كما فعلت يُفعل بك، عملك يرتد على رأسك" (عو 15). وأيضًا: "لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون" (مت 52:26). عذاباته تولى داكيوس الحكم لمدة سنتين تقريبًا ولم يكن له عمل سوى اضطهاد الكنيسة. في أيامه أُلقيّ القبض على البطريرك بابيلاس ومعه ثلاثة أولاد أيتام أعمارهم 12، 9، 7 سنوات كان يهتم بهم البطريرك، وصار الوالي يعذب الأربعة حتى مات الأولاد الثلاثة من العذابات أمام عيني البطريرك، وأخيرًا أُلقيّ بابيلاس في السجن ليرقد في الرب من شدة الآلام، وإن كان القديس يوحنا الذهبي الفم يرى أنه قُطعت رأسه. بنى القيصر غاليوس Gallus أخ يوليانوس الجاحد كنيسة فخمة باسم الشهيد بابيلاس في ضواحي مدينة أنطاكية وذلك في منتصف القرن الرابع، وجاء أخوه يوليانوس فهدمها، فحمل المؤمنون رفاته إلى المدينة بالتسابيح. شيَّد الغربيون كنائس كثيرة في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا باسم الشهيد، لإعجابهم بغيرته وشجاعته. ويحتفلون بعيده في 24 يناير بينما يحتفل اليونانيون به في 4 سبتمبر.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 07:59 PM

القديس باخوس الشهيد

تُعيد الكنيسة القبطية للقديس سرجيوس (أبوسرجة) في 10 بابة، والقديس باخوس Baccus أو فاخوس في 4 بابه من كل عام، وتوجد في مصر القديمة كنيسة أثرية باسم القديس سرجيوس تسمى كنيسة أبي سرجة، بها المغارة الأثرية اسفل الهيكل القبلي حيث هربت إليها العائلة المقدسة. قدَّم لنا القديس ساويرس الأنطاكي مقالاً (57) عن هذين الشهيدين قام المتنيح الشماس يوسف حبيب بترجمته ونشره عام 1969. أمام مكسيميانوس وقف الشابان سرجيوس القائد بالجيش الروماني في منطقة سوريا والعامل في المدرسة العسكرية ومساعده واخس (باخوس) أمام مكسيميانوس الطاغية شريك دقلديانوس ومثيره ضد المسيحيين، يشهدان للسيد المسيح ويرفضان التبخير للأوثان، وكان قد استدعاهما لهذا الغرض. لاطفهما في البداية، وأخذهما كصديقين له إلى الهيكل جوبيتر حيث قُدمت مائدة من اللحوم المذبوحة للأوثان، وطُلب منهما أن يشاركاه في المائدة فرفضا بإصرار، عندئذ أمر بتجريدهم من النياشين التي على صدريهما وأن يُقادا في سوق المدينة وهما مرتديان ملابس النساء لتحطيم نفسيّتهما، أما هما فبقوة الروح قالا له: "يا من تحارب الله، أتظن أنك تثبط أرواحنا بجعلنا في شكل أنثى؟ إنك تستطيع بالقوة أن تلبس الأجساد ملابس النساء، لكنك لن تلبس أرواحنا المتوثبة رداء الجبن!..." أدرك الرجلان أن هذه الثياب لن تسيء إليهما، فقد حمل السيد على رأسه إكليل الشوك وسخر به اليهود، فكان ذلك سرّ فداء للبشرية وعلامة حب إلهي للإنسان. حقًا جاءت الوصية: "لا يكن متاع رجلٍ على امرأة، ولا يلبس رجل ثوب امرأة، لأن كل من يفعل ذلك مكروه لدى الرب" (تث22: 5)، هذه الوصية يلتزم بها كل مسيحي روحيًا بمعنى أن يمارس الإنسان العمل حسب العطية والموهبة التي أُعطيت له برضى، فلا يشتهي الرجل أن يقوم بدور المرأة، ولا المرأة بدور الرجل. عاد مكسيميانوس يلتقي بهما فدخلا معه في حوار روحي بأدب وهدوء مع شجاعةٍ وحزمٍ، وإذ شعر بالخجل أرسلهما إلى أنطيوخوس والي سوريا لكي يلاطفهما ويقنعهما بالعدول عن إيمانهما لينالا كرامات عظيمة، فسافرا إلى نواحي الفرات حيث كان الوالي مقيمًا. أمام أنطيوخوس والى سوريا التقيا بالوالي الذي تفرغ لهما محاولاً إغرائهما، أما هما فكانا ثابتين على الإيمان. أمر الوالي بتعرية واخس، وتناوب الجند على جلده بأعصاب البقر على ظهره وبطنه حتى اسلم الروح تحت قسوة الجلدات، وطُرح جسمه في الصحراء فجاءت بعض الوحوش الضارية تحرس جسده بطريقة معجزية حتى جاء بعض المؤمنين وحملوا الجسد. في الليل ظهر القديس باخوس لرفيقه سرجيوس يدعوه إلى المساكن العلوية ويبثّ فيه روح الشجاعة فامتلأ سرجيوس فرحًا وتهليلاً. في الغد استدعى انطيوخوس الوالي القديس سرجيوس أمامه في مدينة روصافا Rosafa التي تبعد حوالي 20 ميلاً من مدينة بربالسا التي استشهد فيها القديس باخوس. هناك صدر الأمر بأن يسير القديس بأحذية بها مسامير مدبَّبة لمسافة طويلة، فكان يذكر القديس جراحات السيد المسيح، كما كان يردِّد كلمات الرسول: "حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام". في الليل شُفيّ القديس من جراحاته فاغتاظ القاضي وأمر بتكرار الأمر في اليوم التالي. وقد حسب القديس ذلك مجدًا له، محتملاً صليب سيده، فأمر القاضي بعد فترة قصيرة بقطع رأسه (حوالي عام 303م). تُعيد له الكنيسة اليونانية واللاتينية في 8 أكتوبر.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 07:59 PM


الشهيد باخوم الإخميمي



سيرة هذا الفلاح الأُمِّي الذي استشهد وهو شاب مع أخته ضالشوم التي لم تبلغ سوى الثامنة من عمرها تكشف عن عمل الله الفائق، لا في احتمال الآلام فحسب وإنما في الغلبة على الوالي خلال الفكر الروحي المستنير، وكما قيل: "يكون الجميع متعلِّمين من الله" (يو 6 :45). تنيح والده موسى وهو في الثامنة عشرة من عمره، وكانت أخته ضالشوم جنينًا في الشهر السابع في بطن أمها. احتضن رجل غني يُدعى سمعان هذه الأسرة الفقيرة التقيَّة، فسلَّم باخوم فلاحة بستانه عند قرية سفلاق في الجنوب، وهي قرية تقع شمال شرقي أخميم عند الجبل، وقد اتفق معه أن يعطيه عُشر الثمار ليعيش بها مع أمه وأخته الصغيرة. لقاؤه مع أريانا إذ أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد جال أريانا والي أنصنا في كل الصعيد ينكِّل بالمسيحيين. وإذ دخل مدينة أخميم صنع احتفالاَ ضخمًا في البربا (معبد الوثن) وقدَّم هدايا ثم انطلق ليمارس هوايته ضد المسيحيين في أخميم وتخومها، فأرسل أولاً جنده إلى قرية شنشيف شمال المدينة للقبض على المسيحيين، فجاءوا بعددٍ كبيرٍ ومعهم الكاهن القس كندس (قنطس). عاد فأرسل فرقة أخرى اتجهت نحو قرية سفلاق، فجاءوا بهذا الفلاح الأُمي وكان يلبس ثوبًا باليًا، تظهر عليه علامات الفقر. التقى به الجند، وإذ سأله القائد عن اسمه، أجاب أنه مسيحي، فاغتاظ القائد وأمر الجند أن يربطوا في عنقه حجرًا كبيرًا، أما هو ففي بساطة الإيمان طلب معونة مخلصه وقام والحجر مُعلَّق كأنه بلا وزن، فنسب القائد إليه ممارسة السحر، وطلب من الجند أن يقتادوه إلى الوالي بعد ربطه في عجلة وكانوا في الطريق يضربونه بقسوة ووالدته وأخته الطفلة تسيران وراءه، وقيل إن الحجر الذي عُلِّق في عنقه وقد تلطخ بدمه صار يتدحرج نحوه حتى دُهش الجند. أمام الوالي صار يتحدث بحكمة وتقوى حتى دُهش أريانا من أين لمثل هذا الفلاح الأُمي هذه الحكمة. وإذ أصرَّ ألاّ يبخر للأوثان أمر أريانا بتعذيبه، فكانوا يجرحون جسده والدماء تتصبب على الأرض، والجلْد ينهال عليه حتى غُشيَّ عليه. وإذ فاق من غشيته حسب نفسه غير أهلٍ لهذه الكرامة أن يُهان من أجل السيد المسيح، ودخل مع الوالي في حوارٍ. اشتدت العذابات على القديس باخوم، وإذ بأخته ضالشوم الصغيرة السن (8 سنوات) تنطلق نحوه وتشهد لمسيحها، تود أن تشاركه إكليله، فاغتاظ الوالي كيف تتجاسر طفلة فلاحة وتندفع هكذا نحو أخيها المتألم، فأمر بضربها، وسقطت مغشيًا عليها. رفع باخوم وجهه إلى السماء وصلى إلى السيد المسيح أن يسند هذه الطفلة ويسنده، وأن يثبتهما في جهادهما، وكان الجند يندهشون لصلاته القوية، خاصة وأن نورًا أشرق عليهما وشفى جراحاتهما. تقدمت الطفلة إلى أخيها وأمسكت بيده، وتقدم الاثنان إلى الوالي الذي قدَّم للطفلة ثوبين من الحرير الفاخر وقليلاً من البخور، وطلب منها أن تضع البخور في المجامر، فلم تبالِ بكلماته. أمر الوالي بوضع جمر نار على صدر الطفلة وتحت جنبيها، وربط عنقها بسلاسلٍ، وإذ لم تنثنِ عن إيمانها ألقوها في مِرْجل به ماء يغلي، أما باخوم فقلعوا أظافر يديه ورجليه. قُطعت رأسيهما في 22 من كيهك، وقام أهل قريتهما بتكفينهما ودفنهما، ثم بُنيّ دير باسمهما في قرية سفلاق لازال قائمًا. نبيل سليم: الشهيدان أنبا باخوم وأخته ضالشوم، 1967.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:01 PM

القديس باخوميوس


إن كان القديس أنطونيوس الكبير يُعتبر أب الأسرة الرهبانية، بكونه أول قائد للحركة الرهبانية في العالم، تتلمذ على يديه متوحِّدون عاشوا في مغائر أو قلالي منفردة حوله، كما كان مرشدًا لعددٍ كبيرٍ من قادة الحركة الرهبانية في مصر وخارجها، فإن القديس باخوميوس يُعتبر أب نظام الشركة. إنه أول أب يشيد ديرًا يضم داخل أسواره جماعة رهبانية تعيش في حياة الشركة في عبادتها وكل تصرفاتها. نشأته وُلد بالصعيد الأقصى من والدين وثنيين حوالي عام 292م، وكان باخوميوس منذ طفولته محبًا للعفة والطهارة، غير راضٍ عن العبادة الوثنية، ولا يشترك في ولائمها. أخذه والداه دفعة ليُقدما ذبيحة للشياطين التي في النهر، وإذ رآه كاهن الوثن صرخ: "أقصوا عدوّ الآلهة من هنا حتى تكف عن غضبها علينا، وتعود فتحضر الآلهة!"، فحزن الوالدان جدًا. في صبوته إذ حمل طعامًا للرعاة، بات في المساء هناك، وكان لأحدهما بنتان جميلتان، فجاءت إحداهما تطلب منه أن يضطجع معها، وأما هو فأجابها: "لا تدعيني ارتكب هذا الفعل الدنس! هل عيناي عينا كلب فأنام مع أختي؟" وإذ خلَّصه الرب من يديها، هرب مسرعًا إلى بيته. قبوله المسيحية تجنَّد باخوميوس في الجيش، وكان منطلقاً مع زملائه لقمع ثورة ضد الإمبراطور. في الطريق استراحوا عند مدينة لاتوبوليس (إسنا) وكان الكل منهك القوى، فجاء أهل المدينة يقدمون لهم طعامًا وشرابًا بسخاءٍ وفرحٍ. سأل باخوميوس عن سبب هذا الكرم، فقيل له إنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء، فهم محبّون للجميع. بعد صلاة طويلة قرر أن يصير مسيحيًا إن عاد سالمًا. وبتدبيرٍ إلهي خَمَدت الثورة وسُرِّح الجنود، فانطلق إلى شينوفسكيون (قصر الصياد) حيث سجَّل اسمه في قائمة الموعوظين، ونال العماد المقدس. بقيّ في القرية ثلاث سنوات يمارس أعمال المحبة والرحمة، خاصة عندما حلّ بها وباء فكان لا يكف عن خدمة الجميع. مع الأنبا بلامون أحبت القرية كلها القديس باخوميوس، لكن قلبه كان يلتهب نحو التكريس للعبادة، وإذ سمع عن راهبٍ قديسٍ يسكن البرية بجوار القرية يدعى "بلامون" انطلق إليه، وسأله أن يقبله تلميذًا له. أظهر له القديس بلامون صعوبة الحياة الرهبانية، وطلب منه أن يرجع إلى القرية يجرِّب نفسه بتداريب معينة لكنه أمام ثبات قلب باخوميوس قبله، بل وأحبَّه جدًا، خاصة وأن باخوميوس قد اتسم بالطاعة مع النسك الشديد وحب العبادة. تأسيس نظام الشركة كان القديس باخوميوس متهللاً بحياة الوحدة، سعيدًا بعمل الله معه خلال أبيه الروحي أنبا بلامون، لكن قلبه كان متوجعًا من جهة إدراكه أن كثيرين يشتهون الحياة الرهبانية لكنهم عاجزين عن ممارسة حياة الوحدة القاسية، فكان يطلب من أجلهم. وفي أحد الأيام إذ كان يجمع حطبًا في منطقة طبانسين (جنوب قصر الصياد)، ظهر له ملاك، وطلب منه أن يقيم ديرًا هناك، وأعطاه لوحًا به البنود الأساسية لنظام الشركة، وقد جاءت سهلة للغاية، يستطيع الكثيرون أن يمارسوها. أخبر القديس باخوميوس معلِّمه الأنبا بلامون بما حدث، ففرح الأب جدًا وبارك العمل، وبالرغم من شيخوخته لم يعترض على إقامة نظام جديد للرهبنة لم يعهده، بل ذهب معه إلى طبانسين وساعده في تأسيس الدير، ثم استأذن منه ليعود إلى مغارته على أن يلتقيا مرة كل عام، تارة في الدير وأخرى في المغارة، وإن كان القديس بلامون لم يعشْ كثيرًا بعد ذلك. أسس القديس باخوميوس أول دير له حوالي عام 318م في طبانسين بالقرب من باقو أو بابو، وقد أعطاه الله نعمة في أعين الكثيرين حتى أنشأ في المنطقة حوالي عشرة أديرة، وكان عدد الرهبان في الدير الرئيسي بباقو وحده حوالي 1500 راهبًا. جاءه أخوه الأكبر يوحنا حيث ترهَّب عنده، وكان يعمل معه بكل طاقته في تأسيس هذا النظام، كما جاءته أخته فقابلها وشجَّعها على الحياة الرهبانية، وأسس لها ديرًا في الاتجاه المقابل من النيل، ضمَّ حوالي 300 راهبة تحت قيادتها. أهم ملامح هذا النظام نال هذا النظام تقدير الكنيسة حتى من قادة نظام الوحدة، فقد امتدح القديس أنبا أنطونيوس القديس باخوميوس على عمله هذا، وحسب نجاحه عطيَّة من الله. وقد حفظت سيرة القديس باخوميوس ونظام الشركة في كثير من التفاصيل، إذ وصلت إلينا بأكثر من لغة ولهجة، كالقبطية البحيرية والصعيدية وأيضًا باليونانية الخ... أكتفي هنا بتقديم الخطوط العريضة لملامح هذا النظام. 1. قام هذا النظام كحركة شعبية (علمانية)، لذا رفض القديس باخوميوس أن ينال درجة كهنوتية، وعندما شعر أن البابا أثناسيوس في زيارته له سيقوم بسيامته كاهنًا هرب، واضطر البابا أن يطمئنه قائلاً لأولاده أنه لن يمد يده عليه لسيامته وإنما يطلب بركته. وبالفعل عند عودة البابا من أسوان استقبله القديس بفرحٍ شديدٍ. بهذا قدَّم نفسه مثلاً حيًا للحياة الرهبانية كي لا يشتهي أحد درجة كهنوتية ويجد عدو الخير مجالاً لبث الغيرة بين الرهبان. 2. اتَّسم النظام الباخومي أنه يناسب الكثيرين، فمن جهة الصوم يأكل الراهب مرتين كل يوم، ويمارس صلوات جماعية متكررة، كما يقوم بعملٍ يناسب مواهبه وقدراته مثل النجارة أو الفلاحة أو الطبخ أو الغزل أو البناء أو النسخ، ولكل جماعة رئيس يدير الأمور ماديًا وروحيًا، وكان العمل جزءًا أساسيًا من الحياة الروحية. 3. انفتحت الأديرة لغير المصريين مثل اليونان والرومان، ولكل جماعة منهم رئيس يدبِّر حياتهم في الرب. 4. سُمح للشخصيات البارزة المحبة للوحدة أن تُمارس هذه الحياة، وكان القديس باخوميوس كثيرًا ما يجتمع بالمتوحدين. سمات القديس باخوميوس تبقى شخصية القديس باخوميوس بارزة عبر العصور كشخصية قيادية عجيبة جمعت الآلاف في الأديرة المتقاربة والبعيدة بالصعيد، يدبِّر أمورها بروح الحب مع الحزم، مهتمًا في نفس الوقت بخلاص كل نفسٍ ونموِّها الروحي. عُرف القديس بوادعته واتضاعه، فعندما سأله بعض الإخوة عن أي منظر أو رؤيا قد أعجبته، أجاب أنه يُعجب بمنظر أخٍ وديعٍ إذ فيه يسكن الله. ظهر له الشيطان مرة على شكل السيد المسيح، وهو يقول: "افرح يا باخوميوس لأني جئت لافتقادك". أما هو ففي اتضاع أعلن أنه يريد أن يرى السيد المسيح في الحياة الأبدية لا بالعين الجسدية هنا، وللحال صار الشيطان كدخَّان تلاشى. مع حبه الشديد لأولاده ورقَّته في التعامل وطول أناته كان يتسم أيضًا بالحزم. جاء عنه إذ أراد افتقاد بعض الأديرة طلب من مدبر المائدة أن يهتم بالإخوة ويعد لهم طعامًا مطبوخًا، لكن الأخ لم يفعل ذلك. وعندما عاد القديس إلى الدير اشتكى له أحد الشباب الحديثين في الرهبنة أنه منذ فترة طويلة لم يُقدم لهم طعامًا مطبوخًا، فأجابه القديس أنه سيهتم بأمرهم بنفسه. استدعى الموكل بهذا العمل، وسأله عن أمر تدبير المائدة، فأجابه أنه طهي الطعام في البداية وكان الكل يمتنعون عن أكله زهدًا، لهذا توقف عن الطهي وشغل وقته في عمل سلالٍ. طلب منه القديس أن يحضر كل ما صنعه من سلال، وفي وسط كل الرهبان أمر بحرق السلال موضحًا لهم ضرورة الطاعة، كاشفًا لهم أنه كان من الأفضل أن يخسر الدير الطعام الذي يمتنع الرهبان عن أكله بإرادتهم عن أن يفقد الدير شخصًا واحداً يتعثر بسبب حرمانه من الطعام المطبوخ بغير إرادته. نياحته انتشر وباء في صعيد مصر وأصيب كثير من الرهبان حيث تنيَّحوا، كما تنيَّح بسبب هذا الوباء القديس باخوميوس في عام 348م. يعيد له الغرب في 14 مايو، وتعيد له الكنيسة القبطية في 14 بشنس. أثره في العالم نظام الشركة كما أسَّسه القديس باخوميوس جذب قلوب الكثيرين من قادة الفكر الرهباني في الشرق والغرب، فقاموا بترجمته وتطبيقه عمليًا إن لم يكن في مُجمله ففي أغلبه. منهم القديس باسيليوس الكبير والقديس يوحنا كاسيان والأب قيصريوس أسقف أرل Arles وخلفه أوريليوس، والأب بندكت الذي وضع نظامه المشهور كأب للرهبنة الغربية، مقتبسًا الكثير من النظام الباخومي.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:07 PM



القديس باخيـاروس الفيلسوف


قدم لنا جيناديوس فصلاً عن فليسوفٍ مسيحي يُدعى باخياروس Bachiarius (فصل24)، كرَّس كل إمكانياته ووقته لله. يرى البعض أنه كان راهبًا أسبانيًا من Gallaecia وظن البعض أنه أسقف. كتب مقالاً دفاعيًا "عن الإيمان" Libellus de fide حوالي عام 383م، وجَّهه لأسقف المدينة (ربما روما)... ويرى جيناديوس أنه في هذا المقال دافع عن نفسه ضد الذين أساءوا فهم تنقلاته الكثيرة، مؤكدًا أنه لم يقم بهذه الأسفار خوفًا من الناس بل من أجل الله، تاركًا أرضه وعشيرته ليصير شريكًا مع أب الآباء إبراهيم. ويرى بعض الدارسين أن هذا المقال كان دفاعًا عن أرثوذكسيته، معلنًا أنه ترك مدينته وصار يتجول لأن مدينته سقطت في البدع المنسوبة لأوريجانوس (مثل وجود مسبق للنفس قبل الحمل بالإنسان) وهلفيديوس منكر دوام بتولية العذراء. له ايضًا مقال De reparatione lapsi وجهه إلى رئيس دير يدعى جانياروس Januarius ورهبانه، لأنهم طَردوا راهبًا ارتكب خطية بشعة ولم يقبلوا توبته، وأغلقوا أمامه باب الرجاء في العودة إلى الحياة المقدسة. وقد طلب من الراهب أن يترك من ارتكب معها الشر، ويكمل توبته، ولا يقوم بالزواج منها. لهذا المقال أهمية خاصة في الكشف عن مفهوم التوبة عند الأسبان في ذلك الحين.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:10 PM



باديموس الشهيد


استشهد القديس الأب باديموس Abbot Bademius حوالي عام 376م، في اضطهاد سابور ملك الفرس. نشأ هذا الأب في مدينة Bethlapat، وكان إنسانًا تقيًا، محبًا لحياة الوحدة، وقد أنشأ ديرًا ضمَّ الكثيرين، إذ كان هذا الأب قد نال شهرة عظيمة لقداسة سيرته. في عهد سابور الثاني أُلقيَّ القبض عليه مع سبعة من رهبانه، وكانوا يُضربون يوميًا ويُلقون في سجنٍ مظلمٍ. في نفس الوقت أُلقيّ القبض على رجل مسيحي يُدعى نرسان يعمل في البلاط، هذا إذ رأى العذابات انهار وقَبِلَ جحد سيده، وإذ أراد الملك أن يختبر صدق نيته طلب منه أن يقتل باديموس بالسيف. وبالفعل أمسك بالسيف وهمَّ يضرب به فيبست يده، عندئذ عاتبه الأب قائلاً: "يا نرسان، ما هذا الشر العنيف الذي انحدرت إليه حتى إنك لم تجحد الله فحسب وإنما استطعت أن تقتل عبيده؟" أمام إغراءات الملك قسَّى الرجل قلبه وحاول مرات أن يضرب بالسيف وكانت يد الله تمنعه لعلَّه يتوب، وإذ أصر سمح له الرب، فأصابت ضربته الأب باديموس فسبَّبت له جرحًا قاتلاً، نال على أثره إكليل الاستشهاد

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:11 PM

بارديسيان


نقدم هذه الشخصية بارديسيان Bardesanes, Bar-Daisan (154 – 222م) لأهميتها. كان مواطنًا من الرُها تحول إلى الإيمان المسيحي عام 179م، لكنه عاد فسقط في الغنوسية، حاسبًا أن جسد المسيح خيالاً، وأنه لا قيامة للأجساد. صار له تلاميذ كثيرون، سنده ابنه هرمونيوس Harmonius في تقديم معتقداته خلال تسابيح كثيرة شيقة، حتى حُسب أب التسابيح السريانية.


Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:12 PM

بارساس الأسقف


القديس بارساس Barsas، أو باساس Bassas أسقف الرُها بسوريا. نُفيّ إلى جزيرة Aradus بواسطة فالنس الأريوسي. وإذ نال نعمة في أعين الجماهير هناك إذ تعلقت به في الرب، أرسله الإمبراطور إلى مدينة أكسيرينخوس Oxyrynchus بمصر. وإذ نال شهرة عظيمة هناك أُستبعد إلى غابة تُسمى الفيلة بجوار أسوان ليتنيح هناك.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:12 PM

الشهيد بارهادبيسابا



في سنة 340م تعرضت الكنيسة في فارس لاضطهادٍ عنيفٍ للغاية بواسطة الملك سابور الثاني. وفي السنة الخامسة عشر من حكمه استشهد القديس بارهادبيسابا St. Barhadbesaba شماس مدينة أربلا Arbela. . قُدم للمحاكمة، وإذ أعلن إيمانه وتمسكه بمسيحه تعرض لعذاباتٍ شديدةٍ. وُضع الشهيد على آلة التعذيب وقال له الجلادون: "أعبد الماء والنار، وكُلْ لحوم الحيوانات فتتحرر من هذه الآلام". أجابهم الشماس الطوباوي بوجهٍ باشٍ وملامح مبتهجة، قائلاً إن نفسه مملوءة فرحًا ونورًا، الأمر الذي لا يعرف عنه الجلادون شيئًا، هذا الفرح الداخلي والنور الإلهي يجعلانه لا يبالي بآلام الجسد. قال الشماس للقاضي: "لا تقدر أنت ولا ملكك ولا كل وسائل التعذيب أن تفصلني عن محبة المسيح يسوع. إنه وحده ذاك الذي خدمته منذ طفولتي حتى شيخوختي". أمر القاضي بقطع رأسه، ولكي يزيد الحُكم عنفًا طلب أن يقوم رجل مرتد عن الإيمان يدعى غايس أو أغاي Aghaeus بتنفيذ الأمر. وقف ذاك الجاحد جامدًا وعاجزًا عن أن يضرب عنق القديس، وإذ حاول أن يجمع كل قواه ليضرب بالسيف لم يستطع السيف أن يؤذي رقبة القديس. لقد ضرب رقبته سبع مرات وإذ لم يُصب بضرر ضرب أحشاءه بالسيف، ونال الشماس إكليل الشهادة.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:13 PM

الشهيدان باستور ويسطس



طالبان صغيرا السن، يُسطس كان في الثالثة عشرة من عمره وأخوه باستور في التاسعة، عاشا في عهد دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس، اللذين أشعلا نيران الاضطهاد في كل موقع في الامبراطورية. كان هذان الطالبان في مدرسة ابتدائية بمدينة Compltum (دعيت بعد ذلك Acala de Henares) حين بدأ داسيان Dacian والي أسبانيا يتفنن في تعذيب المسيحيين كأمر الإمبراطورين. وإذ كان الطلبة يرون ما يحتمله المسيحيون من عذابات، إمتلأ بعض الأشرار شوقًا لرؤية المُضْطَهدين بينما تخّوف البعض عند سماعهم لقصص الشهداء، أما هذان الطالبان فإذ أنصتا إلى هذه القصص، قال كل منهما لأخيه إنه يود أن ينال نصيبه في إكليل الاستشهاد. عندئذ لم يحتمل الطالبان التأخير، ولا انطلقا إلى والديهما أو أحد أقربائهما أو حتى إلى الكنيسة، إنما ألقيا كتبهما في المدرسة وأسرعا إلى الساحة كأنهما كانا يخشيان أن تضيع منهما الفرصة. في غيرة متقدة اقتحم الطالبان الجماهير ليقفا أمام القاضي يعلنان إيمانهما بقوة وشجاعة أذهلت كل الحاضرين. استصغرها الوالي جدًا ولم يرد أن يدخل معهما في حوار وإنما أمر بضربهما بالسياط، حاسبًا أنهما لن يحتملا الكثير، لكن شجاعتهما أبهرت الكل، وإذ شعر الوالي بالخجل والخزي، ورأى الجماهير تتعاطف معهما، أسرع بإصدار أمره بقطع رأسيهما في الحال.


Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:14 PM

القديس باسيان




لا نعرف الكثير عن شخصية القديس باسيان الأسباني أسقف برشلونة Pacian of Barcelona إنما اشتهر خلال كتاباته. تزوج قبل سيامته كاهنًا، وأنجب ابنًا يدعى فلافيوس دكستر Flavius Dexter، صار رئيسًا لحجاب الإمبراطور ثيؤدوسيوس، وحارسًا لهونوريوس. وقد التصق القديس جيروم بهذا الابن كصديقٍ حميمٍ، قدم له كتابه: "مشاهير الرجال De Viris Illustribus.. مدح القديس جيروم القديس باسيان كرجلٍ ذي ثقافةٍ عاليةٍ وبليغٍ وقديسٍ. سيم باسيان أسقفًا، وعمرّ حتى بلغ الشيخوخة، وكان خصبًا في الكتابة. لم تصلنا من كتاباته سوى مقال يحثّ فيه على التوبة، وعظة عن المعمودية، وثلاث رسائل موجهة إلى أحد الأشراف يدعى Sympronian قَبِل بدعة النوفاتينيين [ أتباع نوفاتيان، كاهن روماني في القرن الثالث واضع كتاب هام في التثليث، أثار انشقاقًا في الكنيسة الغربية على أثر اضطهاد ديسيوس للكنيسة (249 250م)، فإنه وإن لم يحمل هرطقة لاهوتية لكنه كان متحجرًا في قبول الراجعين إلى الكنيسة متى جحدوا مسيحهم بصورة ولو غير مباشرة، وحسب كهنة روما متراخين ومتساهلين، وقد حمل هجومًا عنيفًا على أسقف روما، وجذب بعض الأساقفة إلى صفه، وسام أساقفة جددًا وبعثهم للكرازة. وقد دانه البابا ديونسيوس الإسكندري على هذا الانشقاق. حسب أن جماعته هي الكنيسة الجامعة المقدسة، مكفّرًا من هم خارجها ]. للقديس باسيان عبارة عنه شهيرة: "اسمي: مسيحي، ولقبي: جامعي". تنيح في 9 مارس سنة 390م تقريبًا.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:14 PM

باسيدي الشهيد


تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد النسَّاك السبعة الذين من جبل تونة في 29 من شهر بؤونة؛ وهم باسيدي وكوتلس وأرداما وموسى وإيسي وباركلاس وكوتلس. ظهر ملاك الرب للقس الناسك باسيدي وكوتلس، وحثهما على نوال إكليل الاستشهاد خلال الاعتراف بإيمانهما بالمخلص. نهض الاثنان نحو الوالي، وكانا متهللين بالروح، ينتظران إكليلهما. هناك التقيا بالخمسة القديسين قادمين على سفينة، قاصدين الوالي لينالوا هم أيضًا أكاليلهم، هكذا اجتمع السبعة معًا باتفاقٍ واحدٍ، وشهدوا لمخلصهم أمام الوالي الذي عذبهم كثيرًا، وربط حجارة في أعناقهم ثم ألقاهم في السجن. ظهر لهم السيد المسيح وسط آلامهم ليعزيهم ويثبتهم ويعدهم بالملكوت، محولاً آلامهم إلى مصدر تعزية داخلية فائقة. أرسلهم الوالي إلى الإسكندرية، لينالوا نصيبًا أوفر من العذابات، فتزداد أمجادهم في الرب. وضعهم والي الإسكندرية في قدرٍ مملوءٍ كبريتًا وقارًا، وأوقد تحتهم، وأرسل الرب ملاكه ليشفيهم. إذ استدعاهم الوالي نظرتهم الجماهير أحياء بعد العذابات الكثيرة التي حلَّت بهم، فآمن 130 شخصًا بالسيد المسيح واستشهدوا كموكب يسبق هؤلاء المباركين. اغتاظ الوالي فاستمر يعذبهم، وأخيرًا قطع رؤوسهم بالسيف.


Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:15 PM



باسيلاؤس الأسقف القديس


اتسم القديس باسيلاؤس أو باسيليوس أو بستلاوس بغيرته المقدسة نحو الشهادة لإنجيل المسيح في حياة تقوية ورعة، لذا سامه القديس هرمون بطريرك أورشليم سنة 298م أسقفًا دون تحديد إيبارشية معينة، كما سام معه أيضًا آخرون يمارسون العمل الكرازي في بلاد ليس بها مؤمنون. صار هذا الأب يجول في البلاد والقرى يكرز بالحق حتى إذ دخل مدينة شرصونة بالشام وكرز بها آمن البعض بالسيد المسيح فاغتاظ غير المؤمنين، وثاروا ضده وطردوه. أما هو ففي تسليمٍ كاملٍ انطلق من المدينة إلى الجبل خارجًا، وكان يعكف على العبادة مصليًا لأجل طارديه حتى يفتح الله طريق الخلاص أمامهم. بسماح إلهي مات ابن والي المدينة وكان وحيده، فحزن عليه حزنًا شديدًا. حدث في الليلة التي دُفن فيها أن رأى الوالي ابنه في رؤيا الليل واقفًا أمامه مرّ النفس، يقول له: "استدع القديس باسيلاؤس، واسأله أن يصلي إلى السيد المسيح من أجلي فإني في ظلمة شديدة". تنبه الوالي من نومه، وأخذ عظماء المدينة، وانطلق إلى مغارة القديس، وطلب منه أن يأتي معه ليصلي من أجل ابنه، فأجاب سؤاله، وذهب معه حيث القبر، وهناك ابتهل إلى الله بحرارة، فقام الولد حيًا بقوة الله. آمن الوالي وأكثر أهل المدينة، ونالوا سرّ الاستنارة (المعمودية) على يديّ القديس. إذ رأى اليهود نجاح كرازة الأسقف حسدوه واجتمعوا بالقلة غير المؤمنة من أهل المدينة، ووثبوا عليه، وصاروا يضربونه حتى أسلم الروح في يديّ الله. تحتفل الكنيسة بعيد استشهاده في 11 من شهر برمهات.


Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:16 PM





باسيليدس الشهيد



هو أحد ضباط الجيش، كلفه الوالي أكيلا بأن يسوق القديسة بوتامينا، من أشهر الشهداء في عصر سبتيموس ساويرس، إلى الموت. بالفعل اقتادها إلى الساحة، وفي الطريق إذ حاول الوثنيون إهانتها بألفاظٍ بذيئةٍ أبعدهم عنها مدافعًا عنها، مظهرًا نحوها الكثير من الرقة واللطف. وإذ رأت رقته من نحوها، نصحته أن يتحلى بالشجاعة، لأنها ستتوسل إلى ربها من أجله بعد رحيلها، وأنه سينال سريعًا جزاء الشفقة التي أظهرها نحوها. إذ طلب الوالي تجريد بوتامينا الجميلة من ملابسها عند إلقائها في قار مغلي، تظاهر باسيليدس انه لم يفهم الأمر وجعلها تُسرع بالنزول دون نزع ثيابها، وحسبت هذا كرمًا عظيمًا من جانبه، لحبها الشديد للطهارة، وحفظًا لحيائها أمام الجماهير. بعد قليل من استشهادها سُئل باسيليدس من زملائه أن يحلف لسبب معين، فصرخ بأنه لا يجوز له أن يحلف البتة لأنه مسيحي، واعترف بذلك علنًا، لكنهم حسبوه يمزح، إذ كان من عادة الوثنيين أن يقلدوا المسيحيين في تصرفاتهم وكلماتهم كنوعٍ من السخرية. لكن لهجته لم تسمح بالشك طويلاً وشعر زملاؤه بإيمانه، فأخبروا الوالي أكيلا الذي استدعاه وسأله عن أمره، وإذ تحقق أنه صار مسيحيًا جرده من رتبته وألقاه في السجن. وإذ سأله الإخوة من بينهم أوريجينوس عن سّر تغيره السريع، أجاب أن القديسة بوتامينا ظهرت له ثلاث ليالٍ متوالية تؤكد له أن طلبتها عنه أُستجيبت، وقد ختم حياته بنواله إكليل الشهادة بقطع رأسه في اليوم التالي.


Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:16 PM



باسيليدس1



عرفت الإسكندرية لاهوتيًا غنوسيًا في النصف الأول من القرن الثاني، أيام هدريان، يسمى باسيليدسBasilides . كتب تفسيرًا للكتاب المقدس في 24 كتابًا، كما كتب مقالاً باسم "الإنجيل"، وله عدة أناشيد، لكن لم يبقِ من كتاباته إلا فقرات وردت عند رد بعض الآباء عليه مثل القديسين إيرينيؤس وأكليمنضس الإسكندري وهيبوليتس، لذا يصعب وضع منهج كامل لفكره اللاهوتي. تظهر ميوله الغنوسية في النقاط التالية: 1. إذ كان الغنوسيون يضعون العقل عوض الإيمان، حاسبين أن الإنسان قادر بفكره وحده دون إعلانات الله والإيمان أن يخلص، يعلن باسيليدس في كتاباته أن الإيمان ليس هو الوضع الذي فيه ينال الفكر حريته. هذا وقد كانت فلسفته في ذهنه أهم من إيمانه. 2. عالج مشكلة الألم ووجود الشر بطريقة عقلانية، فنادى بأنه لن يُصاب أحد بألم ما لم يكن قد ارتكب شرًا. أما بالنسبة للشهداء فإنهم وإن كانوا أبرارًا لكن ما يحتملونه هو ثمرة خطايا سابقة ارتكبوها. وعندما تحدث عن آلام السيد المسيح دخل في صراع شديد، ولكن أمام عشقه لفلسفته قال بأن يسوع إذ تألم لابد أن يكون قد أخطأ، مع أنه أعلن بأن نورًا سماويًا قد نزل وأقامه لكي يجمع المختارين ويرفعهم إلى السموات العليا. 3. بالنسبة لإله العهد القديم، فقد حسب إله اليهود أحد الحكام الصالحين الذين يديرون أجزاء العالم.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:19 PM





باسيليوس أسقف أنقرا



في مجمع القسطنطينية عام 336م عُزل مارسيلليوس عن أسقفيته، وحُكم عليه بالنفي، بينما عُيّن باسيليوس عوضًا عنه، وكان طبيبًا لبقًا ذا ثقافة عالية. كان شبه أريوسي نادى بأن الابن شبيه بالآب في كل شيء (لم يقل واحدًا معه)، نفاه مجمع سرديكيا عام 343م، لكن قسطنطس أعاده إلى كرسيه عام 348م. كان له دوره الفعَال في المجمع الأريوسى في Sirmium عام 351م، ومجمع أنقرا عام 358، ومجمع سلوكية عام 359م. بسبب تعاليمه النصف أريوسية استبعده معارضوه عن كرسيه عام 360م، ونُفي إلى Illyria حيث مات هناك عام 364م. كتاباته له مقال، حفظه القديس أبيفانيوس، عن التعليم الخاص بالثالوث وضعه مع جورج أسقف اللآذيقية بسوريا أكبر المدافعين عن عقيدة مشابهة الإبن للآب في كل شيء. خَّبرنا القديس جيروم أنه كتب مقالاً "ضد مارسيلليوس"، كما كتب مقالاً: "عن البتولية" ومقالات أخرى.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:23 PM

الشهيد باسيليوس


قدم لنا التاريخ مجموعة أسماء من الشهداء بالإسكندرية في عهد سبتيموس ساويرس، استشهدوا حوالي عام 203م، من بينهم ليونديوس والد العلامة أوريجينوس، وارتيروس وقرياقوص وباسيليوس، لا نعرف عنهم سوى أسماءهم. عُرف سبتيموس ساويرس (اسمه يعني: القاسي السابع) في بداية حكمه بسعة صدره وتساهله، فقد تجاهل المنشورات السابقة الخاصة بـاضطهاد المسيحيين. لكن زوجته (جوليا دومينا) السورية الجنسية ابنة أحد أكابر كهنة معبد (الجبل) بحمص قامت بدور خطير، إذ أحاطت نفسها بجماعة من رجال الدين الوثني، وبعد فترة ألهبت قلب الإمبراطور ليضطهد الكنيسة بعنفٍ، وكأن نار الاضطهاد قد بقيت إلى حين مختبئة تحت التبن لتلتهب فجأة وبقوة. ففي أيامه نال الكثيرون أكاليل الاستشهاد في كل البلاد خاصة مصر، حيث أُلقيّ القبض علي كثير من المسيحيين من المكرسين للخدمة وعامة الشعب، من الأغنياء والقرويين الفقراء، وتحوّلت السجون إلى كنائس مقدّسة يُسمع فيها صوت التسبيح للرب.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:24 PM

القديس باسيليوس الكبير


نشأته ولد في قيصرية الكبادوك عام 329 من أسرة تضم عددًا من الشهداء سواء من جانب والده أو والدته. فوالد باسيليوس كان يدعى أيضًا باسيليوس احتملت والدته القديسة ماكرينا أتعابًا كثيرة في أيام مكسيميانوس الثاني بسبب تمسكها بالإيمان، وقد بقيت حياتها نموذجًا حيًا للحياة الإيمانية الفاضلة والشهادة للسيد المسيح، أما والدته إميليا فقد مات والدها شهيدًا. كان باسيليوس أحد عشرة أطفال، خمسة بنين وخمس بنات، كان هو أكبر البنين، وقد مات أخ له في طفولته المبكرة وآخر في شبابه (نقراطيوس)، بينما سيم الثلاثة الآخرين أساقفة: باسيليوس أسقف قيصرية الكبادوك، غريغوريوس أسقف نيصص، وبطرس أسقف سبسطية، أما أكبر الكل فهي ماكرينا على اسم جدتها التي كان لها دورها الحيّ بحياتها التعبدية وأثرها الطيب على إخوتها. تربى القديس باسيليوس على يديّ جدته ماكرينا في قرية بالقرب من قيصرية الجديدة في منطقة أنيسي Annesi على نهر الأيرس Eris (حاليًا أرماك أو جيكيل). في هذه المنطقة شّيدت أمه أماليا هيكلاً على اسم الأربعين شهيدًا الذين استشهدوا في سبسطية؛ كما تأثر القديس بوالده وأيضًا بأخته الكبرى. أُرسل في سن مبكرة إلى مدرسة قيصرية كبادوكية، وهناك تعّرف على أشخاصٍ من بينهم القديس غريغوريوس النزينزي، وقد لفتت شخصيته أنظار الكثيرين وهو بعد صبي لنبوغه وسلوكه. انتقل إلى القسطنطينية حيث درس البيان والفلسفة، ثم ارتحل بعد خمس سنوات (سنة 351م) إلى أثينا ليكمل دراسته، إذ أمضى قرابة خمسة أعوام هناك، حيث كان قد سبقه إليها صديقه غريغوريوس النزينزي. وقد سجل لنا الأخير الكثير عن القديس باسيليوس، مظهرًا كيف سبقته شهرته إلى أثينا، وكان الشباب ينتظرونه ويودون صداقته. عاش القديسان في مدينة أثينا كروحٍ واحدة في جسدين، يقدمان لنا فصلاً رائعًا في تاريخ الآباء. هناك التقيا بيوليانوس الذي صار فيما بعد إمبراطورًا يجحد الإيمان ويضطهده. أحب باسيليوس كل العلوم دون أن تفتر حرارته الروحية، فحُسب كمن هو متخصص في الفصاحة والبيان والفلسفة والفلك والهندسة والطب، لكن سموّه العقلي يتضاءل جدًا أمام التهاب قلبه بالروح ونقاوة سيرته. عودته إلى وطنه عاد عام 356 إلى وطنه بعد محاولات فاشلة من أصدقائه وتلاميذه بأثينا لاستبقائه، وفي قيصرية الكبادوك اشتغل بتدريس البيان لمدة عامين تقريبًا بنجاحٍ عظيمٍ. أرسلت قيصرية الجديدة وفدًا لتستميله بإغراءات سخية أن يقوم بالتدريس فيها لكنه رفض. ومع هذا فيبدو أن شهرته وكلمات المديح المستمرة أثرت عليه ففترت نيته في الحياة النسكية لولا تدخل أخته التقية ماكرينا لتكشف له عن بطلان مجد هذا العالم. في سنة 357 نال المعمودية، وبعد قليل أُقيم أغنسطسًا (قارئاً) على يدّي ديانيوس أسقف قيصرية، فحزن القديس غريغوريوس النزينزي على هذه السيامة المتسرعة. حياته النسكية أفاق باسيليوس على صوت أخته ماكرينا فاشتاق إلى حياة الوحدة، خاصة وأن والدته وأخته حولتا بيتهما إلى منسكٍ اجتذب عذارى من كبرى العائلات في كبادوكية. نحو سنه 358م إذ كان دون الثلاثين، انطلق يبحث عن النساك في الإسكندرية وصعيد مصر وفلسطين وسوريا وما بين النهرين، فأُعجب جدًا بحياتهم، خاصة رهبان مصر وفلسطين، فعاد ليبيع كل ما يخصه ويوزعه على الفقراء، ويبحث عن مكانٍ للوحدة. اختار موقعًا في بنطس تسمى "إيبورا" على نهر الأيرس يقترب من منسك والدته وأخته، عُرف بجمال الطبيعة مع السكون. كتب عن الحياة الجديدة هكذا: "ماذا أكثر غبطة من مشابهة الملائكة على الأرض؟ في بدء النهار ينهض الإنسان للصلاة وتسبيح الخالق بالتراتيل والأغاني الروحية، ومع شروق الشمس يبدأ العمل مصحوبًا بالصلاة أينما ذهب، مملحاً كل عملٍ بالتسبيح. إن سكون الوحدة هو بدء تنقية النفس، وبالفعل إن لم يضطرب عقل الإنسان لأي شيء، ولم يتشتت عن طريق الحواس في أمور العالم، يرتدّ إلى ذاته، ويرتفع إلى التفكير في الله". كان صارماً في نسكه، حتى أضنى جسده، يمزج النسك بدراسة الكتاب المقدس والعبادة، فاجتمع حوله نساك من بنطس وكبادوكية. ويعتبر هو أول من أسس جماعات نسكية من الجنسين في جميع أنحاء بنطس، وإن كان ليس أول من أدخل الرهبنة هناك. في ميدان الخدمة العامة إذ سمع باسيليوس أن ديانيوس أسقف قيصرية قبل قانون إيمان أريوسي يدعى أريميني Ariminum، ترك خلوته ومضى إلى الأسقف يكشف له عن زلته، فقبل الأسقف قانون الإيمان النيقوي الذى يؤُكد وحدانية الإبن مع الآب، وكان على فراش الموت، وبانتقاله خلفه أوسابيوس. تحت تأثير غريغوريوس النزينزي ذهب باسيليوس إلى أوسابيوس الذي سامه قسًا سنة 364م بعد تمنعٍ شديدٍ، وهناك كتب كتبه ضد أونوميوس الذي حمل فكرًا أريوسيًا، إذ أنكر أن الإبن واحد مع الآب في الجوهر، وإنما يحمل قوة من الآب لكي يخلق، وأن الإبن خلق الروح القدس كأداة في يده لتقديس النفوس. اشتهر القديس باسيليوس جدًا وتعلقت القلوب به، الأمر الذي أثار الغيرة في قلب أسقفه فأدت إلى القطيعة ثم إلى عودته إلى خلوته مع القديس غريغوريوس ليتفرغا للكتابة ضد الإمبراطور يوليانوس الجاحد الذي أصيب بنكسة هيلينية. إذ ارتقى فالنس العرش حاول بكل سلطته أن ينشر الفكر الأريوسي، فطالب الشعب بعودة باسيليوس، أما أوسابيوس فاكتفى بدعوة غريغوريوس الذي رفض الحضور بدون باسيليوس. إذ كتب للأسقف: "أتكرمني بينما تهينه؟ إن هذا يعني أنك تربت عليّ بيدٍ وتلطمني بالأخرى. صدقني، إذ عاملته بلطف كما يستحق فسيكون لك فخر". وبالفعل عاد الاثنان، فصار باسيليوس سندًا للأسقف وصديقًا وفيًا له خاصة في شيخوخته. في هذه الفترة أيضًا اهتم برعاية المحتاجين والمرضى، وقد شيّد مؤسسة دُعيت بعد ذلك باسيلياد Basiliad ، أُقيمت في ضواحي قيصرية لعلاج المرضى واستقبال الغرباء والمحتاجين، على منوالها ظهرت مؤسسات في مناطق قروية أخرى في الأقاليم كل منها تحت إشراف خوري أبسكوبس. سنه 368م ظهرت مجاعة اجتاحت الإقليم، فباع ما ورثه عن والدته ووزعه، كما قدم الأغنياء له بسخاء فكان يخدم الفقراء بنفسه. سيامته رئيس أساقفة في حوالي منتصف سنة 370م توفي أوسابيوس، فأرسل باسيليوس الذي كان هو المدبر الفعلي للإيبارشية إلى القديس غريغوريوس النزينزي بحجة اعتلال صحته، وكان قصده أن يرشحه للأسقفية، وإذ بدأ رحلته نحو باسيليوس أدرك حقيقة الموقف فقطع رحلته وعاد إلى نزنيزا، وأخبر والده غريغوريوس (والد غريغوريوس النزينزي) بالأمر، فقام الوالد بدورٍ رئيسي لتيار باسيليوس، إذ بعث برسائلٍ إلى الأساقفة الذين لهم حق الانتخاب كما إلى الكهنة والرهبان والشعب، وجاء بنفسه محمولاً بسبب شيخوخته وشدة مرضه ليدلي بصوته ويشترك في سيامته عام 370م. كان لسيامته آثار مختلفة فقد تهلل البابا أثناسيوس وأرسل يهنيء كبادوكية بسيامته، كما فرح كل الأرثوذكس، أما الإمبراطور فالنس الأريوسي فحسب ذلك صدمة خطيرة له وللأريوسية. الصعاب التي واجهته 1.رفض فريق من الأساقفة الاشتراك في سيامته، لكنهم بعد سيامته تحولوا عن عدائهم الظاهر إلى المقاومة الخفية، غير أنه تغلب عليهم في سنوات قليلة بالحزم الممتزج بالعطف. 2. صممت حكومة الإمبراطور على تقسيم كبادوكية إلى إقليمين لإضعاف مدينة قيصرية، وبالتالي الحدّ من سلطة القديس باسيليوس، وقد أُختيرت مدينة تيانا عاصمة للإقليم الثاني، وطالب أسقفها أنتيموس بتقسيم كنسي يتبع التقسيم الإداري. وإذ كانت تتمتع تيانا بذات امتيازات قيصرية، الأمر الذي سبب نزاعًا بينه وبين باسيليوس، اضطر الأخير إلى سيامة مجموعة من الأساقفة لمساندته، منهم أخوه غريغوريوس أسقف نيصص، وقد سبق لنا الحديث عن مقاومة الأريوسيون له، وغريغوريوس صديقه على سازيما، الذي اضطر إلى الاعتزال منها لاستيلاء أسقف تيانا عليها، وأيضًا سام أسقفًا في دورا طُرد منها. 3. لم يمضِ على سيامته سنة حتى دخل في صدامٍ علنيٍ مع الإمبراطور فالنس الأريوسي الذي كان يجتاز آسيا الصغرى مصممًا على ملاشاة الإيمان الأرثوذكسي وإحلال الأريوسية محله، وقد انهار بعض الأساقفة أمامه، أما باسيليوس فلم يتأثر بحاشية الإمبراطور التي هددته بالقتل. أرسل الإمبراطور فالنس مودستس حاكم برايتوريوم ليخيره بين العزل أو الاشتراك مع الأريوسية فلم يذعن له، بل وحينما دخل الإمبراطور الكنيسة في يوم عيد الظهور الإلهي لسنة 372م وشاهد الكنيسة تسبح بصوتٍ ملائكيٍ سماوي حاول أن يُقدم تقدمة فلم يتقدم أحد لاستلامها لأنه هرطوقي، وكاد يسقط لولا معاونة أحد الكهنة له، أخيرًا تراءف عليه القديس وقبلها من يده المرتعشة، وقد حاول أن يظهر كصديق للقديس باسيليوس. محاولة نفيه بالرغم من الوفاق الظاهري بين الإمبراطور والقديس فإن رفض الأخير قبول الأريوسيين في شركة الكنيسة أدى إلى اقتناع الإمبراطور أن نفي القديس ضروري لسلام الشرق. إذ أُعدت المركبة لرحيله ليلاً بعيدًا عن الأنظار مرض غلاطس بن فالنس فجأة، فأصرت أمه دومينيكا أن يبقى القديس وطلب الإمبراطور من الأسقف أن يصلي لوحيده ليشفى، فاشترط أن يكون عماده بيدٍ أرثوذكسية، وبالفعل شُفيّ لكنه حنث بوعده إذ عمده أسقف أريوسي فمات في نفس اليوم. مرة أخرى استسلم الإمبراطور لضغط الأريوسيين، وإذ كان يكتب أمر النفي قُصف القلم أكثر من مرة في يده المرتعشة فخاف. بجانب هذا تعرض لإهانات كثيرة من الحكام الإقليميين، منهم مودستس عدوه القديم، لكنه إذ أصيب بمرض خطير صلى له القديس فشُفيّ وصار من أقرب أصدقائه، وهكذا كانت يدَّ الله تسنده لتحول أعداءه إلى أحباء. السنوات الأخيرة لازم المرض القديس منذ طفولته، وكان يشتد عليه خاصة في السنوات الأخيرة. كما عانى من نياحة كثير من أصدقائه المساندين له مثل القديس أثناسيوس الرسولي (عام 373م) والقديس غريغوريوس (والد غريغوريوس النزينزي) عام 374م، كما نفيّ أوسابيوس الساموساطي. وقد وجد الأريوسيون فرصتهم للتنكيل بالقديس غريغوريوس أسقف نيصص بعقد مجمع في أنقرا لإدانته وكان الهدف منه جرح مشاعر أخيه. في 9 أغسطس 378 جُرح فالنس في معركة أدريانوبل ليموت ويحتل غراتيان الكرسي لتنتهي الأريوسية، وكان باسيليوس على فراش الموت فنال تعزية وسلامًا من جهة الكنيسة في لحظاته الأخيرة. نياحته في سن الخامسة والأربعين دعي نفسه "عجوزًا"، وفي السنة التالية خلع كل أسنانه، وبعد سنتين في أول يناير سنة 379م سُمع يخاطب الله، قائلاً: "بين يديك أستودع روحي" وفي الحال أسلم الروح، وقد اشترك الكل مسيحيون ووثنيون في جنازته الرهيبة. كتاباته: 1. العقيدة: خمسة كتب ضد أنوميوس، كتاب عن الروح القدس في 30 فصلاً. 2. التفسيرية: الأكسيمارس Hexameron، أي ستة أيام الخليقة في 9 مقالات، 17 مقالاً عن المزامير، تفسير الـ 16 أصحاحًا الأولى لسفر إشعياء. 3. مقالات: 24 مقالاً في مواضيع عقيدية وأدبية ومديح. 4. الرسائل: حوالي 400 رسالة في مواضيع متنوعة تاريخية وعقيدية وأدبية تعليمية وتفسيرية وقوانين، ورسائل تعزية. 5. توجد 3 قداسات باسمه، إحداهم تستخدمه الكنيسة القبطية. 6. النسكية: القوانين الطويلة والقصيرة (الشائعة والمختصرة)؛ مقالتان عن دينونة الله، والإيمان؛ والأخلاقيات Moralia . Butler, S Lives of Saints, June 14. مطبوعات دير السيدة العذراء (السريان): القديس باسيليوس الكبير حياته، نسكياته، قوانين الكنيسة، 1960 [يعتبر ماورد هنا في القاموس ملخصًا لسيرته عن هذا المجلد الثمين الذي وضعه الراهب أنطونيوس السرياني (قداسة البابا شنودة الثالث)

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:24 PM

باسيليوس مطران القدس



تعيد الكنيسة بتذكار نياحته في 17 برمهات (1615 ش). رهبنته وُلد بقرية الدابة التابعة لفرشوط محافظة قنا، سنة 1534 ش (1818 م)، من أبوين تقيين اهتمّا بتربيته فسلماه إلى معلم تقي يهذبه ويعلمه. وإذ بلغ الخامسة والعشرين انطلق إلى دير القديس أنبا أنطونيوس ليقضي حياته في التأمل والعبادة مع دراسة في الكتاب المقدس وسِيّر القديسين وتعاليمهم، وكان بقلبه المتسع حبًا يخدم المرضى والشيوخ. بسيرته المقدسة في الرب اجتذب أنظار الكل إليه، فسيم قسًا بعد ست سنوات من رهبنته؛ ازداد فيه الشعور بالمسئولية وضاعف من عبادته وخدمته فزاد تعلق الكثيرين به، وصار موضع إرشاد الكثيرين وتعليمهم. بعد ثلاث سنوات سيم قمصًا، فازداد اتضاعًا وتفانيًا، كما قام بشراء بعض الأراضي لحساب الدير. مطران القدس في عام 1571 ش خلا الكرسي الأورشليمي فسيم قمص دير أنبا انطونيوس مطرانًا على القدس، تتبعه مطرانية الدقهلية وجزء من الغربية والقليوبية والشرقية. تزايد اجتهاد هذا الأب فكان محبًا لكل جائع وعريان ومريض وسجين وغريب، دون تمييز بين مسيحي أو غير مسيحي، يشعر بالالتزام مظهرًا محبته نحو كل إنسانٍ. مع وداعته الحانية كان حازمًا فعندما ظنّ قنصل الروس انه يستطيع إغراء القبط فيقتني الهيكل الملاصق للقبر المقدس، قائلاً له إنه مستعد أن يرصّ له من الأرض حتى السقف جنيهات ذهبية كثمنٍ له، أجابه المطران: "وكم من الجنيهات يكون هذا؟" وفي زهو قال: "مليونان"، عندئذ ابتسم المطران في هدوء يقول: "أتريد أن نتشبه بيهوذا الإسخريوطي ونبيع سيدنا بدراهم؟" ولم يعرف القنصل بما يجيب عليه. محبته لأولاده إذ كان الأنبا باسيليوس منطلقًا إلى أورشليم من دمياط، بلغ يافا في الغروب ولم يكن ممكنًا أن يكمل الطريق، عندئذ عرض عليه الأرمن أن يبيت في منزلٍ لهم، أما هو فلم يحتمل أن يترك أولاده يبيتون تحت الأشجار حتى الصباح وينام هو في منزل، لذا أصرّ أن يبقى معهم في العراء، فتضايق الكل وخرج بعض عظماء يافا يسألونه أن يقدموا له خدمة، فأجابهم: "إن كنتم تريدون حقًا أن ترضوني، فابحثوا لي عن منزل أشتريه يأويني أنا وأولادي، إذ كيف ينام إنسان على سرير داخل حجرة بينما أحشاؤه في الشارع؟ ولم تمضِ سوى ساعة تقريبًا حتى قدموا له بيتًا اشتراه، بات فيه الجميع. مشكلة دير السلطان ادعى الأثيوبيون ملكيتهم لدير السلطان، وبالرغم من مساندة بعض دول الغرب استطاع بجهود مضنية أن يثبت حق الأقباط في الدير. وقد أثار الأثيوبيون في وقتنا الحالي نفس المشكلة باستيلائهم عليه رغم صدور حكم في صالح الأقباط. حبه للبناء والتعمير اتسم عهده ببناء كنائس كثيرة في البلاد التابعة له، وتجديد عمارة البعض، دون أن يتجاهل محبته ورعايته للعائلات الفقيرة بسخاء. بقيّ يجاهد حتى تنيح في 26 مارس سنة 1899 وكان قد بلغ الثانية والثمانين من عمره.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:27 PM



بافنوتيوس الراهب


كان واحدًا ضمن المئات الذين تتلمذوا للأنبا يوأنس القصير. وبعد أن قضى السنين الطويلة يجاهد الجهاد الروحي بلا ملل ولا فتور، أوحى إليه ملاك الرب أن يكتب سير آباء الصحراء. فأطاع الوحي الإلهي وأخذ يتنقل في الصحاري ويتوغل في فيافيها، فقابل عددًا وفيرًا من الآباء وجلس إلى جانبهم يسألهم عن سيرتهم وتاريخ حياتهم، ثم كتب سيرهم لينتفع بها المؤمنون في كافة البلاد وعلى ممر العصور. ولقد روى بافنوتيوس ما شاهده من الأمور العجيبة، فوصف كيف كان هؤلاء النساك يقتلون شهواتهم وأهوائهم، وكيف كانت الشياطين تشن عليهم الحرب، وكيف أنهم كانوا ينتصرون بنعمة الله الفائضة عليهم، وكانت انتصاراتهم باهرة حتى خالطتهم الملائكة كما خضعت لهم الوحوش الكاسرة وخدمتهم خدمة العبد للسيد.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:28 PM





بافنوتيوس أسقف طيبة




حمل كثير من الرهبان والأساقفة اسم القديس بفنوتيوس Paphnutius أو ببنودة، أشهرهم اثنان: القديس بافنوتيوس الأسقف المعترف الذي حضر مجمع نيقية وكان له دوره الهام في مقاومة الأريوسية، ويعرف بالعظيم بافنوتيوس، أو ببنودة تلميذ الأنبا أنطونيوس؛ والثاني هو القديس بافنوتيوس تلميذ القديس مقاريوس الكبير الذي استلم تدبير حياة الرهبان وقد دُعيّ بالشيهيتي. وقد ميّز كتاب "أوليري: قديسو مصر" (بالإنجليزية) بين عشر أشخاص يحملون هذا الاسم. بافنوتيوس أسقف طيبة العليا مصري لجأ منذ حداثته إلى دير بسبير Pispir الذي يبعد عن ضفاف النيل ثلاثة أيام من تل القلزم على الأقدام، متتلمذًا على يديّ القديس العظيم أنبا أنطونيوس لعدة سنوات. إذ فاحت سيرته الفاضلة في الرب، وعُرف عنه حبه للتعليم، أُختير أسقفًا في منطقة طيبة العليا. وفي أيام مكسيميانوس Maximin Daza (306 – 311م) شريك دقلديانوس ذهب الأسقف إلى أنتينوه (أنصنا) بجوار ملوي وهناك اعترف بالإيمان فقلعوا عينه اليمنى، وأحرقوا جفنه، ونزعوا عصب رجله اليسرى، وأحرقوا عضلات رجله بالنار، وفي هذا كله كان يشهد لمسيحه بفرح وبهجة قلب. وأخيرًا أُرسل إلى محجر فينون Phenon بالقرب من البحر الميت حيث بقيّ هناك أربع سنوات يعمل بلا تذمر. إذ انقضى عهد الاضطهاد عاد الأسقف إلى إيبارشيته يمارس عمله الرعوي بقوة، وقد أحبه شعبه جدًا، خاصة وأن الله وهبه عطية عمل المعجزات بفيض. حضر مجمع نيقية سنة 325م، وقد كانت آثار العذابات في جسمه موضع تقدير الحاضرين وإعجابهم، وقد أحبه الإمبراطور قسطنطين جدًا، وكثيرًا ما كان يدعوه إلى القصر ويقبّل مقلة عينه المقلوعة كعضو مقدس. يروي لنا المؤرخون الأولون لاسيما سقراط (1: 11) وسوزومين (1: 23) أن القديس بافنوتيوس تصدّى للمجمع في أمر بتولية الكهنة، أصرّ القديس على الالتزام بالتقليد الكنسي وهو بقاؤهم مع زوجاتهم مع عدم السماح لأحدٍ من الكهنة والشمامسة بالزواج بعد السيامة، وقد وافق المجمع على ذلك. كان القديس بافنوتيوس صديقًا حميمًا للبابا أثناسيوس، ومدافعًا قويًا ضد الفكر الأريوسي منكر لاهوت السيد المسيح، لذا كان الأريوسيون لا يطيقونه، بل كانوا يكيلون له المكائد، أما هو فكان قوي الحجة ولطيفًا في نفس الوقت. شغل القديس مركزًا مرموقًا في مجمع صور الذي انعقد سنة 335م برئاسة يوسابيوس القيصري يحركه يوسابيوس النيقوميدي لنفي البابا أثناسيوس باتهامات باطلة. كما حضر أيضًا مجمع سرديكيا (صوفيا عاصمة بلغاريا) سنة 347م. إذ شعر القديس بافنوتيوس أن مكسيموس أسقف أورشليم بدأ يحضر مع الأريوسيين وفي بساطة انقاد لهم، وكان زميله في المحجر، كشف له خبثهم، فتركهم وصار يساند البابا أثناسيوس على التمسك بالإيمان المستقيم كل بقية أيام حياته. يعيِّد له الغرب في 11 من شهر سبتمبر (غالبًا عام 360م)

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:28 PM





بافنوتيوس الأسقف



أورد السنكسار القبطي سيرة القديس بافنوتيوس الأسقف تحت 11 من شهر بشنس دون أن يحدد اسم إيبارشيته. أحب هذا القديس الحياة الديرية، فترهب بدير القديس مقاريوس الكبير، وأجهد نفسه في النسك والحياة التعبدية التقوية كما تعلم القراءة والكتابة واهتم بالدراسة في الكتاب المقدس وكتب الآباء وقوانين الكنيسة. ذاع صيته فاستدعاه البابا فيلوثيؤس (الـ 63) في القرن العاشر، بعد أن مكث بافنوتيوس 35 عامًا في البرية. سامه البابا أسقفًا، ولأول مرة استبدل ثوبه الذي من شعر الماعز من أجل الخدمة ليعود فيلبسه مرة أخرى، ولم يكن يملك غيره. اشتد به المرض، فسأل السيد المسيح ألا تفارقه نعمته من أجل عمل الأسقفية، وكما كان يرعاه في البرية كل هذه السنوات يرعاه في الأسقفية، وإذ بملاك الرب يظهر له ويقول: "اعلم انك حين كنت في البرية لم يكن من يهتم بك عند مرضك، ولا تجد دواء، فكان الله يعضدك ويمنع عنك المرض، أما الآن فأنت في العالم، وعندك من يهتم بك وما تحتاجه عند مرضك". هكذا أراد الله أن يعلم الأسقف بعد خبرة 35 عامًا في البرية أنه وإن كان قد اهتم به في الصحراء فلم يسمح له بمرضٍ لأنه لا يوجد من يعالجه، ولا دواء معه، لكنه إذ نزل للخدمة وسط شعبه وتعرض للمرض لا يمتنع عن العلاج! الله الذي رعاه في البرية بطريقة معينة يرعاه في العالم خلال الطب والدواء بطريقة أخرى! على أي الأحوال بقي في الأسقفية 32 عامًا ليستودع روحه في يديْ خالقه بعد أن استدعى الكهنة والشمامسة وسلمهم أواني الكنيسة معلنًا أنه لم يحتفظ لنفسه بدرهمٍ واحدٍ، ثم باركهم وتنيح.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:29 PM





الشهيد بافنوتيوس الشماس



كان هذا الشهيد شماسًا في Boou
(ربما بافو بالصعيد الأقصى)،
اهتم مع الجندي سلبون Silbon
بالشهيد بانسني Panesniu في السجن،
فشاركه إكليل الاستشهاد في أيام كلكيانوس.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:34 PM

الشهيد بافنوتيوس


سمع أريانا والي أنصنا بصعيد مصر عن الراهب بفنوتي، الذي كان يقطن بجوار دندرة وقد جذب الكثيرين بتقواه للسيد المسيح، فأرسل إليه قائديّ مائة لتعذيبه لكنهما فشلا في البلوغ إليه. في إحدى الليالي رأى القديس بفنوتي ملاكًا يحثه على الاستعداد للرحيل من هذا العالم، معلنًا له أن أريانا يطلبه. تهلل القديس للخبر وحسب نفسه كمن يحتفل بعيد، وفي الصباح انطلق إلى الشاطئ في صحبة الملاك الذي عزاه واختفي. نزل الوالي من السفينة ليجد عددًا كبيرًا من الرسميين يستقبلونه بحفاوة، فتقدم إليه الراهب ليقول له: "أيها السيد الوالي، إن الذي يحدثك هو بفنوتي الذي تفتش عنه بجدٍ، إنه بفنوتي المسيحي". سار موكب الوالي إلى المدينة بينما كان بفنوتي مقيدًا يحيط به الجند ليلقوا به وسط اللصوص والقتلة في السجن. استراح الوالي قليلاً ثم شكّل جلسة لمحاكمة الراهب بفنوتي، أخذ يلاطفه في البداية فكان يحدثه عن الأبدية، وبعد ذلك أمر بتعذيبه. أرسل له الرب ملاكًا يقويه ويشفيه من الجراحات حتى آمن الجلادان دينس وكاليماك واستشهدا على اسم السيد المسيح. أعاد الوالي الراهب بفنوتي إلى السجن حيث التقى بأربعين موظفًا كان الوالي قد أمر بسجنهم، وكان يحدثهم عن الإيمان والأبدية ففرحوا بكلماته، وخاصة وأنهم بالمساء رأوا كأن نارًا تلتهب في السجن فارتعبوا لكن السجّان طمأنهم بأن هذا المنظر يتكرر كل ليلة منذ سُجن هذا الراهب. كان الراهب يستغل كل فرصة للشهادة للسيد المسيح، فحينما أُستدعى من السجن مع الأربعين موظفًا، وأُشعل أتون ضخم تحت إشراف مائة جنديًا لحرق الموظفين صار القديس بفنوتي يحدث المشاهدين عن الإيمان بالسيد المسيح في حضرة الوالي فاجتذب الكثيرين، الأمر الذي أذهل الوالي، فأمر بتعذيبه بالهنبازين حتى يتهرأ لحمه. وكان الرب يشفيه فآمن القائد وجنوده الأربعمائة الذين استشهدوا حرقًا. إذ كان عدد الشهداء يتزايد خشيّ الوالي من هياج الشعب، فأخذ القديس بفنوتي معه في السفينة إلى أنتينوه (الشيخ عبادة بملوي) حيث صلبه مربوطًا على جذع نخلة بتهمة التغرير بموظفي الدولة (الأربعين موظفًا)، وإثارة فتنة في الجيش (الأربعمائة جنديًا). والعجيب أن الحراس اعترفوا بإلهه بعد أن أنزلوا جسده، واستشهدوا هم أيضًا.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:37 PM

القديس بافنوتيوس الصعيدى


يرى اليونان المحدثون أن هذا القديس من أهالي صيدا. زار المؤرخ روفينيوس دير القديس بفنوتيوس المتوحد بالصعيد الأقصى عام 390، وكان القديس قد تنيح فروى لنا ما سمعه عنه. عاش في صعيد مصر في حياة مقدسة، حتى كان يسلك كملاكٍ على الأرض. تمتع بشفافية مرهفة وعلاقة وثيقة مع السمائيين. قيل إنه هو الذي قام بالدور الرئيسي في توبة تاييس الخاطئة، وإن كان البعض يرى أن القديس بيساريون هو المقصود، بينما يرى آخرون أن ما حدث مع أحد رجال الله يمكن أن يتكرر أيضًا مع غيره. لا نعرف تاريخ نياحته، وإنما قيل إنه إذ عرف وقت انتقاله وكان جماعة من المتوحدين حاضرين معه أسلم الروح بهدوء إلهي عجيب، وشهد الحاضرون الملائكة تحمل روحه وهي تسبح الله ممجدة إياه. القديس بفنوتي واللص يقدم لنا التاريخ القصة التالية التي تكشف عن شوق الله لخلاص كل نفس، إذ قيل إن القديس بفنوتي كان قد نما في الروح وسما في حياة الفضيلة في الرب، حتى كان ينظر بعض السمائيين. في إحدى المرات سأل عن مدى تقدمه في الفضيلة، فقيل له إنه بلغ قامة أحد محترفي الغناء في قرية مجاورة له. دُهش الأب جدًا كيف يُقارن برجل محترف غناء في قامته الروحية بينما قد قطع شوطًا كبيرًا في الحياة النسكية، وكرس كل وقته للعبادة، وتأهل للتمتع بمناظر سماوية. أسرع إلى القرية ليلتقي بهذا المطرب، ويسأله عن سلوكه، فأجاب أنه إنسان شرير يعيش على أموال سبق أن اقتناها من السرقة. ألحّ عليه أن يحدثه عن تصرفاته الحسنة، فأجابه أنه لا يذكر إلا أمرين: الأمر الأول أنه في فترة ممارسته لأعمال السرقة اختطف زملاؤه اللصوص عذراء كرست نفسها لله، وإذ أراد زملاؤه اغتصابها انتزعها من أيديهم واقتادها إلى قريتها دون أن يلحق بها ضررًا. والأمر الثاني أنه رأى في الصحراء امرأة في حالة إعياء شديد، حملها إلى مغارته وقدم لها طعامًا وشرابًا دون أن يمسها، وإذ سألها عن سّر مجيئها إلى الصحراء أجابت أن دائنًا قد زج برجلها وأولادها في السجن من أجل 300 قطعة من الفضة وأنه يطلبها فهربت منه ولها أربعة أيام لم تأكل قط، فتأثر جدًا وقدم لها 300 قطعة من الفضة، هو أغلب ما لديه سائلاً إياها أن تنقذ رجلها وأولادها. تعجب القديس بفنوتيوس من هذا اللص الرحيم وعرف أن الله إنما أرسله لخلاص نفسه، فبدأ يحدثه عن محبة الله الحانية، وللحال ألقى الرجل مزماره وتبع المتوحد ليقضي ثلاث سنوات تحت رعايته يسلك طريق الكمال حتى تنيح. القديس بفنوتي ومضيف الغرباء إن كان الله قد قارن القديس بفنوتي المتوحد بلصٍ رأى فيه استعدادًا وممارسةً للحب العملي، ففي دفعة أخرى قارنه الله برجلٍ متزوج أنجبت زوجته ثلاثة أولاد وعاش معها بعد ذلك كأخٍ، وكان لا يرفض قط ضيافة أحدٍ ولا يحتقر فقيرًا ولا يمتنع عن مساعدة محتاج! لهذا كان القديس يقول لنفسه: "إن كان الذين في العالم يعملون أعمالاً ممتازة، فكم أكون أنا ملزمًا كمتوحد أن أجتهد لكي أتقدم عليهم في تداريب التوبة؟!" وهكذا كان يزداد مثابرة وجهادًا في صلواته ونسكياته. مليكة حبيب يوسف: القديس الأنبا بفنوتي المتوحد، 1970.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:37 PM

القديس بافنوتيوس تلميذ القديس مقاريوس



يدعى أيضًا المتوحد، إذ عاش 24 سنة في الوحدة، كان يلبس ثوبًا واحدًا في ليالي الشتاء القارصة. مع عدم قيامه بدراسات كتابية غير أن الروح القدس وهبه عطية معرفة أسرار الكتاب، واعتبر كأبرع مفسر له. قيل أن كاسيان استقى منه معلوماته عن القديس مقاريوس الاسكندري، وإنه التقى بالقديسة ميلانية عام 373 / 374م.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:40 PM

بافنوتيوس الناسك القديس


رئيس جماعة نسكية صغيرة بهيراكليوبليس (أهناسيا).


Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:41 PM



بالاديوس الأسقف


يذكر بروسبر Prosper of Aquitineأن أجريكولا Agricola أفسد كنيسة بريطانيا بنشر البدعة البيلاجية (نسبة إلى بيلاجيوس الراهب البريطاني الذي كرز في روما في الفترة ما بين 400 و 410م، ونادى بأن خطية آدم لا تورّث، ويولد الأطفال أبرياء بلا خطية جدية، لذا فهم يُعمدون لا لغفران الخطية، وإنما للتمتع بالعضوية في المسيح وملكوت السماوات، وأن الإنسان قادر على الخلاص بجهاده الذاتي دون حاجة إلى نعمة الله، وأنه لا حاجة للنعمة للتمتع باستنارة الفكر، وقد اهتم كثير من الآباء خاصة القديس أغسطينوس للرد عليه لتأكيد دور النعمة الإلهية دون تجاهل لحرية الإرادة الإنسانية). أُرسل القديس جرمانيوس أسقف Auxerre إلى بريطانيا (عام 429م)، من قبل أسقف روما (البابا) كلستين الأول لإيقاف هذه الحركة البيلاجية بناء على طلب الشماس بالاديوس. وفي سنة 431 سيم هذا الشماس بواسطة (بابا روما) كأول أسقف على أيرلندا. واجه متاعب كثيرة ومعارضة، لكنه إذ كرز لكثيرين وبنى ثلاث كنائس صار محبوبًا إلى حد ما. قبل نهاية العام شعر أن خدمته في روما أكثر ثمارًا فترك أيرلندا، وانطلق إلى روما، لكنه مرض في الطريق ورقد في Fordun. يرى البعض انه استشهد في أيرلندا.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:42 PM





بالاديوس القديس


يعتبر من أهم مؤرخي الرهبنة القبطية، زار منطقة نتريا والقلالي، وعاش كصديقٍ للقديس مقاريوس الإسكندري، لكنه كان بفكره أكثر قربًا للقديس أوغريس البنطي بل يُحسب تلميذًا له، إذ تلاقيا خلال محبتهما لفكر أوريجينوس من جهة الاتجاه العقلي التأملي عوض الحياة الرهبانية البسيطة، فأقاما أشبه بمدرسة رهبانية داخل الحياة الرهبانية المصرية، ضمت أنصار الفكر الأوريجيني، الأمر الذي سبب شرخًا وانقسامًا في رهبنة نتريا على وجه الخصوص. نشأته ورهبنته وُلد في غلاطية سنة 363 أو 364م، وتثقف ثقافة عالية. لا نعرف عن عائلته الكثير، إنما نفهم من كتابه "التاريخ اللوزياكي Lausiac History" أن والده كان عائشًا حتى سنة 394م، وأن أخته وأخوه كرسا حياتهما، وإن كان كتابه "حوار بخصوص حياة القديس يوحنا الذهبي الفم" يكشف عن أن أخاه Brisson عاد وترك هذا العمل الديني بكامل حريته ليفلح بستانه الصغير بنفسه. إذ بلغ القديس بالاديوس من العمر 23 عامًا دخل الحياة الديرية في جبل الزيتون بأورشليم ليتتلمذ على يديْ إينوسنت، كما أقام فترة صغيرة مع البيديوس بالقرب من أريحا. وفي حوالي سنة 388م أراد أن يلتقي بمتوحدي مصر ويتعرف عليهم ويتتلمذ على أيديهم، فذهب إلى الإسكندرية وبقي فيها قرابة ثلاث سنوات. التقى بالقديس إيسيذورس الذي كان يدير دار الضيافة بالبطريركية، وهذا سلمه للقديس دورثيؤس الطيبي أو الصعيدي الذي كان يسكن في مغارة تبعد حوالي خمسة أميال من الإسكندرية، وإذ كانت معيشة هذا المتوحد تفوق احتمال القديس بالاديوس تركه وانطلق إلى نتريا ومنها إلى منطقة القلالي ليقيم فيها تسع سنوات حتى إذ اعتلت صحته اضطر إلى العودة إلى الإسكندرية للعلاج. في نتريا والقلالي بقى في نتريا سنة واحدة أو أقل وفي سنة 391م ذهب إلى القلالي ورافق القديس مقاريوس الإسكندري حتى تنيح عام 394م فانضم إلى القديس أوغريس أو إيفاجريوس البنطي ليتتلمذ على يديه حيث كان الاثنان يحبان أوريجينوس. التصق أيضًا بمحبي أوريجينوس مثل أمونيوس وإخوته الطوال القامة. كان ينتقل من القلالي إلى شيهيت خلال التسع السنوات التي قضاها في منطقة القلالي، كما ذهب خلال هذه الفترة إلى أسيوط (ليكوبوليس) ليزور القديس يوحنا الحبيس الأسيوطي الذي تنبأ له أنه سيصير أسقفًا. وقد حضر نياحة معلمه أوغريس سنة 399م. سيامته اسقفًا قلنا إنه ذهب إلى الإسكندرية للعلاج، لكن الأطباء أشاروا عليه أن يذهب إلى فلسطين كتغيير للجو عام 399م. ذهب من هناك إلى بثينية حوالي عام 400م، حيث سيم أسقفًا على هلينوبوليس Helenopolis كما تنبأ له القديس يوحنا الأسيوطي. دخل في الصراعات الخاصة بالحركة الأوريجينية، وقد ظهر مع القديس يوحنا الذهبي الفم سنة 403 في مجمع السنديان حيث وقف ليناصر القديس يوحنا. وفي سنة 405م سافر إلى روما ليشفع في القديس يوحنا. وفي السنة التالية نفاه الإمبراطور أركاديوس إلى صعيد مصر حيث بقى هناك إلى سنة 412م يتنقل في منطقتي طيبة وأسوان، من بعدها عاد إلى غلاطية كأسقف على Apsuna، وقد تنيح قبيل انعقاد المجمع المسكوني بأفسس سنة 431م. كتاباته 1. لعل أعظم ما قام به هو كتابه "التاريخ اللوزياكي Lausiac History"، وقد سُمي هكذا نسبة إلى لوسياس Lausus رئيس حجاب بلاط الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني، إذ أهداه إليه، كتبه حوالي عام 419/420م، يصف فيه الحركة الرهبانية في مصر وفلسطين وسوريا وآسيا الصغرى في القرن الرابع، ويعتبر من أهم مصادر تاريخ الرهبنة الأولى بعد كتاب "حياة أنطونيوس" بقلم البابا أثناسيوس الرسولي. 2. "حوار عن حياة القديس يوحنا ذهبي الفم"، كتبه في أسوان حوالي سنة 408م، إذ كان منفيًا هناك بسبب التصاقه ودفاعه عن هذا القديس. وقد جاء هذا العمل هامًا في الكشف عن حياة يوحنا ذهبي الفم لكنه أظهر تحاملاً شديدًا وبلهجة قاسية ضد البابا ثاوفيلس الإسكندري الذي لا ننكر خطأه في تورطه في قضية القديس يوحنا ذهبي الفم، ويُقال أنه ندم على ذلك قبل نياحته. 3. "عن شعب الهند والبراهمة"، مقال صغير ينقسم إلى أربعة أجزاء، غالبًا الجزء الأول للقديس بالاديوس دون بقية الأجزاء. ملاحظة حدث خلط بين كتاب بلاديوس وكتاب آخر وضع حوالي سنة 400م عن "تاريخ رهبان مصر" يحوي ذات محتويات كتاب بالاديوس بواسطة كاتب مجهول.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:42 PM





بالاريانوس الشهيد


تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الأخوين الرومانيين بالاريانوس وتيبوريتوس أو ثيبورينوس. وُلد بروما من أسرة شريفة، تزوج الأول بفتاة مسيحية جميلة تُدعي كيليكية ابنة أحد الأشراف، استطاعت بحياتها التقية الورعة أن تجتذب رجلها إلى الإيمان المسيحي والحياة الإنجيلية. التهب قلب بالاريانوس بحب الله، مشتاقاً أن يكسب كل نفسٍ لمملكة المسيح، وبحبه كرز لأخيه، فقبل الأخ الإيمان ونال سرّ العماد، وسلك بتقوى وورعٍ، مكرسًا كل حياته للعبادة حتى تأهل لرؤية الملائكة والحديث معهم عن الأسرار الإلهيةً. إذ ملك دقلديانوس وأثار الاضطهاد على المسيحيين، وقتل كثيرين، كان هذان القديسان يقومان بتكفين أجساد الشهداء ودفنها. وشى بعض الأشرار بهما لدى طرسيوس حاجب الملك، الذي استدعاهما وسألهما عن عقيدتهما فأعلنا إيمانهما بلا خوف. وصار يلاطفهما من أجل شرف أصلهما وإذ لم ينثنيا عن إيمانهما صار يهددهما، وأخيرًا ضرب عنقيهما بعد تعذيبهما. إذ وقف يشاهد منظر قتلهما رأى ملائكة نورانيين تنزل من السماء لتزف نفسيهما كما بموكبٍ سماويٍ فآمن طرسيوس بالسيد المسيح، وأعلن إيمانه، فسُجن ثلاثة أيام بعدها نال إكليل الشهادة مع كليكية زوجة بالاريانوس.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:44 PM




القديس باماخيوس



ولد القديس باماخيوس St. Pammachius حوالي سنة 340م، من عائلة رومانية عريقة "أسرة فيوريFurii "، من أحد الأشراف. ارتبط بصداقة قوية مع القديس جيروم "إيرونيموس" إذ درسا معًا وصار معينًا له، حتى أن الأخير قدم الكثير من أعماله باسمه، مثل تفسيره بعض أسفار الأنبياء الصغار (حوالي عام 406م)، وتفسير دانيال (حوالي عام 407). في عام 385 تزوج بالفتاة بولينا Paulina الابنة الثانية للقديسة باولا Paula من أعظم صديقات وأصدقاء القديس. يبدو أنه كان إنسانًا متدينًا، وإذ نراه يشتكي للقديس سريكيوس Siricius أسقف روما من جوفينان Jovinian (راهب غير مستقيم الإيمان دانه هذا الأسقف بروما وأيضًا القديس إمبروسيوس بميلان إذ نادى بأنه لا فرق بين البتولية والزواج، وأن المكافأة واحدة في السماء بغض النظر عن الوضع الذي يعيشه الإنسان في العالم، كما شارك هلفيديوس في رفض دوام بتولية القديسة مريم، وقد كتب ضده القديسان جيروم وأغسطينوس). أرسل باماخيوس بعض نسخ كتابات الهراطقة إلى القديس جيروم، فأجابه الأخير بمقالٍ مستفيضٍ، لكن الأول لم يسترح لعنف القديس جيروم في رده عليه، ربما لأنه كان محبًا للطف والرقة من جانب، ولأنه رأى في كلمات القديس جيروم عند مدحه للبتولية انه أهدر قدسية الزواج. على أي الأحوال أسرع القديس وبعث عدة رسائل يوضح فيها وجهة نظره، مظهرًا أنه لن يمس قدسية الزواج، ولا ينجس العلاقة الزوجية وإن كان يمتدح البتولية؛ فإن كانت الأخيرة ذهبًا فالزواج يُحسب بالنسبة له فضة؛ يبدو أن باماخيوس استراح للإجابة. مرة أخرى إذ قام الصراع المرّ بين جيروم وروفينوس بسبب أوريجينوس، بعد صداقتهما الطويلة منذ الصبا أعلن باماخيوس رفضه لهذا العنف في الحوار. على أي الأحوال إذ ماتت زوجته سنه 397 كتب إليه القديسان جيروم وبولينوس أسقف نولا يعزيانه ويسألانه تكريس حياته وتقديم كل إمكانيته لأعمال المحبة، إذ كتب الأخير إليه، يقول: "زوجتك الآن هي عربون لك وشفيع عنك لدى يسوع المسيح. إنها تنال عنك بركات كثيرة في السماوات، إذ توزع خزائنها هنا، فلا تُقدم الذكرى لها بدموع عقيمة وإنما بمشاركتك لها في أعمال الرحمة. إنها تُكرَّم بفضائلك، وتتقوَّت بالطعام الذي تقدمه أنت للفقراء". كتب أيضًا القديس جيروم رسالة مشابهة يدعوه فيها للتكريس. قام باماخيوس بتوزيع الكثير من أمواله على الفقراء والمساكين ليمارس الحياة النسكية، حتى أن القديس جيروم كتب إليه يقول بأنه إن كانت قد رقدت بولينا فقد تمتعت الكنيسة بالراهب باماخيوس؛ بحسب ميلاده وزواجه هو شريف النسب والحسب، غني في العطاء، سامٍ في اتضاعه (رسالة 66). كما قال في نفس الرسالة أن ما ناله باماخيوس إنما هو ثمرة بولينا، فما اشتهت أن تراه وهي حية هنا تحقق بموتها. بتصرفه هذا دعاه بين الحكماء هو أحكمهم وأعظمهم وأكثرهم نبلاً، قائدًا للرهبان. بنى مع فابيولا فندقا (مستشفي) في منطقة Portus، يأوي الغرباء القادمين إلى روما، خاصة المرضى والفقراء. في حبه للكنيسة ووحدتها بروح الاتضاع قاوم الانشقاق الدوناتستي (جماعة ثائرة في شمال غرب أفريقيا وجدت لها بعض الأعوان في إيطاليا، تكفِّر الآخرين)، مطالبًا إياهم بالعودة إلى حضن الكنيسة، وقد كتب إليه القديس أغسطينوس أسقف هيبو رسالة يشكره فيها على هذا العمل الكنسي، عام 401م. حوّل باماخيوس بيته الذي في Coelian Hill إلى كنيسة، هذه التي أقيم في موقعها كنيسة القديسين جيوفاني وباولو (يوحنا وبولس) كما يرى البعض. تنيح عام 410م في أثناء هجوم الغوصيين والأرال Alaric لروما (يذكره الغرب في 30 أغسطس). قيل أنه سيم كاهنًا، لكن كثير من الدارسين يتشكّكون في ذلك

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:45 PM





القديس بامبو الأب





أحد آباء البرية العظام في نتريا في القرن الرابع، عاصر القديس أنبا أنطونيوس، كان يزوره ويطلب إرشاده. أثناء حياة القديس مقاريوس الكبير، وتتلمذ على يديه كثيرون منهم القديسون أنبا بيشوي وأنبا يوأنس القصير. يُسمى بامبو أو بامبونيوس باليونانية، وبالقبطية بامو كما يدعى "بموا". وُلد في سخا، في أوائل القرن الرابع، انطلق إلى نتريا وهو صغير السن جدًا، وكان أميًا، تعلم وهو راهب. كان رفيقا للقديس أنبا آمون الكبير، وإذ فاحت رائحة حياته الفاضلة سيم قسًا حوالي عام 340م. وفي سنة 350 م صار أحد كبار القادة، وكان القديس مقاريوس يحضر من الإسقيط إلى نتريا لزيارته. حبه للحياة العملية يروي لنا المؤرخ سقراطSocrates (4: 22)، إن القديس لم يكن يعرف القراءة والكتابة في بدء رهبنته، فتعهده أحد الأخوة لكي يعلمه المزامير ليحفظها عن ظهر قلب، فبدأ بالمزمور 39: "أنا قلت أنى أتحفظ في طرقي حتى لا أخطئ إليك بلساني". وإذ سمع بامو ذلك قال الأخ: "قبل أن أتعلم المزيد يحسن بي أن اعتزل قليلاً حتى أنفذ هذا القول". وإذ انقضت ستة أشهر و لم يحضر بامو، ذهب إليه الأخ يسأله عن سبب عدم رجوعه إليه ليعلمه المزامير. أجابه بامو: "إني لم أتعلم بعد أن أتمم القول الذي سمعته". سماته إذ تحدث عنه القديس أنبا بيمين وصفه بثلاث سمات رئيسية: حبه للصوم إذ كان يصوم يوميًا حتى المساء. الصمت الدائم إن سُئل لا يجيب في الحال بل كان ينتظر أحيانًا أسبوعًا كاملاً وأحيانًا شهورًا حتى يتمتع بإرشاد إلهي السمة الثالثة هي اهتمامه بممارسة عمل اليدين. عند نياحته قال: "إني منذ دخولي هذه البرية وبنائي القلاية وسكني فيها، ما انقضى عليّ يوم واحد بدون عمل ولا أتذكر إني أكلت خبزًا من إنسانٍ، وإلى هذه الساعة ما ندمت على لفظٍ واحدٍ نطقت به، وها أنا منطلق إلى الرب : كأني ما بدأت بشيء يرضيه بعد". ميلانية وعمل الصدقة التقت به القديسة ميلانية الكبرى، وكان يضفر حصيرة، فلم يعطِ اهتمامًا لهذه السيدة الشريفة. قدمت له وعاءً به 300 رطل ذهبٍ، وسألته أن يقبله، أما هو فلم يتوقف عن العمل، وإنما في هدوء قال لها: "الله يكافئك.. ربنا يعوضك"، ثم طلب من أوريجينوس أمين الصندوق أن يحمل الوعاء ليبعه ويقوم بتوزيعه على الفقراء. تعجبت القديسة من تصرفه، فقالت له: "يا أبي، ألا تعرف قيمة ما أعطيت؟" أجابها: "يا ابنتي، من هو هذا الذي قدمتِ له الوعاء؟ هل هو في حاجة أن تخبريه عن قيمته؟ أليس هو الله الذي يزن الجبال، و يعرف قيمتها أكثر منا؟ فإن كنتِ قدمته إليّ أنا الخاطي الحقير لكان يليق بك أن تخبريني بقيمته، ولكن إن كنتِ قدمتيه لله الذي لم يحتقر صدقة الأرملة الفقيرة فأرجو أن تصمتي". هذا ما حدث مع القديسة ميلانية الكبرى في أول لقاء لها مع هذا الأب. اهتمامه بالمحبة زاره متوحدان، سألاه عن طريق خلاصهما، إذ قال له الأول أنه يأكل مرة واحدة كل يومين، وقال الثاني إنه يربح قطعتين من الفضة يوميًا من عمل يديه يشتري منهما القليل لقوته ويوزع الباقي على الفقراء. لم يجبهما القديس بشيءٍ حتى جاء وقت رحيلهما بعد أيام، فقالا لتلاميذه إن الأب بموا لم يجبهما بشيءٍ إن كانا يسلكان بالحق أم لا، فقال لهما تلاميذه إن هذه هي عادته إنه لا يتعجل في الإجابة، ولكن مادمتما مسافرين فليلتقيا به ويسألانه. وبالفعل إذ التقيا به، وضع رأسه بين يديه، وكأنه يكلم نفسه، قائلاً بصوت عالٍ: "بموا إذًا يصوم يومين يومين ثم يأكل قطعتين من الخبز، فهل هذا يجعله راهبًا؟ بالتأكيد: لا". ثم رفع رأسه ونظر إليهما ليقول لها: "ما تصنعانه بالتأكيد حسن جدًا، ولكن احفظا فضيلة المحبة الفائقة، فهي أهم الفضائل، فتكونا متأكدين من خلاصكما". توسل إليه الأب ثيودور (تادرس) الفرمي، قائلاً: "قل لي كلمة". وبعد جهدٍ كبيرٍ قال له: "ياثيؤدور، اذهب وكن رحيمًا نحو الجميع، لأن الرحمة قد وجدت حظوة في عينيْ الرب". الطاعة زار أربعة من الإسقيطيين الأب بموا الكبير وهم يلبسون الجلد. فذكر كل واحدٍ فضيلة رفيقه. الأول يصوم كثيرًا، و الثاني عديم القنية، والثالث كثير المحبة، وقالوا عن الرابع إنه يعيش تحت طاعة أحد الشيوخ منذ 22 سنة. فقال لهم الأب بموا: أقول لكم إن فضيلة الأخير هي الأعظم، لأن كل واحدٍ منكم قد احتفظ بالفضيلة التي اقتناها بإرادته، أما هو فتخلى عن إرادته الخاصة، وتمسك بإرادة آخر. هؤلاء الرجال، إذا ظلوا هكذا حتى النهاية، هم مثل المعترفين. محبته للمجد الأبدي قيل عنه أنه بقي ثلاث سنوات يتضرع إلى الله و يقول: "لا تمجدني على الأرض"، إلا أن الله مجده كثيرًا حتى أن الناس ما عادوا يقدرون أن يحدقوا في وجهه من شدة المجد الذي كان يسطع منه. قيل عنه أيضا إنه كما إن موسى أخذ صورة مجد آدم عندما تمجد وجهه، هكذا تمامًا كان وجه بامبو يلمع.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:46 PM

بامبو

قديسون عديدون بنفس الاسم




عُرف قديسون كثيرون باسم بامو أو بامبو أو بايمبونيوس أو بامويه (أموي)، منهم القديس بامبو أحد تلاميذ أنبا آمون الكبير الذي نفرد له السيرة التالية. وأيضًا القديس بامبو الناسك بالإسقيط في أيام الأنبا دانيال (485 - 580م) الذي استقبل القديسة إيلاريا، وقد وُصف برجل البرية الداخلية، ربما حدث لبس بينه وبين الأب السابق. ويوجد أيضًا القديس بامو الذي من أنتينوه (أنصنا) بصعيد مصر.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:46 PM

الشهيد بامفيليوس



القديس بامفيليوس أو بمفيليوس Pamphilus، من مواطني بيروت، من أشرافها الأغنياء، ولد حوالي عام 240م، وتقبَّل تعليمه في مدينة الإسكندرية على يديْ العلامة أوريجينوس، وقد نبغ في المعرفة الروحية ودراسة الكتاب المقدس حتى دعاه يوسابيوس القيصري "أوريجينوس الصغير". ذهب إلى قيصرية فلمع نجمه جدًا، وعُرضت عليه مراتب عالية لكنه كان يزهد مراكز العالم وغناه. وزَّع أمواله على الفقراء وكرَّس حياته للدراسة والحياة المقدسة النسكية، فأُختير كاهنًا بقيصرية فلسطين. وإذ شعر بحاجة الكهنة إلى الدراسة أنشأ مكتبة دينيه ضخمة، قيل أنها ضمت 3000 مجلدًا انتفع بها الكثيرون خاصة يوسابيوس القيصري. حسب يوسابيوس نفسه تلميذًا للقديس بمفيليوس، فكان يكرمه جدًا، وقد دعى نفسه: "يوسابيوس بن بمفيليوس". استشهاده في أيام الإمبراطور دقلديانوس عزم والي بلاد فلسطين أوربانوس Urbanus القبض على بمفيليوس بكونه معلم المسيحيين، إذ كان قد افتتح مدرسة هناك واهتم بالتعليم جنبًا إلى جنب مع عمله الكهنوتي وحياته النسكية. دخل في حوار مع الوالي، وإذ شعر الأخير بتمسك بمفيليوس بالإيمان أمر بتمزيق جسده بمخالب حديدية، وإلقائه في السجن. قُتل أوربانوس بأمر الملك وتولى الولاية على فلسطين فرميليانوس Firimilian، هذا ترك القديس بمفيليوس في السجن سنتين، وكان ذلك بتدبير إلهي لتثبيت كثير من المؤمنين خاصة الذين أُلقوا في السجن معه. سُجن أيضًا خمسة رجال مصريين هم إيليا وإرميا وإشعياء وصموئيل ودانيال، جاءوا إلى فلسطين فأُلقيّ القبض عليهم، وإذ التقوا بالقديس في السجن فرحوا جدًا لرؤيته وامتلأوا تعزية. بعد أيام قُدم المصريون الخمسة للمحاكمة، وإذ سئلوا عن وطنهم، أجاب أصغرهم: "إننا مسيحيون من مدينة صهيون السماوية". وإذ سمع الوالي ذلك غضب وأمر بقطع رؤوسهم. وكان شاب يدعى بروفوريوس في الثامنة عشرة من عمره واقفًا، كان عبدًا للقديس بمفيليوس تتلمذ على يديه، ولم يكن قد نال المعمودية بعد، فطلب إذنًا من الوالي بأن يدفن الشهداء الخمسة. سأل الوالي فرميليان العبد بروفوريوس Prophyrius الذي يعامله سيده كأخ أو كابن إن كان مسيحيًا، فأجاب بالإيجاب، فسأل الوالي الجلادين أن يعذبوه بكل عنفٍ. صاروا يمزقون جسده بمخالب حديدية، وفتحوا بطنه محتملاً الآلام بصمت، وأخيرًا أُعد له أتون نار فدخله ببطء ليسلم حياته وهو ينادي المسيح ابن الله. كان رجل كبادوكي يدعى سيليكوس Seleucus رأى ما حدث مع العبد فانطلق يبشر معلمه بمفيليوس باستشهاد برفوريوس ليعود هو نفسه يشهد للسيد المسيح فتقطع رأسه. قُطعت رأس القديس بمفيليوس ومعه 11 شهيدًا من بينهم أحد العاملين لدى عائلة الوالي يُدعى ثيؤدولس Theodulus الذي عرف بأمانته للوالي واجتهاده، وأيضًا موعوظ يدعى يوليان لأنه أراد دفن أجساد الشهداء. على أي الأحوال قدم الوالي الأجساد للحيوانات المفترسة فلم تقترب إليها لمدة أربعة أيام فأمر بدفنها.

Magdy Monir 14 - 11 - 2012 08:47 PM

الشهيد بانساريون


عاش الإخوة الثلاثة بولس وبانساريون وثيؤدتيون في منطقة كليوباتريس شمال السويس على بعد بضعة كيلومترات. عاش الأخَّان بولس وبانساريون كناسكين يتعبدان لله بكل تقوى، لكنهما كانا مرا النفس من أجل أخيهما ثيؤدتيون الذي تعلم السكر والخلاعة وأخيرًا التحق بجماعة من اللصوص قطاع الطرق. لم يكف الناسكان عن الصوم والصلاة بانسحاق قلبٍ ودموعٍ لأجل أخيهما، حتى إذ صدر منشور دقلديانوس باضطهاد المسيحيين وأُلقيّ القبض عليهما وُضعا في السجن. وكان بولس في السابعة والثلاثين من عمره، وأخوه في الخامسة والعشرين. وقف القديسان أمام الوالي يشهدان لمسيحهما ويرفضان جحده، فاستخدم معهما الوالي كل لطف، وأخيرًا بدأ يمارس التعذيب بكل عنف وقسوة. سمع أخوهما بما حدث لهما، وبدافع القرابة والدم انطلق إليهما فوجدهما ساقطين تحت العذاب. أخذته الغيرة على أخويه الكبيرين، وإذ كان يتطلع إليهما من بعيد صار في ثورته الداخلية يضرب الأرض بقدميه ويصرّ بأسنانه. تأثر الأخ بمنظر الأخين جدًا، وشعر بندمٍ شديد ومرارة لأنه لم يسمع لهما وكان سبب عذابهما طوال الفترة الماضية. وهنا بدأ يبكي بمرارة طالبًا مراحم الله، مشتاقًا أن يشاركهما احتمالهما العذابات من أجل الإيمان. فجأة اندفع الأخ وسط الجموع المتفرجة وشق طريقه إلى الوالي، وبطريقة خاطئة غير مسيحية اندفع إلى المنصة وسحب الوالي عن كرسيه فسقط. أسرع الجلادون إليه وأمسكوا به، أما هو فكان يصرخ معلنًا إيمانه بالسيد المسيح. أراد الوالي أن ينتقم من هذا الشاب المتهور فأمر بوضع أسياخ حديدية محماة في جنبيه وصدره، وإذ أراد التخلص منه أمر بقطع رأسه، فانطلقت نفسه إلى الفردوس تسبق الأخين الناسكين. احتمل الناسكان العذابات، ثم أُلقيا في البحر ليموتا كغريقين. يمكننا أن نقول بأن خلاص نفس ثيؤدتيون وانطلاقها إلى الفردوس كان ثمرة الحب الحقيقي للأخين اللذين قدما كل ما في وسعهما من أجله، فحسبا خلاص نفسه إكليلاً لهما، سبقهما إلى الفردوس لينطلقا وراءه مطمئنين عليه، ليكون معهما في شركة أمجاد السيد المسيح. ولعل الله سمح بذلك كنوع من المكافأة على احتمالهما الآلام باسمه. هذا وإننا لا نعجب إن كان الأخ لم يسمع لصوتهما وتحذيراتهما سنينًا كثيرة، لكنه انجذب إلى السيد المسيح برؤية أخويه يتقبلان الألم بفرح من أجل السيد المسيح


الساعة الآن 04:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025