![]() |
كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
كتاب فيلوكاليا، الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg اليقظة الروحية | من أقوال الأنبا أنطونيوس إذًا، فلنستيقظ من النوم ونحن بعد في الجسد، ولنتأوه على أنفسنا، ونحزن عليها من كل قلوبنا نهارًا وليلًا حتى نخلص من العذاب المرعب والتنهد والبكاء والغم الأبدي. ليتنا ندرك أن الباب رحب، وأن الطريق المؤدى إلى الهلاك سهل وكثيرون يدخلون منه، فندخل من الباب الضيق والطريق الكرب المؤدى إلى الحياة، الذي يدخل منه قليلون. فمن يدخل في الطريق الأخير، هو عامل حقيقي، ينال جزاء عمله بفرح ويرث الملكوت. وإنني أتوسل إلى الذين لم يقتربوا بعد من هذا الطريق ألا يهملوا طالما يوجد وقت، لئلا في ساعة الحاجة يجدون أنفسهم بلا زيت، ولا يقبل أحد أن يبيع لهم زيتًا، هذا ما حدث مع الخمس عذارى الجاهلات اللواتي لم يجدن من يشترين منه زيتًا، عندئذ صرخن باكيات قائلات "يا سيد يا سيد افتح لنا، فأجاب وقال الحق أقول لكن إني ما أعرفكن" (مت 11:25، 12). هذا حدث لهن ليس إلا بسبب الكسل. لقد استيقظن في النهاية وبدأن يعملن، لكن بلا جدوى، لأن سيد البيت دخل وأغلق الباب كما هو مكتوب. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg الوصايا الإلهية | من أقوال الأنبا أنطونيوس:- وصايا الله هي: النقاوة، السلام الدائم غير المتغير، الامتلاء بالرحمة، وغير ذلك من الفضائل الجميلة المتوَّجة بالتَّطويب. جاهدوا أن تنفذوا وصايا الروح، التي تهب حياة لنفوسكم، وبها تتقبلون الله في نفوسكم. إنها الطريق الأمين... فبدون نقاوة القلب والجسد، لا يقدر أحد أن يكون كاملًا أمام الله، إذ مكتوب في الإنجيل: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 8:5). فالكمال مصدره نقاوة القلب. إذ القلب هو مركز الخير الطبيعي والشر غير الطبيعي. والشر هو مصدر آلام النفس من ذمٍ وبغضةٍ ومجدٍ باطل وما أشبهه. أما الخير فيولد معرفة الله والقداسة ونقاوة النفس من كل الآلام. فإن سعى الإنسان في إصلاح طريقه، وبدأ يهرب من الشر متسلحًا بالجهاد: من بكاٍء وانسحاق قلب وأصوام وأسهار وفقر (اختياري) وصلوات كثيرة؛ فان الرب يساعده بنعمته ويحرره أيضًا من كل آلام النفس. كثيرون أقاموا زمانًا طويلًا وهم رهبان وعذارى، ولم يتعلموا كيف يقتنوا النقاوة. وذلك لأنهم يزدرون بتعليم آبائهم ويتبعون أهواء قلوبهم الخاصة. لذلك تسلّطت عليهم الأرواح الشريرة المهلكة للنفوس، وتجرحهم ليلًا ونهارًا بأسهمها غير المنظورة، ولا تعطيهم سلامًا في أي موضع، بل يشغلون قلوبهم تارة بالكبرياء وأخرى بالمجد الباطل والغيرة الشريرة والذم والغضب والحنق والمشاحنات وكثير من الآلام الأخرى، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. هؤلاء نصيبهم مع الخمس عذارى الجاهلات، إذ أجازوا زمانهم بجهٍل، ولم يلجموا ألسنتهم، ولا حفظوا أعينهم نقية، ولا حفظوا أجسادهم من الشهوات أو قلوبهم من النجاسات وغيرها. هؤلاء يُرثى لهم بسبب نجاساتهم، إذ هم مكتفون بالثوب الكتاني الذي هو زي البتولية، ولكنهم محرمون من الزيت السماوي الذي يضيء مصابيحهم، لذلك لا يفتح لهم العريس يومًا ما أبواب حجاله، بل يقول لهم ما يقوله للعذارى الجاهلات: "الحق أقول لكنَّ إني ما أعرفكن" (مت 12:25). وإني أكتب هذا لأني أتوق إلى خلاصكم، حتى تكونوا أحرارًا، وأمناء وعروسًا طاهرة للمسيح عريس النفوس، كقول الرسول بولس "خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأقدّم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 2:11). |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg من أجل محبته للبشر | الأنبا أنطونيوس:- أني أخبركم عن عمل، به وحده يصير الإنسان ثابتًا في الصلاح من البداية حتى النهاية، وهو أن تحبوا الله من كل نفوسكم وقلوبكم وأفكاركم وأن تصنعوا كل شيء لأجله وحده، فيعطيكم الله قوة عظيمة وفرحًا وتصير كل الأعمال الصالحة حلوة كالعسل، وكل أتعاب الجسد والهذيذ والأسهار وكل نير الرب يصير حلوًا وهينًا. على أي الأحوال، فإن الرب من أجل محبته للبشر، يرسل لهم أحيانا ضيقات حتى لا يتكبروا بل يكملوا مجاهدين، وعوض الشجاعة يشعرهم بالثقل والضعف، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وعوض الفرح يشعرون بالحزن، وعوض السلام والهدوء يشعرون بالهياج، وبدلًا من الحلاوة يشعرون بالمرارة، وما على شاكلة هذا. هذا يحدث بالنسبة للذين يحبون الله. لكن بالجهاد والغلبة يصيرون شيئًا فشيئًا أقوياء، وأخيرًا إذ ينتصرون، لأن الروح القدس يكون معهم في كل شيء، ولا يعودون يخافون شيئًا رديئًا. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg تمييز مشورات الشرير | الأنبا أنطونيوس:- اعرفوا مشورات الشرير، فإن جاءكم في زيّ من يعلم بالحق لكي يخدعكم ويقودكم بمكر، أو جاءكم كملاك نور، فلا تصدقوه ولا تطيعوه، لأنه يفتن المؤمنين بمظاهر مغرية لها صورة الحق. ولا يعرف غير الكاملين حيل الشيطان وما يبثه فيهم دائمًا. أما الكاملون فيعرفونها، إذ يقول الرسول: "وأما الطعام القوى فللبالغين الذين بسبب التمرّن قد صارت لهم الحواس مدرَّبة على التمييز بين الخير والشر" (عب 14:5). أمثال هؤلاء يعجز عن أن يخدعهم. إنما يفتن... أولئك الذين لا يسهرون على أنفسهم، فيصطادهم بطُعم يبدو لهم حلوًا. وذلك كصيَّاد السمك الذي يخفي صنارته في طُعمٍ حتى يصطاد السمك. وكما يقول سليمان الحكيم: "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" (أم 25:16). هذا يحدث معهم بسبب اتكالهم على ذواتهم، إذ يتبعون دومًا ميول قلوبهم، ويحققون أهواءهم الخاصة، ولا ينصتون إلى آبائهم ولا يطلبون مشوراتهم. هكذا يُظهر لهم الشيطان رؤى وتصورات خادعة، نافخًا قلوبهم بالكبرياء.، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وأحيانا يرسل لهم أحلامًا في الليل تتحقق في النهار، حتى يسقطون في حيرة عظيمة، بل وعلاوة على هذا يُظهر لهم في الليل نورًا يضيء المكان الذين هم فيه، ويصنع لهم أمورًا أخرى كثيرة خاطئة وعلامات... كل هذا لكي تطيب له قلوبهم فيقبلونه كملاك. وبقدر ما يقبلونه، يقذف بهم من علوهم إلى أسفل، بواسطة روح الكبرياء الذي تسلط عليهم. ويجعلهم يحسبون أنفسهم عظماء وأجلاء روحيًا أكثر من غيرهم، وأنهم ليسوا بمحتاجين إلى آبائهم أو الإنصات إليهم. هكذا يتم فيهم قول الكتاب المقدس إنهم عناقيد عنب حقيقية زاهرة لكنها مُرة وغير ناضجة. فقد صارت تعاليم آبائهم بالنسبة لهم صعبة، إذ يحسبون أنهم عارفون بكل شيء. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg الحاجة إلى مشورة روحية | الأنبا أنطونيوس:- إننا نرى الطفل في نموه يأخذ في البداية لبن أمه، بعد ذلك يأخذ بعض الأطعمة الأخرى، وأخيرًا يأخذ كل صنوف الأطعمة التي يأكلها البشر، هكذا ينمو الإنسان حتى يصير قويًا ناضجًا قادرًا على مقاومة الأعداء (الأمراض) ببسالة... ولكن أن أصابه مرض في طفولته، حرمه من طعامه وأنهك قوته، ينشأ ضعيفًا، ويغلبه أي عدو.. ولكي يهزم عدوه (المرض) يجب عليه أن يستعيد صحته طالبًا القوة، وذلك باعتناء أحد الأطباء المختبرين به. هكذا أيضًا بالنسبة للنفس البشرية، متى فقدت فرحها الإلهي تصير مريضة وتعانى من جراحات كثيرة. فإن اجتهدت في طلب إنسان -خادم الله- مختبر في الطب الروحي، وتمسكت به، فإنه يشفيها من الآلام ويقيمها ويعلمها أن تحصل على ذلك الفرح الذي هو طعامها بواسطة العون الإلهي، عندئذ تقدر أن تقاوم أعداءها الذين هم الأرواح الشريرة، وتقهرهم وتطأ مشوراتهم تحت قدميها، وتمتلئ بملء الفرح الكامل. هكذا يتم فيهم قول الكتاب المقدس إنهم عناقيد عنب حقيقية زاهرة لكنها مُرة وغير ناضجة. فقد صارت تعاليم آبائهم بالنسبة لهم صعبة، إذ يحسبون أنهم عارفون بكل شيء. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg مقاومة عدو الخير وخداعاته | الأنبا أنطونيوس:- قاوموا الشيطان، واجتهدوا أن تعرفوا خداعاته، فقد اعتاد أن يخفي المرارة وراء مظهر العذوبة حتى لا تنكشف، مقدمًا أوهامًا تبدو لناظريها جميلة، غير أن حقيقتها تختلف عن مظهرها. هذا كله يفعله لكي يخدع القلوب بدهائه المتشبه بالحق وله جاذبيته. يوجه الشيطان كل جهوده لهذا الهدف، مقاومًا كل النفوس المتعبدة لله حسنًا، بجميع الطرق الممكنة. وما أكثر أنواع الشهوات التي يبثها في النفس لعله يطفئ النار الإلهية، مستعينًا بالقصور الذاتي للجسد وكل ما يتعلق به. عندما يرى البعض متحفظين منه، لا يقبلون منه شيئًا، ولا يسمعون له في شيء، يُولّى عنهم في خزي، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. عندئذ يعطيهم روح الله راحة ويجعل لهم لذة في كل عمل، يصير حمل نير الرب حلوًا، كما هو مكتوب في الإنجيل: "فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 29:11). رغم قبولهم النير وحملهم إياه لا يعودون يكلِّون من التدريب في الفضيلة أو القيام بالخدمة والسهر الليلي، ولا يشعرون بالغضب من جهة أي مضايقة بشرية، ولا يخافون إنسانًا أو حيوانًا مفترسًا أو روحًا شريرًا، لأن فرح الرب يستقر فيهم نهارًا وليلًا، معطيًا الحياة لعقولهم، فيكون الفرح طعامهم، وبه تنمو نفوسهم وتقترب من كل شيء ومن كل كمال، وبه ترتفع إلى السماء. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg بالنيران الإلهية نحلق في السماويات | الأنبا أنطونيوس:- أريد أن أخبركم: ماذا تشبه النفس عندما تقطن النار الإلهية فيها. إنها تشبه طائرًا ذا جناحين يحلق في العلاء في جو السماء. فالطير هو الوحيد من بين المخلوقات له أجنحة، إذ هذا من ملامحها الخاصة. هكذا النفس المطيعة لله بأجنحتها هي قفزات النار الإلهية التي تعطيها القوة لكي ترتفع إلى السماء. فإن نزعت عنها الأجنحة لا تعود تقدر على الطيران. علاوة على هذا فإن نفس الإنسان تشبه الطائر أيضًا، من حيث أن الحرارة (الدفء) هو سر وجودها في الحياة. فبدون تدفئة البيض لا يخرج الفرخ الحي، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى... هكذا أيضًا بالنسبة للنفس، إذ يحيط الله بها، يدفئها مطيعة هي له، فتخرج إلى الحياة الروحية. وإذ نتحقق أن النفس المطيعة لله، والملتصقة به، هي أشبه بالطائر الذي تكمن حياته في الدفء، لهذا ليتكم لا تنفصلون قط عن هذه النار. هذه النار يقدمها الله لكم، وبسببها يشن الشيطان هجمات كثيرة لكي يحرمكم منها، إذ هو يعلم أنه لا غلبة له عليكم مادامت هذه النار (عاملة) فيكم. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg بالنيران الإلهية نحلق في السماويات | الأنبا أنطونيوس:- كل من يريد أن يكون إنسانًا روحيًا (2)، يلزمه أن يجتهد في الابتعاد عن اضطرابات الجماهير وشركتهم، حتى يكون بعيدًا عن دوامة الناس وشغبهم جسديًا وقلبيًا وذهنيًا، لأنه حيثما وُجدت الجماهير يوجد الصخب. قدم لنا ربنا مثالًا للاعتزال عن البشر والوحدة، إذ اعتاد أن يذهب بمفرده إلى الجبل ليصلى. كذلك انتصر على الشيطان في البرية، إذ تجاسر الشيطان ليصارعه مع أنه لم يكن (الرب) عاجزًا عن قهره حتى بين الجموع، لكنه صنع هذا ليعلمنا أنه في السكون والوحدة يمكننا أن ننتصر على العدو ونبلغ الكمال بسهولة. لم يُظهر الرب مجده لتلاميذه وسط البشر، بل قادهم إلى الجبل وهناك كشف لهم مجده. أيضًا سكن يوحنا السابق في البرية إلى يوم ظهوره... ففي العالم يسهل على العدو أن يضايقنا بأسلحته الخفية والظاهرة، متخذًا بعض الناس المطيعين له كمساعدين له في إثارة الحرب ضد المؤمن. فيمكنه أن يستخدم بعض النسوة قليلات الحياء كسلاح قوى ضد المؤمن ناشرًا شباكهن الخادعة على نطاق واسع. عندما رأي حزقيال الأربعة مخلوقات ذات الأربعة وجوه يعطون الرب مجدًا، لم يكن ذلك في مدينة أو قرية بل خارجًا في حقل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. إذ قال الله له: "قم أخرج إلى البقعة وهناك أكلمك" (حز 22:3). ولما عرف النبي إرميا أن الانفراد يرضى الله جدًا، قال أيضًا: "جيد للرجل أن يحمل النير منذ صباه، يجلس وحده ويسكت" (مرا 27:3، 28). مرة أخرى إذ عرف أضرار كثرة الحديث البشرى بالنسبة لمن يرغبون في إرضاء الله، لم يقدر أن يكف عن ترديد: "يا ليت في البرية مبيت مسافرين فأترك شعبي وأنطلق من عندهم" (إر 2:9). وأيضًا عندما أخذ إيليا النبي طعامًا من الملائكة لم يكن وسط جمهرة الجموع ولا في مدينة أو قرية، بل في البرية. كتبت كل هذه الأمور وما على شاكلتها التي حدثت مع القديسين، حتى نتشبه بأولئك الذين أحبوا العزلة، إذ من شأنها تسهيل الوصول إلى الله. اجتهدوا إذًا أن تكونوا مؤسسين على السكون تأسيسًا صالحًا، حتى ننقاد إلى رؤية الله، أي التأمل الروحي العظيم. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg مراحل نمو النفس | الأنبا أنطونيوس:- كما أن كمال الجسد -والنفس حالة فيه- ينمو في مراحل ثلاث: الشبوبية والنضوج والشيخوخة؛ هكذا أيضًا النفس -وهي مختفية في الجسد- تنمو في مراحل ثلاث هي: بداية الإيمان، التقدم فيه، الكمال. في البداية عندما يبدأ الإنسان في الإيمان، يولد في المسيح كما هو مكتوب في الأناجيل. وقد أعطانا القديس يوحنا الرسول علامات هذا الميلاد الجديد، كما قدم لنا الحالة الوسطى وحالة الكمال، فقال "أكتب إليكم أيها الأولاد... أكتب إليكم أيها الآباء... أكتب إليكم أيها الأحداث" (1 يو 12:2-14). وهو لم يكتب هذا لأصدقائه حسب الجسد بل للمؤمنين، راسمًا لهم المراحل الثلاث التي يعبر خلالها أولئك الذين يطلبون دائرة الروح وينالون الكمال ويُمنحون ملء النعمة. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg لنكن أبناء نور | الأنبا أنطونيوس:- إذا ما مات سلطان الخطية في إنسان ما يطهر الله نفسه مع جسده. ولكن إن كانت مملكة الخطية لازالت قائمة في جسده، فإنه لا يقدر أن يعاين الله، لأن نفسه التي في جسده (المظلم بالخطية) لا يوجد فيها مكان للنور لكي تعاين الله. يقول داود "بنورك يا رب نعاين النور". ما هو هذا النور الذي به نعاين النور؟ إنه ذاك الذي تحدث عنه ربنا يسوع المسيح في الأناجيل قائلًا: "إن كان جسدك كله نيرًا ليس فيه جزء مظلم يكون نيرًا كله" (لو 36:11)، كذلك يقول "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له" (مت 27:11)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. والابن لا يعلن عن أبيه لأبناء الظلمة بل لأبناء النور السالكين في النور، الذين استضاءت عيون قلوبهم بمعرفة الوصايا. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg العذوبة السماوية | الأنبا أنطونيوس:- لكل الخليقة الناطقة -الرجال والنساء- ينبوع حب، به تقدر أن تحتضن كلًا من الإلهيات والجسديات. فرجال الله يحبون ما يخص الله، وأبناء الجسد يحبون ما يخص الجسد. الذين يحبون الإلهيات ينقّون قلوبهم من النجاسات ومن كل أعمال (ارتباكات) هذا الدهر الزائل، فيبغضون العالم (أي ليس للأمور الزمنية مكان في القلب) وينكرون أنفسهم ويحملون الصليب تابعين الرب، وسالكين حسب إرادة الله في كل شيء، لذلك يسكن الله فيهم معطيًا إياهم فرحًا وعذوبة يغذيان النفس ويقوتانها ويجعلانها تنمو. فكما أن الأشجار لا تقدر أن تنمو بدون ماء طبيعي، هكذا النفس أيضًا لا تنمو ما لم يكن لها عذوبة سمائية، أي تقبل الروح القدس (يعمل فيها) وتروى بالعذوبة السمائية. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
روح التمييز والإفراز | الأنبا أنطونيوس:- صلوا لكي يهبكم الله نعمة الإدراك السليم في كل الأمور، فتقدروا أن تميزوا بين الخير والشر تمييزًا حسنًا. لقد كتب الرسول بولس "وأما الطعام القوى فللبالغين" (عب 14:5). هؤلاء الذين بواسطة العمل المتواصل والجهاد" تُدرَّب حواسهم وميولهم على التمييز بين الخير والشر، وقد أحصوا كأبناء الملكوت وصاروا من عداد أبناء الله، هؤلاء يعطيهم الله الحكمة والتمييز الحسن في كل أعمالهم، فلا يقدر إنسان أو شيطان أن يخدعهم. فالعدو يحارب المؤمنين تحت صورة الخير، وينجح في خداع كثيرين، هؤلاء الذين ليس لهم حكمة ولا تمييز حسن. لهذا علّم الرسول بولس عن غنى الفهم الذي لا حد لعظمته، المخصص للمؤمنين، إذ كتب إلى أهل أفسس يقول: "كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه مع القديسين" أف 17:1،18، كاتبًا هذا بدافع حبه العظيم المتزايد نحوهم، ولعلمه أنهم إن اقتنوا الفهم لا يعود يكون بالنسبة لهم شيء فيه صعوبة، ولا يمسهم خوف، بل يعزيهم فرح الرب نهارًا وليلًا، وتصير الأعمال بالنسبة لهم عذبة في كل حين. حقًا إن كثيرين من الرهبان والعذارى في المجمع لم يقتنوا الفهم بهذه الدرجة، وأما أنتم فإن أردتم أن تحصلوا عليه بهذا المقدار الذي فيه كمال، فاهربوا من أولئك الذين يحملون اسم "رهبان وبتوليين" دون أن يكون لهم الإدراك الحقيقي والتمييز الحسن. لأنكم إن اختلطتم بهم، لن يدعوكم تتقدمون، بل وربما يطفئون حرارة غيرتكم، إذ لا حرارة لهم، بل برودة، وهم يسيرون وراء أهوائهم. فإن أتوا إليكم وتحدثوا معكم في أمورٍ أرضيةٍ حسب أهوائهم الخاصة، لا تستكينوا لهذا، إذ كتب الرسول بولس: "لا تطفئوا الروح، لا تحتقروا النبوات" (1 تس 2.:5)، عالمين أنه لا شيء يطفئ الروح أكثر من الكلام الباطل. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg مخافة الرب | الأنبا أنطونيوس:- إن أراد أحد أن ينال حب الله فليكن فيه مخافة الرب، لأن الخوف يولِّد بكاء، والبكاء يولد قوة. وإذا ما كملت هذه كلها في النفس، تبدأ النفس تثمر في كل شيء. وإذ يرى الله في النفس هذه الثمار الحسنة، فإنه يشتمها رائحة بخور طيبة، ويفرح بها هو وملائكته، ويشبعها بالفرح، ويحفظها في كل طرقها حتى تصل إلى موضع راحتها دون أن يصيبها ضرر. إذ يرى الشيطان الحارس العلوي العظيم يحيط بالنفس، يخاف أن يقترب منها أو يهاجمها بسبب هذه القوة العظيمة. إذًا، اقتنوا هذه القوة حتى ترتعب الشياطين أمامكم، وتصير أعمالكم سهلة، وتتلذذوا بالعمل الإلهي، لأن حلاوة حب الله أشهي من العسل. حقًا أن كثيرين من الرهبان والعذارى في المجامع، لم يتذوقوا هذه الحلاوة الإلهية، ولم يقتنوا القوة الإلهية، ظانين أنهم قد نالوها، بالرغم من عدم جهادهم، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. أما مَن يجاهد لأجلها فينالها حتمًا خلال المراحم الإلهية، لأن الله لا يحابي الوجوه. فمن يريد أن يكون له نور الله وقوته، يلزمه أن يستهين بكرامات هذا العالم ودنسة، ويبغض كل أمور العالم ولذة الجسد، وينقى قلبه من كل الأفكار الرديئة. ويقدم لله أصوام ودموعًا ليلًا ونهارًا بلا هوادة كصلوات نقية، عندئذ يفيض الله عليه بتلك القوة. اجتهدوا أن تنالوا هذه القوة، فتصنعوا كل أعمالكم بسهولة وُيسر، وتصير لكم دالة عظيمة قدام الله، ويهبكم كل ما تطلبونه. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg أسلحة عدو الخير | الأنبا أنطونيوس:- سقط الشيطان من رتبته السماوية بسبب كبريائه، لهذا فإنه يعمل كل جهده دومًا لكي يسقط كل الراغبين في التقدم نحو الله بكل قلوبهم، مستعينًا بنفس الوسيلة التي سقط بها هو، أعنى العظمة ومحبة المجد الباطل. بهذا وما يشبهه يحاربنا على رجاء أن يبعدنا عن الله. أضف إلى ذلك، أنه إذ يعلم أن كل من يحب أخاه فهو محب لله، لذلك يبث في قلوبنا الكراهية نحو إخوتنا، حتى لا يطيق الإنسان أحيانا أن يرى أخاه أو حتى يتكلم معه بكلمة. حقًا جاهد كثيرون في الفضيلة جهادًا عظيمًا، لكن بغبائهم (عدم التمييز) أهلكوا أنفسهم، وليس من العجيب أن يحدث هذا معكم..، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. إذ وأنتم متكاسلون في العمل تحسبون أنكم قد نلتم الفضائل. لقد سقطتم في هذا المرض الشيطاني (الذي يفوق إدراككم)، إذ وأنتم في الظلمة حسبتم أنكم اقتربتم إلى الله وفي النور. ما الذي دفع ربنا يسوع المسيح أن يترك ثيابه ويشد وسطه بمنطقة ويصب ماء في وعاء ويغسل أقدام من هم دونه (يو 4:13 إلخ.) إلا لكي يعلمنا التواضع؟! لقد أظهر لنا التواضع بالمثال الذي صنعه. لذلك فإن الذين يريدون أن يعودوا إلى رتبتهم الأولى، لن يمكنهم هذا إلا بالتواضع. لأن الكبرياء هو سبب السقوط في البداية من السماء. وهكذا فإن من ينقصه التواضع العميق من كل القلب والفكر والروح والجسد، لا يرث ملكوت الله. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg جسدك مذبح إلهي | الأنبا أنطونيوس:- تختفي الطبيعة العاقلة الخالدة في جسدنا البالي، وتوحي بكل أفعالها فيه وخلاله. وهكذا إذ لكم هذا الجسد الذي صار مذبحًا يُقدم عليه البخور، لذلك ضعوا عليه كل أفكاركم ومشوراتكم الشريرة قدام وجه الرب، رافعين عقولكم وقلوبكم إليه، متوسلين أن يرسل ناره المقدسة لتحرق كل ما هو على هذا المذبح وتنقيه، فيخافكم خصومكم (الشياطين والخطايا) -كهنة البعل- ويهلكون على أيديكم، كما حدث مع إيليا النبي (1 مل 25:18 - إلخ.) حينئذ تشاهدون المعزى القدوس في الماء الإلهي (المعمودية) الذي يمطر عليكم مطرًا روحيًا 1. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg استخدام الشياطين لأجسادنا | من أقوال الأنبا أنطونيوس :- يا لها من ربوات الشياطين الشريرة، ووحوش مفترسة بلا عدد، تلك التي تحثنا أن ننطق بالشر ضد الآخرين، أو نتفوه بكلمات معسولة تخفي مرارة في قلوبنا، وندين أخوتنا حسب المظاهر الخارجية... فنخفي في داخل نفوسنا حيوانًا مفترسًا يحرّضنا على مقاومة بعضنا البعض حتى يزكي كل منا طريقه الخاص على أنه أكثر الطرق استقامة. يتلذذ كل إنسان بأفكاره الشريرة فيسقط بإرادته، لأنه يفرح بما يلقيه الأعداء (الشياطين) فيه، مزكيًا نفسه بأفعاله المنظورة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. بينما هو مسكن للروح الشرير الذي يشير عليه بكل الشرور، وجسده مملوء نجاسة دنيئة إذ هو فريسة للشهوات الشيطانية التي لم يتخلص منها. ليس للشياطين أجساد منظورة، لكننا متى قَبِلت أرواحنا أفكارهم المظلمة، نكون نحن بمثابة أجساد لها، لأننا إذ نقبل أفكارها إنما نقبلها هي بذاتها، ونجعلها ظاهرة جسديًا (فينا). |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg لا تستهينوا بحياتكم وخلاصكم | من أقوال الأنبا أنطونيوس كل من لا يبغض ما يخص الهيولية (المادية) والجسد الأرضي وحركاته وأفعاله من كل قلبه، ويرفع عقله نحو العلاء إلى أبى الكل، لا يستطيع أن يخلص. أما الذي يفعل هذا، فانه بهذا يستعطف ربنا فيهبه نارًا مقدسة في قلبه، تحرق كل ما فيه من شهوات، وتطهر عقله تمامًا، عندئذ يقطن فيه روح ربنا يسوع المسيح ويكون معه ويعلمه كيف يسجد للآب كما يجب. وإن بقينا متلذذين بالجسد الهيولي، فنحن أعداء الله وملائكته وجميع قديسيه. لذلك أطلب إليكم باسم ربنا يسوع المسيح أن لا تستهينوا بحياتكم وخلاصكم ولا تدعوا هذا الزمان اليسير يسرق منكم الأبدية اللانهائية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولا هذا الجسد الهيولي أن يُبعدكم عن ملكوت النور الذي لا يُحَد ولا يُوصَف. بالحقيقة إن نفسي مضطربة وروحي ساهية، لأنه بالرغم من أنه قد وهب لنا الحرية لنقوم بما يقوم به القديسون، إلا أننا قد سكرنا بالآلام (الشهوات) كمن يسكر بالخمر، ولا نريد أن نرفع عقولنا إلى الأعالي ونطلب المجد السماوي، ولم نقتدِ بأعمال القديسين ولا سلكنا على آثار خطواتهم، حتى نصير ورثة لأعمالهم ونشاركهم الميراث الأبدي. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg قدم ذاتك ذبيحة محرقة | من أقوال الأنبا أنطونيوس:- يرشد الله الكل بعمل نعمته، فلا تملّوا ولا تخور قلوبكم، بل اصرخوا إليه ليلًا ونهارًا لتقتنوا حنو الله فيعلمكم من الأعالي ما يجب أن تفعلوه. لا تعطوا لأعينكم نومًا، ولا لأجفانكم نعاسًا (مز 4:131) حتى ترفعوا نفوسكم ذبائح محرقات طاهرة، وتعاينوا الله. لأنه بدون قداسة لا يقدر أحد أن يعاين الله (عب 4:12)، كقول الرسول. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg مجيء المسيح صار خلاصًا ودينونة | من أقوال الأنبا أنطونيوس عندما أغلب بحب يسوع المسيح، انظر إلى الحال الذي وصلنا إليه، فأشعر بسرور، كما أشعر بحزن وبكاء. كثيرون جدًا من جنسنا لبسوا شكل العبادة، لكن بعضهم يصنعون هذا بكل قلوبهم بعدما تحرروا بمجيء ربنا يسوع المسيح، هؤلاء هم موضوع سروري, ويهمل البعض قوة نذرهم، ويتبعون مشيئة الجسد وشهوات قلوبهم، وقد صار مجيء الرب بالنسبة لهم عقوبة، هؤلاء موضوع حزني. وأخيرًا البعض خارت قلوبهم بسبب تفكيرهم في طول جهادهم (حياتهم) فنزعوا الرحمة من قلوبهم، وصاروا كحيوانات عجماوات، هؤلاء أبكي عليهم لأن مجيء ربنا يسوع المسيح صار لهم دينونة. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg الشياطين لن يكفوا عن العمل على إفساد الحق | من أقوال الأنبا أنطونيوس إنه ليس بخافٍ عليكم أن أعداء الحق (الشياطين) لن يكفوا عن العمل على إفساد الحق. لكن الله افتقد خليقته في كل زمان، ففي بداية الخليقة علّم الذين اقتربوا لخالقهم كيف يعبدونه. غير أن كثافة الجسد الشهواني ومكر الأعداء المحاربين لنا عطّلتا الميول الصالحة للنفس، وصار الناس غير قادرين حتى على التمسك بما يليق بطبيعتهم وتمييزهم، لكي يرجعوا إلى حالتهم الأولى متحررين من الخطية، لذلك أظهر الله رحمةً وعلّمهم العبادة الحقيقية بالناموس المكتوب. لكن حتى بهذا لم تأتِ الثمرة... ورأي الله أن الجرح يتزايد ويتسع ويحتاج إلى علاج حاسم، لذلك أرسل ابنه الوحيد، الذي هو طبيبنا الوحيد. |
رد: كتاب فيلوكاليا الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي أقوال القديس أنطونيوس المصري
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg تدبير الله الكلمة أبونا | من أقوال الأنبا أنطونيوس الله الآب في صلاحه "لم يشفق على ابنه (الوحيد) بل بذله" (رو 32:8)، لكي يحررنا من خطايانا وأفعالنا الأثيمة. وإذ وضع ابن الله نفسه لأجلنا، شفانا من شرور نفوسنا، ووهبنا الخلاص من خطايانا. وإنني أنصحكم باسم ربنا يسوع المسيح أن تحفظوا في عقولكم هذا التدبير العظيم وتعلموه... أن الله الكلمة تشبَّه بنا في كل شيء ماعدا الخطيئة. وأنه يجب على من وُهبوا (عقلًا) أن يدركوا هذا بعقلهم (فهمهم الروحي) مجاهدين أن يتحرروا (من الخطية) في أعمالهم الفعلية وذلك بصلاح الرب القادم إلينا. والذين يستفيدون من هذا التدبير هم بحق عبيده، لكن هذا الوضع (عبيد) ليس فيه كمال. إذ الكمال يقودهم إلى البنوة، وهو تكريس يأتي في حينه. هكذا عندما رأي ربنا يسوع المسيح أن تلاميذه قد اقتربوا من قبولهم البنوة، وعرفوه وتعلموا من الروح القدس، قال لهم: "لا أعود أسميكم عبيدًا... لكنى قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو 5:15). فالذين أدركوا ما قد آلوا إليه في المسيح يسوع، صرخوا قائلين: "لم نأخذ روح العبودية أيضًا للخوف بل أخذنا روح التبني الذي به نصرخ يا آبا الآب" (راجع رو 15:8). فإن فشل الإنسان في إظهار استعداد كامل وغيرة للقيام (من الخطية)، فليعلم مثل هذا أن مجيء ربنا ومخلصنا يكون دينونة عليه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لذلك قال سمعان (الشيخ) منذ البداية: "إن هذا وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تُقاوم" (لو 34:2). قال الرسول من بعده: "لهؤلاء رائحة موت لموت ولأولئك رائحة حياة لحياة" (2 كو 16:2). |
الساعة الآن 01:16 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025