![]() |
روائع من تاريخ الكنيسة - موضوع متكامل - تابعونا
روائع من تاريخ الكنيسة - موضوع متكامل - تابعونا روائع من تاريخ الكنيسة 1 + حدث اثناء تجول العائلة المقدسة فى مصر ان سمع رجل اسمه ودامون الارمنتي انهم وصلوا إلى الاشمونين . فدفعه تطلعه نحو المسيا المنتظر إلى ان يذهب ليمتع قلبه برؤية الملك المرتقب . وبما ان رب المجد قد أعلن انه لا يرد كل من يأتي إليه فقد منح ودامون تحقيق تطلعاته . فرآه وسجد له وخلال هذه الزيارة اعلمه السيد المسيح بأن بيته سيصبح كنيسة . وفى اثناء غيابه سأل عنه بعض الاصدقاء فأخبرهم أهل بيته بسفره والغرض الذي سافر من أجله . فلما عاد ودامون من رحلته جاء إليه هؤلاء الاصدقاء وأخذوا يستفسرون منه عما رآه فاندفع بحماسة فرحته إلى وصف مشاهداته ثم أكد لهم في النهاية بأن هذا هو ( ابن الإنسان ) الملك المرتقب الذي لن ينقذ مصر وحدها بل العالم بأسره . واستمعوا إليه في ذهول وانفتحـت قلوب البعض منهم بينما غلظت قلوب البعض الاخر . فذهب الفريق الثاني وأبلغ الوالي الرومانى بما أكده ودامـون . ورأى هذا الوالي في هذا الوليد خطرا على قيصر ومملكته . فاستحضر ودامون واستجوبه ورأى اصراره على يقينه من ان ذاك الذي رآه هو الملك الذي طالما تطلعوا نحو مجيئه . فأمر بقطع رأسه حتى لا يسري اقتناعه إلى غيره .. وهكذا نال اكليل الشهادة ورب المجد مازال طفلا هاربا لاجئا إلى بلادنا . فصدق عليه قول الرسول بولس : هؤلاء لم ينالوا المواعيــد بل من بعيد نظروها وحيوها وصدقوها .. و ودامون لم يحياها فقط بل دفع دمه تهليلا بتحقيقها ... فابن مصر – ودامون الأرمنتي – هو في الواقع الشهيد الأول لأنه سبق استشهاد رئيس الشمامسة اسطفانوس بسنوات غير قليلة .. المرجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري . |
روائع من تاريخ الكنيسة _2 حدث فى بدايـة دخول العرب إلى مصـر أن عاش في الاسكندرية رجل اسمه ديسقورس تعرض في وقت ما إلى ضيقة جعلته ينكر فاديه ويعتنق الاسلام وقضى عدة سنوات بعيدا عن مخلصه وربه .. وكان لديسقورس اخت متزوجة في الفيوم فلما وصلتها اخباره بعثت إليه بخطاب تقول فيه : " لقد كنت اشتهـي ان يأتي إلي خبر موتـك وانت ثابت على ايمانك لنلتقــي في الفردوس ونفرح بالحياة مع ربنـا ومخلصنـا .. وخبـر موتك كان سيقـع عليّ اهون من جحودك . فأعلم ان هذا الخطاب هو اخر صلة بيني وبينك ، فلا تحاول ان تريني وجهك ولا حتى أن تكاتبني " .. فهذه الأخت الوفيـــة – ولو اننا لا نعرف اسمها - سلكت نفس مسلك القديسة الشهيدة دميانــة مع ابيها ... فلما وصل خطابها إلى ديسقورس بكى بكاء مراً إذ قد صحا ضميره فقام مسرعا وشد وسطه بزنار . وصلى متضرعا بحرارة ورسم نفسه بعلامة الصليب المقدس وخرج يتمشى في شوارع المدينة لابسا الصليب على صدره فاقتاده البعض إلى الوالي الذي قال له : اما دخلت فى ديننا ؟ فماذا اصابك ؟ أجاب ديسقورس : بالحقيقة انى قد ولدت مسيحيا وأريد ان اموت مسيحيا . فضربه والقاه في السجن ثم ارسل إلى حاكم مصر يعرض عليه الموضوع . فرد عليه الحاكم يقول :إن لم يعد إلى دين الحكام فيجب حرقه ، فاستحضره الوالي وأبلغه أمر الحاكم فقال ديسقورس : لقد سبق ان قلت لك انني ولدت مسيحيا وأريد أن أموت مسيحيا .. فصدر الأمر بإحراقه . فأخذه الجند خارج المدينة وحفروا حفرة عميقة أوقدوا فيها النار . فلما علا لهيبها طرحوه فيها . فنال الاكليل الذي لا يضمحل وسبق أخته إلى الفردوس ... فتحيــة إعزاز لهذه الأخت الوفيـة التى وضعت ولائها للفادي الحبيـب فوق كل اعتبـار ... المراجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري |
روائع من تاريخ الكنيسة 3 كان فى مدينة الاسكندرية فى ايام البابا ثيؤفيلس البطريرك الـ 23 رجلا يهوديا اسمه فيلكسينوس غنيا جدا . وكان يعيش بالقرب منه رجلان مسيحيان على غاية من الفقر فوسوس الشيطان إلى احدهما بالتجديف فقال لرفيقه : لماذا نتعبد للمسيح ونحن فقيران ؟ وهذا اليهودي غني جدا . اجابه صديقه : ليس لمال هذا العالم حساب عند الله ولو كان له حساب لما أعطاه لعابدى الاوثان وللقتلة واللصوص والزناة . فالانبياء كانوا فقراء وكذلك الرسل والرب له المجد كان فقيرا إلى حد انه كان يعيش على صدقة المحسنين ... على ان عدو الخير قسى قلب المجدف فلم يقبل توجيهات صديقه ثم زاد على ذلك بأن مضى إلى فيلكسينوس ورجا منه أن يقبله في خدمته فقال له : لا يحل لي ان اعاشر إلا من يدين بديني فإن شئت أعطيك صدقة .. أجابه : خذني عندك وأنا أعتنق دينك وأعمل كل ما تأمرني به .. فأخذه إلى مجمع اليهود وهناك سأله رئيسهم : احقا تجحد مسيحك وتصير يهوديا مثلنا ؟ أجابه : نعم .. وهكذا جحد المخدوع ربه امام الجميع .. وتمادى رئيس المجمع في تجبره وأمر ان يعمل صليبا من الخشب ووضعوا في يد الجاحد قصبة عليها إسفنجة مملؤة خلا وفي اليد الاخري حربة وقالوا له : أبصق على هذا الصليب وقدم له الخل واطعنه بالحربة ، وقل : طعنتك ايها المسيح ... ففعل كل ما أمروه به وعندما طعن بيده الآثمة الصليب سال منه دم وماء !!!! فسقط ذلك الجاحد ميتا يابسا كأنه حجرا على الارض فاستولى الخوف على الحاضرين وآمن منهم كثيرون وصاحوا قائلين : واحد هو إله النصارى ونحن نؤمن به .. وأخذوا من الدم ومسحوا به عيونهم ووجوههم وأخذ منه فيلكسينوس ايضا ورش منه على ابنة له ولدت عمياء فأبصرت في الحال . فآمن هو وأهل بيته وكثيرون من اليهود وأعلموا البابا ثيؤفيلس بكل ما جرى فجاء البابا ومعه عددا من الكهنة والشمامسة والشعب وأتوا إلى مجمع اليهود وحين أبصر الدم والماء أخذ منه وتبارك به وبارك كل من معه ثم جمع الدم والماء في إناء للبركة وأمر بحمل الصليب إلى الكنيسة وبعد أن أخذ اقرار جميع الحاضرن بايمانهم عمدهم باسم الآب والإبن والروح القدس . وباركهم ثم عاد كل منهم إلى منزله شاكرين السيد المسيح وممجدين اسمه القدوس ... المراجع : السنكسار القبطى . كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري |
روائع من تاريخ الكنيسة _ 4 كان البابا متاؤس الاول البطريرك الـ 87 فى فترة رهبنته عائشا فى البرية وحدث ذات مرة ان صحبته ضبعة وهو سائر فى البرية واخذت منه ( صرة ملابسه ) التى تحتوى على كل مقتنياته فاستشعر بأن لها طلبا وسار معها إلى أن وقفت امام صخرة مجوفة . فنزل إلى قاع التجويف فوجد جرو الضبعة ( ابنها ) فحمله على كتفه وصعد به إليها وتعبيرا عن شكرها له أخذت تلعق يديه وقدميه .. ثم حملت صرة الملابس مرة اخرى وأوصلته إلى المغارة التي شاء أن يقطنها آنذاك ... وتكملة لهذا اللقاء العجيب بين السائح متاؤس والضبعة نروي لقاء اكثر عجبا ففى صباح اليوم التالي سمع خربشة على بابه قلما فتحه وجد الضبعة ومعها ضبعة أخرى تحمل جروا أعمى .. فركع على الأرض وبلل قبضة من الرمل بلعابه ثم طلى بها عيني الجرو فانفتحتا . فأخذت الضبعتان تلعقان يديه ورجليه وظلتا تحرسانه طيلة الفترة التي قضاها بتلك المغارة .. فما أعجب عمل الله فى قديسيه الذين أخضع كل شئ تحت قدميهم ... المرجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري . |
روائع من تاريخ الكنيسة 5 * عاش فى اواخر العصر المملوكي صائغ قبطي كان مدمنا للصلاة إلى حد انه كان عندما يفتح دكانه كل صباح يركع عند مدخلها ويصلى ، ثم يختتم صلاته بقوله جهرا : قوته عظيمة .. وعظيمة العظيمة ومدبرة وحكيمة ، وان نزلت البحر تطلع سليمة ... وكان مقابل دكانه على الناحية الاخرى من الشارع دكان لصائغ يهودي كلما سمع هذه الصلاة تساءل : كيف تطلع سليمة بعد ان تنزل فى البحر ؟ .. و حدث ان خاتم السلطان انفك فصه فأشار عليه البعض بالصائغ القبطي , فأعطى له الخاتم قائلا له : ان عليه ان يركبه في ثلاثة ايام وإلا سيقطع رأسه .. ووصل هذا الحديث إلى الصائغ اليهودي ، الذي وجد وسيلة لفتح دكان جاره وفتح الدرج وأخذ منه الفص ثم خرج اغلق الدكان وهو يقول لنفسه " الان سأعرف كيف تخرج سليمة حتى ان نزلت البحر " وذهب إلى النيل والقى بالفص فيه . وكان اليوم التالي هو يوم تذكار رئيس الملائكة ميخائيل وكان الصائغ القبطي ممن يكرمون رئيس الملائكة ويستشفعون به وكان معتادا ان يوزع على الفقراء في هذا اليوم الفطير والسمك .. فمر على صياد صديقا له ورجا منه أن يوصل السمك إلى بيته لأن عليه عملا له اهمية خاصة . ولما فتح الدكان لم يجد الفص حيث تركه وفتش في مختلف الاركان التي يمكن ان يكون وضعه فيها وبالطبع لم يجده فقال لنفسه : لن اموت الا مرة واحدة سواء بسيف السلطان او بغيره فلأذهب لاصطحب زوجتي وأولادي لنوزع السمك والفطير – واتكالي على الله .. ولما عاد إلى البيت وجد أن امرأته أعدت كل شئ ولكنها قالت له : ان الصياد لم يحضر لنا السمك الصغير كالمعتاد ،بل احضر لنا سمكة ضخمة معتذرا أنه لم يوفق فى العثور على النوع الصغير .. ثم استكملت حديثها بقولها : تصور انني لما فتحت خياشيم السمكة وجدت هذا ! وأخرجت من جيبها فصا ووضعته في يد زوجها – فاذا به فص الخاتم السلطانى .. !! ودهش الصائغ كيف وصل هذا الفص إلى داخل هذه السمكة التي صارت من نصيبهم .. ولكنه رفع شكره وتمجيده لله ثم ضاعف المال الذي وزعه في هذا اليوم مقدما تسبحة لرئيس جند السماء .. وركب الفص في الخاتم وحمله إلى السلطان .. وبُهت الصائغ اليهودي حين رأى جاره القبطي قد أتى إلى دكانه في اليوم الرابع فذهب إليه وسأله : ماذا فعلت بخاتم السلطان ؟ أجابه : لقد أصلحته وأوصلته إليه . وبدت الدهشة على وجه اليهودي وفي صوته وهو يقول : كيف ؟؟ فتفرس فيه زميله القبطي وقال : مالك مندهشا ؟ ورد عليه : أخبرني ماذا جرى لأخبرك عن سبب الدهشة التي تملكتني .. فروى له كل ماحدث بالتفصيل .. وعندها أخبره اليهودي بما فعل وانتهى إلى القول : انت على حق . لأن قوته عظيمة وعظيمة العظيمة . ومدبرة وحكيمة . وان نزلت البحر تطلع سليمة ... والآن يا صديقي علمني عن السيد المسيح لأني أمنت باسمه القدوس . واعتمد الصائغ اليهودي بالصبغة المقدسة ، وصار يردد كل يوم مع صديقه صلاته المحببة . المرجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري . |
روائع من تاريخ الكنيسة _ 6 * حدث ان جاء السلطان التركي عبد العزيز إلى مصر تلبية لدعوة اسماعيل باشا والي مصر واحتفاء بمجئ السلطان دعا الخديوي مختلف الناس إلى قصره لتحية ضيفه .. وكان التقليد السلطاني يقضي بأن من يمثل بين يدي السلطان عليه أن يقبل طرف ثوبه .. فلما وصل البابا المرقسي وكان فى ذلك الوقت هو البابا ديمتريوس الثانى البطريرك الـ 111 إلى حيث يجلس السلطان اقترب منه وقبل صدره ناحية القلب ، فأصيب الحاضرون بدهشة لهذا التصرف وسأل السلطان عن معناه وكان مع البابا احد الكهنة الذين يجيدون التركية فترجم كلام باباه مجيبا على السؤال بقوله : في كتابنا المقدس آية تقول أن قلب الملك في يد الله فأنا بتقبيلي صدركم انما قبلت يد ملك الملوك وسلطان السلاطين ... فأنشرح السلطان وابتسم مسرورا وقرر ان يمنح الكنيسة القبطية كل ما تحتاجه لتعمير الكنائس في ذلك الوقت ... المرجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري . |
روائع من تاريخ الكنيسة _ 7 كان المعلم ابراهيم الجوهري يصلي القداس الالهي فى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة وكان متعجلا لأنه لديه موعدا مع الوالي في ذلك اليوم فأرسل إلى كاهن الكنيسة الذي كان يقوم بصلاة القداس قائلا : المعلم يقول لك أن تسرع قليلا وتبكر في الصلاة ليتمكن من اللحاق بالديوان فأجاب الكاهن وكان رجلا قديسا : المعلم فى السماء واحد والكنيسة لله وليست لأحد فإن لم يعجبه فليبن كنيسة أخرى . ولم يغضب المعلم ابراهيم من هذا الرد ولم يفعل ما يفعله غيره عند الغضب من الكاهن ويهجر كنيسته إلى كنيسة أخرى ، بل أعتبر كلام هذا الكاهن هو صوت الروح القدس الذي يدعوه لبناء كنيسة أخرى وبالفعل استصدر المعلم ابراهيم قرارا من الوالي ببناء كنيسة جديدة وسماها على اسم الشهيد أبي سيفين . فلما تم بناؤها قال للكاهن الذي تسبب في بنائها : حمدا لله الذي جعل كلامك سببا فى بناء كنيسة أخرى فزادت حسناتك وميراثك فى السماء .. وهو بذلك ارجع ايضا الفضل فى بناء الكنيسة إلى الكاهن ولم ينسب شيئا إلى نفسه .. المراجع : كتاب تاريخ الكنيسة القبطية / القس منسى يوحنا . كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري . |
روائع من تاريخ الكنيسة _ 8 ذهب سفير قيصر روسيا لزيارة البابا بطرس الجاولي ( البطريرك الـ 109 ) ولما دخل الدار البابوية وجد رجلا جالسا على دكة بسيطة تحيط به بعض الكتب التي كان يطالعها فطلب منه أن يوصله إلى البابا المرقسي ... وأصابه الذهول حينما علم أن هذا الجالس امامه هو البابا القبطي ولم يصدق كلامه فى بادئ الأمر ... فسأله السفير عن تجاهله المظاهر الخارجية فأجابه فى وداعة : ليس العبد افضل من سيده .. وسيدي كان بسيطا في ملبسه . . بسيطا فى معيشته ... فازداد السفير ذهولا وسأل : وما حال الكنيسة ؟ اجاب البابا الجليل : هي بخير بحمد الله ومادامت كنيسته فهو يرعاها ولن يتخلي عنها ابدا .. فعاد السفير يسأل : الم تفكروا فى الحمايـة ؟ فاستفسر البابا عما يقصده زائره ، فافهمه السفير بانهم على استعداد لوضع الكنيسة القبطية تحت رعاية قيصر روسيا الذي له الصولة والجولة والذي جعل نفسه حامي الارثوذكس في العالم ... عندها سأله البابا بطرس : الا يموت القيصر الذي تصفه كل هذا الوصف ؟ اجابه السفير : انه بشر فلابد له ان يموت مثل سائر البشر ... فقال البابا القديس : اننا فى حمايـــة ملك لا يمــوت .. فتضاعفت دهشة السفير وأحس بقوة هذا الرجل المتواضع الذي كان مهيبا رغم بساطته وقال : حقا لم اقابل من يستحق ان يكون خليفة للسيد المسيح على هذه الارض غير هذا الرجل الذي لم تخدعه مظاهر العالم .. وحالما خرج من الدار البابوية ذهب لقصر الوالي وقال له : فى زيارتى لمصر اثار انبهاري شيئين اثنين . اهرامات الفراعنة .... وعظمــــة بطريــــرك الأقبــــاط ... المراجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري . |
روائع من تاريخ الكنيسة _ 9 حدث فى سنة 1807م فى ايام بابوية البابا بطرس الجاولي البطريرك الـ 109 ان جاء فيضان النيل شحيحا فداخل الناس الخوف من نقص المحصول ورجوا من الوالى ان يطلب من الرؤساء الدينيين الصلاة ليبارك الله فى النيل فترتفع مياهه الارتفاع المطلوب وبالفعل ارتفعت الصلوات من الجميع .. من رؤساء الديانة الاسلامية ثم من رؤساء الديانة اليهودية .. ولم يحدث اى تغيير فى منسوب النيل .. وجاء الدور على الأنبا بطرس الذى اصطحب معه جماعة من الاساقفة والكهنة يتبعهم الشعب إلى شاطئ النيل .. وهناك اقام صلوات القداس الإلهي .. ولما انتهوا من القداس أخذ البابا بطرس قربانة من قربان الحمل مع الماء الذى غسل به الأواني المقدسة وطرحهم فى النهر .. وعندما لمست القربانة والمياة المقدسة مياه النيل فارت مياهه وارتفع منسوبه .. فرفع الجميع آيات الحمد والتسبيح للرب المتحنن على شعبه ... وقد أصبحت للبابا بطرس كرامة ودالة خاصة عند الوالى التركى ... المراجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري . |
حكمة أم (روائع من تاريخ الكنيسة _ 10) عندما جلس البابا مكاريوس الاول ( البطريرك ال 59 ) على كرسي البشير مارمرقس قرر ان يقوم بزيارة راعوية للمدن والقرى ليفتقد شعبه وقرر قداسته ان يكون اول مكان يزوره هى بلدته التى ولد ونشأ فيها وقصد إلى بيت ابيه .. وحدث ان امه كانت فى تلك اللحظة جالسة امام باب البيت تغزل فجاء إليها وحياها أما هي فأستمرت فى عملها دون ان ترفع نظرها فظن أنها لم تعرفه . فقال لها : ( ألا تعلمين أنى أنا ابنك مقاريوس الذي رقى درجة سامية ، ونال سلطة رفيعة ، وأصبح سيدا لامة كبيرة ؟ ).. فأجابته وهى دامعة العين : " أنى لا أجهلك وأعرف ما صرت إليه ، ولكنى كنت أفضل يا أبني أن يؤتى بك إلىّ محمولا على نعش ، خير من أن أسمع عنك أو أراك بطريركا . ألا تعلم أنك حينما كنت راهبا كنت مسئولا عن نفسك فقط . أما الآن فقد صرت مطالبا بأنفس رعيتك . وسيطلب المسيح منك دم كل فرد من افراد الشعب الذى ائتمنك عليه فاذكر انك أصبحت فى خطر ، وهيهات أن تنجو منه " . . قالت له هذا وأخذت تشتغل كما كانت . فأهتز الانبا مكاريوس حتى اعماقه من كلمات أمه فنقش هذه الكلمات الخطيرة على قلبه وظل يذكرها طيلة حياته .. فقضى عمره يعلم شعبه ويحثه على الجهاد وكان لا يرسم اى اسقف او كاهن بدون ان يفحصه جيدا للتأكد من صلاحه للرعاية . فتحيـة لهذه الأم التى عرفت مقدار المسئولية الملقاة على عاتق ابنها ونبهته لخطورتها حتى اصبحت مثالا للأم المسيحية الحقة ... المراجع : السنكسار القبطي . كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري |
روائع من تاريخ الكنيسة _ 11 أراد البابا كيرلس الكبير ( عامود الدين ) ان يبلغ الامبراطور ثيؤدوسيوس الصغير بقرارات مجمع أفسس ، لكن اتباع نسطور استطاعوا ان يحوطوا حول الامبراطور ويمنعوا وصول قرارات المجمع إليه .. فبدأ البابا يفكر كيف يمكنه تقديم نسخة من القرارات إلى الامبراطور .. وإذ وجد أن خطة النساطرة محكمة جدا ، أرسل إليه راهبا شيخا وفتشه النساطرة قبل دخوله إلى الامبراطور تفتيشا جيدا ولم يجدوا معه شيئا .. لكنه ما ان التقى بالامبراطور حتى أخرج من العكاز المفرغ الذى كان يتكئ عليه نسخة من قرارات المجمع وسلمها إليه .. وهكذا يعطى الرب قديسيه حكمة وجرأة لتحقيق اهدافهم وتخطى المصاعب . المراجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري . كتاب وقائع اعجب من الخيال / القس هدرا وديع . |
روائع من تاريخ الكنيسة _ 12 + كان لمحمد على باشا والى مصر بنت اسمها زهرة باشا اعتراها روح نجس وحار الأطباء فى علاجها فقال بعض رجال القصر للباشا بأنه فى إمكان ( أئمة ) النصارى شفاءها .. فأرسل الباشا إلى البابا بطرس الجاولى ( البطريرك الـ 107 ) الذي استدعىالأنبا صرابامون اسقف المنوفية الشهير بأبو طرحة وطلب إليه الذهاب إلى قصر الباشا للصلاة على ابنته وبالطبع لبى الأسقف طلب باباه ولكنه استأذنه ان يأخذ صليب قداسته الخاص ليصلي به ( وذلك انكارا لذاته حتى يقال ان صليب البابا هو سبب المعجزة ) .. وحينما وصل إلى القصر وجده مليئا بالرجال والنساء الذين ذهبوا ليروا ماذا يستطيع الأسقف القبطي عمله فدخل إلى حجرة ابنة الباشا وما كاد يبدأ الصلاة حتى ألقي الشيطان بالأميرة على الأرض فأخذت تصرخ بصوت عال جدا .. فتضاعفت صلوات الأنبا صرابامون وأخذ يذرف الدموع قائلا بأعلى صوت : يا خطيتك يا صليب ( اسمه العلماني ) واستكمل يقول : يا ربنا يسوع مجد يمينك وانصر كنيستك .. وظل فى صراع روحي ثم أكمله بأن رسم علامة الصليب على كوب ماء رش به وجه الأميرة .. فصرخ الشيطان بصوت مزعج.. وخرج منها وقامت الأميرة معافة صحيحة ... وعندها صدحت موسيقى القصر وجرى الخدم ليبشروا محمد على بشفاء ابنته .. فجاء ووجد ابنته فى احسن حال وعافية وأراد أن يعبر عن شكره للأنبا صرابامون فقدم له صرة فيها اربعة الآف جنيه ذهب .. ولكن القديس رفضها قائلا : لا استطيع ان اربح المال بالمواهب التي منحها الله لي مجانا .. وكل ما أرجوه من دولتكم أن تتعطفوا على ابناء القبط الذين تجنى عليهم الحكام وطردوهم من وظائفهم ... فقبل الباشا هذا الرجاء ثم ألح عليه في أن يأخذ المال .. فأخذ منه القليل ووزعه على الجنود المصطفين على الجانبين لتوديعه وهو خارج ... المراجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري . |
روائع من تاريخ الكنيسة _ 13 + بعد نياحة البابا يؤنس الثالث ( البابا الـ 40 ) اجتمع الأساقفة والاكليروس ليختاروا من يخلفه على الكرسي البطريركى .. وكان في ذلك الوقت شماس اسمه جاورجيوس زعم انه خير من يجلس على الكرسي المرقسي فلجأ إلى التملق واستخدام العبارات المعسولة لبلوغ هذه الغاية وقد استطاع أن يستميل بعض الأساقفة إلى جانبه .. وفى مقابله كان بعض من الأساقفة يفضلون راهبا متواضعا اسمه ايساك وكان هذا الراهب سكرتيرا للبابا الراحل .. فاجتمع الأساقفة للصلاة وحدث بينما هم يصلون أن الراهب ايساك كان واقفا في ركن الكنيسة فحدث أن انكسر القنديل المعلق في هذا الركن فانسكب الزيت فوق رأس ايساك وما كاد المجتمعون يرون ذلك حتى صاحوا بصوت واحد ( أكسيوس ) مستحق ايساك للكرامة ... وفى اليوم التالي اصطحب الأساقفة ايساك إلى الوالي ليأذن لهم برسامته بطريركا .. وكان الموالون للشماس جاورجيوس قد سبقوا وذهبوا إلى دار الولاية .. فطلب الوالي أن يرى الاثنين بنفسه ... ولما مثل المرشحان أمامه وجد أن جاورجيوس وجيه الشكل أنيق المنظر .. أما ايساك فكان عكس ذلك .. فدهش الوالي من أن الأغلبية تساند ايساك فسألهم : كيف تفضلون رجلا بسيطا متواضعا على رجل غاية في الوجاهة ؟ .. فأجابه الأساقفة في ثقة وتأكيد : إن الله الذي يختار أنبياءه قد أختاره .. وهو تعالى حين يختار رجاله ينظر إلى قلوبهم وليس منظرهم أو وجاهتهم .... فزاد اندهاش الوالي أكثر وهنأ الأساقفة الذين ابدوا تقديرهم للقيمة الشخصية دون أن يأخذوا بالمظاهر .. وأذن لهم على الفور برسامة الراهب المختار بطريركا .... المرجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري |
روائع من تاريخ الكنيسة - 14 اثناء حكم الحاكم بأمر الله حدث ان كان له وزيرا مسيحيا ، وذات مرة زار الوالى بيت هذا الوزير ، ووجد فى احد الأركان سيدة مسنة مريضة ومتهالكة فلما سأل عنها الوزير القبطى أجابه : انها زوجتى يا سيدى .. وبعد ان انصرف الحاكم حدث انه ارسل للوزير ثلاث فتيات حسان المنظر وقال له : لك ان تتزوج منهن من تشاء لتخدمك بدلا من زوجتك المريضة . فرد الوزير القبطى هدية الحاكم وقال له : إن زوجتى يا سيدى فى نظرى هى أجمل نساء العالم كله وأنا سعيد بها ولا أعرف غيرها . فسُر الوالى من حكمة ووفاء هذا الوزير الذى أدرك ان الأمر أعمق من الجسد وحاجات الجسد وزينته . المراجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري . |
روائع من تاريخ الكنيسة _ 15 اثناء حكم المماليك لمصر كان هناك أحد الاراخنة ذو الحظوة الكبيرة لدى الحكام كان اسمه المعلم فانوس وكان رجلا محبا لأعمال الخير والبر .. حدث ذات ليلة أحد الاعياد الكبرى فى الكنيسة انه بعد انتهاء الصلاة توجه إلى منزله وعندما أقترب من المنزل انقبض قلبه إذ وجد أنوار المنزل مطفأة ولا يوجد اى دليل على مظاهر العيد فأسرع بالدخول إلى المنزل وقابلته زوجته بوجه حزين فسألها عن اولادهما فأجابته بأنهم بخير فتحير قائلا : مالى اذا لا أرى ايا منهم ولا أرى اى مظاهر من مظاهر الاحتفال بالعيد ؟ فأجابته الزوجة الحكيمة : كيف يمكننا الاحتفال بالعيد ولنا جار قبضت عليه الشرطة فى ليلة العيد وزوجته وأولاده فى حاجة إلى الكسوة والطعام .. فكيف لنا ان نبتهج بالعيد وجيراننا فى هذه الحالة ؟ فقام الرجل من فوره بدون ان يتناول اى طعام واسرع إلى دار الولاية والشرطة وتحقق من الأمر بنفسه حتى نجح فى استصدار امرا بالافراج عن الرجل المظلوم وعاد به إلى منزله .. وهنا اضائت زوجته انوار المنزل وقامت بتجهيز ما يلزم للأحتفال بالعيد بل وقامت بدعوة هذا الجار وزوجته وأولاده إلى المائدة ليتشارك الجميع فى مائدة المحبة .. تحية لهذه الروح المسيحية الحقة التى تطلب للأخرين ما تطلب لنفسها والتى تفرح لفرح الاخرين وتبكى لبكائهم المراجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري . |
الساعة الآن 09:54 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025