![]() |
النبوات عن السيد المسيح
النبوات عن السيد المسيح فى الديانة اليهودية وكيف تحققت كافة النبوات فى شخص السيد المسيح http://www.arabchurch.com/forums/ima...s/download.gif
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
عقيدة كنيستنا :
السيد المسيح هو الإله الكلمة المتجسد له لاهوت كامل وناسوت كامل ولاهوته متحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ، اتحاداً كاملاً اقنومياً جوهرياً لا ينفصل مطلقاً ، حتى قيل عنه أنه سر عظيم (1تى 3 : 16) . الطبيعة اللاهوتية ( الله الكلمة ) اتحدت بالطبيعة الناسوتية التي أخذها الكلمة من العذراء مريم بعمل الروح القدس . وباتحاد الطبيعتين الالهيه والبشرية داخل رحم العذراء مريم تكوّنت منهما طبيعة واحدة هي طبيعة الله الكلمة المتجسد. وبذلك فعقيدة كنيستنا أن السيد المسيح له طبيعة واحدة ، وعبارة طبيعة واحدة المقصود بها ليس الطبيعة اللاهوتية وحدها ولا الطبيعة البشرية وحدها ، إنما اتحاد هاتين الطبيعتين في طبيعة واحدة هي ( طبيعة الكلمة المتجسد ) . طبيعة الاتحاد : للاتحاد طبيعة و هو أنه اتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج و لا تغيير ولا استحالة ، فالمقصود أن وحدة الطبيعة هي وحدة حقيقية ليست اختلاطاً كما لم يحدث تغيير بينما لم يحدث تغيير في اللاهوت ولا في الناسوت باتحادهما ، فهو اتحاد أدى إلى وحدة في الطبيعة وهناك أمثلة لذلك كمثال اتحاد الحديد والنار ومثال اتحاد النفس والجسد ..... وحدة الطبيعة في الميلاد : العذراء لم تلد إنساناً وإلهاً و إلا كان لها ابنان الواحد منهما إله ، والآخر منهما إنسان . لم يبق إلا أنها ولدت الإله المتجسد . إن المسيح هو الابن الوحيد المولود من جوهر الآب قبل كــل الدهــور و هـو نفسـه ابـن الإنســـان الذي صـار بكـراً وسـط إخــوة " إخـوة كثيـريـن " ( رو 8 : 29 ) . إذن الذي وُلِدَ من العذراء هو ابن الله ، وفى نفس الوقت هو ابن الإنسان كما قال عن نفسه . إمكانية الوحدة : إن هذه الوحـدة بين الطبيعة الإلهيـة والطبيعة الناسوتية أمر ممكن و إلا ما كان ممكناً إن تتم . إنها أمر كان في علم الله منذ الأزل ، كان يدبره بسابق علمه بما يحتاجه الإنسان من الخلاص . طبيعة واحدة للكلمة المتجسد : إنها طبيعة واحدة لكن لها كل خواص الطبيعتين ، كل خواص اللاهوت وكل خواص الناسوت بغير امتزاج ، ولم يحدث انفصال بين اللاهوت و الناسوت في موت المسيح . وأمكن للإله المتجسد القائم من الأموات أن يخرج من القبر وهو مُغلق عليه بحجر عظيم وأمكن أن يدخل على التلاميذ والأبواب مغلقة ، فهل دخل من الأبواب المغلقة بلاهوته أم بناسوته ؟! أليس هذا دليلاََ ً على وحدة الطبيعة . أهمية الوحدة للكفارة و الفداء : إن الإيمان بطبيعة واحدة للكلمة المتجسد ، أمـر لازم وجوهري وأساسي للفـداء . فالفداء يتطلب كفّارة غير محدودة تكفى لمغفرة خطايا غير محدودة ، ولم يكن هناك حل سوى تجسد الله الكلمة ، فموت الطبيعة البشرية وحدها لا يكفى للفداء. إنها خطورة كبيرة على خلاصنا أن نفصل ما بين الطبيعتين أثناء الحديث عن موضوع الخلاص . الطبيعة الواحدة والآلام : اللاهوت غير قابل للآلام .. لكن المسيح تألم بالجسد وصُلِب بالجسد ، فقد وقع الألم على الناسوت ولكنه كان متحداً باللاهوت . وفى صلب المسيح يقدم لنا الكتاب المقدس آية جميلة في حديث القديس بولس الرسول إلى أساقفة أفسس " لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه " ( أع 20 :28 ) ، ونسب الدم هنا إلى الله بينما الله روح والدم هو دم ناسوته ، ولكن هذا التعبير يدل دلالة عجيبة جداً على الطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد . وفى موضع آخر" هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به" ( يو 3: 16 ) ، إذن فالذي بذله الآب هو الابن ، والابن الوحيد أي الأقنوم الثاني الكلمة .. ولم يقل بذل ناسوته أو أي شئ من هذا القبيل ، مع أنه مات على الصليب بالجسد ، ولكن هذا دليل كبير على وحدة طبيعة الله الكلمة ، وأيضاً أهمية هذه الوحدة من أجل عمل الفداء. |
رد: النبوات عن السيد المسيح
تعبير ابن الإنسان :
عبارة ابن الإنسان تعبر عن ناسوت المسيح ، كما أن عبارة ابن الله تدل على لاهوته ، ومع ذلك فإن السيد المسيح استخدم عبارة ابن الإنسان في مواضع كثيرة نذكر منها : + شرح أن ابن الإنسان موجود في السماء و على الأرض كما في ( يو 3 : 13 ) . + وقال " إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً " (مت 12 : 8 ) . فتعبير ابن الإنسان يدل على الطبيعة البشرية وفى نفس الوقت هو رب السبت أي الله وبذلك فقد اجتمع اللاهوت و الناسوت معاً في تعبير واحد . + وقال " إن ابن الإنسان له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا " ( مت 9 : 6 ) بينما لا يغفر الخطايا إلا الله وحده . + وقال إن ابن الإنسان هو الذي سيدين العالم ( مت 16 : 27 ) فهل الطبيعة البشرية هي التي تدين أم اللاهوت ، ويقول ابن الإنسان وفى نفس الوقت يقول " في مجد أبيه " أي يجمع بين كونه ابن الإنسان وابن الله مما يدل على وحدة الطبيعة . و نجد أيضاً في مواضع كثيرة منها ( مت 25 : 31 – 34 ) ،وأيضاً في ( أع 7 : 56 ) ،و في ( يو 6 : 62 ) ..... شهادة نصوص كتابية : هناك آيات كثيرة جداً في الكتاب المقدس تثبت الطبيعة الواحدة : + " هذا هو إبنى الوحيد الذي به سررت " ( مت 3 : 17 ) فالآب لم يقل هذا هو ناسوت إبنى لأن ناسوته غير منفصل عن لاهوته ، وعبارة "هذا " لا تطلق على اثنين بل على مفرد ، وهنا تطلق على الطبيعة الواحدة التي للكلمة المتجسد . + " الذي كان من البدء ، الذي سمعناه الذي رأيناه الذي شاهدناه ولمسته أيدينا " (1 يو1:1 ) ، إنه يقول عن هذا الذي رأوه ولمسوه إنه الذي كان من البدء أي الله ؛ فكيف رأوا الله ولمسوه ، إلا إن كان هو الكلمة المتجسد . + من الذي سجد له المجوس ( مت 2 : 11 ) ؟ هل سجدوا للاهوت فقط ؟! كـلا ، فإنهــم قـــد سجـدوا لطفل في مـزود . أم تراهم سجــدوا للناسـوت ؟! والناسـوت لا تقدم له العبادة ، إذن لا جواب سوى أنهم سجدوا للإله المتجسد. + كذلك من الذي مشى على الماء وانتهر الريح؟ لاشك أنه الكلمة المتجسد . وهكذا باقي المعجزات . من الذي كان يصنعها ؟ أهو اللاهـوت وحـده أم الناسـوت ؟ إنه كلمة الله المتجسد . المشيئة الواحدة والفعل الواحد : من الطبيعي أنه ما دامت الطبيعة واحدة تكون المشيئة واحـدة وبالتالي يكون الفعل واحـد . إن ما يختاره اللاهوت ، لا شك أنه هو نفسه ما يختاره الناسوت ، لأنه لا يوجد تناقض مطلقاً بينهما في المشيئة والعمل . ما هي الخطية سوى أن تتعارض مشيئة الإنسان مع الله ؟ والسيد المسيح لم تكن فيه خطية البتة ، حاشا .. بل قال " من منكم يبكتني على خطية " ( يو 8 : 46 ) وإذن كانت مشيئته هي مشيئة الله " الآب" . و بهذاتكون عقيدة كنيستنا أن السيد المسيح هو الإلـه الكلمة المتجسد ، و لاهوته لن يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين . أشهر الهرطقات التي واجهت الإيمان المسيحي : أشهر الهرطقات حول طبيعة المسيح ....... + هرطقة آريوس : كان آريوس ينكر لاهوت المسيح ويرى أنه أقل من الآب فى الجوهر وأنه مخلوق ... + هرطقة أبوليناريوس : كان ينادى بلاهوت المسيح ولكن لا يؤمن بكمال ناسوته ، إذ كان يرى أن ناسوت المسيح لم يكن محتاجاً إلى روح . + هرطقة نسطور : كان يرفض تسمية القديسة العذراء مريم بوالدة الإله ويرى أنها ولدت إنساناً وهذا الإنسـان حـلّ فيـه اللاهـوت ، ويُعتبــر أنـه بهـذا قـد أنكــر لاهوت المسيح . وحتى قوله أن اللاهوت قد حلّ فيه لم يكن بمعنى الإتحاد الأقنومى وإنما حلول بمعنى المصاحبة . والكنيسة حينما تقول أن العذراء والدة الإله إنما تعنى أنها ولدت الكلمة المتجسد ، وليس أنها كانت أصلاً للاهوت حاشا.......! فالله الكلمة هو خالق العذراء ولكنه في ملء الزمان حلّ فيها وحبلت به متحداً بالناسوت وولدته . + هرطقة أوطاخى : كان ضد هرطقة نسطور . فمن شدة اهتمامه بوحدة الطبيعتين في المسيح وقع في بدعة أخرى ، فقال أن الطبيعة البشرية ابتلعت وتلاشت في الطبيعة الإلهية وكأنها نقطة خل في المحيط ، وهو بهذا أنكر الناسوت . + مجمع خلقيدونية : تقرر فيه أن السيد المسيح اثنان وهما إله وإنسان ؛ الواحد يبهر بالعجائب ( الإله ) ، والآخر ملقى الإهانات والآلام ( الإنسان ) . كيفية مواجهة الهرطقات : من الضروري مواجهة الهرطقات والبدع ويتم ذلك عن طريق المجامع مثل مجمع نيقية المسكوني لمواجهة بدعة آريوس ، ومجمع القسطنطينية الذي واجه بدعة أبوليناريوس ..... وأيضـاً عـن طـريـق مـدارس اللاهـوت التي تـُخـرج أبـاء دارســين عــلم اللاهـــوت جيداً لتمكينهم من الرد على الهرطقات مثل مدرسة الإسكندرية اللاهوتية . عن طريق النموذج الحسن والتقى الذي يُسلمه الراعي ( الأب ) إلى أبنائه ( أبناء الكنيسة ) وبذلك يعيشون مثله بكل ما علمهم به . طبيعة المسيح للبابا شنوده |
رد: النبوات عن السيد المسيح
لماذا ولد السيد المسيح فى بيت لحم؟
إن السيد المسيح هو ملك الملوك، ورب الأرباب. وقد أراد بميلاده فى بيت لحم أن يعلمنا الإتضاع، وأن الكرامة الحقيقية تنبع من الداخل وليس من المظاهر الخارجية. فالحب مجد، والكراهية عار. فليس المجد فى الملابس الثمينة الغالية الثمن أو الذهب. فالإنسان الأصيل هو الذى معدنه مثل الذهب، هذا هو الإنسان الذى له المجد الداخلى. وهذا هو أول درس يعلمه لنا السيد المسيح من ميلاده فى حظيرة للأغنام. وهناك دروس أخرى هامة من الممكن أن نتعلمها من قصة الميلاد. هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم لقد ولد السيد المسيح فى وسط الأغنام لأنه هو حمل الله، وكما قال يوحنا المعمدان “هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم” (يو1: 29). فكان من الطبيعى أن الخروف الذى سيحمل خطية العالم، والذى سيذبح من أجل خلاصنا؛ أن يولد فى وســط الأغنام أو الخرفان. وبالأخص فى مدينة بيت لحم حيث المراعى الكثيرة. فبيت لحم كانت تُربَى فيها الأغنام حيث المراعى الكثيرة. كما أنها كانت قريبة من أورشليم. وأيضاً يوجد بها هـيكل سليمان الذى كانت تقدم فيه ذبائح لغفران خطايا الشعب فى العهد القديم. وهذا الغفران كان رمزاً للغفران الحقيقى الذى تم بذبيحة الصليب، وذلك عندما سفك المسيح دمه على الصليب، ومات من أجل خطايانا، ثم قام من الأموات، وصعد إلى السموات. فكان من الطبيعى أن الحمل يولد فى وسط الحملان. وهذه نبوة واضحة جداً عن أنه حمل الله الذى يحمل خطية العالم كله. |
رد: النبوات عن السيد المسيح
معنى الفداء أمر الله إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده إسحق، فأخذ إبراهيم ابنه إسحق وربطه، ووضعه على الحطب حتى يذبحه، فمنعه الله وأرسل إليه خروفاً، فأخذه إبراهيم وذبحه عوضاً عن إسحق حسب أمر الرب. أى أنه قد فدى إسحق بهذا الخروف، وهذا هو معنى الفداء. إن السيد المسيح قد جاء لكى يقدم نفسه فدية أو ذبيحة من أجلنا. وكان الدافع لهذه التضحية هو محبته لنا. وذلك لكى يوفى الدين الذى علينا بسبب الخطية. فبميلاد السيد المسيح فى وسط الحملان، أراد أن يوضح لنا من أول لحظة لميلاده فى العالم، أنه لم يأتِ لكى يتنعم بالحياة على الأرض، بـل لكى يقدم نفسه ذبيحة. ففى الميلاد نرى الصليب بطريقة رمزية واضحة فى الأحداث المحيطة بالميلاد. الرب راعىّ فلا يعوزنى شىء إن السيد المسيح هو الراعى، وهو الحمل أيضاً. فمن الطبيعى أن يكون الراعى فى وسط الأغنام. لأنه إن لم يولد فى وسط الغنم فمن الذى سوف يرعاهم؟!! إن وجوده فى وسط الحملان أو الغنم؛ يعلن أنه هو الراعى الحقيقى، وكما يقول المزمور “الرب يرعانى فلا يعوزنى شىء. فى مراع خضر يربضنى، على مياه الراحـة يـوردنى، يرد نفسى، يـهدينى إلى سُــبُل البر مـن أجل اسمـه” (مز22: 1-3). فمن الذين بشرهم الملاك بميلاد السيد المسيح فى ليلة ميلاده؟ إن المجوس قد أتوا بعد فترة عندما ظهر لهم النجم فى المشرق، وأتوا وقدموا هداياهم. فمن الذين احتفلوا بميلاد السيد المسيح فى ليلة ميلاده؟!! إلى جوار السيدة العذراء القديسة مريم والدة الإله، وخطيبها القديس يوسف النجار الذى كلفه الله برعاية السيدة العذراء والطفل المولود، وطبعاً لم يكن متزوجاً من العذراء بمعنى الزواج الجسدى؛ لكنه كان حارسـاً وخادماً للطفل المولود لكى يؤدى رسالته، وإلى أن يكبر هذا الطفل وتبدأ فيما بعد خدمته من أجل خلاص العالم. بشارة الملاك للرعاة “وكان فى تـلك الكورة رعـاة متبدين يحرسـون حراسـات الليل على رعيتهم. وإذا ملاك الرب وقـف بهم ومجد الـرب أضاء حولهم، فخافوا خوفاً عظيماً. فقال لهم الملاك: لا تخافوا؛ فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً فى مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسـبحين الله وقـائـلـين. المجــد لله فى الأعـالى وعـلى الأرض السلام وبالناس المسرة” (لو2: 8-14). فالذين بُشروا بميلاد السيد المسيح، ونظروا هذه المناظر السماوية العظيمة، وسمعوا البشارة المفرحة بميلاد المخلص؛ هم الرعاة الذين يرعون الغنم. لأن هؤلاء هم زملاء السيد المسيح راعى الخراف العظيم وراعى الرعاة ومن الطبيعى أن يحتفل السيد المسيح بميلاده فى وسط زملائه. أنا هو الراعى الصالح لقد ولد السيد المسيح فى وسـط الأغنام. لأنه هـو الراعى. والذين أتوا لكى يباركوا لولادته هم زملاؤه الرعاة. فمسألة أن السيد المسيح هو الراعى مسألة خطيرة جداً، وهامة جداً. لأنه هو نفسه قال “أنا هو الراعى الصالح. والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف” (يو10: 11). وأيضـاً قـال “لهـذا يحبـنى الآب لأنـى أضـع نفسـى لآخـذهـا أيضاً” (يو10: 17). وقد كرر السيد المسيح أنه هو الراعى الصالح، وأكد أنه قد أتى لكى يقدم الرعاية الحقيقية باعتباره أنه هو الله الظاهر فى الجسد. وهو الله الراعى الحقيقى. كما قال داود النبى “الرب يرعانى فلا يعوزنى شئ” (مز22: 1). فكان لابد أن السيد المسيح يكون هو الراعى. لأن الرعاة الذين هم كهنة إسرائيل كانوا قد أهملوا الرعاية. فكان لابد أن يأتى رئيس كهنة جديد يكون هو الراعى. إن رعاة إسرائيل هم الذين صلبوا السيد المسيح. لذلك تغير الكهنوت من كهنوت العهد القديم الهارونى إلى كهنوت العهد الجديد على رتبة ملكى صادق. أى كهنوت السيد المسيح الذى يقدم فيه جسده ودمه فى العهد الجديد بعد إتمام الفداء. خبز وخمر حاضر على المذبح، نتناول منه من أجل غفران خطايانا، ونيل الحياة الأبدية. فالسيد المسيح هو نفسه الذى أسس سر العشاء الربانى فى ليلة صلبه، وأعطاه لتلاميذه وقال “اصنعوا هذا لذكرى” (لو22: 19) أى تذكاراً حياً معاشاً لموته على الصليب وقيامته من بين الأموات. |
رد: النبوات عن السيد المسيح
لماذا اختار الملاك الرعاة ؟
إن هناك فرق بين راعٍ ساهرٍ على حراسة الرعية؛ وبين راعٍ يبدد الرعية. وهنا نسأل ما هو السبب فى اختيار الملاك لهؤلاء الرعاة إلى جوار أنهم كانوا ساهرين؟ السـبب إن هؤلاء الرعاة كانوا يبحثون عن الخلاص. والدليل على ذلك؛ أنه عند ذهاب السيدة العذراء مريم إلى الهيكل لكى تقدم السـيد المسيح بعد أربعين يوماً من ميلاده، وقفت حنّة النبية بنت فنوئيل، وتـكلمت عن المسـيح مع جميع المنتظرين فــداءً فى أورشـليم. أى أن روح الله قد أعلن لها أن هذا هـو المخلص.. بمجرد دخول السيد المسيح الهيكل، تكلم روح الله على فم حنّة النبية، وبدأت تتحدث عن أنه هو خلاص إسرائيل، وخلاص العالم “وكانت نبية حنّة بنت فنوئيل من سبط أشير.. فهى فى تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً فى أورشليم” (لو2: 36-38). إن الروح القدس كان يحرك بعض الأشخاص فى وقت ميلاد السيد المسيح، فكما بشر الملاك العذراء مريم والروح القدس حل عليها، كذلك امتلأت أليصابات من الروح القدس وقالت للسيدة العذراء “مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك. فمن أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلىَّ” (لو1: 42- 43 لنيافة الأنبا بيشوى |
رد: النبوات عن السيد المسيح
وكذلك امتلأ زكريا من الروح القدس عند ميلاد يوحنا المعمدان، وفتح فمه وقال “مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه. وأقام لنا قرن خلاص فى بيت داود فتـاه” (لـو1: 68- 69). فالـروح القـدس كان يــعمل فى أشخاص كثيرين وقت أحداث الميلاد، قبله وخلاله وبعده. إن حدث ميلاد السيد المسيح، ومجيئه إلى العالم، هو بداية تحقيق وعد الله لخلاص البشرية. فقال زكريا أبو يوحنا المعمدان “مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه” (لو1: 68) لأن الله قد تذكر وعده المقدس، لذلك فإن كلمة زكريا تعنى “الله تذكّر”، واسم يوحنا يعنى “الله تحنن” واسم يسوع يعنى “الله يخلص”. أى أن الله قد تذكّر.. الله قد تحنن.. الله قد خلّص. فعندما قال زكريا “مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه” (لو1: 68). أكمل وقال “ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس” (لو1: 72). إن الله لم ينس وعـده، لكنه كـان ينتظر الوقـت المنـاسـب. وذلك بعد أن يكون قد أعد كل شئ. وقد كُتبت نـبوات كثيرة فى الكتب المقدسة تمهد لمجيء المخلّص، ورموز كثيرة. لأن تجسد كلمة الله، أو ظهور الله الكلمة فى الجسد، لم يكن شيئاً بسيطاً لكى يقدر الإنسان أن يفهمه، أو أن يستوعبه. فكان لابد أن يمهد الله برموز وأحداث كثيرة. كما أنـه كما ينبغى أن ينتظر حتى يجد الإنسانة المباركة جداً التى تستحق أن تكون والدة الإله وهى القديسة العذراء مريم. ولأسباب كثيرة انتظرت البشرية عدة آلاف من السنين حتى أتم الله وعده. يـقول الكــتاب “القســم الذى حلف لإبـراهيم أبيـنا” (لو1: 73). فالقسم قد أعطاه الله لإبراهيم؛ فكان لابد أن ينتظر حتى يأتى إبراهيم، وعندما أتى إبراهيم. كان قد مر عدة آلاف من السنين. فهذا يوضح أنه كان لابد من حدوث بعض المراحل لكى عنـدما يتم الخلاص، يكون إتمام الخلاص هـو تحقيق لوعود قالها الله، ونبوات كتبها الأنبياء القديسون، وسجلوها فى كتب العهد القديم. إن الروح القدس كان يعمل فى شخصيات كثيرة. ومن بين هذه الشخصيات الرعاة الساهرون على حراسة رعيتهم. ولكن ليـس فقط لأنهم كانوا ساهرين، ولكن يوجد أسباب أخرى.. فزكريا أبو يوحنا المعمدان عندما تكلم عن ما ذكرته الكتب المقدسة قال “كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خلاص من أعدائنا ومن أيدى جميع مبغضينا. ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس. القسم الذى حلف لإبراهيم أبينا” (لو1: 70-73). أى أنه كان شخصاً يعيش ويدرس نبوات الأنبياء التى تتحدث عن مجيء المخلّص. وأيضاً الأرملة القديسة التى عاشت فى الهيكل أربـع وثمانين سنة، وذلك بعد ترملها بسبعة سنين من زواجها. فهذه الأرملة كانت خلال هذه الأربع والثمانين سنة لا تفارق الهيكل. وكما يقول الكتاب “وهى أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً” (لو2: 37). فقد ظلت أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل. وذلك فى المكان المخصص للنساء، وليس فى الأماكن الخاصة بالكهنة. وقد كانت أثناء هذه السنين تدرس، وتستمع إلى الصلوات اليومية، والقراءات المقدسة، وتقرأ فى الأسفار المقدسة. أى أنها كانت متفرغة للعبادة أربع وثمانين سنة. لذلك عمل الروح القدس فى داخلها، فى نفس الوقت الذى كانت تعيش فيه كل هـذه المعانى التى تتكلم عن مجيء المخلص، وميلاد السيد المسيح. إن الحدث الذى رأته بعينها قد عاشته بقلبها. أى إنها قد رأتـه بعينى قلبها قبل أن تراه بعينيها الطبيعية. فتقابل الإحساس الذى عاشته فى داخلها مع المنظر الذى رأته بعينيها. وعندما يتقابل شيئان يسرى التيار. مثلما يحدث عند غلق الدائرة الكهربية يصير من الممكن أن يسرى التيار. فالروح هو الذى تكلم على لسانها بدون أن يعلمها أحد. الرعاة كانوا ينتظرون الخلاص إن هؤلاء الرعاة كانوا ينقادون بالروح القدس، فما الذى كان من الممكن أن يتحدثوا فيه أثناء سهرهم ليلاً؟ من المؤكد أنهم كانـوا يتحدثون فى النبوات وفى الأسفار المقدسة. فمثلاً من الممكن أن يقولوا إنهم يرعون الأغنام التى تقدم منها ذبائح كثيرة فى الهيكل، وهذه الذبائح ترمز إلى الخلاص الذى وعد به الله. لكن متى سيأتى المخلص؟! يقول الكتاب إن حنّة بنت فنوئيل تكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً فى أورشليم. إن الله يعلن لمن ينتظره، ولكن الذى لا يهمه لماذا يعلن له؟!! فهؤلاء الرعاة كانوا ينتظرون مجيء المخلّص لذلك يقول الكتاب “وكان فى تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم” (لو2: 8). وبالأخص أنهم كانوا فى بيت لحم اليهودية مدينة داود، ومن المعروف أن المسيح هو من نسل داود حسب الجسد، لذلك فهؤلاء الناس كانت المزامير هى تسليتهم. إن التسبحة التى نقولها فى كل ليلة فى الكنيسة مليئة فى أجزاء كثيرة بالمزامير والتسابيح والنبوات التى تتحدث عن الخلاص، وعن عمل الله فى حياة البشر. والتسبحة نفسها غير المزامير بـها أجزاء من الأسفار المقدسة. فمثلاً الهوس الأول تسبحة موسى النبى وأخـته مـريم النبية مـع شـعب إسـرائيل عـند عـبور البـحر الأحمر. وقد كانت رمزاً للخلاص، ورمزاً للمعمودية |
رد: النبوات عن السيد المسيح
إن الرعاة بكل تأكيد كانوا يسبحون، لذلك عندما كانـت هناك تسبحة على الأرض، كان هناك تسبيحاً فى السماء فيقول الكتاب “وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين الله وقائلين: المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة” (لو2: 13-14).
إن كلمة “بالناس المسرة” معناها باللغة اليونانية “المسرة فى قلوب الناس الصالحين”. فالملائكة فرحوا بما حدث فى قلب الرعاة عندما سمعوا بشرى الخلاص. والمسيح هو رئيس السلام، وهو صانع السلام. لأنه هو الذى سيصالح الله مع البشر، ويصالح الإنسان مع أخيه الإنسان، ويصالح الإنسان مع نفسه. وكذلك هو الذى قال “طوبى لصانعى السـلام لأنهم أبناء الله يدعون” (مت5: 9). إن الرعاة كانوا يسبحون ويتأملون ويصلون، لذلك ظهر لهم الملائكة. فمن يريد أن يحيا مع الملائكة حياة الصداقة والعشرة الحقيقية، يجب أن تمتلئ حياته بالصلاة، والتسبيح، والتأمل فى الأسفار المقدسة. يقول سفر أشعياء “ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه” (أش53: 7). ولذلك نقول فى القداس الغريغورى }أتيت إلى الذبح مثل حمل حتى إلى الصليب{ ويقول الكتاب أيضاً “أما الرب فسُرَّ بأن يسحقه بالحزن ان جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح” (أش53: 10). وأيضاً “حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين” (أش53: 12).. “وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا” (أش53: 5). فالرعاة كانوا قد قرأوا هذا الكلام ويرددونه. وكانوا يسألون الرب متى سيرسل الحمل الحقيقى الذى يحمل خطايا العالم كله؟ |
رد: النبوات عن السيد المسيح
أهمية السهر الروحى إن هذه القلوب الساهرة المنتظرة المترقبة عمل الله؛ هى التى سيرسل الله إليها ملائكته. فالله لم يرسل ملائكته إلى الأشخاص المترفهين أو المتنعمين. بل أرسل إلى أناس يجلسـون فى العراء، وهم ساهرين على رعاية أغنامهم. وهذه هى أهمية السهر فى الحياة الروحية، وأهمية السهر فى الصلاة، وأهمية السهر فى الكنيسة والتسبيح. إن هؤلاء كانوا رعاة للأغنام. والله كان يريد أن يرى رعاة للشعب. ويرى رعاية حقيقية. فيقول بفم نبيه حزقيال “يا ابن آدم تنبأ على رعاة إسرائيل، تنبأ وقل لهم هكذا قال السيد الرب للرعاة: ويل لرعاة إسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم. ألا يرعى الرعاة الغنم؟! تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم. المريض لم تقووه والمجروح لم تعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم. فتشتتت بلا راعٍ وصارت مأكلاً لجميع وحوش الحقل وتشتتت. ضلّت غنمى فى كل الجبال وعلى كل تلٍ عالٍ وعلى كل وجه الأرض تشتتت غنمى ولم يكن من يسأل أو يفتش” (حز34: 2-6). فالله كان حزيناً أن رعاة بنى إسرائيل كانوا قد أهملوا الغنم، وأهملوا الرعاية، وبحثوا عن ملذاتهم الشخصية، وظلموا الخراف. لذلك قال بطرس الرسول للرعاة “ولا كمن يسود على الأنصبة بل صائرين أمثلة للرعية” (1بط5: 3). أنا أرعى غنمى وأربضها يقول السيد الرب يقول الرب للرعاة “هكذا قال السيد الرب هأنذا على الرعاة وأطلب غنمى من يدهم وأكفهم عن رعى الغنم ولا يرعى الرعاة أنفسهم بعد فأخلص غنمى من أفواههم فلا تكون لهم مأكلاً. لأنه هكذا قال السيد الرب هأنذا أسأل عن غنمى وأفتقدها. كما يفتقد الراعى قطيعه يوم يكون فى وسط غنمه المشتتة هكذا أفتقد غنمى وأخلصها من جميع الأماكن التى تشتتت إليها فى يوم الغيم والضباب.. أنا أرعى غنمى وأربضها يقول السيد الرب” (حز34: 10-15). إذن الرب هو الراعى الحقيقى وقال السيد المسيح “أنا هو الراعى الصالح والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف” (يو10: 11). فقد جاء السيد المسيح لكى يشفى الجراح، ويقيم البشرية من سقطتها. ويعيد آدم إلى الفردوس مرة أخرى. ولكن ذلك لمن يقبل محبته، ويقبل خلاصه. كما هو مكتوب “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه” (يو1: 12). وهنا يظهر العلاقة الوثيقة بين ليلة ميلاد السـيد المسيح، وبين إعلان الرب عن نفسه أنا هو الراعى. وذلك سواء فى العهد القديم عندما قال “أنا أرعى غنمى وأربضها يقول السـيد الرب” (حز34: 15)، أو كلام السيد المسيح عندما بدأ خدمته الخلاصية وعندما بدأ يتكلم عن نفسه باعتباره أنه هو الراعى الصالح وقال “وأنا أضع نفسى عن الخراف” (يو10: 15). الأدلة أن الرعاة كانوا مرشدين من الروح القدس ومن الأدلة أن هؤلاء الرعاة كانوا مرشدين من الروح القدس؛ إنهم استجابوا لإعلان الملاك عندما قال “لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، أنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب” (لو2: 10-11). أى أن الذى تنتظرونه قد حدث فاذهبوا وانظروا بأنفسكم “وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً فى مذود” (لو2: 12). فهل من الممكن أن يوضع طفل فى مذود للغنم؟!! إن المذود هو المكان الذى يوضع فيه أكل الأغنام. فلماذا يوضع الطفل فى المذود؟!! لقد وضع فى المذود لأنه لم تجد العذراء مريم مكان فى البيت. فعندما ذهبت مع يوسف إلى بيت لحم لكى تكتتب يقول الكتاب “وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته فى المذود إذ لم يكن لهما موضع فى المنزل” (لو2: 6-7). إن الله لم يجد له مكاناً فى قلوب البشر، فولد فى وسط الأغنام لكى يقول للبشر أنتم الذين رفضتمونى فى حياتكم من الممكن أن الحيوانات تكون أكثر قبولاً لى إذا جلست فى وسطهم. لكن أنا قد جئت لتحويل حياتكم من حيوانات إلى بشر لأن الإنسان قد خلق على صورة الله، فأنا أريد أن أحول هذه الحظيرة إلى كنيسة فى العهد الجديد. وبالفـعل فإن كنيـسة بيت لحـم قد بُنيت فى مـكان المـذود الذى ولد فيه السيد المسيح وأصبحت كنـيسة عظيمة ضخمة فى بيت لحم اسمها كنيسة المهد. فلم تعد حظيرة للخراف غير الناطقة لكن أصبحت حظيرة للخراف الناطقة أى البشر من شعب الله. “ولما مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال الرجال الـرعاة بعضهم لبعض لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذى أعلمنا به الرب. فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً فى المذود” (لو2: 15-16). فكيف عرف الرعاة فى أى حظيرة وُلد السيد المسيح؟!! إنبيت لحم كلها هى مدينة الأغنام، فقد كان كل عمل داود هو رعاية الغنم فكيف عرفوا أين هى الحظيرة إن كان لم يظهر لهم نجم، أو ذهب معهم ملاك؟ |
رد: النبوات عن السيد المسيح
إن المجوس قد احتاجوا للنجم لكى يرشدهم إلى مكان وجود الطفل يسوع، وكان ذلك بعد فترة من ميلاد السيد المسيح، بدليل أن هيرودس عندما حسب المدة وتحقق زمان النجم الذى ظهر حسب المدة من ساعة ظهور النجم حتى ذهاب المجوس فوجد هذه المدة حوالى سنتين فأرسل وذبح كل الأطفال من سن سنتين فما دون. فالمجوس لم يأتوا فى ليلة ميلاد السيد المسيح. ولكن فى بعض صور الميلاد يضعوا المجوس بها. لكن هذا ليس أكثر من تجميع لأحداث الميلاد فى صورة واحدة، وفى بعض الأحيان يقوم البعض بعمل مذود به تماثيل فى ليلة عيد الميلاد وذلك من أجل فرحة الأطفال الصغار، ولكن يجب أن يوضع هذا المذود خارج الكنيسة لأن الكنيسة القبطية لا يجب أن يدخلها أى تماثيل بل أيقونات فقط بما فى ذلك مغارة الميلاد التى تُعمل من أجل الأطفال. ولكن الرعاة ذهبوا فى نفس ليلة ميلاده، فكيف عرفوا مكان الحظيرة؟!! لقد عرفوا لأن الروح القدس كان يرشدهم “فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً فى المذود. فلما رأوه أخبروا بالكلام الذى قيل لهم عن هذا الصبى” (لو2: 16-17). ولى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة وكما أعلن الله عن ميلاد ابنه الوحيد للرعاة الذين يمثلون الشخصيات التى كان من الممكن أن يتعامل معها الله نظراً لأمانتهم فى وسط شعب إسرائيل المنتظر الخلاص. أيضاً بدأ الله يتعامل مع الأمم، إذ قال السيد المسيح “ولى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغى أن آتى بتلك أيضاً فتسمع صوتى وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد” (يو10: 16). فهنا يتكلم عن نفسه أنه هو الراعى الصالح. والمقصود هنا بالخراف الأُخر الأمم وليس اليهود، ولا نسل يعقوب أبو الأسباط الاثنى عشر، ولا نسل اسحق، ولا نسل إبـراهيم، لكن الأمم. وكما قال سمعان الشيخ “نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل” (لو2: 32). فليس الخلاص الذى أتى الله لكى يعلنه مسألة تخص شـعب إسرائيل فقط. وإن كان قد قال “لأن الخلاص هو من اليهود” (يو4: 22) لكن المقصود فى هذه العبارة الأخيرة أن الله كان قد وعد إبراهيم أن بنسله تتبارك جميع قبائل الأرض. فالسيد المسيح من نسل إبراهيم. لكن البركة لجميع قبـائل الأرض. وفى سفر أشعياء “أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهداً للشعب ونوراً للأمم. لتفتح عيون العمى لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين فى الظلمة” (أش42: 6-7). نوراً تجلى للأمم إن السـيد المسيح فى نظر الآب هو الابن الوحيد الذى سُرّت به نفسه وكما يقول الكتاب “هوذا فتاى الذى اخترته حبيبى الذى سُرّت به نفسى. أضع روحى عليه فيخبر الأمم بالحق” (مت12: 18). وأيضاً فى سفر الأعمال قال “ولتُجرَ آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع” (أع4: 30). فكلمة “نوراً للأمم” تعنى أن الخلاص ليس لشعب إسرائيل فقط، وإن كان الله قد ذكر هذا الكلام فى العهد القديم. وكان اليهود يعتبرون أنفسهم أنهم شعب الله الخاص. والله نفسه كان يتحدث إليهم باعتبارهم شعبه الخاص. ويقول الكتاب “والآن هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب وجابلك يـا إسرائيل لا تخف لأنى فديتك، دعوتك باسمك، أنت لى. إذا اجتزت فى المياه فأنا معك، وفى الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت فى النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك. لأنى أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك” (أش43: 1-3). فكان الكلام موجهاً لإسرائيل. لكن فى خلال كلامه فى الإصحاح السابق بنفس السفر يقول “نوراً للأمم”. وكذلك عند حمل سمعان الشيخ السيد المسيح قال “نوراً تجلى للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل” (لو2: 32). فمن الواضح أن الله له قصد فى أن يدعو الأمم إلى ميراث الحياة الأبدية، وإلى أن يكونوا رعية مع شعب إسرائيل الذى يقبل ويؤمن بمسيحه. فتكون رعية واحدة لراعٍ واحد. تعامل الله مع الأمم لقـد بـدأ الله يتعامـل مع الأمـم فى وقت ميـلاد السـيد المسيح بطريقة لطيفة جداً. فـقد كان يوجد أشخاص حكماء فى بلاد المشرق أى ناحية فارس، ويسمون المجوس. وهم حكماء المملكة. وكان عملهم رؤية الأفلاك، وحساب الأزمنة.. وكان بعضهم يعمل فى التنجيم. فعندما أُخذ شـعب إسرائيل إلى السبى من مملكة بابل، وأصبحوا تحت حكم مملكة فارس، كان دانيال النبى موجوداً فى البلاد فى ذلك الوقت. وقد اختاره الملك لأنه وجـد فيه “روح الآلهة القدوسين” على حسب قولـه، والمقصود روح الله. وعيَّنه كبيراً للمجوس أى كبيراً للحكماء. وفى هذه الأيام كتب دانيال النبى السـفر وبه نبوات كثيرة عن السيد المسيح. مثل النبوة التى قـال فيها “سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتـتميم الخطـايا ولكفـارة الإثـم وليؤتى بالبـر الأبدى ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين” (دا9: 24). |
رد: النبوات عن السيد المسيح
المجوس يترقبون مجيء المخلص إن النبوات التى فى سفر دانيال كانت تتكلم عن ميعاد ميلاد السيد المسيح. فيقول سبعون أسبوعاً أى 490 سنة ونطرح منها أسبوع فيكون 483 سنة والسيد المسيح كان يجب أن يبدأ خدمته الكهنوتية وعمره 30 سنه وذلك حسب الشريعة، وبهذه الطريقة يمكن حساب ميعاد ميلاد السيد المسيح. والمجوس حسب النبوات كانوا يترقبون ظهور علامة لهم. لذلك ظهر لهم ملاك فى صورة نجم. أى كائن سماوى كان يتحرك وغير ثابت. فإن كان هذا نجماً عادياً فى السماء، سيكون بعيداً جداً وكان غير ممكن أن يحدد المكان بالتحديد. ولكن هذا النجم جاء ونزل فوق حيث كان الصبى. لقد كان هذا ملاكاً وليس نجماً عادياً. ولكن لأنهم يرصدون حركة النجوم، فقد رأوا هذا النجم أنه نجم غريب. ورأوا علامات مميزة ففهموا أنه نجم لملك عظيم، أو أنه ملك كبير فى الأرض. وبالنسبة للنبوة التى كانت عندهم فى سفر دانيال. فإن دانيال النبى كان كبيراً للمجوس. أى أن المجوس كانـوا تلاميذاً لـه ومـع تسلسل الأجيال. وعندمـا رأوا المنظر بدأوا يفهمون. إن الروح القدس كان لا يعمل فى المجوس بنفس الصورة التى كان يعمل بها مع الرعاة ولكن ليس معنى هذا أنه لا يعمل نهائياً. ولكنه كان يتدرج معهم وذلك من خلال الأمور التى كانوا يستطيعون فهمها. فبالنسبة لهم كان سفر دانيال مثل أسفار الحكمة، أى أحكم الحكماء. فعندما نتذكر قصة نبوخذ نصر الملك عنـدما أخبره دانيال النبى بالحلم، وفسّر له الحلم وعيّنه كبيراً للمجوس فكل هذه الأمور تجعلهم يثقون فى نبوات دانيال النبى. إن الله كـان يتعامل مع المجوس على حسب تفكيرهم. لـذلك ظهر لهم الملاك على هيئة نجم وعندما قادهم إلى بلاد اليهودية، ذهبوا إلى العاصمة أورشليم وإذا النجم قد اختفى. وهنا بدأوا يسألون الناس، وذهبوا إلى هيرودس الملك يسألون أين هـو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه فى المشـرق وأتينا لنسجد له. وبدأ هيرودس الملك يضطرب وأرسل لإحضار رؤساء الكهنة ليسألهم أين يولد المسيح “فقالوا له فى بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبى وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبى إسرائيل” (مت2: 5-6). واضطرب هيرودس وقرر أن يقتل هذا الطفل المولود الذى سوف يأخذ الملك منه وذلك حسب نظرته للعالم. ولكن السـيد المسيح قال “مملكتى ليست من هذا العالم” (يو18: 36). فعندما خرج المجوس من عند الملك ظهر لهم النجم مرة أخرى. وهنا بدأ الإعلان السماوى يرجع إلى قيادتهم مرة أخرى. وعندما وصلوا إلى البيت نزل النجم الذى كان يقودهم ثم اقترب من البيت. فعرفوا أن المولود هو ملك اليهود أو ملك ملوك الأرض أو ملك الملوك ورب الأرباب فى السموات وما على الأرض حسب تفسير حلم الملك نبوخذ نصر الذى فسّره له دانيال النبى وكتبه فى السفر المعروف باسمه. الروح القدس يرشد المجوس إلى أنواع الهدايا عندما بدأ المجوس يستعدون لرحلتهم اختاروا بعض الهدايا لكى يقدموها للملك المولود فاختاروا ثلاث هدايا وهى: ذهـب ولبان ومر. فالمر له مذاق مر، ولكن رائحته عـطرية. واعتبروا أن هذه أنواع من الهدايا التى أحياناً تقدم لبعض الناس فى بعض المناسبات. ولكن بالنسبة للسيد المسيح كان لها مدلول عقائدى، ومدلول لاهوتى، ومدلول روحى، ومدلول نبوى. |
رد: النبوات عن السيد المسيح
فمن الواضح أن الروح القدس هو الذى أرشد المجوس إلى اختيار هذه الهدايا. ونلاحظ فى صورة الميلاد
أنها تكون بها ثلاثة من المجوس فقط. لكن من الممكن أن يكونوا أكثر من ثلاثة أشخاص لأن الكتاب لم يذكر أنهم ثلاثة مجوس. ولكن الهدايا فقط هى التى ثلاثة. فهم مجموعة من الحكماء أتت من بلاد فارس من رحلة طويلة. ولكن الذين قدموا الهدايا هم ثلاثة أشخاص. لماذا ثلاث هدايا؟ إن اختيار عدد الهدايا ثلاثة هى إشارة إلى أن هذا المولود واحد من الأقانيم الثلاثة التى لإله واحد فى الجوهر مثلث الأقانيم. فعدد الهدايا رمز وإشارة إلى السيد المسيح، ونوع الهدايا ذهب يرمز إلى أن السيد المسيح هو ملك، واللبان يرمز إلى إن السيد المسيح هو كاهن، والمر يرمز إلى أن السيد المسيح سوف يتألم من أجل خلاص العالم. فهـو ملك وكـاهـن ونبى ولكن ليـس نبى مثـل باقى الأنبياء الذين سبقوه. ولكن هو رب الأنبياء. فهو ظهر فى الهيئة كإنسان، ولكن فى نفس الوقت هو ملك الملوك ورب الأرباب فإذا تكلمنا عنه كملك فهو ليس ملكاً عادياً. ولكنه ملك الملوك ورب الأرباب. وإذا قيل عنه نشيد فلا يقال نشيد عادى، بل يقال نشيد الأناشيد. وإذا كان هو كاهن فهو رئيس الكهنة الأعظم. الذى كهنوته كهنوت أبدى لا يزول. وإذا كنا نتكلم عنه كنبى فهو ليس مجرد نبى عادى. فمثلاً تـنبأ عن موته, وعن خراب أورشليم، وعن قيامته فى اليوم الثالث. وقد تحققت كل هذه النبوات فى حينها. وتنبأ أيضاً عـن نهـايـة العـالم. وسيتم ذلك لأن السـيد المسيح هـو الذى تنبأ بها. وأهم نبوة قيلت “ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنـسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالمـوت ويسـلمونه إلى الأمم. فيهزأون بـه ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفى اليوم الثالث يقوم” (مر10: 33-34). وكانت هذه هى أهم نبوة قالها السيد المسيح. وهذه النبوة كانت عن آلامه لذلك ارتبط المر بمعنى النبوة عند السيد المسـيح أى أن المر إشارة إلى أنه نبى. أو أنه قد تنبأ عن موته وعن آلامه الخلاصية. فاللبان يرمز إلى الكهنوت لأن الكاهن يقدم ذبيحة البخور. وحتى عند الوثنيين فهم يبخرون للأوثان. لذلك فإن مسألة التبخير وارتباطها بالكهنوت، مسألة معروفة من العهد القديم عند شعوب كثيرة. ولكن عندنا نحن لها مدلول روحى خاص. بل إن السيد المسيح نفسه كان رائحة بخور عطرة ونقول عنه أيضاً }هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة عن خلاص جنسنا فاشتمه أبوه الصالح وقت المسـاء على الجلجثة{ (لحن “فى إيتاف إنف vaietafenf” الـذى يقال يوم الجمعة العظيمة ويقال بلحن آخر فى تسبحة يوم الأحد). فالسيد المسيح أصعد ذاته رائحة رضا وسرور لله الآب فى طاعة كاملة. وفى سيرته العطرة كرئيس كهنة قدم الذبيحة المقبولة التى قبلها الآب السماوى، وبها كفَّر عن كل خطايا البشرية لكل الذيـن يؤمنون باسمه ويؤمنون بخلاصه ويقبلون أن يتشبهوا بموته وقيامته عندما يدفنون فى المعمودية مع المسيح ويقومون فيها أيضاً معه. إن السيد المسيح عندما يتكلم من حيث إنه قد تنبأ فلابد أن نتذكر أنه ليس مجرد نبى، ولكنه الله الكلمة المتجسد، وهو ابن الله الوحيد. لكن من الطبيعى إذ ظهر فى الهيئة كإنـسان أن يـقول بعض الأمور التى تنبأ بها. وحينما تحدث نتأكد أنه كان يتكلم كلام الله. وليس مجرد كلاماً عادياً مثل أى إنسان عادى. فقد كانت نبوته عن موته على الصليب وقيامته من بين الأموات شيئاً هاماً جداً بالنسبة للكنيسة لهذا فحينما ظهر السيد المسيح بعد القيامة قال لتلاميذه “أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده” (لو24: 26). |
رد: النبوات عن السيد المسيح
كيف تعامل الروح القدس مع المجوس؟
إن الروح القدس قد تدرج مع المجوس. ففى البداية أرشدهم إلى اختيار أنواع الهدايا التى يقدمونها ثـم ظهر لهم نجم لكى يرشدهم إلى الطريق. ولكن بعد أن سجدوا للسيد المسيح الإله الكلمة ومخلّص العالم. بدأت علاقة الله معهم تكون أقوى من الأول، وبدأ الله يتعامل معهم بإعلانات سماوية واضحة فيقول الكتاب “ثم إذ أوحى إليهم فى حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس انصرفوا فى طريق أخرى إلى كورتهم” (مت2: 12). وذلك لأن هيرودس كان يريد قتل الطفل، ولكن الله أوحى إليهم أن ينصرفوا فى طريق آخر. وبذلك نرى الروح القـدس قد بدأ يعمل فى حياتهم بصورة أقوى عن طريق الوحى. وهذا معناه أن الله يـدعو الأمم إلى معرفته عن طريق مجيء السيد المسيح إلى العالم. ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين |
رد: النبوات عن السيد المسيح
السيد المسيح وصفاته الإلهية
الانبا موسى http://www.arabchurch.com/forums/ima...s/download.gif على الخلق لاشك أن الخالق هو الله. وقصة الخليقة تبدأ بعبارة "فى البدء خلق الله السموات والأرض" (تك 1:1). والإصحاح الأول من سفر التكوين يشرح كيف خلق الله كل شئ. وفى سفر أشعياء يقول الله "أنا الرب صانع كل شئ، ناشر السموات باسط الأرض" (أش 24:44). "أنا الرب صانع كل هذه" (أش 7:45). 1- ومع ذلك هناك آيات فى الكتاب تذكر أن المسيح هو الخالق: أ- (يو 3:1) يقول يوحنا الإنجيلى عن السيد المسيح "كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان" وهنا لا يذكر فقط أنه الخالق، إنما أيضاً بغيره ما كانت هناك خليقة. ويقول أيضاً "كان فى العالم، وكون العالم به" (يو 10:1). ب- (عب 1:1) ويقول بولس الرسول "الذى به عمل العالمين". ج- (كو 16:1) ويقول أيضاً "فإن فيه خلق الكل، ما فى السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كانوا عروشاً أم سيادات أو رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق". د- (1كو 6:8) ويقول أيضاً "به جميع الأشياء ونحن به". 2- وقد ذكر الكتاب معجزات للسيد تدل على الخلق. منها معجزة إشباع خمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين (لو 9: 10-17). وهنا خلق مادة لم تكن موجودة، أمكن بها إشباع هذه الآلاف. ويزيد هذه المعجزة قوة أن الجميع أكلوا وشبعوا. ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر إثنتا عشرة قفة. فمن أين أتت كل هذه الكسر. أنها مادة لم تكن موجودة، خلقها الرب يسوع. وهذه المعجزة العظيمة ذكرها كل الإنجيليين الأربعة. ويشبه هذه المعجزة إشباع أربعة آلاف من الرجال عدا النساء والأطفال. وذلك من سبع خبزات وقليل من السمك (متى 15: 32-38) ثم رفعوا ما فضل عنهم سبعة سلال مملوءة. وهنا أيضاً خلق مادة لم تكن موجودة. والقدرة على الخلق هى من صفات الله وحده. 3- ومن معجزات الخلق أيضاً تحويل الماء خمراً فى عرس قانا الجليل (يو 2). وهنا عملية خلق: لأن الماء مجرد أوكسجين وأيدروجين، فمن أين أتى الكحول وباقى مكونات الخمر؟ لقد خلق السيد كل هذا فى تلك المعجزة، التى مما يزيد قوتها أنها تمت بمجرد إرادته فى الداخل، دون أية عملية، ولا رشم ولا مباركة، ولا حتى صدر منه أمر كأن يقول فليتحول الماء إلى خمر.. إنما قال "املأوا الأجران ماء، فملأوها. ثم قال لهم إستقوا الآن" (يو 2: 7،8). وهكذا صار الماء خمراً بمجرد إرادته. أراد أن تخلق مادة الخمر فخلقت حتى بدون أمر. 4- ومن معجزات الخلق أيضاً منح البصر للمولود أعمى (يو 9). لقد خلق له السيد المسيح عينين لم تكونا موجودتين من قبل. وخلقهما من الطين مثلما خلق الإنسان الأول. الطين الذى يضعونه فى عين البصير فيفقده البصر، وضعه السيد فى محجرى الأعمى فصار عينين. ويزيد هذه المعجزة قوة أن الرب أمر المولود أعمى أن يغتسل بعد ذلك فى بركة سلوام. والمفروض أن الاغتسال بالماء يذيب الطين، ولكنه على العكس أمكن هنا أن يثبت الطين العينيين فى المحجرين، ويربطهما بشرايين وأنسجة وأعصاب.. ولكل هذا قال الرجل المولود أعمى لليهود "منذ الدهر لم يسمع أن أحداً فتح عينى مولود أعمى" (يو 32:9). هذا ويواجهنا سؤال لاهوتى هام وهو: 5- كيف يكون المسيح خالقاً، بينما الخلق من صفات الله وحده؟ لقد كان يخلق بقوة لاهوته، باعتبار أنه الأقنوم الثانى، عقل الله. إذن فهل هو الذى خلق الكون أم الله الآب هو الذى خلق الكل؟ إن الله الآب خلق العالم كله بالابن، خلقه بعقله، بفهمه بمعرفته، بكلمته، أى بالأقنوم الثانى. لذلك يقول الرسول "الذى به عمل العالمين"، به أى بعقله، بحكمته. المسيح موجود فى كل مكان1- يقول عنه يوحنا الإنجيلى "فيه كانت الحياة" (يو 4:1). والسيد المسيح قد أعطى الحياة هنا، وفى الأبدية وهذا عمل من أعمال الله وحده. 2- وقد أعطى السيد المسيح الحياة فى إقامته للموتى. وذكر الكتاب المقدس ثلاث معجزات من هذا النوع. أ- (مر 5: 22، 35-42) إقامة ابنة يايرس – وكانت مسجاه على فراشها فى البيت. وأهلها يبكون ويولولون كثيراً. ب- (لو 7: 11-17) إقامة ابن أرملة نايين، وكان محمولاً على نعش فى الطريق. وجمع كثير من المدينة حوله. ج- (يو 11) إقامة لعازر بعد موته بأربعة أيام، وكان مدفوناً فى قبره، وقالت أخته عنه أنه قد أنتن. والمهم فى هذه المعجزات الثلاثة أنها تمت بالأمر. مما يدل على لاهوته، وعلى أنه مانح الحياة، وسنعرض لهذا الأمر بالتفصيل عند حديثنا عن إثبات لاهوت المسيح من معجزاته. 3- ويكفى تعليقاً على معجزاته فى إقامة الموتى، قول السيد المسيح "لأنه كما أنه الآب يقيم الأموات ويحيى، كذلك الابن يحيى من يشاء" (يو 21:5). وهنا مساواة بينه وبين الآب، وأيضاً جعل منح هذه الحياة متوقفاً على مشيئته. 4- قال السيد المسيح عن نفسه إنه "الواهب الحياة للعالم" (يو 33:6)، باعتباره "خبز الحياة" (يو 35:6). وقال "أنا هو خبز الحياة"، "النازل من السماء"، "إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد"، "والخبز الذى أنا أعطى هو جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم"، "من يأكل جسدى ويشرب دمى، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه فى اليوم الأخير" (يو 6: 35-58). وهذا الفصل السادس من إنجيل يوحنا يقدم المسيح كمعطى للحياة، من خلال سر الافخارستيا، تقديم جسده ودمه، وأيضاً من جهة قول المسيح "وأنا أقيمه فى اليوم الأخير" (يو 54:6). 5- وتحدث المسيح عن ذاته بأنه يعطى الحياة الأبدية، كما قال "خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد. ولا يخطفها أحد من يدى" (يو 10: 27،28). ونلاحظ هنا عبارة "أنا أعطيها". 6- كذلك منح الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. فقال "لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية". 7- كذلك فى حديثه مع المرأة السامرية، شجعها أن تطلب منه "الماء الحى". وقال لها "من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو 4: 10-14). ونلاحظ هنا قوله مرتين "الذى أعطيه" على إعتبار أنه منه هذه العطية، التى هى الحياة هنا التى تنبع إلى حياة أبدية. استنتاج: لم يحدث مطلقاً أن إنساناً تحدث بهذا الأسلوب، الذى به يكون واهباً للحياة، ومعطياً لها، وأنه يعطى حياة أبدية، وأنه يحيى من يشاء. والذى يتبعه يحيا إلى الأبد، ولا يهلك، ولا يخطفه أحد من يده.. أنها كلها أعمال من سلطان الله. المسيح هو الصالح القدوسليس أحد صالح إلا الله وحده: 1- يقول سفر المزامير "الكل زاغوا معاً وفسدوا. ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد" (مز 3:14)، (مز 3:53). وقد استشهد الرسول بهذه الآية فى رسالته إلى رومية (رو 12:3). 2- ويشهد القديس يوحنا الحبيب بنفس هذه الحقيقة فيقول "إن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا" (1يو 8:1). وكذا إعترف القديسون أنهم خطاة. وبولس الرسول الذى صعد إلى السماء الثالثة قال "الخطاة الذين أو لهم أنا" (1تى 15:1). وقال "أما أنا فجسدى مبيع تحت الخطية.. وليس ساكن فىّ أى فى جسدى أى شئ صالح" (رو 7: 14،18). 3- وبينما البشر كلهم خطاة، يكون الله هو الصالح الوحيد، كما يقول الرب نفسه "ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله" (متى 17:19). 4- كذلك يقول الكتاب عن الله أنه قدوس، كما هتف له السارافيم "قدوس قدوس قدوس" (أش 3:6). وكما قالت العذراء "لأن القدير صنع بى عجائب، وإسمه قدوس" (لو 49:1). هـ- بل أكثر من هذا أن الكتاب يحصر القداسة فى الله وحده، حسب الترنيمة التى قيلت له فى سفر الرؤيا "عظيمة وعجيبة هى أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شئ.. من لا يخافك يارب ويمجد إسمك، لأنك وحدك قدوس" (رؤ 15: 3،4). إذ وصلنا إلى هذه النقطة نضع أمامنا الحقيقة الثانية وهى: المسيح قدوس وصالح: 1- إن الملاك يبشر العذراء ويقول لها "الروح القدس يحل عليك، قوة العلى تظلك. فذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى إبن الله" (لو 35:1). 2- وبطرس الرسول يوبخ اليهود بعد شفاء الأعرج، ويقول لهم عن رفضهم المسيح "ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار، وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل" (أع 14:3). 3- وبولس الرسول يتكلم عن السيد المسيح فيقول "قدوس بلا شر ولا دنس، قد إنفصل عن الخطاة، وصارأ على من السموات" (عب 26:7). 4- والكنيسة كلها صلت بعد إطلاق بطرس ويوحنا وقالت "إمنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة.. ولتجر آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع" (أع 30:4). أنظر أيضاً (أع 27:4). 5- ونفس الرب فى رسالته إلى ملاك كنيسة فيلادلفيا يقول "هذا يقوله القدوس الحق الذى له مفتاح داود، الذى يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح" (رؤ 7:3). 6- وفى قداسة الرب يسوع، يبدو للكل وقد إنفصل عن الخطاة (عب 26:7). وأنه الوحيد الصالح. لذلك يقول لليهود متحدياً "من منكم يبكتنى على خطية؟.." (يو 46:8). ويقول عن الشيطان "رئيس هذا العالم يأتى وليس له فىّ شئ" (يو 30:14). 7- ويشهد الرسل عنه قائلين: "مجرب فى كل شئ مثلنا بلا خطية" (عب 15:4). "ولم يعرف خطية" (2كو 21:5) و "ليس فيه خطية" (1يو 5:3). "والذى لم يفعل خطية، ولا وجد فى فمه مكر" (1بط 22:2). 8- وحتى الغرباء والأعداء شهدوا عنه نفس الشهادة: فيهوذا الذى أسلمه قال "أخطأت إذ أسلمت دماً بريئاً" (مت 4:27). وبيلاطس الذى حكم عليه قال "إنى برئ من دم هذا البار" (مت 24:27). وزوجته أرسلت إليه تقول "إياك وهذا البار.." (متى 19:27). 9- وحتى الشيطان شهد له قائلاً "أنا أعرف من أنت قدوس الله" (مر 24:1)، (لو 34:4). 10- وحتى شهود يهوه شهدوا له فى مجلتهم (برج المراقبة – عدد يونيو 1953 ص 69). فى الإجابة عن سؤال حول قول سليمان الحكيم "رجلاً واحداً بين ألف وجدت. أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد" (جا 28:7). فقالوا: إن عدد ألف كناية عن الكمال، وألف رجل كناية عن جميع الرجال، وإن كان لم يوجد وسط جميع النساء إمرأه واحده صالحه بلا خطية، فقد وجد بين الرجال واحد فقط صالح هو يسوع المسيح "الوحيد من هذا القبيل الذى عاش على الأرض". استنتاج: 1- إن كان ليس أحد صالحاً، إلا واحد فقط وهو الله. وقد ثبت أن المسيح صالح أو هو الوحيد الصالح، إذن هو الله. هذا الذى إنفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات. 2- وإن كان الله هو وحده قدوس (رؤ 4:15). وقد ثبت أن المسيح قدوس، إذن هو الله. سؤال: لماذا إذن حينما سأله الشاب الغنى أيها المعلم الصالح، أى صلاح أعمل لتكون لى الحياه الأبدية؟ أجابه: لماذا تدعوننى صالحاً. ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله (متى 19: 16،17). الجواب: هو أن اليهود اعتادوا أن ينادوا معلميهم بعبارة أيها المعلم، أو أيها المعلم الصالح. فالسيد المسيح أراد أن يسأل الشاب: هل هذا لقب روتينى تنادينى به كباقى المعلمين. إن كان الأمر هكذا فأعلم أنه ليس أحد صالحاً إلا الله وحده. فهل تؤمن أنى هذا الإله؟! ولكن السيد المسيح لم يقل أنه غير صالح. بل فى مناسبة أخرى قال أنا هو الراعى الصالح (يو 11:10) كما قال "من منكم يبكتنى على خطيه" (يو 46:8). المسيح هو الديانالله وحده هو الديان: أبونا إبراهيم فى شفاعته فى أهل سادوم، يلقب الرب بأنه "ديان الأرض كلها" (تك 25:18). ويقول داود فى مزاميره "الرب يدين الشعوب" (مز 8:7)، "يدين الشعوب بالاستقامة" (مز 10:96)، "يدين المسكونة بالعدل" (مز 13:96)، (مز 9:98)، "يارب إله النقمات أشرق. أرتفع يا ديان الأرض" (مز 2:94)، "تخبر السموات بعدله. لأن الله هو الديان" (مز 6:50). وفى الرسالة إلى رومية "يدين الله العالم" (رو 6:3). وطبيعى أن الله يدين العالم، لأنه هو فاحص القلوب والكلى، وقارئ الأفكار، وعارف أعمال كل أحد. لذلك يدين بالعدل والاستقامة. المسيح هو الديان: 1- يقول بولس الرسول "لأننا لابد أننا جميعاً نظهر أمام كرسى المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً" (2كو 10:5). 2- وقال الرب فى إنجيل متى "إن إبن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازى كل واحد بحسب عمله" (متى 27:16). 3- وقال أيضاً "ومتى جاء إبن الإنسان فى مجده، وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسى مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم عن بعض، كما يميز الراعى الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره ويقول.." (متى 25: 31-46)، ثم يشرح تفاصيل قضائه العادل: فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى، والأبرار إلى حياة أبدية". 4- ويقول عن نهاية العالم "يرسل إبن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلى الآثم، ويطرحونهم فى أتون النار.." (متى 13: 41،42). 5- ويقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس ".. الرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته" (2تى 1:4). 6- ويقول الرب فى سفر الرؤيا "وها أنا آتى سريعاً وأجرتى معى، لأجازى كل واحد كما يكون عمله" (رؤ 22: 13،14). 7- ولعل من أسباب قيامه بالدينونة، أنه يعرف أعمال كل أحد. وهكذا نجد أنه فى رسائله لملائكة الكنائس السبع فى آسيا، يقول لكل راعى كنيسة "أنا عارف أعمالك" (رؤ 2: 2،9،13،19)، (رؤ 3: 1،8،15). أنظر أيضاً (متى 7: 22،23). إستنتاج: فإن كان المسيح هو الديان، فإنه يكون الله، لأن الله هو الديان. وهو يفعل ذلك، ويحكم على أفعال الناس لأنه يعرفها. وأيضاً لقوله: 8- "فستعرف جميع الكنائس أنى أنا الفاحص الكلى والقلوب. وسأعطى كل واحد بحسب أعماله" (رؤ 23:2). إذن ليس هو فقط يعرف الأعمال، وإنما بالأكثر فاحص القلوب والكلى. وهذا يقدم لنا دليلاً آخر على لاهوته. |
رد: النبوات عن السيد المسيح
المسيح الذبيح
نيافة الأنبا رافائيل "قد عرفت أن كل ما يعمله الله أنه يكون إلى الأبد" (جا 14:3).هذه سمة أساسية تميز أعمال الله. أنها أعمال أبدية لا تنتهى... فإذا كنا نؤمن - بغير شك - أن المسيح هو الله المتجسد، فأعماله - بلا شك أعمال إلهية أبدية لا تنتهى.. وبالتالى فإن ذبيحة الصليب ذبيحة أبدية لا تنتهى حتى أن الملاك المبشر بالقيامة ذكر أنه "يسوع الناصرى المصلوب" (مر 6:16)، حتى بعد قيامته... ولا عجب فقد رآه يوحنا الرائى "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ 6:5)، ومعلمنا بولس يتكلم مع شعبه فى كورنثوس قائلاً: "لأنى لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً" (1كو 2:2). هذا الصليب الدائم والمستمر والأبدى يتجلى كل يوم على المذبح القدس فنرى يسوع "حملاً قائماً كأنه مذبوح". المسيح ذبيحة حقيقية : إن كل ذبائح العهد القديم من موسى وما قبل موسى لم تكن إلا رمزاً وإشارة للذبيحة الحقيقية التى قدمها ربنا يسوع بدم نفسه (عب 12:9) وقد سبق أن إشارة النبوات إلا هذا الذبيح العظيم "مثل شاه سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه. فى تواضع انتزع قضاؤه وجيله من يخبر به. لأن حياته تنتزع من الأرض" (أع 32:8،33). وعندما تساءل الخصى "عمن يقول النبى هذا. عن نفسه أم عن واحد أخر. ففتح فيلبس فاه وأبتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع" (أع 34:8،35)، أنه الرب يسوع الذى شهد عنه المعمدان قائلاً: "هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (يو29:1) والذى تكلم عنه أرميا بروح النبوة: "وأنا كخروف داجن يساق إلى الذبح" (أر 19:11)، وذبيحة يترنم بها السمائيون "لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة" (رؤ 9:5)، "مستحق هو الخروف أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة" (رؤ 12:5)، ونتغنى بها فى القداس الغريغورى: "أتيت إلى الذبح مثل خروف حتى إلى الصليب"، "احتملت ظلم الأشرار. بذلت ظهرك للسياط. وخديك أهملتهما للطم. لأجلى يا سيدى لم ترد وجهك عن خزى البصاق"، وقد استعارت الليتورجيا هذا النصوص من نبوة أشعياء القائل: "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا. محتقر فلم نعتد به. ولكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه... من الضغطة ومن الدينونة أخذ. وفى جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء أنه ضرب من أجل ذنب شعبى. وجعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته. على أنه لم يعمل ظلماً ولم يكن فى فمه غش. أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن. وإن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح. من تعب نفسه يرى ويشبع. وعبدى البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها... لذلك اقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصى مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين" (أش 2:53-12)، "بذلت ظهرى للضاربين وخدى للناتفين وجهى لم استر عن العار والبصق" (أش 6:50). عجيب أشعياء هذا المفتوح العينين الذى سبق ورأى يوم ابن الإنسان فتهلل ووصفه كرؤيا العين فحق بذلك أن يكون النبى الإنجيلى. "مقدسة ومملوءة مجداً هذه الذبيحة التى ذبحت عن حياة العالم كله" (قسمة الملائكة)، "هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد وذبح وانحنى بالصليب" (القسمة السريانية).الإفخارستيا ذبيحة غير دموية : إن الإفخارستيا التى سلمها المسيح لتلاميذه هى امتداد الصليب، ولكنها ليست تكرار للصليب لأن السيد المسيح قد صلب مرة واحدة لأجلنا "نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع لمسيح مرة واحدة" (عب 10:10)، وصليبه لم ينته بعد ولن ينتهى بل هو فعل أبدى - كما ذكرنا.. لذلك فالصليب يحضر كل يوم على المذبح فى سر الخبز والخمر اللذين أخذا قوتهما من قول السيد المسيح: "هذا هو جسدى، هذا هو دمى". وهنا تكون طبيعة الخبز والخمر صارت بالتقديس والإيمان هى ذات المسيح المذبوح لله دون إقحام الحواس. ودون تغيير فى المادة وشكلها وطعمها فنحن نتناول جسد الرب ودمه بالحق تحت أعراض الخبز والخمر "أظهر وجهك مع هذا الخبز" (صلاة التحول). وهذا مما يجعل الليتورجيا تلح وتؤكد على أن هذه الذبيحة ليست دموية (كالعهد القديم) ولكنها ذبيحة روحية نطقية عقلية حقيقية "هذه التى ليس دم الناموس حولها ولا بر الجسد لكن الخروف روحى، والسكين نطقية وغير جسمية" (صلاة الصلح باسيلى)، "الذبيحة الناطقة غير الدموية" (صلاة الحجاب)، "هذه الصغيرة المقدسة الناطقة الروحانية غير الدموية" (صلاة صلح كيرلس)، "هذه الذبيحة الناطقة وهذه الخدمة غير الدموية" (القداس الكيرلسى)، "ذبيحة ناطقة سمائية التى هى الجسد الإلهى والدم الكريم اللذان لمسيحك" (القسمة الوجيزة)، "الذى قبل من أيدينا نحن الضعفاء هذه الذبيحة العقلية والحقيقية وغير الدموية". والسيد المسيح أمرنا أن "اصنعوا هذا لذكرى" (لو 19:22)، وقوله: "اصنعوا" هنا يعنى "فعلاً" وليس "فكراً" للذكرى، والمعنى أن نصنع ونفعل ما عمله المسيح فى الإفخارستيا على رسم الصليب وما تم فيه، فهنا الإفخارستيا تعنى استحضار فعل الذبح وسفك الدم ليس لمجرد الذكر أو الذكرى بل الاستحضار الفعلى للاشتراك فى ذات السر، فكلما أكلنا الإفخارستيا وشربنا الكأس المقدسة فنحن نمارس الكسر الحقيقى للجسد والسفك الحقيقى للدم أى الصليب بكل أسراره الإلهية دون أن نسفك دماً جديداً ودون أن نذبح فصحاً آخر... هذا ما تعنيه الليتورجى بأن الذبيحة ليست دموية.. فخبز الإفخارستيا فعل وليس فكراً: أكل جسد ممزق مع أنه كان فى يده خبزاً، وشرب دم مسفوك مع انه خمر فى الكأس، فهو إعلان وأستعلان لسر موت الرب الدائم بالإيمان دون الاعتماد على الحواس بالتمزيق والسفك ومستمراً بطول الزمان إلى المنتهى.المسيح هو الكاهن الذى قدم ذاته : "هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسه. فإشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة. فتح باب الفردوس ورد آدم إلى رئاسته مرة أخرى.. من قبل صليبه وقيامته المقدسة ورد الإنسان مرة أخرى إلى الفردوس" (الأرباع الخشوعية فى دورة البخور). "أنت هو ذبيحة المساء الحقيقية الذى اصعدت ذاتك من أجل خطايانا على الصليب المكرم كإرادة أبيك الصالح" (سر بخور عشية). "وسبقت أن تجعل ذاتك حملاً بغير عيب عن حياة العالم" (أوشية التقدمة). "بذل ذاته فداء عنا إلى الموت الذى تملك علينا" (القداس الباسيلى). "لأنك فى الليلة التى أسلمت فيها ذاتك بإرادتك وسلطانك وحدك" (القداس الغريغورى). "يا الله الذى أسلم ذاته عنا خلاصاً من أجل خطايانا" (القداس الغريغورى). "وبذلك ذاتك للذبح من أجل خطايانا، شفيتنا بضرباتك وبرئنا بجراحاتك" (صلاة بعد التناول). فالمسيح قبل الصليب بإرادته.. بل لقد جاء متجسداً لأجل أن يقدم ذاته ذبيحة عنا "لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم" (يو 37:18)، وقال لبيلاطس: "لم يكن لك على سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق" (يو 11:19)، ولذلك فقد سبق الصليب وأعطانا جسده المكسور ودمه المسفوك ليعلن بذلك أن ما حدث يوم الجمعة سبق وأن قبله بإرادته ونفذه بحريته يوم الخميس "الحكمة (المسيح) بنت بيتها... ذبحت ذبحها مزجت خمرها. أيضاً رتبت مائدتها... هلموا كلوا من طعامى واشربوا من الخمر التى مزجتها" (أم 2:9-5)، "دم المسيح الذى بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب" (عب 14:9)، "ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب 26:9). فالمسيح إلهنا هو الذبيحة الحقيقية وهو الكاهن الذى قدم ذبيحة نفسه وهو الله قابل الذبيحة ومعطى الغفران بموجبها لكل من يشترك فيها بالأكل والشرب والإيمانالمسيح حاضر على المذبح : "هوذا كائن معنا على هذه المائدة اليوم عمانوئيل إلهنا حمل الله الذى يحمل خطية العالم كله الجالس على عرش مجده" (صلاة القسمة). ويتجلى المسيح الذبيح عندما يرفع أبونا الإبروسفارين فنرى الخبز الموضوع فى الصينية (حمل الله) ويشهد الشماس فى لحن (اسبازيستى) "ارفعوا أعينكم ناحية الشرق لتنظروا المذبح. جسد ودم عمانوئيل إلهنا موضوعين عليه".. ويعلن الأب الكاهن للشعب "الرب معكم" ويطلب منهم "ارفعوا قلوبكم - اشكروا الرب".. وتصل الليتورجيا إلى قمة إستعلان حضور المسيح الإفخارستى عند حلول الروح القدس على الخبز والخمر ليحولها إلى جسد الرب ودمه حينئذ يخلع الأب البطريرك أو الأسقف تاجه ويترك عصا الرعاية (الحية النحاسية) ولا يعود الكاهن تلتفت للوراء أو يرشم الشعب أو يرشم الذبيحة لأن المسيح رئيس الكهنة الأعظم قد حضر معنا على المائدة المقدسة وهو الذى يقوم بمباركة الشعب وتقديس ذبيحة نفسه. ويتقدم الكاهن ثالثة ليقدم أواشى للمسيح الذبيح.. إذ - كما شرحنا من قبل - كلما استعلن المسيح فى الكنيسة بهيبة الكاهن بطلبات - الأواشى الشعب واحتياجاته... مرة فى عشية وباكر (المسيح المحتجب) ومرة فى الإنجيل (المسيح المعلم) هنا للمرة الثالثة (المسيح الذبيح). ومجىء المسيح للكنيسة يستدعى حضور مجمع القديسين معه... لأننا جميعاً - فى السماء وعلى الأرض - أعضاء جسده المقدس.. فحضوره يستلزم حضور أعضائه... لذلك ينتبه الأب الكاهن ويقدم صلوات عد ومع مجمع القديسين ويطلب سؤلاتهم عنا - علامة الشركة والاتحاد والحب مثالاً للثالوث المقدس الواحد. وفى النهاية المجمع يذكر الأب الكاهن آبائنا وأخوتنا الذين سبقوا فرقدوا وتنيحوا فى الإيمان الأرثوذكسى ونحن أيضاً الغرباء أن يحفظنا فى الإيمان وأن نكمل مثلهم... ثم يقسم الكاهن الجسد تمهيداً لتوزيع على المؤمنين.. والقسمة ترمز لآلام المسيح وتمزيق جسده بالصليب لذلك تكون صلواتها بلحن تذللى بخشوع.. وعندما يغمس أبونا (الأسباديقون) فى الدم المقدس ويرشم به الجسد إنما يعلن عن جراحات المسيح حيث يضخ الكاهن الجراحات بدم المسيح... فيظهر بالحقيقة المسيح إلهنا (حملاً قائماً كأنه مذبوح) سيدى يسوع المذبوح عنى... هوذا جراحاتك تنزف.. ودماؤك تقطر على المذبح. وها أنا أقف حائراً أمام حبك.. ألتمس قطرة من نزيف نعمتك. قطرة واحدة تطهر أعماقى وكل كيانى.. وتغسل وتبيض ثيابى التى لوثتها بخطيتى ونجاساتى. |
رد: النبوات عن السيد المسيح
المسيح الراعى
نيافة الأنبا رافائيل "لأنه جعل الأبوة مثل الخراف يبصر المستقيمون ويفرحون".أن المسيح فى الكنيسة كراع يرعى غنمه ويربضها ويعتنى بها "أنا أرعى غنمى واربضها يقول السيد الرب" (حز 15:34) والمسيح فى صعوده إلى السموات بعد قيامته كان يقصد أن يجلس عن يمين الأب بناسوته الذى أخذه منا ليمارس به ومن خلاله كهنوتاً أبدياً فى السموات حيث يجلس على العرش الإلهى ليرعى كنيسته.. يرعاها بحب واهتمام.. يرعاها بروحه القدوس الذى وعدنا أن يرسـله إلينا من عنـد الأب (يو 26:15) ليكون معنا ويكمث فينا (يو 16:14،17) ويستجلب لنا كل ما للابن من نعمة وعطية ومفاعيل خلاصية "ذاك يمجدنى لأنه يأخذ مما لى ويخبركم" (يو 14:16).. والروح القدوس ينتخـب فى الكنيسة أناساً يقيمهم خداماً يرعون شعب الله "أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله.." (أع 28:20) وهذه الرعاية التى يقوم بها الأباء ما هى إلا ممارسة كهنوت المسيح فى الكنيسة فالمسيح هو الكاهن الأعظم ورئيس الرعاة "وأقيم عليها راعياً واحداً فيرعاها عبدى داود (المسيح) هو يرعاها وهو يكون لها راعيا" (حز 23:34) وهو يرعى الكنيسة بنا ومن خلالنا لذلك فالكاهن فى الكنيسة هو (أب) ومن أجمل تقاليد كنيستنا القبطية أن ننادى الأب الأسقف والكاهن بلقب "أبونا" بل ويقف على قمة الهرم الكنسى شخص محبوب يسمى "البابا" ووظيفته "بطريرك" أى رئيس "الأباء" أو بالأولى "أب الأباء" فكل كهنوت كنيستنا هو أبوة روحية غامرة يتلقنها الكاهن "فى أية درجة" من المسيح ويشبع بها بفيض فتشع منه روحاً ينسكب فيغمر الكنيسة بفيض الحب والأبوة والاهتمام والرعاية "التراكم علىّ كل يوم، الاهتمام بجميع الكنائس، من يضعف وأنا لا أضعف، من يعثر وأنا لا ألتهب" (2كو 28:11،29) هذه هى الأبوة التى تنسكب كأنهار مياه حية من أحضان الثالوث المقدس فحتى العالم عبر الكاهن. 1- الرعاية : الراعى هو الأب الذى يقبل جميع أولاده - على علاتهم - ويهتم باحتياجاتهم ويسهر على راحتهم ويحمل همومهم ويتوب عنهم كمثل ما عمل أيوب من جهة بنيه "وكان لما دارت أيام الوليمة أن أيوب أرسل فقدسهم (أبناءه) وبكر فى الغـد وأصعد محرقات على عددهم لأنه قال: ربما أخطأ بنى وجدفوا على الله فى قلوبهم وهكذا كان أيوب يفعل كل الأيام" (أى 5:1). والكاهن فى قبوله الجميع لا يجذبهم إلى نفسه بل إلى من يمثله ويخدمه أى المسيح وعندما يقبلهم إنما يرى فيهم المسيح "ما فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم" (مت 40:25) لأن كل من اجتاز المعمودية قد صار بالحق عضواً فى جسد المسيح.. والكاهن مستأمن على جسد المسيح ليخدمه ومن هنا يصير اهتمام الكاهن بكل عضو فى الكنيسة هو اهتمام بالمسيح.. نعم أن هذا الاهتمام المتسع مؤلم أحياناً كثيرة ويصلب الكاهن صلباً ويحرمه من حقه الطبيعى فى الراحة والإجازة ولكن رغم ذلك فالأب دائماً يفرح بفرح أولاده ونجاحهم وتقدمهم وشبعهم. لذلك يعلمنا أبونا قداسة البابا شنوده "إذا تعب الكاهن يستريح الشعب وإذا استراح الكاهن يتعب الشعب" الكاهن يكسر ذاته فى أقدام وصبر وفرح بالآخرين.. وهذا هو صلب المسيح.. والخدمة لا تزيد عن كونها صليب المسيح. أن نخدم الناس يعنى أن نحيا فى محبة الله للناس، ومحبة الله هذه عبّر عنها بالصليب "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 16:3).. فالكاهن الأب يدخل فى خبرة هذه المحبة المصلوبة لأن هذا هو واقع خدمته.. أنه يقدم حباً بلا حدود لشعب متسع متباين فى فكره وقبوله لخدمة الكاهن.. قد يقابل حب الكاهن بعدم الاكتراث أو بالرفض ولكنه على كل حال أب.. يظل مجاهداً ومنبهاً ومنذراً ومشجعاً على رجاء، أن يخلص الابن ويقبل إلى الحق.. فالمسيح نفسه "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" (يو 11:1) ولكنه أكمل سعيه نحو خلاص البشر حتى التمام لأنه أب يحب أولاده.. وكذلك الكاهن "إن كانوا قد اضطهدونى فسيضطهدونكم" (يو 20:15)، "ليس عبد أعظم من سـيده ولا رسول أعظم من مرسله" (يو 16:13).. |
رد: النبوات عن السيد المسيح
فالكاهن يحمل نير المسيح وينحنى تحت أقدام الأبناء ليغسل قاذوراتهم وهو مترفق بهم "كنا مترفقين فى وسطكم كما تربى المرضعة أولادها هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً لأنكم صرتم محبوبين إلينا كنا نعظ كل واحد منكم كالأب لأولاده ونشجعكم، ونشهدكم لكى تسلكوا كما يحق لله الذى دعاكم إلى ملكوته ومجده" (1تس 7:2-12)، وهذا الحمل لا يسبب تأففاً للأب ولا يمثل عبء جهد غير محبوب بل بالعكس يصرخ مع معلمنا بولس الرسول: "أفرح فى آلامى لأجلكم" (كو 24:1) ففرح الكاهن بعطائه تلزمه بأن يعطى أكثر مما ينتظر الناس منه، ليس آيات ولا أعمالاً لا باهرة بل أبوة روحية حانية.
خدمة الكاهن هى أن يلد أبناء لله، ويتألم لأجل أبنائه ويسببهم كما يتألم معهم فى نموهم الروحى كأولاد لله، وهو لا يستطيع أن يلد حياة دون بذل حياته ولكن العجيب والمفرح في آن واحد أنه لا يبذل حياته هو، بل أن حياة المسيح هى التى تبذل وتنسكب من خلاله، وبقدر ما يبذل الكاهن نفسه حباً بالمسيح تكون الغلبة لحياة المسيح التى تعمل فى أولاده الله وتحييهم وهو معهم لحياة أبدية وبقدر البذل تستعلن الأبوة وحسن الرعاية ويتجلى المسيح الراعى فى شخص الكاهن. رأينا فيما سبق أن المسيح يحضر فى الكنيسة على أربعة مستويات : أ- المسيح المحتجب فى رفع بخور عشية وباكر. ب- المسيح المعلم فى قداس القراءات. ج- المسيح الذبيح فى قداس الأفخارستيا. د- المسيح الراعى فى شخص الأب الأسقف والأب الكاهن. والراعى فى الكنيسة هو أيضاً وسيط وقدوة للرعية ويستمد وساطته وقدوته من المسيح الراعى الأعظم.2- الوساطة : الوسيط هو من يقف فى الوسط بين فريقين يصل بينهما ويحاول التوفيق بينهما محاولاً إيجاد الوحدة الكاملة بينهما. والفريقان هنا هما الله والإنسان "ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا" (أى 33:9) ومعروف أن العلاقة الرائعة التى جمعت بين الله والإنسان فى الفردوس قد تشوهت وبترت بسبب السقوط فكان لابد من وسيط يقوم بالمصالحة.. ولم يكن الوسيط إلا ربنا يسوع المسيح الذى بذل نفسه فدية لأجل الجميع (1تى 5:2،6) فالمسيح هو رئيس الكهنة الأعظم (لحن ميغالو) ولكنه منذ البداية قد أختار أناساً ليمارس فيهم وبهم ومن خلالهم كهنوته الخاص "ثم دعا تلاميذه الاثنى عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها، ويشفوا كل مرض وكل ضعف" (مت 1:10)، "وبعد ذلك عين الرب سبعين آخرين أيضاً وأرسلهم أثنين، أثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعاً أن يأتى" (لو 1:10) إلا أن مهمتهم لم تنحصر فى هذا العالم ولم تقتصر عليه بل أعطاهم أن يمارسوا كل كهنوته، فهم معه حيث هو (يو 24:17) ويشتركون فى سلطانه (مت 18:28-20)، وما يحلونه على الأرض تحله السماء (مت 19:16) بل صار المسيح متجلياً فيهم حتى أنه قال لهم: "الذى يسمع منكم يسمع منى والذى يرذلكم يرذلنى" (لو 16:10) فالكاهن هو حضور شخصى للمسيح فى الكنيسة - لاحظ أن ألحان استقبال الأسقف فى الكنيسة هى ألحان تعلن عن حضور المسيح (أبؤرو ايفلوجيمينوس اكسماروؤت) وبهذا المنظور يكون الكاهن وسيطاً بين الله والناس إذ أنه يمثل شخص ربنا يسوع المسيح فهو من جهة متحد بالمسيح ومن جهة أخرى يجمع كل الشعب فى قلبه بالأبوة والحب ليوحدهم بالمسيح.. الكاهن يتم فى أحشائه كل يوم سر أشبه ما يكون بما حدث فى بطن العذراء حيث يجتمع ما هو إلهى (المسيح فيه) مع ما هو إنسانى (أبوته لكل الشعب) "مأخوذ من الناس يقام لأجل الناس فيما لله" (عب 1:5)، "أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم" (غل 19:4). إن هذه المعاناة اليومية التى يقاسيها الكاهن ما هى إلا علامات أبوته التى بها يحمل هموم الناس ويطرحها تحت قدمى المسيح.. أنه يتوب مع كل تائب "عبدك (فلان) وضعفى نحن المنحنين برؤوسنا أمام وجهك المقدس ارزقنا رحمتك، اقطع عنا كل رباطات خطايانا.." (التحليل الذى يقرأه الكاهن على رأس المعترف) ويصلى عن كل مريض ومسافر ومنتقل.. ويطلب عن خلاص العالم والبهائم والزروع والمياه واليتيم والغريب والضيف، ويئن مع الذين فى السجن والمنفى ومع المظلومين والمتألمين ويرفع تنهدات بنى البشر لله أمام المذبح حاملاً عار الناس وخطيتهم متشبهاً بالمسيح الذى منه تستمد كل أبوة وكل قوة.3- النموذج : ليس الكاهن واعظاً ولكنه أب يسلم أولاده روح المسيح أنه أكثر من أن يكون معلماً أو مرشداً روحياً بل هو شاهد عيان لانسكاب الروح القدس فى أبنائه، أنه إنسان تتجلى فيه بوضوح روح النبوة فى العهد الجديد - ليس بمعنى من يتنبأ بالمستقبلات بل من ينبئ بفكر الله وإرادته ويعلنه ويعلمه للناس. الكاهن فى الكنيسة يقود أولاده نحو المسيح فى مسيرة روحية متدرجة يتبعون خطواته فيما هو يتبع خطوات المسيح "لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين فى المسيح لكن ليس آباء كثيرون لأنى أنا ولـدتكم فى المسيح يسوع بالإنجيل فاطلب إليكم أن تكونوا متمثلين بـى" (1كو 15:4،16)، "كما أنا أيضاً بالمسيح" (1كو 1:11). فالحياة الروحية التقوية لا تلقن، ولا يقدر المعلم الروحى إلا أن يساعد على نضجها ونموها، وهذا يكون بحياته وسلوكه التلقائى العفوى التقوى، ويكن بالتفاف الأبناء حوله ليشربوا منه روح التقوى والعفة والوداعة "كن قدوة للمؤمنين فى الكلام فى التصرف فى المحبة فى الروح فى الإيمان فى الطهارة" (1تى 12:4). وروح المسيح هذه تنتقل من جيل إلى جيل خلال الآباء الذين يحملون الوديعة ويسلمونها لأبنائهم بأمانة وتقوى "كونوا متمثلين بى معاً أيها الأخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة" (فى 17:3)، "وأنتم صرتم متمثلين بنا وبالرب.. حتى صرتم قدوة لجميع الذين يؤمنون" (1تس 6:1،7)، "لكى نعطيكم أنفسنا قدوة حتى تتمثلوا بنا" (2تس 9:3)، "وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً" (2تى 2:2)، "وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فىّ فهذا افعلوا" (فى 9:4). هنا - وبسبب الأبوة فى الكنيسة - لم يعد الإيمان نظريات فلسفية تحارب عنها الكنيسة ضد الهراطقة أو مجرد تحديدات قانونية أقرتها الكنيسة فى مجامعها المسكونية، بل هو حياة يعيشها الآباء فيلتقطها منهم الأبناء لينقلوها بدورهم إلى الأحفاد "من جيل إلى جيل وإلى دهر الدهور أمين". إن سبب نقاوة إيمان أثناسيوس (تقواه)، وسبب تمسك الأقباط بإيمان أثناسيوس أنه (أبوهم).. ولا عجب فأثناسيوس نفسه شرب روح التقوى من أبيه (أنطونيوس). لقد عاش الآباء سر الثالوث ففهموا كيف تكون الأبوة والبنوة والروح الواحد ضار الثالوث المعاش فيهم مصدر روح الأبوة فيهم فالتقط الأبناء روح الثالوث وأدركوه لا على مستوى العقل بل على مستوى الخبرة الحياة المعاشة فى الكنيسة من خلال وحدة الكنيسة (الله الواحد) وتنوع أعضائها (الله الثالوث). كذلك عاش الآباء سر التجسد فأدركوا كرامة الجسد وقداسة المادة وسلكوا كما يليق بتجسد الابن الوحيد وحضوره فى العالم وسطنا.. وكان التجسد الإلهى ينبوع تقواهم ونظرتهم المقدسة للجسد والمادة والعالم والكون.. والتقط الأبناء نفس الروح وعاشوها. والأب الروحى فى قيادته لتلاميذه صاعداً بهم إلى القمم الروحية يأخذوهم هويداً، هويداً لئلا يستكدهم بحماس روحى مزيف، فروح الأبوة لا ينتقل من الأب إلى تلاميذه بطريقة فورية إنما يتطلب نمواً ناضجاً هيناً يصير بعد معاناة وطول أناة "هذا أصلية أن تزداد فى المعرفة وفى كل فهم" (فى 9:1)، أنه "أنس ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام أسعى نحو الغرض لأجل جعاله دعوة الله العليا فى المسيح يسوع" (فى 13:3،14)، والآباء الأقباط يعرفون أن نقطة الانطلاق لهذا النمو التدريجى الأصيل هى المعمودية.. ففيها أخذنا كل موهبة وكل نعمة نحتاجها على مدى جهادنا الروحى الطويل بطول العمر.. ودور الأب أن يطلق فينا هذه الطاقات تدريجياً - ويدعمها يومياً بنعمة الأفخارستيا، فيصير الصليب - مترجماً علمياً بالمعمودية والأفخارستيا - ينبوع جهادنا ونمونا منسكباً فينا من خلال أنامل الأب الروحى. ربى يسوع دعنى أراك وأتلامس معك فى أبوة أبى الكاهن وفى ذبيحتك الأفخارستيا دع حضورك فىّ أن يكون دائماً لأشبع بك وأتحد بك وتصير فىّ وأنا فيك آمين. |
رد: النبوات عن السيد المسيح
المسيح المحتجب
نيافة الأنبا رافائيل كما أنه لا يمكن أن تتخيل جسداً يعيش بدون رأس هكذا لا يمكن أن تكون الكنيسة بدون المسيح... فالمسيح للكنيسة هو المعنى والمحتوى والرأس للجسد وبدونه تتحول الكنيسة إلى مؤسسة إنسانية جوفاء... المسيح للكنيسة هو تاريخها وطقسها وعقيدتها وخدمتها... المسيح هو الكل فى الكل، فإذا مارسنا الكنيسة دون أن نكتشف المسيح فيها فباطل هو عناؤنا وباطلة هى ممارستنا ونكون كمن يحرث فى المياه.والمسيح حاضر فى الكنيسة على الدوام (عمانوئيل إلهنا فى وسطنا الآن بمجد أبيه والروح القدس) حسب وعده الصادق "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت 20:28) فإذا اجتمعت الكنيسة يحضر المسيح "لأنه حيثما أجتمع اثنان أو ثلاثة بأسمى (الكنيسة) فهناك أكون فى وسطهم" (مت 20:18)، ولأن الكنيسة هى إجماع دائم لا ينقطع (جعلنا له شعباً مجتمعاً) حتى ولو لم يظهر هذا دائماً - فالمسيح إذا حاضر فى الكنيسة بدون انقطاع المسيح حاضر يرعى شعبه ويجمعهم كالحملان "هوذا السيد الرب بقوة يأتى وذراعه تحكم له هوذا أجرته معه وعملته قدامه كراع يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان وفى حضنه يحملها ويقود المرضعات" (أش 10:40،11). والمسيح حاضر أيضاً ليسند جهادنا الضعيف بنعمته القوية وليعطينا حياة من حياته بدمه وجسده.. وفى النهاية وبالإجماع المسيح حاضر فينا ليعطى وجودنا معنى وقيمة ولعبادتنا قوة وقبولاً "لأنكم بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو 5:15)، والكنيسة عروس المسيح تعرف سره وتفهم قصده وتميز حضوره وتتفاعل مع هذا الحضور الإلهى وتعبر عنه فى طقسها بطرق متعددة تتناسب مع مستوى هذا الحضور فحضور المسيح فى الكنيسة يكون على أربعة مستويات: 1- المسيح المحتجب : حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل المخلص (أش 15:45). 2- المسيح المعلم : أنتم تدعوننى معلماً وسيداً وحسناً تقولون لأنى أنا كذلك (يو13:13). 3- المسيح الذبيح : أظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه (عب 26:9). 4- المسيح الراعى : "لأن الخروف الذى فى وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية" (رؤ 17:7). المسيح المحتجب : عند اجتماع الكنيسة وحضور المسيح يتقدم الكاهن ليفتح ستر الهيكل معلناً بهذا أن باب السماء مفتوح أمام المؤمنين المجتمعين معاً حول المسيح (إذا ما وقفنا فى هيكلك المقدس نحسب كالقيام فى السماء)، وإدراكاً منا أن السماء لا تفتح أمامنا إلا بالرحمة إذ هى باب الرحمة لذلك يقول الكاهن فيما يفتح الستر (ارحمنا يا الله الأب ضابط الكل...) وعندما يفتح الهيكل يدرك بالإيمان أنه فى حالة مواجهة سرية مع المسيح الساكن فى الهيكل "ما أرهب هذا المكان ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء" (تك 17:8)، حقاً إن الرب فى هذا المكان وأنا لم أعلم (تك 16:28). حينئذ يخر الكاهن ساجداً للمسيح قائلاً: (نسجد لك آيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا). ثم يقود الكاهن الشعب فى تقديم الشكر للمسيح من اجل حضوره فى الكنيسة إذ حضوره فينا (سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا إليه وأشفق علينا وعضدنا وأتى بنا إلى هذه الساعة). ويتقدم الكاهن ليرفع البخور حول المذبح إعلاناً عن حضور الله - حيث حضوره دائماً مصحوب بالدخان والاحتجاب - "وإما موسى فأقترب إلى الضباب حيث كان الله" (خر 21:20) طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه (2صم 10:22) قال الرب إنه يسكن فى الضباب (1مل 12:8) السحاب والضباب حوله (مز 2:97) وعندما ترتفع حلقات دخان البخور فى الهواء ويختفى أبونا فى سحابه البخور تدرك الكنيسة حضور المسيح السرى فتهتف فى أرباع الناقوس (نسجد للأب والأبن والروح القدس... تعالوا فلنسجد للثالوث القدوس... عمانوئيل إلهنا فى وسطنا الآن بمجد أبيه والروح القدس) ولأن السحاب فى ضمير الكنيسة هو رمز لجماعة القديسين "سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا" (عب 1:12) سيأتى المسيح دائماً وفى مجيئة الثانى معهم وفى وسطهم "وحينئذ يبصرون أبن الإنسان آتياً فى سحاب بقوة كثيرة ومجد" (مر 26:13)، "متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين" (مر 38:8). فعندما ترتفع سحابة البخور فى اجواء الكنيسة ينشد المرتلون (السلام للكنيسة بيت الملائكة السلام للعذراء التى ولدت مخلصنا) ثم تعطى السلام كذلك لكل صفوف الملائكة والآباء والرسل والشهداء والقديسين (أرباع الناقوس). هنا الكنيسة فى مجد تجليها مع المسيح على جبل الحب هنا الكنيسة المدعوة لمجد المسيح ومجد أبيه والروح القدس. هذا التجلى الرائع بسبب حضور المسيح فى بيته بين رعيته القديسين و أهل بيت الله (أف 19:2) يدفع الأب الكاهن أن يقف ليستدعى أعضاء الجسد الغائبين عن الحضور معنا ههنا... فيذكر أولاً آباءنا واخوتنا الذين رقدوا وتنيحوا فى الإيمان بالمسيح منذ البدء (أوشية الراقدين فى العشية) ويتوسل عنهم مكملاً توبتهم طالباً عنهم ولهم الحل والغفران لنكون جميعاً معه دون أن يفقد منا ظلف بل (جميع المسيحيين الأرثوذكسيين الذين فى المسكونة كلها) أما فى رفع بخور باكر فيذكر أبونا المرضى والمسافرين إذا أن الليل يذكرنا بانقضاء العمر واليوم الجديد يعطينا رجاء جديداً وفرصة شفاء من أمراض الخطية (النفس والجسد والروح) وفرصة تكميل (غربتنا فى هذا العمر). هنا وبسبب حضور المسيح - تكون الكنيسة قد اجتمعت بأعضائها المنظورين والغائبين بالجسد، فتراها الكنيسة فرصة أن تعطى تمجيداً لجماعة القديسين الحاضرين فى وسطنا فترتفع أصوات المرتلين فى سيمفونية هادئة تعبر بالكلام والأنغام عن الحب والفرح والشركة فيما نرتل (الذكصولوجات) للقديسين. باللروعة والبهاء... إن الليتورجيا (الصلوات المرتبة) تحقق معنى الكنيسة ووجودها... إن التطبيق العملى للمفاهيم المدرسية عن لاهوت الكنيسة هو الاشتراك فى ليتورجيتها.. فببساطة اللاهوتى فى كنيستنا هو من يندمج فى الكنيسة ويحيا حياتها.. اللاهوتى عندنا هو من يدرك حضور المسيح سرياً فى كنيسته على الدوام يشاركها ويباركها ويقدسه.. فليس اللاهوت علوماً تدرس فى الأكليركية ولكنه حياة نعيشها مع المسيح فى بيته الخاص فى رعية مع القديسين وأهل بيت الله (أف 19:2). ربى يسوع الحاضر فينا على الدوام، أننى آسف وقلبى يأكلنى لأننى لم أحترم حضورك، بل تعديت وأخطأت وأسأت لمجلسك البهى، لم أكن جاهلاً... بل أنا ضعيف، لست عنيداً ضدك... ولكننى أحبك، أننى لا أرفض التوبة... ولكن ميولى رديئة، ضعفاتى وسقطاتى وتعدياتى تطفئ جذوة الحب والفرح، فأعود إليك بالرجاء.. لن أيأس ولن أتركك، فأنت هو حياتنا كلنا وخلاصنا كلنا ورجاؤنا كلنا وشفاؤنا كلنا وقيامتنا كلنا، أنت هو طهارتى وقوتى وفرحتى وثباتى. أعلم أن الخطية هى إلحاد لحظى لأننى بها أعبرّ عن إيمانى بعدم حضورك... أو بأن حضورك لا يهمنى. شئ فظيع جداً ولكننى أتوب إليك معترفاً بلاهوتك وحضورك وملئك للوجود وأننى بك أحيا وأتحرك وأوجد. فأقبل توبتى وأغفر لى.. وتفضل استعلن ذاتك فى حياتى ونبه قلبى وضميرى لحضورك فلا أعود أستحل لنفسى الخطأ بل أكون فيك على الدوام آمين، |
رد: النبوات عن السيد المسيح
المسيح المعلم
نيافة الأنبا رافائيل "ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل. فلما جلس تقدم إليه تلاميذه ففتح فاه وعلمهم قائلاً" (مت 1:5).هذا ما يحدث كل يوم بالكنيسة.. إذ يرى المسيح شعبه المجتمع يصعد إلى الجبل (المنجلية - الإنجيل) ويبدأ حديثه العذر معنا ليعزينا ويشجعنا وينهض قلوبنا للتوبة والجهاد المحبوب... وإذ تؤمن الكنيسة أن قارئ الإنجيل فى القداس هو المسيح نفسه لذلك فهي تعبر عن هذا الإيمان فى طقسها المشبع بترتيبات تبرز شخص ربنا يسوع المسيح حاضراً فى وسطنا كرب للبيت وأب للأسرة يضم أبناءه تحت جناحيه وهو "يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مت 29:7). فبعد الانتهاء من قراءة السنكسار (سير القديسين) كامتداد للإبراكسيس (أعمال الرسل) يتجلى المسيح المعلم وتراه الكنيسة بين الإيمان فتستعير تسبيح السمائيين وتهتف بلحن أجيوس بطريقة الانتيفونيا (المرابعة) "وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" (أش 3:6)، فيقول الخورس البحرى الربع الأول ثم الخورس القبلى الربع الثانى وهكذا متشبهين بالسمائيين عن استعلان ربنا يسوع المسيح وأثناء ترتيل لحن (أجيوس) يمسك الكاهن الشورية ويرفع البخور كالسماء تماماً "وامتلأ البيت دخاناً" (أش 4:6). وهنا تعبر سحابة البخور الكثيفة عن حضور ربنا يسوع المسيح كما ذكرنا سابقاً. فيقف الأب الكاهن ليخاطبه قائلاً: "أيها السيد الرب يسوع المسيح إلهنا الذى قال لتلاميذه القديسين ورسله الأطهار. إن أنبياء وأبرار كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا. وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا وأما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تبصر، ولآذانكم لأنها تسمع" (راجع مت 16:13،17). لقد كان التلاميذ مطوبين لأنهم سمعوا ورأوا رب المجد وها نحن الآن ننال نفس الطوبى لأنه سيحضر ويكلمنا بشخصه المبارك القدوس. وتعتبر هذه الصلوة (الأوشية) هى الجزء التأسيسى فى قداس القراءات (الموعوظين) إذ هى المرجع الكتابى الإنجيلى لحقيقة حضور المسيح المعلم فى الكنيسة "طوبى لأعينكم لأنها تبصر ولآذانكم لأنها تسمع" (مت 16:13). وقبل أن يعزينا المسيح إلهنا بكلماته المقدسة نتوسل إليه من أجل أخوتنا الغائبين عنا بالجسد (الراقدين والمرضى) "الذين سبقوا فرقدوا نيحهم، المرضى أشفهم" مع الكنيسة فى حضرة المسيح وهو يعلمنا "لأنك أنت حياتنا كلنا، وخلاصنا كلنا، ورجاؤنا كلنا، وشفاؤنا كلنا، وقيامتنا كلنا". المزمور والمزمور السابق للإنجيل له ثقل لاهوتى وتفسيرى لا يستهان به. إذ يسبق ويشير إلى المسيح بروح النبوة كمثل يوحنا المعمدان، لذلك عندما نسمع الشماس يرتل "ابصلموس دافيد" فإنه يعنى "مزمور عن داود" فكلمة داود هنا فى اللغة اليونانية فى حاله (القابل) وليست فى حالة (المضاف إليه) فليس التعبير هو "مزمور لداود" ولكنه "مزمور عن داود" وداود هو الاسم النبوى والشعرى لربنا يسوع المسيح "بعد ذلك يعود بنو اسرائيل ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم ويفزعون إلى الرب وإلى جوده فى آخر الأيام" (هو 5:3). "فأخلص غنمى.. وأقيم عليها راعيا واحد فيرعاها عبدى داود هو يرعاها وهو يكون لها راعيا. وأنا الرب أكون لهم إلها وعبدى داود رئيساً فى وسطهم. أنا الرب تكلمت" (حز 22:34-24). "وداود عبدى يكون ملكاً عليهم ويكون لجميعهم راع واحد" (حز 24:37)، "وعبدى داود رئيس عليهم إلى الأبد" (حز 25:37)، "يخدمون الرب إلههم وداود ملكهم الذين أقيمه لهم" (أر 9:30). واضح طبعاً أن هؤلاء الأنبياء لا يتكلمون عن داود بن يسى إذ أنهم جاءوا بعده بأجيال كثيرة ولكنهم يتكلمون بروح النبوة عن داودنا الجديد ربنا يسوع المسيح.. وكلمة داود بالعبرية هى كلمة ودود بالعربية أى المحبوب وهو لقب للمسيح "لمدح مجد نعمته التى انعم بها علينا فى المحبوب" (أف 6:1). لذلك نعود فنقول أن المزمور السابق للإنجيل يتحدث دائماً عن ربنا يسوع المسيح بروح النبوة ليبرزه لنا حاضراً فى الكنيسة معزياً شعبه بكلمات نعمته المحييه. سمعان الكاهن بعد الأوشية يصعد الشماس إلى الهى ومعه البشارة (الإنجيل).. ويمسك الكاهن البشارة حاسباً أن ما بين يديه هو تجلى لربنا يسوع المعلم فيهتف مع سمعان المبارك: "الآن يا سيد تطلق عبدك بسلام حسب كقولك لأن عينى قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل" (لو 29:2-32). إن العبارة التى قالها سمعان فى الهيكل عندما حمل السيد وهو طفل رضيع.. هى نفسها العبرة التى يرددها الكاهن الآن باعتباره يحمل المسيح فيما يحمل الإنجيل... أليس الإنجيل هو كلمة الله؟! فالمسيح إذا حاضر فى إنجيله. البخور للإنجيل وكلمة الإنجيل تعنى الرسالة الحسنة أو البشارة الموجهة لذلك فنحن نؤمن أن المسيح هو إنجيلنا هو الرسالة الحسنة وبشارة الخلاص المفرحة.. فالمسيح هو محور الإنجيل ومركزه ومحتواه وموضوعه.. لذلك عندما يبخر الكاهن للإنجيل قائلا سراً: "اسجدوا لإنجيل يسوع المسيح ابن الله الحى. له المجد إلى الأبد" إنما يعنى السجود للمسيح رأساً.. لأن الإنجيل هو المسيح، والمسيح حاضر فى الإنجيل (فى ضمير وفهم الكنيسة). الاستقبال الملوكى كل ما سبق كان تهيئة للحظة المقدسة التى ينتج فيها المخلص فاه ويعلمنا من إنجيله.. لذلك يهتف الشماس فيها الشعب "قفوا بخوف الله لسماع الإنجيل المقدس". وينحنى الكاهن رافعاً الإنجيل فوق رأسه مردداً: "مبارك الآتى باسم الرب" أنها نفس العبارة التى أستقبل بها أطفال أورشليم المسيح.. وأيضاً يرددها الشعب عن التناول من الأسرار المحيية. إننا بها نستقبل المسيح المعلم الآتى باسم الرب، ويرد الشعب "المجد لك يارب - ذكصاسى كيرى". وفى مقدمة القراءة ليعلن الشماس (أو الكاهن) عن شخصه القارئ فيقول: "ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا يسوع المسيح ابن الله الحى له المجد إلى الأب"، "بين شويس". وهى نفس العبارة التى يرددها الكاهن عند حلول الروح القدس فى القداس وتحويل الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه.. وهذه العبارة تعلن عن شخصية المسيح على المذبح أو سابقاً على المنجلية. سر الإنجيل إن سر الإنجيل الذى يصليه الكاهن سراً أثناء قراءة إنجيل القداس إنما يعبر ببراعة عن إيمان الكنيسة إن المسيح حاضر وهو يقرأ الإنجيل بنفسه فيبدأ "أيها الطويل الأناة الكثير الرحمة الحقيقى اقبل سؤالاتنا وطلباتنا منا. أقبل ابتهالاتنا منا وتوبتنا واعترافتنا على مذبحك المقدس الطاهر السمائى: فلنستحق سماع أناجيلك المقدسة ونحفظ وصاياك وأوامرك ونثمر فيها بمئة وستين وثلاثين...". هذه الصلاة يتلوها الكاهن وبيده الشورية ووجهه نحو المنجلية إيماناً منه بحضور المسيح ثم يعقبقها بطلبات (أواشى) من أجل المرضى والمسافرين والأهوية والمياه والثمار وخلاص الناس والبهائم ورئيس الجمهورية والمسجونين والراقدين وأصحاب القرابين والمتضايقين والموعوظين.. نفس الوضع الذى يتبناه الكاهن عندما يرى المسيح حاضراً أمامه على المذبح بعد سر حلول سر حلول الروح القدس.. وكأنما كلما استعلن المسيح فى الكنيسة يهتف الكاهن متوسلاً إليه بالطلبات عن الشعب والكنيسة والعالم.. لأن الكاهن المسيحى هو كاهن للخليقة كلها. ومسئول عن رفع طلباتها أمام الله وأن يشفع فيها "الكاهن هو ابريسفتيروس أى شفيع" وأن ينوب عنها فى تقديم التسبيح لله. لذلك فكلما سنحت الفرصة له يرفع الأواشى متوسلا عن الخليقة كلها وهذا هو سر تكرار الأواشى فى القداس.. ففى كل مرة يستعلن المسيح يطلب الكاهن منه عن الكنيسة والشعب.. وبعد الانتهاء من قراءة الإنجيل يسجد الشعب والكاهن قائلين المجد لله دائماً.. والمجد لله لأنه حاضر فينا ومتجلى بيننا.. ويدخل الكاهن والشماس إلى الهيكل لكى تبدأ مرحلة جديدة من القداس فيها يتوارى المسيح المعلم (يضع الشماس البشارة خلف كرس الكأس) لكى يظهر المسيح الذبيح (يرفع الكاهن الأبروسفارين). |
رد: النبوات عن السيد المسيح
المسيح فصحنا
نيافة الأنبا رافائيل أولاً: أريد أن اوضح أن خروف الفصح ليس هو الأصل والمسيح التطبيق. فكثيراً ما نفهم أن المسيح صنع لذلك لأنه ذكر فى النبؤات، وهو يطبق ذلك بل العكس هو الصحيح ان النبؤات جائت لتشير إلى المسيح.وخروف الفصح جائت كل مواصفاته لتنطبق على السيد المسيح، فالمسيح إذن هو علة النبوة، وليس النبوة هى علة المسيح. فالمسيح فصحنا هو الأصل وقد سبقوه وصنعوا خروف الفصح بالنبوة، والقصد هو المسيح الفصح. ومعنى كلمة فصح : كلمة عبرية تعنى "عبور" وهو نفس المعنى لكلمة "بصخة" ولكن بالنطق اليونانى، ونقلناها إلى القبطية بنفس النطق اليونانى، وقد أخذ عنها اللفظ الإنجليزى "pass" أى عبور أيضاً والمسيح هو العبور الحقيقى، ولذلك فسنتكلم عن : 1- المسيح العبور : والعبور الذى حدث فى العهد القديم كان بنوعين : أ- ان الملاك المهلك عبر على البيوت الملطخة بالدم فلم تهلك (وهذا هو الأهم). ب- عبور شعب اسرائيل البحر الأحمر وخروجهم من ارض مصر إلى أرض الجهاد فى سيناء. والمسيح هو العبور الحقيقى للنفس، فهو يأتى ويلطخ الإنسان بالدم فينتهى الموت، ويأتى الملاك المهلك فلا يستطيع أن يمس النفس التى تلطخت بالدم. والمسيح يلطخنا بالدم فى: المعمودية، الميرون، التناول، لأن كل أسرار الكنيسة تستمد قوتها من المسيح. فالمعمودية هى الصليب، المعمودية هى الدم وقد قال السيد المسيح عن نفسه ذلك: "لا يستطيعان أن يشربا من فى الكأس التى أشربها أنا، ولا يصطبغا من نفس الصبغة التى أصطبغ بها أنا". وهو هنا يقصد بالصبغة "الصليب"، ولفظ صبغة هو نفسه لفظ المعمودية، وهنا يصنع المسيح تطابق بين المعمودية والصليب. ونحن نقول اننا مدفونون معه فى المعمودية فهى إذن قبر وصليب وشركة فى الصليب والقيامة فكل من دخل إلى المعمودية صار ملطخاً بدم المسيح، وعندما يعبر عليه الملاك المهلك لا يقدر عليه تصير قوة الحياة فيه. فقد قيل فى العهد القديم: "أن الدم فيه النفس" فقد أمرهم ألا يشربوا الدم لأن فيه النفس، وفى العهد الجديد يقول: "خذوا اشربوا هذا هو دمى"، ألم تقول لا تشربوا الدم؟ فماذا نشربه الآن؟ فيقول المسيح: أنى لا أريد ان تشرب دم اخر سوى دمى أنا فقط، فكل دم فيه حياة ولكن حياة فانية (مزيفة) ان شربته فسوف تأخذ خطيته، ولكن دمى فيه البر والحياة ومن يشربه يأخذ الحياة التى لا يقوى عليها الموت. فنحن بإتحادنا بدم المسيح لا يقدر علينا الموت. فالمسيح هو عبورنا هو الذى جاء ورشم الجسد الإنسانى بدمه، وفى العهد القديم كان رشم الدم يكون على القائمتين والعبتة العليا (وهذا هو منظر الصليب). وهنا يمسح المسيح النفس بدمه فنأخذ الحياة ولا يقوى علينا الموت. أما عن عبور شعب اسرائيل فى البحر الأحمر فيخبرنا بولس الرسول أن هذه كانت معمودية فعند عبور شعب إسرائيل للبحر الأحمر كانوا عبيد، أما بعد خروجهم منه أصبحوا أبناء لله، وقد كانت المياه تحيطهم من كل جانب، وتبعهم فرعون وجنوده وهو يرمز إلى الشيطان. كذلك أيضاً فى المعمودية يكون الإنسان عبد للشيطان ثم بعد ذلك يصبح ابن لله. والمسيح هو العبور الحقيقى للنفس الذى عبر بنا من ظلمة الخطية إلى مجد البر، ومن عبودية الشيطان إلى حرية أبناء الله، عبر بنا وأخذنا معه إلى أرض سيناء. 2- كان هناك امر آخر فى الفصح وهو الفطير : فبعد أكل الخروف فى العهد القديم كان ينزع الخمير من البيت ويأكلوا الفطير وهو خبز غير مختمر، لماذا غير مختمر؟ أولاً : لأنه عند عبورهم أو قبل عبورهم كان معهم عجين غير مختمر، فعندما كانوا فى مصر وصدرت أو جائت لهم الأوامر بالتحرك كانوا يعجنوا الفطير وقد أخذوه معهم وخبزوه قبل أن يختمر. وهنا يريدنا المسيح أن نعيش فى احاسيس الناس الذين كانوا فى عجلة ولم يكن فطيرهم قد اختمر بعد. ثانياً : أن الخمير رمز للشر، ولذلك طلب مهم عزل الشر فالذى يأكل الخروف كان من المفروض أن يترك الخطية، ويسلك بما يليق بالاتحاد بهذا الوضع. ثالثاً : أن الخمير يرمز للعتيق، فالخمير هو فطر يضاف إلى العجينة وتنمو وتنتشر فيها، ثم يأخذوها لتخبز ولكن قبل ذلك يأخذوا قليلاً منها ليضعوه فى العجين الذى لليوم التالى فيختمر ثم يأخذوا منها لليوم التالى وهكذا.. فالخمير إذاً رمز للقديم، فأنا أخذ جزء من عجينة اليوم لأضعه فى عجينة اليوم التالى. ولذلك رفض الرب هذا، لأن الذى يدخل معه لابد أن يترك القديم ويبدأ بدأ جديد. ولذلك علينا أن ننسى العجينة القديمة ونضع عجينة جديدة فيها البر والحب والقداسة. ولكن لماذا يأكلوا الفطير لمدة اسبوع بالذات؟ لأن الأسبوع هو فترة زمنية متكاملة وترمز للعمر كله من الأحد إلى السبت، والأحد التالى يكون رمز للدهر الآتى وهو رمز أيضاً للأبد، ولذلك قصد المسيح ان يقوم فى يوم السبت وذلك لأنه بدأ دهراً جديداً. فقيامة المسيح هو دخول فى الأبدية ولذلك قصد أن يقوم فى فجر الأحد. وهنا يرينا أن الإنسان الذى يأكل الفصح يظل فى بر وقداسة فترة أسبوع كامل لكى يستطيع أن يدخل مع المسيح فى الأبدية وقيامته. 3- إن المواصفات التى اشترطت فى خروف الفصح تنطبق على المسيح تماماً : المسيح هو الأصل والخروف هو الصورة، الخروف هو الرمز والمسيح هو الحقيقة. أ- أن يكون صغير فى السن : وقد مات المسيح على الصليب وهو فى شبابه، وأيضاً عندما يكون صغير يكون حمل وديع لا يأذى أحد: والمسيح أيضاً لم يأذى أحد. ب- أن يكون صحيح وبلا عيب : والمسيح كان صحيح وبلا عيب. ج- يذبح الخروف فى داخل البيت (والبيت هو رمز للكنيسة): والمسيح يكون فى الكنسية. د- وقيل أن البيت الذى يكون عدده صغير ولا يستطيع أن يأكل افراده الخروف كله فى نفس اليوم يمكن له أن يشترك مع بيت أخر فى خروف واحد حتى ينتهوا منه فى نفس اليوم: وهذا يرمز لاشتراكنا معاً فى أكل جسد الرب ودمه. هـ- أيضاً لم يقل على خروف الفصح "خرفان" بل قالوا خروف بصيغة المفرد بالرغم من انهم كانوا يذبحون عدد كبير من الخرفان وهذا "رمز الوحدة" والمسيح الواحد الموجود فى كل مكان وعلى كل مذبح ولكننا لا نقول أجساد المسيح بل "جسد المسيح". والمسيح هنا يضمن لنا الوحدة فبالرغم من تعدد الذبائح ولكنه خروف واحد وأكله واحدة. وكذلك المسيح عندما نأكله ويضمنا فى وحدة معه. و- يذبحه كل جمهور اسرائيل فى العشية وهذا ما حدث للمسيح كل الناس قامت ضده، الكل قال اذبحه دمه علينا وعلى أولادنا ولم يقل إنسان واحد شئ أخر أو دافع عنه. (لم يوجد غير غريب الجنس "بيلاطس" الذى قال لا أجد علة فى هذا البار). وفى العشية أيضاً اسلم المسيح الروح فى هذا الوقت، وفى تلك السنة كان ذبح الخروف فى يوم جمعة وفى نفس الميعاد الذى صلب فيه المسيح ولذلك حكم المسيح فى عجلة وظلوا ساهرين طوال الليل لأن بعد ذلك لديهم عيد "عيد الفصح" وقد ذهبوا إلى بيلاطس فى الفجر حتى ينفذ لهم الحكم. وقد كان لدى الرومان نوعان للإعدام: الصلب وقطع الرقبة. قطع الرقبة : للمواطن الرومانى، وكان يحترمه ولا يغذبه فيقطع رقبته سريعاً. الصلب : للرعايا وكان فيه استهزاء وألم وفضيحة وموت بطئ. والسيد المسيح أرتضى أن يموت حسب النظام الرومانى وليس النظام اليهودى (الرجم) حتى لا يكسر عظم من عظامه وذلك لأنه حب الكنيسة وهو لا يهدم أو يكسر، والمسيح هنا قصد أن يموت ولكن بالنظام الرومانى بالصليب: لأنه عار وهو حمل عارنا. ولأن البديل هو قطع الرقبة وهو لا يريد أن ينفصل عن الكنيسة. كان الخروف يأكل مشوياً وهذا يرمز للألم الشديد (وليس مطبوخاً أو نيئاً) وهو يذكرنا بالآلام الشديدة التى تحملها المسيح. تأكلونه مع رأسه وأكارعة وجوفه: والرأس رمز للفكر، والأكارع للعمل والجوف للمشاعر والأعمال ونحن يجب أن نتحد مع المسيح فى فكره وفى العمل والروح نتحد بالمسيح كله. ولا تبيتوا منه للغد والباقى منه يحرق وذلك لأن المسيح لن يبيت على الصليب وهو دائماً متجدد. ونحن لا نبيت أيضاً من الذبيحة فى كنائسنا. تأكلونه على أعشاب مرة: رمز لآلام المسيح ونحن عندما نتناول يكون فينا مرارة التوبة، وعدم الأكل هنا حتى يكون الحلو مر، ويكون المسيح هو حلاوتنا. تأكلونه وأحقائكم مشددة وأحذيتكم فى أرجلكم وعصيكم فى أيديكم: كلها تشير إلى الاستعداد وأن يكون الإنسان غير متكاسل فى الخدمة أو العمل بل نكون دائماً مستعدون. وأيضاً المسيح مات ودفن سريعاً. أيضاً هناك الفترة بين شراء الخروف وذبحه (4 أيام) وهذه تشير إلى أزلية المسيح أن المسيح المذبوح قديم وموجود منذ الأزل. |
رد: النبوات عن السيد المسيح
http://www.masi7i.com/uploads/1429/1335/HGBRafael.gif
"قد عرفت أن كل ما يعمله الله أنه يكون إلى الأبد" (جا 14:3). هذه سمة أساسية تميز أعمال الله. أنها أعمال أبدية لا تنتهى... فإذا كنا نؤمن - بغير شك - أن المسيح هو الله المتجسد، فأعماله - بلا شك أعمال إلهية أبدية لا تنتهى.. وبالتالى فإن ذبيحة الصليب ذبيحة أبدية لا تنتهى حتى أن الملاك المبشر بالقيامة ذكر أنه "يسوع الناصرى المصلوب" (مر 6:16)، حتى بعد قيامته... ولا عجب فقد رآه يوحنا الرائى "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ 6:5)، ومعلمنا بولس يتكلم مع شعبه فى كورنثوس قائلاً: "لأنى لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً" (1كو 2:2). هذا الصليب الدائم والمستمر والأبدى يتجلى كل يوم على المذبح القدس فنرى يسوع "حملاً قائماً كأنه مذبوح". المسيح ذبيحة حقيقية : إن كل ذبائح العهد القديم من موسى وما قبل موسى لم تكن إلا رمزاً وإشارة للذبيحة الحقيقية التى قدمها ربنا يسوع بدم نفسه (عب 12:9) وقد سبق أن إشارة النبوات إلا هذا الذبيح العظيم "مثل شاه سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه. فى تواضع انتزع قضاؤه وجيله من يخبر به. لأن حياته تنتزع من الأرض" (أع 32:8،33). وعندما تساءل الخصى "عمن يقول النبى هذا. عن نفسه أم عن واحد أخر. ففتح فيلبس فاه وأبتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع" (أع 34:8،35)، أنه الرب يسوع الذى شهد عنه المعمدان قائلاً: "هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (يو29:1) والذى تكلم عنه أرميا بروح النبوة: "وأنا كخروف داجن يساق إلى الذبح" (أر 19:11)، وذبيحة يترنم بها السمائيون "لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة" (رؤ 9:5)، "مستحق هو الخروف أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة" (رؤ 12:5)، ونتغنى بها فى القداس الغريغورى: "أتيت إلى الذبح مثل خروف حتى إلى الصليب"، "احتملت ظلم الأشرار. بذلت ظهرك للسياط. وخديك أهملتهما للطم. لأجلى يا سيدى لم ترد وجهك عن خزى البصاق"، وقد استعارت الليتورجيا هذا النصوص من نبوة أشعياء القائل: "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا. محتقر فلم نعتد به. ولكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه... من الضغطة ومن الدينونة أخذ. وفى جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء أنه ضرب من أجل ذنب شعبى. وجعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته. على أنه لم يعمل ظلماً ولم يكن فى فمه غش. أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن. وإن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح. من تعب نفسه يرى ويشبع. وعبدى البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها... لذلك اقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصى مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين" (أش 2:53-12)، "بذلت ظهرى للضاربين وخدى للناتفين وجهى لم استر عن العار والبصق" (أش 6:50). عجيب أشعياء هذا المفتوح العينين الذى سبق ورأى يوم ابن الإنسان فتهلل ووصفه كرؤيا العين فحق بذلك أن يكون النبى الإنجيلى. "مقدسة ومملوءة مجداً هذه الذبيحة التى ذبحت عن حياة العالم كله" (قسمة الملائكة)، "هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد وذبح وانحنى بالصليب" (القسمة السريانية). الإفخارستيا ذبيحة غير دموية : إن الإفخارستيا التى سلمها المسيح لتلاميذه هى امتداد الصليب، ولكنها ليست تكرار للصليب لأن السيد المسيح قد صلب مرة واحدة لأجلنا "نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع لمسيح مرة واحدة" (عب 10:10)، وصليبه لم ينته بعد ولن ينتهى بل هو فعل أبدى - كما ذكرنا.. لذلك فالصليب يحضر كل يوم على المذبح فى سر الخبز والخمر اللذين أخذا قوتهما من قول السيد المسيح: "هذا هو جسدى، هذا هو دمى". وهنا تكون طبيعة الخبز والخمر صارت بالتقديس والإيمان هى ذات المسيح المذبوح لله دون إقحام الحواس. ودون تغيير فى المادة وشكلها وطعمها فنحن نتناول جسد الرب ودمه بالحق تحت أعراض الخبز والخمر "أظهر وجهك مع هذا الخبز" (صلاة التحول). وهذا مما يجعل الليتورجيا تلح وتؤكد على أن هذه الذبيحة ليست دموية (كالعهد القديم) ولكنها ذبيحة روحية نطقية عقلية حقيقية "هذه التى ليس دم الناموس حولها ولا بر الجسد لكن الخروف روحى، والسكين نطقية وغير جسمية" (صلاة الصلح باسيلى)، "الذبيحة الناطقة غير الدموية" (صلاة الحجاب)، "هذه الصغيرة المقدسة الناطقة الروحانية غير الدموية" (صلاة صلح كيرلس)، "هذه الذبيحة الناطقة وهذه الخدمة غير الدموية" (القداس الكيرلسى)، "ذبيحة ناطقة سمائية التى هى الجسد الإلهى والدم الكريم اللذان لمسيحك" (القسمة الوجيزة)، "الذى قبل من أيدينا نحن الضعفاء هذه الذبيحة العقلية والحقيقية وغير الدموية". والسيد المسيح أمرنا أن "اصنعوا هذا لذكرى" (لو 19:22)، وقوله: "اصنعوا" هنا يعنى "فعلاً" وليس "فكراً" للذكرى، والمعنى أن نصنع ونفعل ما عمله المسيح فى الإفخارستيا على رسم الصليب وما تم فيه، فهنا الإفخارستيا تعنى استحضار فعل الذبح وسفك الدم ليس لمجرد الذكر أو الذكرى بل الاستحضار الفعلى للاشتراك فى ذات السر، فكلما أكلنا الإفخارستيا وشربنا الكأس المقدسة فنحن نمارس الكسر الحقيقى للجسد والسفك الحقيقى للدم أى الصليب بكل أسراره الإلهية دون أن نسفك دماً جديداً ودون أن نذبح فصحاً آخر... هذا ما تعنيه الليتورجى بأن الذبيحة ليست دموية.. فخبز الإفخارستيا فعل وليس فكراً: أكل جسد ممزق مع أنه كان فى يده خبزاً، وشرب دم مسفوك مع انه خمر فى الكأس، فهو إعلان وأستعلان لسر موت الرب الدائم بالإيمان دون الاعتماد على الحواس بالتمزيق والسفك ومستمراً بطول الزمان إلى المنتهى. المسيح هو الكاهن الذى قدم ذاته : "هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسه. فإشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة. فتح باب الفردوس ورد آدم إلى رئاسته مرة أخرى.. من قبل صليبه وقيامته المقدسة ورد الإنسان مرة أخرى إلى الفردوس" (الأرباع الخشوعية فى دورة البخور). "أنت هو ذبيحة المساء الحقيقية الذى اصعدت ذاتك من أجل خطايانا على الصليب المكرم كإرادة أبيك الصالح" (سر بخور عشية). "وسبقت أن تجعل ذاتك حملاً بغير عيب عن حياة العالم" (أوشية التقدمة). "بذل ذاته فداء عنا إلى الموت الذى تملك علينا" (القداس الباسيلى). "لأنك فى الليلة التى أسلمت فيها ذاتك بإرادتك وسلطانك وحدك" (القداس الغريغورى). "يا الله الذى أسلم ذاته عنا خلاصاً من أجل خطايانا" (القداس الغريغورى). "وبذلك ذاتك للذبح من أجل خطايانا، شفيتنا بضرباتك وبرئنا بجراحاتك" (صلاة بعد التناول). فالمسيح قبل الصليب بإرادته.. بل لقد جاء متجسداً لأجل أن يقدم ذاته ذبيحة عنا "لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم" (يو 37:18)، وقال لبيلاطس: "لم يكن لك على سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق" (يو 11:19)، ولذلك فقد سبق الصليب وأعطانا جسده المكسور ودمه المسفوك ليعلن بذلك أن ما حدث يوم الجمعة سبق وأن قبله بإرادته ونفذه بحريته يوم الخميس "الحكمة (المسيح) بنت بيتها... ذبحت ذبحها مزجت خمرها. أيضاً رتبت مائدتها... هلموا كلوا من طعامى واشربوا من الخمر التى مزجتها" (أم 2:9-5)، "دم المسيح الذى بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب" (عب 14:9)، "ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب 26:9). فالمسيح إلهنا هو الذبيحة الحقيقية وهو الكاهن الذى قدم ذبيحة نفسه وهو الله قابل الذبيحة ومعطى الغفران بموجبها لكل من يشترك فيها بالأكل والشرب والإيمان المسيح حاضر على المذبح : "هوذا كائن معنا على هذه المائدة اليوم عمانوئيل إلهنا حمل الله الذى يحمل خطية العالم كله الجالس على عرش مجده" (صلاة القسمة). ويتجلى المسيح الذبيح عندما يرفع أبونا الإبروسفارين فنرى الخبز الموضوع فى الصينية (حمل الله) ويشهد الشماس فى لحن (اسبازيستى) "ارفعوا أعينكم ناحية الشرق لتنظروا المذبح. جسد ودم عمانوئيل إلهنا موضوعين عليه".. ويعلن الأب الكاهن للشعب "الرب معكم" ويطلب منهم "ارفعوا قلوبكم - اشكروا الرب".. وتصل الليتورجيا إلى قمة إستعلان حضور المسيح الإفخارستى عند حلول الروح القدس على الخبز والخمر ليحولها إلى جسد الرب ودمه حينئذ يخلع الأب البطريرك أو الأسقف تاجه ويترك عصا الرعاية (الحية النحاسية) ولا يعود الكاهن تلتفت للوراء أو يرشم الشعب أو يرشم الذبيحة لأن المسيح رئيس الكهنة الأعظم قد حضر معنا على المائدة المقدسة وهو الذى يقوم بمباركة الشعب وتقديس ذبيحة نفسه. ويتقدم الكاهن ثالثة ليقدم أواشى للمسيح الذبيح.. إذ - كما شرحنا من قبل - كلما استعلن المسيح فى الكنيسة بهيبة الكاهن بطلبات - الأواشى الشعب واحتياجاته... مرة فى عشية وباكر (المسيح المحتجب) ومرة فى الإنجيل (المسيح المعلم) هنا للمرة الثالثة (المسيح الذبيح). ومجىء المسيح للكنيسة يستدعى حضور مجمع القديسين معه... لأننا جميعاً - فى السماء وعلى الأرض - أعضاء جسده المقدس.. فحضوره يستلزم حضور أعضائه... لذلك ينتبه الأب الكاهن ويقدم صلوات عد ومع مجمع القديسين ويطلب سؤلاتهم عنا - علامة الشركة والاتحاد والحب مثالاً للثالوث المقدس الواحد. وفى النهاية المجمع يذكر الأب الكاهن آبائنا وأخوتنا الذين سبقوا فرقدوا وتنيحوا فى الإيمان الأرثوذكسى ونحن أيضاً الغرباء أن يحفظنا فى الإيمان وأن نكمل مثلهم... ثم يقسم الكاهن الجسد تمهيداً لتوزيع على المؤمنين.. والقسمة ترمز لآلام المسيح وتمزيق جسده بالصليب لذلك تكون صلواتها بلحن تذللى بخشوع.. وعندما يغمس أبونا (الأسباديقون) فى الدم المقدس ويرشم به الجسد إنما يعلن عن جراحات المسيح حيث يضخ الكاهن الجراحات بدم المسيح... فيظهر بالحقيقة المسيح إلهنا (حملاً قائماً كأنه مذبوح) سيدى يسوع المذبوح عنى... هوذا جراحاتك تنزف.. ودماؤك تقطر على المذبح. وها أنا أقف حائراً أمام حبك.. ألتمس قطرة من نزيف نعمتك. قطرة واحدة تطهر أعماقى وكل كيانى.. وتغسل وتبيض ثيابى التى لوثتها بخطيتى ونجاساتى |
رد: النبوات عن السيد المسيح
حتمية التجسد الإلهي
مراجع قيمة للاستزادة
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
هل انفصل لاهوت
عن ناسوته وقت موته ؟ عند خروج روح على الصليب ، حينما قال : " يا أبتاه : فى يديك استودع روحى " ( لو 23 : 46 ) . هل انفصل لاهوت المسيح عن ناسوته ؟ أو هل يمكن ان يموت كلمة الله على الصليب دون ان يموت اللاهوت ؟ الجواب • السؤالان حول قضية واحدة ... وللاجابه نسأل السؤال التالى : هل روح الإنسان تموت بموت الجسد ؟ طبعاً الروح لا تموت إنما الجسد هو الذى يموت. فإن كنت أنا الإنسان المسكين حينما أموت ، جسدى فقط هو الذى يموت وروحى لا تموت ، فبالأولى حينما نتكلم عن اللاهوت والناسوت لله الكلمة , • ناسوت المسيح يمكن ان يموت دون أن يموت اللاهوت ، ومعلمنا بطرس الرسول يورد الآيه التالية التى تدل عن ذلك : " مماتاً فى الجسد ولكن محيىً فى الروح . الذى فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن " ( 1 بط 3 : 18 ، 19 ) . مات على الصليب بالجسد ( جسدياً ) ولكن روحه الانسانية لم تمت ، فبالأولى لم يمت لاهوته. • أما للإجابة على التساؤل بخصوص انفصال لاهوت المسيح عن ناسوته عند خروج روحه على الصليب ، فإننا نقول المثال التالى للتوضيح : إذا غمسنا ورقة نشاف فى حوض زيت حتى تم امتصاص الزيت بواسطة النشاف، فهل اذاً قطعنا ورقة النشاف وهى بداخل حوض الزيت الى قطعتين ، هل ينفصل الزيت عن اى جزء من الورقة ؟ طبعاً لا ينفصل لانه متحد أصلاً بالورقة . هكذا انفصل الروح الانسانى للمسيح عن جسده الانسانى ، لكن اللاهوت المالئ الوجود كله كان متحداً بكل من الروح والجسد . إذا ذهب الروح الى الجحيم او الى الفردوس ففى جميع الاحوال الاتحاد الطبيعى الاقنومى قائم بين اللاهوت والناسوت . كما أن اللاهوت مالئ الوجود كله ، فلماذا تنفصل عنه ؟ الذى انفصل هو الكيان الانسانى فقط ( الروح من الجسد ) لكن اللاهوت لم ينفصل لا عن الروح ولا عن الجسد. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة • وهكذا نصلى فى القسمة السريانية فى القداس الالهى : ( واحد هو عمانوئيل إلهنا ، وغير منفصل من بعد الاتحاد وغير مفترق الى طبيعتين ، هكذا نؤمن وهكذا نعترف وهكذا نصدق) . مع ملاحظة ان اللاهوت ليس هو الورح الانسانى للمسيح . فاللاهوت أزلى والروح الانسانى له بداية . واللاهوت غير محدود ، والروح الانسان محدود . الروح الإنسانى خُلق أصلاً على صورة الله ومثاله ، ولكن اللاهوت كائن منذ الأزل كما قلنا. منقول من كتاب مائة سؤال وجواب فى العقيدة المسيحية الارثوذكسية (صـ 27 الى صـ 28 ) لنيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس |
رد: النبوات عن السيد المسيح
1 -من يكون المسيح؟ وماذا تكون طبيعته؟ إنه من روح اللَّـه ، كما يقول متى الرسول: الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس لذلك حل روح اللَّـه على العذراء مريم، ووجدت حبلى من الروح القدس، ولما كان
لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة قد وُلِدَ من روح اللَّـه، لذلك كانت لولادته نتيجتان حسب لوقا الإنجيلي: أنه قدوس، وأنه ابن اللَّـه وكلاهما يدلان على لاهوته. هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة 2 -السيد المسيح هو الرب : قد استخدم اسم الرب بالنسبة إلى لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة في مجال الخلق فقال بولس الرسول : ورب واحد يسوع المسيح ، الذي به جميع الأشياء ، ونحن به ( 1 كو 8 : 6 ) . 3 -السيد المسيح هو الرب : قد استخدم اسم الرب بالنسبة إلى المسيح في مجال المجد، فقال بطرس الرسول : انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح . له المجد الآن وإلى يوم الدهر ( 2 بط 3 : 18 ). وواضح أن هذا تعبير يدل على لاهوته. فشتَّان بين كلمة رب بالمفرد، وكلمة الرب . ثـم أكـثر منهمـا كلمـة ربنـا ومخلصنـا وهـيَ لا تُطلَـق إلاَّ علـى اللَّــه . 4 -السيد المسيح هو الرب : أُطلِقَ لقب الرب على لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة في أسفار العهد الجديد . وكمثال لذلك في سفر أعمال الرسل ، قال الرب لشاول : أنا يسوع الذي أنت تضطهده ... فقال : ... يارب ، ماذا تريد أن أفعل؟ ( أع 9 : 5 ، 6 ). وقال بولس الرسول : لكن بنعمة الرب يسوع المسيح نؤمن أن نخلص كما أولئك أيضاً ( أع 15 : 11 ). ولا شك أن هذا دليل على لاهوته . 5 -السيد المسيح هو الرب : استخدمت الملائكة لقب الرب بالنسبة إلى لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة سواء في البشارة بميلاده أو البشارة بقيامته. ففي الميلاد قال الملاك للرعاة: ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: أنه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب ( لو 2 : 10 ـ 11 ). وفي القيامة قال للمريمتين: أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو هَهُنا، لأنه قام كما قال. هلمـا انظـرا الموضـع الـذي كـان الـرب مضطجعـاً فيـه ( مت 28 : 5 ، 6 ) . 6 -السيد المسيح هو الرب : قيل عن أنه رب السبت ( مت 12 : 8 )في حديثه مع الفريسيين حول السبت وعمل الرحمة فيه، قال لهم في أسلوب يوجههم إلى لاهوته: إن هَهُنا أعظم من الهيكل ! ... إني أريد رحمة لا ذبيحة . وختم حديثه بقوله: فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً ( مت 12 : 1 ـ 8 ) هوذا يقول أنه رب السبت أيضاً وهو صاحب الشريعة فيه . 7 -السيد المسيح هو الرب : الرب اسم من أسماء اللـه وأُطلِقَ اسم الرب على لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة في مناسبات تدل على لاهوته ، ولعلَّ منها ذلك السؤال الذي حيَّر به الربُّ الفريسيين، حينما قالوا إن المسيح هو ابن داود. فقال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً : قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك ( مز 109 : 1 ) فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة (مت 22 : 43 ـ 46). 8 -السيد المسيح هو الرب : إن تعبير رب المجد دليل على اللاهوت لأن المجد ليس له رب إلا اللَّـه وحده ، الكُلي المجد. وتعبير رب المجد أقوى بكثير من عبارة له المجد . وقد قيلت العبارتان عن السيد المسيح. وتعبير رب المجد تكرر مرة أخرى في قول بولس الرسول عن الحكمة الإلهية التي لو عرفوها لَمَا صلبوا رب المجد ( 1 كو 2 : 8 ). 9 -السيد المسيح هو الرب : عبارة الرب يسوع هيَ آخِر عبارة يختمبها العهد الجديد تعال أيها الرب يسوع. نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين. ( رؤيا 22 : 20 ، 21 ). وكلمة ربنا شهادة واضحة على أنه اللـه. لأننا لا نقول ربنا لبشر. 10 -السيد المسيح هو الرب : استخدمت القديسة أليصابات هذا الاسم في استقبالها للعذراء . امتلأت من الروح القدس لما سمعت سلام القديسة مريم وقالت لها: مِن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلـيَّ ( لو 1 : 43 ). قالت ذلك في شعور بالانسحاق وعدم الاستحقاق لزيارة أم الرب لها. وكــان هـــذا اعترافـــاً بلاهوتـــه . |
رد: النبوات عن السيد المسيح
11 -السيد المسيح هو الرب : وقد أُطلِقَ على
لقب رب الأرباب وهو من ألقاب اللَّـه وحده. فقيل في سفر التثنية: لأن الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب ( تث 10 : 17 ). ونرى أن لقب رب الأرباب أُطلِقَ على فقيل في سفر الرؤيا: وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب ( رؤ 19 : 16 ). فمَن يكون رب الأرباب سوى اللَّـه نفسه. 12 -السيد المسيح هو الرب : قد استخدم اسم الرب بالنسبة إلى المسيح في الصلاة وهو مجال العبادة. لا يمكن أن توجَّه فيه كلمة ( يارب ) إلا للـه وحده. وفي يوم الدينونة حيث قال السيد المسيح: كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يارب يارب، أليس بِاسمك تنبأنا، وبِاسمك أخرجنا شياطين، وبِاسمك صنعنا قوات كثيرة ؟ فحينئذ أُصرِّح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم (مت7 : 22 ـ 23). 13 -السيد المسيح هو الرب : قد استخدم اسم الرب بالنسبة إلى المسيح في ساعة الموت مثل اسطفانوس أول الشمامسة يقول في ساعة موته: أيها الرب يسوع اقبل روحي ( أع 7 : 59 ). فهو هنا يعترف أن يسوع هو الرب ويقول هذا بعد أن رآه قائماً عن يمين اللَّـه في الأعالي. إنه اعتراف واضح بلاهوته. ومثله اعتراف اللص اليمين الذي قال له : اذكرني يارب متى جئتَ في ملكوتك . 14 -السيد المسيح هو الكلمة : دعي لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة بالكلمة وعبارة ( الكلمة) هي في اليونانية اللوغوس وهي تعني عقل اللَّـه الناطق أو نطق اللَّـه العاقل. فهي تعني العقل والنطق معاً. ومادام المسيح هو عقل اللَّـه الناطق، إذاً فهو أزلي، لأن عقل اللَّـه كائن في اللَّـه منذ الأزل. 15 -جلوس لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة عن يمين الآب : إن عبارة الجلوس عن يمين الآب، تعني أن مرحلة إخلاء الذات قد انتهت ودخل الابن في مجده. ولهذا قيل في مجيئه الثاني إنه يأتي بمجده ومجد الآب ( لو 9 : 26 ). وقيل أيضاً: قال الرب لربي اجلس عن يميني … ( مز 110 : 1 ). وهنا يمين الآب تعني قوة الآب وعظمته. 16 -السيد المسيح وقدرته علي الخلق: لاشك أن الخالق هو اللـه. وقصة الخليقة تبدأ بعبارة: في البدء خلق اللـه السموات والأرض ( تك 1 : 1 ). ويقول يوحنا الإنجيلي عن السيد المسيح: كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان ( يو 1 : 3 ) وهنا لا يذكر فقط أنه الخالق، إنما أيضاً بغيره ما كانت هناك خليقة. ويقول أيضاً: كان في العالم، وكوِّن العالم به ( يو 1 : 10 ) ويقول بولس الرسول: الذي به أيضاً عمل العالمين ( عب 1 : 2 ) . 17 -السيد المسيح وقدرته علي الخلق : من المعجزات التي ذكرها الكتاب عن لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة التي تدل على قدرته على الخلق معجزة إشباع خمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين ( لو 9 : 10 ـ 17 ) وهنا خلق مادة لم تكن موجودة . وأيضاً منح البصر للمولود أعمى ( يو 9 ) لقد خلق له لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة عينين لم تكونا موجودتين من قبل . وخلقهما من الطين مثلما خلق الإنسان الأول . 18 -السيد المسيح مُعطي الحياة : لم يحدث مطلقاً أن إنساناً تحدث بهذا الأسلوب ، الذي به يكون واهباً للحياة، ومعطياً لها ، وأنه يعطي حياة أبدية لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3 : 15 ) وأنه يُحيي مَن يشاء . والذي يتبعه يحيا إلى الأبد، ولا يهلك ، ولا يخطفه أحد من يده ... إنها كلها أعمال من سلطان اللـه. 19 -السيد المسيح معطي الحياة : يقول عنه القديس يوحنا الإنجيلي فيه كانت الحياة ( يو 1 : 4 ) والسيد المسيح قد أعطى الحياة هنا ، وفي الأبدية وهذا عمل من أعمال اللَّـه وحده. وقد أعطى الحياة في إقامته للموتى مثل إقامة ابنة يايرس (مر 5 : 22، 35 ـ 42) وإقامة ابن أرملة نايين ( لو 7 : 11 ـ 17 ) وإقامة لعازر بعد موته بأربعة أيام ( يو 11 ). قد قال لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة عن نفسه أنه : الواهب حياة للعالم ( يو 6 : 33 ) هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة 20 -الإيمان بالسيد المسيح : هذا الإيمان يؤهل المؤمن أن يكون ابناً للَّـه. بأن يولد بعماده من الماء والروح ( يو 3 : 5 ). ولهذا قال الكتاب : وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء اللَّـه أي المؤمنون بِاسمه ( يو 1 : 12 ). |
رد: النبوات عن السيد المسيح
-الإيمان بالسيد المسيح : الإيمان به قضية خلاصية ، بها يتعلق خلاص الإنسان. ولهذا قالا بولس وسيلا لسجَّان فيلبي: آمِن بالرب يسوع ، فتخلُص أنت وأهل بيتك ( أع 16 : 31 ). طبعاً إن سلك في الأمور المتعلقة بهذا الإيمان ، مثال ذلك قوله : مَن آمن واعتمد خَلَصَ ( مر 16 : 16 ).
22 -الإيمان بالسيد المسيح : توجد علاقة بين الإيمان بالمسيح ، وقبول الروح القدس . فالذي يؤمن به يؤهل لنوال الروح القدس . وعن هذا قال : مَن آمن بي ، ... تجري من بطنه أنهار ماء حيٍّ . قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مُزمعين أن يقبلوه ، لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطيَ بعدُ ( يو 7 : 38 ، 39 ) . 23 -الإيمان بالسيد المسيح : به ننال غفران الخطايا كما قال بطرس الرسول في قبول كرنيليوس: له يشهد جميع الأنبياء أن كل مَن يؤمن به، ينال بِاسمه غفران الخطايا ( أع 10 : 43 ). 24 -الإيمان بالسيد المسيح : الإيمان يكون باللَّـه وحده . وبهذا الإيمان تتعلق أبدية الإنسان ومصيره . وهنا نجد نصاً هاماً في الكتاب وهو قول : أنتم تؤمنون باللَّـه فآمنوا بي ( يو 14 : 1 ) وهكــذا جعــل الإيمــان بــه مســاوياً للإيمــان بــالآب . 25 -الإيمان بالسيد المسيح : من نتائج الإيمان بالمسيح أنه لا يخزى في يوم الدينونة . في اليوم الأخير كل مَن يؤمن به لا يُخزى ( رو 9 : 33 ) ، ( رو 10 : 11 ) ، ( 1 بط 2 : 6 ). هژںه¸ه€: كنيسة صداقة القديسين 26 -السيد المسيح هو الأول والآخِر : يقول اللَّـه في سفر إشعياء: أنا هو. أنا الأول والآخِر ويكرر هذه العبارة أكثر من مرة. والسيد المسيح يقول في سفر الرؤيا: أنا هو الألف والياء ، الأول والآخِر، البداية والنهاية ويكرر هذه العبارة أكثر من مرة، فكيف يمكن التوفيق بين القولين إلا أنهما لشخص واحد هو اللـه. 27 -السيد المسيح هو الأول والآخِر : قال أنه هو الأول ، هو الألف ، أي لا يوجد أحد قبله . وهذه العبارة لا يمكن تفسيرها إلاَّ على أنه اللَّـه، إذ لا يوجد من هو قبل الأول ولا قبل الألف . كيف نوفق إذاً بين قول أنه الأول ، وقول اللَّـه: أنا هو. قبلي لم يُصوَّر إله ، وبعدي لا يكون . التوفيق الوحيد هو أن قائل العبارتين واحد. 28 -السيد المسيح فوق الزمان : ( أبدي = لا نهاية له ) ولعل صفة الأبدية في تتضح من قول الرسول : يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد ( عب 13 : 8 ). وقول لتلاميذه: ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر ( مت 28 : 20 ). وعن هذه الأبدية يقول عنه دانيال النبي: سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض ( دا 7 : 14 ). 29 -السيد المسيح فوق الزمان: ( أزلي = لا بداية له ) لعل أوضح ما قيل عن وجوده قبل الزمان، نبوءة ميخا النبي الذي يقول : أما أنتِ يا بيت لحم أفراته وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنكِ يخرج لي الذي يكون مُتسلطاً على إسرائيل . ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل (ميخا 5 : 2)، وهنا يصفه بالأزلية، وهي من صفات اللـه وحده. ومادامت الأزلية صفة من صفات اللـه وحده ، فهذا دليل أكيد على لاهوت المسيح، لأنه أزلي فوق الزمن . 30 -السيد المسيح فوق الزمان: قال عن نفسه: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (يو 8 : 58 ) ومعنى هذا أن له وجوداً وكياناً قبل مولده بالجسد بآلاف السنين ، قبل أبينا إبراهيم ، بل هو قبل العالم وقبل كل الدهور هكذا في مناجاته للآب يقول له: مجِّدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم ( يو 17 : 5 ) ويقول له أيضاً لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم ( يو 17 : 24 ) . |
رد: النبوات عن السيد المسيح
31 -السيد المسيح موجود في كل مكان : الوجود في كل مكان صفة من صفات اللَّـه وحده وهكذا يقول له داود النبي: أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب ؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك، وإن فرشت في الهاوية فها أنت ( مز 139 : 7 ـ 10 ). والسيد المسيح يعد المؤمنين به وعداً لا يستطيع أن يُصرِّح به سوى اللـه وحده . فهو يقول لهم : حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بِاسمي فهناك أكون في وسطهم ( مت 18 : 20 ) . ومعنـى هـذا أن السـيد المسـيح موجـود في كـل بقـاع الأرض .
32 -السيد المسيح له المجد إلى الأبد : يقول معلمنا بطرس الرسول: ولكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلى يوم الدهر. آمين ( 2 بط 3 : 18 ) . وعبارة ( ربنا ) مع عبارة ( له المجد ) دليل واضح على اللاهوت . 33 -المسيح عمل جميع أعمال اللَّـه : فقول السيد المسيح: أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل ( يو 5 : 17 ) باعتباره خالق وعمل الخلق مستمر .. ثم هو أيضاً الحافظ للكون. لأن اللـه خلق الأشياء والموجودات. وعمل الخلق غير عمل الحفظ، لأنه يمكن أن يخلق الشيء ثم يفنى بعد ذلك. لكن اللَّـه يصون الشيء ويحفظه من الفناء، ويحفظ للقانون استمراره . 34 -نزول من السماء : قال السيد المسيح: أنا هو الخبز الذي نزل من السماء ( يو 6 : 41 ) وفسَّر نزوله من السماء بقوله: خرجت من عند الآب، وأتيت إلى العالم . إذاً هو ليس من الأرض ، بل من السماء، وقد خرج من عند الآب. ونزوله من السماء وصعوده إليها، أمر شرحه لنيقوديموس فقال : ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان الذي هو في السماء ( يو 3 : 13 ) 35 -نزول من السماء: وهو ليس في السماء كمجرد مقيم إنما له فيها سلطان ، فقد قَبِلَ إليه روح اسطفانوس الذي قال في ساعة رجمه: أيها الرب يسوع اقبل روحي ( أع 7 : 59 ). وهو الذي أدخل اللص إلى الفردوس أي السماء الثالثة عندما قال له: اليوم تكون معي في الفردوس ( لو 23 : 43 ) مَن هو الذي يقبل الأرواح، وله السلطان أن يدخلها إلى الفردوس إلاَّ اللَّـه نفسه. 36 -نزول من السماء : أعطى الرسل مفاتيح السماء فقد قال لبطرس ممثلاً لهم وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات ( مت 16 : 19 ). وهنا نسأل مَن له سلطان أن يُسلِّم مفاتيح السموات للبشر ويعطيهم سلطاناً أن يَحلوا ويربطوا فيها سوى اللَّـه نفسه ؟!. 37 -من سلطان في السماء ، أنه تسجد له كل القوات السمائية . في هذا يقول بولس الرسول: لكي تجثو بِاسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ( في 2 : 10 ). وسجود الملائكة له دليل على لاهوته وقد قال عنه أيضاً: يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا ، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات ( عب 7 : 26 ) 38 -إرسال للروح القدس : يقول اللَّـه في سفر يوئيل 2 : 28 إني أسكُب روحي على كل بشر ويستشهد بطرس الرسول بهذه الآية عند حلول الروح القدس في يوم الخمسين: يقول اللَّـه إني أسكُب من روحي على كل بشر ( أع 2 : 17 ). بينما يقول في نفس الأصحاح إن المسيح بعدما ارتفع سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه ( أع 2 : 33 ) فمن يكون المسيح إذاً، هذا الذي يسكب روح اللَّـه على الناس، إلاَّ اللَّـه نفسه. 39 -إرسال للروح القدس : اللَّـه روح، وهذا واضح من قول السيد المسيح: اللَّـه روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا ( يو 4 : 24 ). واللَّـه يرسل روحه إلى العالم ترسل روحك فتُخلَقُ، وتُجدِّد وجه الأرض ( مز 104 : 30 ). والسيد المسيح يرسل روح اللَّـه ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي ( يو 15 : 26 ). من ذا الذي يستطيع أن يسكب روح اللَّـه، ويرسل روح اللَّـه، إلا اللَّـه ذاته. وإن كان قد فعل ذلك، ألاَّ يكون هو اللَّـه إذاً؟. 40 -علاقة المسيح بالآب : علاقة الابن بالآب تثبت لاهوته وغالبيتها إعلانات من نفسه عن هذه العلاقة . كون الابن عقل اللـه الناطق أو نطق اللـه العاقل فهذا يعني لاهوته بلا شك . لأن اللـه وعقله كيان واحد . كما قال : أنا والآب واحد ( يو 10 : 30 ) . وأيضاً قال : كل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي ( يو 17 : 10 ) وهو تصريح لا يمكن أن يصدر عن بشري، لأن معناه المساواة الكاملة بينه وبين الآب. 41 -السيد المسيح له المجد إلى الأبد : يقول معلمنا بطرس الرسول : لكي يتمجد اللَّـه في كل شيء بيسوع المسيح، الذي له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين . آمين ( 1 بط 4 : 11 ). ويقول القديس يهوذا الرسول : الإله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الآن وإلى كل الدهور. آمين ( يهوذا 1 : 25 ). المجــد الــذي لــلآب هــو نفســه الــذي للابــن. 42 -قبول العبادة والسجود : قَبِلَ السجود من الناس. وكان سجود عبادة، وليس مجرد سجود احترام. وكان ذلك في مناسبة إيمان أو معجزة. كما في منح البصر للمولود أعمى سجد له. ولما مشى على الماء وجعل تلميذه بطرس يمشي معه، حدث أن الذين في السفينة جاءوا وسجدوا له. |
رد: النبوات عن السيد المسيح
***العلاقة بين العهدين بمعنى أن الله لا يتغيّر وكيف نجيب المشككين؟ *** مقدمة : موضوع أن إله العهد القديم إله قاسٍ، والهجوم الشديد جداً الذى على العهد القديم، قد وردت إلينا عنه احتجاجات وتساؤلات كثيرة؛ والاعتراض يُبنى على أساس أنه كيف أن الله كان يأمر بالحرب فى العهد القديم، وكان يأمر بالقتل، وأحياناً قتل مدينة كاملة أو أكثر، وتحريم ليس فقط الناس بل وأيضاً البهائم، لدرجة أن أحد الأشخاص قال أن إله العهد القديم هو إله "جزَّار"، وقال: "أنا أكفُر بهذا الإله الجزَّار"، وقد قمت بالرد على هذا الكلام، فقد قال مثلاً كيف يأمر بقتل الأطفال فى أريحا!! فكان الرد: إن أطفال الوثنيين كانوا يُقدَمون ذبائح للأصنام، مثلما ورد فى الوصية ألا يُعَّبر أحد أولاده لمولك فى النار "لا يُعبِّر أحد ابنه أو ابنته فى النار لمولك" (2مل 10:23) حيث كانوا يحضرون هذا الإله مولك وهو تمثال من النحاس، (ومنطقة "جى هنوم" - أى أرض النار ومنها أتت كلمة جهنم - مرتبطة بالإله مولك)، فكان الكهنة الوثنيون يتلون أناشيدهم ويسخنون التمثال لدرجة الاحمرار ثم يحضرون الطفل الذى قدمه أبواه قرباناً للإله مولك ويضعونه على ذراع التمثال فيُشوَى أثناء التسابيح والأناشيد الوثنية ولئلا يتعطف قلب أبويه عليه يغطون على صوت صراخه المريع بأصوات أناشيدهم؛ فقلت له إن أطفالهم كان بهم شياطين وكانوا يُقدَمون ذبائح للآلهة، فيشوع بن نون بذبحه إياهم ربما رحمهم من الشى وهم أحياء، بجانب أنهم هم أنفسهم إذا كبروا كانوا سيكررون نفس تلك الأعمال، أى أن من يَكبر منهم غالباً ما يكون به شيطان؛ لذلك عندما نعمد الوثنيين بالذات أثناء نظره للغرب وجحده للشيطان ننفخ فى وجهه ونقول (اخرج أيها الروح النجس). لقد سردت هذه الواقعة لكى تعرفوا خطورة هذا المفهوم. والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى |
رد: النبوات عن السيد المسيح
إله العهد القديم هو هو إله العهد الجديد الله لم يتغير ولكن الإنسان هو الذى يتغير، ولو لم تكن وصايا العهد القديم تختلف عن وصايا العهد الجديد فما فائدة الفداء الذى تممه لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة على الصليب؟!! وما فائدة صلب السيد المسيح؟!! وما الذى تغير فى حياة البشرية؟!.. وما فائدة المعمودية؟!.. إذا كان كان إنسان العهد القديم يُعامل مثل إنسان العهد الجديد، ووصايا العهد القديم هى نفسها وصايا العهد الجديد، إذن ما الذى يكون قد قدمه تجسد لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة للبشرية!! وماذا يكون معنى كلمته التى قالها بفمه القدوس "أتيتُ لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو10:10) وما معنى كلام الكتب المقدسة مثل رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع، لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل 26:3،27) أى أنكم أبناء الله بالإيمان ولكن ليس فقط الإيمان بل فسرها بالآية "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح"، إذن أخذتم البنوة فى المعمودية، وكذلك "إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً" (2كو 17:5) فكيف تكون خليقة جديدة إذا كانت الوصايا هى نفس الوصايا وإذا كان العهد القديم هو نفس العهد الجديد، فمن يزعمون أن إله العهد القديم هو إله قاس، وإله العهد الجديد هو إله المحبة والحنو والرحمة، نقول لهم أن الله "ليس عنده تغيير ولا ظِل دوران" (يع 17:1)؛ فهذا تجديف على الله أن يُقال إن إله العهد الجديد غير إله العهد القديم. وأصحاب هذا الرأى غالباً يدعون أن ليس الله هو الذى تغير بل الإله الذى يصوره لنا العهد القديم، أى أن كُتَّاب العهد القديم والقيادات هم الذين كانوا بهذه القسوة فأساءوا إلى إلههم وصوروا الإله بهذه الصورة التى فيها يأمر بالحرب وبالقتل وبالرجم، وهذا الرأى منتشر فى مدارس نقد الكتاب. إله العهد القديم هو هو إله العهد، وإله الإعلان، وإله الخلاص وكان يوجد نظام فى مدارس اليهود: كانوا يقرأون من (أم 30) ويُحَفِظُّون الأطفال هذا الحوار بلحن معين (أنشودة): يقول المدرس: "إنى أبلد من كل إنسان وليس لى فهم إنسان ولم أتعلم الحكمة ولم أعرف معرفة القدوس" (أم 2:30،3). ثم يسأل المدرس التلاميذ: "من صعد إلى السماوات ونزل"؟ (أم 4:30). فيردون جميعاً: (يهوه إلهنا العظيم). المدرس: "من جمع الريح فى حفنتيه"؟ (أم 4:30). التلاميذ: (يهوه إلهنا العظيم). المدرس: "من صَرَّ المياه فى ثوب"؟ (أم 4:30). التلاميذ: (يهوه إلهنا العظيم). المدرس: "من ثبت جميع أطراف الأرض"؟ (أم 4:30). التلاميذ: (يهوه إلهنا العظيم). المدرس: "ما اسمه"؟ (أم 4:30). التلاميذ: (يهوه إلهنا العظيم). المدرس: "وما اسم ابنه إن عرفت"؟ (أم 4:30). التلاميذ: (هذا سر يفوق العقول). هذه كانت أنشودة تقال فى المدارس اليهودية، وقد أعجبنى هذا الأمر، لأن فعلاً هذا السر كان سيتضح فى مرحلة أخرى ستأتى وهى مرحلة إتمام الفداء، "لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى" (غل 4:4). والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى |
رد: النبوات عن السيد المسيح
الله لم يتغير الله لم يتغير على الإطلاق، لكن هل كان من الممكن قبل إتمام الفداء ودخولنا فى حالة العضوية فى الكنيسة جسد المسيح، إذ نصير أولاد الله بالمعمودية؟.. هل كان من الممكن أن تُعطَى وصية "أحبوا أعداءكم" (مت 44:5)؟ كيف سيطالبنا الله بمحبة الأعداء قبل أن نأخذ الولادة الجديدة؟! عملياً هذا أمر مستحيل لأن "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (يو 6:3) لذلك قال لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة لنيقوديموس: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 5:3) أى أن الإنسان محتاج أن يولد من فوق، وبالفداء يصبح من الممكن أن ينال الإنسان المؤمن الولادة الجديد من فوق بواسطة الماء والروح فى المعمودية. طبيعة إنسان العهد القديم لم يكن ممكناً أن يطالب الله الإنسان فى العهد القديم بوصية محبة العدو، لكنه أعطاه وصية أقل منها كثيراً فى مستواها: "تحب قريبك وتبغض عدوك" (مت 43:5)، أى كان هذا أقصى ما يستطيع الإنسان أن يصل إليه، أما فى العهد الجديد وبعد أن ينال الإنسان الولادة من الله فى المعمودية قال السيد المسيح: "أحبوا أعداءكم" (مت 44:5). كذلك عندما سؤل السيد المسيح: "لماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلّق" (مت 7:19) أجابهم: "إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذِنَ لكم أن تطلِّقوا نساءكم" (مت 8:19) أى أنه لم يقل أن الله هو الذى تغيّر عندما منع وفى العهد الجديد يُفترَض تجديد الطبيعة، وأوضح ذلك أكثر حينما قال: "المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح" (يو 6:3). فلم يكن ممكناً أن يمنع الطلاق فى ذلك الوقت، لكنه منع بعض الأمور أيضاً فى حدود المستطاع، فمثلاً إذا طلّق رجل امرأته ثم تزوجها آخر ثم طلّقها الزوج الثانى، منع الله أن تعود للزوج الأول؛ وتم تحريم هذا الأمر، أى أنه وضع بعض ضوابط فى العلاقات الزوجية لكن فى حدود المستطاع للإنسان فى العهد القديم؛ كذلك لم يمنع وقتها تعدد الزوجات لكن قال "لا تشته امرأة قريبك" (خر 17:20)، وسبب السماح بتعدد الزوجات فى العهد القديم هو كثرة وجود الحروب فى ذلك العهد، وفى الحروب يُفقَد عدد كبير من الرجال وهذا يتسبب فى عدم وجود تناسب بين عدد الرجال والنساء الموجودين فى المجتمع، إلى جوار عدم وجود إمكانية حياة البتولية بمعونة الروح القدس لدى الكثيرين مثلما هى فى العهد الجديد. والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى |
رد: النبوات عن السيد المسيح
الطبيعة الجديدة فى العهد الجديد أما المسيحية فجاءت تقول "طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت 9:5) فالوضع قد تغيّر، مادام يوجد سلام بلا حروب؛ فسيكون عدد الرجال مساوياً لعدد النساء، فلا داعى إذن لتعدد الزوجات. وكذلك أصبح يوجد طريق آخر وهو طريق الرهبنة أو البتولية "من زوج فحسناً يفعل ومن لا يزوج يفعل أحسن" (1كو 38:7) مثلما قال "يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات من استطاع أن يقبل فليقبل" (مت 12:19)، إذن أصبح البعض يستطيع أن يستغنى عن الزواج ولديه الفرصة أن يعيش ويتمتع بتقديس الجسد والروح فى محبة المسيح. ففى العهد الجديد حتى لو حدثت حرب وقُتل فيها رجال أكثر من النساء لسبب أو آخر حتى ولو كان خارجاً عن إرادتهم.. فمثلاً فرعون فى وقت من الأوقات أمر بقتل كل الذكور... فلو فُرِض وشعب من الشعوب المسيحية تعرض لهذا الوضع هل سنسمح بتعدد الزوجات؟! بالطبع لا... بل سنجد الآية التى تقول: "يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات من استطاع أن يقبل فليقبل" (مت 12:19) وكذلك: "لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا" (1كو 13:10) فلو ربنا سمح أن نصف الرجال مثلاً يُقتَلوا... سيعطى لعدد كبير من النساء القدرة على حياة البتولية لأن بولس الرسول يقول: "كل واحد له موهبته الخاصة من الله الواحد هكذا والآخر هكذا" (1كو 7:7)، فالوضع هنا يختلف عن العهد القديم لأن هنا يوجد عمل الولادة الجديدة ومعونة الروح القدس "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو 16:3). فالحياة المسيحية بها مفاهيم كثيرة جداً تحل أية عراقيل توضع أمام فكرة أن العهد الجديد هو عهد النعمة وأن الوصية لابد أن تتناسب مع سمو هذا العهد الجديد. ففى العهد القديم حيث الإنسان المولود حسب الجسد من الصعب جداً أن نكلّمه عن حياة البتولية والزهد فى الزواج.. من الممكن أن نطالبه بعدم الزنا "لا تزن" (خر 14:20) وعدم اشتهاء امرأة قريبه؛ لكن من الصعب أن نطالبه بحياة البتولية أو الرهبنة. لكن فى العهد الجديد عندما قال لتلاميذه: "إن الذى خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً(1) إذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان" (مت 4:19-6) فهذا هو تكميل الوصية، ولذلك قيل عن سر الزواج: "هذا السر عظيم ولكننى أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف 32:5)، لأنه يستمد عظمته من أنه على مثال اتحاد المسيح بالكنيسة "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها" (أف 25:5). والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى ... |
رد: النبوات عن السيد المسيح
مواهب العهد الجديد فائقة للطبيعة كيف يطالب الله الإنسان بشىء وهو ليس لديه الإمكانية لتنفيذه أصلاً!! فالكتاب يقول: "أما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف" (غل 22:5،23) فكل هذه من ثمار الروح القدس. ويقول السيد المسيح: "سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 22:16) كذلك يقول القديس بولس الرسول: "افرحوا فى الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا" (فى 4:4) فهذه مواهب فائقة للطبيعة. كيف يحب الإنسان عدوه، ومن أين يأتى بهذه الإمكانية إن لم يأخذ الولادة الجديدة... ويكون خليقة جديدة وابن الله، وليس ذلك فقط بل أيضاً والروح القدس يسكن فيه ويثمر فيه من ثمار الروح... فهل كل هذا سنطلبه من شعب العهد القديم؟! كيف يكون هذا!!! فحتى داود النبى مثلاً الذى يقول الرب عنه: "وجدت داود بن يسى رجلاً حسب قلبى" (أع 22:13).. كان متزوجاً من أكثر من زوجة وكان رجل حرب، لذلك عندما أراد أن يبنى الهيكل قال له الله لست أنت الذى تبنيه لأنك رجل دماء لكن الذى يبنى الهيكل هو ابنك الذى يأتى بعدك "قد كان فى قلبى أن أبنى بيتاً لاسم الرب إلهى فكان إلىَّ كلام الرب قائلاً قد سفكتَ دماً كثيراً وعملتَ حروباً عظيمة فلا تبنى بيتاً لاسمى لأنك سفكت دماء كثيرة على الأرض أمامى هوذا يولد لك ابن يكون صاحب راحة وأريحه من جميع أعدائه حواليه لأن اسمه يكون سليمان فاجعل سلاماً وسكينة فى إسرائيل فى أيامه هو يبنى بيتاً لاسمى وهو يكون لى ابناً وأنا له أباً وأثبت كرسى ملكه على إسرائيل إلى الأبد" (1أخ 7:22-10)؛ وهذا كان رمزاً إلى أن العهد القديم بما فيه من حروب ودماء لا يصلح لأن يكون هو الذى يبنى بيت الرب الذى يرمز إلى رئيس السلام الذى هو السيد المسيح، فعندما قال له أن ابنك هو الذى يبنى البيت كان يقصد أساساً وليس سليمان، وهذه الإشارة واضحة جداً فى هذا الجزء من الكتاب المقدس، ولذلك عند استقبالهم وهو داخل أورشليم قالوا: "أوصنا لابن داود مبارك الآتى باسم الرب أوصنا فى الأعالى" (مت 9:21)، "أوصنا مبارك الآتى باسم الرب مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب" (مر 9:11،10). إذن لكى يعطينا الله وصايا العهد الجديد كان لابد أن يعطينا أولاً الإمكانية التى ننفذها بها.. فهل الله هو الذى تغير!! أم الإنسان هو الذى أخذ النعمة!! هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين لكى يمكنك رؤية الصور وروابط التحميل يجب أن تكون مسجل فى كنيسة صداقة القديسين ولديك عدد 1 مشاركة أو أكثر عدد مشاركاتك الحالى هو 0 مشاركة والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى |
رد: النبوات عن السيد المسيح
هل يوجد ما يسمى بالحرب المقدسة قال السيد المسيح: "لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً" (مت 39:5)، ونسمع الآن عن البعض ينادون بالحرب المقدسة فى المسيحية، فهل سنوافق نحن عليها؟! والبعض فى الغرب الآن يقولون نحن ندخل للصلاة ونخرج بقرارات الحرب، البعض قد أسماها فى القديم بالحروب الصليبية، ونحن لا نوافق على هذه التسمية بل اسمها حرب الفرنجة، وقداسة البابا شنوده الثالث – أطال الرب حياته - قال هژںه¸–هœ°ه€: كنيسة صداقة القديسين "إن الصليب هو علامة الفداء وليس علامة العداء"، فلا يليق أن تسمى الحروب بأنها صليبية،... ولا يوجد ما يسمى بالحرب المقدسة Holy War فى المفهوم المسيحى؟ السيد المسيح قال: "لا تقاوموا الشر" قالها بصيغة الجمع، لأن البعض يفهمون مفهوماً خطأً ويقولون من الممكن أن أتنازل عن حقى الشخصى ولكن ليس عن حق الجماعة، أى إن وُجِد خطر على الجماعة أحارب، لكن لو شئ يخصنى شخصياً سأضحى بنفسى أو أدير الخد الآخر، وفى هذا المفهوم الخاطئ تتقسم الوصية وتوجد خطورة من تقسيم الوصية. سر بقاء المسيحية فى مصر أن الكنيسة المقدسة التى قال عنها إشعياء النبى: "مبارك شعبى مصر" (إش 25:19) قد عاشت الوصية، لكن بعض بلاد أخرى مسيحية دخلت فى حروب طاحنة وتعرضت للإبادة بسبب هذه الحروب، واضحة جداً وتدعو إلى السلام وقال: "ها أنا أرسلكم كغنم فى وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت 16:10) فهو يطلب منا حكمة وليس عنفاً. الله إذن لم يتغير.. فهو يكره الخطية، لكن لا يستطيع أن يلزم الإنسان بوصايا الكمال قبل أن يعطيه النعمة المُخَلِّصة المُحيية، والولادة الجديدة، سكنى الروح القدس فى داخله وقيادة الروح القدس له. لذلك نقول باختصار إنه لو كانت وصايا العهد القديم هى نفسها وصايا العهد الجديد فما قيمة تجسّد الله الكلمة وتقديم نفسه ذبيحة على الصليب لفداء العالم؟ وماذا تكون البشرية قد استفادت إن بقيت الوصية كما هى؟!. أما من ناحية التفاصيل فقد أوضحنا أن شعب العهد القديم كان يعيش حسب الجسد، فأقصى ما كانوا يستطيعونه هو أن يدافعوا عن أنفسهم وعن كيانهم بواسطة السيف، لكننا فى العهد الجديد ندافع عن كياننا "بسيف الروح الذى هو كلمة الله" (أف 17:6). فى العهد القديم كانوا يدافعون عن كيانهم بالحروب والله كان يساعدهم فى حروبهم عندما يسلكون فى وصاياه. وكان يعطيهم النصرة على أعدائهم مهما كان عدم التكافؤ بين جماعة الله والوثنيين الداخلين معهم فى الحرب. ولعل خير دليل على ذلك قصة سقوط أسوار أريحا والعمل الإعجازى الذى تم فيها (يش 6)، وكذلك قصة عبور البحر الأحمر ونجاتهم من جيش فرعون ومركباته كان أيضاً عملاً إعجازياً (خر 14)، فالله كان يحامى عنهم سواء فى حروبهم أو فى هروبهم من عدوهم أو فى هجومهم.. فى جميع الأحوال كان الله يساعدهم لأنها كانت الجماعة التى سيأتى منها السيد المسيح، والتى ستحفظ شريعة موسى، وهم الذين سيقيمون عبادة الله إلى مجىء الرب يسوع المسيح المخلّص. والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى ... |
رد: النبوات عن السيد المسيح
الهجوم على العهد القديم فِكرة إله العهد القديم، وإله العهد الجديد؛ هذه اخترعها هنا شخص فى مصر نتيجة قراءاته الأجنبية اسمه دكتور لمعى عشم الله فى كتاب أصدره هاجم فيه الكتاب المقدس خاصة فى العهد القديم، وللأسف قدّمت له مقدمة الكتاب وقتها الدكتورة إيريس حبيب المصرى؛ وفى مقدمتها هاجمت العهد القديم وقالت "إذا كانت شريعة العهد القديم هى شريعة الغاب؛ فهل يمكن أن تكون وحياً إلهياً؟".. هذا بخلاف الهجوم الذى بداخل هذا الكتاب؛ ومن أمثلته "كيف نوافق على فكرة الهجوم على فرعون ومركباته.. وقصة غرق فرعون وجيشه فى البحر الأحمر.. لابد أن نكون وطنيين ومتحمسين للجيش المصرى..".. الرد على هذا الهجوم الباطل كل هذا الهجوم الباطل هو خلط الأمور ببعضها البعض؛ لأن هؤلاء المصريون وقتئذ كانوا أناساً وثنيين ليس لنا شأن بهم. فهل نحن نتحمس لأناس أرادوا أن يجبروا شعب إسرائيل على عدم عبادة الله إذ صرخ الشعب إلى فرعون ليطلقهم فى البرية ليعبدوا الله؟!. طالما أن المصريون فى ذلك الوقت كانوا وثنيين؛ فلا نخلط الأمور ولا نُدخِل الأوراق فى بعضها.. فهم يريدون بهذا الكتاب أن يُدخلوا القومية فى الدين.. نحن نعتز بمصر فى مواقف أخرى وليس بكلامهم الباطل هذا.. مكتوب فى سفر إشعياء "وحى من جهة مصر هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر؛ فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها.. فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها.. فيُعرف الرب فى مصر ويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم، ويقدمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للرب نذراً ويوفون به" (إش 19:1،21) كل هذا فخر لنا واعتزاز بأرض مصر ثم يكمل الكتاب ويقول: "فى ذلك اليوم يكون إسرائيل ثلثاً لمصر ولأشور بركة فى الأرض بها يبارك رب الجنود قائلاً مبارك شعبى مصر وعمل يدى أشور وميراثى إسرائيل" (إش 24:19،25) بمعنى أن اليهود العصاه الذين صلبوا وأزعجوا العالم كله بعصيانهم، سيأتى يوم يقدمون فيه الندم والتوبة ويخضعون لمشيئة ربنا؛ وينطبق عليهم كلمة "ميراثى إسرائيل".. وكما قال معلمنا بولس الرسول: "وإشعياء يصرخ من جهة إسرائيل وإن كان عدد بنى إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص" (رو 27:9).. وقال القديس بولس الرسول أيضاً: "فإنى لست أريد أيها الاخوة أن تجهلوا هذا السر لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء أن القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤ الأمم. وهكذا سيخلص جميع إسرائيل" (رو 25:11،26). هذا سيحدث قبل نهاية العالم عندما يتوبون.. يتوبون عن سفك الدماء.. يتوبون عن شرهم.. يتوبون عن سفك دم المسيح الذى تحمّلوه إلى هذا اليوم.. يتوبون عن رفضهم للسيد المسيح وعدم إيمانهم به.. فعندما يقدمون هذه التوبة بأكملها يصير فى هذا الوقت إسرائيل ثلثاً لمصر ولآشور ويكون هناك سلام بينهم وبه يبارك رب الجنود قائلاً مبارك شعبى مصر.. والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى .. |
رد: النبوات عن السيد المسيح
إسرائيل فى رأى المسيحية نحن ضد التعصب الإسرائيلى.. وقد قال قداسة البابا شنوده الثالث – أطال الرب حياته - محاضرة رائعة جداً فى نقابة الصحفيين، تطبعها مصلحة الاستعلامات المصرية باستمرار كلما تنفذ؛ بعنوان "إسرائيل فى رأى المسيحية".. أثبت فيها من الكتاب المقدس أن كل البركات والوعود التى قيلت لإسرائيل؛ قيلت قبل مجىء السيد المسيح؛ وتخُص دخول إسرائيل فى الإيمان بالمسيح. ولذلك الوعد بالأرض هو فى الحقيقة الوعد بالخلاص الأبدى؛ لذلك يقول الرب فى سفر الرؤيا: "ها أنا أصنع كل شئ جديداً. وقال لى اكتب فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة" (رؤ 5:21).. ويقول القديس بطرس الرسول "ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر" (2بط 13:3).. هجوم معاصر على المسيحية أحد الكُتَّاب المعاصرين (وهو السيد محمد على سلامة) كتب فى كتاب له: إذا كان الله قد أراد أن يخلص البشرية فلماذا انتظر خمسة آلاف سنة لكى يخلصهم، وهل كان فى كل هذه الخمسة آلاف سنة لا يهمه أمر البشر لكى تصطلح الرحمة مع العدل وتُحَل المشكلة! وللرد على ذلك نقول: إن الله كان يجهز البشرية للعمل الخلاصى، كما أنه لم يهمل الذين رقدوا على رجاء الخلاص، إذ يقول الكتاب أنه: "ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن" (1بط 19:3)، معنى ذلك أن الذين رقدوا قبل المسيح وكانوا منتظرين الخلاص نزل لهم فى الجحيم ونقلهم إلى الفردوس. ويقول أيضاً: لماذا يوجد فى العهد الجديد معمودية؟ وماذا عن الذين لم يعتمدوا من العهد القديم وكيف سيأخذون الطبيعة الجديدة، لأن الكتاب يقول "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 5:3). وللرد على ذلك نقول: فى هذه الآية هو يتكلم عن العهد الجديد، ولكن عموماً نحن فى المعمودية نموت مع المسيح ونتحد معه بشبه موته "لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كى لا نعود نستعبد أيضاً للخطية" (رو 5:6،6) فنحن نُدفَن معه فى المعمودية للموت، أما عن قديسى العهد القديم الذين رقدوا على رجاء، مثل إبراهيم مثلاً فبدلاً من يُدفَن مع المسيح فى المعمودية.. هو الذى دُفِن معه، ونزل إلى الجحيم، وظل ثلاثة أيام بين صلبه وقيامته (على مثال الثلاث غطسات فى المعمودية على اسم الثالوث) ففى المعمودية نحن الذين نُدفَن معه ونغطس ويُصلَب إنساننا العتيق بعمل الروح القدس، وأما بالنسبة لقديسى العهد القديم والشعب الذى رقد على رجاء الخلاص - سواء من نسل إسرائيل أو من أى شعب آخر مثل أهل نينوى أو ملكى صادق أو غيره فهؤلاء لم يكونوا من نسل ابراهيم ولكن كانوا يؤمنون بالإله الحقيقى، أو آمنوا به مثل أهل السفينة فى سفر يونان- فكل هؤلاء عندما نزل المسيح إليهم فبدلاً من أن يغطسوا معه مثلنا هو الذى غطس كى يحضرهم؛ وفى يوم قيامته من بين الأموات يقول الكتاب: "والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين" (مت 52:27،53)، إذاً اشتركوا مع المسيح أيضاً فى قيامته اتحدوا معه بشبه موته واتحدوا معه فى قيامته. الله كان يجهز كل هذه الرموز والنبوات؛ مثل فلك نوح رمز للمعمودية، ذبيحة أبينا إبراهيم لابنه اسحق رمز للصليب، عبور الشعب للبحر الأحمر " جميعهم اعتمدوا لموسى فى السحابة وفى البحر" (1كو 2:10)، وكذلك عيد الفصح "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبِحَ لأجلنا" (1كو 7:5)، كل هذه الأمور كانت رموز وتجهيز، فقد ظل الكتاب المقدس يُكتب على مدى 1600 سنة ولكنه كتب أحداثاً طولها لا يقل عن 4000 سنة من آدم إلى المسيح. والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى |
رد: النبوات عن السيد المسيح
معنى "الرحمة و العدل تلاقيا" يتهكم الكاتب (محمد على سلامة) ويقول: هل كل هذه السنين الطويلة لم تستطع رحمته وعدله أن يصطلحا معاً؟ الرد: نحن لم نقل أن رحمته وعدلـه اصطلحا، بل يقول المزمور: "الرحمة والحق التقيا البر والسلام تلاثما" (مز 10:85) ليس معناها اصطلحا ولكن معناها أُعلنا فى وقت واحد وعملا معاً؛ أُعلنت عدالة الله فى القصاص فى الكفارة عندما دفع الدين، وأُعلنت محبته فى أنه "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 16:3). فكل هذه الرموز والنبوات على مدى الأجيال، ومع ذلك يقول إشعياء النبى: "من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب" (إش 1:53)، فكثيرون إلى الآن يستكثرون على الله أن يتجسد وأن يُصلَب، مع أن إشعياء النبى قال: "رجل أوجاع ومختبر الحزن... الرب وضع عليه إثم جميعنا... كشاة تساق إلى الذبح... أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن أن جعل نفسه ذبيحة إثم" (إش 3:53،6،7،10)، وقال أيضاً "ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل" (إش 14:7)، كذلك داود النبى يقول: "فى عطشى يسقوننى خلاً" (مز 21:69) وأيضاً: "ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىَّ يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون" (مز 16:22-18). كل هذا تجهيز كان... ولو لم يجهز الله كل هذا مَن كان سيصدق؟ ومع كل هذا قال إشعياء "من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب"؛ ونقول لهذا الكاتب الذى يتهكم: إذا كان الله قد جهَّز للتجسد والخلاص لمدة 5000 سنة وأنت مع ذلك لم تقتنع بعد وإلى الآن لا تريد أن تصدق أن الله قد أحب العالم إلى هذه الدرجة، فماذا يُعمَل لكرمى وأنا لم أعمله. إذن العهد القديم هو الأساس الذى بنى عليه العهد الجديد "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف 20:2)، فنحن كمسيحيين يهمنا جداً العهد القديم لإثبات الديانة المسيحية لأن كان يقول دائماً "سيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان" (لو 31:18)، "ينبغى أن يتم فىَّ أيضاً هذا المكتوب" (لو 37:22)، "لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لو 44:24)، والإنجيليين كثيراً ما كانوا يقولون: "لكى يتم ما قيل بإشعياء النبى القائل..." (مت 14:4)، كل هذه الأمور هى أحد الركائز الأساسية فى إثبات صدق الديانة المسيحية؛ لأن من الممكن أن يأتى أى شخص ويقول أنه مخلص العالم مثل (سيدهاتا جوتاما) أى بوذا فقد إدعى أنه مخلص العالم، لكن هل أى شخص سيقول أنه مخلص العالم سنصدقه!! وما هو الإثبات والدليل الذى معه؟... السيد المسيح معه وثائق سبقته وكُتبت على مدى 1600 سنة باللغتين العبرية والآرامية المسيحية تمتاز على كل أديان العالم بأن كل ما ورد فيها من أمور أساسية قد سبق فأنبأ الله به فى الكتب المقدسة، وليس بالكلمات فقط ولكن أيضاً بالأحداث، مثل ذبيحة أبينا إبراهيم. والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى |
رد: النبوات عن السيد المسيح
العقوبات فى العهد الجديد
يقول أصحاب نظرية إله العهد القديم وإله العهد الجديد؛ إن العقوبات فى العهد القديم كانت عقوبات صعبة وأما العهد الجديد فهو عهد النعمة والرحمة والخلاص، وإن إله العهد الجديد هو إله حنون، وإله العهد القديم هو إله قاسٍ.. نحن نرفض هذه النظرية أصلاً لأنه هو إله واحد؛ الإله المثلث الأقانيم الذى أعلن بصورة واضحة عن نفسه فى الظهور المحيى الذى لابنه الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. ونقول عن أنه هو الذى أظهر لنا نور الآب وأنعم علينا بمعرفة الروح القدس. ولكن فلنرَ معاً قائمة بالعقوبات التى ذُكرت فى العهد الجديد ومنها سنجد أنها أشد مما ذُكر فى العهد القديم، لأن الإله الحنون فى العهد الجديد هو نفسه إله مخيف ومُرعب فى يوم الدينونة للخطاة غير التائبين وغير المؤمنين: + قال معلمنا بولس الرسول: "من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة. فكم عقاباً أشر تظنون إنه يُحسب مستحقاً من داس ابن الله وحسب دم العهد الذى قُدّس به دنساً وازدرى بروح النعمة" (عب 28:10،29) "كم عقاباً أشر". + ويكمل ويقول "فإننا نعرف الذى قال لى الانتقام أنا أجازى يقول الرب وأيضاً الرب يدين شعبه. مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى" (عب 30:10،31). + ويقول أيضاً: "من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تُذخر لنفسك غضباً فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رو 5:2). + ويقول: "وإن كنتم تدعون أباً الذى يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد فسيروا زمان غربتكم بخوف" (1بط 17:1). إذن لابد لمن يسلك فى الخطية الآن أن يكون مرتعب أكثر من شعب إسرائيل لأنه يقول: "إن كنتم تدعون أباً الذى يحكم بغير محاباة" والسيد المسيح يقول: "وأما ذلك العبد الذى يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته فيضرب كثيراً، ولكن الذى لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلاً، فكل من أعطى كثيراً يُطلَب منه كثير ومن يودعونه كثيراً يطالبونه بأكثر" (لو 47:12،48). + "لأن إلهنا نار آكلة" (عب 29:12). + عندما يجئ فى يوم الدينونة، سيقول الأشرار للجبال "اسقطى علينا وللآكام غطينا" (لو 30:23). + "وهم يقولون للجبال والصخور اسقطى علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف. لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف" (رؤ 16:6،17). فالسيد المسيح حمل الله الوديع الحنون المحب للعشارين وللخطاة يقول عنه: "غضب الخروف".. و "يوم غضبه العظيم". فكل غضب العهد القديم لا يساوى شئ إطلاقاً أمام غضب الخروف فى يوم مجيئه الثانى وأمام هذا المحيط العظيم (بحر الدينونة). + وأيضاً يوحنا عندما رآه فى الرؤيا (لئلا يظن أحد أن هذا الحال مع الخطاة فقط) قال فى سفر الرؤيا "عيناه كلهيب نار" (رؤ 12:19)، وأن "سيف ماض ذو حدين يخرج من فمه... فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت فوضع يده اليمنى علىَّ قائلاً لى لا تخف أنا هو الأول والآخر" (رؤ 16:1،17). فحتى يوحنا الذى كان يتكئ على صدره فى أيام تجسده حينما رآه فى بهاء مجده لم يحتمل. + "الرب الذى سينير خفايا الظلام ويظهر آراء القلوب" (1كو 5:4). + الذى قال عن نفسه: "إنى أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطى كل واحد منكم بحسب أعماله" (رؤ 23:2). فإن كان يتعامل برفق مع الخطاة فهذا لكى يجتذبهم إلى التوبة "ولا أنا أدينك اذهبى ولا تخطئى أيضاً" (يو 11:8)، فهذا الحنان يجتذب الخاطئ إلى التوبة وإلى معرفة أحضان الله، الله الرؤوف الحنَّان الطويل الأناة، ولكن بعد أن يجتذبه إلى التوبة يقول له (لقد اشتريتك بدمى)، "أنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" (1كو 19:6،20)، "كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذى مات لأجلهم وقام" (2كو 15:5)؛ أما من يريد أن يسير على هواه فهو يُقال له أنك "تذخر لنفسك غضباً فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رو 5:2). والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى ... |
رد: النبوات عن السيد المسيح
هل خلص المسيح الذين غرقوا فى الطوفان سمعنا عن هذا التعليم الخاطئ فى هذه الأيام، ونحن نقول: أنه لم يعلم بذلك لا الكتاب المقدس ولا أحد من آباء الكنيسة؛ وهذه أقوال للقديس كيرلس الكبير وللقديس ساويرس الأنطاكى عن هذا الموضوع: أولاً: القديس كيرلس: (وذلك فى تفسيره لرسالة معلمنا بطرس الرسول الأولى 19:3). Cyril of Alexandria(1) : [However, the souls of those who practiced idolatry and outrageous ungodliness, as well as those who were blinded by fleshly lusts, did not have the power to see him, and they were not delivered]. Catena. والترجمة: "أما نفوس أولئك الذين مارسوا الوثنية والشرور المفرطة، بالإضافة إلى من أعمتهم شهوات الجسد، فإن أولئك لم تكن لديهم القدرة على رؤيته - عندما دخل الجحيم - ولم يتم تحريرهم". ثانياً: القديس ساريرس: (فى تفسيره لنفس الآية). Severus of Antioch: (Forgiveness was not granted to everyone in hell, but only to those who believed and acknowledged Christ. Those who cleansed themselves from evil by doing good works while they were alive recognized him, for until he appeared in the lower regions everyone, including those who had been educated in righteousness, was bound by the chains of death and was awaiting his arrival there, for the way to paradise was closed to them because of Adam’s sin. Nevertheless, not everyone who was in the lower regions responded to Christ when he went there, but only those who believed in him). Catena. والترجمة: "لم يمنح الغفران لكل من كانوا فى الجحيم إنما فقط للمؤمنين والمعترفين بالمسيح. فأولئك الذين طهروا أنفسهم من الشر بالأعمال الصالحة أثناء حياتهم هم الذين أدركوه (تعرفوا عليه). لأنه إلى أن ظهر فى أقسام الأرض السفلى فإن الجميع - بما فى ذلك أولئك الذين تهذبوا بالبر - كانوا مربوطين فى سلاسل الموت، وكانوا ينتظرون وصوله إلى هناك، لأن الطريق إلى الفردوس كان مغلقاً أمامهم بسبب خطية آدم(1). لكن على الرغم من ذلك ليس كل أحد ممن كانوا فى الأقسام السفلى قد استجاب للمسيح حينما ذهب إلى هناك إنما فقط أولئك الذين آمنوا به". أما من ناحية أقوال الكتاب المقدس فى هذا الموضوع : + يقول السيد المسيح: "وكما كان فى أيام نوح كذلك يكون أيضاً فى أيام ابن الإنسان كانوا يأكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون إلى اليوم الذى فيه دخل نوح الفلك وجاء الطوفان وأهلك الجميع، كذلك أيضاً كما كان فى أيام لوط كانوا يأكلون ويشربون ويشترون ويبيعون ويغرسون ويبنون ولكن اليوم الذى فيه خرج لوط من سدوم أمطر ناراً وكبريتاً من السماء فأهلك الجميع، هكذا يكون فى اليوم الذى فيه يظهر ابن الإنسان" (لو 26:17-30). هنا وضع حادثتان فى كل منهما أهلك الله جميع الناس الذين كانوا فى الدائرة التى يتكلم عنها... مرة عن العالم ما عدا نوح وأولاده وزوجاتهم، ومرة عن سدوم وعمورة ماعدا لوط وابنتيه وزوجته التى تحولت إلى عمود ملح، ثم يقول: هكذا يكون فى اليوم الذى يظهر فيه ابن الإنسان، فكيف يُقال أن هؤلاء الأناس عندما حدث الطوفان طلبوا الرحمة؟! ومن الذى علَّم بهذا التعليم إن كان عكس ما قاله السيد المسيح؟! + وفى رسالة معلمنا بطرس الرسول الثانية يقول بوضوح: "لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل فى سلاسل الظلام طرحهم فى جهنم وسلمهم محروسين للقضاء ولم يشفق على العالم القديم بل إنما حفظ نوحاً ثامناً كارزاً للبر إذ جلب طوفاناً على عالم الفجار، وإذ رمَّد مدينتى سدوم وعمورة حكم عليهما بالانقلاب واضعاً عبرة للعتيدين أن يفجروا، وأنقذ لوطاً البار مغلوباً من سيرة الأردياء فى الدعارة إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الآثمة إلى يوم الدين معاقبين" (2بط 4:2-9). لو كان هؤلاء الفجار قد تابوا فهل كان يليق أن يسميهم الروح القدس عالم الفجار!! مع ملاحظة أن الآية "ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن" قد كتبها بطرس الرسول نفسه فى (1بط 19:3). + كذلك فى رسالة معلمنا يهوذا يقول: "كما أن سدوم وعمورة والمدن التى حولهما إذ زنت على طريق مثلهما ومضت وراء جسد آخر جُعِلَتْ عبرة مكابدة عقاب نار أبدية" (يه 7). + فكلمة نار أبدية معناها ليس فقط النار التى أحرقتهم على الأرض. + وفى (مز 155:119) يقول: "الخلاص بعيد عن الأشرار لأنهم لم يلتمسوا فرائضك". + وفى (عب 7:11) "بالإيمان نوح لما أُوحِى إليه عن أمور لم تُرَ بعد خاف فبنى فلكاً لخلاص بيته فبه دان العالم وصار وارثاً للبر الذى حسب الإيمان". + كيف يقول دان العالم إن كان هذا العالم سينال الخلاص!! + كذلك: (رو 22:9) "فماذا إن كان الله وهو يريد أن يظهر غضبه ويبين قوته احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك". أوردت هذه الآية لأن الذين يقولون إن هؤلاء قد طلبوا الرحمة حينما جاء عليهم الطوفان، وأن قد أخرجهم من الجحيم حينما كرز للأرواح التى فى السجن، يستندون إلى عبارة "ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن إذ عصت قديماً حين كانت أناة الله تنتظر مرة فى أيام نوح إذ كان الفلك يبنى" (1بط 19:3،20)، فيقولون أن هذه العبارة تشير إلى أن هذه الأرواح التى عصت قديماً بُشِرت أيضاً!! ولكن الآية فى رومية تقول "احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك"؛ فطول أناته لا تعنى بالضرورة خلاص الكل حتى عالم الفجار. كما أنه يكمل فى رسالة معلمنا بطرس ويقول: "إذ عصت قديماً حين كانت أناة الله تنتظر مرة فى أيام نوح إذ كان الفلك يبنى الذى فيه خلص قليلون أى ثمانى أنفس بالماء الذى مثاله يخلصنا نحن الآن أى المعمودية لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح" (1بط 20:3،21)، والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى |
رد: النبوات عن السيد المسيح
معنى ذلك أن الذين لن يعتمدوا سيكونون مثل من كانوا خارج الفلك، فهنا يشير إلى هذه الحقيقة وهى أنه مع أن الله كان طويل الأناة إلا أن هؤلاء كانوا عصاة، ومع رؤيتهم للفلك يبنى، لم يقبلوا كرازة نوح وهكذا لم يقبلوا كرازة حينما ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن، إذن المعنى المقصود هنا بهذه الآية هو عكس المعنى الذى يدَّعونه والموضوع له باقية ... نيافة الانبا بيشوى |
رد: النبوات عن السيد المسيح
شهادة للعهد القديم + شهد نفسه للعهد القديم وقال: يقول داود بالروح (أى بالروح القدس) "قال الرب لربى اجلس عن يمينى" (مت 44:22، مر 36:12، لو 42:20، أع 34:2). + وقال أيضاً: "إنه ينبغى أن يتم فىّ أيضاً هذا المكتوب" (لو 37:22). + وقال: "لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لو 44:24). + كما شهد للعهد القديم فى مواضع كثيرة وقال: موسى كتب عنى "لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى لأنه هو كتب عنى" (يو 46:5). + وقال: "ما جئت لأنقض بل لأكمل" (مت 17:5). + وقال أيضاً: "إلى أن تزول السماء والأرض؛ لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 18:5). إن كان يشهد هكذا فكيف يتجاسر البعض الآن ويقول: "ما قيمة العهد القديم؟" أو كيف تقول الأستاذة إيريس حبيب المصرى عن العهد القديم - فى مقدمتها لكتاب دكتور لمعى عشم الله الذى هاجم فيه الكتاب المقدس بعهديه - تقول بالنص: "إذا كانت شريعة العهد القديم هى شريعة الغاب؛ فهل يمكن أن تكون وحياً إلهياً؟"، بسبب هذه العبارة قام قداسة البابا بفصلها من التدريس فى معهد الدراسات القبطية. .. يقول: "إن موسى كتب عنى"، "ولا تزول نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل"، وهى تتجاسر أن تقول هذا؟!! شئ عجيب جداً. نيافة الانبا بيشوى |
الساعة الآن 02:06 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025