منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 09 - 10 - 2015 04:45 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صلاة

https://upload.chjoy.com/uploads/1354487726042.jpeg

أبويا السماوي الغالي،
أشكرك على الإلهام، والراحة، والمشورة، والإرشاد،
والحكمة التي تصلني اليوم ودائماً من كلمتك!
فكلمتك في قلبي وفي فمي حكمتني للخلاص،
وعلمتني ووجهتني لأتعامل
بحكمة في كل شئون الحياة،
في اسم يسوع. آمين.

Mary Naeem 09 - 10 - 2015 04:45 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كلمة الله تجعلك حكيماً!




كلمة الله تجعلك حكيماً!

" لاَ يَبْرَحْ (يرحل) سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ (تنتبه) لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ

(تجعل طريقك مزدهراً) وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ (تُحرز نجاحاً جيداً)."
(يشوع 8:1).


إن كلمة الله ليست فقط رقم 1 في وصفة النجاح والإزدهار، ولكنها أيضاً لازمة للتعامل بحكمة في شئون الحياة. وعندما تدرس الشاهد الإفتتاحي في النص الأصلي له، يُُظهر لنا شيئاً جميلاً. فهو يُعلمنا أنه ليس فقط سيكون لك نجاحاً جيداً في اللهج بكلمة الله، ولكنك ستُصبح أيضاً فطِناً. فهو يستخدم الكلمة العبرية

"sakal"
والتي تُضاهي الكلمة اليونانية
"suniemi"
وهي تعني وضع ذهني مترابط؛ فتُصبح متبيناً للأمور بحكمة،
وثاقب الفكر، وحاد الذكاء.


وهكذا، فكلمة الله لها القدرة على زيادة ذكائك. ومن خلال الدراسة واللهج بكلمة الله، يرتفع مستوى تفكيرك وتُصبح مختلفاً عن الآخرين. فتُصبح مُدركاً بدقة، وحذراً بخبرة، وذكي بطريقة رائعة. ثم تبدأ في التعامل بحكمة غير عادية. فتُصبح فطناً وقادراً على التعامل بحكمة في شئون الحياة.


فمن خلال كلمة الله تصير حكيماً في تعاملك مع الآخرين؛ وفي أمورك المادية، وفي كل شئ. وهناك بعض الناس لا تتعامل بحكمة، ويُحسب هذا لصالح الإخفاقات المستمرة التي يختبرونها في حياتهم؛ فما يحتاجونه هو كلمة الله. لأن روح الله، من خلال الكلمة يُحضر إلى فهمك فطنة الروح التي لا يمكن أن تكون إلا للمولود من الله.

لذلك أحثك اليوم، أن تذهب بشغف إلى كلمة الله، لأن كلمة الله قادرة أن تُحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع (2تيموثاوس 15:3).


صلاة

أبويا السماوي الغالي، أشكرك على الإلهام، والراحة، والمشورة، والإرشاد، والحكمة التي تصلني اليوم ودائماً من كلمتك! فكلمتك في قلبي وفي فمي حكمتني للخلاص، وعلمتني ووجهتني لأتعامل بحكمة في كل شئون الحياة، في اسم يسوع. آمين.


Mary Naeem 09 - 10 - 2015 04:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صلاة


https://upload.chjoy.com/uploads/1354487726073.jpeg

ربي الغالي، أنا أبتهج اليوم بكلمتك لي،
عالماً أن بركاتي هي في أن أفعل ما تقوله!
لذا فربحي أكيد، ومعجزتي
لا مفر منها إذ أنا أجعل اليوم كلمتك عاملة،
في اسم يسوع. آمين.

Mary Naeem 09 - 10 - 2015 04:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يسوع يعرف أين يوجد السمك!



يسوع يعرف أين يوجد السمك!

" وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ، كَانَ وَاقِفًا عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ. فَرَأَى سَفِينَتَيْنِ وَاقِفَتَيْنِ عِنْدَ الْبُحَيْرَةِ،.... فَدَخَلَ إِحْدَى السَّفِينَتَيْنِ الَّتِي كَانَتْ لِسِمْعَانَ، وَسَأَلَهُ أَنْ يُبْعِدَ قَلِيلاً عَنِ الْبَرِّ. ثُمَّ جَلَسَ وَصَارَ يُعَلِّمُ الْجُمُوعَ مِنَ السَّفِينَةِ."

(لوقا 5: 1 – 3).



يُقدم لنا الكتاب المقدس وصفاً لجموع كثيرة إحتشدت عند بحيرة جنيسارت، ليستمعوا ليسوع وهو يعظ ويُعلم كلمة الله. وكان من الصعب أن تجد مكاناً للوقوف إذ كان العدد كبيراً جداً. فطلب يسوع من بطرس أن يستخدم قاربه، حتى يُعلم الناس وهو في داخله. كان بطرس ورفقائه قد أمضوا الليل كله في الصيد ولن يتمكنوا من إصطياد شئ.

ولكن عندما إنتهى يسوع من الوعظ من قارب بطرس، إلتفت إليه قائلاً، " ... ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ». فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا. وَلكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ». وَلَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكًا كَثِيرًا جِدًّا، فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ تَتَخَرَّقُ. فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمُِ الَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ الأُخْرَى أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا وَمَلأُوا السَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي الْغَرَقِ." (لوقا 5: 4- 7).

كان بطرس صياداً محترفاً، وبالتالي، كان يعرف تعقيدات وخبايا المهنة. وبناءاً على خبرته، كان يعلم أنه بالطبع، من المستحيل أن يكون هناك سمك في المكان الذي طلب منه يسوع أن يُلقي شباكه فيه. فلقد فتشوا طوال الليل بحثاً عن السمك في تلك البقعة وحركوا المياه كثيراً حتى وإن كان هناك سمك، فلابد وأن يكون قد هرب على كل حال. ولكن بطرس أدلى بجملة متميزة؛ قائلاً، " وَلكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ." وبعبارة أخرى، "ياسيد، على الرغم من إني قد تعبت طول الليل ولم أُمسك شيئاً، ولكن سأُلقي شباكي لأنك قلت هذا."

ثم ألقى شبكته، وحاول أن يسحبها بنفسه ولم يستطع أن يُصدق ما قد حدث. فلقد كانت الشبكة ثقيلة جداً لسحبها. وطلب من أصدقائه أن يُساعدوه، وسحبوها وكان صيد العمر. فيسوع يعرف أين يوجد السمك، وبنفس الطريقة هو يعرف أين يوجد المال الذي تحتاجه. وكل ما تحتاجه هو أن تثق في كلمته. وتتبع كلمته. وتفعل ما تقوله الكلمة، وبذلك تكون في وضع الحصول على معجزة.

وهذا يُذكرنا بكلمات مريم العذراء في يوحنا 5:2، عندما كان يسوع سيُحول الماء إلى خمر، قالت للعبيد، " مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ." هذا هو كل ما في الأمر. ليكن لك إيمان في كلمة الله، وكُن مسرعاً أن تفعل ما تقوله، لأن المعجزة التي تحتاجها هي في كلمته.

صلاة

ربي الغالي، أنا أبتهج اليوم بكلمتك لي، عالماً أن بركاتي هي في أن أفعل ما تقوله! لذا فربحي أكيد، ومعجزتي لا مفر منها إذ أنا أجعل اليوم كلمتك عاملة، في اسم يسوع. آمين.






Mary Naeem 09 - 10 - 2015 04:49 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صلاة

https://upload.chjoy.com/uploads/1354487790631.jpg
المسيح يسكن في قلبي بالإيمان؛ وأنا متأصل ومتأسس في المحبة، وأُدرك مع جميع القديسين محبة المسيح التي بلا حدود وتفوق المعرفة، لكي أمتلأ إلى كل ملء الله! آمين.

Mary Naeem 09 - 10 - 2015 04:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حب بلا حدود



حب بلا حدود

" لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْتُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَة

(تتخطى كل معرفة)، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ.
(أفسس 3: 17 – 19).

يُعرفنا الرسول بولس هنا، بالروح القدس، أهمية أن نُدرك شدة محبة الله؛ محبته التي لا حدود لها، والتي لا يمكن أن نُدركها إلا بإعلان. ولذلك، صلى لأجل شعب الله، بمعونة روح الله، أن يُدركوا الأبعاد التي ليس لها حدود لمحبة الآب: عرضها، وطولها، وعمقها، وإرتفعاها.

ولم يكن بولس يُشير فقط للمعرفة أو الفهم العقلي لمحبة الله عندما إستخدم كلمة "تُدركوا" في الشاهد أعلاه. بل بالحري، إستخدم الكلمة اليونانة

"katalampano"

والتي تعني أن تفهم شيئاً وتجعله يخصك؛ أي تجعله واقعك في الحاضر! فالمعرفة العلمية أو النشاط العقلي البشري لا يمكنه أن يُدرك محبة المسيح. ولذلك يُصلي الرسول بولس من خلال روح الله، لكي تكون قادراً على فهم محبة الآب تجاهك التي لا حصر لها، ولا حدود، ولا قياس، وغير مشروطة. إنها محبة بلا حدود.

الله يُحبك! هذه حقيقة تبدو بسيطة، ولكن إن تجرأت وآمنت بها، وجعلتها تغوص في أعماق وعيك، فسوف تُغير حياتك إلى الأبد، وتُعطيك ثقة جديدة. فمحبة الله هي أعظم قوة في الكون. ولا عجب أن
صلي الرسول بولس من خلال روح الله،
" ... وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَة (تتخطى كل معرفة)، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ."

كُن آمن في محبة الآب؛ واستفد من حقيقة أنه يُحبك محبة أبدية (أرميا 3:31). فهو يُحبك وكأنك الكائن الوحيد على الأرض! لذلك فعندما تستيقظ كل صباح قل، "أشكرك يارب، لأنك تُحبني كثيراً جداً، بلا حدود!"

صلاة

المسيح يسكن في قلبي بالإيمان؛ وأنا متأصل ومتأسس في المحبة، وأُدرك مع جميع القديسين محبة المسيح التي بلا حدود وتفوق المعرفة، لكي أمتلأ إلى كل ملء الله! آمين.




Mary Naeem 09 - 10 - 2015 04:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تأملات وقراءات فى سفر عاموس
الإصحاح الأول

https://upload.chjoy.com/uploads/1354487661073.jpg
مقدمة

سفر عاموس من أسفار الأنبياء الصغار الذين هم 12 نبى ومعنى أنهم أنبياء صغار أو كلمة نبى صغير , وليس معناها أنه نبى صغير فى السن ولكن معناه أن النبوة التى كتبها نبوة صغيرة تمييزا عن الأنبياء الكبار الذين كتبوا نبوات كبيرة زى أشعياء وأرميا وحزقيال , لكن أسموهم بالأنبياء الصغار لأن الكتابة التى كتبوها عدد إصحاحاتها قليلة ولكن هم ليسوا صغار فى السن ولا صغار فى المقام , والإثنى عشر نبى جمعوهم اليهود فى كتاب واحد أو بيعتبروهم جزء واحد من أجزاء العهد القديم وكما نعلم أن أسفار موسى الخمسة هى جزء والأسفار التاريخية مثل صموئيل والملوك وهم بيعتبروهم جزء تانى , وفى أسفار شعرية زى مزامير داود وزى أيوب , وبعدين الأنبياء الكبار جزء وبعدين الأنبياء الصغار وهذه هى تقسيمة العهد القديم ,بالإضافة للأسفار القانونية الثانية وهى جزء آخر , وكلمة نبى مدلولها فى العهد القديم أصلا من الكلمة التى تعطينا نبأ أو خبر , يعنى نبى من نبأ أو خبر لأن النبى ده كان وظيفته أنه يخبر وأتقالت باللغة اليونانية بروفيتيس يعنى من ينادى بوحى الله أو من يعلن وحى الله , فكلمة نبى أى هو الذى يعطى النبأ أو يخبر بما يقوله الله للبشر لأن بعض الناس بتفتكر أن أرتباط كلمة نبى بأن هو الذى يقول حاجات عن المستقبل لكن لأ لأن وظيفة النبى أصلا فى أنه يعلن ما يقوله الله للإنسان أو يخبر بما يقوله الله للإنسان , وكلمة الواعظ أو الوعظ هى عمل النبى أنه بيعلن ما يقوله الله للبشرية أو للناس وعلى مر الأزمنة فى التاريخ ومعاملات شعب الله بنشوف أن فى أنبياء ظهروا , منهم الأنبياء اللى كتبوا نبوات ومنهم اللى كتبوا رسائل وعبّروا عما يقوله الله بالكتابة , وفى أنبياء أعلنوا ما يقوله الله بحياتهم مثل إيليا النبى الذى لم يكتب أى سفر لكن كان له عمل النبى أنه يخبر الناس بما يقوله الله , والله لما أختار شعبه وأسس مملكة إسرائيل من الإثنى عشر سبطا اللى هم أولاد يعقوب , وهذه المملكة ظهرت فى أوج وعظم مجدها فى أيام داود الملك الذى أيضا كان نبى فى نفس الوقت وبعدين داود أعطى المملكة لأبنه سليمان الذى قد قضى فترة مع ربنا وقضى فترة أخرى بعيد عن ربنا ولأنه لم يسر بإستقامة قلب أمام الله فربنا قال له أن مملكتك حاتتقسم لكن مش فى زمنك لأجل الوعد الذى أعطيته لداود أبوك لكن فى زمن أبنك وهذا اللى فعلا أن بعد سليمان جاء أبنه رحبعام وأتقسمت المملكة لنصفين , عشرة أسباط أخذوا الجزء الشمالى من أرض الموعد وكونوا مملكة إسرائيل وكانت عاصمة إسرائيل السامرة وهذا كان بقيادة واحد أسمه يربعام الأول أو يربعام أبن ناباط , وهو الذى قاد حركة الإنفصال وكون المملكة الشمالية وعاصمتها السامرة كما ذكرت , بينما المملكة الجنوبية ظلت تابعة لبيت يهوذا أو لأسرة داود النبى والملك وكان فيهم سبطين وهما سبط يهوذا وسبط بنيامين , وكانت عاصمتهم أورشليم , وكان الهيكل فى أورشليم , وكان من المفروض أن شعب الله بيتجمع من كل مكان هو فيه أو فى أورشليم ثلاثة مرات فى السنة لكى يسجد فى الهيكل فى 1- عيد الفصح 2- عيد الخمسين 3- عيد المظال , ويربعام شعر أن العشرة أسباط اللى معاه فى المملكة الشمالية لو نزلوا لأورشليم علشان يسجدوا فى الهيكل أنهم سيحنوا لملك مملكة يهوذا ويحنوا أنهم يرجعوا ويصبحوا مملكة واحدة من جديد فعلشان يمنع هذه الحكاية قال لهم لأ أحنا حانعمل فى بيت أيل مذبح لربنا ونضع تمثال لربنا ومفيش داعى أنكم تنزلوا لأورشليم وأنا سأعمل كهنة وأسماهم كهنة مرتفعات ومفيش داعى للنزول إلى أورشليم , أحنا بنعبد يهوه لكن حانعبده فى بيت أيل , وهى كانت حركة سياسية خبيثة علشان يظل محتفظا بمملكته منفصلة , لكن هذه الحركة قادت الشعب من عبادة الله الحقيقى إلى عبادة الأصنام , وظل هذا الكلام سارى لحد ماجاء وقت من الأوقات كانت مملكة إسرائيل بعدت كلية عن معرفة الله , وكان ليهم شكل للحياة الدينية لكن ماكانش ليهم جوهر فى الحياة الروحية , وربنا كان سيسلم الشعب الذى لم يستطيع أن يثبت فى وعوده وفى معرفته للسبى وللتأديب , وكانت خطة ربنا أن المملكة الشمالية سيسلمها ليد مجموعة أسمهم الآشوريين , الذين سيبيدوا مملكة إسرائيل , والمملكة الجنوبية ربنا سيسلمها لسبى بابل أو لنبوخذنصّر , لكن ربنا لم يسلمهم للسبى كده مباشرة , ربنا أتعامل معاهم معاملات كثيرة فأبتدأ يبعث لهم أنبياء يحذروهم من خطورة الوضع اللى هم فيه سواء فى المملكة الشمالية أو مملكة إسرائيل أو فى المملكة الجنوبية اللى مملكة يهوذا علشان كده سفر عاموس وسفر هوشع(الذى سنتأمل فيه تباعا) بيمثلوا نقطة فى تاريخ شعب إسرائيل خطيرة جدا وهى نفس النقطة المهمة فى حياتنا وهى نقطة ما قبل التأديب لأنهم (عاموس وهوشع) أتكلموا تقريبا فى نفس الوقت , أو الوقت اللى كان ربنا لسة بيفكر أنه يعد الشعب للتأديب والسبى تحت يد آشور , لكن ربنا لم يفعل ذلك على طول لكن هو أبتدأ بيعث فى إنذارات ويكشف لهم الخطية ويقول لهم أنتم ماشيين غلط وأن طريقكم مش صح ولذلك أرسل مجموعة أنبياء يكلموا المملكة الشمالية , ومجموعة أنبياء يكلموا المملكة الجنوبية , وكان من ضمن هؤلاء الأنبياء وكان أول نبى أبتدأ يتكلم من الأنبياء الصغار كان هو عاموس النبى وتنبأ بنبوته سنة 760 قبل الميلاد وكان داود قبله ب 250 سنة وكان قد مر على تاريخ إنقسام المملكتين 150 سنة , ولكن العجيب أن الوقت اللى ظهر فيه عاموس يتكلم , وعاموس كان قبل هوشع , وعاموس لحق جزء من حياة أشعياء , يعنى الترتيب الزمنى والتاريخى هو أشعياء ثم عاموس ثم هوشع , وكما قلت العجيب أن الوقت اللى ظهر فيه عاموس بيحدده عاموس نفسه أنه فى أيام عزيا ملك يهوذا وفى أيام يربعام أبن يوآش ملك إسرائيل , ويربعام هذا بنطلق عليه يربعام الثانى تمييزا له عن يربعام الأول اللى كان قبله ب 150 سنة , إذا يربعام الأول عمل حركة الإنفصال , لكن يربعام الثانى أستطاع أن يصنع مجد عالمى لشعب إسرائيل أو لمملكة إسرائيل , يعنى كان فى الوقت اللى أتكلم فيه عاموس ماكانش فى أى حد ممكن يتخيل أبدا الكلام اللى بيقوله عاموس طيب ليه ؟ لأن مملكة إسرائيل كانت فى أوج عظمة مجدها , ويربعام الثانى كان قائد حربى كويس قام بفتح بلاد كثيرة وأسترد أراضى كثيرة وجعل المملكة غنية لأن كان فى هذا الوقت من الجهة السياسية , ومن دراستنا لسفر الملوك نعرف أن كان فى أعداء لمملكة إسرائيل بيتعبوها دائما وهم الآراميين أو مملكة آرام اللى هم سوريا فى الوقت الحالى , والآراميين كانوا تاعبين شعب إسرائيل وكانوا بيذلوا شعب أسرائيل , لكن فى وقت يربعام كانت مملكة آشور أبتدأت تظهر وراحت ضاربة الآراميين , وبالتالى خف الضغط على مملكة إسرائيل فبدأت تشم أنفاسها , سياسيا كان هذا هو الوضع الحربى أن آشور ضربت آرام فخفت عن إسرائيل , فأفتكروا أن هذا مكسب ليهم لكن فى واقع الأمر ده كان تخطيط لأشور أنها تأكل سوريا وبعدين تأكل إسرائيل وهى فى طريقها لأرض مصر وهذا فعلا ما فعلته علشان توصل لمصر كانت لازم تاكل سوريا أو الآراميين وبعدين تأكل مملكة إسرائيل وبعدين توصل لمصر , وتاريخيا أن ملك آشور وهو آشور بنيبال هو الذى أنهى الحضارة الفرعونية وحطم مصر يعد ماحطم إسرائيل وآرام من قبلها , لكن هم لم يفهموا هذا الوضع , وما صدقوا أن آرام أنزاحت عنهم وضعفت وأنهزمت فأبتدأوا يشموا نفسهم وأفتكروا أن الموضوع خلص خلاص وأنتهى على كده , يعنى كانوا سياسيا وحربيا مستقرين , أما إقتصاديا فهذه كانت أغنى فترة فى تاريخ مملكة إسرائيل يعنى كان معاهم فلوس كثيرة جدا طيب ليه ؟ لأن يربعام الثانى عمل فكرة جديدة , وكلنا نعرف أن فى الأول كل اليهود لا يعرفون أن يعملوا شىء سوى أن يزرعوا أرض كنعان ويأكلوا من ثمرها , فيربعام أخترع فكرة التجارة فأبتدأوا يسافروا ويتاجروا ويربحوا وعملوا أموال طائلة , فكان معظم الناس مستواهم المادى مرتفع جدا , ولكن فى نفس الوقت اللى كان فيه غنى فاحش كان فى فقر مدقع لأن الناس التى ظلت فلاحين ومرتبطة بالأرض كانوا فقراء جدا جدا جدا , فمجتمع المملكة الإسرائلية أنقسم إلى طبقتين أغنياء وفقراء ونتيجة هذا الإنقسام كان الأغنياء بيأكلوا الفقراء , والفقراء ضاعوا بالظلم وضاعوا بالإقتصاد وضاعوا بالسرقة وضاعوا بالنهب , فشعروا أن فى فجوة كبيرة جدا بين الغنى الفاحش وبين الفقر المدقع لدرجة كما سنقرأ فى أقوال النبوة أن عاموس بيقول أن كل واحد أصبح له بيت صيفى وبيت شتوى وسراير من العاج وحرير وذهب فبيتكلم عن مظاهر الترفيه فهذا أنعكس أن عاموس يأتى ويقول لهم لو لم تتوبوا ربنا سيخرب إسرائيل فكان كلام عاموس غير مقبول طيب ليه؟ مين اللى حايخرب ده إحنا فى قمة مجدنا وفى قمة عظمتنا وقمة الغنى وقمة الإستقرار , وعلشان كده الناس لم تصدق عاموس لأنهم كانوا عايشين مستريحين جدا زى ما بيحصل اليومين دى , أن واحد بيكون فى قمة إستقراره وفى قمة غناه ومجده ويقولوا له ربنا قادم فيرد يقوا هو جاى فين ؟ ده كلام فاضى , وهذا ما حدث فعلا وهذه هى كانت الصعوبة اللى وجدها عاموس النبى , وطبعا هذا إنعكس على الحالة الدينية نتيجة أنه أصبح فى ناس معاهم فلوس , وأفتكروا أنهم ممكن كمان يشتروا ربنا , يعنى ممكن يتبرعوا بشوية فلوس ويشتروا شوية ذبائح ويشتروا ربنا بالمرة , يعنى أفتكروا أنهم ممكن يشتروا ربنا بالمال , وكانوا متدينين لكن تدينهم زى ما حانشوف كان تدين خاطىء جدا لأنهم أفتكروا أنهم كمان ممكن يشتروا ربنا , يعنى يدفعوا كام قرشين ويعملوا كام صلاة وأعطيه كام حاجة وزور بيته كام مرة والموضوع ينتهى , فأفتكروا كمان أنهم ممكن يشتروا ربنا بالمال أو بشوية الممارسات اللى بيمارسوها , فأبتدأ عاموس فى هذا الجو أو جو الإستقرار السياسى والحربى والغنى والمجد لكن فى ظلم طبقى موجود بينهم , ولكن أبتدأ يتكلم أو يرسل رسالة ربنا لهذا الشعب , وكلمة عاموس معناها حامل ثقل أو واحد حامل ثقل وهذا كان فعلا بيعبر عن الواقع أن عاموس كانت خطايا الشعب عليه ثقيلة جدا جدا , آخذا رمز للسيد المسيح حامل خطايا العالم وثقلها كله , ولذلك أرانا عاموس كما سنرى أن الله لا يطيق الخطية وأن الخطية حمل ثقيل جدا جدا جدا والله لا يحب الخطية بشدة وليس فقط فى شعب إسرائيل ولكن فى كل الشعوب فأبتدأ يقول :

الإصحاح الأول

1 أَقْوَالُ عَامُوسَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ الرُّعَاةِ مِنْ تَقُوعَ الَّتِي رَآهَا عَنْ إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ بْنِ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَبْلَ الزَّلْزَلَةِ بِسَنَتَيْنِ. 2فَقَالَ: «إِنَّ الرَّبَّ يُزَمْجِرُ مِنْ صِهْيَوْنَ وَيُعْطِي صَوْتَهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ فَتَنُوحُ مَرَاعِي الرُّعَاةِ وَيَيْبَسُ رَأْسُ الْكَرْمَلِ».

دينونة الشعوب المجاورة لإسرائيل

3هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ دِمَشْقَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ دَاسُوا جِلْعَادَ بِنَوَارِجَ مِنْ حَدِيدٍ. 4فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى بَيْتِ حَزَائِيلَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ. 5وَأُكَسِّرُ مِغْلاَقَ دِمَشْقَ وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ بُقْعَةِ آوَنَ وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ بَيْتِ عَدْنٍ وَيُسْبَى شَعْبُ أَرَامَ إِلَى قِيرَ» قَالَ الرَّبُّ. 6هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ غَزَّةَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ سَبُوا سَبْياً كَامِلاً لِيُسَلِّمُوهُ إِلَى أَدُومَ. 7فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ غَزَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. 8وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ أَشْدُودَ وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ أَشْقَلُونَ وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى عَقْرُونَ فَتَهْلِكُ بَقِيَّةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ» قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 9هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ صُورَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ سَلَّمُوا سَبْياً كَامِلاً إِلَى أَدُومَ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَهْدَ الإِخْوَةِ. 10فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ صُورَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا». 11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ أَدُومَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ لأَنَّهُ تَبِعَ بِالسَّيْفِ أَخَاهُ وَأَفْسَدَ مَرَاحِمَهُ وَغضَبُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَفْتَرِسُ وَسَخَطُهُ يَحْفَظُهُ إِلَى الأَبَدِ. 12فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى تَيْمَانَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بُصْرَةَ». 13هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ بَنِي عَمُّونَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ شَقُّوا حَوَامِلَ جِلْعَادَ لِيُوَسِّعُوا تُخُومَهُمْ. 14فَأُضْرِمُ نَاراً عَلَى سُورِ رَبَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. بِجَلَبَةٍ فِي يَوْمِ الْقِتَالِ بِنَوْءٍ فِي يَوْمِ الزَّوْبَعَةِ. 15وَيَمْضِي مَلِكُهُمْ إِلَى السَّبْيِ هُوَ وَرُؤَسَاؤُهُ جَمِيعاً» قَالَ الرَّبُّ.


1* 1 أَقْوَالُ عَامُوسَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ الرُّعَاةِ مِنْ تَقُوعَ الَّتِي رَآهَا عَنْ إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ بْنِ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَبْلَ الزَّلْزَلَةِ بِسَنَتَيْنِ. بيقول هنا أقوال التى , هل هذا الكلام يمشى ؟ لأنه كان المفروض يقول الأقوال التى قالها أو التى سمعها , لكنه بيقول أقوال التى رآها , فهل تفرق رآها عن سمعها أو قالها ؟ طيب رأى يعنى أيه؟ أكيد يعنى حاجة شايفها أمامه يعنى هذا شىء أكيد حايحصل لأنه عارف أن الناس لن تصدق الكلام من قمة مجدهم وغناهم ورفاهيتهم , فييجى ويقول لهم أن فى خراب ودمار قادمين , وطبعا محدش حايصدقه , ولذلك هو قال أن الكلام اللى أنا بأقوله أنا شفته يعنى متأكد منه والكلام ملموس , وهو هنا بيعرّف نفسه أنه كان بين الرعاة بمعنى أنه إنسان بسيط جدا ولا هو من مدرسة الأنبياء ولا هو من الكهنة ولا هو من الملوك ولا أى حاجة بل هو مجرد راعى غلبان والكلمة العبرية التى تقابل الرعاة لا تعنى أنه ليس بأى راعى بل راعى لأنواع معينة من الحملان أو الخرفان التى لها صوف غزير وليس لها لحم كثير لأنه هناك أنواع من الغنم تعطى صوف كثيف ولكن لا تعطى لحم , فهو كان من هؤلاء الرعاة الذين يرعون هذا النوع من الحملان , وكان بياخد صوف هذه الأغنام بعد ما يقوم بجذه وينزل إلى الأسواق يبيعها , وبيقول أنه من بلد أسمها تقوع , وهى تقع جنوب أورشليم وتبعد عن أورشليم حوالى 12 ميل يعنى حوالى 15 كيلو , يعنى لو ركزنا شوية فى الكلام هذا , يعنى عاموس جاى من المملكة الجنوبية أو مملكة يهوذا ولكن نبوته ستختص بالمملكة الشمالية , يعنى ترك الجنوب وذهب للشمال , وبيقول التى رآها عن إسرائيل أو المملكة الشمالية لأن المملكة الجنوبية بيطلق عليها مملكة يهوذا , وبعدين بيقول فى أيام عزيا ملك يهوذا , وهنا نلاحظ أنه ذكر ملك يهوذا قبل ملك إسرائيل , لأن ملك يهوذا هو الملك الشرعى الذى أختاره ربنا , لأن ربنا لم يحبذ فكرة إنقسام المملكة , وبيؤرخ نبوته بأنها قبل الزلزلة بسنتين , وهذه الزلزلة الشديدة حدثت وهو كتب أقواله هذه قبل حدوث الزلزلة بسنتين ولما حدثت الزلزلة ثبت أقواله فى كتاب وكتبها , وهذه الزلزلة حادثة مشهورة وبنشوف تفاصيلها فى سفر زكريا , فأبتدأ رسالته .

2*2فَقَالَ: «إِنَّ الرَّبَّ يُزَمْجِرُ مِنْ صِهْيَوْنَ وَيُعْطِي صَوْتَهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ فَتَنُوحُ مَرَاعِي الرُّعَاةِ وَيَيْبَسُ رَأْسُ الْكَرْمَلِ». وجبل الكرمل هذا جبل شهير جدا فى المملكة الشمالية وهو جبل مشهور بإرتفاعه وبخصبه وأن كله مزروع وفيه كهوف كثيرة , وكلنا نعرف إن إيليا النبى أختبأ فى جبل الكرمل هذا لأن إيليا كان نبى للمملكة الشمالية , فأبتدأ عاموس بصوت زمجرة الأسد , وهذا يعطينا أن حياة عاموس كانت تتلخص فى كلمتين فترة بيعيشها فى البرارى فى الجبل بيرعى أغنامه , وكانت هذه البرارى مشهورة بوجود الأسود فيها , والفترة الثانية التى كان يعيشها من حياته أنه كان بينزل الأسواق يبيع صوف أغنامه ولذلك كان حساس جدا للطبيعة لأنه كان بيقعد فى أوقات كثيرة فى البرارى يرعى الغنم ولذلك كان حساس جدا للطبيعة , فهو بيفتكر كده وهو قاعد وبيسمع صوت زمجرة الأسد , وأول ما يسمع زمجرة الأسد بينظر لقطيعه من الأغنام فيجد خوف ورعب باين على القطيع , فهذه البرارى مشهورة بالأسود , وهنا عاموس عايز يقول أن الأسد لما زمجر فالحمل أو الخروف اللى كان آمن أو فى آمان حايبتدى يخاف وينزعج , طيب مين هو الحمل الآمن ؟ طبعا هو إسرائيل لأن كان عندهم أموال وإستقرار سياسى وإستقرار حربى وإستقرار إقتصادى , كان حمل أو خروف قاعد مطمئن جدا , لكن بيقول لهم حاييجى ليكم الوقت الل حاتسمعوا فيه زمجرة الأسد والكل حايخاف لأن زمجرة الأسد تعنى غضب الأسد وتعنى شدة الأسد وأنه يريد الإفتراس وبإستمرار عاموس لما بيتكلم عن زمجرة الأسد يعنى بهذا الأسد شخص الله , حتى أن السيد المسيح مكتوب عنه أنه الأسد الذى خرج من سبط يهوذا , وعاموس عايز يقول فى زمجرة الرب يخرج من صهيون وصهيون تابعة لمملكة يهوذا الجنوبية التى بها الهيكل والتى فيها أورشليم , فأن الله يزمجر من قدسه ويعطى صوته من أورشليم , فتنوح مراعى الرعاة , لأن كل الرعاة أغنامهم ستؤكل , وييبس الكرمل يعنى عايز يقول أن كل الغنى والمجد والإطمئنان اللى عندكم هذا هو إطمئنان كاذب وغنى كاذب , وآه لما بيبقى الإنسان عنده أمان وإطمئنان كاذب , مطمئن أن معاه أشخاص معينين ومعاه أموال ومعاه وظيفة ومعاه شوية ممتلكات ومعاه شوية إتصالات ويبقى مطمئن أن أموره ماشية تمام لأن عنده الحاجات دى , فيقول له لأ هذا إطمئنان كاذب لأن ليس معك الأسد الخرج من سبط يهوذا , هو ربنا أرسله برسالة للمملكة الشمالية فتحرك من تقوع فى جنوب أورشليم وطلع علشان يوصل الرسالة لكن يا ترى الناس حاتسمعه أزاى , فعاموس غير معروف على الإطلاق , راجل غلبان , راعى وزى ما حانشوف بعد شوية بيقول وظيفته أنه كان جانى جميز , يعنى راجل غلبان فقير فلو راح يكلم الناس محدش حايسمعه , يعنى لو راح لواحد وقاله تعالى حأقول لك كلمة , فحايقول له أمشى بعيد عنى , ولذلك قعد يفكر أزاى يجذب إنتباه شعب إسرائيل له , ويكلم الناس فين ؟ لو هو كاهن ولا هو من السبط الملوكى ولا هو عنده سلطان ولا أى حاجة , وهو كان عادته ياخد صوفه ويروح الأسواق , ويقف فى السوق , والسوق كما نعرف يإستمرار الإنسان يقدر يعرف أخبار العالم من خلال وجوده فى السوق لأن الناس فى السوق عمالة تتكلم تتكلم على طول مع بعضيها وتتكلم وتتكلم , وكان يقدر يعرف كل حاجة وأيضا يقدر ينشر أى حاجة عايز يقولها بسرعة فى السوق فابتدأ يوعظ فى السوق أو فى أسواق المملكة الشمالية ويتكلم بهذه الرسالة , ولكنه أبتدأ يتكلم بطريقة جذابة فيها حكمة علشان يجذب عدد كبير من السامعين أنهم يسمعوا له , وطبعا لو أبتدأ يتكلم على طول تجاه إسرائيل فى المملكة الشمالية لكان كلهم شتموه وقالوا له أمشى , لكنه أبتدأ الموضوع بطريقة عجيبة جدا لم يذكر سيرة إسرائيل خالص إلا فى الآخر وقال لهم تعالوا أسمعوا ده أنا عندى أخبار جديدة حأقولها ليكم , أيه هى هذه الأخبار؟ فأبتدأ يحكيها .....

3* حتى 5* 3هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ دِمَشْقَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ دَاسُوا جِلْعَادَ بِنَوَارِجَ مِنْ حَدِيدٍ. 4فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى بَيْتِ حَزَائِيلَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ. 5وَأُكَسِّرُ مِغْلاَقَ دِمَشْقَ وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ بُقْعَةِ آوَنَ وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ بَيْتِ عَدْنٍ وَيُسْبَى شَعْبُ أَرَامَ إِلَى قِيرَ» قَالَ الرَّبُّ. هو هنا أبتدأ يتكلم عن 7 ممالك وأبتدأ بترتيب لطيف يقدر يشد أنتباه الناس إليه , وكما ذكرنا أن ألد أعداء شعب إسرائيل كانت آرام أو الآراميين اللى هم دمشق , فقال لهم تعالوا أنا حأقول لكم خبر حلو قوى أن ربنا سيؤدب دمشق جدا , والإسرائيليين عندهم فكرة أنهم شعب الله وأن الله بيعتنى بيهم , وإن هم الشعب المختار , وطبعا لما حايتكلم عن دمشق فأكيد الناس كلها ستعطى آذانها له لأنه بيتكلم عن خراب لدمشق , ودى حاجة تبسط شعب إسرائيل , ويقولوا شوف أهو ربنا بينتقم لنا من أعدائنا , حاينتقم من اللى أذلونا , من اللى ضايقونا , فبيبتدى يتكلم عن أعداء إسرائيل ونقمة ربنا من أعداء إسرائيل , فتبتدى الناس تتجمع , وبعدين يروح واخد بلد تانية من أعداء إسرائيل زى ما حانشوف , فتبتدى ناس تانية أكثر تتجمع , ويتكلم عن بلد تالتة وكل ما الناس تسمع , تقول أن الكلام اللى بيقوله عاموس كلام صح لأن ربنا فعلا بتاعنا بينتقم من كل الشعوب اللى أذلتنا وضايقتنا , وأبتدأ من هذه النقطة يدخل لحد ما يوصل فى الآخر لذنوب مملكة إسرائيل , وأبتدأ هنا يتكلم عن دينونة دمشق , وهنا بيعلن الله على فم عاموس بصفة عامة أن الله لا يطيق الخطية , وليس فى شعبه فقط بل فى كل شعوب العالم , وأن الله بيهتم بالكل , والله يريد قداسة الكل , وعلشان كده غضبه ودينونته على كل من يفعل الخطية , فأبتدأ يتكلم عن مملكة آرام , وكانت خطية حزائيل لو رجعنا لسفر الملوك أن حزائيل كان إنسان معتد بذاته ولدرجة أن هم عملوا عمل شديد جدا , وجلعاد كانت تابعة لإسرائيل , ويقول أنهم داسوا على الناس بنوارج من حديد , فقال الناس آه فعلا أنهم فعلوا بنا هكذا علشان كده ربنا بينتقم منهم , وبنهدد هو أبن حزائيل , ومغلاق دمشق أو الحديد الذى على أبواب دمشق أو حصونهم , وبقعة آون هى حاليا سهل البقاع فى لبنان , وماسك القضيب يعنى الملك , فدينونة ربنا على البيت لأن من أجل أنانيتهم داسوا على الآخرين بنوارج من حديد , وناخد بالنا أن كل مرة بيتكلم عن خطية من الخطايا السبعة القادمة تجعلنا نفهم حاجة عن طبيعة ربنا وكراهية ربنا للشر , فهنا ربنا بيدين أمة آرام هذه والشعب الآرامى من أجل الذات , لأن من أجل ذاتهم داسوا على الآخرين بنوارج , إذا لو أنا من أجل ذاتى بأدوس على الآخر فأعرف أن هذا يجعلك تحت الدينونة لكن سنلاحظ فى كل باراجراف فى الخطايا السبعة بيقول من أجل ذنوب كذا الثلاثة والأربعة , طيب أيه حكاية الثلاثة والأربعة هذه , طبعا الثلاثة بإستمرار رمز الكمال لأن فى أعداد كده بترمز للكمال وهى 3 , 5 , 7 , 10 , 100 , 1000 , فهؤلاء وصلوا لكمال الخطية وزادوا 3 و 4 , بالإضافة أن الثلاثة والأربعة بيمثلوا مراحل الخطية التى يعيشها الإنسان , فالخطية فى حياة الإنسان بتبتدى بثلاثة مراحل : 1- فكر يعنى بتكون مجرد فكرة فى عقل الإنسان , 2- فعل يعنى الفكر بيتحول إلى فعل سواء بالقول أو بالعمل , 3- عادة يعنى بعد ما الإنسان يفكر ويعمل تتحول الخطية إلى عادة , وبتتحول إلى عادة لأنه مش عاوز يتوب عنها وبيستمر فى خطيته وكمان بيصّر على خطيته , فهذه الثلاثة خطوات هم كمال الخطية (فكر وعمل وإصرار يؤدى إلى عادة) , والمرحلة الرابعة التى هى فوق الكمال والأخطر أنه ليس فقط يصر على خطيته لكنه بيعلم الآخرين الخطية وبيعثر الآخرين بالخطية , وهذه المرحلة هى الأخطر لأنه ليس فقط الإنسان بيفكر فى الخطية وبعدين بيعملها وبعدين بيصر عليها لكن كمان بيساعد الآخرين أنهم يعملوها و هذا موجود بكثرة فى حياتنا وللأسف داخل كنائسنا ويكون الإنسان خاطى لأخمس قدمه والكهنة والشعب يتصرفون معه كأنه لا يفعل أى خطية بل يشجعونه أيضا وهذا لمسته كثيرا وبالذات فى الكنيسة الأرثوذكسية طالما بيتبرع وبيدفع فهو زى الفل , ما علينا أنا تعبت من كثرة ما كتبت عن ذلك ولذلك بيقول ربنا هنا من أجل ذنوب الثلاثة والأربعة ولو جمعنا 3 و 4 يكون المجموع 7 الذى هو رقم الكمال , يعنى ربنا لا يدين الإنسان إلا بعد مكيال الإنسان يمتلىء ويصل للكمال , فهو تحذير لنا جميعا شعبا وكهنة أن لا نعثر الآخرين وأن لا نجامل أحد على حساب الله من أجل تبرع أو خدمة فالله هو الغنى والقادر على كل شىء فالله كفيل برعايتنا لو عندنا إيمان وثقة فعلية فيه وما عدا ذلك فهو عدم الإيمان وعدم الثقة , ولذلك ربنا بيفضل مستنى على الإنسان , ولما بيقول أنا يكسر مغاليق دمشق يعنى دمشق تكون مفتوحة بدون حصون ومن غير أسوار , ونلاحظ بإستمرار أن ربنا بيهد ما فى الإنسان العتيق من خطية لكى ما يقيم الجديد , علشان الإنسان لما تتهد أسواره عندئذ يقول لربنا أنت حصنى وأنت سورى الوحيد وبك تسورت أسوارا زى ما داود بيقولها لربنا فى مزمور 18 .

6* حتى 8* 6هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ غَزَّةَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ سَبُوا سَبْياً كَامِلاً لِيُسَلِّمُوهُ إِلَى أَدُومَ. 7فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ غَزَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. 8وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ أَشْدُودَ وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ أَشْقَلُونَ وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى عَقْرُونَ فَتَهْلِكُ بَقِيَّةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ» قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أن كل شعب ربنا بيدينه سيدينه بعد كمال إثمه , والفلسطينيين كانوا ألد أعداء إسرائيل , كانوا الآراميين والفلسطينيين وقاموا بسبى من إسرائيل سبى وباعوهم عبيد لبنى آدوم اللى هم من نسل عيسو , ولازم نلاحظ أن العقاب بإستمرار لكل شعب من هذه الشعوب كلمة فأرسل نارا وعلشان كده حتى أن الدينونة حاتكون بالنار والكبريت , حتى فى دينونة السيد المسيح فى مجيئه الثانى لما بيتكلم معلمنا بطرس ويقول تتحل العناصر محترقة , وكانت خطية غزة أو الفلسطينيين أنهم بيبيعوا الناس بالفلوس , إذا كانت خطية آرام هى الذات التى تجعله يدوس على غيره , خطية الفلسطينيين هى الإنسان اللى ممكن يبيع الآخر من أجل المادة أو الفلوس , ونلاحظ أنه ذكر أربعة أقطاب الفلسطينيين (غزة وأشدود وأشقلون وعقرون ) ومن سفر القضاة وصموئيل نعرف أن فلسطين كانت مكونة من خمسة أقطاب , فالخامس هو جت ومنها كان جليات الجبار , ولم يتم ذكر جت لأنها كانت أتمحت من الوجود و حانرجع لها كمان شوية .

9* و10*9هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ صُورَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ سَلَّمُوا سَبْياً كَامِلاً إِلَى أَدُومَ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَهْدَ الإِخْوَةِ. 10فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ صُورَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا». وصور هى الحضارة الفينيقية , وهم خانوا العهد وكان فى معاهدة ما بين سليمان الملك وما بين الفينيقيين وبنشوفها فى سفر الملوك الأول أن هو كان بيرسل لهم حاجات وهم بيرسلوا له حاجات وعمل سليمان معاهدة مع ملك صور ولكن جاء نسل الفينيقيين أو صور ونقضوا هذه المعاهدة , فهنا ربنا بيقول أن الذى ينقض العهد أن الله بيضعه تحت الدينونة , وعلشان كده لازم ناخد بالنا أن لو أنا يأنقض العهد اللى بينى وبين ربنا فناخد بالنا أننا ممكن نكون تحت الدينونة نتيجة نقد هذا العهد أو الإتفاق اللى بينى وبين ربنا , فالخطية ما هى إلا نقض عهد .

11* و12*11هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ أَدُومَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ لأَنَّهُ تَبِعَ بِالسَّيْفِ أَخَاهُ وَأَفْسَدَ مَرَاحِمَهُ وَغضَبُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَفْتَرِسُ وَسَخَطُهُ يَحْفَظُهُ إِلَى الأَبَدِ. 12فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى تَيْمَانَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بُصْرَةَ». كان فى كراهية مابين آدوم وبين شعب إسرائيل بالرغم أنهم الإثنين أخوات , فأدوم من نسل عيسو اللى كان أخو يعقوب حتى فى المزمور 137 بيقول أذكر يارب بنى أدوم القائلين يوم أورشليم هدوا هدوا حتى الأساس منها , يعنى شمتوا فيهم وكان فى حرب دايما معاهم , فبيقول بالسيف قتل أخاه , وهنا ربنا بيورينا أن غضبه بيشتد عندما تفعل الأمم الشر وتنزع الرحمة من الإنسان , وهاتان أكثر حاجتان بتضايق ربنا أنه يشوف الإنسان عايش فى شر وأن الإنسان مفيش فى قلبه رحمة تجاه أخوه .

13*حتى 15* 13هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ بَنِي عَمُّونَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ شَقُّوا حَوَامِلَ جِلْعَادَ لِيُوَسِّعُوا تُخُومَهُمْ. 14فَأُضْرِمُ نَاراً عَلَى سُورِ رَبَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. بِجَلَبَةٍ فِي يَوْمِ الْقِتَالِ بِنَوْءٍ فِي يَوْمِ الزَّوْبَعَةِ. 15وَيَمْضِي مَلِكُهُمْ إِلَى السَّبْيِ هُوَ وَرُؤَسَاؤُهُ جَمِيعاً» قَالَ الرَّبُّ.وبنى عمون اللى هم أولاد لوط , وكما نعلم أن لوط خلّف أثنين عمون وموآب , وأيضا هم قرايب إسرائيل لكن نشوف عملوا أيه فى إسرائيل , أنهم شقوا بطون الأمهات وقتلوا الأطفال من قبل ما يتولدوا أو ينزلوا للحياة علشان يوسعوا أرضهم , وجلعاد دى بلد إسرائيل , يعنى مش حتى أنتظروا عليهم حتى يتولدوا وبعدين موتوهم لكن من قبل ما يتولدوا ويدخلوا للحياة قتلوهم , شوفوا قساوة الإنسان وعدم الرحمة قد أيه , وعمون هم الآن عمان وكانت عاصمتهم ربة , وهؤلاء كانوا قاسيين على الذين ليس لهم سند والذين ليس لهم أحد يسندهم , الجوامل الضعفاء الذين لا يقدرون أن يفعلوا شيئا طيب تعالوا نشوف اللى وراهم .

مين هم الأسوأ من بنى عمون ؟ هذا ما سنعرفه فى الإصحاح الثانى .

والى اللقاء مع الإصحاح الثانى من التأملات والقراءات فى سفر عاموس , راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.


Mary Naeem 09 - 10 - 2015 05:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يهوشافاط ملك اسرائيل
ام ملك يهوذا
قراءة نقدية


نقرا فى سفر اخبار الايام الثانى " وَكَانَ لَهُ إِخْوَةٌ، بَنُو يَهُوشَافَاطَ: عَزَرْيَا وَيَحِيئِيلُ وَزَكَرِيَّا وَعَزَرْيَاهُو وَمِيخَائِيلُ وَشَفَطْيَا. كُلُّ هؤُلاَءِ بَنُو يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ " والمشكلة هى فى كلمة ملك اسرائيل فى حين ان يهوشافاط فعليا كان ملكا ليهوذا فكيف يكون كاتب الاخبار انه ملكا لاسرائيل

النقطة الاولى استعراض اسلوب كاتب الاخبار
الموضوع ينتهى من بدايته بمجرد استعرض اسلوب كاتب الاخبار من جهتين
1- انه يعرف تماما ان يهوشافاط كان ملكا على يهوذا
2- انه استخدم كلمة اسرائيل للدلالة على مملكة يهوذا

وهذا كفيل جدا بالرد
فنقرا فى الاصحاح السابق مباشرة " وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ، هَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ يَاهُوَ بْنِ حَنَانِي الْمَذْكُورِ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ " ان امور يهوشافاط مكتوبة فى سفر ملوك اسرائيل
وفى الاصحاح 28 نقرا عن الملك احاز ملك يهوذا " لأَنَّ الرَّبَّ ذَلَّلَ يَهُوذَا بِسَبَبِ آحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ " فها هو ملك يهوذا يطلق عليه ملك اسرائيل

يقول جون بيتر وفيليب شاف ان تعريف مملكة الجنوب باسم اسرائيل متبع فى بعض الاماكن واعطى امثلة من سفر الاخبار لاستخدام كاتب الاخبار كلمة اسرائيل للدلالة على المملكة الجنوبية

On the designation of the southern kingdom by the name of Israel, comp. 12:1, 6, also ver. 4, 28:19, 27, etc.—[1]

كما ان كاتب الاخبار يعرف جيدا ان يهوشافاط ملكا على يهوذا
فى الاصحاح ال 18 نقرا " وَقَالَ أَخْآبُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا "
وايضا " فَصَعِدَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى رَامُوتِ جِلْعَادَ. "
وايضا " وَرَجَعَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ. "
ودا على سبيل المثال وهنا يمكننا نهى هذا الموضوع اذ اثبتنا من لغة الكاتب نفسه انه على علم تماما بان يهوشافاط ملكا على يهوذا وانه كان يستخدم كلمة اسرائيل للدلالة على مملكة الجنوب

نقديا
قراءة اسرائيل هى القراءة المفضلة
فى بعض النسخ القديمة تم تصحيح قراءة اسرائيل ل " يهوذا " كما وجد فى قراءة السبعينية بانه ملك يهوذا

And he had brothers, the six sons of Josaphat, Azarias, and Jeiel, and Zacharias, and Azarias, and Michael, and Zaphatias: all these were the sons of Josaphat king of Juda.[2]

نقديا نعتبر ان قراءة يهوذا تصحيح للقراءة الاصعب " اسرائيل " فمترجم السبعينية سيميل لتغيير اسرائيل ليهوذا ولكن لا يوجد سبب لتغيير يهوذا لاسرائيل ان كان يهوذا هى القراءة الاصلية
فلهذا يعتبر النقاد هنا ان قراءة اسرائيل هى الافضل نقديا هذا ما قاله رايموند ديلر بان قراءة اسرائيل بوضوح مفضلة بكونها القراءة الصعبة فتصحيح الناسخ ليزيل الصعوبة بتغييرها لكلمة يهوذا وخضوصا فى ضوء استخدام عبارة ملوك اسرائيل فى العدد ال 13

The reading “Israel” is obviously favored as the more difficult reading—a scribal correction to alleviate the difficulty would readily explain the change to “Judah,” particularly in light of the use of the phrase “kings of Israel” in v 13.[3]
لماذا استخدم كاتب الاخبار عبارة
ملك اسرائيل بدلا من يهوذا
نقرا فى المرجع السابق ان كاتب الاخبار لم يكن عدوانيا اطلاقا تجاه المملكة الشمالية ومن افضلية فترة ما بعد السبى هو يظهر بانه يعتبر يهوذا كالوريث الشرعى والاخلاقى لاسرائيل المتحدة فهو استخدم عبارة اسرائيل للاشارة للمكلكة الجنوبية فى العديد من العبارات

Though the Chronicler was not unqualifiedly hostile to the Northern Kingdom, from the vantage of the post-exilic period he appears to regard Judah as the legal and moral successor of the united Israel, and he uses the term “Israel” with reference to the Southern Kingdom in numerous instances[4]
فحسب اسلوب كاتب الاخبار هو لا يفرق بين يهوذا واسرائيل اذ يعتبر اسرائيل وريثا شرعيا لمملكة اسرائيل المتحدة وكما عرضت سابقا هو استخدام فى عبارات عديدة كلمة اسرائيل للدلالة على المملكة الجنوبية
ويقول مارتن سلمان ان يهورام دعى بملك اسرائيل لان كاتب الاخبار يعتبر مملكة يهوذا كاسرائيل الحقيقية

Jehoram is called king of Israel (v. 1, niv, etc.; ‘Judah’, reb, neb, rsv, gnb), because the Chronicler regarded the kingdom of Judah as the true Israel.[5]
كمل يقول وليم سون ان الاعداد من 2-4 وجدت فقط فى الاخبار . المقدمة الاصلية توضح ان ملك الملك لم ياتى حتى العدد الخامس فهم بيعرضون فى الاصحاحين 21 و 22 موضوع القوة وبيتعرض للنسل الداودى

Verses 2–4 are found only in Chronicles. The normal introductory remarks about a king’s reign do not come until v. 5. As Williamson observes, they introduce a theme in chaps. 21–22 of violence, endangering the Davidic line (cf. v. 17; 22:8–11).[6]
فكاتب الاخبار فى الاعداد 2 و 3 و 4 لا يتكلم عن الملك الفعلى فهى اتى فى العدد الخامس حينما قال "كَانَ يَهُورَامُ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ" لكن فى الاعداد السابقة بيستعرض موضوع العنف اللى قام بيه اشخاص من نسل داود

لهذا السبب يقول المرجع السابق ان وصف كاتب الاخبار ليهوشافاط بملك اسرائيل لا يحتاج ان يصحح لملك يهوذا لان عادة ما كان يستخدم كاتب الاخبار كلمة اسرائيل للاشارة للملكة الجنوبية

the Chronicler’s description of Jehoshaphat as king of “Israel” need not be corrected to “king of Judah” (see comment on 20:34). The Chronicler often used “Israel” with reference to the Southern Kingdom[7]
ويقول اف اف بروس ان يهوشافاط دعى بملك اسرائيل فى العدد الثانى فى النص العبرى
اسرائيل هنا تستخدم بمعنى المملكة الحقيقية كما فى اماكن اخرى بواسطة كاتب الاخبار

Jehoshaphat is called ‘king of Israel’ at v. 2, in the Hebrew text. ‘Israel’ here is used in the sense of the true kingdom as elsewhere by the Chronicler.[8]
القول الفصل
اخر عدد سنناقشه لاخراس كل افواه التافهين نقرا فى سفر الاخبار " كَلِّمْ رَحُبْعَامَ بْنَ سُلَيْمَانَ مَلِكَ يَهُوذَا وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ فِي يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ "
فى ايام رحبعام اثارت المشاكل الى النقسام المملكة فانقسمت لمملكة شمالية دعيت اسرائيل والجنوبية يهوذا وهى تتالف من سبطى يهوذا وبنيامين
كان رحبعام ملكا على يهوذا " سبطى يهوذا وبنيامين " وكلن واضح من هذا العدد ان كاتب الاخبار سمى مملكة يهوذا بانها " اسرائيل "
فيقول وليم اميرى تعليقا على هذا العدد ان كاتب الاخبار لا يتردد فى استخدام مصطلح اسرائيل فى حديثه عن يهوذا
لذلك فملوك المملكة الجنوبية دعيوا بملوك اسرائيل والمنطقة " يهوذا " نفسها ككل دعيت باسرائيل ويهوشافاط واجاز كل منهما دعوا بملك اسرائيل وقبور الملوك فى اورشليم دعيت بقبور ملوك اسرائيل

to all Israel in Judah and Benjamin] The Chronicler does not hesitate to use the term “Israel” in speaking of Judah. Thus the princes of the Southern Kingdom are called “the princes of Israel” (12:6; 21:4), the populace as a whole is called “Israel” (12:1; 15:17), Jehoshaphat and Ahaz are each called “king of Israel” (21:2; 28:19), and the sepulchres of the kings at Jerusalem are called the “sepulchres of the kings of Israel” (28:27). (Cp. Driver, Joel, p. 9 note, for a similar use of the word.)[9]

فلو كان لدى هذا المعترض السلفى الفاشل والجاهل ادنى معرفة باسلوب الكاتب لما كان قدم هذا الاعتراض الساذج الطفولى


[1]John Peter Lange, Philip Schaff, Otto Zöckler and James G. Murphy, A Commentary on the Holy Scriptures : 1 & 2 Chronicles (Bellingham, WA: Logos Research Systems, Inc., 2008), 222.


[2]Lancelot Charles Lee Brenton, The Septuagint Version of the Old Testament: English Translation (London: Samuel Bagster and Sons, 1870), 2 Ch 21:2.


[3]Raymond B. Dillard, vol. 15, Word Biblical Commentary : 2 Chronicles, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 165.


[4]Raymond B. Dillard, vol. 15, Word Biblical Commentary : 2 Chronicles, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 165.


niv New International Version, 1984.


reb Revised English Bible, 1989.


neb New English Bible, 1970.


rsv Revised Standard Version, 1952.


gnb Good News Bible (Today’s English Version), 1976.


[5]Martin J. Selman, vol. 11, 2 Chronicles: An Introduction and Commentary, Originally Published: 1994., Tyndale Old Testament commentaries (Nottingham, England: Inter-Varsity Press, 1994), 452.


[6]J. A. Thompson, vol. 9, 1, 2 Chronicles, electronic ed., Logos Library System; The New American Commentary (Nashville: Broadman & Holman Publishers, 2001, c1994), 296.


[7]J. A. Thompson, vol. 9, 1, 2 Chronicles, electronic ed., Logos Library System; The New American Commentary (Nashville: Broadman & Holman Publishers, 2001, c1994), 297.


[8]F. F. Bruce, New International Bible Commentary, "Formerly Titled New International Bible Commentary and The International Bible Commentary"--T.p. Verso. (Grand Rapids, MI: Zondervan Publishing House, 1979), 473.


[9]William Emery Barnes, The Books of Chronicles, With Maps Notes and Introduction, The Cambridge Bible for Schools and Colleges (Cambridge: Cambridge University Press, 1899), 180

Mary Naeem 09 - 10 - 2015 05:31 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
شدرخ وميشخ وعبدنغو

(دانيال 3: 16- 18)


http://corbertgauthier.net/ThreeMen.jpg

نقرأ في سفر دانيال، الإصحاح الثالث، عن ثلاث رجال، هم شدرخ وميشخ وعبدنغو. تولى هؤلاء الثلاثة مع دانيال أعمال ولاية بابل (دانيال 2: 49). ولقد كانوا يهوداً صالحين أعطاهم الله " مَعْرِفَةً وَعَقْلاً فِي كُلِّ كِتَابَةٍ وَحِكْمَةٍ" (دانيال 1: 17)، وعينهم في مراكز سلطة. وبسبب مراكزهم، كان من الممكن لهم أن يستمتعوا بالكثير من الأشياء التي لم يستمتع بها أحد، ليس فقط اليهود بل أيضاً معظم أهل البلدة. ومع ذلك، فقد تغير هذا الوضع في أحد الأيام حيث صنع الملك نبوخذنصر تمثال ذهبي طالباً من الجميع عبادته، فكان على جميع من في المملكة عبادة هذا التمثال وإن عصى أحد هذا الأمر سيحرق في آتون النار. ومن ثم، واجه شدرخ وميشخ وعبدنغو تحدياً: هل سيطيعوا أوامر الملك، مدافعين بذلك عن حياتهم ونعمهم وعائلاتهم ومراكزهم، ثم يطلبون العفو من الله، أم أنهم سيطيعون كلام الله ولا يسجدون لهذا الصنم ابداً؟ وتخبرنا دانيال 3: 8- 12 أنهم اختاروا الحالة الأخيرة في النهاية. ومن ثم أُحضِروا أمام الملك، وعلى الرغم من غضبه الشديد منهم، إلا أنه قرر منحهم فرصة واحدة أخرى. فأخبرهم:
دانيال 3: 15
" فَإِنْ كُنْتُمُ الآنَ مُسْتَعِدِّينَ عِنْدَمَا تَسْمَعُونَ صَوْتَ الْقَرْنِ وَالنَّايِ وَالْعُودِ وَالرَّبَابِ وَالسِّنْطِيرِ وَالْمِزْمَارِ وَكُلَّ أَنْوَاعِ الْعَزْفِ إِلَى أَنْ تَخِرُّوا وَتَسْجُدُوا لِلتِّمْثَالِ الَّذِي عَمِلْتُهُ. وَإِنْ لَمْ تَسْجُدُوا فَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تُلْقَوْنَ فِي وَسَطِ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ. وَمَنْ هُوَ الإِلهُ الَّذِي يُنْقِذُكُمْ مِنْ يَدَيَّ؟»."

فرد عليه شدرخ وميشخ وعبدنغو:
دانيال 3: 16- 18
" فَأَجَابَ شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُوَ وَقَالُوا لِلمَلِكِ: «يَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، لاَ يَلْزَمُنَا أَنْ نُجِيبَكَ عَنْ هذَا الأَمْرِ. هُوَذَا يُوجَدُ إِلهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ، وَأَنْ يُنْقِذَنَا مِنْ يَدِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ. وَإِلاَّ فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَنَّنَا لاَ نَعْبُدُ آلِهَتَكَ وَلاَ نَسْجُدُ لِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَهُ»."

قرر شدرخ وميشخ وعبدنغو أنهم لن يعبدوا هذا التمثال بأي حال من الأحوال. وعلى الرغم من معرفتهم بقدرة الله على تخليصهم، إلا أنهم لم يعتبروا هذا الأمر مفروغ منه. لقد أطاعوا الله بدون شروط، وحتى وإن لم يخلصهم ("وَإِلاَّ") فإنهم لن يعبدوا آلهة الملك (فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَنَّنَا لاَ نَعْبُدُ آلِهَتَكَ وَلاَ نَسْجُدُ لِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَهُ). لأن دانيال 3: 28 تقول:
دانيال 3: 28
" ....وَأَسْلَمُوا أَجْسَادَهُمْ لِكَيْلاَ يَعْبُدُوا أَوْ يَسْجُدُوا لإِلهٍ غَيْرِ إِلهِهِمْ."

فازداد غضب الملك من جوابهم وأحمى نيران الآتون، فأُلْقِيَ شدرخ وميشخ وعبدنغو هناك على الفور. ومع ذلك، حدث شيء غير متوقع أذهل الملك ومستشاريه، فعوضاً عن رؤيتهم يحترقون، رآهم سائرين في الآتون، وما كانوا وحدهم، بل كان معهم شخص يبدو " شَبِيهٌ بِابْنِ الآلِهَةِ" (دانيال 3: 25)! وعلى الفور، أمر الملك بإخراجهم. وذًكِرَ ردّه في الآيات 28- 30
دانيال 3: 28- 30
" فَأَجَابَ نَبُوخَذْنَصَّرُ وَقَالَ: «تَبَارَكَ إِلهُ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ، الَّذِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَ عَبِيدَهُ الَّذِينَ اتَّكَلُوا عَلَيْهِ وَغَيَّرُوا كَلِمَةَ الْمَلِكِ وَأَسْلَمُوا أَجْسَادَهُمْ لِكَيْلاَ يَعْبُدُوا أَوْ يَسْجُدُوا لإِلهٍ غَيْرِ إِلهِهِمْ. فَمِنِّي قَدْ صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّ كُلَّ شَعْبٍ وَأُمَّةٍ وَلِسَانٍ يَتَكَلَّمُونَ بِالسُّوءِ عَلَى إِلهِ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ، فَإِنَّهُمْ يُصَيَّرُونَ إِرْبًا إِرْبًا، وَتُجْعَلُ بُيُوتُهُمْ مَزْبَلَةً، إِذْ لَيْسَ إِلهٌ آخَرُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَ هكَذَا». حِينَئِذٍ قَدَّمَ الْمَلِكُ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ فِي وِلاَيَةِ بَابِلَ."

أحياناً، يكون تركيزنا في مثل هذه الفقرات على بركات الله وخلاصه. ونعم، ينبغى أن تسترعي هذه الأمور انتباهنا. ومع ذلك، فما أود أن أشير إليه ايضاً في هذا المقال هو طاعة الفتية الثلاثة وخصوصاً حقيقة كونها غير مشروطة. وحقاً، لم يكن هؤلاء الناس سيطيعوا الله فقط إن أنقذهم، بل ايضاً إن لم ينقذهم. وبتطبيق هذا علينا، فنحن يجب أن نطيع الله بدون شروط ، لأننا قررنا أن نخضع له بشكل كامل. بالطبع، يستطيع الله أن يخلصنا، ومع ذلك، لا ينبغي أن تكون طاعتنا مبنية على هذا الأساس أو على أي شرط آخر. فهي يجب أن تكون غير مشروطة.

Mary Naeem 09 - 10 - 2015 05:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ

مَثَل يوسف

https://fbcdn-photos-b-a.akamaihd.ne...281606ca81131d


نقرأ في رومية 8: 28:
رومية 8: 28
" وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ."

أود في هذا المقال أن أدرس تطبيق هذه الآية بمثال من العهد القديم وهو مثال يوسف.
1. من أرض كنعان إلى مصر

لكي نبدأ، سنذهب إلى سفر التكوين 37. ونقرأ هناك بدءاً من الآية 3:
تكوين 37: 3- 11
" وَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَأَحَبَّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ بَنِيهِ لأَنَّهُ ابْنُ شَيْخُوخَتِهِ، فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصًا مُلَوَّنًا. فَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ أَحَبَّهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ أَبْغَضُوهُ، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلاَمٍ. وَحَلُمَ يُوسُفُ حُلْمًا وَأَخْبَرَ إِخْوَتَهُ، فَازْدَادُوا أَيْضًا بُغْضًا لَهُ. فَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا هذَا الْحُلْمَ الَّذِي حَلُمْتُ: فَهَا نَحْنُ حَازِمُونَ حُزَمًا فِي الْحَقْلِ، وَإِذَا حُزْمَتِي قَامَتْ وَانْتَصَبَتْ، فَاحْتَاطَتْ حُزَمُكُمْ وَسَجَدَتْ لِحُزْمَتِي». فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «أَلَعَلَّكَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا مُلْكًا أَمْ تَتَسَلَّطُ عَلَيْنَا تَسَلُّطًا؟» وَازْدَادُوا أَيْضًا بُغْضًا لَهُ مِنْ أَجْلِ أَحْلاَمِهِ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِهِ. ثُمَّ حَلُمَ أَيْضًا حُلْمًا آخَرَ وَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ حَلُمْتُ؟ حُلْمًا أَيْضًا، وَإِذَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا سَاجِدَةٌ لِي». وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ، فَانْتَهَرَهُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ: «مَا هذَا الْحُلْمُ الَّذِي حَلُمْتَ؟ هَلْ نَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ لِنَسْجُدَ لَكَ إِلَى الأَرْضِ؟» فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ، وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ الأَمْرَ."

ونقرأ لاحقاً في تكوين 42 تحقق أحلام يوسف فيما يخص اخوته:
تكوين 42: 6، 9
"...... فَأَتَى إِخْوَةُ يُوسُفَ وَسَجَدُوا لَهُ بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ.... فَتَذَكَّرَ يُوسُفُ الأَحْلاَمَ الَّتِي حَلُمَ عَنْهُمْ ....."

وكما هو واضح، كانت أحلام يوسف تنبؤية. أو بمعنى آخر، كانت هذه الأحلام معطاة له من قِبَل الله، والتي من خلالها أظهر له ما سيحدث في المستقبل، أو بعد عدة سنوات1 . وعلى الرغم من عدم وجود أي شيء غريب فيما سبق، إلا أنه يصبح غريباً عندما نتذكر الوقع السلبي الذي كان لهذه الأحلام على إخوة يوسف. وحقاً كانوا يكرهوه بالفعل بسبب محبة أبيهم الخاصة له، وجاءت هذه الأحلام لتزيد من كرهم. وفي الحقيقة، أنهم كرهوا يوسف كثيراً لدرجة أنهم بعدما فكروا حتى في قتله (تكوين 37: 18)، باعوه أخيراً لبعض التجار المارين في طريقهم إلى مصر:
تكوين 37: 25- 28
" ثُمَّ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا طَعَامًا. فَرَفَعُوا عُيُونَهُمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا قَافِلَةُ إِسْمَاعِيلِيِّينَ مُقْبِلَةٌ مِنْ جِلْعَادَ، وَجِمَالُهُمْ حَامِلَةٌ كَثِيرَاءَ وَبَلَسَانًا وَلاَذَنًا، ذَاهِبِينَ لِيَنْزِلُوا بِهَا إِلَى مِصْرَ. فَقَالَ يَهُوذَا لإِخْوَتِهِ: «مَا الْفَائِدَةُ أَنْ نَقْتُلَ أَخَانَا وَنُخْفِيَ دَمَهُ؟ تَعَالَوْا فَنَبِيعَهُ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ، وَلاَ تَكُنْ أَيْدِينَا عَلَيْهِ لأَنَّهُ أَخُونَا وَلَحْمُنَا». فَسَمِعَ لَهُ إِخْوَتُهُ. وَاجْتَازَ رِجَالٌ مِدْيَانِيُّونَ تُجَّارٌ، فَسَحَبُوا يُوسُفَ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ الْبِئْرِ، وَبَاعُوا يُوسُفَ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ بِعِشْرِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. فَأَتَوْا بِيُوسُفَ إِلَى مِصْرَ."

دفعت الكراهية أخوة يوسف إلى بيعه كعبد إلى مصر، بعيداً عن أبيه وعائلته. ومع ذلك، فقد كان الرب دائماً معه:
تكوين 39: 1- 6
" وَأَمَّا يُوسُفُ فَأُنْزِلَ إِلَى مِصْرَ، وَاشْتَرَاهُ فُوطِيفَارُ خَصِيُّ فِرْعَوْنَ رَئِيسُ الشُّرَطِ، رَجُلٌ مِصْرِيٌّ، مِنْ يَدِ الإِسْمَاعِيلِيِّينَ الَّذِينَ أَنْزَلُوهُ إِلَى هُنَاكَ. وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا، وَكَانَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ الْمِصْرِيِّ. وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ، وَأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ. فَوَجَدَ يُوسُفُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ، وَخَدَمَهُ، فَوَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ وَدَفَعَ إِلَى يَدِهِ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ. وَكَانَ مِنْ حِينِ وَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ، أَنَّ الرَّبَّ بَارَكَ بَيْتَ الْمِصْرِيِّ بِسَبَبِ يُوسُفَ. وَكَانَتْ بَرَكَةُ الرَّبِّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ فِي الْبَيْتِ وَفِي الْحَقْلِ، فَتَرَكَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ. وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ يَعْرِفُ شَيْئًا إِلاَّ الْخُبْزَ الَّذِي يَأْكُلُ."

كان الرب مع يوسف، يبارك ويُثَبِّت كل ما كان يقوم به في بيت فوطيفار. وعندما رأى سيده هذا، ولاه على كل بيته، تاركاً له كل شيء يملكه. ومع ذلك، تغير كل شيء تماماً مرة أخرى:
تكوين 39: 6- 15، 19-20
"وَكَانَ يُوسُفُ حَسَنَ الصُّورَةِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ. وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ امْرَأَةَ سَيِّدِهِ رَفَعَتْ عَيْنَيْهَا إِلَى يُوسُفَ وَقَالَتِ: «اضْطَجعْ مَعِي». فَأَبَى وَقَالَ لامْرَأَةِ سَيِّدِهِ: «هُوَذَا سَيِّدِي لاَ يَعْرِفُ مَعِي مَا فِي الْبَيْتِ، وَكُلُّ مَا لَهُ قَدْ دَفَعَهُ إِلَى يَدِي. لَيْسَ هُوَ فِي هذَا الْبَيْتِ أَعْظَمَ مِنِّي. وَلَمْ يُمْسِكْ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَكِ، لأَنَّكِ امْرَأَتُهُ. فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟». وَكَانَ إِذْ كَلَّمَتْ يُوسُفَ يَوْمًا فَيَوْمًا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ لَهَا أَنْ يَضْطَجعَ بِجَانِبِهَا لِيَكُونَ مَعَهَا. ثُمَّ حَدَثَ نَحْوَ هذَا الْوَقْتِ أَنَّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ لِيَعْمَلَ عَمَلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ هُنَاكَ فِي الْبَيْتِ. فَأَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ قَائِلَةً: «اضْطَجعْ مَعِي!». فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ. وَكَانَ لَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ إِلَى خَارِجٍ، أَنَّهَا نَادَتْ أَهْلَ بَيْتِهَا، وَكَلَّمَتهُمْ قَائِلةً: «انْظُرُوا! قَدْ جَاءَ إِلَيْنَا بِرَجُل عِبْرَانِيٍّ لِيُدَاعِبَنَا! دَخَلَ إِلَيَّ لِيَضْطَجعَ مَعِي، فَصَرَخْتُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ. وَكَانَ لَمَّا سَمِعَ أَنِّي رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ، أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ بِجَانِبِي وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ»..... فَكَانَ لَمَّا سَمِعَ سَيِّدُهُ كَلاَمَ امْرَأَتِهِ الَّذِي كَلَّمَتْهُ بِهِ قَائِلَةً: «بِحَسَبِ هذَا الْكَلاَمِ صَنَعَ بِي عَبْدُكَ»، أَنَّ غَضَبَهُ حَمِيَ. فَأَخَذَ يُوسُفَ سَيِّدُهُ وَوَضَعَهُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ، الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ أَسْرَى الْمَلِكِ مَحْبُوسِينَ فِيهِ."

وتماماً، عندما بدأ الاستقرار في العودة إلى حياة يوسف، حدثت مؤامرة أخرى ضده أودعته السجن. ومع ذلك، كان الرب معه حتى هناك وبسط إليه لطفاً.
تكوين 39: 20- 23
" وَكَانَ هُنَاكَ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. وَلكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا، وَجَعَلَ نِعْمَةً لَهُ فِي عَيْنَيْ رَئِيسِ بَيْتِ السِّجْنِ. فَدَفَعَ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ إِلَى يَدِ يُوسُفَ جَمِيعَ الأَسْرَى الَّذِينَ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. وَكُلُّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ هُنَاكَ كَانَ هُوَ الْعَامِلَ. وَلَمْ يَكُنْ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ يَنْظُرُ شَيْئًا الْبَتَّةَ مِمَّا فِي يَدِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَمَهْمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ."

كان الرب مع يوسف في السجن تماماً كما كان معه في بيت فوطيفار وفي أرض كنعان. كان معه باسطاً إليه لطفاً ونعمة. ومع ذلك، دعونا للحظة نضع أنفسنا محل يوسف. لقد طرد من بيت أبيه بسبب كراهية اخوته لأجل الأحلام التي أعطاها الله له. باعوه كعبد إلى مصر، ولكن سيده خُدِع من قِبَل زوجته، فوضعه في السجن. كان وحيداً وعبداً في سجن دولة لم يختر أبداً أن يكون فيها. وبالطبع، فأشياء مثل هذه ليست هي ما يدعوها الإنسان على الفور بالنِعَم. ومع ذلك، كان الرب معه. فقد كان معه وبسط إليه لطفاً. وحقاً، هذا هو المهم. ومثل يوسف، قد لا نفهم لماذا نحن حيثما نوجد ولماذا حدث ما حدث. ولكن، ليس هذا هو المهم. المهم هو أن الرب معنا. كما قال في (رومية 8: 28):" كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ". لو كنا نحبه، فكل الأشياء تعمل معاً للخير. حتى الأشياء التي لا تبدو صالحة، وحتى الاشياء التي لا نحسن فهمها بالكامل.
عودة إلى يوسف، تخبرنا الآيات 1-8 من الإصحاح 40:
تكوين 40: 1- 8
" وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ سَاقِيَ مَلِكِ مِصْرَ وَالْخَبَّازَ أَذْنَبَا إِلَى سَيِّدِهِمَا مَلِكِ مِصْرَ. فَسَخَطَ فِرْعَوْنُ عَلَى خَصِيَّيْهِ: رَئِيسِ السُّقَاةِ وَرَئِيسِ الْخَبَّازِينَ، فَوَضَعَهُمَا فِي حَبْسِ بَيْتِ رَئِيسِ الشُّرَطِ، فِي بَيْتِ السِّجْنِ، الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوسُفُ مَحْبُوسًا فِيهِ. فَأَقَامَ رَئِيسُ الشُّرَطِ يُوسُفَ عِنْدَهُمَا فَخَدَمَهُمَا. وَكَانَا أَيَّامًا فِي الْحَبْسِ. وَحَلُمَا كِلاَهُمَا حُلْمًا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، كُلُّ وَاحِدٍ حُلْمَهُ، كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ تَعْبِيرِ حُلْمِهِ، سَاقِي مَلِكِ مِصْرَ وَخَبَّازُهُ، الْمَحْبُوسَانِ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. فَدَخَلَ يُوسُفُ إِلَيْهِمَا فِي الصَّبَاحِ وَنَظَرَهُمَا، وَإِذَا هُمَا مُغْتَمَّانِ. فَسَأَلَ خَصِيَّيْ فِرْعَوْنَ اللَّذَيْنِ مَعَهُ فِي حَبْسِ بَيْتِ سَيِّدِهِ قَائِلاً: «لِمَاذَا وَجْهَاكُمَا مُكْمَدَّانِ الْيَوْمَ؟» فَقَالاَ لَهُ: «حَلُمْنَا حُلْمًا وَلَيْسَ مَنْ يُعَبِّرُهُ». فَقَالَ لَهُمَا يُوسُفُ: «أَلَيْسَتْ للهِ التَّعَابِيرُ؟ قُصَّا عَلَيَّ»."

قال يوسف " أَلَيْسَتْ للهِ التَّعَابِيرُ؟"، وحقاً، لله كل التعابير. ومن ثم، حكى المصريان حلمهما ليوسف فأعطاهما التفسير. وهذا يعني أن هذه الأحلام لها تفسير أي كانت أحلاماً آتية من قِبَل الرب (كان هو من أعطى التفسير). وحسب هذا التفسير، كان أحد الخَصِيَّيْن سيُعدم والآخر سيرجع إلى منصبه. وطلب يوسف من الخصي الذي كان سيُعفَى عنه أن يتذكره ويذكره أمام فرعون:
تكوين 40: 14- 15
" وَإِنَّمَا إِذَا ذَكَرْتَنِي عِنْدَكَ حِينَمَا يَصِيرُ لَكَ خَيْرٌ، تَصْنَعُ إِلَيَّ إِحْسَانًا وَتَذْكُرُنِي لِفِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُنِي مِنْ هذَا الْبَيْتِ. لأَنِّي قَدْ سُرِقْتُ مِنْ أَرْضِ الْعِبْرَانِيِّينَ، وَهُنَا أَيْضًا لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا حَتَّى وَضَعُونِي فِي السِّجْنِ»."

ومع ذلك، فبمجرد أن استعاد رئيس السقاة منصبه، نسي طلب يوسف:
تكوين 40: 23
" وَلكِنْ لَمْ يَذْكُرْ رَئِيسُ السُّقَاةِ يُوسُفَ بَلْ نَسِيَهُ."

نستخلص مما سبق أن قصة يوسف هي قصة رجل لم يفعل الشر ومع ذلك اضطُهِد. إنها قصة رجل عاش فترة طويلة من حياته بالكثير من التساؤلات والقليل من الأجوبة. ومع ذلك، كان الله حاضراً معه دائماً. باعه اخوته كعبد إلى مصر، لأنهم كرهوه لأجل الأحلام التي أعطاها الله له. أودعه سيده السجن، بسبب خداعه من قِبَل زوجته، على الرغم من أن الشيء الوحيد الذي فعله يوسف كان لحمايته. نسيه رئيس السقاة بمجرد استعادته لمنصبه. إنه من الصعب علينا حقاً أن نفهم خير كل هذه الأشياء وسبب حدوثها مع هذا الرجل الصالح. ومع ذلك، فعلى الرغم من نقص الفهم، إلا أن يوسف كان له إيمان بالله. لم يخطيء في بيت فوطيفار لأنه خاف الله. وبشجاعة، أشار إلى الرب في حديثه مع المصريين وبالروح فسر حلميهما. لم يعوقه نقص فهمه عن الثقة في الله. أنت أيضاً قد لا تفهم سبب حدوث الأشياء معك، ولكن لا يجب أن تسمح لنقص فهمك بالوقوف حاجزاً أمام إيمانك لأن كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، وتأكد أن هذا ينطبق عليك مثلما انطبق على يوسف كما سنرى.
2. يوسف: من السجن إلى القصر.

بإكمال القراءة، يخبرنا الإصحاح 41 عن حلم آخر، وهذه المرة، رآه فرعون:
تكوين 41: 1- 14
" وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ سَنَتَيْنِ مِنَ الزَّمَانِ أَنَّ فِرْعَوْنَ رَأَى حُلْمًا: وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ النَّهْرِ، وَهُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ طَالِعَةٍ مِنَ النَّهْرِ حَسَنَةِ الْمَنْظَرِ وَسَمِينَةِ اللَّحْمِ، فَارْتَعَتْ فِي رَوْضَةٍ. ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ أُخْرَى طَالِعَةٍ وَرَاءَهَا مِنَ النَّهْرِ قَبِيحَةِ الْمَنْظَرِ وَرَقِيقَةِ اللَّحْمِ، فَوَقَفَتْ بِجَانِبِ الْبَقَرَاتِ الأُولَى عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ، فَأَكَلَتِ الْبَقَرَاتُ الْقَبِيحَةُ الْمَنْظَرِ وَالرَّقِيقَةُ اللَّحْمِ الْبَقَرَاتِ السَّبْعَ الْحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ وَالسَّمِينَةَ. وَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ. ثُمَّ نَامَ فَحَلُمَ ثَانِيَةً: وَهُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ طَالِعَةٍ فِي سَاق وَاحِدٍ سَمِينَةٍ وَحَسَنَةٍ. ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ رَقِيقَةٍ وَمَلْفُوحَةٍ بِالرِّيحِ الشَّرْقِيَّةِ نَابِتَةٍ وَرَاءَهَا. فَابْتَلَعَتِ السَّنَابِلُ الرَّقِيقَةُ السَّنَابِلَ السَّبْعَ السَّمِينَةَ الْمُمْتَلِئَةَ. وَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ، وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ. وَكَانَ فِي الصَّبَاحِ أَنَّ نَفْسَهُ انْزَعَجَتْ، فَأَرْسَلَ وَدَعَا جَمِيعَ سَحَرَةِ مِصْرَ وَجَمِيعَ حُكَمَائِهَا. وَقَصَّ عَلَيْهِمْ فِرْعَوْنُ حُلْمَهُ، فَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُعَبِّرُهُ لِفِرْعَوْنَ. ثُمَّ كَلَّمَ رَئِيسُ السُّقَاةِ فِرْعَوْنَ قَائِلاً: «أَنَا أَتَذَكَّرُ الْيَوْمَ خَطَايَايَ. فِرْعَوْنُ سَخَطَ عَلَى عَبْدَيْهِ، فَجَعَلَنِي فِي حَبْسِ بَيْتِ رَئِيسِ الشُّرَطِ أَنَا وَرَئِيسَ الْخَبَّازِينَ. فَحَلُمْنَا حُلْمًا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ أَنَا وَهُوَ. حَلُمْنَا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ تَعْبِيرِ حُلْمِهِ. وَكَانَ هُنَاكَ مَعَنَا غُلاَمٌ عِبْرَانِيٌّ عَبْدٌ لِرَئِيسِ الشُّرَطِ، فَقَصَصْنَا عَلَيْهِ، فَعَبَّرَ لَنَا حُلْمَيْنَا. عَبَّرَ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ حُلْمِهِ. وَكَمَا عَبَّرَ لَنَا هكَذَا حَدَثَ. رَدَّنِي أَنَا إِلَى مَقَامِي، وَأَمَّا هُوَ فَعَلَّقَهُ». فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَدَعَا يُوسُفَ، فَأَسْرَعُوا بِهِ مِنَ السِّجْنِ. فَحَلَقَ وَأَبْدَلَ ثِيَابَهُ وَدَخَلَ عَلَى فِرْعَوْنَ."

مرت سنتين حتى تذكر رئيس السقاة يوسف. ويمكن أن يتسائل القاريء هنا: "لماذا لم يتذكر يوسف تماماً من البداية ولماذا كان يجب أن تمر سنتين قضاهما يوسف في السجن؟" ومع ذلك، فالجواب بسيط: لأن تلك كانت هي إرادة الله. نحن نعيش في عصر يريد كل شيء أن يحدث سريعاً. ومن ناحية أخرى، يريد الله كل شيء أن يتم على النحو الأفضل، وليس بالضرورة أن يكون الأسرع هو الأفضل. لذلك، كان يجب أن يمر عامان على يوسف في السجن حتى استقبل الملك تلك الأحلام من الرب. وكما قال يوسف لاحقاً، وهو يفسر، "قَدْ أَخْبَرَ اللهُ فِرْعَوْنَ بِمَا هُوَ صَانِعٌ" (تكوين 41: 25). لقد كان الرب هو الذي اختار ذلك التوقيت ليعطي تلك الأحلام لفرعون. والآن، بالرجوع خطوة واحدة للخلف، كان الرب هو الذي، قبل سنتين، أعطى هذين الحلمين لخصيي فرعون وكان هو الذي أعطاهما التفسير من خلال يوسف. لقد كان الرب هو الذي جلب يوسف لبيت فوطيفار وكان هو الذي سمح بحدوث الأشياء التي جرت هناك والتي في النهاية أحضرته إلى ذلك السجن بالذات2 . كان الرب هو الذي أعطى هذين الحلمين ليوسف والذين جعلا اخوته يكرهونه كثيراً لدرجة أنهم باعوه إلى مصر. وعلى الأغلب، قد بدئنا نفهم بشكل تدريجي خطة الله وسنفهمها بشكل أفضل باستمرارنا في القراءة.
إذاً، فمن خلال روح الرب، فسَّر يوسف الأحلام لفرعون. فسيكون لمصر محاصيل عظيمة لسبع سنين. ومع ذلك، فسيتبع هذه الفترة سبع سنين جوع. كذلك أخبر يوسف فرعون كيف يمكن أن يتعامل مع الوضع. وفي النهاية:
تكوين 41: 37- 45
" فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَفِي عُيُونِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ. فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟» ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «بَعْدَ مَا أَعْلَمَكَ اللهُ كُلَّ هذَا، لَيْسَ بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ مِثْلَكَ. أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي، وَعَلَى فَمِكَ يُقَبِّلُ جَمِيعُ شَعْبِي إِلاَّ إِنَّ الْكُرْسِيَّ أَكُونُ فِيهِ أَعْظَمَ مِنْكَ». ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «انْظُرْ، قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ بُوصٍ، وَوَضَعَ طَوْقَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ، وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ الْثَّانِيَةِ، وَنَادَوْا أَمَامَهُ «ارْكَعُوا». وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ»، وَأَعْطَاهُ أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ زَوْجَةً. فَخَرَجَ يُوسُفُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ."

تحول يوسف خلال دقائق من عبد السجن إلى رئيس وزراء. لقد جُعل في المرتبة الثانية بعد الملك على كل أرض مصر! لم يحدث هذا بالتدريج بل سريعاً جداً. إن كنت الآن في وضع غير سار، أو في موقف تريد التخلص منه، فيقدر الله أن يخرجك منه. يستطيع أن يخرجك منه سريعاً، قالباً الأمور رأساً على عقب فقط في بضع دقائق. كما سيفعل في اختطافنا إلى السماء على سبيل المثال. كما تقول الكلمة في (كورنثوس الأولى 15: 52) أن هذا سيحدث " فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ". تغمض عينيك وأنت على الأرض، تفعل شيئاً عادياً تقوم به لسنوات. وبعد لحظة، تفتح عينيك فتجد نفسك في الهواء، مع الرب يسوع المسيح وسائر القديسين! سيستغرق الأمر لحظة فقط! الله لديه القدرة على فعل هذا، وسيفعله في الوقت المناسب. وهذا الوقت كان قد حان بالنسبة ليوسف. لقد مر بالكثير من الأشياء، ولكن الرب كان معه دائماً. فالأشياء التي مر بها لم تحدث من قبيل الصدفة. بل كانت جزءاً من خطة الرب والتي أدت به في النهاية للوقوف أمام فرعون. بدون النهاية (ونحن لم نرها مطلقاً)، سيكون من الصعب على الإنسان أن يفهم كيف عملت أحداث حياة يوسف للخير. وانطبق نفس الشيء على يوسف أيضاً. فبدون رؤيته للنهاية، لم يكن قادراً على الفهم، ومع ذلك، لم يكن غير قادر على الإيمان. قد تكون ضعيفاً على الفهم، ومع ذلك، فلا تكن ضعيفاً في الإيمان....... في تصديق ما تقوله الكلمة بخصوص كل شيء تعيشه اليوم: أي أنك لو كنت تحب الله، فكل الأشياء تعمل معاً للخير، سواء كنت تفهمه أو لا.
وبالعودة إلى يوسف، فصعوده إلى المرتبة الثانيةبعد فرعون في حكم مصر، لم يكن نهاية خطة الله. فعندما جاءت سنوات المجاعة السبع، أثَّر هذا أيضاً على الأرض التي كانت تسكن بها عائلته:
تكوين 41: 56- 57، 42: 1-3، 6-9
" وَكَانَ الْجُوعُ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَفَتَحَ يُوسُفُ جَمِيعَ مَا فِيهِ طَعَامٌ وَبَاعَ لِلْمِصْرِيِّينَ. وَاشْتَدَّ الْجُوعُ فِي أَرْضِ مِصْرَ. وَجَاءَتْ كُلُّ الأَرْضِ إِلَى مِصْرَ إِلَى يُوسُفَ لِتَشْتَرِيَ قَمْحًا، لأَنَّ الْجُوعَ كَانَ شَدِيدًا فِي كُلِّ الأَرْضِ.... فَلَمَّا رَأَى يَعْقُوبُ أَنَّهُ يُوجَدُ قَمْحٌ فِي مِصْرَ، قَالَ يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ: «لِمَاذَا تَنْظُرُونَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ؟» وَقَالَ «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَنَّهُ يُوجَدُ قَمْحٌ فِي مِصْرَ. انْزِلُوا إِلَى هُنَاكَ وَاشْتَرُوا لَنَا مِنْ هُنَاكَ لِنَحْيَا وَلاَ نَمُوتَ». فَنَزَلَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ لِيَشْتَرُوا قَمْحًا مِنْ مِصْرَ...... وَكَانَ يُوسُفُ هُوَ الْمُسَلَّطَ عَلَى الأَرْضِ، وَهُوَ الْبَائِعَ لِكُلِّ شَعْبِ الأَرْضِ. فَأَتَى إِخْوَةُ يُوسُفَ وَسَجَدُوا لَهُ بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ. وَلَمَّا نَظَرَ يُوسُفُ إِخْوَتَهُ عَرَفَهُمْ، فَتَنَكَّرَ لَهُمْ وَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ بِجَفَاءٍ، وَقَالَ لَهُمْ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟» فَقَالُوا: «مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ لِنَشْتَرِيَ طَعَامًا». وَعَرَفَ يُوسُفُ إِخْوَتَهُ، وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ. فَتَذَكَّرَ يُوسُفُ الأَحْلاَمَ الَّتِي حَلُمَ عَنْهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «جَوَاسِيسُ أَنْتُمْ! لِتَرَوْا عَوْرَةَ الأَرْضِ جِئْتُمْ»"

قبل سنين عديدة، أعطى الرب يوسف حلمين، رأى فيهما أن أخوته كانوا يسجدون له. وفي الحقيقة، كانت هذه الأحلام هي سبب كرههم له حتى باعوه إلى مصر. ومنذ ذلك الحين، تقابلوا فقط الآن عند تحقق تلك الأحلام. ومع ذلك، لم يكشف يوسف عن ذاته لاخوته على الفور. بل تظاهر بعدم معرفتهم، متهماً إياهم بأنهم جواسيس. ثم بعد أن احتفظ باخوته لثلاث ايام، دعاهم مرة اخرى طالباً منهم أن يذهبوا ويحضروا بنيامين بينما سيحتفظ بأحد الأخوة في مصر حتى يرجعوا. أحزن هذا الاخوة كثيراً واعتبروا أن ما فعلوه بيوسف قبلاً هو السبب فيما يحدث الآن. ومن ثم، فبدون أن يعرفوا أنهم كانوا أمام يوسف، اعترفوا بذنبهم لما فعلوه به:
تكوين 42: 21- 24
" وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «حَقًّا إِنَّنَا مُذْنِبُونَ إِلَى أَخِينَا الَّذِي رَأَيْنَا ضِيقَةَ نَفْسِهِ لَمَّا اسْتَرْحَمَنَا وَلَمْ نَسْمَعْ. لِذلِكَ جَاءَتْ عَلَيْنَا هذِهِ الضِّيقَةُ». فَأَجَابَهُمْ رَأُوبَيْنُ قَائِلاً: «أَلَمْ أُكَلِّمْكُمْ قَائِلاً: لاَ تَأْثَمُوا بِالْوَلَدِ، وَأَنْتُمْ لَمْ تَسْمَعُوا؟ فَهُوَذَا دَمُهُ يُطْلَبُ». وَهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ يُوسُفَ فَاهِمٌ؛ لأَنَّ التُّرْجُمَانَ كَانَ بَيْنَهُمْ. فَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ وَبَكَى، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ وَكَلَّمَهُمْ، وَأَخَذَ مِنْهُمْ شِمْعُونَ وَقَيَّدَهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ."

كانت المرة الأخيرة التي رأى فيها يوسف اخوته هي عندما باعوه لمصر، قبل سنوات عديدة. والمرة التالية التي رآهم فيها كان وقت تحقق أحلامه التي باعوه بسببها واعترافهم بما فعلوه به. والآن، علم يوسف أن اخوته قد ندموا: فقد اعترفوا بهذا أمامه! وحقاً، كيف يرتب الرب الأمور، فيمكن للأوجاع وعدم الفهم الذي استمر لسنين عديدة أن يشفى في غضون بضع دقائق!
عودة إلى يوسف، فأخذ منهم شمعون، بينما رجع اخوته إلى كنعان لإحضار بنيامين. وبعدما احضروه، سمح لهم يوسف بالذهاب، فقط ليرجعوا سريعاً متهماً إياهم بسرقة كاسه الفضي والذي تعمد إخفائه في حقيبة بنيامين (تكوين 44: 2). وبسبب هذا، طلب أن يبقى بنيامين كعبد في مصر. وبسماع هذا، "وَقَعُوا أَمَامَهُ" متوسلين إليه من أجل بنيامين (تكوين 44: 14-34). ثم نقرأ:
تكوين 45: 1- 8
" فَلَمْ يَسْتَطِعْ يُوسُفُ أَنْ يَضْبِطَ نَفْسَهُ لَدَى جَمِيعِ الْوَاقِفِينَ عِنْدَهُ فَصَرَخَ: «أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي». فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ عِنْدَهُ حِينَ عَرَّفَ يُوسُفُ إِخْوَتَهُ بِنَفْسِهِ. فَأَطْلَقَ صَوْتَهُ بِالْبُكَاءِ، فَسَمِعَ الْمِصْرِيُّونَ وَسَمِعَ بَيْتُ فِرْعَوْنَ. وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «أَنَا يُوسُفُ. أَحَيٌّ أَبِي بَعْدُ؟» فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِخْوَتُهُ أَنْ يُجِيبُوهُ، لأَنَّهُمُ ارْتَاعُوا مِنْهُ. فَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ». فَتَقَدَّمُوا. فَقَالَ: «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ الَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ. وَالآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ اللهُ قُدَّامَكُمْ. لأَنَّ لِلْجُوعِ فِي الأَرْضِ الآنَ سَنَتَيْنِ. وَخَمْسُ سِنِينَ أَيْضًا لاَ تَكُونُ فِيهَا فَلاَحَةٌ وَلاَ حَصَادٌ. فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً. فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي أَبًا لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ."

وتكوين 50: 20
" أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا."

فيما سبق، وضعت خطاً ملوناً تحت الحروف "لأن"، "لكي" و "اللام". هذه الحروف هي حروف تعليل تقدم أجوبة. هذه الحروف تجيب عن اسئلة بدأت بحرف الاستفهام "لماذا". فلقد حان الوقت إذاً لإجابتها. حان الوقت لكشف خطة الله بالكامل فيما يخص يوسف ومهمته. لقد كانت هي نفس الخطة التي بدأت في كنعان منذ سنين عديدة، بحُلمَي يوسف الذين تسببا في كرهه من قِبَل اخوته الذين باعوه إلى مصر. ومع ذلك، فلم يكن اخوته وأفعالهم سوى أدوات استخدمها الله لتنفيذ مشيئته. لقد كان الله هو الذي أرسل يوسف إلى مصر وليس اخوته. لقد كان الله هو الذي أجلسه في بيت فوظيفار وأعطاه نعمة أمامه وكان هو الذي أخذه من هناك ووضعه في السجن. لقد كان الله هو الذي أعطى الحلمين إلى خصيي فرعون وكذلك تفسيرهما من خلال يوسف. كان الله هو الذي أعطى الحلمين لفرعون بعد سنتين وهو الذي جلب يوسف إلى القصر من خلال رئيس السقاة. كان الله هو الذي أعطى يوسف التفسير وهو الذي جعل يوسف في المرتبة الثانية بعد الملك في حكم مصر. كان هو الذي أحضر اخوة يوسف ليسجدوا أمامه في مصر ويعترفوا بذنبهم أمامه. وهو الذي حافظ على حياة كل شعب إسرائيل. وحقاً، لم يخرج شعب إسرائيل من مصر إلا بعد قرون وبالطريقة التي تصفها كلمة الله في سفر الخروج. كان لله خططه لأجل شعب إسرائيل وكل ما حدث ليوسف عمل معاً للخير، على الرغم من عدم ظهوره كذلك منذ البداية وعلى الرغم من تكشف الخطة بكاملها وفهمها فقط بعد سنين عديدة.


الساعة الآن 12:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025