منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 15 - 07 - 2013 07:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
محبة الخطية من أسباب قساوة القلب
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...NCS1-gHpuipZU8
محبة الخطية

إن
محبة الخطية تسبي القلب، فتجعله يتعلق بها، وينسي الله وكل ما يختص به، بل ينظر إلى الله كعدو يريد أن يمنعه عن الخطية التي يحبها. وهكذا يتقسى قلبه من جهته.

ولعله لهذا السبب قال الكتاب إن" محبة العالم عداوة لله" (يع4: 4).

الشاب الغني لما أحب المال، تقسي قلبه أمام المسيح، وتركه ومضي حزينًا (مت19: 22). وامرأة لوط لما أحبت خيرات سادوم، تقسي قلبها حتى حينما كان الملاك ممسكًا بيدها ولم تنظر إلى الله الذي أنقذها ومحبته لها بل نظرت إلى سادوم، فتحولت إلى عمود ملح (تك19).

وأكثر من الشاب الغني وامرأة سادوم، تقسي قلب فرعون، لما أحب سلطته من جهة وأحب أن ينتفع بتسخير شعب بأكمله. لذلك لم يستفيد من كل المعجزات والضربات.

كذلك فإن الوجوديين الملحدين الذين أن يتمتعوا بوجودهم بعيدًا عن وصايا الله من أجل محبتهم للعالم تقسي قلبهم حتى أنكروا وجود الله نفسه. وقال فيلسوفهم: [خير لي أن الله لا يوجد، لكي أوجد أنا]!

ومحبة الخطية أثرت على شمشون الجبار فنسي نذوره ونسي كرامته، وباح بسر قوته، إذ كان قد تقسي
القلب تجعل الإنسان يتمسك بالخطية ويؤجل التوبة وكلما يسمع صوت الرب في قلبه، يطغي عليه صوت الخطية ومحبة العالم والجسد فتقسي القلب ويرفض عمل النعمة فيه.

Mary Naeem 15 - 07 - 2013 07:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
+ الـــــراعــــــي الصـــالــح +


http://files.pcarapinheira.webnode.c...%A3o_Jesus.jpg
بينما كان موسي فوق الجبل يصرف أربعين يوماً وأربعين ليلة صائماً في خدمة الشعب ، كانوا هم أسفل الجبل يتكلمون بوقاحة عليه ويدبرون مؤامرة خسيسة لصُنْع عجل ذهبي يعبدونه عوضاً عن الله الذي أجزل لهم الإحسان ، فكان موسي يتوقع أن ينزل فيري الشعب قد ألتف حوله مُرحبيَّن به وبلوحي الوصايا العشر ولكنه نزل فوجدهم فاترين من نحوه وملتفين حول ذلك العجل الذهبي صنعة أيديهم ، بل كان يتوقع أن ينزل فيجدهم منشغلين بالتأمل في الوصايا العشر التي سبق أن سمعوها .
لكنه للأسف نزل فوجدهم منشغلين في كسر أولي هذه الوصايا ، عندئذ إحتدم غضبه وكسر اللوحين اللذين كان يحملهما . ومن ثم رجع إلي الرب ليتشفع لديه عنهم وقال ضمن صلاته الشفاعية " والآن إن غفرت خَطِيَّتَهُمْ ، وإلاَّ فامْحُنِي مِن كِتابِكَ الذي كَتَبْتَ " (خر 32: 32)، فهذه أسمي ما عُّرف من الصلوات الشفاعية وهو يُماثل في روحه هذه رسول المسيحية العظيم الذي قال : " فإني كُنْتُ أودُّ لوْ أكُونُ أنا نَفْسِي مَحْرُوماً مِنَ المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد " ( رو 9: 3) .
فقد كان كلاهما مستعدين لا لتضحية راحتهماودمائهما وحياتهما بل لتضحية حياتهما الأبدية ، فكان موسي يرمز إلي الراعي الصالح الذي بذل نفسه من أجل الخراف . وهنا نتعلم الآتي :-
أن الراعي الصالح يهوله أن يري شعبه أو أي فرد من شعبه يهلك ، ويهون عليه أن يُقدمُ أية تضحية في سبيل خلاصهم ويحس بالمسئولية الملقاة عليه ازاء كل نفس تهلك " من يضعفُ وأنا لا أضعفُ ؟ من يعثر وأنا لا ألتهبُ ؟ " ( 2كو 11: 29)
والراعي الصالح يلتهب قلبه نهاراً وليلاً وينفطر فؤاده حزناً من أجل عدم إستقامة الأحوال في شعبه وكنيسته ، ومن أجل الخطاة الهالكين ، ولا يهدأ له بالٍ حتى يتأكد من خلاصهم فموسي لم يهدأ له بال حتى تأكد أن الرب قد صفح عن شعبه . بقول ارميا النبي الباكي " يا ليت رأسي ماءٌ وعينيَّ ينبُوعُ دُمُوع ٍ فأبكي نهاراً وليلاً قتلَيِ بنتِ شعبي " ( أر9: 1)
والراعي الصالح يرفع الصلوات الحارة بصفة مستمرة من أجل شعبه لاسيما من أجل الخطاة منهم " فإن الله الذي أعبُدُهُ برُوحِي في إنجيل ابنِهِ شاهد لي كيف بلا انقطاع أذْكُرُكُمْ متضرعاً دائماً في صلواتي " ( رو 1: 9- 10)
والراعي الصالح ليس هو الذي يأخذ بل هو الذي يُعطي ، فليس هو صاحب الجاه والسلطان بل هو الأكثر تضحية " وأما أنا فبكل سرورٍ انفقُ وانفقُ لأجل أنفسكم وان كنت كلما أحبكم أكثر أحب أقل " ( 2 كو 12: 15)
والراعي الصالح هو الذي يُضحيَّ بمصلحته الشخصية من أجل تقديم المصلحة العامة ، فقد قال الله لموسي " فالآن اتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهُم . فأصيرك شعباً عظيماً " (خر 32: 10) ولكن موسي أَبَى أن يرتفع علي أشلاء شعبه وفضِّل أن يهلك معهم عن أن يصير هو نفسه شعباً عظيماً .
.................الراهب يحنس المحرقي

Mary Naeem 15 - 07 - 2013 07:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
+ الكاهن والحياة الروحية +


http://files.pcarapinheira.webnode.c...%A3o_Jesus.jpg

في حياتك الروحية لا تجعل الخدمة الطقسية تطغي علي خدمتك الروحية ولا تجعل خدمتك الروحية تطغي علي حياتك الخاصة وصلتك الشخصية بالله كما قال القديس بولس لتلميذه تيموثاوس " لاحظ نفسك والتعليم وداوم علي ذلك " ( 1تي 4: 16)فمنبر الكنيسة خاص بكلمة الرب فقط ، خاص بالتعليم الروحي من أجل ملكوت الله وبره ، ومن أجل خلاص النفس فقط . فإنه منبر مقدس وأن تأخذ علامة لنجاحك في الإفتقاد وهي إن أستطعت أن تتعرف علي عائلة جديدة أو أكثر كل أسبوع لم تكن تعرفها من قبل فيكون إفتقادك ناجحاً .
أما كمال الافتقاد فهو أن تعرف كل أفراد شعبك وتُناديَّهم بأسمائهم وتقول مع السيد المسيح " أعرف خاصتي وخاصتي تعرفني "
( يو10: 14) والإفتقاد الناجح ليس هو في إتمام الزيارة فقط وإنما في كسب من تزورهم للرب يسوع .
الكاهن كأب إعتراف: فهو لا يجاهد لكي يربطك بقلبه وبحبه وبطاعته إنما يربطك بقلب الله وبحب الله وبطاعة الله ، فهو يحاول دائماً أن يختفي لكي يظهر الله فيك ، فلا يِعتبر نفسه صاحب الكـَرمِ وإنمـــا مجرد وكيل أرسله الله إلي كَرِمِه لكي يُنقيه ليأتي بثمر أكثر.
فهو ليس جسراً تدوس عليـه لكي تصل إلي الشاطئ الآخر والجسر باقٍ في موضعه ، إنما هو طائرة تُحلق بك إلي فوق وتوصلك إلي الهدف.
فهو ليس بالأب الذي يعتبرك طفلاً طول حياتك أو طول حياته معك ويحملك علي كتفيه ويرشدك في كل صغيرة وكبيرة وإنمــا هو القائد الحكيم الذي يحملك علي كتفيه إلي حين حتى تتعلم الحكمة والإفراز وتستطيع أن تسير علي قدميك ، بل وتحمل آخرين علي كتفيك وتعلمهم الحكمة والإفراز بدورك .
فهو ليس سيداً يُطالب علي الدوام بالطاعة والخضوع والإحترام وإنمــــا هو أب كله حب وعطف ، لذلك ليس هو قيداً علي حريتك وإرادتك بل هو الشخص الذي يُدَّربُ حريتك في محبة الله .
فهوالإنسان الذي تراه فتتذكر الله وحقوق الله عليك ووصايا الله لك وتتذكر عهودك أمام الله.
فهو الإنسان الذي يستطيع أن يغّير حياتك إلي أفضل بما فيه من تأثير روحي عميق ، ومن علم ومعرفة ، ومن صلة بالله وقدوة صالحة .
فهو الإنسان الذي كلما تراه تزداد حرارتك الروحية ومحبتك لله.
فهو الشخص الذي يستطيع أن يُبكيك فتفرح ببكائك أكثر من كل المتع والضحك ، فإنه قد يقسو عليك أحياناً أو يُخيلُ إليك أنه يقسو وتكون قسوته هذه أكثر رقة وعطفاً من حنان يُضيّع حياتك .
فهو ناقل للخطايا فينقلها من علي رأسك ليضعها علي رأس المسيح حامل خطايا العالم كله .
فهو النموذج العملي لكل فضيلة تسير فيها فتأخذ من حياته كما تأخذ من تعاليمه وتستفيد من سيرته وليس فقط من إرشاده.
فهو واحة في صحراء حياتك تستريح عندها وتفكر في الله وليس في الواحة ولكن في الراحة.
²فالكاهن هو ذلك الإنسان الذي يضع يده فوق رأسك فترتاح وتشعر أن حملاً ثقيلاً قد إنزاح ، لأنه مصدر سلام وبشير خيَّرْ يُبشركَ بغفران الله ويشرح لك محبته فيفتح لك طاقة رجاء تُنير ظلمات حياتك .
...............الراهب يحنس المحرقي

Mary Naeem 15 - 07 - 2013 07:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
+++ الكــــــهنــــوت +++
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...OOi-CHrzPf9pRw


سادسا : الكهنوت
لقد كان للكهنوت كرامته منذ العهد القديم ، إلا أن كرامة الكهنوت قد إرتفعت في العهد الجديد بفضل ذبيحة جسد ودم المسيح التي يقدمها كهنة العهد الجديد ، التي ترتفع على الذبائح الحيوانية التي كان يقدمها كهنة العهد القديم .
الكهنوت في العهد الجديد :
أ- تخصيص : فعين الرب يسوع 12 تلميذاً ( لو 6 : 12 ، 13 ) ، ( مت 10 : 1) ثم 70 رسولاً ( لو 10 : 1 ) . وخص الرسل وخلفاءهم من رجال الكهنوت بالرعاية الروحية للآخرين وخدمة الأسرار ( يو 15 :16 ) ، ( مت 28 : 20 ) وأقام الرسل أساقفة وقسوس للخدمة الكهنوتية ( أع 6 : 4-6 و 14 :23) .
وقيل عن السيد المسيح أنه رئيس كهنة ( عب 6: 20) وهذا يعني أنه يوجد كهنة . والسيد المسيح هو رئيسهم . وإن قيل عن المؤمنين بصفة عامة انهم كهنة ( رؤ 1: 6) فالمقصود أنهم كهنة بالمعني الروحي المجازي ( أي مشبهون بالكهنة ) يقدمون ذبائح هي صلواتهم وعبادتهم وحياتهم المقدسة ( رو 12: 1) ، (عب 13: 15، 16) ، (مز141: 2 ) .
ب – إختيار من الله : " ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة ( الكهنوت ) بنفسه بل المدعون من الله كما هارون أيضاً " (عب 5: 4)
جـ - وكالة لله : ذُكِرَ في الكتاب المقدس أنه يجب أن يكون الأسقف بلا لوم ****ل لله ( أي بوصفه أو بإعتباره وكيل لله ) كما في (تي 1: 7)
د- خدمة ملائكية : فقد دعي أساقفة الكنائس السبع في سفر الرؤيا " ملائكة " (رؤ2: 1) .
هـ - رعاية : فرجال الكهنوت رعاة يرعون كنيسة الله " ( أع 20: 28) .
و- تعليم : دُعّيَ الأسقف معلما " ... يعظ بالتعليم الصحيح ... " (تي 1: 9) . وهذا لا يتعارض مع قول السيد المسيح القائل : " لا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح "
(مت 23: 10)، فالمقصود هنا هو ألا نقبل من إنسان تعليمه الذاتي وإنما نقبله متى جاءنا مختفياً في تعليم المسيح الحق .
ز- أبوة : نعم فالرسل وخلفاءهم من رجال الكهنوت آباء ، إذ قد إعتبر بولس الرسول البتول نفسه أباً لتيموثاوس ( 2تي 2: 1) ، ولتيطس( تي 1: 4) ، ولأنسيمس ، داعياً كل منهم بالإبن.
حـ - سلطان : أعطي الرب رجال الكهنوت أن يستدعوا الروح القدس في أسرار الكنيسة ، فيمنح المؤمن النعم والبركات الروحية :-
v في المعمودية : نعمة الولادة الثانية والروحية (يو3: 5) ، والتبرير ومغفرة الخطية الأصلية (أع2: 38) ، والبنوة لله وإرث الحياة الابدية .
v في المسحة المقدسة : نعمة حلول الروح القدس ( أع 8: 17)، والثبات والنمو في الحياة الروحية (1يو2: 27) .
v في الأفخارستيا (التناول): جسد الرب ودمه الأقدسين وبالتالي نعمة الحياة والثبات في الرب يسوع (يو6: 54،56) .
v في التوبة والاعتراف : نعمة غفران الخطية ( يو20: 23).
v في مسحة المرضى : نعمة الشفاء من الأمراض الجسدية والروحية ( يع 5 : 15) .
v في الزيجة : نعمة إتحاد العروسين في جسد واحد (مت 19: 5) ، (أف 5: 31) .
v في الكهنوت : نعمة التكريس للرعاية الروحية للأخرين وخدمة الأسرار المقدسة
( 2تي 1: 6) .
ط – له بركات : ومنها :-
v صحبة الرب :"ها أنا معكم كل الأيام ..." (مت 28 :20).
v حكمة: "لأني أنا أُعطيكم فماً وحكمة ... " (لو21: 15) .
v تقدير للتعب : " لأن الله ليس بظالمٍ حتى ينسى عملكم وتعب المحبة..." ( عب 6: 10) .
v كرامة :" فليحسبوا أهلاً لكرامةٍ مضاعفةٍ "
(1تى 5: 17) .
v إمتداد لرب المجد : " من يقبلكم يقبلني "
(مت 10: 40) .
v فرح : " لكي يفرح الزارع والحاصد معاً " ( يو 4: 36) .
ي – نحوه واجبات : ونذكر هنا البعض منها :-
v محبة وإكرام وإحترام : لأجل الله مُرسل الكاهن (عب 5: 4) . ولأجل الذبيحة المقدسة التي يحملها ، وتقديراً لمفهوم الأبوة .
v طاعة وخضوع:" أطيعوا مرشديكم واخضعوا ..."
(عب 13: 17)
v لا وصاية ولا تقييد : لا يفرض الإبن آراءه الخاصة علي أبيه الكاهن ، لأنه يسير في خدمته مستلهما إرشاد الروح القدس الذي أقامه وأرسله للخدمة .
v لا إدانة ولا تشهير : لأن الذي يدين الكاهن، إنما يُسئ إلي نفسه لأنه أبوه الروحي وكرامة الأب من كرامة الإبن.
v صلوات وتضرعات : ليعطي الرب الكاهن القوة في الرعاية والحكمة في حل المشكلات والروحانية في الصلاة والكلمة الحية في الوعظ ، والنصرة علي إبليس
...........................الراهب يحنس المحرقي

Mary Naeem 15 - 07 - 2013 07:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
*** الهــــــــــــــدف ***
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...ku7DNc0PMEKMU0
بعد رحله بحرية شاقة رست السفينة النرويجية عل أحد شواطئ ميناء كالينجراد الروسي علي بحر البلطيق . وهناك خرج البحارة في جولة حرة كعاداتهم في أرجاء المدينة الساحرة .
وللبحارة عاداتهم الخاصة التي ترسخت مع السنين حتى كادت تصبح قانوناً سلوكيا يلتزمون به ؛ فبعد قضاء الأيام والشهور في وحشة البحر وصراعاته ، تتنامي في داخلهم رغبات شديدة في الاستمتاع بالحياة ، فما تكاد أقدامهم تلمس اليابسة ، حتى يغرقون في اللهو والعبث إلي حد المجون ! في تلك الليلة شرب البحارة الخمر حتى أطاحت بعقولهم فأخذوا يتجولون بالليل إلي أن بلغوا حديقة الحيوان . وبالطبع فقد كانت الحديقة بكل سكانها نائمة في ثبات عميق يلفه الظلام الدامس . غير أن أحد البحارة تملكته رغبة شديدة في الدخول إلي الحديقة المغلقة ! ولأن زملاؤه لم يكونوا أكثر وعيا مما هو عليه ؛ فقد حملوه وساعدوه علي تسلق أسوار الحديقة ، وأنصرفوا بعد أن قذفوا به إلي جوف الظلام !
وبدأ البحار جولته الليلية بين بيوت الحيوانات وأقفاصها حتى ألَمْ به التعب ، فقرر الخروج واللحاق بأصحابه ، فإتجه نحو السور ، وبذل جهداً خارقاً في تسلق القضبان الحديدية ، ثم قفز إلي الجانب الآخر من السور . وهنا حدث آخر فصول هذه المأساة الأليمة !
فلم يكن السور الذي تسلقه البحار هو سور الحديقة الخارجي ، بل كان سور بيت الدببة الروسية المفترسة !
لذا فإن افتقاد الوعي واليقظة قد يقود إلي مـأســاة حقيقية في حياتنا ، خاصةً حين يكون الهدف مصيرياً وحاسماً ، كما أن تحقيق الأهداف ينبغي أن يؤخذ بصفة عامة مأخذ الجد والصدق ، فالأهداف لا تتحقق في غياب الوعي ، وإلا فإنها قد تتحول إلي مأساة ليلية تؤدي إلي الهلاك !
فلأهمية وضوح الهدف في حياة الشباب يحتاج الكثيرون منهم أن يتفهموا معنى الحياة وهدفها وسط موجات الانحراف والانحلال والإلحاد وأيضاً لمواجهة التقدم العلمي الكبير .
...............الراهب يحنس المحرقي

Mary Naeem 15 - 07 - 2013 07:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
***+ عيـــــــد الرســـــل +*** ج1




http://www.marnarsay.com/images/sacred-heart002.jpg
في اليوم الخامس من شهر أبيب تُعيد الكنيسة بشهادة القديسين بطرس وبولس , فقد كان ظّلَ أحدهما يشفي الأمراض وكانت مناديل وعصائب الآخر تُذهب الأمراض وتُخرج الأرواح الشريرة (قسمة صوم الرسل). فنحن الآن أمام كاروزين أحدهما من بين الآباء الأثني عشر وهو القديس بطرس الرسول , والآخر هو لم يكن من الأثني عشر تلميذ ولكنه كان عملاق الكرازة كلها بحق , إنه القديس العظيم الرسول بولس .
* ورغم تباين وإختلاف الشخصيتين :
فـــــبطرس الرسول كان إنسان عاديا صياد سمك له فضائله وضعفاته فهو يسقط ويقوم وقد ينتقل سريعا بين المتناقضات بين الإيمان والإنكار , والصدق ونقيضه , والهدوء والتهور والإندفاع والتروي . فكان من فرط حماسته يندفع كثيرا ويتقدم الصفوف فكان يخطيء أحياناً في إندفاعه فيوبخه الرب علي ذلك .
فبطرس الرسول كان هذا الاناء المختار لعمل الكرازة لما ملأه الروح في يوم الخمسين عمل فيه عملاً عجيباً , فإجتذب في عظة واحدة نحو ثلاثة الآف نفس .
أما بولس الرسول الفيلسوف الذي تمتع بإمتيازات الرعوية الرومانية ودرسا الثقافة اليونانية , وجنسيته فهو يهودي غيور جداً علي دين آبائه إعتنق مذهب ديانتهم الأضيق فعاش فريساً ثم تتلمذ علي يد غمالائيل معلم الناموس فكان في بر الناموس بلا لوم فإشتعلت غيرته الجامحة وتعصبه لمذهبه فإضطهد المسيحية بإفراط .
فبولس هذا صار إناء مختار ليحمل أسم السيد المسيح أمام أمم وملوك , ولقد إنتقلت الغيرة الجامحة باكثر وأكثر إلي محبة لله بالاسلوب المسيحي الذي كان يضطهده بإفراط .
* وفي خدمتهما نجد أن :
أولاً : لم يعتمدا علي ذويتهما ولا حكمتهما البشرية لأنه حيثما ظهرت الذات أختفي الله وحيثما أختفت الذات ظهر الله.
ثانياً : حبهما للخدمة والمخدومين , لهذا إن دليل الحب هو البذل والسيد المسيح حينما بذل ذاته عنا لم يكن عن إضطرار أو تكليف لكنه حبه العظيم لخليقته , حبه و فقط!!
.......للمقال بقية
الراهب يحنس المحرقي

Mary Naeem 15 - 07 - 2013 07:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
+*** عيـــــد الرســـــــــــــل ***+ ج2
http://www.marnarsay.com/images/sacred-heart002.jpg

وفي عام 67م نالا الرسولان العظيمان القديس بطرس وبولس أكليل الشهادة , وحدث ذلك في اليوم الخامس من شهر أبيب القبطي ويقابله الثاني عشر من شهر يوليو , ومنذ ذلك اليوم والكنيسة تحتفل به كل عام وحولته الكنيسة من ذكري إستشهاد الرسولين بطرس وبولس إلي عيد للرسل جميعهم..............
فـــالآباء الرسل قد نشروا الكرازة بالانجيل في جميع أنحاء المملكة الرومانية وآمن بالسيد المسيح اُناس من كل مكان حتي أن عض أفراد أسرة الأمبراطور نفسه كانوا قد آمنوا بالسيد المسيح ولهذا كان الأمبراطور يشعر بالخطر يهدد عرشه فزاد من إضطهاد الكنيسة حتي انه قبض علي الرسولان بولس وبطرس وبعد فترة طويلة من الحبس والسجن أمر الأمبراطور بإعدام الرسول بولس بقطع رأسه بحد السيف , وقد حكم أن يتم إعدام الرسول بطرس ولكن الرسول لم يوافق أن يُصلب مثلما مات السيد المسيح علي عود الصليب وإعتبر ذلك شرف وكرامة لا يستحقها .
وطلب القديس بطرس منهما أن يصلبوه مُنكساً أي أن يُصلب مقلوباً رأسه إلي أسفل ورجلاه إلي أعلي ولما وافقوه علي ذلك تم إعدامه ونال إكليل الشهادة في نفس اليوم مع القديس بولس .
إن إحتفالنا بالآباء الرسل هو إحتفال بباكورة الكنيسة , فالرسل هَمْ أول أعضاء كنيسة العهد الجديد ولهم كرامة ومجد خاص بهم لا يشاركهم فيه أحد , فهَمْ الذين قال لهم السيد المسيح :" الحق أقول لكم إنكم أنتم يامن تبعتموني , متي جلس إبن الإنسان علي عرش مجده ستجلسون أنتم أيضا علي أثني عشر كرسياً وتدينون أسباط إسرائيل الأثني عشر" متي28:19 .
*** فنقول في ذكصولوجية الآباء الرسل التي نُصليها في تسبحة الكنيسة:
+ بطرس وبولس سحقا الشيطان وردا الأمم للإيمان بالثالوث .
+ بطرس وبولس هما الكهنة الروحيين هدما هياكل وعبادة الأوثان .
+ بطرس وبولس كانا في ميدان الرسولية في جهاد عظيم .
+ نالا المجد من الملك المسيح وإستراحا معه في ملكوته الأبدي والحياة الدائمة .
+ أطلبا عنا ليغفر لنا خطايانا .
لنصلي إلي الله أن يُعطينا أن نكون أصدقاء وأحباء للآباء الرسل وأن نسلك مثلما سلكوا وأن نخدم الله كما خدموه ونكون معهم حول عرش المسيح في السماء ...أمين
.............وكل عيد رسل وكل الشعب المسيحي بخير وسلام وأمان


الراهب يحنس المحرقي

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 02:54 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المحبة لا تطلب ما لنفسها
http://www.peregabriel.com/gm/albums...lifeofjesu.jpg



المحبة لا تفكر في ذاتها، ولكن فيمن تحب.
تفكر في الذي تحبه: كيف ترضيه، وكيف تعطيه، وكيف تريحه وتجلب السرور إلي قلبه.. وفي كل ذلك لا تطلب ما لنفسها. بل قد تبذل نفسها لأجل من تحبه.. ذلك لأنه إن كان من طبيعة الأنانية أنها دائمًا أن تأخذ، فإنه من صفات المحبة أنها تريد أن تعطي..
عنصر المحبة الرئيسيان هما أن تحب الله، وأن تحب الناس. وفي كليهما لا تطلب المحبة ما لنفسها..
وهكذا كانت صلاة التسبيح والتمجيد هي أقدس الصلوات. لأن الذات لا توجد فيها علي الإطلاق، إنما الموجود فقط، هو التأمل في صفات الله وحده. فنحن حينما نقول فيها مثلًا (قدوس قدوس رب الصباؤوت. والسماء والأرض مملوءتان من مجدك) (أش3:6). فإننا هنا لا نطلب شيئًا لأنفسنا. إنما من أجل محبتنا لله، نتأمل صفاته، وكفي..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
إذن ما هو مركز الطلب في حياة المحبة؟ إنه:
الله أولًا، والناس بعد ذلك. والذات آخر الكل..


كلمة "أنا" في اللغة العربية


فنحن في الصلاة الربانية، إنما نطلب ما يخص الله أولًا: (ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض).. وحينما نطلب بعد ذلك لأنفسنا، إنما نطلب ما يخص علاقتنا بالله. فكان الله أولًا، ثم الله ثانيًا.. وما أجمل وصية السيد الرب لنا (اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره) (مت33:6). وهل بعد ذلك نطلب ما يخصنا من أمور العالم؟ هنا ويكمل الرب وصيته قائلًا (هذه كلها تزدادونها) أي يعطيكم الرب إياها حتى دون أن تطلبوا..
إذن إن كنت تحب الله، لا تجعل صلاتك كلها طلبًا..
أقصد: لا تجعلها كلها طلبًا لنفسك. وكما قال القديس باسيليوس الكبير (لا تبدأ صلاتك بالطلب، لئلا يظن أنه لولا الطلب ما كنت تصلي).. وإن طلبت (لأنه قال: اطلبوا تجدوا) (مت7:7). فاطلب أولًا ملكوت الله وبره.. ثم اطلب أيضًا الخير للغير. ولتكن نفسك آخر الكل. فهذه هي المحبة..
حقًا، ما أجمل قول المرتل في المزمور:
"ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز1:115).
إذن إن كنت تحب الله، ففي كل خدمتك، وفي كل ما تعمله، لا تطلب الكرامة لنفسك. وإنما لتكن كل الكرامة لله. كما قال القديس يوحنا المعمدان (ينبغي أن ذلك يزيد، وأني أنا أنقص) (يو30:3). وكل الخير الذي تفعله، ليكن ذلك لمجد الله، إن كنت تحب الله. كما قال الرب في العظة علي الجبل (لكي يروا أعمالكم الحسنه، فيمجدوا أباكم الذي في السموات) (مت16:5).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
من أجل محبة الله، قام الآباء والرسل برسالتهم، ولم يطلبوا ما لأنفسهم، بل علي العكس دفعت أنفسهم الثمن..
من أجل محبة الله، شهد المعمدان للحق، وقال لهيرودس الملك (لا يحق لك أن تأخذ امرأة أخيك) (مت14: 3،4). فهل في ذلك كان يطلب ما لنفسه؟! كلا، بل إن نفسه قاست بسبب ذلك، إذ القي في السجن، ثم قطعت رأسه.
وكل الشهداء والمعترفين، لم يطلبوا ما لأنفسهم، بل في محبتهم لله تعرضوا لكل ألوان التعذيب، ثم الموت أيضًا.
وهكذا كان الكارزون. ولنأخذ القديس بولس الرسول كمثال.
وهو شاول الطرسوسي كانت له سلطه ونفوذ، ويستطيع أن (يدخل البيوت ويجر رجالًا ونساء، ويسلمهم إلي السجن) (اع3:8). ولكنه لما دخل إلي الإيمان، وخسر كل الأشياء وه يحسبها نفاية لكي يربح المسيح ويوجد فيه (في3: 8،9).، حينئذ. في محبته للرب ما كان يطلب مطلقًا ما لنفسه. بل صار هو يحتمل السجن والهوان.. جلدوه خمس مرات، وثلاث مرات ضرب بالعصي. وهو يخدم الرب ويقول عن خدمته هو وكل معاونيه (في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام لله، في صبر كثير.. في أسهار في أصوام..) (2كو6: 4،5). (بأسفار مرارًا كثيرة بأخطار سيول بأخطار لصوص، بأخطار في المدينة، بأخطار في البرية، بأخطار في البحر، بأخطار من أخوة كذبة.. في تعب وكد، في جوع وعطش، في برد وعري) (2كو12: 24-27). ولماذا كل هذا العناء؟ إنه من اجل محبة الله، ومحبة ملكوته وإنجيله. والمحبة لا تطلب ما لنفسها.
إنه لم يطلب ما لنفسه، لأنه نفسه قد ماتت مع المسيح (2كو4: 11،12). وهكذا يقول (مع المسيح صلبت، لأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في) (غل20:2).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
حقًا ما أعجب وما أعمق عبارة) أحيا، لا أنا..).
إن الحب الذي لا يطلب ما لنفسه، لا يجد تعبيرًا أعمق من كلمة (لا أنا). هذه هي خدمة الحب، التي لا تطلب لنفسها راحة ولا مجدًا. خدمة الذي لا يعطي لعينيه نومًا، ولا لأجفانه نعاسًا، إلي أن يجد للرب (مز4:132).
إنها خدمة الذي يجد متعة في أتعاب الخدمة، وليس في أمجاد الخدمة! الذي لا يبحث في الخدمة عن ذاته، في مجال الرئاسة أو السلطة أو الظهور.. وهكذا فإن الخدام الذين فشلوا، هم الذين اهتموا بذواتهم أكثر من اهتمامهم بالملكوت.
وعبارة "لا أنا"، يمكن أن تُطْلَق في الروحيات الخاصة:
فالذي يحب الله، يقول له (لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك. وأنا لست أطلب شيئًا لذاتي، بل أسلمها تسليمًا كاملًا ليديك، وأنساها هناك، ولا اطلب إلاك أنت، وليس سواك.،. ولهذا قال السيد المسيح (إن أراد أحد يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني) (مت24:16). وإنكار الذات يعني أنه لا يطلب ما لنفسه.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
إن الذات هي أكثر ما يضر الإنسان.
لا يضره العالم ولا المادة، ولا الجسد، ولا الشيطان، بقدر ما تضره ذاته، إن كان يطلب في كل حين ما يرضيها إن كانت هذه الذات، كلما تطلب ما لنفسها تبعده عن محبة الله. وهكذا لخص السيد الرب كل حياتنا علي الأرض في عبارة واحدة خالدة، قال فيها:
(من وجد حياته يضيعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها) (مت39:10).
إن كان الإنسان يطلب ما لنفسه، فإنه يضيعها. لأنه يركز حول الذات وليس حول الله ومحبته.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ولننظر إلي آبائنا الرهبان والنساك.
الذين سكنوا الجبال والبراري وشقوق الأرض، من أجل عظم محبتهم للملك المسيح.. إنهم لم يطلبوا أبدًا ما لأنفسهم. بل تركوا المال والأهل والوظائف وكل المتع الأرضية. وعاشوا منسيين، بلا طعام بلا راحة، لا يطلبون سوي الله، الذي صار لهم هو الكل في الكل..
هؤلاء الرهبان، صلت عليهم الكنيسة صلاة أموات، لأنهم ماتوا عن العالم وكل ما قيه. وما عادوا يطلبون منه شيئًا لأنفسهم. أتراهم ضيعوا أنفسهم، أم وجدوها..!
ولكن لماذا نتكلم عن الرهبان وحدهم، فلنتكلم أيضًا عن الذين عاشوا في رفاهية العالم، ولكن لأجل محبة الله تركوا كل شيء.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
موسى النبي لم يطلب ما لنفسه، بل يبدو أنه أضاعها.
كان أميرًا وقائدًا (ابن ابنه فرعون). وكانت أمامه كل خزائن فرعون. ومع ذلك (فضل أن يذل مع شعب الله، عن أن يكون له تمتع وقتي بالخطية) (عب11). وماذا كانت الخطية سوى تمتعه بحياة القصر، وشعبه مرهق بالعبودية!
لذلك ترك كل شيء، القص، والإمارة، والعظمة، والمال، ولم يطلب لنفسه شيئًا. لذلك رفع الله موسى وجعله سيدًا لفرعون.
مثال آخر هو إبراهيم أبو الآباء.
قال له الرب (أترك أهلك وعشيرتك وبيت أبيك، واذهب إلي الجبل الذي أريك) (فلم يطلب لنفسه أهلًا ولا وطنًا، إنما طلب طاعة الرب وحده. ثم قال له الرب (خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه نفسك، إسحق وقدمه لي محرقة علي الجبل الذي أريك إياه}. ومرة أخري لم يطلب إبراهيم ما لنفسه، ولو كان أبنه الوحيد، وأخذ ابنه ليذبحه.. تكفيه محبة الله التي تسعد نفسه..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
فلنتناول أيضًا هذه الوصية "المحبة لا تطلب ما لنفسها" في الحياة الاجتماعية، وحياة الأسرة الواحدة.
تعيش الأسرة سعيدة، إن كان الزوج لا يطلب ما لنفسه، طاعة وسيطرة، إنما يطلب سعادة زوجية وأولاده، معتبرًا أن هذه هي رسالته في حياته الزوجية. وكذلك الزوجة إن اعتبرت رسالتها أن تسعد هذا الزوج، دون أن تطلب ما لنفسها مالًا ورفاهية وحرية. كذلك إن جعلت رسالتها أن تتعب من أجل راحة أولادها. كذلك أيضًا الأبناء إن كانوا في محبتهم للأب والأم لا يرهقانهم بكثرة الطلبات، ولا بالمخالفة. ولا يطلبون ما لأنفسهم إلا في حدود قدرة الأسرة..
وفي الحياة الاجتماعية: الذي لا يطلب ما لنفسه، يقدم غيره في الكرامة، ويتخذ المتكأ الأخير.
كما قال القديس بولس الرسول (مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة) (رو12: 10). ليس فقط تنفيذًا لوصية الإتضاع، بل بالأكثر عن حب. إذ يحب غيره ويفضله علي نفسه، فيقدمه في الكرامة علي نفسه، ويسعد إذ يجده مكرمًا..
وإذ يأخذ المتكأ الأخير (لو10:14). وإنما يسعد بأن يترك المتكآت الأولي لغيره ما اجل محبته لهم.
وفي كل ذلك، وسبب محبته للآخرين، فإنه لا ينافس أحدًا، ولا يخاصم أحدًا من أجل شيء عالي، ولا زاحم الآخرين في طريق الحياة بل يترك الفرصة للغير أن يأخذ وينال ما يريد، دون يطلب ما لنفسه..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وتظهر وصية "المحبة لا تطلب ما لنفسها" في مجال العطاء أيضًا.
فالذي يدفع العشور والبكور، ليس فقط وصية الله، بل بالأكثر من أجل محبته للفقراء يفضلهم علي نفسه، مهما كان محتاجًا للمال. بل أنه يدفع أكثر من هذا، بل يعطي من احتياجاته الخاصة. مثال ذلك تلك الأرملة التي أعطيت من أعوازها، ووضعت في الخزينة فلسين هما كل ما كانت تملك. ولهذا استحقت الطوبى من فم الرب، وتسجل عطاؤها في الإنجيل (مر12: 42).
هكذا أرملة صرفة صيدا، التي لم تطلب ما لنفسها في وقت المجاعة. وأعطيت كل ما عندها من زين ودقيق لإيليا النبي (1مل17). فاستحقت بذلك أن يباركها الرب ويبارك خيراتها طول زمن المجاعة.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
انظروا إلي السيد المسيح، وكيف أنه لم يطلب ما لنفسه.
بل من أجل محبته للبشر (أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد) (في7:2). وابتعد عن كل مجد عالمي. ولم يكن له أين يسند رأسه (لو58:9). وكذلك لم يطلب ما لنفسه، حينما انحني وغسل أرجل تلاميذه (يو13).، وحينما بذل ظهره للسياط، ثم صعد علي الصليب، ولم يدافع عن نفسه. وبذل حياته عنا، البار لأجل الآثمة.. (وبين محبته لنا. لأنه ونحن بعد خطاة مات لأجلنا) (رو8:5).
والمحبة التي لا تطلب ما لنفسها، تحتمل وتغفر.
ولكني أود أن أؤجل هذه النقطة إلي موضع آخر. حيث أن الحديث عنها قد يطول وليس مجاله الآن. ويكفي أن الإنسان الذي يحب، يمكنه في محبته لغيرة أن يتنازل عن حقوقه، وأن يحمل ويغفر..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
الذي يحب، لا يطلب ما لنفسه.
والذي لا يطلب ما لنفسه، يستطيع أن يحب.
فإن كنت لا تطلب ما لنفسك، يمكنك أن تتعب من أجل الله والناس.. وتتعب في الصلاة، في الصوم، في السهر، في الخدمة.
لأنك لا تفكر في راحتك وصحتك، إنما تفكر في الله وملكوته، وتفكر في خير الناس وخلاصهم.. وهكذا تحب الله والناس، ويحبك الله والناس. لأنك لا تقول: ذاتي وصحتي وراحتي. إنما تقول ملكوتك يا رب، وكنيستك وشعبك. بل تقول محبتك يا رب وعشرتك قبل كل شيء..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
بقي أن نقول نقطة ختامية وهي.
إن الذي يطلب ما لنفسه، إنما يضيع نفسه.
كالرجل الغني الغبي، الذي قال (أهدم مخازني وأبني أعظم منها.. وأقول لك يا نفسي خيرات كثيرة لسنوات عديدة) هذا الغبي ضيع نفسه. وقال له الصوت الإلهي: في هذه الليلة تؤخذ روحك منك، فالذي أعددته لمن يكون؟ (لو12: 18-20). كذلك داود النبي، لما طلب المتعة لنفسه، أضاع نفسه، لولا رحمة الله التي اقتادته إلي التوبة، مع عقوبة شديدة فرضت عليه (2صم12:11).

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 02:56 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المحبة لا تقبح


https://st-takla.org/Gallery/var/resi...n-complain.jpg
تمرد مريم و هارون (هرون) على موسى النبي بسبب المرأة الكوشية (الإثيوبية، الحبشية) التي تزوجها: سفر العدد 12: 1

هنا ونقول: إن التفاخر ضد المحبة، فكم بالأكثر التفاخر الذي يقبح غيره.
الذي يقيم
مقارنة بينه وبين غيره، فإذا به هو الأفضل، وغيره الأدنى، مع ذكر مساوئ هذا الغير التي من كذا وكذا..
إن تحقير الآخرين لا يتفق مع المحبة التي يفترض فيها أن تستر عيوب الآخرين لا أن تقبحهم، أو تشهر بهم وتظهر مساوئهم..
بل المحبة بالأكثر تدافع عن الغير، ولا أن تذمه.
عندما تزوج موسى بامرأة كوشية، تكلم ضده هرون ومريم أخواه، ولم يكن في كلامهما عليه حب له. أما الرب الذي يحب موسى، فقد دافع عنه، وذكر أنه أمين علي كل بيته. ووبخ هرون ومريم، وعاقب مريم لأنها تكلمت علي موسى بالسوء (عد12: 1-10).. هذه هي المحبة التي لا تقبح.
مثال من سير القديسين: القديس أبا مقار الكبير الذي ستر علي الأخر الخاطئ وأخفي خطيته. وكذلك القديس موسى الأسود والقديس بيساريون. والشرح في هذا الموضوع يطول..

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 02:58 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المحبة لا تنتفخ
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...euvfVvhQMVoFFL

عبارة (لا تتفاخر) تعني لا تفتخر علي غيرها، وعبارة (لا تنتفخ) تعني لا تعامل غيرها بانتفاخ، أي لا تتعالى علي الغير. فالذي يحب، يعامل من يحبه بمودة، وليس بعظمة. وقد قيل عن السيد الرب في محبته لنا، لما صار في شبه الناس:
(إن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم) (مت28:20).
وهكذا في محبته لتلاميذه، انحني وغسل أرجلهم. وكان هذا أيضًا تعليمًا صالحًا لهم، إذ قال بعد ذلك (فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض. لأني أعطيتكم مثالًا، حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضًا) (يو13: 14،15).
(ومحبة الله الآب في الأعالي، والناظر إلي المتواضعات).
إن سكناه في الأعالي، هذا الذي سماء السموات لا تسعه (1مل8: 27). لم يمنعه هذا العلو من أن ينظر إلي البشر، الذي هو (تراب ورماد) (تراب ورماد) (تك27:18). وهو (يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن) (مز14:103). إنها المحبة التي لا تتعالى.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
محبة الله التي لا تتعالى علي أولاده في الحوار.
الله الذي يأخذ رأي أبينا إبراهيم في موضوع سادوم، ويقول (هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟!) (تك17:18). ويدخل معه في حوار يسمح فيه لإبراهيم أن يقول له (حاشا لك يا رب أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم.. حاشا لك. أديان الأرض كلها لا يصنع عدلًا) (تك5:18). ولا يغضب الله، ويستمر الحوار..
نعم هو الله المحب الذي يشرك معه موسى هم جهة مصير الشعب الذي عبد العجل الذهبي، ويقول له (أتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم..) ولكن موسى لا يتركه. بل يقول له (أرجع عن حمو غضبك، وأندم علي الشر بشعبك. أذكر إبراهيم وإسحق وإسرائيل عبيدك..) (خر32: 10-14). ويستجيب الرب لموسى.
الله الذي في محبته يتنازل ليظهر لعبيده ويكلمهم.


https://st-takla.org/Gallery/var/resi...on-to-John.jpg

رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي و الرسول


كما فعل مع سليمان، تراءى له مرتين: أحدهما في جبعون، والأخرى في أورشليم (1مل9:3). علي الرغم من الله كلن يعرف بسابق علمه أن سليمان سوف يميل قلبه وراء آلهة أخرى بسبب نسائه (1مل4:11).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ولعل من أبرز الأمثلة علي عدم التعالي، أن السيد الرب في تجسده، دعا تلاميذه إخوته.
وفي ذلك يقول بولس الرسول عنه إنه (لا يستحى لأن يدعوهم أخوة، قائلًا: اخبر باسمك إخوتي) (عب2: 11،12).. وأنه (كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء) (عب17:2). بل أن الرب نفسه يقول للقديسة المجدلية وزميلتها (اذهبا قولا لأخوتي أن يمضوا إلي الجليل وهناك يرونني) (مت10:28).
وهو نفسه يقول لتلاميذه، وقد أحبهم حتى المنتهي (يو1:13).. (لا أعود أسميكم عبيدًا، لكني قد سميتكم أحباء) (يو15:15).. ويستمر هذا الوعد في الأبدية، في أورشليم السمائية، مسكن الله مع الناس، حيث يكون الله في وسط شعبه (رؤ3:20).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
بل من أعظم الأمثلة المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ هي قول الرب لتلاميذه:
"ومن يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها، يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها.." (يو12:14).
عبارة عجيبة في تواضعها، يقف أمامها العقل البشري مبهوتًا.. كما يقف العقل مبهوتًا أمام محبة الله للبشر، التي بسببها يتقدم السيد المسيح إلي يوحنا ليعتمد منه، معمودية التوبة، نيابة عنا..! أين هنا التفاخر والاتضاع..؟! بل المحبة التي تصعد علي الصليب، لكي تحمل كل خطايا العالم، ويحصى وسط آثمة (أش53: 6،12)..
ليس فقط لا يوجد تفاخر، بل بالأكثر انسحاق..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وكما سلك السيد المسيح، سلك أيضًا تلاميذه بأسلوب المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ..
مهما كان الغضب المنصب عاليًا. فهوذا القديس بولس الرسول، يقول في توبيخه لأولاده في كورنثوس (اطلب بوداعة المسيح وحمله، أنا نفسي بولس، الذي في الحضرة ذليل بينكم. وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم. ولكن اطلب أن لا أتجاسر وأنا حاضر) (2كو10:1،2). ويقول في حديثه مع شيوخ كنيسة أفسس (اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد) (أع31:20).
عبارات عجيبة، يقولها الرسول العظيم الذي اختطف إلي السماء الثالثة، إلي الفردوس، وسمع كلمات لا ينطق بها (2كو12: 2-4).. ومع كل هذه العظمة لا يتفاخر ولا ينتفخ، بل يقول عن نفسه إنه ذليل، ومتجاسر وينذر بدموع.
وفي مجال الافتخار، يقول لا افتخر إلا بضعفاتي.
ويشرح كيف أن ملاك الشيطان لطمه بشوكة في الجسد، وانه تضرع إلي الله ثلاث مرات بسببها ولم يستجب الله صلاة في هذا الأمر، بل قال له تكفيك نعمتي (2كو12: 5-9).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
لم يفتخر أحد من الرسل بمنصبه العظيم ولم ينتفخ.
بطرس الرسول يكتب في مقدمة سفر الرؤيا: (أطلب إلي الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح) (1بط1:5).
ويوحنا الرسول يكتب في مقدمة سفر الرؤيا (أنا يوحنا أخوكم، وشريككم في الضيقة، وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره) (رؤ9:1). يكتب بهذا الأسلوب في مقدمة الرؤيا التي رأي فيها السيد الرب، ورأي بابًا مفتوحًا في السماء، وعرش الله، وكثيرًا من القوات السمائية التي لم يرها رسول غيره،ومع ذلك لا يتفاخر.. بل يقول: أخوكم وشريككم..
وبولس الرسول يبدأ الكثير من رسائله بعبارة (بولس عبد ليسوع المسيح) (رو1:1) (في1:1).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
بل بالأكثر، سمي الرسل رسالتهم خدمة..
فقال القديس بولس الرسول (هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام للمسيح) (1كو4: 1). وقال إن الرب (أعطانا خدمة المصالحة) (2كو18:5). (في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام في صبر كثير في شدائد في ضرورات) (2كو4:6). وقال القديس بولس الرسول عن عملهم الكرازي إنه (خدمة الكلمة) (أع4:6). وقال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف (أعمل عمل المبشر، تمم خدمتك) (2تي5:4). وقال عن نفسه وعن زميله أبلوس (من هم بولس ومن هو أبلوس؟ بل خادمان آمنتم بواسطتهما) (1كو5:3).
ولعل هذا كله تنفيذًا لوصية الرب لتلاميذه:
(من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكمن لكم خادمًا).
وأيضًا (ومن أراد أن يكون فيكم أولًا، فليكن لكم عبدًا) (مت20: 26،27). وحسما ورد في الإنجيل لمار مرقس الرسول (إذا أراد أحد أن يكون أولًا، فليكن آخر الكل وخادمًا للكل) (مر35:9). وهذا هو عمل الرسولية، الذي لا يتفاخر ولا ينتفخ، بل في محبته لله ولملكوته، وفي محبته للمخدومين يكون آخر الكل وخادم الكل.
ويشبه هذا، صلاة القديس أوغسطينوس من أجل رعيته، التي قال فيها (اطلب إليك يا رب، من أجل سادتي عبيدك..).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وكما كان الآباء في محبتهم لا يتفاخر بالمناصب، كانوا أيضًا لا يتفاخرون بحياة القداسة.
ولا يتفاخرون ولا ينتفخون بالمواهب الإلهية.
ولا يظهرون أما الناس بمظهر من قد أعطاه الله ما لم يعطه لغيره. لأنه إلي جوار الكبرياء في هذا التفاخر، فإنه يوقع الآخرين أيضًا في صغر النفس وفي الغيرة المرة وكل هذا ضد مشاعر المحبة الحقيقية التي تهتم بغيرها أكثر مما تهتم بنفسه.
وهكذا نجد أن الرسل في علو مستواهم الروحي يقولون عن أنفسهم أنهم خطاة. فالقديس بولس الرسول يقول إن (المسيح يسوع جاء إلي العالم، ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا) (1تى 15:1). ويقول (أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا ولكنني رحمت لأني فعلت ذلك بجهل في عدم إيمان) (1تى13:1).
والقديس يوحنا الحبيب يقول (إن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو8:1). والقديس يعقوب الرسول يقول (لا تكونوا معلمين كثيرين يا أخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم، لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا) (يع3: 1، 2).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
المحبة لا تفتخر بالمواهب، بل تستخدمها في اتضاع لنفع وخدمة الآخرين.
هوذا القديس بطرس الرسول حينما أقام الرجل المقعد الأعرج من بطن أمه المستعطي عند باب الهيكل.. وانذهل الناس من هذه المعجزة، قال لهم بطرس الرسول (ما بالكم تتعجبون من هذا، ولماذا تشخصون إلينا، كأننا بقوتنا أو بتقوانا قد جعلنا هذا يمشي) (أع12:3). وأخذ يحول أنظارهم إلي السيد المسيح الذي أنكروه الذي بالإيمان باسمه تشدد هذا المقعد ومشى..
الذين يتفاخرون وينتفخون بالمواهب، لا يحبون غيرهم، بل لا يحبون أنفسهم أيضًا..
لأن التفاخر بالموهبة، قد يبعدها عن صاحبها، إن كانت موهبة حقيقية من الله. كما يدل ذلك أيضًا علي أن الذي منحه الله الموهبة، لم يستطيع أن يتحملها فارتفع قلبه بسببها علي غيره، وبدأ يتفاخر علي من لم يأخذوها. وليس في هذا الأمر حب وليس فيه تواضع، وليس فهم للموهبة.
فالمواهب يمنحها الله الخير للناس، وليس للكبرياء..
الله يمنحك الموهبة، لمي في محبتك للناس، تستخدم الموهبة لخيرهم.. كمواهب الشفاء مثلًا، أو إخراج الشياطين.. أو مواهب الذكاء والمعرفة، التي تستخدمها في محبة لتعليم الآخرين وهدايتهم، وليس للتفاخر والانتفاخ. وإلا فإنك تكون قد تركت الهدف من الموهبة، وهو محبة الآخرين وخدمتهم، وتحولت إلي التمركز حول الذات بطريقة غير روحية..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
قلنا إن المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ، بسبب علو المركز، ولا بسبب المواهب، ولا بسبب العقل..
كذلك لا تتفاخر بسبب الغني ولا التمايز المادي.
المفروض أن الغني يستخدم غناه لخير المحتاجين، وهكذا يكون قد أحبهم وكسب محبتهم له.. ولكن لا يتفاخر عليهم وينتفخ، ويشعرهم بالضعة والمذلة. وإن أعطاهم، لا يجوز أن يعطيهم بارتفاع قلب، ولا بشعور أنه المعطي، وأنهم منه يأخذون. فهو فيما يعطي، إنما يتقاسم معهم مالًا، قد أرسله الله ليتوزع في حب، عليه وعليهم..

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:00 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حسد الشياطين
https://images.chjoy.com//uploads/im...f41a341c29.jpg

أول الحاسدين كان الشيطان. حسد الإنسان الأول علي نقاوته، بينما فقد هو تلك النقاوة. وحسده لعلاقته الطبية مع الله، بينما خسر هو تلك العلاقة. وحسده لأنه خلق علي صورة الله ومثاله. وحسده علي تمتعه بالبركة والسلطة في جنة عدن. فأراد أن يفقده كل هذا.. ماذا فعل إذن؟ خدعه وكذب عليه وأغراه، وأسقطه في الخطية، فتعرض لحكم الموت. وهكذا نقول في القداس الإلهي (والموت الذي دخل إلي العالم بحسد إبليس، هدمته).
كانت إذن مؤامرة من الشيطان، وخدعة، ولم تكن ضربة عين.
الشيطان لا يحب الناس، ولا يحب الخير للناس، لذلك يحسد. فليست في قلبه المحبة التي لا تحسد، بل تتركز في قلبه العداوة والكراهية، وبالتالي الحسد. وفي الحسد يحب أن يضر. ويحب أن النعمة تزول من المحسود، علي الرغم من أن هذه النعمة سوف لا تتحول إليه. ولكنها مجرد الكراهية التي تجعله يفرح بسقوط البشر.
وقد حسد أيوب الصديق. ولم يستطيع أن يضره إلا أن أخذ سماحًا من الله (أي2،1).
وحتى ذلك بسماح كان في حدود لا يتعداها، في الحدود التي كان الله يعرف أن أيوب البار سوف يحتملها. وانتهي الأمر بأن رفع الرب وجه أيوب، وعوضه الخير الذي فقد مضاعفًا. ولم تفلح مؤامرة الشيطان. وكان الله ضابط الكل ممسكًا العملية كلها في يمينه، محولًا كل شيء إلي الخير كما فعل مع يوسف الذي حسده أخوته من قبل (تك8:45).

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...r-Satan-01.gif

الانتصار على الشيطان، فن قبطي رسم تاسوني سوسن


فإن كان الشيطان بكل جبروت حسده وقوته لا يستطيع أن يؤذي إلا بسماح، فهل تظنون أن عيون الحاسدين من البشر الضعفاء تستطيع أن تؤذي؟!
مهما أوتيت من قوه البصر!! أين إذن ضابط الكل وحمايته؟ ومن الذي أعطي أولئك الحاسدين تلك القوة الضارة الجبارة.
في عيونهم!؟ وهل الله يمنح أمثال هؤلاء قوة للإضرار، ليست تحت ضبط، وتعمل بلا سبب داع لإهلاك الناس؟! أمر لا يصدقه منطق، ولا يسنده الكتاب..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ولو كانت ضربة العين حقيقية، إذن لهلك كل أصحاب المواهب والمناصب والتفوق.
الحاصلون علي جائزة نوبل كل عام، أليس لهم حاسدون؟ وهؤلاء الحاسدون أليست لهم عيون؟ هل تصيبهم ضربة عين، فيفقد العالم أعظم علمائه وأدبائه وأبطال السلام فيه!!
وأبطال الرياضة أصحاب الكؤوس الذهبية والميداليات، والمتفوقون في الفن والموسيقي، وملكات الجمال في العالم.. أليس لهؤلاء أيضًا حاسدون، ولهم أو لأصحابهم عيون.
والذين ينجحون في الانتخابات، ويتولون المناصب والرياسات، علي كل المستويات، وفي كل البلاد، أليس لهم أيضًا حاسدون؟!!
وأوائل الطلبة في الكليات والجامعات، وأوائل الثانوية العامة، وقد يكون الأول متفوقًا بنصف درجة فقط،وكل الذين يعينون في مناصب مرموقة جدًا، أليس لهم أيضًا حاسدون؟ هل تصيب كل هؤلاء ضربة عين فيسقطون؟!
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
أم أننا لا نكون آمنين إلا من حسد العميان أو ضعاف البصر، الذين ليست لهم عيون تفلق الحجر؟!!
إنني لست أوافق مطلقًا علي ضربة العين، ولا أري الحسد إلا مشاعر خاطئة، قد تعبر عن ذاتها بمؤامرات تحوكها حول المحسودين، ربما تضرهم أو لا تضرهم.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
والسيد المسيح حينما أخفي لاهوته عن الشيطان، لم يكن ذلك خوفًا من حسد الشيطان، حاشا. بل لئلا يعطل الشيطان قضية الفداء، أو قيل (لأنهم لو عرفوا، لما صلبوا المجد) (1كو8:2).
كذلك القديسون لم يخفوا فضائلهم خوفًا من حسد الشياطين، وإنما تواضعًا. فالشيطان كان يعرف فضائلهم.
بلا شك كان الشيطان يعرف أن القديسة مارينا امرأة، لا يمكن أن تنجب من امرأة أخري ابنًا!! إنما هذه القديسة صبرت علي العار تواضعًا منها. وإن كان هناك مجال لحسد الشيطان، فهو أن يحسدها علي تواضعها، الأمر الذي ما كان ممكنًا أن تخفيه عنه.
وبالمثل القديس أبا مقار الكبير، كان الشيطان يعرف تمامًا أنه لم يخطئ إلي تلك الفتاة. فالشيطان هو الذي أغراها علي الزنى مع الشاب. وهو الذي أوعز إليها أن تلصق التهمة بالقديس مقاريوس الذي قيل ذلك تواضعًا منه. وليس دخل بحسد الشياطين.
القديسون كانوا يحفظون فضائلهم من مديح الناس.

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:03 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الغيرة


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...n-Jealousy.jpg
لوحة غيرة، للفنان ماتس إريكسون

ليست كل غيرة لونًا من الحسد الخاطئ. وليست كل غيرة ضد المحبة. فإن الرسول يقول:
(حسنة هي الغيرة في الحسنى كل حين) (غل18:4).
إنها الغيرة التي لا تحسد وإنما تقلد، وتتحمس للخير فنحن نسمع عن فضائل القديسين، سواء الذين انتقلوا أو الذين ما زالوا أحياء. فنغار منهم غيرة تجعلنا نتمثل بأفعالهم، لا نحسدهم، ونتمنى زوال النعمة منهم إلينا! بل نفرح كلما نعرف جديدًا من فضائلهم.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
إن الذي يحب الفضيلة، لا يحسد الفضلاء،
والذي يحب الفضلاء لا يحسدهم بل يقلدهم.
آباء البرية ما كانوا يحسدون بعضهم بعضًا في حياة الروح. بل كان ارتفاع الواحد منهم في الطريق الروحي، يشجع الآخرين ويقويهم. وكانوا يمجدون الله بسببه..
وتملكهم الغيرة المقدسة فيفعلون مثلما يفعل، ويطلبون صلواته وبركته لهم.
وهكذا كان الحال في العصر الرسولي، وفي كل عصور الاستشهاد. كانت هناك غيرة، ولم يكن هناك حسد. لأن الناس كانوا يحبون الملكوت، ويحبون كل العاملين فيه. ولا يحسدونهم، بل يطوبونهم.

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:05 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المحبة لا تحسد

الذي يحب إنسانًا لا يمكن أن يحسده..
لأنك إن أحببت إنسانًا، تتمنى أن تزيد نعمة الله عليه، لا أن تزول النعمة منه.
وإن أحببت إنسانًا، فإنك تفضله علي نفسك، بل تبذل نفسك عنه. وهكذا لا يمكن أن تشتهي أن يتحول الخير منه إليك فالمحبة تبني ولا تهدم..
وهكذا فإن الأم التي تحب ابنتها، لا يمكن أن تحسدها علي زواج موفق، بل تسعد بسعادتها، وتكون في خدمتها في يوم فرحها، نبذل جهدها أن تكون ابنتها في أجمل صورة وأجمل زينة. كذلك الأب يفرح بنجاح ابنه، ولا يمكن أن يحسده علي نجاحه..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

https://st-takla.org/Gallery/var/resi...David-1865.jpg
داود الملك فوق السطح قبل سقوطه مع بثشبع

لقد فرد داود الملك أم يجلس ابنه علي كرسيه في حياته.
بل هو الذي دبر كل ذلك وأمر به. ولما جلس سليمان علي كرسي المملكة، قال داود (مبارك الرب إله إسرائيل الذي أعطاني اليوم من يجلس علي كرسي، وعيناي تبصران) (1مل48:1). وجاء عبيد الملك داود ليباركوا له قائلين (فليجعل إلهك اسم سليمان أحسن من اسمك، وكرسيه أعظم من كرسيك) (1مل47:1). وفرح داود بهذا، وسجد علي سريره. وفرح يعقوب بابنه يوسف، لما رآه رئيسًا في مصر.. وباركه وبارك ابنيه (تك48: 20-22).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ولعل من أروع الأمثلة في المحبة التي لا تحسد، موقف القديس يوحنا المعمدان من المسيح.
كان المعمدان هو أعظم كارز في أيامه، وقد (خرجت إليه أورشليم وكل اليهودية وجمع الكورة المحيطة بالأردن، واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم) كانوا مع يوحنا. فهل دخل الحسد إلي قلب يوحنا؟ كلا بل فرح.
فيوحنا كان يحب المسيح. والمحبة لا تحسد.
لذلك قال عبارته الخالدة: من له العروس فهو العريس، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس، إذن فرحي هذا قد كمل، . ينبغي أن ذاك يزيد وأنى وأنا أنقص. الذي يأتي من فوق، هو من فوق الجميع) (يو3: 29-31).
كان حبًا ممزوجًا بالإيمان، والاتضاع.. أما الحسد فنجده خاليًا من الحب في كل أحداثه.

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:06 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ما هو الحسد


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...n-Thinking.jpg
شخص ينظر للمستقبل، التفكير النظري، نظرة الحسد

الحسد بمعناه اللغوي هو تمني زوال النعمة أو الخير عن المحسود، وتحول هذه النعمة والخير إلي الحسد.
وبهذا المعني يكون الحسد خطية مزدوجة:
فتمني زوال النعمة عن المحسود خطية،لأنه ضد المحبة. فالمحبة لا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق (1كو17:24). والكتاب يقول (لا تفرح بسقطة عدوك. ولا يبتهج قلبك إذا عثر (أم24:17).. فك بالأكثر إن كان هذا الذي تتمنى له السقوط ليس عدوًا، ولم يفعل بك شرًا!!
كذلك تمني تحول خيره إلي الحاسد يحمل خطية أخري. فهو شهوة خاطئة. وهو ضد الوصية العاشرة: (لا تشته شيئًا مما لقريبك) (خر13:20).
والقديس يعقوب الرسول يسمى الحسد (الغيرة المرة) (يع14:2). ويعتبره القديس بولس الرسول من (أعمال الجسد) (غل19:5). والذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله) (غل21:5).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وهناك نوع آخر من الحسد، يحذر منه الكتاب بقوله.
"لا تحسد أهل الشر، ولا تشته أن تكون معهم" (أم 1:24).
وهنا يرتبط الحسد بشهوة الخطية. فيحسد الذين يرتكبونها حين لا يكون بإمكانه ذلك. وهذا يدل علي عدم وجود نقاوة في القلب. وعلي أن القلب لا توجد فيه محبة الله. لأن هذه المحبة تقي المؤمن من حسد الأشرار علي شرهم..

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:08 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الرفق والرأفة


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...m-Death-01.jpg

موت أبشالوم، وتعلق شعره في البطمة

من صفات المحبة: الرفق واللين والرأفة والعطف والحنو وأول نوع من هذه المحبة هو المحبة الطبيعية:
ومنها محبة الآب، ومحبة الأم، ومحبة الأخوة. كل منها محبة طبيعية، تربطها جميعًا رابطة الدم. وكل منها تترفق. ولذلك حينما حدث أن أخوة يوسف أرادوا أن يقتلوه (تك37: 19، 20).، وكانت هذه القسوة منهم ضد الطبيعة. وحينما أراد أخوه رأوبين أن ينقذه من أيديهم كان هذا الأمر منه محبة طبيعية تترفق (تك37: 21، 22). وحينما شقوا ثيابهم ووقعوا علي الأرض أمامه، متوسلين لأجل بنيامين، خوفًا علي أبيهم يعقوب أن يحزن ويموت بسبب فقد بنيامين، كانت هذه محبة طبيعية تترفق. وهكذا طلب يهوذا أن يؤخذ هو عبدًا بدلًا من أخيه قائلًا (لأني كيف أصعد إلي أبي والغلام ليس معي، لئلا أبصر الشر الذي يصيب أبي) (تك34:44).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وهكذا كان وضع داود من جهة أبشالوم.
بينما أبشالوم سلك بأسلوب ضد الطبيعة، إذ حارب أباه، واستولي علي مكله، وصنع به شرورًا، نجد أن داود قال لجنده وهم خارجون للحرب (ترفقوا بالفتي أبشالوم) (2صم5:18). وكانت منه محبة طبيعية تترفق.
كذلك لما سمع داود بمقتل أبشالوم في الحرب، وانزعج وبكي وقال (يا ابني أبشالوم يا أبني، يا أبني أبشالوم، يا ليتني مت عوضًا عنك، يا أبشالوم أبني، يا أبني) (2صم23:18)، وكانت هذه منه محبة طبيعية تترفق..
وقد شبه الرب محبته للبشر بهذه المحبة الطبيعية:
ودعا نفسه أبًا لنا، ودعانا أبناء. وعلمنا أن نصلي قائلين (أبانا الذي في السموات) (لو2:11)،وداود في المزمور شبه محبة الأب نحو بنيه. فقال (كما يترأف الأب علي البنين، يترأف الرب علي خائفيه) (مز13:103).
ومن جهة محبة الأم، قال الرب لأورشليم (هل تنسي المرأة رضيعها، فلا ترحم ابن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك. هوذا علي كفي نقشتك) (أش49: 15، 16). فقال إن محبته أعظم من محبة الأمومة في ترفقها.

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:09 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
نطيل أناتنا


https://st-takla.org/Gallery/var/resi...e-the-Lord.jpg
الرب بالعود . بربابة ذات عشرة أوتار رنموا له - مزامير 33: 2 - داود النبي والملك

* نطيل أناتنا بالنسبة إلي الله، في انتظار مواعيده، وفي انتظار تدخله لحل مشاكلنا واستجابة صلواتنا. وكما يقول المرتل في المزمور (انتظر الرب. تقو وليتشدد قلبك، وانتظر الرب) (مز14:27). وكما قال السيد المسيح له المجد (بصبركم تقتنون أنفسكم) (لو19:21).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
* كذلك صبرنا وطول أناتنا في محيط الخدمة.
فلا نيأس بسرعة ولا نضجر، إذا تأخر الثمر في مجال خدمتنا: فالخطاة يحتاجون إلي طول أناة، حتى يتوبوا ويتركوا ما سبق تقييدهم به من طباع وعادات وشهوات. والجهال يحتاجون إلي طول أناة، حتى يفهموا الفكر الروحي، وحتى ينضجوا أيضًا. ويجب علينا أن نتأنى عليهم بكل حب، ولا نتضايق من بطء توبتهم أو من رجوعهم أحيانًا إلي الوراء، ذاكرين قول الرسول (تأنوا علي الجميع) (1تس14:5).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
طول الأناة صفة ينبغي أن يتحلى به المربي والمرشد والمعلم.
يتحلى بها الأبوان في صبرهما إلي طفلهما حتى ينضج، محتملين في محبة وطول أناة كل أخطائه وضعفاته.
وأيضًا طول الأناة اللازمة للمدرس حتى يفهم تلميذه، وتتسع مداركه،كذلك المرشدون وآباء الاعتراف، وكل القادة يحتاجون إلي السلوك بمحبة وطول الأناة.
ولنعرف جميعًا أن تعود الفضيلة ليس سهلًا علي أولادنا وتلاميذنا.
يضاف إلي ذلك حروب الشياطين القاسية ضدهم والعثرات التي تتعبهم من الخارج. وأمام كل هذا نتذكر قول الرسول (المحبة تتأنى وترفق).. تمامًا كما يتأنى الطبيب علي مريضة في الاستجابة للعلاج.

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:12 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
طول أناة الله


وطول الأناة صفة من صفات الله. وقد أطال الله أناته علي اليهود وعلي الأمم كليهما:
أطال الله أناته علي اليهود، الذين كانوا شعبًا صلب الرقبة، متمردًا للغاية، وكثيرًا ما أتعبوا موسى النبي الذي (كان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين علي وجهه الأرض) (عد3:12). وكم قتلوا الأنبياء، ورجموا المرسلين إليهم) (مت37:23). وهنا فلنستمع إلي قول نحميا النبي (آباؤنا صلبوا رقابهم، ولم يسمعوا وصاياك.. وأنت إله غفور وحنان ورحيم طول الروح.. فلم تتركهم..) (نح9: 16، 17).
ونرى هنا طول الأناة يرتبط بالحنان والرحمة والمغفرة.
حنان الله ورحمته نابعان من محبته للبشرية، ومن نتائجها المغفرة وطول الأناة هذا الأمر غرفه البشر منذ البدء. ويذكره موسى النبي في سفر العدد (الرب طويل الروح وكثير الإحسان، يغفر الذنب والسيئة) (عد 18:14). وكثير نفس الكلام في المزامير (مو15:86). (مز8:145).
ويشرحه المرتل بتفصيل في مزمور 103 فيقول (الرب رحيم ورؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة، لا يحاكم إلي الأبد ولا يحقد إلي الدهر. لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض، قويت رحمته علي خائفيه. كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا كما يتراءف الأب علي الابن يتراءف الرب علي خائفيه لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن (مز103: 8-14).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وطول أناة الله، كانت لتقتاد الناس إلي التوبة.


أم مع طفل غاضب، حزين، تمرد - رسم أمجد وديع


كما قال القديس بطرس الرسول (لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع إلي التوبة) (2بط3: 9). وقال أيضًا في نفس الرسالة (احسبوا أناة ربنا خلاصًا، وكما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس) (2بط3: 15).
فما الذي كتبه القديس بولس؟ لقد قال:
(أم تستهين بغني لطفه وطول أناته، غير العالم أن لطف الله إنما يقتادك إلي التوبة) (رو4:2).
طول الأناة هو فرصة من الله المحب، تقود إلي التوبة وليس إلي الاستهانة والاستهتار. لذلك يقول الرسول بعد عبارته السابقة (ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب. تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة،، الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله) (رو2: 5، 6).
هكذا فعلا للهم فرعون.
أطال الله أناته عليه مرات عديدة. وكما كان يعترف بالخطأ، ويطلب الرحمة ورفع الضربة عنه، كان الرب يرفع الضربة، ويعطيه فرصة للتوبة. فبما استهان بطول أناة الله، ضربه بالغرق مع جنوده في البحر الأحمر.
وأطال الرب أناته علي اليهود مرارًا، وغفر لهم عبادتهم للأصنام ولآلهة الأمم. فلما استهانوا بطول أناته، ودفعهم إلي شبي بابل وأشور وقال لهم (حين تبسطون أيديكم استر عيني عنكم. وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا) (أش15:1).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
الله في محبته، أطال أناته علي الأمم.
الأمم الذين عبدوا الأصنام، واتخذوا لهم آلهة أخري غير الرب. وقال الجاهل منهم في قلبه ليس إله (مز14: 1)..
وأخيرًا جاء ملء الزمان الذي دخل فيه الأمم إلي الإيمان، وطمعت الزيتونة البرية في الزيتونة الأصلية (رو3:11). وقال الرب لتلاميذه (اذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخلفية كلها) (مز15:16).
ظهرت طول أناة الله علي نينوى وعلي يونان.
علي نينوى المدينة الأممية الخاطئة التي كان (يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم) (يون11:4). وبطول أناة الله، وبكرازة نبيه يونان، تاب أهل نينوى، وصاموا وجلسوا في المسوح والرماد،وغفر لهم الله وقبل توبتهم، كما قبل توبة أهل السفينة أيضًا.
وبنفس طول أناة تعامل الرب مع يونان، الذي هرب أولًا من وجه الرب واخذ سفينة إلي ترشيش (يون3:1).
لم يأخذه الرب في وقت خطيئته وهربه.
بل أطال أناته عليه علي الرغم من عصيانه. وأعد له حوتًا عظيمًا ابتلعه ولقنه درسًا، فأطاع أخيرًا. وذهب ونادي لنينوي حتى تاب شعبها وخلص (يون3:3). كل ذلك لأن الله في محبته، لا يشاء أن يموت الخاطئ، بل أن يعطي فرصة لكي يتوب ويرجع فيحيًا (خر23:18).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وهكذا في محبة الله، أطال أناته علي الخطاة.
أطال أناته علي زكا العشار الذي تعجب الناس من أن يدخل الرب إلي بيته وهو رجل خاطئ. ولكن الرب أعلن قائلًا (اليوم حصل خلاص لهذا البيت، إذ هو أيضًا ابن لإبراهيم) (لو9:19). وحدث المثل مع متى العشار، الذي لم يترك فقط مكان الجباية، بل صار واحدًا من الاثني عشر.
وبالمثل أطال أناته علي المرأة السامرية التي كان لها خمسة أزواج، وتابت وكرزت به (يو4). وأطال أناته علي المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين (مر9:16). فتبعته هي التي بشرت التلاميذ بالقيامة.
وأطال أناته علب الابن الضال، الذي كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد (لو15: 24،32).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
با بالأكثر أطال أناته علي شاول الطرسوسي الذي اضطهد الكنيسة بعنف، وحوله إلي رسول عظيم وكارز..
وهذا الذي قال عن نفسه (أنا الذي كنت من قبل مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا..) (1تي13:1). وقال (الخطاة الذين أولهم أنا. ولكني رحمت ليظهر يسوع المسيح في أنا أولًا كل أناة، مثالًا للعتيدين أن يؤمنوا) (1تي1: 15،16)..
وبالمثل أطال الله أناته علي أريانوس وإلى أنصنا في عهد ديوقلديانوس، الذي كان أكثر الولاة تعذيبًا للمسيحيين.. وبطول أناة الله عليه، آمن وصار شهيدًا..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وأطال الله أناته حتى تاب خطاة وصاروا قديسين.
نذكر من بينهم أوغسطينوس الذي تاب وترهب وصار أسقفًا، وكتب تأملات عميقة انتفعت بها الأجيال من بعده، وموسى الأسود الذي تاب وصار أبًا للرهبان، وقدوة في المحبة والوداعة. كذلك مريم القبطية التي تابت من زناها، وصارت من السواح، وباركت زوسيما القس. ويعوزني الوقت إن تكلمت عن جمرة من الخطاة أطال الله أناته عليهم، وقادهم إلي التوبة وإلي القداسة ولعلني أذكر تلك الشجرة التي ما كانت تعطي ثمرًا، وكانت علي وشك أن تقطع. ولكن قلب عنها:
"اتركها هذا السنة أيضًا، حتى أنقب حولها زبلًا. فإن وضعت ثمرًا، وإلا ففيما بعد نقطعها" (13: 8، 9).
هذه أمثلة من طول أناة الله، نضع إلي جوارها أناته علي تلاميذه الاثني عشر، سواء في قلة فهمهم، أو في وضعفهم فما قدروا أن يسهروا معه ساعة واحدة في بستان جثسيماتي (مت26) أو في سؤالهم أكثر من مرة من يكون الأول فيهم والرئيس (مت26:20) (لو24:20). أو في شكوكهم مثل ما فعل توما (يو20) أو في هربهم أثناء القبض عليه وخوفهم واختبائهم أو شكهم في قيامه (مر16).. ولكنه تأني عليهم وصبر، وعالج ضعفهم، وجعلهم قادة للمؤمنين..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:15 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

يظن البعض انه يجد نفسه عن طريق المعرفة.
أو عن طريق حرية المعرفة، أو المعرفة التي يقول عنها الكتاب إنها تنفخ (1كو 8: 1). ويحب الواحد منهم أن يكون مرجعا في المعرفة، يقود غيره في المعرفة ويحاول أن يأتي بفكر جديد، وينسب إليه، ويتميز به، وينفرد به، حتى يقولون "فلان قال..".. ومن هنا ظهرت البدع، لأنها بها ابتدع أناس أفكارًا جديدة ضد التسليم العام..
يظن بها الشخص انه يجد نفسه، كصاحب رأى وفكر وعقيدة، ولا يتضع بالخضوع لتعليم الكنيسة، بل يريد أن يخضع الكنيسة لتعليمة.. وهكذا يضيع نفسه. إنسان آخر يظن أنه يبنى نفسه بالإعجاب بالنفس.

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:16 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإعجاب بالنفس


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...lf-Love-02.jpg

محبة النفس، يحب نفسه

فيكون بارًا في عيني نفسه وحكيما في عيني نفسه".
ويدخل في عيادة النفس. ولا مانع أن يكون الكل مخطئين، وهو وحده الذي على صواب..! وهذا النوع يبرر ذاته في كل عمل وفي كل خطأ. وإن قال له أحد إنه مخطئ، لا يقبل ذلك. ويرفض كل توجيه. وإن عوقب على خطأ، ويملأ الدنيا صراخًا: إنه مظلوم. ولا ينظر إلى الذنب الذي ارتكبه، إنما يدعى قسوة من عاقبه!
وترتبك مقاييسه الروحية والأدبية والعقلية، ويضيع نفسه.
ويمدح نفسه، ويحب أن يمدحه الآخرون. وان مدحوا غيره يستاء! كما استاء قايين، لما قبل الله قربان هابيل أخيه..
والكثير من هؤلاء الذين يقعون في الإعجاب بالنفس، يكون الله منحهم مواهب، ولكنهم في الإضرار بأنفسهم.

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:17 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الحرية

كالشاب في بلاد الغرب: إذا كبر، فلا سيطرة لأحد عليه، لا أبوه ولا أمه في في البيت، ولا مدرسوه في معاهد التعليم. بل يظن أنه يفعل ما يشاء بلا قيد. حتى المبادئ والقيم والتقاليد، ويحب أن يتخلص منها. ويعتبر أنه بهذا يصير حرًا ويجد نفسه. والوجوديون يريدون. في تمتعهم بالحرية - أن ينحلوا حتى من (قيود!) الله ووصاياه. ولسان حال كل منهم يقول "من الخير أن الله لا يوجد، لكي أوجد أنا"!!

https://st-takla.org/Gallery/var/resi...n-Angry-01.jpg
مع طفل غاضب، حزين، تمرد - رسم أمجد وديع

كل هؤلاء يقصدون بالحرية، الحرية، الحرية الخارجية. وليست حرية القلب من الرغبات الخاطئة.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ولا يقصد التحرر من الخطايا والأخطاء، والتحرر من العادات الفاسدة. كل ذلك الذي قال عنه السيد الرب "إن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو 8: 36).
الابن الضال ظن أنه يجد نفسه بالحرية، بتركه لبيت أبيه. ولكنه بذلك أضاع نفسه (لو 15). وكذلك الذين يظنون أنهم يجدون أنفسهم بالحرية في الإدمان والفساد والتسيب واللامبالاة! أو الحرية في الخروج في الخروج من الحصون التي تحميهم، إلى الفضاء الواسع الذي يهلكهم!
العجيب أنه في الحياة الروحية، يظن أنه يجد الحرية في التخلص من (قيود) الإرشاد الروحي!
فلا يستشير الأب الروحي، إلا في الأمور التي يعرف أنه سيوافق عليها. وأما ما يشعر أن سينهاه عنه، فذاك يخفيه! وهكذا يسير حسب هواه، فيضل الطريق.. أو يقول "ابحث عن أب اعتراف آخر.. حقا إن الاستخدام الخاطئ للحرية يضر. وقد أوصل البعض إلى الإلحاد.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
والأخطر من هؤلاء: الذين يعطون أنفسهم الحرية في تفسير الكتاب، وينشرون آراءهم الخاصة كعقيدة!!
فيفسرون الكتاب حسب هواهم. يخضعونه لأفكارهم، بدلا من أن يخضعوا أنفسهم لنصوصه، . ومن أجل هذه وجدت طوائف وكنائس متعددة تتعارض في عقائدها، ووجدت بدع وهرطقات. لأن كل واحد يفسر الكتاب حسبما يريد، ويترجم الآيات أيضًا حسبما يشاء (كما فعل شهود يهوه وأمثالهم). والعجيب أن كل هؤلاء يظنون أنفسهم أكثر معرفة من غيرهم. وهنا تدخل النفس في حرب المعرفة.

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:29 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الحرية

كالشاب في بلاد الغرب: إذا كبر، فلا سيطرة لأحد عليه، لا أبوه ولا أمه في في البيت، ولا مدرسوه في معاهد التعليم. بل يظن أنه يفعل ما يشاء بلا قيد. حتى المبادئ والقيم والتقاليد، ويحب أن يتخلص منها. ويعتبر أنه بهذا يصير حرًا ويجد نفسه. والوجوديون يريدون. في تمتعهم بالحرية - أن ينحلوا حتى من (قيود!) الله ووصاياه. ولسان حال كل منهم يقول "من الخير أن الله لا يوجد، لكي أوجد أنا"!!

https://st-takla.org/Gallery/var/resi...n-Angry-01.jpg
مع طفل غاضب، حزين، تمرد - رسم أمجد وديع

كل هؤلاء يقصدون بالحرية، الحرية، الحرية الخارجية. وليست حرية القلب من الرغبات الخاطئة.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ولا يقصد التحرر من الخطايا والأخطاء، والتحرر من العادات الفاسدة. كل ذلك الذي قال عنه السيد الرب "إن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو 8: 36).
الابن الضال ظن أنه يجد نفسه بالحرية، بتركه لبيت أبيه. ولكنه بذلك أضاع نفسه (لو 15). وكذلك الذين يظنون أنهم يجدون أنفسهم بالحرية في الإدمان والفساد والتسيب واللامبالاة! أو الحرية في الخروج في الخروج من الحصون التي تحميهم، إلى الفضاء الواسع الذي يهلكهم!
العجيب أنه في الحياة الروحية، يظن أنه يجد الحرية في التخلص من (قيود) الإرشاد الروحي!
فلا يستشير الأب الروحي، إلا في الأمور التي يعرف أنه سيوافق عليها. وأما ما يشعر أن سينهاه عنه، فذاك يخفيه! وهكذا يسير حسب هواه، فيضل الطريق.. أو يقول "ابحث عن أب اعتراف آخر.. حقا إن الاستخدام الخاطئ للحرية يضر. وقد أوصل البعض إلى الإلحاد.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
والأخطر من هؤلاء: الذين يعطون أنفسهم الحرية في تفسير الكتاب، وينشرون آراءهم الخاصة كعقيدة!!
فيفسرون الكتاب حسب هواهم. يخضعونه لأفكارهم، بدلا من أن يخضعوا أنفسهم لنصوصه، . ومن أجل هذه وجدت طوائف وكنائس متعددة تتعارض في عقائدها، ووجدت بدع وهرطقات. لأن كل واحد يفسر الكتاب حسبما يريد، ويترجم الآيات أيضًا حسبما يشاء (كما فعل شهود يهوه وأمثالهم). والعجيب أن كل هؤلاء يظنون أنفسهم أكثر معرفة من غيرهم. وهنا تدخل النفس في حرب المعرفة.

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:30 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كيف تبني نفسك

إن كنت تحب نفسك حقا، حاول أن تبنيها من الداخل، من حيث علاقتها بالله، والمحبة التي تربطها بالكل. بأن تنكر ذاتك ليظهر الله في كل أعمالك. وتنكر ذاتك لكي يظهر غيرك. وتصلب ذاتك لكي يحيا الله فيك. وتقول " مع المسيح صلبت، لكي أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل 2: 20). وهكذا تصلب الجسد مع الأهواء والشهوات (غل 5: 24).

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Grape-Vine.gif
الكرمة، شجرة عنب

تقهر ذاتك، وتغلب ذاتك.. وبهذا الانتصار على النفس، تحيا نفسك مع الله. الذي يقودك في موكب نصرته (2كو 2: 14). وهنا تكون المحبة الحقيقية للنفس أما المظاهر العالمية من عظمة وشهرة. لذة ومتعة وحرية خاطئة، فلن توصلك إلى البناء الحقيقي للنفس.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
المهم أن تجد نفسك في الله، وليس في العالم.
تجدها لا في هذا العالم الحاضر، وإنما في الأبدية.
تبنى نفسك بثمار الروح (غل 5: 22، 23). التي تظهر في حياتك. وذلك بأن تكون غصنًا ثابتًا في الكرمة الحقيقية يعطى ثمرًا، والرب ينقيه ليعطى ثمرا أكثر (يو 15: 1، 2).. أي ينقيه من الشهوات والرغبات المهلكة للنفس، التي يجب أن تبغضها لتحيا مع الله، واضعا أمامك قول الرب:
"ومن يبغض نفسه في هذا العالم، ويحفظها إلى حياة أبدية" (يو 12: 25).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وهنا كلمة "يبغض نفسه" تعنى يقف ضد رغباتها، ولا يطاوعها في كل ما تطلب، ولا يجعلها تسير حسب هواها، بل يقمعها ويستعبدها (1كو 9: 27).. حتى بهذا تتطهر من كل دنس. وتكون هذه هي المحبة الحقيقية للنفس.
والعجيب أن هذا النوع يفتخر بنفسه ويقول في تحطيمه للغير: أنا إنسان مقاتل I am a fighter علما بأن الهدم أسهل من البناء. وكما يقول المثل "البئر الذي يحفره العاقل في سنة، يمكن أن يردمه الجاهل في يوم". هناك أشخاص يظنون أنهم يحققون ذواتهم بالحرية.

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:33 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

فيركز كل اهتمامه في هذه الأمور التي يدخلها الرسول تحت عنوان تحت عنوان تعظم المعيشة. وهكذا يفرح بالألقاب والمناصب والغنى. وكلما أضاف إلى نفسه لقبا جديدًا، ظن به أنه أوصله إلى قمة المجد. بينما الفرح الحقيقي هو ببناء النفس من داخل مهما كانت "مشتملة بأطراف موشاة بالذهب ومزينة بأنواع كثيرة".
ليس المجد في أن تكون عظيمًا أمام الناس، إنما في أن تكون "عظيمًا أمام الرب" كما قيل عن يوحنا المعمدان (لو 1: 15). وهنا نتحدث عن الوضع السليم لبناء النفس.

Mary Naeem 17 - 07 - 2013 03:36 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
التيه في الأنشطة


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...usy-People.gif
كليبارت أشخاص مشغولين و يعملون، مشغولية

قد تجد إنسانا كثير الحركة يعمل في أنشطة متعددة، وربما بلا عمق، ويظن أنه يبنى بها نفسه!
يرى أننا نعيش في عصر التكنولوجيا، فينبغي أن يكون هو أيضًا إنسانًا تكنولوجي، يسير مثل الآلة، حركة دائمة بلا توقف، بعضوية في كثير من الهيئات، وفي نشاط دائم لا يعطى له فرصة للصلاة ولا التأمل، ولا الاهتمام بنفسه وروحياته، بلا عمق، مجرد نشاط في كل مكان، له مظهر العامل المجد، ناسيا قول الكتاب:
"كل مجد ابنة الملك من داخل" (مز 44).
وكان الأجدر أن يعطى وقتا وأهمية لروحياته، أنه يضر نفسه بهذه المشغوليات المستمرة، التي قد تتحول عنده إلى هدف، ينسى فيه الهدف الأصلي وهو خلاص نفسه. نوع آخر يحب نفسه محبة خاطئة،

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:15 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المعارضة والصراع


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-Men-Anger.gif
رجال غاضبون، التعامل مع الغضب، علاج الغضب، صراع، عراك

تجد أشخاصًا وكأنهم شعله من النار، في التفكير والحركة والعراك.
لا يقدرون على العمل البناء. فيظنون أنهم يجدون أنفسهم بهدم البناءين.
إنهم يعملون على هدم وتحطيم وغيرهم. لا يسرهم شيء مما يعمله العاملون، فينتقدون كل شيء، ويبحثون عن أخطاء لتكون مجالًا لعملهم من النقد والنقض والتشهير. كأنهم يعرفون ما لا يعرفه غيرهم.. وفي نفس الوقت الذي يحطمون فيه بناء غيرهم، لا يبنون شيئا.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
حياتهم كلها صراع. ويظنون الصراع بطولة.
يرون أنهم أبطال ويفرحون بذلك. ويفتخرون بأنهم هاجموا فلانًا وفلانًا من الأسماء المعروفة. ويقول الواحد منهم إن عنده الشجاعة التي بها "يقول للأعور أنه أعور في عينه". وقد تكون شهوة قلوبهم أن يفقأوا عيون المبصرين، ثم يعيروهم فعلوه بهم!! لهم الطبع الناري. وشهوتهم أن يرتفعوا على جماجم الآخرين! فهم قادرون -في نظرهم- على تحطيم العاملين،ويفرحون بهذا. ولكن الله لا يقبلهم لأن قلوبهم خالية من المحبة. وفي صراعهم يفقدون أنفسهم. وفيما يتخيلون أنهم قد وجدوا أنفسهم، يرون أنهم قد ضيعوها.. كالطفل المشاكس في الفصل، الذي يشعر أنه قد وجد ذاته في معاكسة المدرسين! ويظن ذلك جرأة وشجاعة وقوة وبطولة يبنى بها نفسه التي يحبها. ولكنها محبة خاطئة للنفس.

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:18 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العظمة


هذا النوع يجد نفسه، حينما يصير عظيمًا، بالمقاييس المادية:
وأول من وقع في هذه المحبة الخاطئة للنفس: الشيطان.
وهكذا قال في قلبه "أصعد إلى السموات. أرفع كرسي فوق كواكب الله.. أصعد فوق مرتفعات السحاب، أصير مثل العلى" (أش 14: 13، 14). وانطبق عليه قول الرب "من وجد نفسه يضيعها"، وإذا به قد انحدر إلى الهاوية، إلى أسفل الجب.. ومصيره أسوأ بكثير من سقطته (رؤ 20: 10). لقد ظن أنه يجد نفسه بشهوة العظمة وبهذه الشهوة فقد كل شيء..
وبهذه الشهوة أيضًا أبوينا الأولين، حينما قال لهما وهما في الجنة "تنفتح أهينكما، وتصيران مثل الله، عارفين الخير والشر" (تك 3: 5)
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ووقع في هذه المحبة الخاطئة أيضًا، الذين أرادوا بناء برج بابل

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Tarcaniota.jpg

لوحة للفنان أليخاندرو بوتيشيللي (1444-1510) - صورة رجل: ميشيل مارولو تاركانيوتا


أولئك الذين قالوا "هلم نبن لأنفسنا مدينة، وبرجًا رأسه في السماء. ونصنع لأنفسنا اسمًا، لئلا نتبدد على وجه كل الأرض" (تك 11: 4). فكانت النتيجة أنهم أضاعوا أنفسهم، وبلبل الله ألسنتهم، وبددهم على وجه كل الأرض. فلا بنوا مدينة ولا برجًا..
في شهوة العظمة العالمية، محبة خاطئة للنفس. أما العظمة الحقيقية فيصل إليها الإنسان بالاتضاع، حسب قول الرب "من يرفع نفسه يتضع. ومن يضع نفسه يرتفع" (مت 23: 12).
أما الذي يحاول أن يجد نفسه بالرفعة العالمية، ما أسهل أن يدخل في حروب ومنافسات، قد تضيعه على الأرض. وإن حصل على ما يريد على الأرض، فهذه العظمة الأرضية في الأبدية.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ومن الأمثلة البارزة في هذا المجال: أبشالوم بن داود.
ذلك الذي أحب نفسه محبة خاطئة عن طريق العظمة. فانشق على أبيه داود، وأساء إليه إساءات بشعة، وحاربه بجيش لكي يجلس على كرسيه في حياته، ويحقق لنفسه العظمة بأن يصير ملكًا!! فماذا كانت النتيجة؟ لقد فقد كل شيء، ومات في الحرب وهو خاطئ متمرد، ففقد الأرض والسماء معًا.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
هناك أشخاص لا يجدون أنفسهم بعظمة عالمية، فيحاولون أن يجدوا العظمة بالكلام.
بالمجد الباطل، بالفرح بمديح الناس لهم. وإن لم يجدوا ذلك يمدحون أنفسهم، ويتحدثون عن فضائلهم وأعمالهم المجيدة لكي ينالوا مجدًا من الناس.
وعكس هؤلاء كان القديس يوحنا المعمدان، الذي كان يخفى نفسه ليظهر المسيح، ويقلل من من شأن نفسه ممجدًا سيده المسيح، قائلًا "ينبغي أن ذاك يزيد، إنى أنا أنقص" (يو 3: 30)،وبهذا الاتضاع ارتفع يوحنا المعمدان. وقال عنه السيد الرب إنه أعظم من ولدته النساء (مت 11: 11).
حقا ما أجمل ما نقوله عن الرب في القداس الإلهي:
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
"الساكن في الأعالي، والناظر إلى المتواضعات".
إن حروب العظمة في ضيعت كثيرين، والأمثلة كثيرة. هناك نوع آخر من المحبة الخاطئة للنفس، يظن بها البعض أنهم يبنون أنفسهم، فيضعونها، ذلك هو أسلوب المعارضة والصراع.

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

لوحة بارانويا - الخوف


شخص لا يستطيع أن يمتع نفسه ماديًا، فيسبخ في تصورات إسعادها بالفكر، يلذذ نفسه بالفكر والخيال.
ويسعد نفسه بما يسمونه: أحلام اليقظة.
فكل ما يريد أن يمتع نفسه من أمور العالم، يغمض عينيه ويتخيله.. ويؤلف حكايات وقصصا، عن متعة لا وجود لها في العالم الحقيقة.. ويقول لنفسه سأصير وأصير، وأعمل وأتمتع.. وقد يستمر في هذا الفكر بالساعات، وربما بالأيام، ويستيقظ لنفسه، فإذا به في فراغ. وقد أضاع وقته..!
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
إن المحرومين عمليا، يعوضون أنفسهم بالفكر.
دون أن يتخذوا أي إجراء عملي بناء، يبنون به أنفسهم. وكما يقول المثل العامي "المرأة الجوعانة تحلم بسوق العيش". مثال ذلك تلميذ، لم يستذكر دروسه، ولم يستعد عمليا للامتحان. وإنما يجلس إلى جوار كتبه، ويسرح في الخيال: يتخيل أنه نجح بتفوق كبير، وانفتحت أمامه جميع الكليات، صار وارتفع وارتقى وتخرج.. ثم يصحو إلى نفسه، فيجد أنه أضاع وقته، وأضاع نفسه. ويقف أمامه قول الرب "من وجد نفسه يضيعها".
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
إن المتعة بالخيال، قد تكون أقوى من المتعة الحسية.
لأن الخيال مجاله واسع، لا يقف عند حد. وبتصورات لا يمكن أن تتحقق في الواقع، . ويكون سعيد بذلك سعادة وهمية. وكثير من المجانين ويقعون في مثل هذا الخيال الذي يشبعون به أنفسهم، ويجدون به أنفسهم في مناصب ودرجات وألقاب. والفرق بينهم وبين العاقلين، أنهم يصدقون أنفسهم فيما يتخيلونه. ويصيبهم نوع من المرض يسمى البارانويا، وحكاياته كثيرة..
إنه خيال يظن به هذا النوع من الناس أنهم يجدون أنفسهم، بالإشباع الفكري والمتعة الخيالية، والأحلام والأوهام.. هناك نوع ثالث يظن أن يبنى ذاته بالعظمة.

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المحبة الجسدانية

هذه التي قال عنها الرسول " شهوة الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة" (1يو 2: 16).. وقال إنها جزء من محبة العالم الذي يبيد وشهوته معه..
إنها المحبة الخاصة باللذة والمتعة والرفاهية.
لذة الحواس، التي تقود إلى الشهوة وإلى الخطية. والتي جربها سليمان الحكيم، وقال فيها "ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما" (جا 2: 10). وقال في تفصيل ذلك "عظمت عملي. بنيت لنفسي بيوتا، غرست لنفسي كروما. عملت لنفسي جنات وفراديس.. جمعت لنفسي أيضًا فضة وذهبا، خصوصيات الملوك والبلدان اتخذت لنفسي مغنين ومغنيات، وتنعمات بنى البشر سيدة وسيدات. فعظمت وازددت أكثر من جميع الذين كانوا قبلي في أورشليم" (جا 2: 4-9).
فهل هذه المتعة نفعت سليمان أم أضاعته؟

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...rd-Lust-01.gif


كلمة الشهوة باللغة العربية والإنجليزية

إنه لم ينتفع بها، بل وجد أن كل ما عمله "الكل باطل وقبض الريح، ولا منفعة تحت الشمس" (جا 2: 11). بل هذه الرفاهية وهذه المتعة الجسدانية أضاعت سليمان. ويقول الكتاب في ذلك "وكان في زمان شيخوخة سليمان، أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى. ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهة كقلب داود أبيه" (1مل11: 4). وتعرض لعقوبة شديدة من الرب عليه.. وتمزقت دولته.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ومثال سليمان أيضًا الغنى الغبي:
أراد أن يبنى ذاته بمحبة مادية، عن طريق الاتساع في الغنى والمتعة الأرضية، فقال "أهدم مخازني، وأبنى أعظم منها، وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفسي لك خيرات كثيرة لسنين عديدة. استريحي وكلى واشربي وافرحي". فهل تمكن بهذا من تحقيق ذاته وبناء نفسه ؟ كلا، بل قال له الله "يا غبي، في هذه الليلة تطلب نفسك منك. فهذه التي أعدتها، لمن تكون؟!" (لو 2: 16-20) إنها ليست محبة حقيقة للنفس، التي تأتى عن طريق اللذة والمتعة.
ولهذا قال الرب إن من يحب نفسه يهلكها، أي الذي يحبها خاطئة تقودها إلى المتعة الجسدية أو إلى شهوات العالم، فإنه يهلكها فيما يظن أنه قد وجد حياته،

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المحبة الخاطئة للنفس


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...lf-Love-02.jpg

محبة النفس، يحب نفسه


كل إنسان يحب نفسه، ولا يوجد أحد لا يحب نفسه.
ومحبة النفس ليست خطية، إن كانت محبة روحانية.
والسيد الرب لما قال إن الوصية الأولى والعظمى هي "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك" قال بعد ذلك "والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك" (مت 22: 37-39). أي أن أعظم مستوى تحب به القريب، هو أن تحبه كما تحب نفسك..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
غير أن هناك محبة للنفس، وقال عنها الرب:
"من وجد حياته يضيعها. ومن أضاع حياته من أجلى يجدها" (مت 10: 39).
فكيف نفرق بين الوصيتين؟ وما معنى " من وجد حياته يضيعها "؟
الحل هو أن هناك شيء يسمى حروب الذات، أو عبادة الذات، التي يتمركز فيها الإنسان حول نفسه أريد أن أبنى نفسي، أن أحقق ذاتي، أن أرفع ذاتي..
وهناك طرق خاطئة يلجأ إليها الإنسان في بناء ذاته فتضيعه.
فما هي هذه الطرق، التي بها يحب الإنسان نفسه محبة خاطئة.

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:24 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أنواع أخرى من المحبة الضارة


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...attered-01.gif
امرأة تشعر بالإطراء

* منها مريض يحب أسباب مرضه، فيضر نفسه.
كمريض بالسكر يحب الحلويات، أو مريض بالكلسترول يحب الدهنيات، أو مريض بالضغط يحب المكيفات.أو إنسان يحب المخدرات ولا يقدر على الامتناع عنها. وكل هؤلاء يضرون صحتهم أشد الضرر.
وبالمثل كل من يقع في محبة تضره.
فهو الذي يضر نفسه دون أن يضر غيره.
نعم، إن كثيرين لا يحبون لأنفسهم الخير. وقد يحبون أنفسهم بطريقة تجلب لهم الضرر. كإنسان من محبته الخاطئة لنفسه يكثر من الافتخار ومديح نفسه بطريقة تنفر الناس منه.. أو إنسان من محبته للمال، ويكنزه وينمى رصيده بأسلوب يبخل به على نفسه وعلى المحيطين به، فيضر نفسه ويضرهم..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
* وربما إنسان يحب شخصا، فيضيع سمعته.
أما بالالتصاق به في كل مكان، مما يسبب له حرجا، ويتقول الناس عن هذه العلاقة، أو يشيع أن له تأثيرا عليه أو بمحبته له يجعله يوافق على أي شيء!!
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وهناك محبة أخرى للمرضى تضرهم..
إما ببقاء مدة طويلة إلى جوارهم في التحدث معهم، وهم صحيًا في حاجة إلى راحة.. أو عدم إعطائهم فرصة للاتصال بالله أثناء مرضهم.. أو بخداعهم في نوع مرضهم، فلا يهتمون بأبديتهم وربما يلزمهم من توبة.. أو يقدم متع لهم أثناء مرضهم يمكن أن تضرهم..

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
التدليل


https://st-takla.org/Gallery/var/resi...r-Child-01.jpg
أم وطفلة

وكثيرا ما يحدث في محيط الأسرة، وله أضراره العديدة.
ومنه الشفقة الزائدة، والإنفاق الزائد على الحاجة، وتقديم أنواع المتع العديدة وعدم فرض عقوبة مهما كان الذنب. أو تكون العقوبة نوعًا من التوبيخ الهادئ جدًا الذي لا يمكن أن يردع أحدًا، فيستمر الخطأ. كما حدث مع عالي الكاهن وأولاده، حتى فسدوا، وعاقبه الله عقوبة شديدة.. (1صم 2: 22 - 24) (1صم 3: 12 - 14).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وقد يصل تدليل الأم لابنها، أنها لا تغطى على أخطائه.
لا تجرؤ أن توبخه، حتى لا تجرح شعوره. وفي نفس الوقت تغطى على أخطائه أمام أبيه، حتى لا يعاقبه.. بل قد تدافع عنه بالباطل. وهكذا يفسد الابن، ولا يجد من يؤدبه ويربيه..
إن الأم هنا تحاول أن تكسب صداقة ومحبة ابنها بطريقة خاطئة.
بلون من المحبة الضارة به، والتي قد تضر الأم نفسها بعد حين، وتقاسى في المستقبل من سوء سلوك إبنها. كما أنه غالبا ما يفشل مثل هذا الابن المدلل في حياته العملية وفي حياته الزوجية. ويتعود التدليل ويطلبه في كل مجال يعيش فيه..!
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ومن مظاهر التدليل أيضًا الحرية الضارة.
إذ يمنح المدلل -باسم المحبة- حرية بغير حدود، وبغير حرص، وبغير قيادة، يمكن أن توقعه في أخطاء عديدة تصعب معالجتها.. وقد يكون التدليل في غير محيط الأسرة..
مثل موظف مدلل من رؤسائه..
يعطى مسئوليات أو سلطات أعلى من مستواه، أو يأخذ امتيازات ومنحا فوق ما يستحق.. ويصدق رؤساؤه كل ما يرفعه من تقارير، ربما ضد زملائه، ويوافقونه على كل رأى واقتراح. فيفسد العمل، يفسد الموظف، ويتعب الزملاء..!

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:31 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الحنان الجسداني


https://st-takla.org/Gallery/var/resi...r-Child-01.jpg
أم وطفلة

ونقصد بها الشفقة على الجسد التي تضر الروح.
كأم تشفق على ابنها فتمنعه من الصوم، حرصا على صحة جسده. وقد تصل إلى أب اعترافه و، تطلب إليه أن يمنع ابنها عن الصوم.. وبنفس الأسلوب تمنعه عن كل نوع من النسك. وتقدم له من الأطعمة الدسمة، ما قد يضره صحيا أيضًا، ويجر عليه السمنة وكل مضاعفاتها..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وللأسف قد تقع الكنيسة في نفس الخطأ. وبنفس (الحنان) تقصر الأصوام والقداسات.
حتى أن الأصوام انتهت تقريبا عند بعض الكنائس! وأصبح الصوم الاستعداد للتناول شيئًا تافها. وقصرت القداسات.. وفي بعض الكنائس يصلون وهم جلوس ففقدوا الخشوع اللائق بالصلاة..
كل ذلك بسبب حنان خاطئ وضار، ويخشون فيه على الجسد من التعب.. بينما لا يهتمون أثناء بالروح وما تقويها..

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:43 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
محبة الشهوة


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...rd-Lust-01.gif
كلمة الشهوة باللغة العربية والإنجليزية

قد تتركز المحبة في الجسد، وتتحول إلى شهوة. أو يسميها البعض حبًا، وهو شهوة.
وفى كلا الحالتين تضر نفسها، وتضر من تحبه أيضًا. سواء الضرر الروحي، وأما يصاحبه من أضرار أخرى. مثال ذلك محبة شمشون الجبار لدليله (قض 16: 4)، وما جرته عليه من ضياع.. إذ كسر نذره، وقبض عليه الفلسطينيون وأذلوه وقلعوا عينيه.. وأكثر من هذا كله إن الرب فارقه (قض 16: 19-21).
ومثل شمشون ودليلة، كذلك داود وبتشبع.
هذه الشهوة أو المحبة الجسدية، قادت داود إلى الزنى والقتل، وجرت عليه عقوبة شديدة من الله (2صم 12: 7-12).

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:44 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
محبة الاستحواذ


وهى المحبة التي تحبس محبوبها في حيزها الخاص.
كالأم التي تمنع ابنها من سفر بعيد يفيده جدًا، لأنها تريده إلى جوارها وبهذا تضره وتضيع مستقبله بسبب محبتها الضارة. هذا من الناحية العلمانية، ومن الناحية العلمانية، ومن الناحية الروحية قد تقف بشدة في طريق تكريسه.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وكذلك قد تفعل الزوجة أيضًا، لأنها تريده لها وحدها.
وما أكثر ما تحدث أمثال هذه المشاكل في محيط الزوجية، أو الحياة العائلية بصفة عامة.. وهنا تتصف (المحبة) الضارة بالأنانية الواضحة..


https://st-takla.org/Gallery/var/resi...ir-Dar-063.jpg



مثل الزوج الذي تدعوه أنانيته في محبته إلى التضييق على زوجته، في الدخول والخروج، وفي الكلام وفي الابتسام، في الزيارات وفي اللقاءات.
كمن يحبس عصفورًا في قفص، ويمنعه من الطيران، ليصير له وحده..
يتأمله وحده، ويغنى العصفور له وحده! ولا تهمه حرية العصفور في شيء ويحدث أن مثل هذه المحبة الضارة تتصف بالعصبية وربما بالعنف كذلك. ويجمع الرجل بين نقيضين: الحب والقسوة!!
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ومحبة الاستحواذ قد توجد عند المرأة، وتصيبها بالخوف والشك والقلق..
وفي نفس الوقت تضر الرجل بمحبتها، فتضيق عليه الخناق أيضًا، وتكثر من أسئلتها وتحقيقاتها حول مواعيده ومقابلاته وعلاقاته، بطريقة تصيبه بالضجر والضيق النفسي،وكل ذلك باسم الحب.
وكما يضغط الرجل على المرأة بالعنف في محبته الضارة، قد تضغط المرأة على الرجل (زوجا كان أو ابنًا) بالدموع والمرض والحزن المتواتر..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ومحبة الاستحواذ قد توجد أيضًا في محيط الأصدقاء.
فيضيع الشخص وقت من يحبه. وبسبب المحبة يشغل وقته. وكثيرًا ما يؤثر ذلك على دراسته أو عمله، فيضره بمحبته.. أو باسم المحبة يريده أن يتحيز له، فيصادق من يصادقه، ويعادى من يعاديه. وهكذا يضره من جهة علاقاته ومن جهة روحياته كذلك..

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:46 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المحبة غير العادلة

https://st-takla.org/Gallery/var/resi...-n-Leah-01.jpg
صورة لوحة يعقوب يقابل راحيل و ليئة، الفنان رافاييل سانزيو

مثالها مشكلة قميص يوسف الملون
لقد أحب أبونا يعقوب ابنه يوسف "أكثر من سائر بنيه، لأنه ابن شيخوخته فصنع له قميصًا ملونًا" (تك 37: 3). فماذا كانت نتيجة هذه المحبة غير العادلة؟ يقول الكتاب "فلما رأى أخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميع أخوته، أبغضوه ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام" (تك 37: 4) ومعروف ما أصاب يوسف من ضرر على أيدي أخوته..
كذلك من أمثلة المحبة الضارة، محبة يعقوبلراحيل أكثر من ليئة.
وهكذا دخلت هاتان الأختان في صراع حول محبة الزوج وإنجاب البنين، حتى قالت ليئة في بعض الأوقات "مصارعات الله قد صارعت أختي" (تك 30: 8). بل إنها في إنجاب بنيها، قالت عبارات تدل على حالتها النفسية مثل "إن الرب قد نظر إلى مذلتي إنه الآن يحبني رجلي"، "إن الرب قد سمع إني مكروهة، فأعطاني هذا أيضًا"، "الآن هذه المرة يقترن بي رجلي" (تك 29: 31-34).
محبة ضارة أخرى، وهى محبة الاستحواذ.

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:49 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تسهيل الشر


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Half-Heart.gif
!

في يوم من الأيام رجع الملك آخاب حزينًا إلى بيته، إذ كان له شهوة في الاستيلاء على حقل نابوت اليزرعيلى، فساعدته زوجته الملكة إيزابل على تحقيق رغبته الخاطئة.
شرحت له كيف يدبر مؤامرة يتهم فيها نابوت ظلما بأنه جدف على الله، ويحكم عليه بالرجم، ثم يرث حقله.
وتمت المؤامرة بشهود زور. وورث آخاب الحقل.. وحققت إيزابل وعدها لآخاب: "أنا أعطيك كرم نابوت اليزرعيلى" (1مل 21: 7)..
وكانت محبة ضارة تسببت في هلاك آخاب.
وأرسل الله إليه إيليا النبي قائلًا "هل قتلت وورثت أيضًا؟.. في المكان الذي لحست فيه الكلام دم نابوت، تلحس الكلاب دمك أيضًا" (1مل 21: 19).
ومثل هذه المحبة الضارة تسهيل كل إجراء غير شرعي:
مثل تسهيل زواج غير شرعي، أو طلاق خاطئ، أو تزويج مطلقين ضد تعليم الكتاب..
ومثله أيضًا طالب يغشش زميله في الامتحان بدافع من الشفقة والمحبة!! أو يكتب شهادة مرضية وهمية.. أو صديق يشهد شهادة زور تأييدا لصديقه.. أو محاسب يساعد ممولا على اختلاس حقوق الدولة في الضرائب.. أو أستاذ باسم الرحمة أو المحبة يخفض المقرر لتلاميذه، ويقدم لهم في الامتحان أسئلة تافهة، لكي ينجحوا ولم ينالوا من العلم شيئا. ويكون قد أضر بهم علميا، وأعطاهم ما لا يستحقون..

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:51 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المديح الضار


لقد أعجب الشعب بالفتى داود في انتصاره على جليات الجبار. وهتف النسوة قائلات في إعجاب "ضرب شاول ألوفه، وداود ربواته". وكان هذا المديح سبب غيرة سبب غيرة شاول الملك وحسده وحقده على داود. وفي ذلك يقول الكتاب "فاحتمى شاول جدًا، وساء هذا الكلام في عينيه. وقال: أعطين داود ربوات، وأما أنا فأعطينني الألوف. وبعد فقط تبقى له المملكة" (1صم 18: 7، 8).

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Tarcaniota.jpg


وكان مديح النساء لداود سب تعب لداود سبب تعب لداود، إذ عمل شاول الملك على قتله..
طارده من برية على برية إلى برية. وعاش داود مشردا مستهدفا طول فترة حياة شاول كلها. لأن المديح الذي مدحته به النساء لم يكن بحكمة، وصادف مشاعر رديئة عند الملك.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
مثال آخر: مديح الشعب لهيرودس.
لبس هيرودس الحلة الملوكية، وجلس على عرشه يخاط الشعب. فصرخ الشعب هذا صوت إله لا صوت إنسان" (أع 12: 22). وصادف هذا الهتاف كبرياء دفينة في قلب الملك، فلم يعتف منه. لذلك ضربه ملاك الرب في الحال، لأنه لم يعط مجدًا لله، فأكله الدود ومات..
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ويماثل المديح الخاطئ في ضرره، الدفاع عن الأخطاء.
إنسان تدافع عن أخطائه -بدافع من الحب الخاطئ له- يجعله ذلك يثبت في أخطائه. وقد يؤدى ذلك إلى هلاكه..!
وقد يحدث هذا في جو الأسرة والأصدقاء، أو في تملق الملوك والزعماء. كما حدث أيضًا في المجال الديني من أتباع الهراطقة والمبتدعين.
لولا دفاع الهراطقة عنهم، والتفافهم حولهم ن ما نما خطرهم وهلكوا..
ويحدث هذا مع اتباع أي شخص، حينما يؤلهونه أو يعصمونه من الخطأ، ويدافعون عنه بكل قوة، . فيستمر في الخطأ ويهلك.
إنها محبة خاطئة، بل محبة ضارة. سواء كانت عن ثقة واقتناع، أو عن تملق رخيص.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
إن الأنبياء الكذبة لما تملقوا آخاب ملك إسرائيل، تسببوا في موته.
كان خارجا للحرب ضد الأراميين. وكان يسأل الأنبياء: هل سيكون الله معه وينتصر أم لا؟ وميخا النبي تنبأ له بالصدق إنه إن حارب سينهزم. بينما الأنبياء الكذبة مدحوا الملك وبشروه بالانتصار "وَعَمِلَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ لِنَفْسِهِ قَرْنَيْ حَدِيدٍ وَقَالَ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: بِهذِهِ تَنْطَحُ الأَرَامِيِّينَ حَتَّى يَفْنَوْا»" (سفر الملوك الأول 22: 11). وأطاع ملك إسرائيل كلام أولئك المادحين، وخرج للحرب. وانهزم ومات (1مل 22: 37 - 39).

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الأسلوب الخاطئ في المحبة


https://st-takla.org/Gallery/var/resi...birthright.jpg

فاحتقر عيسو البكورية - تكوين 25: 34


لا يستطيع أحد منا أن ينكر محبة الأم، حتى أنه يضرب بها المثل في الحنان وفي العمق. ومع ذلك يمكن أن أما تحب ابنها بطريقة ضارة!
لقد أحبت رفقة ابنها يعقوب بطريقة ضارة.
كانت تريده ينال بركة أبيه إسحق قبل أن يموت. والمفروض أن عيسو كان البكر الذي ينال البركة. فدبرت رفقة حيلة يخدع بها يعقوب أباه إسحق (الضرير وقتذاك) مدعيا أنه عيسو! ولما أدرك يعقوب خطورة هذا الخداع، وخاف أن يكشف الأمر فخدعه، فقال لأمه في خوف "فأجلب على نفسي لعنة لا بركة". أجابت أمه "لعنتك على يا ابني. اسمع لقولي" (تك 27: 6 - 13).. وسمع لقولها، وخدع أباه، فماذا كانت النتيجة؟!
لقد أضرته أمه بمحبتها. وكما خدع أباه، دخلت الخديعة إلى حياته!!
فخدعه خاله لابان، وزوجته ليئة بدلًا من راحيل (تك 29: 25). واضطر أن يتزوج الاثنتين وقاسى من تنافسهما وغيرتهما الواحدة من الأخرى. وخدعه خاله أيضًا فغير أجرته عشر مرات (تك 31: 41)،.وخدعه أولاده. قالوا له إن وحشا افترس ابنه يوسف، وأروه قميص يوسف بعد أن غمسوه في الدم. فناح عليه وبكى "ورفض أن يتعزى" (تك 37: 31-35). وأخيرًا لخص يعقوب حياته بقوله لفرعون "أيام سنى غربتي.. قليلة وردية" (تك 47: 9).
ونال يعقوب جزاء طاعته لمحبة أمه الضارة.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
* لعل من أساليب المحبة الضارة بأسلوب الطريق الخاطئ:

الأخطاء الخاصة بالتزويج: إما الإسراع بالتزويج قبل النضوج، أو قبل التوافق.. أو اختيار زوج تطن فيه الم بكل الحب أنه صالح لابنتها، فتدفعها إلى الزواج به دفعا. ويكون في ذلك ضرر لها كل الحياة..

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:54 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
محبة تسبب ضررًا


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Antioch-01.jpg
تصور إستشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكي الثيوفوروس

لا شك أن المحبة هي الفضيلة الأولى في المسيحية. وقد جعلها السيد المسيح علامة للمسيحيين فقال "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، عن كان لكم حب بعضكم نحو بعض" (يو 13: 35). والقديس بولس فضل المحبة على الإيمان والرجاء فقال "هذه الثلاثة، ولكن أعظمهن المحبة" قال "إن المحبة لا تسقط أبدا" (1كو 13: 13، 8).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ومع ذلك فقد توجد محبة ضارة. ويذكرنا هذا بقصة استشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكى، حين أحضروه إلى رومية، لكي يلقى إلى الأسود الجائعة فتأكله. فلما عرف ذلك المسيحيون في رومية، أرادوا أن يخطفوه لينقذوه من الموت، فأرسل لهم القديس أغناطيوس رسالة روحية مؤثرة، منعهم من ذلك قائلا:
"أخشى أن محبتكم تسبب لي ضررًا".
لقد وصل إلى نهاية المطاف في غربته في هذا العالم، وعما قليل سينال إكليل الشهادة ويصل إلى الفردوس ولكنهم بخطفهم له -ولو بعامل المحبة- سيعطلون مسيرته عن الوصول إلى تلك المتعة الروحية، التي تنتظره بعد الاستشهاد.. فتكون محبتهم له ضارة روحيا.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ولعل من أسباب المحبة الضارة، أن تكون بغير حكمة، أو بعيدة عن الروح، أو تتصف بالذاتية، أو متعارضة مع محبة الله.

Mary Naeem 18 - 07 - 2013 03:58 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المحبة في مجال الخدمة


كذلك المحبة الروحية تظهر عمليًا في مجالات الخدمة.
تظهر في تعب الرعاية والافتقاد والتعليم في الأسفار والسهر وحل مشاكل الناس والتعب في الإقناع، وفي الصبر، أما الذي لا يحتمل كل هذا، فلا تكون محبته عملية.
انظر إلي بولس الرسول ومحبته لملكوت الله، كيف يقول: {بل في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام الله، في صبر كثير، في شدائد في ضرورات في ضيقات، في ضربات في سجون في اضطرابات، في أتعاب في أسهار في أصوام.. في محبة بلا رياء.. بمجد وهوان، بصيت دري وصيت حسن..} {2كو6: 4-8}.. وهكذا كانت محبته لله وملكوته عملية.. ولم يكتف بأن يصلي {ليأت ملكوتك}...
إننا -كتعليم الكتاب- ننادي بالإيمان والأعمال معًا.


https://st-takla.org/Gallery/var/resi...-to-Church.jpg

خادم مدارس أحد يأخذ بعض الأطفال للكنيسة


فالإيمان بدون أعمال ميت {يع2: 17،20}. وأما الإيمان المقبول عند الله، فهو الإيمان العامل بالمحبة {غل6:5}.
والمحبة شجرة ضخمة، لها ثمارها الشهية، ومن ثمارها تعرفونها {مت20:7}.

فما هو ثمر المحبة يظهر في حياتنا العملية، من نحو علاقتنا بالله والناس؟
ما هي محبتنا العملية نحو الخطاة، ونحو المحتاجين؟
هل نحتقر هؤلاء الخطاة ونبعد عنهم، أم نوبخهم وننتهرهم؟ أم نقودهم بوداعة إلى التوبة، حسبما قال الرسول "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا، اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6: 1). وهكذا في محبة شفع إبراهيم في سادوم (تك 18) وشفع موسى في الشعب (خر 32).
لابد من جهاد لأجل الساقطين، لكي يعودوا إلى الله، كما قال داود النبي في المزمور "لا أدخل إلى مسكن بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطى لعيني نومًا، ولا لأجفاني نعاسًا، ولا راحة لصدغي، إلى أن أجد موضعا للرب ومسكنا لإله يعقوب" (مز 132).
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
لتكن محبتنا أيضًا للفقراء محبة عملية.
فلا نكتفي بمجرد مشاعر الإشفاق، أو بإلقاء العظات وكتابة المقالات عن ذلك، وإنما نعطى حتى من أعوازنا (لو 21: 4). ولعل من أبرز الأمثلة القديس سرابيون الذي باع إنجيله وأعطى ثمنه لفقير. ورأى فقيرا آخر عريانا فأعطاه ثوبه. وعاد إلى قلايته بلا إنجيل ولا ثوب. فلما سأله تلميذه أين إنجيله؟ أجابه القديس قائلا: لقد كان الإنجيل يقول لي "بع كل مالك وأعطه للفقراء" (مت 19: 21). ولما لم يكن عندي شيء أملكه سوى الإنجيل، فقد بعته وأعطيت ثمنه للفقير..


الساعة الآن 09:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025