منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:45 PM

الحذاء الحديدي

https://files.arabchurch.com/upload/i...1088062728.jpg
ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيرًا فيُعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام ( عب 12: 11 )

قرأت قصة واقعية، حدثت من عشرات السنين، تحكي أحداثها عن امرأة ولدت ابنًا بعيب خَلقي، وهو أن عظام قدمه اليُمنى بها بعض الالتواء، مما يصعِّب حركة الطفل.
وإذ لاحظت الأم ذلك على طفلها، فما كان منها إلا أن أخذته للطبيب المتخصص آنذاك.
فطلب منها الطبيب أن تُلبس ابنها ـ في قدمه المُصابة بالطبع ـ ما يُشبه حذاءً حديديًا، وأن تُبقيه في قدم طفلها سنة كاملة، مما يكون له أثرًا طيبًا على عظام قدمه الغضة.
لكنه حذرها من أن تخلع عنه هذا الحذاء قبل الميعاد المحدد.
وبالفعل اتَّبَعت الأم تعليمات الطبيب بحذافيرها.
ولأن الحذاء الحديدي ثقيل للغاية، فهو مؤلم بالطبع لطفل صغير، فما كان منه إلا أن أخذ يصرخ ويصرخ طالبًا من الأم أن تنزع عنه هذا الحذاء الثقيل، الذي لا طاقة له به.
إلا أن الأم رفضت هذا الطلب بكل إصرار وتحدي.
ويومًا بعد يوم يزداد الطفل صراخًا، والأم على موقفها ثابتة، رافضة الاستجابة لتوسلاته ودموعه.
وبعد أن انتهت المدة المحددة، خلعت الأم عن طفلها الحذاء المؤلم، لكن كان قد تحقق القصد المرجو منه، فالعظام الملتوية عادت إلى الوضع الطبيعي، وأصبحت القَدَم اليمنى سليمة لا تؤلمها الحركة، ولا يوجعها الركض والوثب وقفزات الطفولة.

عزيزي القارئ .. أيهما كان الأفضل لطفل قصتنا، أن تستجيب الأم لصراخه وتوسلاته وتخلع عنه الحذاء الحديدي، وتُريحه من ألم مؤقت، أم أنها تفعل ما فعلته بأن تجاهلت صرخاته، إذ كانت تبغي راحته طوال عمره القادم؟

أثق صديقي أنك تشاركني الرأي، أن الأم فعلت الأفضل، بكل تأكيد، حتى وإن كان الطفل لا يعرف ذلك.

عزيزي .. أ ليس هذا عينه ما يحدث معك ومعي في أحيانٍ كثيرة، عندما يسمح لنا الإله الحكيم المُحب بجُرعات من الألم، لا تستغرق إلا وقتًا محددًا وجيزًا؟
بلى، فكم من مرات صلَّينا وصرخنا، بكينا وتوسلنا أن يرفع الرب عنا ألمًا نعانيه، أو ظروفًا تضغطنا.
لكن إلهنا الحكيم رفض الاستجابة لنا وأبقى الألم ليأخذ مجراه.


عزيزي .. لم يكن الحذاء الحديدي قسوةً، لكنه كان حبًا وعطفًا.
وإن كانت ظروفنا تبدو مؤلمة موجعة، إلا أنها سرعان ما تنتهي، وعندئذٍ نكتشف روعة القلب المحب الحاني، ونعظم حكمة عَلَت على إدراكنا.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:45 PM

عطية الله

https://files.arabchurch.com/upload/i.../368553093.jpg

لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومَن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا ( يو 4: 10 )

جلس شخص مُتعب على بئر يعقوب بعد أن ترك أرض الفريسيين، وكان هذا الإنسان هو يسوع، يسوع الذي جاء إلى خاصته ليخلِّصهم من خطاياهم، ولكنهم لم يقبلوه.

جلس هذا المجيد على البئر مُتعبًا، وأتت إليه امرأة ومعها جرَّتها، امرأة يحتقرها الفريسيون المتكبرون. لم تكن هذه المرأة مرذولة فقط بل بائسة وعائشة في خطية عَلَنية فاضحة.
لم تكن لتدرك وهي ذاهبة إلى البئر أنها أصبحت على وشك أن توجد في حضرة مَنْ رأى كل ما عملته. وصلت هذه المرأة إلى البئر ودُهشت لأن يسوع وهو يهودي يطلب منها أن تعطيه ليشرب.
«أجاب يسوع وقال لها: لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومَنْ هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا». لم يَقُل لها ”لو لم تكن خطاياكِ بهذا المقدار“، ولم يَقُل لها لو أصلحتِ نفسك وأصبحتِ امرأة مقدسة، لأعطيتك الماء الحي. كلا، لقد بيَّن لها أنه يعلم جميع ما عملته، وفي الوقت نفسه أظهر لها الرأفة والمحبة والنعمة التي مكَّنته من أن يملك قلبها، لا بل ويجدد نفسها.

أعلن المسيح شخصه لها فتركت جرَّتها، ودخلت المدينة والمسيح يملأ قلبها لدرجة أنها نسيت ما يصيبها شخصيًا من العار، ونادت قائلة: «هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت. أَلعل هذا هو المسيح؟».

قارئي العزيز:
تأمل فيما تعنيه هذه الكلمات: «لو كنتِ تعلمين عطية الله ..».
هل هذا هو الشيء الوحيد الذي تحتاجه هذه الخاطئة؟ نعم. ليس من شك في ذلك لأن يسوع هو الذي قال هكذا. ومهما كانت حالتك، فإن أول ما تحتاج إليه ليس هو شفاعة القديسين ولا مجهودات بشرية في طريق الإصلاح، بل أن تعرف عطية الله.

هل تسأل قائلاً مَن هو، وما هي عطية الله؟ إن عطية الله هي نفس الشخص الذي قابل تلك المرأة السامرية الخاطئة، يسوع المسيح ابن الله «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل (أي أعطى) ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 )، «وأما هِبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا» ( رو 6: 23 ).

ويا لُعظم نعمة الله إذ يقدم لك هذه العطية مجانًا!
فهل تقبلها بالإيمان الآن؟ http://www.arabchurch.com/forums/images/icons/icon7.gif

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:46 PM

أَبَفرَاس وخدمة الصلاة

https://files.arabchurch.com/upload/i.../785031162.gif

يُسلم عليكم أَبَفراس، الذي هو منكم، عبدٌ للمسيح، مجاهدٌ كل حينٍ لأجلكم بالصلوات ( كو 4: 12 )

الطريقة التي يُذكر بها اسم أبفراس في العهد الجديد جديرة بالالتفات لأنه مع أن الإشارة إليه مختصرة جدًا، إلا أنها مشحونة بالمعاني. ويظهر أن أبفراس هو صورة مضبوطة للرجال الذين نحن في مسيس الحاجة إليهم في وقتنا الحاضر. فأتعابه كما يدوّنها الوحي يظهر أنها لم تكن لها الصورة الخارجية الخلابة، بل لم تكن ظاهرة أمام عيون الناس ولا معرَّضة لمديحهم.
ومع ذلك فقد كانت أتعابًا ثمينة لا تُقدر قيمتها. أتعابًا في المخدع داخل الأبواب المغلقة. أتعابًا في المقادس. أتعابًا يصبح بدونها كل شيء عقيمًا لا قيمة له. فالوحي الإلهي لا يضع أمامنا أبفراس كمبشر مقتدر ولا كمعلم قدير ولا كمتكلم فصيح ولا كأخ ذي مواهب فائقة، الوحي لا يخبرنا عن ذلك، مع أنه ربما كان هكذا، وهذه الخدمات ثمينة ونافعة في محلها. ولكن الروح القدس يضعه أمامنا في هذه الصفة الواحدة المهمة التي يجب أن تمس أعماق حياتنا الروحية والأدبية، وضعه أمامنا كرجل الصلاة. الصلاة بلجاجة وحرارة وجهاد ليس لأجل نفسه بل لأجل الآخرين.

فلنصغِ إلى شهادة الوحي «يُسلِّم عليكم أَبفراس، الذي هو منكم، عبدٌ للمسيح، مجاهدٌ كل حينٍ لأجلكم بالصلوات، لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله. فإني أشهد فيه أن له غيرة كثيرة لأجلكم، ولأجل الذين في لاودكية، والذين في هيرابُوليس» ( كو 4: 12 ، 13). هذا هو أبفراس. يا ليت لنا مئات نظيره في وقتنا الحاضر:
إننا نحتاج إلى رجال صلاة.
رجال كأبفراس.

نعم إنه يسرنا أن نرى رجالاً ساعين على أقدامهم للكرازة بالمسيح.

يسرنا أن نرى رجالاً بالروح الرعوية الصحيحة يطوفون من مكان لآخر لافتقاد إخوتهم في كل البلدان.
ونحن نقدِّر قيمة هذه الخدمات الشريفة فوق ما تستطيع أن تعبِّر هذه الألفاظ. ولكننا نرجع ونقول إننا في حاجة إلى روح الصلاة بحرارة وجهاد ومواظبة، لأنه بدون ذلك لا نجاح في أي شيء. رجل بدون صلاة هو رجل فارغ. واعظ بدون صلاة هو واعظ بلا فائدة. كاتب بلا صلاة هو كاتب عقيم. مبشر بلا صلاة قليل الثمر، راعٍ بلا صلاة لا يستطيع أن يقدم الطعام الكافي للقطيع.

نحن في حاجة إلى رجال صلاة، رجال كأبفراس، رجال تشهد جدران مخادعهم بجهادهم وغيرتهم، هؤلاء بلا شك الرجال النافعون اللازمون لوقتنا هذا.



Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:48 PM

شيء ممكن وآخر مستحيل

https://files.arabchurch.com/upload/i...1101668758.jpg

نحن الذين مُتنا عن الخطية، كيف نعيش بعد فيها؟ ( رو 6: 2 )

من الممكن للمؤمن أن يزِل في الخطية، لكن يستحيل أن يعيش فيها. ولقد قال الرسول يعقوب: «لأننا في أشياء كثيرة نعثُر جميعنا» ( يع 3: 2 )، كما قال الرسول بولس: «أيها الإخوة، إن انسبق إنسانٌ فأُخذ في زلة ما، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظرًا إلى نفسك لئلا تُجرَّب أنت أيضًا» ( غل 6: 1 ).

مما يدل على أنه حتى الروحاني ممكن أن يسقط في التجربة. لكن إن كانت الزلة واردة بالأسف، فإن العيشة في الخطية أمر مستحيل، كقول الرسول:
« أ نبقى في الخطية لكي تكثر النعمة؟» ويُجيب على ذلك بالقول: «حاشا (بمعنى أن هذا أمر غير وارد)!»، ثم يستطرد قائلاً: «نحن الذين مُتنا عن الخطية، كيف نعيش بعد فيها؟» ( رو 6: 1 ، 2).

قد يتطرف أحدهم إلى الظن أن المسيحي لو سقط في الخطية لا يكون مؤمنًا حقيقيًا، لكن هذا غير صحيح، لأن المؤمن الحقيقي ممكن ـ بالأسف ـ أن يسقط في الخطية، لكنه يستحيل أن يعيش فيها.

لذلك أقول مُحذرًا إنه لو سقط في خطية ما أحد المعترفين بالمسيح، وظل على حاله، ولم يرجع بالتوبة إلى الله، فهذا برهان على أنه لم يُولد ثانية، لأن المؤمن الحقيقي، لسان حاله يقول: «إذا سقطت أقوم» ( مي 7: 8 ).

والمؤمن في هذا يُشبه الخروف، الذي يمكن أن يزل وهو سائر في طريقه، لكنه حين يعثر في مشيه، يقوم فورًا وينتفض، لأن طبيعته تأبى القذارة ولا تحبها. هكذا المؤمن ممكن أن يزّل، لكن لأن طبيعته الجديدة تكره الخطية، فيستحيل أن يعيش فيها.
بعكس الخنزير الذي بطبيعته يحب الأوحال، وهو المجال الذي يستمتع بالعيش فيه. فإذا وُجد شخص يستمتع بفعل الخطية، ويجد نفسه فيها، فهذا دليل على أنه ليس مولودًا من الله.

فالمولود من الله، حتى لو كان إيمانه ضعيفًا مثل لوط، يستحيل أن يتوافق مع الخطية، بل إنه يتعذب بسببها (انظر 2بطرس2: 8). أما غير المؤمنين فهم لا ينزعجون مُطلقًا بسببها «فبالحري مكروه وفاسدٌ الإنسان الشارب الإثم كالماء!» ( أي 15: 16 )، «أ لم يعلم كل فاعلي الإثم، الذين يأكلون شعبي كما يأكلون الخبز، والرب لم يَدعوا» ( مز 14: 4 ).
أي أن الخطية بالنسبة لهم كأكل الخبز وشرب الماء!


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:49 PM

عِلم الكتاب المقدس


https://files.arabchurch.com/upload/i.../830628994.jpg
تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ( 2بط 1: 21 )

نستطيع بالتأمل في ما يحتويه الكتاب المقدس من حقائق علمية أن نرى صفته الإلهية واضحة بجلاء تام. لقد أخذ العلماء مئات، بل وآلاف السنين ليكتشفوا بالمشاهدة والتجارب، حقائق هي مُعطاة لنا في الكتاب المقدس. فمَن كان يتجاسر أن يكتب حقائق بقيت فوق المعرفة العامة لمئات وألوف السنين بعد كتابتها، إلا إذا كان ذلك بوحي إلهي؟؟

أ ـ قال أيوب قبل المسيح بأكثر من 1500 سنة: «يُعلِّق الأرض على لا شيء»، وإشعياء قبل المسيح بحوالي 700 سنة تحدث عن كروية الأرض: «الجالس على كرة الأرض»، وهكذا سليمان قبل المسيح بحوالي 1000 سنة، قال: «لما رسم دائرة على وجه الغمر».

فهذه الفصول تبين أن الأرض كروية ومعلَّقة على لا شيء في الفضاء، عِلمًا بأن أول عالِم اكتشف هذه الحقيقة كان كوبرنيكس، سنة1475م، أي حوالي 3000 سنة بعد أيوب، 2400 سنة بعد سليمان، 2100 سنة بعد إشعياء.
إن الله وحده هو الذي أوحى إليهم بهذا، بخلاف أفكار الناس.

كان تقدير الناس لعدد النجوم حتى القرن الخامس عشر، يزيد قليلاً عن ألف، لكن الآن نحن نعلم أنه يوجد أكثر من 100 بليون نجم في المجموعة التي شمسنا جزء منها، ويوجد أكثر من بليون مجموعة أخرى، ومع أن إرميا كتب في سنة600 ق. م عن النجوم «كما أن جُند السماوات (النجوم) لا يُعدّ»، وسأل أيوب الرب: «أ تُخرج المنازل (مجموعة الكواكب) في أوقاتها وتهدي النعش مع بناته». من أين أتى الفكر بأن يهدي العرش؟
فالنعش كان يُعتبر نجمًا ثابتًا حتى عهد قريب، ومن سنوات ليست بكثيرة اكتُشف أنه يتحرك في الفضاء بسرعة 260 ميلاً في الثانية.

لو لم يكن كاتب سفر أيوب مُلهمًا من الله، ما كان يخطر بفكره سؤال كهذا!

وتوجد حقائق علمية كثيرة في الكتاب المقدس، أخذ العلم قرونًا كثيرة حتى اكتشف صحتها.

ما كان يتصوَّر الناس حتى العصور الحديثة أن الريح يتحرك بقوانين محددة، مع أن سليمان في سفر الجامعة1: 6 صرَّح بأن الريح لها مسارات مُحددة تتبعها.

ويُعتبر اكتشافًا حديثًا نسبيًا أن الهواء له وزن، ولكن أيوب كتب من 1500 سنة قبل المسيح عن الريح أن له وزنًا (أيوب28: 25).

أَ ليس هذا دليلاً قاطعًا على الصفة الإلهية للمعرفة التي في الكتاب المقدس؟



Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:49 PM

واقفٌ بعد قيامته

https://files.arabchurch.com/upload/i.../779587072.jpg

جاء يسوع ووقف في الوسط، وقال لهم: سلامٌ لكم! ( يو 20: 19 )

تميَّزت خدمة الرب يسوع المُعبَّر عنها بالوقوف، حيث يمكننا أن نتتبعه أولاً واقفًا لخدمة الإنسان في حياته على الأرض ( لو 4: 16 ، 39؛ 5: 1؛ مر4: 39؛ 10: 49؛ يو7: 37)، ثم واقفًا لخدمة الإنسان في مشاهد مُحاكماته، حتى الصلب واللَحد، ثم نراه واقفًا ـ بعد قيامته ـ لأجل سلامهم وإسعادهم. وإذا قصَرنا حديثنا على يوحنا20: 21 سنرى سيدنا الكريم واقفًا:

(1) في مشهد البكاء والأنين: نرى المجدلية أمام القبر الفارغ، ولم تجد عزاءها في التلميذين الماضيين ( يو 20: 10 )، ولا في الملاكين الجالسين (ع12)، فهي لا ترضى بالسيد بديلاً.
وإذ به ـ له المجد ـ يكافئ أشواقها المستعّرة ومحبتها المشتعلة ودموعها المنهمرة، فعندما «التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفًا»، وكالراعي دعاها باسمها «يا مريم!»، ووضع في فمها أعظم بشارة: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» ( يو 20: 19 ).

(2) في مشهد الخوف الحزين: حيث كان التلاميذه مجتمعين، والخوف يملأ قلوبهم، والحزن يسود نفوسهم «جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: سلامٌ لكم. ولمّا قال هذا أراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب» ( يو 20: 19 ، 20).

(3) في مشهد الشك وعدم اليقين: إذ لم يكن توما معهم حين جاء يسوع، لم يصدقهم، وقال لهم: «إن لم أُبصر في يديه أثر المسامير، وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه، لا أُومن».
ولكن ها هو إلهنا الذي يُخرج من الآكل أُكلٌ، يؤكد أمام المتشككين وناقدي كلمة الله صِدق نبوة مزمور22: 16 «ثقبوا يديَّ ورجليَّ»، وأيضًا صِدق نبوة زكريا13: 6 «ما هذه الجروح في يديك؟».

فرغم شكوك توما «جاء يسوع ... ووقف في الوسط»، مؤكدًا قيامته «ثم قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمنًا»، وللحال أجاب توما: ”ربي وإلهي“ ( يو 20: 26 - 29).

(4) في مشهد الفشل المُبين (يو21):
على بحر طبرية، إذ كان بطرس والذين معه، في إحباط وفشل مرير إذ لم يمسكوا صيدًا «ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ ...» (ع4- 6).
وإذ أطاعوا قوله لم يعودوا يقدروا أن يجذبوا الشبكة من كثرة السمك، وتحول الفشل إلى نجاح وخير جزيل.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:50 PM

جبار البأس

https://files.arabchurch.com/upload/i...1164710923.jpg

جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهربها من المديانيين. فظهر له ملاكُ الرب وقال له: الرب معك يا جبار البأس ( قض 6: 11 ، 12)


مَن هم رجال الله ذوو البأس؟ أين نجدهم؟
ليس بالضرورة في الأماكن العامة يناضلون ضد المُلحدين أو ينددون بحماقات الزمان الحاضر، بل إن كنت تحب أن ترى رجال البأس فاذهب إلى المخادع.


فهناك في المخدع: أم لأولاد، في عمل دائب لا يفرغ. هي عُرضة أن تكون كغيرها من باقي نساء العالم من حيث المظاهر وغيرها من الأساليب الماكرة المضللة التي تستعبد كثيرًا من الأمهات.
كما أن في عنقها عملاً ضروريًا لا بد من أدائه كل يوم، يضغط عليه كل لحظة.
إذًا فهي ـ في هذا الجو ـ عُرضة لأن تصلي صلاة على عَجَل، ثم تندفع إلى أعمال اليوم بقلب بعيد عن حضرة الله. هل نُعجب أن يبقى للأم النذر اليسير من السيطرة على الأولاد؟
وألا يكون لها من السلطان ما يقودهم إلى طرق الله؟ لكن انظر، إنها تترك عملها لحظة، وتأخذ كتابها، وفي فترة هادئة تقرأ وتصلي.
إنها تقول إن صليب المسيح قد منحها ـ على الأقل ـ هذا الامتياز، وتتمسك به كامتيازها.
لكنني أسمع بعض الزوجات يَقُلن: إنك تجهل العمل الذي أمامنا. بيد إنني، يا أختاه، أعلم أنه إذا لم يكن لديك عزم القلب في الحصول، من كلمة الله، على طعام لنفسك يوميًا، فإنك لن تنتصرين في ميدانك.


وهنا رجل أعمال، يستيقظ قبل الموعد الذي يتطلبه العمل بنصف ساعة مثلاً، ليحصل على كلمة من الله قبل أن يمضي للصراع مع العالم. هو يفضِّل ذلك على تناول الطعام، ويعتبره أهم من العمل ذاته. هو يضع في المكان الأول من الأهمية: ملكوت الله. هو الأول، ليس فقط من حيث الترتيب الزمني، بل من حيث الأهمية والضرورة الحتمية.

دعني أُصارحك يا أخي بأنك لن تكون جدعونًا ما لم تتجاذب مع هذه الاختبارات.
لن تكون جبار بأس، ولن تنقذ واحدًا من أولاد الله من العالم، ما لم يتوفر لك من عزم القلب ما كنت أصفه لك.

وهل من عَجَب أن نرى الأم تندب لأن العالم يتسلل باستمرار إلى داخل الأسرة، وأن أولادها يتجهون ذلك الاتجاه عوض أن يتحولوا إلى المسيح؟
ألا فلنكتب هذا بأحرف من نار في أعماق نفوسنا، في أغوار ضمائرنا:
المسيح وكلمته أولاً وقبل كل شيء؛ وما عداه، حتى الحياة ذاتها، أمر ثانوي.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:51 PM

مجيء العريس

https://files.arabchurch.com/upload/i...1196169232.jpg

ففي نصف الليل صارَ صراخ: هوذا العريس مُقبل، فاخرجن للقائه ( مت 25: 6 )

منذ تأسيس المسيحية كان هذا المجيء موضوع انتظار عموم المسيحيين كما هو واضح من قول الرب «يُشبه ملكوت السماوات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس» ( مت 25: 1 ).

وكان لذلك المجيء مكان عظيم من الاعتبار بل بالحري من الشوق والانتظار في قلوب رسل المسيح والمؤمنين الأولين الذين لم ينسوا وصية السيد «اسهروا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة» ( مت 25: 13 ).


ولكن واأسفاه .. فإنه قد مضت أجيال عديدة وأصبح هذا الموضوع مجهولاً عند كثير من المسيحيين لأنه «فيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن» ( مت 25: 5 )، ولم يبقَ لهم موضوع انتظار سوى الموت.

فيا لها من حالة مُحزنة فإنه بينما كان الواجب علينا أن ننتظر قدوم العريس والدخول إلى عُرسه المجيد، قد أبدلنا العريس بالموت، والفرح بالجنازة.

ولكن شكرًا لله بيسوع المسيح ربنا الذي من رحمته الكثيرة لم يحرمنا من معرفة موضوع تعزيتنا ورجائنا المبارك لأنه سُرَّ بمشيئته الصالحة في هذه الأيام الأخيرة بأن يُسمعنا الصوت الصارخ في نصف الليل «هوذا العريس مُقبل فاخرجن للقائه» ( مت 25: 6 ).


وقد بارك الرب على المُناداة بهذا المجيء حتى انتبه كثيرون في أماكن مختلفة من أولاد الله فقاموا من نومهم وأصلحوا مصابيحهم وخرجوا لملاقاة العريس.

إن السيد المسيح له المجد في يوم غير معلوم وفي ساعة غير مُنتظرة سوف ينزل من بيت الآب وأول شيء يُجريه حينئذٍ هو إقامة جميع الأبرار الذين رقدوا فيه منذ ابتداء العالم سواء كانوا من قديسي العهد القديم أو العهد الجديد. وهذا هو الوقت السعيد الذي فيه يقول الابن الحبيب للآب «ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم الله» ( عب 2: 13 ).

فمَن يستطيع أن يُعبِّر عن فرح قلب الآب الذي اشتاق أن يؤتى إليه ببنين؟ ومَنْ يعبِّر عن أفراح ذلك الابن الحبيب الذي رجع إلى بيت الآب ومعه أولئك البنون؟

ومَنْ يستطيع أن يتصوَّر فرح الروح القدس الذي طالما كان عمله في المؤمنين كالباكورة، بينما هم يئنون متوقعين التبني فداء أجسادهم؟ ها هم الآن قد حصلوا على فرحه بهم وقد فرحوا به في حالة الكمال.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:52 PM

لاوي .. اتبعني

https://files.arabchurch.com/upload/i.../900565518.jpg

وبعد هذا خرج فنظر عشارًا اسمه لاوي جالسًا عند مكان الجباية، فقال له: اتبعني. فترك كل شيء وقام وتبعه ( لو 5: 27 ، 28)

ذلك العشار الذي نظره المسيح ودعاه، لا نظن أنه كان قبل ذلك قد ترك شروره وغيَّر حياته وصار مستقيمًا.
كلا، لأن يسوع نظره جالسًا عند مكان الجباية، أي في المحل الذي يؤدي فيه عمله ويرتكب فيه شروره؛ أي دعاه وهو غارق في أوحاله وساقط في هوّته.

دعاه وهو في أردأ الحالات وأشنعها.

فلا تستكثروا أيها الخطاة شروركم ولا تيأسوا من حالتكم، ولا تنتظروا حتى تُصلحوا من أمركم، بل تعالوا إلى المسيح بحالتكم وهو قادر بنعمته أن يرفعكم من أعمق الحُفر، وأن يطهركم من أقذر الأدران.

ونلاحظ أن ذلك العشار كان اسمه لاوي، وهذا الاسم كان يُطلق على الجماعة التي تخدم الهيكل، ولكن هذا الاسم لم يغيِّر شيئًا من ذلك العشار وحالته.
وهكذا الحال مع كثير من المسيحيين، فلن ينفع الاسم أو الجنس أو المذهب شيئًا ما لم يتبعوا الرب يسوع.

نظر يسوع إلى ذلك العشار نظرة طويلة ذات معانِ، ولا بد أن ذلك العشار رفع بصره فرأى يسوع ينظر إليه، فاخترقت تلك النظرة أعماق قلبه، ولا بد أن ذلك العشار إذ نظر يسوع ينظر إليه أدرك بل أحسَّ بمعاني تلك النظرات، ولا بد أن نظرة يسوع كانت تجمع بين الأسف على حالة ذلك العشار، واللهفة على تخليص حياته، وبين الحب لنفسه البشرية والعطف على نفسه الهالكة، والشوق إلى إنقاذ تلك النفس وردّها. أدرك لاوي تلك المعاني كلها لأن نعمة الله قد أوصلتها إلى قلبه، فشعر في لحظة أن حالته سيئة، وأن نفسه هالكة، وحينئذٍ أخذ يتلمس الطريق للخلاص فلم يجدها من نفسه، وحينئذٍ شعر يسوع برغبته، وأحس بحيرته، فأراد أن يُريه الطريق للخلاص في القول «اتبعني».

تلك هي طريق الخلاص الوحيدة أيها البعيدون عن الله، ولن تنفعكم محاولاتكم البشرية أو مجهوداتكم الأدبية فتيلاً، فيا ليتكم ترفعون أبصاركم إلى الصليب فتروا يسوع ينظر إلى كل واحد منكم نظرة ملؤها الحب والعطف والحنان، نظرة تنفذ إلى أعماق قلوبكم فتجعلكم بتأثيرها تصرخون قائلين:
«ماذا نفعل لكي نخلص؟ وعندئذٍ تفتح نعمة الله آذانكم لسماع قوله:
«
اتبعني».


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 01:59 PM

نُعمي وفتيات بوعز

https://files.arabchurch.com/upload/i.../522940052.jpg
فقالت نُعمي لراعوث كنتها: إنه حسنٌ يا بنتي أن تخرجي مع فتياته حتى لا يقعوا بكِ في حقلٍ آخر ( را 2: 22 )

لأن نُعمي كانت لها علاقة طويلة مع بوعز، أمكنها أن تنصح وتعلِّم راعوث. كذلك الآن، فهناك مَن لهم الوقت الطويل في طريق العلاقة مع المسيح، من الشيوخ ومن العجائز، وبالرغم من فشلهم الكثير ـ مثل نُعمي ـ ولكنهم يَصلحون أن يُعلّموا وينصحوا الشباب.

وإن كانت نُعمي لا ترسم أمامنا مَن لها الموهبة أن تعلِّم أو تكرز، بل تُرينا القديسات العجائز اللاتي نقرأ عنهن في رسالة تيطس2 «مُعلمات الصلاح»، وباستطاعتهن أن ينصحن الحَدَثات بالمحبة.

وبهذه الروح، فإن نُعمي لم تُثِر أية مصاعب ولم تضع عقبات أمام راعوث، فقالت لها في الحال: «اذهبي يا بنتي» ( را 2: 2 )، وشجعت راعوث في هذا العمل المغبوط؛ الالتقاط. وعند عودة راعوث من عملها، فإن نُعمي تعرفت على تقدمها، فنقرأ «فرأت حماتها ما التقطته» (ع18). وفضلاً عن هذا، لقد متَّعت نفسها بتقدم راعوث، فسألتها: «أين التقطتِ اليوم؟ وأين اشتغلتِ؟» (ع19).

ونجدها أيضًا تُنير راعوث تجاه بوعز وتعطيها مشورة محبة تجاه التقاطها (ع20، 21). فهل مثل هذه الروح التي لنُعمي تتوفر بين العجائز القديسات اللاتي يعتنين بالحَدَثات، لتشجيعهن ومراقبة تقدمهن، والسؤال عن أحوالهن الروحية، وتعليمهن معرفة المسيح، وتقديم المشورة لهن في التقاطهن؟

كما أن فتيات بوعز ساعدن في هذا العمل المبارك في الالتقاط. ففي الأعداد8، 22 كانوا رفقاء راعوث في التقاطها.
أ فلا تتحدث لنا هذه الصورة عن الروابط الحُبية والشركة بين شعب الرب التي تصبح عونًا عظيمًا في تعزيز التقدم الروحي؟

ويحذر بوعز راعوث «لا تذهبي لتلتقطي في حقلِ آخر، وأيضًا لا تبرحي من ههنا، بل هنا لازمي فتياتي». فقد كانت هناك حقول أخرى وفتيات أُخريات، ولكنهن غرباء عن بوعز. وسواء كنا صغارًا أم كبارًا، فإننا نفعل حسنًا في طريق الإيمان أن نلتفت إلى تحذيرات بوعز. فالعالم له حقوله الجذابة العديدة، وبإمكانه أن يقدم رفقة مُسرّة للغاية في أوقات معينة، ولكن حقول العالم الجذابة ورفقة العالم الباطلة، ليست من المسيح.
وفي أعمالنا الزمنية، فإننا نعمل مع أهل العالم بالارتباط بأمور هذه الحياة، ولكن ليست في هذه الدائرة نستمتع بالشركة الحُبية ونحرز التقدم الروحي؛ هذه التي يمكن أن نجدها فقط في رفقائنا من شعب الرب.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:00 PM

صلاح الله رغم فشل الكل في قادش


https://files.arabchurch.com/upload/i...1100569981.jpg

كلِّما الصخرة أمام أعينهم أن تعطي ماءها ( عد 20: 8 )

بالقُرب من نهاية رحلة الشعب القديم في البرية؛ بالقُرب من كنعان (في قادش) تعرَّض الشعب لأزمة أخرى: فليس هناك ماء. رفيديم في بداية الرحلة، وقادش في النهاية، وكلاهما بلا ماء! فالبرية في حياة الشعب كما في حياتنا لم تتغير.

وبدأ الشعب يتذمر كعادته (جيل مضى وجيل حاضر ليس أفضل من الأول؛ جيل متذمر، فالإنسان أيضًا لم يتغير)، وإذا برجل الله موسى يلجأ كعادته الجميلة إلى الرب، وإذا بالرب يعطيه أمرًا واضحًا:
خُذ العصا؛ عصا الكهنوت، عصا هارون التي أفرخت؛ وكلِّم الصخرة فتخرج ماءها ( عد 20: 7 ).
ولم يكن أمر الرب غريبًا، فقد كانت الصخرة تُخرج لهم ماء ولكنها توقفت لسبب لا نعرفه، والأمر يؤكد هذا «فتخرج ماءها».

ولكن إذا برجل الله موسى وقد نَفَذ صبره (كما يحدث معنا كثيرًا) يضرب الصخرة مرتين، ويشك في صلاح الله (أساس الخطأ) ويحدِّث الشعب بعدم إيمان بوعود الله قائلاً: أ مِن هذه الصخرة نُخرج لكم ماء؟
أ هذا غريب عليك يا موسى، أَ لم يحدث من قبل أن خرج الماء من الصخرة؟!!
أ عسير على الله الذي ملأ أجندة حياتك معجزات، أن يصنع هذا؟!! أ جاء الوقت لتشك في صلاح الله، وبعدم إيمان بوعوده تخاطب الشعب،
أ نسيت يا موسى؟ نعم نسي كما ننسى نحن أيضًا!!

إخوتي الأعزاء .. إن المشهد مُظلم جدًا في قادش، الجيل فاسد والقائد فشل، والبرية بلا ماء، ولكن دعونا نتوقف للحيظة لنرى ماذا فعل الله حينما أسوَّد المشهد تمامًا.

لم يكتفِ له المجد بأن يعطيهم ماء ولكنه أعطى ماءً غزيرًا؛ فيض من المياه.
ينبوع انفتح ولم يُغلق، فشربت الجماعة ومواشيها.
وكان الله يؤكد صِدق مواعيده ويسطِّر على صفحات الكون، الدقة المتناهية لوعوده فخرج (من الصخرة) ماء غزير.

إخوتي الأحباء .. بإيمان بسيط دعونا ننتظر إلهنا العظيم في كل ظروفنا مهما اسوَّدت الدنيا حولنا وفشل الكل وفشلنا في أنفسنا، فإلهنا الذي لا يمكن أن يتنكَّر لوعوده الدقيقة الصالحة، لا بد أن يُخرج لنا في وقته ماءً غزيرًا حتى في قادش، حتى في أسوأ الظروف وأمرّ الأيام.

يُخرج لنا ماءً غزيرًا لنا ولأُسَرنا ولاجتماعاتنا؛ ماءً غزيرًا ليس لنا (للجماعة) فقط، بل وحتى للخطاة المرتبطين بنا، فشربت الجماعة ومواشيها.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:01 PM

رجل الأوجاع

https://files.arabchurch.com/upload/i.../307032248.jpg

رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن ( إش 53: 3 )
«فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر» ( يو 4: 6 ).
تفكروا في الرب نفسه، وهو رب المجد، يجلس مُتعَبًا على البئر، عطشانًا يسأل رشفة ماء في هذا العالم الذي كُوِّن به والذي لم يعرفه!!

لقد كان له المجد، مهما كانت الكُلفة على نفسه، إعلانًا عن محبة الله للإنسان.

وإني أسجد تعبدًا لأجل محبته التي قادته لأن يُجعل خطية لأجلي، المحبة التي دفعته لأن يتحمل كل تلك
الآلام نيابةً عنا.


ماذا أتوقع من أصدقائي إذا دخلت في تجربة؟
على الأقل أتوقع أن لا يتركوني.
لكن الجميع تركوه وهربوا.
وماذا أتوقع من الجالس على كرسي العدالة؟ أتوقع أن يحمي البريء. وبيلاطس يغسل يديه من دمه، ويسلِّمه ـ ويا للعجب ـ للشعب!

وماذا أتوقع من الكاهن؟
أتوقع أن يترفق بالجهال والضالين، لكنهم ازدادوا تحريضًا للشعب على قتل البار، وأن يصرخوا قائلين «خُذه اصلبه».

أوجاعه، ينبغي أن تكون أبدًا وعلى الدوام، موضوع تأملنا، نتفرَّس فيها بكل احترام وخشوع.

هذا التأمل العميق يرفع نعمة الرب يسوع أمام النفس، ويولِّد فيها الإحساس بأن هذا المتألم ليس سوى ابن الله الكامل.

انتظر رقة فلم تكن، معزين فلم يجد. ليس إنسان منا يستطيع أن يسبر أغوار هذه الحقيقة، أن ذاك الذي هو في حضن الآب، يجد نفسه، كإنسان، متروكًا من الله!
وعلى قياس معرفته بأنه القدوس، على هذا القياس عينه أستشعر معنى أن يُجعل خطية أمام الله.
وعلى قياس معرفته بمحبة الله، على هذا القياس عينه أحس بمعنى ان يكون متروكًا من الله!

هو القيامة والحياة.
ويا للعجب وهو كذلك في هذا العالم كمَن بيده مغاليق الموت، نراه يخطو بنفسه إلى ما داخل الموت لأجلنا!!

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:01 PM

حل المشاكل في المقادس

https://files.arabchurch.com/upload/i...1114497929.jpg

اللَّهُم، في القدس طريقك. أي إلهٍ عظيمٌ مثل الله؟ ( مز 77: 13 )

في مزمور77: 13 قال آساف: «اللَّهُم، في القدس طريقك».
وهذا معناه أننا في داخل المقادس سيمكننا أن نفهم أمور الله. خارج المقادس تكون الرؤية غير واضحة، والذهن مشوَّشًا، ولكن داخل المقادس يمكن للقديس أن يرى الأمور بعين الله، وبالتالي فإنه يرى لا الحاضر فحسبْ، بل المستقبل أيضًا.

وكثير من رجال الله وجدوا حلاً لمشكلاتهم المتنوعة في المقادس. فلقد كان عند الملك حزقيا مشكلة قومية حربية، عندما أتت عليه جيوش ملك أشور.

فكيف حُلَّت تلك المشكلة؟
لقد حُلَّت عندما دخل هيكل الله، ونشر أمامه رسائل سنحاريب ملك أشور، فاستجاب الرب لصلاته، وأعطاه نُصرة عجيبة على الأعداء.

وبعده كان عند حبقوق مشكلة كونية أدبية، كيف يسمح الله القدوس بأن يبلع الشرير من هو أبَر منه؟
وهذه حُلَّت عندما وقف حبقوق على الحصن وعلى المرصد، ليراقب ماذا يقول الرب له، وماذا يُجيبه عن شكواه.
فأجابه الرب، واستراح حبقوق من حيرته!

وقبلهما كان عند حنَّة مشكلة شخصية صحية، فهي كانت عاقرًا. هذه المشكلة حُلَّت عندما دخلت حَنَّة المقادس بمشكلتها المستعصية، ولما خرجت لم يكن وجهها بعد مُغيرًا.

وفي أيام المسيح بالجسد، كان عند يوحنا المعمدان مشكلة كتابية فكرية. إن يوحنا المعمدان العظيم شكّ، وأرسل إلى المسيح يقول له:
«أنت هو الآتي، أم ننتظر آخر؟».
ومع أن هذا الشك غير ممدوح، ومع أن الرب قال له: «طوبى لمَن لا يعثر فيَّ»، ولكن الجميل أن المعمدان اتجه بمشكلته وحيرته إلى الاتجاه الصحيح، إلى المسيح، وإذ لم يكن ممكنًا له أن يذهب إليه بنفسه، لأنه كان في السجن، فقد أرسل إليه اثنين من تلاميذه، وعند المسيح وَجدت مشكلته حلاً، وسؤاله وجد ردًا.

ونلاحظ أن حزقيا بمشكلته الحربية، وحَنَّة بمشكلتها الصحية وجدا الحل لمشكلتيهما في الصلاة، ولقد قيل عن الصلاة إنها تحرك اليد التي تحرك الكون.
وأما حبقوق بمشكلته الكونية، ويوحنا بمشكلته الفكرية وجدا الحل لمشكلتيهما في كلمة الله.
لذا فما أهم أن يكون لكلٍ منا لقاء يومي نختلي فيه مع الله، نقرأ فيه الكتاب المقدس، ونتحدث فيه إلى الآب بروح المودّة، أو لنطرح همومنا عند قدميه، أو لنعترف أمامه بخطايانا.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:02 PM

حياة المفديين العملية

https://files.arabchurch.com/upload/i.../948776029.jpg

افتُديتم .. بدمٍ كريمٍ .. فأحبوا بعضكم بعضًا من قلبٍ طاهرٍ بشدة .. فاطرحوا كل خبثٍ وكل مكرٍ والرياء والحسد وكل مذمة ( 1بط 1: 18 - 2: 1)

في أيامنا السابقة قبل أن يدخل المسيح إلى حياتنا، كنا بعيدين عن الله، ونحيا الحياة الباطلة التي عاشتها الأجيال الساقطة. إننا قد افتُدينا من هذه الحالة، ولقد كانت القيمة التي قدّرها الله لفدائنا، تتضح من التكلفة الباهظة التي تكلفها في الصليب.
إننا لم نُفتدَ بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، بل «بدمٍ كريم، كما من حملٍ بلا عيبٍ ولا دنسٍ، دمِ المسيح» ( 1بط 1: 18 ، 19).
والحَمَل كان معروفًا سابقًا من الله قبل تأسيس العالم، ولكنه أُظهر في وقته للمؤمنين، وبواسطته نُستحضر لله لنسلك أمامه بالإيمان والرجاء، عالمين أن الله أقام المسيح من الأموات وأعطاه مجدًا.

وإيماننا في الله الذي يستطيع أن يُقيم الموتى، ورجاؤنا في الله الذي يعطي المجد. وهكذا كمفديين، نتميز بالإيمان والرجاء بالله (ع20، 21).

ونحن أولاد بالارتباط بالآب، ونحن مفديون بالارتباط بعمل المسيح، ونحن إخوة بالارتباط أحدنا بالآخر. ولهذا نُحرَّض كإخوة «فأحبوا بعضكم بعضًا من قلبٍ طاهرٍ بشدة» (ع22).

و”القلب الطاهر“ تتحصل عليه النفس التي تتطهر من كل شر ومن كل دوافع ذاتية التي تعوق انسياب المحبة بطاعة الحق.

إن علاقاتنا كإخوة لا تعود إلى الميلاد الطبيعي، كما كان مع إسرائيل، بل تعود إلى الولادة الروحية عندما «ولدنا ثانيةً ... بكلمة الله» (ع23). وبهذه الولادة الثانية نلنا طبيعة جديدة، وهي ذات الطبيعة التي هي المحبة، وبالرغم من الاختلافات الاجتماعية العديدة، فإننا قادرون أن يحب أحدنا الآخر. فالحياة والعلاقات التي تنساب من هذه الولادة الجديدة هي باقية ودائمة ككلمة الله التي تُولد بها النفس.

فكلمة الله ”حية وباقية إلى الأبد“، حتى أن كل مَن وُلد ثانيةً يدخل إلى الحياة وإلى العلاقات التي لا يمسها الموت أو نهاية الزمان.

وإذ وُلدنا من الكلمة، وامتلكنا طبيعة جديدة برغبات جديدة، كما امتلكنا الحق الذي نُطهر به نفوسنا، فإن الرسول يحذرنا من شرور الطبيعة القديمة التي تعوق محبتنا بعضنا لبعض، وكذلك نمونا الروحي.
وعلينا أن نطرح الخبث الذي يضمر الأفكار الشريرة تجاه الآخرين، والمكر الذي يخفي حقيقتنا، والرياء الذي يدّعي ما ليس فينا، والحسد الذي يقود إلى الافتراء على مَنْ نحسده.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:03 PM

إسحاق وعيسو

https://files.arabchurch.com/upload/i.../258001745.jpg

وحدث لما شاخ إسحاق وكلَّت عيناه عن النظر، أنه دعا عيسو ... وقال له: ... اصنع لي أطعمة كما أحب ... حتى تُباركك نفسي .. ( تك 27: 1 - 4)

على قدر ما كان إسحاق يحب عيسو، فإن رفقة أحبت يعقوب ( تك 25: 28 ).
وهكذا نرى بيتًا دبَّ فيه الانقسام بشكل مُحزن. وهذا أنشأ صراعًا في البيت، وأحدث فجوة بين الأخوين. إن التفرقة في المحبة والمعاملة بين الأولاد، مهما كانت الأسباب، لا تتفق مع مبادئ الله التي يوصينا بها في بيوتنا.
فدعونا نتعلَّم كآباء من الآب السماوي الذي يحكم بغير مُحاباة ( 1بط 1: 17 ).

كان إسحاق يتجنب المواجهة مع عيسو لأنه كان عنيفًا وشرسًا، وإسحاق كان إنسانًا مُسالمًا ووادعًا، بالإضافة إلى أنه كان يُحضر له الصيد الذي يحبه، لهذا كان يتعامل معه باللطف الزائد ولو كان على حساب البر.

إن الشجاعة الأدبية تقتضي التوبيخ الأبوي الحازم في المواقف التي تحتاج إلى توبيخ.
وكم من آباء يتجنبون المواجهة مع أبنائهم ويؤثِرون المُسَالَمة ربما بسبب ضعف في شخصياتهم، أو بسبب أخطاء مُخجلة حدثت منهم والأولاد على علمٍ بها، أو بسبب شراسة الأولاد وتمردهم!
ومع الوقت تضيع هيبة الأب ومكانته في البيت. وعلى الأبناء أن يفهموا أن الأب يمثل الله في البيت من حيث المحبة والمهَابة والسلطان، وهو مسؤول عن إقرار وإرساء مبادئ الله في البيت، مهما كانت مبادئ العالم الفاسدة التي حولنا تقود إلى التمرد.

وفي تكوين27: 1- 4 نرى عُظم الخطأ الذي ارتكبه إسحاق إذ أراد أن يبارك عيسو؛ هذا الابن المتمرد والشرير، الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته، وأظهر مُنتهى الاستهانة بأمور الله، والذي تزوج من بنات حث الشريرات ثم تزوج ابنه اسماعيل مخالفًا كل المبادئ الإلهية.

وبكل أسف لا نقرأ كلمة توبيخ واحدة أو نصيحة أبوية قدمها إسحاق لعيسو، بل كان مسرورًا به وبصيده، فخورًا بنجاحه الزمني ونشاطه. ويا لانعدام التمييز!
وليحذر كل أب من أن يكرم بنيه على حساب الرب.
وكم هو أمر مُرعب أن نرى الجسد مع الأهواء والشهوات حتى في المؤمن!
بل إنه في المؤمن أردأ من غير المؤمن.

ولقد ظن عيسو أن ما ضاع بأكلة يمكن أن يُسترَِّد بأكلة. ولكن مع الله القدوس لا يمكن أن يسري هذا المبدأ.
وعلى كل مَنْ يتهاون في أمور الله، أن يعرف أن الله سيُحضر كل عمل إلى الدينونة.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:04 PM

صلاح الله وأنقياء القلب

https://files.arabchurch.com/upload/i...1007658902.gif

إنما صالحٌ الله لإسرائيل، لأنقياء القلب. ( مز 73: 1 )
يقول آساف في مزمور73: 1 «إنما صالحٌ الله لإسرائيل، لأنقياء القلب».
وهذا معناه أن الله صالح بصفة خاصة للأنقياء القلب من شعبه. وأنهم هم ـ بشكل خاص ـ الذين يشعرون بصلاح الله.

والقلب في مزمور73 له مكان هام، حيث يَرِد في المزمور ست مرات (ع1، 7، 13، 21، 26).
ومن كلمة الله نتعلم كيف أن الله يهمه حالة القلب فوق كل شيء. قال الحكيم: «فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» ( أم 4: 23 ).

ويمكننا أن نفهم معنىً جميلاً لنقاوة القلب في قول داود: «مَن يصعد إلى جبل الرب؟ ومَن يقوم في موضع قدسه؟»، ويُجيب عن تساؤله: «الطاهر اليدين، والنقي القلب». ثم يَردف قائلاً: «الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل (الأوثان)، ولا حَلف كذبًا» ( مز 24: 3 ، 4).
ومن هذا نفهم أن النقي القلب ليس عنده تزييف ولا غش، سواء في علاقته مع الله أو مع الناس.

ولقد قال المسيح في موعظته على الجبل: «طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يُعاينون الله» ( مت 5: 8 ). وما أجمل أن يكون لنا هذا القلب المُخلِص البسيط غير الموزع، الذي يهمه في المقام الأول مخافة الله كقول داود النبي: «وحِّد قلبي لخوف اسمك» ( مز 86: 11 )، وكقول الرسول يعقوب: «نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين» ( يع 4: 8 ).
إن الذي له مثل هذا القلب النقي، يمكنه بحسب كلام المسيح هنا أن يرى الله.
وعندما يرى الله فإنه لن يقول قط «زكَّيت قلبي باطلاً» ( مز 73: 13 )، بل سيتيقن أن أفضل شيء في الوجود هو نقاوة القلب، التي تعطيه أن يُعاين الله. ليس معنى ذلك أنه سيرى الله بعينيه الجسديتين، فالكتاب المقدس يعلِّمنا أن «الله روح» ( يو 4: 24 )، وبالتالي فإنه غير منظور ( كو 1: 15 )، ولا يُرى ( 1تي 1: 17 )؛ بل إنه سيراه بعين القلب.
ولهذا كان شرط الاستمتاع برؤيته هو نقاوة القلب.

ويمكن القول إن صلاح الله يظهر في كل الظروف، ولكن المشكلة تكمن في القلب.
فعندما يكون القلب نقيًا
فإنه سيشعر بصلاحه، ويسعد حقًا به.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:05 PM

محبة الله وأحكام الناموس

https://files.arabchurch.com/upload/i.../549385468.jpg

إذا اشتريت عبدًا عبرانيًا، فسِتَّ سنين يخدم، وفي السابعة يخرجُ حرًا مجانًا. ( خر 21: 2 )

في خروج21- 23 حيث الأحكام التي وضعها الرب لشعبه لتنظم بعض أمور حياتهم، يكشف هذا الجزء وميضًا من قبس محبة الله للإنسان. ودعنا نلتقط القليل من الأمثلة.

فأول هذه الأحكام نرى شريعة العبد العبراني.
وإذا تكلمنا عن التطبيق المباشر، لا التطبيق الرمزي، نعلم أن لكل عبراني ميراثه من الرب يكفل له أن يعيش عيشة كريمة، لكننا نرى هنا إنسانًا افتقر. ومن تثنية 28 نفهم أن سبب ذلك هو أنه لم يسمع صوت الرب.
فنحن أمام عاصٍ، لكن الله يفكر في أمره بكل الحب!!
إنه ـ تبارك اسمه ـ لا زال يحب هذا الإنسان، فيضمن له بشريعته ألا يظل عبدًا مُجبرًا إلى الأبد، ولأنه يعرف قساوة قلب الإنسان تجاه أخيه الإنسان، يضيف للمالك «لا يصعُب عليك أن تُطلقه حرًا من عندك، لأنه ضِعفَي أجرة الأجير خدمك ست سنين. فيباركك الرب إلهك في كل ما تعمل» بل في سخائه يوصي «لا تُطلقه فارغًا. تُزوده من غنمك ومن بيدرك ومن معصرتك.
كما باركك الرب إلهك تعطيه» ( تث 15: 13 ، 14، 18).
فهل من مَثَلٍ لهذا الحب السخي الكريم تجاه الإنسان مع كونه الخاطئ الأثيم!

ثم نراه يقرر مبدأ قتل القاتل ( خر 21: 12 )، لكنه يفتح باب نجاة لغير المتعمِّد (ع13)، فهو يرثي لجهل الإنسان ولعجزه عن أن يتدبر الأمور في نصابها. بعد ذلك نرى تجريم أن يسرق الإنسان إنسانًا سالبًا إياه حريته، ووضع عقوبة القتل لذلك (ع16). ثم نرى مبدأ تعويض الضرر الواقع من واحد على الآخر (ع18، 19). ألا نستطيع أن نلمح ”روح القانون“ الإلهي هنا؟ إنه مهتم بحياة الإنسان وبحريته وبقوته. فيا لمحبة الله للإنسان!

وفي خروج22 نراه مهتمًا بالغريب (ع21)، وباليتيم والأرملة متعهدًا بحمايتهم إلى أقصى درجة (ع22- 24)، ثم بالمحتاج الذي اقترض (ع25). ثم اسمع نغمة الرقة في وسط صرامة الناموس إذ يقول للذي أقرضه «إن ارتهنت ثوب صاحبك فإلى غروب الشمس ترُده له» ولماذا؟ «لأنه وحده غطاؤه، هو ثوبه لجلده، في ماذا ينام؟ (يا للاهتمام، حتى بالثوب!! بما يغطي جلده؟!!) فيكون إذا صرخ إليَّ أني أسمع، لأني رؤوف» (ع26، 27).

بل أنت الرأفة يا سيدي، أنت منبع اللطف والحب، مَن اقترب منك حتى ولو إلى ألفي ذراع في هذا المضمار؟ تباركت يا مُحب البشر، يا صاحب القلب الحنون!


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:07 PM

بقيتُ أنا وحدي

https://files.arabchurch.com/upload/i.../463959353.jpg

بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقيت أنا وحدي ( 1مل 19: 10 )

لم تكن حالة نفسية طيبة تلك التي رفع فيها إيليا شكواه المُرة ضد بني إسرائيل. فأساسًا يقدم لنا إيليا مثالاً متميزًا للشهادة الأمينة لله في اليوم الشرير.
ففي وسط حالة الضلال العامة وقف بشجاعة في صف «يهوه»، ولم يهمه عدد مَن يساندوه في موقفه، سواء قليل أو كثير، ولا يشك أحد أن غيرته على اسم يهوه كانت غيرة صادقة، وأنه تمسك بها بكل قوته في وجه كل المقاومات، ولكن في الوقت الذي رفع فيه شكواه عند حوريب، كان قد انشغل بشكل غير مقبول بنفسه وبشهادته، واعتبر نفسه المحارب الوحيد الذي انقلبت ضده كل الظروف.

وفي ذلك الموقف وضع إيليا الله في مكان خطأ في رؤياه؛ فإيليا يبدو كأنه العامل العظيم الذي لا غنى عنه، وحياته في ذلك الوقت في خطر، فما هو مصير الشهادة إذًا؟ لقد كان يرى في فكره أن كل الشهادة الأمينة قد انتهت في إسرائيل، وأن الشيطان أصبح سيد الموقف.

كم هو مؤلم أن تركز قلوبنا المُتعبة على توكيد الذات، وأفضل خدام الله وأكثرهم أمانة ليسوا مُحصّنين ضد هذا الفخ.

صحيح أن الله يستطيع أن يحفظ الإنسان الوحيد، وأن يجعله قوة للشهادة في المشهد المظلم، كما في حالة إبراهيم «لأني دعوته وهو واحدٌ وباركته وأكثرته» ( إش 51: 2 )، وصحيح أيضًا أنه يستطيع أن يقوي الضعيف ليصنع منه «داود» ( زك 12: 8 )، ولكن لا يجوز أن يعتبر الشاهد نفسه أنه الوحيد الذي لا غنى عنه، وأن كارثة ستحل إذا اختفى من المشهد.
والجماعات معرضة أن تقع في هذا الخطأ مثلها مثل الأفراد. فإذا سَعَت جماعة من المؤمنين، كبيرة أو صغيرة، إلى إعادة مبادئ الحق التي تناثرت، فإن غيرتهم وطاعتهم ستتحول بلا شك إلى شهادة أمينة، وسيستندون بلا شك على الله لكي يحفظهم ويباركهم.
ولكن إذا تحول انشغالهم إلى أنفسهم كشهود، وأعطوا شهادتهم للآخرين أهمية في عيونهم عن حالتهم الروحية، فإن الله يسحب مُساندته لهم، ويسلمهم للفشل والعار.
أ ليست هذه الحقيقة واضحة بشكل مؤلم لكثيرٍ منا؟


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:47 PM

طريقة الله للخلاص

https://files.arabchurch.com/upload/i.../910185573.jpg

فإن الرب أسمع جيش الأراميين صوت مركباتٍ وصوت خيلٍ، صوت جيشٍ عظيمٍ ... فقاموا وهربوا في العشاء وتركوا خيامهم .. المحلة كما هي ( 2مل 7: 6 ، 7)

في يسوع المسيح وحده يجد الخطاة مُنقذًا ومُخلِّصًا، ويجد الجياع والعطاش روحيًا شِبعًا ورواء، فلا يجوعون ولا يعطشون فيما بعد، بل يصيرون ينابيع تفيض من بطونهم أنهار ماء حية.http://www.arabchurch.com/forums/images/icons/icon7.gif
وفي قيام الأربعة البُرص، ونزولهم عند العشاء أي في الوقت المعيَّن للأكل، إشارة إلى إتيان الخاطئ إلى الرب يسوع في الوقت المعيَّن.
أوَلا يشعر كل خاطئ أن وقت عشائه قد جاء، وأن اليوم يوم خلاص والوقت وقت مقبول.

والطريقة التي خلَّص الله بها بني إسرائيل، في تلك الأيام، من خطر الجوع وجيوش الأعداء، طريقة غريبة لا تخطر على بال، بل هي في نظر كبار الرجال الحربيين طريقة غير معقولة، إذ كيف يُسمِع الله جيوش الأراميين صوت مركبات وصوت خيل وصوت جيش عظيم، حيث ليس لليهود مركبات ولا خيول ولا جنود، وحيث هم قابعون في عقر دارهم ينتظرون الموت؟

وهكذا نجد أن الطريقة التي خلَّص الله البشر، ويخلِّصهم بها، طريقة غريبة لا تخطر على بال، بل هي في نظر الفلاسفة طريقة غير معقولة، إذ كيف يمكن أن يظهر الله في الجسد، ويصبح الكلمة إنسانًا، وأن يُصلب ويموت، وبواسطة هذا الصليب، الذي هو مظهر ضعف ومذلة، يهزم إبليس وملائكته، فيفرّون من محلة الجلجثة كما فرّ الأراميون من محلتهم، مع أن المسيح لم يعمل حربًا ظاهرة مع جيوش إبليس، ولم يجرِّد جنودًا، ولم يرفع سلاحًا، ولم يصوِّب مدفعًا، ولم يأسر جنديًا، ولم يقتل قائدًا، ولم يلقِ الأيدي على إبليس فيقيده ويطرحه في الهاوية، أو يقضي عليه القضاء الأخير، فلا يكون سببًا للعناء فيما بعد.

هكذا كان ولا يزال المتعنتون يقولون مثل هذه الأقوال، ولكنهم مُخطئون، لأنه مهما كانت الطريقة التي هرب بواسطتها الأراميون غريبة، ولكن الواقع يؤيد صحة هروبهم، لأن المحلة التي كانوا يحتلونها أصبحت خالية خاوية من كل الجنود، بدليل قول الكتاب:
«فلم يكن هناك أحدٌ» ( 2مل 7: 5 ).

ومهما كانت الطريقة التي وضعها الله للخلاص غريبة وعجيبة وتفوق إدراك العقل، ولكن الواقع يؤيد أنها الطريقة الوحيدة والصحيحة، لأنها الطريقة التي خلص بها الكثيرون، والتي تحرر ويتحرر بها العديدون من نير الشر والخطية والعادات الفاسدة الردية، فبعد أن يكون الشخص مُستعبدًا للشيطان يصبح بقوة الصليب خادمًا للمسيح.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:49 PM

يا سمعان، أنت نائم!

https://files.arabchurch.com/upload/i.../446275972.jpg

ثم جاء ووجدهم نيامًا، فقال لبطرس: يا سمعان، أنت نائم! ( مر 14: 37 )
حدَّثنا الكتاب المقدس عن سمعان بطرس، بصدد نومه، ثلاث مرات في مناسبات مختلفة.

أولاً:
على جبل التجلي ( لو 9: 32 ). ربما كان هذا النوم الثقيل بسبب تعب ومشقة صعودهم الجبل، لكن أَ لم يكن ربنا المعبود ـ وهو إنسان في طبيعتنا البشرية ذاتها ـ مُتعبًا أيضًا من الصعود؟ كان مُتعبًا بكل تأكيد.
لكن المسيح كانت راحته الشخصية هي آخر ما يشغله، فكانت الصلاة عنده أهم من راحته. وكم خسر، بطرس ويعقوب ويوحنا، الكثير بسبب نومهم، فلقد فاتهم الجزء الأكبر من المشهد الرائع، مشهد ربنا المعبود في لمعان مجده، بل لقد خسروا الجزء الأكبر من الحديث الحلو الذي تحدث به موسى وإيليا مع الرب يسوع عن «خروجه الذي كان عتيدًا أن يُكمِّله في أورشليم» ( لو 9: 31 ).

ثانيًا:
في بستان جثسيماني ( مر 14: 37 ، 40). وهذه المرة كان النوم بسبب الحزن ( لو 22: 45 ). تُرى ما الذي أحزن التلاميذ؟
بالتأكيد الحديث السابق في العلّية عن أن سيدهم سيُسلَّم لأيدي الأثمة ويُقتل. فكأن التلاميذ لاذوا بالنوم هربًا من حزنهم. لكن على النقيض، فإن ربنا يسوع مع أن أحزانه كانت أعمق بما لا يُقاس، إلا أنه لم يتخذ النوم مهربًا، بل التجأ للآب ساكبًا شكواه. ولما وجد المسيح تلاميذه نيامًا وبَّخ عدم سهرهم، ووجَّه كلامه بصفة خاصة لبطرس، وكأنه يقول له: أَ بعد كل ما سبقت فقلته لك من تحذيرات في العلّية، وما طلبته منك في البستان، أجدك نائمًا؟!
نعم نام بطرس فخسر الكثير؛ خسر أولاً مشاركته لسيده في ساعة هي الأعنف والأصعب قُبيل الصليب، وخسر ثانيًا اليقظة والاستعداد فسقط سريعًا لما واجهته التجربة.

ثالثًا:
في السجن ( أع 12: 6 ).
نرى بطرس هذه المرة نائمًا لا فوق جبل ولا في البستان، بل في سجن مُظلم. كانت هذه هي الليلة الأخيرة لبطرس في السجن، وكان هيرودس منتظرًا أن تنتهي هذه الليلة حتى يُسلَّم بطرس للقتل. تُرى كيف كان حال بطرس حينئذٍ وهو يعلم أن بينه وبين السيف ساعات قليلة؟
هل كان خائفًا جزعًا، قابعًا في سجنه مرتعبًا؟ كلا على الإطلاق، فلقد كان نائمًا في سلامٍ تام، نائمًا نوم الواثق والمطمئن في معية سيده له في كل الظروف، نوم مَن يدرك أن إلهه مسيطر على كل الأحداث.

ليتنا نتحذر من النوم السلبي، ولننتبه لكلمات بطرس نفسه: «اصحوا واسهروا» ( 1بط 5: 8 ).


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:49 PM

الأُتن الضالة

https://files.arabchurch.com/upload/i...1/84330549.jpg

فضلَّت أُتن قيس أبي شاول. فقال قيس لشاول ابنه: خُذ معك واحدًا من الغلمان
وقُم اذهب فتِّش على الأُتن ( 1صم 9: 3 )

نحن بحسب الطبيعة متمردون ونتبع إرادتنا الذاتية. وما هذه الأُتن الضالة إلا صورة لنا بحسب الطبيعة كمَن ابتعدنا عن الله وارتدنا طرقنا الخاصة.
وكما كانت هذه الأُتن بحاجة إلى يد قوية تُمسك بزمامها، هكذا شعب إسرائيل الذي في أوقات كثيرة
تصرَّف على هذا المنوال.
وهكذا يكون الشخص الذي جاء يبحث عن هذه الأُمة المتمردة العاصية في حاجة إلى معونة إلهية ليتولى زمام الأمور.

والحقيقة أن شاول لم يعثر على الأُتن الضالة، بل رُدَّت إلى أبيه بمعجزة إلهية.
وبالمثل لا يمكن لبشر أن يرُّد ضالاً إلا الله. فإذا رُدّ فإن ذلك يكون بعمل إلهي.
وهكذا عندما جاء الوقت للمَلك الحقيقي ليدخل مدينته، دخلها على جحش ابن أتان لم يجلس عليه أحد من قبله قط.

لقد بحث شاول باجتهاد عن الأُتن الضالة في عدّة أماكن، ولكنه فشل في العثور عليها. فأولاً، هو بحث في «جبل أفرايم» الذي يعني ”مُثمر“، ثم بحث في «أرض شليشة» والتي تعني ”الجزء الثالث“.

إذًا فقد بحث شاول في مساحة شاسعة، ولكن ليس في مكان الثمر ولا في الطريق الواسع يمكن العثور على الضال. ثم بحث في «أرض شعليم» والتي تعني ”مكان تجاويف“ أو ”أودية“، وفي «أرض بنيامين» والتي تعني ”يدي اليمين“ والتي تُشير إلى الرِفعة والتميُّز.

ولكن لا في مكان الضِّعَة ولا في مكان الرفعة يمكن أن يُرَّد الإنسان الطبيعي إلى الله. فالفقراء والدهماء بعيدون عن الله بذات قدر بُعد الشرفاء والأغنياء.

وأخيرًا جاء إلى «أرض صوف» والتي تعني ”قرص عسل“ حيث كفَّا عن البحث. وقد نرى في ”صوف“ حلاوة وجاذبية الطبيعة، ولكن ليس ما هو أبعد منها عن الله. فقد يكون المرء جذابًا بالطبيعة ولكن دون أدنى فكر صحيح عن الله، وإذا لم يكن للأفضل بحسب الطبيعة قلب مع الله، فلا بد أن يقلع عن البحث.

وهكذا يتضح جليًا أن باحثًا من نوع آخر مطلوب ليجد الضالين، وقد جاء ووجدهم في مكان
مختلف عن تلك التي ارتداها شاول.
حيث وُضع هذا الباحث إلى تراب الموت رازحًا تحت حمل الدينونة، وهناك وُجد الضال.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:51 PM

أنا عطشان

https://files.arabchurch.com/upload/i...1091795212.jpg

بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كمل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان. ( يو 19: 28 )

كانت هذه هي الصرخة الوحيدة التي انطلقت من الرب يسوع على الصليب مُعبرة عن آلامه الجسدية.
لقد كان أمرًا مألوفًا أن يجزع المحكوم عليهم بالصلب، وأن يستعطفوا وأن يتوسلوا بصراخ ودموع وأحيانًا كانوا يهدرون تذمرًا وينفرون من الصلب في شراسة.

أما يسوع المسيح فلم يلفظ كلمة واحدة تنم عن الشكوى إلى هذه اللحظة. وحتى بعد هذه اللحظة في وسط الآلام الشديدة كان ضابطًا لنفسه ـ كان محصورًا بالاهتمام بالآخرين أو بالصلاة لله. ويا له مثالاً رائعًا للصبر!

هل يمكن أن يكون هذا هو الذي وقف مرة في أورشليم في وسط جمع حاشد يقول: «إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب»؟ ( يو 7: 37 ).
أ هذا هو الذي جلس على بئر يعقوب مع السامرية يقول لها: «كل مَن يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا، ولكن مَن يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية»؟ ( يو 4: 14 ).

أ يمكن أن يكون ذاك الذي يمثل هذه الكلمات كان على استعداد أن يطفئ عطش العالم، هو نفسه الذي يقول الآن: «أنا عطشان»؟

نعم هو هو نفسه. وهذا التباين ملحوظ في كل أدوار حياته. تباين بين الغنى والفقر الظاهري.
كان قادرًا على أن يُغني الكثيرين ومع ذلك كان يُخدَم من أموال نساء فضليات تبعنه. قال مرة: «أنا هو خبز الحياة» ولكنه أحيانًا «جاع».

لقد وعد المؤمنين به «عروشًا» و«منازل كثيرة» ولكنه عن نفسه يقول: «للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه» ( مت 8: 20 ).

مُروي العطاش قد عطشْ والخلَّ أيضًا قد شربْ
وهكذا تمَّ الكتابْ وكل ما عنه كُتبْ

إن يسوع المسيح لم يَزَل يقول «أنا عطشان». عطشان إلى المحبة. عطشان إلى الصلاة.
عطشان إلى الخدمة. عطشان إلى القداسة.
وفي القلب المُحب المكرَّس الخدوم الطاهر؛ في مثل هذا القلب يرى الرب من تعب نفسه ويشبع.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:52 PM

ابعُد إلى العُمق

https://files.arabchurch.com/upload/i.../189343041.jpg

ابعُد إلى العُمق وألقوا شباكُكم للصيد ( لو 5: 4 )

كان التلاميذ مُتعبين في ذلك الصباح على بحيرة جنيسارت وكانوا متضايقين. لقد تعبوا الليل كله ولم يُمسكوا شيئًا، وإذا بشخص يبدو كأنه غريب عنهم، يطلب إليهم شيئًا لا يروق في نظرهم. لم يُمسكوا سمكًا في الليل فكيف يُمسكون في وضح النهار؟ هذا أمر لا يقبله منطق الصيادين.

لذلك لا عَجَب أن أجابوه بالقول: «يا معلم، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا».


ونحن قد يُطلب منا شيء يبدو لأول وهلَة أنه مستحيل، قد يُطلب منا أن نخرج لعالم يتطوح بعيدًا عن الله لكي نصطاد منه نفوسًا للمسيح. فهل هذا أمر يستحق مجرد المحاولة؟ نحن عُرضة لأن ننظر إلى الوراء، إلى الماضي فنرى في حياتنا سلسلة فشل متصلة الحلقات.

نرى عهودًا كثيرة فشلنا في الوفاء بها، ونرى خطايا ظاهرة تتعلق بعدم أمانتنا، ونسمع من خلال الماضي القريب والبعيد زفَرَات أنين وتذمر، كما نرى مواتًا في المسيحية الاسمية وفتورًا عند المؤمنين.


لكن رغم هذا كله يأمرنا الرب أن نتقدم مرة أخرى، وأن نُلقي شباكنا للصيد. نعم أنت وأنا بكل ما منينا به من فشل في الماضي، وبكل ما فينا من ضعف وجُبن، ورغم ما يحيط بنا من متاعب ومعوقات، مطلوب منا أن نبعد إلى العمق ونُلقي شباكنا للصيد. إن الرب يأتمنك ويأتمني على خدمة ولو بسيطة في وِسعك ووسعي أن نقوم بها.
فهل نؤديها؟ أم تدور مشغوليتنا حول خلاص نفوسنا وكفى؟ وحول راحتنا وشبعنا وكفى؟
إن كان هذا لسان حالنا، إذًا لنطرح روح الاكتفاء الذاتي، ولنتقدم. ليَقُل كلٌّ منا «
هأنذا أرسلني
».http://www.arabchurch.com/forums/ima...lies/smile.gif

لكن ليكن معلومًا أن روح الله هو الذي يطلب منا أن نذهب، وهو لن يقدم لنا عملاً لنعمله أكبر من طاقتنا على العمل، فقط علينا أن نطيع وهو لن يتركنا في وقت الشدة والخطر.


أما الخدمة التي يطلبها منا فهي أولاً أن نعيش كما يحق للمؤمنين أن يعيشوا، حتى يرى الناس الذين حولنا المسيح فينا، حتى ولو كان مسيحًا مرفوضًا ومتألمًا.

إذًا لنحرص أن لا نجلب عارًا على الاسم الحسن الذي دُعي علينا بسبب محبتنا لذواتنا أو خوفنا من المُناداة بالحق والنعمة، متذكرين أن الناس يُجتَذبون للمسيح بالقدوة أكثر جدًا مما يُجتَذبون بالكلام.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:53 PM

المؤمن في التجربة

https://files.arabchurch.com/upload/i.../434861711.gif
بالنهار يوصي الرب رحمته، وبالليل تسبيحُهُ عندي صلاةٌ لإله حياتي ( مز 42: 8 )

عندما يسوق الله إلينا بعض الضيق أو بعض الألم فإنما يرتبه بحكمة لأجل خيرنا الروحي، ويريد منا أن نحتمل التجربة بثقة كاملة فيه لكي يرقى إيماننا في اختبار أمانته وحكمته.
إنه لا يدبر أمرًا بلا هدف، ولا يرتب تجربة بدون قصد، ولا شيء يحصل مطلقًا على سبيل الصدفة. لكن من جانبنا يجب أن نلتصق به أكثر في
وقت التجربة لنعرف فكره. وإن لم نعرف، فستصل إلينا تعزية روحه القدوس، وسيملأ سلامه قلوبنا.
إن أسوأ ما في التجربة ليس هو الألم الذي نحسّ به أو الخسارة التي تلحق بنا ماديًا أو جسمانيًا، إنما أسوأ ما في التجربة هو عدم إيماننا بمحبة الله العطوفة المترفقة، وعدم ثبات القلب، وعدم الثقة في عمق حكمة الله وعظمة صلاحه وكثرة مراحمه.

حدث مرة أن رجلاً تقيًا، بارك الله بيته وأنجح عمله، وحفظ ما له وأولاده. وكان الرجل مؤمنًا صادقًا.
وكان في كل مساء يُقيم المذبح العائلي، وتسمع بيوت الجيران نغمات الترنيم الجميلة، فكانوا يقولون: ”ولماذا لا يرنم ولا يسبح وقد ابتسم الله له؟
إنه فرحان لأن الله باليد الواحدة يظلل عليه وباليد الأخرى يزيد له الخير“.
وكان لهذا الرجل ابن ناجح في عمله، وسعيد في بيته، وقد رزقه الله بولد، لكن الله سمح أن يمرض الطفل ويموت. وفي صباح ذلك اليوم خرج الرجل الكبير من بيتهِ متألمًا لموت حفيده الصغير، في طريقه إلى عمله كالمعتاد. وسمع من أحد البيوت المجاورة صوتًا يقول:

”هو مثل باقي الناس يحزن في التجربة، وهذا المساء لن نسمع أصوات التسبيح ولا نغمات الحمد والشكر“.

وتنبَّه الرجل، ورفع قلبه إلى الرب ليمده بمعونة لمقابلة هذا التحدي، وأيضًا لتسنيد ابنه الذي انكسر قلبه بسبب موت طفله.

وفي تلك الليلة اجتمع أفراد العائلة كعادتهم، وقُرئت كلمة الله، وسبَّحوا كعادتهم، وسمع الجيران أصوات الحمد كما كانوا يسمعونها في كل مساء.

وفي ختام ذلك الاجتماع العائلي قال أبو الطفل:
لم أكن أعرف قبل الآن مَنْ هو المؤمن المسيحي
كما عرفت هذه الليلة
“.
هذه هي بركة إيمان الثقة.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:54 PM

عيناه كالحمام

https://files.arabchurch.com/upload/i.../624692385.jpg

عيناه كالحمام على مجاري المياه، مغسولتان باللبن، جالستان في وقبيهما ( نش 5: 12 )

ليس مثل العين في التعبير عما يسكنه الإنسان في الباطن. إنها في صمتها تتكلم بلغة أكثر وضوحًا من كلام الشفتين. عندما نظر الرب إلى الجالسين حوله ( مر 3: 34 )، كم كانت تحمل تلك النظرة من معاني عميقة!
لقد كانت مُعبرة عما في قلبه من محبة وسرور بأولئك الذين يصنعون مشيئة أبيه؛ أولئك الذين دعاهم إخوته وأخواته وأمه. وعندما انتهره بطرس لأنه تكلم مع تلاميذه عن آلامه وموته «التفت الرب وأبصر تلاميذه، فانتهر بطرس» ( مر 8: 33 ).
وما كان أعمق تلك النظرة أيضًا! إنها كانت تعبِّر عن محبته لهم وعن بركته الأبدية بواسطة ذلك الموت.
ومَنْ يستطيع أن يصف عيني الرب عندما تحدَّث بهما إلى بطرس وهو في بيت رئيس الكهنة؟

وفي سفر الرؤيا (ص5) يتحدث الرائي عن الخروف الذي له «سبع أعين»، والرقم سبعة يشير إلى الملء والكمال «لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه» ( 2أخ 16: 9 ).

وجدير بنا ـ أيها الأحباء ـ أن نتتبع نظرات الرب إلينا، فإنه يعلِّمنا ويرشدنا بنظرات عينيه «أُعلِّمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك، عيني عليك» ( مز 32: 8 ).

ولقد رأت العروس عيني حبيبها في صورة تعبِّر عن اللطف والوداعة «كالحمام على مجاري المياه».
كما رأت فيهما أجمل صورة للطهارة والنقاوة «مغسولتان باللبن»، فعواطف المحبة واللطف والحنان تشع من هاتين العينين، ولكنهما أيضًا تفيضان طهارة وقداسة.
وهذه الصفات مجتمعة معًا؛ اللطف والحنان مع الطهارة والقداسة، هي ما يريد أن تتصف بها عروسه وحبيبته.

ولكن ما أكبر الفرق بين عينيه كما تصفهما العروس وبين عينيه اللتين رآهما يوحنا في جزيرة بطمس «عيناه كلهيب نارٍ» ( رؤ 1: 14 ).

ففي هذه الصورة الأخيرة يُرى كمَن يقضي في وسط الكنائس، فنراه في طهارته الفائقة يعمل بسلطانه القضائي لإدانة كل ما لا يتفق مع الحق والقداسة، وتُرى عيناه بهذه الصورة بسبب التهاون
وعدم التقدير لجمال وطهارة عينيه اللتين «كالحمام»، وبالتالي لعدم المُبالاة بمحبته التي تقود إلى الطهارة والقداسة، وهذا ما وصلت إليه المسيحية الاسمية بصفة عامة، ولِذا رأى يوحنا الرب في صورته القضائية.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:55 PM

بدم نفسه

https://files.arabchurch.com/upload/i.../156196786.jpg

وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرةً واحدةً إلى الأقداس، فوجد فداءً أبديًا ( عب 9: 12 )

إن دم المسيح قد أهَّل المؤمن للوقوف بضمير كامل في حضرة الله ( عب 9: 8 - 14؛ 10: 1، 2)، فلم تبقَ خطية ما على الضمير، ولم يبقَ للمؤمنين ضمير خطايا فيما بعد، ومع أننا نشعر طبعًا بالخطية الساكنة فينا، ولكن دم المسيح يطهرنا من كل خطية، فالخطية بعيدة عن العابد في حضرة الله بُعدها عن المسيح الذي حملها، لأنه قد اكتسى بثوب بر الله؛ ذلك الثوب الذي لن يتحصَّل عليه أعظم رئيس للملائكة، ولو كان يمكن للحسد أن يتطرق إلى الملائكة، لكان أول ما يحسدونا عليه هو أن ثيابنا أبهى من ثيابهم.

إن الثياب المغسولة بالدم ستكون أنصع الثياب بياضًا وأشدها لمعانًا في السماء، بل ستكون نظير ثياب المسيح نفسه له المجد.

ثم نلاحظ أيضًا أننا قد أصبحنا مؤهّلين لدخول السماء بنفس المؤهل الذي دخل به المسيح، فالمسيح قد دخل بدم نفسه وبفضل ذلك الدم ( عب 9: 12 )، وهكذا نحن أيضًا، فهو لم يدخل إلى السماء ببره الذاتي المفرد فقط، بل دخل بنفس المؤهل الذي منحه لشعبه.

لأنه إذ قد أُحصيَ مع أثمة، دخل إلى السماء بنفس الحق الذي يؤهل الأثمة للدخول هناك.
من ثمَّ نرى أن نفس الترحاب الذي قوبل به المسيح ونفس القُرب الذي له من العرش ينتظران كل مؤمن بذلك الدم الكريم.

لما رجع المسيح إلى السماء كالغالب المنتصر بدم نفسه، لم يكن للسماء إلا أن ترحب به، ونحن أصبح لنا نفس الحق بالدخول ونفس الترحاب المجيد.

ولكن أين يضع دم المسيح المؤمن؟ هل من داخل باب السماء فحسب؟
كلا، بل في قُدس الأقداس، في نفس القُرب الذي للمسيح. مرة قال لي أحد المسيحيين وأنا أتكلم في هذا الموضوع: ”إني لا أؤمن في كل ذلك، ولا أطمع في أكثر من الوجود هناك بوابًا“.
فقلت له:
هذا يُرضيك أنت ولكنه هل يُرضي المسيح؟ هل يرضي العريس المُحب أن يترك عروسه في مركز البواب؟ هل يرضى أن يأخذ مركزه على مائدة الهناء والفرح ويترك العروس المحبوبة واقفة على الباب لكي تفتح لكل طارق؟
إن هذا ليس إلا تواضعًا كاذبًا، وليست هذه الأفكار
إلا مُهينة للمسيح.
صحيح إننا هنا على الأرض نفضِّل الوقوف على العتبة في بيت الرب على السكن في خيام الأشرار، وأما هناك فيجب أن تكون عروس الخروف معه حيث هو وكما هو إلى الأبد.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:57 PM

لذهن الروحي

https://files.arabchurch.com/upload/i.../877370064.jpg

وأما الروحي فيحكم في كل شيء، وهو لا يُحكم فيه من أحدٍ ( 1كو 2: 15 )

يوجد في الكتاب مميزات كثيرة للروحيين، نذكر منها ثلاثًا:

1ـ التمييز أو الفهم: «أما الروحي فيحكُم في كل شيء» ( 1كو 2: 15 ). فلا يستطيع أحد أن يمتحن كل شيء ويميز الأمور المتخالفة ويكتشف حيل الشيطان وقوته، ويفهم غرور العالم، وخداع الجسد، مثل الشخص الروحي. لذلك لا غرابة إذا رأينا البعض يحكمون على خطية لا يستطيع الآخرون أن يدركوها أو يلاحظوها.
فالكورنثيون مثلاً كانت بينهم شرور كثيرة أدبية وتعليمية، ولكنهم لم يدربوا ضمائرهم أمام الرب من أجلها، ولكن عندما انكشفت لهم، اجتازت نفوسهم في تدريبات مُرَّة وانكسار شديد.
فلا عَجَب إذًا أن رأينا المؤمنين الجسديين في عاداتهم وتصرفاتهم يغفلون عن إدراك قداسة الطريق الذي عيَّنه الله لسلوكنا كأعضاء جسد المسيح.

2ـ الروحيون هم الذين يستطيعون قبول التعليم الذي يعلنه الله. فالكورنثيون لم يكونوا أهلاً لقبول ما أراد الرسول أن يوصّله إليهم لخير نفوسهم، لذلك قال لهم: «سقيتكم لبنًا لا طعامًا، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون، بل الآن أيضًا لا تستطيعون، لأنكم بعد جسديون» ( 1كو 3: 2 ، 3). وهذا هو السبب الذي لأجله تجد بعض المسيحيين لهم عقلية نيِّرة في أمور الزمان، ولكنهم لا يستفيدون من الحقائق الإلهية الثمينة التي يسمعونها. من ثم نرى أنه يجب أن يكون السامعون في حالة روحية كالمتكلم حتى تتم الفائدة المطلوبة، أما إذا كان السامعون جسديين، يصغون إلى الأقوال الروحية كمحاضرات علمية، فلا غرابة إن لم تأتِ التعاليم بالثمر المقصود.
فلو قدَّمنا طعامًا قويًا من ألَّذ نوع إلى طفل، فإنه لا يستطيع أن يقبله أو ينتفع به.

3ـ الروحي يستطيع إصلاح الآخرين: «أيها الإخوة، إن انسبق إنسان فأُخذ في زلَّةٍ ما، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا ...» ( غل 6: 1 ).
فمن الخطأ أن أفتكر أنه لمجرد كوني ابنًا لله أستطيع إصلاح الساقطين، إذ إن الروحانيين وحدهم هم المدعوون لهذا العمل، لأنهم درسوا أنفسهم، لذلك لا يتقّسون على الآخرين، ولا يعاملونهم بالروح الناموسية، ولا بالتسرع والميول الشخصية، بل بالتواضع والوداعة والاعتماد على الرب، عالمين أن فيهم نفس الميل للشر، بل هم مُعرَّضون للوقوع في نفس التعدي إن لم تحفظهم قوة الله ( غل 6: 1 ).

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:58 PM

الغني ولعازر

https://files.arabchurch.com/upload/i...1206823729.jpg

فماتَ المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم. ومات الغني أيضًا ودُفن، فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب ( لو 16: 22 ، 23)

لدينا في قصة الغني ولعازر صورة للجانب الآخر من القبر، وهذه الصورة الموحى بها تنقض سبعة أخطاء يحاول الشيطان أن يثبتها في أذهان الناس فيما يتعلق بالموت ونتائجه الأبدية:

الخطأ الأول:
لا نستطيع أن نعرف شيئًا يقينيًا عن الحياة بعد الموت. ولكننا نرُّد على هذا من المكتوب قائلين:
إننا نستطيع، ففي هذا الجزء يُخبرنا الرب نفسه عن الحياة والموت، والعزاء والعذاب، وأن مَن يرفض وحي الكتاب المقدس فلن يجد مصدرًا يعتمد عليه فيما يتعلق بمصير الإنسانية.
فما أفظع أن نظن أن أحباءنا يموتون، ونحن قد نموت، في فزع وغير يقين!

الخطأ الثاني:
أن الموت يُنهي كل شيء. هذا ما يريدنا البعض أن نصدِّقه، فيقولون إنه:
لا شيء وراء القبر. ولكن من دراستنا لهذه القصة الموحى بها، نجد أن الغني (ع19)، ولعازر (ع20)، كان لهما وجود بعد أن ماتا.
دُفن جسداهما، ولكنهما كانا حيين بعد موتهما.
هكذا قال الرب.

الخطأ الثالث:
أنه عندما نموت فنحن ننام. ولكن بقراءة هذا الفصل جيدًا ولا سيما الأعداد من 22- 26 يتضح لنا مدى خطأ هذا الرأي. فبعد لحظة واحدة من الموت يكون الإنسان مستيقظًا، إما في العذاب أو في النعيم. إن الجسم بالطبع هو الذي ينام، فالرجل الغني بعد الموت رأى وشعر، ونادى، وترجّى، وسمع، وتذكَّر (ع23- 25)، لقد كان مستيقظًا تمام اليقظة!
وكان لعازر «يتعزى» (ع24) ـ أي أنه كان أيضًا مستيقظًا.

الخطأ الرابع:
أنه لا يوجد جحيم أو هاوية: كم من الناس يودّون أن يكون العذاب أسطورة لا أساس لها من الصحة! ولكن الشيء العجيب هو أن الكثيرين من الذين لا يعتقدون بوجود الجحيم، يؤمنون بوجود السماء، وما أبعد هذا عن المنطق!
إن السماء وجهنم إما أن توجدا معًا، وإما أن تسقطا معًا، ولكنهما حقيقتان رغمًا عن الإنسان وتفكيره.
لقد تكلَّم الرب عن الجحيم بأنه مكان العذاب والألم والذكرى المريرة (انظر أيضًا مت13: 42؛ 24: 51؛ 25: 30، 46).

ألا ليت الخاطئ يتحذر حتى ولو كانت اللغة التي تُعبِّر عن العذاب رمزية.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 02:58 PM

مرقس.. صنعة صانع حاذق

https://files.arabchurch.com/upload/i.../584840448.jpg


يُسلِّم عليكم ... ومرقس ابن أخت برنابا، الذي أخذتم لأجله وصايا، إن أتى إليكم فاقبلوه ( كو 4: 10 )

مرقس، أو يوحنا (وهو اسمه العبري، الديني) المُلقَّب مرقس (وهو اسمه الروماني، الرسمي)، كان ”ابن عز“ من جميع النواحي!! فمن حيث الغنى يكفي أن نرجع إلى وصف بيتهم وأبوابه ودهاليزه وجواريه ( أع 12: 12 ، 13). ومن الناحية السياسية، فلقد كان روماني الجنسية، كما يظهر من لقب «مرقس» والذي كان أكثر استخدامًا، وكان هذا مركز قوة أيامها ( أع 22: 25 - 29).

واجتماعيًا، الأرجح أنه كان ابن أرملة، وهذا ما يظهر من تسمية البيت باسم الأم، وربما كان وحيدًا إذ لم يُذكر له أخ. أما من الناحية الروحية، ففي بيتهم كانت تجتمع الكنيسة، وكان ذا قرابة لبرنابا أحد المتقدمين في الكنيسة في تلك الأيام (أع12)، والأرجح أنه ابن بطرس في الإيمان ( 1بط 5: 13 ).

وبهذه المؤهلات اندفع مرقس إلى طريق الخدمة!!
وسواء عبَّر هو عن رغبته في الخدمة لبرنابا، أو شجَّعه برنابا، فبدون أن تظهر ملامح للدعوة الإلهية نقرأ أن «برنابا وشاول ... أخذا معهما يوحنا المُلقَّب مرقس» ( أع 12: 25 ). أَ لم يكن يعلم أنه لا أساس يصلح للخدمة إلا الدعوة الإلهية، وفي التوقيت الإلهي.

لم يحتمل مُعاناة السفر في الخدمة، والظروف الصعبة، والشخصيات التي كان عليه أن يواجهها في طريق الخدمة، وطبيعة الخدمة المتعبة. وهكذا لم تصمد كل مؤهلاته، فنراه في مستهل الرحلة
«فارقهم ورجع إلى أورشليم» ( أع 13: 13 ).
لقد فشل في أول امتحان، ولا بد أن تُمتحن الخدمة.

هل ستبقى الحال هكذا، ذاهبًا من فشل إلى فشل؟!
هل سُدَّ طريق الخدمة في وجهه أبدًا؟
مهلاً فالله لم يَقُل كلمته الأخيرة بعد. وهناك، بعيدًا عن الأنظار، حيث لا نعلم، وفي زمن نجهله، وبطريقة لا ندركها، كانت يد الفخاري تعمل لتشكلن منه إناءً نافعًا للسيد. وإذ يعود به كصنعة صانع حاذق، نراه في طليعة رفقاء
بولس (فل24)، بل ويضمه في تسليماته ويوصي به ( كو 4: 10 ).
وإذ يفيض السيد مستعرضًا فيه نعمته وكفايته وفنه ـ تبارك اسمه ـ ينتزع من بولس نفسه آهة إعجاب متمثلة في القول: «خُذ مرقس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة» ( 2تي 4: 11 ).
«
نافع»!! «لي»!! «للخدمة
»!! ولا يفوتنا أن نعمة الله لم تكتفِ بذلك، بل إذ بالتلميذ الفاشل يكتب رسالة الدكتوراة في نفس المادة التي رسب فيها!!
لقد استخدم الروح القدس مرقس
ليكتب إنجيل الخادم!
http://www.arabchurch.com/forums/ima...lies/smile.gif


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 03:00 PM

الإيمان وقدراته

https://files.arabchurch.com/upload/i.../136528356.jpg
فقال توما الذي يُقال له التوأم للتلاميذ رفقائه: لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه! ( يو 11: 16 )

ينبغي أن يكون إيماننا حقيقيًا، إذ لا فائدة تُرجى من الكلام عن الإيمان والقلب لم يختبر قوته، فمجرد الاعتراف لا فائدة فيه، فلم يَقُل الكتاب:
”ما المنفعة يا إخوتي إن كان لأحد إيمان“، إذ في الواقع هناك منافع لا حصر لها
لمَن يمتلك الإيمان، بل قال «ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحدٌ إن له إيمانًا» ( يع 2: 14 ).
الإيمان وحده هو الذي يمجد الله!
فهو يرفع النفس فوق المؤثرات المُحزنة والمؤثرات المنظورة الزمنية. الإيمان الذي يهدئ روعنا هدوءًا مباركًا مُلذًا، ويوسع قلوبنا بإخراجنا من دائرة شئوننا الشخصية وهمومنا وأثقالنا. ويقرن نفوسنا بنبع الله الحي الأبدي؛ نبع الصلاح والجود، نبع الخير والإحسان، النبع الدائم الجريان.
الإيمان يعمل بالمحبة وينشط بالنعمة لسد عوَز المحتاج، ولا سيما نحو الذين من أهل الإيمان.

الإيمان وحده يستطيع أن يقول حيث قادني الرب أسير، أما الطبيعة فترتعد فرائصها من السير في هذا السبيل، لأنه وعر المسلك عليها، ومُظلم ومُخيف لديها؛ طريق موحش.

وحتى الذين أحاطوا بالرب المبارك في فرصة لعازر، قد عجزوا عن إدراك أفكاره، والسير في آثاره، إذ عندما قال لهم: «لنذهب إلى اليهودية أيضًا»، لم يخطر ببالهم إلا رجم اليهود له ( يو 11: 7 ، 8)، وعندما قال لهم: «لعازر حبيبنا قد نام، لكني أذهب لأوقظه»، أجابوا: «إن كان قد نام فهو يُشفى»، ولما ذكر موته ظنوا أنه يتكلم عن «رقاد النوم»، ولما أخبرهم علانية «لعازر مات.
وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك، لتؤمنوا. ولكن لنذهب إليه!» بَدَا عدم إيمان الطبيعة في أحد التلاميذ، «فقال توما الذي يُقال له التوأم للتلاميذ رفقائه: لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه!».

وقصارى القول .. نرى عجزًا كاملاً عن إدراك وجوه هذه القضية من الوجهة الإلهية.
فالطبيعة لا ترى إلا الموت، ولا تشاهد إلا الظلام. وكل ما استطاع التلاميذ أن يقولوه: «لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه!».

فما أسوأ النتائج التي يصل إليها عدم الإيمان، وما أخطأ حسابه الذي يحسبه والاستنتاج الذي يستنتجه.
هل السير مع رئيس الحياة يؤدي إلى الموت؟! يا لها من غباوة! يا له من تناقض غريب!
كان حري بتوما أن يقول:
”لنذهب معه لنرى مجده ونشاهد آياته، لكي نشاطره نُصرته وهتافه على الموت، لكي نهتف عند باب القبر قائلين:
هللويا لاسمه، هو الذي له عدم الموت“.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 03:01 PM

آلام المسيح الكفارية

https://files.arabchurch.com/upload/i.../272327899.jpg

إلهي إلهي لماذا تركتني بعيدًا عن خلاصي عن كلام زفيري؟ إلهي في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هدوّ لي ( مز 22: 1 ، 2)

يُفتتح المزمور بكلمات تُعلن الأعماق التي وصل إليها المسيح في آلامه لأجلنا لكي يتمم المشورات الإلهية.
هناك لا يستطيع أحد أن يقف، لكن المسيح تبارك اسمه استطاع أن يقف في طريق العدل ليضع هناك أساسات الخليقة الجديدة وضامنًا لها سعادة باقية وراحة كاملة.

إنه وحده فعل ذلك، وحده دخل في مكان الدينونة حيث لم تطأها قَدَم من قبل ولا من بعد.
ليتنا نحني رؤوسنا وليتنا ننسى ذواتنا بينما نشخَص إليه من الخارج فقط، وهو في ذلك المشهد الذي لا يمكننا أبدًا الدخول إلى أغواره.
ليتنا نخرّ ساجدين في خشوع تام لشخصه. أي قلم يمكنه أن يصف آلام ذلك الشخص القدوس، الآلام التي لا يمكن لقلوبنا المسكينة أن تقترب منها.

«إلهي إلهي لماذا تركتني؟» هذه الكلمات هي نفسها التي خرجت من شفتي الرب يسوع عندما اكتنفته الظلمة على الصليب. إنها تأتي بنا وجهًا لوجه مع أعماق عمله الذي لا يستقصى كحامل الخطية. فالذي لم يعرف خطية جُعل خطية لأجلنا. وعقاب الخطية الكامل، ذلك العقاب الذي لا يمكن أن ندركه، قد دفعه. وكل التيارات واللُّجج طَمَت فوق رأسه، عندما نزل إلى الجب الأسفل في ظلمات.

«لماذا تركتني؟» ثم نراه وهو في هذه الظلمة الكثيفة يُجيب عن هذا التساؤل في قوله «وأنت القدوس» (ع3).
قداسة الله هي التفسير لهذا السر العظيم. لقد تعامل الله القدوس معه كحامل الخطية وحينئذٍ لم يُشفق عليه، بل بذله لأجلنا أجمعين.

«إلهي إلهي لماذا تركتني؟» .. تأتي هذه الكلمات في أول المزمور الثاني والعشرين. لو كتب الإنسان وصفًا لآلام المسيح، كان سيعطي أولاً وصفًا مستفيضًا عن الآلام الجسدية والتفاصيل المريعة للصلب.
لكن الروح القدس وضع أعمال الإنسان التي سببت الآلام الجسدية في المؤخرة.
ولماذا؟ لأن كفارة المسيح لم تكن في الآلام الجسدية التي أحدثها البشر، لكن ما تم بين المسيح والله في ساعات الظلمة والتركْ هو الذي فجَّر من الصخرة المضروبة النهر الإلهي للنعمة المقتدرة.

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 03:02 PM

واقفٌ لتعضيدنا

https://files.arabchurch.com/upload/i...1029609903.jpg

وأما هو فشَخَص إلى السماء وهو مُمتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله ( أع 7: 55 )

لقد وعدنا الرب الذي دُفع إليه كل سلطان بأنه «
معنا كل الأيام إلى انقضاء الدهر
»، وإذ ارتفع فوق جميع السماوات، وجلس في يمين عرش الله، فمن هناك يرثي لضعفاتنا، ويُعيننا في تجاربنا «لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا، بل مُجرَّب في كل شيءٍ مثلنا، بلا خطية» ( عب 4: 15 ).
وهناك مشاهد عملية تُرينا وقوفه إلى جانبنا وهو في قمة المجد:

(1)
عندما أُوقف استفانوس أمام مجمع اليهود لمحاكمته التي انتهت برجمه، وكانوا كوحوش مفترسة من حوله، فحنقوا بقلوبهم وصرُّوا بأسنانهم عليه «وأما هو فشخَصَ إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله. فقال: ها أنا أنظر السماوات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله». لقد ظهر الرب ”واقفًا“ لأجل تشجيعه، وتحويل نظره عن كل منظر هنا، ولتشويقه للوصول إليه، لدرجة أنه لم يَعر الحجارة اهتمامًا، بل طلب لأجل راجميه: «يا رب، لا تُقِم لهم هذه الخطية» ( أع 7: 54 - 60).

(2)
بالرغم من ضعف شهادة الرسول بولس في أورشليم حيث شابها التفريط في الحق المسيحي، بممارسة طقسًا يهوديًا مع مَن كان عليهم نذر (أع21)، وبالرغم من أنه لم يظهر بالمستوى السامي للمسيحية عندما أصدر رئيس الكهنة أمرًا بضربه على فمه، ثم محاولته الإيقاع بين الفريسيين والصدوقيين لمصلحته؛ بالرغم من كل هذا إلا أن السيد العظيم، إله كل نعمة «في الليلة التالية وقف به الرب وقال: ثق يا بولس! لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم، هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضًا» ( أع 23: 11 ).

ويا لها من وقفة لتشجيع عبده الخائر. حقًا إنه يشفي المنكسري القلوب ( مز 147: 3 )، ويجبر الكسير، ويعصب الجريح (حز34)، إنه عاضد كل الساقطين، ومقوّم كل المنحنين ( مز 145: 14 ).

(3)
في مشهد احتجاج بولس الأول أمام نيرون، لم يحضر أحد من المؤمنين معه، بل الجميع تركوه «ولكن الرب وقف معي وقواني، لكي تُتم بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقذت من فم الأسد»، هكذا قال بولس ( 2تي 4: 16 ، 17). ولقد ترنم داود في يومه: «إن أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني» ( مز 27: 10 ).

إنه إله الأزمات والأوقات الحَرِجة، الذي يُعين المُجرَّبين، ويخلِّص إلى التمام، وقد وعد
«ادعني في يوم الضيق، أُنقذك فتمجدني».
http://www.arabchurch.com/forums/images/icons/icon7.gif


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 03:03 PM

جدعون وخبط الحنطة

https://files.arabchurch.com/upload/i.../154543707.jpg

جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهرِّبها من المديانيين. فظهر له ملاك الرب وقال له: الرب معك يا جبار البأس ( قض 6: 11 ، 12)

إن العمل الذي كان يقوم به جدعون حافل بالمعاني؛ لقد كان يخبط حنطة في المعصرة:
ضمانًا لحفظها من جهة، وإيقانًا بأن المعصرة مكان ليس من المحتمل أن ينظر إليه المديانيون.
والحنطة تُشير إلى المسيح؛ خبز الحياة كما هو مُعلن لنا
في الكتاب.
والتخبيط (أو الدراس) إشارة إلى الجهد الدائب في البحث عن المسيح في الكلمة؛ المسيح خبزنا.
والمعصرة تذكِّرنا ”بدم العنب“ وبدمه، دم سيدنا، الذي يطهِّر من كل خطية.
فهو إذًا يشير إلى الصليب، الذي هو بمثابة المعصرة للمسيح.
إذًا فالصليب ـ ترتيبًا على تصرف جدعون ـ هو خير ملجأ يختبئ فيه الإيمان من سلطان العالم. فلنأخذ مكاننا إلى جنب الصليب، ولن يجرؤ المديانيون يومئذٍ أن ينازعونا مقامنا.

ولكن لاحظ تصميم الإيمان.
العدو في كل مكان، لكن لا بد أن يكون له طعام. هو ضرورة مُطلقة مُلحّة، ومن غير ترخيص الأصدقاء أو الأعداء هو يحصل عليه، يهرِّبه، يخفيه، من أولئك الذين يسرّهم أن يتلفوه ( قض 6: 3 ، 4).
فقد خاب إسرائيل، والعدو داس الأرض بقدميه، لكن لا بد أن يحصل على الطعام لشبع نفسه. فهل تراه يائسًا؟ إن جدعون لا يرتضي الجوع، ولو ارتضاه الآخرون، ذلك أن بين جانحيه إصرار الإيمان الذي لا شيء يعوقه عن الحصول على ما يحتاجه.

ولنتوقف لحظة، أخي، لندقق البصر في هذا الإنسان المنفرد، المنعزل. إنه ذو عزيمة مُلحّة، لا يعرف اليأس سبيلاً إلى نفسه، لأن مطلبه ضرورة لا غنى عنها. وكيف الأمر معنا؟ هل المسيح ضرورة بالنسبة لنا؟
هل نراه أمرًا ضروريًا أن نحصل عليه كخبزنا، كطعامنا، مهما تكن العوائق، وبغض النظر عمَّن انحرفوا عن الله؟ وهل تدربنا على استخدام الصليب كملجأ، ليس فقط لضمان خلاصنا الأبدي، بل بوصفه الشيء الذي أعتقنا من هذا العالم الحاضر الشرير؟

والملاك يخاطبه بطريقة مُلفتة:
«الرب معك يا جبار البأس».
بحسب النظرة البشرية هو أي شيء إلا أن يكون رجل البأس.
فهو مختبئ، ورجل البأس يواجه العدو، ويقود الشعب لمناهضته وطرده، بيد أن الله ينظر ليس كما ينظر الإنسان. فإنه يميزه البأس في التصميم على الحصول على الحنطة مهما تكن التكلفة.
هو يعرف مقاصد القلب، وكيف ترتبط بذلك العمل المتواضع؛ خبط الحنطة!!


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 03:04 PM

المشي فوق الماء

https://files.arabchurch.com/upload/i.../667054877.jpg

وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيًا على البحر ( مت 14: 25 )

عندما هبت العاصفة على التلاميذ هذه المرة، لم يكن المسيح معهم، بل هبت العاصفة عليهم في أثناء الليل، وهم وحدهم بدون رفقته لهم.

لكن المسيح لم يترك تلاميذه في هذه التجربة الصعبة، بل نقرأ «وفي الهزيع الرابع من الليل، مضى إليهم يسوع ماشيًٍا على البحر» ( مت 14: 25 ).
ونحن في هذه الحادثة نجد أربع معجزات للمسيح، وهذه أولها، إذ سار المسيح فوق الماء!

يُخبرنا الكتاب المقدس أن موسى شق البحر الأحمر، فعبر بنو إسرائيل في وسط اليابسة!
كما يخبرنا أن يشوع شق نهر الأردن، فعبر الشعب النهر أيضًا إلى كنعان، وكل من إيليا وأليشع أيضًا شقا نهر الأردن وعبرا في اليابس.
أما المسيح فلم يجفف بحيرة طبرية، لكي يصل إلى تلاميذه، بل مشى فوق أمواجها العاتية!

يُقال إن الرمز الهيروغليفي لكلمة ”مستحيل“ هو رسم لأقدام تسير فوق الماء.
لكن هذا المستحيل عند قدماء المصريين، ليس مستحيلاً على الرب، الذي قال لإبراهيم قديمًا:
«هل يستحيل على الرب شيء؟» ( تك 18: 14 ).

وفي هذا قال أيوب عن الرب: «الباسط السماوات وحده، الماشي على أعالي البحر» ( أي 9: 8 ).

وعن باقي المعجزات المتضمنة في هذه المعجزة المركَّبة، نجد أن بطرس طلب من المسيح أن يأمره ليأتي إليه سائرًا على الماء، فقال له الرب: «تعال» ( مت 14: 28 ، 29). وسار بطرس فعلاً فوق الماء بأمر المسيح.
هذه هي المعجزة الثانية.

والمعجزة الثالثة أنهما، أي الرب يسوع وبطرس «لما دخلا السفينة سكنت الريح» (ع32).

والمعجزة الرابعة مذكورة في يوحنا6: 21 إذ بمجرد دخولهما السفينة صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها!

هذه المعجزات الأربع تؤكد أن المسيح لا يمكن أن يكون مجرد إنسان، إذ تذكّرنا بكلمات المرنم: «النازلون إلى البحر في السفن، العاملون عملاً في المياه الكثيرة، هم رأوا أعمال الرب وعجائبه في العمق ... يصرخون إلى الرب في ضيقهم ومن شدائدهم يخلِّصهم. يهدئ العاصفة فتسكن، وتسكتُ أمواجها. فيفرحون لأنهم هدأوا، فيهديهم إلى المرفأ الذي يريدونه» ( مز 107: 23 - 30).

Mary Naeem 12 - 05 - 2012 03:05 PM

طاعة المسيح التي لا تُبارى

https://files.arabchurch.com/upload/i.../773400889.gif

وإذ وُجد في الهيئة كإنسانٍ، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ( في 2: 8 )

لم يحدث ولن يحدث أن توجد طاعة لله في السماء أو على الأرض، كتلك الطاعة التي ظهرت في حياة المسيح، لأن هذه لم تكن طاعة عبد بل طاعة ابن تعلَّم الطاعة مما تألم به ( عب 5: 8 ).

صحيح أن إرادة الله في السماء كانت ولا تزال تُطاع طاعة كاملة، لكن الملائكة الذين لم يسقطوا، إنما يتممون القصد من خلقهم بخدمة الطاعة التي يؤدونها، وبإصغائهم إلى صوت كلامه ( مز 103: 20 )، أما الإنسان الكامل المطيع، يسوع المسيح، فهو ابن الله الحبيب الذي به سُرّ الآب لما وضع نفسه ووُضع قليلاً عن الملائكة من أجل ألم الموت ( عب 2: 9 ).

إن عظمة شخصه الفائقة هي التي رفعت قدْر طاعته إلى مستوى لا يُبارى، لا في الأرض ولا في السماء. إن المسيح، كالابن الأزلي، هو «
الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد
» ( رو 9: 5 ).

فمن أحقر المخلوقات على الأرض إلى أعظم رؤساء الملائكة في السماوات جميعها لا تتحرك إلا بإذنه، ومع ذلك فقد «وضع نفسه» باختياره، و«نزل أيضًا أولاً إلى أقسام الأرض السُفلى» ( أف 4: 9 ) في طريق طاعته.

وإنها لأعجوبة العجائب أن يأخذ الابن الأزلي مركز «العبد» وأن «يتعلم الطاعة مما تألم به» ( عب 5: 8 )، لأن الخضوع بالضرورة غريب على مَن هو «على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد»، لكنه قد أتقن تعلُّم هذا الدرس ـ درس الخضوع والطاعة.

ومن البداية إلى النهاية لم تكن هناك ضرورة إلى كلمة تحريض من الله توجَّه إلى الرب لأن الابن ـ دائمًا وأبدًا كان يعمل الأعمال المرضية أمام الآب، وتلك الطاعة الكاملة لمشيئة الله على الأرض أرضت قلب الله تمام الرضا. وبقدر ما تأسف الله لعصيان آدم وجنسه، بقدر ما سُرّ، بل على قياس أفضل وأعمق قد شبع قلبه بطاعة الإنسان الثاني.

والمسيح وحده كمَن أطاع الطاعة الخضوعية الكاملة حتى الموت موت الصليب، استحق أن يُرفَّع فوق كل خليقة في السماء وعلى الأرض، وأن يصير رأسًا لخليقة الله الجديدة، لأنه حيث فشل آدم وتسبب في خراب الخليقة الأولى، في ذلك الأمر بالذات مجَّد المسيح الله الآب ـ إلهه وأباه ـ على هذه الأرض المضروبة بالخطية.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 03:08 PM

نظرة لوط ونظرة إبراهيم

https://files.arabchurch.com/upload/i...1175962703.jpg

فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي ... فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن .. ونقل خيامه إلى سدوم ( تك 13: 10 - 12)
يبدأ معظم المؤمنين، مثل لوط، سلوك طريق الفشل، عندما ”يرفعون عيونهم“ ليروا كل الإمكانيات والفرص التي يقدمها العالم. من الطبيعي أن يختار الإنسان ما سيجلب له أكبر قدر ممكن من اللذة والغنى والقوة، لكن تلك هي النظرة الخاطئة، فكلمة الله تقول إن العالم وما يقدمه يزول ( 1كو 7: 31 ؛ 1يو2: 17)، كل هذا العالم سيقع تحت دينونة الله مثل سدوم وعمورة.
إنها مجرد مسألة وقت قبل أن تهلك الأرض ويأتي مكانها «سماوات جديدة وأرضًا جديدة، يسكن فيها البر» ( 2بط 3: 13 ).

لن يسعى أي مؤمن يفكر تفكيرًا سليمًا لأن يخزن ويكنز في هذا العالم الحاضر. فهل ستضع مالاً في بنك أنت تعلم تمامًا أنه سيُشهر إفلاسه في اليوم التالي؟
وهل ستشتري بيتًا تقول السلطات إنه على وشك الانهيار؟

بالطبع لا. لكن هذه صورة رمزية لِما يعمله البعض بحياتهم، لأن عندهم رؤية عالمية وطبيعية، فهم يستثمرون وقتهم وطاقتهم في أشياء ليس لها أية قيمة أبدية. والمؤمن ذو الرؤية الخاطئة هو في طريقه حتمًا إلى حياة الفشل والسقوط.

يا له من تناقض كبير بين لوط وإبراهيم!
إبراهيم كان مؤمنًا أمينًا ويرى الأمور بنظرة صحيحة، كما كان يتمتع بشركة قوية مع الله. وبالرغم من أنه كان يشارك لوط في بعض الصفات الوراثية، والخلفية الاجتماعية والمحيط الثقافي (تك11، 12)، إلا أنه كانت له نظرة مختلفة جدًا للأمور، لأنه سار مع الله. لاحظ في تكوين13: 4، 5 كيف عَبَد إبراهيم الرب عندما جاءوا إلى مذبح بيت إيل «ودعا هناك إبراهيم باسم الرب».
لوط أيضًا كان مؤمنًا لكننا لا نقرأ عنه إلا «ولوط .. كان له أيضًا غنمٌ وبقرٌ وخيامٌ».

وماذا عنا نحن؟ هل نأتي للحياة ونتناولها بنظرة إبراهيم، أم بنظرة لوط؟

في عبرانيين11: 10 نعرف أن إبراهيم «كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله». كان يتكل بالإيمان على مواعيد كلمة الله له ( تك 12: 1 - 3).

لم يكن منشغلاً أو مهتمًا بمدن أرضية من صُنع البشر كسدوم وعمورة، بل كان ينظر للمدينة السماوية التي لها الأساسات الباقية والأبدية. تُرى إلى أي نوع من المدن ننظر؟


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 03:08 PM

نوع العلاقة مع الله

https://files.arabchurch.com/upload/i.../456521534.jpg

يا الله إلهي أنت ( مز 63: 1 )

لأن ”العلاقة مع الله“ هي أساس خير الإنسان في حاضره، وضمان مستقبله، وسعادة أبديته، وَجَب أن نمتحن ”نوعيتها“ لنتأكد من صدقها، ومن صواب مسارها.

(1)
معرفة عنه أم تعرُّف به؟
هذا هو السؤال الأول والأهم. كثيرون سمعوا عنه، وعرفوا عنه من الأهل أو ”من الكنيسة“ أو حتى من كلمة الله، لكن علاقتهم بالله تظل تحت هذا المُسمى ”معرفة عنه“.
وهي بالقطع لا تكفي ولا تفيد. لقد كانت المرأة السامرية تعرف عن المسيا وفي الوقت ذاته كانت تعيش في أوحال الخطية، حتى جاءت لحظة اللقاء الشخصي المباشر بالمخلِّص من الخطايا، والذي يقبل توبة التائبين، وعندها ”عرفته“ فأبدل حالها، وغيَّر مسارها، وضمن مصيرها.
عزيزي، سواء كنت تسلك ببرِّك، أو تحيا في الخطية، فأنت بحاجة إلى تعرُّف شخصي بالمخلِّص. فهل فعلت؟

(2)
منفعةً منه أم محبةً له؟
فبعد إشباع الجموع استلذَّت الجماهير السير وراء المسيح لأجل المنفعة، تمامًا مثلما يفعل الملايين اليوم عندما يلجأون إليه ليفك ضيقاتهم ويسد أعوازهم. وهو إن كان يفعل ذلك من مُطلق صلاحه ورحمته، ورغبةً منه في جذب قلوب الخطاة إليه، إلا أنه يدرك أن مثل هؤلاء لا أمان لهم ( يو 2: 23 - 25) ولا صدق في ولائهم.
فعندما تحدَّث المسيح بعد ذلك مباشرة عن نفسه باعتباره الخبز النازل من السماء، خبز الحياة والخبز الحي (يو6) رجع كثيرون عنه من أصحاب المنفعة.
أما تلميذ المسيح الحقيقي فيتبع سيده حبًا له ليس إلا، لأنه سبق وتمتع بمحبة المسيح أولاً ( 1يو 4: 19 ).

(3)
مواقف له أو حياة معه؟
يحيا كثير من أولاد الله الأعزاء في علاقة متقطعة مع الله، موسمية، عند حضور الفرص الروحية أو تأدية الخدمات الكنسية ليس إلا.
في حين أن العلاقة الصحية والصحيحة مع الله يميزها الاستمرارية في كل الظروف والأحوال.
ذهب بطرس ويوحنا إلى قبر المسيح فشاهداه قبرًا فارغًا والأكفان مُرتبة فرجعا إلى خاصتهما.
إنه مجرد ”موقف منهما“.
أما مريم فظلت واقفة تبكي إذ لا مكان لها أو خاصة تذهب إليها غير المسيح والذي لم يشبعها سوى لقائه.
وهذه هي ”الحياة معه“.
ليت الرب يصوِّب مسار علاقتنا به، فتكون حقيقية، ودائمة، فنحيا أيام السماء ونحن على الأرض.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 03:10 PM

لماذا تركتني؟

https://files.arabchurch.com/upload/i...1083120839.jpg

ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض .. ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع .. قائلاً: إيلي إيلي لَما شبقتني؟ أي إلهي إلهي، لماذا تركتني؟ ( مت 27: 45 ، 46)
دعنا في روح الخشوع، وبنعال مخلوعة، نميل مرة أخرى لننظر هذا المنظر العظيم!
لقد كان المسيح على طول الطريق هو رجل الأحزان الحقيقي. لقد تألم في طفولته من الإنسان مُمثلاً في هيرودس قاتل صبيان بيت لحم، فاضطر أن يهرب به
يوسف وأمه إلى مصر.
وتألم في بداية خدمته من الشيطان عندما اقتاده الروح إلى البرية ليُجرَّب أربعين يومًا من إبليس.
أما في ساعات الظلمة في الجلجثة فنرى شيئًا مختلفًا تمامًا؛ إنه كان يتألم من الله الديان.
وما أشد تلك الآلام. إنها أشد بما لا يُقاس من كل الآلام الجسدية، وأقسى بكثير من كل الآلام النفسية. حتى إنه أمامها؛ وأمام حمو غضب إله السماء الذي انصب عليه، فقد صرخ صرخته المُرَّة «إلهي إلهي لماذا تركتني؟» لقد كان المسيح على الصليب حامل الخطايا بكل معنى الكلمة، وفي تلك الأثناء كان حقًا وفعلاً يُصْلَى بنار ويجرع المرار.

هنا نحن نجد المعنى الحقيقي للفداء.
إن أفكار الناس من كل الأجناس، وقلوب الملايين من كل القبائل والعشائر ترنو لذياك الصليب، وتميل لتنظر هذا المنظر المهيب. نعم «نحو الساعة التاسعة (وهي تعادل الثالثة بعد الظهر بتوقيتنا الحاضر) صرخ يسوع بصوتٍ عظيم قائلاً: إيلي إيلي لَما شبقتني؟ أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟». أي ذهن يقدر أن يسبر غور أعجوبة الأعاجيب هذه؟ أي فكر يقدر أن يتخلل أستار الظلام هذه؟
أي عقل يقدر أن يفسر تلك الصرخة التي لم يُسمع نظيرها ولن يُسمع؟

ولقد تحمل المسيح كل هذا من أجلنا. فإذا أردنا أن نعرف علو محبة المسيح تجاهنا، فعلينا أولاً أن نعرف عُمق الألم الذي قاساه لأجلنا. والواقع أن كليهما أبعد من القياس؛ فآلامه تفوق الإدراك، ومحبته فائقة المعرفة.

ولا أعتقد أنه في الزمان أو في الأبدية هناك صرخة تحوي من الألم والفزع ما تحويه صرخة المسيح هنا «إلهي إلهي لماذا تركتني؟» لكني أعلم أيضًا أنه عندما يستحيل على عقولنا أن تفهم أو تستوعب، فإن قلوبنا بوسعها أن تسجد في خشوع وتعجب.


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 03:11 PM

ويتقدمهم يسوع

https://files.arabchurch.com/upload/i...1/77785297.jpg

وابتدأ بطرس يقول له: ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك ... وكانوا في الطريق صاعدين إلى أورشليم ويتقدمهم يسوع، وكانوا يتحيرون.. يخافون ( مر 10: 28 ، 32)

في طريق الصعود إلى أورشليم، استطاع التلاميذ بالنعمة أن يقولوا: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك». لقد وجدوا في المسيح جاذبية كافية لأن تجعلهم يضحون بكل شيء أرضي، ويلتصقون بشخصه المبارك.
ولم يكن في ذلك خسارة لهم، بل كانوا من الرابحين، لأن المسيح لا يكون مديونًا لأحد، وهو مستعد أن يعوِّض مئة ضعف في هذه الحياة، والحياة الأبدية في الدهور الآتية، عن كل ما يضحى من أجله (ع29، 30).
ولكن البدء في الطريق شيء والاستمرار فيه إلى النهاية شيء آخر، الدخول في الطريق شيء ومتابعة السير فيه شيء آخر.

«وكانوا في الطريق صاعدين إلى أورشليم ويتقدمهم يسوع، وكانوا يتحيرون. وفيما هم يتبعون كانوا يخافون» (ع32). لِمَ ذلك؟ لِمَ الخوف والحيرة؟ أَ لم يضحوا بكل شيء ويتبعوا يسوع بمحض إرادتهم؟ بلى.
ولكنهم لم يكونوا يعرفون أن الصليب ثقيل بهذا المقدار، وأن الطريق وعرة بهذه الكيفية.
فقد ضحوا بعطايا العالم الجميلة، ولكنهم لم يعملوا حسابًا للسُحب القاتمة المُلبدة في جو الطريق إلى أورشليم، ولذلك عندما أتوا إلى اختبار هذه الأشياء تحيروا وارتعبوا. لقد تبعوا الرب في حيرة وخوف من أجل وعورة الطريق الذي كان يتقدمهم فيه.
كان يجب عليهم أن يعملوا حساب النفقة، لأن الرب كان في طريق الصعود إلى أورشليم «وقد ثبَّت وجهه» لمواجهة قوات الظلمة واحتمال تعيير واحتقار وعِداء القوم الذين أتى ليخلِّصهم.

ولنلاحظ النعمة المتضَمنة في تلك الكلمات «ويتقدمهم يسوع»، فقد وضع نفسه في صدر المعمعة، وعرض بنفسه لمواجهة قوات الأرض والجحيم «ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن الإنسان يُسلَّم إلى رؤساء الكهنة والكتَبَة، فيحكمون عليه بالموت، ويسلِّمونه إلى الأمم، فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم» (ع33، 34)، فيتمثل الرب المشهد كله أمامه، ولكنه بنعمته يحذف شيئًا من كأس آلامه المُقبلة، ألا وهو هجر وإنكار أولئك الذين تركوا كل شيء ليتبعوه!

على أنهم لم يدركوا جميع هذه الأمور، والدليل على ذلك أنهم كانوا مشغولين في طريق صعودهم بمراكزهم في الملكوت (ع35- 45).
ولكن القلب الممتلئ بمحبة المسيح لا يهمه المركز الذي يحصل عليه، بل الشخص الذي هو
محور
أفراحه وينبوع سروره.http://www.arabchurch.com/forums/ima...etter_Open.gif


Mary Naeem 12 - 05 - 2012 03:12 PM

وأكون لهم إلهًا

https://files.arabchurch.com/upload/i.../780591825.jpg

وأكون لهم إلهًا، فيعلمون أني أنا الرب إلههم ( خر 29: 45 ، 46)
أخي المسيحي المتألم:

هنا في هذا الوعد كل ما يمكن أن تحتاج إليه ليحوِّل حزنك إلى فرح، وألَمك إلى سعادة، أوَ ليس هذا كافيًا لك أن يكون الله إلهك؟ إن استطعت أن تضع هذه الكلمات في كأسك، ألا تقول مع داود «كأسي ريًّا» ( مز 23: 5 ).

ألا يكون هذا لقلبك أكثر مما يحتاج ويصبو إليه؟ وإذا كنت تملك هذا الوعد فعلاً، أ فلا تكون مالكًا معه لكل شيء في الوقت نفسه؟ قد تبدو مشكلتك أكبر من أن تُحلّ، وقد لا تستطيع أن تقيس عمق ما أنت في حاجة قصوى إليه، ولكن ألا يستطيع الله في غناه الذي لا يُستقصى أن يملأ احتياجاتك، ويفيض عليك ببركات حتى لا توسع؟
وإني لأكرر عليك السؤال قائلاً: ماذا يمكن أن تحتاج إليه لا يقدر أن يفعله الرب الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته؟ أوَ ليس هو الذي به نحيا ونتحرك ونوجد؟ إنك تحتاج إلى الكثير مما ترى نفسك عاجزًا عن الوصول إليه.

تعالي إذًا أيتها النفس المحتاجة والمُتعبة، فمن نصيبك هنا نغمة موسيقية سماوية لا يمكن أن تسمعيها في ضجيج الحياة ومتاعبها وأوصابها.

هذا بحر خضم لا حدود له من البركات السماوية المُذخَّرة لكِ في هذا الوعد. تعالي واسبحي روحيًا فيه، فلن تجدي له شاطئًا ولا حدًا!

«أكون لهم إلهًا» .. إن كانت هذه الكلمات الجميلة لا تجذب نظرك ببريقها ولمعانها ولا تجعل قلبك يخفق بشدة من كثرة ما يغمرك من بركات روحية وفيرة، فبكل تأكيد أنت في حاجة إلى الشركة العميقة مع الرب حتى تستطيع أن تستمتع بهذا الوعد المبارك، وبنغماته الموسيقية.

«أكون لهم إلهًا» .. يا له من وعد يقف على رأس المواعيد التي ترفع النفس فوق كل ما يؤلمها ويضايقها.

اسكتي أيتها النفس المتألمة في نور إلهك واسبحي في محبته التي تسبيكِ وتملأ كيانك، وارتفعي بنظرك فوق ظروفك ومتاعبك لتري ما لكِ من امتياز عجيب، ومن أفراح لا يمكن التعبير عنها، نابعة من مصدر كل بركة، ومن إله كل نعمة، والواهب لكل عطية صالحة؛ من الرب الذي قال:
«وأكون لهم إلهًا».http://www.arabchurch.com/forums/images/icons/icon7.gif


الساعة الآن 08:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025