![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اسم شهود يهوه
عقد ممثلو شهود يهوه مؤتمراً دولياً عام (1931)، الهدف منه تقرير اسم جديد لحركتهم التي حملت عدة أسماء سابقاً، فقرروا أن تسمى حركتهم باسم يعينه الرب نفسه كما ادعوا... فاهتدوا إلى آيتين من سفر اشعيا، تقول: (أنتم شهودي يقول يهوه...) (اشعيا 43: 10و 44: 8). إن أتباع روسل وروزفورد وكنور، يقولون باعتزاز وفخر، إن الله اسمه يهوه، وما نحن سوى شهود له... يدّعون أن الله نفسه قد فرض عليهم هذا الاسم في سفر اشعيا...؟ إن اسم يهوه هو ولا شك أحد أسماء الله العلم، لكن شهود يهوه نسوا أن الله قبل أن يعرّف نفسه لموسى ولبني اسرائيل بهذا الاسم، عرّف عن نفسه لآدم ولابراهيم واسحق ويعقوب والأنبياء بأسماء أخرى... أول آية في الكتاب المقدس تعرفنا على أحد أسماء الله (في البدء خلق الله (ايلوهيم في النص العبري) السموات والأرض...) (تكوين 1: 1)، فمن البديهي أن يكون آدم قد عرف الله آنذاك باسم (ايلوهيم). سأله (يعقوب) ابن اسحق، وهو الذي غيّر له الرب اسمه من يعقوب إلى اسرائيل، سأله عن اسمه، فأجابه قائلاً: لماذا تسألني عن اسمي...؟) لم يقل له اسمي يهوه....؟ لاحظوا هذا الأمر العجيب، أن يعقوب أي (اسرائيل) وهو أبو أسباط بني اسرائيل الإثني عشر، لم يكن يعرف الله باسم يهوه... تغرّب نسله في مصر، ومكثوا هناك نحو (400) سنة، فتكاثروا وأضحوا شعباً عظيماً جداً، ثم حان وقت افتقادهم، فأرسل لهم الرب موسى لكي يخلصهم، فقال موسى لله: (ها أنا آتي إلى بني اسرائيل وأقول لهم إله آبائكم أرسلني إليكم فإذا قالوا لي ما اسمه فماذا أقول لهم...؟) فقال الله لموسى: (هكذا تقول لبني اسرائيل أن يهوه إله آبائكم إله ابراهيم وإله اسحق وإله يعقوب أرسلني إليكم... هذا هو اسمي إلى الأبد هذا هو ذكري إلى دور فدور...). هنا ابتدأ الله يتعامل مع شعبه بميثاق جديد، فأعلن لهم فقط عن اسمه الذي عليهم أن يسمّوه به طوال مدة تعامله معهم... وكم كانوا بالحقيقة محتاجين لكي يعرفوا أنا إلههم اسمه (يهوه) أي (الكائن الذي كان والذي سيأتي القادر على كل شيء...). لم يكتف موسى بالسؤال عن اسم الرب فحسب، بل طالبه بالأكثر فقال: (أرني وجهك) فقال له الرب: (لا تقدر أن ترى وجهي يا موسى، لأن الإنسان لا يراني ويعيش...). نعم إن موسى طلب أن يتعرّف على وجه الرب شخصياً فلم يقدر لا هو ولا بني اسرائيل... عرفوا اسمه فقط. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف أن شهود يهوه يشهدون لإله لا يعرفونه. إذ أن خاصته في القديم لم تعرفه، ولم يطلب منها قط أن تبشّر بهذا الاسم، بل أن تشهد بإحسانات الرب عليها، وعن فضله في تخليصهم من ضيقات كثيرة مرّوا بها عبر التاريخ... ومن المستحيل أن يكرز اليهودي بيهوه وبيهوديّته، لأنه من المستحيل أيضاً أن يعتنق الإنسان الدين اليهودي إلا إذا كان قد تفرّع من أحد أسباط بني اسرائيل الإثني عشر....؟ لكن الله برحمته الغنية، أراد أن يعرّفنا على ذاته، فنزل في أحشاء مريم العذراء، فحبلت به من الروح القدس، فتجسّد، وصار إنساناً، وعاش بيننا، جاع وعطش، بكى وتألم، تحسّس آلامنا، صُلب ومات وقُبر، ثم قام منتصراً من بين الأموات... فمن هو هذا الشخص العجيب...؟ الملاك جبرائيل يبشر مريم قائلاً: (لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع...) (لوقا 1: 30- 31). إن اسم يسوع هو الاسم الآرامي للكلمة العبرانية (يشوع)، وكلمة يشوع هي اسم عبراني مركب من كلمتين (ياه وشوع) الذي تفسيره: (يهوه مخلص) كما سبق وذكرنا... آه ما أغبى شهود يهوه، إذ أنهم يشهدون لشخص لا يعرفونه سوى بالاسم... فلو دروا أن ذلك الشخص هو يهوه نفسه الذي حل في أحشاء العذراء مريم، لما بقوا في غبائهم، لكنهم سيظلون أغبياء طالما أنهم مصرّين على نكران الله المتجسد، الذي اشتراهم، وطالما أنهم يشهرّون بكنيسته التي اقتناها بدمه الطاهر... إن المسيحي الحقيقي، هو الشاهد الأمين والوحيد ليهوه المخلص، الذي هو المسيح يسوع وهو الذي طالب بفمه المبارك، تلاميذه قبل انطلاقه إلى السماء قائلاً لهم: (لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض...) (أعمال1: 8). نعم، نحن شهود ليسوع الذي نعرفه، وليس ليهوه الذي لا نعرفه... والفرق بيننا وبينهم، أنهم من حين إلى آخر يفتشون عن اسم جديد ينتحلونه لحركتهم ثم يغيّرونه إلى أن قرّروا أخيراً اسمهم الحالي... لكن المسيحي بالحق لا يحمل اسماً، اسمه في ثمره، اسمع الرب يقول معرّفاً عن أتباعه: (من ثمارهم تعرفونهم...). الكنيسة الرسولية الأولى كانت بلا اسم... (ودعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكيا أولاً...) (أعمال 11: 26)، نعم دُعيوا مسيحيين من قِبَلْ الآخرين، نسبة إلى تشابه حياتهم بحياة سيدهم. الكتاب المقدس هو نِعْمَ المصدر، الذي بواسطته نستطيع أن نزن الأمور على حقيقتها. يعرّفنا الكتاب أن الرسل والتلاميذ، لم يكونوا معروفين باسم شهود يهوه أبداً، ولا حتى بأي اسم آخر إلا (مسيحيين)، ويؤكد لنا مرة أخرى هذه الحقيقة، حتى كان بولس يحاجّ الملك اغريباس: (فقال اغريباس لبولس: بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً...) (أعمال 26: 28). لا تتعجبوا أيها الأحباء، إن جاء يوم وسمعنا أن الشهود انتحلوا اسماً جديداً لهم، إذ أن لهم سوابق في هذا المضمار، فسمّوا أنفسهم تارة (أتباع روسل) وتارة أخرى (فجر الحكم الألفي) و (العهد الذهبي) و (برج المراقبة) و (تلامذة التوراة) فـ (شهود يهوه). اسمعوا ما يقوله الرسول يعقوب عن مثل هؤلاء: (رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه) (يعقوب 1: 8). فإذا كان حقيقة كما يدعون، بأن هذا الاسم الذي اختاروه مصدره الله، فكيف يكون ولماذا لم يعط فوراً منذ بدء حركتهم...؟ هل أن الله متقلقلٌ في الرأي...؟ حاشا وكلا أن يكون الله هكذا...اسمعه يقول: (أنا الرب لا أتغير...) (ملاخي 3: 6). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ينكر شهود يهوه الثالوث الأقدس
يشتهر شهود يهوه باقتباس آيات الكتاب المقدس الذي هو كلمة الله الحيّة، ولكن استعمالهم لهذا الكتاب المبارك هو بصورة جزئية ومشوّهة، وجميع تفاسيرهم التعليمية هي من اجتهادهم الخاص لتلائم عقائدهم البائدة الباطلة... إن شهود يهوه، أعداء لدودون لعقيدة الثالوث، وقد ركّزوا عليها حملات عنيفة، فيها الكثير من الكلام الجارح للمسيحيين... ومما تجدر ملاحظته هو: أن السواد الأعظم من المسيحيين يسودهم الجهل في موضوع عقيدة الثالوث وألوهية المسيح وألوهية الروح القدس.... فهذه العقائد الثلاث هي أهم العقائد في كنيسة المسيح منذ تأسيسها على الإطلاق. يدّعي شهود يهوه أن إبليس هو منبع هذا التعليم، ومصدره خرافات تعود إلى البابليين والمصريين القدماء، وقد أدخلت في الديانة المسيحية. يقولون: لا وجود لكلمة ثالوث في كل الكتاب المقدس، من أول سفر التكوين إلى آخر سفر الرؤيا، وإن كلمة ثالوث لم تتسرب إلى الكتابات والمؤلفات الدينية إلا في أواخر القرن الثاني ميلادي، وفي مجمع نيقية بالذات، المنعقد سنة (325)، جعل الثالوث العقيدة المركزية للديانة المسيحية، التي اعتُرف بها يومئذ ديانة رسمية للحكومة، وأيد عقيدة الثالوث، الإمبراطور الوثني قسطنطين، الذي كان رئيساً لذلك المجمع، وعلاوة على الاعتبارات السياسية التي حدت بالإمبراطور إلى مناصرة عقيدة الثالوث، فإنه استسهل أمر تأييدها لأنها جزء من فلسفة أفلاطون الوثنية المنتشرة في ذلك الحين... الخ... إن أول شخص صاغ هذه العبارة (ثالوث) هو: (ترتليانس) الذي عاش في القرن الثاني ميلادي. ثم أن هناك مصدر آخر يقول أن أول من استعمل كلمة ثالوث ومشتقاتها هو: (تاوفيلوس الأنطاكي) سنة (181) ميلادية، بمعنى آخر، أن هذين الشخصين كانا معاصرين للكنيسة التي أتت مباشرة بعد الكنيسة الرسولية الأولى التي تعاليمها تعتبر ركيزة إيماننا المسيحي. والسؤال هنا: أين كان الله عز وجل، كي يسمح أن تضل كنيسته التي اقتناها بدمه وهي في المهد...؟ ولماذا لم يتدخل لكبح جماح المضلين...؟ لنسمع رأي الكتاب المقدس في هذا الأمر، حين ألقي القبض على بعض الرسل بتهمة أنهم يروّجون بدعة جديدة بين اليهود: (فقام في المجمع رجل فرّيسي اسمه غمالائيل معلم للناموس مكرّم عند جميع الشعب وأمر أن يخرج الرسل قليلاً ثم قال لهم: أيها الرجال الإسرائيليون احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما أنتم مزمعون أن تفعلوا لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس قائلاً عن نفسه أنه شيء الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربعمئة الذي قتل وجميع الذين انقادوا إليه تبدّدوا وصاروا لا شيء بعد هذا قام يهوذا الجليلي في أيام الاكتتاب وأزاغ وراءه شعباً غفيراً فذاك أيضاً هلك وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا والآن أقول لكم تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم لأنه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف يُنتقض وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه لئلا توجدوا محاربين لله...) (أعمال 5: 34- 39). ونسأل أيضاً: هل المسيحيون الذين اتخذوا قانون مجمع نيقية دستوراً لهم، جميع المسيحيين من أرثوذكس وكاثوليك وإنجيليين، هل هؤلاء كانوا على ضلال طوال (17 قرناً) وما زالوا، وشهود يهوه الذين ظهروا على مسرح التاريخ المسيحي منذ حوالي الـ (120 سنة) هم على حق....؟ إن عدم وجود كلمة ثالوث في الكتاب المقدس، أمر لا يطعن في صحته أبداً. ولكن بالرغم من ذلك، هناك آيات ومقاطع عديدة تشهد لصحة هذه العقيدة ولوجود الثالوث وإن بصورة مبطّنة شبه مستورة... ومن هذا المنطلق نسأل شهود يهوه، لماذا إذن بعد اعتناقهم البدعة يعتمدون (باسم الآب والابن والروح القدس)...؟ إنه لمن الواضح تماماً لأي شخص، ولو كانت ثقافته بسيطة، أن يلاحظ بأن (واو العطف) في هذه الآية، تعطف الكلمة اللاحقة على سابقتها دون أي تمييز أو تفريق، واضعة بذلك الأسماء الثلاثة في مرتبة واحدة يستحيل تفريقها... (عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس) يدل هذا القول على حقيقة التوحيد، كما يدل على تثليث الأقانيم، لأنه قال: (باسم) أي بصيغة المفرد لا الجمع، مع أنه ذكر الأقانيم الثلاثة كلاً على حدة، ومن هذه العبارة نفهم أنه لا يمكن أن يكون الابن والروح القدس مخلوقين، بدليل أنهما مقرونان باسم الآب كشيء واحد، بخلاف عدم ملاءمة الاسم نفسه لما يكون مخلوقاً، فإن كلمة (ابن الله) و (الروح القدس) لا يصح أن يسمى بهما الشيء المخلوق... هذه حقيقة ظاهرة لمن يتأمل... عند التدقيق جيداً، نرى الثالوث متجلٍ بكل عظمة في الكتاب المقدس: (فلمَّا اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه وصوت من السموات قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت...) (متى 3: 16- 17) الأقنوم الثالث (أي الروح القدس) نزل على الأقنوم الثاني (أي الابن)، في حين صرّح الأقنوم الأول (أي الآب) قائلاً: (هذا هو ابني الحبيب...). (هذا هو الذي أتى بماء ودم يسوع المسيح لا بالماء فقط بل بالماء والدم والروح هو الذي يشهد لأن الروح هو الحق فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد...) (1يوحنا 5: 6- 8). إن شهود يهوه يعترضون على المقطع الموضوع تحته خط، بحجة أنه لم يرد في الأصل اليوناني... فيقولون: إنها الآية أي (1يوحنا 5: 6- 8) المحببة إلى الثالوثيين، والمستخدمة منهم أكثر من غيرها من الآيات لدعم عقيدتهم، وذلك لأنها الآية الوحيدة التي تورد (الآب والكلمة والروح القدس) ثم تقول: و (هؤلاء الثلاثة هم واحد)، لكن هذه الآية قد ثبت أنها مضافة ومدسوسة إلى الأصل كما يشهد بذلك جميع علماء الكتاب المقدس المحدثين... إن اعتراضهم هذا غير مقبول البتة، لأن الآية الأخيرة من المقطع تكون مبهمة في حال غياب الآية المعترض عليها، فـ (واو) العطف في بداية الآية الأخيرة، يجب أن يكون لها سابق، وإلا كانت بلا معنى، فمن هنا أدخلت الآية من قبل المجامع الكنسية للتوضيح والتسهيل في فهم كنه هذا المقطع الجوهري والحسّاس. إن مجمع (كارتاج) الذي انعقد سنة (397) ميلادية، أقر قانونية كل الأسفار المتداولة آنذاك في كنيسة المسيح، وما زالت حتى يومنا هذا، هي نفسها المتداولة بين أيدينا... والسؤال هنا: إن كان الكتاب المقدس بترجمته المتداولة اليوم في جميع الكنائس، غير أمين للنص الأصلي، فلماذا يعتمده الشهود ويقتبسون من آياته...؟ وما موقف الذين يسمعونهم، إذ أنهم يبشرونهم من كتاب مليء بالدسائس والتناقضات...؟ لا يخفى أن حقيقة الثالوث ترى أيضاً من أول وهلة في الكتاب المقدس، وفي أول فصل فيه بقوله: (نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا...) (تكوين 1: 26)، وإن قال شهود يهوه، إن هذا القول هو من قبيل التعظيم، يدحض ادّعاؤهم بقوله تعالى: (هوذا الإنسان قد صار كواحد منا، عارفاً الخير والشر...) (تكوين 3: 22)، ففي ذلك كما لا يخفي أكبر دليل على وجود أقانيم في ذاته تعالى... إن العبارة (كواحد منا) تدل على أن الكائن المتكلم، كان يخاطب كائناً أو أكثر من نوعه، وإلا لكان الأصح أن يقول: (هوذا الإنسان صار مثلي...). (هلمّ ننزل ونبلبل هناك لسانهم، حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض...) (تكوين 11: 7) فلفظة (هلمّ) تتضمن نوعاً من الدعوة، يفرض وجود متكلم ومخاطب. ونفهم من القالب التي صيغت فيه العبارة، أن الآب الخالق، دعا الابن والروح القدس، لمرافقته إلى الأرض لكي يبلبل الألسن. نعم إن تعليم عقيدة الثالوث وارد بكثرة في صفحات الكتاب المقدس، وإن كان بصورة مبطّنة، وهذا ما لا يروق لشهود يهوه... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ينكرشهود يهوه ألوهية الرب يسوع
إن يسوع المسيح ابن العذراء مريم، هو الله بالذات، المتجسد والذي حبل به في أحشاء مريم المباركة، وصار إنساناً، وأخذ له طبيعتين، وهو الذي أعلن لنا ذلك حين كان يعطي لنفسه صفة (ابن الله) و (ابن الإنسان)، وبينما هو على الأرض بالجسد، كان مساوياً للآب في الجوهر، إذ يعلمنا الرسول بولس ويعلن لنا هذا السر العظيم حين قال: (... فإنه فيه (أي في المسيح) يحل كل ملء اللاهوت جسدياً...) (كولوسي 2: 9)، فعليه يتضح لنا بأن المسيح يسوع وبينما هو بالجسد، لم ينقصه شيء من ألوهية الآب، فكان والآب واحد، وكان يهوه بالذات، هكذا مكتوب، وهكذا نؤمن... يقول الرسول بولس: (لأنه و إن وجد ما يسمى آلهة سواء كان في السماء أو على الأرض كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون...) (10 كورنثوس 8: 5). يتخذ شهود يهوه هذه الآية كحجة لوجود عدة آلهة لكي يبرروا عقيدتهم القائلة بأن المسيح اله أدنى مرتبة من يهوه، فيا لغبائهم فلو تأملوا قليلاً بالآية التي قبلها، بدلاً من أن يتمسكوا بنصف الآية التي حرفوها لتناسب تعليمهم المضل، فتقول: (نعلم أن ليس وثن في العالم وأن ليس إله آخر إلا واحد...) (1كورنثوس 8: 4). نعم إنهم ينكرون لاهوت المسيح يسوع، مستندين بذلك على ترجمتهم للنص اليوناني، الوارد في الآية الأولى من الفصل الأول من إنجيل يوحنا: (في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله...). يقول راسل: (إن (ال) التعريف الموجودة في كلمة الله الأولى في الآية (والكلمة كان عند الله)، يجب ألا تكون في كلمة الله الثانية من الآية نفسها، وبحسب زعمه، يجب تصحيح جميع الترجمات، بحيث تصبح (وكان الكلمة إلهاً)، وبحسب منطقهم، إلهاً صغيراً، أدنى مرتبة من يهوه، فليس هو الله إذاً... كيف نصدق تفسيرات شخص، قد سبق فحكم عليه قانونياً، لأنه ادّعى معرفة اللغة اليونانية، وهو كان يجهلها تماماً، أو كيف بالحري نتجرأ على اتهام علماء اللغة والترجمة جميعاً بارتكاب هذا الخطأ الفاضح، وهم على إلمام وإطلاع كاملين باللغات، وخصوصاً اللغة اليونانية وقواعدها... والسؤال هنا، من نصدق، هؤلاء العلماء أم ذلك الدجَّال...؟ لنعود إلى اللغة اليونانية وقواعدها، مع أنني أجهلها تماماً، ولكن فضولي حمّسني على ملاحقة هذا الموضوع، واللجوء إلى مراجع مختصّة، لكشف هذا الالتباس... إن علم النحو اليوناني يقول: إن (ال) التعريف تتقدّم المبتدأ وتُهمل في الخبر... إن كلمة الله في (وكان الكلمة الله) خبراً، فتهمل فيه إذا (ال) التعريف... ومن قواعد تفسير النصوص الأساسية، أن الكلمة الواحدة (الله) في العبارة الواحدة، لا تؤخذ في معنيين مختلفين، إلا إذا دلت القرائن على ذلك... والحال أن القرائن في الفصل الأول من إنجيل يوحنا، تجمع كلها على نسبة الألوهية للكلمة بالمعنى المطلق، أي أن كلمة (الله) المستعملة في الجزء الثاني من الآية (وكان الكلمة الله)، ولا إشارة ما من البشير يوحنا الذي كان مسوقاً من الروح القدس وهو يكتب هذه النصوص، تدل على تضييق أو تحجيم معنى (الله) في الشطر الثاني من الآية... ولإزالة أي شك تابع الرسول فكتب: (كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان...) والمعلوم أن الله هو الخالق (في البدء خلق الله السماوات والأرض...) (تكوين 1: 1) فعليه يكون يسوع المسيح هو الخالق، إذاً يسوع هو الله، هو يهوه بالذات. إن الوحي المقدس ينسب إلى يسوع صفة الأزلية... (في البدء كان الكلمة...) أي أن الكلمة كان موجوداً قبل أن تبدأ كل الخلائق أياً كانت في الوجود، ومن المعلوم والمؤكد في علم اللاهوت، أن الأزلية تنسب إلى الله وحده، فمن يكون يسوع، غير الله المتجسّد...؟ ومما يستحق الاعتبار هو: إن لفظة (كلمة) بصيغة التأنيث، تذكّر في كل من الإنجيل والقرآن، لدى الكلام عن المسيح ككلمة الله، مما اضطر ركيزة اللغة العربية، إلا وهو القرآن، إلى الشذ عن القاعدة عندما تكلم عن هذا الشخص الفريد قائلاً: (إذ قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين...) (آل عمران 45)، إن هذه الحقيقة جديرة بأن تلفت فكر القارئ النبيه إلى سمو هذا الشخص الفريد...؟ عودة إلى تلاعبهم الفاضح في نصوص الكتاب، وفي رسالة الرسول بولس الأول إلى تلميذه تيموثاوس والفصل الثالث والعدد (16) يعلن لنا الرسول عن هذا السرّ العظيم ألا وهو تجسّد الله نفسه في المسيح يسوع فيقول: (وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرّر في الروح تراءى لملائكته كُرز به بين الأمم أومن به في العالم رُفع في المجد...) ولكي يدحض شهود يهوه حقيقة ألوهية المسيح في هذه الآية المباركة من الكتاب المقدس، يتلاعبون فيها بشكل مفضوح، فيضعون الفاصلة (،) بعد كلمة (الله)، مع حذف (ال التعريف) من كلمة (تقوى)، لتصبح (تقوى الله)، فتقرأ الآية بهذا الشكل: (وبالإجماع عظيم هو سر تقوى الله، ظهر في الجسد، تبرّر في الروح... الخ...) من هنا يصبح تفسيرهم الكاذب، بأن تقوى الله هو الذي ظهر في الجسد، وليس الله بالذات... وكم يتهرّب الشهود، ويخالجهم الشكّ في داخلهم عندما تقرأ أمامهم موعظة الرسول بولس التي ألقاها على مسامع قسوس وأساقفة مدينة أفسس، عندما استدعاهم إلى مليتس، وأتى على ذكر هذا المقطع المهم جداً في ما يخص موضوع ألوهية المسيح، والذي به يدحض بدوره نكران شهود يهوه هذه الألوهية فيقول: (احترزوا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه...) (أعمال 20: 28) والسؤال هنا موجه لشهود يهوه: (من كان هذا الإله الذي اقتنى كنيسته بدمه...؟ هل كان يهوه الآب، أم أنه كان يهوه الابن الذي مات على الصليب، واقتنى كنيسته بثمن غال جداً ألا وهو دمه الطاهر حباً بها...؟). ومن أدرى من الرب يسوع نفسه في تعريفنا لهذه الحقيقة، كونه ابن الله بالجسد، فهو الله بالذات، لنسمعه يُعلنها لنا حقيقة باهرة، إعلاناً سماوياً عن كون الابن إلهاً وإنساناً، يقول: (إن قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات... وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء...) (يوحنا 3: 12- 13) من يا ترى هو هذا الشخص الذي يستطيع أن يتواجد في السماء وعلى الأرض في آن واحد، إلا الله وحده...؟ إن كلمة (يهوه) التي هي إحدى أسماء الله العلم والتي تعني: (الكائن الذي كان والذي سيأتي القادر على كل شيء...) بمعنى آخر، إنه أزلي لا بداية له ولا نهاية، فنرى هذا التعبير نفسه مُعطى للرب يسوع في سفر الرؤيا (نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي يأتي...) (رؤيا 1: 4) وأيضاً قول الرب يسوع عن نفسه: (أنا هو الألف والياء والبداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي يأتي القادر على كل شيء) (رؤيا 1: 8)، لنسمع أيضاً الأربعة والعشرين شيخاً المذكور عنهم في سفر الرؤيا أيضاً، يقولون للمسيح: (قائلين نشكرك أيها الرب الإله القادر على كل شيء الكائن والذي كان والذي يأتي لأنك أخذت قدرتك العظيمة وملكت...) (رؤيا 11: 17)، وقول الملاك: (وسمعت ملاك المياه يقول: عادل أنت أيها الكائن والذي كان والذي يكون لأنك حكمت هكذا...) (رؤيا 16: 5). فهل هنالك على ضوء ما سردنا من آيات، حجة في الكتاب المقدس تثبت لنا أن المسيح يسوع الذي عرّف عنه رسوله هكذا بأنه هو ذلك الكائن الذي كان معروفاً قديماً بـ (يهوه)...؟ نعم إن هناك الكثير من الحجج والبراهين على أن يسوع هو ذلك الكائن الذي كان والذي سيأتي والقادر على كل شيء... هو يهوه بالذات... إليكم البرهان... (مزمور 82: 5- 6) يقول يهوه لبني اسرائيل: (لا يعلمون ولا يفهمون في الظلمة يتمشّون تتزعزع كل أسس الأرض أنا قلت أنكم آلهة وبنو العلي كلكم...) وما كان من الرب يسوع إلا أن أكّد هذه الحقيقة في (إنجيل يوحنا 10: 34) (أجابهم يسوع أليس مكتوباً في ناموسكم أنا قلت أنكم آلهة...) كأنه أراد أن يقول لهم، بأن يهوه الذي قال لهم أنهم آلهة، كان هو بالذات. في (سفر العدد 21: 4- 9) (وارتحلوا من جبل هور (أي بني اسرائيل) في طريق بحر سوف ليدوروا بأرض ادوم فضاقت نفس الشعب في الطريق وتكلم الشعب على الله (إن كلمة الله هنا في النص العبري هي: يهوه) وعلى موسى قائلين: لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف فأرسل الرب (وأيضاً كلمة الرب هنا في الأصل العبري هي: يهوه) على الشعب الحيَّات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من اسرائيل فأتى الشعب إلى موسى وقالوا: قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب (يهوه) وعليك فصلّ إلى الرب (يهوه) ليرفع عنا الحيَّات فصلى موسى لأجل الشعب فقال الرب (يهوه) لموسى: اصنع لك حيَّة محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر إليها يحيا فصنع موسى حيَّة من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية إنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا...). لا يخفى على أحد، بعد قراءة هذا النص من العهد القديم، إنه يعرفنا بأن بني اسرائيل في القديم، جرّبوا الله (يهوه)، ولكن هناك حقيقة أخرى جديرة بالتأمل، حين كتب الرسول بولس هذه الآية معلقاً على هذه القصة بالذات (... ولا نجرب المسيح كما جرّب أيضاً أناس منهم، فأهلكتهم الحيّات) (1كورنثوس 10: 9) فعليه يُعلن لنا الرسول في العهد الجديد، بأن يهوه الذي جُرّب في العهد القديم، لم يكن سوى يسوع نفسه... يقول النبي اشعيا: (في سنة وفاة عزيّا الملك رأيت السيد جالساً على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل...) يعلق الرسول يوحنا على هذه الحادثة قائلاً: (ومع أنه (أي يسوع) كان قد صنع آيات هذا عددها لم يؤمنوا به ليتم قول اشعيا النبي الذي قال: يا رب من صدّق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب لهذا لم يقدروا أن يؤمنوا لأن اشعيا قال أيضاً: قد أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم قال اشعيا هذا حين رأى مجده وتكلم عنه...) (يوحنا 12: 37- 41). يعلق المطلعون من شهود يهوه على هذه الآية بقولهم: إن اشعيا رأى فقط مجده... فهذا عين الصواب، إذ أن لا أحد يرى يهوه ويعيش، ولكن ما هو تعليقهم على قوله (أنا الرب (يهوه) هذا اسمي ومجدي لا أعطيه لآخر...) (اشعيا 42: 8)... آه ليكن الله وحده صادقاً، الذي أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم عن معرفة هذا الشخص المبارك، شخص الرب يسوع المسيح، إذ ما الفرق ليت شعري بين القول بان أرى الشخص أو مجده...؟ فاشعيا الذي أخبرنا بأنه رأى السيد (يهوه)، ويهوه هذا، لم يكن سوى يسوع بحسب ما أخبرنا به يوحنا... إن كان شهود يهوه يجهلون إلههم حتى الآن، فنحن هنا نعرّفهم به، فيهوه الذي يعبدونه وهم يجهلونه، ليس بالحق سوى يسوع المسيح الذي نعرفه نحن، له كل المجد... (قال له فيلبس يا سيد أرنا الآب وكفانا قال له يسوع: أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيّ...) (يوحنا 14: 8)... آيات تتكلم لوحدها، والذي ينكرها يشبه إنساناً ينكر الشمس في رائعة نهارها... المسيح يسوع هو الله المتجسّد، وقد برهن عن ألوهيته بطرق عدة نأتي على ذكرها: (1)- عصمته الكاملة والمطلقة عن الخطيئة. ألم يسأل اليهود مرة: (من منكم يبكتني على خطيئة؟) فلم يستطع أحد الإجابة على هذا السؤال... ومن هو ذلك الشخص المعصوم عن الخطأ، سوى الله عز وجل...؟ فالمسيح من هذه الحيثية لا شك هو الله. (2)- قبوله السجود والعبادة من البشر. كلنا يعلم الوصية: (للرب إلهك وحده تسجد...) فعليه يتضح أنه لا يحق السجود والعبادة إلا لله وحده، لكن المسيح قَبِل السجود من كثيرين، (ولما جاؤوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثياً وقائلاً: يا سيد ارحم ابني فإنه يصرع ويتألم شديداً الخ...) (متى 17: 14). فلما رأى يسوع من بعيد (مجنون كورة الجدريين) ركض وسجد له...) (مرقس 5: 6) (ولما نزل من الجبل، تبعته جموع كثيرة وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلاً: يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني...) (متى 8: 1- 2). (فقال: أومن يا سيد وسجد له...) قصة الأعمى... (يوحنا9: 38). وخير دليل على ذلك، تصريح الرسول توما المشكك بانذهال، ساجداً وصارخاً: (ربي وإلهي...) (يوحنا 20: 28). فعليه، يكون المسيح الذي قبل السجود والعبادة من الناس هو الله. (3)- سلطانه المطلق على غفران الخطايا. كلنا يعلم قصة المرأة الزانية التي ألقي القبض عليها وهي تزني في ذات الفعل، والمذكور عنها في (إنجيل يوحنا 8: 2- 11) (وبقي يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط فلما انتصب يسوع ولم ينظر أحداً سوى المرأة قال لها: يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليك أما دانك أحد...؟، فقالت لا أحد يا سيد فقال لها يسوع: ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي أيضاً...) هذا ما جاء في نهاية الرواية... كأنه أراد أن يعلن لها هذه الحقيقة، بأنه الوحيد القادر على إدانتها، لكنه قال لها، لا أدينك... ولنلاحظ هنا فعل الأمر الذي استعمله يسوع مع الامرأة حين قال لها: (اذهبي ولا تخطئي أيضاً...) نعم إنه القادر أن يغفر الخطايا، وأن يعطي القوة كي لا نخطئ فيما بعد... إنه الله. (4)- الله وحده كلّي المحبة. هكذا يعرّف عنه الرسول يوحنا بقوله: (الله محبة) (1يوحنا 4: 8) ومن هو يا ترى الذي أظهر المحبة كاملة فوق خشبة الصليب، دافعاً عنا أجرة خطيئتنا إلا الرب يسوع وحده، اسمعه يقول: (ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه...) (يوحنا 15: 13). من هو يا ترى هذا الإله، الذي لم يحبنا بالكلام فحسب، بل إنه بذل نفسه على الصليب حتى آخر نقطة من دمه، إلا يسوع المسيح، رب المجد. أخيراً وبعدما تحدثنا بالبراهين القاطعة عن ألوهية الابن، نختم هذا الموضوع، باقتباس تصريح للمسيح كما ورد في (يوحنا5: 21- 23) (لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحي كذلك الابن أيضاً يحي من يشاء لأن الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن لكي يكرّم الجميع الابن كما يكرمونه الآب من لا يكرّم الابن لا يكرّم الآب الذي أرسله...). فعلى ضوء هذا التصريح، نسأل شهود يهوه هذا السؤال التحدي: هل يكرّمون الابن بالنسبة ذاتها التي يكرمون بها الآب...؟ هل يضعون الابن بذات مستوى الآب...؟ هل مقياسهم للابن تماماً كمقياسهم للآب...؟ بكل تأكيد أن الجواب هو: لا لا لا وألف لا.... فنسأل الله أن يهديهم إلى سواء السبيل علّه يفتح قلوبهم وأذهانهم إلى معرفة ذلك الشخص المذخرّة فيه جميع كنوز المعرفة والحكمة والفهم.... آمين... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ينكر شهود يهوه ألوهية الروح القدس
لا وجود لما يسمّى بالأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس، بحسب زعم شهود يهوه. فهو ليس شخصاً حقيقياً كشخص الآب والابن مثلاً، ولا هو مساوياً لهما في الجوهر، فهم يعتقدون أن الروح القدس هو مجرّد (تأثير) أو (قوة) أو (نفوذ) أو (إحدى العطايا الموهوبة من يهوه لذاك الإله الصغير يسوع...). للكتاب المقدس رأي آخر، وتعليم يختلف تماماً عمّا يدّعي شهود يهوه، حتى في أول سفر من أسفار الكتاب، يعلن لنا الوحي بكل وضوح أن روح الله هو شخص، لا مجرّد قوة أو تأثير أو نفوذ... الخ... (فقال الرب: لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد...) (تكوين 6: 3). أفليس واضحاً جداً في هذه الآية، أن الذي يدين هو شخص، وليس شيء آخر... (1)- هل القوة تحزن...؟هل يمكن للإنسان أن يحزن قوة ما...؟ فقد يحزن الإنسان صديقه، أباه، أمه، أخاه الخ... ولكن لا يمكنه أن يحزن محرّك سيارته ذا القوة الهائلة... كتب النبي اشعيا متكلماً عن الشعب القديم قائلاً: (... ولكنهم تمرّدوا وأحزنوا روح قدسه فتحوّل لهم عدواً وهو حاربهم...) (اشعيا 63: 10). الرسول بولس في العهد الجديد تكلّم عن هذا الموضوع قائلاً: (لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء...) (أفسس4: 30). فاحكموا على ضوء هذه الآيات إن كانت القوة تحزن... (2)- هل القوة تقاوم...؟في نهاية عظته الصارمة الموجهة إلى اليهود قال استفانوس، شهيد المسيحية الأول، موبخاً اليهود: (يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائماً تقاومون الروح القدس كما كان آباؤكم كذلك أنتم...) (أعمال الرسل7: 51- 52). فهل يمكن لإنسان ما أن يقاوم فكرة أو نزعة أو عقيدة ما، إلا إذا كانت متجسّدة في شخص ما...؟ فمن إذاً قاوم الروح القدس... اليهود... وماذا كان الروح القدس لكي يقاوم من قبلهم أكان مجرّد قوة...؟ (3)- هل القوة تعزّي...؟ومن أدرى بالروح القدس أكثر من الابن الحبيب نفسه الذي جاء وخبّر: (إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزِّياً آخلا ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم...) (يوحنا 14: 15- 17). بحسب مفهومنا لعلم اللغة، فإن كلمة (معزّي) لا تنسب إلا إلى شخص... هذا هو عمل شخص الروح القدس، أن يكون معزّياً آخر، فهل كان يسوع قد استعمل تعبيراً كهذا، للكلام عن سلطان أو قوة، ليس لها شخصية إلهية كما يزعم شهود يهوه...؟ فعليه يكون الروح القدس شخص، وبالتحديد الأقنوم الثالث من الثالوث. (4)- هل القوة تعلّم وتذكّر...؟يضيف الرب يسوع قائلاً: (وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم...) (يوحنا 14: 26). وأيضاً (وأما الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء) (يوحنا14: 16). (5)- هل القوة تشهد...؟ومتى جاء المعزّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي...) (يوحنا15: 26). (6)- هل القوة تبكّت (أي توبِّخ)...؟كان الرب الحبيب يسوع ينظر ويشاهد تلاميذه والحزن مرتسم على وجوههم، لأنه سبق وأنبأهم بأنه سيمضي عنهم، حتى أضاف قائلاً: (لكني أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزّي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم ومتى جاء ذاك يبكّت العالم على خطيئة وعلى بر وعلى دينونة...) (يوحنا16: 7- 8). (7)- هل القوة ترشد وتتكلم وتسمع وتخبّر...؟(وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور كثيرة...) (يوحنا 16: 13). عزيزي القارئ، لنلاحظ معاً الاسم والأفعال المستخدمة في هذه النصوص الكتابية، والمقتبسة من قبلنا، فقد أطلق الرب يسوع على الروح القدس اسم المعزي عدة مرات، فهل تستطيع قوة ما بأن تعزي، أو التأثير بأن يلهم الرجاء ويمنح السلوان...؟ أما الأفعال المستخدمة هنا فهي (ثمانية): يعلم- يذكّر- يشهد- يبكّت- يرشد- يتكلّم- يسمع- يخبّر- والسؤال هنا هو: هل القوة تمتاز بهذه الصفات، أو هل التأثير والنفوذ يتمتعان بهذه التخصّصات...؟ أبهذا المقدار هم أغبياء، حتى يفتكروا هذا الفكر الباطل...؟ أو أنه ليس هناك من دارسين وباحثين في الكتاب المقدس غيرهم...؟ أم أنهم بهذه السهولة يُخدعون ويَخدعون ...؟ ولكن للأسف، إنهم عمداً يصمّون آذانهم عن السمع، وقصداً يغلقون عقولهم عن الفهم، وتعصّباً يعمون قلوبهم وقلوب الآخرين عن الإدراك... وأخيراً إلينا بهذا المقطع الكتابي الذي يبرهن ويؤكد لنا بلا جدل، بأن الروح القدس هو ليس فقط الأقنوم الثالث من الثالوث، بل هو الله بالذات... (ورجل اسمه حنانيا وامرأته سفيّرة باع مُلكاً واختلس من الثمن وامرأته لها خبر بذلك وأتى بجزء ووضعه عند أرجل الرسل فقال بطرس: يا حنانيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل أليس وهو باق كان يبقى لك ولما بيع ألم يكن في سلطانك فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر أنت لم تكذب على الناس بل على الله...) (أعمال الرسل 5: 10 4). نلاحظ هنا أن خطيئة الكذب، كانت محور هذه الحادثة المؤلمة، فقد تحدّاه بطرس قائلاً: (لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس...؟) والأهم من ذلك، أضاف قائلاً: (أنت لم تكذب على الناس، بل على الله...) فمن الواضح جداً هنا بأن كلمة (الله) في آخر الآية الأخيرة، هي: نائب المفعول به (الروح القدس) في السؤال التحدي الموجّه من بطرس لحنانيا، فعليه يكون حنانيا قد كذب على : (الله الروح القدس...). أيها القارئ العزيز، إن محور عبادتنا كمسيحيين حقيقيين على مرّ العصور كانت، هذا الثالوث المجيد، الذي أُظهر لنا نحن الذين آلت إلينا أواخر الدهور، فعرّفنا عليه الرب يسوع نفسه، ودُعينا مسيحيين على هذا الأساس... والعجيب في الأمر، أنك لا تستطيع أن تعرف الأقنوم الأول (أي الآب) والأقنوم الثالث (أي الروح القدس)، إلا بتعرفّك الشخصي على الأقنوم الثاني ألا وهو الرب المخلّص يسوع المسيح، وتتخذه لنفسك ربّاً ومخلصاً شخصياً. إن أردت أن تعرف الله، فلا تحوّل وجهك عن يسوع، إن كنت غير راسخ بمعرفة هذه الأمور، فما العتب بعد اليوم على شهود يهوه إن كانوا ينكرون هذه العقائد، ولا ينكرونها فحسب، بل يقودونك إلى إنكارها بسبب جهلك لهذه الحقائق الروحية الثمينة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع المسيح هو الملاك ميخائيل
يقول شهود يهوه أن يسوع هو الملاك ميخائيل؟.... إن أمر نكران الثالوث وألوهية الروح القدس الخ.... من المواضيع التي تكلّمنا عنها، ليس احتقاراً على شهود يهوه فحسب، بل أمر سبقهم إليه الكثيرون قبلهم كما تبيّن لنا في بداية البحث، ولكن كون المسيح يسوه هو الملاك ميخائيل، أمر أستطيع تأكيده بأنه لم يسبقهم في التاريخ أحد في إطلاق هذه البدعة المضحكة... ورداً على ذلك نقول: إنه ثابت من كل ما فات من الحديث أن الابن الوحيد، هو هو يهوه بالذات بأسمائه وأوصافه وأفعاله، فلا يمكن أن يكون في أي شكل من الأشكال الملاك ميخائيل، وإليكم البرهان: قيل عن الملاك ميخائيل: (وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجاً عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال: لينتهرك الرب...) (يهوذا: 9)... وأما عن الابن الوحيد الحبيب فقيل: (لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه...) (مرقس 1: 27). (ثم دعا تلاميذه الإثني عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف...) (متى 10: 1)... في إنجيل لوقا يعلّق البشير قائلاً: (فرجع السبعون بفرح قائلين: يا رب حتى متى الشياطين تخضع لنا باسمك فقال لهم: رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء ها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيّات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء...) (لوقا 10: 17- 19)... فعليه، يكون الملاك ميخائيل الذي لم يكن له أي سلطان على الشيطان، لا يمكن أن يكون هو يسوع الابن الوحيد الذي له كل السلطان الشخصي على الشيطان، بل ومانح حق وقوة ممارسة هذا السلطان لتلاميذه. في سفر دانيال قيل عن الملاك ميخائيل ما يلي: (وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين...) (دانيال 10: 13) وفي نفس السفر ولكي لا نذهب بعيداً يقول دانيال النبي عن المسيح: (فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس...) (دانيال 9: 25)، وكلمة رئيس هنا جاءت مقرونة بال التعريف، جازمة بأنه الرئيس الوحيد وليس غيره... قيل عنه في الإنجيل: (ولد لكم اليوم مخلّص هو المسيح الرب...) (لوقا 2: 11)، وأيضاً هنا جاءت كلمة الرب مقرونة بال التعريف جازمة بأنه الرب الوحيد والأعلى الذي الكل دونه... فمن ثم يستحيل على الملاك ميخائيل ولو أنه واحد من الرؤساء الملائكيين الأولين، أن يكون هو نفسه المسيح يسوع، الذي هو بدون أدنى شك إله الآلهة ورب الأرباب... في سفر الرؤيا قيل عن الملاك ميخائيل: (وحدثت حرب في السماء ميخائيل وملائكته حاربوا التنّين وحارب التنّين وملائكته...) (رؤيا 12: 7)... وفي نفس السفر تكلّم الوحي عن الابن قائلاً: (واختطف ولدها إلى الله وإلى العرش...) (رؤيا 12: 5)، هذه الآية لا شك تتكلّم عن الابن الحبيب الذي له العرش، إذ أن كاتب الرؤيا يحدد ملكيّة ذلك العرش فيقول: (عرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه...) (رؤيا 22: 3)... فبينما الابن الوحيد جالساً على العرش الإلهي، كان الملاك ميخائيل واقفاً أمام الله والخروف محارباً إبليس وملائكته، فمن المحال إذاً للملاك ميخائيل الجندي المحارب الذي حارب التنيّن وخدم الرب الإله أمام عرشه أن يكون هو يسوع المسيح الجالس في ذات الوقت مع الله أبيه في عرشه الإلهي... إنه في كل مرة ذكر فيها الملاك ميخائيل، لم يوصف قط بالأوصاف الإلهية كأوصاف عدم المحدودية في الوجود والقدرة والعلم وغير ذلك، ولم ينسب إليه أي عمل إلهي، كالخلق أو العناية أو الفداء أو القضاء أو الملك... الخ... أما عن الابن فقيل الكثير من هذا القبيل... (قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن...) قال يسوع عن نفسه... (أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء...) (رؤيا 1: 8)... (كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت الحياة...) (يوحنا1: 3- 4) (الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما يرى... الكل به وله قد خلق الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل...) (كولوسي1: 15- 17)... يدعى في سفر الرؤيا أيضاً: (ملك الملوك ورب الأرباب...) نعم كل الكتاب يشهد له وعنه وليس عن ميخائيل، ومن أدرى من يسوع حين قال: (فتّشوا الكتب لأنكم تظنّون أن لكم فيها حياة أبدية وهي التي تشهد لي...) (يوحنا 5: 39)... الكتاب المقدس هو لا شك كلمة الله الحية الصادقة، هو كجبل شامخ لا يعلى عليه، وكأن بالوحي الإلهي هنا يدرك خطورة هذا الموضوع في مستقبل الأيام، فيدوّن لنا على صفحاته هذه الآيات المباركة: (لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك وأيضاً أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً متى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله وعن الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار وأما عن الابن كرسيّك يا الله إلى دهر الدهور... ولمن من الملائكة قال قط اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك...) (عبرانيين 1: 5- 14). فكاتب الرسالة إلى العبرانيين وضع حداً للمزايدين في هذا الموضوع، وعليه لا يكون ولا يقبل في أن يكون يسوع هو الملاك ميخائيل، بل هو الله بالذات... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ينكر شهود يهوه قيامة المسيح بالجسد
إن أهداف شهود يهوه، هو وضع الظلال على أمجاد الرب يسوع، وإنزاله إلى مستوى الإنسان... يقولون أن يسوع لم يقم بالجسد، بل أنه قام بالروح فقط، أما جسده فبقي في باطن الأرض، في مكان ما بقي مجهولاً من الجميع.... إن الكتاب المقدّس يصرّح عكس ذلك، إذ أن يسوع بعد قيامته من الأموات... (وقف في الوسط وقال لهم: سلام لكم ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب...) (يوحنا 2: 19- 21) وأيضاً قال لهم: (انظروا يديّ ورجليّ إني أنا هو، جسّوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي) (لوقا 24: 39). فالرب يسوع المسيح المعروف بقداسته المطلقة، حاشا وكلا أن يكون خدّاعاً فإنه عندما يَعِدْ، يفي بالوعد، وعد بأنه سيقوم من القبر، فهو حقاً قام، ولم يقم بالروح كما يزعم شهود يهوه، بل قام بالجسد، وما قوله لتوما الرسول، الذي كان في شك من هذا المر: (هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً) (يوحنا 20: 27)، وما سبب ظهور الرب يسوع للتلاميذ بنفس الجسد الذي تألم به، وحمل عليه آثار الطعن والمسامير، إلا ليؤكد لهم بأن القيامة قد تمّت فعلاً، وهو باكورة الراقدين. فلا تتعجبوا من وجود أناس في أيامنا هذه كشهود يهوه، ينكرون أمر هذه القيامة المجيدة، التي هي أساس إيماننا المسيحي، ورجاء كل مؤمن. إن هذه المشكلة كانت موجودة منذ نشأة الكنيسة وبوجود الرسل على الأرض، فكتب الرسول بولس محذراً: (لكن إن كان المسيح يُكرَزُ به أنه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم ونوجد نحن أيضاً شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه إن كان الموتى لا يقومون لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم أنتم بعد في خطاياكم إذ الذين رقدوا في المسيح أيضاً هلكوا إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين...) (1كورنثوس 15: 12- 20). المسيح يسوع إذا قام من بين الأموات، واعتراضهم باطل ولا أساس له على ضوء كلمة الله التي هي وحدها مقياس لصحة أي تعليم نسمعه من هنا أو من هناك. فعلى ضوء هذه الحقائق المعلنة في هذه الآية المباركة، نحكم أن كرازتهم وتعليمهم بهذا الخصوص باطل، إذ أنهم يكرزون بيسوع العاجز عن القيامة من القبر بالجسد... (بعد قليل لا يراني العالم أيضاً وأما أنتم فتروني أني أنا حي فأنتم ستحيون) (يوحنا 14: 19) بحسب زعم شهود يهوه، تؤكد هذه الآية، عدم قيامته بالجسد بل بالروح. إن المسيح الذي سبق فتبيّن لنا أن له طبيعتين (لاهوت وناسوت)، هو ابن الله وابن الإنسان أيضاً، هو إله وإنسان، فعليه يقول في (متى 24: 30) (ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير...)، لنتأمل جيداً بهذه الآية المباركة التي أعلنت لنا هذه الحقيقة، إذ أن المسيح عند عودته الثانية إلينا، سيعود كإنسان، كما سبق فعرف في الماضي من الجميع بجسده، فيضيف الوحي مسجلاً في (رؤيا يوحنا 1: 7) (هوذا يأتي على السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض....)، والعجيب في الأمر هنا هو: كيف أن الذين طعنوه سيتعرّفون عليه...؟ أليس لأنه سيكون حاملاً نفس الجسد الذي فعلوا به ذاك الفعل...؟ إن حجتهم أيضاً بأن يسوع لم يقم من الأموات بالجسد هي: ظهوره بعد القيامة بهيئات مختلفة، فعليه يكون المسيح مخلوق روحي، يستعير جسماً من عناصر المادة متى شاء... إن ردنا على هذه الحجة هو: أن يسوع قبل موته كان يتخذ مثل هذه الهيئات، ولم يشك أحد بجسده البشري، ولا جاء الكتاب المقدس على ذكر أي ملاحظة بهذا الخصوص... فمثلاً: في ناصرة الجليل، عندما ثار عليه مواطنوه، وأرادوا أن يطرحوه من قمة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه، يقول (لوقا 4: 29) (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنيّة عليه حتى يطرحوه إلى أسفل أما هو فجاز في وسطهم ومضى...). في الهيكل، وبينما كان يسوع يكلمهم قائلاً: (قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن...) فلم يكن لهذا الكلام وقع جيد على مسامعهم، (فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا...) (يوحنا 8: 58). كلنا يتذكر الحادثة المذكورة في (متى 14: 25- 27)، حيث مشى يسوع على المياه ولم يغرق، حتى أن الرسل أنفسهم خافوا فظنوه خيالاً... وفي جبل التجلّي حيث كان يسوع مع بطرس ويوحنا ويعقوب... (وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور...) (متى 17: 1- 2). والسؤال هنا هو: إذا استطاع الرب يسوع أن يتصرّف بجسده البشري وهو حي بالطرق العجيبة الغريبة التي تكلمنا عنها هنا، فهل يصعب عليه أن يتصرّف بجسده الممجّد بعد قيامته، ويظهر به للرسل والتلاميذ بهيئات مختلفة...؟ وما نكران شهود يهوه لقيامة المسيح بالجسد، سوى أنهم يريدون تثبيت عقيدتهم القائلة بأن النفس تموت مع الجسد... وبذلك ينكرون وجود جهنم النار، إحدى أهم عقائدهم المضلّة والتي سنأتي على ذكرها لاحقاً. يقولون أن النفس لا تتميّز عن الجسد وتموت معه... إن الحيّة في الفردوس والمذكور عنها في (سفر التكوين 3: 4) قالت لحواء: (لن تموتا...)، فالحية المتجسّد فيها إبليس، اختفت مفهوم الخلود الملازم للنفس الروحية، وهذا التعليم يشكل الخدعة الكبرى التي نشرها الشيطان في العالم، ليضل البشرية، ويخضعهم للديانات المختلفة التي هي كلها قائمة على هذا الادعاء الواهي الواهم... ببساطة، إن كل من يؤمن بأن نفسه ستكون خالدة في السماء، أو في جهنم النار، فهو مخدوع من الشيطان... إن هذا الكلام يبيّن مبلغ الشطط الذي تردى فيه شهود يهوه، فهو يخلطون بين النفس والجسد، ويتجاهلون القسم الثالث من كياننا وهو الروح. ويبدو أنهم قد تناسوا ما قاله الرسول بولس في هذا الشأن (وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح...) (1تسالونيكي 5: 23). لا تتوقف فلسفتهم هنا، إذ أنهم يضيفون في تعليمهم المضل، أن الإنسان ليس له نفس متميزة عن الجسد، بل هو مركب من جسد ونسمة حياة، فاتحاد الجسم بنسمة الحياة هذه، يعطي الإنسان أو النفس، فالإنسان والنفس مترادفان، والحال أن الإنسان مائت حسب ما تثبته الخبرة، فالنفس إذاً مائتة... يقول كاتب سفر التكوين (تكوين2: 7) (وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض2 ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية...)، يستند شهود يهوه على هذا النص الكتابي، ويزعمون أن الإنسان تراب هو من الأرض تحييه نسمة حياة، وهذان العنصران (أي التراب ونسمة الحياة) يشكلان نفساً حية أو خليقة تدعى (الإنسان)، ويضيفون أنه لا يُرى في كل الكتاب المقدس نص واحد يقال فيه أن الله منح الإنسان نفساً متميزة عن الجسد، خالدة، إذ أن النفس في اللغة العبرية تدل على الوظائف المختلفة الحيّة، ولا تدل على أن النفس تتميز عن الجسد... (1)- سبق وبرهنّا أن روسل، كان جاهلاً كلياً اللغات الأصلية التي كتب بها الكتاب المقدس (أي العبرية واليونانية)، وها هم يعودون إلى علم اللغة في تحليلاتهم... إن النفس البشرية بحسب قواعد اللغة العبرية تدل على كائن حي، أو على شخص، أو على فرد مؤلف من نفس وجسد، إن وجود الروح في الجسد، هو الذي يبعث فيه الحياة، وتواريها عنه يجلب له الموت، أو بمعنى آخر، يتفكّك المركّب الإنساني والذي مرادفه النفس... وبالإضافة إلى ذلك، عندما خلق الله النفس أو الروح، فذلك معبّر عنه في الكتاب بشكل رمزي فيقول: (نفخ في أنفه نسمة حياة...) (تكوين 2: 7) فمن الواضح هنا، أن الله الروح الغير محدود، ليس له قياسات بشرية لينفخ في التراب... فإذا نفخ (النسمة) خلق الروح. (2)- إن شهود يهوه لا يدركون مركزهم في شخص الله تعالى، هم كأتباع نظرية (داروين) الإلحادية، الذين وإن كانت نظريتهم ما زالت في موضع النظرية فقط، وستظل كذلك، إنهم لا يريدون أن يعترفوا بعلة وجودهم إلا حسب نظرية فيلسوفهم وهي. أن أصل الإنسان قرد... لكن الله بمحبته الغنية، حين خلق الإنسان، بكل تأكيد ميّزه عن باقي خلائقه، فقال: (نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طيور السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه) (تكوين1: 26- 27). نرى الفرق الكبير هنا بين الله الإنسان، وخلق غيره من الكائنات الحيّة وعنها قال الكتاب: (لتخرج الأرض ذوات أنفس حيّة كجنسها بهائم ودبابات ووحوش أرض كأجناسها وكان كذلك...)، نعم خرجت نفس البهائم بقوة مادية من الأرض حين قال: (لتُخرج الأرض...)، لم يتدخل مباشرة في خلقها، ولا نفخ فيها نسمة الحياة، إن الله خلق الإنسان فقط على صورته ومثاله، والحال أن الله روح، فوجه الشبه الوحيد بين الله والإنسان هو الروح العاقل، لا الجسد المادي، إن هذه النفس الثمينة أو الروح، لا تجد أصلها ومصدرها في الأرض المادية التي هي في نظر الله بلا قيمة، بل إنها تجد مأواها في الله، إذ النفس التي تصدر من التراب، إلى التراب تعود، أما النفس العاقلة، فإن الله الروح الخالد مصدرها، فهي إذن خالدة بخلوده، وإلا فما معنى قول الرب يسوع: (لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه...) (متى 16: 26). ليس من المنطق أبداً أن الله الذي ميّز هذا الإنسان عن باقي خلائقه، فخلقه على صورته ومثاله وسلّطه على الحيوان والنبات، وكل ما في الأرض، يعود ويحط من مقامه، ويجعله في مصف البهائم...؟ وإذا كان الإنسان كالبهيمة، ليس له نفس روحية متميّزة ومستقلة عن الجسد، فما معنى تجسّد ابن الله وصلبه وموته على الصليب فداء عن جنسنا البشري...؟ فهل من الحكمة أن يرسل الله ابنه الوحيد لكي يفدي أناساً مستواهم بمستوى البهائم...؟ حاشا وكلا أن يتصرّف الله الكليّ الحكمة بغير حكمة... والكتاب المقدس يعرّفنا على مركزنا في الله فيقول: (لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية...) (يوحنا 3: 16)، نعم إن الله أحبّنا، أحبّنا إلى المنتهى، ومحبته هذه لم تكن كلامية فحسب، بل تجلت لنا بكل عظمة على صليب الجلجلة، إذ أنه لم يبخل علينا بابنه الوحيد الحبيب، فبذله عنا أجمعين.... فكيف من الممكن ألا ندرك هذه المحبة ونستهين بها...؟ وهنا نسأل شهود يهوه، إن كان الإنسان عند موته يكون بمصاف الحيوان، فلم لا يكون للبهائم نصيب في القيامة الأرضية التي يعدون بها أتباعهم، والتي سنأتي على ذكرها لاحقاً...؟ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ينكر شهود يهوه مجيء المسيح ثانية بالجسد
ينكر شهود يهوه مجيء الرب الثاني بنفس الجسد الذي ارتفع به إلى السماء، إذ أن إحدى عقائدهم تقول أنه لم يَقمْ أصلاً بجسده كما ذكرنا سابقاً، لأنه لو حصل، لأصبح يسوع أدنى قيمة من الملائكة، يقولون وهذا هو النص الكتابي الذي يستندون عليه: (الذي هو في يمين الله (أي المسيح) إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له) (1بطرس 3: 22). لكن الرسول بطرس، الذي أبدع بوصف مجيء المسيح الثاني، علّم أن هذا الأمر من أصعب الأمور للفهم والإدراك، فكتب محذراً إيانا من الذين سيأتون معلمين بهذا الموضوع العسر على الفهم والإدراك، والذي إن دخلنا في متاهاته وفسّرناه بحسب أس استحسان منا، أو بما يتفق مع معتقداتنا، لأصبح هلاكنا أكيداً. فبعدما كتب الرسول معلناً لنا بروح النبوة عن ذاك الحدث البهيج الذي سيتم في مستقبل الأيام، (أي مجيء الرب الثاني) لم ينسى الوحي الإلهي أن يدوّن لنا هذه الفقرة: (... كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضاً بحسب الحكمة المعطاة له كما في الرسائل كلها أيضاً متكلماً فيها عن هذه الأمور التي فيها أشياء عسرة الفهم يحرّفها غير العلماء وغير الثابتين كباقي الكتب أيضاً لهلاك أنفسهم.) (2بطرس 3: 15- 16). سبق ووضّحنا سابقاً بالبراهين المقنعة ومن الكتاب المقدس نفسه، إن يسوع المسيح قام من بين الأموات بالجسد، ويسوع هذا الذي ظهر للرسل والتلاميذ بطرق وأوقات شتى، وأراهم جسده الحامل آثار المسامير، كما أنه أكل وشرب معهم، ومسّه الكثيرون منهم، وخصوصاً الرسول توما متأكداً من أن له لحم وعظام، وأنه ليس روحاً فقط، كان لا بدّ أن يصعد إلى أبيه في المجد، ويجلس عن يمين عرش العظمة، وفي آخر يوم معهم وبينما هو يحدثهم... (ارتفع وهم ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض وقالا: أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء...) (أعمال1: 9- 11). نعم إن المسيح يسوع ربنا سيعود ثانية لكي يأخذنا إليه... (هوذا يأتي على السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض...) (رؤيا1: 7). يحدد الرسول يوحنا هنا الذين سينظرونه فيقول: (الذين طعنوه)، أي أن الذين طعنوه سيتعرّفون عليه بواسطة الجروح التي سببّوها له في جسده. ويؤكد ذلك النبي زكريا المتحدث أيضاً عن مجيء الرب الثاني، حين سيسأله اليهود الذين صلبوه ويقولون له: (ما هذه الجروح في يديك...؟ فيقول: هي التي جرحت بها في بيت أحبائي...) (زكريا 13: 6). نعم إن النبي زكريا تنبأ عن هذا الأمر، حتى قبل مجيء المسيح الأول إلى عالمنا هذا بنحو (550سنة)، ومضت حوالي الـ (2000) سنة، والرب يسوع ما زال محتفظاً بجسده المجروح وهو جالس عن يمين الله يشفع فينا، مما ينقض اعتراض شهود يهوه بقولهم: (يسوع قام مخلوقاً روحياً، إذ أنه لا يليق أن يدخل السماء بجسده المشوّه بالجروح وآثار المسامير...). نسأل هنا: إن كان يسوع يرتضي في مجده أن تظهر علامات آلامه، دينونة للذين استهتروا بها وما زالوا، فَلِمَ تكون غيرتهم على كرامته أكثر من غيرته هو على كرامته...؟ كيف يدرك هذا الإنسان بعقله المحدود، ذلك الإله الغير محدود...؟ أترانا معلمين لله، أم علينا أن نخضع لمشيئته، إذ أنه هكذا شاءت حكمته أن يكون...؟ نعم أن الرب يسوع سيأتي ثانية، وبجسده المجروح، الذي سيكون دينونة للذين رفضوا معنى هذه الجراح، والذين رفضوا أن يعطوه كل المجد، ويعترفوا بأنه رب لمجد الله الآب... لنسمع قول النبي اشعياء، موضحاً فكرة المسيح المتألم، الصاعد إلى السماء لكي يشفع فينا طوال السنين الماضية، ولكن دون تجاوب من قبل الكثيرين، فسينقلب ذلك الحنّان المحب، من الشفيع إلى الديّان، وهذا الجسد المجروح، سيتشوّه أكثر فأكثر، بسبب رفضهم على أن يملّكوه على عرش حياتهم، فسيبطش بهم... (من ذا الآتي من ادوم بثياب حمر من بصرة هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته أنا المتكلم بالبر العظيم للخلاص ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي فرشّ عصيرهم على ثيابي فلطّخت كل ملابسي لأن يوم النقمة في قلبي وسنة مقديّي قد أتت فنظرت ولم يكن معين وتحيّرت إذ لم يكن عاضد فخلَّصت لي ذراعي وغيظي عضدني فدستُ شعوباً بغضبي وأسكرتهم وأجريت على الأرض عصيرهم...) (اشعياء 63: 1- 6). نعم إن الرب يسوع سيأتي عن قريب، وهو الذي تحدث لنا بإسهاب على صفحات الكتاب، عن العلامات التي ستسبق وسترافق مجيئه المبارك، كي يكون المؤمنون المخَلَّصون والمفديّون بدمه، على أتم الاستعداد لتلك المفاجأة الخطيرة التي ستذهل العالم بأسره... وإحدى هذه العلامات التي ستسبق مجيئه تقول: (ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين...) (متى24: 11). نعم إن العلامة المميزة قبيل مجيء الرب هي: (روح الضلال) الذي سيقع فريسته الكثيرون وما شهود يهوه سوى تلك الآنية التي تحمل روح الضلال هذا... لماذا ينكر شهود يهوه مجيء المسيح الثاني بالجسد...؟ الجواب بسيط جداً،... لأنهم سبق فعيّنوا عدة تواريخ لذلك المجيء، لكن الرب خيّب آمالهم لأنهم بعملهم هذا، أرادوا تكذيبه وهو الذي قال لتلاميذه منبهاً: (وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السموات إلا أبي وحده...) (متى24: 36)، فإخفاءً لفشلهم هذا، أطلقوا عنان هذه العقيدة (أي أن المسيح أتى بالروح، وبطريقة غير منظورة...). فيا لوقاحتهم... إذ أنه رغم فشلهم المتكرّر، بتعيينهم عدة مواعيد لمجيء الرب في الماضي، نراهم اليوم يعيّنون موعداً جديداً وهو في (شباط 1986) (على ذمّة أحدهم...؟)، ناسين قول الرب لهم: (ملعون الإنسان الذي لا يسمع كلام هذا العهد الذي أمرت به...) (ارميا 11: 3). إن يسوع سبق وحذّرنا بأن ذلك اليوم وتلك الساعة، فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة ولا حتى هو كابن الإنسان، لا يعرف ذلك التاريخ... أيعلمون هم...؟ إن المسيحي الحقيقي، يؤمن أن المسيح قد صعد إلى السماء بجسده الممجّد، وجلس عن يمين العظمة محتفظاً بآثار المسامير، شهادة للآب على قدرته وحقّه بالشفاعة، إذ أنه أتّم كل العمل عنّا على الصليب، وأصبح قادراً أن يرثي لضعفاتنا، كما يؤكد لنا الكتاب ذلك على فم الرسول يوحنا فيقول: "يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفّارة لخطايانا...) (1يوحنا2: 1- 2). فعلى ضوء هذه الحقيقة، إني أسأل شهود يهوه هذا السؤال التحدي، بعد أن يقرأوا هذا النص الكتابي ويتمعّنوا به جيداً... يقول الرسول بولس: (لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح...) (1تيموثاوس 2: 5)... هل شفيعنا ووسيطنا الأوحد، ذلك الإنسان يسوه المسيح، الموجود بدون شك الآن عن يمين الآب يشفع فينا، هل هو روح أم جسد...؟ وليحدّدوا لنا علمياً ومنطقياً وروحياً، مما يتركب ذلك الإنسان الذي يتكلم عنه الرسول هنا...؟ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القيامات: الصف السماوي
يقول شهود يهوه ألا قيامة حقيقية للبشر، إذ أن نفوسهم ستعود إلى العدم، وأجسادهم ستتفكك، فيجري الله يومها خلقاً جديداً للنفوس والأجساد... عندئذ، سيكون هناك صف سماوي، هؤلاء هم المختارون جسد المسيح أو عروس الخروف، وعددهم بحسب القرار الإلهي الصادر في سفر الرؤيا (144000) (رؤيا 7: 4). وأما البقية فهم من الصف الرضي، الذين بفضل الأعمال الحسنة التي يؤدونها للملكوت السماوي، فلن يكونوا من المختارين، إنما سيسكنون هذه الأرض التي ستحكمها السماء بواسطة المسيح والصف السماوي... من مّنا لم يقرأ قول السيد الرب: (لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية). (يوحنا 3: 16). هل هذا ممكن...؟ هل نستطيع أن نصدق هذا الزعم عن الله الفائق المحبة...؟ وهل يليق ببرّه وحقّه أن يقتصر عدد المخَلَّصين على (144000) فقط، الذي لا يقرّه المنطق السليم...؟ حاشا لله أن يقرّر هذا، وإلا فما معنى قوله: (التفتوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر) (اشعياء 45: 22). إن سكان السماء بحسب زعم شهود يهوه لن يزيد عن الـ (144000) المؤلفين من الرسل والأنبياء والقديسين المختارين على مرّ العصور... لكن هذا العدد المعيّن سابقاً في الكتاب، لم يكمل بعد، إذ أنه سيكمل بالبقية الصغيرة الباقية من قادرة شهود يهوه النافذين الذين هم أحياء حالياً هذه هي القيامة الأولى بحسب زعمهم، والتي دشّنها المسيح عندما جاء بطريقة غير منظورة...؟ إن شهود يهوه يعلّمون باطلاً بأن عدد سكان السماء هو فقط (144000)، فعليه يتّضح لنا أن معظمهم بلا رجاء بالنسبة إلى دخول السماء. يا لغبائهم، فلو كان هذا هو بالتحديد عدد ورثة السماء، فلماذا تابع كاتب سفر الرؤيا قائلاً: (بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعدّه من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف (أي المسيح) متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف...) (رؤيا7: 9). نعم إن سكان السماء أو الحياة الأبدية مع الرب يسوع، جمع كثير لا يستطيع أحد أن يعدّه، وكم نشكر الرب لأجل هذه الآية المعزية، التي قرأناها والتي يتجنّب عمداً شهود يهوه قراءتها، لأنها تفضح وتدحض تعليمهم بهذا الخصوص. إن الأعداد في الكتاب المقدس في معظم الأحيان هي رمزية، لا تعني ضبطاً وحصراً، بل مقصداً خفياً يريد الوحي المقدس أن يوجه انتباهنا إليه... لقد تخبّط شهود يهوه تخبّط العشواء في تفسيرهم لما كتبه الرسول يوحنا في (رؤيا7) أو بالحري أنهم في سبيل دعم تعليمهم الباطل، حوّروا الحقيقة بالحذف كما هو مشهور عنهم، وكل من يقرأ هذا الفصل من سفر الرؤيا، لا بد وأن يحكم بعدم أمانتهم في النقل، فالعدد (144000) ليس سوى عدد رمزي للمختارين من أمة اليهود، إذ أن يوحنا ذكرهم بأسماء أسباطهم في (العدد 4- 8). إن كان هذا العدد ليس برمزي، فكيف نفسّر أن عدد المختارين من اسرائيل هو فقط (144000) لا أكثر ولا أقل. سؤال آخر نطرحه فيما يخص رمزيّة هذا العدد: ألم يكن بين هؤلاء المختارين نساء...؟ هل سارة ورفقة وراحيل وراعوث واستير الخ... هل هذه النسوة غير مختارات، لسْنَ من الصف السماوي...؟ يصنّف كاتب الرؤيا الـ (144000) بقوله: (هؤلاء هم الذين لم يتنجّسوا مع النساء لأنهم أطهار). (رؤيا 14: 4). إذاً الآية تقول حرفياً أنه ليس للنساء مكان في السماء إذا أخذنا على حرفيّتها، مع العلم بأن كل هذا النص رمزي. ونسأل أيضاً، ألا يوجد بين النافذين من شهود يهوه المعاصرين نساء مختارات...؟ عجيب هو، كيف أن الصدف شاءت بأن يكون من عداد الـ (144000) المختارين للقيامة الأولى في لبنان بحسب زعمهم عدد لا باس به من النساء، المستأهلات للتقدّم مرة واحدة في السنة وأكل جسد الرب، مما يدحض تعليمهم الفاسد بهذا الخصوص. الكتاب المقدس يعلّمنا بأنه لن يكون هناك تمييز بين الجنسين في القيامة، النساء كالرجال سيقبلن أيضاً في الملكوت السماوي (لأنهم متى قاموا من الأموات لا يزوّجون ولا يتزوّجون بل يكونون كملائكة في السموات...) (مرقس 12: 25)... فعلى كل ذلك، نجزم بأن العدد (144000) هو عدد رمزي، له تفسيره الخاص، وليس له أي علاقة بما يسمّونه الصف السماوي أو القيامة السماوية الأولى الخ... وبالضبط إنه يرمز إلى اليهود الذين سيؤمنون بالمسيح في الضيقة العظيمة التي ستسبق معركة هرمجدّون الشهيرة... يقول الرسول بطرس: (سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله إلى الذين نالوا معنا إيماناً ثميناً مساوياً لنا ببرّ إلهنا والمخلص يسوع المسيح...) (2بطرس 1: 1)، لمن يا ترى يكتب بطرس...؟ ومن هم الذين نالوا معه نفس الإيمان الثمين...؟ إنه يعني المؤمنين على مرّ الأجيال، ويثبت بطرس هنا أن إيمانهم هو بنفس مقدار إيمانه وبقية الرسل. وهل أن الله غير عادل، كي يهب حصّة مضاعفة لفريق دون فريق آخر...؟ أي أناس صف سماوي، وأناس صف أرضي، ومستوى الإيمان عند الجميع مبني على أساس واحد ألا وهو برّ المسيح، وهو لا يتجزأ أبداً... (لأنه به (أي المسيح) لنا كلينا قدوماً في روح واحد إلى الآب فلستم بعد غرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله) (أفسس2: 18- 19). والسؤال هنا أين هو مسكن الله، أليس في السماء كما يقول الكتاب...؟ فجميع المؤمنين إذاً أهل ذلك البيت... فالمسيحي بالحق هو من أهل بيت الله مع جميع القديسين بدون تمييز... وبعد سرد هذه الآيات المباركة، من يمكنه أن يصدّق بأن المختارين المخلّصين، الورثة للحياة الأبدية، الذين يؤمنون على رجاء القيامة، هم هذا العدد الضئيل من أسباط بني اسرائيل، وأن بقية الأمم، رغم تعدادهم بالمليارات، ليس لهم محل في القيامة السماوية...؟ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القيامات: الصف الأرضي
يعنون بذلك، خرافاً أخر، يطلقون عليهم اسم خراف (يهوناداب)، تيمناً بالرجال الذين أقامهم يهوناداب رفيق ياهو الملك، لإبادة عبدة البعل (سفر الملوك الثاني10: 15- 27)- أو خراف الرب الآخر بحسب (إنجيل يوحنا 10: 16)، وهم يخدمون الآن على الأرض كشهود ليهوه، ولكنهم لا يرجون السماء، لأن الوعد الذي أعطي لهم يقتصر فقط على الحياة على هذه الأرض (سنتكلم عن هذا الموضع لاحقاً)، وسيكون لهم الامتياز بأن يُخضعوا الأرض ويحمّلوها، ويملأوها بالنسل، بشرط وحيد هو أن يثبّتوا عملياً أمانتهم كشهود يهوه، وذلك قبل نشوب معركة هرمجدّون. هذه هي القيامة الثانية أو القيامة الأرضية الفضلى كما يسمونها... إن شهود يهوه كما تقدّم، لا يرجون الذهاب إلى السماء، أي أنه ليس لهم جميعاً الرجاء الواحد، بخلاف مختاري الرب يسوع، الذين وصفهم الرسول بولس أنهم في (رجاء دعوة واحدة) (أفسس4: 4) والمسيح نفسه قال: (ولي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضاً فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد) (يوحنا10: 16). عام (1918) جاء المسيح بطريقة غير منظورة وأقام من لهم نصيب في القيامة الأولى، أي القطيع الصغير المؤلف من (144000) عضواً، والذي سيُكمل قريباً بالنافذين من شهود يهوه، وسوف لا يبعثون مطلقاً بالجسد، بل يقومون بالروح، وهذه الكائنات الروحية ستكون مثل المسيح غير المنظورة من الناس... نعم هذه أولى القيامات، والأهم بالنسبة لشهود يهوه. القيامة الثانية، أي القيامة الأرضية الفضلى، أي الخراف الأخر، الذين يموتون الآن، سيحسبون من صف فعلة الخير، ويتوقع أن يقوموا بعد معركة هرمجدّون بوقت قريب... إن شهود يهوه يتكلمون عن ثلاث قيامات، تكلمنا عن اثنين منها، والثالثة تدعى القيامة الأرضية العامة، تقتصر هذه القيامة على الذين أثموا عن جهل ومن غير قصد، هؤلاء سيقومون جميعهم بأعداد خيالية، هؤلاء هم الذين لم تعط لهم فرصة في الماضي لسماع كرازة شهود يهوه، فإن هذه البشارة ستقدّم لهم عند قيامتهم، كفرصة أخيرة للتوبة وللانتماء إليهم، وبهذا الانتماء ينالون الحياة الأبدية على هذه الأرض... أما الرافضون الأشرار المقاومون لمقاصدهم، فهم مدّخرون للموت الثاني، وللعذاب في بحيرة النار المتقدة، قبل عودتهم إلى العدم... ومما لا يخفى على أحد أنه لا وجود في الكتاب المقدس لهذه القيامات الثلاثة التي يدّعونها بل هناك قيامتين فقط لا غير... (لا تتعجبوا من هذا (يقول الرب يسوع) فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة...) (يوحنا 5: 29). القيامة الأولى أو الاختطاف: الاختطاف هو تعزية المؤمن وهو في بريّة هذا العالم الفاسد، حيث أن الشر كَثُر، والخطيئة ازدادت كثيراً، الحروب والعنف يملآن الدنيا، كرب أمم بحيرة، الناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة، رعب الحرب النووية يعم العالم الخ... فما مصير المؤمنين المخلَّصين بدم المسيح، هل أن مصيرهم كالباقين...؟ أبداً أنهم عروس المسيح كما يقول عنهم الرسول بولس: (خطبتكم لرجل واحد لأقدّم عذراء عفيفة للمسيح...) (2كورنثوس11: 2). نعم إنهم عروس للمسيح العريس، وهذه العروس هي بانتظار عريسها الذي سينقذها من الغضب الآتي، أليس هو الذي وعد بفمه المبارك قائلاً: (ومتى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم إلى فوق لأن نجاتكم تقترب...) (لوقا 21: 28). الحقيقة تقال، بأننا في آخر الأيام قبل الاختطاف، كل الدلائل تشير إلى ذلك، وتقريباً معظم النبوات والعلامات التي أعطيت لنا في الكتاب المقدس قبل مجيء المسيح، قد تمّت على أكمل وجه، إلا واحدة، وهي: مجيء المسيح الثاني لاختطاف كنيسته المحبوبة التي اقتناها بدمه الطاهر. إن الملايين من المؤمنين الراقدين (أي المائتين) سيقومون من القبور، وكذلك الملايين من المؤمنين الأحياء، سيخطفون في اللحظة عينها لملاقاة الرب في الهواء... للأسف إن معظم الكنائس المسيحية أهملت هذا التعليم المبارك، مع أنعم يردّدون النصوص الكتابية المتعلّقة بهذا الموضوع في كل جنازة، وما أكثرها في أيامنا هذه، ولكنهم عنه غافلون... ألم يحن الوقت كي نلتفت جميعاً كمسيحيين، نحن الذين اجتزنا بضيقات كثيرة، على الأقل إن لم يكن لأجل إيماننا، فذلك لأننا نحمل اسم المسيح، ألم يحن الوقت كي نلتفت إلى كتابنا العزيز، ونستخلص منه العبر والتعاليم والعقائد النافعة لنا روحياً وزمنياً، ولاسيما هذا التعليم العظيم ألا وهو الاختطاف، الذي ليس لنا عنه بديل كمعزٍ، في أيامنا العصيبة هذه التي نمر بها...؟ هذا هو النص الذي يقرأ في جميع الكنائس بدون استثناء عند الجنازة: (ثم لا أريد أن تجهلوا أيها الأخوة من جهة الراقدين (أي الأموات في المسيح) لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضاً معه فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب لذلك عزّوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام...) (1تسالونيكي 4: 13- 18). نعم إن الاختطاف هو تعزيتنا ورجاؤنا كما يعلّمنا الرسول بولس، نحن الذين آلت إلينا أواخر الدهور... كما أنه يضيف قائلاً: (هوذا سرّ أقوله لكم لا نرقد كلنا (أي إننا لن نموت كلنا) ولكننا كلنا نتغيّر في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فإنه سيُبَوَّق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغيّر...) (1كورنثوس 15: 51- 52). فلنلاحظ هذا البوق، الذي تردد ذكره في الآيتين، والذي ما هو سوى صرخات المؤمنين في كل مكان، في المواعظ في الكنائس، في توزيع المنشورات الروحية، في الإذاعات، في توزيع الكتاب المقدس... الخ... كل هذه ليست سوى البوق الأخير قبل أن يأتي المنتهى... إنها البشارة التي تعمّ العالم أجمع اليوم، قبل الحدث التاريخي العظيم، الذي سيذهل العالم بأسره، ألا وهو الاختطاف... لنلاحظ من الكتاب نفسه، آخر علامة من العلامات التي أعطانا إياها المسيح قبل مجيئه حين قال: (... ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم، ثم يأتي المنتهى...) (متى 24: 14). نعم عند البوق الأخير، سيقوم الراقدون لينضمّوا إلى المسيح، ومن ثم، سيلحق بهم الأحياء لكي يكونوا في كل حين مع الرب المبارك. نعم هذا هو الترتيب الإلهي، هكذا شاءت مشيئته أن يكون، لكي يخلّص كنيسته المحبوبة من الغضب الذي سيحل على المسكونة. ربما هناك من يسأل: والأحياء غير المؤمنين الباقون على الأرض، ما مصيرهم...؟ (لأنه سيكون ضيق عظيم (يقول الرب) لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون...) (متى 24: 21). في اليوم التالي من الاختطاف، سيستفيق العالم بذهول، لكي يروا أن الملايين من البشر قد اختفوا من على وجه الأرض، ومنهم الأخ أو الأخت أو الأب أو الأم أو الحبيب الخ... فلم لا تكون عزيزي القارئ من عداد المختطفين، وتخلّص نفسك، وتهرب من الغضب الآتي، وتضمن حياتك الأبدية...؟ الاختطاف هو القيامة الحدث الأولى، التي ستسبق قيامة الأشرار، وليس ثالث لهما، هذا ما يقوله الكتاب، وهكذا نؤمن... فعليه، لن يكون بعد القيامة الأولى فرصة خلاصية ثانية بعد الموت، كما يدعي شهود يهوه بأن الكثيرين سيقومون من الذين لم تعط لهم فرصة لسماع كرازتهم... هناك فرصة واحدة لا غير، ستعطى لليهود الأحياء الباقين للضيقة العظيمة، إذ أن الله سيعود لافتقادهم، كي يرجعوا عن نكرانهم لمسيحهم، وسيصبحون مسيحيين، ولكن هذه المرة وهم في وسط الضيق، حيث سيفنى الثلثان وسيخلص الثلث... (ويكون في كل الأرض يقول الرب: إن ثلثين منهما يقطعان ويموتان والثلث يبقى فيها وأدخل الثلث في النار وأمحّصهم كمحص الفضة وأمتحنهم امتحان الذهب هو يدعو باسمي وأنا أجيبه أقول هو شعبي وهو يقول الرب إلهي...) (زكريا 13: 8- 9). هذا ما ورد عن الموضوع في العهد القديم، ولكن ما هو رأي الرسول بولس...؟ (فإني لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا هذا السر لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء إن القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل (أي أنهم رفضوا المسيح يسوع إلى حين بسبب قساوتهم) إلى أن يدخل ملؤ الأمم وهكذا سيخلص جميع اسرائيل...) (رومية 11: 25- 26). هؤلاء هم الـ (144000) الذين تكلم عنهم سفر الرؤيا والذين لم يرضخوا للمسيح الكذاب الذي سيظهر في وسط الضيقة، هؤلاء هم الذين ستفتح أعينهم، ويدركون أن يسوع المسيح الذي جاء منذ حوالي الألفي سنة، هو مسيحهم الحقيقي ومخلصهم الذي صلبوه، هؤلاء هم الذين سيبقون أحياء على الأرض بعد الحرب النووية الطاحنة المسماة في الكتاب بحرب هرمجدّون، والتي ستنهي سبع سنين الضيقة العظيمة، حيث سيأتي المسيح من جديد ليحكم عليهم كملم الملوك ورب الأرباب ولمدة ألف سنة، سيحكم مع ربوات قديّسيه طوال هذه المدة (أي مع الكنيسة المختطفة) (هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف (أي المسيح) يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون...) (رؤيا 17: 14). في نهاية الألف سنة من حكم المسيح الأرضي، ستبدأ محاكمة الأشرار، فيقومون من الأموات، ويصف الرسول يوحنا هذا المشهد قائلاً: (ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم وسلّم البحر الأموات الذين فيه وسلّم الموت والهاوية (أي القبور) الأموات الذين فيهما وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار...) (رؤيا 20: 12- 15). هذه هي القيامة الثانية... قيامة الدينونة. عندئذ بعد انتهاء كل هذه المراحل، سيقدّم لنا نحن المفديين، الملكوت الذي وُعدنا به، والذي ذهب الفادي لكي يعده لنا، منذ ما يقارب الألفي سنة... (ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد في ما بعد وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزيّنة لرجلها وسمعت صوتاً عظيماً من السماء قائلاً: هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت...) (رؤيا 21: 1- 4). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحياة الأبدية على هذه الأرض
بما أن الباب للدخول إلى السماء قد أغلق، إلا على القلّة الباقية من النافذين منهم، ينادي شهود يهوه بملكوت الله الأرضي المخصص للصف الأرضي، وإن الدخول إليه بسيط جداً، ليس عليك سوى اعتناق تعاليمهم، والانتساب إلى نظامهم الجديد. وهم يركّزون عقيدتهم هذه على الصلاة التي علّمها الرب يسوع لتلاميذه والقائلة: (ليأت ملكوتك، كما في السماء كذلك على الأرض...). صحيح أن للمسيح مملكة، لكنه يصرّح بكل وضوح أنه أولاً يملك في قلوب المؤمنين الحقيقيين، الذين يصبحون رعايا ملكوته الروحي فور تجديدهم بالروح القدس الذي يحل فيها ويعطيها حياة جديدة. ثانياً، عن ملكوته العتيد أن يستعلن، يصرّح المسيح قائلاً: (مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدّامي يجاهدون لكي لا أسلّم إلى اليهود...) (يوحنا 18: 36). ومن أدرى من الرب يسوع نفسه في تحديد طريقة الدخول لملكوته...؟ (... الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله قال له نيقوديموس كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟ أجاب يسوع الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو الروح...) (يوحنا 3: 3- 6). نعم إن دخول ملكوت الله يتم بواسطة الولادة الروحية فقط، لا باتّباع نظام شهود يهوه البشري، هذا ما معناه حلول الروح القدس على الإنسان الخاطئ بعد تصميمه القلبي على التوبة الحقيقية عن خطاياه، وقبول المسيح مخلصاً شخصياً لحياته. العجيب في الأمر هو، كيف أن الكثيرين ينقادون وراءهم، رغم كون عقيدتهم خالية من أي رجاء، إذ أن كل ما يعدون به هو أرضي وزمني، تصوّروا أن أتباع شهود يهوه لا يدرسون مهنة الطب، على أساس أنه في ملكوتهم الموعود، لن يكون هناك مرض... بل بالحري يدرسون مهنة الهندسة على أساس أن هناك فرص عمل كثيرة في انتظارهم في ذلك الملكوت...؟ والذي بحسب زعمهم سيكون على هذه الأرض بالذات. بالحقيقة هناك من حولنا ديانات تعد أتباعها بجنّات تجري من تحتها الأنهار، وبالحوريات بأعداد كثيرة الخ... مما هو مغرٍ جداً، ولكن أكثرهم على شك من هذا الأمر... فكم بالحري إن وجّهت أنظار الناس، كي يلقوا رجاءهم على هذه الأرض الملعونة بالذات من قبل الله نفسه، اسمعه يقول لآدم: (ملعونة الأرض بسببك... وشوكاً وحسكاً تنبت لك...) (تكوين 3: 17و 18)... أفالقي رجائي عليها، أنا الذي قرّرت أن أترك كل مباهج هذا العالم الفاني، لكي أعيش بتقوى وقداسة لمن مات عني وفداني؟ أفالله غير أمين لهذه الدرجة...؟ حاشا وكلا... وإلاّ فلماذا وعدنا قائلاً: (أنا أمضي لأعدّ لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً...) (يوحنا 14: 2- 3). نعم هذا هو المكان الذي سنقضي فيه الحياة الأبدية، والذي نطمح إليه. فبعد أن أعطيت لنا كل هذه المواعيد المباركة، أنعود ونوّجه أنظارنا نحو هذه الأرض التي ليس فيها أي شيء صالح يعزي قلوبنا ويجذبنا إليها، عجيب هذا الأمر، كيف أن شهود يهوه متعلّقون بها...؟ ومما هو جدير بالملاحظة هنا هو: أن هذا الكون الفسيح، قد استغرق خلقه من قبل الرب، ستة أيام فقط، فكم بالحري هو بهيج بما لا يقاس ذلك الملكوت الذي استغرق صنعه من قبل الرب، ما يقارب الألفي سنة، وما يزال يعدّه لنا، من حيث سيأتي عن قريب لكي يأخذنا إليه... (فنحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى لأن التي ترى وقتيّة وأما التي لا ترى فأبدية...) (2كورنثوس 4: 18). (ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر...) (2بطرس 3: 13). بالحقيقة، ما أجلى هذه الحقائق الكتابية على مسامعنا، وما أغبى شهود يهوه في نكرانها! إنهم يستندون على بعض الآيات من الكتاب المقدس، محرّفين إياها على هواهم... كاستنادهم على الآية الموجودة في (سفر الجامعة 1: 4) (دور يمضي ودور يجيء والأرض قائمة إلى الأبد...) واستنادهم أيضاً على (المزمور 37) حيث أن عبارة (يرثون الأرض) تردّدت خمس مرّات، وحجّتهم أن هذه الأرض التي تحدّث عنها المرنّم هي ذاتها القائمة إلى الأبد، والالتباس هنا هو في كلمة (إلى الأبد)، إن شهود يهوه يعرفون جيداً أن كلمة إلى الأبد تعني الكثير في الكتاب المقدس، فتارة تعني إلى أبد الآبدين، حيث لا نهاية، وتارة أخرى تعني إلى أجل محدود، كقول موسى لبني اسرائيل أن يقيموا الفصح فريضة إلى الأبد، ونسألهم هنا، إن كانت كلمة إلى الأبد تعني إلى ما لا نهاية، فلماذا لا يذبحون الفصح كل سنة كفريضة أبدية كما أمر موسى...؟ وكقول حنّة أم صموئيل النبي حين ولد ابنها: (قالت لرجلها متى فطم الصبي آتي به ليتراءى أمام الرب ويقيم هناك إلى الأبد...) (1صموئيل1: 22) والسؤال هنا أين صموئيل النبي وأين خيمة الاجتماع التي أقام فيها...؟ فإذا أردنا أن نأخذ كلمة (إلى الأبد) بحرفيّتها فالمفروض أن يكون صموئيل ما زال حيّاً حتى يومنا هذا... إن كان لنا رجاء في هذه الدنيا، فإننا أشقى جميع الناس يقول الرسول بولس. كما أريد أن أطمئن شهود يهوه إن كان فاتهم هذا النص الكتابي عن مصير هذه الأرض، حين تحدّث لنا عنها الرسول بطرس قائلاً: (ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها...) (2بطرس3: 10). إن شهود يهوه متعلّقون بل متشبّثون عن غباء بهذه الأرض بالذات وبشكل جنوني، وكما سبق وذكرنا، إنهم يحرّضون أتباعهم على دراسة الهندسة في كل المجالات، لكي يستطيعوا إعادة بناءها في المستقبل بعد أن يرثوها... آه ما أسخفهم أمام نور الله التي تقول: (لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد أبدي...) (2كورنثوس 5: 1). نعم هذا هو رجاء المسيحي، إنه يؤمن بأن الرب نفسه سيصنع ويعدّ له ذلك المكان البهيج، ولكن بيديه المباركتين هذه المرّة، لا من صنع بشر... |
الساعة الآن 05:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025