![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السبتيون الأدفنتست ومعتقداتهم المخالفة للمسيحية. تمهيدسادت على المسيحية المعترفة في العصور الوسطى المظلمة، الخرافات والجهل ويرجع بسبب ذلك إلى عدم وجود الكتاب المقدس بين أيدي الناس، ولم يكن موجوداً منه إلاّ نسخ قليلة باللغة اليونانية وباللغة اللاتينية. لكن الله في رحمته أنهض أناساً أمناء نادوا بالرجوع إلى كلمة الله. هؤلاء الأمناء لاقوا اضطهاداً وظلماً لكن إيمانهم انتصر على ظلم كنيسة روما. ومن هؤلاء (William Tyndale) الذي مات شهيداً حرقاً بالنار سنة 1536 بسبب ترجمته للكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية. وقد أنهض روح الله في القرن السادس عشر أشخاصاً نادوا بالتبرير بالإيمان كما هو معلن في كلمة الله. ومن هؤلاء: لوثر في ألمانيا وزونجلي في سويسرا وكالفن في فرنسا وغيرهم. لكن بعد ذلك حدث استرخاء روحي إلى أن حدثت نهضة روحية عظيمة في القرن التاسع عشر بعمل روح الله في أشخاص كثيرين. فتأسست جمعية التوراة البريطانية سنة 1808 لطبع ونشر الكتاب المقدس بلغات عديدة وبأثمان زهيدة لكي يقتنيه الفقراء. وقد امتازت نهضة القرن السادس عشر بالمناداة بالتبرير بالإيمان، كما امتازت نهضة القرن التاسع عشر بالمناداة بمجيء الرب الثاني. لكن المشاهد أنه عندما يعمل روح الله عملاً روحياً عظيماً فإن الشيطان لا يسكت ولكن يعمل عملاً مضاداً وإن كان بحسب الظاهر هو تأييداً للحركة الروحية الصحيحة وتقليداً لها. وهذا ما حدث قديماً كلما عمل موسى آية أمام فرعون لإقناعه بأن يطلق الشعب ليعبدوا الرب، قام سحرة مصر بتقليد آية موسى لإقناع فرعون لكي لا يطلق الشعب. وفي القرن السادس عشر على أثر شهادة مارتن لوثر أمام "مجمع ورمس" تلك الشهادة الأمينة التي سمعها مندوبون كثيرون من البلاد الأوروبية، وأثناء وجود لوثر في قلعة وارتبورج قامت جماعة دعيت باسم "الأنبياء السماويون" بزعامة شخص يدعى "نيقولا ستورخ" وادعوا أنهم نالوا إعلانات من الله مباشرة نظير الأنبياء قديماً، وأن الله دعاهم ليكملوا الإصلاح الذي بدأ به لوثر بشكل ضعيف وقالوا أنه في ظرف سبع سنوات سيأتي خراب على العالم ويقتل الأشرار. وبعد أن تتنقى الأرض بواسطة الدم سوف تقوم مملكة المسيح. وقالوا أن معمودية الأطفال باطلة وطلبوا من جميع الناس أن يأتوا ويقبلوا من أيديهم المعمودية الحقيقية. وقد اضطرب أناس كثيرون بسببهم وظنوا أنه ربما كان ادعاؤهم حقيقياً. ولما سمع بهم مارتن لوثر قال "كنت أتوقع أن الشيطان سيرسل لنا هذا الوباء" فاضطر للخروج من الوارتبورج ومواجهتهم. وبعد هزيمتهم أمام لوثر ابتدأوا يتلاشون تدريجياً (المؤرخ دوبتييه: تاريخ الإصلاح – مجلد1 – الكتاب التاسع. الفصل السابع). أما نهضة القرن التاسع عشر فامتازت بالمناداة بمجيء الرب الثاني "هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه" طبقاً لما جاء في (متى 25) في مَثَل العشر عذارى. لكن صراخ نصف الليل أيقظ العذارى الحكيمات (المؤمنين الحقيقيين) كما أيقظ العذارى الجاهلات أيضاً (أي المعترفين بالمسيحية مجرد اعتراف). فقام شخص يدعى "وليم ملّر" وادّعى أنه توصل عن طريق دراسة نبوات دانيال أن مجيء المسيح الثاني سيكون في ربيع سنة 1843. وقد أعلن ذلك سنة 1831 قولاً وكتابة. في تلك الفترة من الزمن دعاه الواعظ المشهور (تشارلز فني Charles Finney) إلى مكتبه وحاول أن يرجعه عن الخطأ الذي ارتكبه لكن المحاولة لم تنجح بسبب عناد ملّر (مذكرات فني ف27 ص 371). وقد راجت حركة ملّر رواجاً عظيماً وكانت جموع غفيرة تقبل على محاضراته وانضم كثيرون إلى حركته وذلك بسبب العنوان الجذاب "حركة منتظري مجيء المسيح وهذا هو معنى كلمة Adventist أي الذين ينتظرون مجيء المسيح. لكن مرت سنة 1843 وما بعدها ولم يحدث شيء فرجع كثيرون من أتباع ملّر الذي اضطر أن يعترف أنه أخطأ في الحساب لكن عوضاً أن تموت الحركة كما ماتت حركة "الأنبياء السماويين" في أيام لوثر فإن الحركة نمت وترعرعت لأنها جاءت في زمن "إثم النهاية"، زمن الارتداد الذي لا بد وأن ينمو ويزداد إلى أن يصل إلى الارتداد النهائي. وفي هذه النبذة سيصير بحث ادعاءاتهم التي بدأت بكلام عن مجيء الرب ثم تطورت إلى تجديف على اسم الرب المعبود ربنا يسوع المسيح وانكار للحقائق الإلهية الكتابية. سيصير بحث ادعاءاتهم في نور كلمة الله التي هي الفيصل الوحيد بين الحق والباطل طبقاً لما جاء في إرميا 23: 28، 29 قول الرب "ما للتبن مع الحنطة يقول الرب. أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر". |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف توصل ملّر عن طريق نبوة دانيال أن مجيء المسيح سيكون عام 1843 قبل دراسة ادعاء ملّر يجب أن ننتبه أولاً أنه من الخطأ تحديد ميعاد لمجيء الرب ثانية لأن ذلك يخالف قول الرب نفسه الذي سبق وقال عن مجيئه "اسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم... لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان" (مت 24: 42، 43) وقوله لتلاميذه بعد قيامته "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أعمال 1: 7). الرب يريدنا أن نكون في حالة سهر دائم واستعداد دائم. فمنذ أيام يوحنا قال الرب "وها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي..." (رؤ 22: 12). ومعنى كونه يأتي سريعاً، أن مجيئه لاختطاف المؤمنين متوقف على اكتمال عدد المؤمنين (عروس المسيح). أي عندما يؤمن آخر شخص لا يمكن أن الرب يتأخر لحظة واحدة. بنى ملّر استنتاجه أن المسيح سيأتي سنة 1843 على النص القائل في (دانيال 8: 13، 14) "سمعت قدوساً واحداً يتكلم فقال قدوس واحد لفلان المتكلم، إلى متى الرؤيا من جهة المحرقة الدائمة ومعصية الخراب لبذل القدس والجند مدوسين؟ فقال لي إلى ألفين وثلاث مئة صباح ومساء فيتبرأ القدس". لم يوضح ملّر معنى "تبرئة القدس" وقد افترض أن تتم تبرئة القدس المذكورة هنا برجوع المسيح إلى الأرض، وإقامة ملكه على الأرض وأن ال 2300 صباحاً ومساءً تعني 2300 سنة، وأن هذا الزمن يبدأ في نفس الوقت الذي بدأت فيه السبعون أسبوعاً المذكورة في (دانيال 9: 24، 25) أي عام 457 ق.م. أي العام الذي فيه سمح أرتحشستا ملك فارس بإعادة بناء أورشليم. والحساب هكذا 2300 – 457 (ق.م.) = 1843 (ب.م.) وياله من تخريف انتهى بتجديف. والآن دعنا ندرس ما جاء في نبوة دانيال هذه: لقد اقتبس ملّر نصّاً كتابياً (عدد 13، 14 من أصحاح 8 من سفر دانيال) ثم عزل هذه الأقوال ولم يربطها بالأقوال السابقة لها ثم استخدمها بعيداً عن قرينتها ليثبت تفسيراً بعيداً جداً عما يقصده الوحي الإلهي. رأى دانيال هذه الرؤيا في السنة الثالثة من ملك بيلشاصر قرب نهاية الدولة البابلية: رأى قيام المملكة الثانية التي بعد بابل وهي "مادى وفارس" ممثلة بكبش له قرنان واحد أعلى من الآخر يشير إلى سيادة الجزء الفارسي على الجزء المادي، كما رأى سقوط مملكة فارس وقيام المملكة الثالثة (مملكة اليونان ممثلة بتيس معز جاء من الغرب على وجه كل الأرض ولم يمس الأرض إشارة لسرعة فتوحاته، فالإسكندر الأكبر في ظرف عشر سنوات فتح كل ممالك العالم المعروفة وقتئذٍ. ولما اعتز انكسر القرن العظيم (لأن الاسكندر مات وهو في منتهى قوته) وطلع عوضاً عنه أربعة قرون معتبرة نحو رياح السماء الأربع، كناية عن أربع ممالك يونانية انقسمت إليها مملكة الاسكندر وهي: اليونان وتراقيا وسوريا ومصر. وما يهمنا الآن هو سوريا التي أسسها "سلوكوسي نيكاتور" سنة 312 ق.م. والتي قيل عنها ومن واحد منها خرج قرن صغير ( ع 9). وهذا يختلف عن القرن الصغير المذكور في (ص 7: 8). والقرن الصغير هذا يعرف في التاريخ باسم "أنطيوخوس الرابع" ولقب نفسه "أبيفانوس" أي الفخم، الذي ملك على سوريا من السنة 175 ق.م. إلى 164 ق.م. وكان متكبراً قاسياً. وقيل عنه في النبوة أنه عظم جداً نحو الجنوب (مصر) ونحو الشرق (أرمينيا) ونحو فخر الأراضي (فلسطين) إذ هجم على مصر سنة 169 ق.م. وانتصر عليها وفي عودته دخل أورشليم ونهب الهيكل ونجّس المذبح إذ رش عليه دم خنـزير وأصدر أوامره لليهود أن يتركوا ديانتهم ويعبدوا الآلهة اليونانية الوثنية. ومنع ختان الأطفال وذبح الأطفال الذين ختنوا وعلقهم في أعناق أمهاتهم. كما اضطهد جميع رؤساء اليهود وكل ذوي المكانة بينهم. هذه وقائع تاريخية مدونة في كتب التاريخ سبق وأنبأ عنها دانيال نبوياً في هذا الإصحاح. قيل في (ع 10) تعظم حتى إلى جند السموات وطرح بعضاً من الجند والنجوم إلى الأرض وداسهم (أي طرح بعضاً من ذوي الدرجات المختلفة وأذلهم بكل أنواع الذل) وحتى إلى رئيس الجند تعظم (رئيس الجند هو الرب يهوه نفسه) وبه أبطلت المحرقة الدائمة...فسمعت قدوساً واحداً (أي قديساً) يتكلم فقال قدوس (قديس) واحد لفلان المتكلم إلى متى الرؤيا من جهة المحرقة الدائمة ومعصية الخراب لبذل القدس والجند مدوسين (ع 13) فقال لي إلى ألفين وثلاث مئة صباح ومساء فتبرأ القدس" (ع 14). السؤال في (ع 13) من جهة المحرقة الدائمة التي أبطلت وبذل القدس والجند مدوسين. والإجابة في (ع 14) عن المحرقة الدائمة ومتى تعاد مرة أخرى ويصير ممارستها كما كانت قبل إبطالها وتطهير القدس أي الهيكل الذي نجسه أنطيوخوس أبيفانوس عندما سكب دم خنـزير على المذبح. (Unto two thousand and three hundred evening and morning, then the sanctuary be cleansed) المحرقة الدائمة:بدأت المحرقة الدائمة بإقامة خيمة الاجتماع في البرية. ففي سفر الخروج (ص 29: 38 – 41) نقرأ "وهذا ما تقدمه على المذبح: خروفان حوليان كل يوم دائماً. الخروف الواحد تقدمة صباحاً والخروف الثاني تقدمه في العشية (مساء)... محرقة دائمة في أجيالكم عند باب خيمة الاجتماع أمام الرب". ويرتبط بالمحرقة الدائمة إيقاد البخور على مذبح البخور الذهبي داخل القدس كما قيل "فيوقد عليه هرون بخوراً عطراً كل صباح حين يصلح السرج يوقده. وحين يصعد هرون السرج (أي يضيء المنارة الذهبية) في العشية (مساء) يوقده بخوراً دائماً أمام الرب في أجيالكم. والمحرقة المسائية أو الذبيحة المسائية يصير اصعادها في الساعة التاسعة مساء (بالتوقيت اليهودي) إشارة إلى عمل المسيح الكامل على الصليب، العمل الذي أكمله بموته في الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة. ونحو الساعة التاسعة (ساعة اصعاد المحرقة الدائمة المسائية) صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني! (صرخة الكفارة عن خطايانا)... فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح. وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل" من فوق أي من الله – الذي صالحنا لنفسه "ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه يسوع المسيح" _2كو 5: 18). وإذ انشق الحجاب لم يعد هناك مسكن أول ومسكن ثانٍ (عب 9: 2، 7). ويسجل لنا يوحنا في إنجيله الذي يتكلم بصفة خاصة عن المسيح باعتباره الابن الأزلي، يسجل لنا أنه قبل أن يسلم الروح أي بعد إكمال عمل الكفارة على الصليب قال "قد أكمل" (يو 19: 30). إن الكلمة التي قالها المسيح على الصليب "قد أكمل" كانت في الساعة التاسعة أي ساعة إصعاد المحرقة الدائمة المسائية. وكانت تسمى "ساعة الصلاة التاسعة" (أع 3: 1) وهي الساعة التي صلّى فيها إيليا النبي عندما واجه أنبياء البعل (1 مل 18: 29)، والتي فيها صلّى دانيال صلاته المشهورة (دا 9: 21) وكذلك عزرا (عز 9: 5) ومن هنا نفهم أهمية المحرقة الدائمة باعتبارها رمزاً لعمل المسيح الكامل على الصليب. وقد صلّى داود قائلاً "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك. ليكن رفع يديّ كذبيحة مسائية" (مز 141: 2). هذه المحرقة الدائمة أبطلها أبيفانوس سنة 168 ق.م. عندما نجّس الهيكل وسكب دم خنـزير على المذبح، واضطهد اليهود اضطهاداً مرّاً وقد قاومه رجال أبطال أمناء بزعامة متثياوس وأولاده وأشهرهم يهوذا المكابي الذي لقب بالمكب (المطرقة) لأنه تحصن في الجبال وكان ينـزل على الأعداء كالمطرقة فهزمهم وانتصر انتصاراً كاملاً على جيوش أنطيوخوس بعد حرب مريرة استمرت ثلاث سنوات من سنة 168ق.م. إلى سنة 165 ق.م. وبعد انتصاره قام بتطهير الهيكل وأقام مذبحاً جديداً لإصعاد المحرقة الدائمة. هذه حقائق تاريخية دونها المؤرخون كما دوّنت في سفر المكابيين الأول حيث نقرأ "وفي اليوم الخامس عشر من الشهر التاسع وهو شهر كسلو (يقابل شهر ديسمبر) قدّموا ذبيحة بحسب الشريعة على المذبح الجديد الذي صنعوه في مثل الوقت الذي فيه داسته الأمم. في ذلك اليوم دشّن بالأناشيد والعيدان والقيثارات والصنوج فخرّ جميع الشعب وسجدوا للذي أنجحهم وباركوه إلى السماء. وأتموا تدشين المذبح (مذبح المحرقة) في ثمانية أيام... ورسم يهوذا وإخوته وجماعة اسرائيل كلها أن يعيّدوا لتدشين المذبح في وقته سنة فسنة مدة ثمانية أيام من اليوم الخامس والعشرين من شهر كسلو بسرور وابتهاج" (راجع سفر المكابيين الأول فصل 4 أعداد من 52 – 59). وهذا هو عيد التجديد المذكور في انجيل يوحنا (ص 10: 22). ربما أطلنا بعض الشيء في الكلام عن المحرقة الدائمة، أولاً بسبب أهميتها وثانياً لكي نثبت أنه لم يحدث قط أن أبطلت المحرقة الدائمة منذ بناء الهيكل بواسطة زربابل والذي تم بناؤه سنة 515 ق.م. إلا في الفترة من سنة 168 ق.م إلى سنة 165 ق.م. وبالأسف فإن ملّر رائد السبتيين يعتبر أبطالها من تاريخ خروج الأمر لبناء أورشليم سنة 457 ق.م. وهذا خطأ جسيم (خطأ من صنع الشيطان) لأن أرتحشستا ملك فارس وهو الذي أمر ببناء أورشليم سنة 455 ق.م. كان صديقاً لليهود وأمر بصرف أخشاب لبناء المدينة على نفقة الملك (انظر نحميا ص2: 1 – 8) وسنة 455 ق.م. هي بداية السبعين أسبوعاً لدانيال (دا 9: 25). أما مسالة ال 2300 صباح ومساء فليست هي أياماً وليست هي سنيناً بل هي عدد المحرقات الصباحية والمسائية التي تعطل تقديمها على مدى 1150 يوماً بواقع محرقتين يومياً صباحاً ومساءً أو كما جاء في سفر الخروج (ص 29: 38) "خروفان حوليان كل يوم دائماً". وما جاء في سفر دانيال لهو في الحقيقة في منتهى الوضوح والسهولة والأقوال ليس فيها غموض على الإطلاق وهذا التفسير عرفه وفهمه جميع الدارسين للكتاب المقدس ولا يوجد خلاف بينهم. وقد كتب عنه "كالفن" المصلح الفرنسي في القرن السادس عشر، الذي قال عن فترة لإبطال المحرقة الدائمة وبذل الجند مدوسين (أي الكهنة الذين كانوا يخدمون يومياً في الهيكل) قال أنها تشير إلى الاضطهادات التي وقعت على اليهود في زمن أنطيوخوس إبيفانوس، القرن الصغير الذي قام على أنقاض الإمبراطورية المكدونية والوعد بإقامة عبادتهم في زمن المكابيين عام 165 ق.م. (عظات كالفن جزء 41 صفحة 108، 499). وجاء في تفسير (Walter Scott) في كتابه Bible Hand Book في بداية شرحه للعهد الجديد في أقواله عن (الربط التاريخي بين العهد القديم والعهد الجديد) متتبعاً باختصار تاريخ اليهودية تحت الحكم الفارسي والحكم اليوناني في كلامه عن خلفاء الاسكندر عند الكلام عن أنطيوخوس أبيفانوس الرابع المضطهد الرهيب لليهود، ذكر أن الحوادث التي أنبأ عنها دانيال النبي (دا 8: 9 – 15) هي عن أنطيوخوس أبيفانوس وأن ال 2300 صباح ومساء هي المحرقات الصباحية والمسائية التي تعطلت على مدى 1150 يوماً، كانت في الفترة بين سنة 168 ق.م. 165 ق.م. (راجع والتر سكوت صفحة 24 العهد الجديد). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكتاب المقدس لا يخلط بين الأيام والسنين
إن ملّر اعتبر ال 2300 محرقة، اعتبرها أياماً ثم حولها إلى سنين، ومن الذي قال أن الأيام تتحول إلى سنسن؟ فإنه لا يوجد شيء مثل ذلك في كلمة الله. أما ما جاء في سفر حزقيال (ص4) فإن الرب كان يعطي دروساً إيضاحية بها يؤثر على قلوب شعبه الذين ابتعدوا عنه وهو مزمع أن يدينهم إن لم يرجعوا ويتوبوا. فصوّر لهم أن الأعداء سوف يحاصرون أورشليم وهم في داخلها يقاسون الجوع الشديد. فقال لحزقيال أن يتكىء على جنبه اليسار ويضع عليه إثم بيت اسرائيل وقال له "أنا قد جعلت لك كل يوم عوضاً عن سنة فثبت وجهك على حصار أورشليم...الخ" ولم تكن هذه نبوة ولا يمكن أن يقال أن اليوم صار سنة. والكتاب المقدس لا يخلط بين الأيام والسنين، ولا يخلط بين أسابيع الأيام وأسابيع السنين. ففي (تكوين 29) يقول يعقوب للابان "أخدمك سبع سنين براحيل ابنتك الصغرى. ولما خدعه لابان وأعطاه ليئة احتجّ يعقوب فقال له لابان "أكمل أسبوع هذه فنعطيك تلك أيضاً ... ففعل يعقوب هكذا فأكمل أسبوع هذه" (ع 27، 28) أي خدم سبع سنين وواضح هنا أن الأسبوع سبع سنين ولما جاء الناموس أعطى وصيته بحفظ يوم السبت كل أسبوع أيام: ستة أيام تعمل عملك وأما اليوم السابع ففيه تستريح. وكذلك كل أسبوع سنين تكون السنة السابعة سنة سبتية لراحة الأرض. إذ قال لهم: "ست سنين تزرع حقلك وأما السنة السابعة ففيها يكون للأرض سبت عطلة. لا تزرع حقلك ولا تقضب كرمك" (لاويين 25: 3، 4). ففي كل أسبوع أيام هناك يوم راحة للإنسان والحيوان وفي كل أسبوع سنين هناك سنة سبتية راحة للأرض. وفي سفر دانيال يتكلم عن أسابيع أيام تمييزاً عن أسابيع سنين ففي (دانيال 10: 2) يتكلم عن أسابيع أيام وفي (دانيال 9: 24) يتكلم عن أسابيع سنين بدون خلط بينهما. واضح أن ما جاء في (دا 9: 24) عن سبعين أسبوعاً هي أسابيع سنين قضى بها الله على شعب دانيال (اليهود) بقوله "سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة (أورشليم فلا علاقة لذلك بالكنيسة أو المسيحية)، لتكميل المعصية وتتميم الخطايا (أي وضع حد لإنهاء الخطايا) وعمل كفارة الإثم وليؤتى بالبر الأبدي" أي أن الله سيضع حداً لكل تاريخ الفشل والإثم بالنسبة للأمة الإسرائيلية وسوف يؤتى بالبر الأبدي في النهاية (أي المسيح الذي سوف يملك بالبر في الملك الألفي قارن أشعيا 32: 1 – 4، إرميا 23: 5، 6) لأن الجميع من الكبير إلى الصغير سوف يعرفون الرب (إرميا 31: 34) "فأعلم وأفهم...أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع، واثنان وستون أسبوعاً يعود ويبني سوق وخليج (خندق مائي) في ضيق الأزمنة. وبعد اثنين وستين أسبوعاً يقطع المسيح ( يقطع من أرض الأحياء) وليس له" (أي يموت ولا يملك ) (دا 9: 24 – 26) أي أن ال 70 أسبوعاً قسمت ثلاثة أقسام 7+62+1=70 أسبوعاً ومجموع القسمين الأولين 69 أسبوعاً أي 483 سنة. بدايتها منذ صدور الأمر لبناء أورشليم. وقد صدر هذا الأمر من أرتحشستا ملك فارس إلى نحميا في السنة العشرين من ملكه أي سنة 455 ق.م. في شهر نيسان (شهر الفصح ويقابل شهر أبريل) لكي يقوم نحميا ويذهب إلى أورشليم لبنائها (نحميا 2: 1، 5) وأما النهاية ال 69 أسبوعاً أي بعد 483 سنة فتأتي بنا إلى سنة (29 ب.م.) حيث يقول "يقطع المسيح وليس له" أي يموت المسيح ولا يملك. موته طبقاً لمشورة الله المحتومة وعلمه السابق (أعمال 2: 23) وكلمة "يقطع" أي يموت لأجل آخرين أي أن موته كفاري لأجل آخرين كما جاء في (إشعياء 53: 8) "أنه قطع من أرض الأحياء. أنه ضرب من أجل ذنب شعبي" والمسيح مات على الصليب سنة (29 ب.م.) في ذات يوم الفصح. هذه حقائق تاريخية. وقد ذكر كل من "كليمنت" (150 – 215) وأوريجانس (185 – 254) أن خراب أورشليم كان بعد حادثة صلب المسيح ب 42 سنة والثابت تاريخياً أن خراب أورشليم كان سنة (70 م). أما الأسبوع الأخير أي السبع سنين الأخيرة من السبعين أسبوعاً المقضى بها على شعب دانيال (اليهود) وعلى مدينته (أورشليم) فقد تأجل هذا الأسبوع بسبب دخول الكنيسة كتدبير جديد بعد موت المسيح. وبداية الكنيسة هي يوم الخمسين (أعمال 2) ونهايتها يوم اختطافها (1 تس 4، 1 كو 15: 51 – 58). وفترة الكنيسة على الأرض لا يدخل فيها حساب الأزمنة والأوقات الخاصة بالأرض أي الأمة اليهودية أو الشعب الأرضي. لأن الكنيسة طابعها سماوي نظير رأسها السماوي "وكما هو السماوي هكذا السماويون أيضاً" (1 كو 15: 48) لكن بعد اختطاف الكنيسة ينتهي تدبير النعمة الحاضر ويعود الله ويتعامل مع شعبه القديم مرة أخرى كما قيل في رسالة رومية (ص 11: 25 – 35) "...أن القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل (أي قساوة قلوبهم وعمى بصيرتهم) إلى أن يدخل ملئ الأمم (أي يكمل عدد المؤمنين من الأمم). وهكذا سيخلص جميع اسرائيل (أي البقية التي ستخلص أما الأغلبية اليهودية فسوف ترتد وتهلك بسبب إتباعهم النبي الكذاب)... لأنه كما كنتم أنتم (الأمم) مرة لا تطبعون الله ولكن الآن (في زمن النعمة) رحمتم بعصبان هؤلاء. هكذا هؤلاء أيضاً الآن لم يطبعوا لكي يرحموا هم أيضاً في المستقبل برحمتكم (أي على مبدأ النعمة أيضاً) لأن هبات الله ودعوته هي بلا ندامة" (ع 29) (سوف نعود لهذا الموضوع: خلاص اسرائيل عند الكلام عن عيد أو هلال أو سبت التي هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسي 2: 16، 17). نعم سيعود الله بعد اختطاف الكنيسة ويتعامل مع شعبه القديم (اسرائيل) في الأسبوع الأخير – وهذا الأسبوع قسم إلى نصفين – النصف الأول هو مبتدأ الأوجاع والنصف الأخير هو الضيقة العظيمة التي أنبأ عنها إرميا النبي (إر 30: 7) المسماة ضيقة يعقوب (انظر متى 24: 21). في بداية الأسبوع سيصير تحالف الشعب اليهودي بزعامة النبي الكذاب اليهودي (أي الوحش الطالع من الأرض) مع الإمبراطور الغربي (الوحش الطالع من البحر) (انظر رؤ 13). وفي منتصف الأسبوع ينقض العهد كما جاء في نبوة دانيال عينها (ص 9: 24 – 27) "يثبت عهداً مع كثيرين في أسبوع واحد (الأسبوع الأخير). وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة (لأنه سيصبح هو غرض العبادة)" ونصف الأسبوع هذا نجد تفصيلات كثيرة عنه في سفر الرؤيا فيقال عنه 42 شهراً (رؤ 11: 2، 13: 5) وتارة يقال عنه 1260 يوماً (رؤ 12: 6) وتارة يقال عنه "زماناً وزمانين ونصف زمان" (رؤ 12: 14، دا 7: 25) لأن الزمان هو سنة (تك 18: 10، دا 4: 25، 32) ومن هنا نفهم أن نصف الأسبوع مذكور بالسنين والشهور والأيام ولا يوجد شيء على الإطلاق لكي يقال أن الأيام تحولت إلى سنين. والعجيب أن ال 1260 يوماً التي هي ثلاث سنين ونصف أي الضيقة العظيمة التي أنبأ عنها دانيال (ص 12:1) وكذلك الرب يسوع "ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون. ولو لم تقصّر تلك الأيام لم يخلص جسد ولكن لأجل المختارين (أي البقية اليهودية الرافضة عبادة الوحش) تقصّر تلك الأيام" (متى 24: 21، 22)، هذه الأيام المقصرة حولوها إلى سنين فجعلوها 1260 سنة ادّعوا أنها زمن تسلط بابا روما من سنة 538م إلى سنة 1798م عندما أخذ نابليون بونابرت بابا روما أسيراً. وهذا التلفيق في السنين واضح لأن أول بابا لروما هو جريجوري الأول الملقب بالكبير كان سنة 590م وليس سنة 538 كما أن بونابرت لم يسقط البابوية ولكنه هو الذي مات في المنفى لكن هذه عيّنة من تفاسيرها العجيبة التي هي تزوير مبنى على تلفيق. وثمة خطأ آخر جسيم، فقد جعل ملّر بداية ال 2300 سنة كما ادّعى هي سنة 457 ق.م. وهذا التاريخ هو بداية السبعين أسبوعاً أي التاريخ الذي فيه أصدر أرتحشستا ملك فارس الأمر لنحميا ببناء أورشليم (نح 2: 1،5) وكان هذا الملك صديقاً لليهود وليس عدواً لهم ولم يبطل المحرقة الدائمة إطلاقاً. أما الملك الذي فعل ذلك فهو ملك سوريا أنطيوخوس الرابع (أبيفانوس) كما سبقت الإشارة وذلك سنة 168 ق.م. أي أن خطأ ملّر ليس خطأ بسيطاً مركب وفوضى أرقام. والشيطان يعتمد على جهل الناس بالمكتوب (وهو سبب للضلال مت 22: 29) واستعدادهم لقبول أية أكاذيب بدون الرجوع لكلمة الله الصادقة الأمينة. وليت الأمر وقف عند هذا الحد لكننا سوف نرى ما هو أعجب من ذلك. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تفسير خاطىء لكلمة الله تمخض عن نبوة كاذبة
في تفسير ملّر لنبوة دانيال عن ال 2300 صباح ومساء، قال أن المسيح سيأتي إلى الأرض ويقيم ملكه في ربيع سنة 1843، ولكن مضى الربيع ولم يحدث أي شيء فماذا يقول للجماهير التي كانت تستمع إلى محاضراته في القاعات الكبرى والأعداد الكبيرة من الناس الذين انضموا إلى " حركة منتظري مجيء المسيح". بعد البحث طلع بحساب جديد مفاده أن المجيء سيتم بين ربيع سنة 1843 وربيع سنة 1844 طبقاً للتقويم اليهودي. وهذه النبوة خابت أيضاً. لكن قام أحدهم "صموئيل سنود" وقال أن تبرئة القدس أي مجيء المسيح سيكون يوم 22 أكتوبر سنة 1844 لأن اليهود عدّلوا تقويمهم لكن لم يحدث شيء على الإطلاق وكانت الخيبة مريرة. بعد هذا الفشل المريع اضطر ملّر أن يعترف بكل بساطة بأنه أخطأ في حساباته وأعطى أمراً بوجوب انتظار عودة المسيح دون تحديد وقت معيّن. ولكن الأمر لم ينته بهذه السهولة لأن هذا الفشل أحدث بلبلة في صفوف أتباعه الذين سبق أن هجروا كنائسهم والبعض طردتهم كنائسهم. ماذا يفعل الشيطان؟ الذي قال عنه الرب يسوع "ذاك كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له" (أي كما يقول المثل كل إناء بالذي فيه ينضح) وهو لا ينضح إلا كذباً "لأنه كذاب وأبو الكذاب" (يو 8: 44). أما الرب يسوع فلأنه يقول الحق فالأغلبية المنساقة وراء الشيطان لا تؤمن به. ويحق له أن يسأل "فإن كنت أقول الحق فلماذا لستم تؤمنون بي" (ع 46) وياله من سؤال خطير وعدم الإجابة عليه خطير جداً. بينما اعترف رائد الحركة ملّر أنه أخطأ، فإذا بالشيطان في اليوم التالي مباشرة أي في صباح يوم 23 أكتوبر 1844 يقيم شخصاً وهو قطب من دعاة الأدفنتست يدعى "حيرام إدسون" وأذاع بياناً هذا نصّه "علمت في رؤيا أن خروج كاهننا العظيم من قدس الأقداس لكي يأتي إلى الأرض ما زال بعيداً جداً. إلا أنه في نهاية ال 2300 صباح ومساء، دخل للمرة الأولى القسم الأول من القدس لكي يكمل أحد الأعمال قبل مجيئه إلى الأرض". فماذا نقول لشخص يعتبر نفسه نبيّاً لكي يخالف أقوال الله؟ أي أن الشيطان أراد أن يخفي الكذبة الأولى التي انكشفت بكذبة أخرى يصعب اكتشافها. لكن الوحي الإلهي يقول "لأنه من وقف في مجلس الرب ورأى وسمع كلمته؟ من أصغى لكلمته وسمع؟" (إرميا 23: 18) لكن هذه هي سمة الأنبياء الكذبة عندما لا تسعفهم كلمة الله فإنهم يلجأون إلى الرؤى والأحلام ولكن ماذا يقول الرب عنهم "قد سمعت ما قالته الأنبياء الذين تنبأوا باسمي بالكذب قائلين حلمت حلمت... النبي الذي معه حلم فليقص حلماً والذي معه كلمتي فليتكلم بكلمتي بالحق. ما للتبن مع الحنطة يقول الرب أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر" (إرميا 23: 25 – 29) ويقول الرب أيضاً إلى الشريعة وإلى الشهادة. إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر (نور) (إشعياء 8: 19 – 22) نعم إلى شريعة الله وكلمة الله فهي وحدها السراج لأرجلنا والنور لسبيلنا. ومع أن الأكذوبة الثانية أشر من الأولى إلاّ أن الشيطان جعلها بمثابة علاج لكي يشفى الجرح المميت الذي أصاب ملّر. والعجيب أن الناس يصدقون. وإذ صادف الشيطان نجاحاً فإنه يتمادى في أكاذيبه. مؤيداً الأكاذيب بالأكاذيب. وفي هذه المرة يلجأ للسلاح القديم الذي جرّبه في جنة عدن وهو المرأة أي الإناء الأضعف، فهي أداة الشيطان للغواية. إن فتاة تدعى "إلن هرمون" عمرها سبعة عشر عاماً أعلنت في شهر ديسمبر سنة 1844، بعد رؤيا "حيرام إدسون" بشهرين أنها تمتعت برؤياها الأولى وأنها رأت الآلام التي سيتجرعها الأدفنتست وهم في الطريق إلى المدينة السماوية. وهكذا صورت أن الأدفنتست سيكونون شهداء يتألمون في طريق الشهادة الأمينة له فالشيطان يستطيع أن يقيم شهداء مزيفين. وفي سنة 1846 تزوجت هذه الفتاة من مستر "جيمس هوايت" وهو احد معاوني ملّر وأصبحت تعرف بمسز "إلن هوايت" وتوالت إعلاناتها ونبواتها فهي تقول "بفضل إنارة الروح تمكنت أنا كاتبة هذه السطور أن أرى مشاهد الاقتتال بين الخير والشر خلال الأجيال المتعاقبة" (كتاب مأساة العصور صفحة 12). لقد قدمت السيدة "إلن هوايت" نفسها "كرسولة الرب" ( كتاب مسائل 9 صفحة 92) ومن ضمن أقوالها يوجد الكثير من هذه العبارات "لقد رأيت" و" لقد أعلن لي" و"لقد أعطيت أنواراً خاصة" و"لقد أعطاني الرب أن أقول..." وفوق هذا، فبين الأسئلة الثمانية عشر التي تطرح على طالبي المعمودية يوجد هذا السؤال: هل تؤمن بعقائد الكتاب المقدس وبالمواهب الروحية المعطاة للكنيسة؟ وهل تقبل الروح النبوية كما هي ظاهرة في حضن الكنيسة بواسطة رسولية وكتابات السيدة إلين هوايت؟ (كتاب مختصر عقائد الكنيسة صفحة 80). فهل يعطى لكلام بشري هذا السلطان كما لأقوال الوحي الإلهي؟ هل تزاد على الكتاب المقدس الذي ختم بسفر الرؤيا، أقوال أخرى؟ لنسمع ما يقوله الوحي الإلهي "لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب، إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب" (رؤ 22: 18، 19). ويقول بولس الرسول للعلاطيين "إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء نعير ما بشرناكم فليكن أنا تيما (أي ملعوناً Accursed). كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضاً إن كان أحد يبشركم نعير ما قبلتم فليكن ملعوناً" (غلا 1: 8، 9) وماذا يقول أيضاً للكورنتيين؟ "لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن...لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة أم منكم خرجت كلمة الله أم إليكم وحدكم انتهت عن كان أحد يحسب نفسه نبياً أو روحياً فليعلم ما أكتبه إليكم إنه وصايا الرب" (1 كو 14: 34 – 37) وماذا يقول أيضاً في رسالته لتيموثاوس بخصوص الترتيب في الكنيسة؟ يقول "لست آذن للمرأة أن تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت لأن آدم جبل أولاً ثم حواء. وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي" (ا تي 2: 12 – 14). وفي ضوء أقوال الوحي الإلهي هذه نستطيع أن نحكم على الأشياء الحادثة بين السبتيين. آخر الأقوال الموحى بها هي ما كتبه يوحنا الرسول الذي طالت أيامه بعد رقاد الرسل الآخرين. لقد كتب انجيله ورسائله الثلاث وأخيراً سفر الرؤيا. ويقول في رسالته الأولى (ص 4: 1) "أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم" وكيف نمتحن الأرواح؟ إن الكلمة المكتوبة هي التي تحكم تصرفاتنا وأقوالنا وليست الرؤى والأحلام. الكتاب المقدس وحده هو قانون إيماننا وليتنا نصغي إلى معلمنا الذي ليس مثله معلماً الذي قال "أنظروا كيف تسمعون "Take heed how ye hear" (لو 8: 18). أي يجب أن نمتحن كل شيء بواسطة كلمة الله. يوجد معياران للحق: هما شخص المسيح وكلمة الله وبهذين المعيارين نمتحن الأرواح (1يو 4: 1)، كل ما ينقص من مجد المسيح فهو روح شرير لأن الروح القدس هنا على الأرض منذ يوم الخمسين لكي يمجّد المسيح كما قال له المجد "ذاك يمجدني" (يو 16: 14) وكل ما يخالف كلمة الله فهو من الشرير. إن "تعليم المسيح" هو ما يعلمه الروح القدس عن لاهوت وناسوت الرب يسوع "وكل من تعدّى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله. ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعاً. إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلّم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2 يو 9 – 11). والآن دعنا نمتحن أحلامهم وإعلاناتهم ورؤاهم في نور كلمة الله التي هي كنار تحرق تبن كل تعليم لا يتفق مع كلمة الله. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فحص النبوات في نور كلمة الله 1-رؤيا "حيرام إدسون"التي أعلنها يوم 23 أكتوبر سنة 1844 بعد أن عدّل ملّر حساباته وأعلن أن مجيء المسيح إلى الأرض سيكون بين ربيع سنة 1843 وربيع سنة 1844 قام أحدهم وهو "صموئيل سنود" وأعلن أن مجيء المسيح سيكون يوم 22 أكتوبر سنة 1844.لكن خاب ظنهم فاضطر ملّر أن يعترف بأنه أخطأ في حساباته وأعطى أمراً بوجوب انتظار عودة المسيح دون تحديد وقت معين ولكن الأمر لم ينته بهذه السهولة لأن الشيطان لا يخجل من الكذب ولا يكف عن الشغب. ففي صباح اليوم التالي كتب أحد أقباطهم ويدعى "حيرام إدسون" بياناً هذا نصّه "علمت في رؤيا أن خروج كاهننا العظيم من قدس الأقداس لكي يأتي إلى الأرض مازال بعيداً جداً. إلا أنه في نهاية ال2300 صباح ومساء دخل للمرة الأولى القسم الأول من القدس لكي يكمل أحد الأعمال فبل مجيئه إلى الأرض، كلمات قليلة تضمنت ضلالات عديدة. 1-كيف يقول نبيهم هذا أن مجيء الرب ما زال بعيداً جداً وفي نفس الوقت يسمّون أنفسهم "أدفنتست" أي "منتظرو مجيء المسيح" أليست هذه هي لغة العبد الرديء الذي يقول "سيدي يبطيء قدومه" (مت 24: 48) وذلك عكس وصية الرب بوجوب الاستعداد الدائم وانتظاره. كما أن أقوالهم هذه تخالف الرجاء المسيحي وهو أحد أركان المسيحية الثلاثة "الإيمان والرجاء والمحبة" إن أول رسالة كتبها بولس الرسول وهي رسالة تسالونيكي الأولى يقول فيها "متذكرين بلا انقطاع عمل إيمانكم وتعب محبتكم وصبر رجائكم ربنا يسوع المسيح... وكيف رجعتم إلى الله من الأوثان لتعبدوا الله الحي الحقيقي وتنتظروا ابنه من السماء ... يسوع الذي ينقذنا من الغضب الآني" (1 تس 1: 3، 9، 10). إن المؤمنين من زمن الرسل كانوا ينتظرون مجيء الرب يسوع المسيح كما أوصاهم، والرب يريد أن يبقي هذا الرجاء حباً في قلوب وأذهان المؤمنين. في انجيل يوحنا نقرأ أن الرب بعد قيامته من بين الأموات وقبل صعوده للسماء قال لبطرس عن يوحنا "إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أحي. فماذا لك؟ اتبعني أنت. فذاع هذا القول بين الأخوة أن ذلك التلميذ (يوحنا) لا يموت ولكن لم يقل له يسوع أنه لا يموت بل إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أحي فماذا لك" (يو 21: 22، 23) 2-ثم يقول أن المسيح دخل للمرة الأولى القسم الأول من القدس فهل يوجد هيكل في السماء وبه قسم أول وقسم ثان ومسكن أول ومسكن ثان وبينهما حجاب على نمط الهيكل الأرضي؟ هكذا تصوروا مع أن كلمة الله الصادقة الأمينة طبقاً لرؤيا يوحنا نسمعه يقول عن المدينة السماوية "ولم أرَ فيها هيكلاً لأن الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف (الاسم الرمزي للرب يسوع) هيكلها" (رؤ 21: 22) إن السماء عينها هي هيكل الله لأنها مكان سكناه لكن السماء ليست مجزأة إلى قدس وقدس أقداس وبينهما حجاب كأنه يوجد جزء في السماء لم يستطع الرب يسوع أن يدخله إلا بعد 1800 سنة من إكمال العمل على صليب الجلجثة ما هو هذا الشيء الذي أخفاه عن الرسل الذين قال لهم "لقد أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يوحنا 15: 15). يذكر متى في انجيله أن حجاب الهيكل انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل (أي أن الله هو الذي شق ذلك الحجاب كنتيجة مباركة ضمن النتائج المترتبة على موته) (مت 27: 51) إن الهيكل لم يكن إلاّ رمزاً لجسد المسيح كما قال المسيح لليهود "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أنا أقيمه. وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده. فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع" (يو 2: 19 – 22). والحجاب بين القدس وقدس الأقداس هو رمز آخر لجسد المسيح كما قال بولس الرسول في الرسالة للعبرانيين "فإذا لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقاً كرّسه لنا حديثاً حيّاً بالحجاب أي جسده... لنتقدم بقلب صادق..." (عب 10: 19 – 22) والمقصود بالأقداس أي إلى ذات محضر الله. ليس هناك فاصل يفصل بين المؤمنين والرب إلههم لأنه شق الحجاب الذي كان يفصل بين الله والساجدين. ووجه الشبه بين الحجاب وجسد المسيح أن الله كان محتجباً في ذلك الجسد ولم يقدر أن يعلن ذاته إلاّ المسيح نفسه بينه وبين المؤمنين ولا يبقى شيء في الوسط الآن بين الله والمؤمنين إلا المسيح نفسه وهو الذي حمل خطايانا وقربنا إلى الله بدمه. وكل من أراد أن يضع فاصلاً بين الله وبين المؤمنين ينكر حقيقة الإيمان المسيحي ويحاول أن يجدد الحجاب المشقوق ويرجعنا تحت النظام الناموسي الذي أبطله الله عند موت ابنه. إن الحجاب انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل (مت 27: 51) أي أن الله هو الذي شقّ الحجاب. قبل شق الحجاب كان اقتراب الإنسان إلى محضر الله موتاً (لاويين 16: 2) أما الآن بعد إكمال العمل (أي عمل المسيح الذي أكمله على الصليب عندما قال "قد أكمل" (يوحنا 19: 20) وليس سنة 1844 كما يقول السبتيّون) فالإقتراب إلى الله هو حياة أبدية وعدم الإقتراب إلى الله بواسطة المسيح هو الموت الأبدي وياله من فارق مبارك. إن الروح القدس في الرسالة للعبرانيين يحذّر اليهود الذين اعترفوا بالمسيح من الرجوع إلى الفرائض الناموسية (وهذا هو غرض الرسالة) ويوضح لهم الفارق العظيم بين عهد الناموس ونعهد النعمة فيقول لهم "فإنه يصير إبطال الوصية السابقة (الناموس بفرائضه) من أجل ضعفها وعدم نفعها. إذ الناموس لم يكمل شيئاً ... على قدر ذلك قد صار يسوع ضامناً لعهد أفضل" (عب 7: 18 – 22) فما أعظم الفرق بين الناموس الذي لم يكمل شيئاً والرب يسوع الذي قال "قد أكمل". في الرب يسوع المقام من الأموات والجالس الآن عن يمين العظمة في الأعالي البرهان الأكيد على عمله الكامل في الصليب. والروح القدس في الرسالة للعبرانيين يقول "بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي" (عب 1: 3) برهان كمال تطهير خطايا المؤمنين وإلا كيف استطاع أن يجلس (كإنسان) عن يمين الله. بعد قيامته من بين الأموات ظهر لتلاميذه "الذين أراهم أيضاً نفسه حيّاً ببراهين بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله (أع 1: 3) ثم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله. لقد تألم الرب يسوع الآلام الكفارية على الصليب في الثلاث ساعات التي حجب الله فيها وجهه عنه وقال "استيقظ يا سيف على راعي وعلى رجل رفقتي واضرب الراعي" (زكريا 13: 7، مت 26: 31، 27 : 45) هو "الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن الخراف" (يوحنا 10: 11) في عملية واحدة تمت على الصليب في الثلاث ساعات التي أظلمت فيها الشمس، "حمل خطايانا" (1 بط 2: 24) و "رفع خطايانا" (1 يو 3: 5). " إنه تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلى الله" (1 بط 3: 18). إن قول "حيرام إدسون" إن المسيح دخل يوم 23 أكتوبر سنة 1844 القسم الأول من القدس "لكي يعمل أحد الأعمال" قول يتضمن معنى أن المسيح لم يكمل كل شيء على الصليب وقوله هذا قالوا عته فيما بعد إن هذا العمل هو "تطهير القدس السماوي من الخطايا المسجلة فيه" فهل كلن عمل المسيح ناقصاً وبقي أن يكمله في السماء ذاك الذي في ليلة آلامه قال مخاطباً الله الآب "العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته" (يوحنا 17: 4) – مضمون رؤيا "حيرام إدسون" أن المسيح لم يكمل كل شيء وفي ذلك انتقاص من عمل المسيح الكامل وهذا ما يقصده الشيطان – إنه يقصد إهانة المسيح. والعجيب أن "مسز إلن هوايت" التي جاءت بعد "حيرام إدسون" أيدت أقواله هذه بنبوة أخرى وهي التي اعتمدوها رسولة ونبية. إن الشيطان يرسل خدامه اثنين اثنين مثل "هيمينايس والاسكندر" (1 تى 1: 20)، "هيمينايس وفيليتس" (2 تى 2: 17)، "ينيس ويمبريس" (2 تى 3: 8) لقد اتفقا على أن المسيح دخل القدس السماوي لتطهيره من الخطايا: وهذا مجرد كلام غامض أما كلمة الله فهي دائماً واضحة ليس فيها غموض. جاء في قاموس موريش "Concise Bible Dictionary" تفسيراً لكلمة "وحي Oracle أي أقوال الله" أن الشيطان يقلد أعمال الله والأرواح الشريرة تعطي أقوالاً غامضة لكي يفسروها حسب أهوائهم. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رؤى ونبوات وتعاليم مسز "إلن هوايت"
بعد رؤيا "حيرام إدسون" بشهرين قامت فتاة عمرها سبعة عشر عاماً تدعى "إلن هرمون" وقالت أنها تمتعت برؤياها الأولى وذلك في ديسمبر عام 1844. وفي سنة 1846 تزوجت أحد أعوان ملّر وهو مستر "جيمس هوايت" وأصبح اسمها "مسز إلن هوايت" وتوالت اعلاناتها ونبواتها كما سبقت الإشارة وقد أيدت رؤيا "حيرام إدسون" بخصوص تطهير القدس سنة 1844 ثم وافقت بعد ذلك على أفكار "جورج ستورز" بخصوص "رقاد أو نوم أنفس الأموات" أي أن الموت هو حالة "عدم شعور" إذ يقولون أن جميع الناس الأشرار والأبرار يمكثون في قبورهم في حالة عدم شعور من يوم موتهم حتى يوم القيامة (كتاب إقرار الإيمان فقرة 10) كما أيدت عقيدة "ملاشاة الأشرار" وكذلك عقيدة حفظ يوم السبت حسب الوصية الرابعة من الناموس ولذلك يطلب إلى كل من يعتنق مبادئهم أن يتعهد بحفظ يوم السبت من غروب الشمس يوم الجمعة إلى غروب الشمس يوم السبت (كتاب مختصر قانون الكنيسة صفحة 79) وسيصير امتحان هذه التعاليم في نور كلمة الله. أما أخطر تعاليمهم المهلكة فهي المختصة بإنسانية الرب يسوع أي "تعليم المسيح" (2 يو 9، 10). يدّعون أنهم يؤمنون بالثالوث الأقدس وبأزلية المسيح ولاهوته وتجسده لكن ما هو نوع إيمانهم هذا؟ لقد كتبت مسز هوايت ما يلي: "يقول البعض أن المسيح ما كان ممكناً أن تغلبه التجربة. فلو صحّ هذا لكان المعنى عدم استطاعته أن يشغل مركز آدم وينال النصرة في حين أن آدم قد سقط. والحق أن يسوع قد لبس إنسانيتنا في كل أخطارها وبذلك كان عرضة للهزيمة أمام التجربة (كتاب يسوع وانتظار الإنسانية صفحة 54). وكذلك بعض كتّاب السبتيين في معرض الكلام عن الطريقة التي حمل بها يسوع خطايا الناس قالوا كلمات معناها "أن المسيح لبس طبيعة بشرية خاطئة مثل كل أبناء آدم (كتابهم "الكتاب يتكلم" صفحة 197) كما يقولون عن المسيح أنه هو "ميخائيل رئيس الملائكة". فهل يوجد تجديف على اسم الفادي المعبود أفظع من هذا؟ وما جدوى ادعائهم أنهم يؤمنون بالثالوث الأقدس. إن الثالوث الأقدس لا يجب أن يكون مجرد لافتة يضعونها على الباب الخارجي ثم من الداخل يجدف عليه. يقول يوحنا الرسول "...امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم" (1 يو 4: 1) والمعيار الأول لامتحان الأرواح هو يسوع المسيح باعتباره الله الذي جاء في الجسد (ع3) والمعيار الثاني هو كلمة الله "من لا يسمع لنا (الرسل أي ما قد كتبوه) فليس من الله" (ع6) أي المعيار الأول هو كرامة المسيح ومجده. والمعيار الثاني هو كلمة الله التي أوحي بها إلى الرسل والأنبياء، ومن هنا نستطيع أن نفهم من أي نبع تستقي منه مسز هوايت اعلاناتها ورؤاها وأحلامها كما نرى أن اعترافهم بالثالوث الأقدس ليس إلا اعتراف أجوف طالما يهدمون مجد ناسوت الابن. وإني أهيب بجميع المسيحيين الحقيقيين خصوصاً القادة بين الجماعات أن يتصدوا لهذا التعليم التجديفي. إن محبتنا للرب تجعلنا غيورين على مجد الرب. ماذا يقول يوحنا الرسول الذي اشتهر بأنه يكتب عن المحبة وعن مجد الرب يسوع؟ يقول في رسالته الثانية "كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله. ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعاً" (2 يو 9) إن تعليم المسيح هو ما يعلمه الروح القدس في الكلمة المعطاة منه عن لاهوت وناسوت الرب يسوع. إن الذي يتعدى أو يتجاوز الكلمة الموحى بها ويخرج عن نطاقها إلى نطاق أفكاره أو تصورات الآخرين وأحلامهم أو إعلاناتهم "فليس من الله" أي ليس له أية علاقة حاضرة بالله أما من يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعاً. وهذا هو أسمى وأعمق إعلان اللاهوت. لا نستغرب إن كان في أيامنا يوجد أنبياء كذبة ومعلمون كذبة فإن الرسول بطرس في رسالته الثانية التي كتبها قبيل استشهاده يحذّر المؤمنين قائلاً "لكن كان أيضاً في الشعب (شعب اسرائيل) أنبياء كذبة كما سيكون فيكم أيضاً معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك... وسيتبع كثيرون تهلكاتهم" (2 بط 2: 1، 2). والرب قد أعطى تحذيراً لإسرائيل كما أعطى تحذيراً للكنيسة: يقول الرب في سفر التثنية (ص 13) "إذا قام في وسطك نبيّ أو حالم حلماً وأعطاك آية أو أعجوبة ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلاً لنذهب وراء آلهة أخرى... فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لأن الرب إلهك يمتحنك لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم... وذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم يقتل أنه تكلم بالزيغ من وراء الرب إلهكم". هذا هو الحكم في ظل حكومة إلهية على الأرض، عندما كان الرب يملك على شعب اسرائيل (1 صم 8: 7). أما الآن فالذي نعمله هو ما قاله يوحنا الرسول بخصوص الذي يتعدى ولا يثبت في تعليم المسيح "إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم (تعليم المسيح الخاص بلاهوته وناسوته) فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلّم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2 يو 10). إن يوحنا الرسول الذي كتب عن المحبة أكثر من الآخرين في انجيله وفي رسائله، نجده فيما يختص بمجد الرب يسوع يمسك سيفاً لكي يقطع كل شخص يمتهن كرامة مجد الرب يسوع "لا تسلموا عليه" ليس فقط لا نقبله في البيت، ولا نسلم عليه بل يقطع من الجماعة المسيحية ويقول بولس الرسول "اعزلوا الخبيث من بينكم". في بعض الأمور يمكن التساهل نظير أكل لحم أو أكل بقول. "الضعيف يأكل بقولاً" ومن هو ضعيف الإيمان في مثل هذه الأمور يمكن قبوله (رومية 14: 1، 2) لكن فيما يختص بمجد الرب يسوع لا يوجد تساهل. كل مؤمن يجب أن يكون غيوراً على مجد الرب. المحبة للرب تتطلب الغيرة على مجد الرب وإلا فنحن غير مستحقين له (متى 10: 37، 38). متى كان تعليم المسيح في خطر يجب أن لا نتخاذل في هذا الظرف ولا نقف على الحياد، لأن الحياد في ذلك خيانة للرب، حتى لو كان ذلك الشخص أقرب الناس إلينا ومهما كان الإحراج. صحيح نحن "نتبع السلام مع الجميع (لكن أيضاً) والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عب 12: 14) إن القداسة هي طبيعة تسر بالنقاوة ولكنها تقاوم الشر. وكلام الرسول يوحنا عن الشخص الذي يتعدى ولا يثبت في تعليم المسيح وأننا يجب أن لا نسلم عليه، ينصرف فقط إلى الشخص الذي يعيش في دائرة الاعتراف المسيحي ويأتينا منادياً بأضاليله. ولا تنصرف هذه الأقوال إلى الناس من الديانات الأخرى، كما أن كلام الرب لشعبه قديماً هو عن شخص في وسطهم "إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلماً..." (تث 13) أي واحد من شعب إسرائيل وليس واحداً من الشعوب الأخرى الوثنية، ذلك النبي أو الحالم الحلم يقتل. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرد على الافتراءات فيما يختص بإنسانية الرب يسوع المسيح بعد أن استعرضنا أقوال الناس وحكمتهم البشرية، نأتي إلى أقوال الله الصادقة الأمينة بخصوص "تعليم المسيح" كما يقول الرسول بولس عن الكلمة الموحى بها "التي تتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس" (1 كو 2: 13) نأتي أولاً إلى شهادة الرسل الثلاثة: بولس وبطرس ويوحنا عن أمجاد الرب يسوع في الناسوت وأن الخطيئة بالنسبة له كانت مستبعدة تماماً. لأن المسيح لم يتخذ الناسوت في حالة الإنحراف البتة بل بحالة فريدة استثنائية غير قابلة للخطأ. وشهادات الرسل تأتي مرتبطة مع عمله الفدائي لأنه لو كان فيه ذرة من الخطية لما أمكن أن يكون فادياً للخطاة. والفداء هو أساس كل البركات التي نالها المؤمنون به. 1- شهادة بولس عن شخص الرب يسوع "أنه لم يعرف خطية" (2 كو 5: 19، 20) "أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا (أي الرسل) كلمة المصالحة، إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله ( وما هو أساس المصالحة؟ ) لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية (أي ذبيحة خطية) لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" فلو أن المسيح عرف خطية ما كان أهلاً أن يجعل ذبيحة خطية، وما كان في إمكانه أن يكون مصالحاً للناس مع الله. في الرمز في العهد القديم في سفر اللاويين تكلم عن ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم أكثر من كل الذبائح الأخرى وهي التي كانت تقدم عن خطايا الإنسان: يشدد أنها بلا عيب ويذكر أربع مرات أنها "قدس الأقداس" (لاويين 4، 5). والنتيجة ليست فقط مصالحة الخاطئ مع الله، ولكن هذا الخاطئ بالإيمان يصبح متحداً مع المسيح، يصبح "بر الله في المسيح" ويا لها من نتيجة مباركة.قال الرسول بولس للكورنثيين "ومنه أنتم بالمسيح يسوع أو (به أنتم في المسيح يسوع) الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء. حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب" (1 كو 1: 30، 31). نحن المؤمنين عند إيمان رفضنا حكمتنا وبرّنا لأن المسيح هو حكمتنا وهو برنا أمام الله. لكن السبتيين يسلبون أمجاد الرب يسع كما يسلبون أفراح المؤمنين بالمسيح كبرّهم أمام الله وليست أعمالهم. 2- شهادة بطرس الرسول عن شخص الرب يسوع "انه لم يفعل خطية" غذ يقول في رسالته الأولى "الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر... الذي حمل هو في نفسه خطايانا في جسده على الخشبة (الصليب) لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر (1 بط 2: 22 -24) لأنه لو فعل خطية ما كان في إمكانه أن يحمل خطايانا على خشبة الصليب. ويقول بطرس أيضاً عن دم المسيح كمن هو ثمن فدائنا "عالمين (إذ قد علمتم) أنكم قد أفديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب ... بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس،دم المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم" (1 بط 1: 18 – 20). كما يقول أيضاً عن المسيح أنه "تألم مرة واحدة (لا تحتاج إلى تكرار) من أجل الخطايا. البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلى الله" (1 بط 3: 18). إن جميع بني البشر هم الأثمة وهو الوحيد البار. فما أعظم الفرق بينه وبيننا نحن الذين نولد وارثين للخطية ثم نفعلها "هاأنذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي" (مز 51: 5) لكنه هو الوحيد الذي قيل عنه قبل ولادته "القدوس" (لوقا 1: 35). جميع بني البشر هم المديونون، لا فرق بين مديون بخمسمائة دينار ومديون بخمسين: الاثنان لم يكن لهما مايوفيان (لوقا 7: 41، 42) أما المسيح فهو المداين وهو الذي في سلطانه أن يسامح ويغفر الخطايا لكل من يؤمن على أساس الدم المسفوك. نعم لقد وفّى الدّين كاملاً للعدل الإلهي. "لكي يكون الله باراً (عادلاً) ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رو 3: 26). 3-شهادة يوحنا الرسول عن شخص الرب يسوع "ليس فيه خطية" إذ يقول "وتعلمون أن ذاك (المسيح) أظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية" (1 يو 3: 5) لأنه لو كان فيه خطية لما أمكن أن يرفع خطايانا. ما هي الكيفية التي بها دخل ابن الله إلى العالم؟ إن طريقة دخوله كانت بالولادة من مريم العذراء وليس بخليقة خاصة كآدم. كانت ولادته المعجزية موضوع بشارة خاصة لمريم بيد الملاك الذي أعلن لها في عذراويتها "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ولذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو 1: 35). لقد كان هو ابن الله قبل ولادته وبعد ولادته. إن كيفية تظليل العلي لمريم لا تدرك والكتاب لم يصفها ومريم نفسها تقول بالروح القدس "إن القدير صنع بي عظائم" لذلك كان ميلاده لا مثيل له في تاريخ البشرية. والآية العظيمة هي أن قدوس الله ولد بلا أثر للخطية من امرأة هي نفسها ولدت بالخطية نظير بني البشر واحتاجت إلى المخلص وقد وجدته وابتهجت به (لو 1: 47) "لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس" (مت 1: 20) فبقوة تأثيره المقدس وتظليله الشامل أبعد كل ظل للخطية وتجنب كل أثر للأثم. وبلغة الرموز كان الدقيق النقي ملتوتاً بالزيت (أي حبل به بالروح القدس) ثم مسكوباً عليه الزيت أي مسح بالروح القدس. فعند معموديته من يوحنا في نهر الأردن انفتحت السماء له وصوت من السموات قائلاً هذا هو ابني الحبيب به سررت. وروح الله نزل من السماء مثل حمامة وأتى عليه. وفي معموديته إشارة إلى موته عن الخطاة الذين يتوبون ومسرة الله به كمن سيقوم بهذا العمل لمجد الله وخلاص التائبين، كما قال "لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً (أي يضع نفسه بالموت ويأخذها بالقيامة). ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي (أي يموت بإرادته). لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً هذه الوصية قبلتها من أبي " (يو 10: 17 ،18). كان معيناً أن يأتي من امرأة (لكي يسحق رأس الحية أي إبليس –تكوين 3) وكان معّيناً أن يُحبل به من الروح القدس. الأمر الذي لم يكنه آدم ولا خلافه هكذا هيأ الله جسداً للابن لكي يكون في الطبيعة الناسوتية هو الوحيد قدوس الله. هذا شيء كان لابد منه وخلافه ما كان يليق بالبن بصفته موضوع مسرة الآب طيلة أيام جسد كالإناء الكامل اللائق لقوة الروح القدس في الخدمة وكذبيحة الخطية في آخر خدمته على الأرض. وما أعظم الفرق بيننا نحن المؤمنين وبينه، نحن الذين حتى عند ولادتنا من الله نُمسح بالروح القدس لكن على أساس دمه الكريم. أما جسده هو فكان هيكل الله بغير حاجة دم. إن الروح القدس وهو الحارس لمجد الرب يسوع، عند الكلام عن تجسد الرب يسوع يقول "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما" (عب 2: 14)وهناك اختلاف واضح بين كلمة "تشارك Partake وفي الأصل اليوناني koinoneo وبين كلمة اشترك took a part وفي الأصل اليوناني meteko أي أنه له المجد أخذ نصيباً في اللحم والدم. عن الرب يسوع ولو أنه تجسّد لكي يموت - لكنه في تجسده يقف فريداً أيضاً. لقد اشترك في اللحم والدم ولم يتشارك – جميع البشر متشاركين على قدم المساواة. وجميع البشر جاءوا إلى العالم ليس بإرادتهم. أما هو فقد جاء إلى العالم بإرادته.وُلد بإرادته ومات بإرادته كما سبقت الإشارة (يوحنا 10: 17، 18) عند معموديته يقول متى البشير "وإذا السموات قد انفتحت له" (مت 13: 16) ، the heavens were opened to him.and Io وإذا and Io معناها انتبه أيها القارئ لمن انفتحت السموات؟ إن السموات لم تنفتح لإنسان ما تكريماً إلا هو فقط. والروح القدس نزل عليه وصوت من السموات قائلاً "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" تنبيهاً للجميع أن هذا الشخص يختلف عن باقي البشر الخطاة. فإنه هو "البار" الوحيد ابن الله. وبخلاف الشهادة له عند العمودية هناك شهادة أخرى عن نتيجة التجربة من إبليس. لقد أصعده الروح القدس إلى البرية لكي يجرّب من إبليس. كان ينبغي أن يجرّب من إبليس كما جرّب دم في جنة عدن. لكن الرب يسوع جُرّب في ظروف قاسية بعكس الظروف التي كان آدم محاطاً بها. لم يكن آدم جائعاً عندما كسر الوصية وأكل من الشجرة التي منعه الله من الأكل منها امتحاناً لطاعته وكان له أن يأكل من ثمر شجر الجنة. أما الرب يسوع فقد أصعده الروح إلى البرية المقفرة وكان صائماً وجائعاً، نلاحظ أن الله هو الذي أصعده لكي يجرّب من إبليس. كان ينبغي أن الله يعطي برهاناً لنا إن رجل مشوراته المعيّن أن يقدم ذبيحة عن ذنب البشر لا يمكن أن يهزم لأنه قدوس وأنه الوحيد الذي يغلب المجرب. وقد غلبه بكلمة الله. كان انتصاره على الشيطان أكيداً، وذلك لأنه لم يكن للشيطان في المسيح شيء كما قال له المجد "رئيس هذا لعالم يأتي وليس له فيّ شيء" (يو 14: 30). ليس فقط لا يمكن أن يهزم بل ويستحيل أن يخطئ. من أجل ذلك "قد أُظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية" (1يو 3: 5) ليس فقط لكي "يحملها" كما سبقت الإشارة (1بط 2: 24) بل لكي يرفعها. لقد أتمّ الأمرين بعملية واحدة إتماماً كاملاً. هذه العملية استغرقت ثلاث ساعات فيها أظلمت الشمس عندما كان ابن الله على الصليب لكي يكفّر عن خطايانا. في نهاية الساعات الثلاث صرخ تلك الصرخة الرهيبة "إلهي إلهي لماذا تركتني" أي صرخة الكفارة. لم يصرخ عدما دُقت المسامير في يديه ورجليه ولكنه صرخ عندما شب الكأس الرهيبة التي ملأتها خطايانا. لقد شربها كلها بالنيابة عنا ولم يبق لنا شيئاً. إن حياته هنا على الأرض أي "في أيام جسده" معطاة لنا في الأناجيل الأربعة (شهادة للعالم في أربعة أطراف الأرض). حياته كالإنسان الذي عاش على أرضنا كان مرموزاً إليها في سفر اللاويين بتقدمة الدقيق. والتقدمات في (لاويين2) توصف بأنها قداس أقداس. وفي التقدمة نرى نقاوته وقداسته التي كانت معرضة للتجارب المحرقة كإنسان هنا على الأرض بكيفية تختلف عن كل إنسان آخر. والتقدمة التي تعمل على صاج (لاويين 6: 19-22) تُشير إلى التجارب المحرقة التي أتت على الرب يسوع ليس في السر بل علانية أمام الجميع وكان تأثيرها أن نشرت رائحة البخور العطرة التي ملأت السماء حينئذ. وفي حياته احتمل إهانات البشر وبصفة خاصة ليلة آلامه. احتقر بكل أنواع الاحتقار كما لم يحتقر انسان من قبل. كانت النار تستعر فيه على مرأى من الناس. لكن في تجاربه سطع نور سماوي. نعم كان ينبغي أن يختبر هما على الأرض قبل أن يقدم قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة. وفي الأناجيل الأربعة نرى الذبائح الأربع. في يوحنا نرى المحرقة التي فيها شبع قلب الله الآب "الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها" (يو 18: 11) وفي انجيلي متى ومرقس نرى ذبيحة الإثم وذبيحة الخطية "إلهي إلهي لماذا تركتني" وفي لوقا نرى ذبيحة السلامة (قارن لو 15: 23). إن الروح القدس يضع أسواراً عالية وحراسة مشددة حول ناسوت الرب يسوع لئلا تمتهن كرامته بسبب اتضاعه وصيرورته انساناً. لذلك حتى في الرمز مشدّداً أن الذبيحة تكون "بلا عيب" ففي ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم اللتين تصوران لنا المسيح كمن حمل خطايانا يقول عنها "إنها قدس الأقداس" (لاويين 6: 17، 25) وعن المحرقة يقول "فللرضا عنكم يكون ذكراً صحيحاً من البقر أو الغنم أو المعز، كل ما كان فيه عيب لا تقربوه لأنه لا يكون للرضا عنكم" (لاويين 22: 19، 20) لأن المحرقة تعلن لنا سرور الله في المسيح كمن قدّم نفسه لمجد الله وفي قبول ذبيحة المسيح قبول المؤمنين به الذين أصبحوا متحدين معه. ونشكر الله لأننا نحن المؤمنين صرنا مقبولين أمام الله وقد رضي الله عنا ليس بسبب صلاح فينا ولكن بسبب إيماننا بالمسيح كما جاء في رسالة أفسس أن الله أنعم علينا في المحبوب (أف 1: 6) أي جعلنا مقبولين مرضياً عنا لأننا "في المسيح". كان هو الذبيحة الحقيقية التي كل الذبائح لم تكن إلا رمزاً له. وكان هو الكاهن الحقيقي وكان هرون رمزاً له. وعن صفته كرئيس كهنة يشهد الروح القدس قائلاً "لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات... فإن الناموس يقيم أناساً بهم ضعف رؤساء كهنة وأما كلمة القسم التي بعد الناموس فتقيم ابناً مكملاً إلى الأبد" (عب 7: 26 – 28). في الإصحاح الأول من رسالة كولوسي يتكلم الروح القدس عن مجد الرب يسوع في الخليقة "فإنه فيه قد خلق الكل (أي بمقتضى سلطانه) ما في السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى (كل الأشياء كبيرها وصغيرها) سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به (أي بواسطته) وله (أي لأجل مجده) قد خلق ... وفيه يقوم الكل" (كو 1: 16) لقد تكلم في (ع 14) عن مجده في الفداء "الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا" ثم في (ع 19) "لأنه فيه سر أن يحل كل الملء" كان هو الله منذ الأزل ولما تجسد حل فيه كل ملء اللاهوت جسدياً ولا يزال يحل فيه إلى الأبد. نلاحظ أن الفعل يحل dwells هو في صيغة المضارع الذي يفيد الاستمرار. نعم إن الملء الإلهي حل في جسد مهيأ له. كامل وقدوس وغير قابل للخطأ. وقال عنه "هيأت لي جسداً" وذلك عند دخوله إلى العالم، ليكون الذبيحة التي بها يتمجد الله، "لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا. لذلك عند دخوله إلى العالم يقول: ذبيحة وقرباناً لم ترد لكن هيأت لي جسداً" (عب 10: 5) جسد مهيأ بقوة الروح القدس بلا ذرة من الخطية (لوقا 1: 35). هذه الأقوال وغيرها كثير هي بمثابة الامتحان الأول لأجل الأرواح التي تكلم عنها يوحنا الرسول في رسالته (1 يو 4: 1) "أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الرواح هل هي من الله لأن الأنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم. ومن الأقوال السابقة يتضح كذب أقوال السبتيين عن المسيح "أنه لبس طبيعة بشرية خاطئة مثل كل أبناء آدم" (كتاب يسوع وانتظار الإنسانية صفحة 54، وكتاب "الكتاب يتكلم" صفحة 197) وكما جدفوا على شخصه المعبود يجدفون وينكرون "كمال كفارته على الصليب" وهنا ننتقل إلى النقطة الثانية من تعليمهم بخصوص الكفارة. متى تمت الكفارة لخطايا المؤمنين؟ كانت بداية السبتيين تفسيراً مضللاً عن نبوة دانيال (ص8: 14) كما سبقت الإشارة في الفصل الأول. والأساس المضلل بنوا عليه تعليماً تجديفياً به ينكرون كمال كفارة المسيح التي تمت على الصليب. قالوا أنه في سنة 1844 حدث حادثٌ سماوي دُعى "تطهير القدس" (كتاب اعترافات الإيمان فقرة 13، وكتاب مأساة العصور صفحة 364). أما ما هو هذا الحادث الذي حدث سنة 1844 وقد أخفاه الرب هذه ال 1800 سنة عن المؤمنين ولم يعلنه للرسل المؤسسين أمثال بطرس ويوحنا وبولس، مع أن الرب قال للتلاميذ في ليلة آلامه "لا أعود أسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده لكني سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يوحنا 15: 15) ولكن كما سبقت الإشارة، أن الأنبياء الكذبة يعطون أقوالاً غامضة قالوا "أن المسيح خلا الثمانية عشر قرناً كان يمارس رسالته في المكان الأول من القدس ... ونتيجة لذلك توضع بالإيمان خطايا كل اللذين يتوبون عن المخلص وذلك في القدس السماوي، لذلك يجب تطهير القدس السماوي تطهيراً حقيقياً بإبعاد الخطايا المسجلة فيه" (كتاب مأساة العصور صفحة 413). ويفهم من ذلك حسب اعتقادهم أن الكفارة لم تتم على الصليب وهذا ما قاله صريحاً أحدهم الذي قال "أن الكفارة أو المصالحة لم تتم كاملاً على الصليب لأن موت المسيح والكفارة ليسا هما شيئاً واحداً !! وأن المسيح لم ينجز عمل الكفارة كاملاً حين أراق دمه على الصليب" (إريان سميث في كتابه عن " القدس" صفحة 181). أليس هذا شيئاً عجيباً فما الذي عمل المسيح في الصليب وما الذي لم يعمله إن لم يكن عمله كاملاً ؟ وهو الذي قيل عنه "بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي" جلوسه عبد اليمين برهان كمال تطهير خطايا المؤمنين (عب 1: 3) كما جاء في نفس الرسالة (ص 10:12) "بعدما قدّم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله". في عمل المسيح على الصليب قد أُبعدت جميع خطايا المؤمنين على مدى العصور – أُبعدت إلى الأبد – وذلك بعكس الكاهن في العهد القديم الذي يقوم كل يوم يخدم ويقدم مراراً كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة أن تنزع الخطية. ولم يكن للكاهن في العهد القديم كرسي يجلس عليه. على نقيض ذلك كان الأمر مع المسيح الذي بعدما قدم ذبيحة واحدة (ذبيحة نفسه) من أجل الخطايا جلس. لقد قدّم الذبيحة وانتهى الأمر لكن السبتيين يقولون كلا ! إن الكفارة في الصليب لم تكن كاملة لكن "ليكن الله صادقاً وكل إنسان كاذباً" !. وما هو أردأ من ذلك أن "مسز هوايت" نبية السبتيين في تفسيرها لما جاء في سفر اللاويين (أصحاح 16) تقول عن "تيس عزازيل" أنه رمز للشيطان وتقول في كتابها (مأساة العصور صفحة 713) "حين يرفع رئيس الكهنة بقوة دم الذبيحة الخطايا عن القدس كان يضعها على التيس المرسل (تيس عزازيل) هكذا يسوع باستحقاق دمه سيبعد خطايا شعبه من القدس السماوي في نهاية خدمته وسيضعها على الشيطان، الذي سيحمل القصاص الأخير". هذا ما يعلّم به السبتيون، يعلّمون تعليماً تجديفياً مفاده أن الشيطان في النهاية سيصبح ذبيحة كفارية عن الخطايا. فهل يوجد تجديف أفظع من هذا ؟ لكن هذا ما سبق وأنبأ به الروح القدس "لكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مضلة وتعليم شياطين" (1 تى 4: 1). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرد على الافتراءات فيما يختص بكفارة المسيح
متى حمل المسيح خطايانا أو متى تمت الكفارة عن خطايا المؤمنين ؟ الإجابة: تم ذلك في الثلاث ساعات التي أظلمت فيها الشمس كما جاء في (متى27: 45 – 50 ) في هذه الساعات الثلاث تمت الكفارة.ليس قبل ذلك وليس بعد ذلك. من المذود الذي وضع فيه الرب يسوع عند ولادته من مريم العذراء وحتى ساعة الصلب لم يكن المسيح مكفّراً عن خطايانا. الكفارة تمت كاملة غير ناقصة على الصليب فقط. ومن يقول بخلاف ذلك فهو مبتدع ولا يستحق أن يدعى مسيحياً والبراهين على ذلك واضحة في أجزاء كثيرة من كلمة الله: يقول الرسول بطرس في (1 بط 2: 24) الذي حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة ( أي خشبة الصليب). فعلى الصليب فقط حمل هو خطايانا. كما جاء أيضاً في رسالة يوحنا (1 يو 3: 5) "وتعلمون أن ذاك أظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية" أي أنه فعل الأمرين معاً "حمل خطايانا ورفع خطايانا بعملية واحدة استغرقت ثلاث ساعات كما سبق وذكرنا كما جاء في (مت 27: 45- 50) حيث نقرأ "ومن الساعة السادسة (أي منتصف النهار)كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة. وفي الساعة التاسعة (أي ساعة تقديم الذبيحة المسائية) صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني" وهذه هي صرخة الكفارة. تم ذلك في الساعة التاسعة أي ساعة تقديم الذبيحة المسائية وسبق الكلام عنها في الفصل الأول عند الكلام عن المحرقة الدائمة. في هذه الثلاث ساعات تمت الكفارة وليس سنة 1844 كما يدعى السبتيون. إن الشيطان وراء كل بدعة يقول الرسول بولس عن الشيطان "لأننا لا نجهل أفكاره" وما يقصده الشيطان من وراء هذه البدعة أن يجعل ذبيحة المسيح بلا قيمة. إن الكفارة كانت كاملة والروح القدس يرينا النتائج المترتبة عليها وهي: 1-وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى م فوق إلى أسفل" (ع 51) إن كلمة "وإذا" ويقابلها بالإنجليزية "And lo" هي ملفتة. إن الروح القدس سجل هذه الكلمة التي معناها "إلتفت" أيها القارئ إلى النتائج المباركة لإكمال الكفارة. إن حجاب الهيكل الذي كان يحجب الله وراءه قد انشق من فوق (أي أن الله هو الذي فعل ذلك) إلى أسفل. أي لم يعد الله محتجباً كما كان من قبل إتمام الكفارة "حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل المخلص" (أشعياء 45: 15). أما وقد تمت الكفارة فقد تمت المصالحة " وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه" (كو 1: 22) لقد صالحنا الله لنفسه بموت ابنه. وسيصير الكلام عن هذه المصالحة فيما بعد والتي أساسها دم الصليب. 2- إن متى البشير يتابع الكلام عن بعض نتائج كمال كفارة المسيح بالقول "والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين" (ع 52) إن قيامتهم كانت بعد قيامة الرب في اليوم الثالث، لأنه هو باكورة الراقدين هؤلاء يختلفون عن الذين أقامهم الرب في أيام جسده والذين أقيموا في أجساد مائتة (قابلة للموت) مثل اليعازر، الذي أقامه الرب ثم بعد ذلك مات مرة أخرى. أما هؤلاء فقد قاموا بأجساد القيامة غير القابلة للموت مرة أخرى. فإنهم ظهروا واختفوا. نظير المسيح بعد قيامته. وأجساد القيامة لها هذه الخاصية أي الظهور والاختفاء إذا أرادت. أما شهادة الروح القدس في الرسائل عن إتمام المصالحة بناء على كفارة المسيح فإننا نورد بعض الشواهد: ويجب أن نميّز أن أساس المصالحة هو موت المسيح. والإيمان هو الوسيلة للحصول على المصالحة "لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عب 11: 6). 1- "لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته (رو 5: 10) لأنه حي في كل حين ليشفع فينا (عب 7: 25). 2- "ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح" (2كو 5: 18). 3- "لأنه فيه سُرّ أن يحل كل الملء (الإلهي) وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه (أي إذ عمل الصلح بدم صليبه).... وأنتم الذين كنتم فبلاً أجنبيين وأعداء.... قد صالحكم الآن ... بالموت" (كو 1: 19- 22). لكن ما هو الإيمان الذي هو الوسيلة للحصول على الخلاص ونوال الحياة الأبدية ؟ يقول الرسول في (رو 10: 9) "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع (أو بيسوع ربّاً وسيداً لك) وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص".والإيمان بالقلب أن الله أقام المسيح من الأموات معناه أن الله قبل عمل المسيح الكفاري الذي أُكمل على الصليب، ولذلك أقامه من (بين) الأموات. ولا دخل لمشاعر النفس وانفعالتها في الأمر، بل معنى الإيمان، أن الشخص الذي آمن لم يعد يقاوم الحق بل أصبح طائعاً مرحباً ببشارة الخلاص التي أرسلها له الله. والقلب يؤمن به للبر المؤسس على تقدير الله لعمل الرب يسوع الكفاري، كذلك الفم يعترف به للخلاص وبهذا يكرم الله الذي أرسل ابنه الوحيد كفارة لخطايانا (1يو 4: 10) برهان محبته ويكرم الرب يسوع الذي أطاع حتى الموت موت الصليب. ولذلك فإن الضرورة الأولى هي طبيعة من الله تتوق إلى الله ليهبها ما يقدمه الإنجيل. ومعنى ذلك أنه لابد أن يولد الإنسان من الله (يوحنا 3: 7، 8)قبل أن يرتاح راحة حقيقية على كفارة المسيح. ذلك لأنه إذ يحصل على الحياة الجديدة بهذه الكيفية يدرك في الحال ضرورة الكفارة وقيمتها. قبل أن يحصل الإنسان على الحياة بواسطة الولادة من الله لا يكون عنده الشعور الكافي بالخطية إذ كيف يتسنى له قبل ذلك أن يعرف طبيعة الله القدوسة معرفة صحيحة. إنه لا يعرف سوى الرعب من الله وهذا يتوفر لدى الوثنى كما هو متوفر لدى الشياطين الذين قيل عنهم "يؤمنون ويقشعرون (أي يرتعبون) " (يع 2: 19) فالإيمان لا يأتي عن طريق الرعب من الدينونة، ولكن عن طريق إدراك محبة الله. "بهذا أظهرت محبة الله فينا (أو تجاهنا أي في حالتنا) أن الله أرسل ابنه الوحيد كفارة لخطايانا" (1يو 4: 9، 10). ونتيجة الإيمان "فرح لا ينطق به ومجيد" (قارن 1بط 1: 8، لوقا 15: 24، أعمال 8: 39، أعمال 16: 34). واضح جداً ن أقوال الله في الرسائل أن الكفارة تمت مرة واحدة على الصليب لا تتكرر، برهان كفايتها وذلك بالمباينة مع الذبائح الكثيرة التي كانت تقدّم كل يوم في ظل الناموس وإليك أيها القارئ بعض الشواهد: 1- "فإن المسيح تألم مرة واحدة من أجل الخطايا ... لكي يقربنا إلى الله". 2- " كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس ... وصار أعلى من السموات الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح ... لأنه فعل هذا مرة واحدة إذ قدم نفسه" (عب 7: 26 ،27). 3- "وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً (أو محصلات فداء أبدياً) (عب 9: 12). 4- "ولا ليقدّم نفسه مراراً كثيرة ... ولكن الآن قد أظهر مرة عند انقضاء الدهور (الدهور المتعاقبة وآخرها دهر الناموس) ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب 9: 25، 26). 5- "فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة" (عب 10: 10). 6- "وأما هذا فبعدما قدمّ عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله" (عب 10: 12). 7- "لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين" (عب 10: 14). وخلاصة الأقوال السابقة: أنه ما كان ممكناً أننا نحن الخطاة ننال خلاصاً يتفق مع برّ الله وعدله إلا بموت المسيح على الصليب حاملاً حملنا الثقيل وهو خطايانا. وهذه هي الكفارة. إن الإنجيل أي البشارة المفرحة التي بشرنا بها هي "أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب (العهد القديم) وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (1كو 15: 3، 4) ثلاث حقائق مات، دُفن، قام، في الثلاث ساعات الظلمة حمل خطايانا ورفعها ثم مات (مات بإرادته بعد إكمال العمل) ودفن ولما دُفن دُفنت معه خطايانا في اقبر ولما قام في اليوم الثالث لم يقم حاملاً خطايانا لكي يصعد بها إلى السماء ويضعها في القدس السماوي ثم يحملها الشيطان أخيراً كما يقول السبتيون. هذه الأقوال ليست إلاَّ تعاليم شياطين (1 تى 4: 1) ويحاولون إثبات ذلك بواسطة رمز في العهد القديم يفسرونه تفسيراً شيطانياً. لأن المعروف أن جميع الذبائح في العهد القديم إنما هي رمز للمسيح الذي هو الذبيحة الواحدة الحقيقية لذلك كانت الشروط مشدّدة أن تكون جميع الذبائح بلا عيب بما في ذلك التيسين اللذين يقدمان يوم الكفارة السنوية في اليوم العاشر من الشهر السابع من السنة العبرية (لاويين 16) . وإذا رجعنا إلى الشهادة الرمزية عن الكفارة نقرأ "ومن جماعة بني اسرائيل يأخذ تيسين من المعز لذبيحة خطية" (لا 16: 5) واضح أن كلا الحيوانين الطاهرين اللذين بلا عيب، أي ذبيحة مقدسة. ويلقي عليها قرعة: قرعة للرب وقرعة للشعب، والتيس الثاني، قرعة الشعب، يسمى تيس عزازيل (ومعناه بالعبرية الذي يذهب بعيداً) وهو المكمل للأول. وكان رئيس الكهنة (الممثل للشعب يعترف على رأسه بكل ذنوب بني اسرائيل وكل خطاياهم ثم يرسله إلى أرض بعيدة. وهو شهادة لنيابة المسيح في حمل خطايانا، كما أن التيس المذبوح شهادة للتكفير عن الخطية المقضى عليها أمام الرب تبريراً لطبيعته – كلاهما يرمزان لعمل المسيح الكفاري – التيس الأول قرعة الرب لمجد الله الذي شوهته الخطية في هذا العالم. أي موته لكي يقابل مطاليب قداسة الله لكي يتمجد الله من جهة الخطية، إذ كان ينبغي أن يتمجد الله من جهة الخطية بموت المسيح حتى ولو لم يخلص إنسان واحد أما تيس عزازيل قرعة الشعب فلأجل غفران خطايا الشعب فكان يلزم الاعتراف بالخطايا على رأسه ويرسل بعيداً (وهذا هو معنى اسم عزازيل) لكي يستطيع المؤمنون أن يفرحوا بغفران خطاياهم ويقولوا "كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا" (مزمور 103: 12) كلا التيسين رمز للمسيح الذي مات على الصليب "لأجل مجد الله ولأجل خلاص المؤمنين الذين أتوا إلى الله معترفين بخطاياهم. وبذلك تم المكتوب "الرحمة والحق التقيا، البر والسلام تلاثما" (مزمور 85: 10) "الرب بار (عادل) في كل طرقه ورحيم في جميع أعماله" (مزمور 145). "العدل والحق قاعدة كرسيه. الرحمة والأمانة تتقدمان أمام وجهه" (مزمور 89: 14) الرب بار (عادل) عندما يدين الأشرار، والرب بار (عادل) عندما يخلص المؤمنين لأنه استوفى حقه من بديلهم على الصليب، كما قيل في رسالة رومية (رسالة التبرير) "ليكون الله باراً (عادلاً) ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رو 3: 26). لقد بذل الله ابنه الوحيد، بذله كحمل الله لأن قداسته تطلبت ذبيحة بلا عيب، ومحبته أعدت هذه الذبيحة (يو 3: 16) لا يوجد تناقض بين عدالة الله ومحبة الله. رأينا أن التيسين كلاهما رمز للمسيح. كما أن العصفورين اللذين يؤخذان عند تطهير الأبرص قيل عنهما "عصفوران حيّان طاهران" يذبح الواحد في إناء خزف على ماء حي والعصفور الآخر يغمس في دم العصفور المذبوح على الماء الحي ويطلق على وجه الصحراء، كلاهما رمز للمسيح في موته وفي قيامته. (لاويين 14). هذا هو الحق الواضح في الإنجيل. أن العهد القديم يفسر في نور العهد الجديد ولا تفسر الرموز طبقاً للخيال البشري والذهن الفاسد الذي يستولي عليه الشيطان ولا تحكمه كلمة الله لكي يهين المسيح ويحتقر عمل المسيح. يقول السبتيون أن "تيس عزازيل" الذي هو ذبيحة خطية بلا عيب هو رمز للشيطان. هل الشيطان بلا عيب؟ هل الشيطان يحمل خطايا المؤمنين؟ إن الشيطان له رمز واحد في العهد الجديد إنه يدعى الحية القديمة لأنه دخل قديماً في الحية وتكلم بواسطتها لكي يخدع حوّاء. وعنه يقول بولس للكورنثيين "ولكن أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم على البساطة التي في المسيح" (2 كو 11: 3). كما جاء في سفر الرؤيا (ص 20: 1) "ورأيت ملاكاً نازلاً من السماء ... فقبض على التنين، الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان: إبليس اسمه باللغة اليونانية. والشيطان اسمه باللغة العبرية ومعنى الاسم: الخصم أو المشتكى. ويرمز له بتنين كناية عن القوة الهائلة والقسوة ويرمز له بالحية كناية عن المكر. رأينا في تفسيرهم لنبوة دانيال عن ال 2300 صباح ومساء بدعة فيها إهانة للمسيح. ومضمون البدعة أن عمل المسيح لم يكن كاملاً في الصليب. ثم رأينا تفسيرهم للكفارة السنوية (لاويين 16) أن "تيس عزازيل) الذي هو لذبيحة خطية طاهرة بلا عيب أنهم جعلوا التيس الطاهر رمزاً للشيطان. أنهم يكرمون الشيطان ويهينون المسيح وينطبق عليهم ما قاله الرسول بولس أنه "في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين" (1 تى 4: 1). ومن ضمن تعاليمهم الشيطانية قولهم عن المسيح أنه هو "الملاك ميخائيل" (آرثر ليكى في كتابه {الله والإنسان العصري صفحة 88، 89} وهم في ذلك شركاء مع شهود يهوه في هذا التفسير. ويبنون تفسيرهم الهرطوقي هذا على أساس أن اسم "ميخائيل" باللغة العبرية معناه "شبه الله" أو "مثل الله" مع أن الترجمة الصحيحة كما يقول العارفون باللغة العبرية أن الاسم معناه "من مثل الله؟" أي لا يوجد شبيه لله. والرب نفسه له المجد يستنكر ذلك إذ يقول في إشعياء (ص 40: 25) "فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس؟" إن الرب يسوع لا يقال عنه قط أنه "مثل الله" أو "شبه الله" لأن هذا تجديف فظيع على الرب. بل إن المسيح هو "صورة الله غير المنظور" (كولوسي 1: 15) أي هو "الله الحقيقي" كما قال عنه يوحنا في رسالته الأولى (ص 5: 20) "هذا هو الإله الحق (أي الله الحقيقي) والحياة الأبدية" "He is the true God and eternal life" ولتوضيح الفرق بين "الشبه" و"الصورة" نرجع إلى كلمة الله نفسها. ففي الكلام عن الناموس في (عب 10: 1) قيل "لأن الناموس إذ له ظل (أو شبه) الخيرات العتيدة لا نفس صورة الأشياء" "أي ليس حقيقة الأشياء.." كما قيل عن الكهنة اللاويين الذين يقدمون قرابين حسب الناموس "الذين يخدمون شبه السماويات وظلها" (عب 8: 5) كما قيا أيضاً "لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد، أشباه الحقيقية بل إلى السماء عينها" (عب 9: 23). كما جاء أيضاً في (2 كو 4: 4) "إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله" أي هو الله نفسه. إن أول ذكر للملاك ميخائيل جاء في (دانيال 10: 13) "وهوذا ميخائيل، واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي" ثم في (ع 21) "ولا أحد يتمسك معي على هؤلاء إلا ميخائيل رئيسكم" أي رئيس ملائكة مخصص لشعب دانيال (أي اليهود). وقد ذكر ذلك صراحة في (دا 12: 10) "في ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك" (أي اليهود). كما ورد ذكره في رسالة يهوذا (ع 9) مخاصماً إبليس ومحاجاً عن جسد موسى. وكما نفهم من القرينة أن ميخائيل منع إبليس من كشف قبر موسى حماية لشعب اسرائيل من أن يكون جسد موسى موضع تكريم وعبادة لبني اسرائيل وبذلك يكون فخاً لهم. وأخيراً نقرأ عن ميخائيل محارباً إبليس (التنين) وإسقاطه مع ملائكته من مكانهم في السماء (رؤ 12). كلاّ! ليس المسيح هو ميخائيل بل هو الذي خلق ميخائيل وكل الرئاسات الملائكية وجميع الملائكة كما جاء عنه في الرسالة للعبرانيين أنه هو "الصانع ملائكته رياحاً (أو أرواحاً)، وخدّامه لهيب نار" (عب 1: 7) وهو الذي قيل عنه في (دانيال 7: 10) "ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه". هو الذي في محضره تغطى الملائكة السرافيم وجوههم وأرجلهم بأجنحتهم" (أشعياء 6، يو 12: 41). ثم من الذي تجسد وصار جسداً ووجد في الهيئة كإنسان؟ هل هو ميخائيل أم الكلمة الأزلي (يوحنا 1: 14) والذي قيل عنه "إنه حقاً ليس يمسك الملائكة" (عب 1: 16)؟ لا يمكن أن يقال عن رئيس ملائكة "أنه ليس يمسك ملائكة" ومهما كانت عظمة ميخائيل فهو مخلوق محدود وأما الخالق غير المحدود هو الذي تنازل لكي يكون الفدية هو "ابن محبته" الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا (كولوسي 1: 13، 14) لكي تكون الفدية غير محدودة كافية لأجل جميع البشر. "وهو مات لأجل الجميع" (2 كو 5: 14، 15). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحول السبتيين الأدفنتست إلى اليهودية أما وقد أنكروا كمال ناسوت الرب يسوع وقالوا" إن المسيح لبس طبيعة بشرية خاطئة مثل كل أبناء آدم ( الكتاب يتكلم صفحة 197) وأنكروا كمال كفارته على الصليب كما سبقت الإشارة كان طبيعياً أن يتجهوا إلى الناموس للتبرير وهذا ما قالوه صراحة في (كتاب "مصير العالم" صفحة 195) إذ قالوا" إن موت المسيح ما كان له من هدف آخر غير إعطاء الخاطىء إمكانية الطاعة للناموس. الطاعة التي بدونها لا يمكن الحصول على شيء". في أقوالهم هذه نجد ارتدادهم عن النعمة. إذ لا يمكن أن نكون تحت الناموس وتحت النعمة في وقت واحد: هما شيئان متباينان كما جاء في (يوحنا 1: 17) "لأن الناموس بموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا". الناموس هو "قوة الخطية" (1كو 15: 56) أما النعمة فهي قوة القداسة. الناموس يطالب الإنسان أن يعطى مع أنه مفلس ومديون. لكن النعمة تعطى "ومن ملئه (المسيح) نحن جميعاً أخذنا ونعمة فوق نعمة" (يوحنا 1: 16) ليس ما يقدمه الإنسان إلى الله هو ما يجعله مسيحياً بل ما يأخذه من الله. والمسيحيون مطوبون لأنهم جميعهم أخذوا "ونعمة فوق نعمة". من يلجأ إلى الناموس فكأنه يبطل نعمة الله (أي يجعلها باطلة) وهذا ما قاله بولس الرسول للغلاطيين "لست أبّطل نعمة الله. لأنه لو كان بالناموس برّ فالمسيح إذاً مات بلا سبب" وبعد ذلك مباشرة يوبخهم ذلك التوبيخ الشديد "أيها الغلاطيين الأغبياء..." (غلا 2: 21، 3: 2). وفي تعليمهم نجد ارتداداً صريحاً لليهودية أو بالحري ارتداداً إلى صورة مشوهة من اليهودية – نقول صورة مشوهة لسببي – أولاً ليس من حق الأمم أن يضعوا أنفسهم تحت الناموس الذي أعطى فقط لبني اسرائيل كما قال الرب لهم "إياكم فقط عرفت من جميع القبائل الأرض لذلك أعاقبكم على جميع ذنوبكم" (عاموس 3: 2) وثانياً لأن الله لم يكن يقصد أن يتعامل مع الإنسان على مبدأ الناموس فهو يعلم أن الإنسان لا يمكن أن يتبرر بالناموس وإنما الناموس كان اختباراً للإنسان والنتيجة فشل الإنسان في ظل الناموس. صحيح أنه لم يعط إلا للأمة الإسرائيلية فقط كعينة من البشر وكان فشلها عظيماً. وإذ اتضح فشل الإنسان أتى الله إليه بالنعمة. والنعمة وحدها هي طريق الله إلى الإنسان وطريق الإنسان إلى الله. في ارتدادهم إلى اليهودية جعلوا الخلاص بالأعمال الناموسية والامتناع عن بعض الأطعمة. فالمتقدم للمعمودية يتعهد "بالامتناع عن لحم الخنـزير وكل اللحوم غير الطاهرة حسب الناموس وزادوا على ذلك الامتناع عن بعض المشروبات" (كتابهم قاعدة الكنيسة صفحة 80) ولكي تكمل الصورة اليهودية حتموا بضرورة حفظ يوم السبت كما جاء في شريعة موسى "من غروب الشمس يوم الجمعة إلى غروب شمس السبت" (كتاب مختصر قانون الكنيسة صفحة 79). يذكر في سفر الأعمال أن اليهود الذين اعترفوا بالمسيح كانوا غيورين للناموس بطقوسه وفرائضه. إن الطقوس والفرائض بحسب الناموس كانت مرتبة من الله إذ جعلها سياجاً للأمة الإسرائيلية لكي يفصل الشعب عن الشعوب الوثنية في داخل حظيرة. أمة مستقرة في أرضها مسيّج حولها بسياج الناموس والفرائض (متى 21: 33) وقد دخل المسيح إلى تلك الحظيرة بواسطة الباب ليدعو خرافه الخاصة (أي المؤمنين به) يدعوهم بأسماء (لأنه عرفهم بالاسم) ويخرجهم من الحظيرة اليهودية ويضمهم إلى المؤمنين به من الأمم وقد جعلهم "راعية واحدة" أي قطيعاً صغيراً واحداً راعيها الواحد (يوحنا 10: 1، 3، 16). المسيحيون الحقيقيون رعية واحدة راحلة إلى المجد وراء راعيها (عب 3: 1) ولا توجد بعد حظيرة للرب على الأرض. بسبب عدم الروحانية أو بسبب عدم وجود إيمان حقيقي، كان كثيرون من اليهود الذين آمنوا بالمسيح غيورين للناموس (أعمال 21: 20) لأن هذا كان امتيازاً لهم عن الأمم الوثنية، فكانوا يحنون للناموس. لكن ما هو عذر المسيحيين من الأمم الذين لم يوضعوا قط تحت الناموس؟ ما هو عذرهم أن يجعلوا أنفسهم تحت الناموس وفرائضه؟ السبب هو ميل الإنسان الطبيعي للديانة الجسدية. أما المسيحية فلا يقال عنها أنها ديانة لأنها شيء جديد روحي أساسها "المسيح المقام من بين الأموات" والإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة (أمور الله بالنسبة له جهالة) ولا يقدر أن يعرفه لأنه يحكم فيه روحاً (1 كو 2: 14). والسبب الثاني هو أنه منذ بداية تاريخ الكنيسة دخل معلمون كذبة من اليهود وسط كنائس الأمم وجعلوا يعلمون المؤمنين من الأمم لأنهم يجب أن يضيفوا شيئاً من الفرائض الناموسية علاوة على إيمانهم بالمسيح. وهذا ما نجده تاريخياً في سفر العمال (أع 15) وقد صار البت في هذا الموضوع في مجمع الرسل والأخوة المشايخ في أورشليم بقرار نصه كالآتي " الرسل والأخوة المشايخ يهدون سلاماً إلى الأخوة الذين من الأمم... إذ قد سمعنا أن أناساً خارجين من عندنا (أي من أورشليم واليهودية) أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلين أن تختتنوا وتحفظوا الناموس. الذين نحن لم نأمرهم ...لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلاً آخر غير هذه الأشياء الواجبة أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والخنوق والزنا ... الخ" (أع 15: 23 – 29) وليس في هذا القرار شيء من الناموس. لأن نجاسات الأصنام ويرتبط بها الزنا أيضاً (الأكل من ذبائح الأوثان والزنا رؤ 2: 14) كانت محرمة على البشر قبل إعطاء الناموس وكذلك المخنوق والدم (لأن المخنوق دمه فيه) (انظر تكوين 9: 2 – 6). كان ذلك كافياً جداً لكي يسترشد به من يريد أن يسلك بحسب حق الإنجيل لكن ماذا حدث بعد ذلك بسنوات قليلة؟ نفهم من رسالة غلاطية التي كتبت بعد قرار مجمع أورشليم بحوالي خمس سنوات (كتبت سنة 54م. تقرباً) أن هذا المرض انتشر كوباء بين كنائس غلاطية أي كنائس عديدة في مقاطعة غلاطية. لذلك كتب إليهم بولس الرسول تلك الرسالة بغضب مقدس. والرسالة خالية من التسليمات بخلاف رسائله الأخرى دليل خطورة الحالة فيقول لهم "إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعاً عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى انجيل آخر (ص 1: 6) ليس هو آخر (أي ليس إنجيلا على الإطلاق بل هو يهودية مشوهة): غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا انجيل المسيح" (غلا 1: 6، 7). إن التحول عن الإنجيل إلى الناموس يسميه الرسول بولس "ازعاجاً" وهي نفس الكلمة التي قالها الرسل والأخوة المشايخ في الرسالة المرسلة لكنائس الأمم بخصوص الموضوع نفسه "أناساً خارجين من عندنا (من اليهودية) قد أزعجوكم... قائلين أن تحفظوا الناموس" (أع 15) هذا الانزعاج نجده حادثاً الآن من السبتيين الذين ينادون بحفظ الناموس وبدون الطاعة للناموس لا يمكن الحصول على شيء (كتاب مصر العالم صفحة 195) كما قال المعلمون الكذبة للأخوة في أنطاكيا "لا يمكنكم أن تخلصوا" وبعبارة أخرى لا ينفعكم المسيح شيئاً. إن الرسول بولس خاطب كنائس غلاطية بكلمات قاسية بسبب غيرته على مجد الرب يسوع فقال لهم "أيها الغلاطيون الأغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق. أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوباً" (غلا 3: 1) أي أن الرسول بولس عندما كرز لهم رسم أمامهم الصليب بأهواله. كرز لهم بمسيح متضع وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب، حدثهم عن ساعات الظلمة الثلاث عندما كان المتألم القدوس يحتمل قصاص خطايانا من العدل الإلهي. عندما شرب الكأس المريرة التي ملأتها خطايانا، صارخاً صرخة الكفارة "إلهي إلهي لماذا تركتني؟". لقد برر الله في تركه له حين شرب كأس خطايانا المرة (مز 22). جميع المؤمنين يؤمنون أن المسيح أخذ مكانهم على الصليب وأنه "أسلم من أجل خطاياهم وأقيم لأجل تبريرهم" (رومية 4: 25). جميع المؤمنين الحقيقيين يحسبون أنه عند الصليب انتهت صلتهم بالجسد والعالم والناموس. يقول الرسول لهم "من رقاكم؟" أي من أخذكم بمكر وخداع وجذب أفكاركم حتى لا تذعنوا للحق؟ فالتعاليم الكاذبة لها دائماً مظهر خداع وحكاية حكمة (2 كو) والمعلمون الكذبة "بالكلام الطيب والقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء" (رو 16: 18) ثم يقول لهم في (ع 2) "أريد أن أتعلم منكم هذا فقط أبأعمال الناموس أخذتم الروح القدس أم بخبر الإيمان أي أن الروح القدس في المؤمنين كختم ملكية الرب لهم برهان أنهم أصبحوا ملكاً للرب إلى الأبد. وإن كان أحد ليس له روح المسيح أي الروح القدس فذلك الشخص ليس المسيح" (رو 8: 9) لأن السبتيين الذين يبنون الخلاص على الأعمال الناموسية يقولون أن المؤمن معرض أن يهلك إذ تقول مسز هوايت "أن المسيحي المولود ثانية من الله يمكن أن يسقط من النعمة ويصير إلى الهلاك الأبدي" (كتابها "مأساة العصور" ف 28 صفحة 523) ولكن هذا موضوع آخر. ويستمر الرسول في توبيخه لهم قائلاً في (ع 3) "أهكذا أنتم أغبياء؟ أبعدما ابتدأتم بالروح تكلمون الآن بالجسد؟" لقد نالوا الروح القدس بعد أن ولدوا من الله ثانية وبه نالوا الحياة الجديدة، ولكنهم بفعل المعلمين الكذبة أرادوا أن يرجعوا للناموس ليتخذوه قاعدة لسلوكهم، فكأنهم بعد أن بدأوا بالروح يسعون إلى تكميل أنفسهم بأعمال الناموس، أي أنهم يرجعون إلى الجسد. ذلك الشيء الفاسد الذي نبذه الله، ليكملوا أنفسهم به. كأن الروح القدس الذي بدأ العمل لا يقدر أن يكمل أنفسنا؟ حاشا. ماذا يقول الرسول في (رو 5: 10) "لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته" كما يقول أيضاً في (عب 7: 25) "إنه يقدر أن يخلص إلى التمام... إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم" ثم في (ع 10) يقول لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به" ثم في (ع16) يقول "أما المواعيد فقيلت في ابراهيم وفي نسله" أي المسيح. والمواعيد كانت بدون شرط (أي مواعيد نعمة) ولا يمكن أن يبطلها الناموس الذي جاء بعد 430 سنة من إعطاء المواعيد. وهنا يأتي السؤال: إذا كان الناموس لا يعطى وعداً ولا يستطيع أن يبطل وعداً فلماذا أعطى؟ كما يقول فلماذا الناموس (ع 19)؟. الإجابة في (ع 24) "إن الناموس كان مؤدبنا إلى المسيح" أي المعلم الذي يقود تلاميذه إلى المسيح، كأنه يقول للناس "لا يمكن لأحد من البشر أن يقف أمام الله على أساس أعماله "ولا واحد" (رو 3: 12) كما يقول داود أيضاً "لا تدخل في المحاكمة مع عبدك فإنه لن يتبرر قدامك حي" (مز 143: 2) لأن مقياس قداسة الله أعظم مما نظن أو نفتكر. ولا يمكن أن يقف إنسان أمام الله إلا في حمى دم المسيح. أوراق التين (أعمال الإنسان) لم تستطع أن تستر عرى آدم. لا شيء من صنع الإنسان يمكن أن يخفى حقيقة الإنسان عن عيني الله ولا بد من ذبيحة المسيح. وعن طريق الذبيحة صنع الرب لآدم وحواء "أقمصة من جلد وألبسهما". ثم بعد ذلك في الإصحاح التالي (غلا 4: 8، 9) يقول الرسول للغلاطيين الذين كانوا أمماً منساقين إلى الأوثان "إذ كنتم لا تعرفون الله استعبدتم للأوثان وأما الآن إذ عرفتم الله... كيف ترجعون أيضاً إلى الأركان الضعيفة الفقيرة التي يريدون أن تستعبدوا لها من جديد" حقاً ما أخطر هذه الأقوال التي معناها أنهم إذا خضعوا للفرائض الناموسية (مع أنها كانت مرتبة لشعب الله قديماً) لا يكونون راجعين لليهودية بل كأنهم رجعوا للأوثان! هذا ما تقوله كلمة الله! وهذه هي النتيجة الحتمية لمن لا يكتفي بالمسيح "الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء" (1 كو 1: 30). وماذا تقول كلمة الله لليهودي الذي آمن بالمسيح وعرف المسيح كالذبيحة الواحدة التي أبطلت كل الذبائح التي كانت تقدم قديماً بسبب عدم نفعها. بعد أن قدم الله المسيح كالواسطة الوحيدة للخلاص "وليس بأحد غيره الخلاص" (أع 4: 12) لم يعد الرب يعترف بالعبادة اليهودية. فالراجع لليهودية في الحقيقة هو راجع للوثنية كما قال الرب في إشعياء "من يصعد تقدمة يصعد دم خنزير، من يذبح شاة فهو ناحر كلب من أحرق لباناً فهو مبارك وثناً" (إشعياء 66: 3). وبعد ذلك في (ع 21) يقول لهم "قولوا لي أنتم الذين تريدون أن تكونوا تحت الناموس ألستم تسمعون الناموس؟ ثم يأتي بقصة هاجر وسارة كرمز لعهدين: عهد الناموس وعهد النعمة: أي العبودية للفرائض الناموسية والحرية المسيحية. لكن ماذا يقول الكتاب؟ اطرد الجارية وابنها ومعنى ذلك أنه لا خلط بين الناموس والنعمة. لا يمكن أن تكون تحت الناموس وتحت النعمة في وقت واحد. وبعد ذلك في (ص 5: 1 – 4) يقول لهم "فأثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية" (أي نير الناموس). وهذا ما قاله الرسول بطرس في مجمع أورشليم (أع 15: 10) "فالآن لماذا تجربون الله بوضع نير على عنق التلاميذ لم يستطع آباؤنا ولا نحن أن نحمله". إن نير الناموس هو نير عبودية. ثم في (ع 2) يقول لهم "ها أنا بولس أقول لكم..." أي بولس الذي كان غيوراً للناموس أكثر من غيره "أقول لكم إنه إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً" وذلك كان رداً على المعلمين الكذبة الذين كرزوا بالختان والناموس قائلين للأخوة إن لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم أن تخلصوا" (أع 15: 1، 2). ثم يقول لهم "لكن أشهد أيضاً لكل انسان مختتن أنه ملتزم أن يعمل بكل الناموس" هذه أقوال خطيرة معناها: أن الإنسان الذي يضع نفسه تحت التزام فريضة ناموسية سواء كانت فريضة الختان أو حفظ السبت هو تحت التزام أن يعمل بكل الناموس. كل الناموس والفرائض الناموسية وليس أن يختار بعض الفرائض كما يحلو له. إنه "ملتزم" ولكن عليه أن يعلم جيداً أنه قد انفصل عن المسيح وارتبط بالناموس. هذا ما يقوله الرسول في العدد التالي مباشرة "قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس. سقطتم من النعمة" (ع 4) أي صيرتم عمل المسيح كأنه باطل بالنسبة لكم، لأنكم التجأتم إلى الناموس تريدون أن تتبرروا به. سبق أن قال لهم في (ص 2: 21) "لست أبطل نعمة الله (أي لست أجعلها باطلة بمحاولتي الرجوع للناموس) لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بلا سبب". وهنا يقول لهم أنهم تبطلوا عن المسيح نفسه لذا سقطوا من النعمة. ورسالة غلاطية مكملة لرسالة رومية التي هي بالحقيقة الإنجيل الكامل كما يقول الرسول الملهم في افتتاحية الرسالة. والافتتاحية هي عنوان الرسالة متكلماً عن الإنجيل "انجيل الله" (ع 1). ثم "انجيل ابنه" (ع 9). ثم "انجيل المسيح" (ع 16) هذه الرسالة تتكلم عن التبرير وكيف يتبرر الإنسان وهو خاطىء أمام الله الذي هو قدوس لا يطيق الشر. وملخص الرسالة "أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس" (رو 3: 28). يقول الرسول في افتتاحية الرسالة "الذي به (يسوع المسيح) لأجل اسمه قبلنا نعمة ورسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم" (ص 1: 5). والمقصود "بإطاعة الإيمان" هو طاعة الإنسان للحق وقبول النفس لشهادة الله عن ابنه. أي خضوع النفس لبر الله حيث يكرز بالإنجيل لجميع الشعوب، ليس لكي يطيعوا الناموس الذي أعطى لأمه واحدة أي الأمة الإسرائيلية كعينة من البشر، بل "لإطاعة الإيمان في جميع الأمم". في الإصحاح الأول يرينا شر الأمم وفي الإصحاح الثاني يرينا شر اليهود وينتهي إلى هذه النتيجة "لأننا قد شكونا (تبرهن لنا) أن اليهود والأمم أجمعين تحت الخطية. كما هو مكتوب أنه ليس بار ولا واحد" (ص 3: 9، 10) ثم يقول "لكي يستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله. لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه. لأن بالناموس معرفة الخطية" (ع 19، 20) أي أن الناموس كان بمثابة المرآة التي كشفت عيوب الإنسان لكنها لا تصلح عيوبه. وإذ ثبت فساد الإنسان حينئذ تداخل الله بالنعمة كما يقول بداية من ع 21 "وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهوداً له من الناموس والأنبياء. بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون (أي مقدم إلى كل الناس لكنه يستقر فقط على كل الذين يؤمنون). لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله. متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه... ليكون الله باراً (عادلاً) ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (ع 21 – 26) ثم في (28) يصل إلى هذه النتيجة المباركة "إذاً نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس". نفهم من ذلك أن الله بار (عادل) عندما يبرر الخاطىء الذي يؤمن بالمسيح (أي يحتمي في قيمة دمه الثمين) لأن الله قد استوفى حقه في الصليب والله بار (عادل) عندما يدين كل من لا يؤمن بالمسيح لأن الإنسان بلا عذر بعد أن رفض خلاص الله. في (إصحاح 4) يعطينا مثالين للتبرير بالإيمان بدون الأعمال أحدهما من الناموس والثاني من الأنبياء (ابراهيم وداود) كما سبق وقال في الإصحاح السابق عن بر الله الذي ظهر الآن في زمن النعمة مشهوداً له من الناموس والأنبياء (3: 21). وفي نهاية الإصحاح يقول "أن المسيح أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا" أي أن قيامة المسيح كانت إعلاناً من جانب الله بأن عمله له المجد كان كاملاً على الصليب (وليس سنة 1844 كما يقول السبتيون). وكل من يؤمن قد تبرر بل "والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضاً" (رو 8: 5) لأنهم متحدون مع المسيح الذي هو ممجد الآن عن يمين الله. لا يقول أنه سيمجدهم، بل مجدهم فعلاً لأنهم "في المسيح الممجد". وبناء على إيماننا هذا وتبريرنا من جانب الله أصبح لنا سلام من الله (منذ ساعة الإيمان) كما أننا حالياً نقيم نحن المؤمنون في النعمة ونفتخر على رجاء المجد (ص 5: 1، 2) مجدنا الحاضر مستتر في المسيح. لكننا الآن نفتخر على رجاء المجد أي في المستقبل عندما يظهر المسيح بالمجد سنظهر نحن أيضاً معه (كولوسي 3: 4). ثم في (ص 5: 12) يتكلم عن الخطية أي الطبيعة الساقطة الموروثة من آدم والتي هي مصدر الخطايا الفعلية. وعلاجها في (إصحاح 6) إذ يقول "عالمين أن إنساننا العتيق قد صلب معه لكي يبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية، لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية" (6: 6،7). في (ص 5: 12) يرينا أن الخطية دخلت إلى العالم بواسطة إنسان واحد (آدم) لكن علاج الله الكامل للخطية (وهي علة الإنسان الكاملة) بواسطة الإنسان الواحد يسوع المسيح الذي أتى بالنعمة للخطاة (ع 15) "لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد... هكذا أيضاً بإطاعة الواحد (الرب يسوع المسيح الذي أطاع حتى الموت موت الصليب) سيجعل الكثيرون (أي جميع المؤمنين به) أبراراً. وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية (ع 19، 20). الناموس لم ينشيء خطية لأن الخطية كانت موجودة قبل الناموس. لكنه أظهر تعدياً بالنسبة للذين هم تحت الناموس. لكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً فيالها من نعمة متفاضلة للإنسان الخاطيء. أما تمسكه بالناموس فهو رفض لهذه النعمة. في (ص 6: 6) يقول "عالمين أن إنساننا العتيق قد صلب معه (شرعاً) أي أننا نؤمن أن الله وضع كل مؤمن في المسيح (شرعاً) عند موته – أن موضوع هذا الإصحاح ليس موت المسيح لأجلي ولكن موتي أنا المؤمن مع المسيح. لذلك يقول احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا (ع 11) لأن هذه نظرة الله للمؤمن المتحد مع المسيح. ليس الخطية التي ماتت ولكن أنا بالنسبة للخطية ولكن من الناحية الأخرى أنا حي لله بيسوع المسيح. الله لا يرى إلا حياة المسيح في المؤمنين. ثم يقول قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله (ع 13). طريق القداسة ليس بعد "اعمل هذا أو لا تعمل ذلك" كما يقول الناموس ولكن تقديم ذاتي لله أي أتجه إلى الله الذي يملأني بالمسيح. وهذه هي القداسة. الانفصال إلى الله أي كل الكيان ينحاز ويتجه إلى الله. في (رو 8: 10) يقول "إن كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية وأما الروح فحياة بسبب البر" "المسيح فيكم" أي يملأ كيانكم وتفكيركم. موضوع مشغولية القلب والفكر. بحياته وروحه. فالجسد بسبب وجود المسيح فيكم، يصبح في حكم الموت بالنسبة للخطية. أما الروح (الروح القدس) فحياة بسبب البر أي لا نتاج البر. هذه الأقوال في غاية الأهمية، وتأسيساً عليها فإن المؤمن يحسب ميتاً بالنسبة للخطية أي أنه أعتق من سيادتها. ثم في (ص 7 من نفس الرسالة) تأسيساً على أن المؤمن مات مع المسيح فقد أصبح ميتاً بالنسبة للناموس أي أعتق من سيادته. لأن الناموس يسود على الإنسان ما دام حياً (ص 7: 1) وتأسيساً على ذلك يقول الرسول "إذاً يا أخوتي انتم أيضاً قد متم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر للذي أقيم من الأموات، لنثمر لله" (7: 4). كما قال في (ص 6: 22) "وأما الآن إذ أعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية" أي كمال التمتع بالحياة الأبدية. في القسم الأول من رسالة رومية (ص 1 – 8) رأينا انجيل نعمة الله مقدماً للجميع – لليهود والأمم – على السواء لأنه لا فرق إذا الجميع أخطأوا وطوبى للذين يؤمنون. وهنا يأتي السؤال: أين مواعيد الله بخصوص شعبه القديم (اسرائيل). المواعيد المعطاة للآباء وأين النبوات التي فاضت بها نبوات الأنبياء عن بركتهم في الأيام تأتي يقول الرب وأقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهداً جديداً ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم... اجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم... سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم لأني أصفح عن إثمهم..." (قارن الأعداد من 35 – 37). وهذا ما تتكلم عنه الإصحاحات (9 – 11) من هذه الرسالة. يقول في (ص 11: 1) "ألعل الله رفض شعبه؟ الإجابة حاشا! أي ؟أن هذا الفكر مستبعد تماماً ولا يجوز أن يقال مثل هذا الكلام نظير القول في (ص 9: 14) ألعل عند الله ظلماً؟ والإجابة: حاشا! "لأن الله ليس إنساناً فيكذب ولا ابن آدم فيندم. هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي" (عد 23: 19) "لأن هبات الله ودعوته هب بلا ندامة" (رومية 11: 29) وذلك بعد قوله "إن القساوة حصلت جزئياً لاسرائيل إلى أن يدخل ملؤ الأمم وهكذا سيخلص جميع اسرائيل (أي يخلص كأمة) كما وعد الرب "لن يكف من أن يكون أمة أمامي كل الأيام" (أرميا 31: 36) ونواة الأمة هي البقية التي سترفض عبادة الوحش والنبي الكذاب. وكما سبقت الإشارة عند الكلام عن أسابيع دانيال (الفصل الأول) سوف نتكلم بالتفصيل عن خلاص اسرائيل النهائي عند الكلام عن "عبد أو هلال أو سبت" (كولوسي 2: 16، 17). ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلّص ما قد هلك لوقا 19: 1 |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التحذيرات في رسالة كولوسي من المعلمين الكذبة في الأقوال السابقة ومعظمها سرد من رسالة رومية أي الرسالة التي تتكلم عن الإنجيل الكامل وموضوعها أن "الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس" (رو 3: 28) وقبلها أتينا بسرد من رسالة غلاطية التي هي مكملة لرسالة رومية، وفيها يجاهد الرسول بولس مع الغلاطيين الذين ظهر بينهم قوم يزعجونهم ويريدون أن يحولوا "انجيل المسيح" إلى انجيل آخر مع أنه لا يوجد انجيل آخر (غلا 1: 7 – 9) ويقول لهم أنه ذهب إلى أورشليم آخذاً معه تيطس (الغير مختتن) وعرض على الرسل والأخوة المشايخ الإنجيل الذي يكرز به بين الأمم (أع 15) ويقول أيضاً للغلاطيين أنه لم يخضع ولا ساعة واحدة للأخوة الكذبة أو المعلمين الكذبة "لكي يبقى عندهم حق الإنجيل" (غلا 2: 5). بالرغم من هذه الحقائق الثابتة تاريخياًً في سفر الأعمال (ص 15) وثابتة تعليمياً في رسالتي رومية وغلاطية وغيرهما، فإن المعلمين الكذبة لم يكفوا عن تعليمهم لذلك يعطى الرسول بولس في رسالة كولوسي وهي الرسالة التي كتبت بعد رسالتي رومية وغلاطية والتي كتبها الرسول بولس من سجن روما حوالي سنة 62م، يعطى تحذيرات من المعلمين الكذبة وكأنها تحذيرات أخيرة لكنائس الأمم. فنجده في مقدمة الرسالة يذكر لهم أمجاد المسيح في الخليقة التي خلقها لأجل مجده كما يذكر لهم أمجاده في الكنيسة باعتباره رأس الجسد. وأمجاده هذه هي بمثابة ترياق لسموم المعلمين الكذبة. فكان عليهم أن يتذكروا دائماً أن المسيح هو "الرجاء الموضوع لهم في السموات" (ص 1: 5) وأن يكونوا شاكرين باستمرار لله الآب "الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور" لا يقول أنه مزمع أن يؤهلنا لأن العمل قد تم. "الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته" (ع 13). والمقصود بملكوت ابن محبته أي جميع ما حصل عليه المسيح نفسه في السماء والأرض. الله أدخلنا إلى دائرة سلطان "ابن محبته" الذي صرنا متحدين معه في موته وقيامته، كما سبقت الإشارة في رسالة رومية (ص 6: 5) أن الرب يسوع هنا يقال عنه "ابن محبته" ويقابل هذا الاسم المجيد في رسالة أفسس اسم "المحبوب" أن الله "أنعم علينا في المحبوب" وفي كلتا الرسالتين وبعد هذين اللفظين مباشرة ترد العبارة "الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا" أي أن صانع الفداء هو "المحبوب" أو "ابن محبته" وليس هو أقل من ذلك. وبعد ذلك مباشرة يقول "الذي هو صورة الله غير المنظورة"وسبق توضيح معنى صورة الله أي أنه هو الله الحقيقي". والآن نتقدم لكي نرى ما يقوله الروح القدس عن أمجاد المسيح في الخليقة وفي الفداء. فإن هذه الأمجاد مذكورة في هذه الرسالة كمقدمة لما هو مزمع أن يقوله في مواجهة المعلمين الكذبة الذين أرادوا أن يخدعوا المؤمنين في كولوسي. يقول في (ع 16) "فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما في الأرض (أكبر الأشياء وأصغرها) الكل به وله قد خلق" أي أنه ليس فقط خلق جميع الأشياء بكلمة قدرته بل أيضاً قد خلقها لأجل مجده. وبعد أن يتكلم عن أمجاده في الخليقة الولى يتكلم عن أمجاده في الخليقة الجديدة المتعلقة بموته وقيامته. وإن كان عمله في الأولى عظيماً، فإن عمله في الخليقة الجديدة أعظم بما لا يقاس. ثم يقول في (ع 18) "وهو رأس الجسد (أي) الكنيسة. الذي هو البداءة بكر من الأموات لكي يكون هو متقدماً في كل شيء" أي أن خالق جميع الأشياء، صار بعد موته وقيامته رأساً للجسد (أي الكنيسة) الذي هو "البداءة" يعنى رأس الخليقة الجديدة. هو الأول والآخر. ثم في (ع 19) "لأن فيه سر أن يحل كل الملء" كما قيل عنه في (ص 2: 9) "فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً". كان المسيح هو الله منذ الأزل ولما تجسد حل فيه كل ملء اللاهوت (الآب والابن والروح القدس). لا يوجد استقلال بين أقانيم اللاهوت. فما ينسب للآب ينسب للابن وينسب للروح القدس لكن الابن فقط هو الذي تجسد أي صار جسداً (يو 1: 14). في أمر قيامته من بين الأموات. تارة تنسب القيامة للآب "أقيم بمجد الآب" (رو 6: 4) وتارة تنسب القيامة للروح القدس (رو 8: 11) وتارة تنسب للابن. فالابن أقام نفسه من الأموات، إذ قال لليهود "أنقضوا عن هيكل جسده. لقد مات بإرادته كما قال "ليس أحد يأخذها مني (أي حياته) بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها (أي بالموت) ولي سلطان أن آخذها أيضاً (بالقيامة) هذه الوصية قبلتها من أبي" (يو 10: 18). إن الروح القدس الذي يمجد المسيح (يو 16: 14) يعطى مقدمة مناسبة في هذه الرسالة لأن هناك مبادىء فاسدة أراد المعلمون الكذبة أن يدخلوها في المسيحية من شأنها أن تحجب مجد المسيح ويتكلم عن هذه المبادىء في (ص 2) وأساسها الفلسفة والتقليد (ع 8) ثم الفرائض الناموسية (ع 16) ثم تصورات وانتفاخ الذهن البشري الفاسد الذي لا تحكمه كلمة الله (ع 18) هذه الأشياء الثلاثة كانت ولا زالت هي أسلحة الشيطان لإفساد الحق الإلهي. والآن دعنا نتأملها في نور كلمة الله. أولاً: "انظروا أن لا يكون أحد (أحد المعلمين الكذبة) يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل... وليس حسب المسيح" (ع 8) إن الفلسفة هي السم الذي يضعه العدو في القدر. هي تعاليم سامة تقود الناس للهلاك. والعلاج: وضع الدقيق (أي المسيح) في القدر (قارن 2 مل 4: 41) العلاج هو المسيح وحده كما تعلنه كلمة الله. كما يقول في (ع 9) "فإنه فيه (في المسيح) يحل كل ملء اللاهوت جسدياً". ومن أمثلة الفلسفة ما تقوله "مسز هوايت" نبية السبتيين في كتابها المسمى (يسوع وانتظار الإنسانية صفحة 54) ما نصه كالآتي: "يقول البعض أن المسيح ما كان ممكناً أن تغلبه التجربة. فلو صح هذا (أي أنها تكذب هذا) لكان المعنى عدم استطاعته أن يشغل مركز آدم وينال النصرة في حين أن آدم قد سقط. والحق أن يسوع قد لبس انسانيتنا في كل أخطارها وبذلك كان غرضه للانهزام أمام التجربة". ألسنا نسمع همس الحية في هذه الأقوال "يقول البعض" على مثال ما قالته الحية قديماً "أحقاً قال الله" (تك 3: 1) وذلك بغرض التشكيك في ما يقوله البعض مع انه الصواب المؤسس على كلمة الله التي تقول "أنه جرب في كل شيء مثلنا بلا خطية. أما الضلالة الثانية فهي تقول "والحق" أن يسوع كان عرضة للانهزام أمام التجربة إن ما تقوله هذه النبية هو "الكذب" وليس الحق على مثال ما قالته الحية "لن تموتا". وقد سبق الرد على هذه الافتراءات فيما يختص بإنسانية يسوع المسيح (راجع الرد الوارد في الفصل الثاني). ثانياً: "فلا يحكم عليكم أحد (أحد المعلمين الكذبة) في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التي هي ظل الأمور العتيدة وأما الجسد فللمسيح" (ع 16، 17). في هذه الرسالة نجد تحذيراً للمسيحيين من أنهم يتمسكون بالضلال اليهودية "أكل أو شرب أو عيد أو هلال أو سبت" التي هي ظل وليست أشياء حقيقية. فإن كان هذه الأشياء ظلاً فما هي الحقيقية التي تبنى عنها هذه الظلال؟ الإجابة: وأما الجسد (أو الجسم) جسم الحقيقة فللمسيح أو "أما الحقيقة فالمسيح is of christ" أي نحن المسيحيين نمتلك حقيقة وجسم البركات التي لم يكن لإسرائيل قديماً سوى ظلها. المسيح أعطى نورا وتفسيراً لهذه الظلال والروح القدس أعطى إيضاحاً عنها. هذه الأشياء عند معرفتها نجدها تلفت الأنظار على المسيح. لأن من هو المسيحي؟ الإجابة: هو الذي وجد أن المسيح هو كل شيء. كما أن الرسالة إلى العبرانيين التي كتبت لليهود الذين آمنوا بالمسيح وكثيرون منهم كانوا غيورين للناموس (قارن أعمال 21: 20) هي أيضاً تحذير لهم من الرجوع على الظلال الناموسية. نجده يقول لهم "لأن الناموس إذ له ظل الخيرات العتيدة لا نفس صورة الأشياء ..." (عبرانيين 10: 1) وظل الخيرات العتيدة هنا هو ظل الأمور العتيدة في رسالة كولوسي لا نفس صورة الأشياء أي لا نفس حقيقة الأشياء. ربما يسأل سائل: لماذا هذا النزاع الطويل بخصوص هذه الأشياء؟ هذا النزاع بدأ في كنيسة أنطاكية (التي دُعى فيها التلاميذ مسيحيين أولاً) بدأ لأن معلمين كذبة كانوا قادمين من اليهودية جعلوا يعلمون الأخوة "أنه إن لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم أن تخلصوا" (أعمال 15: 1) لذا حدث نزاع بينهم من جهة وبولس وبرنابا من جهة أخرى. ومع أن هذا الموضوع صار البت فيه في مجمع أورشليم (أع 15). لكن بالأسف فإن تعليم المعلمين الكذبة انتشر جداً خصوصاً في كنائس غلاطية كما سبقت الإشارة. وذلك بسبب ميل الإنسان الطبيعي للأمور التي تلّذ للجسد ولأنه "لا يقبل ما لروح الله" (1كو 2: 14) وبسبب أن الأشخاص الروحانيين قليلون جداً وأصواتهم وسط ضجيج الأشخاص الجسديين الذين أصواتهم نحاس يطن وصنج يرن وطبول جوفاء تعطي أصواتاً عالية. فالشخص الجسدي يتمسك بالختان الحرفي أما الشخص الروحي فيعرف معناه في نور العهد الجديد. هو رمز لخلع جسم البشرية (كو 2: 11) بالنسبة للذين قبلوا صليب المسيح. الصليب يثبت عدم صلاحيتنا لشيء ويقودنا لنزع ثقتنا من أنفسنا على مثال نزع الغرلة من الجسد. ومعنى الختان كما سبق في (فيلبي 3: 3) هو أن المؤمنين لسان حالهم "نحن الختان الذين نعبد الله وبروح الله ونفتخر في المسيح يسوع ولا نتكل على الجسد". إن الرسول كلّم العبرانيين الذين كانوا غيورين للناموس قائلاً لهم في (عب 10: 1) "لأن الناموس إذ له ظل الخيرات العتيدة، لا نفس صورة الأشياء ( أي الظل وليس الحقيقة ) لا يقدر أبداً بنفس الذبائح ... أن يكمل الذين يتقدمون (يسجدون ) ". سبق الكلام في (رومية 7 ) أن المؤمن مات للناموس وصار مقترناً بالذي أقيم من الأموات (المسيح ) أي مات لكل فرائض الناموس. وفي رسالة كولوسي يقول للمؤمنين " إن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم (أي الناموس بفرائضه ) فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض " (ع 20 ) إن الناموس لا يتكلم عن السماء والسماويات إطلاقاً ولكن يكلم الذين هم تحته عن الأرض والأرضيات في شرائعه وطقوسه ومواعيده . وإذ يقول الرسول " فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض " أي أن الفرائض لا تتفق والمسيحية . والآن نأتي إلى تفصيلات (ع 16 ): ( أ ) أكل أو شرب ( ب ) عيد أو هلال ( ج ) أو سبت ( أ ) أكل أو شربأي موضوع الأطعمة، وهو خاص بالأطعمة الطاهرة والنجسة. طبقاً للناموس توجد أطعمة طاهرة وتوجد أطعمة نجسة (لاويين 11، تث 14) فالحيوان الطاهر الذي يؤكل لحمه هو الذي يجمع بين الصفتين: يجتر ويشق الظلف. وهو في ذلك رمز للمؤمن الذي يجتر على كلمة الله ويلهج في كلمة الله باستمرار وتسكن فيه كلمة المسيح بغنى ويقرن درس كلمة الله بالصلاة (الله يسمع صوت المؤمن في الصلاة والمؤمن يسمع صوت الله في الكلمة) وتظهر ثمرة دراسة كلمة الله في سلوكه العملي. وهذا هو المعنى المقصود بشق الظلف أي يسير طبقاً لكلمة الله. ولابد من الشرطين. فإذا وجدنا شخصاً يدقق في السلوك، وفي البر الذي بالناموس بلا لوم إلاّ أنه سلوكه ليس نتيجة غذاء نفسه بكلمة وعمل الروح القدس، فإن تدقيقة في السلوك لا يفيد شيئاً، كما أن الخنزير يشق الظلف لكنه لا يجتر فهو نجس. ومثال لذلك شاول الطرسوسي قبل إيمانه بالمسيح لم يكن سالكاً بالنعمة أي نتيجة عمل نعمة الله بالروح القدس ويقول عن نفسه أنه قبل إيمانه "من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم" (في 3: 6) وهذا يختلف تماماً عن السلوك المسيحي بالنور في المحبة (أفسس 5: 1، 2، 8). وكذلك الأسماك، ماله زعانف وحرشف فهو السمك الطاهر الذي يؤكل: لا بدمن الصفتين. والمقصود بالزعانف هو للمساعدة في سرعة الهروب من الأعداء والمؤمن شخص يهرب من الفساد الذي في العالم بالشهوة (2 بط 1: 4) وكما قيل عن يوسف أنه "ترك ثوبه في يدها وهرب إلى خارج" (تك 39: 4). وأما الحرشف فهو سلاح الدفاع ويقول الرسول في (أفسس 6) "من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير... حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة" (أف 6: 13 – 19). وبصفة عامة فإن العهد الأول أي عهد الناموس "كانت له فرائض خدمة" (عبرانيين 9: 1) قائمة بأطعمة وأشربة... وفرائض جسدية فقط موضوعة إلى وقت الإصلاح (أي إلى مجيء المسيح)... (عب 9: 9 – 11) ولا يجوز أن تستمر بعد مجيء المسيح. هذا هو المعنى الروحي المقصود "لا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب" "لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً. بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس" (رو 14: 17) ولكن بالأسف فإن السبتيين وهم كما سبق وذكرنا أنهم تحولوا عن المسيحية إلى اليهودية (الفصل الرابع) فإنهم ميزوا بين أطعمة وأطعمة، واعتبروا بعض الأطعمة نجسة مثل لحم الخنزير وكل اللحوم غير الطاهرة بحسب شريعة موسى وزادوا على ذلك بعض المشروبات مثل الشاي والقهوة (كتاب قاعدة الكنيسة صفحة 80). أما كلمة الله في العهد الجديد فتعتبر ذلك تعاليم متنوعة وغريبة كما قال الرسول للعبرانيين محذراً لهم من الارتداد إلى العبادة الناموسية والرجوع للظلال. إذ كتب لهم قائلاً "لا تساقوا (بواسطة المعلمين الذين يريدون تهويد المسيحية بتعاليم متنوعة وغريبة) لأنه حسن أن يثبت القلب بالنعمة لا بأطعمة لم ينتفع بها الذين تعاطوها" (عب 13: 9). فلا يوجد شيء يثبت قلوب المؤمنين أمام الله إلا معرفة نعمته الظاهرة بالمسيح. (ب) عيد أو هلالقال موسى وهرون لفرعون مرة "هكذا يقول الرب أطلق شعبي ليعيدوا لي في البرية" (خروج 5: 1) ومرة أخرى قال موسى لفرعون "هكذا يقول الرب أطلق شعبي ليعبدوني" (خروج 8: 20) ومن هنا نفهم أن الأعياد تعبّر عن العبادة المقترنة بالفرح. وفي سفر اللاويين أي سفر السجود الروحي يعطي لنا سبعة أعياد في إصحاح (23) وهي التي أمر بها الرب شعبه قديماً أن يحفظوها في أرض كنعان. وفي تلك الأعياد نرى صورة كاملة لطرق ومعاملات الله مع الإنسان بداية من موت المسيح على الصليب (وهو الأساس لكل بركة) إلى أن نصل إلى الأبدية السعيدة أو راحة الله. إنها تحدثنا عن مشورات نعمته على مدى الأجيال. في الأعياد نرى مشورات نعمته من نحو الكنيسة بداية من موت المسيح حتى اختطاف الكنيسة للسماء ثم مشورات نعمته من نحو شعبه القديم (إسرائيل) بعد اختطاف الكنيسة حتى آخر العصر الألفي ثم مقاصد نعمته في الراحة الأبدية. الأعياد السبعة في (لاويين 23) وهي مرتبة في قسمين أربعة ثم ثلاثة، هذه الأعياد وهي ظلال نبوية للأمور العتيدة (كولوسي 2: 17) أو البركات العتيدة تأتي مرتبة كما يلي: القسم الأول:1- عيد الفصح ثم 2- عيد الفطير ويرتبطان معاً (لاويين 23: 4 – 8) 3- عيد الباكورة ثم 4- عيد الخمسين ويرتبطان معاً (لاويين 23: 9 – 22). هذه الأعياد الأربعة تأتي في الشهر الأول والثالث من السنة المقدسة (العبرية) وهي رموز نبوية خاصة بالمسيحية وقد تمت دلالتها بكل دقة. ولم نزل للآن في الفترة التي أعقبت يوم الخمسين إذ يكرز بالإنجيل. انجيل نعمة الله إلى أن يجيء الرب لاختطاف الكنيسة ثم الأعياد الثلاثة الباقية وهي رموز نبوية خاصة بالأمة الإسرائيلية وسيبدأ الرب في التعامل مع بقية من الأمة الإسرائيلية بعد اختطاف الكنيسة ولا بد أن تتم زهي كما يلي: القسم الثاني:5- عيد الأبواق في أول الشهر السابع (لاويين 23: 23 – 25). 6- عيد الكفارة في اليوم العاشر من الشهر السابع (لاويين 23: 26 – 32). 7- عيد المظال في الخامس عشر من الشهر السابع (لاويين 23: 33 – 36). القسم الأول:(1)، (2) عيد الفصح وعيد الفطير (لا 23: 4 – 8). وهما مرتبطان معاً ولا يوجد فاصل بينهما لأننا في الفصح نرى الفداء بالدم وفي الفطير نرى قداسة حياة المفديين المترتبة على المركز الجديد الذي أصبحوا فيه ويذكرهما لوقا في انجيله بقوله "وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح" (ص 22: 1) فالفصح رمز لبركة المؤمنين المسيحيين والتي يقول عنها بولس للكورنثيين "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا، إذاً لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث، بل بفطير الإخلاص والحق" (1 كو 5: 7، 8). وكان على الشعب أن يصنع الفصح في أرض مصر قبل أن يسيروا خطوة وحدة وراء الرب الذي يقودهم في البرية نحو أرض الموعد. والمؤمنون الذين آمنوا بالرب يسوع هم الذين تيقنوا فداءهم ويتبعون الرب في عالم رافض للمسيح لذا أصبح العالم بالنسبة لهم برية. الفصح رمز للمسيح في موته. وقد مات المسيح فعلاً في ذات يوم الفصح كما قال له المجد لتلاميذه "تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح وابن الإنسان يسلم ليصلب" (مت 26: 2) وذلك طبقاً لمشورة الله المحتومة وعلمه السابق. المؤمنون بالمسيح تيقنوا أن المسيح هو فصحهم وبفضل ذبيحته عبرت الدينونة عنهم (الفصح معناه عبور) والذين تيقنوا ذلك تصبح حياتهم عيد فطير أي حياة خالية من الشر والخبث كما أن الفطير ليس به خمير. وعيد الفطير ابتدأ حالاً من العشية التي هي بداية اليوم الخامس عشر. لم يكن هناك فاصل بين الفصح وعيد الفطير الذي هو رمز سلوك المؤمنين. ليس هناك فاصل بين خلاص النفس ودخولها في الحياة المقدسة والسلوك الخالي من خمير الشر. والسبعة الأيام تشير إلى سلوك حياة المؤمنين كلها بعد الإيمان. (3) أما عيد الباكورة أو حزمة الترديد وهي حزمة أول الحصيد فتردد في غد السبت (لاويين 23: 11) أي يوم الأحد. وهي رمز قيامة المسيح من الأموات يوم الأحد كما جاء في (1 كو 15: 20) "ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين". (4) وبعد عيد الباكورة بسبعة أسابيع يأتي يوم الخمسين. وعيد الباكورة وعيد الخمسين مرتبطان معاً وإن كان يفصل بينهما سبعة أسابيع. ففي الباكورة نرى قيامة المسيح وفي الخمسين نرى تكوين الكنيسة التي هي جسد المسيح. والمسيح مات في ذات يوم الفصح وقام يوم الأحد الذي يلي الفصح كما أن حزمة الباكورة كانت تردد يوم الأحد بعد الفصح. والكنيسة تكونت يوم نزول الروح القدس في يوم الخمسين بعد ترديد حزمة الباكورة وكان ذلك في غد السبت السابع أي يوم الأحد. كان نزول الروح القدس متوقفاً على قيامة الرب يسوع وتمجيده كما نقرأ في (يو 7: 39) "لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد لأن يسوع لم يكد قد مجد بعد. في هذه الأعياد الربعة نرى رموزاً تخص المسيحية وقد تحققت فعلاً. إن عيد الخمسين كان يقع في الشهر الثالث وبعد ذلك لا توجد أعياد من الشهر الثالث حتى نصل إلى الشهر السابع. وفي الشهر السابع تأتي ثلاثة أعياد تنبيء عن بركات خاصة بالبقية الإسرائيلية التي حسب اختيار النعمة (رو 11: 5). لكن قبل أن نتأمل في الأعياد الثلاثة وما تدل عليه نبوياً عن رجوع اسرائيل وتوبتهم في الأيام الأخيرة بعد اختطاف الكنيسة، نرجو أن نتأمل أولاً باختصار شديد في معاملات الله مع شعبه القديم. |
الساعة الآن 02:23 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025