![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد القديسة مريم المصرية مر32:10-45 http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...ry01-thumb.jpg رتبت الكنيسة في الأحد الخامس من الصوم أن نقرأ المقطع الإنجيلي من إنجيل القديس مرقص، والذي تنبّأ فيه السيد عن تسليمه وموته وقيامته وذلك كي نتحضّر نحن أيضاً للآلام والقيامة، وأن نعيّد للقديسة مريم المصرية نموذج التوبة وهامة النسك الكبيرة في الكنيسة. لفت نظري وانتباهي في إنجيل اليوم الفرقُ في الذهن بين السيد وتلاميذه، فبذات الوقت الذي أخذ يتحدث فيه عن الآلام والتسليم والموت اخذ بعض التلاميذ يطلبون منه ويسألون أن يجلسوا عن يمينه ويساره في مجده، وتساءلت: هل التواصل بين الله والإنسان سهل؟ هل يفهم الإنسان ما يقول المسيح وما يطلب؟ لماذا يقول الله شيئاً ويفهم الإنسانُ شيئاً آخر بدايةً، علينا فهم ماذا يريد الله منا؟ بالعموم هو يريد خلاصنا الذي يتم بدءاً بأن نترفّع عن الأرضيات ونرتقي نحو السماء، وأن نعيش كلماته مطبّقين وصاياه ومبتعدين عن كل ما يبعدنا عنها ويلصقنا بالأرضيات العالمية. يظهر واضحاً في إنجيل اليوم ما قلناه بعدم تفهّم الإنسان لما يريده المسيح، فبينما أخذ يُعدّ تلاميذه لأحداث الآلام، التي ستحصل، من تسليم ومحاكمة وبصاق وجلد وموت وقيامة، والتحدث عن الطريق الصعب والمليء بالألم، أخذ بعض التلاميذ يطلبون الجلوس عن يمينه أو يساره في مجده (37:10)، فيوحنا ويعقوب ابنا زبدى طلبا أن يحصلا على المجد والمكانة الرفيعة لا الناتجتين عن نعمة الله بواسطة الألم والجهاد الشخصي بل بواسطة المسيح عندما يجلس في مجده. هنا يتضح عدم قدرة التلاميذ على فهم المسيح، ولم تكن هذه المرة الوحيدة، ففي الكتاب المقدس هناك حوادث تؤكد ذلك، كأن يطلب التلاميذ الأولوية أو يطلبون أن يدفنون موتاهم قبل اللحاق بالمسيح أو يتساءلون متعجّبين لماذا لا يستطيعون فعل العجائب…الخ. رغم عدم فهم التلاميذ للمسيح إلا أنه استمر في عمله، فأخذ يبشّر المسكونة بكلمته ويشفي المرض داعياً لتخلّي عن عالم الخطيئة والسقوط، وأن يتفهّم الناس اعوجاج سلوكهم ويصلحوه، وهو يتوجّه نحو هؤلاء الذين لم يدركوا الحقيقة وما زالوا يحملون أعباء الخطيئة والفكر العالمي ويدعوهم أن يفرغوا هذه الحمولة التي تشكل عبئاً ثقيلاً في حياتهم من خطايا وكبرياء وأنانية، كي تستطيع نعمة الله أن تعمل فيهم فتشفي السقماء والمرضى وتقدّس البشر، أي بعمله هذا أخذت نعمة الله تعمل في حياة الناس، وعلى هذا السياق يكون الحل لفهم إرادة الله في حياتنا هو أن نجاهد لتفعل نعمة الله في حياتنا. بدون نعمة الرب تبقى القلوب مغلقة وغير قادرة على فهم الكلمات الإلهية. الإيمان المريض بالعادات الشعبية الموروثة لا يشفي الإنسان. تشفى القلوب البشرية حين يدخلها نور الله الحقيقي فينيرها ويقدّسها، ويجعلها تدرك الخطأ الحاصل في تصرفاتها أو أفكارها أو عبادتها. بدخول نعمة الله إلى القلوب تنيرها وتشعل فيها ناراً داخلية فتحرق كل شيء سيء فيها وتنقّيها، وهذا في صُلب ما يُسمى بالولادة الجديدة. بهذه الطريقة فقط يستطيع الإنسان أن يتواصل مع الله وأن يفهم ما يريد و أن يدرك ما هي الأولويات التي يطلبها في حياته. عندها الإنسان المستنير والمولود جديداً، بواسطة نعمة الله، سيلبي الدعوة التي دعانا إليها المسيح: “من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً” (43:10). إخوتي، الذي يبحث أن يكون أول الناس و أن يخدمه الجميع أو الذي يسعى وراء المجد الشخصي والمكانة الأولى بين الناس بدافع الكبرياء وحب الذات يكون قد أخطأ خطأً كبيراً، لأن المسيح لم يأتي ليجعل الناس عظماء وكبار وليوزع كراسي وأمجاد، كما يمنح العالم لبعض الناس، لم يأتي لكي يُخدم، رغما أن له الحق بذلك، بل ليخدُم، وأن يقدم حياته للبشر. لذلك، الذي لم يفهم كلام المسيح أن “ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين” (45:10) ولم يطبّقه في حياته سيبقى بعيداً عن المسيح مهما علت وكبرت مكانته العالمية. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأحد الثالث من الصوم مر 34:8-1:9 http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...ross-thumb.jpg ها قد وصل انتصاف الصوم الكبير سريعاً، فلنسارع مجاهدين بالصوم والصلاة ولنقم بأعمال إنسانية خيرية مبتعدين عن الشر والخطيئة، لنعيش القيامة حقيقةً. السمة الرئيسية لهذا الصوم هو الجهاد ضد أهواء الإنسان الشخصية وضد الخطيئة وكأنها معركة. هي ليست معركة لحظية أو مكانية محدودة بل هي ضد أرواح شريرة وضد أهواء الإنسان الشخصية، لا تقف أو تنتهي بل تكون مستمرة، ولا يمكن تحديد مكانٍ لها فهي يمكن أن تحدث حتى داخل الكنيسة. يقوم أساس هذه الحرب على حرية الإنسان في خوضها أو عدمه، أما أسلوبها فله قواعد وأصول يرتكز على تعاليم السيد في الإنجيل المقدس وعلى خبرة مجاهدين سبقوا وخاضوها، يوضح إنجيل اليوم شيئاً من أسلوبها: “من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني” (مر34:8). إتّباع المسيح، كما في إنجيل اليوم، ليس بالأمر السهل ولا يمكن تنفيذه بسرعة، هو يتطلب خوض هذه المعركة ومثلاً بأسلوب إنجيل اليوم أي إنكار الذات وحمل الصليب، وهذه كلها صعبة وتحتاج العمر كله لتحقيقها. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...ross-thumb.jpg في هذه المعركة يجب أن نفكر بالآخر وخلاصه، إذ ينبغي أن نساعده كي يعبر مجاهداً منتصراً في معركته، لا أن نكون عقبة وتجربة إضافية فوق تجاربه الخاصة، صحيح أن الخلاص شخصي ولكننا لا نستطيع أن نتجاهل أو أن لا نهتم لخلاص أخينا، فهذا يشير لنقص في المحبة، نحن كلنا أعضاء في جسد المسيح الواحد، ونحن كلنا إخوة بالنعمة، لذلك يهمنا ما يحدث لأخينا من خير أو ضرر لأنه يصير لجسد المسيح الذين نحن أعضائه. عندما يطالبنا المسيح أن ننكر ذاتنا لا يعني أن نقوم بإذلالها أو تحقيرها بل أن نتخلص من كل المعوقات التي تعرقل إتباعنا له، وعندما نستطيع إنكار ذاتنا يمكننا أن نفكر ونهتم بإخوتنا لا فقط بأنفسنا. يريد المسيح عندما يطالبنا أن نرفع صليبنا بأن يقول لنا أن حياتنا ستكون مليئة بالجهاد والتعب، وأن طريق الرب يحتاج في سلوكه إلى معونته وإلى تعب ومحاربة مستمرة للشر، ولهذا ليس لهذا النوع من الجهاد استراحة أو توقف لأن الشيطان لا يتوقف عن محاربتنا والجهاد يستمر ليل نهار. في حال قررنا أن نكون مع المسيح فيجب أن نبقى معه دائماً، فلا نستطيع أن نكون معه وفي مكان آخر بآنٍ معاً، لا نستطيع أن نقول إننا مع المسيح وفي الوقت ذاته نبقى بقرب الشيطان، لأننا لا نستطيع أن نخدم سيدين كما قال المسيح. هنا تكمن المشكلة عند الأكثرية منا. فنحن نريد أن نكون مع الله ونحاول تطبيق وصاياه ولكن أهوائنا تدفعنا أن نقوم بخطايا وأحياناً نعرفها ونريدها وكأننا نريد الله ملطّخاً بضعفاتنا وخطايانا أو نريده على مقياسنا وطبعاً هذا خطأ فالله كلّي الطهر والنقاء وهو الإله الذي يجب أن نسعى لنحقق مثاله لا أن نجعله على مثالنا الضعيف. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...ross-thumb.jpg في التاريخ نعرف الكثير من الأشخاص الذين أنكروا ذاتهم وضحّوا بها، من أجل الوطن أو العائلة أو من أجل ممتلكات ما، نحن نحترمهم لتضحياتهم ونعتبرهم أبطالاً، ولكن كل هذا غير كاف ليتحقق الخلاص، لأن الهدف التي تمت من أجله التضحية ليس المسيح وإنجيله، وبالتالي لا يتحقق الجزء الثاني المطلوب بعد حمل الصليب بأن نتبع المسيح. من جهة ثانية نحن ننكر ذاتنا ونحمل صليبنا كي نستطيع أن نتبع المسيح، أي علينا أن نسعى أن نتغلب على أهوائنا في مسيرتنا لحمل الصليب، لأنه يمكن أن ننكر ذاتنا وأن نحمل الصليب بدافع الكبرياء الشخصي أي أن نظهر للآخرين أننا صالحين نتعب من أجل الخير، فيتغير هدفنا الذي يجب أن نسعى إليه من المسيح إلى إرضاء الذات، بالتالي سيضيع تعبنا سداً لأننا استبدلنا المسيح بأنفسنا. إخوتي، الذي ينكر ذاته، حاملاً صليبه أي يضحّي ويسعى لعمل الخير، مُنطلقاً لا من مبدأ التكبر أو العجب أو محبة الذات إنما محبة بالمسيح، هو وحده الذي سيضمن خلاص نفسه، و تضحيته هذه لها قيمة كبيرة، لأن كل التضحيات إن كانت من أجل الذات لا من أجل المسيح هي قشور لا جوهر، وعلينا أن ننتبه كي نتجاوز هذه القشور حتى نتمكن من الوصول إلى الجوهر الذي هو السيد المسيح. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأحد الثاني من الصوم رتبت الكنيسة أن نقرأ في الأحد الثاني من الصوم إنجيل أعجوبة شفاء المخلّع، و به توضح لنا اختلاف طريقة تفكير الإنسان عن الله، وذلك من خلال طريقة تعامل المسيح مع مرض المخلّع، هو لم يتعامل في البداية مع مرضه الجسدي بل الروحي أي خطاياه وقال له مغفورة خطاياك. كان جواب المسيح للمخلّع غريباً ولم يفهمه من كان حوله من بشر، و بهذا الغفران ظهر وضوح اختلاف طريقة عمل الله عن طريقة عمل الإنسان.انجيل المخلّع (مر1:2-12) http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...yman-thumb.jpg يرى المسيح، في إنجيل المخلّع، الخطيئة مرضاً، فهو يعرف أن هذا الإنسان، المخلّع، قد فعل خطايا لذلك وقع في المرض، فيسعى في البداية على شفائه من الخطيئة، لأن النفس هي نبع كل شيء في الإنسان و يجب أن يكون هذا النبع نظيفاً مقدّساً كي يتقدس الإنسان. الجسد والنفس الجسد هو عضو خادم للنفس يعمل ما تقرره وتحدده، والنفس، كعضو مسيطر على جسد الإنسان، تقوده أن يعمل الخير أو الشر. المسيح جاء أولاً ليشفينا من الخطيئة وليس من الأمراض، ومات على الصليب كي نتحرر من الخطيئة، وهو في إنجيل المخلّع يظهر لنا أولويته في أن ينال الإنسان مغفرة الخطايا، فالإنسان يستطيع، في معظم الأحوال، أن يشفي أمراضه بأدوية وعلاجات طبّية، أما مغفرة الخطايا فالمسيح وحده القادر أن يقوم بها. تقع مسؤولية الوقوع في الخطيئة على عاتق الإنسان مرتكبها، فتتعبه بأحمالها وأثقالها، ولكن بالغفران، الذي يمنحه المسيح، تخف هذه الأحمال وتزول أتعابها، وكما أشرنا سابقاً هذا الغفران يمنحه الله فقط. الغفران والخلق الغفران الذي يمنحه المسيح ليس إلا استمرار لعملية الخلق، التي قام بها في الفردوس واستراح في يومها السابع، وتكميل لها، هو يهب الغفران ويزيل أعمال الخطيئة لأنه عادل و رحيم ومحب، وبغفرانه هذا يذهب إلى أبعد من عملية الخلق ويصل إلى اكتمالها أي تقديس الخليقة، و به يتحقق مثال الله المرجو. العقل البشري أدان الفريسيون المسيح واعتبروا أن قوله بغفران الخطايا هو تجديف على الله، وذلك لأنهم فكروا بعقل بشري. لكن المسيح تجاوزا هذا العقل البشري مظهراً لهم من يكون، فقال لهم: “أيما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يقال قُم واحمل سريرك وأمشي” (مر9:2). كلى العملين، الغفران والشفاء، كانا غير مقبولين للعقل البشري، لا أن يغفر خطايا ولا أن يشفي المخلّع. ولكن كون المسيح الله، ويحب خليقته، فهو قادر أن يقوم بكليهما. ويعبر عن محبته هذه بصراخه للمخلّع: “لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك” (مر11:2). المسيح هو طبيب النفس والجسد ويشفي كليهما. وهكذا قام المخلّع صحيحاً جسدياً وروحياً، فكانت هبة الله له مضاعفة. إخوتي، يجب أن لا يغيب عن ذهننا أننا نعيش في عالم مليء بالخطيئة، وهناك من يقوم يومياً بكثير و آخر بقليل من الخطايا، لكن المسيح جاء إلى العالم لكي يرفع عنا هذه الخطايا، هو أزهق دمه على الصليب كي ننال نحن الحياة. إنما حتى ننال الهبة مضاعفة، كما نالها المخلّع اليوم، غفران الخطايا وشفاء الجسد، يجب أن نرفع سرير ألآمنا وأمراضنا وأن نضعه أمام أقدام محبته في ملكوته، وأن نجاهد كي نحصل على هبة الله المجانية، أن ننقب ونهدم ما يفصلنا عن المسيح، أن نحب الكنيسة والبشرية فيحملون معنا سرير ألامنا، أن نطلب الشفاء واثقين بكلمة المسيح الشافية وننهض. يمكنكم قراءة عظة السنة الماضية |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الصوم الأول (يو 44:1-52)رتبت الكنيسة أن نحتفل في الأحد الأول من الصوم الكبير بعيد مميز جداً هو عيد أرثوذكسيتنا، هي كنيسة الآباء والقديسين والشهداء والأبرار، فنحتفل بما تنبئ به الأنبياء، وبالتعليم الذي استلمناه من الرسل وكتبه الآباء ووافقت عليه المسكونة الذي به بقيت مستقيمة الرأي وأظهرت الحقيقة المستلمة من الرب يسوع المسيح لكل العالم. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...-010-thumb.jpg التقليد: في المجمع المسكوني الرابع وبأسلوب صريح وواضح تم تحديد ما يُسمى بتقليد الكنيسة وحياتها أي التعليم الأرثوذكسي. تعيش الكنيسة هذا التعليم (الأرثوذكسي) كإيمان مسلّم من السيد المسيح ذاته، وتظهره بالتعليم الشفوي أو المكتوب أو بالليتورجية الإلهية كعبادة وشركة أسرارية. يُعتبر التقليد بالنسبة للكنيسة الكنز الثمين، تعيشه استناداً على إيمان الرسل والآباء والمؤمنين الأرثوذكس، و به تسعى لكشف كل حقائقها، معلنة للعالم بشجاعة وجرأة أن المسيح هو الإله الحقيقي الذي تعبده وتسجد له. هي تعلّم بتكريم القديسين لقداسة حياتهم وصدق كلامهم ومؤلفاتهم ولتضحياتهم في الكنيسة، فهي تقدّم لهم ولأيقوناتهم التكريم أما السجود للمسيح فقط، لأنهم بواسطة المسيح تقدّسوا وله قدّموا كل حياتهم وما تملّكوا. لهذا السبب تأخذ الكنيسة على عاتقها المسؤولية كاملة أمام الله والتاريخ ومؤكدة بأن إيمانها بالإنجيل هو بالحقيقة ذات إيمان الرسل والآباء وإيمان كل أرثوذكسي حق، فهي الوحيدة القادرة على تفسير الإنجيل تفسيراً معاشاً صار إلى تقديس الكثيرين، فتعود إلى الآباء الذي فهموا الإنجيل وعاشوه وتقدسوا بنعمة الروح القدس وتعطيهم الأولوية في شرح الإنجيل. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...0210-thumb.jpg الكنيسة كجماعة مؤمنة كلام الكنيسة نبويٌ مقدّسٌ، تسعى للحفاظ على أرثوذكسيتها بغيرة أمام الله والإنسان، هي تقرر وتتكلم كجماعة وليس كفرد واحد يسيرها، تعلم الإيمان القويم وتعيش بالنعمة الإلهية فتكمل كل شيء ناقص، حافظة فيها كلام الأنبياء و التقليد الرسولي، وبهذه الروح الجماعية أي الكنسية وبنعمة الروح القدس عملت في كل المجامع المسكونية لتكون هي الوحيدة القادرة بنعمة الروح القدس على حفظ الإيمان المستقيم. انتصار الأرثوذكسية يبدو لنا أن هذا اليوم هو يوم انتصار، أي انتصار الكنيسة على التعليم الكاذب المميت. ابتداء هذا الانتصار منذ انتصار المسيح على الموت بالقيامة، وفرحنا بقيامة المسيح من الأموات يساوي فرحنا لانتصار الأرثوذكسية على التعليم المميت الكاذب. وكما يحتفل كل مسيحي بالقيامة يجب أن يحتفل كل أرثوذكسي بانتصار أرثوذكسيته على انتشار الإيمان المفسد الحياة. قال الرب: “السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول” (متى35:24). وقال لبطرس أنت صخرة وعلى إيمان حقيقي كهذا سأبني كنيستي والموت لن يقوى عليها. (مت 17:16-18). لذلك كل الأعداء الذين حاربوا ويحاربوا الكنيسة، بأن يرموها بكلامهم أو بكذبهم فينعتوها كما يشاؤون، أو يستهزئون بالإيمان أو بحقيقة المسيح، كلهم بادوا كالدخان. هكذا نؤمن فلا نخاف شيء لأن رجاءنا مستند على حضور المسيح في الكنيسة وهي الذي يصونها. إخوتي، اليوم هو يوم الأرثوذكسية، يوم الحقيقة وكشف الكلمة الإلهية الحقيقة. كلنا اليوم نعيش هذه الحقيقة أي المسيح الإله الذي هو حجر الزاوية للكنيسة فيبقى فيها لتمتلئ من نعمته الإلهية فنحيا بها. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الغفران
أحد مرفع الجبن (متى 14:6-21)يتغرّب الإنسان عن الله عندما يجف من الإنسان نبع المسامحة والغفران فيصبح الابن غريباً، وسبب ذلك أنه لم يعمل مشيئة الله ووصاياه ولم يغفر خطايا الآخرين أو سامحهم. ويقول إنجيل اليوم: “إن غفرتم للناس زلاّتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي” (متى 14:6). http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...enp1-thumb.jpg الأمر المؤلم مسيحياً هو أننا نشعر بأن على الله واجب أن يغفر لنا خطايانا فنطلب منه بجرأة وبدون تردد، مفترضين أنه جزيل الرحمة، وهو كذلك، ومن جهة ثانية لا نشعر بواجب أن نغفر نحن لمن أساءا إلينا فنقابل خطاياهم وأخطائهم بقسوة ولا نسامحهم، ناسين أو متناسين أن الله عادل أيضاً. إذا تسألنا كم مرة يومياً نطلب من الله الغفران والمسامحة عن خطايانا؟ طبعاً الجواب لمرات لا تقاس كما هي رحمته، وكم مرة نسامح نحن الذين أخطاؤا و أساءوا إلينا أو أدانونا وتكلموا بالسوء علينا أو خانونا؟ نجد أنها لمرات قليلة أو معدومة عند البعض. سأل بطرس الرسول كم مرة يجب أن نسامح أخينا الإنسان هل لسبعة مرات؟ فينال الجواب لسبعة وسبعين مرّة والمقصود أن نسامح باستمرار ولعدد كبير غير محدود، كان الأجدر به أن لا يسأل عن عدد المرات التي يجب أن يسامح بل إلى متى سنسامح؟ لأن هنا الصعوبة، فعدد المرات التي نغفر فيها ككمية تحول الواجب في تطبيقها إلى حاجة ومصلحة فنغفر مرة أو أكثر لكي نصل إلى إرضاء الذات بأننا قمنا بواجبنا نحو الله و الآخر، وفي هذه الحالة لا يكون للغفران علاقة بوصايا المسيح بل بأسلوب أخلاقي اجتماعي رفيع. بالمسامحة والغفران نصبح في شركة مع http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...enp2-thumb.jpgالآخر، نتصادق معه ونضعه بمكانة الأخ. و بالمقابل، الأخ الذي نسامحه على أعماله التي بلبلت الوحدة بيننا وبينه وبين المجتمع يشعر بأنه محبوب فيصطلح ويشعر بسلام ويقبل المسامحة والغفران، وهكذا تكون الفائدة مضاعفة. مسامحة الآخر كعمل محبة لا يمكن تفسيره بأنه إذلال للذات، بل طريقة فعالة لمواجهة الشرّ. والصعوبة تكمن بكيف سنسامح؟ تتم المسامحة عندما يستطيع الإنسان أن يخرج من هذا العالم الأرضي ليقول بأنه جزءاً من العالم السماوي، الذي يفكر كما يريده الله، وبالتالي سيجد نفسه يسامح بسهولة لأنه قَبلَ أن يكون ابن السماء لا ابن الأرض. يستخدم الإنسان وسائل مختلفة لمواجهة الكوارث الطبيعية، أما الكوارث الآتية من الإنسان القريب فيواجهها بوسائل أخرى مختلفة بالأسلوب لكن متشابها بالمبدأ، وكما أن مبدأ حماية الطبيعة هو الحب كذلك مبدأ حماية الأخر من الشر والشيطان هو المحبة والمسامحة. فلنستند على المحبة في حياتنا لأنها الداعم الأساسي لكي نغفر للآخر. أما الذي لا يستطيع أن يغفر فهذه إشارة بأن مقياس محبته مختلّ وناقص، وعليه التشبث بالبعد السماوي أكثر من الأرضي لكي يُكمل هذا النقص أو الخلل. أحبائي، الكلام في إنجيل اليوم عن محبة الآخر ومسامحته واضحاً فلنحاول أن نعيشه يومياً، و لننتبه أننا نصلي يومياً “واغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لمن لنا عليه” فإذا لا نطبق الكلام الذي نصليه فنحن نكذب والله يعرف ذلك وسيحاسبنا عليه. فلننتبه ولنحاول مجاهدين أن نسامح الذين أساءوا إلينا ولو بقليل. حتى يسامحنا الله على خطايانا الكثيرة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الغفران
أحد مرفع الجبن (متى 14:6-21)يتغرّب الإنسان عن الله عندما يجف من الإنسان نبع المسامحة والغفران فيصبح الابن غريباً، وسبب ذلك أنه لم يعمل مشيئة الله ووصاياه ولم يغفر خطايا الآخرين أو سامحهم. ويقول إنجيل اليوم: “إن غفرتم للناس زلاّتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي” (متى 14:6). http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...enp1-thumb.jpg الأمر المؤلم مسيحياً هو أننا نشعر بأن على الله واجب أن يغفر لنا خطايانا فنطلب منه بجرأة وبدون تردد، مفترضين أنه جزيل الرحمة، وهو كذلك، ومن جهة ثانية لا نشعر بواجب أن نغفر نحن لمن أساءا إلينا فنقابل خطاياهم وأخطائهم بقسوة ولا نسامحهم، ناسين أو متناسين أن الله عادل أيضاً. إذا تسألنا كم مرة يومياً نطلب من الله الغفران والمسامحة عن خطايانا؟ طبعاً الجواب لمرات لا تقاس كما هي رحمته، وكم مرة نسامح نحن الذين أخطاؤا و أساءوا إلينا أو أدانونا وتكلموا بالسوء علينا أو خانونا؟ نجد أنها لمرات قليلة أو معدومة عند البعض. سأل بطرس الرسول كم مرة يجب أن نسامح أخينا الإنسان هل لسبعة مرات؟ فينال الجواب لسبعة وسبعين مرّة والمقصود أن نسامح باستمرار ولعدد كبير غير محدود، كان الأجدر به أن لا يسأل عن عدد المرات التي يجب أن يسامح بل إلى متى سنسامح؟ لأن هنا الصعوبة، فعدد المرات التي نغفر فيها ككمية تحول الواجب في تطبيقها إلى حاجة ومصلحة فنغفر مرة أو أكثر لكي نصل إلى إرضاء الذات بأننا قمنا بواجبنا نحو الله و الآخر، وفي هذه الحالة لا يكون للغفران علاقة بوصايا المسيح بل بأسلوب أخلاقي اجتماعي رفيع. بالمسامحة والغفران نصبح في شركة مع http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...enp2-thumb.jpgالآخر، نتصادق معه ونضعه بمكانة الأخ. و بالمقابل، الأخ الذي نسامحه على أعماله التي بلبلت الوحدة بيننا وبينه وبين المجتمع يشعر بأنه محبوب فيصطلح ويشعر بسلام ويقبل المسامحة والغفران، وهكذا تكون الفائدة مضاعفة. مسامحة الآخر كعمل محبة لا يمكن تفسيره بأنه إذلال للذات، بل طريقة فعالة لمواجهة الشرّ. والصعوبة تكمن بكيف سنسامح؟ تتم المسامحة عندما يستطيع الإنسان أن يخرج من هذا العالم الأرضي ليقول بأنه جزءاً من العالم السماوي، الذي يفكر كما يريده الله، وبالتالي سيجد نفسه يسامح بسهولة لأنه قَبلَ أن يكون ابن السماء لا ابن الأرض. يستخدم الإنسان وسائل مختلفة لمواجهة الكوارث الطبيعية، أما الكوارث الآتية من الإنسان القريب فيواجهها بوسائل أخرى مختلفة بالأسلوب لكن متشابها بالمبدأ، وكما أن مبدأ حماية الطبيعة هو الحب كذلك مبدأ حماية الأخر من الشر والشيطان هو المحبة والمسامحة. فلنستند على المحبة في حياتنا لأنها الداعم الأساسي لكي نغفر للآخر. أما الذي لا يستطيع أن يغفر فهذه إشارة بأن مقياس محبته مختلّ وناقص، وعليه التشبث بالبعد السماوي أكثر من الأرضي لكي يُكمل هذا النقص أو الخلل. أحبائي، الكلام في إنجيل اليوم عن محبة الآخر ومسامحته واضحاً فلنحاول أن نعيشه يومياً، و لننتبه أننا نصلي يومياً “واغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لمن لنا عليه” فإذا لا نطبق الكلام الذي نصليه فنحن نكذب والله يعرف ذلك وسيحاسبنا عليه. فلننتبه ولنحاول مجاهدين أن نسامح الذين أساءوا إلينا ولو بقليل. حتى يسامحنا الله على خطايانا الكثيرة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الدينونة
أحد مرفع اللحم متى 31:25-46 يميز السيد في إنجيل اليوم، إنجيل أحد الدينونة، بين حالتين متناقضتين ايجابية وأخرى سلبية، فمن جهة يقول “أطعمتموني” ومن جهة أخرى “لم تطعموني”، بحيث تشكّل المحبة الدافع الأكبر للقيام بالعمل الإيجابي الأول، بحيث يكون شكلها العملي العطاء، و حيث العطاء تكون المحبة، و حيث المحبة تكون رحمة الله، فلذلك مباركٌ من يحب وملعونٌ من لا يحب ومن لا يعطي ولا يعمل أعمال رحمة نحو الآخرين. ليس للعطاء، كأساس للمحبة، حدود أو نظام يقيده أو يحدد مقداره، أي لا يقاس فيما إذا كان كثيراً أو قليلاً، فالله لا يسأل عن الكمية بل عن النوعية، وهكذا الذي لديه الكثير يعطي الكثير والذي لديه القليل يعطي القليل، أما الذي يميز بين الكثير والقليل فهو الرغبة بعمل الخير و الإرادة الحرة و المحبة المجانية، لذلك مغبوطٌ العطاء الآتي من حاجة وتعب عن العطاء الآتي من الغنى وعدم الحاجة. فَرِحَ المسيح بعطاء الأرملة الفقيرة لأنها أعطت فلسها من عوز “هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من الجميع” (مر43:12)، وعطائها هذا، ولو كان فلساً، كان كبيراً بعين الرب، لأنه يقدّر ويهتم بنوعية العطاء وليس بمقداره، والنوعية هذه تحدد مقدار المحبة التي يقتنيها. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...gel1-thumb.jpg قسّم المسيحُ بكلامه، “أطعمتموني” و “لم تطعموني”، البشر إلى مجموعتين، الأولى مجموعة الصالحين المعطاءين المحبين وأخرى سيئين غير معطاءين وغير محبين، وسمى الذين يطعمون الجياع ويسقون العطاش ويأوون الغرباء…الخ بـ”مباركي أبي” ووراثي ملكوت السموات، و قال بأنهم يخدمونه في عملهم هذا، “الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم”، لأن الإنسان الرحيم يشعر بفرح إذا استطاع، رغم عوزه، مساعدة إخوته بالمسيح. أما الغير المعطاءين أو المحبين فسمعوا من الرب “لم تطعموني”، هم لم يعطوا لأنهم خافوا أن يخسروا أو أن تقل ممتلكاتهم، وأن لا يبقى شيء يستندوا عليه في حياتهم. هم اعتقدوا أن سندهم الضامن الوحيد في هذه الحياة هي المادة. الذين يعلّقون حياتهم بالمادة، كالممتلكات والبيوت الكبيرة الغالية الثمن بالسيارات الفخمة بالمنازل العالية، وبمجرد خسارتهم لها يفقدون معنى الحياة والوجود. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...gel2-thumb.jpg حقيقة لأنه مأساة، فالإنسان الغني بممتلكات كثيرة، الذي لا يرى الحياة أبعد من المادة، الذي لا يساعد أخيه الإنسان المحتاج يخسر فرحاً كبيراً وسبباً للخلاص، عليه أن يشاركه ببعضاً مما يملك، لأنه إن فعل ذلك سيعرف الفرح الأبعد من سعادته بما يملك، فيراه على وجه الذين أعطاهم شيء مما يملك، ويكتشف أن المحبة الحقيقة هي في العطاء وليس في المشاركة فقط كما يظن البعض. إخوتي الأحباء، تستند المحبة على عطاء نقوم به. وهي تحررنا من كل قيد، لأننا نشعر أنه يوجد إخوة من حولنا، إخوة بالمسيح، الذين ينتظروننا أن نقدم لهم شيء، مما أعطانا إياه الله، فتملئ حياتهم وحياتنا بالسعادة الحقيقة. إذا كنا نؤمن، ويجب أن نؤمن، بأن الإنسان يجب أن يكون على صورة الله، فعندها يجب أن يكون لدينا المحبة، لأنه حيث لا يوجد إيمان لا يوجد محبة. لذلك للذين يؤمنون ويحبون لا مشكلة لديهم فهم بحاجة فقط إلى بركة ورحمة الله. الدينونة التي سندان بها هي دينونة المحبة أولاً فلنتعلّم أن نحب بالعطاء، عندها نسمع من الرب أنتم الذين أطعمتموني وآمنتم بي تعالوا لترثوا ملكوت السموات. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفريسي و العشّار
الأحد السادس عشر من لوقا لوقا 10:18-14 http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...can3-thumb.jpg تكشف الصلاة حالة الإنسان الروحية الداخلية الحقيقية، واستخدمها السيد، في مثل اليوم، ليُظهر لنا بأن اختلاف أسلوب الصلاة بين كل من الفريسي و العشّار كشف التناقض بين حالتيهما الروحيتين المختلفتين. فبطريقة صلاة الفريسي أوضح لنا حالته الروحية الداخلية وكيف كان يعيش الإيمان ظاهرياً، وكيف أن هذه الطريقة في عيش الإيمان لم تودي به إلى الخلاص بل خسره “لأن كل من يرفع نفسه يتّضع ومن يضع نفسه يرتفع”، رغم أنه يبدو ظاهرياً أمام ذاته وأمام أعين الناس من أوائل المصلّين والمبررين إلا أنه لم يتبرر بعين الله. بينما العشّار بصلاته “اللهم ارحمني أنا الخاطئ” أوضح لنا حالته الروحية الداخلية الصحيحة فـ “نزل إلى بيته مبرراً”. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...can2-thumb.jpg بحالتي كل من الفريسي و العشّار يمكننا التمييز بين المتخشع المتواضع وبين المتخشّع المتظاهر ويمكن أن نرى: 1- المتخشع المتواضع أمثال العشّار يفحص ذاته ويكشف كل خطاياه وأخطائه، وذلك لأنه يرى خطاياه ويعرفها. بينما الفريسي المتخشع المتظاهر يفحص ذاته كي يكشف فضائلها ويتحدّث عنها متفاخراً أمام أعين الناس والله. 2- المتخشع المتواضع يسأل رحمة الله دائماً لأنه يعرف أنه لا يستطيع بمقدرته أن يخلص إنما برحمة الله. أما المتخشع المتظاهر فهو على العكس يطلب من الله التبرير مستنداً على أعماله التي أنجزها. فهو يعتبر ذاته أنه مستحق الدخول إلى ملكوت السموات لأنه يعتقد أن أعماله ستخلّصه. 3- المتخشع المتواضع يعتبر فضائله أو حسناته ثمرة من ثمار العيش مع الله أي بالنتيجة ثمرة من ثمار الروح القدس لذلك فهو لا يتفاخر بها. على عكس المتخشّع المتظاهر فهو يفتخر بحسناته ولا يعتبرها ثمرة من ثمار العيش مع المسيح بل هي نتاج أعماله كانسان. بالتالي بالنسبة للمتخشع المتواضع فإن فضائله هي نتاج العملي الإلهي الإنساني أما المتخشع المتظاهر فهي نتاج للعمل الإنساني فقط. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...can1-thumb.jpg 4- المتخشع المتواضع يهتم ويلاحظ ذاته فقط معتبراً أن الآخرين هم أفضل منه. على عكس المتخشع المتظاهر فهو يعتبر ذاته أفضل الناس، أما الآخرين فيعتبرهم كمادة تصلح للقمامة وسيذهبون للجحيم إذ قال الفريسي “أللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة”. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...ican-thumb.jpg إخوتي وبنظرة نقدية للذات هل نلاحظها أنها تشبه الفريسي المتخشع المتظاهر (الفريسي) أم لا؟ وإذا كان الجواب نعم فلنتعلم من إنجيل اليوم أن نتمثّل في الصلاة والتواضع بالعشّار المتخشّع المتواضع ونتبع طريقته في الصلاة المتواضعة لأنه بذلك سننال رحمة الله، وهذه هي روحانية كنيستنا الأرثوذكسية التي يجب أن نرتكز عليها لننال الخلاص “نزل إلى بيته مبرراً”. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرأة الكنعانية
الأحد السابع عشر من متى متى 21:15-28 تريد الكنيسة بإنجيل المرأة الكنعانية أن تعلمنا أهمية الإيمان بيسوع المسيح في حياتنا، هذا الإيمان المطلوب تملكه المرأة الكنعانية، والكنيسة تعلّمنا الطريق الذي يجب أن نسلكه لكي نقتني هكذا إيمان. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...naia-thumb.png موضوع المرض أو الموت لأشخاص هم أقارب أو معارف لنا أو حتى لأشخاص أبرياء، يؤثر على الإيمان الضعيف ويخلق تساؤلات موجّه نحو الله، ومن جهة أخرى يشكّل كشفاً حقيقياً لقوة الإيمان عند الإنسان. إيمان المرأة الكنعانية كان قوياً فلم ينطفئ أو يخمد أمام تجارب الشيطان و العالم بل صمد، إذ مرضت ابنتها، إنما بالمقابل أعطاها الصبر والقوة والإصرار لتتوجّه نحو الذي سيحقق طلبها، نحو نبع الحياة والخلاص أي المسيح. المسيح جرّب إيمانها، ليس ليعذّبها أو ليعاقبها بل ليكشف لنا كبرى إيمانها، هذا الإيمان التي به استطاعت أن تتحمل هذه التجربة بعزم ثابت، فإيمان كهذا يعادل إيمان إزاحة الجبال، أمّا لو كان إيمانها ضعيف ينحل بأقل التجارب والصعوبات فلن تستطيع وضع رجائها بالمسيح أنه سيشفي ابنتها وسيسمع منها هي الغريبة الكنعانية. المرأة الكنعانية توجهت نحو المسيح مدفوعة من إيمانها الكبير، لم تشك أن المسيح هو الوحيد القادر على شفاء العالم بل تركت كل فكر عالمي وألحّت بتضرّعها للمسيح، رغم محاولته لتجربة إيمانها، أمام هذه الحقيقة لم تنزاح عن عزمها وإيمانها بل طلبت ونالت، وكلّه لأنها تؤمن برحمة الله. المسيح يعبّر عن إعجابه بإيمانها “عظيمٌ إيمانك” فهو يفرح بتوبة وتقدم البشر وزوال الألم من حياتهم، هو لا يبحث عن التحسن الصحي أو التقدم العلمي بل عن تصحيح الإيمان من اعوجاجه بالتالي الخلاص. يحدد الإيمان قيمة ومستوى الإنسان الروحي والأخلاقي، هو الذي يميز البشر عن بعضهم، هو الذي يجعل الإنسان حرّ لا يسيطر عليه شيء، هو الشيء الأساسي الذي يحدد نوعية علاقة الإنسان بالله، فبإيمان قوي يستطيع الإنسان أن يصلي لله ويقيم معه حواراً صحيحاً. “يا امرأة عظيمٌ إيمانك ليكن لكِ كما تريدين” بهذا الجواب يؤكد المسيح خروج الكنعانية منتصرة من التجربة، هي انتصرت لأنها عرفت أن تصبر، وصبرت لأن لديها رجاء، ورجائها مستند على إيمانها بمحبة المسيح للعالم. لا يشد انتباه المسيح الإيمان الضعيف الهزيل الذي ينحل من أصغر تجربة ومنحة ولا يعطيه أهمية ولا يعتبره رصيداً ذو قيمة للإنسان، إنما بالمقابل يشدّه ذلك الإيمان الذي يثبت ولا يتزعزع في الطرقات الصعبة المليئة بالتجارب والمصاعب، ويشدّه ذاك المؤمن الذي يترجى بمحبة الله و يصبر متشبّثاً بإيمانه حتى يصل إلى النصر. في جهادنا الروحي لا يمكننا العيش والمتابعة والتقدم بدون إيمان الكنعانية، فنحن سنتعرض دوماً لمعوقات من الشيطان كي لا نعرف أن نصلي أو نطلب أو نخاطب الله ولكننا نستطيع مواجهته بسهولة بالتعلّم من إلحاح الكنعانية، الذي كان وسيلة لشدّ انتباه المسيح والتغلب على تجارب الشيطان، وأن نعيش هكذا إيمان. نحتاج لإيمان ننتصر به على التجارب ونتجاوز معوقات الشيطان الكثيرة، إيمان مثل إيمان إبراهيم الذي آمن ووضع حياته والذين معه بين يدي الله، إيمان أيوب الذي أصيب بويلات كثيرة ولم يحنث بالله، إيمان موسى الذي رغم ضياعه أربعين سنة في البرية لم يفقد رجائه بالله، إيمان الشهداء والقديسين وأبرار الكنيسة الذين بجهادهم وشهادتهم وتضحياتهم اليومية وموتهم أكدوا رجائهم وفرحهم بالرب. بالنهاية لا يوجد جدول بأسماء لأناس كثر تعرض إيمانهم لتجربة أو صعوبة أو معوقة واستطاعوا الصمود والانتصار، كما حدث للمرأة الكنعانية في إنجيل اليوم، فإيمانها تعرّض لتجربة كبيرة إذ مرضت ابنتها لكنها تحمّلت لأنها عرفت إلى من تتوجه في حديثها وطلبها نحو المخلص، الوحيد الذي سيسمعها ويستجيب لطلبها في شفاء ابنتها. آمنت وصدّقت كلامه: “ومن ساعتها شفيت ابنتها”. إذا أتى المسيح في أيامنا هذه على الأرض هل سيجد إيمان مثل إيمان المرأة الكنعانية؟ نخاف أن إنسان اليوم هو بحيرة أيؤمن أم لا؟ يبقى في الوسط وجاهز ليغير الاتجاه الذي يوافق مصالحه، هو يؤمن في لحظات الخطر والشدة والحاجة والمرض، وبالمقابل يستطيع بسهولة أن يتخلى عن إيمانه عندما يكون هناك حاجة لكي يجاهد أو يصبر بحجة أنه صعب ولا يمكن عيشه، توصف كنيستنا بـ”كنيسة المجاهدين” والذي لا يجاهد فهو خارج الكنيسة و سيخصر فرصة لنيل الخلاص. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البرص العشرة
الأحد الثاني عشر من لوقا (لو 12:17-19) نكران الجميل أمرٌ سيء جداً، فعندما يأخذ الإنسان ما يريد ويدير ظهره دون كلمة شكرٍ فإنما يدل على عدم اهتمامه لشيء أبعد من أن يأخذ دون أن يعطي، كأن يحصل على هدية دون أن يهتم بصاحب الهدية، وهذه دلالة على فقدان الحس بأهمية وجود الطرف الآخر والارتكاز على الأنا. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...ous4-thumb.jpg شكران الله: البرص التسعة من العشرة الذين شفاهم السيد لم يعبّروا عن العرفان والشكر له لأنه شفاهم، كما يوضح إنجيل اليوم. العشرة قبلوا هدية الشفاء المجانية ولكن واحداً منهم شعر بالحاجة لشكر السيد وكان سامرياً “وخرّ على رجليه شاكراً له” عندما رأى السيد ما حدث شعر بالألم، ليس لأنه كان يطلب أن يسجدا العشرة ويشكروه، فهو ليس بحاجة لهذا، بل لأن الذين شفوا من برصهم لم يشعروا بالحاجة لأن يعودوا ويشكروا شافيهم أي الله. هؤلاء البرص التسعة، وبعد شفائهم، نسو حالتهم السابقة حالة الألم والصراخ “يا يسوع يا معلم ارحمنا” نسو أن المسيح فقط كان رجائهم، نسوها كلُّها، وعندما شفوا توقفوا عن الصراخ وحتى ليقولوا كلمة شكر، ناسين أن نبع الحياة هو المسيح. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...rous-thumb.jpg نلاحظ أن السامري، الأجنبي بالنسبة لليهود، يعود وحده ويشكر المسيح. أما اليهود التسعة فيظهرون قلة العرفان بالجميل ويديرون ظهورهم، هؤلاء الذين كانوا مستنيرين بواسطة معلّمين كُثر ولديهم الناموس المكتوب، الذي من خلاله يستطيعون معرفة طريقة لشكر الله على أي شيء يقدّمه لهم، لم يفعلو، عليهم أن يخجلوا من هذا الأجنبي الذي قاده ناموس الطبيعة البشرية غير المكتوب لشكر الله. المسيح لكثرة محبته ورحمته قدّم العطية والشفاء للجميع دون استثناء، للذين شكروه وكانوا قلة، والذين لم يشكروه و كانوا كثر. نحن متى شكرنا الله على أي نجاح نحققه في حياتنا؟. مشيئة الله ومشيئتنا: المسيح يريد الجميع أن يخلصوا “ليخلص به العالم” (يو17:3)، أن يصبحوا أولاداً لله “لننال التبني” (غلا5:4). ويفعل ذلك دون تمييز أو تفريق “جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس” (أع 38:10). لله مشيئة واحدة للإنسان وهي “الخلاص”، نحن البشر نعيش تحت هذه المشيئة “كونوا قديسين” (1بط 16:1)، وكل وجودنا مرتبط بها، وبالمقابل يجب أن تكون مشيئة الإنسان على الأرض واحدة وهي تحقيقها، وما يوحد هاتين المشيئتين هو ما نردده في صلاتنا “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض”. يهتم الله لأمر الإنسان ويقدم له المساعدة يومياً ليحقق خلاصه، وأمام هذه المحبة والرأفة والرغبة، يقف الإنسان صارخاً “رحمتك يا رب تدركني جميع أيام حياتي” (مز6:22)، وهكذا تتولد مشاعر الشكر لله وتتحرك داخل الإنسان عندما يدرك هذه المحبة ويفهمها، فهو كأب غني الرحمة والرأفة يغدق عليه خيراته مجّاناً. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...us-2-thumb.jpg أحبائي، يقترب المسيح إلينا يومياً، يمر بقربنا هل يسمعُ أحدً منّا يناديه؟ ما يريحه هو أن يأخذ أعبائنا ويحملها، وما يفرحه أن يهبنا الفرح بالمقابل، والشيء الذي ينتظره هو أن يرى الإنسان مهتماً يسأل عن خلاصه وعن الله. هو يريد خلاص الإنسان، ولكن هل تهتم البشرية لخلاصها؟ هذا ما يؤلم الله أكثر. كأبناء لله أحرار نضع أنفسنا تحت إرادة الآب السماوي الجزيل الرأفة وفي كل الحالات، أي عندما يعمل لنا الخير، أو عندما يسمح بحدوث الشر، هو يسرع إلينا عندما يسمعنا نصرخ طالبين “أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهاراً وليلاً” (لو 7:18) فلنصرخ إليه ليس في وقت الحاجة فقط، بل وفي ساعات الخير والسعادة والراحة. وعلى الأقل فلنشكره لأننا في فكره دائماً. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأحد ما بعد الظهور الإلهي
(متى 12:4-17) يُظهر إنجيل أحد ما بعد الظهور ثلاث أحداث مهمة تمت بعد معمودية السيد، وهي سجن يوحنا المعمدان “لما سمع يسوع أن يوحنا أُسلم انصرف” وتوجه المسيح إلى كفرناحوم “واتى فسكن كفرناحوم” وبدء تعليمه “من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز” (متى 12:4-17). يُخبرنا متى الإنجيلي في الحدث الأول أن المسيح سمع بأن يوحنا قد قُبض عليه وحُبس، ويشبه البعض هذا الحدث بمحاولة القوى الشيطانية لإسكات صوت الحق وإطفاء العدل وإضعاف قوة النور واغتصاب كلمة الحقيقة والعدالة، إذ كان يوحنا أينما يذهب يُخبر عن المخالفات أللأخلاقية لهيرودس الذي عاش مع زوجة أخيه هيروديا، لذلك قبض على يوحنا وقطع رأسه محاولة لإسكاته وإخفاء الحقيقة. لا يشكل الحدث الثاني، أي خروج المسيح إلى كفرناحوم، حركة أمان للمعلم، بل يأخذ تفسيراً آخراً أكثر عمقاً وهو تصحيح معنى شعب الله المختار. فلم يعد ذلك الذي ينحدر من إبراهيم وموسى بل أصبح مع المسيح الذي يسمع كلمة الله ويحفظها. لذلك لم يتوجه أولاً إلى أورشليم بل إلى كفرناحوم حيث عاش فيها شعوب من أمم مختلفة بالإضافة للشعب اليهودي لينشر فيها بشارته الجديدة ودعوته لخلاص النفس، وذلك لتكون بذرة كلمته الأولى ليس فقط وسط الشعب اليهودي بل وسط كل أبناء الله. “لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم” (متى 9:3). فشعب الله المختار هو كل أبناء الله المدعون لقبول بشارة المسيح بالملكوت السماوي. يبدأ الحدث الثالث، أي بدء تعليم السيد المسيح، فور انتهاء عظة يوحنا عن التوبة واقتراب ملكوت السماوات. وتعليم المسيح هذا كان رؤيوياً وخلاصياً فهو يكشف محبة الله لأبنائه كما أنه يوضح إرادته في خلاص الكل. جاء المسيح مرسلاً من عند الآب ليخلّص البشر من الخطايا المميتة ومن رباطات الشيطان الكثيرة ومن الفساد والموت الروحي وحقق كل ذلك بواسطة قيامته من بين الأموات. لذلك ومن تلك اللحظة بدء المسيح يعظ ويقول: “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات” (متى17:4). أي أن نصبح من سكان ذلك الملكوت السماوي غالبين الخطيئة والموت الروحي ورباطات الشيطان. كل هذا يتم إذا سبقته التوبة وطلب الغفران الصادق من الله على كل خطايانا اليومية بالقول أو بالفعل أو على كل سيئاتنا المخجلة التي تودي بنا للخطيئة أو على كل ما يفرح الشيطان ويحزن الله. فلنطلب المسامحة من الله على كل خطايانا وتجاوزاتنا لوصاياه ولنقرر العودة إليه لنكون بقربه، هو ينتظرنا بفرح لكي نعود إليه وعندما نفعل ذلك سيلبسنا ثوب الخلاص ويجعلنا ساكنين ملكوته ونكون شعبه المختار. أحبائي يبدأ تعليم المسيح: “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات” وهو يتوجه بالكلام لنا جميعاً فلا نتأخر لنأخذ طريق العودة إليه وأن نطلب العفو تائبين عن خطايانا، وهو كأب رحوم ينتظر عودتنا ليمنحنا غفران الخطايا ومحبته وبركته. وليس شيء أعظم من العيش تحت بركة ومحبة الله. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الظهور الإلهي
تُشبّه الكنيسة الأورثوذكسية بالسفينة التي تبحر في النور الإلهي الغير المخلوق التي تصل إلى أقصى مجدها داخل الأعياد السيدة الكبيرة، بالخصوص، ومنها عيد الظهور الإلهي. كلمة الظهور الإلهي تشرح لنا فحوى العيد ومعناه وهو ظهور الله كثالوث في نهر الأردن. الله أرثوذكسياً ثُلاثي الأقانيم وكثيراً ما تعبر عن هذه الحقيقة الليتورجية الكنسية كالقداس الإلهي “آبُ وابنُ وروح قدس ثالوثُ متساو في الجوهر وغير منفصل” تحمل هذه الكلمات كل العقيدة الأرثوذكسية حول الثالوث. يقول الآباء أن أحد أهم أهداف التجسد هو الكشف الإلهي للثالوث القدوس. وهذا ما حدث في نهر الأردن الابن اعتمد والآب يشهد “هذا هو ابني الحبيب” والروح القدس يظهر بهيئة حمامة. وهو يشبه ظهور الله كثالوث في التجلي على جبل ثابور. عقيدة الثالوث واضحة جداُ في الكتاب المقدس وتؤكّدها الكتب الليتورجية. بالعموم يمكننا القول أن المسيح هو الحقيقة والآب هو أب الحقيقة والروح القدس هو روح الحقيقة. الكنيسة الأرثوذكسية تستند على هذه الحقيقة في عيشها مع الله، فتُعمّد على اسم الثالوث “يُعمّد عبد الله على اسم الآب والابن والروح القدس” في القداس الإلهي نستدعي بركة الثالوث “نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس لتكن معكم جميعاً” عندما نتناول جسد ودم المسيح نحصل على نعمة الثالوث لأن المسيح هو باتحاد دائم مع الآب والروح القدس. المواهب التي عندنا نحن أعضاء الكنيسة ليست إلا هبة من الروح القدس لتساعد على تشكيل جسد المسيح الصحيح وذلك لمجد الله الآب. ويشدد الآباء على حفظ الوصايا لنكون بشركة مع الثالوث القدوس، فيقول القديس مكسيموس المعترف: “الذي يقبل إحدى الوصايا ويحفظها فهو يملك الثالوث القدوس”. صلاتنا يجب أن لا تبدأ وتنتهي عند المسيح فقط، لأن هذا ما تفعله الكنيسة البروتستانتية، بل يجب أن نتوجه للثالوث القدوس، وإذ لا نفعل ذلك فهذا يُشير أننا لا نعيش أُرثوذكسياً في الكنيسة. يشدد الآباء على أن عيش التوبة الحقيقة والفكر الأرثوذكسي يؤدي إلى شركة مع الثالوث القدوس وبهذه الشركة نكون قد احتفلنا حقيقة بعيد الظهور الإلهي وذلك بظهور الثالوث القدوس فينا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مرة أخرى يعود ميلاد السيد المسيح جالباً معه النور والفرح والرجاء “أشرق نور المعرفة للعالم”. يحتفل شعب الله بميلاد الشمس العقلية، شمس العدل، عمانوئيل، فيدعو نور وجهه الإلهي أن ينير الكل “إن الحقيقة قد جاءت والظل قد جاز” (الساعة الأولى من خدمة الميلاد).
قبل ميلاد السيد عاش العالم في ظلام كبير، في ظلمة الجهل والخطيئة. وفي بحثه الدائم عن النور الذي سيضيء هذه الظلمة وظلال الموت، جاءه نور الشمس العقلية “لكي ننظر به النور الذي لا يُدنى منه” (أفشين الساعة الأولى). أي أن المسيح أتى لينير العالم ويقدس ويخلص خليقته. يبشرنا ميلاد السيد بإمكانية تغيير حالة وجود هذا العالم ليصبح عالم ملكوت الله. بميلاد المسيح أشرق رجاء للعالم فلم يعد أحدٌ أو شيءٌ يمكنه إبقائنا في حالة الموت. بميلاد السيد بدأت الرحلة نحو الربيع نحو ازدهار الحياة. بحضور السيد بيننا نُمنح القداسة والبركة والرجاء وتصبح قلوبنا ملكوتاً هو ملكوت الله. صار الله إنساناً ليصير الإنسان إلهاً، نزل إلينا كي يرفعنا إليه. اشترك في طبيعتنا البشرية لكي يشركنا بالنعمة في طبيعته الإلهية. ميلاد المسيح تم مرة واحدة من والدة الإله لكنه يتكرر مرّاتٍ عدّة سرّياً في قلب كل مسيحي. يأخذ المؤمن روحياً مكانة والدة الإله لكي يولد المسيح في قلبه. ميلاد المسيح ونموه داخل المؤمن ليس إلا النمو الروحي للإنسان. مجيء ابن الله الكلمة إلى العالم أعطى قيمةً للطبيعة البشرية. أبرم الله بيسوع المسيح عهداً جديداً مع البشر بأن الملكوت الذي خسره سابقاً سيعطى ثانية مجاناً باسمه. ميلاد المسيح بالنسبة للعالم هو الخلاص “اليوم ولد لكم مخلصٌ هو المسيح الرب” (لو11:2)، وهو حدث يعطي الحياة حيث يملك الموت والحزن. نمجد ميلاد السيد لأنه يمنحنا الحياة الأبدية. وكما كانت المغارة متواضعة ودافئة هكذا يجب أن تكون قلوبنا ممتلئة، محبة وسلاماً وتواضعاً ينعكس نوراً لكل من حولنا، حتى تكون مقبولة ليولد فيها السيد. إن صُنّا نعمة الله فينا مجاهدين ومطبقين وصاياه، مقدّمين أعمالاً حسنة، سائرين في الطريق الذي سلكه ومائتين معه عندها لن تكون حياتنا اليومية فارغة روتينية بل ممتلئة بالفرح المتجدد من الإله المتجسد. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نسب المسيح
يعتبر ميلاد السيد المسيح من أكبر عجائب الثالوث القدوس، الآب أراد أن يخلّصنا، الابن كان الأداة التي بواسطتها خلصنا والروح القدس عمل ليتحقق خلاصنا. “الكلمة صار جسداً” (يوحنا 14:1). وحتى يتحقق الخلاص تجسد ابن الله آخذاً سلالة بشرية، نتعرّف عليها في إنجيل متى الذي يُقرأ في قداس عيد الميلاد. (متى 1:1-17). سلالة المسيح: الصفة الأساسية لسلالة المسيح كون غالبيتها من الرجال، ويعود ذلك لناموس موسى الذي يعتبر الرجل رأس المرأة فبالتالي كان يًعطي الأهمية للرجل في كل شيء. ويوجد لدينا تسلسلين لهذه السلالة الأول عند الإنجيلي متى فيبدأها من إبراهيم وينهيها بيوسف: “رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح” (متى16:1). على عكس الإنجيلي لوقا الذي يبدأها من يوسف الصدّيق وينهيها بـ “بن انوش بن شيث بن آدم ابن الله” (لوقا38:3). السيد بالطبيعة الإلهية لا سلالة له فهي شيء غير موجود، هو الكلمة الإلهية لا يوجد قبله أحد أو شيء لأنه كائن منذ الأزل. هذه السلالة وضعت وفق طبيعته البشرية لذلك يلقب الإنجيلي متى بـ “ابن الإنسان” وهو أخذ هذه الطبيعة وفق هذه السلالة لكي يخلصنا. ملاحظات حول سلالة السيد المسيح: لنتوقف عند بعض النقاط التي تدور حول سلالة السيد. في بدايتها يُذكر اسم داوود الملك قبل إبراهيم، فبدل أن يقول: “كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن إبراهيم” يقول : “كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داوود ابن إبراهيم” (متى1:1)، مع أن إبراهيم هو أقدم من داوود ومع ذلك هو الثاني في السلالة. وسبب ذلك يعود كون إنجيل متى كُتب لليهود ليثبت لهم أن الوعد الذي أعطاه الله لداوود بأن من نسله سيأتي المخلّص قد تحقق بيسوع المسيح. “أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك واثبت مملكته هو يبني بيتاً لاسمي وأنا اثبت كرسي مملكته إلى الأبد أنا أكون له اباً وهو يكون لي ابناً” (2صم 12:7-14). يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن النبي داوود أخذ أهمية كبيرة وعظيمة عند اليهود أعظم من إبراهيم وذلك للدور الذي لعبه داوود عند اليهود في تأسيس مملكة إسرائيل. ولا ننسى أن الأنبياء تنبؤا عن أن المسيح سيأتي من نسل داوود وهو سيخلص إسرائيل (مز17:132-18). فاسم داوود كان مرتبطاً بالذي سيخلص هذا الشعب. في العهد القديم لا يرد ذكرٌ للنساء عند سرد أي سلالة، وبالرغم من ذلك نقرأ في سلالة المسيح أسماء أربع نساء: ثامار، راحاب، راعوث، بتشبع زوجة اوريا. اثنان منهما غير يهوديات (راحاب و بتشبع زوجة اوريا) واثنان غير طاهرات، هذا هو العهد الجديد الذي جاء فيه المسي ليخلص الكل وأولهم الخطاة وليعلّمنا أن لا نخجل وأن لا نعطي اعتباراً لسلالتنا مهما كانت. ماذا نستفيد من سلالة المسيح؟ تُعلمنا السلالة أن لا نخجل من خطايا أجدادنا، بل أن نخجل من قلة الفضيلة التي فينا، ومن جهة ثانية إذا كانت سلالاتنا عريقة وكبيرة فهذا لا يفيد إذا لم نجاهد شخصياً لتقديس ذواتنا، يجب أن لا نفرح أو أن نفتخر بسلالتنا وعراقتها بل أن نفرح عندما نطبق وصايا الله. نلاحظ ذلك في الكنيسة حيث أن السلالة العائلية لشخص ما، لا تحدد حالته الروحية. الكل سواسيةً أمام الله لأنهم تعمّدوا من جرن واحد ويتناولون من الجسد ذاته والكل مائتون. جاء المسيح لكي يخلص البشرية من الخطيئة والشر، جاء كطبيب وليس كقاضي، صار عريساً للطبيعة البشرية الفاسدة. عظيمٌ هو تواضع السيد المسيح إذ أخذ سلالة لطبيعته البشرية كهذه ويقبل أن يُدعى “ابن الإنسان” وهو بلا خطيئة وذلك كله لأجل خلاصنا. إن محبته لعظيمة نحونا، فلنفعل ذات الشيء ولنظهر محبتنا نحوه ونتوجه إليه قائلين: “يا ابن داوود خلصنا”. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العازر هلم خارجا
https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.n...30358845_n.jpg اريد ان اسمعها منك ..اريدك ان تخرجني من قبري قبل فوات الاوان اعرف ان رقدتي قد طالت في القبر والبعض يظنون اني انتنت ولكنك مازلت تراني صالحا مازلت تعرف ان الوقت لم يمضي الان اريدك ان تناديني هلم خارجا هلم قائما من خطاياك ومن سقطتك فصوتك يبعث بي الحياة من جديد ويعطيني القوة والنصرة لاغلب كل شر يابني هلم خارجا ....اقمني ياالهي |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تجارب الحياة
لوالدة الإله مكانة خاصة في الليتورجية الأرثوذكسية، ولكن، كما هو معروف، هناك خدمات تتوجه مباشرة لها والمعروف منها بين المؤمنين بشكل كبير هما خدمة صلاة “المديح الذي لا يجلس فيه” و “البراكليسي الصغير” وتمتاز الثانية باحتوائها على طلبات حارة لمختلف جوانب الحياة ومصاعبها، نطلب متضرّعين أن تَحمينا وتُعيننا وتَشفينا بشفاعتها عند المولد منها، وسمي البراكليسي الصغير لأن قانونه صغير مقارنة مع قانون “البراكليسي الكبير” ويختلفان عن بعضهما البعض بنص القانون والمقطع الإنجيلي أما ترتيب الخدمة فذاتها، ونرتلهما بالتناوب مساء كل يوم من صيام السيدة الواقع قبل عيد رقادها 15 آب، ما عدا مساء غروب عيدي التجلي ورقاد والدة الإله، كَتب القانون الصغير المرّنم ثاوفانس (وهو الراهب ثاوسستيريكتوس وليس ثاوفانس المعروف) أما زمن كتابته فهو غير معروف على عكس القانون الكبير فكتبه الملك ثيوذوروس الثاني منتصف القرن الثالث عشر، ويمكن أن نرتلهما عند كل حاجة وضيق. توضح الطروبارية الأولى لقانون البراكليسي الهدف المرتجى من صلاته وهو الحماية من التجارب والمصاعب: “تجاربٌ كثيرةٌ قد شملتنا أيتها العذراء، فأليك نلتجئ طالبين الخلاصَ، فيا أم الكلمة خلصينا الآن من المصاعب والضيقات” (الطروبارية الأولى من الأودية الأولى) لكن ما هي التجارب؟ وكيف نتجرّب؟ وكيف نواجهها؟1. ما هي التجارب؟ التجارب هي التي تضع إيمان ومحبة وطاعة الإنسان لله على المحك فتتعبه وبالتالي يمكن أن تدفع الضعفاء منا لمخالفة وصايا الله وارتكاب الخطايا، ومن بعض هذه التجارب: - هي أي شيء يدفع الإنسان لارتكاب الخطايا ومخالفة وصايا الله. - هي المشاهد المثيرة والقذرة من صور أو كلام… - هي أي شيء يدفع الإنسان ليفقد إيمانه و صبره و رجائه. - هي أي ضيق مادي أو فشل في العمل يعيق الإنسان عن التقدم نحو الله. - هي كل شيء يعيقنا عن تقديم واجباتنا الاجتماعية أو الدينية. - هي كل شيء يسخر من الدين أو الأخلاق….. - … وعندما نتعرض لأي منها أو أكثر فلنصلي لوالدة الإله لكي تطردها عنا لأنها ملجأنا: “أيتها البتولُ، إنك تطردين عنا صدمات التجارب وطوارقَ الآلام، لذلك نسبحُك مدى جميع الدهور” (كانين الأودية الثامنة)2. كيف نتجرّب؟ مصدر التجارب داخلي وخارجي، تعود الخارجية منها إلى الناس من حولنا فيضايقوننا ويزعجوننا ويتّدخلون بحياتنا الخاصة: العائلية، المهنية، الدينية… فيصبحون كأدوات يحققون غايات الشيطان ويصعبون حياة المؤمن، مستخدمين أدوات متنوعة: طول اللسان أو الضرر الجسدي أو السحر أو… ودرجة تحمّل الإنسان فهي مختلفة بين واحد وآخر ولكنها بالعموم محدودة، وعند تجاوز هذا الحد يمكن أن يقع في اضطرابٍ وضيقٍ بالتالي يمكن أن يفقد سلامه وإيمانه بالمعونة الإلهية فما عليه إلا اللجوء لوالدة الإله مرتلاً خدمة البراكليسي لتنتشله بشفاعتها من هذا الضيق: “أيتها العذراءُ، بما أنك ولدت المخلصَ فأليك نتوسلُ أن تنقذينا من كل المصاعب، لأننا إليك نلتجئ ونُبسطُ النفسَ والعقلَ نحوَك” (ذكصا الأودية الأولى) قانون البراكليسي ينّبهنا بوجود مصدر آخر للتجارب وهو الشيطان:“أيتها العذراءُ، إننا نعرفكُ شفيعةً لحياتنا وصيانةً حريزةً مزيلةً جماحَ التجارب وداحضةً حيلَ الأبالسة، فنضرعُ إليك على الدوام أن تنجينا من فساد آلامنا” (الطروبارية الثانية من الأودية السادسة) هذه الشياطين والأبالسة لا تكل ولا تتعب في محاربة المؤمنين فتجرّبهم في إيمانهم ورجائهم بالله وتحاول إيقاعهم بالتكبر وتشجّعهم أن لا يتوب وتقويهم على تبرير خطاياهم…. فهي تحارب الكل وبشتى الوسائل لكي توقع البشر بتجارب وضيق وشدة كلها حسداً وغيرة من الإنسان. وليس على المؤمن سوى الصراخ لوالدة الإله أن تعينه من شدة تجارب هذه الشياطين:“أيتها السيدةُ الكليُ قدسها، لا تكلينا إلى شفاعة بشريةٍ، لكن تقبّلي ابتهالاتنا نحن عبيدك لأننا في ضغطة وحُزن. ولا نستطيع أن نحتملَ قسيّ الشياطين، وليس لنا سترٌ ولا ندري إلى أين نلتجئ نحن الأشقياء المحاربين من كل جهة، وليس لنا سلوهٌ سواكِ، فيا سيدةَ العالم يا رجاءَ وشفيعةَ المؤمنين لا تعرضي عن ابتهالاتنا بل اصنعي ما يوافقنا” تشكل نقاط الضعف الداخلية للإنسان، أي أهوائه، باباً كبيراً لدخول التجارب هدفها الشيطاني أن توقع الإنسان في الخطيئة ليخسر خلاصه، لذلك علمنا الرب أن نصلي في الصلاة الربانية: “ولا تدخلنا في تجربة لكن نجّنا من الشرير” 3. كيف نواجهها؟ لمواجهة هذه التجارب يجب علينا أن نضع في أذهاننا ما يلي: أ. يسمح الله بالتجارب لكي يزداد إيماننا وننضج روحياً وذلك بعد أن نتجاوزها، يقول القديس يعقوب الرسول: “احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة” (يعقوب 2:1). ب. لا يسمح الله أن نتجرّب بما هو أكبر من طاقتنا على التحمل: “الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنقذ لتستطيعوا أن تحتملوا” (1كو13:10). ت. الله يعيننا ولا يتركنا، وشرط أن يساعدنا هو أن نقدم ما نستطيع وبكل قوانا من صلاة وصوم وتعب روحي مجاهدين أن نصنع مشيئته، وعندما لا نستطيع تجاوز هذه التجارب من بعد تعبٍ فلا بدّ أننا سنلقى العون منه: “لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفنا” (عبر15:4)، لأن الذي تألم وجرُّب محبة فينا قادرٌ أن يقيمنا نحن الواقعين في التجارب: “لأنه في ما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين” (عبر18:2). عندما تقصى التجارب وتقوى أهوائنا وتضعف قوانا سنتخبّط باحثين عن ملجئ، علمنا آباء الكنيسة أن ملجئنا في الضيق هو والدة الإله فبشفاعتها هي المعينة لمواجهة التجارب والمحن والشدائد ونعرف أننا، وبكل تأكيد، سننال طلبتنا وسننجو من كل المصاعب بشفاعتها، هذا ما تقوله التراتيل الكنسية الخاصة بوالدة الإله وخصوصاً خدمة البراكليسي. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرسل الأثني عشر
تقيم الكنيسة في اليوم الثاني من عيد القديسين بولس وبطرس عيداً جامعاً للرسل الاثني عشر: سِمْعَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ. مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى الْغَيُورَ. يَهُوذَا أَخَا يَعْقُوبَ وحلَّ متيّا مكان يهوذا الاسخريوطي. ولنرى كيف تمت دعوتهم. كيف تم اختيار الرسل الإثني عشر: الطريقة التي انتقى بها السيد تلاميذه من بين الحشود الكبيرة كانت مميزة جداً إذ كانت بعد صلاة من السيد. يصف لنا الإنجيلي لوقا كيف اختارهم الرب يسوع بعد صلاةٍ: “وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ. وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ، وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً رُسُلاً” (لو12:6-13). أراد أن يختار المميزين من التلاميذ وأراد تعلّيمنا أن نضع أولاً بين يدي الرب أي عمل قبل أن نقوم به، أي أراد أن يعطينا الحالة الروحية الصحيحة للعيش مع الله مبتدئاً بذاته. من جهة أخرى اختيار السيد للتلاميذ يشير إلى معرفته بهم وبإمكاناتهم حتى أنه لقبهم رسلاً، وهم لم يستحقوا هذا اللقب لولا معونة الرب. وعبر العصور حاول الكثيرون أن يأخذوا لقب الرسل دون معونة الرب واختياره، كما يشرح القديس بولس الرسول: “لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ” (2كور13:11). سلطان الرسل: أعطاهم سلطاناً على الأرواح الشريرة وقوة لشفاء المرضى: “ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ” (متى1:10). لم يُرد أن يحتفظ بهذه المقدرة لنفسه بل وهبها لتلاميذه. هو أرسلهم ليبشروا ويعظوا بكلمة الله في المدن اليهودية، وليس فقط أن يبشروا بالملكوت الله الآتي بل وأن يجترحوا العجائب، وكلها مجّاناً: “مَجَّاناً أَخَذْتُمْ، مَجَّاناً أَعْطُوا” (متى8:10). العجائب التي قام بها الرسل لم تكن نتيجة قدرتهم الشخصية إنما كانت هبة من الله من أجل الذين يحتاجونها، وهم لم يسعوا ليقتنوا هذه الموهبة بل الله هو الذي وهبهم إياها مجاناً لخدمة كنيسته. في البداية أرسلهم ليبشروا المدن اليهودية فكانت تحضيراً للبشارة الكبرى بعد قيامته عندما سيرسلهم للعالم أجمع: “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ” (متى19:28). الأمر العجيب أن أناساً غير متعلمين وفقراء وليسوا من عائلات معروفة نالوا نعمة الروح القدس وصاروا مبشرين بملكوت الله وهذا بمثابة دليل على أن الذي يقوم بهذا العمل هو الروح القدس عبر البشر الذين يقبلونه، والسلطان الذي يملكونه ليس سلطانهم بل سلطان الروح القدس الساكن فيهم. الكنيسة هي خزينة النعمة: الشخص الذي يمنحه الله أن يقتني نعمة الروح القدس يرغب دوما أن يشاركه بها الآخرين، وهذا دليل على اقتنائه لها. كنيسة المسيح هي مخزن نعمة الروح القدس وهي قناة عمله، هي الواسطة التي بها يشفي الروح القدس نفوس المرضى وأجسادهم. في زمن حياة المسيح بالجسد بين البشر دانه الكثيرون لأنه كان صديق الفقير والخطاة يأكل ويشرب مع العشّارين، لكنه كما قال هو إنما جاء من أجل هؤلاء وللسبب ذاته أرسل تلاميذه لكي يشفوا المرضى روحيا وجسدياً ومجّاناً. تشكل الكنيسة القناة التي تجري منها نِعَمُ الروح القدس، وهي لم تقف عن مساعدة أبنائها، فتقدم لهم أسرارها الإلهية لكي يتقدّسوا، وتزوّدهم بكلام الله الشافي، تلبي حاجاتهم الروحية. أي بكلام آخر هي تعظ بكلمة الله وتشفي المرض أي تقوم بعمل الرسل ذاته، أي أنها تستمر في مزاولة عملها منذ تأسيسها بحلول الروح القدس على التلاميذ. لذلك فلنصلي للرب كي يرسل مختارين للكنيسة على غرار الرسل يضحّون بأنفسهم لينالوا نعمة الروح القدس فيتقدّسوا مُحقيقين مشيئة الله. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“إنما قال هذا عن الروح” “إنما قال هذا عن الروح”كشف السيد المسيح عن نفسه، في اليوم الأخير لعيد المظال اليهودي، أنه نبع الحياة. قال بأن العطشان الذي سيأتي إليه سيخرج من بطنه ماء حي (يو38:7) والمقصود بالبطن هو القلب و الماء هو نعمة الروح القدس، والقلب الذي يسكنه الروح القدس يفيض، وبشكل دائم، بنِعَم الروح القدس ومواهبه. هكذا أجاب السيّدُ السامريةَ ولكن بشكل آخر: “الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ” (يو14:4) أي سيتحول الماء الذي سيعطيه، أي الروح القدس، إلى نبع داخلي للحياة الأبدية، أي سبباً للخلاص. السيد هو السبب لننال نعمة الروح القدس: المسيح هو بكر الخليقة الجديدة أي الطبيعة البشرية المتجددة، وبتجسده وموته وقيامته أصبحت هذه الطبيعة مهيأة لكي تقتني نعمة الروح القدس. قديماً وبسبب رفض آدم الأول تطبيق وصية الله خسر نعمة الروح القدس فشعر أنه عارٍ، وبخطيئته أظلمت الطبيعة البشرية وخسرت نعمة الروح القدس، هذا الذي ألهم أنبياء العهد القديم وأعطاهم القدرة على رؤية المستقبل وفهم الأسرار الإلهية. الذين يؤمنون بالمسيح كمخلص ويكونوا أعضاء في كنيسته لا يمرّ فيهم الروح القدس مروراً عابراً بل يسكن فيهم ليكونوا هيكلاً له، لأن أجسادنا هيكل للروح القدس: “جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ” (1كو19:6)، وهذا هو هدفنا في الحياة. علامات الروح القدس: يسكن الروح القدس هؤلاء الذين يجاهدون وينقّون أنفسهم، ويستمر حضوره فيهم ماداموا يجاهدون ليحافظوا على هذه النقاوة، وبشكل معاكس يهجر هؤلاء الذين لا يستحقونه ليصبحوا خالين من نعمة الروح القدس وعندها يمكن أن تسكنهم الأرواح الشريرة. الروح القدس موجود في كل مكان ويملئ الكل ولكنه يملئ المستحقين من نعمته ويُظهر قوته فيهم. لكن أين يسكن المعزي؟ إنه لا يسكن غير المؤمنين ولا المتكبرين ولا الفلاسفة ولا العلماء بل في المتواضعين الأنقياء القلب، فيعيش مع المتواضعيّ الكلام وبسيطيّ الحياة الذين يبتعدون عن المجد الشخصي. الروح القدس موجود في الكنيسة: نستطيع داخل الكنيسة أن نحافظ على نعمة الروح القدس بواسطة الصلاة والصوم والجهاد والمناولة المقدسة. بعض المؤمنين لا يحصلون على جزء من نعمة الروح القدس بل على ملء النعمة. يتعلق الأمر بالنقاوة الداخلية للمؤمنين. فمنهم من يقتنون جزءًا من نعمة الروح القدس وآخرون أكثر بقليل وآخرون أكثر وأكثر وآخرون ملء النعمة. علامات حضور نعمة الروح القدس فينا هي عيش التبني، أي عندما نعيش كأبناء لله، بداخلنا سلام، نسامح أعدائنا، لدينا رغبة لتحقيق الخلاص، نضبط أهوائنا، ننمي مواهبنا، لدينا سلام في فكرنا، لا نحب المال، نحافظ على أجسادنا نقية، ولدينا إيمان سوي…الخ العيش بجهاد مستمر هو الذي يحفظ نعمة الروح القدس فينا. فلنعمل على أن نعيش مع الله ولنحافظ على إيماننا به لكي نُبقي الروحَ القدس حاضراً في قلوبنا دائماً. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصعود الإلهي
تعيد الكنيسة يوم الخميس الواقع بين أحد الأعمى وأحد الآباء لعيد الصعود الإلهي و يذكره القديس لوقا الإنجيلي في الإصحاح الأخير من إنجيله وفي بداية كتابه أعمال الرسل (لو44:24-53) و (أع1:1-14)، مشكّلاً الحدث الأخير لحياة المسيح على الأرض والظهور الأخير للسيد القائم من بين الأموات، و به تنتهي مسيرة المسيح الجسدية على الأرض وتبدأ بعدها مسيرة أخرى للتلاميذ متابعين ما بدأه السيد لتأسيس الكنيسة، وكأنه حلقة الوصل بين عمل السيد الخلاصي وبين بشارة التلاميذ للعالم. فبعد أن عشنا ولمدة أربعين يوما مع التلاميذ، بعد قيامة السيد، نمجد قيامته الخلاصية ببهجة وفرح نوجّه الآن معهم أنظارنا نحو جبل الزيتون (أع12:1) مودّعين وساجدين للمسيح الصاعد إلى السموات. يرافق حادثة الصعود أجواء الفرح والتمجيد للانتصار الذي تم. المسيح أنهى عمله الخلاصي منتصراً على الموت وهو يصعد من الأرض إلى السماء كمنتصر وغالب، أما التلاميذ فيمجّدون المخلّص المنتصر و الآب يستقبله مع الملائكة. هذه الأجواء الفرحة لصعود السيد المجيدة تعبّر عنها القطعة الأولى لصلاة الغروب من خدمة هذا العيد: “إن الرب قد صعد إلى السموات لكيما يرسل المعزّي إلى العالم. فالسموات هيّأت عرشه والغمام هيّأ ركوبه. الملائكة يتعجبون إذ يلاحظون إنساناً أعلى منهم. الآب يقتبل في أحضانه من كان معه أزلياً. الروح القدس يأمر جميع ملائكته ارفعوا يا رؤساء أبوابكم. فياجميع الأمم صفقوا بالايادي لأن المسيح صعد إلى حيث كان أولاً” فرح هذا العيد ليس فقط لتمجيد السيد الصاعد بل أيضاً لتحقق خلاص البشرية، لأن المسيح صعد إلى السماء حاملاً الطبيعة البشرية وأجلسها عن يمين مجد الآب. وهكذا وكما بقيامته من بين الأموات أصبح بكر القائمين أيضاً بصعوده أصبح بجسده بكر الطبيعة البشرية التي جلست عن يمين الآب. وتعبّر ذكصا أبوستيخن صلاة الغروب عن انتصار الطبيعة البشرية بصعود السيد: “صعد الله بتهليلٍ الرب بصوت البوق ليرفع صورة آدم الساقطة ويبعث الروح المعزي ليقدّس نفوسنا” هذا الفرح لصعود المسيح يقترن مع الحزن لفراقه، ويصف كاتب التسابيح، في القطعة الرابعة في صلاة الغروب، حزن التلاميذ عند مشاهدتهم السيد صاعداً إلى السماء: “أيها المسيح الواهب الحياة إن الرسل لمّا عاينوك متعالياً في السحاب فامتلأوا عبوسةً وناحوا بعبراتٍ ونحيبً قائلين: أيها السيد لا تغادرنا يتامى نحن عبيدك الذين احببتنا برآفتك بما أنك المتحنن لكن أرسل لنا روحك الكلي قدسه كما وعدت لينير نفوسنا” فرح لإمكانية نيل الخلاص وحزن لفراق السيد، لكن كلّها برجاء أن السيد لن يتركنا يتامى بل سيرسل لنا الروح القدس المعزي الذي سيبقى معنا دائماًً، فسيتبع صعود السيد إلى السماء انحدار روحه القدوس إلى العالم وهذا ما تعبّر عنه القطعة الأولى من الليتين:“يارب لقد صعدت إلى السموات من حيث انحدرت فلا تتركنا يتامى لكن فليأت روحك حامً سلامةً للعالم وأعلن لبني الناس أفعال قدرتك أيها الرب المحب البشر“ عيد الصعود هو سر كبير تعيشه الكنيسة ليس فقط في يوم الاحتفال بالعيد بل بكل لحظة يتوجه فيه المؤمن في صلاته نحو المخلص الذي صعد إلى السماء وجلس عن يمين عرش مجد الآب، كما شاهده القديس استفانوس يوم استشهاده: “وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَرَأَى مَجْدَ اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ” (أع55:7-56).المؤمن الذي يعيش في الكنيسة يشعر بيد الله تباركه ويسمع كلامه عن إرسال الروح القدس بأنه سيأتي ليبقى معنا دوماً، فيتأكد الإنسان عندها أنه ليس وحيداً فيتقوّى ويجابه الخطيئة بنعمة الروح القدس، هو يعيش على الأرض ولكن فكره يجب أن يكون موجّه دوماً نحو السماء وليس فكره فقط بل ونظره وهذا ما يدعونا إليه بولس الرسول: “فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ” (كو1:3-3). لكن الشرط الأساسي لكي نراه هو أن نقوم معه، فالذين يعرفون القيامة ويعيشونها في حياتهم سيعرفون كيف صعد المسيح وأين جلس، والشرط الآخر لكي نقوم معه هو أن نمتلئ من نعمة الروح القدس كما حدث مع القديس استفانوس يوم استشهاده. فهل نحن ممتلئون من الروح القدس لنعيش هذا العيد حقيقة أم بعد نحن غرباء نريد كل شيء إلا الذي يربطنا بالسماء لأنه مُتعب وصعب. لكن مع ذلك أرسل الآبُ الروحَ القدس الذي ينتظر المجاهدين الظافرين لكي يسكن فيهم ويقدّسهم فيكونوا من أهل القيامة يرون ويسبّحون ويمجّدون الساكن في السماء عن يمين الآب. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الشعانين
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...m2-300x235.jpg دخول المسيح إلى أورشليم “لِهَذَا أَيْضاً لاَقَاهُ الْجَمْعُ، لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هَذِهِ الآيَةَ” علّم السيد المسيح الشعب اليهودي لثلاث سنوات و صنع آيات وعجائب كثيرة التي بسببها صار معروفاً أكثر بين الشعب. ويمكننا تمييز الكثير من العجائب الرئيسية التي كان لها تأثير على الشعب، فمثلاً في سنته الأولى للبشارة كانت أعجوبة المخلّع، المريض منذ 38 عاماً، وفي سنته الثانية كانت حادثة شفاء الأعمى، وفي سنته الثالثة وقبل آلامه بأيام قليلة كانت حادثة إقامة لعاذر، و بسبب الأخيرة بالخصوص استقبله هذا الحشد الكبير من الشعب على أبواب أورشليم “لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هَذِهِ الآيَةَ” (يو18:12).دخوله أورشليم: دخل السيد المدينة راكباٌ على حيوان بسيط أي جحش ابن أتان، كما ذكر في الكتاب المقدس. كان هدفه من ذلك أن يغيّر الصورة الخيالية المأخوذة عن المسّيا (المخلّص المُنتظر)، فالصورة التي كانت موجودة في ذهن الشعب وحتى لدى التلاميذ عن السيد مختلفة كلّياً عن الواقع، هم شاهدوا عجائبه واعتقدوا أنه المسّيا المنتظر الذي سيخلّصهم من حكم الرومان ويؤسس مملكة إسرائيل على الأرض. كانوا ينتظرونه كمحرّر أرضي “وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ” (لو21:24). حتى أنهم، ولمرّات عديدة، أرادوا أن يقيمونه ملكاً رسمياً عليهم (يو15:6). لكن بالمقابل كان المسيح صارماً اتجاه هذا الأمر. هم أرادوا خبزاً أرضياً بينما هو تحدث عن خبز الحياة الأبدية “اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ” (يو27:6). هم أرادوا السيد أن يكون ذو مكانة رفيعة وعالية وقوياً لا يُغلب، بينما ظهر عند دخوله المدينة متواضعاً حنوناً وهادئاً، هم أرادوه قائد حرب لكنه لم يدخل المدينة كقائد حربي بل كرجل متواضع ذاهب ليتألم. هو تألم حتى النهاية لكي يعلّمنا أن لا نتكبّر على الآخرين وأن لا نطلب منهم أكثر مما هو ضروري للخلاص. ردة فعل الشعب: لم تكن ردة الفعل واحدة من الجميع، فانقسموا لقسمين: الأول ذو العدد الكبير “الجمع الأكثر” (متى8:21) و “كثيرون” (مر8:11) و “كل جمهور التلاميذ” (لو37:19) أخذوا سعف النخل وفرشوا ثيابهم ليمشي عليها المسيح وصرخوا مع الأطفال قائلين: “مبارك الآتي باسم الرب” (يو13:12). هم استقبلوه كما يستقبله الملائكة كملك وإله. أما القسم الثاني وهم العدد القليل كانوا من الفريسيين الذين تذمّروا وطلبوا من المسيح أن يُسكت الجمع والتلاميذ عن الصراخ عند استقباله: “يا معلم انتهر تلاميذك” (لو39:19)، و أخرون منهم خافوا حانقين: “انظروا انكم لا تنفعون شيئاً هوذا العالم قد ذهب وراءه” (يو 19:12). بالنتيجة نلاحظ أن الشعب استقبله كما يجب، كملك وإله، أما الرؤساء فقد غضبوا وخافوا ومكروا في قلوبهم الشرّ. المراتب العالمية: الكنيسة هي جسد المسيح، ولا يمكنها، بأي حالة من الأحوال، أن تطالب أو رؤسائها بمكانة عالمية ما، لأنهم بذلك يلتصقون بهذا العالم فقط ويبتعدون عن الملكوت السماوي، فالكنيسة يمكن أن تكون في هذا العالم ولكنها لا تعمل بطريقة عالمية، حتى أعمالها الإنسانية من مساعدة الفقراء، أو أمور اجتماعية أخرى، فإنها تنطلق من السيد المسيح وليس من أسس بشرية عالمية. وإذا تحلّت الكنيسة ببرفير وأرجوان بدون تواضع المسيح لا تكون الكنيسة التي أرادها المسيح. فالمؤمن عليه أن لا يسعى لعروش وكراسي بل لتواصل مباشر وحي مع المسيح. لذلك يجب على الكنيسة أن تسلك في طريق الشهادة والذي سلكه الرب أولاً، واضعةً نصب عينها شخص المسيح كي لا تضلّ عن المسلك الصحيح وتضيع في هذا العالم. في الكنيسة لا يتم التقاطع بين المكانة العالمية والخدمة الكنسية. هدف الكنيسة أن تجمع أبناء الله في حظيرته وتريهم طريق الخلاص، فمبارك الآتي الذي سيخلّصنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسة مريم المصرية
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...ry-300x120.jpg حب الرئاسة “من أراد أن يصير فيكم أولا يكون للجميع عبداً” إن المسيرة الأخيرة للسيد نحو مدينة أورشليم كانت مؤثرة ليس على السيد فقط بل وعلى مرافقيه. “وَكَانُوا فِي الطَّرِيقِ صَاعِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَقَدَّمُهُمْ يَسُوعُ” (مر32:10) السيد يسير والتلاميذ يرافقونه خائفين. وكلما اقتربت ساعة آلام المسيح ازداد حديثه عنها وعن موته. حدّثهم عن كأس الموت وعن معمودية الدم. أوضح لهم كيف أن مسيرتهم ستشابه مسيرته وخاصة بنهايتها. خاف التلاميذ. حتى تلك اللحظة لم يستشهد أي منهم، لكن خلال هذه اللحظات اثنان من تلاميذه طلبا منه أن يجلسا الواحد عن يمينه والآخر عن يساره، أما السيد فأجابهما الذي يريد فيكم أن يكون أولاً يجب أن يكون للكل خادماً وعبداً. تواضع المسيح: المسيح “ملك القوات السماوية” قَبِلَ أن يولد كطفلٍ في مغارة، أن يعيش في منزل نجّار فقير، أن يعتمد على يد إحدى خلائقه، وأن يصلب بطريقة وحشية، هو بذلك علّمنا ما هي الطريق المؤدية لملكوت السموات أي التواضع. تكلّم المسيح عن الجهاد الروحي أما عقل التلاميذ، كنموذج للبشرية، فكان مشدوداً نحو المجد الشخصي وكأنهم يحلمون به في كل لحظة. يمكننا أن نكون تلاميذ المسيح ولكن إذا لاحظنا أننا لا نثمر في حياتنا الروحية والأرضية فإنما يعود ذلك إلى الأهواء المسيطرة علينا، وأننا قد أضعنا الهدف، فيمكننا أن نرتقي في حياتنا نحو الأعلى، اجتماعياً، علمياً، مالياً،… ولكن ما النفع إذا بقت أهوائنا حيّةً فينا؟. كل الارتقاء نحو الأعلى، وحتى لدرجة أن نكون من تلاميذ المسيح، لا يكون حقيقياً، كما أراده وعاشه المسيح على الأرض، بدون تواضع، بل زائفاً أساسه أهوائنا. يقول آباء الكنيسة إذا أردنا أن نعيش حياة مسيحية حقّة ونتخلص بنعمة الروح القدس من خطايانا وأهوائنا فلا يكون ذلك بدون تواضع، ومن جهة ثانية الشخص الذي يحاول أن يكون أولاً هذا يعني أن يدفع الجميع من حوله نحو الأسفل، هذا خارج نطاق عمل الروح القدس، وبالنتيجة يصبح مكروهاً ومنبوذاً من كل من حوله. مثلاً الشيطان أراد أن يكون الأول في كل شيء ولكنه سقط وأصبح آخر الجميع. الذي يستحق المجد ليس الذي يسعى له بل الذي يتجاهله. يشبه المجد ظل الإنسان بقدر ما يلاحقه بقدر ما يبتعد عنه. دواء حب المجد: على جروح حب الرئاسة والمجد الباطل يضع السيد التواضع كدواء، فإذا كان خالق الملائكة، أي المسيح، قد تواضع بهذا المقدار فما علينا إلا نسير في دربه، “وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ” (فل 8:2). يشدد بولس الرسول ويقول إنَّ تواضع السيد هو من لحظة ميلاده على هذه الأرض ولكن هذا التواضع يتضّح أكثر عند موته على الصليب من أجل البشر، فبقدر ما يرتفع الإنسان بقدر ما يجب عليه أن يواضع ذاته فلا يتكبر، هذا ما علّمنا إياه السيد. مكانة الإنسان يأخذها لا ليفتخر بها بل ليخدم بها الآخرين. مع التواضع فقط نتغلّب على حب الرئاسة ونقترب من الآخر، وتصبح علاقتنا معه صحيحة، أما علاقتنا مع الله فتكون صحيحة عندما يكون أساسها التواضع وليس الأولية بين الناس. اليوم الجميع من قادة وحكّام، رجال أو نساء، كهنة أم علمانيين، هم في خطر أن يصبحوا، أو أن يجعلوا أنفسهم، آلهة عند الآخرين. القادة الحقيقية لا تجرح بل تداوي الجراح. المهم أن يتدربوا على التواضع للوصول إلى نتائج إيجابية في مساعدة الآخرين لا تحطيمهم. بالنسبة لنا المسيح تواضَعَ لكي نرتفع نحن إلى السماء و هو الطريق الآمن نحو السماء. فالتواضع هو الدواء لحب الرئاسة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“قوة المسيح”
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...9/klimakos.jpg “قوة المسيح” “انْتَهَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ” إن قدرة الشيطان على محاربة البشر كبيرة جداً ولكنها لا تقارن بمحبة الله للإنسان، ولو لم يكن الله يحمينا لانتفينا من الوجود، لأن الشرير يحاربنا بدون توقف. لم يوجد وقت أو زمان تركنا فيها الشيطان أحرار بدون أن يحاربنا. هو المسؤول الأول والأخير والسبب لكل مصائبنا. أما اليوم فإن السيد حطّم قوته وقدرته للسيّطرة على الإنسان شافياً ابن ذاك الأب القليل الإيمان “أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي” (مر24:9). قلة الإيمان هي حالة روحية مرضية: أب الصبي كان قليل الإيمان وللسبب ذاته لم يستطع التلاميذ أن يشفوا الصبي. ذهب والد الصبي إلى التلاميذ ليشفوا ابنه وكان الشك يخامره في قدرتهم. وهذا واضح من كلامه: “فَقُلْتُ لِتَلاَمِيذِكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا” (مر18:9) هو ببساطة أحضر ابنه للتلاميذ وطلب أن يشفوه لكنه لم يتضرّع ولم يبكي لأجل ابنه كما فعلت مثلاً المرأة الكنعانية عندما طلبت شفاء ابنتها من الشياطين (متى 22:15-28). بتجسد المسيح وحضوره على الأرض، تواصل مع أشخاص غير صالحين وغير مؤمنين بالله، فحاول إصلاحهم ولكن قلة إيمانهم أو عدمه دفعتهم أن لا يعرفوه حقيقة ولا ينصلحوا. والد الصبي لم يكن مؤمناً، ولكنه اعترف بقلة إيمانه وطلب المعونة من السيد. بالطبع نحن لم نُخلق من الله أشراراً أو سيئين، بل الخطيئة فعلت بنا ذلك. دخلت الخطيئة في الإنسان وغيّرته. شخص الابن الممسوس وشفائه: حالة هذا الابن المأساوية والشياطين التي فيه مخيفة. تشبه حالته هذه الجبل الكبير الذي يزاح من مكانه بالإيمان: “فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ” (متى20:17). بمجرد سماع صوت المسيح وحديثه تأثر الشيطان الذي كان في الصبي وأخذ يتمرغ ويزبد على الأرض. الصبي لم يكن مريضاً نفسياً بل مسكوناً بالشيطان، والأمران مختلفان. الأمر الأول يشير إلى معاناته من مرضٍ وأما الثاني فيأتي من الشيطان. يعاني المسكون بالشيطان من مشاكل يسببها الشيطان الساكن فيه أما المريض نفسياً فيعاني من اضطرابات في تركيبته الجسدية والنفسية. كان هناك شك في قلوب الجمع وترقّب أن السيد غير قادر على إخراج الشيطان لكنه، لكي يزيل هذا الشك، صرخ في الحال بالشيطان آمراً إياه أن يخرج من الصبي: “أَنَا آمُرُكَ: اخْرُجْ مِنْهُ وَلاَ تَدْخُلْهُ أَيْضاً!” (مر25:9). أوضح السيد للجمع أن لديه سلطان إلهي ليس كالكتبة والفريسيين، والشياطين بذاتها اعترفت بذلك السلطان وسألته لماذا تعذبنا؟ (متى 29:8). لكنه لم يتركنا أسرى هذه القوى الشيطانية بل أعطانا الأسلحة لمحاربتها أي الصوم والصلاة. (مر29:9). أهواء الإنسان: أهواؤنا وخطايانا والقوى الشيطانية، الغضب والرغبات الجسدية وحب الذات وأشياء أخرى موجودة فينا بشكل قوي، هي تشبه الجبال العالية، لإزالتها كلها من داخلنا نحتاج للإيمان والذي نقتنيه بنعمة الروح القدس بواسطة الصوم والصلاة، فيكون الله حاضراً وعاملاً فينا. الإيمان الحي البسيط القليل يبدّل فينا كل الشرور التي بداخلنا لنصبح قادرين على فعل الخير. يجب أن لا نقابل السيد وتعليمه بقلة إيمان. بقدر ما نكون متواضعين بقدر ما تعمل فينا نعمة الله وتحمينا من قوة الشيطان. فلندعو الله أن يطهّرنا من أهوائنا كما طهّر الصبيّ من الشيطان. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟” http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...ss-265x300.jpg “مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟” خُلق الإنسان من الله ليكون سيد الخليقة و يحكمها كما يشاء ببركة من الله: “أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ” (تك28:1). لكن إذا استند الإنسان في حياته على الأشياء المادية فإنه يخسر الكثير من كينونته. يجب ألاّ ننسى بأن الإنسان يمتلك نَفْساً تستحق منه الاهتمام أكثر من اهتمامه بكل العالم المادي من حوله. هذا ما يؤكّده إنجيل اليوم في توضيح أهمية نفس الإنسان، بقول من السيد نفسه، فيسأل: “مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟” (مر36:8-37). نَفْسُنا والعالم: من غير الممكن للإنسان أن يربح العالم كلّه. حتى ولو استطاع أن ينجز ويحقق الكثير من علم أو مال أو ممتلكات. العالم محدود وفان أما نفس الإنسان فهي مرتبطة بالله لذلك تبقى غير فانية. مع المادة نكون بحالة غير مستقرّة ومع فساد النفس نبلغ إلى جحيم أبدي. أن نملك كل المسكونة فهذا لا يساوي شيئاً أمام أن نربح النفس التي وهبنا الله، أي وجودنا. يقدّم القديس غريغوريوس بالاماس تحليلاً مهماً حول هذه النقطة ويقول الإنسان مركب من عنصرين الإنسان الخارجي أي الجسد والإنسان الداخلي ما “يُسمّى النفس”. وعندما يسلّم الإنسان الخارجي ذاته للموت يخسر أيضاً إنسانه الداخلي. فالمحب لهذه الدنيا بكل ما تحوي يلّوث نفسه ويخسرها، لأن حمل الصليب وإنكار الذات لإتّباع السيد لا يمكن مقارنتهما بكل ممتلكات هذا العالم. إذاً كنتيجة واقعية لا يمكن استبدال الحياة مع المسيح بأي شيء مادي. التحضير للحياة الأبدية: إنكار الصليب هو انحدار نحو الموت، أما حمل الصليب فيعني السير في درب الخلاص. سار الرسل في هذا الدرب حتى الموت الجسدي ولكنهم نالوا الخلاص الأبدي، وهكذا يتحتم على كل مؤمن بالمسيح أن يتبع سيّده ليس في الحياة بل أيضاً في الموت. إنكار ذواتنا هو عنصر أساسي لكي نحقق الحياة في المسيح. هذا يعني أن يموت الأنا، أي أن تموت معه القوى الشيطانية القادرة على السيطرة علينا، وأن نطيع المسيح بتطبيق وصاياه فتنفتح لدينا إمكانية الحصول على الخلاص. كلام السيد هذا يبدو لكثيرين غير واقعي وغير معاصر، طبعاً هذا خطأ. كل الذين يجاهدون روحياً يعرفون صحة هذا الكلام. نحن مشدودين من أهوائنا التي تُعيقنا أن يحيا المسيح فينا، لذلك يبدو كلام الإنجيل صعبَ التحقيق. ولكن لنبدأ بمحاولات بسيطة بالصلاة وقطع مشيئتنا وبتطبيق الوصايا وسنرى بالتأكيد النتائج الايجابية المفيدة. الغيرة مثلاً هي حالة يشجع عليها الشيطان، والتي تُعيقنا عن محبة الآخرين، وبنعمة الله بمحاولات متكررة للتخلص من هذا الهوى نستطيع التغلب على بعض الأنا الذي فينا من أجل أن تكون محبة المسيح هي الغالبة فينا. نستطيع أن نقيس على هذا، المحاولة للتخلص من سائر الأهواء عبر صلبها بالمسيح. يؤكد القديس إسحاق السوري أن محاولة بسيطة يومية تُعطي ثماراً كثيرة. ومن جهة ثانية أيضاً الكسل في الحياة الروحية يؤدي للموت. يؤكد بولس الرسول كيف أن السيد هو المثل الذي يجب أن نتبعه: ” لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ” (1بط21:2). إذن هو حمل الصليب حتى الموت، فلماذا لا نريد نحن؟ من بعد حمل الصليب هناك موت عن هذا العالم وبالتالي قيامة في الحياة الأبدية. من يريد هذه القيامة لا غنى له عن حمل الصليب. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“المسيح طبيب النفس والجسد” إنجيل المخلّع “المسيح طبيب النفس والجسد” “مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ!” عاش السيد المسيح على الأرض يتنقل بين أربع مدن أساسية، في بيت لحم، مدينة يهوذا، حيث ولد، ومدينة الناصرة “وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى” (لو16:4)، لذلك سمّي بالناصري، ومدينة كفرناحوم حيث سكنها، ومدينة القدس التي صُلب فيها. اجترح فيها كلّها عجائب كثيرة أما أعجوبة اليوم، إنجيل هذا الأحد، فحدثت في كفرناحوم التي وصفها متى الإنجيلي بمدينته: “وَجَاءَ إِلَى مَدِينَتِهِ” (متى1:9). وحول هذه الأعجوبة سنتحدث. الشعب من حوله: يصف مرقس الإنجيلي كيف اجتمع الناس من حوله عند دخوله بيتاً في كفرناحوم: “وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ” (مر2:2). أما لوقا الإنجيلي فيحدد من هم هؤلاء الناس: “وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ” (لو17:5). والكثير منهم جاؤوا ليشفوا من أمراضهم. بالوقت ذاته كان مجتمعاً حوله الكثير من أعدائه. هؤلاء كانوا مرضى بالغيرة والحسد، وهو حاول شفائهم بوسائل كثيرة، وواحدة منها هي حادثة شفاء المخلّع. شفى المخلّع من مرضه القاسي والصعب على أمل أن يشفوا هم أيضاً من أمراضهم الكثيرة. شفاء المخلّع: جاء بالمخلّع أربعة رجال وبسبب الحشد الكبير لم يستطيعوا إدخاله للبيت لذلك نقبوا السقف ودلّوه منه واضعين إياه أمام السيد. عندما رأى السيد مرض الرجل الصعب لم يجرّب إيمانه كما فعل مع غيره فمثلاً في حادثة إخراج الروح الأصم من شاب “قَالَ لَهُ يَسُوعُ(لوالد الشاب): إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ” (مر23:9). لكن إلحاح الرجال الأربع ورغبة المريض أن يكون أمام السيد ليُشفى ليس سوى دلالة على إيمانهم بأن المسيح سيشفيه. ولكن السيد أجابهم بطريقة لم يتوقعوها ولم يطلبوها ويصف لوقا الإنجيلي جواب السيد له: “أَيُّهَا الإِنْسَانُ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ” (لو20:5). هم أتوا لشفاء الجسد أما هو فأعطى الأولية لشفاء النفس، ليؤكد لهم ولنا أن الحاجة الأولى هي شفاء النفس. في شخص المخلّع تتمثل كل البشرية المريضة التي تحتاج لأن تُشفى من مرض الجسد والروح (الخطيئة). ردة فعل الحشد من حوله: عندما حدثت الأعجوبة بُهت الجمع وخاف جداً: “بُهِتَ الْجَمِيعُ” (مر12:2). خافوا لأنهم عملوا خطايا كثيرة ومن الممكن أن يقعوا هم في المرض ذاته. ثم نلاحظ أن الكتبة والفريسيين قد أدانوا المسيح في فكرهم. أما المفلوج فأطاع السيد و حمل سريره ومشى. السرير كان علامة لألمه الذي عانى منه الكثير ولكنه بالنهاية بعد أن شفاه السيد حمله ومشى. توجد هنا ثلاثة ردات أفعال، الأولى الخوف والبهتان من قبل الحشد، والثانية الإدانة والشك من قبل الفريسيين، الثالثة الطاعة من قبل المخلّع. يمكننا القول أن داخل كنيسة المسيح، كمثل كفرناحوم، التي تعني “بيت التعزية”، كانت ردات الأفعال الثلاث السابقة أما نحن فعلينا أن نقارن أنفسنا مع الحالات الثلاث لنعرف ذواتنا ونعمل على تغييرها إن كان في قلبنا شك أو خوف حول المسيح، ولنعمل على أن نكون من الواثقين بأن المسيح سيشفيننا ولنهتم بشفاء النفس من الخطيئة لأنه أهم من شفاء الجسد. وبما أن الكنيسة هي الميناء التي يلجأ إليها المشلولون والمرضى لكي يُشفوا فخارجها لا يوجد شفاء سوى مؤقت وزائل، فلنهتم بخلاصنا ولتقدمنا الروحي والسيد سيرحمنا ويشفينا روحاً وجسداً داخل كنيسته المحبوبة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طرق التغلب علي الاهواء والذلات والشهوات http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...HQsKA7Nx30HDNQ كثيرا ما ينحدر الإنسان نحو أمور باطلة وأشياء رديئة ونجسة وتتشكل فى حياته عادات رديئة يصعب التغلب عليها فيما بعد ، وميل الإنسان لهذه الأمور ليس فقط خطية تحسب على الإنسان وتهدد ابديتة بل أمرا خطيرا يهدد سلامة وحياة الإنسان ومستقبلة وربما سلامة وحياة المحيطين به أيضاً. وضعف الإنسان أمام بعض الأمور الباطلة والأشياء الرديئة ربما يكون حقا وفى الأصل مرجعه الأساسي الضعف البشرى فى الإنسان ،ولكن لأجل دوام واستمرارية علاقة الإنسان بالله وجب الانتصار علي هذه الأشياء الرديئة وتلك الأمور الباطلة فور اكتشافها ، إذ أن من شأن السكوت عليها هو حتماً صيرورة هذه الميول عادات رديئة فى حياة الإنسان يصعب فيما بعد التغلب عليها ، لذا يكون من الأجدر للإنسان ومن الضرورة بمكان القضاء على كل ميل ردىء فى حياته وعدم السكوت على وجوده ضماناً لمستقبل أفضل وحياة هادئة فى ظل رعاية المسيح وسلامه . وغنى عن التوضيح عدم قدرة أحد ما على معرفة عدد أو قدر ما بداخلة من ميول باطلة ورديئة ، ولكن بمقدور كل أحد وبسهولة معرفة ما بداخله من ميول باطلة ورديئة إذا ما ترك للروح القدس الذى بداخله تبكيته عليها . وغنى عن التوضيح أيضاً أن هذه الميول باطلة ورديئة فى حد ذاتها ثعالب صغيرة مفسدة للكروم فلكى تنمو شجرة حياتك الروحية وتنتفع وتنفع الأخرين بثمارها عليك بمقاومة كل ما يصيبها من آفات رديئة … وأعلم تماما أيها الحبيب فى الرب : 1- أن كل ميل ردىء هو زنا روحى ، لأن الزنا كما قالوا عنه ليس هو فقط الاتصال الجنسى غير الشرعى بل وأيضاً كل ذهاب وراء جسد أخر غير الله وكل محبة أخرى بعيدة عن محبة المسيح . 2- أن كل ميل ردىء معناه الارتضاء بالسلوك حسب الجسد والخضوع لناموس هذا الجسد وذلك على حساب ناموس المسيح والتمتع بأمجاد الخليقة الجديدة وشركة ميراث القديسين . 3- ليس العيب أو الجرم فى أن ترد علينا أفكار الميول الباطلة ولكن الكأبه والحزن والشقاوة لكل من راح يطيع هذه الميول حتى صارت فى حياته عادات متأصلة وصخور قوية وعوائق منيعة فى طريق وصوله لملكوت السموات. 4- ترك معترك الجهاد الروحى يأتى نتيجة تنفيذ مشيئة الجسد ، وتنفيذ مشيئة الجسد يأتى نتيجة التغافل عن الجهاد الروحى ، أو ترك معترك الجهاد الروحى إلى حين والسبب فى هذا وذاك هو ترك الوقوف اللازم ضد كل ميل ردىء يخترق النفس . 5- الروح القدس يرغب تماماً فى أن يقدس ميولك حتى تصير على مستوى مشيئة الله ، ولكن سيبدأ فى العمل على تقديسها حينما تعبر له عن ذلك وتكون موافقاً على خطته لأجل صيرورة ميولك مباركة تستحق بسبها البركة والنعمة ومسرة الله . 6-صلب الميول الرديئة وسيلة مباركة لحياتك لأنه سيكون سبباً فى راحة بالك وسلامتك ونجاتك من كل خطر وقلق ، وربما نجاتك أيضاً من كل مرض ومحنة وتجربة . 7-ليكن أمامك كل حين قول معلمنا بولس الرسول " و نحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب " (2كو 5 : 6) فطالما كانت النفس مأسورة بميول أرضية فهى ليست مقدسة فى الرب ولا فى طاعة الحق ، وحتماً ستهلك بميولها الرديئة. 8-أبناء النور لا يختارون لأنفسهم طريقاً يسلكون فيه بل أن ميولهم المقدسة جعلتهم يمتلئون بروح الله الذى يقود الإنسان فى طريق لا يعثر فيه وأفاق مباركة لا يندم على السير فيها ، وشتان بين فريق يسلك أصحابه ولا يندمون وأخر لا يعرف أصحابه كيف يسلكون ودائما متحرين . 9-" من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا و من يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية " هكذا علمتنا كلمة الله وحكمته ، وبالتالى فمن يسلك حسب ميوله الرديئة حتماً سيحصد ندم وحزن وكآبة لا تنتهى ، وربما خسارة لا توصف وعواقب لا تحتمل . 10-طوبى لعيون امتلأت بالدموع على وجودها فى أرض السبى بالميول الباطلة و الرديئة لأنها حتماً سيتعزى أصحابها يوما من الأيام برجوعهم إلى بلاد رحمة ومعرفة الله 11- طوبى لقلوب مليئة بالصبر رفضت كل ميولها الباطلة ولم تبرح يوماً من الأيام معترك الجهاد الروحى ، لأنه حتماً سيعاين أصحابها مجداً من الله فى حياتهم . 12 - الحزن والكأبه والشقاوة والغباوة لكل نفس ظنت أن الانعطاف الوقتى لأمر زمنى مبهج سيثمر لها متعة تدوم وأفراح تبقى لها مدة أيامها على الأرض ، حقاً مثل هذه النفس مخدوعة من الشياطين و لا تحمل بداخلها روح المكتوب " باطل الاباطيل الكل باطل " (جا 1 : 2). 13- اختبار القديسين الذين عاشوا فى المتعة والسلوك حسب الجسد زمناً ثم تيقظوا وتابوا يؤكد لنا تماماً أن المتعة التى تأتى نتيجة طاعة الميول والأهواء الرديئة لا تحمل فى داخلها شىء من الحق والبركة والنفع ، وإلا كانوا قد أكملوا باقى أيامهم فى العيش تحت نير هذه المتع وما سمعنا بالتالى عنهم ولا على انتصاراتهم …….. 14- الإنسان الذى امتلئ قلبه بمحبة للمسيح لا يطيع إلا ناموس المسيح ، وما أسهل على هذا الإنسان أن يصلب أهوائه وشهواته لأنه مكتوب أن "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء و الشهوات (غل 5 : 24). وقبل أن أختم مقالى أود أن أقول لك أيها الحبيب فى الرب أن الله يرغب الآن فى تقديس ميولك حتى تصير أنساناً جديداً مخلوق حسب الله فى البر وقداسة الحق وتكون له ابناً تأخذ منه ما تشاء وما تطلبه بل وأكثر مما تطلب أو تفتكر ، حقاً فى اليوم الذى سيقدس فيه الله ميولك ورغباتك وأهوائك فى هذا اليوم ستحلم بشىء واحد وهو أن ترى " سماوات جديدة و أرضا جديدة يسكن فيها البر "؛ فهل تقبل عمله الآن ؟! لك القرار والمصير. صلى لأجلى كثيرا .. الرب معك . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأملات في أثنين البصخة المقدسة فضح خفايا النفس وعلاجها وشفاءها بالصليب أيها المؤمنون الملتمسين خلاص الرب العظيم، أنظروا أنه اليوم الذي فيه أظهر دينونة كذب البشر وكشف ثوبهم البالي، بمشرط الجراح الماهر الذي وصل لأصل الداء الأول الذي ورط الإنسان في الشرّ وأنتج الفساد، وهو داء الحية القديم عديم الشفاء، ولا يستطيع إنسان أن يعالجه، أنه الكبرياء المُرّ الذي طرح كثيرين صريعي المتكأ الأول وحب التسلُّط والسيادة على الآخرين، أنه الشهوة المُرّة التي تعمي البصيرة عن التدبير الإلهي الفائق !!! وها هي أم ابني زبدي لمَّا لم تكن كُفؤاً لسرّ تدبيرك الذي لا يوصف، يا سيدي وإلهي القدوس، التمست منك أن تمنح ابنيها إكرام مُلكك، التي نظرت إليه ملكاً أرضياً إذ سعت لكرامة ولديها وسط الناس ليتعظموا مثل الملوك وعظماء الدهر. ولكنك عوضاً عن ذلك قدمت صبغتك لهم، وهي كأسك التي استلمتها من الآب كالتدبير، هذه التي قلت أنك ستشربها لنهايتها، لأنك لأجلها أتيت، هذه الكأس التي لأجل خلاصنا نحن الخطاة الأثمة الذي إلى اليوم كثيراً ما لا نهتم بصنعة يديك لنا ونهتم فيما لأنفسنا وللناس، متغاضين عن شخص جلالك ناسين أنك فوق الكل وأعلى من العلويين ولا يوجد من يشبهك او يستحق أن يبقى جوارك ايها القدوس البار وحيد الآب الذي اشتهيت أن تجوز الموت الذي وجدته في طريق خلاصنا !!! لننظر إلى أنفسنا يا إخوتي ولنطرح عنا شهوة المتكآت الأولى، والمناصب التي نشتهيها في داخل بيت الله، أنظروا لأم ابني زبدي كيف طاقت أن يكون ابنيها على يمن ويسار ملك الملوك ورئيس الحياة، فكان رد الرب عليها أن يشربا الكأس، ومع شربهما الكأس لا يكون يمين ويسار إلا للذي أُعطي لهما، لأن حتى شرب كأس آلام الصليب مع المسيح الرب يُميت شهوة يمين ويسار والمتكأ الأول، لأنه لن يكون اهتمام لكراسي وكرامة لمن يحمل آلام الصليب ليموت، لأن الميت لا يسعى لكرامة بل ينظر لما هو أعظم وهو أن يحيا إلى الأبد مع سيده الذي قَبِلَ أن يموت معه، لا كلاماً مثلما فعل القديس بطرس حينما تسرع قائلاً مستعد أن أموت معك، ولكنه أمام جارية أنكر وهرب، لأن الكلام يختلف عن الفعل، والحديث عن الألم والصليب يأتي ونحن في راحة على كراسي التعليم أو كاتبي الشروحات والتفسيرات، أما شرب كأس الألم للثمالة ببذل حقيقي للذات وقبول التعيير لأجل المسيح، وقبول الموت من أجله بمسره، فهذا شانٌ آخر لا يقوى عليه إلا من باع نفسه لسيده، وطرح ثوبة المزركش في الأرض وارتمى عند قدمي مخلصه الصالح، لذلك أتى يوم الأحد بداية بصختنا المقدسة، وهو يتميز بطرح أعلى وأنظف الملابس أرضاً، لأنها ملابس عيد، وطرحها الكثيرين أرضاً بمسرة، ولكننا اليوم لا ينبغي أن نطرح ثوب مزركش أعددناه للاحتفال بالعيد السيدي، بل لنا أن نطرح نفوسنا عند أقدام مخلصنا ونُعفر هامتنا في التراب، تراب مزلة التعيير، سائرين في طريق الجلجثة… وطريق الجلجثة يا إخوتي لا يتفق مع الكبرياء والزهو البطال للنفس، لذلك في اليوم الثاني من البصخة أتى موقف التينة لفضح خفايا النفس التي تعرت من النعمة وصنعت لنفسها أوراق لتغطي تجردها من ثمر النعمة التي من الله، لأن أن لم تقع حبة الحنطة وتمت فأنها لن تأتي بثمر، لذلك كل من يكون مجرداً من ثمار الروح لا ينبغي أن يغطي خزي عاره بأوراق تظهره رائع، لأنه في النهاية وأن خدع الناس فهو يغش نفسه، ولن يخدع الله الحي الذي عيناه كلهيب نار تفحصان أستار الظلام… فلا الخدمة ولا الشكل الظاهر لها، ولا حتى الثوب الأسود وشهوه لبسه للمظهرية أمام الناس وحتى أمام الله ينفعنا بشيء، لأن هذه كلها شهوة أم ابني زبدي التي تريد واحد عن اليمين وآخر عن اليسار، ولكن الله الحي أمات هذه الشهوة وقدم الصليب والألم والموت، لذلك كثيرين يرفضون هذا بشدة، ويقاومون علامة ابن الإنسان، لأنها غُصة ألم وفضيحة وعار، تلغي الكرامة وتضعها تحت الأقدام، فمن يستطيع أن يحتمل ذلك !!! من يستطيع ان يُتهم أنه خارج عن قانون الناس، أو أنه يصير حقيراً من الكل مُداساً من الجميع، ألم يكن هذا معاناة أولاد الله وانبياءه على مر التاريخ كله، ألم يكن هذا ما اتصف به الخدام الأمناء على مر التاريخ حينما يقدمون التوبيخ بالروح القدس حسب موهبة الله وعطيته، ألم يرفضهم الناس ويتهمونهم أبشع التهم، ولا يريدون ان يسمعوا لهم، بل الناس صارت تسمع لمن يكلمهم بالناعمات ويُصفق لهم ويضع على رؤوسهم أكاليل الغار ويمدح أعمالهم!!! يا إخوتي طريق الرب هو طريق الآلام والشوك، الفضيحة والعار عند الناس، لأن الرب يضع الصليب فوق الأكتف، يُعري النفس من مجدها الزائف، يخرجها من قوقعة عبادتها التي لا تنفعها بل تُهلكها، لأن كثيرين ظنوا أن بمجرد تلوينهم حسب الشكل الذي لعابدي الله أو لخدامه يصبحون مبررين، غير عالمين أن هذا الشكل يضع عليهم وهق أعظم، وموت اشد عنفاً، إذ يطيح بهم للهلاك الأبدي سريعاً، لأنه ثوب الرياء العديم الشفاء، لذلك أمر الرب قديماً أن يحرص الشعب على عدم وجود الخمير في البيت في عيد الفصح، لذلك ينبغي أن ننقي قلبنا من خمير الفريسيين الذي هو الرياء، هذا الذي يجعلنا نلبس ثوب الخدمة لنُكرَّم عند الناس، وندخل أسبوع البصخة لابسين السواد وكأننا نقف أمام الله وبتصنع نقول أننا نبكي خطايانا، ولم يفكر أحد فينا بضمير صالح ونية صادقة أن يقبل أن يوضع على كتفه صليب العار، مستعداً للموت مع المسيح الرب، ليقول مع الرسول عن جد: [ مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ - أفتخر في الآلام والضعفات - لأعرفة وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته ] … آه أيها السيد الرب، إلى متى أحيا أنا، وأطلب مجد المتكأ الأول، وأسعى للخدمة بكرامة الكراسي الأولى وحب الصدارة، وأكون أنا الأول بين الجميع !!! متى انكسر عند قدميك وانطرح بتواضع لكي أحمل صليبك المُحيي على كتفي الذي تقبلت عليه النياشين وارتضيت أن يعلو رأسي أكاليل المجد والغار بقبول مدح الآخرين، طارحاً المجد الذي منك !!! ألم يحن الوقت الآن، لأتخلى عن هذا كله، وأقبل إكليل شوكك العظيم، وقصبة الهُزء والتعيير، وبُصاق التحقير، لكي أموت عن غش هذا العالم الباطل الذي يُكرم من يعرفهم وطبعه فيهم وسمته على جبهتهم !!! إني الآن أيها السيد أطرح قلبي عند قدميك بتواضع للتراب، مصغياً لصوتك الذي صار لطالبي المتكآت الأولى: أتستطيعون أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها الآن يا سيدي إني أنظر لتعليمك الشافي لنفسي مصغياً لصوت روحك في داخلي وهو يصرخ فيَّ قائلاً: أترك المتكآت الأولى ولا تصغي لمديح أو زماً من أحد، اسعى للصليب ومت مع المسيح، أن أردت أن تكون أولاً أجلس تحت القدمين وأغسل في صمت أقدام العابرين أمامك بالحب، وابذل نفسك مع ربك وسيدك ومخلصك إلى الموت فيكون لك حياة فيه وتنظر مجد قيامته فتفرح مع القديسين وكل أهل بيته… فلننظر يا إخوتي ونرفع أعيننا حيث مجد ابن الإنسان، ومجد صليب العار المُحيي، هذا الذي فيه شفاء نفوسنا الحقيقي، أتوسل إليكم أن تتطلعوا إليه لكي لا تخدعكم نفوسكم ولا يخدعكم أحد، بإغراء المتكأ الأول، حتى لو كان في الخدمة لأجل تمجيد الله كما تظنون ويظن الناس، لأن هذا لابد من أن يكون وفق من يراه الله وحسب حُسن تدبيره هو، لأنه يطلب الأموات عن أنفسهم والعالم ليتمجد فيهم ويشع من خلالهم قوة قيامته وبره… يا إخوتي أن الحية القديمة التي خدعت حواء وسببت في سقوط جنسنا كله، وأن كنا لم نُخطأ على شبه تعدي آدم، ولكننا كلنا أخطأنا بإرادتنا وحريتنا الكاملة، ولا يوجد من يستطيع أن يُبرر نفسه أمام ضميره – أن كان حياً – وأمام الله، فكلنا مُدانين، أنها هي التي تبث سُم الكبرياء فينا لتُهلكنا، فهي التي رأت يوسف في عفه، فأرادت أن تُعرقل تقواه بإغواء المرأة الشريرة بأقوال التملقات والوعود بالعظائم وكراسي السيادة المثيرة للكبرياء، إلا أنه غادر الثوب وتركه بين يديها وفرَّ من الخطية، ولم يخجل من العُري مثلما خجل آدم في المعصية الأولى، لذلك لنطرح عنا الثوب المدنس من الجسد، ولا نخجل من أن نتعرى من أي مجد زائل وعظمة كرامة مراكز الكراسي حتى لو كانت الخدمة نفسها، لأن الخدمة لا تُثمر إلا بالصليب وحده فقط… ولننظر للتينة اليابسة ولتكن أمامنا مثالاً حياً دائماً، ولنُقرِّب ثماراً أهلاً للتوبة للمسيح الرب المانح إيانا الرحمة العُظمى، هذا الذي يُأدبنا بقضيب الاستقامة والحق، ولنصرخ كلنا قائلين بتواضع وطرح نفوسنا أمام المصلوب الحي : أيها المسيح الرب أرحمنا … |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوم الاثنين من البصخة المقدسة شجرة التين غير المثمرة وتطهير الهيكل +++ ممكن الدخول على هذا الموضوع تابع يوم الأثنين من البصخة المقدسة: تأملات في أثنين البصخة المقدسة – فضح خفايا النفس وعلاجها وشفاءها بالصليب http://img802.imageshack.us/img802/6945/graphic1r.png
خرج يسوع من بيت عنيا الواقعة على سفح جبل الزيتون الشرقي، والتي اشتهرت بأنها وطن لعازر وأخته مريم ومرثا، وهي على بعد خمسة عشر غلوة أي نحو 2700 متر من أورشليم (يوحنا 11: 18) قاصداً الهيكل، لأنه كان يصرف نهار هذا الاسبوع في الهيكل، وفي المساء كان يرجع إلى بيت عنيا ليبيت هُناك (لوقا 21: 37، 38) . وبينما هو مار في صباح هذا اليوم، لعن شجرة التين غير المثمرة (متى 21: 12 – 19 ؛ مرقس 11: 12 – 19)، والسبب في لعنه إياها، أنها كانت مورقة، والعادة أن يظهر الثمر مع الورق في هذا النوع من الأشجار، فحينما تبدأ الأوراق في الظهور نجد وجود الثمر واضح، كما أن بعض الثمر ينضُج أحياناً قبل غيره بأيام كثيرة. وقد جاء في إنجيل القديس مرقس أنه لم يكن وقت نُضج التين، ومن ثمَّ فكان يقتضي الأمر بألا يكون فيها ورق. فوجود الورق قبل أوانه في تلك التينة كان علامة على أنها مثمرة قبل أوان الثمار. ولكن لم يوجد فيها شيء من الثمر الفج، ولا من الثمر الناضج، ولا أية أمارة على أنها ستُثمر. فتلك الشجرة الكثيرة الورق الخالية من الثمر المبكر والمتأخر كانت تُمثل حالة الأمة اليهودية، والتي أدَّعت أنها الأمة المنفردة بالقداسة على الأرض، لأنه كان لها الشريعة والهيكل والرسوم والشعائر الدينية المقدسة مع الأصوام والأعياد والذبائح الصباحية والمسائية – كما نرى في موضوع دراسة الذبائح في العهد القديم – ومع كل ذلك خلت من الإيمان والمحبة والقداسة والتواضع والاستعداد لقبول المسيح الرب وإطاعة أوامره المُحيية ، فافتخرت بكونها شعب الله الخاص، ورفضت ابنه الذي أرسله حسب نبوات الأنبياء التي يحفظونها عن ظهر قلب !!! ولما دخل الرب يسوع الهيكل، ابتدأ يُخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة، وكراسي باعة الحمام، ولم يدع أحداً يجتاز الهيكل بمتاع (مرقس 11: 15، 16). وقد رتب القديس مرقس في إنجيله حوادث كل يوم من الأسبوع الأخير بحسب ترتيب وقوعها. وقد ظهر لربنا يسوع المسيح – له المجد – أن صراخ الباعة والمشترين وأصوات البهائم ورُعاتها في الهيكل تليق بمغارة لصوص، يقسمون فيها المسروقات بالخصام، ولنا أن نعرف أن هذه الأغنام والحمام يباعوا من أجل الخدمة وتقديم الذبائح، بمعنى أن شكلها مشروع وضروري للجميع، فقال لهم يسوع: [ مكتوب بيتي بيت الصلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ] (متى 21: 13) وهي بالطبع نبوَّة إرميا النبي (إرميا 7: 8 – 11)، فهم كانوا يحضرون الذبائح ويبيعونها للناس بسعر أغلى من الخارج بكثير لكي يتربحوا منها، وكان الكهنة يظهرون العيوب في الذبائح التي تأتي من الخارج، ويرفضونها كتقدمه، مما يضطر الناس أن تشتري ذبائح من ساحة الهيكل بسعر أغلى ويوافق عليها الكهنة على أساس أنها بلا عيب... + أليس هذان الموقفان يا إخوتي يُعبران عن حالنا اليوم، ألم نوجد أحياناً كثيرة من جهة الشكل خدام، نخدم الله ونتحدث عن القداسة والعبادة الحق ونواظب على طقوس الكنيسة والصلوات والأجبية، ولنا شكل وصورة التقوى كالتينة المورقة والتي لها شكل رائع يفرح كل من يراها، ولكنها بلا ثمر !!! أليس لنا شكل المُعلمين ولا نُريد أن نتعلم في واقعنا العملي المُعاش !!! الله يا إخوتي لا يقبل أحد بناءً على شكله، فماذا ينفعنا أمامه مظهرنا، فأن كنت تلبس ثوب الخدمة تحت أي مُسمى [ خادم حديث في الخدمة أو متقدم، أمين خدمة، شماس، راهب، كاهن، أسقف، تخدم داخل الكنيسة تحت أي مُسمى من المُسميات، وعمل أي عمل تحت أي مُسمى من المُسميات ] فأي منفعة لك أن لم تُثمر وتظهر فيك ثمر الروح أن كان يعمل في داخلك حقاً : [ هوذا أنت تُسمى يهودياً (ممكن نبدلها بكلمة مسيحي) وتتكل على الناموس وتفتخر بالله ، وتعرف مشيئته وتُميز الأمور المتخالفة متعلماً من الناموس. وتثق أنك قائد للعُميان ونور للذين في الظلمة. ومُهذب للأغبياء ومُعلم للأطفال ولك صورة العلم والحق في الناموس. فأنت إذاً الذي تعلم غيرك ألست تعلم نفسك الذي تكرز أن لا يُسرق أتسرق. الذي تقول أن لا يزنى أتزني الذي تستكره الأوثان أتسرق الهياكل. الذي تفتخر بالناموس ( واليوم الكلام لنا ونقول الإنجيل) أبتعدي الناموس (الإنجيل ونواميس الله) تهين الله. لأن اسم الله يجدف عليه بسببكم بين الأمم كما هو مكتوب. لأن اليهودي (المسيحي) في الظاهر (من جهة الشكل) ليس هو يهوديا ولا الختان (الذي يرمز للمعمودية بخلع جسم الخطايا ولبس الإنسان الجديد) الذي في الظاهر في اللحم ختانا. بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان الذي مدحه ليس من الناس بل من الله ] (رومية 2: 17 – 24 ؛ 28 – 29) وأيضاً ألم نكن في أحياناً كثيرة نُهين الله داخل بيته بشكل احتفالاتنا الصاخبة والتي لا نحترم فيها الله، ألم يُتاجر بعضنا في داخل بيت الله بشكل البيع والشراء لأجل لتربح والتكسُّب بشكل مبالغ فيه أو حتى مقبول، مع إننا على يقين أن بيت الله ليس للمتاجرة ولا للعب بل للصلاة فقط، ألم نُهين هياكل الله التي هي نحن بدخولنا بأشكال لا تليق بيت الرب، وبسببنا يُجدف في النهاية على الاسم الحسن !!! أليس كل هذا يُعبَّر عن ما في داخلنا !!! ألم ندخل وفي فكرنا دنس أو فكر شرير، أو حتى رغبة لا تليق ببيت الله الذي يليق به القداسة !!! واحذروا يا إخوتي لئلا يظن أحد ممن يقرأ هذه السطور، أن الموضوع يتلخص في تغيير الشكل الظاهر من الخارج كما يتكلم البعض عن الشكل الخارجي، بل الموضوع يخص الداخل بالأولى بل وعلى الأخص، لأن الخارج يعبر عن الداخل، ولكن تغيير الخارج لا يعبر أبداً عن تغيير الداخل، فأن لم نتغير من داخلنا ماذا ينفع من تغيير شكلنا الخارجي !!! اليوم يا إخوتي هي دعوة لنا أن نفحص أنفسنا لئلا نستحق اللعنة التي صارت للتينة، أو يطردنا الله من مجد ملكوته لأننا صرنا نختلس ونسرق في بيت الله ولا نوقر الله في هيكله وفي داخل مكان عبادته، وذلك لأننا في الداخل لا نتقيه، فاليوم لنا أن نصنع ثماراً تليق بالتوبة، ونتقي الله ونحترمه جداً، نهابة كأب ونحترمه كسيد عظيم وملك متَوَّج بمجد عظيم كما استقبلناه يوم الأحد، أحد الشعانين، لأنه أتى ليملك على كل قلب يطلبه كملك وسيد ....
طبعاً مضمون قراءات يوم الاثنين من البَصخة المقدسة، فهو يدور حول حدثين رئيسيين في هذا اليوم كما رأينا وشرحنا : + الحدث الأول : لعن الرب لشجرة التين غير المثمرة . + الحدث الثاني : تطهير الهيكل الذي دُنَّس بعبادات شكلية . فتتابع القراءات في صباح اليوم، يوضح حقيقة واحدة، هي كيف مال الإنسان إلى الخطية بإرادته وحده، وترك إلهه الحي، وقد انتظر الرب ليرى ثمراً من تعب يديه، فلم يجد. فكان لزاماً أن يلعن الرب الرياء، ويُطهر هيكله منه (ولنلاحظ أن الله لا يلعن الإنسان نفسه قط بل الخطية). أما آخر إنجيل في الصباح، فكان رد فعل الإنسان الذي أصرّ على السلوك في النفاق والتزييف، حينما رفع اليهود الحجارة ليرجموا يسوع وكلنه خرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم، وتوارى عنهم، كما يتوارى عنا في مثل هذه الحاله عينها، لأن كثيراً لا ندري لماذا الله يتوارى عنا ولا نستطيع أن نراه !!! ... أليس هذا عينه رد فعلنا حينما يواجهنا الله عن طريق خدامة بالروح القدس، فحينما نسمع تبكيتاً لنستفيق لنعود لنتوب ونفهم أننا نجلب غضب الله علينا، فنجدنا نهتاج بشدة على كل من يظهر عيوبنا داخل الكنيسة وكأنه هو التي فعلها ونريد أن نستقصيه ونبعده ونهينه بشدة ونتهمه بأشد الاتهامات التي نكيلها له، والسبب أننا نريد أن نحتفظ بشكلنا الحلو أمام الناس ونسينا أننا عريانين أمام الله نستحق لعنته (بسبب الرياء) وأن يتحول عنا ولا يسمع لنا قط، ونستحق أن يتركنا لشهوات قلوبنا لأننا لا نريد أن نصنع ثمراً يليق بالتوبة، ونخرج ثمراً ردياً مع أن لنا صورة التقوى ولكننا ننكر قوتها بكل طاقتنا، لأننا اهتممنا الأول هو بالمظهر والشكل، الذي فيه ندافع عن الحق مع أن الحق بريء منا تماماً !!! يا أحبائي لنستفيق لأن الفأس وُضعت على أصل الشجرة وكل من لا يصنع ثماراً تليق بالتوبة يُقطع، فلننتبه لأن الله يصبر علينا هذه السنة أيضاً لا لكي نضيع الوقت ونحاكم على من يقول أن فينا أخطاء، وفي داخل الكنيسة عيوب الناس ظاهرة، بل لنفحص أنفسنا ونعود فنتوب، وهذا اليوم ينبهنا أن لا نهتم بما يرانا الناس به أو من خلاله، بل نهتم كيف نظهر أمام الله الحي التي عيناه كلهيب نار، فأن لم ننتبه لما نصنع، وعوض أن نرجم من ينبهنا كما فعل اليهود لأنهم لا يريدون أن يتوبوا وحزنوا جداً كيف يظهرهم المسيح الرب بشكل لا يليق، وماذا سيقول الناس عنهم !!! فلنستفيق اليوم قبل أن تأتي ساعة ونذهب للقبر أو يأتي المسيح الرب في يوم الدينونة الأخير ويطرحنا عنه بعيداً ويقول: [ أذهبوا عني يا فاعلي الإثم إني لا أعرفكم ]، فالأفضل أن نُفضح أمام الناس ونعلن أننا خطاة نحتاج لتوبة عوض أن نُفضح أمام المسيح الرب ونُطرح في الظلمة الخارجية !!! وأمَّا عن قراءات المساء لهذا اليوم – والتي تُسمى في الطقس ليلة الثلاثاء – فهي علاج لخطايا النفاق والرياء والزيف والتواني عند الحُكماء في أعين أنفسهم، وهي أنواع الخطايا التي عرضتها قراءات الصباح، وكان العلاج ينحصر في ضرورة السهر الروحي بعد الدخول من الباب الضيق. وبذلك فقد صارت قراءات هذا المساء تمهيداً طبيعياً لأحداث يوم الثلاثاء وقراءاته لنستقبل يوم الثلاثاء بوعي ونحيا فيه بكل قلبنا، بركة هذه الأيام المقدسة معكم يا أحباء الرب آمين . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يهوذا الخائن "اعدام" .... ساعات كتير بسمح لنفسى البس نضارة القاضى واحكم على الاحداث بكل قسوه يهوذا الخائن "اعدام" .... بطرس ناكر..... اليهود قساة القلوب غلاظ الرقبه "اباده" بس للاسف انا عملت اكتر من كده........ انا قمت وبقوم بكل الادوار دى كل يوم.. انا السبب الرئيسى ف كل اللى كان https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.n...48931413_n.jpg عارف مين زارنى النهارده؟ رؤساء الكهنه بشوية فضـه قلت ومالو ؟؟ مبيعك وارضى مهى كل الناس بتبيعك قاصده فى البستان نمت وسبتـك ولحبة حــراس سلـمتك وقبضت عليك بعتك وحاكمتك قدام الجاريه انكرتــك مسكـت كـرباجى و جلـدتـك وبقسوة قلب صليبى شيلتــك وباول مسمار سـمرتــك ووقفت بعيد اضحك و اعايرك وقفـت بعيد مستنـى تمـوت وبعلــــــو الصـــوت ناديتك ........ مــــوت فجأه لقيتنى انا اللى بموت ودا لص يمين سرق الملكوت بصيتله بحبك .. مش هتمــوت دا انت ابنى الغالى مش هلفوت وانا لسه مش سامع الصوت عارف لما نزلت اتــجـــسـدت اتعذبت حاربت الموت وعشانى غلبت كنت بجهز صلــبك مشغول بحضر كفنك قبـرك ..... حجـرك وبرتب لمراسم دفنك باحتقار واســتــهـتار بل استــكـبــــار على روحه البــار بينى وبينه بنيت اسوار بتعدى حـدودى وانسج ف قيودى وابعد بـبرودي وانساك بجحودى قوم بقى قـومنى معـاك قوم شدنى على فوق لسمـاك دا انا نفسى بجد يارب القاك وبقية عمرى اقضيه وياك نفسى يارب اشوفك ادوقـــــــك اسمـــــع صوتك واحيا بـــروحك نفسى عينيا تكون شيفاك تـفــرح بلـقــاك هنـــا و هــنـاك دايمــــا فــاكراك عايزك تبقى اخويا وصاحبى ابويا و ضهــــرى تبــــــارك عمــــرى ف فـرحى و كـــربى |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوم أثنين البصخة غيرة بيتك أكلتني يقطع الرب جميع الشفاه الملقة واللسان المتكلم بالعظائم – مزمور 12: 3
آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ – مزمور 118: 25
يوم الأثنين من البصخة المقدسة يوم عظيم ومخيف، لأن الفأس وضعت على أصل الشجرة، لأن الحكم قد نفذ لأن وقت فيض كأس الغضب حان، ولا أشفاق على الرياء والمظهرية التي تخفي في باطنها سم الأصلة المُميت، فالرب الرؤوف الكثير الرحمة أتى بنور الحق فاضحاً كل ضلال الكبرياء المستتر وراء شكل التقوى الخارجي الذي ارتداه المنافقين بغش، لأجل مصلحتهم الشخصية، وصار الكثيرين في زهور ظهور الأوراق الجميلة الخفيفة، مثل غصن يكتسي بالأوراق الكثيفة والتي لا تثقله فينحني لأسفل، بل يظهر شامخاً واقفاً مثل الحربة لأنه يحمل الأوراق الخفيفة، التي تجذب العيون، والتي دائماً تظهر في الطليعة والمقدمة، ولكن عند الاقتراب منها لا يجد ولا حتى زهره واحده يُستبشر بها لظهور ثمرة، فيصبح غصن فارغ لا معنى له عند الجوعى والذين ينتظرون أن يشبعوا، وهكذا هي النفس الميتة المتكبرة التي تتستر بأوراق التقوى الشكلية ولا يوجد فيها حياة، شكلها مقدس ونافع للخدمة، والكل يطالب بها في المتكآت الأولى لأن الكل يفخمها ويعظمها لأجل شكلها المُغري للجميع، مع أن جوهرها مملوء بكل ما هو مضاد لمشيئة الله ومجد اسمه !!! ولا عجب في طلبها من الجميع، لأن الكل يُحب من هو عظيم في الشكل، لأن الكل ينظر لحلاوة العينين وكرامة كل ما هو زائل، لأن كثيرون لا يطلبون مجد الرب بل مجد الذات !!! ليتنا نعرف أنفسنا في هذا اليوم، لأنه يوم دينونة كبرياء القلب الخفي، لأنه قد يكون هو يوم القطع العظيم والرفض والانطراح بعيداً عن الله: [ حينئذ يصرخون إلى الرب فلا يجيبهم، بل يصرف وجهه عنهم في ذلك الوقت ... ] (أنظر ميخا 3: 1 – 4) فيا إخوتي انتبهوا جيداً جداً، لأن كل ما كُتب كُتب من أجل تعليمنا وإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور، الرب - برنا الحقيقي - أتى ليُخلص لا ليُهلك أحد، فليتنا لا نجعل أيام خلاصنا هي عينها تكون أيام دينونة لنا، بكبرياء قلبنا المستتر في شكل خارجي مملوء من أوراق التين العريضة الضخمة والجميلة للغاية، هذه التي تجلب في النهاية مقاومة الله لنا [ يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة ] (يعقوب 4: 6)... ولا يقل أحد إني عرفت الرب، وهو متكبر ومنتفخ ويظن أنه شيئاً، لأنه من الجائز أنه يخدع الناس وينال كرامة منهم أعظم، فيسرق مجد الله لحسابه الخاص وينال مديحاً يفوق مديح الله الحي، والناس تظن أنها تمدح الله فيه، وبكونهم لا يبصرون مجد الله ويعرفونه، ولم يناولوا روح إفراز وتمييز الأرواح، فبسهولة يُخدعون في هؤلاء الذين نَصَّبوا أنفسهم على كراسي مجد الخدمة، التي لم تكن في أساسها تحمل أي مجد، بل هي صليب وكأس مرار في موت الذات وبذل النفس بالمحبة والموت مع المسيح الرب بعار الصليب، لأن الخدمة اليوم وحياة التقوى أصبحت مشوهه عند كثرة وجمهرة كبيرة من الناس، إذ أنها تخلو من الصليب، وتميل نحو الراحة وتطييب النفس بعطور المدح الكاذب والمتكآت الأولى وموضع الصدارة، ضربة هذا الجيل كله، هذه التي يعشقها الناس لأنهم يريدون من يعبدونه كما كان قديماً حينما طالب شعب إسرائيل أن يُنصَّب صموئيل النبي ملكاً عليهم مثل الأمم، رافضين الله أن يكون ملكهم، فاستحقوا شاول الذي أخذ منهم عبيد وإماء، فأزلهم وكدرهم، وأبعدهم في النهاية عن الله الحي، وعرضهم للهزيمة والموت ليكتنفهم العار، ويُسجل التاريخ أن هناك شعب ترك إلهه الحي وفضل أن يكون لهم ملك آخر عليهم !!! اليوم هو يوم الفحص العظيم الذي ينبغي أن نجتازه أمام رب المجد الذي أتى ليُخلصنا ويعطينا حياة، اليوم هو يوم دينونة الكبرياء، اليوم هو يوم الوقوف الجاد أمام الرب الذي يحمل السوط وطرد الباعة من هيكل الله، الموضع المقدس، موضع الصلاة الهيكل نحن، والباعة هما الطمع وحب المال وشهوة تعظيم النفس وحب المتكأ الأول، والرغبة في الرئاسة!!! كل شيء سيبدو لنا رائع فينا، وأشكال المتاجرة دائماً ما تتلون بشكل القداسة وطهارة النفس، وألف مليون حجة تخرج من الأفكار الذي ملك عليها ظلال الموت، ولكن هيهات أن تخدع أو تُخفى أمام فاحص الكلى والقلوب، والذي يعرف بواطن الأمور على حقيقتها، لأن السوط لابد من أن يُطال كل البائعين وسيتم قلب موائد الصيارفة، فليتنا نأتي للرب في هذا اليوم وفي هذه الساعة معترفين بما فينا من خلل ونصرخ إليه، يا ابن داود أرحمني: آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ – مزمور 118: 25 باسم الرب دعوت آه يا رب نج نفسي – مزمور 116: 4 يا إخوتي الرب وديع ومتواضع القلب، يعرفه الودعاء فيفرحون، يأتي إليه المتضعين بانكسار قلوبهم فيُقبلون، لذلك لا يوجد طريق آخر للوصول إليه إلا بتواضع القلب، وانسحاق النفس، أرأيتم كيف وهو ملك لم يدخل أورشليم إلا على جحش ابن آتان في تواضع عظيم، فأن لم نتواضع لن نصل إليه، وأن لم نتواضع لن نستطيع أن نستقبله ملك أورشليم، وستظل نفوسنا خربه يأكلها غرباء ولا يتركون فيها غالي أو ثمين، لأن الويل كل الويل لبيت سيدُه ليس فيه، والويل للمملكة التي تركها ملكها، لأنه سيأتيها من يخربها وينهب كل غالي فيها ونفيث، يأكل ويشرب ويذبح وبهلك كل من فيها، فلا يبقى سوى خراب وتصير أرضاً موحشة تسكنها الوحوش وآكلي الجيفة !!! اليوم الأثنين من البصخة المقدسة، يوم غيرة بيت الله التي ينبغي أن تأكلنا، وبيته نحن، فهذا هو يومنا الحقيقي يا إخوتي والتي بدونه لن نقطع رحلة العبور مع شخص ربنا يسوع لنصل لصليبه المُحيي، ونبلُغ قيامته ونتذوق فرحها الحلو، فنحيا بقوة الخلاص ونُسرّ بعمل الله ونقول هلليلويا مع خورس الملائكة والقديسين هاتفين: [ أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية – بالموت داس الموت والذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الأبدية ] لأن كيف نُنشد هذا النشيد المفرح للنفس جداً، ونحن لا زلنا نظن أنفسنا أننا أصحاب النعمة والقامات العالية، مملوئين من كل تقوى، ونظن أننا أغنياء ولا حاجة لنا بعد لشيء، لأننا قديسين وبلا لوم، شاكرين الله أننا نفعل ما يُرضيه في الخدمة، وصار الناس تُكرمنا لأننا نعلن مجده العظيم، مع أن ما في باطننا عكس ما هو ظاهر في خارجنا !!! إذ نحن قبور مُبيَّضة من الخارج ومن الداخل مملوءة عظاماً نخرة، وأصل داء الحية في داخلنا وهو الكبرياء !!! [ تقول إني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعُريان، أُشير عليك أن تشتري مني ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني وثياباً بيضاً لكي تلبس فلا يظهر خزي عُريتك وكحل عينيك بكحل لكي تبصر ] (رؤية 3: 17 و18) فلنرهب يا إخوة لعنة التينة التي يبُست لخلوها من الثمر، ولنُقرَّب ثمار توبة لائقة للمسيح الرب الواهب لنا عظيم الرحمة، فلقد بلغنا أيام عظيمة مقدسة، هي أيام فصحنا الحقيقي، ووصلنا لآلام خلاصنا الشافية، فيا أبناء البيعة المقدسة، فلنخرج خارج كبرياء نفوسنا الخفي، نخرج للقائه بتواضع، ونستقبله جميعاً بشوق شديد، ونستيقظ بتنبُه، ونغسل في آلامه المُحييه إثم نفوسنا، ونُبيض أدناسنا في تواضعه، ولنكن أطهاراً مُقدسين استعداداً ليوم القيامة العظيم، لنستطيع بحلاوة أن نكمل رحلة بصختنا المقدسة، ونهتف له قائلين بتواضع: [ لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين، عمانوئيل إلهنا وملكنا ] |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رموز السمكة في المسيحية https://upload.chjoy.com/uploads/1366865677823.jpg أن تعبير السمكة تدل على المسيح . لم يكن المسيحيون الأوائل في الكنائس يرسمون الصليب أو القربان , لكن لما كان المسيحي يتقابل مع مع آخر ليتعرّف عليه يرسم على الأرض رأس سمكة والمسيحي الثاني حتى يعرّف نفيه للمسيحي الأول يرسم باقي جسم السمكة والذيل . وبهذا يكونوا قد تعارفوا , وهذه اللغة اخترعها المسيحيون الأوائل ليتعرفوا على بعض. وبعد ذلك انتشرت السمكة وأصبحوا يكتبون بداخلها JESUS . ولأن حروف السمكة الخمسة في اللغة اليونانية هي (أخيثوس) . فالحرف الأول هو ( يوتا ) وهو أول حرف من كلمة ( ايسوس ). والحرف الثاني هو ( كي ) هو الحرف الأول من كلمة( كريستوس أو خريستوس ). والحرف الثالث ( آيوس ) هو أول حرف من كلمة ( يوتابلون ) وتعني الأبن . والحرف الرابع ( ثيتا ) هو أول حرف من كلمة ( ثيوس )وتعني الأله. والحرف الخامس ( سيكما ) وهو أول حرف من كلمة ( سوتير ) وتعني المخلـّص . فأصبح عندنا ( ايسوس كريستوس ايوس ثيوس سوتير ) وتعني ( يسوع المسيح ابن الله المخلـّص ). فنلاحظ انهم رفعوا كلمة – JESUS من داخل السمكة ووضعوا مكانها كلمة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ها أنت سيدي من جديد أراك تبكي حينما أراك تبكي ... يتجمد الدمع في عيني فلا ينزل لأني اخاف انهمار دموعي يحجب عني هذا المشهد يجذبني بعيداً عن التدقيق في دموعك انت وتسطع في سماء فكري شمس سؤال واحد وحيد لماذا تبكي .....؟! مالذي يبكيك ياسيد بكاء المطر يا خالق الأكوان والأرض والكواكب وسماء السموات يا آله الافلاك والنجوم .. والشمس والقمر يا رب الملائكة والمخلوقات الروحية حتى الساقط منها ما الذي يبكيك .... يا محب البشر.... نعم .. انهم البشر.. تلك المخلوقات التي تتفنن في إيلامك من يوم نمت بذار زرعهم بيدك في الأرض ألم تبكي على أبينا آدم الذي رفض محبتك وباع ملكوتك وعشرتك وخان مراضاتك وسعى في طلب رضاء إمرأته تلك التي وهبتها أنت له ..! ألم تبكي على هابيل إبنك وأنت تراه يُذبح بيد إبنك الآخر قايين ومن أين جاء بهذه القساوة؟ .. وكيف يظن أنه سيُكمل أيامه من دون أخيه ..! ألم تبكي وأنت تراه يدفن أخاه .. وصوت دماه تصرخ اليك في سمائك ألم تبكي والطوفان يضرب الأرض من أجل عهد جديد ووعد جديد ألعلها تكون بداية حقيقية بنوح وأولاده ... وما كانت ... ألم تبكي على إبراهيم وأولاده .. في أوقات شرودهم وتيهانهم عنك .. ألم تبكي على يوسف وكل ما عناه ... وأنت ترى من جديد كيف يذبح الأخ أخاه ..! ألم تبكي على شعبك الذي أنقذته من المذلة وحررتهم من عبودية المصريين ثم بعد ذلك تركوك أنت صاحب المعجزات والعشر ضربات وآمر البحر أن يصير طريق ليعبروا عليه تركوك أنت ... ليعبدوا عجلاً من صُنع أيديهم..!!! ألم تبكي قضاة شعبك الذين ضلوا بشعبك .... ألم تبكي داود الذي إخترته ومسحته فخانك وأخطأ أمام عينيك ..! ألم تبكي سليمان الذي ترائيت له ووهبته حكمة ليست بأرضية وأنعمت عليه بمملكة راسخة وغنى وثروات لم يُسمع من قبل عن قشورها حتى..! هذا الذي إئتمنته على بناء هيكلك ....! أغوت النساء قلبه وباعك .... وبعد أن كان باني هيكل الرب .. بنى هياكل الأوثان .... ألم تبكي حينما رأيت شعبك يتحاربون وينقسمون .. وقد ضاع منهم تابوت عهدك ... ألم تبكي أنبيائك وكهنة هيكلك وهم يضلون الشعب عن طريقك يعوجون المستقيم .. ويتركون الجريح يموت بجرحه..! حقاً إنها قصة مأساة آله .. مأساتك مع الإنسان من يوم خلقته الى يوم مجيئك اليه متجسداً عله يفهم ويشعر بمقدار حبك له والأن في حياتك على الأرض أرني أين لم تبكي ..؟ ومتى لم تبكي...؟ وأنت في حياتك وخدمتك عانيت كل المعاناه .. بكيت عند قبر لعازر وانت عالم بإقامتك له بعد لحظات.. ألم تحتمل حزن ودموع الأختين مرثا وحاملة الطيب ..؟! هل حنت أحشاؤك على لعازر .. وعذبك بقائه في الجحيم أربعة أيام...! أم أن المشهد أثار مشاعرك وأفاض دموعك وتعجل ذبحك وخلاصك من أجل كل أحبائك أسرى الجحيم ... وهاهي أورشليم مدينتك وهيكلك تأتي اليها في موكب ملك السلام ... وما أن أقتربت حت رحت تبكي من جديد.. بكيت عليها لأنها لم تعرف زمن إفتقادها ولا استطاعت أن تتّعرف على مخلصها الحقيقي وفاديها بكيت عليها بكاءً عالياً ومسموعاً لأنك رأيتها وهي محاطة بمترسة وجيوش تيطس تُقطع بالسيف رقاب شعبها وتُبقر بالسيف بطون نسائها وتُعلق أطفالها على أسنة الرماح وهي تتلوى - هذا ما ذكره التاريخ اليهودي – اخبرني سيدي ... ألم تبكي على خيانة يهوذا تلميذك وحافظ الصندوق والأمانة ألم تبكي على نكران بطرس وأنت تسمعه يشتُم ويسُب فيك ألم تبكي حين هرب أحبائك وبقيت وحدك ... ألم تبكي خيانة الشعب الذي إستقبلك بالهتاف والزعف ألم تبكي خيانة الشعب الذي شفيت مرضاه وجبرت كسره وعصبت جراحه وأقمت موتاه ألم تبكي حينما تقابلت مع أمك في طريق الجلجثة وانت تنزف .. وهي تنزف ... نعم سيدي بكيت في كل هذا ... وفي أكثر من هذا وذاك بكيت ... وبكيت .. وبكيت ومازلت تبكي حتى الأن ... فالدم ينزف وما أوقفنا نزيفه والنكران مستمر .. والخيانة متخفية والألام متواصلة .. لم تهدء السياط ولم تنتهي عقوبتك مصلوباً .......نحن أولى الناس ببكاؤك ودموعك .. فلا تكف عن البكاء ولا تدعنا نهدء لحظة ونكف عن البكاء ونادي بصوت عظيم أمام قبورنا " .... شعبي هلم خارجاً ..." |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انبثاق الروح القدس https://upload.chjoy.com/uploads/1366745641171.jpg كتب بواسطة: نشرة مطرانية اللاذقية "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي" (يوحنا 15:26) لا يّدي أحد بأن الرباط الثقافي والحضاري واللاهوتي بين الشرق والغرب كان في أوج مجده في أواخر القرن العاشر وأوائل القرن الحادي عشر عندما حدث الانشقاق البغيض بين الكنيستين الشرقية والغربية، بل على العكس كان بُعدٌ ثقافي وحضاري يسود نتيجة اندثار الإمبراطورية الرمانية في الغرب وحلول إمبراطورية شارلمان الإفرنجية ( 800 م) وإمبراطورية اوتون(Otto) الجرمانية ( 955 ) مكانها، وفرضهما اللغة اللاتينية على جميع الشعوب المتنصّرة الخاضعة لسيطرتها كلغة رسمية مقدسة، ونتيجة الفتح العربي الذي سيطر على معظم بطريركيات الشرق، إلى أن جاءت قضية إنبثاق الروح القدس من الآب والإبن وإضافة الكنيسة الغربية عبارة "والإبن" (Filioque) على دستور الإيمان النيقاوي - القسطنطيني، فكانت هذه القضية الشعرة التي قسمت ظهر الكنيسة والشرارة التي أشعلت الخلاف بين الشرق والغرب. السؤال الذي يطرح نفسه هو الكلمة "والإبن" إلى دستور الإيمان رغم أن المجمع المسكوني الثاني لم يذكرها علمًا أن السلطة الوحيدة التي تستطيع تغيير أي شيء في قرارات المجامع هي مجمع مسكوني، وهذا لم يحصل أبدًا باعتراف الكنيسة الكاثوليكية نفسها. حافظ الشرق والغرب في البداية على إيمانهما بانبثاق الروح القدس من الآب فقط حسبما أعلن المجمع المسكوني الثاني. حتى أن المجمع المسكوني الثالث ( 431 ) يرشق بالحرم أي إنسان يعترف بإيمان آخر لا يتطابق مع إيمان المجامع السابقة، وقد جدّد المجمعان الرابع ( 451 ) والخامس ( 681 ) هذا الحرم. كذلك أعلن القديس كيرلس الإسكندري (القرن الخامس) أن من يُسقط أو يزيد أي شيء على دستور إيمان الكنيسة الجامعة فكأنه يعاند الله. ويبدو أن الآريوسية لم يُقضَ عليها في إسبانيا إذ نشأت حوالي السنة 400 فكرة انبثاق الروح القدس من الآب والإبن بسبب حاجة اللاهوتيين إلى التشديد على حقيقة الأقانيم الإلهية وتساويها في الجوهر. وكانت أيضًا قد برزت بدعة البريشليانيين(نسبة إلى Priscilien أسقف Avila في إسبانيا) التي عّلمت من ضمن أمور عديدة القول بأقنوم أوحد الثالوث. تسربت هذه الإضافة إلى مجمع Toledo الثالث في إسبانيا عام 589 ردًا على هراطقة آريوسيين من شعب الغوط المتنصرين. جاء في القانون الثالث من هذا المجمع أن كل من لا يعترف بالإنبثاق من الآب والإبن معًا يُقطع. فأمر الملك روكارد، وكان حديث الارتداد عن الآريوسية، بإدخال هذه الصيغة في دستور الإيمان النيقاوي القسطنطيني. وأقر هذه الزيادة مجمع طليطلة الرابع عام 633 . يقول بول أفدوكيموف في كتابه "الروح القدس في التراث الأرثوذكسي" (صفحة 54 )"لقد كانت هذه الصيغة مفيدة بشكل مؤقت في نطاق محاربة آريوس الذي كان يرفض ألوهة المسيح، وبالتالي السعي إلى تأكيد المساواة الجوهرية بين الآب والإبن، بمعنى أنه إذا كان الروح القدس ينبثق من الاثنين معًا، فمن الواضح أن الإبن مساوٍ للآب وهو من جوهر الآب". تسربت هذه الزيادة إلى فرنسا وحمل رايتها الإمبراطور شارلمان ودافع عنها بقوة، فعقد مجمعًا في اكس لا شابل عام 809 بهدف حرم الإمبراطورية البيزنطية، وثبت فيه إنبثاق الروح من الآب والإبن، بالرغم من معارضة البابا لاون الثالث الذي رفض ذلك وتمّنع عن تلاوة الإضافة في القداس الإلهي ونقش دستور الإيمان دون الإضافة على لوحتين من الفضة باللغتين اليونانية واللاتينية وأمر بتعليقهما على مدخل كنيسة القديس بطرس في روما مع الحاشية التالية"هذه كتبتها أنا لاون حفاظًا على الإيمان الأرثوذكسي". غير أن الصيغة الجديدة عمّت فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وآلمانيا (حيث القبائل الجرمانية). في الشرق، لم يظهر الإهتمام بهذه القضية إلا من زمن البطريرك فوتيوس القسطنطيني (القرنالتاسع)، ولم يسمع عنها إلا عبر جدالات بين رهبان الأفرنج ورهبان دير القديس سابا في القدس، ولأن الباباوات كانوا ضدها حتى بداية القرن الحادي عشر، حين خضعوا لسلطة الأباطرة الجرمان. وقد عقد البطريرك فوتيوس مجمعًا في القسطنطينية عام 879 رفض فيه كلمة "والإبن". الغرب، ومنذ عهد أوتون الأول (Otto I) (936-973) مؤسس الإمبراطورية، الذي استولى في عام 951 على إيطاليا، حصلت ضغوطات شديدة على الباباوات أدت في الأخير إلى إستقالة آخر بابا روماني أرثوذكسي يوحنا الثامن عشر، وإنتخاب أول بابا جرماني سرجيوس الرابع ( 1009 ) الذي تلا هذا الدستور مع الإضافة، فحذره بطريرك القسطنطينية سرجيوس، ولما لم يقبل حَذّفه من لائحة الأساقفة (الذيبتيخا- Dyptiche) في القسطنطينية، وسانده بطاركة أورشليم وأنطاكيا والإسكندرية، فحصلت القطيعة بين الشرق والغرب. في العام 1014 جاء الإمبراطور هنري الثاني إلى روما لكي يتوّجه البابا نيكيتوس الثامن، ففرض الطقس الجرماني، وأنشد دستور الإيمان مع الإضافة للمرة الأولى في كنيسة القديس بطرس، وُنزعت اللوحتان اللتان عّلقهما البابا لاون الثالث. ثم ارتضى مجمع لاتران الزيادة عام 1215 في عهد البابا اينوكنثيوس Inoocentالثالث، وكرسها نهائيًا مجمع ليون الإتحادي عام 1274. أما القطيعة النهائية بين الشرق والغرب فقد حصلت في 16 تموز من العام 1054 عندما دخل موفد البابا لاون، الكاردينال همبرتو(Humbert) ووضع على مذبح كنيسة الحكمة الإلهية حرمًا للبطريرك ميخائيل القسطنطيني اثر بعض الإشكالات حول بعض أبرشيات إيطاليا وبعض العادات اللاتينية كاستعمال الفطير والصوم يوم السبت إلخ ... إذًا، من المهم جدًا الوعي بأن الخلاف حول قضية إبنثاق الروح القدس في القرون العشرة الأولى لم تكن بين الكنيستين الشرقية والغربية، أو بين الرومان الشرقيين والغربيين، بل بين رومان الغرب والشرق من جهة وبين الأفرنج والجرمان الذين تبنوا هذه العقيدة الجديدة وفرضوها في الأخير على الباباوات في روما. الكنيسة الشرقية رفضت الإضافة لسببينأولهما لأن قرارات المجامع المسكونية لا يمكن تعجيلها إلا بقرارات مجمع مسكوني آخر، وهذا لم يحدث على الإطلاق. والثاني والأهم لاهوتي. فاللاتين، بحسب البطريرك فوتيوس في كتابه "المدخل إلى الروح القدس"، ينطلقون من الجوهر الإلهي ويعتبرونه وحده الجوهر كانوا يتحدثون عن الصلة بين الأقانيم، في حين أن أهل الشرق كانوا ينطلقون من التمايز القائم بين الأقانيم ومنه يفحصون وحدة الجوهر، وهكذا فإن التعليم بأن الروح القدس منبثق من الآب والإبن معًا هو مجرد نتيجة لعقيدة التساوي في الجوهر بينهما، وبذلك يضعف اللاتين "وحدة الرئاسة" التي للآب ويضحون تاليًا بتمايز الأقانيم في سبيل "وحدة الجوهر المشتركة". يقول فوتيوس"ان القول بأن الآب علة الإبن وأن الآب والإبن معًا علة الروح يوجب أن يكون الآب والإبن والروح علة لأقنوم رابع ...". الخوف من القول بالإنبثاق من الآب والإبن هو أن يكون لدينا مصدران للألوهة وهكذا ندخل في الشرك وتعدد الآلهة. ربما كان كلام القديس يوحنا الدمشقي التالي أوضح تعبير عن وحدة جوهر الثالوث مع تمايز الأقانيم، إذ أن الأقانيم الثلاثة متساوون في الجوهر من حيث الألوهة، ولكنهم متمايزونالآب مصدر الألوهة، الإبن مولود، والروح منبثق"نؤمن بآبٍ واحد، مبدأ الجميع وعّلهم، لم يلده أحدٌ وهو وحده أيضًا غيرُ معلول ولا مولود ... وهومصدرُ الروح القدس ... أما الروح القدس، فينبثق من الآب لا بالولادة بل بالإنبثاق ... نؤمن أيضًا بالروح القدس الواحد، الربّ المحيي، المنبثق من الآب والمسجود له والممجّد مع الآب والإبن ... منبثق من الآب وموهوب بالإبن فتناله الخليقة كلها. خال ٌ ق بذاته، يكوّن الكل ويقدّسه ويعتني به. قيّومٌ بأقنومه الخاص، غيرُ مفترق ولا منفصل عن الآب والإبن. له كل ما للآب والإبن عدا اللاولادة والولادة ... أما الإبن فهو من الآب بالولادة. والروحُ القدس هو أيضًا من الآب، لكن لا بالولادة بل بالإنبثاق. ونحن نعلم أن هناك فرقًا بين الولادة والإنبثاق لكننا نجهل كيفيّته. وإننا نعلم أيضًا بأن ولادة الإبن وانبثاق الروح القدس من الآب كانا معًا" (المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي، الرأس الثامن، المقالة الثامنة). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرأة الكنعانية ( الفينيقية )...2 http://i727.photobucket.com/albums/w...LICAS1/951.jpg «حينَئِذ أجاب وقال لها يا امرأة عَظيم إيمانك. ليكن لك كما تُريدين. فشفيت ابنتها من تلك الساعة» (متى ٢٨:١٥ ) المرأة الكنعانية ( الفينيقية )...2 كنت قد كتبت عن المرأة الفينيقية وأعود لأتحدث في هذا الموضوع كي نتأمل في بعض النواحي الروحية في حياة وإصرار هذه المرأة على الطلب من يسوع شفاء ابنتها. عرفنا من هذه القصة أن يسوع قد تعمد أن يترك الأماكن المزدحمة ، ويخلو إلى مكان قصيّ طلباً في الراحة والهدوء عبر الحدود إلى مدينتي صور وصيداء. وواضح أن يسوع كان معروفاً في هذه التخوم، لأنه دخل بيتاً وهو يريد أن لا يعلم أحد. ويخبرنا البشير مرقس: «أنه لم يقدر أن يختفي». ولماذا؟ هل كان ذلك بسبب الجموع المحتشدة؟ كلا فإننا نعلم من قصص أخرى أنه كان في مقدوره أن يختفي من الجموع متى أراد. ومثال ذلك ما ورد في إنجيل يوحنا الإصحاح الثامن عندما أحاط به جموع الأعداء محاولين أن يمسكوه ثم رفعوا حجارة ليرجموه يقول الكتاب المقدس: «أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى» (يو٥٩:٨). أما في هذه المرة فلم يقدر يسوع أن يختفي لأنه عرف أن امرأة حزينة كسيرة القلب كانت خارج البيت تطلب معونته. وبينما نجد يسوع يختفي من الكبرياء والأنانية ، تراه أمام الألم البشري والحاجة إليه لا يقدر أن يختفي. وكما سبقت الإشارة كانت هذه المرأة أممية، كما أنها كانت سورية فينيقية. وهذا يشير إلى ديانتها. وكان الفينيقيون السوريون في ذلك الوقت يعبدون الإلهة عشتا روث وهي إلهة القمر. وبدأت تلك العبادة باستحسان الجمال، كما هو الحال في كل العبادات الوثنية . كان الوسط الديني الذي ولدت فيه هذه المرأة وترعرعت يعلن أن غريزة الإنسان وعاطفته كلها حق وصواب. ولذلك فيجب الانغماس فيها بدون تحفظ، وصارت عبادة الجمال تتناول أي شيء مرغوباً فيه في الشخصية البشرية. وإننا لواجدون بعض الصفات الممتازة في هذه المرأة كما تصورها لنا قصتها. ظهر تردد يسوع في إجابة طلب المرأة. فلما جاءت إليه أولاً لم يجبها بكلمة. ولما تدخل التلاميذ طالبين منه أن يصرفها أجابهم: «لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة». ولم يوجه أية كلمة للمرأة، وتوسل إليه التلاميذ لأجلها، وربما أدركوا رغبته في العزلة، فطلبوا إليه أن يعطيها سؤلها حتى تنصرف.ولما ألحت المرأة في طلبها قائلة: «يا سيد أعني». أجابها يسوع: «ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب». ويقع هذا الكلام على أسماعنا وقعاً قاسياً خشناً، ولكن حتى هنا وفي الترجمة الأصلية للكتاب المقدس لم يستعمل يسوع الكلمة الشائعة عن الكلاب بل استعمل اسم التصغير لها.وهي كلمة فيها شيء من نغمة الرقة، لأنها تشير إلى الجراء الصغيرة التي توجد في معظم البيوت وتلعب مع الأطفال. وفي الواقع قصد يسوع أن يعطي للمرأة فرصة ليعمل إيمانها عملاً كاملاً. وكان يسوع قد عرف هذا الإيمان في كل هذه العملية. وإن كان يسوع قد أرسل ليجد الخراف الضالة، فقد قال قرب نهاية خدمته الأرضية للذين كانوا يحاورونه بسبب الرجل المولود أعمى، قال لهم: «ولي خراف آخر ليست من هذه الحظيرة فينبغي أن آتي بتلك أيضاً ليكونوا رعية واحدة وراع واحد». وهذه المرأة كانت إحدى هذه الخراف. وأمام سكون المسيح ثابرت المرأة، وأمام تظاهره برفضها استمرت مثابرة أيضاً. ولما تحدث إليها وظهر كما لو أنه يحاول إبعادها عن أية معونة منه لم تيأس أبداً. ولما قال لها: «ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب». قالت له: «نعم يا سيد والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الساقط تحت مائدة أربابها». وهنا وصل إيمانها إلى ذروته ونال نصرته. وبهذا اتضح قصد المسيح من الطريقة التي اتبعها مع هذه المرأة ليجعل إيمانها المضطرب يثابر ويجاهد حتى يصبح إيماناً منتصراً. «يا امرأة عظيم إيمانك ليكن لك ما تريدين». وبهذه العبارة انصرفت المرأة من عيادة يسوع واختفت من المشهد وعادت إلى بيتها لتجد نتيجة إيمانها وبرهان سلطان المسيح. كانت قد تركت ابنتها بها روح نجس تتلوى وتتبرم بسببه، عادت لتجدها وقد خرج منها الشيطان. وهكذا تنتهي قصة هذه المرأة، ولكنها قصة الكثيرين غيرها. وحينما يقوم رجل أو امرأة بمجازفة كهذه على أساس الاقتناع، فإنه يدخل في صلة مع المسيح تجعله من شعب الله. ويجب أن نذكر هنا أن يسوع لم يعط المرأة من الفتات الساقط تحت المائدة بل أعطاها خبز البنين. ثم لنتحقق أنه حيثما وجدت نفس تطلب يسوع المسيح بحق وخلوص نية، فهو لا يقدر أن يختفي. فلتكن هذه الحقيقة هي أغنية كل قلب. والآن، ألا تتفقون معي أن العالم اليوم يستسلم لعمل الروح النجس بطريقة بشعة، وألا تتفق معي أن هذا العالم يحتاج إلى رحمة يسوع ربنا. إن دول العالم كلها تحاول بشتى الطرق أن تتخلص من الروح النجس الذي يستولي عليها، ولكن الاختبار علمنا والتاريخ أثبت لنا، أن السلام والهدوء والحياة الهنية لا تُشترى بالمال ، ولا تأتي نتيجة المجهودات البشرية والمؤتمرات الدولية التي يسيطر عليها روح الكبرياء والأنانية والنفعية. ولكن السلام والهدوء والطمأنينة هي من عطايا الله للذين يحبونه، ويحفظون أحكامه ووصاياه. فيا إلهي أتوسل إليك في خضوع واستسلام أن تعامل عالمنا هذا، ليس حسب شروره وآثامه، بل حسب رحمتك الكثيرة في المسيح، وأن تخلصه من كل فكر وروح شرير، وأن تهبنا عطية السلام الحقيقي لنعيش معاً في محبة متبادلة وخدمة مضحية، لامتداد ملكوتك الحقيقي على أرضنا. أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو...ينتظرك |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرأة الكنعانية ( الفينيقية)...1 http://i727.photobucket.com/albums/w...LICAS1/951.jpg «حينَئِذ أجاب وقال لها يا امرأة عَظيم إيمانك. ليكن لك كما تُريدين. فشفيت ابنتها من تلك الساعة» (متى ٢٨:١٥ ) المرأة الكنعانية ( الفينيقية )...1 نحن الآن عِند حدود صور وصيدا. فقد ترك المُعلّم أرض اليَهودية وسار إلى أرض الأُمم. لقد ضاقت نفسه لعدم إيمان «الشعب اليهودي». فإنهم بالرغم من البراهين الكثيرة التي شهدت بها حياة يسوع استمرّوا يُقاوِمونه ويَضطهدونه. ورُبّما يجد عِند الوَثنيين الإيمان الذي لم يَجده عند أبناء جلدته!! وقبل أن يتوغل في أرض الأمم أقبلت نحوه امرأة أرملة عرفنا فيما بَعد أن لها إبنة وَحيدة. وإن المَرأة كَانت كِنعانية فينيقيّة، وقد أقبلت صارخة: «ارحمني يا سيّد يا ابن داود». ابنتي مَجنونة جِدّاً !! (إبنتي فيها شيطان) كانت المَرأة قد سمعت عن النبي اليهودي وعن آياته وقوّاته، فلما جاء إلى المكان الذي تقيم فيه أحسّت أن العَناية هي التي أرسلته، ومع أن المرأة لم تكن تعلم شيئاً تفصيلياً عن المسيّا وعن أنه ابن داود إلاّ أنهم أخبروها أنه ابن داود ولذلك ركضت خَلفه وهي تصرخ: «ارحمني يا ابن داود». مالك أيتها المَرأة وابن داود لقد أخطأت الاتجاه إن يسوع هو ابن داود لليهود الذين كَانوا يَنتظرون ملك لليهود، ما لك أيتها الوثنيّة وابن داود فإن يسوع هو ابن الله! لقد سمع السيد صلاتها على الرغم من أنها وجهتها إلى ابن داود، على أنه عمل معها كما يعمل معنا ومع غيرنا في كَثير من الأحيان – صمت ولم يجب الطلبة! وظَلّت المَرأة تصرخ خلفه، ارحمني يا سيّد يا ابن داود، ابنتي مَجنونة جِدّاً!! (إبنتي فيها شيطان) وكان صُراخها لَهيب نار خارجاً من قلب أم. وظلّ السيد على صَمتِه مُدّة طَويلة! لم تَفشل المَرأة بل استمرّت تصرخ طول الطَريق. وكان صَوتها داوياً حتى أن التلاميذ تَضايقوا من صُراخها والتمسوا مِنه أن يَستَجيب لصراخها ويشفي ابنتها. قالوا ذلك ليس لأنهم رأفوا بحالتها وأشفقوا عليها واشتركوا في ألمها. كلا. بل كانت وساطتهم بدافع أناني فقد ضاقت نفوسهم من صراخها وانزعجوا من أتباعها إيّاهُم وأرادوا أن يَستَريحوا مِنها وهُم يَقولون اصرِفها لأنها تَصيح وَراءنا! ولم يسمع المُعلّم لصوت تلاميذه وأعلن أن رِسالته الأولى ليست للأمم. وإنما لإسرائيل وهو لم يفرغ بعد من رِسالته لهم. ولو أنه وسع دائرة خدمته لما كفاه الزمن القليل الذي سيقضيه على الأرض. وهو لذلك قد نظم زِيارته بحيث تَناولت الشعب المُختار! وبِالرُغم من أن المَرأة سمعت الكلام الواضِح أنه لم يُرسِل إلاّ إلى خِراف بَيت إسرائِيل الضالة فإنها ظَلّت تَتبعه صارخة ارحمني يا ابن داود. ابنتي مَجنونة جداً! يا لحب الأم!! إنه لا يقف عند حدّ. إنه يخترق المسالك غير المَطروقة ويصعد الجِبال الشَامِخة ويَحتمل المُقاومة والصَدّ ويَظلّ مُحتَفِظاً بِقوّة إيمانِه. إن المَرأة لا تعود إلى البَيت ولا تُسلّم بِالهَزيمة وها نحن نرى المَرأة تتبع يسوع وهي لا تكف عن الصراخ خلفه حتى دخل بيتاً. وظنّ التلاميذ أن المرأة ستعود إلى بيتها ولكنهم أخطئوا.. لا شيء يمنعها من أتباعه ولا حتى دخوله بَيتاً غَريباً. فهي تدخل خلفه وتَجثو عِند قَدميه وتَسكُب دموعها فَيّاضة تبلّ الأرض تَحته وتَقول بنغمة باكِية يا سيد أعنّي! ونظر السيّد إلى المَرأة. كانت كلماته قاسِية ولكن يا للعجب أن وجهه لَيّن وعَينيّه يَفيض مِنهما عَطِف وحُب. كان وَجهه يُشجعها ولكن كلماته تَصدّها.ليس جيداً أن يؤخذ خبز البَنين ويُطرح لِلكِلاب! وكانت الكَلِمات مَثلاً مَعروفاً لا يحمل قوة الخشونة التي نراها نحن. ولكنه على ألين صورة – تَعبير قاسٍ وخَشِن. وسواء كان المَقصود بِالكِلاب، الكِلاب الضَالة المؤذِيّة أو الكِلاب المُدللة في البيت، فإن المِعنى أن مَكان المَرأة كأممية بِالنِسبة لِخِدمة يسوع مَكان من لا يَجوز أن تُعطى حَقّ الغير. فهل فرغ صبر المرأة وهل صاحَت فيه مُحتجة، ولعنت ذلك الشعب اليَهودي البغيض. هل قامت ووجهها نحو بيتها. هل فعلت شيئاً من ذلك؟ .. كلا. بل انحنت أمام كلماته وأجابت نعم. نعم يا سيّد ليس حَسناً أن يؤخذ خبز البَنين ويُطرَح لِلكِلاب! ولَكني لا أطلب خبز البَنين إنني أطلب الفتات السَاقِط مِن مَائِدتهم فالكلاب أيضاً تأكل من الفتات الساقط من مَائِدة أربابها!! وهُنا تَعجّب يَسوع وَكان تَعجّبه عَظيماً جِدّاً. «يا امرأة عَظيم إيمانك ليكن لك كَما تُريدين» وهَكذا انتصر إيمانها وشُفيت ابنتها مِن تِلكَ السَاعة. عزيزي المستمع هل لنا هذا المقدار من الإيمان الذي طالبت به المرأة الفينيقية يسوع هل نطالب ونصر على أخذ البركة من الرب مطالبين بها بالرغم من كل الظروف والمفاهيم المتناقضة المحيطة بنا. يسوع قال اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم. اطلب اليوم بنفس إصرار المرأة الفينيقية. اطلب منه البركة والنعمة وقبل ذلك خلاص نفسك وروحك متوقعاً شفائه الإلهي كما شفى ابنة هذه المرأة. أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو...ينتظرك |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هو يسوع (٢) من هو يسوع (٢) من غايات مجيء المسيح، ومن دلائل حضوره كما تنّبأ الأنبياء عنه من قبل مئات السنين، أنه يملأ البائسين سروراً والمساكين ابتهاجاً، محققاً النبوة القديمة في سفر أشعياء{روح السيد الرب عليّ، لأن الرب مسحني لأُبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأُنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق، لأُنادي بسنة مقبولة للرب، وبيوم انتقام لإلهنا. لأُعزّي كل النائحين} (أشعياء ١:٦١ – ٢). فيحرّر الإنسان من الشر والخطيئة وما يتبعهما من شقاء، ويعيد إلى الإنسان كرامته وسعادته. وعليه، فحين أرسل يوحنا المعمدان من سجنه اثنين من تلاميذه إلى يسوع يسألانه، أأنت الآتي أم ننتظر آخر؟ أجابهما يسوع: {اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران. العُمي يبصرون، والعُرج يمشون، والبُرص يطهرون، والصمّ يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يبشّرون، وطوبى لمن لا يعثر فيّ} (متى ٢:١١ – ٦). أي أنه هو تحقيق الرجاء الذي طالما تاقت إليه نفوس البشر.لقد كانت المعجزات علامة من علامات الأزمنة لمجيء المسيح وابتداء ملكوته الروحي في النفوس. ويذكر لنا الإنجيل ما يربو على أربعين معجزة أجراها يسوع، بالإضافة إلى كثير غيرها فمنها ما يتناول العناصر الجامدة وقوى الطبيعة، ومنها ما يتعلق بطرد الأرواح الشريرة والشياطين، لقد كانت المعجزات علامة من علامات الأزمنة لمجيء المسيح وابتداء ملكوته الروحي في النفوس. ويذكر لنا الإنجيل ما يربو على أربعين معجزة أجراها يسوع، بالإضافة إلى كثير غيرها فمنها ما يتناول العناصر الجامدة وقوى الطبيعة، ومنها ما يتعلق بطرد الأرواح الشريرة والشياطين، ليست المعجزة كما يتوهّم البعض تحدّياً اعتباطياً لنواميس الطبيعة التي رسمها الله في حكمته السامية، بل هي على العكس من ذلك تماماً، تجلّ صريح لتلك الحكمة. فالله في علاقته بالإنسان، جود وعطاء، يظهر له بكلمته هي وبفعله. وكلمته وفعله إنما يهدفان إلى هداية الإنسان وتخليصه. وفي مساق هذا التاريخ الخلاصي بالذات، يتجلى الله أحياناً تجليات أكثر وضوحاً في ظروف معينة بواسطة أنبيائه ورسله، حملة الوحي والرسالة، فتأتي المعجزة شهادة على حضور الله في عملهم، وعلى انسياقهم في إرادته التي تسيّر كل شيء نحو الخلاص. فالمعجزة للنبي والرسول أشبه بأوراق الاعتماد التي يقدّمها سفير دولة. إنها تؤيد صدق مصدر البعثة، وتثبت ما يدّعي من صفة وصلاحيات. وعليه فالمعجزة قبل كل شيء (آية)، أي دلالة حسية (بيّنة)، تشير إلى أن ما يقول ويفعل هذا الرسول أو النبي أي أن ما يقوله ويفعله بإذن الله نفسه وإرادته، يؤيده بها شهادة له. في معجزة الصيد العجيب (لوقا ٤:٥ – ٧، يوحنا ١:٢١ – ٨)، كان الرسل قد تعبوا الليل كله عبثاً في محاولة الصيد ولم يستطيعوا أن يمسكوا شيئاً من السمك، فلمّا ألقوا الشبكة بأمر يسوع حصلوا على سمك كثير جداً. المقصود لم يكن فقط الحصول على السمك، بل إشعار الرسل أنهم مازالوا مدعوين أن يصيروا صيادي الناس، أي الكارزين بكلمة الله، يصطادونهم لذاك الذي وجدوه أكثر من إنسان عادي، ليكونوا تلاميذ للمسيح. وفي حادثة تهدئة العاصفة (مرقس ٣٥:٤ – ٤١)، كان تلاميذ يسوع بالسفينة، والسفينة والرسل على وشك غرق محتوم، وإذا بيسوع ينتهر البحر فتنقلب العاصفة هدوءاً. وما تسكين العاصفة سوى آية (عجيبة) المقصود من ورائها استشفاف قدرة يسوع الخارقة، وإثارة السؤال في النفوس: مَن ترى هذا؟ فحتى الريح والبحر يطيعانه، وكذلك القول في المشي على البحر عندما خاف التلاميذ في السفينة، فجاءهم يسوع ماشياً على البحر (متى ٢٢:١٤ – ٣٢)، وفي لعن التينة وتيبيسها، عندما أمر يسوع شجرة التين غير المثمرة أن تيبس (مرقس ١٢:١١ – ١٤، ١٩ – ٢٣). أما تكثير الخبز (متى ١٣:١٤ – ٢١، ٣٢:١٥ – ٣٨، يوحنا ١:٦ – ١٥) حيث أشبع يسوع من بضعة أرغفة وقليل من السمك آلافاً كثيرة، فالمقصود من وراء هذا، إيصال الجماهير إلى التفكير والمجاهرة بإيمانهم بالمسيح "هل هو في الحقيقة النبي الآتي إلى العالم"، وتهيئتهم للتعرّف على يسوع، خبز الحياة (يوحنا ٢٢:٦ – ٦٩). لقد كان في ذلك كله آية لهم لو كانوا يؤمنون، أما الذين كفروا قالوا عن يسوع إنه هو بعلزبول رئيس الشياطين، ولهذا اتهموه بالسحر والشعوذة، ونعتوه بالتعامل مع الشياطين وأردفوا قائلين: "ما هذا إلا سحر مبين". تلك صورة مصغّرة عن ذلك المستشفى الدائم المتجوّل من حول يسوع، والذي يعيد فيه يسوع العافية والرجاء معاً إلى القلوب الكسيرة. ألم يتنبأ عنه أشعياء من قبل بقوله "لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها..." (أشعياء ٤:٥٣)؟ يسوع لم يكن يهدف إلى شفاء الأمراض فحسب، بل إنما هو يجري آية أي يعمل عجيبة، وبذلك يوجّه إشارة، وطوبى لمن وعى القصد وتجاوب معه. فمعجزة الكسيح تأييد لسلطان يسوع على مغفرة الخطايا (مرقس ٥:٢ – ١٢). كانت مهمة المسيح الأساسية هي محبة وإنقاذ الشعب الضائع والعودة به إلى شاطئ الأمان. لذلك نجده يتكلم عن أمور كثيرة مقدّماً النصيحة تلو الأخرى، ضارباً عرض الحائط بالتعاليم البالية والتقاليد الموروثة التي كانت سائدة آنذاك لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأُكمّل. فإني الحق أقول لكم، إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. لم ينقض يسوع الوصايا بل كمّلها، وكذلك لم ينقض عبادات قائمة، بل حاول أن يخرج بها من مظاهر الرياء إلى صفاء الصدق، ومن عبودية الحرف إلى حرية الروح. أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبك...هو ينتظرك |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“لأنه فيه سر أن يحل كل الملءِ” (كو19:1) https://upload.chjoy.com/uploads/1366746226921.jpg ترد عبارة “الملء” إذ نسمع هذه العبارة من بولس الرسول متحدثاً لأهل غلاطية: : “لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ” (غلا4:4) متحدثاً عن ملء الزمن الذي كان ضرورياً لتجسد المسيح، وأيضاً في حديثه الموجّه لأهل أفسس يصف الكنيسة بأنها: “هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ” (أف 23:1) موضّحاً لنا بأن الكنيسة تكون حقيقية عندما يكون جسد المسيح ملئها، ويؤكد لأهل أفسس بأن الإنسان يحقق الكمال عندما يصل إلى ملء قامة المسيح: “إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ” (أف 13:4) وكلها تُشير إلى أن الملء يتحقق بحضور المسيح في الزمن، في الكنيسة، في الإنسان. وبالتالي إذا أراد الإنسان تحقيق الملء أو الكمال عليه أن يمتلئ من المسيح. من جهة ثانية كلمة “الملء” مصطلح يشير ضمنياً لـ “الخلاص”، فنحن بشر مخلقون على صورة الله، ولكن يوجد فينا شيء ما ناقص يجعلنا بعيدين عن الملء، ولا واحد منا هو في حالة الملء مع أننا خُلقنا للملء، والملء ليست كلمة تعبّر عن حقيبة مليئة بالأخلاق الحسنة، والأخلاق الحسنة ليست سبباً رئيسياً للخلاص، لذلك نقول بأننا مخلوقون على صورة الله لنحقق مثاله، هذا السعي لتحقيق المثال يمر عبر الملء بالمسيح الذي به يتم الخلاص. مفهومنا للخلاص بعيد كل البعد عن المفهوم البروتستانتي، أحدهم قال بأنه لم يعرف الخطيئة منذ ثلاث سنوات، موضحاً بذلك بأن مفهومه للكمال مختلف كلياً عن مفهومنا، الآباء القديسون جاهدوا طوال حياتهم بالصلاة والجهاد ولم يقولوا أنهم بلا خطيئة بل كلما تقدّموا بالسيرة الخلاصية عرفوا أنهم أكبر الخطاة فيصلّون للرب ليعطيهم وقت أطول لكي يتوبوا. فكيف تعرف أنك نلت الخلاص وأنت لم تقابل وجه المسيح؟. بالنسبة لي هناك أمور كثيرة تعني الملء: 1. إنسانياً، الملء يعني أن نحقق ما خُلقنا من أجله، ويكون الشخص أكثر إنسانيةً عندما يعيش ملء وجوده. 2. الملء أكثر من أن تعرف كثيراً، فمن الممكن أن تعرف في مواضيع كثيرة وممتلئ منها، مع ذلك يمكن أن تكون فارغاً وبدون حياة. “وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ” (يو16:1). الملء الحقيقي هو انسكاب نعمة الله فينا وامتلائنا من نعمته وليس انسكاب للمعلومات أو للمعارف. 3. الملء يعني الأفضل، السيد المسيح وعدنا بـ “فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ” (يوحنا 10:10)، ولم يقصد الله بقوله هذا أننا سنعيش حياة مليئة بالرفاهية بل وعدنا بأن يملئنا الله من حياته. المسيح هو “الكل” وليس السيارات أو البيوت أو التلفاز الكبير أو الرحلات حول العالم. هو وعدنا بأن يكون حاضراً فينا، وحضوره فينا هو أهم من هذه الحياة التي نعيشها، أنا متأكد أن هذا الحضور الداخلي للسيد في حياتنا يجعل من داخلنا أوسع وأكبر من هذه الدنيا بالكلية. 4. الملء يؤدي للكمال، فعبر أسرار الكنيسة والكتاب المقدس يمكن للإنسان اقتناء الروح القدس، و به يصل للكمال، وهذا يتم كله في الكنيسة، إذا الكنيسة هي الملء بشرط أن تكون مليئة بالروح القدس، وهي تكون كنيسة حقيقية عندما تكون ممتلئة بالروح القدس، ولكنها أيضاً مجاهدة نحو الكمال بنعمة الروح القدس ونحن إذا جاهدنا وبنعمة الروح القدس يمكن أن نصل إلى الكمال. 5. الملء لا يُحدّد بمكان ولا بزمان ولا يمكن معرفته بشكل كامل فهو أبعد من حدود العقل البشري، ويعتمد على مبدأ أن الملكوت السماوي – الذي نعيشه عندما نكون بحالة الملء- في مكان آخر حيث الله هناك. 6. يتحقق الملء في المحبة. عرفنا الله في السيد المسيح عندما قبل أن يُصلب من أجلنا، “وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ” (أفس19:3)، فالتضحية من أجل الآخر هي تعبير عن المحبة الذي هي الملء الحقيقي الذي من أجله خُلقنا. الحسد والكراهية والمكر والتعصب تعاكس تحقيقنا للملء وتشوّه من حقيقة وجودنا وتهدد بتحطيمه، على حين عمل المسامحة – حيث المحبة هي التضحية الكبرى- هو الامتداد الواسع غير المحدود انطلاقاً من ذاتنا للوصول للملء. فالحياة مع الله،أي الامتلاء،هي بأن لا نعرف الحسد أو الكراهية أو المكر أو التعصب بل المحبة حتى للأعداء، وهذا هو الملء الذي يملئ الكل بالكل. رأى السيد المسيح ما لم يستطع أحد أن يراه، شاهد حقولاً تحتاج لفعلة وآخرين مَن ظنّوا أنفسهم قريبين لله ولم يكونوا سوى فرّيسيّن، رأى عملَ أبيه مِن حوله في حين لم يعرف أحدٌ الآبَ، رأى العالم في ملءٍ لم يقدر أحدٌ على رؤيته هكذا. قلب الإنسان مليء بالرغبة لتحقيق الملء (الكمال)، فتراه يشعر بفراغ في داخله وبنقص في كل ما يحيط به. حدْسُه يخبره بأن هناك المزيد، هناك توقٌ لكمال ما لا يمكنه تجاهله. يجب ألاّ يرضى الإنسان بأقل مما دعاه الله إليه، أي إلى الملء الذي وعدنا به كميراث. واقع الحياة يؤكد لنا بأن هذه الحياة فارغة وأن هناك شيء أكثر من ذلك يجب أن نسعى بكلّ قدرتنا وبكلّ نفوسنا من أجل تحقيقه. وأنا أتساءل: “لماذا يريد الإنسان شيئاً أقل من هذا الملء؟” آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شجرة الصلاة والمحبة https://upload.chjoy.com/uploads/1365660676633.jpg لطالما كان يشغلني في الأعياد حال هؤلاء الذين لا يعرفون معنى العيد وأفراحه، لأسبابهم الخاصة أو أمراضهم أو مشاكلهم الحياتية اليومية، والذين يشغلني بالخصوص شباب اليوم وكيف يمكنني أن أساعدهم؟ وجدت نفسي أنني مكتوف الأيدي ولا أستطيع إلا بشكل محدود جداً أن أُساعدهم، ولكن الرب العلي الذي يرى ويعرف كل شيء يستطيع أن يفعل الكثير، وأنا كلي ثقة أنه قادر ويريد، فالأصلي لهم عند الرب علّه يسمع صوتي أنا الخاطئ ويساعدهم. الصلاة الحقيقية الكاملة يمكن أن تتحقق، بأن تصلّي ليس فقط لأهلك وأقاربك وأصدقائك بل لهؤلاء الذين لا تعرفهم أيضاً، الذين بحاجة لمعونة حقيقة من العلي، عندها تمتزج صلاتك مع المحبة وتصل إلى الذروة. عندما نريد أن نصلي، حتى أنا الكاهن عندما أذكر في صلاتي على المذبح، نذكر الذين نعرفهم، ولكن ألا يوجد غير الذين نعرفهم بحاجة لصلاتنا؟ نعم بالتأكيد لذلك علينا جميعاً أن نصلي لكل شباب العالم الذين يعانون من المرض أو الجوع أو الفقر أو يعيشون في ظل الحروب بلا أمل، ولكل إنسان فقد عائلته أو بيته أو رزقه، ولكل طفل ضائع أو جائع… في المسيحية يوجد خلاف بين فئتين من المؤمنين، الأولى تعتبر بأن الشجرة هي من العبادات الوثنية بكل ما تحوي، وأن عيد ميلاد السيد هو في الكنيسة فقط، وأخرى تعتبرها تعبير رمزي عن ميلاد السيد، وتحتاجها لتتذكر بميلاد السيد المسيح على الأرض وبأن الحياة مليئة بالأفراح، وهي لا ترى بأن وضع الشجرة يُنسيهم المولود الحقيقي، وحتى لو بالغوا قليلاً بمظاهر العيد. ككاهن في قرية صغيرة يظهر فيها هذا الخلاف جلياً واضحاً فما العمل؟ إن السؤال لطالما راودني كثيراً: هل يا ترى عندما نضع الشجرة ونضع أزراراً مضاءة مختلفة على شرفات البيوت نكون قد انحرفنا عن الطريقة الصحيحة للاحتفال بالعيد؟؟ هل يا ترى فرحة الطفل بميلاد المسيح متعلقة فقط بالشجرة أو بالأزرار المضاءة؟ طبعاً لا، وذلك إذا حافظنا على الجوهر ولم ننسى صاحب العيد، بأن نكون مشاركين مع الملائكة بالصلاة والتمجيد ومع المجوس بالعطاء والسجود داخل الكنيسة مع الجماعة المسيحية. هاجسي الأول هو في شدّ المؤمنين نحو صلاة أوسع ومحبة أكبر وأكمل، والثاني أن أحلّ مشكلة القرية التي أرعاها حول وضع شجرة الميلاد أو لا، فأتتني فكرة بواسطتها أستطيع تنويه أبناء الرعية بأنهم قادرون على أن يرفعوا صلاتهم لتكون أوسع ولكي تقترن بالمحبة وأن ترتفع محبتهم لتصل إلى أقص درجاتها وتصبح محبة كاملة لا يشوبها الأنانية. وقلت لماذا لا نملئ شجرة العيد بصلوات أبناء الرعية؟؟ فبدل أن نضع زينة وكرات وأجراس فلنضع صلوات وطلبات صغيرة يكتبها أبناء الرعية صغاراً وكباراً بأيديهم لطفل المغارة سألينه ما يشاءون، لا متوقفين في صلاتهم عند الأهل والأقرباء بل متوجهين نحو شباب العالم الذين لا يملكون طعاماً ولباساً ودواءً وحناناً ومحبةً وللذين لم يعرفوا المسيح كإله أن يعرفوه أيضاً. وهكذا كان… ذهبت لمدرسة القرية، بعد أن قمت بتحضير قطع من الكرتون الصغيرة الملّونة، وشرحت الموضوع لمدير مدرسة القرية الذي رحّب جداً ووزّعها على الأطفال وأخذ كل طفل يكتب عباراته وصلاته بيده طالبين من طفل المغارة ما يشاءون من أجل كل العالم. وجاء اليوم الموعود لتزين الشجرة، قُمنا بتركيبها وتزينها بأزرار مضيئة فقط، وقام كل طفل بتقديم صلاته و تعليقها على الشجرة، فرح الأطفال بهذا العمل لا يوصف، وفرحت جداً بأنني استطعت أن أنقل فكر وصلاة الطفل نحو العالم بأجمعه ليحب حتى الذي لا يعرفه. قديماً قادت النجمةُ المجوسَ نحو طفل المغارة فسارعوا وقدّموا له الهدايا، أما اليوم فالذي يقوم بهذا الدور هي الكنيسة، لذلك استبدلنا النجمة التي تعلو الشجرة بصورة عن كنيسة القرية وقلنا بأن الكنيسة هي التي تجمع صلاتنا وتقودنا نحو طفل المغارة ونحو الخلاص. في هذا الميلاد أتمنى للجميع أن يعلّقوا على شجرة العيد صلاة ما تخطر ببالهم لطفل المغارة من أجل خلاص العالم وليسمّوا شجرتهم كما أسميناها نحن في رعيتنا: “شجرة الصلاة والمحبة”. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشعلة التي ألهبتموها https://upload.chjoy.com/uploads/1365320576722.jpg لطالما أحببت العمل مع الشباب لأن كنت أرى فيهم تلك الروح الحية التي لا تقبل بالأمر الواقع الغير الصحيح، أو الجامد الغير الحي. راغبين أن يجددوا الماضي والحاضر ليكون المستقبل في أفضل حال. وكأنهم يحملون شعلة ملتهبة لا تنطفئ ولطالما ناشدتهم بذلك، مركّزاً دوما على أن المستقبل لا يمكن أن يكون أفضل إن لم يكن الحاضر الذي يعيشونه نابض بالحياة ومتجدد بالروح القدس، و المستقبل الأفضل يكون بالعمل الجاد، باحثين ومجتهدين مقدّمين ما يمكن ولكـــــــن هنا كانت خيبة الأمـــــل!!!!!!!!!! فعندما تسألهم ماذا أنجزتم حتى الآن؟ (وذلك في كل النواحي العلمية، الروحية، الشخصية الأجوبة مخجلة أو لا جـــــــــــــــواب لا الصلوات، لا الكتاب مقدس، لا الأسرار، لا الكتب الروحية، لا الكتب الفكرية أو العلمية الجادة، لا العمل في الكنيسة، لا حماية الأرثوذكسية من الذئاب الخاطفة، يشكلون شيئاً مهم في حياتهم هذا كان يؤلمني. وكأن بالشعلة التي أراها بين يديهم تكاد أن تنطفئ. (أكتب هذا ونهران صغيران يتدفقان من عيناي يحرقان وجهي، من لوعة ما قد احترق في داخلي). هل بات الخمول والكسل والضياع و… من سمات شباب اليوم؟ لا لم أستطيع قبول ذلك وجاءني الجواب يوم 15 من تشرين الثاني، عندما سمعت عن أول محطة إذاعية على شبكة الانترنت واسمها الأرثوذكسية بالحقيقة تفاجئت أو لم أتوقع ذلك من شباب هذا اليوم. والشيء الثاني الذي فاجئني بأن يكون اسمها الأرثوذكسية. كنت أظن أنهم لا يعرفون هذه الكلمة أو حتى لا تهمهم. ولكن يا…أو من يعمل معكم من وراء الكواليس شكراً جداً لأنكم حققتم ما كنت أحلم به. (مع العلم أنني لم أتوقع أنه سيتحقق) وثانياً لأنكم أثبتم ما أؤمن به من جهة الشباب أنهم دوما يجددون الماضي والحاضر ليكون المستقبل أفضل. وثالثاً أنكم ألهبتم الشعلة من جديد وأعطيتموها لهيب من الروح القدس لا ينطفئ أبداً في النهاية أتمنى من كل شباب كنيستنا الأرثوذكسية أن يحملوا الشعلة بين يديهم وهي ملتهبة بنعمة الروح القدس مقدسة حاملها ومنيرة له الطريق مهما كثر ظلامه بسبب قوة الشيطان التي تزداد يوما بعد يوم، وأن لا يقبلوها أن تخبوا يوما ما لي رجاء وثقة وأمل أنكم فاعلون ذلك. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة من أجل شباب العالم المتألم https://upload.chjoy.com/uploads/1366435645211.jpg وقفتُ للحظاتٍ طويلةٍ مع نفسي متسائلاً ما هي الطريقةُ المثلى لوداعِ هذه السنة واستقبالِ السنة الجديدة؟ تساءلتُ كثيراً، والأجوبةُ كانت غزيرةً، إلا أنني لم أستطِعْ أن أُبعِدَ عن ذهني ما يحدثُ أو سيحدثُ لشبابِ هذا العالم. فهناك الكثير منهم يعيشونُ بألمٍ كبير. فماذا أستطيعُ أنْ أفعلَ لهم؟ كيف أساعدُهُم؟ تحيّرتُ، وفكرّتُ كثيراً، ورغم شعوري أنني لا أستطيعُ مساعدةَ هؤلاء المتألمين، إلا أنني وجدتُ أنَّ الحلَّ هو بيدِ الله وبيدِهم، ولكن يمكنني أنا أيضاً أن أفعلَ شيئاً – ودوري هامٌ جداً وفعّال- أستطيعُ وبحرارةٍ!!!! أن أصلّيَ لهم فقرّرتُ أن أودّعَ هذه السنةَ وأنا أصلّي لشبابِ هذا العالمِ الذين يتألمون وأدعوكُم جميعاً أن تصلُّوا لأجلِهم، فكثيرٌ منهم يتعرضّون في حياتِهم لليأسِ والاعتداءِ والاستغلالِ والأمراضِ المستعصيةِ وللذين لم يعرفوا الربَّ بعدُ فاستحوذَ الألمُ على قلبِهِم وحوّلَ حياتَهم إلى جحيمٍ هناكَ شبابٌ تعلّقوا بالمخدّرات فسيطرتْ على عقولِهم وتصرُّفاتِهم وحولّت حياتَهم إلى ألمٍ لا يتوقّف، إذ يفقدُون بتأثيرِها الشعورَ بالدنيا من حولِهم ويبدُون وكأنّهم موجودون في هذا العالم ولكنّهم لا يعيشون فيه هناك شبابٌ يعيشون بفراغِ سبّبته مصاعبُ حياتِهم الخاصّة ولم يعرِفوا أنّ المسيحَ هو سَندُ حياتِهم وهو مخلّصُهم وشافيهِم ومالئُ كلّ حياتِهم بكلّ أملٍ ورجاءٍ وفرحٍ وبدونهِ تصبحُ الحياةُ فارغةً من معناها وآخرون دمّرتِ الحروبُ بيوتَهم أو مدارسَهم أو جامعاتِهم فينظرونَ إلى المستقبلِ ولا يرون فيه أيَّ بصيصِ أملٍ بل يقتصرُ إحساسُهم بالسعادةِ في حياتِهم على أحلامِهم في ساعاتِ النوم فقط وعندما يستيقظون تكونُ الصدمةُ التي لا تُحتَمَل فيفكّرون بالانتحارِ وبعضُهم يُقدِمُ على قَتلِ نفسِه فيخسرون هذه الحياةَ والحياةَ الثانيةَ التي ينتظرُهم فيها المخلِّصُ وهناك بالإضافةِ إلى ما ذكرناه أشياءُ أخرى كثيرةٌ تجعلُ من حياةِ شبابِنا ألماً مستمراً، وهم خاصةً في نموِّهِم العاطفي يتصرّفون كما يشاءون بدون الإصغاء إلى نُصحِ الكنيسة أو توجيهها، فتنمو عاطِفَتُهم بشكلٍ عشوائي مشوَّشٍ وبالنتيجةِ لا يعودون قادرين أن يأخذوا قراراتِهم عندَ اللزومِ بشكلٍ صحيح ألا نعرفُ كلُّنا أنَّ لعبةَ الشيطانِ الحاليةِ هي إبعادُ الإنسانِ عنِ الله وتحويلِ قلبِه إلى صخرةٍ قاسيةٍ، إذ يجعلُه يرى محبةَ الآخرين بمقدارِ ما يقدّمونه له، فينسى الإنسانُ أنَّ الحبَّ هو عطاء صرف، ينسى أنّ اللهَ أحبَّنا حتى أنه بذَلَ ابنَه الوحيد من أجلِ خلاصِنا. وبقساوةِ قلوبِ البشرِ يصبحُ العالمُ أكثرَ عنفاً، ويسهِّلُ التدميرَ والقتلَ. فلهولاءِ الذينَ لم يتعلَّموا مِنَ السيّدِ أنّ المحبةَ هي بمقدارِ ما تُعطي وتضحِّي، وللذينَ قسَتْ قلوبُهم بسببِ العنفِ والغرورِ نقولُ إنّ محبةَ الإنسانِ الحقّةِ تتبلورُ في تقديمِه محبّتِهِ مجاناً للآخرين وهذا ما نريدُه بكلّ تأكيد لنا جميعاً ولكل شباب العالم ولكن من أين يتأتّى الألمُ في الدنيا؟ نعتقدُ أنَّ مصادرَ الألمِ كثيرةَ ولكنْ يمكنُنا تصنيفُها إلى مصدرَين: الأولُ خارجيّ والثاني داخليّ. أمَّا الخارجيّ فيأتي من الشيطانِ والعالمِ من حولنا والداخليّ يأتي من خطايانا وضعفاتِنا. فإنْ كان من الآخرين فاحرَصْ أن لا تكونَ أنت المسبّبُ لألمِ الآخر، وإن كان من الخطيئة فاحرَصْ أن تُعينَ نفسَك بالصلاةِ و الصومِ والمحبةِ و الاعتراف …. المهمُّ أن لا تكونَ أنتَ مصدرَ الألمِ في حياةِ الآخرين. ولكنَّ الألمَ في حياةِ الإنسانِ أمرٌ نسبيّ ومتبدّلٌ وهو أحدُ أوجُهِ الحياةِ بعدَ السقوط، ولكي تكتملَ رؤيتُنا الصحيحةُ للحياةِ والألمِ الذي يقاسيه الشبابُ في العالمِ ينبغي أن نتطلعَ إلى الوجهِ الآخرِ للأمور، أي إلى حضورِ الله في حياتِنا نحنُ البشر ووقوفِه الدائمِ إلى جانب خليقتِه. وليسَ أدلّ على تحرُّكِ اللهِ وانعطافِه للألمِ البشريّ من صورةِ يسوعَ المسيحِ في الكتابِ المقدس وحياةِ الكنيسة، إنه البلسمُ الشافي دوماً لكل آلامِ البشرِ وحاضرٌ دوماً ليجعلَ من آلامنا أمراً مقبولاً محتَمَلاً ويحوّلها إلى بركة في حياتنا من أجله حين نحتمِلُها بصبر. وبالنتيجةِ، للهِ دورٌ حاسمٌ في هذا الخصوص، ولنا نحنُ البشر دورٌ أساسيٌ بالصلاةِ والصومِ والصبر، فلنفعل ما نستطيعُ ولنترُك باقيَ الأمورِ لحكمةِ اللهِ ومحبتهِ اللتين لا تُحدَّان ولا تُوصَفان وانطلاقاً من محبةِ اللهِ لخليقتِه جميعاً ولكلِّ المتألمين في هذه الدنيا، ومن ضِمنِهم شبابُ العالم، نرفعُ جميعاً قلوبَنا إلى الله في نهايةِ العامِ المنصرمِ ونتطلعُ إلى تحنُّنِه وإشفاقِه عليهم وعلينا جميعا في العامِ الجديد ونبتهل قائلين أيها الربُّ المتحنّنُ، نعرفُ أنكَ سريعُ الاستجابةِ لكلّ طالبيك. لقد علّمَنَا تلميذُك الحبيبُ يوحنا، إننا مهما طلبنا من الآبِ باسمِك وحَسْبَ مشيئتِك… فإنّه يسمعُ لنا على الفور يا لك من أبٍ رحيمٍ، لا تشاء أن يُذَلَّ أولادُك بتركِهم يتوسلون إليك دونَ أن تستجيب… علَّمتَنا هذا يا ربُّ في مثَلِ قاضي الظلم، بل وقد أوصيتَنا صراحةً أن لا نكرِّرَ الكلامَ باطلاً في صلواتِنا فنطلبُ إليكَ في هذا اليوم ” من أجلِ كلِّ شابٍّ قد تعلّقَ جسدياً أو روحياً بالمخدرات فآلمَته وأبعدَتهُ عن الخيرِ والمحبةِ من أجل شفائه وخلاصه منها من أجلِ كلِّ شابٍّ مريضٍ فقَدَ الرجاءَ في هذه الدنيا فلَمْ تعُدِ الحياةُ بالنسبةِ له ذاتَ معنىً. فاشفِهِ يا ربُّ وعرّفهُ أنكَ قادرٌ على كلِّ شيء من أجل كلِّ شابٍّ متألمٍ يشعرُ بفراغٍ في حياتِه، في فكرِه، في روحِه، في شخصيتِه وفي عاطفته، فلا يجدُ معنىً أو هدفاً لكلِّ أمرٍ يفعلُه فاملأ يا ربُّ قلبَه من روحِك القدُّوس، أنتَ المالئُ الكلَّ من أجلِ كلِّ شابٍّ دخلتِ القسوةُ إلى قلبِه فباتت كلماتُه، أفعالُه ونظراتُه فارغةً من الرحمةِ والحنانِ والعطف فأعطِه يا ربُّ أن يعرفَ التوبةَ كالقديسِ موسى الأسود من أجل كلِّ شابٍّ دخلَ العنفُ إلى تصرفاتِه أو تعرّضَ للعُنفِ فتألَّمَ منه بسببِ طباعٍ صعبة أو إرهاقٍ أو مرضٍ عصبيّ أو غرورٍ فأعطِهِ يا ربُّ أن يعرفَ الحقَّ بك من أجل أن تتعطّفَ وتتغاضى عن هفواتِ وخطايا شبابِ هذا العالمِ التي اجترموها في هذهِ السنةِ وتنظرَ إليهِم بعينِ الرأفةِ وترحمََهم من أجل أن توطّدَ أيها الربُّ إلهُنا روحَ السلامِ في العالم أجمعَ، وتثبّتَ شبابَ كنيستِك المقدّسةِ في الإيمان مبعداً عنهم كلَّ خللٍ و مرضٍ و جوعٍ و فقرٍ و فراغٍ، حافظاً إياهم من الأعداءِ المنظورين وغيرِ المنظورين. آمين وكل عام وأنتم بخير |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة من أجل شباب العالم المتألم https://upload.chjoy.com/uploads/1366435645211.jpg وقفتُ للحظاتٍ طويلةٍ مع نفسي متسائلاً ما هي الطريقةُ المثلى لوداعِ هذه السنة واستقبالِ السنة الجديدة؟ تساءلتُ كثيراً، والأجوبةُ كانت غزيرةً، إلا أنني لم أستطِعْ أن أُبعِدَ عن ذهني ما يحدثُ أو سيحدثُ لشبابِ هذا العالم. فهناك الكثير منهم يعيشونُ بألمٍ كبير. فماذا أستطيعُ أنْ أفعلَ لهم؟ كيف أساعدُهُم؟ تحيّرتُ، وفكرّتُ كثيراً، ورغم شعوري أنني لا أستطيعُ مساعدةَ هؤلاء المتألمين، إلا أنني وجدتُ أنَّ الحلَّ هو بيدِ الله وبيدِهم، ولكن يمكنني أنا أيضاً أن أفعلَ شيئاً – ودوري هامٌ جداً وفعّال- أستطيعُ وبحرارةٍ!!!! أن أصلّيَ لهم فقرّرتُ أن أودّعَ هذه السنةَ وأنا أصلّي لشبابِ هذا العالمِ الذين يتألمون وأدعوكُم جميعاً أن تصلُّوا لأجلِهم، فكثيرٌ منهم يتعرضّون في حياتِهم لليأسِ والاعتداءِ والاستغلالِ والأمراضِ المستعصيةِ وللذين لم يعرفوا الربَّ بعدُ فاستحوذَ الألمُ على قلبِهِم وحوّلَ حياتَهم إلى جحيمٍ هناكَ شبابٌ تعلّقوا بالمخدّرات فسيطرتْ على عقولِهم وتصرُّفاتِهم وحولّت حياتَهم إلى ألمٍ لا يتوقّف، إذ يفقدُون بتأثيرِها الشعورَ بالدنيا من حولِهم ويبدُون وكأنّهم موجودون في هذا العالم ولكنّهم لا يعيشون فيه هناك شبابٌ يعيشون بفراغِ سبّبته مصاعبُ حياتِهم الخاصّة ولم يعرِفوا أنّ المسيحَ هو سَندُ حياتِهم وهو مخلّصُهم وشافيهِم ومالئُ كلّ حياتِهم بكلّ أملٍ ورجاءٍ وفرحٍ وبدونهِ تصبحُ الحياةُ فارغةً من معناها وآخرون دمّرتِ الحروبُ بيوتَهم أو مدارسَهم أو جامعاتِهم فينظرونَ إلى المستقبلِ ولا يرون فيه أيَّ بصيصِ أملٍ بل يقتصرُ إحساسُهم بالسعادةِ في حياتِهم على أحلامِهم في ساعاتِ النوم فقط وعندما يستيقظون تكونُ الصدمةُ التي لا تُحتَمَل فيفكّرون بالانتحارِ وبعضُهم يُقدِمُ على قَتلِ نفسِه فيخسرون هذه الحياةَ والحياةَ الثانيةَ التي ينتظرُهم فيها المخلِّصُ وهناك بالإضافةِ إلى ما ذكرناه أشياءُ أخرى كثيرةٌ تجعلُ من حياةِ شبابِنا ألماً مستمراً، وهم خاصةً في نموِّهِم العاطفي يتصرّفون كما يشاءون بدون الإصغاء إلى نُصحِ الكنيسة أو توجيهها، فتنمو عاطِفَتُهم بشكلٍ عشوائي مشوَّشٍ وبالنتيجةِ لا يعودون قادرين أن يأخذوا قراراتِهم عندَ اللزومِ بشكلٍ صحيح ألا نعرفُ كلُّنا أنَّ لعبةَ الشيطانِ الحاليةِ هي إبعادُ الإنسانِ عنِ الله وتحويلِ قلبِه إلى صخرةٍ قاسيةٍ، إذ يجعلُه يرى محبةَ الآخرين بمقدارِ ما يقدّمونه له، فينسى الإنسانُ أنَّ الحبَّ هو عطاء صرف، ينسى أنّ اللهَ أحبَّنا حتى أنه بذَلَ ابنَه الوحيد من أجلِ خلاصِنا. وبقساوةِ قلوبِ البشرِ يصبحُ العالمُ أكثرَ عنفاً، ويسهِّلُ التدميرَ والقتلَ. فلهولاءِ الذينَ لم يتعلَّموا مِنَ السيّدِ أنّ المحبةَ هي بمقدارِ ما تُعطي وتضحِّي، وللذينَ قسَتْ قلوبُهم بسببِ العنفِ والغرورِ نقولُ إنّ محبةَ الإنسانِ الحقّةِ تتبلورُ في تقديمِه محبّتِهِ مجاناً للآخرين وهذا ما نريدُه بكلّ تأكيد لنا جميعاً ولكل شباب العالم ولكن من أين يتأتّى الألمُ في الدنيا؟ نعتقدُ أنَّ مصادرَ الألمِ كثيرةَ ولكنْ يمكنُنا تصنيفُها إلى مصدرَين: الأولُ خارجيّ والثاني داخليّ. أمَّا الخارجيّ فيأتي من الشيطانِ والعالمِ من حولنا والداخليّ يأتي من خطايانا وضعفاتِنا. فإنْ كان من الآخرين فاحرَصْ أن لا تكونَ أنت المسبّبُ لألمِ الآخر، وإن كان من الخطيئة فاحرَصْ أن تُعينَ نفسَك بالصلاةِ و الصومِ والمحبةِ و الاعتراف …. المهمُّ أن لا تكونَ أنتَ مصدرَ الألمِ في حياةِ الآخرين. ولكنَّ الألمَ في حياةِ الإنسانِ أمرٌ نسبيّ ومتبدّلٌ وهو أحدُ أوجُهِ الحياةِ بعدَ السقوط، ولكي تكتملَ رؤيتُنا الصحيحةُ للحياةِ والألمِ الذي يقاسيه الشبابُ في العالمِ ينبغي أن نتطلعَ إلى الوجهِ الآخرِ للأمور، أي إلى حضورِ الله في حياتِنا نحنُ البشر ووقوفِه الدائمِ إلى جانب خليقتِه. وليسَ أدلّ على تحرُّكِ اللهِ وانعطافِه للألمِ البشريّ من صورةِ يسوعَ المسيحِ في الكتابِ المقدس وحياةِ الكنيسة، إنه البلسمُ الشافي دوماً لكل آلامِ البشرِ وحاضرٌ دوماً ليجعلَ من آلامنا أمراً مقبولاً محتَمَلاً ويحوّلها إلى بركة في حياتنا من أجله حين نحتمِلُها بصبر. وبالنتيجةِ، للهِ دورٌ حاسمٌ في هذا الخصوص، ولنا نحنُ البشر دورٌ أساسيٌ بالصلاةِ والصومِ والصبر، فلنفعل ما نستطيعُ ولنترُك باقيَ الأمورِ لحكمةِ اللهِ ومحبتهِ اللتين لا تُحدَّان ولا تُوصَفان وانطلاقاً من محبةِ اللهِ لخليقتِه جميعاً ولكلِّ المتألمين في هذه الدنيا، ومن ضِمنِهم شبابُ العالم، نرفعُ جميعاً قلوبَنا إلى الله في نهايةِ العامِ المنصرمِ ونتطلعُ إلى تحنُّنِه وإشفاقِه عليهم وعلينا جميعا في العامِ الجديد ونبتهل قائلين أيها الربُّ المتحنّنُ، نعرفُ أنكَ سريعُ الاستجابةِ لكلّ طالبيك. لقد علّمَنَا تلميذُك الحبيبُ يوحنا، إننا مهما طلبنا من الآبِ باسمِك وحَسْبَ مشيئتِك… فإنّه يسمعُ لنا على الفور يا لك من أبٍ رحيمٍ، لا تشاء أن يُذَلَّ أولادُك بتركِهم يتوسلون إليك دونَ أن تستجيب… علَّمتَنا هذا يا ربُّ في مثَلِ قاضي الظلم، بل وقد أوصيتَنا صراحةً أن لا نكرِّرَ الكلامَ باطلاً في صلواتِنا فنطلبُ إليكَ في هذا اليوم ” من أجلِ كلِّ شابٍّ قد تعلّقَ جسدياً أو روحياً بالمخدرات فآلمَته وأبعدَتهُ عن الخيرِ والمحبةِ من أجل شفائه وخلاصه منها من أجلِ كلِّ شابٍّ مريضٍ فقَدَ الرجاءَ في هذه الدنيا فلَمْ تعُدِ الحياةُ بالنسبةِ له ذاتَ معنىً. فاشفِهِ يا ربُّ وعرّفهُ أنكَ قادرٌ على كلِّ شيء من أجل كلِّ شابٍّ متألمٍ يشعرُ بفراغٍ في حياتِه، في فكرِه، في روحِه، في شخصيتِه وفي عاطفته، فلا يجدُ معنىً أو هدفاً لكلِّ أمرٍ يفعلُه فاملأ يا ربُّ قلبَه من روحِك القدُّوس، أنتَ المالئُ الكلَّ من أجلِ كلِّ شابٍّ دخلتِ القسوةُ إلى قلبِه فباتت كلماتُه، أفعالُه ونظراتُه فارغةً من الرحمةِ والحنانِ والعطف فأعطِه يا ربُّ أن يعرفَ التوبةَ كالقديسِ موسى الأسود من أجل كلِّ شابٍّ دخلَ العنفُ إلى تصرفاتِه أو تعرّضَ للعُنفِ فتألَّمَ منه بسببِ طباعٍ صعبة أو إرهاقٍ أو مرضٍ عصبيّ أو غرورٍ فأعطِهِ يا ربُّ أن يعرفَ الحقَّ بك من أجل أن تتعطّفَ وتتغاضى عن هفواتِ وخطايا شبابِ هذا العالمِ التي اجترموها في هذهِ السنةِ وتنظرَ إليهِم بعينِ الرأفةِ وترحمََهم من أجل أن توطّدَ أيها الربُّ إلهُنا روحَ السلامِ في العالم أجمعَ، وتثبّتَ شبابَ كنيستِك المقدّسةِ في الإيمان مبعداً عنهم كلَّ خللٍ و مرضٍ و جوعٍ و فقرٍ و فراغٍ، حافظاً إياهم من الأعداءِ المنظورين وغيرِ المنظورين. آمين وكل عام وأنتم بخير |
الساعة الآن 07:52 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025