![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التوبة https://upload.chjoy.com/uploads/1363758805183.jpg التوبة كما يعرّفها الآباء القديسون هي “تغيير الذهن أو العقل”، التوبة ليست أن تبكي أو تنوح أو أن ترثي أحد ما، بل هي أن تغير ذهنك وطريقة تفكيرك، إن كنت تفكر دوماً بالخطيئة أو كنت منغمساً بهوى من أهوائك، عليك أن توقف التفكير به أو عنه ولتبدأ التفكير بالأمور الصالحة، ويذلك تكون قد قمت بتغيير ذهنك عن التفكير بالشر للتفكير بالأعمال الصالحة، هذا هو المعنى الحقيقي للتوبة، إذا التوبة ليست حالة نفسية أو عصبية ليست أن تتوتر وتصرخ قد تبت، قد تبت، بل هي بناء الذات، أي أن تعود لذاتك وتبنيها بناء صالحاً، لا أن تبكي وتعول أو أن تعاتب نفسك، بل هي أن تغير ذهنك لتصلح حياتك، لتصلح ذاتك فتصبح إنساناً جديداً. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التوبة والرجاء https://upload.chjoy.com/uploads/136380428321.jpg يقول القديس يوحنا السلمي: “التوبة هي ابنة الرجاء وجحود لليأس” الإنسان التائب لا يقع في اليأس من خلاصه، أنت تتوب عن خطاياك وعندك رجاء أن المسيح هو مخلص، التوبة هي تغيير الذهن لإصلاح الذات منتظرين الخلاص الآتي من المسيح، هذا هو الإنسان التائب لأن التوبة ليست احتقار الذات هي عودة الذات إلى الله، لا أن تحتقر نفسك، لا أن تقول أنك أدنى الناس، هذا يساعدك على التواضع ولكن ليس بالتوبة، إن أنت أذللت نفسك أذللت المسيح الذي فيك، عليك أن تقول أنا ابن الله يجب أن أكون متواضع فأنا أخطأ الناس. التائب هو الذي لا ينظر إلى الوراء بل إلى فوق إلى الله المحب البشر. التوبة هي عودة إلى النور، هي عبور من الظلمة إلى النور، يقول ثيوفانس الحبيس: “إذا كانت الغرفة غارقة في الظلام، فإننا لا نستطيع أن نميز ما بها من قذارة، أما إذا أنيرت جيداً فحينئذ نستطيع أن نكشف حتى حبات التراب الصغيرة الموجودة بها وهذا هو حال النفس تماماً”، أي إذا كنتُ غارقاً في الظلمة سأحتاج إلى نور كي أفضح نفسي وأكشفها فأراها على حقيقتها، أرى أهواءها، أرى خطاياها. لكن عن أي نور نتكلم؟، عن نور المسيح، كلنا أخذنا هذا النور يوم المعمودية، لكن أمازال مشتعلاً فينا؟، أمازال ينير الظلمة التي دخلنا فيها بسبب خطايانا؟، كل إنسان معمّد لديه نور المسيح وخصوصاً الذي يشترك بجسد المسيح ودمه، أما الذي لا يشترك بهما لا يغذي هذا النور بل يدعه ينطفئ، الإنسان التائب هو الذي يهيئ نفسه لاتقاد النور في داخله. أن تتوب مغيّراً ذهنك عن الخطيئة، مصلحاً ذاتك، موجهاً عقلك نحو السماء، نحو الله، هو هدف التوبة، عندها تكتشف أنك ابن لله، ابناً للنور، والمسيح يدعوك لتكون ابن للنور، لن يشتعل النور الحقيقي، الذي بداخلك من يوم المعمودية، بدون التوبة، فيمكن أن يكون هذا النور عند أي مسيحي خامد ولكنه سيكون متقد عند التائب فيقدسه. يقول إشعياء النبي: “فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عينيّ قد رأتا الملك رب الجنود” (إش5:6). نور الرب هو الذي يطهر. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التوبة والنور https://upload.chjoy.com/uploads/136407111973.jpg ما علاقة النور بالتوبة؟ كي نتوب يجب أن يدخل فينا النور، وما دمنا معتمدين فنحن نملك هذا النور. لكن ما نتائج التوبة؟ من نتائج التوبة أن يسكن فيك نور المسيح، وينضح منك هذا النور، هذه هي علاقة النور بالتوبة، هي علاقة متبادلة، أي إن تبت ستحصل على النور الحقيقي ومن جهة أخرى بدون النور لن تكشف خطاياك ولن تستطيع أن تتوب توبة حقيقية مغيّراً ذهنك ومصلحاً ذاتك مطهّراً إياها ناظراً لفوق إلى العلى إلى الملكوت السماوي. الإنسان التائب هو الإنسان الذي يمتلك حياة جديدة ملؤها السلام ملؤها المحبة ملؤها التواضع وبالنهاية يكون الملء من روح الله، هذا هو هدف الإنسان المسيحي الحقيقي الذي يسعى لملكوت السموات. لا تظنوا أن التوبة عمل مؤقت بل هي عمل مستمر حتى نهاية العمر، أي لا يمكننا القول أننا تبنا اليوم فقد خلصنا، طبعاً لا، ومن ناحية أخرى إن لم نكن تائبين العمر كله فلن نخلص، ولن نحصل على النور الحقيقي ولا على ملكوت السموات. يا إخوة يدعونا المسيح أن نكون من أهل التوبة لأننا سنخلص بها “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” أي لا تنوحوا، لا تبكوا، بل غيّروا أنفسكم وطريقة تفكيركم وحياتكم، فإن كنت معتاد أن لا تصوم فقل أريد أن أصوم وعندها تكون قد غيّرت حياتك للأفضل، إن أنت اعتدت أن تكفر، فقل لا وللكفر غيّر ذهنك وتب عن الكفر، إن اعتدت أن تكذب، فقل لا، أنا أريد أن أغيّر حياتي، أي أن تغيّر حياتك من اتجاه إلى آخر حقيقي إلى التوبة عندها يسكنك المسيح ويفيض منك النور فتنال الخلاص. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا اورشليم يا اورشليم يا قاتله الانبياء !!!
"في ذلك اليوم تقدم بعض الفريسيين قائلين له اخرج واذهب من ههنا لأن هيرودس يريد أن يقتلك. فقال لهم امضوا وقولوا لهذا الثعلب ها أنا اخرج شياطين واشفي اليوم وغدًا وفي اليوم الثالث اكمل. بل ينبغي أن أسير اليوم وغدًا وما يليه لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارجًا عن أورشليم. يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا والحق أقول لكم أنكم لا ترونني حتى يأتي وقت تقولون فيه مبارك الآتي باسم الرب." إذ تحدث السيد عن الباب الضيق، يأتي لوقا بهذه القصة ليشير أن المسيح بإرادته يدخل من الباب الضيق ويذهب للصليب في أورشليم تقدم بعض الفريسيين= هؤلاء لم يأتوا ليحذروا الرب حبًا فيه، بل هم خافوا على مكاسبهم المادية إذ رأوا الجموع قد إلتفت حوله، هم أرادوا أن يخيفوه ليترك المكان. ولقد صوروا له هيرودس كأسد سيفتك به= يريد أن يقتلك أمّا السيد فرآه لا يزيد عن كونه ثعلبًا ماكرًا لكنه غير قادر أن يؤذي، فلا سلطان لأحد أن يؤذي سوى بسماح من الله (يو10:19-11). وهيرودس هو أنتيباس الذي قتل يوحنا المعمدان وحاكم المسيح. ها أنا أخرج شياطين وأشفي.. اليوم وغدًا= اليوم وغدًا هو اصطلاح يهودي دارج بمعنى فترة قصيرة محدودة. والمعنى أن هناك يوم محدد للصلب، وأيامي صارت محدودة على الأرض ولن يستطيع هيرودس أن يزيدها أو ينقصها. ولكن أنا لي عمل جئت لأعمله أخرج شياطين وأشفي= فالسيد هنا يعلن إصراره على مواصلة خدمته وعمله غير عابئ بأي آلام تقع عليه من هيرودس أو غيره. هو ملك سماوي يعمل لبنيان النفوس فيطرد الشياطين ويشفي، مقدمًا للموت نفسه برضاه، وهم عالمٌ بساعته وبمكان صلبه أنه في أورشليم. وقوله ينبغي= أنني سأتمم عملي بكامل حريتي، وسأذهب للصلب بكامل حريتي. في اليوم الثالث أُكَمَّلْ= المسيح سيكمل بالآلام (عب10:2) أي هو سيشابهنا، ويصير مشابهًا لنا في كل شيء باحتماله الآلام. فالآلام قد صارت من نصيب البشر، والموت أيضًا بسبب الخطية، وحقًا فالمسيح بلا خطية، ولكنه صار حاملًا لخطايانا، وبالتالي معرضًا للآلام التي نتحملها، وبهذا شابهنا في كل شيء حتى تحمل الآلام والموت. أمّا بالنسبة لنا فالله يسمح ببعض الآلام لنَكْمُل ونكف عن الخطية (1بط1:4) فإن كان المسيح قد تَكَمَّلَ بالآلام، أفلا نحتمل الآلام لكي نَكْمُلْ. وقوله في اليوم الثالث قد يكون تابعًا لقوله اليوم وغدًا كتعبير دارج عن أن المدة التي يقضيها على الأرض محددة وستنتهي بصلبه وآلامه، وقد تكون نبوة بقيامته في اليوم الثالث حيث يكمل كل شيء، ونقوم معه. لا يمكن أن يهلك نبي خارجًا عن أورشليم= هذه لا يمكن تفسيرها حرفيًا فأرمياء قتلوه في مصر مثلًا ودانيال مات في بابل. ولكن بمقارنة هذه الآية بما بعدها نفهم: أن المسيح يحدد مكان صلبه بأنه في أورشليم. أورشليم وصلت لدرجة خطيرة من القسوة حتى أصبحت لا تطيق رجال الله. والمسيح أعلى من الأنبياء. ولكنه يقول نبي إشارة لكل رجال الله. لقد قتلت أورشليم الكثير من الأنبياء، واضطهدت الباقين. مع كل قسوة أورشليم، فالمسيح في محبته أتى ليموت عن أورشليم. إذًا المعنى أن أغلب الأنبياء قتلهم أهل أورشليم القساة القلوب وهذا ما سيعملونه بي. (آيات34-35): هنا المسيح يصور نفسه في محبته التي ظهرت عبر العصور من نحو أورشليم، وإرساله الأنبياء والرسل ليجمع أولادها ويظللهم بمحبته الإلهية. ولكنهم رفضوا كل هذه المحاولات وقتلوا هؤلاء الأنبياء. كم مرة أردت.. ولم تريدوا= فعدم إرادتي يمكن أن يعطل إرادة الله من ناحية خلاص نفسي، فالله يريد أن الجميع يخلصون (1تي4:2) والعجيب أن بولس يقول الله هو العامل فيكم أن تريدوا (في13:2) أي يحفز وينشط إرادتنا. ولكنه لا يجبرنا على شيء رغمًا عنا. لذلك قال القديس أغسطينوس (الله الذي خلقني بدوني لا يقدر أن يخلصني بدوني) يا أورشليم يا أورشليم= التكرار فيه رنة حزن فهي حين ترفضه ستهلك. هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا= البيت يشير للهيكل ويشير لأورشليم نفسها وكلاهما خَرِب تمامًا سنة 70 م. على يد تيطس. إنكم لا ترونني= بعد أن أصلب لن ترونني إلاّ حينما آتي للدينونة. حتى تقولون مبارك الآتي باسم الرب= هذه نبوة برجوع إسرائيل في آخر الآيام، ويشير بولس الرسول لنفس المعنى (رو25:11+26+30+31) ويشير زكريا لنفس الشيء (زك10:12+ هو5:3). ابونا انطونيوس فكرى |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
_____إقامة لعازر_____ https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...l0k_JLcSLBxT_A يُخطأ كل من يظن أن إنجيل يوحنا كتب معجزة إقامة لِعازر ليعرض لنا المسيح الرب كصانع معجزات على أعلى مستوى، ولكن الغرض الحقيقي من كتابة هذه المعجزة هو أن يُظهر الإنجيلي يوحنا الرسول ما أعلنه الرب عن ذاته، أنه هو الحياة الأبدية المُشخصة كما سبق وقلنا، أي أن الحياة الأبدية هي شخصه ذاته، وأن القيامة من الموت في حوزته وتحت سلطانه الإلهي وحده، ودليل قوة لاهوته أنه أقام لِعازر بعد أربعة أيام، أي بعد أن أنتن ولم يعد شيء في الجسد صالح إذ دخل في مرحلة التحلل والفساد التي ليس فيها أي رجاء أو إصلاح، فبكل المقاييس تستحيل قيامته وإنعاشه !!! فبإقامة لِعاز يواجهنا الرب بشخصه لا كمجرد إله متجسد نراه في ضعف الجسد أو يعطينا مجرد كلمات لنحفظها وندرسها ونكتبها، بل كسرّ قيامة وحياة: [ قالت لهُ مرثا: أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير، قال لها يسوع أنا هو (يهوه) القيامة والحياة ] (يو11: 24و 25) فالقيامة والحياة هما في المسيح الرب، وعلينا أن نفهم ونعي ونُدرك أن المسيح الرب القيامة والحياة هو الآن معنا بشخصه وبذاته في ملء مجده وفعل قدرته: [ الحق، الحقأقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فلهُ حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة ] (يو5: 24)، [ الحق، الحق أقول لكم إنه تأتي ساعة وهي الآن، حيث يسمع الأموات (بالخطية) صوت ابن الله والسامعون (التائبون) يحيون ] (يو5: 25) والقيامة والحياة يعملان فينا الآن وكل آن نسمع كلمة الله ونؤمن، نتوب ونأكل الحياة في الإفخارستيا : [ من يأكل جسدي ويشرب دمي فلهُ حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير ] (يو6: 54) ، فيا إخوتي، هذا هو سرّ خلاصنا الحقيقي والذي لنا أن نتذوقه الآن وفي هذه اللحظات، ونحن نقرأ هذه السطور، بل ونظل كل أيام ولحظات عمرنا نتذوقه ونأخذ منه دائماً وبلا توقف، لأنه تيار الحياة الأبدية التي تسري فينا وتزداد كل يوم، طالما نؤمن ونتوب ونأكل ونعيش في قوة الحياة التي تسري فينا بقوة المحبوب الذي هو قيامتنا كلنا ... فهذا اليوم يا إخوتي هو يومي ويومك، فلا يدع أحد هذا اليوم يفوته، وزلا يتواجه قلبياً مع الرب يسوع ويقيس إيمانه على شخص المسيح الحي، وينطرح امامه كميت طالباً أن يسمع من فمه الطاهر: هلم خارجاً، لكي يخرج كل واحد فينا من قبر شهوته، من تحت سلطان الموت ليدخل تحت سلطان المسيح الرب، الذي هو بشخصه القيامة والحياة... [ اجتمعوا كلُّكم أيها المؤمنون، لنُسبح ربنا يسوع المسيح، الذي أقام لعازر، بقوة لاهوته. أقمنا بقوَّتك من ظلال الموت، مثل البار لِعازر، الذي أقمتَهُ بعد موته. أنتَ هو الطَّريق والحياة، يا يسوع المسيح الخالق، أنتَ هو الله مُعطي الحياة للعازر الصَّدَّيق. أنت هو القيامة، أقمت البار لِعازر، فنسألك أن تُنجينا من شدائدنا، وأعطنا معهُ نصيب. فلنذهب أيها المؤمنون إلى جبل الزيتون إلى بيت عنيا، لنرى البار لِعازر، ونُسبح بتراتيل. فلنُسبح ولنُمجد ونسجد للثالوث القدوس المساوي الدَّائم إلى الأبد، نُسبحه ونمجده . أُطلب من الرب عنا، يا سيدي الأب البار، لعازر الأسقف، ليغفر لنا خطايانا . ] [ ذُكصولوجية واطس من مخطوط دلاَّل حارة الروم (ق15) ] عموماً نعود لنُلخص السبب في اختيار الكنسية الملهمة بالروح لوضع معجزة إقامة لعازر من الموت كتمهيد لبدء أسبوع الفصح المقدس – مع ملاحظة أن هذه آخر معجزة صنعها الرب قبل أن يدخل في طريق الآلام والموت: 1 – لفت النظر إلى أن ليس هناك سلطان للموت على الرب يسوع لأنه هو الحياة ذاتها، أي مصدرها ومُعطيها. 2 – أن لا ننظر للمسيح المُهان والمتألم ونبكي عليه كأنه تحت سلطان الموت وضعف الآلام القاسية، ونصحح نظرتنا إلى آلامه في سلطان قوة لاهوته. 3 – أن نرى وننظر أن الرب يسوع قادر على الإقامة من الأموات من عمق القبر والهاوية بقوة سلطان لاهوته، وذلك لكي ندخل أسبوع آلامه الفصحية وموته المُحيي برجاء العبور إلى الحياة، لأن الذي يقدر على الموت يستحيل أن يمسكه الموت، لكنه ارتضى أن يجتاز الموت ليُبطل قوته ويكسر شوكته إلى الأبد بسلطان لاهوته ويهبنا باسمه حياة. 4 – لقد أقام الرب لِعازر أمام التلاميذ على الأخص، وقبل الدخول في موكب الصليب وظهور اتضاعه العظيم تحت ثقل الآلام والمحاكمة الظالمة وترك نفسه ليفعل بها الناس كيف ما شاءوا، ليُشدد إيمانهم لئلا يفنى أمام هذا الخزي وحمل عار الصليب، فقد جعل الرب من فرحة إقامة لعازر، رجاء لعبور محنة الآلام، وهكذا صارت إقامة لعازر مشهد مُصغر جداً لما كان الرب مُزمعاً أن يُكمله في نفسه لخلاصنا. 5 – ومن الأسباب الرئيسية التي اختارت بناء عليها الكنيسة وضع هذا اليوم قبل هذا الأسبوع المهيب هو أن رؤساء كهنة اليهود والفريسيين كانوا قد قرروا قتل يسوع بعد هذه المعجزة مباشرةً، والتي فضحت زيفهم وفضَّت الجموع عنهم وجعلتهم يفقدوا شهرتهم ومجدهم المزيف والمسروق من إعطاء المجد لله لحساب ذواتهم وكبرياء قلوبهم ... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طقس وألحان سبت لعازر http://www.saint-mary.net/mm/CLIPART...ISELAZ_TIF.jpg أمَّا عن طقس هذا اليوم فالصلاة تُقام بالطقس السنوي، حيث أنه يوم عظيم يجب الاحتفال به، ولكنه ليس عيداً ولذلك يُصلى سنوي وليس صيامي كباقي أيام الصوم الكبير. في رفع بخور باكر تُقام الصلاة كالمعتاد. ولكن في أرباع الناقوس يُقال الربع الخاص بسبت لعازر. وبعد أوشية الراقدين تُقال الذوكصولوجيات وتبدأ بذوكصولوجية سبت لعازر ثم تُكمل كالمعتاد. وبعد (إفنوتي ناي ناي) تُقال النبوات الخاصة بهذا اليوم بدون ميطانيات، وبعد الإنجيل يُقال مردّ إنجيل باكر سبت لعازر، وفي ختام الصلاة يُقال قانون خِتام باكر سبت لِعازر. أما في القداس الإلهي فتُصلى الساعات الثالثة والسادسة، ويُقال لحن (الليلويا فاي بيه بي). وبعد تحليل الخدام يُقال لحن (طاي شوري)، وتُقال الهيتيني الخاصة بسبت لِعازر ، وبعد الإنجيل يُقال مرد إنجيل القداس الخاص بسبت لِعازر. وبعد صلاة الصلح يُقال الأسبسمس الآدام الخاص بهذا اليوم، وتُقال القسمة السنوية. أمَّا في التوزيع فبعد المزمور ال150 يُقال لحن (إك إسمارؤوت) ثم لحن (لازاروس) وتُختم الصلاة بقانون الختام السنوي كعادة الأيام السنوية أو يُقال قانون الختام كما قيل في باكر. أولاً: تسبحة نصف الليل والسَّحَر في سبت لِعازر إبصالية واطس: في تسبحة السَّحَر تُقال إبصالية واط، مُرتَّبة على الحروف الهجائية القبطية، وهي مُقفاه. وتنتهي كل أرباعها تقريباً باسم [ لِعازر ]. وتسرد هذه الإبصالية قصة لِعازر في اختصار كما وردت في الإنجيل، وهي بذلك تخرج عن سِملت الإبصاليَّات القديمة التي تكون فيها الإبصالية وسيلة صلاة أو تشفع أو تطويب. وهو ما التزمت به هذه الإبصالية في الربعين الأولين منها كالآتي: + تعالوا جميعاً نُسبح ونُرتل للرب يسوع المسيح، الكلمة الذي اقام لِعازر + الكُل يمجدونك أيها الابن الذاتي، ويليق بك المجد لأنك أقمت لِعازر وأيضاً يوجد ربُعان يتخللاها أيضاً وهما: + لك المجد ولك التسبيح يا محب البشر الصالح، أقمنا بقوتك مثل لِعازر البارّ + من يُشبهك في الآلهة يا مُخلصنا الصالح، أنت بقوة لاهوتك أقمت لِعازر البارّ. ويصف فيها المؤلف نفسه في الربع الأخير منها بـ "العبد الحقير"، ويتضح من أسلوبها أنها من مؤلفات ما بعد القرن الـ14م؛ ويورد "مخطوط دلال حارة الروم (القرن15م)" إبصالية واطس لسبت لِعازر بالقبطية فقط بدايتها [ أخطأت أيها الصالح، فأحيني يا ابن الله، مثل لِعازر، واشفني يا يسوع المسيح ... الخ] + الطَّرح الواطس والطَّرح الآدام قبل ختام الثيؤطوكيَّات، يُقال طرح واطس. كما أن لسبت لِعازر أيضاً طرح آدام، وفي هذين الطرحين يُلقب لِعازر باسم "لِعازر الأسقُف" وطبقاً للسنكسار القبطي، فأن لِعازر هو أول أسقف لجزيرة قبرص وتنيح فيها سنة 63ميلادية، أما بحسب سنكسار الكنيسة المارونية أنه صار أسقفاً على مدينة مرسيليا في فرنسا ونال هُناك إكليل الشهادة نحو سنة 60 ميلادية،. ويبتدئ الطرح الواطس بقوله: [ فلنمض إلى بيت عنيا وننظر هذه الآيات العظيمة التي صنعها يسوع المسيح في الجموع الآتين إلى العيد.الغرباء وأهل المدينة مضوا ونظروا القيامة التي كانت. وبالحقيقة كان هناك ملك السلام يظهر قوته وعز سلطانه. هلم إلينا أيها البتول ابن الرعد حبيب المخلص يوحنا بن زبدى لكي تعلمنا بفرح مريم ومرثا ولعازر البار أخيهما الوحيد. أن لعازر هذا كان مريضاً مرض الموت وكان يسوع في أورشليم فأخبروه بذلك، فقال لتلاميذه أن لعازر حبيبنا قد نام، هلما لنمضي إليه إلى بيت عنيا لنقيمه. فأجابوه وقالوا له أنه لابد أن يشفى. حينئذ ظهر لهم علانية أن لعازر قد مات، فتعالوا لنذهب إلى بيت عنيا. فأجاب توما قائلاً: أمضوا بنا لكي نموت معه. فلما سمعت مريم ومرثا بالسيد المسيح جاءتا وسجدتا له وأعلمتاه عن أخيهما. فلما رآهما باكيتين والنسوة اللائي معهن دمعت عيناه وأظهر حبه لهما وجاء إلى القبر وصرخ بصوته الإلهي لعازر هلم خارجاً، فخرج الميت، وأن بعض اليهود لما رأوا هذه الأعجوبة العظيمة آمنوا به بكل قلوبهم واعترفوا بلاهوته. وهكذا صنعوا وليمة وفرحاً من أجل قيامه لعازر الذي أتكافئ وسطهم فأخذت مريم أخت لعازر قارورة طيب وسكبتها على رأس المخلص يسوع المسيح ملك المجد. فامتلأ البيت من رائحة ذلك الطيب. وشاع الخبر بكثرة العجائب التي صنعها ببيت عنيا وتخومها والتي أظهر فيها مجد لاهوته. فآمن باسمه القدوس سائر لغات الأرض: أطلب من الرب عنا يا حبيب المسيح لعازر (وبعض النسخ تضيف كلمة الأسقف) ليغفر لنا خطايانا ] أما طرح الآدام فيعيد الأحداث كرة أخرى ولكن بأكثر إسهاب كالتالي: [هلموا فنمض إلى بيت عنيا لننظر يسوع وتلاميذه ومريم ومرثا أُختي لعازر. إن لعازر قد مات وأنتن وله أربعة أيام مدفون مع الأموات. فجاء يسوع هو وتلاميذه وجمع كثير من أورشليم لكي يعزوا الأختين كالعادة فلما رآهم الجموع باكيتين على أخيهما بكوا بكاءً عظيماً وتألموا لأجل عظم محبتهم فيهما. فقالت الاختان للسيد المسيح لو كنت ههنا لم يمت أخونا. فقال لهما كفى بكاء ونحيب فسيقوم أخوكما. فقالت له مريم أخت الميت نعم أنه يقوم في يوم القيامة. فقال لهما الرب أنا هو القيامة والحياة والمؤمنون بي لا يموتون إلى الأبد. فقالت مريم نعم يا رب أنا أؤمن أن الله يعطيك كلما سألت. فسألهم قائلا أين وضعتموه. فأخبروه عن المكان الذي فيه المقبرة فسار هو وتلاميذه. وكان اليهود يتحدثون فيما بينهم قائلين أن هذا الذي فتح عيني الأعمى المولود في بطن أمه. أما يقدر بسلطانه أن يترك هذا الأخر لا يموت. فلما وقف أمام القبر وإذا حجر عظيم على بابه. فقال له يسوع ارفعوا الحجر. فقالت مرثا أخت الميت يا سيد قد أنتن. فأجاب المخلص مخاطباً لها قائلا: ألم أقل لك إنك أن أمنت ترين مجد الله. فرفعوا الحجر ورفع يسوع عينيه وقال أشكرك يا ابتاه لأنك تسمع لي وأنا أعلم أنك تسمع لي في كل حين. قلت هذا من أجل الجمع المحيط بي ليؤمنوا أنك أرسلتني. ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجاً. فخرج الميت وهو مربوط اليدين والرجلين ووجهه ملفوف بعمامة كعادة الأموات في تكفينهم فقال لهم المخلص حلوه ودعوه يمضي. وإن تلك الجماعة التي اجتمعت هناك آمنوا بالمسيح وبأعماله. وشاع خبره في كل مكان وفي جميع كورة اليهودية. يا لهذه الأعجوبة العظيمة التي تفوق العقول وتبهر الأفهام لأن سيدنا أقام ابن الأرملة نايين من النعش وابنة يايرس في وقت موتها فهؤلاء وأموات كثيرون أقامهم المخلص في يوم موتهم إلا لعازر هذا أقامه بعد موته ودفنه في القبر بأربعة أيام. بصلوات لعازر الأسقف يا رب أنعم لنا بغفران خطايانا آمين ] ثانياً: صلاة رفع بخور باكر سبت لِعازر أولاً: يُرفع البخور كالمعتاد في الأيام السنوية، وتُقال أرباع الناقوس الخاصة بسبت لٍعازر بعد الربع الخاص بالقديسة العذراء مريم، وهو كالآتي: [ (بالقبطية) شيريه لازاروس في إيه طاف طونوسف: ميه نينصا إفطو إن إيه هؤو: ماطونوس باهيت باتشويس إيسوس: في إيه طاف خوثفيف إنجيه بي بيت هؤو، وهو بالعربية يعني: السلام للٍعازر الذي أقامه بعد أربعة أيام، أقم يا ربي يسوع قلبي الذي قتله الشرير ] ثانياً: تقال أوشية الراقدين وبعدها الذوكصولوجيات كما في تسبحة نصف الليل وهي كالآتي: [ لِعازر الأسف حبيب المسيح الذي اقامه من الأموات بعد أربعة أيام وعاش أربعين سنة، وصار اسقفاً على كرسي قبرص، ورعى قطيع المسيح طوباك يا أبانا القديس لِعازر الأسقف، لأنك استحققت صوت يسوع إله الأحياء والأموات. أفرح يا لِعازر الحبيب، لأنك استحققت الأسقفية، ورعيت الخراف أيها الراعي العظيم. نطلب إليك يا أبانا، لكي تسفع فينا أمام المسيح الذي أحبك، وأقامك من الأموات. أطلب عنا أيها الراعي الذي للمسيح، لِعازر الأسقف ليغفر لنا خطايانا. ] أما قديماً كانت تقال ذوكصولوجية واطس بالقبطية فقط في باكر يوم سبت لِعازر مختلفة عن هذه الذوكصولوجية التي تقال اليوم كما ذكرناها، وهذه الذوكصولوجية القديمة موجودة في مخطوط دلال حارة الروم القرن15، وذُكرت أيضاً في سنة 1920م في كتاب دلال وترتيب جمعة الآلام وعيد الفصح المجيد الذي طُبع في عهد البابا كيرلس الخامس (ما عدا الربع الأخير المذكور في دلال حارة الروم القرن15م) والذي جمع الكتاب ونشره هما (القمص فيلوثاؤس المقاري، والقمص برنابا البراموسي، والمعلم ميخائيل جرجس) وهي كالتالي: اجتمعوا كلكم أيها المؤمنون، لنُسبح ربنا يسوع المسيح، الذي اقام لِعازر، بقوة لاهوته. أقمنا بقوتك من ظلال الموت، مثل البار لِعازر، الذي اقمته بعد موته. أنت هو الطريق والحياة، يا يسوع المسيح الخالق، أنت هو الله مُعطي الحياة للعازر الصِّدِّيق. أنت هو القيامة، أقمت البار لِعازر، فنسألك أن تُنجينا من شدائدنا، وأعطنا معهُ نصيباً. فلنذهب أيها المؤمنون إلى جبل الزيتون إلى بيت عنيا، لنرى البار لِعازر، ونُسبح بتراتيل. فلنُسبح ولنمجد ونسجد للثالوث القدوس المساوي الدائم إلى الأبد، نُسبحه ونُمجده. أُطلب من الرب عنا، يا سيدي الأب البار، لِعازر الأسقف، ليغفر لنا خطايانا. ] ثالثاً: يقول الكاهن (إفنوتي ناي نان) ثم تُقرا النبوات (ولا تُقال الطلبة ولا يُعمل ميطانيات)، والنبوات كالتالي: النبوة الأولى: من سفر التكوين (49: 1 – 28)، وهي نبوة يعقوب لأولاده عمَّا سيصيبهم في آخر الأيام. وهذه النبوة تُقال في الكنيسة اليونانية في عشية أحد الشعانين في صلاة الغروب التي تُقام مساء سبت لِعازر. وهذه النبوة عموماً لها علاقة وثيقة بسبت لِعازر، وذلك في قول يعقوب أب الآباء عن يوسف ابنه: [ ابني الجديد المحسود... الذين تشاوروا عليه ومرروه، وغضب عليه أرباب السهام، وتكسرت بالقوة سهامهم، وانحلت عضلات سواعد أذرعتهم بيدي عزيز يعقوب ] وهو رمز السيد المسيح الرب الذي قرر اليهود قتله، ولكنه قام من بين الأموات ناقضاً أوجاع الموت. وفي هذه النبوة أيضاً نقرأ: [ لا يزول قضيب من يهوذا... متى يأتي من يكون له خضوع الشعب، رابطاً بالكرمة جحشه، وبالجفنة ابن أتانه، غسل بالخمر لُباسه، بدم العنب ثوبه ] وهي معانٍ بالطبع ترتبط بدخول يسوع الرب إلى أورشليم، كبداية لمراحل آلامه الختامية من أجل خلاصنا، أي اسبوع فصحنا الجديد المتجدد. النبوة الثانية: وهي من سفر أشعياء النبي (40: 9 – الخ) [على جبل عال اصعدي يا مبشرة صهيون ارفعي صوتك بقوة يا مبشرة أورشليم، ارفعي لا تخافي، قولي لمدن يهوذا هوذا إلهك. هوذا السيد الرب بقوة يأتي وذراعه تحكم له هوذا أُجرته معه وعملته قدامه. كراعٍ يرعى قطيعه، بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات... الخ ] النبوة الثالثة: وهي من سفر صفنيا النبي (3: 14 – 20) [ ترنمي يا ابنة صهيون، أهتف يا إسرائيل، أفرحي وابتهجي بكل قلبك يا ابنة أورشليم. قد نزع الرب الأقضية عليكِ أزال عدوك ملك إسرائيل، الرب في وسطك لا تنظرين بعد شراً. في ذلك اليوم يقال لأورشليم لا تخافي يا صهيون لا ترتخ يداك. الرب إلهك في وسطك جبار يخلص يبتهج بك فرحاً يسكت في محبته يبتهج بك بترنم. أجمع المحزونين على الموسم كانوا منك حاملين عليها العار. هانذا في ذلك اليوم أُعامل كل مذلليك وأُخلص الظالعة واجمع المنفية واجعلهم تسبيحة واسماً في كل أرض خزيهم. في الوقت الذي فيه آتي بكم وفي وقت جمعي إياكم لأني أُصيركم اسماً وتسبيحة في شعوب الأرض كلها حين أرد مسبييكم قدام أعينكم قال الرب ] النبوة الرابعة: وهي من سفر زكريا النبي (9: 9 – 15) [ ابتهجي جداً يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن آتان. وأقطع المركبة من إفرايم والفرس من أورشليم وتُقطع قوس الحرب ويتكلم بالسلام للأمم وسلطانه من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض. وأنت أيضاً فإني بدم عهدك قد أطلقت أسراك من الجب الذي ليس فيه ماء. ارجعوا إلى الحصن يا أسرى الرجاء، اليوم أيضاً أُصرح إني أرد عليك ضعفين. لأني أوترت يهوذا لنفسي وملأت القوس إفرايم وأنهضت أبناءك يا صهيون على بنيك يا ياوان جعلتك كسيف جبار. ويرى الرب فوقهم وسهمه يخرج كالبرق والسيد الرب ينفخ في البوق ويسير في زوابع الجنوب. رب الجنود يحامي عنهم فيأكلون ويدوسون حجارة المقلاع ويشربون ويضجون كما من الخمر ويمتلئون كالمنضح وكزوايا المذبح ]، وهذه النبوة الرابعة تُقال أيضاً في الكنيسة اليونانية في صلاة الغروب التي تُقام مساء سبت لعازر. وهكذا نرى عموماً أن النبوات كلها تُهيئ القلوب لدخول الرب يسوع المسيح إلى أورشليم، وبالرغم من ان السبت نفسه هو يوم لا تُقال فيه النبوات ولكن لأهمية المناسبة التي نحن بصددها، فقد قُدمت النبوات الخاصة بدخول الرب إلى أورشليم لتُقال يوم السبت السابق للعيد مباشرة، ويتكرر مرة ثانية نفس ذات العمل بقراءة النبوات يوم السبت، في السبت التالي مباشرة، وهو سبت الفرح، حيث تُقال فيه نُبوات القيامة بعد انتهاء ليتورجية سبت الفرح. رابعاً: مزمور إنجيل باكر سبت لِعازر، ويُقرأ الإنجيل قبطي وعربي يقول المزمور: [ يا رب أصعدت من الجحيم نفسي، وخلصتني من الهابطين في الجُب، رددت نوحي إلى فرح لي، مزقت مُسحي، ومنطقتني سروراً ] [مزمور29 ( وحسب الترجمة البيروتية التي بين أيدينا مزمور30): 3 و 11]، وهو مزمور بكامله في غاية الإبداع، في انطباقه على معجزة إقامة لِعازر من الموت، وكأن لعازر نفسه هو الذي يًردده، بعد أن فكه الرب من رباطات الموت، وأصعده من الهاوية. فهو في الحقيقة ينطبق تماماً على فصل إنجيل القداس تمام الانطباق، وليس على فصل إنجيل باكر كما يظن البعض خطأ. فصل إنجيل باكر سبت لِعازر: وهو من بشارة مُعلمنا القديس لوقا البشير (لوقا18: 35 – 43)، وهو عن شفاء الرب لبارتيماوس الأعمى. وهي آخر آية صنعها يسوع عند خروجه من أريحا متجهاً إلى أورشليم ماراً ببيت عنيا. مرد إنجيل باكر سبت لِعازر :مرد الإنجيل قديماً حسب مخطوط دير السريان لسنة 1698م وهو موافق لفصل إنجيل باكر كان كالتالي: [ رجل أعمى في أريحا اسمه بارتيماوس، صرخ أمامه هكذا قائلاً: اسمعني لأني بلا عين، اسمُك آمنت به. فوضع يده على عينيه، فابصر وتبعه. ]، أما الرد الحالي كالآتي: [ كثيرة هي الأعاجيب التي صنعها، أؤمن بجبروته لأنه هو ملك المجد. أُطلب من الرب عنا، أيها الراعي الذي للمسيح، لِعازر الأسقف، ليغفر لنا خطايانا ] ثم يقال قانون ختام الصلوات في رفع بخور باكر سبت لعازر: [ كل جنس المؤمنين، يسبحون رب القوات، الذي اقام لعازر بعد موته إلى الحياة. تعالوا نسجد ونعترف به، صارخين هكذا قائلين: أنت المسيح ابن الله، معطي الحياة لمن يؤمن باسمك القدوس. المجد للآب والابن والروح القدس لأجل رأفاتك يا يسوع المسيح مخلصنا، أقمنا بقوتك من موت الخطية، كما أقمت لِعازر من القبر بعد اربعة أيام. الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين أرفع عنا نوم الغفلة المُهلكة، ولا تتركنا عنك يا رب، لأننا نحن عمل يديك، نحن المؤمنين بلاهوتك المُحيي واهب الحياة للعازر المائت. الآن .... الخ نقول: يا ربنا يسوع المسيح، أنت هو القيامة والحياة كقولك لمرثا أخت لعازر، وأكملت القول والعمل، فصرخت بصوت عظيم قائلاً: لعازر هلم خارجاً. الآن .... الخ لأنك بالحقيقة خالق الطبائع، تحنن علينا برحمتك وأعطنا نصيباً مع لعازر حبيبك الصدِّيق المبارك في كورة الأحياء الآن.... الخ يا يسوع المسيح المُخلِّص، أنت تنشد برحمتك للذين يؤمنون بك، أن ينالوا حياة أبدية. ها نحن شعبك نعترف بربوبيتك، ارحمنا كعظيم رحمتك، صارخين ... الخ ] ثالثاً: قداس سبت لعازر فصول القراءات في قُداس سبت لعازر: ركزت بالطبع فصول القراءات على أن ما فعله المسيح له المجد في هذا اليوم، كان ببرهان الروح والقوة، لكي لا يكون إيمان الواقفون أمامه في هذه المعجزة بحكمة الناس بل بقوة الله التي يرونها قدامهم لتكون منهج لحياتهم كخبرة وليست كمعلومة أو فكرة، وهذا ما يذكره فصل البولس في قراءات هذا اليوم، وهو من رسالة كورنثوس الأولى الإصحاح الثاني من 1 إلى 8 وهي كالآتي : [ وأنا لما أتيت إليكم أيها الإخوة، أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة مُناديا لكم بشهادة الله. لأني لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً. وأنا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة. وكلامي و كرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع، بل ببرهان الروح والقوة. لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله. لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون. بل نتكلم بحكمة الله في سرّ الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا. التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد ] (أنظروا يا إخوتي حكمة الكنيسة في ربط الإنجيل بهذه الرسائل واختصاص اليوم بها واستوعبوا وافهموا صوت الروح وإلهامه). أمَّا فصل الكاثوليكون فهو تكميل طبيعي لما قاله القديس بولس الرسول، والفصل المُختار هو من رسالة القديس بطرس الرسول الأولى الإصحاح الأول آية 25 + الإصحاح الثاني آية 6 وهو كالآتي: [ وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد، وهذه هي الكلمة التي بشرتم بها؛ لذلك يتضمن أيضاً في الكتاب هانذا أضع في صهيون حجر زاوية مختاراً كريماً والذي يؤمن به لن يخزى ] (فلو فعلاً آمنا بالرب القيامة والحياة لن نخزى أبداً بل وعلى الإطلاق، فلينظر كل واحد ويفحص إيمانه على مستوى معرفة المسيح الرب، أنه هو القيامة والحياة) وأمَّا فصل الإبركسيس هو من أعمال الرسل (أعمال 27: 38 – 38: 10) وهو يوضح رحلة القديس بولس الرسول الأخيرة إلى روما، والأخطار التي تعرض لها، حيث نجا من الموت مرتين، مرة في البحر، ومرة أخرى من أفعى نشبت في يده، وهذا يدل على أن الب هو القيامة والحياة ويدبر حياتنا وفق مشيئته، وايضاً أن قبول الآلام هي قبول أمجاد قيامة، وفي هذا الفصل يوضح حياة القديسين في النور بقوة قيامة يسوع التي هي محور تعليمنا وكرازتنا وسرّ حياتنا كلها وعدم خوفنا من الموت... مزمور إنجيل القُداس في سبت لعازر: [ بركة الرب عليكم، باركناكم باسم الرب. مراراً كثيرة حاربوني منذ صباي، وأنهم لم يقدروا عليَّ ] (مزمور128(أي مزمور129 حسب الترجمة التي بين أيدينا): 8و 2). حيث أن الجزء الأول من المزمور (آية 8)، هو السلام التقليدي الذي كان يتبادله اليهودي مع إخوته من بني جنسه، حال العبور عليهم، حتى ولو كان يمرّ بهم في الشارع، أو في أي لقاء وفي أي مكان. والنصف الآخر من المزمور (آية 2) فهو لسان حال الأعمى، الذي حاول المتقدمون لموكب يسوع أن يسكتوه حينما صرخ أن يُشفيه ولم يقدروا، فنال بإيمانه ولجاجته الشفاء والخلاص، وفي الحال تبع يسوع. وهكذا نجد أن هذا المزمور ينطبق على فصل إنجيل باكر، وليس على فصل القُداس الإلهي في هذا اليوم. فصل إنجيل القُداس الإلهي في سبت لعازر: وهو كما في جميع الطقوس الشرقية لهذا اليوم، يختص بمعجزة إقامة لعازر من الموت وهو من [ إنجيل يوحنا 11: 1 – 45 ] ومرد الإنجيل هو: [ السلام للعازر الذي أقمته بعد أربعة أيام، أقم قلبي يا ربي يسوع الذي قتله الشرير ]، وهذا المرد قد أورده مخطوط ترتيب البيعة رقم 118 طقوس، بالدار البطريركية بالقاهرة لسنة 1698م، ومخطوط دير البراموس لسنة 1514م ، ومخطوط دير السريان لسنة 1698م. الأسبسمس الآدام الذي يُقال في سبت لعازر: [ من يُشبهك يا رب، أنت هو الإله الحقيقي، الصانع العجائب. مبارك أنت بالحقيقة يا ربي يسوع مع ابيك الصالح والروح القدس ] (وهو في الحقيقة دمج ما بين الأسبَسموس من إبصالية يوم الأثنين وهو الربع الثالث عشر من الإبصالية، مع الربع الرابع من نفس الإبصالية) أما في وقت التناول أي التوزيع تُقال هذه الأرباع باللحن السنوي وهي كالآتي: [ لعازر هلم خارجاً، المسيح يدعوك بصوته المُحيي قائلاً: لعازر هلم خارجاً لعازر مات ووضع في قبر أربعة ايام، صوت الرب بلغ إليه، لعازر هلم خارجاً الجمع المجتمع هناك ليعزوا أخته, سمعوا الرب قائلاً: لعازر هلم خارجاً فقالت مرثا لربنا يسوع: لو كنت هنا لم يمت أخي، بل أنا أعلم أنك تدعوه، لعازر هلم خارجاً فقال لها ربنا: إن آمنتِ بي، أنا هوذا أدعوه، لعازر هلم خارجاً آمنتُ أنك أنت هو ابن الله، تستطيع أن تدعوه بقوتك، لعازر هلم خارجاً لمَّا قال هذا، رفع عينيه إلى فوق نحو أبيه الصالح، صارخاً بصوتٍ عظيم، لعازر هلم خارجاً جنود الشرّ(بعض النسخ تكتب: لجيئون وليس جنود الشرّ وهما نفس المعنى، ولكن لكي يتم التذكير بإخراج الرب من الذي كان عليه لجيئون أي شياطين كثيرة) الذين أوثقوه (أوثقوا لعازر) في عبودية أسفل السافلين قائلين: من هو هذا المتكلم: لعازر هلم خارجاً من هو الذي صوته كسرّ قيود المربوطين، وقال له بغير خوف: لعازر هلم خارجاً قوموا (الكلام على لسان قوات الظلام) لنتركه ونهرب، لأن هذا هو مُحيي الأموات، أعطى صوته وأمره: لعازر هلم خارجاً فخرج لعازر لوقته مربوطاً بعمامة، عندما دعاه الرب قائلاً: لعازر هلم خارجاً فأولئك الذين أتوا إلى مريم، آمنوا من أجل ما صنع، ومن أجل الصوت الذي سمعوه، لعازر هلم خارجاً فلنجتمع ونُسبح ربنا يسوع المسيح، ونصرخ لمن قال، لعازر هلم خارجاً أغفر لنا آثامنا، واعطنا خلاصاً، بطلبة وشفاعة سيدتنا وملكتنا القديسة مريم. وبهذا نختتم هذا اليوم العظيم الذي هو بداية اسبوع فصحنا الدائم، ونرى ان فيه قدمت لنا الكنيسة الملهمة بالروح القدس، جواً طقسياً مبدعاً كله خشوع وتقوى ليسهل علينا أن نعيش أحداثه ونتحسس موضعنا فيه حينما نتحرك بالإيمان نحو رئيس الحياة الذي هو القيامة والحياة ونتناول منه ليصير حياتنا وندخل في خبرة القيامة ليكون هو قيامتنا كلنا على المستوى الاختباري، إذ ندخل في حرية العتق من الموت، كأولاد لله في المسيح يسوع الذي له المجد الدائم مع أبيه الصالح والروح القدس آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جمعة ختام الصوم الكبير
http://oi42.tinypic.com/nz2hxw.jpg يوم جمعة ختام الصوم الكبير... هو آخر يوم في رحلة الصوم؛ ليبدأ بعد ذلك أسبوع الآلام الفصحية؛ ابتداءًا من سبت لعازر، وتتركز عبادة اليوم حول افتقاد الملك ووعده بخلاص البشرية؛ ومجازاته لأبرار شعبه ودينونته للأشرار؛ حسب تدابيره الأزلية؛ عندما تأتي الأيام الأخيرة وأزمنة الشر الصعبة التي تتبعها الدينونة؛ والتي سيتم فيها قضاء الاستقامة وفقًا لثمر وعمل كل أحد. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعض فوائد عملية للطقس الأنبا بنيامين http://oi42.tinypic.com/nz2hxw.jpg 1-تثبيت الإيمان: لأننا من خلال الطقس نحن نعيش الإيمان الذي نعرفه نعيشه عمليًا.ما في ذهننا من عقيدة نعيشه من خلال الطقس. مثلًا المعمودية دفن مع المسيح وولادة من الماء والروح وصبغة مقدسة لذلك نحن نغطس، من غير تغطيس لا ينفع حتى أننا نسمى عيد عماد المسيح عيد الغطاس. فهنا نفهم أن المعمودية مرتبطة بالتغطيس. أيضًا المعمودية هى خروج من مملكة الشيطان. لذلك نعمل جحد للشيطان فإذا كانت المعمودية عهد مع المسيح فالطقس ننظر للشرق ونعلن إيماننا للمسيح وفي النهاية يلبس الزنار الأحمر بعد ترديد قانون الإيمان إشارة إلى الأرتباط بدم المسيح. نظام يجعلنا نعيش الإيمان المرتبطين به. 2-الطقس يملئ الشعور واللاشعور: البخور و الشموع و الأيقونات تملئ نفسية الإنسان السجود أمام ربنا الأيقونات. الألحان كموسيقى أيضًا كلها تملئ شعور الإنسان وبالتالى اللاشعور أيضًا. الألحان والموسيقى تؤثر على الناحية النفسية للإنسان لذلك نجد بعض أشياء نفسية في العبادة مثل الخشوع، والخشوع حالة يدخل فيها الإنسان نتيجة تسبيح ونتيجة العبادة فترات طويلة.الخشوع هو الإحساس بالإنسحاق والتذلل أمام الله. فالخشوع، الجسد يسجد، والروح تخشع، والنفس تتعزى. هذه هى كلمة الخشوع في العبادة الروح والنفس والجسد يشتركوا في العبادة وهذه كلها تأثيرات روحية نفسية تؤثر في الميول الشخصية. ولذلك تواتر العبادة تجعل الإنسان ينصلح من الداخل مجرد أن تأخذ إنسان منحرف شرير وتضعه في جو روحي فيه عبادة متواترة ينصلح من داخله، تؤثر في الميول الشخصية، تكسب الإنسان مخافة ربنا . أو الخوف من الدينونة. أيضًا الأحترام والتوقير للأسرار ولأماكن العبادة. كل هذا تحت بند الخشوع الأحاسيس التي يشعر بها الإنسان تتأثر كثيرًا بالعبادة. المشاعر تظهر في الأنفعالات في العبادة، مثل الدموع في العبادة كل هذا يحتاج إلى نظام ، نظام العبادة كلمات وألحان وحركات، كلمات ملحنة مع حركة. تحكم الشعور وللاشعور للإنسان. أيضًا من ناحية تأثير الطقس على الجسد. الألوان مثلًا نستخدم الألوان لكي يشعر الإنسان بالجو المحيط به. مثلًا اللون الأسود نستخدمه في أسبوع الآلام ليس لكى نحزن على المسيح. فهو الذي قال لبنات أورشليم لا تبكين على بل أبكين على أنفسكن وأولادكن وهذه وصية للكل الإنسان يحزن على خطيته ولا يحزن على المسيح. لأن المسيح كان فيه مجد القيامة حتى وهو داخل الآلام لكن هم كانوا عايشين في الخطية. اللون الأبيض يستخدم في القيامة و الخماسين إشارة للمجد. أيضًا من المواد الملموسة التي تؤثر في الجسد (مواد الأسرار) مادة السر الزيت، المياه، الخبز، الخمر. إذًا الإيمان الحس والشعور والجسد كله يتأثر بالطقس. لذلك الراهب أول ما يدخل الدير يجعلوه في جو المجمع دائمًا شغل و صلاة وتسبيح راحة قليلة أكل قليل فيندمج في الجو الروحي وينسى ويموت عن الحياة الأولى. عمومًا الدين هو شعور باطنى يظهر في حياة الإنسان. ولذلك الصلاة من ناحية رفع اليد، رفع العين، السجود، الجسد يشترك. الصوم أيضًا أنقطاع عن الطعام، تناول أنواع معينة من الطعام والصوم يمنح التذلل ونقاء النفس. أحيانًا نقدم بعض التشبيهات المادية لكي نصور أشياء لاهوتية. مثل (فكرة التجسد) أحيانًا نشبهها بالموجات الكهرومغناطيسية التي تتجسد على شاشة التليفزيون. الموجات تتجسد ولا تنقص بدليل إن أتيت بأى عدد من الأجهزة تظهر نفس الصورة وتسمع نفس الصوت.معناها أنها لا تقل، وذلك الله عندما تجسد لم يقل. بعض الناس تسأل كيف أن ربنا يتجسد؟ كيف يحد الجسد الله؟ هو لا يحده. والدليل هل التليفزيون يحد الموجات، الموجات أي عدد من الأجهزة تتجسد فيها ولا تقل ولا تحد. فكرة الثالوث أيضًا نشبهها بالشمس قرص الشمس والأشعة والحرارة. والثلاثة شمس واحدة القرص يولد الأشعة وتنبثق منه الحرارة تجد الحرارة في الأشعة في القرص وهكذا. 3- يفيد فئات معينة من الشعب: الترانيم والألحان: تفيد الأطفال التي تشرح بعض معانى أريوس كان يستخدم الترانيم لكي ينشر فكره الهرطوقى. الرسوم: جمع رسم الترانيم والرسومات تجسد معانى معينة صور الأعياد السيدية، رشم علامة الصليب. اللبس التونية، الشورية ومعانيها، القربانة ورموزها. فالطقس يفيد جدًا الأطفال. تمثيلية القيامة: تفيد جدًا البسطاء من الشعب. الناس تحب جدًا تراها لأنها تقدم فكرة القيامة بشكل بسيط. أول شيئ في تمثيلية القيامة إطفاء النور شيئ ملموس، إطفاء النور يشير إلى إنتهاء اليوم السابع الذي نعيش فيه. الجزء الأول التأكد من القيامة (المسيح قام، بالحقيقة قام) المعنى الثالث في الجزء الثانى من التمثيلية دخول المسيح داخل الأبواب الدهرية. الذين يقولون أفتحوا أيها الملوك أبوابكم هؤلاء يشيروا للملائكة الذين كانوا صاعدين مع المسيح، والذين يردوا عليهم ويقولوا من هو ملك المجد هؤلاء هم الملائكة حراس الأبواب. الملائكة لا يعرفوا كل شيئ هم يعرفوا أن الأبواب الدهرية لا تفتح إلا في نهاية الدهور فسمعوا من يقولوا أفتحوا أيها الملوك أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد فيسألوا من هو ملك المجد؟ يقولوا الرب العزيز القوى الجبار القاهر في الحروب هذا هو ملك المجد فتفتح الأبواب ويدخل وتضاء الأنوار إشارة لبداية اليوم الثامن. تمثيلية القيامة تبين إرتباط الطقس بالبسطاء من هنا يفهموا القيامة. لماذا لا نضئ النور عندما قال المسيح قام لماذا نضئ النور عندما يقال دخل المسيح إلى داخل الأبواب الدهرية وهذا في الصعود ما إرتباط صعود المسيح بنا؟ الكنيسة تربط قيامة المسيح بقيامتنا فيضاء النور مع ذكر قيامتنا أن المسيح دخل كسابق لنا فتضاء الأنوار إشارة إلى بداية اليوم الثامن عندما ندخل نحن وليس عندما دخل المسيح. المسيح دخل من ألفين سنة والعالم لم ينتهى. لم ينتهى اليوم السابع، لكن نهاية اليوم السابع بدخولنا نحن داخل الأبواب الدهرية. حكمة الطقس: يستفيد منها البسطاء والحكماء والعلماء من خلال مغزى الطقس أو الحكمة منه والمعانى. الطقس من أوائل الأشياء التي حافظت على التسليم أو التقليد الكنسى. التقليد نحن نعلم أن جزء كبير منه شفاهى لم يسجل لذلك نحن نعتبر الإنجيل ليس هو المطبوع لكن الإنجيل هو التقليد التي أستلمته الكنيسة عبر الأجيال وهذا هو التعبير الذي أستخدمه معلمنا بولس الرسول (رسالة كورنثوس الأولى 11) سلمتكم ما قد تسلمت. تسليم شفاهى. لذلك في الكنيسة الكبار يستفيدوا والصغار يستفيدوا الكل يأخذ بحسب ما يحتاج. هذه مقدمة بسيطة عن أهمية النظام. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل صليب المسيح كان هو الأكبر حجمًا؟ سؤال لماذا الصليب الذي في المنتصف الذي صُلِبَ عليه السيد المسيح هو الأكبر حجمًا؟! الإجابة المعلومات التي حصلنا عليها من خلال الكتاب المقدس عن الصليب هي أن السيد المسيح قد "صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ" (إنجيل متى 27: 38؛ إنجيل مرقس 15: 27؛ إنجيل لوقا 23: 33).. أما عن حجم الصليب، فهذا في الأغلب قد يكون تقليدًا متوارثًا لا غير.. حيث لا يوجد له شاهدًا في الكتاب المقدس.. ونلاحظ في قصة اكتشاف الصليب في عصر القديسة الملكة هيلانة (يوم 10 برمهات)، أنها لم تستطع أن تميز الثلاثة صلبان المُكتشفة عن بعض من الوهلة الأولى، سوى عن طريق معجزة حدثت.. قد نراه في الصور أن صليب السيد المسيح هو الأكبر كعمل فني، وكأبعاد فنية تظهر الشخصيات الأهم.. مثلما نرى مثلًا في بعض أيقونات الصلبوت في الكنائس والأديرة القبطية الأرثوذكسية صليب المسيح، وبجانبه بحجم أصغر كل من العذراء مريم والقديس يوحنا الحبيب.. وهذه الأحجام تتناقض مع المنظور الطبيعي، لأنها مجرد عمل فني، ويتم فيه التركيز على الشخصية المحورية في العمل، وهو السيد المسيح. سنوات مع إيميلات الناس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لُبَّاس الصليب
مصطلحات: "لابس الصليب"، "حامل الصليب"، "متشح بالصليب"، "لُبَّاس الصليب" يُطلق عمومًا على جميع القديسين والشهداء، وبالأخص الآباء الرهبان الناسكون.. وهو يعني "الذين يرتدون الصليب" أو يلبسونه.. ونرى الآن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الآباء الأساقفة والكهنة يرتدون الصليب المقدس في أعناقهم.. وكذلك بعض الرهبان الذين يخدمون في العالم، وأيضًا بعض الراهبات.. كذلك الصليب هو أحد النقوش الأساسية في قلنسوة الراهب والراهبة (فهم يرتدون علامة الصليب المقدسة على رؤوسهم).. والمعنى الروحي بالطبع هو الأصل، أي الذين يحملون الصليب أمام الشيطان في حروبهم الروحية، ويتخذونه مصدرًا للتعزية والنصرة، بل وأسلوب حياة في التحمل والمثابرة والجهاد.. وهنا العديد من الإبصاليات والذكصولوجيات الواطس والآدام في الكنيسة الخاصة بلباس الصليب، وكذلك نصلي للباس الصليب في التسبحة (الإبصلمودية) ونذكرهم في مجمع القداس وفي أرباع الناقوس وتسابيح وبعض طروحات شهر كيهك وأيضًا في بعض قِسَم القداس الإلهي.. ويتم ذِكرهم بمختلف الطرق، مثل: "لسائر القديسين لباس الصليب" - "بركة صفوف لباس الصليب والأبرار.." - "اطلبوا يا مصاف لباس الصليب الذين كملوا في البراري.." - "السلام لجميع صفوف لباس الصليب.." - "..وجميع أولادهم لباس الصليب" - "..وأولاده لباس الصليب" - "السلام لكِ أيتها العذراء حُلة لباس الصليب" - "وكل مصاف لباس الصليب" - "طوباهم مصاف لباس الصليب" - "لباس الصليب الأبرار الصالحين" - "القديسون لباس الصليب" - "القديسين لباس الصليب" - "ها هوذا لباس الصليب ملتحفون بالزينة".. إلخ. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل الصليب بدافع الحب فقط، أم بسبب وجود عقوبة
سؤال قرأت أيضًا في بعض الكتب، أن عملية الصلب لا تعنى العقوبة، إنما الحب، وأنه لم تقع عقوبة على الإبن، ولا الإبن عاقب نفسه، ولا نحن علينا عقاب في الحقيقة، بل فزنا بالبراءة. فما رأيكم في هذه العبارات؟ الإجابة: نحن لم نفز بالبراءة إطلاقا، بل الصليب دليل على أننا مذنبون ونستحق العقوبة. وهناك من حملها عنا. فلو كانت هناك براءة ما كانت هناك عقوبة يحملها المصلوب عنا. وبالتالي ما كان هناك صلب، وفداء. والدليل على عدم البراءة، قول الكتاب "كلنا كغنم ضللنا، والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53: 6). فمادام هناك ضلال وإثم لجميعنا، لا تكون هناك براءة. ذلك يقول الكتاب "أننا ونحن بعد خطاة، مات لأجلنا" (رو 5: 8). ويقول الرسول أيضًا " كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا " (أف 2: 1). ويقول الرسول أيضًا "كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا" (أف 2:1) " نحن أموات بالخطايا، أحيانا مع المسيح" (أف 2: 5) و هاتان الآتيان تعنيان أمرين: أحدهما أننا خطاة، والآخر أننا أموات بسبب خطايانا، أي تحت حكم الموت بسبب الخطية. إذن فلسنا أبرياء. مادمنا لسنا أبرياء، بل خطاة وتحت حكم الموت. و مادامت أجرة الخطية موت (رو 6: 23). إذن الموت عقوبة. فمن ينجينا من هذه العقوبة إلا الذي يحملها عنا. فالذي ينكر عقوبة الموت الواقعة على الإنسان بسبب خطاياه، وينكر معها أن السيد المسيح حمل هذه العقوبة، إنما ينكر أهم مبادئ المسيحية في الفداء والكفارة وبالتالي ينكر عمل التجسد الإلهي. و المعروف أن الابن قد تجسد ليكون كفارة عن خطايانا. و هذا واضح من قول القديس يوحنا الحبيب " في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله. بل هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة عن خطايانا " (1يو 4: 10). وقوله أيضًا " إن أخطأ أحد، فلنا شفيع عند الله الآب، يسوع المسيح البار. هو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا كل العالم أجمع" (1يو 2: 12) ونجد في كل هذه النصوص ارتباط كلمة كفارة، بكلمة خطايانا. إذن ليست هناك براءة للإنسان، إنما هناك خطايا، عفو عنها، عن طريق الكفارة التي قام بها المسيح بموته عنا من أجل محبته لنا. وهكذا قال الرسول أيضًا "متبررين بنعمته، بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة " (رو 3: 14، 15). ويفهم من هذا إن عبارة متبررين بدمه تحمل الصفح عن الخطايا السالفة وليس البراءة من الخطايا السالفة. و كل ذلك كان بالكفارة، بالفداء بالدم الكريم. و موت المسيح بسفك دمه على الصليب، كان عوضا عن موتنا نحن. وموتنا كان العقوبة التي يفرضها العدل الإلهي عن خطايانا. وقد وقعت هذه العقوبة على المسيح حينما وضع عليه إثم جميعنا. عبارة "لا عاقب الله ابنه" (المقصود بها التخلص من كلمة (العقوبة) جملة ونحن نستبدلها عبارة "عاقبنا الله في ابنه" أو ترك ابنه يحتمل العقوبة نيابة عنا.." "وسر أن يسحقه بالحزن" (أش 53: 1). عبارة "ولا الابن عاقب نفسه" محاولة أخرى للتخلص ن كل (العقوبة) فالابن قد تحمل العقوبة بإرادته، إذ بذل ذاته عنا. وقال في ذلك " لأني أضع نفسي لآخذها. ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها. ولى سلطان أن أخذها أيضًا" (يو 10: 17، 18). إذن في حمل العقوبة عنا، لا نقول إن الابن عاقب نفسه، إنما نقول إنه بذل نفسه، بإرادته، ليحمل العقوبة عنا وفى كل ذلك العقوبة موجودة ولازمة، ونقضيها العدل الإلهي. الذي قال للإنسان "موتا تموت" (تك 2: 17). وعلى رأى القديس أثناسيوس الرسولي في كتابة (تجسد الكلمة) " إن لم يمت الإنسان لا يكون صادقا ولا عادلًا". العدل إذن كاد يقتضى العقوبة. ومن محبة الله لنا،حمل هذه العقوبة عنا. إذن المسيح في موته، كان ذبيحة حب، وكان ذبيحة للعدل ورفع العقوبة. كان حامل خطاها، وكان كفارة عن جميع الشر. و الذين يركزون على المحبة دون العدل، وعلى المغفرة دون ذكر للخطايا، إنما ينسون أن هذه المحبة قد ظهرت في الكفارة والفداء، كما قال الرسول "إن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رو 5: 8). و عبارة مات لأجلنا تعنى استيفاء العدل الإلهي. هذا العدل الذي كنا مطالبين به. فدفعه هو عنا. كما قال الرب عن المديونين "وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعًا" (لو 7: 42).. وكيف سامحهما؟ بأن دفع إلينا نيابة عنهما وكيف دفع الدين؟ بموته على الصليب. سنوات مع إيميلات الناس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليب
كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث يرمز الصليب إلى الألم. والصلبان الثلاثة ترمز إلى ثلاث حالات صليب المسيح يرمز إلى الألم من أجل البر. والصليبان الآخران يشيران إلى الألم بسبب الخطية كعقوبة. وينقسمان إلى نوعين. نوع يتألم بسبب خطاياه، فيتوب ويرجع. والآخر يتألم بسبب خطاياه، ولكنه يشكو ويتذمر ويموت في خطاياه.. والصليب الذي لأجل البر، هو أيضًا على أنواع: منها صليب الحب والبذل، مثل صليب المسيح، الذي تحمل الألم لكي ينقدنا " وليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه".. وهناك صليب آخر في العطاء، وأعظم عطاء هو العطاء من العوز، حيث تفضل غيرك على نفسك، وتعتاز لكي يأخذ غيرك، مثلما أعطت الأرملة من أعوازها.. وهناك أيضًا صليب الاحتمال: تحويل الخد الآخر، وسير الميل الثاني ليس فقط أن يحتمل الإنسان إساءات الناس إليه، بل أكثر من هذا أن يحسن إلى هؤلاء المسيئين، بل أيضًا أن يحبهم..! من يستطيع هذا..؟ إنه صليب.. هناك صليب آخر في الجهاد الروحي: في انتصار الروح على الجسد، في احتمال متاعب وحروب العالم والجسد والشيطان.. في صلب الجسد مع الأهواء.. في الانتصار على الذات، في الدخول من الباب الضيق.. والصليب هو التألم لأجل البر. هذا فقط للمبتدئين.. أما للكاملين فيتحول الصليب إلى لذة ومتعة.. نشعر بضيق الباب في أول الطريق. ولكننا بعد ذلك نجد لذة في تنفيذ الوصية، ونحبه. وحينئذ لا يصير الطريق كربًا.. والصليب الأول يصير متعة.. كان الاستشهاد صليبًا، ثم تحول إلى متعة. وصار القديسون يشتهون الاستشهاد، ويشتهون الموت، ويفرحون به.. والتعب من أجل الرب أصبح لذة ومتعة، والألم أيضًا. وهكذا اعتبر الكتاب أن الألم هبة من الله.. "وهب لكم، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أن تتألموا لأجل اسمه" متى يصبح الصليب في حياتنا متعة؟ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رشم الصليب
القس أنطونيوس فكري تعلمنا الكنيسة أن نفعل هكذا: نضع إصبعنا على الجبهة ونقول بإسم الآب، فالآب هو أبونا السماوي الذي فوق الجميع. ثم نضع إصبعنا على الصدر ونقول والإبن لأنه تنازل وتجسد. ثم ننقل إصبعنا من الكتف الأيسر إلى الأيمن قائلين والروح القدس الذي بقوة عمله المبنية على فداء المسيح انتقلنا من اليسار إلى اليمين، ومن الرفض إلى القبول، ومن الظلمة إلى نوره العجيب. ثم نقول إله واحد معترفين بوحدانية الله في ثلاثة أقانيم. وهذا تقليد رسولي. وعلامة الصليب ترهب الشياطين. ولقد صار الصليب علامة تميز المسيحيين ويفتخرون بها (1كو18:1 + 1كو2:2+ غل1:3+ غل14:6). الصليب يذكرنا بعمل الفداء فنفرح ويذكر إبليس بهزيمته ومصيره في البحيرة المتقدة بالنار فيفزع. وبنطق اسم الثالوث نجد أن قوة الاسم ترهب الشياطين فيبتعدوا ويتقدس المكان، لذلك نرسم علامة الصليب عند بدء أي عمل أو اجتماع أو في أي مخاطر. فكل شيء في الكنيسة يتبارك ويتقدس بالصلاة ورسم علامة الصليب ونطق إسم الثالوث. لذلك ففي بداية القداس يرسم الكاهن ملابس الخدمة البيضاء له وللشمامسة بعلامة الصليب لتتقدس وتتكرس فإن كل من يقترب من الله يجب أن يكون مقدسًا. رسم علامة الصليب فيه إعتراف بموت الرب عنا على الصليب، وبالمعمودية نشترك معه في هذا الموت وفي قيامته. علامة الصليب جعلت موت المسيح ليس حقيقة تاريخية بل حقيقة حاضرة دائمًا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إكرام الصليب لقداسة البابا شنودة الثالث
من الخلافات التي بيننا وبين البروتستانت اكرامنا العجيب للصليب. ومن ذلك رشم الصليب. فهم لا يرشمون ذاتهم بعلامة الصليب قبل الصلاة ولا بعدها قائلين باسم الآب والابن والروح القدس. ولا يرشمون الطعام بعلامة الصليب قبل الأكل ولا يستخدمون الصليب للبركة. ولا في رشم الناس، ولا في رشم الملابس. ويكتفي البروتستانت بإيمان قلوبهم بالصليب دون استخدامه. وكانوا إلي عهد قريب لا يعلقونه علي الكنائس. وكثير منهم لا يعلقونه علي صدورهم. وكلهم لا يمسكون صليبًا في أيديهم. وهم أيضا لا يحتفلون بأعياد الصليب، ولا بموكب له، ولا يطوفون به بالأناشيد والألحان. وهم أيضا لا يقبلون الصليب، ولا يأخذون بركته. وسنحاول الآن أن نشرح لماذا اهتمامنا هذا كله بالصليب. ونري كيف أن رشم الصليب نافع ومفيد وأيضًا موافق لتعليم الكتاب المقدس. 1) تركيز السيد المسيح علي الصليب: وذلك منذ بدء خدمته، وفي أثناء تعليمه، قبل أن يصلب. فقد قال (من لا يأخذ صليبه ويتبعني، فلا يستحقني (مت38:10). وقال (إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه، ويحمل صليبه ويتبعني) (مت24:16)، (مر34:8). وفي حديثه مع الشاب الغني قال له (اذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء.. وتعال اتبعني حاملا الصليب). وقال أيضا (من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، لا يقد أن يكون لي تلميذًا) (لو27:14). 2) وقد كان الصليب موضوع كرامة الملاك والرسل: من الأشياء الجميلة أن الملاك المبشر بالقيامة قال للمريمتين (أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا، لكنه قد قام كما قال) (مت5:28). وهكذا سماه (يسوع المصلوب) مع أنه كان قد قام. وظل لقب المصلوب لاصقًا به وقد استخدمه آباؤنا الرسل. وركزوا علي صلبه في كرازتهم. ففي كرازة القديس بطرس، قال لليهود (يسوع الذي صلبتموه أنتم) (أع36:2) والقديس بولس الرسول يركز علي هذه النقطة فيقول (لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا) (1كو23:1)، علي الرغم من أن صلبه هذا كان يعتبر (لليهود عثرة ولليونانيين جهالة). ويعتبر الرسول أن الصليب جوهر المسيحية فيركز عليه قائلا (لأنني لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم، إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا) (1كو2:2). أي أن هذا الصليب هو الأمر الوحيد الذي أريد أن أعرفه. 3) وهكذا كان الصليب موضع فخر الرسل: فيقول القديس بولس الرسول (وأما من جهتي، فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح) (غل14:6). وإن سألناه عن السر في هذا يكمل قائلا (هذا الذي به قد صلب العالم لي، وأنا للعالم) (غل14:6). 4) ونحن حينما نرشم الصليب، نتذكر كثيرا من المعاني اللاهوتية والروحية المتعلقة به: نتذكر محبة الله لنا، الذي من أجل خلاصنا، قبل الموت عنا (كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلي طريقة. والرب وضع عليه إثم جميعا) (أش6:53). حينما نرشم الصليب نتذكر (حمل الله الذي حمل خطايا العالم) (يو1: 29) (1يو2:2). 5) وفي رشمنا للصليب نعلن تبعيتنا لهذا المصلوب: إن الذين يأخذون الصليب بمجرد معناه الروحي داخل القلب، دون أية علاقة ظاهرة، لا يظهرون هذه التبعية علنًا، التي نعلنها برشم الصليب، وبحمل الصليب علي صدورنا. وبتقبيل الصليب أمام الكل، وبرشمه علي أيدينا، وبرفعه علي أماكن عبادتنا. إننا بهذا كله، إنما نعلن إيماننا جهارا، ولا نستحي بصليب المسيح أمام الناس، بل نفتخر به، ونتسمى به. ونعيد له أعيادا.. ونتمسك به.. حتى دون أن نتكلم مجرد مظهرنا يعلن إيماننا. 6) إن الإنسان ليس مجرد روح، أو مجرد عقل، بل له أيضًا حواس جسدية يجب أن تحس الصليب بالطرق السابقة: كما أنه ليس جميع الناس في مستوي روحي واحد، لا يحتاجون فيه إلي الحواس. إن الحواس تتغذى بكل ما سبق، ولا تقتصر علي ذاتها، بل تنقل تأثراتها إلي العقل وإلي الروح.. وربما العقل لا يتذكر الصليب من تلقاء ذاته، أو يتذكره كثيرا ولكنه عن طريق الحواس، حينما يري الصليب مرسوما أمامه، يتذكر ما يختص بالصليب وبالمصلوب من مشاعر ومن معان روحية ولاهوتية.. وهكذا نعبد الله روحا وعقلا وجسدا. وكل هذا يقوي بعضه بعضا. 7) ونحن لا نرشم الصليب علي أنفسنا في صمت، إنما نقول معه باسم الآب والابن والروح القدوس: وبهذا نعلن في كل مرة عقيدتنا بالثالوث القدوس الذي هو إله واحد، إلي الأبد آمين. وهكذا يكون الثالوث في ذهننا باستمرار، الأمر الذي لا يتاح للذين لا يرشمون الصليب مثلنا. 8) وفي الصليب أيضا نعلن عقيدتي التجسد والفداء: فنحن إذ نرشم الصليب من فوق إلي تحت، ومن الشمال إلي اليمين، إنما نتذكر أن الله نزل من السماء إلي تحت إلي أرضنا، فنقل الناس من الشمال إلي اليمين، من الظلمة إلي النور، ومن الموت إلي الحياة، وما أكثر التأملات التي تدور بقلوبنا وأفكارنا من رشم علامة الصليب. 9) وفي رشمنا للصليب تعليم ديني لأولادنا ولغيرهم: كل من يرشم الصليب، حينما يصلي، وحينما يدخل إلي الكنيسة، وحينما يأكل، وحينما ينام، وفي كل وقت، إنما يتذكر الصليب، وهذا التذكر مفيد روحيا ومطلوب كتابيا. وفيه تعليم الناس، إن المسيح قد صلب وتعليم بالذات لأولادنا الصغار الذين يشبون من صغرهم متعودين علي الصليب. 10) وبرشمنا الصليب إنما نبشر بموت الرب عنا حسب وصيته: وهذه وصية الرب لنا أن نبشر بموته (الذي لأجل فدائنا) إلي أن يجئ (1كو26:10) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ونحن برشم الصليب نتذكر موته كل حين، نظل نتذكره إلي أن يجئ. ونحن نتذكره كذلك في سر الأفخارستيا. ولكن هذا السر لا يقام في كل وقت بينما الصليب يمكن أن نرشمه في كل وقت، متذكرين موت المسيح عنا.. 11) وفي رشمنا للصليب، نتذكر أن عقوبة الخطية موت: لأنه لولا ذلك ما مات المسيح. كنا نحن (أمواتا بالخطايا) (أف5:2). ولكن المسيح مات عنا علي الصليب واعطانا الحياة. وعلي الصليب إذ دفع الثمن قال للآب (يا أبتاه أغفر لهم). 12) وفي رشمنا الصليب نتذكر محبة الله لنا: نتذكر أن الصليب ذبيحة حب. لأنه (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية) (يو16:3). 13) ونحن نرشم الصليب لأنه يمنحنا القوة: القديس بولس الرسول يشعر بقوة الصليب هذه فيقول (به صلب العالم لي، وأنا للعالم) (غل 14:6). ويقول أيضًا (إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة. وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله) (1كو18:1). لاحظوا هنا أنه لم يقل أن عملية الصليب هي قوة الله، إنما قال إن مجرد (كلمة الصليب) هي قوة الله. لذلك نحن حينما نرشم علامة الصليب، وحينما نذكر الصليب، ونمتلئ قوة. لأننا نتذكر أن الرب بالصليب داس الموت، ومنح الحياة لكل الناس. وقهر الشيطان وغلبه، ولذلك.. 14) فنحن نرشم الصليب لأن الشيطان يخافه: كل تعب الشيطان منذ آدم إلي آخِر الدهور، ضاع على الصليب، إذ دفع الرب الثمن، ومحا جميع خطايا الناس بدمه، ممن يؤمنون ويطيعون لذلك فإن الشيطان كلما يرى الصليب يرتعب متذكرًا هزيمته الكبرى وضياع تعبه، فيخزي ويهرب. وهكذا كان أولاد الله يستخدمون باستمرار علامة الصليب باعتبارها علامة الغلبة والانتصار، أو هى قوة الله. فمن جهتنا نمتلئ قوة من الداخل، أما عن العدو في الخارج فهو يرتعب. وكما كانت ترفع الحية النحاسية في القديم شفاء للناس وخلاصًا من الموت، هكذا رفع رب المجد على الصليب (يو 14:3)، وهكذا علامة الصليب في مفعولها. 15) ونحن نرشم علامة الصليب فنأخذ بركته: كان العالم كله يقع تحت حكم اللعنة بالموت بسبب الخطية. ولكن على الصليب حمل الرب كل لعناتنا لكي يمنحنا بركة المصالحة مع الله (رو10:5). وبركة الحياة الجديدة النقية، وبركة العطية في جسده، وكل نعم العهد الجديد مستمدة من الصليب. لذلك استخدم رجال الإكليروس هذا الصليب في منح البركة، إشارة إلي أن البركة لا تصدر منهم شخصيًا، إنما من صليب الرب الذي ائتمنهم على استخدامه في منح البركة. ولأنهم يستمدون كهنوتهم من كهنوت هذا المصلوب. وكل بركات العهد الجديد نابعة من صليب الرب وفاعليته. 16) لذلك فكل الأسرار المقدسة في المسيحية تستخدم فيها الصليب: لأنها كلها نابعة من استحقاقات دم المسيح علي الصليب. فلولا الصليب، ما كنا نستحق أن نقترب إلي الله كأبناء في المعمودية وما كنا نستحق التناول من جسده ودمه في سر الأفخارستيا (1كو26:11). وما كنا نستطيع التمتع ببركات أي سر من أسرار الكنيسة. 17) ونحن نهتم بالصليب، لنتذكر الشركة التي لنا فيه: نتذكر قول القديس بولس الرسول (مع المسيح صلبت. فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في) (غل20:2). وقوله أيضا (لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته) (في10:3). وهنا نسأل أنفسنا متي ندخل في شركة آلام الرب ونصلي معه. وهنا نتذكر اللص الذي صلب معه، فاستحق أن يكون في الفردوس معه. ولعله صار في الفردوس يغني بالأغنية التي قالها القديس بولس فيما بعد (مع المسيح صلبت)… كل أمنياتنا أن نصعد علي الصليب مع المسيح. ونفتخر بهذا الصليب الذي نذكره الآن كلما تلامس مع حواسنا. 18) ونحن نكرم الصليب، لأنه موضع سرور الآب: الآب الذي تقبل المسيح علي الصليب بكل سرور كذبيحة خطية، وكمحرقة أيضا (رائحة سرور للرب) (لا 1: 9، 13، 17). وقال اشعياء النبي في ذلك (أما الرب فسر أن يسحقه بالحزن) (اش10:35). إن السيد المسيح أرضي الآب بكمال حياته علي الأرض، ولكنه دخل في ملء هذا الارضاء علي الصليب، حيث أطاع حتى الموت، موت الصليب) (في8:2). ففي كل مرة ننظر إلي الصليب نتذكر كمال الطاعة، وكمال الخضوع لكي نتمثل بالسيد المسيح في طاعته، حتى الموت. وكما كان الصليب موضع سرور للآب، كان هكذا أيضا بالنسبة إلي الابن المصلوب الذي قيل عنه (من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي) (عب2:12). وهكذا كان ملء سرور المسيح في صلبه. ليتنا نكون هكذا. 19) وفي الصليب، نخرج إليه خارج المحلة، حاملين عاره (عب12:13). بنفس شعورنا في اسبوع الآلام.. ونذكر في ذلك ما قيل عن موسى النبي (حاسبا عار المسيح غني أعظم من خزائن مصر) (عب26:11). وعار المسيح هو صلبه وآلامه. 20) نحمل صليب المسيح الذي يذكرنا بمجيئه الثاني: كما ورد في الإنجيل عن نهاية العالم ومجيء الرب (وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء (أي الصليب). ويبصرون ابن الإنسان آتيا علي سحاب السماء..) (مت30:24). فلنكرم علامة ابن الإنسان علي الأرض، مادمنا نتوقع علامته هذه في السماء في مجيئه العظيم. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خبرة الصليب
ولكن لا غنى لنا عن خبرة الصليب والسعي وراء حمله حسب وصية الرب، لأنه إن لم يَصيرْ الصليب -أي الموت عن العالم- في حياتنا حقيقة مقبولة وطريقًا مُشتهى، فسنبقى بعيدين كل البعد عن سر القيامة والحياة الأبدية. فالحياة المسيحية كلها هي حركة مستمرة للانتقال من الحياة حسب الجسد إلى الحياة حسب الروح، وذلك لا يتم إلا من خلال الصليب. على أن الصليب وإن كان خارجه أو بدايته رعبة ومرارة، فعاقبته نصرة حتمية وسلام وفرح لا يوصف. فعندما ندخل في ضيق - أي ضيق من أي نوع - ونتذكر الصليب الذي صلب عليه ربنا يسوع المسيح، ونضعه أمامنا هدفًا لنا، تتحول الضيقة المرة إلى بركة وسلام فيه، وتتحول الخطية إلى إحساس بالتبرير فيه، والعداوة تزول ويحل محلها مصالحة وصفح أمام المسيح والآب فيه إذن فلننتبه جدًا حينما يداهمنا الضيق، لأننا عندما نجوزه برضى ونتقبله كما تقبله المسيح على الصليب كإرادة الآب عن رضى وسرور داخلي، ننال قوة الصليب، ونذوق النور والحق والحياة من خلال الحزن والألم والضيق. الصليب، هو بحسب فعله السري في كيان الإنسان والجسد محيى حقًا، فإذا استطعت أن تحتوى الصليب في قلبك كهدية حياة من السماء، فلا الباطل الذي في العالم يستطيع أن يغشاك ولا ظلمة العالم تستطيع أن تطفئ نور الحياة داخلك، ولا أي ضيقة في العالم أو خطية تستطيع أن تحصرك أو تربطك هذا لو قبلت الصليب كقوة غلبة وخلاص في شخص المسيح المصلوب. وهذه هي حقيقة الإنجيل كله: "قوة الله للخلاص"، و"قوة الله"، و"حكمة الله" و"مجد الله". وهذه الحقيقة هي التي انكشفت لجميع الشهداء والقديسين، فقبلوا الصليب بفرح من أجل ما وراءه من سرور ونصرة. لهذا فإن كل من أدرك سر الصليب فإنه لا يعود يتهرب من الضيق أو يخشى الظلم أو يخور تحت الاضطهاد فسرُّ الصليب قوة وهبت لنا لتسكن داخل قلبنا وأجسادنا لتحول كل ما فينا وكل ما هو خارجنا لحساب مجد الله. وهى كهدية، تظل بلا قيمة إلى أن ندخل الضيقة، أو إلى أن تتضافر ضدنا قوى الظلام، حيث يبدأ الصليب يعمل عمله ليتمجد الله في موتنا وحياتنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة الصليب
* ماذا يعنى السيد المسيح له المجد بأن نحمل صليبه ونسير وراءه؟ من شروط التلمذة الحقيقية للسيد المسيح هو حمل الصليب ونسير في إثره، وفى ذلك معاني روحية عميقة: {1} بذل النفس: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16). {2} أعظم الحب: "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13). {3} تتميم إرادة الله حتى الموت: "إن شئت أن تجيز عنى هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك" (لو22: 42). {4} احتمال الخزي: "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي فجلس في يمين عرش الله" (عب12: 2). {5} احتمال التعيير: "وبذلك أيضًا كان اللصان اللذان صُلبا معه يعيرانه" (مت27: 44). {6} احتمال الآلام: "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته" (فى3: 10). {7} الاجتهاد إلى آخر نسمة: "فلما أخذ يسوع الخل قال قد أُكِمْلَ. ونكس رأسه وأسلم الروح "(يو19: 30). {8} آخر درجة للطاعة: "وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 8). {9} قتل روح العداوة: "ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلًا العداوة به" (أف 2: 16). {10} العمل للصلح حتى الدم: "وأن يصالح به الكل لنفسه عاملًا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السموات" (كو1: 20). {11} التحرر من سلطان الخطية : "عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضًا للخطية" (رو6: 6). {12} دفع الدين وتمزيق الحجة :" إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدًا لنا وقد رفعه من الوسط مُسمرًا إياه بالصليب" (كو2: 14). {13} شركة موت وحياة مع المسيح: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ" (غل2: 20). {14} افتخار: "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم" (غل6: 14). {15} افتضاح الشيطان: "إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه [في الصليب]" (كو2: 15). وحينما نؤمن بهذه المبادئ ونعمل بها فنحن نحمل الصليب بحق وندعى مع القديسين "لابسي الصليب"، وهذه الكلمة تعنى الجهاد في السير خلف المسيح حاملين لفضائل الصليب. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عجائب الصليب
القمص أثناسيوس فهمي جورج ما أعجب صعودك على الخشبة بينما ملعون كل من علق عليها، لكنك لم تمسك يا رب في اللعنة بل حملتها وألغيتها، وأعطيتنا أن لا تسود علينا الخطية لأننا تحت النعمة، وبصعودك على الصليب اشتريتنا وعملت لنا الصلح بدمك وباحتمالك للصلب مستهينا بالخزى من أجل السرور الموضوع أمامك. ما أعجب أن تصلب عوض باراباس فتأخذ أنت موضع هذا القاتل (يو 19: 19- 22). وما أعجب أن تكون علة صلبك أنك ملك اليهود لتنهى محاولة آدم أن يكون ملكا بدون الله، فإذا كان آدم الأول قد أراد أن يملك بالتمرد على الله، جئت أنت آدم الثاني لكي تملك بالطاعة والبذل (فى 2: 5). ما أعجب أن تكتب علة صلبك بثلاث لغات "العبرانية واليونانية واللاتينية"، فالأولى لغة الدين والثانية لغة الفكر، والثالثة لغة المجتمع، وكأنك أردت أن يكون هذا تمهيد لطريق الكرازة بخلاصك العجيب على مستوياته الثلاثة الدينية والفكرية والإجتماعية. لقد أردت بتدبيرك الإلهي غير المدرك أن يكون هذا العنوان بلغاته الثلاثة إعلانا لملكوتك جهارا بأكثر اللغات المعروفة. ما أعجب يوم جمعة صلبوتك. إنه يوم واحد معروف لم يكن فيه النور (زك 4: 6) فلم يكن نهارًا عاديًا تشرق فيه الشمس كعادتها من الشروق إلى الغروب، بل في ذلك اليوم غيب الله الشمس في الظهر وقتم الأرض في يوم نور (عا 8: 9)، لأن أذهان صالبيك قد إلتحقت بالظلمة والإظلام فلم ينظروا (مز 69: 23)، فما أعجبك أيها المسيح المصلوب يا من ألبست السموات ظلاما وجعلت المسح غطاءها في ذلك اليوم (أش 50: 3). ما أعجب يديك المبسوطتين على عود الصليب لتجمع الشعوب، فهاتان اليدان تجمعان الكل لأن رأسك تتوسطهما لتكون إله واحد على الكل وبالكل وفي كلنا (أف 4: 6) حيث أن خلاصا واحدا من الأنبياء إلى الإنجيل حققه الرب الواحد عينه عندما بسط يديه لصالبيه لأنه هو ذلك العبد المتألم الممدود الذراعين لخلاص كل الشعوب، والذي على امتداد ذراعيه سيثبت بره وحقه نورا للأمم. ما أعجب أن تحيط بك ثيران كثيرة وأن توثق كذبيحة بربط على قرون المذبح، وما أعجب أنهم قد ثقبوا يديك ورجليك واحصوا عظامك. وما أعجب أن يحصوك مع الأثمة وينظرون إليك ويتفرسون فيك. وما أعجب أن يقتسموا ثيابك بينهم وعلى لباسك يقترعون. وما أعجب أن يجعلوا في طعامك علقما وفي عطشك يسقونك خلا. وما أعجب أن تحفظ جميع عظامك وواحدة منها لا تنكسر. ما أعجبك يا رب وأنت مسمر على الصليب كمن تقول لنا: "لاشئ يمكنكم أن تصنعوه بى قادر أن يوقف محبتى من نحوكم. من الممكن ان تضربونى وتسحقونى وتجلدونى، ويمكنكم أن تصلبونى، لكننى لن أتوقف عن محبتكم، هذا هو عظم محبتى لكم (يا أبتاه إغفر لهم)". إن ما حدث على الجلجثة كان نافذة يمكننا ان نرى من خلالها قلب المحب المتألم من أجلنا. لقد قدم الإنسان لله ذبائح كثيرة لعدة قرون خلت، أما أنت يا رب فما أعجب ذبيحة جلجثتك التي قدمت فيها ذاتك فدية عن الإنسان، وهذا هو حبك العجيب لكل واحد منا. ما أعجب صلبك وآلامك التي جمعت الجرح والدواء معا، المرضى والطبيب، فما قد سقط في الموت أقمته من جديد إلى الحياة، وما وقع تحت الفساد طردت الفساد عنه. لقد ظهرت كأنك أمسكت في الموت بينما أنت أقوى من الموت. أرادوا أن يحرموك من الحياة وأنت معطى الحياة. إنه سر أتخاذك أيها الكلمة بالجسد الإنسانى لتصنع سر الفداء. ما أعجب أن تصلب بين لصين، واحد عن يمينك والآخر عن يسارك، بينما أنت سيد عظيم ورب وفادى. وما أعجب أنهما احتلا اليمين واليسار لك يا رب عوض يعقوب ويوحنا. وما أعجب أن الذي صلب على يسارك كان يعيرك لكي تحصى مع أثمة ليس بسبب اللصين بل من أجل أنك حسبت خاطئا من الخطاة بل أخطى الخطاة جميعا، بل الحامل للخطاة ولخطاياهم معا. وما أعجب هذا اللص الذي آمن في الوقت الذي فيه فشل المعلمون، واعترف بذاك الذي رآه مسمرا على الصليب ولم يره قائما أو ملكا. وما أمجدك وأعجبك يا يسوع المصلوب لأنك جلبت اللص المصلوب معك من الصليب إلى الفردوس. ما أعجب أن تصلب مع لصين ومن أجلهما حتى أن من يقبلك منهما ترتفع به إلى فردوسك. ما أعجب أن تفتح باب الفردوس للص وأنت معلق على الصليب بينما هو لم يراك متجليا على جبل طابور، لكنه رأى المسامير والصليب والهزء، وأبصر صليبك وعرش قضائك الذي صلبت عليه أيها الديان في الوسط، لكنه آمن فخلص، والآخر جدف فدين، لتتأكد الخليقة كلها من أنك ديان الأحياء والأموات، نعم فالبعض سيكون عن يمينك والآخر عن يسارك. ما أعجب أن يجدف عليك وأن تتهم بأنك لا تقدر أن تخلص نفسك بينما أنت وضعت ذاتك بإرادتك وسلطانك وحدك لترضى مشيئة أبيك، وأنت القادر أن تحضر جيوش من الملائكة لتهلك الأثمة، لكن كان يجب أن تشرب الكأس التي يريد الآب أن يقدمها لك. ما أعجب أن تصلب أنت العود الرطب الذي تحمل أوراقا وثمار وأزهارا لتى هي تعاليمك وقوة لاهوتك ومعجزاتك التي لا ينطق بها. حقيقة أنك العود الرطب لأنك أنت الحياة وقوة الطبيعة الإلهية أما نحن البشر فندعى العود الجاف، ولكن بك تكون لنا الجرأة والقدوم عن الثقة (أف 3: 12). ما أعجب أن بتمدد جسدك على خشبة الصليب وأنت الحمل الذي بلا عيب ولا دنس، بينا صنعت هذا التدبير الخلاصى لتجعل حياة البشر تعبر من الشر إلى الخير. وما أعجب أن يموت الحمل الإلهي نحو المساء لأن آلامك تمت في آخر الزمن حيث مساء العالم، فليس في قدور أحد آخر أن يجعل المائت غير قابل للموت سواك أنت يا ربي يسوع المسيح إذ أنت "الحياة نفسها" يا صاحب الاسم العجيب. لقد حملت حزنى لتهبنى سعادة ونزلت حتى هوة الموت لترجعنا للحياة ثانية، وتألمت لتنصرنا على الحزن. إنك تتألم لا بسبب جراحاتك بل بسبب ضعفاتنا، وهذا الضعف ليس من طبعك يا رب لكنك أخذته لأجلى. ما أعجب أن يموت الحمل الواحد من أجل الجميع لكي يخلص كل القطيع الأرضى لله الآب، الواحد من أجل الجميع لكي يخضع الجميع لله ولكي يربح الجميع، حتى فيما بعد لا يعيش الجميع من أجل أنفسهم بل من أجل الذي مات من أجلهم وقام. فإذا كنا بعد خطاة مباعين للفساد والموت بذل الآب ابنه فدية من أجلنا، الواحد من أجل الجميع لأن الجميع فيك وأنت أكرم الجميع، الواحد مات من أجل الجميع ليعيش الجميع فيك. الأنبا ياكوبوس جهالة الصليب الصليب بحسب الواقع النظري جمود وخسران وعدم؛ أما بحسب الواقع الروحي فهو تحرك داخلي إلى أعلى، وانتقال من حال إلى حال أسمى، وتغيير جوهري من مستوى جسدي إلى مستوى إلهي، وبشارة عجيبة ومفرحة من موت إلى قيامة!! لذلك نستطيع أن نقول إن الصليب كان الواسطة الأولى التي استعلن المسيح بها أنه ابن الله، لأنه لم يكن ممكنًا بدون الصليب أن تتم القيامة من الأموات بكل أمجادها، ثم أعطانا في صميم طبيعتنا هذا السر العجيب أن نصير مثله (1يو3: 2) -وأيضًا بواسطة الصليب- لننال قيامة تعطينا استعلان بنويتنا لله!! صليب ثم قيامة، هذا هو القانون الذي وضعه ابن الله في نفسه. وفى جسده بموته على الصليب وقيامته، لذلك أصبح من غير الممكن أبدًا أن يدخل الإنسان في خبرة الصليب مع المسيح بإيمان كامل إلا ويحوز على قيامة داخلية وتغيير حياة. الحكم بالصلب، هو أكثر أنواع الموت لعنة وعارًا. هذا هو مظهره، ولكن المسيح استطاع أن يحول هذا الحكم المهين والمزري إلى أعلى وأسمى حقيقة يمكن أن تُسْتَعْلَن على الأرض لمنطق أو لعقل بشرى، وهى القيامة بمجد إلهي!.. هذا هو جوهر رسالة المسيح بالنسبة للإنسان. فصليب العار جعله المسيح، لما قبله على نفسه، قوة محولة قادرة أن تحول ذل الإنسان وعاره وضعفه إلى شركة في أمجاد قيامة المسيح مع هبة التبني لله. هذا هو الصليب الذي لا يزال يُنظر إليه عند كثير من الناس أنه جهالة ولكنه وإن كان جهالة فإن " جهالة الله أحكم من الناس" (1كو1: 25). أي خطة الخلاص العظمى التي فدى بها الإنسان وأقامه من الموت لحياة أبدية. والصليب يظل محصورًا في فكر الإنسان كحقيقة لاهوتية أو مبدأ عقيدي، إلى أن يرتفع إلى المستوى العملي للصليب في حياتنا وذلك حينما نقبل حكم الموت في أنفسنا اضطهادًا أو ظلمًا واعتسافًا بيد الطغاة أو نُسلّم أنفسنا بإرادة حسنة للموت الاختياري، كما يقول القديسون، أي ندخل في عمق الإماتة لنموت عن أنفسنا وشهواتنا حينئذ تبدأ حقيقة الصليب تتجلى في حياتنا كخبرة مضيئة وقوة رافعة. فالإنسان الذي يرفض أن يموت بإرادته عن العالم، ويجزع من أن يصلب أهواءه وشهواته وأعضاءه -من أجل المسيح- هذا الإنسان يظل غريبًا عن حقيقة الصليب. ربما يكون دارسًا مدققًا لمعاني الصليب اللاهوتية متقنًا لمفهوم العقيدة نظريًا وفلسفيًا، ولكن الصليب كحركة داخلية وقوة ترفع الإنسان إلى مستوى تقديس الله، هذا يبقى شيئًا مخفيًا عن عين الإنسان وعقله. لهذا فالصليب لا يمكن أن تكشف قوته الإلهية إلا عند قبول الموت والإماتة. وهكذا يظل الصليب جهالة ورعبة وموتًا جاهلًا لا يستطيع الإنسان أن يقترب منه، إلى اللحظة التي فيها يكشف الروح للإنسان عن سر مجد الشركة في صليب ربنا يسوع المسيح، حينئذ تدفع النعمة الإنسان في طريق الصليب ليذوق -في شجاعة- معنى الموت المحيى مع المسيح. وحينئذ يتجلى الصليب كحكمة الله وقوة الله للخلاص. إن أصدق علامة لحمل الصليب هي أن يكون البذل والإماتة والخسارة عن رضى وحب وسرور، بمعنى أن أفقد بالفعل ذاتي وأنكرها، ذاتي التي تطلب الشكر والمديح ورد الجميل. هنا تبدأ فعلًا صورة الصليب، حيث لا يكون عائد كرامة أو شكر أو ربح من أي نوع، بل على النقيض نكران وهجران وعداء واعتداء. يلاحظ هنا أن مواصفات الصليب مأخوذة من مشهد الجلجثة ومحاكمة المسيح بعد حياة كلها بذل وحب. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المناجاة مع الآب في ليلة الصلب نيافه الأنبا بيشوي http://www.baqofa.com/forum/upload/2...navngivetb.bmp سجّل لنا القديس يوحنا فصلًا كاملًا عن مناجاة السيد المسيح للآب في ليلة آلامه وصلبه، ونذكر منها العبارات التالية أنا مجدتك على الأرض العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته أنا أظهرت اسمك للناس وهم قبلوا وعلموا يقينًا أني خرجت من عندك وكل ما هو لي فهو لك وأنا ممجد فيهم ولست أنا بعد في العالم أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك ليكونوا واحدًا كما نحن لأجلهم أقدّس أنا ذاتي يكونون معي ليكون فيهم الحب الذي أحببتنى به |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب عليك اتكالنا
https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.n...38638931_n.jpg ربي... ها أنا ساجدة امامك .... اصغي الى الهاماتك.... احاول ان افهم مقاصدك... ارغب ان اتمم مشيئتك... فارسل لي يا رب روحك القدوس... واجعله يملي عليّ ما يريح النفوس.... تكلّم يا رب فان عبدتك تسمع.... حقق لي امنيتي واجعلني من الفرح ادمع .... امين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دخول السيدة إلى الهيكل
http://i674.photobucket.com/albums/v...as/21-11_1.jpg تعيّد الكنيسة في هذا اليوم (21 / 11) لعيد دخول والدة الإله إلى قُدس الأقداس، في العهد القديم كان رئيس الكهنة اليهودي يدخل مرّة واحدة في السنة إلى هيكل سليمان. لكن مع دخول العذراء إلى هيكل الرب، هناك وراء الحجاب الحاجز، أصبحت، حسب القديس غريغوريوس بالاماس، هي نفسها قدس الأقداس لأنه في أحشائها، وبواسطة الروح القدس، ولمرة واحدة، دخل رئيس الكهنة الوحيد والعظيم كلمة الله وابنه، السيد المسيح. هناك داخل الهيكل ولاثنتي عشرة سنة خدم الملائكة العذراء مقدّمين لها طعاماً سماوياً. هي تدعونا في هذا العيد أن ندخل إلى قدس الأقداس، ولكن، وبحسب رأيي، هناك سبع أبواب بعبورنا إياها نكون قد بدأنا الدخول إلى قدس الأقداس: 1. نعبر الباب الأول عندما ندخل الكنيسة في الآحاد وكل المناسبات الكنسية، للقداس الإلهي وللمناولة المقدسة. 2. نعبر الباب الثاني عندما ندخل جرن دموع التوبة، أي عند ممارستنا لسر التوبة والاعتراف. 3. نعبر الباب الثالث عندما ندخل إلى غرفتنا، قلايتنا، لنعيش صلواتنا اليومية المختلفة من صلاة النوم الصغرى أو المديح أو البراكليسي أو… 4. نعبر الباب الرابع عندما نقرأ الكتاب المقدس أو حياة القديسين أو أي كتاب روحي. 5. نعبر الباب الخامس عندما ندخل إلى قلبنا ونبدأ هناك الصلاة القلبية ذاكرين اسم يسوع طالبين منه الغفران والرحمة: “يا ربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا عبدك الخاطئ”. 6. نعبر الباب السادس عندما ندخل بيوت الفقراء بالروح أو بالجسد ونساعدهم فنرى في وجههم نور المسيح. 7. أما الباب الأخير السابع فنعبره عندما نصون وصايا الله عاملين على اقتناء الفضائل المسيحية. هكذا يا إخوة، أولاً: نحن لا نستطيع أن نهمل أو نغيب عن القداس الإلهي والمناولة المقدسة، لأن السيد يؤكد لنا: “من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يو54:6). ثانياً: لا نستطيع إهمال جرن الدموع، لأن من سر التوبة والاعتراف ينبع الخلاص. تعليم السيد من بدايته كان عن التوبة. “من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات” (متى17:4)، أما وصيته الأخيرة لتلاميذه والتي أخذها عنهم تلاميذهم حتى يومنا هذا: “من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت” (يو23:20). ثالثاً: لا تستطيع كمؤمن مسيحي أرثوذكسي أن تُهمل صلاتك الفردية لأنها وصية السيد: “صلّوا بلا انقطاع” (اتس17:5)، فادخل إلى مخدعك وصلّي للتواصل مع الروح القدس. وإذا فعلت: “وأما أنت فمتى صلّيت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلّي إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية” (متى6:6). لأنه: “أنا أقول لكم اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم” (متى 7:7). رابعاً: لا نستطيع إهمال قراءة الكتاب المقدس، لأن فيه الحقيقة لأن المسيح هو النور الحقيقي “أنا هو نور العالم” (يو8:12)، هو بشّر بذلك حتى أنه أكد للسامرية ذلك: “أنا الذي أكلمك هو” (يو26 :4)، أي المسيا مخلص العالم، فنحن بحاجة لقراءة الكتاب المقدس حتى نعرف السيد أكثر وعلى حقيقته. خامساً: لا نستطيع إهمال الصلاة القلبية التي تُقال بكلمات قليلة، لأن في القلب هناك الملكوت الداخلي، وبالصلاة القلبية نؤكد ذلك، أما الذين يدركون ملكوت السموات هم فقط الذين لديهم الذهن الطاهر والنقي. سادساً: لا نستطيع إهمال وصايا الله في الكتاب المقدس لأنه طلب الله “إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا” (متى17:19)، “إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي” (يو15:14)، والوصية الأولى: “فقال له يسوع تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك” (متى 37:22)، والوصية الثانية مشابهة للأولى “والثانية مثلها. تحب قريبك كنفسك” (متى39:22)، القريب ليس الصديق والقريب فقط بل حتى العدو “أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم” (لو27:6). سابعاً: وأخيراً، لا نستطيع إهمال التواضع. “لذلك يقول: يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة” (يعقوب6:4)، فقط بالتواضع وبدون عمل آخر يخلص الإنسان، بالتواضع يستطيع الإنسان اقتناء كل المواهب السماوية لأنه بالتواضع يستطيع أن يلبس المسيح. إذا استطعنا الدخول يومياً من هذه الأبواب السبعة نستطيع العبور في نهايتها إلى أورشليم السماوية إلى ملكوت السموات. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كالملائكة في مجد الله
تحتفل الكنيسة يوم الثامن من شهر تشرين الثاني من كل سنة بعيد جامع لرؤساء الملائكة. نحن والملائكة والقديسون نشكل جسد الكنيسة، حدثٌ يجعلنا نتأمل في طريقة حضور الملائكة أمام الله وخدمتهم له “ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات والوف الوف قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة” (رؤ 11:5-12). تمثُلُ الملائكة أمام سيدها في السموات شاخصة بأعينها نحوه لا تحيد عن النظر إلى مجده، تخدمه، تسبح حضوره وتمجد بهاءَه. ولكن هل تفعل الكنيسة في قِسمها المنظور الشيء ذاته أم أنها تثبت نظرها على التراب؟ الإجابة على هذا السؤال تكتمل عندما يستطيع الإنسان أن يحقق الشركة مع جسد السيد ودمه عن استحقاق، ساعياً إلى تطبيق الوصايا الإلهية وأهمها المحبة التي تقوى بالشركة الحقيقة بين المؤمن والله وبين الإنسان المسيحي وأخيه الإنسان، عندها يرفع نظره عن التراب إلى السماء. يتعلم من الملائكة كيف أن المسيح هو الكل في الكل. لحظات القداس الإلهي مقدسة ومباركة فيها تجتمع الكنيسة جمعاء، السماوية(التي في السماوات أو الظافرة) أي الملائكة والقديسون، والأرضية(التي على الأرض أو المجاهدة) أي المؤمنين ذوي الإيمان الصحيح. فيها نرى أعين الملائكة لا تحيد عن رب المجد لأنها استطاعت أن تعاينه، أما بعض المؤمنين فينشغل في وقت الصلاة والقداس الإلهي عن الله بأشياء أرضية فيحيد نظرهم عن رؤية مجده ويخسرون الشركة في الكنيسة الجمعاء ولو حضروا فيها. أما إذا استطاعوا تركيز صلاتهم ونظرهم على رب المجد وحققوا الشركة الإلهية عن استحقاقٍ بالمناولة المقدسة فإنهم يدركون هدف الحياة ومعناها وأن الله هو مقدِّسها وهو مالئها، ويعرفون أنّ ما في الدنيا هو سراب لا بقاء له، يبهت أمام مجد الله، أي المال أو السلطة أو الأملاك ليست إلا تراباً أمام عين المؤمن الصحيح. حافظوا على نظركم ثابتاً على المسيح رب المجد وعندها ستدركون الحقيقة وغاية الحياة. عندما تمعن نظرك على الله فإن حياتك تأخذ طريقها الصحيح أي بعيداً عن الأنا وحب الذات والكبرياء وتتوقف عن محاولتك لتحويل العالم إلى صورة عن رغباتك ورؤاك وأحلامك وتصوراتك ويصبح الله مَلكَ حياتك فتملك لا الكون وحده بل فرحاً لا حدود له. عندما تمعن النظر على رب المجد عندها يملئ قلبك من وجوده، فلا يعد هناك مكان للخطيئة في حياتك لأنه امتلأ من الحضور الإلهي ولن يسعى لأي شيء آخر. عندما تمعن النظر على الخالق فهو يصبح عونك في المصاعب وسندك في الضيقات ومخلصك في الحروب وقوتك أمام التجارب. عندما تمعن النظر على السيد فهو يُفعِمك حبه لخليقته، وترى أن أخيك الإنسان وكل الخليقة هي نتيجة عمله لن تجرأ على تخريبها أو إلحاق الضرر بها بل سترى الله من خلالها. أن تبقي نظرك على الله هذا يعني أنك ستعطيه، طوعاً، قلبك لا محال فيصبح هذا القلب عرشاً يجلس عليه رب المجد، ينبع منه كل صلاح فلا تحيدنَّ عن النظر إلى السيد في حياتك لأنك بهذه الطريقة ستعيش في شركة حقيقية معه في الكنيسة الظافرة وستكون من المخلّصين الذين يسكنون ملكوت السموات لأنك صرتَ بعضاً من ملاك. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعضاً من خدمة عيد الرقاد السيدة
http://www.marypages.com/PresentationMaryGr.jpg تحتفل الكنيسة بأعيادها بواسطة تسابيح وصلوات فحواها يتضمن معاني العيد بعناصر عقائدية وروحية وكتابية، فتعبر الكنيسة عن إيمانها بالصلاة والترتيل وتصرخ مع بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس: “مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح واغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” (أفس19:5). التسابيح والطروباريات الكنسية هي تعبير عن العبادة الحية للكنيسة الأرثوذكسية والتسبيح المقدس هو صوت الإيمان والتقليد والحياة لكل المؤمنين في الكنيسة، لذلك سنتوقف في حديثنا عند بعض طروباريات عيد رقاد والدة الإله ومنها قطع الطروباريات الثلاثة الأولى في صلاة الغروب فهي تعبر عن العيد بطريقة جلية و سنتوقف عند الأولى منها: “يا له من عجبٍ مستغربٍ إن ينبوع الحياة قد وُضعت في قبرٍ واللحد صار سلّماً مصعدةً إلى السماء، فافرحي أيتها الجسمانية الخدر المقدّس الذي هو لوالدة الإله، ولنهتف نحوها يا مؤمنين مع غفرائيل رئيس الطغمات قائلين: افرحي أيتها الممتلئة نعمةً الرب معك المانح العالم بواسطتك الرحمة العظمى” وفيها نلاحظ التشديد على النقاط التالية:+ موت العذراء ليس إلا تشديداً على كونها إنساناً لا أكثر، ككل البشر، وبما أن الموت محتماً على كل البشر فلذلك ماتت العذراء مريم، والأمر المستغرب و العجيب هو أن التي منها أتى الحياة والتي صارت سلماً للسماء تموت، فكإنسان ووالدة لإله تتمم كمال الطبيعة البشرية وتموت، ولهذا الأمر حضر الرسل من كل مكان إلى الجسمانية ليقوموا بصلاة الراقدين عليها. + قبر المؤمنين، وحتى يوم القيامة العامة، ليس سوى خدر، أي سرير، وراحة، أما بالنسبة لوالدة الإله لم يكن سوى سلم به صعدت إلى السماء (كما يشير التقليد)، لذلك الكنيسة تكرم الجسمانية لأنها أصبحت المكان المقدس لوالدة الإله حيث رقدت، لا بل صعدت إلى السماء. + يطلب كاتب التسبيح من المؤمنين مشاركة رئيس الملائكة غفرائيل، وكل الملائكة معه، في مدح وتسبيح العذراء لتشترك الكنيسة بالكلية الأرضية والسماوية في تجنيز والدة الإله فترتفع أصوات الكنيسة لتمجيدها وتكريمها مادحين إياها بعبارة الملاك “افرحي” التي هي التحية الوحيدة الآتية من السماء. + تفهم الكنيسة التجسد الذي تم من العذراء، بنعمة الروح القدس، بأنه رحمة من الله ومحبة للبشر. في وسط الخدمة نجد قانونيين لكاتبي التسابيح الكبيرين في الكنيسة وهما القديسان قزما ويوحنا الدمشقي، الذين كتبا الكثير من التسابيح للأعياد السيدية والوالدية، كتبا هذه التسابيح لأنهما عاشا العيد كحدث إيماني فاستطاعا أن يكتبا عنه بتراتيل روحية مميزة، شرح هذه التراتيل لا يحتاج إلى مفسرين كبار أو علماء في الآداب بل إلى مؤمنين يعيشونها، سنأخذ من القانونين أرمس الأودية التاسعة للقانون الأول، أي الطروبارية الأولى: “أيتها البتول الطاهرة أن حدود الطبيعة قد غلبت فيك لأن المولد بتولي والموت قد صار عربونا للحياة فيا من هي بعد الولادة بتول وبعد الموت حية يا والدة الإله أنت تخلصين ميراثك دائما“ + التركيز على بتولية العذراء هو من صميم عقائدنا عن والدة الإله والليتورجية عبر التراتيل تجسد هذه العقيدة بالعبارات والكلمات التي تؤكد هذا الإيمان.+ مع والدة الإله تم تجاوز حدود الطبيعة لحياة إنسان، فهي ولدت ابنها بنعمة الروح القدس وبقيت بعد الولادة عذراء، هي ماتت ولكن انتقلت إلى الحياة، والمسيح بذاته نقلها إلى الحياة، فبقيت بعد الموت حيّة. ننتقل في تحليلينا إلى قطعة أخرى من تراتيل الكنيسة وهو القنداق: “إِن والدةَ الإله التي لا تغفل عن الشفاعة والرجاء الغير المردود في النَّجدات . لم يَضبِطْها قبٌر ولا موتٌ لكن بما أنَّها أُمُّ الحياة نقلها إلى الحياة الذي حلَّ في مُستودعها الدائم البتولية” + العنصر الأساسي في القنداق هو دور العذراء في الشفاعة، واكتمل دورها هذا من كونها أم الحياة الذي نقلها بذاته من الموت إلى الحياة، هذه النقلة أكدت دورها في الشفاعة لما لها مكانة عند السيد حتى ينقلها إليه.+ امرأة كوالدة الإله لا يمكن أن يكون للموت تأثير عليها. + هناك تأكيد أن الذي ولدته هو الذي حضر يوم رقادها وأصعدها بيديه إلى السماوات. هكذا نجد أن الكنيسة عندما تحتفل ليتورجياً بأي عيد فإنها تحيط به بمعاني نابعة من روح العيد حتى تبلوره بشكل روحي أفضل، فأي خسارة تكون للذين لا يتابعون صلوات وتراتيل الكنيسة؟ فبشفاعات العذراء نصلي أن يشملهم الرب بعنايته ليعرفوا غنى صلوات الكنيسة وفوائدها الروحية السامية التي إن عاشها المؤمن حقيقة لن يضرّه الموت أبداً. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيد رقاد السيد: الفصح الصيفي
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...nOBx0A_BNgxhZP يسمى عيد رقاد والدة الإله الفصح الصيفي، وفيه نعيّد لرقادها وانتقالها إلى العرش السماوي، هذا العيد يعطينا الفرصة أن نتحدث عن أم عمانوئيل الفائقة القداسة والكلية الطهارة. وكل مرة نتجرأ بالكلام عنها نقول مع جبرائيل: “أيما مديحٍ واجبٍ أقدم لكِ أو بماذا أسميكِ؟ إنني أنذهل وأتحير”. مريم العذراء هي المرأة التي اختارها الله من بين كل البشر لتكون السلم السماوي الذي بها نزل الله الكلمة إلى الأرض. هي المرأة التي ولدت “بالروح القدس” (متى18:1) الإله المتجسد، هي “والدة الإله” كما حدد المجمع المسكوني الثالث. امرأة خجولة صعدت إلى أليصابات لتقول لها سرّها، الذي لم تخبره لأحد، وعندما استقبلتها أليصابات قالت لها “أم ربي” هذا الذي جاءت تقوله سبقتها إليه أليصابات. من هي والدة الإله؟ هي أمة لله وهذا لقب لم يعطها إياه أي إنسان بل هي أعطته لذاتها عندما أجابت بشارة الملاك: “فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب” (لو 38:1)، هي لحظة مباركة جداً لأنها من اللحظات القليلة التي تتطابق فيها إرادة الله مع إرادة البشر.هي أمٌّ: بالمقارنة مع الأم الأولى أي حواء التي هي أم كل الأحياء “دعا آدم اسم امرأته حوّاء لانها ام كل حي” (تك 20:3)، أما مريم فهي أم الحياة الجديدة لأنها أعطت ذاتها لله، هي لم تتجرأ أن تقول عن ذاتها بل أليصابات نادتها بأم الرب “فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي” (لو 43:1)، السيد أسماها أم البشر جميعاً عندما قال للرسول الإنجيلي يوحنا: “هوذا أمك” (يو 27:19). هي والدة الإله: الكنيسة في المجمع المسكوني الثالث قالت عنها “والدة الإله”. من بين كل الأسماء التي سميت بها مريم العذراء يشكل اسم والدة الإله أكثر الأسماء وضوحاً وتفسيراً لتجسد الله الكلمة منها. مريم العذراء هي امرأة صامتة ومجاهدة بامتياز، قليلا ما نسمعها تتكلم، أول مرة في البشارة وثانياً عندما ترك المسيح بعمر الثانية عشر أهله ووجدوه في الهيكل يعلم وثالثاً في عرس قانا الجليل عندما انتهى الخمر من العرس. لم تتحدث عن نفسها أبداً ولا على ابنها من كل ما جرى وما سمعت. وقفت عند الصليب مع يوحنا الحبيب لترى ابنها معلقاً على الصليب، ولصمتها أعطى الانجيلي لوقا شهادة بقوله: “اما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها” (لو 19:2)، هي كانت تسمع وترى ولكنها لازمت الصمت. هي ترى أمامها الله الذي تجسد من أحشائها، هي قبلت أن تحمل المسؤولية على عاتقها وولدت ابن الله من أحشائها. إذا كان السقوط بسبب المرأة الأولى، حواء، فإن بداية الخلاص هو بالمرأة الأخرى أي والدة الإله، بسبب رغبات وأهواء حواء الأولى كان السقوط أما مع مريم فبإرادتها وبنعمة الله سيكون الخلاص، قال الله لحواء: “تكثيرا أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادا” (تك 16:3)، أما الملاك فقد حمل للعذراء الفرح السماوي قائلاً: “سلام لك أيتها المنعم عليها. الرب معك مباركة أنت في النساء” (لو28:1)، واستعملت الكنيسة هذا السلام في كل الأعياد الوالدية وفي الكثير من التسابيح الخاصة بالعذراء. سماع الترتيل والدخول في معانيه يجعل الليتورجيا وعيشها من صلب الحياة الروحية للمؤمن، والتي من خلالها يستطيع أن يتمتع بفوائد روحية جمّة تختلف باختلاف العيد وتراتيله ولكنها تصب في بوتقة واحدة هي عيش الإيمان شخصياً، يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس: “مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسبيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” (أفس 19:5)، وهذا يعني بأن تمتلئ من روح الله فترتل من كل قلبك تسابيح ومزامير وتراتيل روحية. العيش في الكنيسة لا يتم بطريقة عقلية أو فكرية بل حياتية، لذلك الكنيسة في أعيادها ترتل وتسبح وتصلي ولا تشرح العيد بكلام فكري محض وقصص تاريخية. فكيف ولدت العذراء من الروح القدس أو كيف انتقلت إلى السماء لا يمكن للعقل أن يجد لها جواباً ولكن الإيمان يراها والقلب يرنّمها، وهذا هو الإيمان أي حالة الإنسان الروحية الداخلية وكما يقول بولس الرسول في رسالته للعبرانيين: “أما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى” (عبر 1:11). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد السامرية
“ألعلَّ هذا هو المسيح؟” يتساءل الإنسان من خلال عيشه مع الله، مستنداً على محبة الله له، ما هو المطلوب منه، أو من البشرية جمعاء، أو من المؤمنين وغير المؤمنين، وأين مصدر الحياة الحقيقي؟، وما هو مصدر السعادة الحقيقي للإنسان؟ وكيف يحقق كل ذلك؟هل سعادة الإنسان موجودة في الحياة المادية وأطعمة الجسد؟ طبعاً لا هل في شفاء كل مرض؟ طبعاً لا هل في اكتشاف العوالم الغامضة وعالم النجوم؟ طبعاً لا … الخ إذا ما هو الجواب؟ طبعا الجواب هو أن يسكن الإله الحقيقي داخل قلوبنا، السيد المسيح الإله الإنسان، مخلص العالم، النور الحقيقي، الحياة والقيامة، نبع الحياة، خبز الحياة النازل من السماء، النور من نور وإله حق من إله حق، ولكن سكنى الإله فينا لا يتم بدون توبة من الإنسان. نرى الجواب عند تلك المرأة الخاطئة التي قابلت يسوعَ بدموع وطيوب جزيلة الثمن وأخذت تمسح رجليه بشعرها فاستحقت المسامحة والصفح، مقدمة له توبة حقيقية، سامعةً من فمه قائلاً: “من أجل ذلك أقول لك: قد غفرت خطاياها الكثيرة ، لأنها أحبت كثيرا” (لو47:7). نرى الجواب على الصليب من ذاك اللص القاتل المجرم الذي أدرك أولاً مدى قذارة الأعمال التي عملها وثانياً آمن بألوهة السيد المسيح وثالثاً طلب من كل قلبه رحمة الله فعبر أولاً بوابة الخلاص إلى الفردوس. الساكن الأول للفردوس كان لصاً ومجرماً، وهذا ليس سوى رحمةً من الله، إذاً كل شيء يرتكز على التوبة والإيمان، على التوبة والتواضع، على التوبة والمحبة وثمارها الصالحة. مثال آخر هو ما حدث في مثل هذا اليوم، أحد السامرية، حيث قابلت المرأة السامرية السيدَ عند بئر يعقوب في مدينة سوخار، وهي مدينة صغيرة للسامريين، كانت السامرية امرأة خاطئة لها خمسة رجال في الماضي، كشف لها السيد أنه المسيح ومخلص العالم: “أنا المتكلم معك هو” فأكد لها ولكل العالم أنه السيد حقيقة، عندها فتح معها موضوعاً لاهوتياً غير موجود في أي مكان من الكتاب المقدس، فتحدث الله السيد عن الله: “الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا”، عّرف لها ذاته بأنه: “ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية”، أعجوبة الإيمان والكشف الإلهي تمّ. بالكشف الإلهي استنارت نفس المرأة السامرية الخاطئة وعلى هذه الاستنارة يرتكز الإيمان وتتقوى التوبة فتحدث تغييراً شاملاً في حياة الإنسان. بعد فترة وفي وقت عمل الرسل ونشرهم للكلمة الإلهية كانت المرأة السامريةُ من أوائل النساء اللواتي نلنَ سر المعمودية المقدسة وسميت فوتيني، أي المستنيرة، لم تحتفظ بالاسم لنفسها بل عملت على استنارت الآخرين، فعندما آمنت بالمسيح أنه المخلص أسرعت إلى مدينة سوخار وقالت لهم: ” هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت” وحاولت أن تشدّ انتباههم قائلة: ” ألعل هذا هو المسيح؟”. هكذا بدأت أولى عظاتها، وعندما اعتمدت، على اسم الثالوث، كبر إيمانها وصار ملتهباً، بعد سنة 40 م بدأت بعملها البشاري، بشكل رئيسي بين النساء، بادئة عملها في كل فلسطين ممتدة في نشر الكلمة الإلهية إلى كل أرجاء الإمبراطورية الرومانية حتى وصلت إلى أفريقيا وعبرت بلاد ما بين النهرين وكبادوكيا وغلاطية وأسيا الصغرى واليونان حتى وصلت إلى روما مقدمة لهم الماء الإلهي الحي لتعليم المسيح الإنجيلي لكل النفوس العطشى. جهزّت كل مكان مرت به قلوب عابدي الأصنام، الممتلئة ظلمة، لتعليم الرسل وبشارتهم وإنارتها بنور المسيح، عملت حوالي 25 سنة في البشارة حتى وصلت إلى بيت نيرون وحولت ابنة الإمبراطور ذومنينا إلى المسيحية بنعمة الله، والكثير من عبيدها، وهكذا قربت ساعة شهادتها. قبض عليها وعلى أولادها وأخواتها واستحقت الكرامة الكبيرة بأن تموت لأجل المسيح، لذلك في الكنيسة نسميها ليس فقط العظيمة في الشهيدات بل والرسولة، نعيد لها مرتين في السنة، الأولى في الأحد الخامس من بعد القيامة، أي اليوم، والثانية في 26 شباط. حاجة الإنسان اليوم يا إخوة، لكل إنسان، وفي كل عصر ووقت، إلى المسيح السيد المتجسد مخلص العالم وإنجيله المليء بــ: كشوفات للثالوث القدوس، تجسد الإقنوم الثاني للثالوث القدوس بشخص يسوع المسيح كإله وإنسان كامل، كشوفات لتعليمه وعجائبه، صلبه وقيامته من بين الأموات وصعوده للسموات، وكل شيء مطلوب للخلاص من إيمان وتوبة ومعمودية والميرون المقدس والمناولة المقدسة وأعمال توبة وإيمان كلها نجدها في الكتاب المقدس. نؤكد أن السامرية، فوتيني، آمنت بكل ما رأت وسمعت وعملت به بتعب وتضحية كبيرة حتى وصلت إلى الشهادة. عالمنا اليوم بقدر حاجته للبشارة فهو بحاجة لتعليم الإنجيل، وهذا الأمر لا يقع على عاتق رجال الدين بكل فئاتهم بل على الأهل فهذا واجبهم، وتملّصهم من هذا الأمر بحجة أن هذا العمل يخص الكنيسة هو أمر معيب جداً ويضرّ بالأولاد وبالأهل معاً. يجب أن يكون هناك تعاون مستمر بين الأهل والكنيسة، لا لنطبق رأي الأهل الشخصي في التربية المسيحية بل لنطبق وصايا المسيح وحياة الإنجيل، فلماذا يبقى عملنا غير كامل وينقصه الكثير، كنيسة وأسرةً، فهناك شيء ما ينقصنا، لذلك سأسأل: أين التواضع؟، أين التوبة الحقيقية؟، أين طهارة القلب؟، أين الصوم، السهر، النسك والصلاة؟، أين الصبر؟، أين الإيمان الحي والمحبة حتى نحو الأعداء؟، أين الحس بالخطيئة؟، أين الأعمال الصالحة، الأخلاق الحسنة، خوف الله؟، أين المثال الذي نقدمه في القداسة؟، هذه القداسة ستوصلنا إلى الخلاص بنعمة الروح القدس، الذي به فقط ستحدث البشارة الحقيقة لإنارة النفوس. عندما رأى السيد التوبة الحقيقية للسامرية وإيمانها الحي ومحبتها المتقدة أهّلها لتكون مبشرة حتى في الأماكن البعيدة من العالم وبالنهاية نالت الشهادة. نعود لسؤالنا ما هو الذي ينقصنا؟ ينقصنا أن يسكن المسيح في قلوبنا، أن نسعى كي نحتويه في داخلنا فيكون لنا سبباً للخلاص والحياة والنور والقيامة لأنه الطريق والحق والماء الحي لأنه هو كل شيء. إذا المطلوب أن يكون المسيح ساكناً في قلوبنا ولكن ما هي الشروط لتحقيق ذلك؟ قلناها ونعيدها، هذه الشروط هي التوبة الحقيقة والإيمان الحي والمحبة المتقدة والتواضع، فلنصلٌّ إلى السيد أن يهبنا إياها ولنجاهد لنستحقها وعندها سيأتي السيد وسيسكن في قلوبنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد رفع الصليب
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...oor_thumb1.jpg تسمى علامة الصليب علامة الظفر أي النصر، إذ من بعد موت المسيح عليه وقيامته من بين الأموات انتصر على الموت، ومن بعده حتى يومنا هذا يستخدم المسيحيون الصليب لكي ينتصروا على الشر. هذا الشر متعدد الأشكال والمصادر ويمكن تصنيفه وفق المصادر الثلاث التالية: العالم والجسد والشيطان. 1. العالم: ليس المقصود الأرض أو البحر أو السماء التي نعيش فيها إنما هم الناس غير المؤمنين وغير التائبين فيشكلون أعداء المسيحية الخفيين. في العصور الأولى للمسيحية كان المسيحيون يُضطَّهَدون بالقتل وأما اليوم فيُضطهدوا بالكلام الوضيع والهزأ والسخرية من المسيحيين غير المؤمنين. أما المسيحي الحق فهو لا يخافهم لأنه يعرف أنه من بعد الصلب هنالك الغلبة دوماً وبهذا الروح يرسم علامة الصليب بلا خجل ويقرأ الكتب المقدسة ويذهب إلى الكنيسة ويصلي ويلبس كما يليق بأبناء الله ويصوم ويعترف، ولذلك الشخص الذي يريد أن يتبع العالم ويصبح صديقاً له يصبح عدواً للمسيح والمسيحيين. 2. الجسد: هو ذات كل واحد منا التي لا تقف عن أن تطلب ملذاتها، والشخص الذي يتبع شهوات الجسد ورغباته لا يطلب السماء بل الجحيم، وذلك أنّ الانغماس بشهوات الجسد هو انغماس بالخطيئة وبالتالي نتيجته الموت والجحيم. أما رفع الصليب فيعني عدم تلبية مشتهيات الجسد المفسدة بل طلب ملكوت السموات. 3. الشيطان: هو العدو الأكبر الذي يحارب الإنسان بدون توقف. بعض غير المؤمنين لا يشعرون بوجود الشيطان ولا يؤمنون أنّه كائنٌ حقيقيّ، ولكنهم إن فتحوا أعينهم جيداً فهم سيرون أنه أخطر كائن على البشرية، هدفه جمع النفوس الضعيفة لتكون معه في حربها ضد المسيح أو المسيحيين. نحن ننام أما هو فيبقى ساهراً لا ينام، وكمثلِ أسدٍ جائع يبحث عن الطعام كذلك هو يبحث عن النفوس الضعيفة كي يطاردها ويصطادها. أما كيف نتغلب على مصادر الشر فهذا يكون كما عمِلَ المسيح وعلّمنا: 1. العالم: المسيح لم يأبه لما سيقوله العالم عند صلبه بل كان هدفه أن تتحقق مشيئة الله الآب السماوية فينال بالصليب الغلبة على الموت، وهكذا نحن أيضاً علينا أن لا نأبه لما يقول العالم ولنتابع حياتنا المسيحية كما ترضي الله وليس البشر. 2. الجسد: هو أيضاً لم يأبه له فسلّمه للجلد والبصق والجروح والآلام والموت ومن بعد آلامه كلها قام وغلب كل ألم وهكذا نحن يجب أن نتحمل كل ألم عند الصوم والصلاة أو أي شيء آخر لأنه لا يقارن بآلام المسيح ولأنه من بعدها سيكون الظفر والغلبة. 3. الشيطان: بعودٍ غلب الشيطانُ آدمَ الأول وطُرد هذا الأخير بسببه من الفردوس، عكَسَ المسيح الأمرَ إذ بعودِ الصليب غلبَ الشيطان وفتح لنا أبواب الفردوس. أخي المؤمن لا تأبه لكل حرب ضد مسيحيتك بل جاهد بالروح وبقوة الصليب الغالبة ستغلب كل تجربة وخطيئة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نبؤة أم بشارة؟
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...john_thumb.jpg رتبت الكنيسة أن نقرأ في الأحد الذي قبل عيد الظهور الإلهي مقطعاً من إنجيل القديس مرقص 1:1-8، وفيه تحدثنا عن يوحنا المعمدان آخر الأنبياء: “هآنذا مرسل ملاكي أمام وجهك يهيئ طريقك قدامك صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة”. النبي يوحنا المعمدان هو نبي لأن كلامه كان بالهام من الروح القدس. حتى يكون الشخص مهيَّأً ليكون نبياً يجب أن يكون مثل المعمدان، كلامه ملهم من الله وحياته كلها زهد وتواضع، فمحرّك النبؤة هو الروح القدس، وهذا هو الأمر هو الذي يميّز النبي الحقيقي عن الساحر والمشعوذ لأنه إذا لم تكن النبؤة من الله فهي تنبئ بالشخص الذي أتت منه أي الإنسان أو الشرير وتالياً تصبح شعوذة وضرباً من السحر. يخبرنا الإنجيل أن يوحنا المعمدان زهد وترك الدنيا وأصبح يأكل من الجراد ويلبس الوبر فكانت حياته مثال للذين زهدوا عن الدنيا ليعرفوا المسيح بنقاوة. يوحنا عاش التواضع طوال حياته وعند قوله: “يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أنحني وأحل سيور حذائه”. النبوة كانت موجودة بقوّة في العهد القديم لأن هدفها كان أن تشير إلى السيد وتخبرنا بأنه آتٍ ولكن من بعد تجسُّد المسيح لا نحتاج إلى النبؤة بل إلى البشارة أي لا نحتاج إلى أنبياء بل إلى مبشرين. فكل النبؤات تحققت بالمسيح، لكن من منا جاهزٌ ليكون مبشّراً؟ هو فقط الذي كلامه ملهمٌ من الله ويعيش الزهد والتواضع. الدعوة للجميع أن يكونوا مبشّرين لذاتهم و لعائلاتهم ولكل من يسأل عن كلمة الله، ولكن لن يستطيعوا أن يكونوا مبشّرين بالحقيقة إن لم يكن كلامهم ملهَم من الله وعاشوا الزهد والتواضع. أتستطيع أن تكون مبشراً؟ تستطيع عندما يكون كلامك ملهَم من الله، تستطيع عندما تعيش الزهد عن كل ما هو مادي، تستطيع عندما تكون متواضعاً. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التضرع
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...9/08/thumb.jpg التضرع في الكنيسة ليس استعطاف بل صلاة من المخلوق للخالق، يتم بحالات كثيرة متعددة ومختلفة باختلاف حاجته، الهدف منه السؤال عن شيء مادي كان أم روحي، هو يربط المحتاج بالمعطي، المحتاجين روحياً هم كثر أما المعطي فهو واحد، السيد المسيح. المجاهدون الذي تطهّروا وتقدّسوا سبقونا إلى ملكوت السموات، هم يعيشون بقرب الله ويتنعمون بالرؤية الإلهية والفرح الأبدي، يعرفون آلامنا ويفهمون جهادنا وحتى ضعفاتنا، نسألهم أن يصلوا معنا للخالق، هم ليسوا وسطاء لنا عند الله بل صلاتهم وصلاتنا هي الواسطة التي تدفع الله أن يستجيب لما نسأل، نحن وهم نشكل جسد الكنيسة التي رأسها المسيح، وما داموا سبقونا إلى الحضرة إلهية فنحن بحاجة لمساعدتهم لينيروا لنا الطريق الذي سلكوه هم قبلنا، الذي به وصلوا إلى القداسة وأصبحوا يعاينوا مجد الله كل لحظة. يحرّف البعض معنى التضرّع إلى عبادة، متناسياً أن العبادة هي لله وحده وليس للأشخاص أو الأماكن، فينجرفوا وراء عواطف أساسها أحاسيس غير منضبطة، ويمكن أن يكون للشيطان دور في تحركها وتوجهها حتى يضلنا عن العبادة الصحيحة لله. هناك أمثلة كثيرة لما أقول من تصرفات خارجة عن إطار التقليد الأرثوذكسي وخاصة ما يتعلق في هذه الأيام بصلاة التضرع إلى والدة الإله أي ما يسمى الباراكليسي، فالكثير منا يتوجه إلى والدة الإله ليكرمها، لأنها ولدت الإله مخلصنا، إلا أنه، مع الوقت، يتناسى المسيح مبقياً ذهنه وعقله مع والدة الإله، فيفرغ الليتورجية من المسيح محولاً إياها إلى عبادة والدية، لعله يتم بشكل غير مقصود، ولكن النتيجة تكون بأن ينسى السيد ويبقى ذهنه محصوراً في شخص العذراء، علمنا أباء الكنيسة أن حضور والدة الإله يكون بحضور المسيح، لذلك ركز الكتاب المقدّس على الأحداث المتعلقة بوالدة الإله لطالما مرتبطة بالمسيح، وكذلك في الأيقونات المقدسة فتصوّر والدة الإله حاملة المسيح ومشيرة إليه، يبقى التضرع للقديس لأنه نال كرامة من الله، ولكي يشاركنا الصلاة للخالق حتى يتحقق طلبنا من التضرع. الله كرم العذراء مريم ونقلها إلى السماء هذه الكرامة التي خصصها بها تجعل تضرعها أمامه مستجاب في كل حين فلنصلي لها لتشاركنا تضرعنا حتى يستجيب الله لنا فيحمينا من قوى الشرير ويخلصنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إثنين الروح القدس
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...cost-thumb.jpg أحد العنصرة هو عيد ميلاد الكنيسة حيث حل الروح القدس على التلاميذ الذين بدورهم ذهبوا وبشروا العالم بالخلاص الآتي من الإله الحقيقي أي الثالوث القدوس. نعيد في أحد العنصرة للشخص الثالث من الثالوث القدوس أي “الروح القدس”، ولذلك نصرخ قائلين: ” قد نظرنا النور الحقيقي وأخذنا الروح السماوي”، الروح القدس هو شخص لكنه أفضل من الإنسان وحتى الملائكة، هو الشخص الثالث لثالوث القدوس، مساو في الجوهر والعرش للآب والابن، وكما أن الآب هو الإله الحقيقي والابن هو الإله الحقيقي كذلك الروح القدس هو الإله الحقيقي، منبثق من إله حقيقي. الآب إله كامل والابن إله كامل كذلك الروح القدس إله كامل, وهم ليسوا ثلاث آله بل إله واحد، هذا سر الأسرار أي سر الثالوث، الذي يتم بالمعرفة والإيمان بالشيء الذي لا يرى “وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى” (عبر1:11). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وسط الأسود الجائعة رأى دانيال ملاكك. وسط الأسود الجائعة رأى دانيال ملاكك. ووسط أتون النار ظهرتَ أيها العجيب وسط الثلاثة فتية. في كل ضيقة تتجلّى، لعلنا نراك ونتمتع ببهاء مجدك. ... ... ... مرحبًا بكل ضيقة ما دمت تتجلّى لي! لأراك فلا أُبالي بكل الضيقات https://www.light-dark.net/vb/picture...300007&thumb=1 |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نتصفح في أوراق قديمة...
http://www.call-of-hope.com/new/lang...6ara/cover.jpg نتصفح في أوراق قديمة ويمكن أن تكون سبب لنتعلم أشياء جديدة يكون فيها رجاء لي ولك والى الآخر...آمين يارب إنني متعب من حياتي. فقد فقدت الرجاء وغشاني اليأس ففكرت أن أهجر العالم، وأدخل الدير. أو أن أقضي على حياتي بالانتحار. فما السبيل للقضاء على اليأس؟ ولماذا يجربنا الله أكثر مما نستطيع؟ كان السؤال من: السيد ب. ل. ك. 1- إن دخول الدير لا يحل المشكلة، بل لعله يزيدها تعقيداً. لأنك إن استطعت الهرب من العالم في غياهب الدير فلن يكون في وسعك الهرب من نفسك، ولا من التجارب ما دمت حياً. يُقال أنه حين حاول القديس أنطونيوس الهرب إلى البرية، سمع صوتاً يقول له: يا أنطونيوس إن التجارب التي هربت منها في الاسكندرية سوف تلقاك في البرية. لأن التجارب ليست محيطة بك، بل هي في أعماق نفسك. أنت إنسان خُلقت على صورة الله كشبهه في أمور كثيرة. وقد زوّدك الله بمواهب وإمكانات، وجعلك كائناً له القدرة على الكفاح في سبيل الخير والجمال. فلماذا لا تستعمل هذه الطاقات الخيرة لمحو الفشل الذي مُنيت به؟ لقد ثبت بالاختبار أن العزلة لا تستطيع إسدال رداء النسيان على الماضي وبالتالي لا تغطي آثار الفشل. على العكس ففي العزلة تستيقظ الذكريات وتشرأب الحسرات في ألف سؤال وسؤال من نوع كيف ولماذا؟ 2- إن التجارب ليست شراً يسلطه الله على الإنسان قصاصاً، « لأَنَّ ٱللّٰهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِٱلشُّرُورِ» وهو لا يجرب أحداً، هكذا قال الرسول يعقوب: «وَلٰكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا ٱنْجَذَبَ وَٱنْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ» (يعقوب ١: ١٣ و١٤). وقال الرسول بولس: «لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ أَمِينٌ، ٱلَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ أَيْضاً ٱلْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا» (١كورنثوس ١٠: ١٣) ونفهم من قول الرسول أن الله لا يسمح أن يجرب خائفوه بتجارب لا تستطيع الطبيعة البشرية احتمالها. وأن أمانته تحمله على حفظه إياهم خلال التجارب لكيلا يسقطوا من ثباتهم. ومهما كانت التجارب قاسية، فهي لا تقدر أن تسد طريق القداسة على مختاري الله. لأن الله أما أن يزيلها، وأما أن يعطيهم نعمة كافية للانتصار عليها. وهذا على وفق قول الرب يسوع لبطرس «هُوَذَا ٱلشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَٱلْحِنْطَةِ! وَلٰكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ» (لوقا ٢٢: ٣١ و٣٢). 3- أما الانتحار فهو شر ما يفعله إنسان عاقل. إن دليل صارخ على الخوف من مواجهة الواقع، واحتمال الصعوبات. وهذا ضرب من ضروب الجبن، بل لعله أسوأها. الإنسان المؤمن بالله لا ينهزم أمام الفشل، ولا ييأس أمام المحن. لأن الله «لأَنَّ ٱللّٰهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ ٱلْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلنُّصْحِ» (٢تيموثاوس ١: ٧) وبهذا يستطيع أن يجعل من فشله سبباً لشحذ الفكر وتحليل علة الفشل، فيعالج حالته بإيمان وحذر. وله من روح القوة طاقة جبارة ليجاهد جهاد الإيمان، لدفع التجربة عن حصن الحق الذي لله فيه. وله من روح المحبة ما يزكي إيمانه، لأن المحبة «َتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً» (١كورنثوس ١٣: ٧ و٨). وله من روح النصح ما يزوّده بحكمة تخوله ضبط النفس، وفحص كل الأمور برزانة وتعقل. ولعله بوحي من هذه الحقيقة، كتب الرسول يعقوب وصيته الخالدة للمؤمنين: «اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ ٱمْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا ٱلصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ» (يعقوب ١: ٢-٥). ملحق بعد ثلاثة أسابيع جاءني خطاب من السيد ب . ل. ك. هذه مقدمته: لشد ما كان ابتهاجي عند وصول كتابك المؤرخ في ١٠ شباط ١٩٦٩. وازداد سروري لما فيه من إجابات حكيمة وإرشادات... وبعد قراة الكتاب بتمعن شعرت بنار مقدسة تضطرم في أحشائي. وبعدها شعرت بارتياح عظيم وإذ أتنسم من خطابك روائح المحبة والعطف والإقناع، أسأل الرب يسوع أن يمنحك قوة... ويعضدك ويهبك الغلبة والنصرة على أعداء الكلمة. أبي الروحي... لقد طرحت مشكلتي الدير والانتحار وعرفت أني مخطئ. ولم ألبث أمام الواقع، حتى تبدت أمامي محاربات إبليس اللعين من جديد. ويبدو لي أني أعيش فترة جفاف روحي. وهذا من نتيجة الفشل الذي مُنيت به العالم الماضي. فأهملت الصلاة والذهاب إلى الاجتماعات الروحية وقراءة الكتاب المقدس.. ويخدعني إبليس معلناً عليّ حرب الشهوة. إنه يحاربني في صورة عطف فتاة وينصب أشراكه بأن أبادلها الحب. وبعد فترة عذاب وآلام وتعلق واضطراب وشغل العقل كلية بها، أستيقظ من غفوتي، وقد أخذت سهام الضمير تنخسني... ولكن الشيطان يلون كل شيء بالمكر والدهاء، لكي يبقيني أسير العواطف الفاجرة... إنني أعيش كإنسان تعيس يتخبط في غياهب الألم والمرارة. فأرجو في محبة المسيح بعضاً من كلمات التعزية... وكيف أعود إلى حياة الطهارة والسعادة الحقيقية... كيف أتخلص من قيود إبليس؟ ألتمس في هذا منكم جميع أخواني وأخواتي أن ترفعوا صلاة حارة من أجل بعضنا بعضاً حتى نعود ويعود كلنا إلى حياة الجهاد والنصرة والقداسة... الجواب لقد سرني أن يعطيني الله نعمة في عينيك، فتجد في رسالتي تاريخ ١٠/٢/١٩٦٩ ما جعلك تعزف عن القيام بعمل طائش. كنت قد حزمت أمرك عليه. الأمر الذي يستوجب مني أن أحني ركبتي لدى أبي ربنا يسوع المسيح، مصلياً من أجلك، حتى الرب يكملك في كل عمل صالح، لتصنع مشيئته عاملاً فيك ما يرضيه بربنا يسوع المسيح. أنا لست مندهشاً أن يشن عليك عدو النفوس إبليس حرباً لا هوادة فيها. لأنه وجد في قرارك بطرح فكرتي دخول الدير والانتحار هزيمة له نكراء، وفشلاً لمخططه الذي وضعه لإلقائك في جب الهلاك. بل إنني كنت لأتعجب لو أنه تركك في الابتهاج بالحصول على السلام باستسلامك للرب يسوع المسيح! ولكن لا تخف لأن الرب يسوع معك، وهو أقوى من الذي عليك. وما عليك إلا أن تقاوم أفكاره فتنال الغلبة، وتقاد في موكب نصرة المسيح. قال الرسول يعقوب: «ٱخْضَعُوا لِلّٰهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. ٨ اِقْتَرِبُوا إِلَى ٱللّٰهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ» (يعقوب ٤: ٧ و٨). فحين يهاجمك - كما قلت - في صورة عطف فتاة، ارفع نظرك إلى المصلوب وقل يا مجرب: انظر إكليل الشوك، انظر الجراح الدامية. إنه يحبني إنه مات لأجلي لذلك أنا أرفض الخطية. لأن الخطية، كانت السبب المباشر لتسميره على خشبة الصليب. بكل سرور قبلت المهمة التي شئت أن توكلها إليّ، وهي الصلاة من أجلك. فسأحملك على قلبي، سائلاً إلهي الذي أعبده بروحي أن يكتب اسمك في سفر حياة الخروف. وأن يكمل هذا العمل الصالح الذي بدأه في حياتك إلى يوم مجيئه. ألتمس في هذا منكم جميع أخواني وأخواتي أن ترفعوا صلاة حارة من أجل بعضنا بعضاً حتى نعود ويعود كلنا إلى حياة الجهاد والنصرة والقداسة دائماً آمين... أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو ينبوع الحياة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فى كل ضيقهم تضايقت
https://files.arabchurch.com/upload/i...5035899584.jpg (+_+)فى كل ضيقهم تضايقت(اشعياء63ع9)فالرب يسوع يُشارك اولاده الحُزن,فهو من رأىْ مريم تبكى فلم يحتمل,رأىْ اليهود يبكون فلم يقدر ان يمسك نفسه,فبكى يسوع,فى بكائهم بكى,فى حزنهم حزن,فى الالامهم تالم, اى شخص هذا؟؟يجد الجموع مع مريم تبكى فيبكى معهما؟؟؟! ...فى وقت ضيقى يتضايق .......وفى بكائى يبكى...ليس فحسب بل يعد كل دمعه تنزل من عينى (+_+)فلما تحدث الانجيل عن بكاء يسوع استخدام الفعل edakrysen ايداكريسين ولما تحدث عن بكاء مريم واليهود تم استخدام الفعل كاليوسانklaiousan فهو يريد ان يفرق بين بكاء يسوع وبكاء الاخرين فهو بكاء لا يحمل العويل المرتفع مثلهم(مريم واليهود) بل انسياب الدموع من عينه فقط (+_+)قد بكى يسوع مرتين الاولى. على لعازر, و بكى على اورشليم(لوقا19ع41)لعل معلمنا بولس الرسول اشارالى بكاء يسوع فقال عنه انه قدم صراخ شديد ودموع(عبرانيين 5-7) (+_+)(+_+) (+_+) (+) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا صلب المسيح...؟
http://noticias.gaymas.com/wp-conten...-lightning.jpg لماذا صلب المسيح؟ يؤمن المسيحيون أن الصليب هو تجسيد لعدالة الله المطلقة، ولحكمته ومحبته، ولكمال صفاته الإلهية .ولكن من المؤسف حقاً أن بعض المغرضين يرون في صليب المسيح ما يتنافى مع العدالة الإلهية، زاعمين أن في الصليب تذنيباً للبريء وتبريئا للمذنب. والحقيقة أنه في الصليب تتجلى حكمة الله وقوة الله . فالرسول بولس يقول "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالةٌ وأما عندنا نحن المخلّصين فهي قوَّة الله". وللتأكيد نقول إنه مكتوب في الوحي المقدس في سفر الأمثال هذه الآية "مبرّئُ المذنب ومذنّب البرئَ كلاهما مَكرَهة الرب". ونحن إذ نتناول موضوع الصليب بالتأمل يجب علينا أولاً أن نخلع أحذيتنا من أرجلنا ونتسربل بالتواضع لأن الموضع الذي نحن واقفون عليه أرض مقدسة.. ولنطلب من المسيح "الذي فيه جميع كنوز الحكمة والعلم أن يكشف عن أعيننا "لمعرفة سرّ الله الآب والمسيح: أولاً: نقول إن المسيح البار لو كان قد أُجبر على حمل دينونة الناس الأشرار ومات ضد إرادته لكان ذلك فعلاً منافياً للعدالة، أما وأن الرب يسوع قد اختار برغبته وبدافع محبته أن يحمل عار البشر وخطيتهم فإننا نرى في صلبه عدالة الله الكاملة، لأنه إذ سبق وأعلن أن أجرة الخطية موت، ولم يخفف هذه الأجرة على ابنه الوحيد الحبيب حين وضع عليهِ إثم جميعنا. لكي يصير لجميع الذين يطيعونهُ ويؤمنون به سبب خلاصٍ أبدي. يخطئ الناس إذ يظنون أن الرب يسوع قد صُلب كشهيد لأن تعاليمه تعارضت مع تقاليد المجتمع، وينسون أنه مات كفادٍ لأنه "كان قد أحبَّ خاصَّتهُ الذين في العالم أحبَّهم إلى المنتهى. فالمسيح لم يمت شهيداً كأنه عن ضعف، لكنه مات حباً لخاصته ليقدم الفداء للكنيسة ولكل من يؤمن به وقد شهد المسيح نفسه مؤكداً ذلك بالقول "لهذا يحبُّني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً. ليس أحدٌ يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطانٌ أن أضعها ولي سلطانٌ أن آخذها أيضاً. وهنا نرى أن المسيح بسلطانه اختار أن يضع نفسه ولم يأخذها أحد منه.. وإذ حاول بطرس مساعدة المسيح بسيفه قال له يسوع :"رُدَّ سيفك إلى مكانهِ... أَتظنُّ أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدّم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة. فكيف تُكمَّل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون." ثانياً: يظن البعض أن موت المسيح جاء حدثاً فجائياً غير متوقَّع بالنسبة له وينسون أن دم المسيح مكتوب عنه "عالمين أنكم افتديتم ... بدمٍ كريم كما من حملٍ بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم ولكن قد أُظهِر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم" والعهد القديم يؤكد لنا ذلك أيضاً إذ تنبأ عن تجسد المسيح وعن صلبه قبل أن يتم بآلاف السنين، فالذبائح كلها ترمز إلى ذبيحة المسيح وعيد الفصح الذي يُرش فيه دم شاة صحيحة "على القائمتين والعتبة العليا" إنما يرمز إلى دم المسيح الذي يحمي من الهلاك ونلاحظ أن الدم لم يكن يُرش على العتبة السفلى لأنه يرمز إلى دم ابن الله الذي لا يصح أبداً أن يُداس. وفي بداءة الخليقة حين سقط آدم وحواء وحاولا أن يسترا عورتهما بورق التين أعلن لنا الله عن تدبيره لخلاصنا في ذبيحة المسيح إذ كسى عورتهما بجلد حيوان ذُبح لأجل هذا الغرض. وحين قبل الله ذبيحة هابيل ورفض تقدمة قايين إنما كان يعلن أن خلاصنا يتم عن طريق الذبيحة وليس عن طريق التقدمات أو الأعمال. وفي المزامير وفي الأنبياء لا سيما إشعياء نجد نبوات واضحة وصريحة عن صليب المسيح قبل أن يحدث بمئات السنين. وفي رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي نقرأ هذه الآية الجميلة عن المسيح "الذي إذ كان في صورة الله لم يَحسِب خلسةً أن يكون معادلاً لله لكنهُ أخلى نفسهُ آخذاً صورة عبدٍ صائراً في شبه الناس.وإذ وُجِد في الهيئة كانسانٍ وضع نفسهُ وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفَّعهُ الله أيضاً وأعطاهُ اسماً فوق كل اسمٍ". ثالثاً: الصليب يعلن لنا عدالة الله أيضاً لأنه كان الطريقة التي هزم بها الله الشيطان، وفتح بها الطريق للإنسان ليعود إلى محضر الله ويعود للشركة مع الله، بل لينال "شركة الطبيعة الإلهية" بعد أن أغواه وأسقطه الشيطان في الخطية التي فصلته عن الله كما هو مكتوب في سفر إشعياء "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع". الصليب كان الطريقة التي استخدمها الله ليبيد الشيطان ويجرده من سلطانه… مكتوب في رسالة العبرانيين "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" ذلك لأن المسيح إذ ارتفع عن الأرض قد رفع خطية الإنسان وأعاد الشركة بين الإنسان وبين الله ورد الإنسان إلى ملكوت الله. لذلك فنحن نرى أن في هذا الارتفاع على الصليب دينونة للعالم وطرح لرئيس هذا العالم خارجاً مهزوماً، ففكر الله من وراء الصليب ليس مجرد استبدال موضع البريء بالمذنب والمذنب بالبريء بل هو عمل أعظم بكثير من إدراك عقولنا عمله المسيح بدافع محبته ليدين ويطرح رئيس هذا العالم خارجاً وليفدي الكنيسة ويجذبها إليه.. لكل ذلك كان لابدّ أن يموت المسيح وموتهُ لم يكن متنافياً مع عدالة الله بل جاء مؤكداً لها لذلك يقول الكتاب "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادلٌ حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كلّ إثمٍ". فالله يغفر خطايا التائبين المعترفين بخطيتهم والواثقين في كفاية ذبيحة المسيح على أساس أمانته وعدالته. فتعال إليه بكل خطاياك وأثقالك وضع ثقتك. في عمله الكفاري الكامل لأجلك على الصليب لا أعرف كم أشكرك كم أحبك كم كثيراً ياسلطان الحب والفداء والرجاء والوفاء يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو ينبوع الحياة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من يُشبهك أيها المسيح الله
الظاهر في الجسد، ومن له قدرتك لنصغي للنبوة العظيمة على فم نبي العلي إشعياء (40: 9 – الخ):
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ سبت لعازر + _ لأبونا يسطس منير https://files.arabchurch.com/upload/i...4834703714.jpg ____________________________ فى قرية صغيرة تسمى بيت عنيا أو بيت العناء وجدت عائلة مجهولة من الناس محبوبة جدا لدى السيد المسيح ..فتحت هذه العائلة قلبها و بيتها له كي ما يستريح فيهما .. هى عائلة لعازر واخواته مرثا ومريم ( مريم هذه التى سكبت طيبا غالى الثمن ودهنت به قدمى المسيح ..إن ما قدمته مريم لم يكن مجرد عطر جميل وإنما قدمت قلبا نقيا ينبض حبا للسيد المسيح الذى لا يريد سوى الحب الخالص الكثير الثمن ..) بينما قدمت مرثا طيب الخدمة البازلة و العاملة بالحب لأجل ضيف محبب إلى العائلة .... مرض لعازر فأرسلت إليه اخواته بدالة الحب تقول له : "هوذا الذى تحبه مريض"يو 11:3 وعلى الرغم من محبة السيد المسيح لهذه الأسرة على أنه لما سمع بمرض لعازر مكث فى الموضع الذى فيه يومين ولم يتحرك بعد رسالة الأختين مباشرة .. ترى لماذا تباطئ السيد المسيح ؟! ربما لإنه رأى ان إقامة لعازر من الأموات قد تجذب نفوس أكثر ليؤمنوا من مجرد شفاء مريض و ربما ليمهد لهم بقيامة الميت عن ما هو يزمع ان يفعل في القريب القادم والأجابة هى حكمة الله فى تدبير الأوقات ؛ كذلك صلواتنا مرفوعة لديه فور النطق بها ولكن هناك وقت يراه الله مناسب للأستجابة .. دخل السيد المسيح القرية فلاقته مرثا وصارت تعاتبه : "يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخى ، لكنى الآن أيضا أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك إياه" لم يحتمل أن يرى الرب دموع أحبائه فبكى " بكى يسوع " يو 11:35 حتى تعجب الجميع قائلين انظروا كيف كان يحبه !! عجيب الهنا فى محبته لنا ،إنه يشاركنا مشاعرنا ويتحدث اللغة التى نفهمها .. هو كامل في ناسوته رقيق المشاعر للغاية كما هو الإله القادر الذي يقيم من الموت هو الله الكلمة المتجسد يالا فرط تحنن إلهنا الصالح ثم انطلق إلى القبر وطلب رفع الحجر ؛ وكيف بعد أربعة ايام..وكيف بعد أن انتن ؟! وهذا يعطينا رجاء فمهما سقطت بل وتحللت أرادتى أمام الخطية ..فلى إيضا رجاء كى أسمع هذا الصوت الرقيق المملوء حبا ينادينى : "هلم خارجا " من القبر الذى دفنتك فيه الخطية .. فقام لعازر من بين الأموات و قام معه رجاء كل إنسان |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القيامة كسرت حاجز الخوف https://upload.chjoy.com/uploads/1366041286641.jpg يوم أن عُلق المسيح على الصليب وصار الصليب حدثٌ بارز إنطبع في ذهن الجماعة المحيطة بالمسيح يسوع كذكرىّ أليمة وحدثٌ قويٌ لايستطيع أن يمحوه الزمن من الذاكرة واللحظات لاتنسى التى فيها تم القبض على يسوع وتسليمة الى رؤساء الكهنة وعظماء الشعب ،ورفعه على عود الصليب وطعنه بالحربة أتت القيامة وحطمت كل هذه الحواجز وجاء المسيح القائم من الموت منتصراً الى العلية حيث التلاميذ مجتمعين وهم خائفون لقد حطمت الخوف واليأس والتردد والعجز وضياع الأمل ،ودخل يسوع اليهم والابواب مغلقة والعقول مشتته والقلوب ممزقة وزع فيهم نسمات الحياة من جديد فتبدد الخوف وانقشع الظلام وسرى النشاط والحيوية إذ الرب قائم وحي في جسد ممجد يستطيع أن يخترق كل الحواجز وكل الابواب والمتاريس “إذ أنه قد كسر المتاريس النحاسية” وقد تحرر الانسان الذي بقي منذ خلقه سجين المكان و حبيس الجسد ،نال مع قيامة المسيح التى أعطت وأعتقت الروح والجسد وصار الجسد هو هيكل للروح القدس وروح الله ساكن فيه . اذاً قد وجد الانسان فى قيامة المسيح ضالته المنشودة ووطريقه المفقودة واماله المعهودة اذ أنار المسيح بقيامته الى الابد الحياة والخلود والى ابد الابدين لان يسوع هو البداية والنهاية وهو الالف والياء،الأول والأخر . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القيامة أنهت الموت https://upload.chjoy.com/uploads/1366865677823.jpg قبل القيامة إرهتنت حياة الانسان بالموت ولاسيما منذ أن حكم على ذاته بالموت بعدما خالف وصية الله له بعدم الاقتراب الى شجرة معرفة الخير وقد قال له الله يوم أن تأكلان من هذه الشجرة فموتاً تموتان ومن هنا خرج الانسان عن طريق الحياة سالكاً الموت لابل صار الموت هو الشبح الرابض دائماً امام الانسان كنهاية حياة له وفناءه تماماً ،ولكن مع قيامة المسيح يسوع من بين الاموات تغيير الموقف وتبدلت الاحوال ولم يعد الموت نهاية بل صار بداية حياة جديدة وطريق عبور من الفناء الى البقاء والرب يسوع المسيح القائم من بين الاموات كرس ودشن هذا الطريق فقد قال “أنا هو الطريق والحق والحياة “،وأنا هو القيامة والحياة ومن أمن بي وإن مات فسيحيا” طريق كرسه يسوع بجسدة ودمه الاقدسين “من يأكل جسدي ويشرب دمي تكون له الحياة الابدية”. في حياتنا يمكننا أن نعيش باشياء كثيرة ونستغنى عن اشياء كثيرة ولكن لايمكنا العيش بدون الرجاء “نترجي قيامة الاموات وننتظر حياة الدهر الاتي” فالرجا هو أحد أركان مثلث الفضائل المسيحية سر حياة الانسان الايمان والرجاء والمحبة حسب ما عبر بولس الرسول في رسالته الى اهل كورنتس 14 . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا القيامة؟ نحن نؤمن بالقيامة لآنها تشهد لقوة الله العظيمة الخالق الذي أوجد الانسان والكون من العدم ،والقادر على كل شيء القادر على أن يقيم من الحجارة أولاٍدا لإبراهيم ،وأن يقيم الموتى من بين الاموت كما فعل وأقام ابنة يائيرس،وابنة أرملة نائين،وأقام لعارز من بعد أن أنتن في القبر ،فقيامة المسيح تعني بالنسبة لنا قيامتنا من موت الخطيئة التى صرنا عبيد لها بشهواتنا وزلاتنا.وقد سمرها تماماً المسيح على خشبة الصليب وهناك على عود الصليب انهزم سلطان الشر والموت وانتصر ملك المجد والخير والحياة. وان لم يكن هناك قيامة للأموات. 1) فباطلة كرازتنا وباطل إيماننا ونعد انفسنا شهود زور، لن يفدي أحد من الخطيئة ويهلاك كل الذين رقدوا في المسيح ولكنه حقاً قام من بين الأموات “ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين” (عدد 20)، ووعد كل من يؤمن به بالقيامة والحياة الأبدية.وكلمة الله الموحاة تضمن قيامة المؤمن من بين الأموات “أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟إذا القيامة هي الأنتصار الممجد الذي منحه يسوع المسيح لكل مؤمن بموته وقبره وقيامته في اليوم الثالث كما هو مدون في الكتب. وتؤكد لنا أن الذين يؤمنون بالمسيح لن يظلوا موتي،بل سيقاموا للتمتع بحياة أبدية.وهذا هو رجاؤنا وما يؤكده بولس الرسول بالقول “لأعرفه، وقوة قيامته، وشركة آلامه، مُتشبِّهاً بموته”(في 3: 10). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من رآني رأى الأب
https://upload.chjoy.com/uploads/1366609639331.jpg "أبانا الذي في السماوات". عندما يعلّم الرب أنه يجب اكتشاف طبيعة الله الآب، انطلاقا من محبة الأعداء، وانه يجب ان يجد المؤمن في ذلك " كماله"، لكي يصبح هو ذاته "الابن"، اذذاك تكون العلاقة بين الآب والابن واضحة. وواضح عندئذ أنه، في انعكاس صورة يسوع، نكتشف من هو الله وكيف هو: بواسطة الابن، نجد الآب."من رآني، رأى الآب"، قال يسوع في العشاء لفيليبوس الذي سأل: أرنا الآب. يا رب، أرنا الآب، لا نفتأ نردّد على مسامع يسوع، والجواب هو أيضاً ودائماً الابن. به، وفقط به، نتعلّم أن نعرف الآب. وهكذا ينكشف مدى الأبوّة الحقيقية ومثالها. ولا تعكس الأبانا صورة بشريّة على السماء، ولكنها تظهر لنا انطلاقا من السماء- انطلاقا من يسوع- كيف علينا وكيف بمقدورنا أن نصبح رجالاً. وباستطاعتنا الآن، مع ذلك، عندما ننظر عن كثب، أن نتأكّد أن أبوّة الله، انطلاقا من رسالة يسوع، تحتوي على بعدين. أولاً، أن الله هو أبونا بما أنه خالقنا. ولأنه خلقنا، فنحن خاصته. فالكيان بوصفه كياناً، يأتي منه. فهو اذن حسن، وهو مشاركة في الله. وهذا يصحّ خاصة على الانسان. ان الفقرة 15 من مزمور 33 (32) تقول في ترجمتها اللاتينية: "هو جابل قلوبهم جميعا، وعالم بأعمالهم كلّها". ان الفكرة التي تقول بأن الله خلق كل فرد، هي جزء من صورة الانسان التي نجدها في التوراة. كلّ انسان بمفرده وكما هو، قد أراده الله. وهو يعرف كلا شخصياً. والكائن البشريّ، بهذا المعنى، وبقوّة الخلق، ان الكائن البشر بصورة خاصة، هو "ابن" الله، والله هو أبوه الحقيقي. والقول ان الانسان هو على صورة الله انما هي طريقة أخرى للتعبير عن هذه الفكرة. ونصل هكذا الى البعد الثاني من أبوّة الله. إن المسيح، بطريقة فريدة، هو "صورة الله". وانطلاقا من هنا، قال آباء الكنيسة ان الله، بخلقه الانسان "على صورته" نظر فوراً الى يسوع، وخلق الانسان على صورة "آدم الجديد"، الرجل الذي هو مثال البشريّة. ولكن على الأخص،ان يسوع بالمعنى الخاص هو "الابن"، من جوهر الآب وهو يريد أن يُدخلنا في "كيانه الانساني"، وبذلك في "كيانه البنوي" في كمال ملكية الله. وهكذا أصبحت البنوّة مفهوماً ناشطاً: لسنا بعد بطريقة كاملة أبناء الله، لكنه يجب أن نصبح أبناءه، وأن نكون أبناءه أكثر فأكثر عبر مشاركتنا المتنامية في العمق مع يسوع.أن نكون أبناء، أي أن نتبع يسوع. ان الكلمة التي تصف الله كآب تصبح بالنسبة الينا نداء: اي أن نحيا "كإبن" و "بنت". "كل ما هو لي هو لك"، قال يسوع للآب في الصلاة الكهنوتيّة. ويقول الأب الشيء عينه للابن الأكبر الضال. ان كلمة "أب" تدعونا الى أن نعيش انطلاقاً من هذا الوعي. واذ ذاك نتخطّى جنون التحرّر الكاذب التي نجده في مستهلّ تاريخ خطيئة البشريّة. ذلك ان آدم لدى سماعه كلمة الحيّة، أراد ان يكون هو الله، وان يستغني عنه تعالى. ونرى أن" كينونة الابن" لا تعني أن تكون متعلّقا، خاضعاً، بل أن تكون في علاقة محبة تحمل الكيان الانسانيّ باعطائه ما له من عظمة ومعنى. ويبقى، قبل النهاية، سؤال: وهو أفليس الله أيضا أمّاً؟. إن محبة الله تشابه محبة الأم: "كمن تعّزيه أمّه، كذلك أنا أعزيكم". أتنسى الأم ُمرَضعها، فلا ترحم ابن بطنها، ولكن لو أن هؤلاء نسين، لا أنساكٍ أنا" .إن سرّ محبّة الله الأموميّة تعود بطريقة مذهلة الى اللفظة العبريّة رحاميم التي تعني ّثدي الأم، ولكنها تنتهي بالدلالة على عطف الله تجاه الانسان، ورأفته به. في العهد القديم، غالباً ما تدلّ أعضاء جسم الانسان على مواقف انسانيّة عميقة، وأيضاً على استعدادات الله، كما أن القلب أو الدماغ يدلاّن اليوم أيضاً على ما هو من كياننا. وهكذا أن العهد القديم لا يعرض مواقف الوجود الأساسيّة بألفاظ مجرّدة، بل في لغة الجسد المجازية. وثدي الأم هو تعبير حسيّ يعني العلاقة الحميمة بين وجودين، وما تحظى به الخليقة الأضعف من انتباه لحظوتها بجسدها ونفسها بحماية ثدي أمّها. إن لغة الجسد المجازية تسمح لنا بأن نفهم فهما عميقاً استعدادات الله تجاه الناس أكثر من أية لغة تصوّريّة أيّاً تكن. واذا كان في اللغة المتكوّنة انطلاقا من صفة الانسان الجسديّة، تبدو محبة الأم كأنّها مطبوعة في صورة الله، ولكن الله لا يوصف بأمّ، ولا يُدعى على الاطلاق أمّاً، سواء أكان في العهد القديم أم في العهد الجديد. في التوراة، ان كلمة "أم" ليست لقباً لله. لماذا؟ لا يمكننا إلاّ أن نتلمّس تلمّساً في محاولتنا أن نفهم. لا شكّ في أن الله ليس رجلاً ولا امرأةً، بما أنه خالق الرجل والمرأة. إنّ الآلهة الأمهات، التي تحيط بالشعب الإسرائيليّ ككنيسة العهد الجديد، تُظهر صورة عن العلاقة بين الله والعالم، تخالف صورة الله التي تعطيها التوراة عن الله إن الانسان لدى سمعه كلمة الحيّة وهي تحتوي دائماً، من باب الضرورة دونما شكّ، مفاهيم حلوليّة (أي تقول بأن يحلّ الله في كلّ شيء في الطبيعة) تخفي الفرق بين الخالق والخليقة. ووجود الأشياء والناس تبدو حتماً، انطلاقاً من هذه النظرة، كأنها امتداد من ثدي الكائن الأمّ الذي بعد دخوله في الزمن، أصبح مجسّداً في مختلف الوقائع الموجودة. وخلافاً لذلك، إنّ صورة الأب كانت وتبقى دائمًا بامكانها أن تعبّر عن غيريّة الخالق والخليقة، وعن سيادة فعله الخالق. وإن العهد القديم، برفضه الآلهة الآمّهات، استطاع ان يُنضج صورة الله التي هي متسامية كل التسامي. ولو كنا لا نستطيع أن نقدّم تبريراً مقنعاً، فالقاعدة يجب أن تبقى بالنسبة الينا لغة صلاة التوراة بأجمعها، وقد تحققنا من ذلك، على الرغم من صور المحبّة الوالديّة الكبيرة. فان لفظة "أم" لا تظهر بين ألقاب الله، وليس هي اسماً باستطاعتنا أن نتوجّه به الى الله. وهكذا إننا نصلّي مثلما علّمنا يسوع على أساس الكتاب المقدّس، وليس على أساس ما يأتينا من الهام أو على هوانا. وهذه هي الطريقة التي نصلّي معها كما يجب. وفي النهاية، يجب أن نفكّر بكلمة "نحن". إنّ يسوع وحده كان باستطاعته أن يقول بحق" أبي" لأنه هو حقاً ابن الله الوحيد، ومن جوهر الآب عينه. ونحن جميعاً، خلافا لذلك، يجب أن نقول "أبانا". ان كلمة "نحن" وحدها، الخاصة بالتلاميذ تجيز لنا أن نسمّي الله الآب، لأننا فقط عبر اشتراكنا مع يسوع المسيح، نصبح "أبناء الله".وهكذا فان هذه كلمة "نحن" تستجوبنا: فهي تقضي علينا بأن نخرج من سياج "الأنا" وتقضي علينا بأن ندخل في مجموعة سائر أبناء الله، وتقضي علينا بأن نتخلّى عن كلّ ما هو خاص بنا، ويفصلنا عن سوانا. وتقضي علينا بأن نقبل سوانا، الآخرين، وأن نفتح لهم أذننا وقلبنا. ومع لفظة نا من الأبانا، نعلن انضمامنا الى الكنيسة الحيّة، التي أراد الربّ أن يجمع فيها عائلته الجديدة. وهكذا، إن الأبانا هي معاً صلاة شخصيّة وكنسيّة. وعندما نقول الأبانا، يصلّي كلّ منّا من كل قلبه، ولكننا نصلّي في الوقت عينه بالاشتراك مع عائلة الله، مع الأحياء والأموات، مع الرجل في الحالات الاجتماعيّة والثقافات، وجميع الأجناس والأعراق. ان الأبانا تجعل منا عائلة فوق جميع الحدود. وانطلاقا من "نا" في الأبانا نفهم أيضاً الأضافة الثانية التي هي "الذي في السماوات". بهذه الكلمات، لا نضع الله الآب على كوكب بعيد، ولكننا نعلن أننا، ولو كان لنا آباء أرضيون مختلفون، نتحدّر من أب واحد هو مقياس كل أبوّة وأصلها". أيها الأخوة، أجثو على ركبتي للآب، الذي منه تسمّى كل أبوّة في السماوات وعلى الأرض." يقول بولس الرسول. وفي النهاية نسمع كلمة الرب: "لا تدعوا لكم على الأرض أباً، لأنّ أباكم واحد، وهو الذي في السماوات. إن أبوّة لله هي حقيقية أكثر من الأبوّة البشريّة، لأننا في آخر المطاف، نستمدّ منها كياننا،لأنه منذ الأزل قد فكّر بنا، وأرادنا. ولأنّه يهبنا البيت الأبويّ الحقيقيّ، الذي هو أبدي. واذا كانت الأبوّة الأرضيّة تفصل، فان الأبوّة السماويّة تجمع. وكلمة سماء تعني اذن هذا الحجم الأخر، حجم عظمة الله الذي منه أتينا جميعاً، واليه يجب أن نعود جميعاً. ان "الأبوّة" في السماء تحيلنا على هذا "النحن" الأكبر الذي يتخطّى كلّ الحدود، والذي ينقض كلّ الحواجز، ويهدم كل الأسوار، والذي يخلق السلام. أيها الأخوة والأبناء الأعزّاء، أبوّة الله تفوق كلّ أبوّة، غير أن لهذه الأبوّة حدوداً، عندما يخرج الانسان عليها، ويتجاهلها، والدولة لها بعض صفات الأبوّة، ولكنها تعجز عن القيام بموجباتها، لذلك تكاثرت شكاوى المطالبين في هذه الأيّام الأخيرة بما لهم من حق فيه من مساعدة بدءاً بالمدارس المجانيًة، والمياتم، الى ما سوى ذلك من مؤسّسات ترعاها الدولة بالعطف والعناية. فعسى أن تسعف الأيّام على تلبية كل المطالب المحقّة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد توما
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...omas-thumb.jpg تشكل القيامة مركز أعياد الكنيسة الأرثوذكسية وفيها نذوق طعم الفرح الحقيقي لأن فيها غلب المسيح الموت ودعانا أن نكون معه من الظافرين، بدونها لا يوجد معنى لأي عيد وهي أساس إيماننا بالمسيح كإله حقيقي وعليها يستند وجودنا كأبناء لله وأعضاء في جسده، الكنيسة. تأخذ القيامة شكل حدث تاريخي يُعاش في الكنيسة يومياً وليس لمرة واحدة، أثبته المسيح بظهوره عدة مرات ولعديدين بعد قيامته، وبذلك أزال كل شكّ بحدوثها. حدث ظهور المسيح للتلاميذ مرتين، الأول بدون توما الرسول والثاني بحضوره، وتم الظهور الثاني لكي يؤكد لتوما ولنا جميعاً أن القيامة تمت، فيبدد أي شك بحدوثها. يقول القديس يوحنا الإنجيلي عن الظهور الثاني للمسيح للتلاميذ وبحضور توما الرسول: “وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضاً داخلاً وتوما معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال: سلام لكم. ثم قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً” (يو26:20-27) حضور المسيح هام وهو عمل محبة اتجاه التلميذ الذي شك، هو لم يرد أن يبقيه على شكّه فطالبه فوراً أن يضع يده في جنبه المجروح كي يتأكد أن المسيح القائم هو ذاته الذي صلب، من جهة يستحق المسيح أن نقدم له المحبة وأن نبادر نحوه دوماً، ولكنه أحياناً يسارع كي يقدّمها فيسبقنا، وفي حالة اليوم تم ذلك عندما شك توما وطلب أن يراه مثل بقية الرسل، حضر أمام التلاميذ وتوما معهم وتوجه نحو توما متحدثاً وطالباً منه أن يضع إصبعه في جنبه كي يزول الشك، وعندها صرخ مؤمناً “ربي وإلهي” وهكذا نجد أن تثبيت إيمان توما بقيامة المسيح اقتضى حضوره جسدياً وحديثه معه ليرى الجنب المطعون. جواب توما هام جداً لأنه مليء بمحبة للسيد واعترافاً منه بإلوهيته: “أجاب توما و قال له: ربي و الهي” (يو28:20)، هكذا امتلئ توما بالفرح والإيمان بحضور السيد. عندما يشك أي واحد منا عليه أن لا ييأس بل أن يصرخ مع توما “ربي وإلهي” وليبحث عن الجنب المطعون الذي نبع منه الماء والخمر، إذا كان هذا الجنب ثبّت إيمان الرسول مرّة فإنه بالماء أي المعمودية والخمر أي دم المسيح الذين يخرجان من جسد المسيح نستطيع أن نبقي إيماننا ثابتاً، فالحدث الذي تم مرة في التاريخ مع توما يتكرر معنا يومياً بسبب ضعفنا ولن نتجاوزه إلا الذي استطعنا رؤية الماء والخمر النابعان من المسيح في الكنيسة. أحبائي حدث القيامة هو حدث تاريخي كبير إنما تجاوز كل التاريخ وكل الأحداث، أكده التلاميذ عندما رأوا السيد وتكلموا وأكلوا وتمشّوا معه جنباً لجنب، وكل ذلك كان هبة من السيد ليثبت إيمان تلاميذه. نعيش في هذه الفترة فرح القيامة ونقول منادين بعضنا “المسيح قام” عارفين الشهادات الكثيرة حول قيامة المسيح وخصوصاً اعتراف توما الرسول، فيدعون السيد أن نعيشها داخلياً معترفين بأنه سيدنا وإلهنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الشعانين
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...ay-2-thumb.jpg (يو1:12-18) أحد الشعانين هو يوم استقبالُ السيدِ عند دخوله إلى مدينة أورشليم حيث ستتم أحداث الآلام والصلب والموت والقيامة، واستُقبل عند أبوابها من الجموع كملك ومخلّص بالسعف والنخيل وبالهتاف: “أوصنّا في الأعالي مباركٌ الآتي باسم الرب”. من هم هؤلاء الذين استقبلوه؟ ربما رؤساء المدينة أو كبارها أو أصحاب الذوات و المراتب الرفيعة العالية؟ يجيبنا على ذلك الإنجيلي يوحنا بقوله: “الجمع الكثير الذي جاء إلى العيد” أي عامة الشعب أخذوا “سعف النخيل وخرجوا للقائه وكانوا يصرخون أوصنّا مبارك الآتي باسم الرب”. هم شاهدوا المسيح وهو يقيم لعازر، أو سمعوا به، لذلك حملوا السعف التي ترمز إلى انتصار المسيح على الموت بقيامة لعازر ومن ثم بقيامته. صراخ الشعب حاملاً السعف ليس سوى تأكيد على هذا النصر العظيم للمسيح والذي به ننال الخلاص. عبَّر الشعب عن احترامه للمسيح فاستقبله، عند دخوله أورشليم، بطريقة عفوية بسيطة متواضعة مليئة بالعواطف والتأثر كأنهم يعرفون أنه يتحضر ليقدم ذاته ضحية لخلاص الجميع، وكان استقباله استقبال المنتصرين الظافرين. كلها لحد الآن رائعة وجميلة ولكننا سنرى بعد أيام قليلة أن الشعب الذي صرخ مرحّباً بالملك نادى أيضاً بصلبه وموته. كيف انقلب وتغيّر؟ فهو من جهة يرى العجائب التي صنعها يسوع ومن جهة أخرى ينسحب خائفاً مما يجري من حوله، لماذا كلُّ ذلك ؟ حضور المسيح يزعج البعض كالرؤساء الذين لم يتأخروا عن وضع خطتهم الشيطانية لتسليمه للموت، فقاموا بتحضير الشعب وتأليبه ضدّ المسيح، فأغلقوا أعينهم عن كل العجائب التي صنعها أمامهم وأصمُّوا آذانهم عن التعاليم المقدسة كلها التي أعطاهم إياها، وهذا هو سببُ انقلاب الشعب على المسيح. http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...nday-thumb.jpg بالنهاية كانت الأكثرية ضدّ المسيح والأقلية بجانبه. الأكثرية طلبت موته وبدون أن يعرفوا لماذا هكذا ببساطة لأن الرؤساء والمعلمين طلبوا منهم ذلك. الشعب الضعيف يتبع رؤسائه متأملاً أن يرضيهم، فيظن أنه يكسب بذلك ولكنه يخسر ذاته وخصوصاً إذا كانت هذه التبعية تودي لصلب المسيح، أما إذا أراد أن يبحث عن الحقيقة والعدل خارج المسيح فهو لن يعرف أن يجدها فيعيش في ضياع لا يعرف مكان تواجدها. إذا كنا سنذهب لنحتفل بيوم الشعانين متهللين كالأغلبية فرحين بملابسنا وأطعمتنا ومقابلتنا الكثير من الناس ناسين أن نفرح بحضور المسيح فينا أو مبتعدين عن كل ما يغذينا روحياً من ممارسة لأسرار الكنيسة أو أعمال خيرية أو متغربين عن التوبة والتواضع الحقيقيين فإننا نكون قد ضللنا الطريق ونكون بذلك، دون أن نعلم أو نريد، قد صرخنا مقدَّمَاً “اصلبه”. إخوتي، وكنتيجة وخلاصة، إذا كنا من هذه الأغلبية التي تصرخ حاملة سعف النخل متهللة بالمسيح دون أن تعرفه في حياتها أنه الإله الحقيقي نكون قد ضلَلنا، لأن المسيح لا يبحث عن أشخاص ليصفقوا ويهللوا بل عن قلوب متهللة بالحضور الإلهي، يبحث عن الأشخاص الذين يتبعونه بإرادتهم في لحظات الألم والفرح، عن الذين سيموتون بموته فيتذوقون فرح قيامته، عن هؤلاء الذين سيصرخون مع القديس بطرس: “يا رب إلى من نذهب كلام الحياة الأبدية عندك” (يو68:60). |
الساعة الآن 09:01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025