![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد المخلّع – الرحمة
https://upload.chjoy.com/uploads/1365673358943.jpg محبة الله “يا بنيّ مغفورة لك خطاياك” عمل المسيح وتعليمه في هذا العالم، كالعجائب والتعليم بالأمثال، ووجوده في عالمنا هذا هو عمل محبة، وتؤكد ذلك أعجوبة المخلّع، التي تشدد بوضوح على ألوهية المسيح وذلك عندما قدَّم للمخلّع مغفرة الخطايا. هو جاء يطلب الشفاء من مرضه الجسدي لكنه نال حل الخطايا.الحرية والرحمة تُحدث الخطيئة، التي هي الاستخدام السيء للحرية، فجوة بين الله والإنسان ولا يمكن سدّها إلا برحمة الله فتكون الجسر الذي يعيد ربطهما. التخلص من الخطيئة وأسبابها هو إعادة فتح باب محبة الله فينا. نطلب رحمة الله بدون انقطاع “يا رب ارحم”، وخصوصاً في صلواتنا الكنسية، ولكن تكون مأساة الإنسان عندما لا يعترف أن لديه تراجع روحي، فلا يعود بحاجة لهذه الرحمة، فيعرف خطاياه لا بجوهرها بل بنتائجها (أعمال وأقوال خاطئة)، كأن يكذب ولا يبحث عن سبب الكذب (كبرياء، أنانية، غيرة، حقد،…) فيعمل – مستنداً على كبريائه – حركات مشينة تُبعد الروح القدس من قلبه. في هذه الحالة، حالة ابتعاد الروح القدس عنا، علينا أن نعرف بأن: 1. بأنه لا يبتعد عنا، بل يبقى بقربنا، حتى ولو غادرنا قليلاً بسبب كبريائنا. 2. هو ينتظر، وبمحبة كاملة، تلك اللحظة التي سنُطّهر فيها قلبنا كي يسكن فيه. 3. هو ينفّذ، في الحال، طلب قلبنا ليأتي كاشفاً وجه السيد المنير فينا وبالوقت ذاته كي يطهرنا من كل خطيئة. لكن حتى تتم سُكنى الروح القدس فينا علينا أن نتهيأ لذلك، فإذا لم نعمل ونبادر فلن يُقدم الله بأي حركة، وإذا شعرنا وقتاً ما بمغادرة محبة الله لنا، فهذا لا يعني أن الله تخلّى عنّا بل نحن السبب، لأننا لم نكن مستعدّين لاستقبال محبة الله فينا، وبعداستعدادنا بالتعب والجهاد علينا أن نطلب بصلاتنا، وبتوبة، رحمة الله. مغفرة الخطيئة ننال في الكنيسة مغفرة الخطيئة من خلال سر التوبة والاعتراف، سمع المخلع صوت السيد بكلمات تغفر له خطاياه “يا بنيّ مغفورة لك خطاياك” نسمعها أيضاً عندما نمارس سر التوبة والاعتراف بتواضع وتوبة. إن كانت الخطيئة هي الموت الروحي فإن التوبة ومغفرة الخطايا هي حياة وقيامة. إن كانت الخطيئة تسلب الإنسان عقله وتجعله مظلماً فإن مغفرة الخطايا تجعله “شخص” لأن الإنسان يصبح شخصاً عندما يلتصق بالثالوث القدوس. فدعونا نتغير بالجهاد في الإيمان ممارسين الرياضات الروحية في المحبة والصلاة والصوم والتواضع… طالبين رحمة الله وغفرانه لنكبر بدون توقف “ينمو نموا من الله” (كو19:2) حتى نصل لنحقق مثال الله. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا نتألم ونحن لم نفعل شيئاً؟
قد يتسأل البعض لماذا نتألم ونحن لم نفعل شيئاً؟ لما نُظلم ونحن أبرياء؟ ولماذا يعيش الأطفال أيتام؟ والنساء أرامل ... والأمهات ثكلى أولادهن..! كل ذلك ... لأن نيران الاضهاد مازالت تلاحق ثوب المسيح أينما ذهب ولكن كل ما تفعله تلك النيران أنها تُعلن اقتراب ملكوت الله لذلك قال العلامة أوريجانوس عل لسان المسيح ( القريب مني قريب من النار .. ولكن البعيد عني بعيد عن الملكوت ) نعم .... كانت كلمات المسيح حباً فجازوه عنها صلباً كانت نظراته بلسم فسقوه خلاً كانت لمساته شفاء فطعنوه كرهاً كانت صلاته لهم غفران فجلدوه حسداً وغيظاً هذا هو يسوع ... وهذا هو الشيطان الشيطان يسعى لكتمان صوت يسوع في أعماقنا لئلا يهتز العالم المحتضر فيُشفى من كان شرائه بالدماء لايخشى سفك الدماء دماؤه هي وديعته التي تغتسل في دم المسيح شوقاً في انتظار الانسكاب الاخير على مذبح الحب نعم .... فكما كانت جلدات المسيح شفاء للبشرية هكذا ألم المسيحيين إلهام واجتذاب لغير المؤمنين ومجد للكنيسة عند استعلان ربنا يسوع المسيح فالعبادة الحق تدفع الكنيسة لتخبر عن المسيح لتشهد له ... لتعترف به وهذا ما يسبب لها الألم لأن العالم لا يريد نوراً يفتضحه.....!! ( مقتطفات من كلمات أبونا سيرافيم البراموسي) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الدور الثاني من المديح
https://upload.chjoy.com/uploads/1363758805183.jpg كل دور من أدوار المديح له خصوصية تميزه عن آخر، وما يميز الدور الثاني أنه يركز على ميلاد السيد من والدة الإله، على حين ركز الدور الأول على البشارة. كلنا نعرف أن المديح رُتِّل لأول مرة قبل أربعة عشرة قرناً، في626 م، في مدينة القسطنطينية، وقت حصار البربر لها، براً وبحراً، مهددين أهلها الذين لم يفقدوا رجاءهم وشجاعتهم، عندها قام البطريرك سيرجيوس بالطواف حول أسوار المدينة بأيقونة والدة الإله طالباً حمايتها ومشجعاً الجنود الرابضين على أسوارها وأهلها. فاستجابت العذراء وقامت بأعجوبتها، وتحركت رياح عاتية رفعت أمواج البحر عالياً وغرّقت سفن البربر فأصابهم الذعر وهربوا. وعندما رأى المسيحيون هذه الأعجوبة تجمّعوا في الكنيسة مع البطريرك ورتلوا “إني أنا عبدك..” في 8 آب سنة 626م. كلمة “افرحي” تسيطر على المديح وتتكرر أكثر من 144 مرة، وللوقوف أمام كل واحدة أمر يطول بنا، لذلك سنقف اليوم عند ما سمعناه في بداية الدور الثاني “افرحي يا حظيرة الأغنام الناطقة” ولنبحث عن القصد من الأغنام الناطقة والحظيرة. كلنا نعرف أن الأغنام هي حيوانات أليفة، مفيدة ومطيعة، وهكذا يجب أن يكون كل مسيحي!، يتشبّه بصفاتها، أي أن يكون شخص مُسالم ومُحب يبتعد قدر ما يستطيع عن المشاكل والمهاترات والصراعات. وكما أن الخروف حيوان أليف ليس لديه أي رغبة بالشر ولا يملك أي أداة هجومية تؤذي، على المؤمن أن يتعلم منها ليكون ابن سلام لا يؤذي، فلا يخاف منه أحد بل الجميع يريد أن يقترب منه وبدون خوف، وكما أن هذه الخراف مفيدة بما تقدمه من شراب وطعام لتكون ضحية من أجل الآخر، كذلك على المسيحي أن يكون مفيد لكل المجتمع من حوله وأن يكون لديه أعمال صالحة، وكما أنها تطيع الراعي وتتبعه حيث يذهب وتقترب منه عندما يناديها، هكذا على المؤمن المسيحي أن يطيع الراعي الصالح ويتبعه في تعاليمه ويذهب إليه حيث يكون، لأنه كما يوجد لقطيع الغنم راعٍ كذلك يوجد للكنيسة راعٍ صالحٍ هو يسوع المسيح. المسيح يحب قطيعه أكثر من راعي الغنم، لأنه لا يوجد ولا راعي غنم يضحي بحياته من أجل أغنامه لا بل على العكس يستغلها من أجل مربح ما، أما المسيح فمات على الصليب كي يعطي الحياة الأبدية للمؤمنين به وكي ينقذ “الأغنام الناطقة” من الجحيم والخطيئة. تكلمنا عن الأغنام الناطقة وراعيها ولن ننسى الحظيرة التي يجتمع فيها كل الأغنام مساءً، والكنيسة هي حظيرتنا، والذين بداخلها يشعرون بالأمان والسلام وكل شيء جيد، أما الأغنام التي هي خارج هذه الحظيرة فهي معرّضة لهجمات الذئاب، وعندما يبتعد الإنسان عن الكنيسة وعن ممارسة أسرارها وصلواتها وخصوصاً الاعتراف والمناولة المقدسة عندها سيكون عرضة أن تلتهمه الذئب الكبير أي الشيطان وأن يلتهمه أيضاً الذئاب الأخرى من الملحدين والهراطقة. كما أن الحظيرة هي الكنيسة كذلك هي العذراء، أُمْ الراعي الصالح، هي موجودة بقلب الكنيسة تحمي بشفاعتها كل مؤمن طالب ومحتاج لذلك نشبهها بالحظيرة أي الكنيسة. فلنصلي أن نكون أغنام للمسيح لا جداء “ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار” (متى 32:25-33)، لأن الجداء تصعد الصخور وتركض يميناً ويساراً وتعيش بدون ترتيب أو نظام، فلنكن متواضعين وهادئين وذوو أخلاق، متقبّلين بركة الراعي الصالح. فلتكن لنا العذراء سنداً في وقت الضيق وملجأ أمان بعد أتعاب النهار ومصدر تعزية لتقوينا بآلامنا ومصاعبنا وشفيعة لدى ابنها السيد أن نكون مستنيرين بنوره ثابتين في إيماننا بالكنيسة الأرثوذكسية كي نقف بوجه كل من يريد أن يختطفنا من الحظيرة أي الكنيسة وأحضان العذراء كي لا نخسر الملكوت السماوي. أمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
” إني أنا عبدك يا والدة الإله اكتب لك راية الغلبة يا جندية محامية” تفرح اليوم، يا إخوة، كل الخليقة وكل البشرية بوالدة الإله “افرحي يا من بها تتجدد الخليقة” (الدور الأول). اليوم تفرح السموات وتبتهج كل الطغمات الملائكية لأن كل البشرية تكرّم والدة الإله الأسمى من الشاروبيم والسيرافيم. اليوم تفرح والدة الإله عندما ترى أبناءها المسيحيين يملؤون الكنائس كي يسبحوها صارخين “افرحي يا عروساً لا عروس لها” لأنها الملجأ الآمن. اليوم الطبيعة تفرح مبتهجة فتزهر مقدمة كل جمالها للــ “الوردة العادمة الذبول” (ذكصا الأودية الأولى). اليوم يجتمع كل الشعب صارخاً من أعماق قلبه، بصلاة المديح، للعذراء كي تحميه من كل خطر لأنها “منقذة من الشدائد” ومن كل شر.نعبّر عن هذا الفرح بالصلاة والتسبيح نحو تلك المرأة المميزة التي حملت في بطنها ابن الله، لنطلب منها الفرح الذي ملكته عندما سكن فيها الله، فنقول لها “افرحي لأنك تحملين الضابط الكل”. نقول لها افرحي لأنها كانت عجيبة المسيح الأولى على الأرض “افرحي يا مقدمة عجائب المسيح”، وذلك بانحداره من العلى إلى الأرض وسكن فيها ليصبح الخالق طفلاً “افرحي يا من بها صار الخالق طفلاً”. نتوجه بإعلاننا هذا الفرح للخليقة جمعاء، فنخبر البشرية ونطمئنها بأن العذراء صارت لنا أماً شفيعةً حارةً وحاميةً تنير أذهان المؤمنين بالرؤية الصحيحة للخلاص “افرحي يا من تنير أذهان المؤمنين”، وعند التجارب وضعف الإيمان تقف بجانبنا ولو لم ننطق بكلمات كثيرة “افرحي يا إيمان المحتاجي الصمت”. كل الدور الأول للمديح يَنصَّب على ولادة المسيح من مريم فنناديها لتفرح بهذا لأنها أصبحت “بطن قابل للإله”، ولنقول لذاتنا أنكِ مُحتاجةٌ هذه السكنى الإلهية حتى تتطهري وتخلصي، تطلب الأمر من مريم العذراء أن تكون مطيعة للنداء الإلهي ومستعدة بالطهارة لهذا النداء ليكون حبلها من الروح القدس “حبلك هو من الروح القدس”. هل يا ترى نطيع وصايا الله؟ هل نملك شيئاً من هذه الطهارة حتى نستحق سكنى الله فينا؟ إذا كانت الإجابة لا فعلينا أن نبدأ مدركين أنه بطاعة وصايا الله وبالتطهر من خطايانا، بممارسة سر التوبة والاعتراف، نصبح مستعدين لهذا اللقاء والاتحاد مع الله، بسر الافخارستيا، فنصرخ من أعماقنا “هللوييا”. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح مركز حياتنا تعيّد الكنيسة في الأحد الأول من الصوم للأرثوذكسية، ويسمى أحد الأرثوذكسية، وبه ترفع الأيقونات المقدسة معلنة الإيمان المستقيم، هذه الاستقامة ترتبط بالإيمان في الحياة الحاضرة والحياة الثانية، والتي بدورها ترتبط بالرجاء بيسوع المسيح.http://stmaryab.net/Uploaded/Stories/10079591.jpg “يا معلّم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل” في هذا اليوم نعيّد لرفع الأيقونات المقدسة، وعيد الأيقونة هو عيد الإنسان الذي هو على صورة الله. وفيه نشهد أن الكنيسة مكان للحياة الفصحية، يسعى أبناؤها للوصول للفصح، الغير المنتهي، ويكون ذلك من خلال عيش الافخارستيا، فتدعوا الكنيسة بالصلاة كل البشرية أن تأخذ مكاناً في محبة الله الغير المحدودة. وفي هذا العيش نشهد أن لدى الإنسان دعوة ونعمة تأخذه من هذا العالم، أي يعيش فيه وهو ليس منه، وتعطيه قوة كي يتغير نحو الأفضل، ونشهد أيضاً أن الله هو فرح وحرية وحياة الإنسان، الذي بدوره يعرف الله بالمحبة، مُتْحِداً ذاته وقلبه مع المسيح أي “قلب الكنيسة” كما يقول نيقولاوس كباسيلاس. الكنيسة جسد المسيح عند التكلم عن الأرثوذكسية فحُكماً سنتطّرق للإيمان والحياة مع الله، لكن هل من الممكن وصف الشركة في سر الله، في العيش مع الله، بأنها ممكنة رغم سقوط الإنسان وخطاياه؟. طبعاً ممكن، لأن محاولة العيش والشركة مع الله تحتاج إلى نقاوة، وبالعيش في الكنيسة يمكن الحصول على النقاوة وبالتالي الوصول لهذه الشركة المرجوة. يقول الأب جورج فلورفسكي: “يتعذر علينا تحديد تعريف للكنيسة، لأنه لا يوجد تعريف عقائدي ومباشر وواضح، فلا يمكن إيجاد هذا التعريف في الكتاب المقدس، ولا عند الآباء، ولا في قوانين المجامع المسكونية. باستثناء الاستشهاد بعبارة دستور الإيمان التي تتعلَّق بالكنيسة وإضافة بعض التفاسير بعبارة دستور الإيمان التي تتعلَّق بالكنيسة، بالتالي الكنيسة ليست شيء يمكن تعريفه أو دراسته بل أن نعيشه”. الكنيسة، وفق القديس يوحنا الذهبي الفم، هي “الله والإنسان”. المسيح هو الذي يجمعنا في الكنيسة لأنه يدخلنا في جسده، وهو الكنيسة، وبذلك تصبح المكان الروحي لاجتماعنا. وبالتالي لا يمكن أن توجد كنيسة بدون يسوع الحقيقي، ولا يمكن أن تقوم على مجموعة فكرية حتى لو كان اسمها “مسيحية”. الكنيسة هي المسيح ذاته، المسيح بالكامل، بالتالي ليست جسد المسيحيين بل جسد المسيح. تتجسد حقيقة كون الكنيسة جسد المسيح في نهاية القداس الإلهي عند اشتراك الجماعة المسيحية بجسد المسيح ودمه من الكأس المقدسة، ليصبح المسيح هو المركز الأساسي الذي ترتكز عليه في كل شيء، ونمثل هذه المركزية عندما يحضّر الكاهن الذبيحة الإلهية قبل القداس الإلهي فيضع الحمل في الوسط ومن يمينه قطعة لمريم العذراء وعلى يساره كل طغمات الملائكة والقديسين وفي الأمام يذكر الأحياء والأموات ليشكلوا كلهم أعضاء بجسد المسيح متحدين في القداس الإلهي. هكذا تتحقق شركة المؤمنين مع المسيح في الكأس المقدسة. حياة المسيح تفرض شركتنا مع المسيح أي الكنسية أمر واحد بأن تكون حياة المسيح هي حياتنا. وهذا يتحقق بعد جهاد طويل عندما لا نحيا نحن بل يحيا المسيح فينا. كل هذا الجهاد في الكنيسة يسمى بالتأله أو القداسة. وهذا ما يجب أن نسعى اليه في الكنيسة. الدينونة من الملاحظ، الأمر الأهم، أن الإنسان يرغب أن ينحرف عن طريقه القويم وبالتالي أصبحت خطيئة العالم عندما لم يعد يريد المسيح مركزاً له. قبول هذا الأمر، وخصوصاً إذا دخل حياة الإنسان في أعماقها ومن كل الجهات، يُبعده عن هدفه الأساسي في السعي للقداسة. إذاً الدينونة في عالمنا الحالي أننا نحوله ليصبح عالماً غريباً لا تستطيع الكنيسة الأرثوذكسية أن تعيش به، ليكون لا عالماً حيادياً بل عالماً يريد أن يغير من جوهر الكنيسة ويحولها إلى شكل مختلف. تعال وانظر السؤال المهم هو: ماذا سيحدث في أيامنا؟ الحاجة الأساسية هي في عيش الإسخاتولوجية الأرثوذكسية في عالمنا المعاصر بشكل حقيقي. ولكن كيف سنعيش الأرثوذكسية في عالمنا الحالي مع كل ما يجري فيه؟. يدعونا إنجيل اليوم: “تعال وانظر” وإن كان قدومنا هذا مترافق مع تواضع ونقاوة وعيش وسط الكنيسة في حياتها الليتورجية، عندها ستقودنا الكنيسة للوحدة والنمو والتجدد بالمسيح وأن نصرخ، كما في إنجيل اليوم، مع ناثنائيل: “يا معلّم أنت ابن الله”. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي” https://1.bp.blogspot.com/-wIrPxcfDXN...jesus_arms.jpg “أمر غريب! كيف يحتقر الإنسان أخيه الإنسان، مع ذلك يسامحه السيد على كل شيء. وللأسف، كنتيجة، انحرف عن الطريق الصحيح وأصبح بلا رحمة وقسي قلبه وبردت المحبة فيه، فيفقد الشعور بمحبة الله وبالنتيجة يخسر إيمانه” (القديس سلوان الأثوسي). يرتبط هذا القول للقديس سلوان الأثوسي مع المقطع الإنجيلي لأحد الغفران، لأنه إذا أردنا أن يسامحنا الله على خطايانا علينا نحن أن نغفر خطايا الآخرين، وعندها تخلق المغفرة في داخلنا، التي يقدمها الله للإنسان، واجب واضح أن نعامل أخينا الإنسان بنفس المحبة والغفران. محبة الله نحيا هذه الدعوة، التي يدعونا إليها الإنجيل، في كل قداس إلهي، فنتذكر بأنه علينا أن نبتعد عن كل أمر يجعلنا غرباء عن الآخرين وخاصةً الكراهية، فقبل المناولة المقدسة، وعند قبلة المحبة، يجب أن نفرغ قلوبنا من: الحقد، النفاق، الخداع. المحبة الحقيقية يجب أن تكون بلا حدود وعندها تقلب العداوة إلى صداقة ومنها إلى المحبة الصافية. هذا الأمر ليس بالسهل، لأن الله وحده يستطيع القيام بفعل المسامحة بشكل دائم وكامل، لذلك لنطلب منه السلام والتخلص من العداوة والبغض وأن يقودنا للمحبة الحارة المقدسة حتى نستطيع القيام بالمسامحة بشكل أفضل. إذاً الشرط الأساسي للمشاركة بالقداس الإلهي والمناولة أن يتسامح المشاركون مع من يتخاصمون. وإلا التقدمة التي يقدمها كل منهم تكون غير نقية. ويذكر الكاهن في قداس باسيليوس الكبير هاتين المجموعتين من البشر: “الذين يحبوننا والذين يبغضوننا”، بصلاتنا هذه نصل كلنا إلى أعلى ذروة للمحبة مع الآخرين، نحو الله، وخاصة بمناداتنا في الصلاة الربانية: “واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه”. أنحب المسيح؟ لكن الأمور لا تسير وفق ما نريد أو كما يجب!!. فنشعر أننا لا نستطيع ممارسة المحبة كما يجب. كلنا بحاجة إلى المحبة. لكن كيف سنقدمها للذين يضمرون لنا الشر؟ عندها سنصرخ: “فليسامحهم شخص آخر، أنا لا أستطيع”، وبالأكثر نقول “فليسامحه الله”، وضمنها المعنى “أنني لم أستطع المسامحة فليسامحه الله”. لكن يجب أن نسامح بقدر ما نستطيع وبحيث لا يبقى بقلبنا شيء نتمسك به على أخينا. فنأتي إلى القداس الإلهي مرتلين: “لنحب بعضنا بعضاً لكي بعزم واحد نعترف مقرّين”. أمام المائدة المقدسة الواحدة نقول أننا نحب المسيح ولكن نشعر بالغربة بيننا كأعداء يهرب الواحد من الآخر. عند انتهاء القداس الإلهي لنغادر الكنيسة محبين بعضنا بعضاً، مسامحين بعضنا بعضاً، متفهمين بعضنا بعضاً، ولا ننسى أن الطريق إلى الملكوت السماوي لن يكون بدون أخينا الإنسان. دخولنا حديقة الفضائل تفتح لنا الكنيسة بصلاة غروب مساء أحد الغفران حديقة الفضائل، فتقدم لنا، في هذا المساء، التوبة كطريقة حياة، وبها تأتي المسامحة من الله ومن الآخر، فأعيش لا أنا وحيداً بل مع المسيح والآخر وأطلب منهم المسامحة أيضاً. دعونا نسجد اليوم أمام أيقونة السيد والسيدة والقديسين وأمام الأسقف والآباء والإخوة ولنطلب منهم المسامحة، لأن خطايانا كثيرة، وعلينا طلب المسامحة. فليسامح كل منا الآخر، وتبدأ هذه المسامحة عندما نحمل على أكتافنا أثقال بعضنا، والحمل الأثقل هو شخصية الآخر أي الشخص كما هو وليس فقط ما يقوم به أو لا يقوم. وإن احتاج الأمر لنتحمّل الآخر كما تحمّل المسيح صليبه، كآلة عذاب وألم وموت، ودعونا أن لا يغادر أحدنا هذا العالم بدون مسامحة، لأن من وراء المسامحة هناك المحبة بالتالي الخلاص. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإخوة والمحبة “بما أنكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه” يتميز إنجيل اليوم بأنه يعطينا صورة عن الدينونة، ورغم ذلك فهو لا يحدثنا بشكل أساسي عن الموت بل عن الخلاص والتبرير أي عن الحياة.لم يسأل الله الخطاة أو الأبرار عن صلواتهم وعباداتهم، إنما يسأل أولاً عن مقياس إنسانية المؤمن “لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبا فآويتموني، عريانا فكسيتموني، مريضا فزرتموني، محبوسا فأتيتم إليّ” (متى 35:25-36). القراءة المتأنية للمقطع الإنجيلي توضح أن الدينونة ستكون أساساً على حياتنا وطريقة عيشنا مع الآخر، لا ترى الكنيسة هذه الحياة، مع الآخر، خارج العلاقة الأخوية التي يربطها ويشددها المسيح لتكون حياة مسيحية، مبنية على الإتحاد بالمسيح بواسطة نعمة الروح القدس. المؤمن الصالح والكامل في المجتمع هو الذي يتبع عظات وتعاليم أباء الكنيسة بدون تردد أو انقطاع، يقول بولس الرسول: “كونوا متمثلين بي كما أنا أيضا بالمسيح” (1كو11:1)، والقديس يوحنا الذهبي الفم يسأل: “كيف من الممكن أن نكون متمثلين بالمسيح؟” ويجيب: “يكون أن نهتم بكل مَنْ حولنا وأن لا نطلب شيئاً لنفسنا”. من هو أخي؟ لا يمكن، داخل الكنيسة، تحديد معنىً للأخ ضمن أطر محددة وثابتة فالأمر واسع جداً. الأخ هو كل إنسان، ويمكن القول أنه كل أخ يجمعنا به المسيح ونراه فيه، وبالتالي عندما نحبه نحب المسيح، لأن كل إنسان هو على صورة الله. مفهوم الأخ داخل الكنيسة يعطينا إمكانية الخروج من ذاتنا والانفتاح أكثر نحو الآخر، ويعطينا أن نعمل بمحبة متجاوزين الخوف من الجحيم لنعبر إلى مكان الشركة الفردوسية. المسيحي لا يرى في وجه الأخر الشر الذي يحول الحياة والعالم إلى موت، لكنه يرى حتى في وجه “الإخوة الصغار” الحياة الحقيقة، المسيح والقيامة. لذلك عندما يتكلم القديس يوحنا الذهبي الفم عن الأخ فهو يتحدث عن “سر الأخ”، أما القديس افرام السرياني فيقول، في مقالته عن المحبة، عن الذي يبتعد عن المحبة أنه: “معطوب العقل، صديق للشيطان”. إذاً الحياة بدون محبة و بدون شركة مع الآخر تفسد الإنسان وتجعله غريباً مقطوعاً عن الجسد الواحد، وحالة القداسة الحقيقية للإنسان هي عمل شركوي أخوي. المحبة داخل المحبة المسيحية يختفي معنى الأخ، فيجب أن لا نحب كواجب. المحبة هي ما تتنفسه المسيحية وهي الشكل الطبيعي لوجودها، المحبة تعطي إمكانية معرفة المسيح الحقيقية، هي القوة التي تقرّب الإنسان المحب لله. المحبة هي كمال كل الناموس. المحبة تأتي من الله “لأن الله محبة” (1يو8:4)، والله لا يمكن تحديده ضمن إطار وحدود لذلك محبته أيضاً لا يمكن أن تحد بشيء. المحبة اليوم الغربة عن الآخر، التي أصبحت مسيطرة على جوانب حياتنا الاجتماعية، هي صفة العالم الآتي، وتكشف هوية إنسان الغد الذي يريد أن يعيش حياته بدون الله، بدون حب وبدون إرادة للعيش ضمن جماعة شركوية. المخرج الوحيد هو الحياة والعمل الكنسي، أي الحياة بالمسيح من خلال أسرار الكنيسة، لأن حياتنا في الكنسية الأرثوذكسية هي امتداد لحياتنا الليتورجية فيها، وإذا كانت غير مرتبطة مباشرة بالليتورجيا وليست تمجيد وشكر لله لا يمكن تسميتها أرثوذكسية، بل تكون عبارة عن مظاهر خارجية وواجبات اجتماعية لا معنى لها، وتصبح “لمحاكمة ولدينونة لا للخلاص”. يعيش المسيحي وسط عالم كلّه حزن وألم، يسيطر عليه الشيطان، كل ذلك يشكل عائق لعيش المحبة بشكلها الصحيح، بالتالي مغبوط الإنسان المجاهد في المحبة. الإنسان الذي يساعد نفس ما أن تخرج من ظلامها وحزنها وألمها يمتلئ من الفرح الحقيقي، ومن جهة أخرى الإنسان الذي يرى أخيه في حاجة وفي أزمة ما ولا يساعده، إن كان باستطاعته!، فهو يرتكب خطيئة وذنب كبير، بالتالي عدم محبة أخينا الإنسان سيبقيننا خارج الملكوت. لذلك لنوجّه أنفسنا نحو محبة الله ولنصلي للروح القدس أن يعلّمنا معنى المحبة الحقيقية. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ربي أنت فرحي قلبي يرنم لك ترنيمة فرح، ونفسىي تنشدو لك نشيد الخلاص نعم يا رب، كياني مستريح لوجودك، قلبي فرح بك، نفسي مطمئنة لخلاصك، أعلم جيدا كم تصون عهدك، أعرف منذ الصبا أنك لن تنساني ولن تغفل عيناك عني، موقن يا رب أنك أبداً لن تسلمني إلى الموت ومن المستحيل أن تتركني فريسة للعدو... إلهي إلهي كن قائدي في مسيرة عمري لأهندي أدخل بي إلى معركة الصليب، واهباً إياي الغلبة والنصرة على قوات الظلام هب لي نعمة التمتع بمشاركتك آلامك وشرف حمل صليبك الذي وإن كان للعالم حماقة وعثرة، فهو لي قوة الله وحكمته، أيها القائد الحقيقي، علمني الحكمة فلا أتكل على ذراع بشر، بل على عملك في حياتي والعالم والناس، اِمْلك يا رب في قلبي، وأقِمْ ملكوتك في داخلي، كي لا يكون للعدو موضع في كياني! فيفرح قلبي ويهتف فمي ويعرد لساني بترنيمة فرح أبدي. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوالي الروماني أمام المسيح الملك
http://www.coptcatholic.net/thumb.ph...863691b4c5.jpg ليست مملكتي من هذا العالم المظاهر خادعة في هذه المرة أيضاً! يبدو للعيان أن ناصرياً مسكيناً كادحاً رث الثياب ضعيف البنية متّهم بأخطر تهمة وهي "اهانة الجلالة" القيصرية الامبراطورية أي طيباريوس سيّد "الدنيا (وهي روما الوثنية) والمعمور" يقف ذليلاً مكبّلاً –هكذا يبدو- أمام أو "بين يدي" الوالي الروماني الشامخ وهو "المندوب السامي" لقيصر أي الحاكم بيلاطوس. وفي الواقع يتألق سموّ الناصريّ ويأفل نجم الروماني منذ أول اللقاء. ويدوّن التاريخ غلبة الضعيف وانتصار الفقير ونهاية روما الوثنية الى غير رجعة واعتناق أهل الامبراطورية للمسيح الملك المتوّج بالشوك والمعتلي الصليب عرشاً. بونطيوس بيلاطوس في الانجيل الطاهر والتاريخ هذه المرّة أيضاً، تأتي الوثائق التاريخية لتثبت صحّة الكتاب المقدّس وملاءمته للمعطيات الكونية من تاريخية وجغرافية وطوبوغرافية وثقافية وروحانية. الشخصية التي نحن في صددها هي الوالي الروماني بونطيوس بيلاطوس (ومن الاخطاء الشائعة تسميته "بيلاطس البنطي" كأنه من اقليم بونطوس، بما أن بونطيوس اسمه الشخصي). أمّا لقب "بيلاطوس" فمن لفظة "بيلوم" اي "الرمح" أو "حامل الرمح"، وهو لقب شرف أنعمت به الامبراطورية على بونطيوس أو على أحد آبائه أو أجداده، كما يكتب ارنست رينان، في مؤلّفه "أصول المسيحية"، "حياة يسوع"، مستشهداً بابلوطرخس حياة رومولوس، 29، وبالشاعر فرجيايوس في "الانياذة" 21، 121. ويذكر بيلاطوس كل من فيلون الفيلسوف اليهودي الاسكندري والمؤرخ اليهودي الروماني فلافيوس يوسيفوس (في "العاديات") والروماني الوثني المؤرخ "تاشيتوس" أو "تاقيثوس" في كتاب "الحوليات" (15، 44). وهذا ما يكتبه بالحرف الواحد: "المسيحيون: يأتيهم هذا الاسم من كريستوس (اي السميح) الذي أسلمه الوالي بونطيوس بيلاطوس للعذاب (أي الصلب) في عهد (الامبراطور) طيباريوس. تم قمع تلك البدعة البغيضة الى حين، ولكنها عادت الى الانتشار ليس فقط في يهوذا حيث نشأ هذا الوباء بل أيضا في روما– الى حيث تتوافد الموبقات المخزيات، وحيث وجدت (تلك البدعة) أتباعاً". ويؤكّد علم الاثار ما ورد في العهد الجديد. فقد كشفت الحفريات سنة 1961 لفوج من العلماء الايطاليين وعلى رأسهم الدكتور "فروفا" قطعة صخرية منقوشاً عليها: "طيباري... بونطيوس بيلاطوس والي اليهودية"، وذلك في المسرح الروماني في قيصرية البحر. "والفضل ما شهدت به الاعداء!" لا يوافق أحد مع "تاقيثوس" في أن المسيحية "بدعة بغيضة"، وان كانت هنالك –حتى في ايامنا– حالات من سوء الفهم للمسيحية، يزيلها الحوار البنّاء واللقاء الاخوي والبحث الموضوعي. ولكن ضغينة المؤرخ الروماني تحوي اعترافاً فريداً مفاده ان رجُلاً متهماً بأشنع الجرائم، أعزل، محكوم عليه بالاعدام ذاع صيته وملك القلوب والعقول بتواضعه ولطفه وتعاطف البشرية معه، ليس فقط في بلاد كنعان المحتلة بل في قلب العاصمة روما! بونطيوس بيلاطوس: حكم الامبراطور والتاريخ: عاقبة الظلم والقساوة والجبن والانتهازية! عُزل بيلاطوس نهائياً سنة 36 للحساب الميلادي بعد أن عاث في البشرية فساداً مدة عشر سنين، وقد يكون فعل أيضاً شيئاً من الخير أو أحسن الادارة أحياناً. وقبل أن يحكم عليه منبر التاريخ، وهو الوالي الذي "جلس" على "البيما" أي المنبر، أصدر المسيح الملك دينونة عليه مقسطة أي عادلة: "ان الذي أسلمني اليك (أي يهوذا الاسخريوطي ورؤساء الكهنة العبرانيين والكتبة) يقترف خطيئة أكبر من خطيئتك!" خطيئتك يا بيلاطوس الجبن والانتهازية والرضوخ للابتزاز العبري الملخّص بالعبارة المستفزة: "ان أنت أطلقت هذا (أي يسوع)، فأنت عدو لقيصر". خطيئتك الحكم بالاعدام على بريء خوفاً على كرسيك، وأنك من أنصار "ديمومة الكراسي" على حساب حياة البشر وحقوق الشعوب! خطيئتك انك جبان! خطيئتك انك مستهتر بالمرأة ولاسيّما زوجتك (وأحسب اسمها "كلاوديا") مع انها نبّهتك وحذّرتك: "أيّاك وهذا الصدّيق" أي يسوع! من يسمع لامرأة عندما لا يحتاج اليها؟ وكانت زوجتك قد أضافت: "انني تألمت كثيراً في الحلم من أجله!"- ومن يشعر مع المرأة عندما تتوجّع؟ ومن يصدّقها عندما تتأوه؟ جريمتك، يا "حامل الرمح" القساوة والظلم، حتى الاعدام. رفعت الرمح مختالاً، وجلدتني وحمّلتني الصليب! حكم التاريخ يؤيّد الدينونة التي لفظها السيد المسيح وكان بونطيوس بيلاطوس قد خلط دماء جليليين بدماء ذبائحهم، وقد أخذ من مال الهيكل السليماني الهيرودسي ليبني قناة مياه! ومرة أخرى، عاقب بشراسة سامريين توجهوا الى جبل جرزيم بحثاً عن أواني مقدسة. وبعد عزله (سنة 36م) أنهى حياته من غير مجد، امّا منتحراً أو محكوماً عليه بالاعدام في زمن نيرون. وتذهب بعض المصادر المنحولة الى انه اعتنق المسيح وتاب عن فعلته. بونطيوس بيلاطوس: ملك السخرية وسيّد المستهترين المقهقيهن! لن تتردد ايها الوالي في أن تستهزيء بالعبرانيين المستكبرين اذ وصفت الناصري المصلوب بأنه "ملك اليهود"، رغم أنوفهم، وأمرت بتعليق ذلك ال "تيتلوس" اي العنوان على رقعة كبيرة مكتوبة بالحبر الاحمر (وهو اللون الذي تعشقه) في لغات أي السنة الدولة وهي اللاتينية والثقافة أي اليونانية ولسان الشعب المقهور اي الارامية! ونتصوّرك تتقهقه ملء شدقيك على غضبهم وقهرهم. ولا ننسى ما تفضّل به جنودك من ألوان السخرية والاستهزاء عندما ألبسوا مسيحنا الملك ثوباً ارجوانياً ووضعوا على رأسه اكليلاً من شوك وجعلوه يمسك بقصبة بدل الصولجان. ويقول بعض علماء الكتاب المقدس ما يلي في تفسيرهم أو نقلهم للنص اليوناني الاصلي لهذه الاية في يوحنا 19 : 13 : "أخرج بيثلاطوس يسوع ثم جلس (في اليونانية "اكاثيسن") على كرسي القضاء"، ان الفعل اليوناني "اكاثيسن" يعني "جلس" ويعني "أجلس" أي أن بيلاطوس، من باب السخرية، أجلس يسوع على كرسي القضاء لكي يتندر عليه ويستهزيء منه! وما كان يدري ان الناصري المتهم هو الذي "سيأتي بمجد عظيم ليدين الاحياء والاموات، الذي لا فناء لملكه"!. "ليست مملكتي من هذا العالم!" صحيح ان هذه الكلمات السيدية قيلت لبيلاطوس ولكنها موجّهة الى كل منا، بداية بالشعب العبري الذي تصور "ميلخ هاماشياح" أي "المسيح الملك" امبرطوراً دنيوياً عنصرياً سياسياً اقتصادياً عسكرياً مخدوماً مرفهاً متمتعاً، يخضع تحت قدميه وتحت قدمي العبرانيين معشر الشعوب الوثنية –التي تكتب فيها بعض المصادر انها وُجدت عبيداً واماءً للشعب العبري المتفوّق. يملك السيد المسيح بالمحبة وباللطف وبالروحانيات وكلها تثمر السلام، انه "رئيس السلام" المشير الفريد، الذي به نؤمن، بتولاً ابناً للبتول، فقيراً في الجسد غنياً في الروح، ضعيفاً في وهنه البشري قوياً في المقدرة التي اتته المعجزات وأيدته بالروح! لتجتمعن حول السيد المسيح وحول والدته الطهور المصطفاة على نساء العالمين أفئدتنا، وهي ترفع لواء الحب لا الحرب والتواضع لا الكبرياء والصدق لا الرياء والوئام لا الخصام! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحب بلا حدود http://www.coptcatholic.net/thumb.ph...443c037a77.jpg دراسة الحالة الأولى: السامري الصالح (لو 10/25-37) كان الرومان يسحقون اليهود في زمن يسوع. فأدّى هذا الأمر، مع دعوتهم كشعب الله المختار، إلى أن يشيد كثير من اليهود جداراً اجتماعيّاً وثقافيّاً بينهم وبين الوثنيّين، خصوصاً السامريّين. ونرى اليوم عدوانيّة مشابهة بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين. سافر يسوع إلى أورشليم عبر منطقةٍ محظورة. وكانت رحمته تجاه عدم استقبال السامريّين له مثلاً مدهشاً لتلاميذه على «أحبّوا أعداءكم» (لو 9/ 51-56) ولوقا وحده يذكر هذا. يمثّل السامريّون بالنسبة إلى لوقا كلّ غير اليهود الّذين انفتحوا على رسالة يسوع ولبّوا دعوته. المثل (لو 10/25-37) - خلفيّة القصّة (آيات 25-28) أجاب يسوع، بحسب أسلوبه التعليميّ المعتاد، على سؤال معلّم الشريحة بإعادة طرح السؤال عليه. ثمّ سأل معلّم الشريعة: «مَن هو قريبي؟» وكان يريد تعريفاً أخلاقيّاً وينتظر أن تُحدَّد له الحدود. وبدأ المشهد (آية 30) يمرّ الطريق بين أورشليم وأريحا بوادي قِلت، وهو أخدود عميق متعرّج كان يعجّ بقطّاع الطرق حتّى القرن الماضي. وكما هو الحال دوماً، فإنّ قصص يسوع حقيقيّة ومأخوذة من الحياة الواقعيّة. الاختيار: الشريعة أم المحبّة؟ اختار يسوع عمداً شخصيّتين دينيّتين، الكاهن واللاوي، مرّا من هناك. كانت مشكلتهما تكمن في شريعة اللاويّين: إذا مسّ ميتاً يصبحا نجسين، ولا يجوز لهما بعد ذلك أن يقوما بواجباتهما المقدّسة في الهيكل. فتمسّكا بشريعة الطهارة وأسرعا في طريقهما، لكنّهما خالفا وصيّة التوراة في محبّة الآخرين. لقد أعطيت لحفظ الأمور الشرعويّة والدينيّة الأولويّة على القيم الروحيّة والأخلاقيّة. وربّما خافوا أن يكون الجريح جزءاً من فخٍّ نصبه قطّاع الطرق. من ناحيةٍ أخرى، «أشفق» السامريّ، وفعل كما يفعل الله حين يمر، وغامر بحياته ليخلّص الآخر (ربّما كان «الضحيّة» فخّاً). يروي لوقا القصّة بشغف وبتفاصيل دقيقة. فالسامريّ لم يقدّم الإسعافات الأوّليّة وحسب، تضميد الجروح وأخذ الضحيّة إلى فندق، بل اعتنى بأمره طوال الليل ودفع للفندقيّ كي يعتني به. ما الّذي يستطيع الإنسان أن يفعله «لعدوّه؟» دخول السامريّين إلى الملكوت قبل الأبرار سأل يسوع معلّم الشريعة: «أيّ واحدٍ من هؤلاء الثلاثة كان في رأيك قريب الّذي وقع في أيدي اللصوص؟» ولن يجِب معلّم الشريعة. فأيّ إهانةٍ أشدّ من أن نقول لواحدٍ إنّ الله دعا ألدّ أعدائه كي يدخل الملكوت بالتساوي معه؟ إنّ هذه القصّة تهاجم كلّ أحكامنا الدينيّة والسياسيّة المسبقة. كانت رسالة يسوع هي مصالحة الشعب الّذي انقسم بفعل إرثه التاريخيّ والثقافيّ والسياسيّ. وقد أخبر يسوع تلاميذه بأنّه عليهم متابعة رسالته وأن ينتقلوا من الأماكن اليهوديّة الاعتياديّة إلى السامرة كمرحلة أولى من أجل نشر الإنجيل «حتّى أقاصي الأرض» (أع 1/8). دراسة الحالة الثانية: امرأة خاطئة تدهن رجلي يسوع (لو 7/36-50) خلفيّة القصّة نجد هذه القصّة في الأناجيل الأربعة. في مرقس (14/3) تدهن المرأة رأسه، علامةً على طبيعة يسوع الملكيّة، ويفسّر يسوع عملها على أنّه يخبر عن موته. في رواية لوقا، تدهن رجليه بالطيب والدموع، ويُضاف مثل المدينين ليكون في قلب القصّة، فأصبحت دراسةً للتوبة والمسامحة والنعمة الإلهيّة المقدّمة لكلّ هو مستعدّ لاستقبالها. وبدأ المشهد إذا كانت المرأة «الخاطئة» هي البطل في هذه القصّة، فالخائن هو سمعان الفرّيسيّ، وهو شخصيّة أرثوذكسيّة (ذات إيمانٍ قويم) في ذلك الزمان. لا نعلم لماذا دعا سمعان يسوع إلى الطعام، لكنّه رحّب به ببرود وأهمل غالبيّة أساسيّات عادات الضيافة وواجباتها. المثل (لو 7/36-50) - الضيف غير المدعو يسمّي لوقا المرأة «خاطئة». ويوحي شعرها غير المربوط بأنّها زانية. وأيّاً كان السبب، فإنّها لم تكن مدعوّة. ويصف لوقا بطريقةٍ تصويريّة كيف أتت من خلف يسوع باكية، فغسلت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعرها وسكبت عليهما عطراً ثميناً. وافترض سمعان أنّه من واجب يسوع، وهو معلّم دين مثله، أن ينتبه إلى مَن يمسّه لتفادي النجاسة الطقسيّة، خصوصاً قبل تناول الطعام. وإذ لم يحجم يسوع عن الاتّصال الجسديّ بالخاطئة، ازدراه سمعان: لو كان يسوع نبيّاً لتمكّن تلقائيّاً من معرفة الحياة الشخصيّة لهذه المرأة. فالتقطه يسوع عند هذه النقطة وبدأ يروي له مثل المدينين القصير اللاذع. مثلُ المدينَين كان هناك رجلان، استلف الأوّل من دائنه خمس مئة دينار والآخر خمسين (الدينار هو أجرة عمل يومٍ واحد). وإذ لم يتمكّنا من السداد، عفاهما الدائن الطيّب من دَينهما. حينها، سأل يسوع سمعان: «أيّهما يكون أكثر حبّاً له؟» فأجاب الفرّيسيّ: «أظنّ الّذي أعفاه من الأكثر». فبدأ يسوع بعدها بالمقارنة بينه وبين هذه المرأة. فالتعليم اليهوديّ يسمّي الخطيئة غالباً دين. وفي اللغة الآراميّة، كلمة «أحبّ» تعني أيضاً «شكر». لذلك فإنّ أفعال الضيافة الّتي بدرت منها كانت علامة قويّة على شكرها لغفران خطاياها الكثيرة، واستعادتها احترامها لنفسها، ولبداية حياةٍ جديدة. بينما يشير تفكير سمعان إلى أنّ توبته ومسامحته كانت أضعف. فمحبّتها كانت البرهان (وليس الشرط) على الغفران الّذي أتت لتعبّر عنه. فحيث «لم يرَ سمعان سوى خاطئة، رأى يسوع خاطئة مغفور لها وعائدة إلى الصلاح». كنيسة شاملة لنتخيّل شجاعة هذه المرأة الّتي حضّرت نفسها لتهدم الحرمات الاجتماعيّة والدينيّة لترتمي عند قدمي يسوع! لقد عبر الله بتجسّده حواجز كهذه ليضمّنا بذراعي حبّه. على الكنيسة ألاّ تجعل الناس ينقطعون عن يسوع أو تحبسهم في بيئة طقسيّة محدّدة. إنّ القدّيس أوغسطينُس يثنينا عن وضع خطٍّ بين الّذين في الكنيسة والّذين خارجها، وهو يزيل كلّ الشروط الّتي تحدّد مَن يخلص ومَن لا يخلص. فالله الّذي يعرف قلوبنا يستطيع وحده أن يطلق هذا الحكم. ويقول القدّيس أوغسطينُس إنّ مهمّتنا هي أن نحافظ على شعلة المحبّة والنعمة مشتعلة بتوهّجٍ بأشدّ ما يمكن في مركز الكنيسة بحيث يشعّ نورها وتنتشر حرارتها حتّى الأطراف. إنّ يسوع هو ربّ الكنيسة، وعلى الكنيسة في كلّ جيلٍ أن تفتح قلبها كي تستقبل الّذين في الخارج. على أبواب الكنيسة أن تظلّ على الدوام مفتوحة إلى الخارج. لوقا وكنيسة اليوم يتعرّض بعض المسيحيّين على الدوام إلى خطر أن يتحوّلوا إلى «أهل الكتاب» الّذين يعتبرون الكلمة الأخيرة موجودة في الكتاب المقدّس لا في شخص يسوع، كلمة الله المتجسِّد وسيّد الكتب المقدّسة. وكذلك يتعرّض مسيحيّون آخرون إلى خطر أن يجعلوا الكنيسة، كمؤسّسة لها قوانينها وطقوسها، السلطة النهائيّة لهم بدل المسيح ربّ الكنيسة «وحجر الزاوية ... الّذي به يتماسك البناء كلّه» (أف 2/20-21). إنّ مثل السامري الصالح ولقاء يسوع مع المرأة في أثناء تناول الطعام يشيرا إلى خطر خلط الإيمان بالنمطيّة «لتصحيح» المعتقدات والممارسات، وجعل الدين يولّد الشرعويّة. فالمحافظة على القوانين ليس كافياً بالنسبة إلى المسيحيّين، لأنّ الشريعة تسامت بفعل النعمة، والكلمة الأخيرة الآن هي مع يسوع المسيح. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحب بلا حدود http://www.coptcatholic.net/thumb.ph...443c037a77.jpg دراسة الحالة الأولى: السامري الصالح (لو 10/25-37) كان الرومان يسحقون اليهود في زمن يسوع. فأدّى هذا الأمر، مع دعوتهم كشعب الله المختار، إلى أن يشيد كثير من اليهود جداراً اجتماعيّاً وثقافيّاً بينهم وبين الوثنيّين، خصوصاً السامريّين. ونرى اليوم عدوانيّة مشابهة بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين. سافر يسوع إلى أورشليم عبر منطقةٍ محظورة. وكانت رحمته تجاه عدم استقبال السامريّين له مثلاً مدهشاً لتلاميذه على «أحبّوا أعداءكم» (لو 9/ 51-56) ولوقا وحده يذكر هذا. يمثّل السامريّون بالنسبة إلى لوقا كلّ غير اليهود الّذين انفتحوا على رسالة يسوع ولبّوا دعوته. المثل (لو 10/25-37) - خلفيّة القصّة (آيات 25-28) أجاب يسوع، بحسب أسلوبه التعليميّ المعتاد، على سؤال معلّم الشريحة بإعادة طرح السؤال عليه. ثمّ سأل معلّم الشريعة: «مَن هو قريبي؟» وكان يريد تعريفاً أخلاقيّاً وينتظر أن تُحدَّد له الحدود. وبدأ المشهد (آية 30) يمرّ الطريق بين أورشليم وأريحا بوادي قِلت، وهو أخدود عميق متعرّج كان يعجّ بقطّاع الطرق حتّى القرن الماضي. وكما هو الحال دوماً، فإنّ قصص يسوع حقيقيّة ومأخوذة من الحياة الواقعيّة. الاختيار: الشريعة أم المحبّة؟ اختار يسوع عمداً شخصيّتين دينيّتين، الكاهن واللاوي، مرّا من هناك. كانت مشكلتهما تكمن في شريعة اللاويّين: إذا مسّ ميتاً يصبحا نجسين، ولا يجوز لهما بعد ذلك أن يقوما بواجباتهما المقدّسة في الهيكل. فتمسّكا بشريعة الطهارة وأسرعا في طريقهما، لكنّهما خالفا وصيّة التوراة في محبّة الآخرين. لقد أعطيت لحفظ الأمور الشرعويّة والدينيّة الأولويّة على القيم الروحيّة والأخلاقيّة. وربّما خافوا أن يكون الجريح جزءاً من فخٍّ نصبه قطّاع الطرق. من ناحيةٍ أخرى، «أشفق» السامريّ، وفعل كما يفعل الله حين يمر، وغامر بحياته ليخلّص الآخر (ربّما كان «الضحيّة» فخّاً). يروي لوقا القصّة بشغف وبتفاصيل دقيقة. فالسامريّ لم يقدّم الإسعافات الأوّليّة وحسب، تضميد الجروح وأخذ الضحيّة إلى فندق، بل اعتنى بأمره طوال الليل ودفع للفندقيّ كي يعتني به. ما الّذي يستطيع الإنسان أن يفعله «لعدوّه؟» دخول السامريّين إلى الملكوت قبل الأبرار سأل يسوع معلّم الشريعة: «أيّ واحدٍ من هؤلاء الثلاثة كان في رأيك قريب الّذي وقع في أيدي اللصوص؟» ولن يجِب معلّم الشريعة. فأيّ إهانةٍ أشدّ من أن نقول لواحدٍ إنّ الله دعا ألدّ أعدائه كي يدخل الملكوت بالتساوي معه؟ إنّ هذه القصّة تهاجم كلّ أحكامنا الدينيّة والسياسيّة المسبقة. كانت رسالة يسوع هي مصالحة الشعب الّذي انقسم بفعل إرثه التاريخيّ والثقافيّ والسياسيّ. وقد أخبر يسوع تلاميذه بأنّه عليهم متابعة رسالته وأن ينتقلوا من الأماكن اليهوديّة الاعتياديّة إلى السامرة كمرحلة أولى من أجل نشر الإنجيل «حتّى أقاصي الأرض» (أع 1/8). دراسة الحالة الثانية: امرأة خاطئة تدهن رجلي يسوع (لو 7/36-50) خلفيّة القصّة نجد هذه القصّة في الأناجيل الأربعة. في مرقس (14/3) تدهن المرأة رأسه، علامةً على طبيعة يسوع الملكيّة، ويفسّر يسوع عملها على أنّه يخبر عن موته. في رواية لوقا، تدهن رجليه بالطيب والدموع، ويُضاف مثل المدينين ليكون في قلب القصّة، فأصبحت دراسةً للتوبة والمسامحة والنعمة الإلهيّة المقدّمة لكلّ هو مستعدّ لاستقبالها. وبدأ المشهد إذا كانت المرأة «الخاطئة» هي البطل في هذه القصّة، فالخائن هو سمعان الفرّيسيّ، وهو شخصيّة أرثوذكسيّة (ذات إيمانٍ قويم) في ذلك الزمان. لا نعلم لماذا دعا سمعان يسوع إلى الطعام، لكنّه رحّب به ببرود وأهمل غالبيّة أساسيّات عادات الضيافة وواجباتها. المثل (لو 7/36-50) - الضيف غير المدعو يسمّي لوقا المرأة «خاطئة». ويوحي شعرها غير المربوط بأنّها زانية. وأيّاً كان السبب، فإنّها لم تكن مدعوّة. ويصف لوقا بطريقةٍ تصويريّة كيف أتت من خلف يسوع باكية، فغسلت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعرها وسكبت عليهما عطراً ثميناً. وافترض سمعان أنّه من واجب يسوع، وهو معلّم دين مثله، أن ينتبه إلى مَن يمسّه لتفادي النجاسة الطقسيّة، خصوصاً قبل تناول الطعام. وإذ لم يحجم يسوع عن الاتّصال الجسديّ بالخاطئة، ازدراه سمعان: لو كان يسوع نبيّاً لتمكّن تلقائيّاً من معرفة الحياة الشخصيّة لهذه المرأة. فالتقطه يسوع عند هذه النقطة وبدأ يروي له مثل المدينين القصير اللاذع. مثلُ المدينَين كان هناك رجلان، استلف الأوّل من دائنه خمس مئة دينار والآخر خمسين (الدينار هو أجرة عمل يومٍ واحد). وإذ لم يتمكّنا من السداد، عفاهما الدائن الطيّب من دَينهما. حينها، سأل يسوع سمعان: «أيّهما يكون أكثر حبّاً له؟» فأجاب الفرّيسيّ: «أظنّ الّذي أعفاه من الأكثر». فبدأ يسوع بعدها بالمقارنة بينه وبين هذه المرأة. فالتعليم اليهوديّ يسمّي الخطيئة غالباً دين. وفي اللغة الآراميّة، كلمة «أحبّ» تعني أيضاً «شكر». لذلك فإنّ أفعال الضيافة الّتي بدرت منها كانت علامة قويّة على شكرها لغفران خطاياها الكثيرة، واستعادتها احترامها لنفسها، ولبداية حياةٍ جديدة. بينما يشير تفكير سمعان إلى أنّ توبته ومسامحته كانت أضعف. فمحبّتها كانت البرهان (وليس الشرط) على الغفران الّذي أتت لتعبّر عنه. فحيث «لم يرَ سمعان سوى خاطئة، رأى يسوع خاطئة مغفور لها وعائدة إلى الصلاح». كنيسة شاملة لنتخيّل شجاعة هذه المرأة الّتي حضّرت نفسها لتهدم الحرمات الاجتماعيّة والدينيّة لترتمي عند قدمي يسوع! لقد عبر الله بتجسّده حواجز كهذه ليضمّنا بذراعي حبّه. على الكنيسة ألاّ تجعل الناس ينقطعون عن يسوع أو تحبسهم في بيئة طقسيّة محدّدة. إنّ القدّيس أوغسطينُس يثنينا عن وضع خطٍّ بين الّذين في الكنيسة والّذين خارجها، وهو يزيل كلّ الشروط الّتي تحدّد مَن يخلص ومَن لا يخلص. فالله الّذي يعرف قلوبنا يستطيع وحده أن يطلق هذا الحكم. ويقول القدّيس أوغسطينُس إنّ مهمّتنا هي أن نحافظ على شعلة المحبّة والنعمة مشتعلة بتوهّجٍ بأشدّ ما يمكن في مركز الكنيسة بحيث يشعّ نورها وتنتشر حرارتها حتّى الأطراف. إنّ يسوع هو ربّ الكنيسة، وعلى الكنيسة في كلّ جيلٍ أن تفتح قلبها كي تستقبل الّذين في الخارج. على أبواب الكنيسة أن تظلّ على الدوام مفتوحة إلى الخارج. لوقا وكنيسة اليوم يتعرّض بعض المسيحيّين على الدوام إلى خطر أن يتحوّلوا إلى «أهل الكتاب» الّذين يعتبرون الكلمة الأخيرة موجودة في الكتاب المقدّس لا في شخص يسوع، كلمة الله المتجسِّد وسيّد الكتب المقدّسة. وكذلك يتعرّض مسيحيّون آخرون إلى خطر أن يجعلوا الكنيسة، كمؤسّسة لها قوانينها وطقوسها، السلطة النهائيّة لهم بدل المسيح ربّ الكنيسة «وحجر الزاوية ... الّذي به يتماسك البناء كلّه» (أف 2/20-21). إنّ مثل السامري الصالح ولقاء يسوع مع المرأة في أثناء تناول الطعام يشيرا إلى خطر خلط الإيمان بالنمطيّة «لتصحيح» المعتقدات والممارسات، وجعل الدين يولّد الشرعويّة. فالمحافظة على القوانين ليس كافياً بالنسبة إلى المسيحيّين، لأنّ الشريعة تسامت بفعل النعمة، والكلمة الأخيرة الآن هي مع يسوع المسيح. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مخطّط الله لعالمنا المتنوِّع http://www.coptcatholic.net/thumb.ph...444310b7d7.jpg مقدّمة لوقا (لو 1/1-4) يفتتح إنجيل لوقا كلامه بجملةٍ فريدة ومدوّية، مكتوبة بأسلوب الخطابة التقليديّ، وغايتها المصادقة على كاتبها. ففي مقدّمته، وهي فريدة في إنجيل لوقا، يهدي عمله رسميّاً إلى «صاحب العزّة» ثاوفيلُس، وهو مواطن رومانيّ نبيل، وربّما كان مسؤولاً عن نشر الكتاب. المشيئة الإلهيّة: الخلاص الشامل يفتتح أعمال الرسل كلامه بإهداءٍ مشابه إلى ثاوفيلُس (أع 1/1-2). وتأريخ لوقا هو أكثر من سردٍ لتسلسل أحداث. فهي مصاغة بعناية ولها عقدة موحّدة. ومفهوم لوقا للمشيئة الإلهيّة هي جوهر جميع الأحداث الّتي يرويها، وهي تشكّل وحدة أعمال الرسل. كانت الكنيسة والمجمع مؤسّستان منفصلتان في زمن كتابة لوقا، وهو في أواخر القرن الأوّل، ولكنّ مؤسِّسَ المسيحيّة يهوديّ. كيف كان ارتباط اليهوديّة بالمسيحيّة؟ بالنسبة إلى لوقا، أقام العلاقة موضوع «الوعد» و«إتمامه». غاية لوقا: الدفاع عن مسيحيّةٍ لأجل العالم الواسع المسيحيّة هي الإتمام الصحيح لأشواق العهد القديم ولعالم الدين هو موضوع ملائم لتلبية الاحتياجات الروحيّة لعالم الإمبراطوريّة. كان هذا الموضوع مركزيّاً في دفاع لوقا عن المسيحيّة للعالم الرومانيّ. إنّ إحدى غايات عمل لوقا كانت تقديم دفاعٍ سياسيّ عن المسيحيّة في العالم الرومانيّ، وتصحيح الانطباعات الخاطئة والإشاعات المفترية عن المسيحيّة. في أعمال الرسل، كان المسيحيّون يوضحون هويّتهم على الدوام ويستطيعون طلب دعم روما. وقد دحض لوقا كلّ اللوم في شأن أيّة بلبلةٍ مدنيّة ربطها اليهود بيسوع وبالرسالة المسيحيّة. وفي الآن نفسه، أعطى القارئ انطباعاً بأنّ المسيحيّة هي الخلف الصحيح لإسرائيل. لوقا المؤرِّخ يريد لوقا أن نأخذه على محمل الجدّ كمؤرِّخ. فمقدّمته تستعمل نفس الأسلوب الّذي يستعمله كبار المؤرّخين اليونان كهيرودوتُس وديونيسيوس. ويستعمل لوقا أيضاً الاستمراريّة والاعتماد بثقةٍ كاملة على شهادة مَن عرفوا يسوع لتبرير الرسالة المسيحيّة. ويعلن لوقا أنّ عمله جدير بالثقة لأنّه يعتمد على معلوماتٍ من شهود عيان، وقد تحقّق من الأحداث عن كثب وقام بأبحاثه وكتاباته بدقّة. يسوع والوثنيّين حين دوّن لوقا سلالة يسوع، رجع إلى آدم مؤسّس الجنس البشريّ لا إلى إبراهيم، أبا الشعب اليهوديّ. وأراد لوقا أن يبيّن أنّ قضيّة يوحنّا المعمدان – التوبة والغفران – تتخطّى الديانة اليهوديّة لتشمل كلّ الإنسانيّة. ويشير لوقا إلى أنّ يسوع تكلّم لصالح الوثنيّين الّذين يعتبرهم اليهود المتشدّدون أنجاساً. إذا قارنّا ما أشار لوقا إليه في شأن وعد يسوع بأنّه: «سَيَجيءُ النّـاسُ مِنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ، ومِن الشَّمالِ والجُنوبِ، ويَجلِسونَ إلى المائِدَةِ في مَلكوتِ اللهِ.» (لو 13/19) مع (متّى 8/11) نرى أنّ لوقا توسّعيّ أكثر. فقد حان وقت استقبال الوثنيّين. يسوع يسمح بالرسالة الوثنيّة (لو 10/1-20) في إنجيل متّى، يقول يسوع لتلاميذه الاثني عشر أن يحدّدوا رسالتهم بشعبهم (متّى 10/5)، بينما يشير لوقا إلى تعيين الوظيفة الرسوليّة للتلاميذ الـ 70 (72). ويعطيهم يسوع نفس التعليمات الّتي أعطاها للاثني عشر، كما أنّ لوقا يزيد من الأخطار الّتي سيواجهها الـ 70 (72). فلماذا روى الحكاية نفسها مرّتين؟ لابدّ من وجود سبب هام لأنّ لوقا يهمل عادةً التكرار. في سفر التكوين، هناك تعداد للأمم: 70 في النصّ العبريّ و72 في النصّ اليونانيّ. وحين اختار موسى شيوخاً ليساعدوه، اختار واحداً لكلّ أمّة في العالم. فمن الواضح أنّ لوقا أراد تبرير رسالة الكنيسة إلى الوثنيّين من خلال إظهار أنّ يسوع فوّض رسالةً للأمم غير اليهوديّة كما فوّض رسالة لإسرائيل (مرموز إليها برسالة الاثني عشر لأسباط إسرائيل الاثني عشر). لاحظ مرحلتي الرسالة، الأولى لليهود والثانية للوثنيّين! ونجد هذا أيضاً في معالجة لوقا لمثل الوليمة (لو 14/15-24) حيث يمثّل الّذين على الطرقات والأسيجة خارج المدينة الوثنيّين. إنّهم مدعوّون إلى الوليمة بعد رفض رؤساء اليهود للدعوة. لاحظ أيضاً رسالة المرسلين الفريدة عند لوقا: «السلام على هذا البيت!» إنّه أكثر من تحيّة تقليديّة: «شالوم». فلوقا يرى الإنجيل «بشرى سلام» (لو 2/14؛ 7/50). ورفاهية الإنسانيّة الحقيقيّة (شالوم في العبريّة يشمل كلّ رفاهيّتنا) تكمن في اتّباع ملكوت الله. لوقا وكنيسة اليوم إنّ اهتمام لوقا بالإطار السياسيّ لرسالة يسوع والعلاقة بين الكنيسة والمجتمع يناسبنا بوجهٍ خاص. كان لوقا يكتب في زمن اضطراب بعد ثورة اليهود الكارثيّة 68-70 للميلاد، الّذي نتج عنه عنف ضدّ الأمّة اليهوديّة وانفصال للروابط بين الكنيسة واليهوديّة. وآمن لوقا بأنّه إذا كان على الكنيسة أن تبقى على قيد الحياة، عليها أن تقيم السلام مع العالم وأن تتعايش مع المجتمع. في عالمنا غير المستقر والعنيف سياسيّاً واجتماعيّاً، فإنّ إنجيل السلام هو تقدمة لا تقدَّر بثمن. وكما اكتشفنا اليوم، ينبغي أن يتأسّس السلام على العدالة واحترام الآخرين وحقوقهم وأن يتفادى على الدوام الميل إلى الهيمنة وفرض المصالح الشخصيّة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لوقا وكتاباته http://www.coptcatholic.net/thumb.ph...4449ab1efd.jpg النظرة العامّة للوقا يأخذنا لوقا في رحلةٍ من أورشليم إلى روما، من إعلان ولادة مسيح اليهود الّتي طال انتظارها في الهيكل، قلب أورشليم، إلى إعلان الإنجيل للأمم الوثنيّة في روما محور العالم. ولا يضع لوقا انتشار المسيحيّة الجغرافيّ وحسب، بل تحوّلها من بدعةٍ مسيحانيّة داخل الديانة اليهوديّة إلى إيمانٍ عالميّ يشمل شعوب جميع الأعراق والأمم. من اليهوديّة إلى الوثنيّين يبدأ إنجيل لوقا مع استقبال سمعان الشيخ للطفل يسوع. إنّ انتشار الرسالة المسيحيّة لتشمل الوثنيّين لم يتمّ بدون نزاعٍ داخليّ. إذا قرأنا بين سطور غالبيّة كتابات العهد الجديد نجد هذا الصراع واضحاً بيّناً من أجل الانتقال إلى ما وراء حدود اليهوديّة في إطار محيطٍ رحبٍ متعدّد الثقافات للعالم اليونانيّ الرومانيّ. منظور لوقا وصف جميع الإنجيليّين كيف أنّ يسوع لم يحصر عمله ضمن إطار الشعب اليهوديّ، وكيف أنّه تحدّى الأبعاد الطقسيّة للشريعة اليهوديّة الّتي تنبذ الوثنيّين من حياة إسرائيل الاجتماعيّة والدينيّة. ونرى هذا في لقاء يسوع مع المرأة السوريّة الفينيقيّة (مر 7/24-30) وقائد المائة الرومانيّ (متّى 8/5-13؛ لو 7/1-10) والمرأة السامريّة عند البئر (يو 4/1-42). لقد استبق يسوع رسالة الكنيسة في أن تؤدّي الشهادة بعيداً عن إطار إسرائيل، «وحتّى أقاصي الأرض» (أع 1/8). وقد حمل لوقا منظوره الشخصيّ إلى مصادره باعتباره من أصلٍ وثنيّ. إنجيل لوقا هو أساساً بشرى للعالم الوثنيّ ولجميع الغرباء: المنبوذين بسبب الفقر أو المرض أو الجنس أو أسلوب الحياة من المشاركة الكاملة في حياة شعب الله المختار. شخصيّة لوقا سافر لوقا مع بولس في بعض رحلاته التبشيريّة: «أبحرنا ... مكثنا ...» (أع 16/11 الخ). في الرسالة إلى أهل كولوسّي يُدعى لوقا "الطبيب الحبيب". لقول «ثقب الإبرة» يستعمل اسم إبرة الجرّاح لا إبرة ربّة المنزل كما في الأناجيل الأخرى. تبيّن طريقة الكتابة أنّ لوقا مثقّف وهو يتعامل مع مهمّته بطريقة الباحث (لو 1/3). ويبيّن، خصوصاً في أعمال الرسل، المجتمع الرومانيّ وشريعته ونظامه وعدالته وثقافته. كان لوقا ضليعاً أيضاً في النسخة اليونانيّة للكتب المقدّسة اليهوديّة. يوجّه لوقا كتاب أعمال الرسل إلى المدعو «ثاوفيلُس» وهو وجيه رومانيّ، ويظهر أنّ لوقا يخاطب مستمعين وثنيّين. وهو لا ينتظر أن يعرف مستمعوه الممارسات اليهوديّة. فالكلمات العبريّة معطاة بمكافئها اليونانيّ. وخلافاً لمتّى، لا يستعمل لوقا النصوص المقدّسة العبريّة كمصدرٍ لشواهده في إظهار أنّ يسوع هو المسيح. أهميّة كتابات لوقا لكنيسة اليوم توتّر مع المجتمع كان المسيحيّون أقلّيّة تعيش في ضيقٍ ومضطهدة حتّى السلام القسطنطينيّ في السنة 313. كانت الحكومة الإمبراطوريّة مستنيرة بعض الشيء في مواقفها تجاه التنوّع الدينيّ. ومع ذلك، كانت المسيحيّة مصنّفة على أنّها ديانة غير شرعيّة. كان الإمبراطور هو الّذي يحكم الإمبراطوريّة الرومانيّة، وكان يُنظَرُ إليه على أنّه إله ويُسمّى الرب. وأعلن المسيحيّون أنّ يسوع هو وحده الرب، وبالتالي، كان يُنظَرُ إليهم على أنّهم مخرّبون. التوتّر داخل الكنيسة الأولى حين انتشرت الكنيسة، ظهرت القضايا الساخنة: "إلى أيّ مدى ينبغي تطبيق شريعة موسى وقانون اللاويّين المقدّس في العالم المتنوّع الثقافات؟" وازداد التوتّر بين الّذين يفسّرون شريعة العهد القديم بحرفيّة والّذين كانوا مستعدّين لتفسير النصوص مجازيّاً أو رمزيّاً. واختلف أسلوب إعلان البشارة بحسب المكان والزمان والثقافة. وكان هناك توتّر بين هذه التعابير الثقافيّة المختلفة. ركّز لوقا على دور الروح القدس الّذي يقود الكنيسة، فهو يدفعها مع قضايا الخلافات العميقة هذه ويقذفها إلى عالم الإمبراطوريّة الرومانيّة المتعدّد الثقافات. خُلُقيَّة مميّزة لأيّامنا يعطينا أعمال رسل لوقا نظرة جذّابة في شأن طريقة تفكير الجيل الأوّل والثاني للمسيحيّين في العمل، وأسلوب الحياة المسيحيّ في مجتمعٍ يحمل قيماً خُلُقيَّة ودينيّة مختلفة. كانت القضايا السياسيّة والاجتماعيّة – كما وردت عن الإمبراطوريّة الرومانيّة: التمييز العنصريّ تجاه النساء، الفقراء والمحرومين – ذات أهميّة واضحة بالنسبة إلى لوقا. كان هناك توتّر بين قبول البنى الاجتماعيّة لذلك الزمان والبحث عن تقديم قيمٍ مسيحيّة مميّزة يجب الالتزام بها فوق هذه المؤسّسات. ومثالاً على ذلك «قانون الأخلاق البيتيّة المسيحيّة» (أف 5/21-6/9). لوقا وكنيسة اليوم يعيش مسيحيّو القرن الحادي والعشرين في مجتمعٍ متعدّد المعتقدات حيث لا ينبغي على المسيحيّة أن تتأرجح. وهذا يشبه وضع الكنيسة قبل السلام القسطنطينيّ في السنة 313. ويطمئننا لوقا بأنّ «الله يتمّم مشيئته» للعالم كلّه وأنّ مخطّطه لن يخفق. إنّ لاهوت لوقا عمليّ بشكلٍ واضح. وكما كان يجيب على مسائل جماعته، علينا أن نسعى كي نفهم المهام الّتي تواجه الكنيسة اليوم في عصر "ما بعد المسيحيّة". |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا رقم ٣٨ سنة فى قصة المقعد -٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠ https://files.arabchurch.com/upload/i.../919884978.jpg فى أحد المخلع نجد إنساناً له 38 سنة جالس على البركة ولم يُشفى لأن ملاكاً كان ينزل ويحرك الماء فمن نزل أولا كان يُشفى من أي مرض إعتراه وقال هذا الرجل أنه ليس له إنسان يلقيه فى البركة متى تحرك الماء لأنه بينما يأتي لينزل ينزل قدامه آخر هنا يهمنا الرقم ٣٨ بالذات ما مدلول هذا الرقم قلنا من قبل ان هناك فى تفسير الآيات --- تفسير حرفى بمعنى أنه بالفعل له ٣٨ سنه مشلولاً أو مقعداً --- وهناك تفسير رمزى ------------------------- هنا ونقول أن كمال الناموس يرمز له بالرقم ( ٤٠ ) أي ٤ رمز للعالم : أربع جهات الأرض شمال ، جنوب ، شرق ، غرب ولذلك المقعد الذى نقبوا له أصدقائه السقف ودلوه منه أمام يسوع بسبب شدة الجمع كانوا أربعة أصدقاء ويدل هنا رقم ( ٤ ) على أن العالم فشل فى شفاء هذا الرجل فأتوا به أمام يسوع. وقيل أيضاً أنه سيجمع مختاريه من الأربع رياح الأرض أي من كل العالم --- و( ١٠ ) رمز الكمال فى الوصايا ( الوصايا العشرة ) ولذلك : صام السيد المسيح عنا ٤٠ يوماً و ٤٠ ليلة لأنه ينوب عن كل العالم نائباً عن البشرية كلها --- وموسى النبي صام (٤٠) يوما لإستلام لوحي الشريعة ولأنه ينوب عن كل بنى إسرائيل. وهكذا سنجد رقم (٤٠) كثيراً جداً يوضح أنه يرمز لكمال الناموس -- ولأن الناموس كان يُعمل بلا محبة بلا روح - تقضية واجب - لأجل إتمام الوصية فقط مثال لذلك : ------------ كان الغني يفعل كل مايحلو له من الخطايا وفى آخر النهار يذهب للكاهن ويقدم الخروف ويضع يده على رأسه معترفاً بخطأه وبالتالي ماعليه شئ وغفرت الخطية أي نفذ الناموس بدون الحب بدون الروح بدون فهم المعنى والمغزى من هذا -- فرقم الحب هو ( ٢ ) ---------------------- --المرأه أعطت فلسين فى الخزانة وهى كل معيشتها لأنها تحب فأعطت من أعوازها -- وهكذا سنجد أمثلة كثيرة على رقم (٢) ((((((( فإذا كان الناموس يُنفذ بلا محبة )))) (((((( فهناك عجز فى الناموس )))))))))) فالناموس (٤٠) بلا محبة (٢) فهناك عجز(٣٨) !!!!!!!!!! وبالتالى فإن رقم ( ٣٨ ) هنا يمثل عجز الناموس والذى جعله غير قادر على الشفاء -- فجاء السيد المسيح وهو الله المتجسد والله محبه فأعطاه المحبة التى تنقصه (٢) فأكمل له عجز الناموس. فشفاه وأقامه هنا ونقدم الشكر للقديس أوغسطينوس الذى قدم لنا هذا التفسير للرقم العجيب (٣٨) و.... للحديث بقية القمص ايليا الانبا بولا / فرنسا |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحبك لأنك أحببتني https://files.arabchurch.com/upload/i...7231434881.jpg أحبك لأنك أحببتني حب يُحار فيه أهل الدنيا كلها وأُحبك لأنك اقتربت مني وأنا لست أهلاً لكَ فيُحار فكري في نفسي أمام عُجُب اتضاعك الساكن في الأعالي النور البهي ظهر وسط خليقته بوداعة يُنادي الكل لمحفل عُرس مجده قريب من الخطاة محباً للفقراء والجياع يُشبعهم خيرات محرر الأسير، منجي الهالكين، والعريان بالبرّ يكسيه القلب المعتل يُشفي، والمائت الذي أنتن يُحييه بالمراحم تأدب شعبك، المستغيث تعينه بكلمة، والضعيف تسنده بقوة وكل من يستند عليك لا يخزى لذلك أُناجيك سيدي أفحص داخلي وفتش أعماقي فالقلب نجيس من يقدر أن يعرفه وأن وجدت ميلاً باطلاً أرحمني واهدني طريقاً أبدياً فأنت طريقي وحياة نفسي يا ربي ومُخلصي |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخلاص http://cdn9.knowing-jesus.com/wp-con...d-by-grace.jpg الخلاص هو أهم موضوع يتناوله الكتاب المقدس في أسفاره المختلفة وفي معانيه المتنوعة. الخلاص بمعناه البسيط هو الإنقاذ من وضع خطير يهدد المصير. مصطلح الخلاص نستخدمه أيضاً في حياتنا لوصف حال شخص يشفى من المرض او ينجو من حادث. الكتاب المقدس يستخدم مصطلح الخلاص للإشارة الى فدائنا من الخطيئة ومصالحتنا مع الله. ومعنى الخلاص هنا هو النجاة من دينونة الله بسبب خطيتنا. الكتاب المقدس يعلن لنا أيضاً من قبل ولادة المسيح بأنه المخلص وبإن مهمته ان يخلص شعبه من خطاياه. يعلن الكتاب المقدس بكل وضوح انه سيكون هناك يوم للدينونة يدان فيه البشر امام الله وهذا اليوم بالنسبة لكثيرين سيكون يوم هلاك، اما بالنسبة للمؤنين سيكون يوم خلاص من الدينونة وهذه هو الخلاص الذي يقدمه لنا المسيح، اي الخلاص من الدينونة. الخلاص في الكتاب المقدس يأتي في صيغتين، صيغة الحاضر وصيغة المستقبل. في الصيغة الإولى إشارة الى تقديسنا وحياتنا المستمرة في المسيح والثانية للإشارة الى الخلاص من يوم الدينونة في المستقبل. من المهم أيضاً ذكر ان الخلاص هو عمل إلهي ينجزه ويطبقه الله بنفسه. الخلاصة الخلاص معناه النجاة من وضع خطير يهدد المصير. الخلاص في الكتاب المقدس هو ان نخلص من دينونة الخطية. الخلاص هو عمل الهي ينفذه الله بنفسه. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
امتلئوا بالروح
https://files.arabchurch.com/upload/i...8385723684.jpg في الحقيقة أن الروح القدس صار فينا يسكن بالسرّ حسب الإيمان الحي والإعلان الإنجيلي، وبسبب ذلك نؤمر من جهة الله والإنجيل بحسب الوصية التي قالها الرسول الملهم بالروح القدس، أن نمتلئ بالروح لنعمل بوصية يسوع في واقعنا اليومي المُعاش، فندخل في ناموس روح الحياة في المسيح يسوع، اي في هذه الحالة نمتلئ ببر الله، وتكون أعمالنا ثمر الروح فينا، أي على مستوى الواقع العملي تكون أعمالنا الصالحة نتيجة استجابتنا لسكناه فينا بطاعته والخضوع لقيادته [ لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم ابناء الله ] (رومية 8: 14)
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا فم الذهب والاستشهاد https://files.arabchurch.com/upload/i...1095494482.jpg وعندما نقترِب من فِكر القديس يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية عن الاستشهاد نجده يعتبِر أنَّ الاستعداد القلبي للاستشهاد يُحسب شهادة.. أكَّد القديس فم الذهب على الانتفاع من سِيَر الشُّهداء بقوله ”إنَّ شهادِة الشُهداء وسِيرتهم أمامنا هي في حد ذاتها عِظة للإنسان، وعون للكنيسة كلها، وتثبيت للإيمان المسيحي وغلبة لأوهام الموت، وعيِّنة للقيامة، وتوبيخ للشيطان، وتعليم للفلسفة الحقيقية، واحتقار أباطيل الدنيا، والدليل الأكيد للسمو بمطالِب النَّفْس، وراحة وعزاء للنَّفْس الحزينة، ومُحرِك للصلوات، ودخول في مجال القُوَّة، وباختصار أنَّ سيرِة الشُّهداء هي مُلهمة لكل الأمور الصالِحة“. تطلَّع القديس إلى الشُهداء كقدوة ومِثال لنا فيقول: ”عندما تتصور كيف احتقر الشُهداء الموت، مهما كنت جبانًا أو كسلانًا، فلابد أن تُسلتهم أفكارًا عالية ومجيدة، وتحتقِر كل التوافِه ومسرات الأرض، وتشتاق أن يكون لك سيرة سماوية، ومهما كانت أوجاعك التي تحسها في جسدك إلاَّ أنَّ تصوُّر آلام الشُهداء سيدخل فيك إحساس قوي بالصبر والرضا، ومهما كان إحساسك بالفقر والعَوَز والضيقة، فبمجرد أن تتأمَّل في عذابات الشُهداء التي احتملوها، ستشعر بالعزاء والاكتفاء، وتكون لك آلامهم بمثابِة الدواء الشافي، من أجل ذلك فإني أشجع دائِمًا إقامِة تِذكارات الشُهداء، وقد أحببتهم جميعًا وكأني أحتضِنهم في صدري“. وعن دالِّة الشُهداء يقول ”لنترجى الشُّهداء ونتوسل إليهم أن يشفعوا فينا إذ أنَّ لهم دالَّة كبيرة للشفاعة فينا، بل وقد صارت دالَّتهُم بعد الموت أعظم بكثير مما كانت من قبل“. ربط القديس فم الذهب بين المحبَّة والاستشهاد، ففي مديح لشُهداء رومية يقول: ”ليست المحبة أقل قدرًا من الاستشهاد في شيء، فالمحبة هي رأس كل الصالِحات، لأنَّ المحبة بدون الاستشهاد تصنع تلاميذ للمسيح، لكن الاستشهاد خُلوًا من المحبة ما يقوى على صُنع تلاميذ“.. . ومن أقواله المأثورة ”أنَّ الذي لا يُحِب أخاه، حتى ولو نال الاستشهاد فما ينتفِع كثيرًا“. وعن غلبِة الشهيد وقُوَّة الشِهادة يقول ”صفان من المُحاربين، صف الشُهداء وصف الطُّغاة، وبينما الطُّغاة يمتشِقون السلاح، يتجرد منه الشُّهداء، والانتصار معقود للمُتجردين وليس للمُمتشقين“. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عطايا من الله للبشر بقلم مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث http://www.almasryalyoum.com//sites/.../02/4886/1.jpg إنَّ العطاء من صفات اللَّه وإحساناته إلينا. فهو باستمرار يعطي. وبعطائه يعطينا أيضًا درسًا في العطاء. وهو يعطينا ما نعطيه لغيرنا. ويعطينا أيضًا موهبة العطاء. ولنبدأ حاليًا في قصة العطاء بين اللَّه والبشر.............. أول عطاء لنا هو نعمة الوجود، إذ خلقنا من العدم. خلق التراب أولًا ثم خلقنا من التراب وأعطانا نفسًا عاقلة ناطقة... مَن مِنَّا يشكر اللَّه على هذه النعمة كلها؟! قد يقول البعض هذا شيء طبيعي. ونحن نشكر اللَّه الذي أعطانا هذا الوجود وهذه الطبيعة، إنه من كرم اللَّه ومن محبته أنه أنعم على العدم بالوجود. ومن عطاء اللَّه أنه مهَّد للإنسان كل سُبل الراحة قبل خلقه، خلق له أولًا الطبيعة التي تريحه: النور والماء والنبات... رفع له السماء سقفًا، ومهَّد له الأرض لكي يمشي عليها. من أجله ألجم البحر، وأخضع له طبيعة الحيوان، ولم يدعه معوزًا شيئًا بل خلق له الشمس تمنحه النور بالنهار، والقمر والنجوم لإضاءة الليل... خلق له الطعام الذي يأكله، والطيور التي تغني في أذنيه، والطبيعة التي تمتعه بمناظرها. ومنحه أيضًا كل الطاقات التي تساعده على الحياة. وعندما خلق اللَّه الإنسان، خلقه في منتهى الجمال، وفي منتهى النقاء والبساطة والطهارة التي كانت تُضفي عليه جمالًا آخر. وكان جسمه قويًا في صحته. كان خاليًا من كل الأمراض الجسدية والأمراض النفسية. كان كاملًا جسدًا ونفسًا وروحًا. بل أن كلمة المرض لم يكن لها وجود في القاموس اللغوي للبشر ولا في الحياة العملية. ومن كرم اللَّه أيضًا أنه أعطى الإنسان منذ خلقه سلطانًا على كل المخلوقات الحيَّة على الأرض وقتذاك: أعطاه سلطانًا على كل حيوانات الأرض، وكل طيور السماء، وكل أسماك البحر، وهذا السلطان كما كان لأبينا آدم وأمنا حواء، كان لأبينا نوح وأولاده. فإن كان الإنسان قد فقد سلطانه فإن ذلك لم يحدث إلاَّ بعد الخطية. ففي حياة الإنسان الأول ما كان يأكل لحوم الحيوانات، وما كان يصيدها، وما كان يحبسها في أقفاص بقصد الفرجة عليها. لذلك كله لم تكن هناك عداوة بينه وبينها فهي أيضًا ما كانت تفترسه، وما كانت تؤذيه. وكانت الخليقة كلها أسرة واحدة يرأسها آدم. ومن كرم اللَّه ومحبته منح الإنسان البركــــــــــــــــــــــــــة: فبارك أبوينا الأولين آدم وحواء، وبارك أبانا نوحًا وبنيه. وبعد ذلك بارك أبرام (إبراهيم) أب الأباء... وفيما بعد أرسل البركة، ومن أفواه الوالدين... وأبونا نوح كان بركة للعالم كله. لولاه لفنى العالم وقت الطوفان... ولكن اللَّه أبقاه لنا بركة وإمتدادًا للبشرية. وأعطى الرب للإنسان مواهب كثيرة، وأعطى الرب للإنسان وصايا ترشده كيف يسلك في الحياة، وأول تلك الوصايا كتابةً كانت ما قدَّمه موسى النبي للناس. وقبل موسى النبي أعطى اللَّه لكل فرد الضميـــــــــــــــــــــــــر وبه يعرف الخير والشر، فلمَّا قُتل هابيل البار عاقب اللَّه أخاه على قتله بينما وصية موسى النبي التي وردت في الوصايا العشر "لا تقتل" كانت بعد مقتل هابيل بحوالي ألف وربعمائة عام. وكذلك الشرور التي بسببها حكم اللَّه بالطوفان على الأشرار. اعتبرت شرورًا لأنها كانت ضد الضمير قبل أن يُرسِل اللَّه أية وصية للتوبة... إننا نشكر اللَّه من أجل الضمائر التي وضعها فينا منذ البدء. وأعطانا اللَّه أيضًا نعمة الصــــــــــــــــــلاة لكي تكون لنا صلة به، نتحدث بها إلى جلاله الأقدس. وهذا من فرط تواضعه ومحبته أن يسمح لنا نحن التراب والرماد أن نُحدثه مباشرة. وهذا أيضًا لون من محبته الإلهية للبشر أن يحدِّثوه عن احتياجاتهم لكي يُرسلها إليهم. و هناك مواهب خاصة أعطاها اللَّه للبعض. مِثلما أعطى سليمان موهبة الحكمة حتى تلقَّب بسليمان الحكيم. وأعطى شمشون موهبة القوة حتى تلقَّب بشمشون الجبار. وأعطى موسى موهبة النبوة وأصبح لقبه موسى النبي. وأعطى البعض موهبة القيادة... وأعطى الكثيرين مواهب مُتعدِّدة: وما أكثر الذين وهبهم الرب موهبة الذكاء. فمنهم مَن كان ذكاؤه في العلوم حتى وصلوا بذكائهم إلى علوم الفضاء وصعدوا إلى القمر ومنهم مَن كان ذكاؤه في الطب أو الكيمياء وغير ذلك من العلوم. ومن الناس مَن وهبهم اللَّه سرعة البديهة، ومنهم مَن أعطاهم اللَّه مواهب الفن بكافة تفاصيله وكل مَن نالوا موهبة من اللَّه،لا يجوز لهم أن يفتخروا بها، بل أن يرجعوها إلى اللَّه الذي منحهم إيَّاها. ومن أعظم المواهب التي أنعم بها اللَّه على البشر عمل النعمـــــــــــــــــــــــــــــــــة فيه ــــــــــــــــــــــــ .. وبهذه النعمة يمكنهم أن يقودوا الغير إلى فعل الخير. هؤلاء هُم الخدام الأنقياء الأقوياء في إرشاد الناس. وإذا بنعمة اللّه تعمل فيهم، وتعمل معهم، وتعمل بهم. وهذه النعمة تعطيهم الفهم السليم، وتقودهم إليه. النعمة يعيطها اللَّه للإنسان لكي يحيا في حياة البر والفضيلة. فإذا لم يخضع إلى عمل النعمة فيه وأخطأ واستمر في خطئه، فإنَّ النعمة تعمل فيه لكي يتوب، وكثيرًا ما يفشل الإنسان في أن يتوب إلاَّ بقوة اللَّه العاملة معه التي تقود ضميره إلى التوبة، وتقود قلبه إلى كراهية الخطية وإلى الندم على أفعاله السابقة، والرغبة في تغيير أسلوب حياته وسلوكه. ومن أهم عطايا اللَّه للإنسان استمرار حياته بعد الموت. وذلك عن طريق القيامة، التي يكون لنا بها حياة أخرى هى الحياة الأبدية التي لا موت بعدها. وما أعمق المتعة التي يعيطها اللَّه لنا في الحياة الأخرى، وما قد وعده اللَّه فيها بما لن تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر... هذه بلا شك قمـــــــــــــــــــــــــــة عطايـــــــا اللَّه. أمَّا على الأرض فمن عطايا اللَّه التي نشكـــــــــره من كل قلوبنا عليها، فإنها الرعاية والحماية التي يحيطنا بها سواء كانت رعايته لنا عن طريق الملائكة القديسين الذين يُرسلهم لحمايتنا أو عن طريق الأبرار من البشر الذين يُكلِّفهــــــــــــــــــــــم اللَّه لعمل الخير من أجلنا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ أخيـرًا إننا لا نستطيع أن نُحصي عطايا اللَّه. وما ذكرناه ما هو إلاَّ مُجرَّد أمثلة. ويكفي الوعود التي وعدنا اللَّه بها في الأبدية وكل هذا يستدعي مِنَّا الشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـر، ولا يصح أن ننكر عطايا اللَّه. فالذين ينكرون فهم لهم عيون ولكنها لا تُبصـــــــــــــــــــــر. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا جاء يسوع إلى هذا العالم؟! لكي ينقذ البشرية ولكن مما؟ من الخطيئة دون ريب من الأثم الذي يعيسه الجنس البشري ابتداء من آدم، فلتذكر أن أحد ولدي آدم قتل شقيقه عبثاً!!!، لا لأي شيء آخر، لا لشيء كما يفعل الناس في زمننا هذا وكما فعلوا دائماً.... - ما هو الأساس الذي قامت عليه تعاليمه ؟ - من أي تعاليم أخرى نبتت؟ - من كان الذي قد انشا تلك التعاليم؟ الإجابة عن هذه الاسئلة تقتضي منا تحليل جوانب نشوء هذه التعاليم كلها ودراسة شخصية واضعها. وقبل ان نصف تعاليم يسوع وحياته دعونا نتعرف على وطنه الأم إنها (الناصرة) الواقعة في جبال الجليل. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر انتصار الإيمان المسيحي المحبة http://www.peregabriel.com/gm/albums...004/DV0103.jpg للقمص أثناسيوس فهمي جورج إنَّ شهادِة الكنيسة المُضطهدة تكمُن في كونِها مُضطهدة وفي كونِها ذات رجاء رجاء وفرح واثِق فيمن تؤمن به.. كنيسة غير عدائِية ولا انقيادية للباطِل، لا ميل للذوبان في العالم. رفضوا عبادِة الأوثان، وكان مطلبهم الوحيد هو التمسُك بإيمانهم وعقيدتهم عاشوا حياة الشَرِكَة المسيحية بتلقائية حرة لا إلزام فيها كانوا مَثَلًا للحُب والعفة والقداسة والصلاح والصبر والتعفف والرحمة واحترام المحبة الزوجية، يسعون لأن يُقابِلوا الإساءة بالإحسان، وأن يخدموا الجميع بلا تفرِقة. لقد باركوا الحياة وعرفوا كيف يجعلوها بركة للآخرين حتى في أوقات الاستشهاد والألم. يشهدون بنعمة الحياة الإلهية التي يحملونها في كيانهم والتي تُختبَر وتثبُت أمام جميع العذابات والمُفزعات والاضطهاد المُهين، وكل أنواع الآلامات كما في ساحِة الاستشهاد هادئين فَرِحين ثابتين واثقين مُتشجعين فصاروا للعالم مصدر حماية، وكل الإهانات التي يُلاقونها جعلتهم أداة خِصب للعالم... بِذار الله، صورته، أولاده الوارثين لهم مهمة من أجل القصد الإلهي السامي نحو العالم كزرع مُقدس حفظ كل وصية بحسب تعبير العلاَّمة أكليمنضُس السكندري. وبالجملة نستطيع أن نقول أنَّ المحبة التي لمسها المُعانِدون في شُهداء المسيحية، جعلتهم يتساءلون من هو إله المسيحية هذا؟ إنه إله المحبة الذي أرسلنا كغنم في وسط ذِئاب، لكي تفترِسنا الذئاب الكثيرة فتتحوَّل هي إلى غنمات... كثيرون منا يُقدمون الخد الآخر، لكنهم لم يتعلَّموا كيف يُحبون ضاربيهم فلنُصلِّ إلى الله لكي يُعيننا على رِضاه. ولعلنا نلمس سِر انتصار الإيمان المسيحي من قصة الأربعين شهيدًا شُهداء مدينة سبسطية... القصة الذائِعة الصيت التي تحدَّث عنها القديس باسيليوس الكبير فقال ”كم تجتهدون لتجدوا شخصًا واحدًا قويًا في صلاته لكي يرفع من أجلكم صلاة إلى الآب هوذا أربعون يُصلُّون معًا بصوتٍ واحد... أيها المُتألِم اهرب إليهم.. أيها المُبتهِج أسرِع نحوهم.. المُتألِم سيجد راحة، والمُبتهِج سيُحافِظ على أفراحه... هيا ارفعوا تضرعاتكم مع هؤلاء الشُهداء... أيها الرجال احذوا حذوهم... أيها الآباء صلُّوا لكي يكون لكم إيمان مثلهم... وأنتُنَّ أيتها الأُمهات، فلتأخُذنَ درسًا من هذه الأُم الرائِعة هي أُم لواحد من هؤلاء الشُهداء... رأت الجميع وقد ماتوا فقد أخذتهم البرودة وكان ابنها لا يزال حيًا. أتى المُعذبون لكي يحملوا الأجساد، فلم يأخذوا ابنها على أمل أن يغيَّر رأيه ويرتد، رَفَعَتُه هي بنفسها ووضعته في العربة ليُساق مع رُفقائِه إلى الحريق.. . بالحقيقة إنها أُم شهيد“. تلك هي قوة انتصارات الإيمان المسيحي، في عمل الصلاة وطلب الشفاعة وانتشار الكرازة وثبات العقيدة... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هوّذا آتٍ طافرًا على الجبال (نش 2: 8) https://upload.chjoy.com/uploads/1363723809933.jpg من كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنودة الثالث على الجبال: إن عذراء النشيد -بالكشف الإلهي- أمكنها أن ترى تجسد المسيح، قبل مجيئه بأكثر من ألف سنة. فقالت " صوت حبيبي. هوذا آتٍ، طافرًا على الجبال.. " فأية جبال تراها كانت تعني؟ 1- أولها جبال يهوذا، وهو في بطن العذراء: إذ يقول الإنجيل إن مريم العذراء، لما قال لها الملاك " وهوذا أليصابات نسيبتك هي أيضًا حبلى بابن في شيخوختها. وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرًا" (لو 1: 36) حينئذ قامت مريم في تلك الأيام، وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا، وسلمت على أليصابات" (لو 1: 39، 40). وكان الرب يسوع حينئذ جنينًا في بطنها، وهي على جبال يهوذا. لذلك لما صار سلام مريم في أذني أليصابات، أمتلأت أليصابات من الروح القدس، وأرتكض الجنين في بطنها (لو 1 42، 44). مستقبلًا هذا الذي أتاه طافرًا على الجبال.. 2- جبل قسقام في مصر: وذلك أثناء الهروب إلى مصر، حسب أمر الملاك ليوسف النجار (مت 1: 13). وكان آخر المطاف في مصر هو عند موضع الدير المحرق في جبل فسقام، حيث بارك الرب هذا الجبل وكل أرض مصر التي عبر بها 3- جبل التجربة (مت 4): ويمكن أن ندعوه أيضًا جبل الانتصار، إذ قضى الرب " أربعين يومًا يُجَرب من الشيطان. وكان مع الوحوش. وصارت الملائكة تخدمه" (مر 1: 12). والتجربة الثالثة كانت على جبل عال حيث رأى " جميع ممالك الأرض ومجدها (مت 4: 8) مزدريًا بها جميعًا ومنتصرًا على كل حيل إبليس، فأستطاع بهذا أن يقول لتلاميذه " ثقوا، أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 23) وقال عنه القديس بولس الرسول إنه " مُجرب في كل شيء مثلنا، بلا خطيه" (عب 4: 15) وأيضًا " لأنه فيما هو تألم مُجربًا، قادر أن يعين المُجربين" (عب 2: 18). كان على جبل التجربة تعزية لنا في تجاربنا. وتشجيعًا لنا في الانتصار على تجاربنا. 4- على جبل العظه (مت 5): كما كانت تعاليمه هكذا عاليه ومرتفعه عن كل تعليم بشري، لاق بها أن نقول على جبل عالٍ. وفي هذا يقول القديس متى في بداية العظة على الجبل " ولما أبصر الجموع صعد إلى الجبل.. وفتح فاه وعلمهم قائلًا: طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السموات.." (مت 5: 1 – 3). وهكذا قيل عن سمو هذه العظات التي قالها الرب على الجبل " فلما أكمل يسوع هذه الأقوال، بهتت الجموع من تعليمه. لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان، وليس كالكتبة" (مت 7: 28، 29). وكثيرًا ما كان الرب يُعلم على الجبال. 5- على جبل التجلي: وقيل في ذلك " أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا. وصعد بهم إلى جبل عالٍ منفردين. وتغيرت هيئته قدامهم. وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور. وإذا موسى وإيليا قد ظهرا، يتكلمان معه.. ، (مت 17: 1 – 3) (مر 9: 1 – 3) ويكمل القديس متى الإنجيلي هذه المعجزة المبهرة بقوله " إذا سحابه نيره ظللتهم، وصوت من السحابة قائلًا: هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا" (مت 17: 5) ويذكر هذا إنجيل مرقس أيضًا (مر 9: 7). كما ورد ذلك في إنجيل لوقا كذلك (لو 9: 34، 35). ويقول القديس بطرس الرسول عن الرب يسوع: " لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجدًا، إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد؟؟؟؟ هذا هو أبني الحبيب الذي أنا به سررت. ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلًا من السماء، إذ كنا معه على الجبل المقدس" (2بط 1: 17، 18). كان جبل التجلي عظيمًا هكذا، إذ عبر عن لاهوت الرب ومحبة الآب له. لذلك لاق به أن يدعى " الجبل المقدس " ويذكر بين الجبال الهامة التي طفر عليها الرب. 6- جبال الصلاة والتأمل: ما أكثر ما كان السيد الرب يختار الجبل مكانًا للصلاة والتأمل والخلوة مع الآب. يقول عنه القديس متى الرسول " وبعد ما صرف الجموع، صعد إلى الجبل ليصلي" (مت 14: 23). ويقول القديس مرقس الرسول".. صرف الجمع. وبعد ما ودعهم، صعد إلى الجبل ليصلي" (مر 6: 46). ويقول القديس لوقا " وفي تلك الأيام، خرج إلى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله" (لو 6: 12). ويقول أيضًا " وكان في النهار يعلّم في الهيكل. وفي الليل يخرج ويبيت في الجبل الذي يدعى جبل الزيتون (لو 21: 37). حقًا إن جبل الزيتون كان من أهم الجبال في أثناء فترة تجسد الرب على الأرض. ومن العبارات المؤثرة في إنجيل القديس يوحنا الحبيب، قوله " فمضى كل واحد إلى خاصته. أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون" (يو 7: 53)، (يو 8: 1). 7- جبل الجلجثة: وأهم آخر الجبال التي وصل إليها الرب في تجسده على الأرض. هو جبل الفداء الذي فيه سفك دمه الطاهر عنا لأجل خلاصنا. لأنه لا يوجد حب أعظم من هذا أن يضع احد نفسه لأجل أحبائه (يو 15 : 13). وعن صلب الرب يقول إنجيل متى إنهم " أتوا إلى موضع يقال له جلجثه وهو المسمى موضع الجمجمة " (مت 27: 33). ويذكر مرقس الرسول هذه الجلجثة أيضًا (مر 15: 22) ويقول القديس لوقا " ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك.." (لو 23: 33). ويقول القديس يوحنا " فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يُقال له موضع الجمجمة. ويُقال له بالعبرانية جلجثة، حيث صلبوه وصلبوا أثنين آخرين معه.." (يو 19: 17، 18). 8- جبال أخرى: جبال أخرى في حياة تجسد المسيح على الأرض، ما أكثرها، بعضها خاصة بمعجزاته والبعض بتعليمه من على هذه الجبال.. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من كان يظن.. تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث https://upload.chjoy.com/uploads/1362290544652.jpg كانت القيامة بقوة، ذكرتنا بقول الكتاب "غير المستطاع عند الناس، مستطاع عند الله". هذه القوة أذهلت بولس الرسول، فقال عن الرب "لأعرفه وقوة قيامته". ولقد وهبنا الرب قوة قيامته هذه. فأصبح "كل شيء مستطاع للمؤمن". وفي هذا قال بولس الرسول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني".. صرنا الآن لا نري شيئًا صعبًا أو مستحيلًا بعد أن داس الرب الموت، ووهبنا النصرة عليه، وفتح لنا باب الفردوس المغلق. ووضع في أفواهنا تلك الأغنية الجميلة "أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتك يا هاوية؟! قوة القيامة أعطت التلاميذ شجاعة وجرأة في الكرازة. من كان يظن أن هؤلاء الضعفاء المختبئين في العلية، يستطيعون أن ينادوا بالإنجيل بكل مجاهرة بلا مانع؟! من كان يظن أن إثني عشر رجلًا، غالبتهم من الصيادين الجهلة، يمكنهم أن يوصلوا المسيحية إلي أقطار المسكونة كلها.. ولكن القيامة علمتنا أنه لا يوجد شيء مستحيل.. عند الله، كل شيء ممكن.. ممكن أن جهال العالم يخزون الحكماء، وأن ضعفاء العالم يخزون الأقوياء.. كان يبدو من الصعب جدًا أن تقف المسيحية ضد الوثنية، وضد الديانات القديمة التي ثبتت جذورها في عقائد الناس، وضد اليهودية التي حاولت أن تقضي علي المسيحية أو تستوعبها. وضد الفلسفات التي كانت سائدة في ذلك الزمان، وضد الإمبراطورية الرومانية بكل طغيانها وقوتها المسلحة. كان يبدو من الصعب أن تقف المسيحية ضد هذه القوي جميعها، وأن تنتصر عليها.. ولكن القوة التي أخذوها عن قيامة المسيح وانتصاره علي الموت، أعطتهم طاقة عجيبة.. من كان يظن أن بطرس الصياد الجاهل، يمكنه بعظة واحدة أن يحول ثلاثة آلاف يهودي إلي الإيمان المسيحي؟! بالكاد يتمكن واعظ مشهور أن يحول -بعظة واحدة- بعض خطاة إلي التوبة، أما أن يغير 3000 شخص دينهم بسماع عظة، فهذا أمر يبدو كالخيال.. ولكنها القوة التي أخذها الرسل من الروح القدس، فغيرتهم قبل أن تغير الناس.، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. واستمرت معهم تعمل بهم الأعاجيب. من كان يظن أن هؤلاء الرسل يذهبون إلي بلاد غريبة عنهم، لا يوجد فيها مسيحي واحد، ولا توجد فيها أية إمكانيات للخدمة، فيبدأون معها من الصفر، ويحولونها إلي المسيحية..؟! ولكن قيامة المسيح علمتنا أنه لا يوجد شيء صعب أو مستحيل. فكل شيء مستطاع للمؤمن.. من كان يظن أن شاول الطرسوسي أكبر مضطهد للمسيحية في وقته، يتحول إلي بولس أكبر رسول بشر بالمسيح..؟! من كان يظن أن قائد المائة، رئيس الجند الذي صلبوا المسيح، يؤمن بالمسيحية ويستشهد بسببها، ويصير قديسًا؟! من كان يظن أن اللص اليمين يؤمن وهو علي الصليب؟! ومن كان يظن أن إمرأة بيلاطس الوالي تؤمن، وترسل إلي زوجها متوسلة من أجل "هذا البار"؟! ولكن بالنعمة كل شيء يصير ممكنًا، إن الله قادر علي كل شيء. إن الذي انتصر علي أخطر عدو-وهو الموت-لا يصعب عليه شيء. كل شيء سهل أمامه.. من كل يظن أن مريم المجدلية التي كان فيها سبعة شياطين، تتحول إلي كارزة، وتبشير الرسل بالقيامة؟! لكن قوة القيامة، جعلتنا نوقن أنه لا شي مستحيل.. وكما رأينا هذا في الكرازة، رأيناه أيضًا في التوبة: إن قوة التوبة التي حولت أعظم الخطاة إلي أعظم القديسين، وليس إلي مجرد تائبين، علمتنا أنه لا شي مستحيل.. أقصي ما كنا ينتظره الناس، أن يتوب أوغسطينوس الفاجر، اما أن يتحول إلي قديس تنتفع الأجيال بتأملاته، فهذا أمر صعب ما كان ينتظره أحد. ونفس الوضع يمكن أن يقال عن تحول موسي الأسود القاتل إلي قديس وديع متواضع. إن الله لا يعسر عليه أمر. أليس هو القائل: "من أنت ايها الجبل العظيم؟ أمام زر بابل تصير سهلًا" (زك 4: 7).. الله الذي يجعل العاقر أو أولاد فرحة".. الذي يقول لها "ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد.. أوسعي مكان خيمتك.. لأنك تمتدين إلي اليمين وإلي اليسار، ويرث نسلك أممًا، ويعمر مدنًا خربة" (أ ش 54: 1-3). إن ميلاد المسيح، وكذلك قيامته، كانا حدثين عجيبين، يثبتان أنه لا مستحيل.. وهكذا أيضًا كانت معجزاته.. مجرد عملية التجسد، كانت تبدو مستحيلة في نظر الناس!!! كيف يمكن أن يخلي الله ذاته، ويأخذ شكل العبد؟! كيف يمكن أن يحبلي عذراء بغير زرع بشر، وتلد؟! كذلك كانت القيامة أمرًا مستحيلًا. ومن هنا خاف اليهود حدوثها، واعتبروها بالنسبة إليهم "اشر من الضلالة الأولي"!! ومع ذلك حدث التجسد، والميلاد من عذراء، والقيامة الذاتية. إن المسيحية ليست ديانة ضعف، بل هي ديانة قوة. إنها تعطي الإنسان طاقات عجيبة، وتلغي عبارة "المستحيل".. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعالو ا الي ايها المتعبون وانا اريحكم
http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphoto...18862620_n.jpg الى من امضى الليل يئن من الالم... الى من لم تغمض جفناه من شدة الندم... الى من تاه بافكاره ولم يجد سوى العدم.... الى المريض المتألم ....والخاطىء النادم .... واليائس الهائم .... الى كل من هو في شدّة ضيق ... الى من لم يجد امامه صديق..... الى من يشعر بحزن عميق ..... اليكم جميعا ايها المعذّبون.... اليكم جميعا" ايها المتضايقون ....نزل من السماء وتجسد خالق الكون.... ودعاكم اليه لأنه اب حنون .... جمل الصليب عنكم وافتداكم .... وبقيامته خلصكم واحياكم... اسرعوا اليه ولبّوا النداء..... هو يريحكم من كل شقاء.... هو للمرضى الشفاء...... هو لليائس الامل والرجاء .... هو الراحة بعد العناء... وهو الطريق الى السماء .... امين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعاليم عن الصلاة https://files.arabchurch.com/upload/i.../864562457.jpg + أولادي , صلّوا لتمتلكوا روح الصلاة غير المنقطعة , واطلبوا ذلك بصبرٍ من أمّ الله التي تتضرع دائماً من أجلنا . + لا يعيش الإنسان بدون صلاة , إنما يموت تدريجياً دون أن يشعر . لو تعتادوا أن تبدؤوا بالصلاة قبلَ كلّ عملٍ . حاولوا أن توحّدوا الصلاة مع كل حركة لكم . + الصلاة تلدُ التواضع , و بدون التواضع لا يوجد خلاص . + لا تردّدوا صلواتكم باستعجال , فالصلاة صحةٌ للروح و إفادةٌ للقلب . و حتى لو أردنا أن نقول أشياء عالمية يجب أن نحافظ على الصلاة في قلوبنا + لا يجب أن تقال الصلاة آليّاً , بدون احترام و خوف الله . هذا ما قاله الستارتس القديس عندما كان في قلايته إحدى المرات , حيث نظر للأيقونسطاس و بدأ يرتجف ... إذ مقابل الأيقونات المقدسة وقف أحدُ الشياطين بهيئةٍ غريبة و كان يقرأ المزامير بعشوائية . _ " ماذا تفعل هناك ؟" سأل الستارتس . _ "أنا . . .! أنا استهزىء بالصلاة ". قال ذلك الشيطان ثم اختفى . " هكذا يسخرون بالصلاة , عندما تُقدَّم بدون مخافة الله , و بدون انتباهٍ و ورعٍ ". من كتاب الستارتس زخريا دير سيدة البشارة _ حلب |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرب راعي https://upload.chjoy.com/uploads/1365972174262.jpg ما أجمل صورة الراعي وهو يمشي مع القطيع يقودهم بكل لطف وحنان، يحامي عنهم في أوقات الشدّة حين يداهمهم الخطر، فهو دائما حاضر لكي يتدخّل http://www.kalimatalhayat.com/images...s/shepherd.jpgلإنقاذهم من الذئاب الخاطفة، وهذا كله ما هو سوى جزء صغير من صورة أكبر وأعمق للراعي الحقيقي يسوع المسيح الذي بذل نفسه من أجل الخراف فهو: يسدّ العوز: "الربّ راعيّ فلا يعوزني شيء. في مراع خضر يربضني، إلى مياه الراحة يوردني" (مزمور 1:22). إلى ماذا احتاج وغذاء الله دائما حاضر من خلال كلمته لكي يسدّ جوعي الروحي، إلى ماذا احتاج وحين أشعر بالجفاف أو بالعطش في داخل نفسي، أجده يحضّر لي المياه لكي أرتوي من نبع حبه الفياض الذي لا ينتهي، فكيفما نظرت أجد المسيح في كل زوايا حياتي. يرّد النفس: "يردّ نفسي يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه" (مزمور 3:22). حينما أكون تائها في برية هذا العالم المليء بالبعد والتشرد، تلمسني يديّ الراعي الأمين لكي ترد نفسي من التمرد ومن الهروب ومن التوهان لكي أعود كما عاد الخروف الضائع، فيحملني المسيح على منكبيه ويعيدني إلى حظيرته الروحية حيث هناك أجد الفرح الحقيقي الذي لا مثيل له. يشجع القلب: "أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني" (مزمور 4: 23). إنه راع لا مثيل له في وسط الظلمة الموجودة في كل المجتمعات هو ينير الدرب لكي أتلمّس خطواته الرائعة، فعصاه مستعدة دائما لحمايتي وتشجعني لكي أنخرط بقوّة في حقل الرب دون خوف أو تردد فالتعزية دائما موجودة، وقوّة الله مظللة على كل جوانب حياتي فيشبع قلبي محبته التي لا تقدر بثمن. صديقي القارىء: هل أنت تائه أو متحيّر من أمرك أو تجد نفسك في مهب الريح، المسيح يدعو المتعبين والثقيلي الأحمال أن يأتوا إليه فيحتموا تحت مظلته، فهو الراعي الأمين الذي يسد عوزك الروحي ويرد نفسك ويشبع قلبك فيمنحك الغفران والخلاص. "إنما خير ورحمة يتبعانني كلّ أيام حياتي وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام" (مزمور6 :22). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طيور لا تطير http://www.kalimatalhayat.com/images...ions/birds.jpg "وأما منتظروا الرب فيجدّدون قوّة يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون" (أشعياء 31:40). مع أن أول شيء يفكر فيه الناس لدى سماع كلمة طائر هو أنه يطير في الجو إلا انهم سيتفاجأون لمعرفة أن عددا كبيرا من الطيور لا تطير، وهناك النوع الآخر من الطيور الذي يحلق بجناحيه عاليا فوق الجبال والبحار دون ملل أو تعب، والله يريد منا أن نكون: طيور تحلّق عاليا: "لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوّة والمحبة والنصح" (2 تيموثاوس 7:1)، وكما أن الطيور القوية تحلق بأجنحتها فوق الغيوم لتجابه الشمس بجبروتها هكذا المؤمن القوي في علاقته مع الله يحلّق فوق الأزمات فيراها من فوق صغيرة وسخيفة، فالله يريدنا أن لا نفشل ولا نخور بل أن تكون أجنحتنا الروحية قوية في التحليق لأن قوة الله ترافقنا لكي ترفع بنا إلى فوق ولا نكون طيور لا تطير. طيور تثابر على الطيران: "فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أفسس 15:5). من أهم صفات الطيور التي تقطع المسافات هي المتابرة على الطيران والمضي نحو الهدف المرجو منه، وهكذا نحن علينا أن نكون ثابتين على صخر الدهور يسوع المسيح، فلا مجال للتراجع لأن الرحلة طويلة وتحتاج إلى رجال اشداء مثابرين في العمل، فنحلق بأجنحة ثابتة وقوية بقوّة ودعم الروح القدس عندها لا نكون طيور لا تطير. طيور تعاون غيرها: "فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه. وإن كان عضو واحد يكرّم فجميع الأعضاء تفرح معه" (1 كورنثوس 26: 12). من أجمل الصور التي يقدمها سرب الطيور في الجو هو التعاون الرائع في طريقة الطيران وفي حماية من يخور وهو يحلق في الأعالي، وما أجمل أن نتعلم منها درسا كمؤمنين في المسيح لكي يكون عندنا روح التعاون والمحبة والمساعدة لكي ننشجع ونشجدد الركاب المخلّعة فترجع وتتقدم في حياة الإيمان من جديد، فنكون كالنسور المحلّقة فوق الجبال باحثين عن الخطاة بمحبة لكي نقدّم لهم رسالة السلام، فنكون داخل السرب الذي يحلق عاليا المنتمي إلى الموطن السماوي الذي لا يزول. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وقفة إكرام للأمومة http://www.kalimatalhayat.com/images...others-day.jpg عندما اراد الله ان يعبّر عن قلبه المحب الذي يهتم بنا (اشعياء 66: 13)، لم يجد الا صورة الام التي تعزي ابنها وعندما اراد الخالق ان يعبّر عن علاقته القوية بشعبه(اشعيا 49: 15)، لم يجد اوضح من صورة الام. وعندما اراد الرب يسوع ان يصف لنا مجيئه الثاني لاخذ كنيسته (يوحنا 16)، لم يجد اجمل وادق من صورة الام وهي تلد، ثم تفرح بوليدها وتنسى المها وعندما اراد الرسول بولس ان يعبّر عن قلبه الخادم المضحّي لاجل شعب الرب(1 تس 2: 7)، لم يجد افضل من صورة الام التي تضحّي، ولا تكلّ من اجل اولادها والرسول بطرس في رسائله استخدم كثيرا صورة الامومة والولادة، وشبّه كلمة الله بام تلد وترضع وتشبع .. في العهد القديم في سفر اشعياء الانجيلي، اراد الله ان يصف للبشر مدى تعلّقه بمخلوقاته، ومدى اهتمامه بشعبه وقربه لهم، فبحث الله وجال بفكره، ولم يجد اجمل من صورة الام التي تدلّل طفلها وتتعلق به وتهتم به وهي تحتضنه... كانت صورة الام التعبير الصحيح والدقيق الذي وجده الخالق القدير في كل هذا الكون... فلا يهم موقف الطفل كثيرا، بل التشديد هو على موقف الام الرؤوم والحنون التي كل همّها ارضاء طفلها واشعاره بالامان والاكتفاء والشبع والحماية... وكل مرة يرى الله أمّا تحتضن ابنها، يشعر القدير بالرضى لانها تعبّر عما يدور في خلده... ربما لا يعرف العالم قيمة الام الحنون، ولا الاولاد يدركون قيمة تعب والدتهم، فالاولاد عادة يميلون الى مهابة الاب واحتقار امهم. وحتى الام ربما تشعر بعدم اهمية مسار ولادة الاولاد، لكن بلا شك يرى الله القدير في ذلك اهمية قصوة وجمالا لا حدود له، وصورة وجدت نعمة في عيني الله... فالخالق وجد مسرة ان يعلن ذاته ليس كخالق بلا عواطف، بل كأم قلبه مليء بالرحمة والرأفة والعناية والعطف.. كل هذا يتجلّى في الأم... وفي العهد الجديد في انجيل يوحنا (16)،عندما اراد الرب يسوع وصف مشاعر شعبه في انتظار عودة حبيبهم وعريسهم، لم يجد يسوع اجمل من الام التي تتوجع وتتمخض وتعاني وهي تلد، لكن في اللحظة التي تلد، تشعر بالارتياح.. ورؤية طفلها نتاج مخاضها، ينسيها همّها والمها.. هكذا المؤمن وهو في هذا العالم، يتألم ويتمخض ويئن ويشتاق الى عتق السماء، لكن عندما يأتي الفادي ويلتقي باحبائه، ينسى المؤمن كل حزنه وضناه.. كما ان رؤية الطفل المولود بعد مشقة، تنسي الام كل مشقتها، هكذا رؤيتنا ليسوع الذي احبنا حتى الموت، سينسّينا كل آلام الزمان الحاضر الذي لا يقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا... والرسول بولس بحث في كل مكان ليجد صورة معبّرة عمّا يشعر به في اعماق قلبه، فلم يجد الا صورة الام .. فتنفس الصعداء وشعر بالارتياح، عندما وجد مشاعر الأم وتضحيتها لاولادها مشابهه تماماً لمشاعره كخادم امين للرب يخدم اولاد الله.. لم يخدم ويعظ كواجب او ثقل، بل شعر بدافع قوي ومحبة جيّاشة في اعماقه، فكان مستعداً لكل تضحية لاجل خلاص وبنيان شعب الرب، ولم تهمه النتائج وردود الفعل، ولم يبحث عن مكافأة من بشر.. وجد في الأم المضحّية عزاءا واكتفاءا وتعبيرا لكل عواطفه ومشاعره.... شعر للحظات انه أم بكل معنى الكلمة... واريد ان انبّر عن اهمية وعظمة الامومة في عيني الخالق القدير، ولا شك ان فكرة الامومة التي ابدعها الخالق، نتجت عن دراسة متقنة وحكمة الهية، وقد شعر الخالق بارتياح عظيم عندما خلق الامومة... للاسف في هذا الايام، ايام التقدم العلمي والتكنولوجيا، نرى ان فكرة الامومة تزداد ازدراءا واحتقارا، حتى اصبحت المراة تفتخر بالعمل خارج البيت والتجميل والسفر والنجاح العالمي، لكنها لا تحبّذ فكرة ولادة طفل والاهتمام به وممارسة الامومة... ليتنا نتبنّى الفكر الالهي، ونحترم ونكرم الامهات، ونرى حكمة وعظمة الخالق في الامومة، ونرى في قلب الام وتضحيتها ورأفتها وعطفها، صورة جميلة ومنعشة لقلب خالقنا الملآن بالحنان والعطف للبشر الخطاة ... وقفة اكرام لكل الامهات وتحية عطرة للامومة، وسجود عميق لالهنا الرحوم والرؤوم والعطوف الذي ولدنا بكلمته الحية الفعالة، ويرضعنا من لبن كلمته عديم الغش لكي ننمو به، وهو يحضننا ويعزّينا كالام، وقد ضحى بحياته لاجلنا ليهبنا حياة ابدية... ان الأم لهي صورة مصغّرة لالهنا، لان الله خلق الانسان الرجل والمرأة على صورته هو، فالرجل هو صورة لله في سلطانه وحُكمه وتحليله ومنطقيته، اما المرأة فهي صورة لله في حنانه ورحمته وعطفه وتضحيته... ان الهنا هو صاحب السلطان والهيبة، لكنه ايضا اله كل نعمة وكل رحمة وعطف، نستطيع ان نتقدّم اليه بقدوم وبلا خوف، لانه لا خوف في المحبة، بل نتقدم بثقة البنين الواثقين من رأفة وحب أمّهم... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع معك ولا يتركك http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphoto...00602850_n.jpg قال الرب ليشوع: «.. لا أهملك ولا أتركك، تشدد وتشجع ... أَمَا أمرتك. تشدد وتشجع، لا ترهب ولا ترتعب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب» ( يش 1: 5 ، 9). عزيزي القارئ: هل تتقوى حقيقةً كل يوم، وفي كل موقف، بقراءة كلمة الله؟ وفي شئون حياتك اليومية، هل تستعين بالكلمة، وبما تقوله عن كل موقف تجتاز فيه؟ هذا التساؤل يبرز عندما أرى البعض بالكاد يتصورون أن كلمة الله حقيقةً مصدر للتعزية والقوة، فتراهم لا يتقوون بسماع أعداد من مزمور23 مثلاً. قد يكون الكتاب بحوزتهم، ولكن، هل يجدون قوة في قراءته .. هل هذا أمر واقع بالنسبة لهم؟ حسنًا دعونا الآن نتعرَّف ماذا تقول الكلمة، عندما تبرز الصعوبات. أولاً: أعداد اليوم مُحمَّلة بالتشجيع للأشخاص الذين يجتازون في ظروف مُستجدة بالنسبة لهم، والتي فيها يحتاجون إلى اتخاذ قرارات غير معروفة العواقب، وهم يدركون أنهم ضعفاء إزاءها، وأن قوتهم قاصرة حيالها. ثانيًا: هذه الأعداد تُرينا أن الله مُحيط بالأمور، وأنه يعرف ما يجري معنا. إنه يعرف دقائق الموقف الذي تجتاز فيه، ويعرف ضعف الإنسان، ويعرف أنك تجتاز فيه، ويعرف أنك تحتاج إلى التشجيع، وهو لن يبخل به عليك. ثالثًا: من هذه الأعداد نتعلم أن الله لا يوكل أمر الاهتمام بك إلى آخر يمكن أن يتركك عندما تتعقد الأمور، بل هو بنفسه معنا. اسمعه يقول: «أنا معك». رابعًا: ثم نتعلم أن الله معين لنا، يرافقنا ويقودنا حيثما نذهب. الله القدير هو قائدنا .. وكل ما علينا أن نتبعه. ماذا يعوزنا بعد؟ في دُجى الظلام هو لي رَفيقْ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح قام حقاً قام...هللويا...هللويا ... وأنت ... https://upload.chjoy.com/uploads/1365833267011.jpg لقد جاء المسيح الى أرضنا لكى يقدم لنا القيامة بالفداء فلقد صُلب على خشبة الصليب ومات ودُفن فى القبر ثلاثة أيام ثم ( قام ) بالحقيقة قام وكانت قيامة عظيمة لم يكن ولن يكون مثلها فلقد آتى ليقيمنا معهُ منتصراً ولكى يعطينا الانتصار معهُ على ابليس. لعلك تقول فى نفسك وتود ان تقول لى أنى أؤمن بالمسيح مخلصاً وفادياً فلماذا كل هذا الكلام, ولكن .......... ولكن أطرح عليك سؤالاً هاماً وهو.... هل بعد إيمانك بالمسيح فادياً هل أكملت معهُ بأنك تعيش حياة القيامة الذى أعطاها لك, وحددها لك, ورسمها لك بدمة على الصليب ( القوة ) هل تعيش منتصراً على الخطية أم مغلوباً من شهوات وملذات ومال ......... ألخ. تعال نفكر معاً ونعرف لماذا قال المسيح فى يوحنا 26,25:11 25 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا 26 وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟» قال يسوع انا هو القيامة والحياة من امن بي لا يموت, وأيضا قال ان كل من كان حياً وامن بي فلن يري الموت الى الابد ؟؟؟؟؟؟؟ هل عند ايماننا بالمسيح لا نموت ( جسدياً ؟ ) بالطبع الجسد يموت ويتحلل ولكن ماذا يقصد المسيح بعدم الموت ؟؟ عزيزى الجسد يموت ولكن الروح لا تموت لذلك ما يقصده المسيح هو الايمان به وان تعيش حياة القيامة معه وان تعيش منتصراً على ابليس بدم يسوع ( القيامة والحياة ) فأذا عشت القيامة فأذن لك المعرفة في الاسرار التي ما خلف الصليب وأذ عرفتها فأنت لست بعيد عن ملكوت الله...آمين فهل تعيش حياة القيامة أنت ؟؟؟ أشكرك أحبك كثيرا يسوع يحبك...هو ينتظرك |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح يحول ماء العهد القديم إلى خمرة العهد الجديد http://www.coptcatholic.net/thumb.ph...22bc0d791f.jpg "الجديد يستتر في القديم، والقديم ينكشف في الجديد"، بهذا الشكل يلخص القديس أغسطينوس تكامل العهد القديم والعهد الجديد، ويضيف في تعليقه على إنجيل القديس يوحنا أن المسيح يحول ماء العهد القديم إلى خمر العهد الجديد. هذا التعليم لم يكن غريبًا عن كتابات العهد الجديد، ويسوع نفسه، يؤنب اليهود الذين رفضوه قائلاً: "تَتصَفَّحونَ الكُتُب تظُنُّونَ أَنَّ لكُم فيها الحَياةَ الأَبديَّة فهِيَ الَّتي تَشهَدُ لي" (يو 5، 39). وفي حديثه إلى تلميذي عماوس، وقد حجبت عينا التلميذين عن معرفته أنّب يسوع التلميذين لأنهما لم يفهما ما كتب عنه في الأسفار المقدسة: "يا قَليلَيِ الفَهمِ وبطيئَيِ القَلْبِ عن الإِيمانِ بِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِه الأَنبِياء. أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه ؟" ثم "بَدأَ مِن مُوسى وجَميعِ الأَنبِياء يُفَسِّرُ لَهما جميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه" (لو 24). يسوع هو اكتمال الكتاب المقدس، فهو أتى لا لينقض الشريعة بل ليكملها (راجع مت 5)، وهذا الأمر فهمه القديس بولس جيدًا، وانطلاقًا من هذا المعيار التفسيري، قام بتطبيق صورة وخصائص الحكمة في العهد القديم على المسيح. وهذا ما قدمه البابا بندكتس السادس عشر في تعليم الأربعاء 22 أكتوبر 2008. فبعد أن توقف الأسبوع الماضي على ما عرف بولس عن يسوع التاريخ، توسع أمس الأربعاء في اعتبار عقيدة بولس الكريستولوجية. يسوع التاريخ والكلمة الأزلي وقال الأب الأقدس: "يتأمل الرسول مذهولاً السر الخفي في المصلوب القائم ومن خلال الآلام التي احتملها المسيح في بشريته (البعد الأرضي) يصل إلى الوجود الأبدي الذي من خلاله كان واحدًا مع الآب (البعد ما-قبل-الزمني). يكتب بولس: "عندما حل ملء الزمان، أرسل الله ابنه، مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الشريعة، ليفتدي الذين هم تحت الشريعة، لكي ننال التبني"". وشرح الأب الأقدس أن الإعلان عن هذين البعدين (الوجود الأزلي في حضن الآب ونزول الرب في التجسد) يتم مسبقًا في العهد القديم في صورة الحكمة. نجد في كتب العهد القديم الحكمية بعض النصوص التي تتغنى بدور الحكمة الأزلية كانت قبل خلق العالم. بهذا المعنى تُقرأ نصوص مثل هذا المقطع من المزمور 90: "قبل أن وُلدت الجبال وأسست الأرض والمسكونة، من الأزل وإلى الأبد، أنت الله" (آية 2)؛ أو مقاطع مثل ذلك الذي يتحدث عن الحكمة الخالقة: "الرَّبُّ خَلَقَني أُولى طرقِه قَبلَ أَعمالِه مُنذُ البَدْء؛ مِنَ الأَزَلِ أُقمتُ مِنَ الأوَلِ مِن قَبلِ أَن كانَتِ الأَرْض". انحدار الحكمة وتابع البابا مشيرًا إلى أن النصوص الحكمية عينها التي تتحدث عن وجود الحكمة الأزلي، تتحدث أيضًا عن نزولها، عن انحناء هذه الحكمة، التي أقامت خيمتها بين البشر. وهكذا نسمع صدى كلمات إنجيل يوحنا الذي يتحدث عن خيمة جسد الرب. لقد قامت بخلق خيمة في العهد القديم: والإشارة هنا إلى الهيكل، إلى العبادة بحسب التوراة؛ ولكن من وجهة نظر العهد الجديد يمكننا أن نفهم أن هذا كان فقط تصويرًا مسبقًا لخيمة تحمل حقيقة ومعنىً أعمق: خيمة جسد المسيح. ونرى في كتب العهد القديم أن انحناء الحكمة هذا، ونزولها في الجسد يتضمن أيضًا إمكانية رفضها. الحرية، الرفض والصليب إن القديس بولس، في توسيعه لتعليمه الكريستولوجي، يعود إلى هذا المنظار الحكمي: يتعرف في يسوع على الحكمة الأزلية القائمة أبدًا، الحكمة التي تنحدر والتي تخلق لذاتها خيمة في ما بيننا؛ وبهذا الشكل يستطيع أن يصف المسيح، كـ "قوة وحكمة الله"، ويستطيع أن يقول أن المسيح قد صار لنا "حكمة من لدن الله، وبرًا، وتقديسًا وفداء" (1 كور 1، 24 . 30). بالشكل عينه يوضح بولس أن المسيح، مثل الحكمة، يمكن رفضه، خصوصًا من قبل سلاطين هذا العالم (راجع 1 كور 2، 6 – 9)، فتتولد في مشروع الله مفارقة هي الصليب الذي سيضحي سبيل خلاص لكل الجنس البشري. التمجيد لكن الكلمة الأخيرة ليست للرفض، إذ نلاقي تطورًا آخرًا في هذه الدورة الحكمية التي ترى انحدار الحكمة لكي يتم تمجيدها في ما بعد بالرغم من الرفض، في النشيد الشهير الموجود في الرسالة إلى أهل فيليبي (راجع 2، 6 – 11). نحن بصدد واحد من أسمى نصوص العهد الجديد. وأوضح الأب الأقدس أن هذا النص الذي يأخذه بولس عن نشيد سابق لكتابة الرسالة هو ذو أهمية كبرى لأنه يعني أن اليهود المتنصرين قبل بولس كانوا يؤمنون بألوهية يسوع. وبكلمات أخرى، "ألوهية المسيح ليست ابتكارًا هيلينيًا نشأ بعد زمن طويل من حياة يسوع الأرضية، وليس اختراعًا تناسى إنسانيته وأعلنه إلهًا؛ نرى بالواقع أن اليهودية-النصرانية الأولى كانت تؤمن بألوهية يسوع". يتألف النشيد من 3 مقاطع: الأول يتحدث عن التواضع وإخلاء الذات، والثاني عن موت الصليب، أما الثالث فيعرض جواب الآب على تواضع المسيح: "لهذا رفعه الله ووهبه الاسم الذي هو فوق كل اسم" (آية 9). ولفت البابا إلى "التباين بين الانحدار الجذري والتمجيد الذي يليه في مجد الله". تصرف المسيح يختلف كليًا عن "طموح آدم الذي أراد من تلقاء ذاته أن يصير الله، وهو مغاير عن تصرف بناة برج بابل الذين أرادوا من تلقاء ذاتهم أن يبنو الجسر إلى السماء فيضحوا آلهة لذواتهم. ولكن مبادرة الكبرياء هذه أدت إلى تدمير الذات". ثم تابع الأب الأقدس: "ليس هذا السبيل للوصول إلى السماء، إلى السعادة الحقة، إلى الله. طريقة تصرف ابن الله هي العكس تمامًا: لا بالكبرياء بل بالتواضع الذي هو تحقيق للحب، الحب الذي هو إلهي. مبادرة الانحناء، تواضع المسيح الجذري، الذي من خلاله يعاكس الكبرياء البشري، هو حقًا تعبير عن الحب الإلهي؛ يلي هذا التواضع الارتفاع إلى السماوات إلى حيث يجذبنا الله بحبه". http://www.coptcatholic.net/images/pic_63.jpghttp://www.coptcatholic.net/images/pic_64.jpg |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ترجمات الكتاب المقدس المختلفة
الكتاب المقدس عالم دون حدود في عالم الأبحاث. التاريخ والشريعة، العلم والصلاة. بحسب الكنيسة الكاثوليكية الكتاب المقدس مؤلف من 73 كتاباً. "للكتاب المقدس كاتبان: الكاتب الإلهي الذي هو الله والكاتب البشري وهم هم الكتاب والمؤخرون. الله ككاتب إلهي، أوحى كلمته للكتاب البشريين الذين كتبوا الكلمة كل بحسب أسلوبه الأدبي. بعد العودة من السبي الى بابل في القرن الرابع قبل المسيح، بدأت عملية كتابة تاريخ اسرائيل. وهذا العمل التاريخي جزء من تاريخ طويل. لقد تطورت الكتب من خلال شهادات هذه النصوص القديمة التي نقلها أناس كانوا أمناء على نقل النص كما هو. "لا يمكن المس بمعنى النص، إن التغيرات تتعلق ببساطة ببعض الكلمات، أو بطريقة الكتابة. ولكن لا يمكن المس بمضمون النص. لا يوجد نص أصلي، ولكن من الممكن إيجاد نسخ قريبة جداً من النصوص الأصلية. أقسام نُقلت خلال القرون الثلاثة الأولى من تاريخ الكنيسة، والنسخ الموجودة في مكتبة الفاتيكان ومركز الدراسات البيبلية الفرنسيسكاني في القدس، وفي متاحف كثيرة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ربي فيك أنت ثقتي § كل مرّة تألمت وعانيت من الظلم والعدوان، § كل مرة تعرضت للاضطهاد، فلا مسيحية بلا صليب، وكل مرة تعذبت فلا مسيحية بدون آلام وعزاء، وكل مرة شعرت بالضيق والألم. § كل مرة خنقني شعوري بالخوف، ومخالب العدوان تنهش لا حقوقي المشروعة فحسب، ولا كرامتي المهدرة وحدها بل جسدي وعرضي وحياتي بمجملها. § كل مرة شعرت بالعدو يحاصرني ويحيط بي ويصوب نحوي سهامه وينصب لي الفخاخ؟ فارتجف القلب فيّ وهو لا يعرف من أين تنطلق السهام وكيف ستخترقه وهززت رأسي مضطرباً في أسىً وبؤس وجزع؛ § كل مرة شعرت بالظلام يحيط بي والهاوية تكاد تُطبق فاها وتبتلعني وأنا أرى العدو رافعا رايات النصر فأشعر بالمزيد من الفشل واليأس والإحباط، بينما منكسة في الأرض رأسي، وممرغة في الوحل راياتي التي تحمل اسمك؛ § كل مرة فكرت فيها بقبول نصيحة الأهل والأصدقاء بالهرب وهجر الأوطان وترك كل شيء والتخلي عن كل مسئولية، أو على الأقل غسل اليدين لإعلان براءتي وقبول دور الضحية المستسلمة وسلوك سلوك الذبيح المهزوم. ربي وإلهي سامح ضعف إيماني واعن هشاشة قلبي § برغم واقعية منطق الواقع لقد تعلّمت اليوم درساً من أبي داود § أنه برغم شر ومكائد المنافقين § برغم قوتهم الجبارة وأسلحتهم الفتّاكة § برغم قوة منطق القوة § فإن يدك أيها الرب قوية ونجدتك قريبة من طالبيك علّمنّي أن أدرك أن§ عيناك مفتوحتان ترقبان § وأذناك مرهفتين تسمعان § ويداك ممتدين تسعفان § ورجلاك مسرعتين تبادران § وعدلك حاضر للتدخل في الوقت المناسب منصفا الأبرار، معاقباً للأشرار، مجازياً كل واحد حسب أعماله. أنحتاج يا سيدي أن تزرع في قلبي هذا الإحساس الدائم بوجودك وجودك. · وجودك في حياتي قوة تفوق كل قوة · وأن طبعك العدل لن تهمل صرخة المظلوم · وأن نعمتك تفوق كل قياس آمـــــين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
}فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة الى موضع خلاء منفردا فسمع الجموع و تبعوه مشاة من المدن.فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم و شفى مرضاهم.و لما صار المساء تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء و الوقت قد مضى اصرف الجموع لكي يمضوا الى القرى و يبتاعوا لهم طعاما.فقال لهم يسوع لا حاجة لهم ان يمضوا اعطوهم انتم لياكلوا.فقالوا له ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة و سمكتان.فقال ائتوني بها الى هنا.فامر الجموع ان يتكئوا على العشب ثم اخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء وبارك و كسر و اعطى الارغفة للتلاميذ و التلاميذ للجموع.فاكل الجميع و شبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة.و الاكلون كانوا نحو خمسة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد{.مت 14 / 13 – 21 السفينة رمزا للكنيسة في مواضع مختلفة في العهد الجديد، وفيها تجتمع جماعة المؤمنين مع المسيح ليتغلبا معا على أمواج بحر العالم، والتي تتمثل في الهموم والتجارب والتحديات التي تواجه قيم الانجيل :العدلوالرحمةوالايمان. أخذ المسيح تلاميذه وركبوا السفينة ليحصلوا على خلوة ، ليمثلوا في حضرة الآب، في موضع قفر بعيدا عن الضوضاء والتشويش (للصلاة). هكذا في الكنيسة نلتقي بالمكافحين من شعب الله من اجل العدالة الباحثين عن توبة شخصية وبالكنيسة نعلن أنا وأنت الثقة في الله وفي القريب. }فسمع الجموع و تبعوه مشاة من المدن{. هناك معلم يتبع الجموع ويجاريها طلبا في مزيد من راس المال الرمزي من صيت وشهرة ومجد زائل. وهناك معلم تتبعه الجموع حيثما مضى، سيرا على الاقدام يفتشون عنه. لابد انهم وجدوا عنده ضالتهم. }فلما خرج يسوع { الامر الثاني في إجابة المسيح على تلاميذه، انه اراد ان يشركهم في الحل :}اعطوهم انتم لياكلوا {فكما ذكرنا مقترح التلاميذ لحل المشكله هو ينبغي علي المسيح ان يصرف الجموع وعلى الجموع ان تنصرف لتدبر امرها. وقد غابت الانا عن الساحة. وحال يسوع يقول لهم أنتم شركاء في الحل}اعطوهم انتم لياكلوا { . ينبغي ان يكتمل المثلث ( أنا وأنت وهو) أما التوقف عند اقتراحات خلت من مشاركة الأنا هذا امر لا يفضي الي حل المشكلات، ولا يعين على تخطي العقبات. يسوع دائما هو المبادر ، فكما خرج الابن من حضن الاب ليتجسد بيننا ، ها هو يخرج الآن من خلوته ، ليكون مع الجموع الباحثه عنه.}ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم{خرج المسيح من خلوته ليعلن حنان الله ورافته. }و شفى مرضاهم.{ }و لما صار المساء تقدم اليه تلاميذه{ وقت المساء ، زمن عدم وضوح الرؤية ، زمن اختلاط المفاهيم ، وازدياد القلق والاوهام . }قائلين: الموضع خلاء و الوقت قد مضى {. انها مقدمةسيبنون عليها اقتراحهم لحل المشكلة ، وكأن يسوع لم ينتبه الي مضي الوقت ، او لم يعِ انه في موضع قفر!! }اصرف الجموع{ الاقتراح فيه شخصان يتوجب عليهما طاعة الامر وسرعة التفيذ وشكر المقترح على حكمته ، الطرفن هما: يسوع( المخاطب: انت) و الجمع ( الغائب: هم) أما دور ال( المتكلم: أنا ) فغير موجود!! اي على يسوع ان يصرف الجموع }لكي يمضوا الى القرى و يبتاعوا لهم طعاما{ وعلى الجموع ان تنصرف!!، اذ هذا الحل للمشكلة اتى بصيغة واجب على (انت وهم) ان يفعلا أما (انا) فيكفيني اني اكتشفت المشكلة واقترحت الحل الانسب!! }لا حاجة لهم ان يمضوا، { ولكن رد فعل يسوع غريب وغير متوقعيسوع ينبه تلاميذه انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله، نعم فقد زحفت الجموع وراء يسوع مشيا على الاقدام طالبة ان تسمع كلمة الحياة. وقد وجدت فيها خبزا محييا، ولم يشتك احد من جوع ولا من عطش. فالانسان قادر ان يقترح على الله نفسه اقتراحات ( مثل: لماذا لا يمنع الله الحرب ... وفي الوقت نفسه يكون صاحب الاقتراح فاقد كل رغبة في الغفران لأخية الذي أغضبه، أو ان يقترح على الله ان يزيل المرض من الأرض ... ويكون هو نفسه شريك بشكل او بآخر في تلوث الارض وتفاقم المرض. أو يصرخ بصلوات واقتراحات قوية المنطق طالبا من الله ان يرفع عنه ظلم الناس ... وهو لا يأبه بمن ظلم ولا يريد ان يعترف بمواقف ظلم فيها نفسه وآخرين ... الخ ويرى في اقتراحاته حكمة تفوق حكمة العلي له المجد. انها اقتراحات من الانا الهاربة من المشاركة الفعلية اي ان تكون هي جزء من الحل ، يبدو صاحب الاقتراح منطقي وعملي!! وهو في الحقيقة غير ذلك فهو يبحث دائما عن حل بعيد عنه ، فذلك سهل. لذلك فالمعنى الاعمق لسر التجسد ان الله ذاته صار جزء من حل مشكلة الانسان. }فقالوا له ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة و سمكتان{. رغم صيغة النفي }ليس عندنا ههنا {التي توحي بعدم الجدوى ، إلا ان التلاميذ ذكروا ما عندهم رغم انه قليل! }فقال ائتوني بها الى هنا{ الرب طلب القليل الذي بين ايدينا، لنقدمه بثقة تفوق الحسابات، لنشارك في التقدمة ولا نتوقف عند الاقتراحات. }فامر الجموع ان يتكئوا على العشب { }ثم اخذ الارغفة الخمسة و السمكتين { }وبارك { قدم ما عندك والرب يبارك لا تنس: الخوف يطرد البركة. }و كسر واعطى الارغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع.{هنا مشاركة الطراف الثلاثة (أناوانتوهم) بعد التجسد لن ينزل الله خبزا من السماء كما فعل ايام موسى ، بل تجسد ليبارك ما عندنا ويمنحنا شرف المشاركة معه. في القديم ارسل الله كتاب الشريعة وفي الجديد ارسل ابنه متجسدا ، في القديم انزل الطعام من السماء ( المن ) وفي الجديد بارك القليل الموجود بين ايدينا. لقد تمت المعجزة ، وشبع جميع الجياع وفضل عنهم الطعام }فاكل الجميع و شبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة. و الاكلون كانوا نحو خمسة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد{. بالتأكيد لا اعني بهذا الكلام ان ادعو الاشخاص إلى عدم تقديم النصح الاخوي والمشورة ... ولكن ادعو الي ان نتبنى منهج المسيح ذاته ... ان نصبح نحن جزء من الحل المقترح ، وان نبتعد ونتحرر من هذه الصيغة ( عليك انت وينبغي عليهم هم ) مع اغفال دور الفعلى واهمال المشاركه الحقيقية . وراينا كيف تعامل المسيح مع التلاميذ حينما استخدموا هذه النظرية ، إنه اشركهم في الحل أعطوهم انتم... أي كونوا جزء من اقتراحكم ، جزء من الحل. كما انه أنار أذهانهم الى الانطلاق من القوة الكامنة في تقدمة ما نملك وان كان قليل فهنا ياتي دور الرب وتعمل البركة. صلاة ربي اجعلني دوما غير خائف من ان ازج بنفسي في مصاعب الحياة ، من اجل مجدك ألا وهو الانسان الحي بفرح الايمان. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من شريعة سيناء إلى شريعة يسوع
...... قيل لكم أما أنا فأقول لكم (متى 5- 7) مقدمة إنجيل متى هو إنجيل الكنيسة (الجماعة المؤمنة) كما يظهر لنا في الفصول 16- 17- 18. هذا الإنجيل هو المذكر الدائم للكنيسة. كُتِبَ في السنة 85 بعد الميلاد. كان عند اليهود الكثير من الوصايا تقريباً 613 وصية. لذالك سألوا يسوع عن الوصية الأعظم بين الوصايا، عندها أجابهم يسوع أحب الله من كل قلبك وأحب قريبك كحبكَ لنفسك. إنجيل متى هو الوحيد الذي يعطي صورة واضحة عن سر المعمودية كما يوضح لنا كيف يكون سر التوبة في الفصل (9) الآية (2). كيف كانت التوبة في عهد متى. متى هوَّ أول من كتب للعالم اليهودي (أنطلق مما هو موجود). نجد في إنجيله (5) وعظات، وهنا تبرز مقارنة جميلة فكما أن موسى لديه (5) كتب كذلك متى لديه (5) وعظات. - العظة الأولى: (وعظة الجبل) مثلما كان موسى على الجبل، جبل سيناء، وتسلم كلام الله (الكلمات العشر). كذلك يسوع وقف على الجبل، لم يذكر الجبل سواء أكان جبل أورشليم أو سيناء أو الجبل الأخير جبل الإنجيل. - العظة الثانية: (الفصل 10) لدينا هنا إنجيل الرسالة (يسوع يرسل تلاميذه، ويعطي أعظم وصاياه). - العظة الثالثة: (سر الله) أو تدعى أيضاً أسرار الملكوت وهي موجودة في الفصل (13). وقد طرحت من قبل يسوع بأسلوب الأمثال، انطلاقا من مبدأ أن الفكرة الغير المنظورة يجب أن تصبح منظورة ولا تصبح الأمور أوضح إلا إذا كان الإنسان مستعد تماماً ليدخل في المثل وفي السر. - العظة الرابعة: (عظة الجماعة المسيحية) وهي موجودة في الفصل (18). - العظة الخامسة: (وعظة النهاية) ليس نهاية العالم. بل يتكلم عن نهاية عالم (بدون أل التعريف) وهي موجودة في الفصلين 24- 25. دمار أورشليم كان أساس هام لبداية الكنيسة (75 م). وعند دمار الهيكل بدأ تحرر المسيحية من اليهودية ومن الشريعة القديمة. * في الآية (23) من الفصل (4) عندما يقول متى: "وكان يسير في الجليل كله، يُعلمُ في مجامعهم ويُعلِنُ بشارة الملكوت، ويشفي الشعب من كل مرضٍ وعلة." وكذلك في الآية (35) من الفصل (9) عندما يقول: "وكان يسوع يسيرُ في جميع المدنِ والقرى يُعلمُ في مجامعهم ويعلن بشارة الملكوت ويشفي الناسَ من كلِّ مرضٍ وعلة."، فإن متى يعطي تعميم وتلخيص لكل بشارة يسوع وأعماله وأقوالهُ. * عندما يقول متى في (1:9- 2): "فركِبَ السفينة وعبرَ البحيرةَ وجاء إلى مدينتهِ. فإذا أناسٌ يأتونهُ بمُقعَدٍ مُلقىً على سرير. فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمقعد: ثق يا بُني، غُفِرت لكَ خطاياكَ." علينا أن نفهم أن المعجزة هي تعليم مثلها مثل الكلام. وهنا يعلم متى بطريقة غير مباشرة قائلاً: أيتها الكنيسة أنتِ معكِ سلطان لمغفرة الخطايا. المعجزة ليست لتدل على ألوهية يسوع، إذ هناكَ الكثير من الأنبياء قاموا بالأعاجيب. ليست الكلمة هي التي تدل على يسوع بل يسوع هو الذي يعطي للكلمة معناها. * علينا أن لا نخاف من أن نقول: (رسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين) فصحيحٌ أن القديس بولس الرسول ليس هو من قام بكتابتها بخط يده بل مدرسته أي المدرسة البولسية التي خلفتهُ هي التي كتبتها، ولكنه الأمر نفسه فبولس ومدرسته واحد. يقول القديس بولس أو المدرسة البولسية في الرسالة إلى العبرانيين: في الشريعة القديمة كانت تقدم 1000 أو حتى 2000 ذبيحة لله ولكن لماذا هذا العدد الكبير من الذبائح فيسوع ذبيحة واحدة، من حيث أنه مات مرةً واحدة، ولكنه عن كل الذبائح الأخرى. ولماذا كِثرَتْ الكهنة (24000 كاهن في العهد القديم لخدمة الله) خصوصاً أن الكاهن المسكين هو مجبر أن يقدم ذبيحة عن نفسه وعن الآخرين، أما يسوع فليس بحاجة إلى أن يقدم ذبيحة عن نفسه بل فقط عنا لذلك قدم نفسه كذبيحة. كما أن يسوع تألم معنا وبكى معنا ولم يستحي بنا. لم يستطع المسيحيون أن يتخلوا عن هذه الأشياء (كِثرَتْ الكهنة والذبائح) إلى أن انتهى العالم بدمار أورشليم عندها فقط أدركوا أنه ما من رجوعٍ إلى الوراء أبداً. لذلك علينا أن نقرأ إنجيلنا اليوم بهذه الطريقة طريقة الإنسان الجديد حتى نستطيع أن نرى كم هناك من العادات والتقاليد التي تقيدنا وتَحُدنا. مثلاً هناك سؤال كثيراً ما يُطرَحُ على الكهنة اليوم: أبونا ما قدرنا نقدس بالأربعين فينا نقدس بالخمسة والثلاثين؟ العظة الأولى: (العظة على الجبل: 5- 6- 7) هذه العظة تعطينا أولاً دستور المسيحية. ليست العظة كلها دستور بل فقط القسم الأول منها (بدايتها). الطوبى أو هنيئاً أو ما أسعد هذه الكلمات هي دستور المسيحية فإذا كنا نعيش هذه التطويبات فهذا يعني أننا نعيش الإنجيل لأن الإنجيل ككل هو هذه التطويبات. التطويبات تعني أتريد أن تبحث عن السعادة هذه هي السعادة. هذه التطويبات أو هذه السعادة قد قلبت كل المفاهيم. إنجيل متى يقول تماماً: طوبى للمساكين بالروح يعني طوبى لمن هم ليسوا متعلقين بشيءٍ أبداً لا بالبشر ولا بالمال ومثلما يقول المزمور: الاعتصام بالله خيرٌ من الاعتصام بالبشر أو حتى بالعظماء. لوقا أيضاً لا يمجد الفقراء وعندما يتكلم عن هؤلاء الفقراء فهو يقصد الأشخاص الذين أصبحوا فقراء لأنهم جُردوا وحرموا من أموالهم لأنهم مسيحيون لذلك يقول لهم لوقا هنيئاً لكم. وكونه أصبح هناك فقراء هذا يعني أن هناك أشخاصٌ آخرون اغتنوا. في التقليد السرياني مثلاًً، يقول (الشاه إيران) ليعقوب المقطع: أنكر إيمانك فأعطيك مالاً وأرفعُكَ كثيراً وقَبِلَ يعقوب ذلك واغتنى ولكنه ووجِهَ بامرأته وأمه فارتد. هنيئاً للودعاء لا تعني أن يذلني الناس. هنيئاً للجياع والعِطاش إلى البر، العطش ليس إلى الخبز والماء بل إلى كلمة الله. وكلمة البر تعني دائماً العمل بوصايا الله ومشيئته ولذلك نقول عن يوسف خِطّيب مريم أنه كان باراً. طوبى للرحماء، فنحن في عالمٍ القتل والتدمير والخراب لذلك نحن بحاجة شديدة إلى الرحمةِ والرحماء. إذاً هذا القسم الأول الصغير من العظة يخبرنا كيف يكون المسيحي الحقيقي ونحن ممنوعون من أن نكون كالآخرين في كل شيء. فإذا عشنا هكذا نستطيع أن نكون ملحاً ونوراً أما إذا لم نفعل أي لم نعش بحسب التطويبات فنحن لسنا ملحاً يطيب الطعام وإذا لم نكن محبة ولم يتجسد الإنجيل فينا فحن لسنا نور. في القسم الثاني من العظة هناك مقابلة بين الشريعة القديمة والشريعة الجديدة. المسيح لم يلغي الشريعة القديمة، يسوع لا يلغي شيء أبداً بل يصححه فقط وإلا فإذا كان هناك شخصٌ معاق مثلاً فإن يسوع يلغيه. علينا أن نأخذ مبدأ في تفكيرنا أن لا شيءَ يُلغى، يقول لنا مار بولس: "كلُّ شيءٍ لكم شرطَ أن تكونوا للمسيح". فيسوع صحح الشريعة القديمة وكملها أي أعطاها كمالها. الشريعة القديمة مثلاً تقول لا تقتل أما يسوع فلم يقل فقط لا تقتل بل أعطاها كمالها قائلاً كل من قال كلمةً باطلة على أخيه فقد قتله وكل من يغضب على أخيه فهو يقتله. وهنا نرى يسوع يقول: قيل لكم (أي موسى) أما أنا فأقول لكم. لباس الكهنة الذي يرتديه الكهنة اليوم في الاحتفال بالذبيحة الإلهية هو نفسه في العهد القديم كما نرى في سفر اللاويين. ولكن الكهنة اليوم ليسوا كهنة العهد القديم كما يُفترض. يسوع في كل مرة كان يتكلم كان يعمق الشريعة ويفتحها فكل شريعة مغلقة هيَّ ضد الشريعة لذلك كان يقال اللاتيني: أفضل وأكبر شريعة هيَّ أكثرها ظلم. إذا من الممنوع أن نقول مثلاً: الشريعة هكذا تقول وأنا سأعمل تماماً وبالحرف مثلما تقول الشريعة لأنه عندها سنتحول إلى مجرد أجهزة تحكم. يقول لنا يسوع هنا جملة رائعة وهامة جداً هي: " إذا كان بركم لا يفوق برَّ معلمي الشريعة والفريسيين فلن تدخلوا ملكوت السموات". الشريعة القديمة كانت تقول عينٌ بعين وسنٌ بسن، ونحن حياتياً لا نزال نؤمن بنفس الشريعة القديمة. لكن في الحقيقة موسى يقصد القول بهذه الجملة أنه إذا أحدٌ ما، مثلاً، خلع لكَ سنك فاخلع لهُ سنه لا له كل فمه أو قلع لكَ عينك فاقلع له عينه لا رأسهُ. وفي الحقيقة هذا ما نفعله نحن إذ أننا عملياً مازلنا على مستوى العين بالعين والسن بالسن. هناك جملة نحن لا نفهمها اليوم هيَّ: (من ضربكَ على خدكَ الأيمن فحول له الأيسر) هذا لا يعني أن ندير له خدنا الآخر بل يعني من عاملك بالعنف فحاول معاملته باللطف. ولدينا مثل رائع عن ذلك بيسوع المسيح في إنجيل يوحنا: عندما صفعه خادم رئيس الكهنة رد عليه يسوع، فيسوع لا يريدنا أن نكون خانعين، فلو خاف الرسل في بداية رسالتهم لكانت المسيحية اليوم تقتص على بضعة أشخاصٍ أو جماعات ولكانت الكنيسة قد انتهت حتى قبل أن تبدأ. يسوع لم يتحدث عن الأصنام والآلهة المتعددة لأنه لم يكن هناك سوى الإله الواحد في زمنهِ بل حتى كان من الممنوع على اليهود ذكر أسم الله (أي يهوه) بل كان يقال السيد أو السماء. لذلك عندما نقول، مثلاً، أبانا الذي في السماء فهذا يعني أبانا أنت يا الله. فيسوع تكلم بشكل أساسي عن الوصايا الثلاث الأولى. من ثمَ يُعطي يسوع القاعدة للممارسات اليهودية التي انتقلت تلقائياً إلى المسيحية والإسلام أيضاً: الصدقة، الصلاة، والصوم. أنت تريد أن تعمل للناس تأخذ أجركَ من الناس، أنت تريد أن يراك الناس إذاً خذ أجركَ من الناس. كل ما نعمله لكي يرانا الناس هوَّ ضياعٌ للوقت بينما مع الرب فكل شيء يجب أن يتم في الخفية، إن أعطينا فبالخفية، إن صلينا فبالخفية، وإن صمنا فأيضاً بالخفية. فإن رآنا الناس نقوم بذلك فليكن ولكن لا يكن هدفنا ذلك. الحركات الخارجية ليست دائماً دليلاً على الإيمان. كما يقول المثل، الأفراح الكبرى في الداخل والأحزان الكبرى في الداخل والمحبة الكبرى أيضاً في الداخل. البساطة هي أهم شيء في الحياة المسيحية، عندما سؤلَ توما الأكويني: من أين أتيت بكل هذا العلم من أرسطو؟ قال لا بل هذا الصليب هوَّ معلمي. ثم يختم متى فصلهُ بصورة الشجرة والثمرة وينهي كل هذا بالحديث عن البناء. عندما أقول أنا مسيحي فيجب أن أسأل نفسي ما الثمرة التي أملكها، لأن الشجرة تُعرف بثمرها. في القسم الثاني من الإنجيل أي الفصلين 8- 9 لدينا (10) عظات. متى هوَّ أكبر معلم لأنه يعلم مؤمنين، هوَ يعلم تعليم مسيحي. يقول لنا يوحنا: لو أردنا أن نحصي كل العظات التي قالها يسوع فكل الدنيا لن تتسع. لذل أختار متى (10) عظات وكل عظة فيها تعليم. الأبرص: من خلاله يظهر حنان الرب يسوع. علينا أن ننتبه هنا أن الأبرص ليس هوَّ من أتى ليسوع أولاً بل يسوع هو الذي ذهب إلى الأبرص في الغابة، فيسوع هو دائماً المبادر. من المعروف أنه في ذلك الوقت كان البرص يعيشون بعيداً عن بقية الناس الأصحاء لذلك كان من المستحيل أن يأتي الأبرص إلى يسوع أولاً. حماة بطرس: دائماً المرأة تدل على الكنيسة (قامت تخدمهم). عظمة متى أنه لا يترك أي أشخاص جانبيين أبداً مثلاً إذا قرأنا مرقس نجد: "قالوا له حماة بطرس ..." أما عند متى فهناك يسوع والحماة فقط هوَّ وهيَّ. في المخلع أيضاً يسوع والمخلع فقط. لذلك دائماً عندما نقرأ متى نشعر أن أفكارنا مرتبة وأننا أمام يسوع فإما نقول نعم أو لا. العاصفة: إذا كان لدينا إيمان لا نخاف وإذا كنا نخاف فليس لدينا إيمان. طرد الشياطين: يسوع المسيح فتح الطريق إلى العالم الوثني. الشيطان يدل على عالم الشر فأنزلهُ في الماء أي أعاده إلى أصله. الكسيح: التعليم الأول يقول أن يسوع يغفر الخطايا ويشفي المرضى ولكن التعليم الأساسي هو: أعطى البشر مثل هذا السلطان. دعوة متى- الصوم. إحياء صبية بنت يائيروس: صبية عمرها 12 سنة ستموت وكذلك امرأة نازفة منذ 12 سنة لا تستطيع الإنجاب. منابع الحياة ماتت. ماذا فعل يسوع؟ أعاد ينبوع الحياة: النازفة شفيت فأصبحت قادرة على إنجاب الأولاد، والصبية الصغيرة أصبح بإمكانها الزواج. رقم (12) هوَّ رقم الكمال. الأعميان: يا ابن داوود أرحمني. أعميان لأنه عند متى حتى تكون الشهادة مقبولة يجب أن يكون هناك شاهدين. وأخيراً الأخرس: آخر عجيبتان هامتان جداً فيسوع لم يكن يشفي أعميان بل يقول لهم أيضاً أنتم عميان لا ترون وأنت أخرس لست تتكلم بكلمة يسوع. هذه هي أول عظة وقد ربطناها بأعمال يسوع. الفصل 10: (خطبة الإرسال) يسوع أرسل تلاميذه وقال لهم أنتم كالفرسان سريعون لذلك لا تتعلقوا بشيءٍ أبداً لأنه أمامكم طريق. اذهبوا إلى القرى والمدن ولكن انتبهوا أنا لن أكذبَ عليكم سوف تضطهدون. أنتم ستقلبون العالم كله كما سبق وبدأت أفعل فلا تتوقعوا أن يترككم الناس بشأنكم ويرضوا بكم. نحن تعودنا أن نقرأ الإنجيل ولكن من وقتٍ لآخر علينا أن نشعُرَ بهذا الإنجيل وكأنه سيف. إذاً أيها التلاميذ العالم سيضطهدكم وهناك موقفين إما الاعتراف أو الإنكار وهنا أيضاً تصح المقولة: عينٌ بعين وسنٌ بسن فإن عرفتموني عرفتكم وإن لم تعرفوني فلا أعرفكم وأنكركم أمام أبي. لكن العظمة هنا، أن يسوع الذي أرسل التلاميذ إلى الرسالة ذهب قبلهم ليكون مثالاً لهم، وهكذا حتى نهاية الفصل 12 يسوع هو المثال أمام التلاميذ خصوصاً في العلاقة مع اليهود. لذلك على الكهنة والرهبان والراهبات أن ينتبهوا أنه من الممنوع العمل بكبرياء أو استبداد أو كصاحب سلطة فبقدر ما نكون ضعفاء نكون أقوياء. خاتمة هنا نقرأ نص جميل جداً يمكن لكل شخص يحمل مسؤولية أن يتأمل فيه: "هوذا فتايَّ الذي اخترتهُ، حبيبي الذي بهِ رضيت، أّفيضُ روحي عليه فيعلن للشعوب إرادتي. لا يخاصمُ ولا يصيحُ وفي الشوارع لا يسمعُ أحدٌ صوتَهُ، قصبةً مرضوضة لا يكسرْ، شعلةً ذابلة لا يُطفئ، يُثابرُ حتى تنتصر إرادتي، عندها على اسمهِ يكون رجاء الشعوب." (متى 18:12- 21). هكذا يجب أن يكون الرسول يقول لنا يسوع. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولمّا أتَمَّ يَسوعُ هذِهِ الأمثالَ، ذهَبَ مِنْ هُناكَ وعادَ إلى بلَدِهِ، وأخَذَ يُعلِّمُ في مَجمَعِهِم، فتَعَجَّبوا وتَساءَلوا: ((مِنْ أينَ لَه هذِهِ الحِكمةُ وتِلْكَالمُعْجزاتُ؟ أمَا هوَ اَبنُ النَّجّارِ؟ أُمٌُّهُ تُدعى مَريمَ، وإِخوتُهُ يَعقوبَ ويوسفَ وسِمْعانَ ويَهوذا؟ أما جميعُ أخَواتِهِ عِندَنا؟ فمِنْ أينَ لَه كُلُّ هذا؟)) ورَفَضوهُ. فقالَ لهُم يَسوعُ: ((لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ)). وما صنَعَ هُناكَ كثيرًا مِنَ المُعجِزاتِ لِعَدَمِ إيمانِهِم بهِ. مت13:53 58 -
كيف تعامل مع صانع الاطر يسوع عاد الي بلدته ، واخذ يعلم هناك. كان الحضور من أقارب ومعارف وجيران واصدقاء يستمعون اليه. فتَعَجَّبوا وتَساءَلواسألوا انفسهم وبعضهم البعض أسئلة استنكارية : مِنْ أينَ لَه هذِهِ الحِكمةُ وتِلْكَالمُعْجزاتُ؟ أمَا هوَ اَبنُ النَّجّارِ؟ أُمٌّهُ تُدعى مَريمَ، وإِخوتُهُ يَعقوبَ ويوسفَ وسِمْعانَ ويَهوذا؟ أما جميعُ أخَواتِهِ عِندَنا؟ فمِنْ أينَ لَه كُلُّ هذا؟ نتيجةالأسئلة : رفضوه كمْ مِن مرّةصنعت إطارا لصديقي ولقريبي ورسمت حدوده بيدي وأمرته ان لايخرج من ذاك الاطار (البرواز) الضيق قدر ضيق خبرتي، وحدوده ضيقة بقدر ضيق حدود معرفتي بسر الانسان وسر الله ؟؟ كمْ مِن مرّةمنعني الحسد من ان أقر بنجاح الأخر دون ان اعزو ذلك النجاح إلى الظروف المواتية ، او الحظ غير العادل الذي حاباه وتجاوزني، جاحدا جهدا بذله؟ كمْ مِن مرّةشكّكت في امكانية تغيير واهتداء اخي او اختي في الانسانية ؟ كمْ مِن مرّةحرمت نفسي من التمتع بمعجزات الله لعدم ثقتي في أعماله من خلال البشر الضعفاء ومن خلان أولئك الذين سبق لي وسجنتهم في تلك الأطر العقيمة؟ كمْ مِن مرّة منعني من رؤية عمل الروح القدس النشط في حياة الأشخاص ؟ كمْ مِن مرّةرفضت الله ، مدعيا ان اعرف انه هو ليس هو ... بينما الله يقول لموسى انا هو الذي هو فلا يمكن انت وشعبك ان تحتويني في اسم او تضعني في اطار تصنعونه. كمْ مِن مرّة منعني، رفض قبول تحرّر الاخر ونموه، من قبول النعمة بدعوى انني أعرف (انها نفس نوع ثمار شجرة معرفة الخير و الشر ) والنتيجة الطرد والحرمان والخزي. كمْ مِن مرّة تجاهلت عن قصد وعن وعي تلك الطاقة الكامنة في كل شخص التي تطلب التغيير للأفضل. كيف تعامل السيد المسيح مع صانع الاطر فقالَ لهُم يَسوعُ: ((لا نبـيَّ بِلا كرامةٍ إلاّ في وَطَنِهِ وبَيتِهِ)). وما صنَعَ هُناكَ كثيرًا مِنَ المُعجِزاتِ لِعَدَمِ إيمانِهِم بهِ. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسرار الملكوت-الأمثال مقدمة سنحاول أن نتعمق أكثر فأكثر في نص إنجيلي من نصوص إنجيل متى واخترنا نص متى 13. لدينا (5) عظات في إنجيل متى والآن فسنقرأ العظة التي سنسميها (الأمثال). كلمة (مثل) هي كلمة قديمة جداً كانت تستخدم في مدينة أوغاريت (الموجودة حالياً قرب مدينة اللاذقية). هذه الكلمة مأخوذة من الكلمة (مِثْلْ) أي الفكرة غير المنظورة يجب أن تصبح منظورة ويجب أن نراها. مثلاً الفيلسوف اليوناني يريد أن يقول لنا أن الحياة تتكرر يوماً بعد يوم بنفس الروتين ولأن الناس قد لا يفهموه تماماً لذلك أعطاهم مثل عن شخص يدعى (سيزيف) وهو إنسان يحمل صخرة كبيرة جداً كل نهار من أسفل الوادي إلى رأس الجبل وفي الليل تعود الصخرة فتسقط إلى الوادي وهكذا يستمر هو في حملها وهي في سقوطها يوماً بعد يوم هكذا حتى نهاية حياة هذا الرجل. إذاً في المثل نُعطي صورة لما ليس له صورة. والإنجيل طبعاً مليء بالأمثال. علينا أن ننتبه أن المثل لا يسهل الأمور أبداً إلا إذا كان الإنسان مستعد لأن يدخل في سر المثل. هناك فرق كبير بين المعرفة والسر مثلاً في يوحنا فصل (3) يقول نيقوديموس، المتعلم على أيدي الكتبة والفريسيين، بفخرٍ ليسوع ذلك الإنسان العادي، غير المتعلم بمدارس الكتبة والفريسيين: نحن نعرف أنك جئت من الله. ولكنه في الحقيقة لا يعرف شيئاً فهو قد جاء إلى يسوع في الليل ومضى أيضاً في الليل. وإذا إلى دفن يسوع يقول الإنجيل تماماً: "يوسف الرامي الذي كان تلميذاً ونيقوديموس الذي جاء إلى يسوع ليلاً" أي أن نيقوديموس لم يكن تلميذاً. والليل عند يوحنا معروف جداً ودلالاتهُ واضحة، أي أن نيقوديموس جاء أعمى ومضى كما أتى بدون أي تغيير. لذلك نرى يسوع يقول لنيقوديموس: "أنت لا تعرف". إذاً كما يقول يسوع في إنجيل متى: "أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأظهرتها للأطفال" هنا كلمة (هذه) تعني المعرفة. يجب أن ندرك أن حياتنا هي دخول في السر. ليس السر بمعناه الحرفي (جدار لا يمكن اختراقهُ) بل على العكس السر هو باب مفتوح وعلينا أن نستعد لندخلَ فيه دون أن نعرف إلى أين يؤدي. هذا ما يفسر قولنا أن القديسين يعرفون أكثر من العلماء ذلك لأنهم دخلوا في سر المسيح. مثلاً إبراهيم، أبو المؤمنين، فهو قد قبلَ أن يدخل في السر رغم أملاكه الكثيرة في أغنى مدن العالم (مدينة أور). بمجرد أن قال الرب له "أترك أرضك وبيتكَ وعشيرتكَ وتعالَ إلى حيث أريك" ترك كل شيءٍ وانطلق رغم عدم معرفته إلى أين يتوجه (إلى حيث أريك). نفس الموقف تقريباً حدثَ مع يوسف، خِطّيب مريم، فهو أيضاً قَبِلَ أن يدخل في السر ودخولهُ في السر لا يعني أنه أعمى ولا يرى بل ذلك يعني أنه يرى أشياءَ لا يراها الآخرون. هذا هوَ المثل فإما أن ندخل في سره أو نبقى خارجاً ولا ثالثَ لهذا. سنقرأ الآن نص متى 10:13- 17 الذي يتحدث عن غاية يسوع من الأمثال: متى 10:13 "فدنا تلاميذُهُ وقالوا لهُ: لماذا تُكلمهم بالأمثال؟ فأجابهم: لأنكم أُعطيتُم أنتم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات، وأما أولئكَ فلم يُعطَوا ذلك. لأن من كان له شيء، يُعطى فيفيض. ومن ليس له شيء، يُنتزعُ منه حتى الذي لهُ. وإنما أُكلمهم بالأمثال لأنهم ينظرونَ ولا يبصرون، ولأنهم يسمعونَ ولا يسمعون ولا هم يفهمون. وفيهم تتمُّ نبوءة أشعيا حيثُ قال: تسمعون سماعاً ولا تفهمون وتنظرون نظراً ولا تبصرون. فقد غَلُظَ قلبُ هذا الشعب وأصموا آذانَهم وأغمضوا عُيونَهم لئلا يُبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا. أفأشفيهم؟ وأما أنتم، فطوبى لعيونكم لأنها تُبصر، ولآذانكم لأنها تسمع. الحقَّ أقولُ لكم إن كثيراًَ من الأنبياء والصديقين تَمنوا أن يروا ما تبصرون فلم يروا، وأن يسمعوا ما تسمعون فلم يسمعوا." عندما سأل التلاميذ يسوع لماذا تكلمهم بالأمثال لم يكن جوابه أبداً: لأنه أسهل. ويجب أن ننتبه هنا إلى أن أسهل طريقة لإلغاء الإنجيل هي بسرده على شكل قصة أو حكاية، وخصوصاً للأطفال في مركز التعليم. إذاً الأمثال هي الطريقة التي بها ندخل إلى أسرار الملكوت " لأنكم أُعطيتُم أنتم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات، وأما أولئكَ فلم يُعطَوا ذلك.". وكما هو معروفٌ عن متى إنه في كل مرة يكون فيها شيء صعب الفهم فإنهُ يعود بنا إلى العهد القديم الذي هو كلام الله. فها هنا نراه يعود إلى العهد القديم وتحديداً إلى نبوءة أشعيا (( تسمعون سماعاً ولا تفهمون............ أفأشفيهم؟) حتى يدخل في سر كلام الله ومخططه الخلاصي. في كل مرة كان التلاميذ لا يفهمون بها كانوا يعودون إلى سماع كلمة الله حتى يتقبلوا السر لأنها وحدها كلمة الله تجعلنا نقبل السر "وفيهم تتمُّ نبوءة أشعيا". عادةً البروتستانت يشددون كثيراً على القسم الأول من القداس أي سماع الكلمة ويهملون تقريباً القسم الثاني، أما نحن فنشدد على القسم الثاني أكثر من الأول وفي الحقيقة كلا الطرفين مخطئ لأنه كما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني: "كلمة الله أو خبز الله هو الذي يوصلنا إلى خبز القربان." لذلك يجب أن نعطي انتباهاً أكبر لما تستطيع أن تفعله الكلمة في الإنسان. علينا أن ندع الكلمة تدخل فينا حتى ندخل في سر الإنجيل وطالما نحن لم ندخل في الكلمة بعمق لا نستطيع التأثير في الناس. (المقصود هنا بشكل خاص الكهنة والرهبان والراهبات). من هنا تبرز أهمية التأمل اليومي "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب". كل معنى المثل يتركز بسؤال واحد هو: هل نحن مستعدين لأن نسمع ولأن نرى ليس بعيون الجسد فقط بل أيضاً بعيون القلب؟ سؤال هام يُطرح على ضمائرنا لماذا نحن نرفض المثل؟ ذلك لأن المثل يتحدانا، لأنه يفرض علينا جواب وكونه لم يطلب منا جواب فكأننا نسمع حكاية أو قصة. متى 33:21 (مثل الكرامين) الآية 39 "فأمسكوه وألقوه في خارج الكرم وقتلوه.": هنا نرى أن المقصود في هذه الآية هو نفسهُ يسوع المسيح. الآية 40 جداً مهمة في هذا المثل "فماذا يفعل رب الكرم بأولئك الكرامين عند عودته؟":هنا نرى هجوم من يسوع علينا فإذا كنا حقيقةً نسمع كلمة الله فإن يسوع لن يدعنا مرتاحين أبداً معروفٌ عن يسوع أنه أكبر مبلبل في حياتنا. من يدعي أن حياته راحة ولا يوجد فيها أي مشاكل فإنهُ في الحقيقة يعبر عن علامة سيئة جداً وهي الموت. يسوع في هذه الآية يخاطب بشكل أساسي الكتبة والفريسيين. الآية 41 "قالوا لهُ: يُهلك هؤلاء الأشرار شرَّ هلاك، ويؤجر الكرم كرامين آخرين يؤدون إليه الثمر في وقتهِ.": هنا الكتبة والفريسيين يجيبون يسوع عن سؤالهِ الذي طرحهُ. من هذه الآية نفهم أن جواب الفريسيين نفسهُ هو القاتل هو المدين لهم. الآية 45 "فلما سمعَ عُظماءُ الكهنة والفريسيون أمثالهُ، أدركوا أنهُ يُعرضُ بهم في كلامهِ": إذاً المثل يدفعنا إلى الإصغاء والدخول في سر المسيح. ولا يكفي أن نسمع ونرى بل يجب أن نسمع ونرى من خلال القلب بشكل أساسي، فالموقف يصدر من القلب. وما دمنا لم نأخذ القرار بأن نقبل معنى المثل فنحن حقيقةً خارج المثل. إذاً فالمهم أن نسمع ونرى بالقلب بعكس هؤلاء الكتبة والفريسيين الذين يسمعون ويرون بعيون الجسد فقط. مثل الزارع متى 1:13- 9 "في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت، وجلس بجانب البحر": في كل مرة نرى فيها كلمة (بيت) عند متى أو مرقس فليس المقصود بها الحواشي أي بيت بطرس أو يوحنا أو سواهما بل المقصود هو الكنيسة الأولى إذ كانوا يجتمعون في البيوت. فمثلاً عندما يتحدث الإنجيل عن التلميذ الحبيب مباشرةً نفهم أن المقصود هو يوحنا الحبيب وهذا خطأ لأن رؤيتنا في الحقيقة مقصورة وناقصة لأن التلميذ الحبيب هو أنا وأنت فنحن أيضاً مطالبون بأن نحب يسوع كما يحبنا هو. "وجلس بجانب البحر" لأن البحر هو علامة الشر والموت وإذا كان يسوع قد جلس بجانب البحر فذلك ليقف على حدود مملكته ليدافع عن المؤمنين. إذاً من الممنوع أن نقرأ قراءة بسيطة. "فازدحمت عليه جموعٌ كثيرة": متى هنا يرى اثنين بالإضافة إلى يسوع هو يرى بقية التلاميذ وكذلك جموع جاءت لتسمع الكلمة. يجب أن نأخذ مبدأ في حياتنا هو أن كل ما في الكتاب المقدس ينطلق من الواقع لكن لا يبقى على الواقع "انتزحوا إلى العمق". يجب أن ننتبه عند قراءة الإنجيل أنه يوجد ثلاث طبقات أو مستويات: أولاً: مستوى يسوع: من الممنوع أن يُلغى هذا المستوى أبداً لأننا سنعيش بفراغٍ كبير إذا أُلغيَّ فالمعنى الروحي يلتصق دائماً بالمعنى المادي. ثانياً: على ضوء حياة الكنيسة: بالاعتراف والتوبة والانتباه إلى المسيرة التي تعيشها الكنيسة. متى عندما كان يخبرنا عما كان يحدث في أيامه كان ينطلق من النبع الذي هو يسوع المسيح. ثالثاً: على ضوء القيامة: فالكلمة التي فهمها التلاميذ على أنها بسيطة، على ضوء القيامة أخذت بعداً سماوياً مثلاً، عندما قال نثنائيل ليسوع: "أنت ابن الله" كان معه حق لأنه كان يعتبره ملكاً وكل ملك في ذلك الوقت كان يُعتبرُ ابن الله ولكن بعد القيامة هذه الكلمة أخذت كامل أبعادها. في مثل الزارع يسوع كان جالساً في السفينة والجموع كانت على الشط فكانت الجموع في أمان وهو في وسط البحر الهائج وكأن يسوع يريد أن يسألنا هل نحن مستعدين للمخاطرة معه هل نحن مستعدين أن نذهب إليه هناك في البحر، نعم في الحقيقة الكنيسة اليوم ومنذ الأزل تعيش في عالم الشر لذلك قال يسوع لتلاميذه ولنا أيضاً: "أنتم في العالم ولكنكم لستم من العالم". إذاً علينا أن ننتبه بجدية إلى هذه المستويات أو الطبقات الثلاثة عند قراءتنا للإنجيل. "فكلمهم بأمثالٍ عن أمورٍ كثيرة": في هذا الفصل يوجد (7) أمثال، وكما هو معروف عدد (7) هو عدد الكمال: 1- مثل الزارع. 2- مثل الزؤان. 3- مثل حبة الخردل. 4- مثل الخميرة. 5- مثل الشبكة. 6- مثل اللؤلؤة. 7- مثل الكنز. يسوع بالأمثال يُدخلنا في مشروع الله الخلاصي منذ الأزل "بالأمثال أنطقُ فأعلِنُ ما كان خفياً منذ إنشاء العالم" (متى 35:13). في مثل الزارع لدينا أربع أنواع من الحبوب. وفي تفسير المثل بالآية (18) "من يسمع كلام الملكوت ولا يفهمه فهو المزروع في جانب الطريق" هنا يسوع انتقل من الزرع إلى الأرض المزروع فيها أي نحن. مثل الزؤان هو الرد على عقلية الكتبة والفريسيين الذين كانوا يعتبرون أنفسهم القديسيين أما البقية فهم لا. وكما كان معروفاً عن اليهود فإنهم مثلاً كانوا لا يسلمون على الوثنيين ولا يأكلون معهم، إذاً هم (الوثنيين) الزؤان ونحن (الكتبة والفريسيين) القمح. في الآية (28) من المثل "قالوا له أتريد أن نذهب لنجمع الزؤان" ولكن في الحقيقة من هو الزؤان؟ نحن نريد أن نجمع الزؤان ومن منا ليس فيه الإثنين القمح والزؤان. "فأجاب: لا لئلا تقلعوا القمح وأنتم تجمعون الزؤان". دائماً نظن أن الناس من حولنا زؤان ونحن القمح ولكن في الحقيقة هم القمح لأننا غالباً ما نتصرف على مبدأ (نحن ندين). في مثل حبة الخردل، حبة الخردل هي صورة عن الكنيسة التي بدأت صغيرة صغيرة ولكن سيأتي وقت تصبح شجرة كبيرة جداً. مثل الخميرة، مرات عديدة المؤمنون لا يستطيعون إعلان إيمانهم علناً ولكن هذا لا يهم لأنهم كالخميرة غير مرئية ولكن تعطي نتيجة. مثل الشبكة يشبه إلى حد كبير مثل الزؤان. أما مثلي اللؤلؤة والكنز، هنا لدينا الخيار هل نحن مستعدون أن نبيع كل شيء من أجل الكنز أو اللؤلؤة المعطاة لنا. خاتمة هذه كانت نظرة عامة على الأمثال وعلينا نحن أن نكتشف أين يلامسنا المثل ويفرض علينا موقف، كما علينا أن نحاول أن نفهم أن الأمثال كلها تُدخلُنا في سر المسيح. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يورد الكتاب المقدس لفظاً معيناً للدلالة على الضمير إلا على أثر اتصاله بالبيئة اليونانية. فإن لفظ Syneidésis لا يظهر بالفعل إلا في كتاب الجامعة 10/20 المعنى قراءة النفس: "لا تلعن الملك ولو في فكرك ولا تلعن الغني ولو في غرفة نومكَ فإن طائر السماء ينقل الصوت وذا الجناح يخبُر بالكلام". وهذا اللفظ اليوناني للضمير غائب عن الإنجيل، إنما يستخدمه خاصة بولس الرسول. أما الحقيقة الفعلية المقصودة بلفظ ضمير فواردة على مدى الكتاب المقدس كلّه. فكيف يتحدث الكتاب المقدس عن حقيقة الضمير؟ في العهد القديم، هي لفظة القلب والكليتان اللتان تنوبان مناب كلمة الضمير اليونانية الواردة في الأدب والفلسفة اليونانيتين. إليك بعض الأمثلة عن ذلك أولاً - 2صم 24/10 "فخفق قلب داود من بعد إحصاء الشعب، وقال داود للرب: قد خطئت خطيئة كبيرة فيما صنعت، والآن يا رب اغفر إثم عبدك، لأني بحماقة كبيرة تصرّفت". الشرح: علينا أن نتوقف عند كلمة قلب، ومناسبة الحدث هو أنهم كانوا يعتبرون الإحصاء كفراً لأنه ينال من امتيازات الله الذي بيده سجلات الذين يحيون أو يموتون (خر 32/32 – 33 وراجع خر 30/12) ثانياً - 1صم 24/6 "وبعد ذلك خفق قلب داود لقطعه طَرَف رداء شاول. وقال لرجاله: "حاش لي بالرب أن أصنع هذا الأمر بسيدي مسيح الرب، وأرفع يدي، لأنه مسيح الرب". الشرح: التشديد أيضاً على القلب. لقد ندم داود على ما فعل، لأن اللباس هو بديل الشخص (راجع 18/4) فمن مسَّ الرداء مسَّ الشخص. ثالثاً - 1صم 25/31 " فلا يكن سفككَ للدَّمِ بلا سبب أو انتقامُ سيدي لنفسه صدمة ومعثرة قلبٍ لسيدي...". الشرح: نلفت أيضاً الانتباه إلى كلمة معثرة قلب. هي قصة نابال وأبيجائيل زوجته. لم ينتقم داود من نابال ولم يكن فيه سوء، بل هو الله الذي انتقم له بموت نابال. وكان نابال قد أهان الملك داود، إلا أنه أبيجائيل قامت بواساطة السلام. رابعاً - إر 11/20 "فيا رب القوات الحاكم بالبر الفاحص الكلى والقلوب سأرى انتقامي منهم، لأني إليك أبحت بقضيتي". إر 17/9 - 10 "القلب أخدع كل شيء واخبثه فمن يعرفه؟ أنا الرب أفحص القلوب وأمتحن الكلى...". الشرح: الرب هو الذي يسبر أغوار القلوب والكُلى. خامساً - مشكلة أيوب: إن سِفر أيوب يطرح السؤال التالي: هل حكم الضمير مستمد من الحضور الإلهي؟ يصرخ أيوب أمام المستهزئين، بل أمام الله نفسه، مؤكداً نقاوة قلبه: أي 27/6 "تمسكت ببرّي فلا أرضيه، لأن ضميري (قلبي في العبرية) لا يخجل على يومٍ من أيامي". الشرح: ضميري مرتاح ولا يؤنبني شيء. سادساً - الفريسيون: وخلافاً لأيوب وبرّه، الذي يسعى إلى وضع قلبه مهما كان مستقيماً تحت إرادة الله التي يبحث عنها، فالفريسيون الذين يدينهم يسوع، يعكسون ضمير برّهم، في ممارسة مادية للشريعة. إن يسوع لا يلغي الشريعة، ولكنه يوضّح أن نقاء النية ينبغي أن يكون الضابط لممارستنا للشريعة (راجع متى 15/10 – 20، لو 11/34 – 36 ومتى 6/ 4 و6 و18). وهكذا يعد يسوع الطريق لظهور الضمير الحر، انتظاراً لذلك اليوم الذي نرى فيه مع تعليم بولس، أن الشريعة ليست أمراً خارج الإنسان فقط، ولكنها ستستمد معناها وقوتها بفضل انسكاب الروح داخل القلوب. سابعاً - الضمير في رسائل بولس الرسول: لقد اقتبس القديس بولس لفظ Syneidésis اليوناني من لغة عصره الدينية. وكان بولس يعبّر بذلك على الأرجح عن الحُكم كرد فعل حر، يتطلبه مفهوم القلب في الكتاب المقدس. فالانتقال من المفهوم السابق إلى هذا المفهوم واضح جداً، من القلب، إلى الضمير، في النصيحة التي يسديها بولس إلى طيموتاوس: 1 طيم 1/5 "وما غاية هذه الوصية إلا المحبة الناجمة عن قلبٍ طاهر وضميرٍ سليم وإيمانٍ لا رياءَ فيه". فالقلب، والضمير، والإيمان تكون بصور متنوعة، مصدراً لفعل المحبة. فإذا كانت النية مستقيمة، وإن كان الإيمان يوفّر اقتناعاً راسخاً، فعندئذٍ يكون الضمير مرتاحاً. روم 13/4 – 5 "... ولذلك لابُدَّ من الخضوع، لا خوفاً من الغضب وحسب، بل مراعاة للضمير أيضاً". 2قور 1/12 "فلا فخر لنا إلا بشهادة ضميرنا. إنه يشهد لنا بأننا بسـرنا في العالم ولا سيما بينكم سيرة القداسة والصدق اللذين من لدن الله، لا بحكمة البشر، بل بنعمة الله إن المؤمن لا يطيع طاعة العبيد خشية من العقاب، بل بداعي ضميره وعلمه بأن السلطة من الله للخير العام. ولكن هذه الطاعة ليست عمياء، فإذا طلبت السلطة ما يخالف مشيئة الله، كالسجود للأصنام، لم يكن على المسيحي أن يمتثل ذلك الأمر. ولا يستنتج من ذلك أن هذا الضمير مستقل بذاته، كما كان يعتقد الفلاسفة الرواقيون. فبحسب تعاليمهم، يكون الضمير حراً بمقتضى علمنا بقوانين الطبيعة. أمّا بالنسبة لبولس فإن حكم الضمير يخضع لحكم الله دائماً: 1قور 4/3 – 4 "أما أنا فلا يهمني كثيراً أن تدينوني أو تدينني محكمة بشرية، بل لا أدين نفسي، فضميري لا يؤنبني بشيء، على أني لست باراً بذلك، وإنما ديّاني الرب". فأن تأكيدات بولس الصادرة عن ضمير خالص تكون عادة مصحوبة بالتنويه بالله، أو بشهادة الروح القدس. فالضمير من "شريعة الله"، وعندما يوصف "بالصالح" أو "بالطاهر" فمعنى ذلك أنه يستضيء أساساً بنور الإيمان الحقيقي. الضمير نقطة التقاء بين نعمة الله وحرية الإنسان بينما كانت الشريعة، بالنسبة إلى اليهود، تفرض الاختيار بين هذه اللحوم وتلك، بين هذا العيد أو ذاك، فإنه بالنسبة إلى المسيحي "كل شيءٍ طاهر" (روم 14/20)، "كل شيء يحل لي" (1قور 6/12 و10/23). فالإيمان قد وهب "العلم" (8/1) الذي يكشف عن طيبة كل المخلوقات. (راجع 1قور 3/21–23 و8/6 و10/25–26). فالمسيحي ذو الضمير المستنير، يجد نفسه إذن متحرراً تجاه كل الفرائض الطقسية في الشريعة الموسوية: "حيث يكون روح الرب، تكون الحرية" (2قور 3/17). "وحريتي لا تقيّد بضمير غيري" (1قور 10/29). فقد ينشأ تنازع بالفعل بين الضمائر التي لم تتطور كلها بنفس الكيفية، وعلى نفس المستوى. ففي نظر بعض المؤمنين اللحوم المكرّسة للآلهة تظل غير نقية، فبسبب اعتقادهم هذا ينبغي لهم تحاشي أكلها: ذلك ما يأمر به ضميرهم. والمؤمن "القوي" (روم 15/1) ينبغي أن يعمل ما في وسعه حتى لا يجرح أخاه، الذي لا يزال ضعيفاً: "فلا تعرّضن للهلاك بطعامك من مات المسيح لأجله" (روم 14/15). "كل شيء طاهر، ولكن من السوء أن يأكل المرء شيئاً به عثار لغيره" (روم 14/20 و1قور 8/9–13). فعلى العلم أن يتخلى عن الأولوية لتتقدم المحبة الأخوية. وعلى الضمير أيضاً أن يقيّدَ الحرية، نظراً لأن الحضور الإلهي يضفي عليها معناها. "كل شيء يحل لي"، هكذا كان بولس يردد قول القورنثيين، ولكنه يضيف: "ولكنني لا أدع شيئاً يغلب عليَّ" (1قور 6/12). والعلم والحرية هما أيضاً محدودان بفعل شخص يبدو لي أملاً أنه آخر غير نفسي، ولكن يتضح تدريجياً في الإيمان، أنه يكمّل "الأنا" في الحق. وهكذا نجد بولس لا يقف عند قواعد مكتوبة لا تتغيّر، وإن ما يلزم ضميره، هو علاقته الرب وبأخوته، وإن ما يعترف به ليس إطاراً جامداً أو مفروضاً بشريعة مكتوبة، وإنما هو العلاقة المرنة، ولو أنها متطلبة، مع "كلمة" الرب ومع الآخرين. إلا أن "الكلمة" لا تجعل القوانين مفرغة من مضامينها، ولكنها ترفع عنها الطابع المطلق الذي قد تتخذه أحياناً في نظر بعض النفوس المترددة. الشريعة المكتوبة في قلب الإنسان لاحظ بولس أن الوثنيين الذين بلا شريعة (موحى بها)، إذا عملوا بالفطرة ما تأمر به الشريعة، كوّنوا شريعة لأنفسهم مع أنهم بلا شريعة، فيدلّون على أن ما تأمر به الشريعة من الأعمال مكتوب في قلوبهم، وتشهد لهم ضمائرهم وأفكارهم، فهي تارة تشكوهم وتارة تدافع عنهم (روم 2/14–15). فمثلاً، عندما يعصي آدم الله، فإنه يشعر بعريه ويهرب من وجه الله (تك 3/8–10). وهذا ما يفترض أيضاً على حد قول بولس، أن تدبير الله مسجّل في قلب كل إنسان، حتى قبل أن يحدده الوحي نهائياً. فالإنسان يولد وهو في حوار مع الله، وهو أمام أي عمل، يتفاعل بحسب تدبير الله (الشريعة الطبيعية). الضمير المتطهر بالعبادة: إن دم المسيح وقيامته فقط هما اللذان يتيحان للضمير أن يصبح طاهراً. تستخدم الرسالة إلى العبرانيين كثيراً هذا اللفظ: "الضمير المتطهر بالعبادة" في معرض الحديث عن الذبائح في العهد القديم، التي لم تستطع "أن تجعل من يقوم بالشعائر كامل الضمير" (عب 9/9)... وبالعكس فإن "دم المسيح... يطهّر ضمائرنا من الأعمال الميتة، لنعبد الله الحي" (عب 9/14). وفي النهاية، فإن دم المسيح وقيامته فقط هما اللذان يتيحان للضمير أن يصبح طاهراً. خاتمة الروح القدس الموهوب لنا يجعل ضميرنا دائماً حياً غير مائت، دائم الاستعداد لتمييز إرادة الله وطريق المسيح في حياتنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف تعامل السيد المسيح مع الحاكم بسم الله (14)
http://www.coptcatholic.net/thumb.ph...80a7b8de5f.jpg كيف تعامل السيد المسيح مع المختلفين معه؟ دراسة في انجيل متى }عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد{(1تي 3 : 16)،}و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا. {(يو 1 : 14)، وشابهنا في كل شيء}لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس{(في 2 : 7). وتعامل وتواصل مع شخصيات عديدة، منها من كان ذا وجهة نظر مغايرة، او كان ذا قلب غير مستقيم، أو طبع شرير أو متهور او حسود أو مجرِّب ...الخ. في الواقع، كل منا، خلال احداث حياته اليومية، عاش ويعيش هذه اللقاءات مع المختلفين عنه! لنترك للمسيح نفسه فرصة تدريبنا على حسنالتعامل مع الآخر ولا سيما المختلف}قال واحد من تلاميذه يا رب علمنا{(لو 11 : 1) ( 14 ) كيف تعامل السيد المسيح مع الحاكم بسم الله «في ذلك الوَقْتِ مَرَّ يسوعُ في السَّبْتِ مِن بَينِ الزُّروع، فجاعَتَلاميذُه، فأَخذوا يَقلَعونَ السُّنبُلَ ويَأكُلون. فرآهُمُ الفِرِّيسيُّونَ فقالوا لَه: ((ها إِنَّ تَلاميذَك يَفعَلونَ ما لايَحِلُّ فِعلُه في السَّبْت (( فقالَ لَهم: ((أَما قَرأتُم ما فَعَل داودُ حينَ جاعَ هوَ والَّذينَ معَه؟ كيف دَخَلَ بَيتَ الله، وكيفَ أَكلوا الخُبز المُقدَّس، وأَكْلُه لا يَحِلُّله ولا لِلَّذينَ معه، بل لِلكَهَنةِ وَحدَهم؟ أَوَما قَرأتُم في الشَّريعَةِ أَنَّ الكَهَنَةَ في السَّبتِ يَستَبيحونَحُرمَةَ السَّبْتِ في الهَيكَلِ ولا ذَنْبَ علَيهم؟ فأَقولُ لكم إِنَّ هَهُنا أَعظَمَ مِنَ الهَيكَل. وَلو فَهِمتُم مَعنى هذهِ الآية: إِنَّما أُريدُ الرَّحمَةَ لا الذَّبيحة،لَما حَكَمتُم على مَن لا ذَنْبَ علَيهِم. فَابنُ الإِنسانِ سَيِّدُ السَّبْت »(مت 12 / 1 – 8 ) من هو «الحاكم بسم الله»؟ الحاكم بسم الله هو مَنْ يعتقد أنه يعرف ما هو حلال وما هو حرام ، ما يحل فعله وما لا يحل! فيحكم بسم الله على أفعال الاخرين: «يَفعَلونَ ما لايَحِلُّ فِعلُه في السَّبْت». قال الفريسيون ليسوع : «ها إِنَّ تَلاميذَك يَفعَلونَ ما لايَحِلُّ فِعلُه في السَّبْت»ما عاشه الفريسيون في هذا الموقف عاشه آدم وحواء «فقالتِ الحيَةُ لِلمَرأَة: " مَوتًا لا تَموتان، فاللهُ عالِمٌ أَنَّكُما في يَومِ تأكُلانِ مِنه تَنفَتِحُ أَعيُنُكُما وتَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ". ورَأَتِ المَرأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ طَيِّبَةٌ لِلأَكْلِ ومُتعَةٌ لِلعُيون وأَنَّ الشَّجَرَةَ مُنْيَةٌ لِلتَّعَقُّل. فأَخَذَت مِن ثَمَرِها وأَكَلَت وأَعْطَت أَيضاً زَوجَها الَّذي مَعَها فأَكَل. فآنفَتَحَت أَعيُنُهما فعَرَفا أَنَّهما عُريانان. » تك3: 3-7 ظلت هذه التجربة (تجربة إمتلاك المعرفة رغبة في التأله) قابعة على مر الأجيال تأتي في أشكال متباينة وترتدي أقنعة مزيفة وأعتقد انها ستظل لصيقة بالانسان مادام الانسان حيا !! إمتلاك مايكفي المعرفة لحيازة حق التحريم والتكفير واللوم (وهو أضعف مستويات الادانة وان كان اكثرها انتشارا) تكمن خطورة هذه التجربة في أنها توهم الإنسان« تَنفَتِحُ أَعيُنُكُما وتَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ» أنه يستطيع ان يجلس مكان الله الديان العادل، كلي المعرفة والحكمة، العارف خفايا القلوب لا ظواهر الوجوه ورنين الكلمات. « لأَنَّنا نَعرِفُ أَنَّ الشَّريعةَ لم تُسَنَّ لِلبارّ، بل لِلأَثَمَةِ العُصاة، لِلْكافِرينَ الخاطِئِين، لِمُستَبيحي المُحَرَّماتِ ومُدَنِّسيها، لِقاتِلي آبائِهِم وأُمَّهاتِهِم، لِسَفَّاكي الدِّماءِ» (2 بط 1: 9 ) الحكمة هي أعظم عطية يطلبها الانسان من الله «إِكْليلُ الحِكمَةِ مَخافَةُ الرَّبِّ يُزهِرُ بِها السَّلامُ والعافِيَة» سي-1-18 في كُل ما يَقومُ به «وكانَ داوُدُ يَتَصَرَّفُ بِحِكمَةٍ في كُل ما يَقومُ به، وكانَ الرَّبّ معَه». (1 صمو: 18: 14) ولنا في هذا السياق سليمان الحكيم المثل الأجدر«وأَعْطى اللهُ سُلَيمان حِكمةً وفَهمًا واسِعًا جِدًّا ».(1 مل 5: 9) والمؤمن يبني حكمته منذ حداثته على مخافة الله «رَأسُ الحَكمَةِ مَخافةُ الرَّبِّ تُخلَقُ في الرَّحِمِ لِلمُؤمِنين» سي-1-14؛ إذن الحكمة ليست هي القدرة على إصدار الاحكام وتَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ بل هي حياة التقوى أي مخافة الله. تتسم معرفة الإنسان بالنقص وذلك لحدود فرضت عليه : عيشه في زمان محدد وأيام معدودة ولفترة محدودة وبعدها الموت! «أصْلُالحِكمَةِمَخافَةُ الرَّبَ وفُروعُها طولُ الأيَّام» سي-1-20 ومكان محدد :« بل في المَكانِ الَّذي يَخْتارُه الرَّب إِلهُكَ لِيُحِلَّ فيه اسمَه تَذبَحُ الفِصْحَ في المساء، عِندَ مَغيبِ الشَّْمْس، في مِثْلِ الوَقتِ الَّذي خَرَجتَ فيه مِن مِصْر» تث-16-6 فالانسان دوما على الطريق يبحث عن المعرفة يقطع جيل مسافة من هذه الطريق ويأتي الجيل التالي ليقطع مسافة أخرى . تتم السقطة متى أقنع إنسان نفسه بأنه وصل إلي نهاية الطريق وعرف المطلق « ورَأَتِ المَرأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ طَيِّبَةٌ لِلأَكْلِ ومُتعَةٌ لِلعُيون وأَنَّ الشَّجَرَةَ مُنْيَةٌ لِلتَّعَقُّل » عندها دون أن ينتبه أوعن وعي سيرضى بأن يجلس مكان الله على العرش الإلهي ليدين العالم من منطلق معرفته«فأَخَذَت مِن ثَمَرِها وأَكَلَت وأَعْطَت أَيضاً زَوجَها الَّذي مَعَها فأَكَل».!! فيسهل عليه أن يصنف الناس بين خاطئ وبار ويحدد الأفعال بين محروم ومحلول «فقالَ لهم: تَعلَمونَ أَنَّه حَرامٌ على اليَهودِيِّ أَن يُعاشِرَ أَجنَبِيًّا أَو يَدخُلَ مَنزِلَه. أمَّا أَنا فقَد بَيَّنَ اللهُ لي أَنَّه لا يَنبغي أَن أَدعُوَ أَحَدًا مِن النَّاسِ نَجِسًا أَو دَنِسًا. » (كول 10: 28) ولكن النتيجة الواقعية «فآنفَتَحَت أَعيُنُهما فعَرَفا أَنَّهما عُريانان» هل معنى ذلك اننا لسنا بحاجة إلى الشريعة والنظم والقوانين ؟؟ بكل تاكيد نحن نحتاج كل ذلك ولذا اعطانا الله الشريعة ولكن القصد هنا لا تناول الشريعة بحد ذاتها بل مستخدميها الذين يجعلون منها سلّما لتألههم بدلا من كونها اداة تقديس الناس والمجتمع. لنتذكر كيف وصف الكتاب سليمان الحكيم«وأَعْطى اللهُ سُلَيمان حِكمةً وفَهمًا واسِعًا جِدًّا ورحابَةَ صَدرٍ كالرَّملِ الَّذي على شاطِئ البَحْر».(1 مل 5: 9) وكيف اوصى عزرا أن يقيم قضاة وحكاما ممن يعرفون شريعة الله ومن لا يعرف عليه ان يتعلم«وأَنتَ يا عَزْرا، بِحَسَبِ حِكمَةِ إلهِكَ الَّتي معَكَ، أَقِمْ قُضاةً وحُكَّاماً يَقْضونَ بَينَ كُلِّ الشَّعبِ الَّذي في عِبرِ النَّهْرِ، مِن كُلِّ مَن يَعرِفُ شَريعَةَ إِلهِكَ، ومَن لا يَعرِفُها فعَلِّموه إِيَّاها».عز 7: 25 كيف تعامل المسيح مع الحاكم بسم الله ؟ 1- يفتح أعينهم ليكتشفوا عريهم «أَما قَرأتُم ما فَعَل داودُ حينَ جاعَ هوَ والَّذينَ معَه؟» 2- يدعوهمالى استكمال معرفتهم الناقصة « أَوَما قَرأتُم في الشَّريعَةِ أَنَّ الكَهَنَةَ في السَّبتِ يَستَبيحونَحُرمَةَ السَّبْتِ في الهَيكَلِ ولا ذَنْبَ علَيهم؟» 3- يحثهم إلى الفهم : «وَلو فَهِمتُم مَعنى هذهِ الآية: إِنَّما أُريدُ الرَّحمَةَ لا الذَّبيحة» 4- يعلن سيادة ابن الانسان على الشريعة : «فَابنُ الإِنسانِ سَيِّدُ السَّبْت» « حَيثُما دَخَلَ الاْعتِدادُ بِالنَّفْسِ دَخَلَ العار ومعَ المُتواضِعينَ الحِكمَة».ام-11-2 «كَمالُ الحِكمَةِ مَخافَةُ الرَّبِّ، وبِثمارِها تُسكِرُهم» سي-1-16 |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف تعامل السيد المسيح مع المخالف الفرحان؟ « ومَضى يسوعُ في طَريقِه فَتبِعَهُ أَعمَيانِ يَصيحان: رُحْماكَ يا ابْنَداود فلَمَّا دَخَلَ البَيت دنا مِنه الأَعمَيان. فقالَ لهُما يسوع: أَتُؤمِنانِبِأَنِّي قادِرٌ على ذلِك؟ فقالا لَه: نَعَم، يا رَبّ. فلَمَسَ أَعْيُنَهما وقال: فَلْيَكُنْ لَكُما بِحَسَبِ إِيمانِكُما! فانفَتَحَت أَعينُهُما. فأَنذَرَهما يسوعُ بِلَهجَةٍ شَديدةٍ قال: إِيَّاكُما أَن يَعلَمَ أَحَدولكِنَّهما خَرَجا فَشَهراه في تِلكَ الأَرضِ كُلَّها».(مت 9: 27- 31) عشنا في ظلام ، سنوات مرت ونحن نسمع وصف الآخرين للنور! نسأل :ما هو هذا النور ؟ وما هي الألوان ؟ ما هو اللون الأبيض وكيف يبدو اللون الأخضر؟ أهناك غير السواد لون ؟ ما هي الخطوات الواثقة على الطريق؟ فقد اعتدنا ان نمشي منقادين للغير او متحسسين جانب الطريق!! نحن نحيا حياة البؤس ونطلب الرحمة من الله، نحيا حياة التبعية ونطلب الحرية من الله ، نحيا حياة الحزنونطلب الفرح من الله، نلتمس رحمة ونفخر باسمه: « إِفتَخِروا بِاَسمِه القُدُّوسولتفرَحْ قُلوبُ مُلتَمسِي الرَّبّ» (1 أخ 16: 10 ). فقالَ لهُما يسوع: أَتُؤمِنانِبِأَنِّي قادِرٌ على ذلِك؟ يسوع يسألهما عن الإيمان الواثق في قدرته على منح النور والحرية والفرح. فقالا لَه: نَعَم، يا رَبّ. نعم انت قادر على ذلك فهلّم «وليُسر بِكَ ويَفرَحْ جَميعُالَّذينَ يَلتَمِسونَكَ ولْيَقُلْ دَومًا مُحِبّو خَلاصِكَ: اللهُ عَظيم» (مز 70 : 5 ) فلَمَسَ أَعْيُنَهما يا أحبائي اقتربا مني ، دعاني ألمس أعينكما ، لندع النور يصل إليهما ، وبريق الفرح يشرق منهما. تعالوا واقبلوا هبة الحرية، فمن أحرره انا فبالحقيقة صار حرا. وقال: فَلْيَكُنْ لَكُما بِحَسَبِ إِيمانِكُما نعم ، ليكن لكما حسب ايمانكم ، لا حسب البر الذي تعيشونه أو الوعود التي تعطونها. فقط حسب الإيمان. لا انطلاقا من ماض كنتما فيه عبيد الظلام، بل وفقا لحاضر صرتم فيه ابناء النور. فانفَتَحَت أَعينُهُما ما اروع عطاياك يا رب ،« مُباركٌ أَنتَ لِأَنَّكَفَرَحتَني فلم يكُنْ شيَءٌ مِمَّا تَوَقَّعته بل إِنَّكَ عامَلتنا بِحَسَبِرَحمَتِكَ الوافِرة.» (طو 8: 16 )أعطيتنا النور وفأدركنا الحرية ، وملأ الفرح حياتنا»وصَلَّت حَنَّةُ فقالَت: إِبتَهَجِ قَلْبي بِالرَّبّ وارتَفع رَأسي بِالرَّبّ واتَّسَعَ فَمي على أَعْدائيلأَنِّي قد فَرِحت بخَلاصِكَ«(1صمو 2: 1) فأَنذَرَهما يسوعُ بِلَهجَةٍ شَديدةٍ قال: إِيَّاكُما أَن يَعلَمَ أَحَد يسوع يدرك ان ساعته لم تأت بعد ولكِنَّهما خَرَجا فَشَهراه في تِلكَ الأَرضِ كُلَّها لم نستطع ان نلتزم بأمرك هنا يا يسوع « هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَهالرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه» ( مز 118 : 24 ) أصبح الفرح داخلنا طاقة جبارة كالعاصفة ، والفخر بخلاصك من له ان يتحكم فيه«فآعتَرَفَ طوبيتُ أَمامَهمبِأَنَّ اللهَ قد أَنعَمَ علَيه بِرَحمَتِه ففَتَحَ عَينَيه » (طو 11: 17) سامحنا لأننا لم نستطع إخفاء الفرح ، ولم نتمكن من أخفاء حبنا لك ، فهل يمكن إخفاء الحب! نعم يا رب « لأَنَّكَ يا رَبُّ بِصُنعِكَفرحتَني ولأَعمالِ يَدَيكَ أُهَلِّل» ( مز 29 : 5 ) من يدرك النور بعد حياة الظلمة ولا يهلل؟ نحن خالفنا أمرك ، ولم نصغي لإنذارك ، لأننا لم نستطع . حقا لم نستطع رغم انك حذرتنا بلهجة شديدة ، إلا ان حبك وفرحك ونورك الذي عم حياتنا لايمكن ان يخفى! هذه المرة ، خالفنا أوامرك ونحن غير نادمين |
الساعة الآن 09:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025