منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 11 - 04 - 2013 06:16 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لماذا تضطهدنى؟؟



http://www.calam1.org/datadir/ar-eve...mage250wtn.jpg





لماذا تضطهدنى؟؟

كلمة قاله رب المجد فالقديم لشاول الطرسوسى,حينما كان يفكر فى اذيه المؤمنين..

كلمة قاله منذ الفين عام وها هى تتكرر اليوم........انه تتكرر اليوم على لسان المسيح ,الذى يُشارك ابنائه فى ترديد تلك الجمله.....

لماذا تضطهدنى؟

نعم ,يُردده معانا المسيح ولسان حاله مايضُركم فهو ضرر لى,من يمسكم يمسنى. لانكم اعضاء فالمسيح(1كو6ع15)ونحن فى جسد المسيح(اف4ع11) نحن من لحمه ومن عضمه (اف5ع3)

يقول البابا شنودة:ـ(انه يعتبرنا كشخصه تماما)

فلماذا تضطهدنى؟؟؟لن تجد جواب!!
ولعل عدم وجود جواب لهذا السؤال هوما اذهل المُؤرِخ شاف Schaff ”فقال:ـ نحن لا نعرِف دِيانة أخرى استطاعت أن تصمُد هذا الزمان وتنتصِر على أعداء كثيرين بالقوَّة الروحية وحدها دون اللجوء إلى الوسائِل المادية“. او دفعت اثيناغوراس ليقول:ـأنتم تُنزِلون بنا العِقاب لمجرد كوننا مسيحيين،

نحن الاغصان وهو الكرمة فنحن جزء من الكرمة

من يضطهدنا فهو يضطهد المسيح نفسه

لذا فهو يصرخ معانا لماذا تضطهدوننا؟؟

اى اله هذا الذى يسمح لنا ان نشاركه فى ميراثه وملكوته؟؟

اى الههذا الذى يسمح لنفسه ان يشاركنا فى الالامنا؟؟

اى اله هذا الذى لم يتركنا لحظة واحدة؟؟

انه الرب العظيم المبارك الى الابد...

فاهلا بالاضطهاد الذى يشاركنا فيه الرب,فهو ليس الالام ونقمات بل هى افراح وبركات,فان لم احمل الصليب فلا يمكننى ان ارى المسيح.......


Mary Naeem 11 - 04 - 2013 06:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حوار مع الرب يسوع

https://files.arabchurch.com/upload/i...8602133551.jpg


يارب انت موجود طب بتسمح بكل دة لية انا مش عارف لية .
يرد الرب يسوع ويقولة لاتخافوا من الذين يقتلون الجسد ويرد علية تانى يقولوا من مسكم قد مس حدقة عينى هو انت لسا مش عارف انا بحبكم قد اية .
طب امتى يارب هتتدخل انا مخنوق خالص مش عارف اشتغل ونفسى اروح احمى بيتك بس مش قادر .
يرد علية الرب يسوع تحمى بيتى كنيستى محمية وستظل على مر السنين رغم انف وحقد ابليس بيتى بيت الصلاة متخفشى بيتى سيظل الى الابد .
قول كلمتك يارب امتى يارب .
يرد الرب يسوع علية ويقولوا كلمتى هى معرفة البشر بالحق والحق يحرركم لابد ان يعلن مجد ابن الانسان لكل المسكونة .
ويختم كلامة بأجمل حضن من اجمل اب لابنة ويقولوا لاتخف لانى معك

Mary Naeem 11 - 04 - 2013 06:26 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بشرية المسيح
https://upload.chjoy.com/uploads/1364071119612.jpg


بشرية المسيح هو تعليم مسيحي أساسي يُعنى به إن الله الأبن أخذ طبيعة بشرية حقيقية. يسوع المسيح هو إنسان حق واله حق في نفس الوقت وهذا الطبيعتين متحدتين دون إختلاط وإمتزاج أو فصل أو إنقسام وكل طبيعة إحتفظت بصفاتها الكاملة.

عندما ننظر الى طبيعة المسيح علينا التمييز بين طبيعتي المسيح (الإلهية والبشرية) لكن دون الفصل بينهما. فعلى سبيل المثال، عندما يجوع المسيح فهذه صفة بشرية لا تعني إن الله جاع. بالرغم من أن الطبيعتين ظلتا متحدتين إلا إنه علينا ان نميز بين الطبيعتين على أساس شكل وجودها معنا. فالمسيح من ناحية الجسد والطبيعة البشرية لم يعد حاضراً وسطنا لكن مع ذلك فالمسيح بطبيعته الإلهية لا يغيب عنا بل وفي وسطنا متى إجتمعنا بإسمه.

بشرية المسيح هي كبشريتنا لأن المسيح صار إنساناً من أجلنا وأخذ طبيعتنا لكي يتصرف نيابة عنا. فهو بذلك أصبح بديلاً عنا بأخذه خطايانا كي يتألم هو عوضاً عنا.

عملية الفداة هي عملية حمل فيها المسيح خطايانا وفي نفس الوقت أعطانا أن نحمل بره، إذ تلقى هو الدينونة المستحقة على بشريتنا الناقصة بينما تلقينا نحن البركات المستحقة لبشريتنا الكاملة (بواسطته).

تعليم بشرية المسيح دافعت عنه الكنيسة في أكثر من حادثة ولعل أشهرها هي محاربة الهرطقة الدوسيتية التي تقول إن المسيح لم يكن له جسد مادي أو حقيقي أو طبيعة بشرية حقيقية وإن المسيح بدا فقط في جسد وهمي كالشبح. والهرطقة الأخرى هي هرطقة طبيعة المسيح الواحدة التي هي مزيج من طبيعتين، يا أما بشرية خُلعت عنها الصفات الإلهية او العكس، إلهية خُلعت عنها صفات البشر.

الخلاصة
بشرية المسيح هو تعليم مسيحي اساسي يعني إن الله الأبن أخذ طبيعة بشرية حقيقية كاملة. فالمسيح هو إله حق كامل وإنسان حق كامل في نفس الوقت. طبيعتي المسيح متحدتين دون إختلاط وإمتزاج أو فصل أو إنقسام وكل طبيعة إحتفظت بصفاتها الكاملة. في بشرية المسيح أخذ فيها المسيح دورنا فحمل خطيانا وأعطانا بره مُقدما لنا خلاصه وبركاته.


Mary Naeem 11 - 04 - 2013 06:27 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
خضوع المسيح

https://files.arabchurch.com/upload/i...9698517210.jpg




عندما نتحدث عن خضوع المسيح علينا ان نتناول هذا الموضوع بحرص شديد وذلك يرجع الى فهمنا لمصطلح الخضوع بالمعنى البشري وربطه بأن يكون شخص الخاضع أقل من الشخص ذو السلطة. قد يكون هذا هو أغلب الحال في عالمنا ومجتمعنا ان يكون صاحب السلطة أعلى وأكثر نفوذاً من الشخص الخاضع لكن علينا ان ننتبه إن هذا الشئ لا ينطبق على الله فالأقانيم الثلاثة متساوية في الطبيعة والكرامة والمجد. الأقانيم الثلاثة أبدية ذاتية الوجود ومشتركة في كل نواحي الألوهية وصفاتها.

خطة الله للفداء تطوع فيها الأبن بأن يقوم بدور الخاضع للآب لأن الآب أرسل الأبن للعالم والأبن نزل في طاعة إلى الأرض ليعمل مشيئة الآب. لكن علينا أن نلاحظ إنه لا وجود هنا للطاعة المفروضة لأنه كما ان الآب والأبن متساويان في المجد كذلك هما متحدان في المشيئة. فالأبن كان يريد الفداء بنفس القدر الذي كان يريد الآب وكان الأبن تواق للقيام بعمل الخلاص بنفس المقدار الذي كان للآب أن يقوم الأبن بذلك.

خضوع المسيح لمشيئة الآب الكاملة هو عمل غير قادرين نحن على أن نعمله من أجل أنفسنا. فلقد أطاع المسيح الناموس بالكال مُحققاً في ذلك أمرين مهمين: الأول إنه حقق صفات الفادي، الحمل الذي بلا عيب ولا دنس. الثاني هو ربحه للمكافآت التي وعد بها الله كل من يحفظ عهده.


الخلاصة
الأقانيم الثلاثة متساوية من ناحية الطبيعة الإلهية وخضوع الأبن للآب لا يعني عدم المساواة ولا يعني إن الأبن له درجة أدنى عن الآب. خضوع المسيح في دوره في الفداء كان إختياري وليس إجباري فكان للأبن نفس رغبة الآب في تحقيق خطة الخلاص.
طاعة المسيح الكاملة أعطته مميزات الحمل الكامل ليحمل خطايا شعبه ويكسب مكافآت السماء لمن يقبل خلاصه.

Mary Naeem 11 - 04 - 2013 06:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
عهد الأعمال

http://notatthedinnertable.weebly.co...21212_orig.jpg


في العهد القديم كان البشر في علاقة أدبية مع الله مُلزمين بها بطاعته. هذه العلاقة الأدبية هي عهد الأعمال بين البشر والله الذي بدوره طلب طاعة كاملة لحِكمهِ ووصاياه.
الله وعد بالبركات (كمبادرة محبة) عند الإلتزام بالعهد وحذر بالعقاب عند العصيان والخروج عن العهد.
مشكلة عهد الأعمال إن كل البشر من آدم لحد وقتنا هذا كسروا هذا العهد وإنتهكوا وصايا الله وبالتالي فهم مستحقين العقاب. فخطية واحدة وعصيان واحد لعهد الله يجعلنا عاجزين عن الوفاء بديننا لأننا وبعد خطية واحدة أصبحنا مستحقين أن يحقق الله عدله فينا بعقابه لكسرنا وعده.
عهد الأعمال هو أساس حاجتنا الى الفداء والخلاص لأننا إنتهكناه ورجاؤنا الوحيد هو في فداء المسيح لذلك فأن الله في رحمته أعطى عهداً جديداً للنعمة لكي يصبح الخلاص ممكناً.

خلاصنا من عقوبة عهد الأعمال هو في شخص يسوع المسيح الذي بدوره الوحيد الذي بلا خطيئة والوحيد الذي كان بإستطاعته ان يحفظ عهد الأعمال وبصلاحه أعطانا فداءاً وخلاصاً.

شخصية يسوع المسيح ستكون مركز المواضيع العشرة القادمة التي هي من أهم أساسيات الإيمان المسيحي.

الخلاصة
العلاقة التي بين البشر وخالقهم يحكمها عهد ووصايا إلهية توصف بعهد الأعمال. عهد الإعمال هو التزامنا بوصايا الله وأحكامه الذي فين ننال بركة الطاعة وبكسرنا له نكون مستحقين العقاب.
جميع البشر من آدم الى الآن إنتهكوا وما زالوا ينتهكوا عهد الأعمال بكسرهم لوصايا وأحكام الله. خطية واحدة وكسر واحد لعهد الله يجعلنا مستحقين العقاب وبالتالي محتاجين لخلاص النعمة الذي بيسوع المسيح.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 02:46 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حكمة الله المخلّصة

http://i18.servimg.com/u/f18/11/21/75/31/810.jpg

حكمة الله المخلّصة
نستطيع ان نرى حكمة البشر من خلال الاختراعات التي يقدّمها العلماء،
أما حكمة الله فإنها تظهر من خلال خليقته للكون، وقيمة الخليقة هي الخليقة الجديدة. فحكمة الله تُرى من خلال خلاص النفوس أكثر مما تُرى في خلق الكون.

لقد استطاع البشر أن يخترعوا الحفّارات التي تحطّم الصخر، لكنهم لم يستطيعوا أن يخترعوا آلة تذويب القلب الحجري، وتحويله إلى قلب لحميّ حسّاس. لكن هناك اختراعاً إلهياً واحداً يستطيع ذلك، هو دم المسيح. فالقلب الغبي للإنسان الملحد، أو القلب المتكبّر للإنسان الفريسي، أو القلب الشرير للخاطئ المهمل، متى وُضع في نبع الدماء المتدفّق من جنب المسيح، فإنه يذوب في الحال ويتوب عن كل خطاياه، ويتطهّر من كل آثامه.
على أن دم المسيح، لا يحطّم القلب القاسي ثم يتركه بعد ذلك، لكنه بعد ما يطهّره يمسك بهذا الحطام، ويصوغ منه قلباً جديداً. ما أعجب دم المسيح! فهو يحطّم القلب القاسي، ثم يشفي القلب المحطّم. إنه يذيب قلوبنا الحجرية، ويعيدها إلينا قلوباً لحميّة محبّة. ما أعجب حكمة الله! فهو ينزع من القلب كل رعب ويأس ودنس، ويهبه راحة وسلاماً وفرحاً. إنه يفكّ قيود الخطية، ويمتّع الإنسان بالحرية الروحية، كما يقول الكتاب: ”إن حرّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً“. إلهنا يجرح ويعصب، يقتل ويحيي. فالتجديد هو المعجزة العظمى. ولئن كان البعض يعتقدون أن عصر المعجزات قد انتهى، لأننا الآن لا نرى معجزة ضرب الصخرة التي تُخرج ماء، أو عصا موسى التي تشقّ البحر، إلا أننا نرى معجزات أعظم بكثير في تغيير القلوب والضمائر نتيجة قوة دم المسيح. فمعجزة الإنجيل العظمى هي خلاص الإنسان الخاطئ، وما زلت حتى الآن أرى أثناء زياراتي لمختلف البلاد خطاة يرجعون للرب - نتيجة عمل النعمة الإلهية!
عزيزي القارئ،
هل تحطّم قلبك أمام منظر الصليب، وذاب حباً نتيجة حب المصلوب؟
هل تطهّرت بالدم الثمين الذي سال من جنب المسيح؟
هل آمنت بالمخلص وخلصت من خطاياك؟
هل تغيّر قلبك وتقدّس، ونلت الحياة الجديدة المباركة؟
آمن بالرب يسوع المسيح فتحصل على كل هذا.

أشكرك أحبك كقيراً
يسوع المسيح يحبكم جميعاً

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 02:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حقي راجعلى
https://upload.chjoy.com/uploads/1364884639221.jpg


وحق الدم اللى سال والبيت اللي انزال
لا يرجعلى حقى الى بأيد ناقل الجبال
يارب انت العالى فوق كل عالى

عزى شعبك ونزل كل ظالم عالى
لو فيه مخ عندهم لاتعظوا من اللى قبلهم

لكن مفيش مفر الكره ده طبعهم
وحقى راجعلى اكيد من غير نار وحديد

ده ايد رب الارباب اقوى من كل عنيد



Mary Naeem 12 - 04 - 2013 03:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العهد

http://www.smaa-al7ob.com/vb/imgcach...jpg?smaa=al7ob


الهيكل الأساسي للعلاقة التي يُقيمها الله مع شعبه مبنية على العهد. العهد هنا يعني ميثاق أو إتفاق مُلزم به كلا الطرفين، الله من جهة والبشر من جهة اخرى. العهد الذي يُقيمه الله بينه وبين شعبه ينص على عدد من الشروط الوصايا التي يجب على البشر حفظها لإستمرار صلاحية العهد بين الطرفين. هذه الشروط والوصايا نراها مثلاً في الوصايا العشرة وفي الشرائع التي نُصت في العهد القديم.

الله وعد بالإلتزام بعهده ووعد بوجود نتيجة لإتباع بنود عهد وهي البركة أو اللعنة. الإلتزام ببنود الإتفاق ستجلب البركات وكسرها ستجلب اللعنات. وهذا نراه أيضاً في العهد القديم عندما وعد الله بأن أيام شعب إسرائيل ستطول بإكرامهم للوالدين، في نفس الوقت حذر الله من نزول اللعنات في حالة كسر الوصايا.

الكتاب المقدس يحتوي بصورة أساسية على عهدين: عهد الأعمال (العهد القديم) وعهد النعمة (العهد الجديد) وفي كلا العهد صادق الله من طرفه على العهد بالدم. فلما قطع الله وعده مع إبراهيم كان مصادقته بدم الحمل ولما صادق الله على عهد النعمة فصادق عليه بسفك دم المسيح على الصليب.
الله أمين وعادل في حفظ لوعوده فلم ولن يخل من طرفه بأي وعود. عندما يعد الله فهو يلتزم بوعده حتى في حالة عدم أمانتنا وفشلنا في حفظ نصوص عهده.

الخلاصة
الله يحكم العلاقة التي بينه وبين شعبه بعهود ومواثيق مُلزم بها كلا الطرفين. العهد يحتوي على مجموعة من البنود والوصايا والشروط والإلتزام بها من عدمه له نتائجه وعواقبه. الإلتزام بوصايا العهد ستُنتج بركة وكسرها يجلب لعنة.
الله قطع بشكل عام عهدين مُهمين، عهد الأعمال في العهد القديم وعهد النعمة في العهد الجديد.
الله أمين وعادل في حفظ عهوده ولا ينكر وعده حتى في حالة كسرنا لشروط العهد.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 03:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإرادة الإلهية

http://www.theocentric.com/assets/questionroad.jpg


كثيراً ما يختلط لدينا تعريف إرادة الله بالقضاء والقدر وكثيراً ما نفسر الأمور بأنها قضاء منتهى أمره من الله وهذا هو الحال بحسب إختيار الله لنا. بل كثيراً ما ننسى أن نطلب معرفة مشيئة الله لتحقيق إرادته في حياتنا ونترك الأمور تحدث كما تحدث كإستسلام منا.

الكتاب المقدس يهتم بموضوع إرادة الله وطرق تعاملنا نحن كبشر مع إرادة الله. فلعل من أكثر الطرق التي نترجم فيها إرادة الله هي سيطرته وحكمه لكل شئ ولكل حدث. فالله مسيطر على الخليقة ولا يوجد شئ يخرج خارج نطاق سيطرته. إنتبه الى إن الله مصدر الخير فقط، أما الشر فسببه الإبتعاد عن الله والله هنا يسمح فقط للشر ان يحدث دون أن يكون سببه.

هذا النوع من الإرادة هو من النوع السيادي الغير مُعلن مُسبقاً، لكن هناك نوع آخر من الإرادة الإلهية وهي الإرادة الواضحة لنا والمتمثلة في إعلاناته. فالله من خلال ناموسه المقدس أعلن لنا عن إرادته بأن لا نقتل وأن لا نسرق وأن لا نعبد آلهة اخرى والخ. فهذه إرادة الله الظاهرة ونحن ملزمون بتطبيقها في حياتنا.

إضافة الى هذا، يبقى هناك نوع آخر من تحقيق الإرادة الإلهية وهي عن طريق أعمال الله. فالله لا يُسر بموت الخاطئ لكن مع ذلك سمح للخاطئ أن يموت. بنفس المعنى الله يُسر بتحقيق عدله لكنه لا يُسر بهلاك الخاطئ.

من الأشياء المُهمة التي تشغل بال المؤمن هي سعيه لمعرفة إرادة الله ومشيئته لحياته وهذا شئ جيد في أغلب الأحيان للمشيئة الإلهية المُعلنة. لكن علينا أن ندرك في نفس الوقت أن لله أحياناً مشيئة مخفية لا يُعلن عنها الا في وقت حدوثها وهنا علينا إدراك هذا الشئ دون أن نكون مستعبدين لفكرة معرفة إرادة الله المخفية وننسى أن نطبق مشيئته المُعلنة.

فلنكن أداة بيد الله نُطبق فيها إرادته المُعلنة في ناموسه وكتابه المقدس. ولنشكر الله على إرادته المسيطرة على خليقته فإن شاء الخير لنا فكلنا ثقة إنه من نصيبنا ولا وجود لأي قوة توقف خير إرادة الله تجاهنا. لكن في النفس الوقت علينا ان ننتبه الى إن الله في بعض الأحيان لا يُعلن عن مشيئته الى حين حدوثها. فلنسعى لكي يقودنا اللروح القدس لمعرفة مشيئة الله المعلنة وتطبيقها في حياتنا.


الخلاصة
إرادة الله لا تعني القضاء والقدر وتسيير الأمور بصورة تسلب منا إرادتنا. الله هو مصدر الخير فقط وسماحه للخطيئة أن تحدث لا يعني موافقة وتشريعه للخطيئة.
إرادة الله هي إرادة سيادية بحكمه وسيطرته على خليقته وإرادة مُعلنة في الكتاب المقدس ونواميس الله إضافة الى مشيئة متعلقة بأعمال الله التي تكشف مسرته.
شئ مُهم في حياة المؤمن أن يحقق إرادة ومشيئة الله في حياته من خلال التعرف على مشيئة الله المعلنة وعن شرائع الله المعلنة في ناموسه.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 03:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإرادة الإلهية

http://www.theocentric.com/assets/questionroad.jpg


كثيراً ما يختلط لدينا تعريف إرادة الله بالقضاء والقدر وكثيراً ما نفسر الأمور بأنها قضاء منتهى أمره من الله وهذا هو الحال بحسب إختيار الله لنا. بل كثيراً ما ننسى أن نطلب معرفة مشيئة الله لتحقيق إرادته في حياتنا ونترك الأمور تحدث كما تحدث كإستسلام منا.

الكتاب المقدس يهتم بموضوع إرادة الله وطرق تعاملنا نحن كبشر مع إرادة الله. فلعل من أكثر الطرق التي نترجم فيها إرادة الله هي سيطرته وحكمه لكل شئ ولكل حدث. فالله مسيطر على الخليقة ولا يوجد شئ يخرج خارج نطاق سيطرته. إنتبه الى إن الله مصدر الخير فقط، أما الشر فسببه الإبتعاد عن الله والله هنا يسمح فقط للشر ان يحدث دون أن يكون سببه.

هذا النوع من الإرادة هو من النوع السيادي الغير مُعلن مُسبقاً، لكن هناك نوع آخر من الإرادة الإلهية وهي الإرادة الواضحة لنا والمتمثلة في إعلاناته. فالله من خلال ناموسه المقدس أعلن لنا عن إرادته بأن لا نقتل وأن لا نسرق وأن لا نعبد آلهة اخرى والخ. فهذه إرادة الله الظاهرة ونحن ملزمون بتطبيقها في حياتنا.

إضافة الى هذا، يبقى هناك نوع آخر من تحقيق الإرادة الإلهية وهي عن طريق أعمال الله. فالله لا يُسر بموت الخاطئ لكن مع ذلك سمح للخاطئ أن يموت. بنفس المعنى الله يُسر بتحقيق عدله لكنه لا يُسر بهلاك الخاطئ.

من الأشياء المُهمة التي تشغل بال المؤمن هي سعيه لمعرفة إرادة الله ومشيئته لحياته وهذا شئ جيد في أغلب الأحيان للمشيئة الإلهية المُعلنة. لكن علينا أن ندرك في نفس الوقت أن لله أحياناً مشيئة مخفية لا يُعلن عنها الا في وقت حدوثها وهنا علينا إدراك هذا الشئ دون أن نكون مستعبدين لفكرة معرفة إرادة الله المخفية وننسى أن نطبق مشيئته المُعلنة.

فلنكن أداة بيد الله نُطبق فيها إرادته المُعلنة في ناموسه وكتابه المقدس. ولنشكر الله على إرادته المسيطرة على خليقته فإن شاء الخير لنا فكلنا ثقة إنه من نصيبنا ولا وجود لأي قوة توقف خير إرادة الله تجاهنا. لكن في النفس الوقت علينا ان ننتبه الى إن الله في بعض الأحيان لا يُعلن عن مشيئته الى حين حدوثها. فلنسعى لكي يقودنا اللروح القدس لمعرفة مشيئة الله المعلنة وتطبيقها في حياتنا.


الخلاصة
إرادة الله لا تعني القضاء والقدر وتسيير الأمور بصورة تسلب منا إرادتنا. الله هو مصدر الخير فقط وسماحه للخطيئة أن تحدث لا يعني موافقة وتشريعه للخطيئة.
إرادة الله هي إرادة سيادية بحكمه وسيطرته على خليقته وإرادة مُعلنة في الكتاب المقدس ونواميس الله إضافة الى مشيئة متعلقة بأعمال الله التي تكشف مسرته.
شئ مُهم في حياة المؤمن أن يحقق إرادة ومشيئة الله في حياته من خلال التعرف على مشيئة الله المعلنة وعن شرائع الله المعلنة في ناموسه.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 03:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المعجزات

http://upload.wikimedia.org/wikipedi...x-Po_vodam.jpg


المعجزات الإلهية من الأشياء المُهمة التي تشغل بالنا فكثيراً ما نسمع عن معجزات وعن عمل الله الخارق للطبيعة وكثيراً ما ننشغل في البحث وتتبع هذه الأحداث.

نستخدم مصطلح المعجزات بطرق مختلفة وبشكل مستمر في حياتنا. من أبسط أنواع المعجزات التي نشهدها في حياتنا هي معجزات الإعجاب بأعمال الله بدون وجود اي عمل خارق للطبيعة، كولادة طفل صغير او نجاحنا في دراستنا الخ. فهذا النوع من المعجزات هو تمجيد منا لخليقة الله أو لعمل الله وترتيبه لأمور حياتنا.

نستخدم أيضاً مصطلح المعجزة في وصف أعمال الله من خلال وسائل ثانوية في المكان والزمان المناسب لتحقيق غرض مُعين. فلو نظرنا لنجم بيت لحم عند ولادة المسيح لرأينا إنه عمل ليس خارق للطبيعة بل له تفسير علمي وفلكي، لكن عمل الله في توقيت ظهور النجم ومكانه فوق بيت لحم أعطى لولادة المسيح هذا الحس المُعجزي.

إضافة الى ذلك تعد المعجزات الخارقة للطبيعة بعمل مباشر من الله أكثر الأنواع الذي نستخدم فيه وصف المعجزة. فلو نظرنا الى معجزة المسيح في إقامة لعازر من الأموات سنرى خرق واضح لناموس الطبيعة الذي لا يمكن للميت ان يرجع فيه للحياة بدون مُعجزة وتدخل إلهي.

الكتاب المقدس يدون ويذكر العديد من المعجزات الذي يُشير لها بأنها آيات وعجائب وقوات. فقد إستخدم الله الآيات والمعجزات لكي يؤيد رسله ولكي يثبت سلطانه بحسب قصده ومشيئته الصالحين.

نشكر إلهنا القدير على معجزاته في حياتنا وحياة البشرية ككل. نشكره من أجل تدخله وتعامله في حياتنا، ونمجده لأجل قدرته وتحننه وتعطفاته الكثيرة. نشكره لأنه عمل ويعمل وسيعمل المعجزات بحسب تدبيره وبحسب تأييده.

الخلاصة
هناك انواع مختلفة من المعجزات التي نشهدها في حياتنا، منها الذي يمجد الله على خليقته ومنها الذي يمجد الله على إجتماع مختلف العوامل في المكان والزمان المناسب ومنها تمجيده لأعمال الله الخارقة للطبيعة.
الكتاب المقدس يذكر لنا عدد كبير من الآيات والمعجزات وعجائب. فالله عمل ويعمل وسيعمل المعجزات فقدرته ثابتة ودائماً قادر على عمل المعجزات من ابسطها الى أكثرها تعقيداً.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 03:38 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
عناية الله بالخليقة



إن الخليقة هي عمل الله ولا يمكن للخليقة ان تكون نشأت من نفسها. وهذا يدفعنا للتمعن بعناية الله بخليقته فما يخلقه الله يعوله ويعتني به لإن الخليقة تعتمد على الله حتى في إستمرارية وجودها. الله يحكم ويُدير الكون بقوته.
العناية الإلهية بحسب تعريف علماء اللاهوت هي دعم الله وتنظيمه وحكمه للمخلوقات والأشياء والأعمال من أعظمها لأبسطها، بحسب علمه السابق بالأمور وقوته وصلاحه ورحمته.

فالله يدير الكون بسيادة وسلطان ولا شئ يخرج خارج نطاق سيادته وسلطانه. الله يعتني بالكون ويديره بطريقة لا تجعل منه مُسير لأمورنا، فهناك فرق كبير بين العناية الإلهية وبين الحرية الشخصية في إتخاذ القرارات وتفضيل الخيارات.
لا يوجد شئ لدى الله يسمى بالصدفة لانه يُدير ويعتني بكل شئ إضافة الى إنه يعلم كل شئ. صحيح إننا مخلوقات لنا مشيئتنا الخاصة وخياراتنا التي لا تتماشى دائماً مع مشيئة الله، لكن الله قادر ان يحقق مشيئته وعنايته من خلال أعمال البشر، خيراً كانت أم شراً. ولتبسيط الفكرة فلننظر لما فعله إخوة يوسف به وكيف عملت العناية الإلهية من خلال خطيئته لكي يكون هناك خيراً ليوسف إذا قال يوسف لأخوته: "أنتم قصدتم لي شراً. أما الله فقصد به خيراً لكي يفعل كما اليوم. ليحي شعباً كثيراً".
ثق إن الله قادر أن يستغل الأعمال الشريرة لييظهر عنايته الإلهية للخليقة. ثق إن الله قادر ان يقلب شر الأشرار لخير لك ولمن حولك. ثق إن الله يعتني بك كما يعتني بكل الخليقة، فهو الخالق وهو السيد وهو صاحب السلطان. الله ليس شخصية غير مبالية خلقت ونست، بل العكس تماماً، الله خلق وإعتنى وما زال يعتني وسيبقى يعتني بكل خليقته.

الخلاصة
الله الخالق يعتني بخليقته فهو يدير ويعزز ويدعم خليقته بحكم كونه خالقها. لا يوجد شئ خارج عن سيطرة الله بالرغم من شر هذا الشئ، إذ أن الله قادر ان يقلبه لخير بحسب عنايته الإلهية وسيطرته وسيادته التامة على الخليقة.
لنا ثقة بقوة الله وقدرته وبعنايته، فهو يهتم بنا بصورة شخصية ويومية. قادر ان يقلب الشر لخير كما فعل مع يوسف، قادر ان يفعل معنا اليوم وغداً.



Mary Naeem 12 - 04 - 2013 03:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الخليقة

http://www.carolecgood.com/abstract,...d42e7c12_h.jpg


كل شئ في هذا الكون له بداية. الكواكب والأرض والخليقة التي عليها لها بداية. لكن لو رجعنا بالوقت سيكون هناك فترة لم يكن فيها وجود لا للخليقة ولا للأرض ولا للكواكب. فكرنا المحدود يدفعنا للتعلق بفكرة وجود بداية لكل شئ وسرعان ما نضطرب عند سماع الشئ الذي يكسر هذه القاعدة. هذا الشئ بطبيعة الحال هو أزلية الله.

أزلية الله بالرغم من صعوبة تقبلها الا انها ليست بالشئ الغير منطقي. إذا إتفقنا على إن لكل شئ بداية سنتفق على إن هناك فترة لم يكن فيها اي شئ، لا كون ولا مجرات ولا كواكب ولا اي خليقة. هذه الفترة التي لم يوجد بها اي شئ فترة قادرة الإستمرار بهذا الفراغ لحين وجود مُسبب وتدخل خارجي يبدأ خلق الأشياء. وهذا يثبت لنا شيئين، الأول هو أزلية الله فلو كان لله بداية وجوب وجود مُسبب آخر لخلق بدايته وهذا غير منطقي، والثاني هو إن الله خالق الخليقة فهو الذي بدأها، فبحسب العلم لا يأتي شئ من لا شئ وإن الأشياء لا تستحدث من العدم.

من غير الممكن أن تكون الخليقة بدأت نفسها لأن للخليقة بداية وكانت هناك فترة لم توجد فيها خليقة وبالتالي لا يمكن للغير الموجود ان يصنع وجوداً له.

هذا المفهوم يؤكد عليه الكتاب المقدس موضحاً إن الله هو الخالق وإن الخليقة بدأت بخلق الله لها في زمان مُعين، فالكتاب المقدس يبدأ سفر التكوين ب "في البدء خلق الله السموات والأرض".

وجود خالق يسيطر على الكون وعلى خليقته شئ يعتبره المسيحي المؤمن بالحل المثالي مقارنة بنظريات الصدفة او عدم وجود خالق. لنا في الله الخالق ثقة بأنه ذلك الذي خلق الكون وما فيه قادر ان يسيطر على الخليقة فكل شئ يخضع له، وبخضوعنا له يُضخع هو لنا الأشياء الخاضعة له.

الخلاصة
الخليقة لها بداية وهذه البداية هي أصلها بداية خلق الله لها. لا يمكن للخليقة ان تكون مخلوقة من نفسها لانه كانت هناك فترة زمنية لم يكن فيها اي شئ موجود بعد وبالتالي لايمكن ان يأتي شئ من لا شئ ولا يمكن للشئ الغير موجود بعد ان يصنع وجوده.
الله هو خالق الكون وما فيه، فهو الأزلي الوحيد الذي لا بداية له. الخليقة كلها تخضع لله الخالق والذي بدوره يسيطر على كل الخليقة.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الله عادل

http://thedailygarriga.com/wp-conten...d-is-Just.jpeg



العدالة مصطلح مُهم في مجتمعاتنا المعاصرة فكلما زادت عدالة المجتمع وقوانينه كلما نال الشخص إستحقاقاته بشكل أكبر. العدالة هي كلمة مُهمة في حياة البشر، فقد شغلت الكثير من فكر الفلاسفة والمفكرين، فحاولوا كثيراً ان يجدوا تعريفاً ووصفاً لماهية العدالة. فقد وصف ارسطو ان العدالة هي "إعطاء الشخص إستحقاقاته" وهو تعريف جيد جداً.

إعطاء الشخص إستحقاقه يمكن عكسه في نظام القضاء، إذ ينال الشخص المجرم على حساب جريمته، لا أكثر، وينال البريئ برائته بدون إي تلبيس للجريمة.

الله عادل دائماً وأبداً. فهو لا يعاقب أحد بدون إستحقاق ولا يصرف نظره عن الظلم. فالله كامل في عدالته ودائماً يُعطي الإشخاص إستحقاقاتهم بكل عدالة تامة (كما قال إبراهيم: أديان الأرض لا يصنع عدلاً؟). لكن في نفس الوقت الذي يكون فيه الله عادل فهو رحيم. الرحمة والعدالة شيئان يصعب ان يلتقوا سوياً فالعدالة تقتضي معاقبة المجرم والرحمة تقتضي المسامحة او التخفيف من العدالة.

رحمة الله في عدله نجدها في الإمور المتعلقة بيننا وبين الله لا في الأمور التي بيننا وبين الناس. فالله يرحمنا في خطيئتنا التي تتعدى عليه لكن لا يغض النظر عن الظلم الذي يصدر من البعض تجاه البعض الآخر.

بالرغم من صعوبة التعامل بالعدالة والرحمة سوياً (بحسب الفكر البشري) إلى أن الرحمة لا تعني إنها إنتهاك للعدالة، فالله يُحقق عدالته لكن أحياناً بحسب رحمته التي تخفف، أي إن الرحمة ليس عمل ظلم.

نشكر الله على عدالته وعلى رحمته وعلى قدرته على الجمع بين هذين الصفتين فبرحمته الفائقة نلنا خلاصة للخطيئة التي تستحق العقاب بحسب عدالته. فالله يحافظ على عدالته حتى عندما يرحم ويُخلص.

الخلاصة
الله عادل بصورة كاملة وتامة فهو يعطي كل الإشخاص إستحقاقاتهم. الله بار ويعمل كل ماهو صحيح وعدالته هي إمتداد لبره. إلهنا إلله عادل لكن رحيم في نفس الوقت ورحمته لا تخالف عدالته.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:26 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الله صالح

https://2.bp.blogspot.com/_6b10Tu_oP2...aig+Dunain.jpg



قد يكون عنوان الموضوع من البديهيات التي لدى الأغلبية, هذا شئ جيد، فالكتاب المقدس يُعلن إن الله صالح فكما يقول الرسول يعقوب "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ."

لكن دعنا نتمعن سوياً في أبعاد صلاح الله ولننظر بعمق أكبر لما يذكره لنا الرسول يعقوب.
بداية نرى إن الله ليس صالح فقط بل هو مصدر كل صلاح فكل عطية صالحة هي من عنده. نرى أيضاً إن الله ليس عنده تغيير، إي أن الله صالح بإستمرار فكان صالح ويبقى صالح ولا يمكن لله ان يكون غير كامل الصلاح.

صلاح الله يشير الى طبيعته وسلوكه فأعماله تبدأ وتتدفق من كيانه وهو يعمل طبقاً لما هو عليه. فكمثل الشجرة الرديئة التي لا يمكن ان تضع ثمراً كذلك إلهنا الصالح لا يمكن ان يعمل اي شئ يخالف صلاحه.

العناية الإلهية جزء من صلاح الله، فالله صالح وقادر على ان يجعل كل الأشياء التي نمر بها تعمل للخير من أجلنا لكي نكون في نهاية المطاف ننعم بخير الله.
يخبرنا الرسول بولس عن العناية الإلهية في رسالته لرومية: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.".
الله يعمل في حياتنا بصورة مستمرة فهو صالح وأعماله صالحة. قد نمر ببلايا وظلم وشرور لكن دائماً الله يعمل على أن تكون الأشياء في اخر المطاف هي للخير.

الخلاصة
الله صالح بصورة كاملة فهو مقياس الصلاح بل هو مصدر كل صلاح. الله ثابت ولا يتغير وصلاحه هو هو بدون تغيير. اعمال الله صالحه لانه هو صالح، وهذا هو مكسب للمؤمن الذي يعمل الله في حياته بأعمال صالحه تدفع الأمور لميناء الخير. العناية الإلهية هي جزء من صلاحه وهو شئ ثمين يتمتع به المؤمن.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:27 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الله قدوس

http://chrisaltrock.com/wp-content/u...atbigholy1.jpg



قداسة الله من وجهة النظر المسيحية والكتابية شئ غير قابل للنقاش فهو واضح وضوح الشمس والكتاب من أول سفر لآخره يعلن عن قداسة الله بطبيعته وأعماله.

لكن كثيراً ما يفوت علينا التمعن في معنى قداسة الله وما معنى إن الله قدوس. هل القداسة تعني الصلاح فقط؟ كيف يكون الله قدوس؟ كيف نكون نحن كمؤمنين قديسين وما علاقة ذلك بقداسة الله؟

الكتاب المقدس يتناول مصطلح "قدوس" في محورين أساسيين. الأول هو إن الله مختلف والثاني هو إن الله طاهر وبار.

من جهة الإختلاف والقداسة فهذا يعني إن الله يختلف عن كافة مخلوقاته. هو مختلف بحسب عظمته الفائقة وسموه المهيب. بنفس الصيغة عندما يتكلم الكتاب المقدس عن القديسين فهو يشير لإشخاص تغيروا نتيجة لمسة الله لهم فأصبحوا مختلفين عن الأشخاص العاديين، فنرى الكهنة والرهبان يشيرون الى عزل الأشياء كنوع من الإختلاف، فبعدهم عن العالم وقُربهم من القدوس هو الذي يجعل من الشخص العادي شخص غير عادي، شخص مميز، شخص مُكرز، شخص قديس.

من جهة الطهارة والقداسة فهذا يشير الى بر الله في طبيعته وأعماله. فالله يعمل ما هو طاهر ولا يفعل ماهو غير ذلك لانه بطبيعته طاهر ومقدس. فطهارة الله وبره الداخلي يمكن نسبه لطبيعته المقدسة وطهارته وبره الخارجي ننسبه لأعماله الصالحة.

فالله القدوس بصورة عامة هو عظيم وصالح، فعظمته لانه مختلف عن الخليقة وصلاحه لانه قدوس وصلاحه لا يختلط به اي شر.
في العهد الجديد اصبح للمؤمنين إمتياز ان يُدعو قديسيين، اي مختلفيين ومعزولين عن حالة الإستمرار في الخطية التي لدى الأشخاص الغير مؤمنين. فهذه دعوة إلهية مميزة ان نعكس طبيعة الله الأدبية وعمله في حياتنا.

الخلاصة
الكتاب المقدس يُعلن لنا وبكل وضوح إن الله قدوس. قداسة الله تعني إختلافه عن خليقته وتعني بره وطهارته وصلاحه بحسب طبيعته وأعماله.
أعطانا الله إمتياز ان نكون قديسين، أي مختلفين عن البقية بطريقة توبتنا عن الخطية لنعكس بر الله وطهارته.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:28 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الله كلي العلم

http://shadeofthemoriahtree.files.wo...ng?w=480&h=370


تطرقنا في الدرسين الاخيرين الى صفتين مُهمتين في الطبيعة الإلهية: الله كلي القدرة وكلي التواجد (متواجد في كل مكان وزمان). الصفة التي سندرسها اليوم هي الصفة الثالثة في احد أهم محاور الطبيعة الإلهية: علم الله بكل شئ.

الله يعلم كل شئ، فهو كلي العلم والمعرفة وعلمه ومعرفته لا حدود لها لانه نفسه بطبيعته غير محدود. الله يعلم كل شئ في كل وقت، فهو لا يتعلم شئ جديد ولا يكتسب معلومة جديدة لان له العلم بالأمور قبل وقعها. فعلم الله يوم امس هو نفسه اليوم وهو نفسه يوم غد، معرفة كاملة شاملة بكل شئ. معرفة الله نابعة من كونه موجود في كل مكان، فمعرفته ليست معرفة إستنتاج او تفكير، لكن بالاحرى هو يعرف كل شئ لان كل شئ مكشوف أمامه.

بالرغم من أن معرفة الله تفوق معرفتنا بما لا يُحد، لكن تفكير الله لا يختلف من حيث النوعية عن تفكيرنا. فلا يفكر الله بمنطق مغاير عن منطقنا.
هذا يعني إن طريقة تفكير الله في الكتاب المقدس يمكننا فهمها بحسب منطقنا، فالله لا يفكر بطريقة تخالف منطقنا، بمعنى ان المتناقض لدينا ليس منطقي لدى الله. فالإختلاف بينا معرفتنا ومعرفة الله هو إختلاف في كمية المعرفة وليس في نوعية المنطق.

معرفة الله بكل شئ، كقدرته المطلقة وتواجده في كل مكان، شئ يخلق في قلوب المؤمنين نوع من الإطمئنان والراحة لأن الله عالم بالحاضر والمستقبل وقادر على تقديم العون والإرشاد لنا.

الخلاصة
الله كلي المعرفة، فمعرفته هي غير محدودة، كطبيعته بكونه غير محدود. معرفة الله نابعة من قدرته المطلقة وتواجده المطلق في كل مكان في نفس الوقت.
معرفة الله أسمى من معرفتنا لكنها من نفس المنطق، فليس المتناقض لدينا منطقي عند الله.
معرفة الله الكاملة مصدر راحة وأمان للمؤمن.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الله موجود في كل مكان وزمان

https://3.bp.blogspot.com/_QVtPk6brgO...nce-divine.jpg


تطرقنا في الدرس التاسع الى أن الله كلي القدرة، وهذه هي أحدى أهم ثلاثة صفات إلهية من الناحية الفلسفية. اليوم سنتطرق الى كون الله كلي التواجد، أي متواجد في كل مكان وزمان في نفس الوقت (سنتطرق لصفة المعرفة الكلية في درسنا القادم).

كثيراً ما نفكر في وجود الله قربنا وأحياناً بسبب فكرنا المحدود نفسر وجود الله بإنه وجود يشغل حيز ما في قربنا وننسى تواجده في بقية العالم، بل في الكون وما فيه.

علينا ان ندرك حقيقة إنه لا يوجد مكان على الأرض او في الكون لا يوجد فيه الله. لكن في نفس الوقت علينا ان ندرك أيضاً إن الله لا يملأ حيز او مساحة محدودة، فالأشياء المخلوقة فقط هي التي تحمل حيز ومكان.
عندما نُريد الصلاة والتكلم مع الله لا يُشترط بنا ان نذهب لمكان مُعين وفي زمان مُعين لان الله موجود في كل مكان وزمان، بطريقة غير محدودة بحدود الخليقة، قادر ان يسمعنا ويتواصل معنا بالرغم من كونه بحسب إلوهيته متواجد في بعد آخر غير ابعادنا المحدودة.

من ناحية آخرى، تواجد الله في كل مكان هو تواجد كامل، اي تواجده في مصر كتواجده في العراق وكتواجده في بقية أنحاء العالم. تواجده هو تواجد كامل في كل مكان وزمان. الكل يتمتع بملء وجود الله الذي يملأنا خشوعاً وطاعة لكوننا في محضره. في وسط خشوعنا يملأنا أيضاً شعور بالإطمئنان كمؤمنين متيقينين من وجود الله وحمايته ورعايته لنا.


الخلاصة
الله متواجد بصورة كاملة وفي كل مكان وزمان. تواجده ليس تواجد محدود في حيز ومساحة بل تواجد ببعد آخر يختلف عن أبعادنا البشرية. الله لا يقيده زمان ومكان فوجوده هو فوق الزمان وفوق المكان.
وجود الله الكامل في كل مكان هو سبب ومصدر راحة وإطمئنان وخشوع وتعبد لنا.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الله كلي القدرة

http://images.profileengine.com/large/423512890/....


في فترة خدمة المسيح كثيراً ما ظهرت قوة الله وقدرته الكلية على فعل كل شئ في خليقته. هذا الشئ وضحه المسيح للجموع التي تبعته عند خروجه من الجليل ودخوله لليهودية (متى 19 : 26): فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «هَذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ».

كثيراً ما يُساء فهم قدرة الله وكثيراً ما يُطرح هذا السؤال المشكك في قدرة الله: هل يستطيع الله ان يخلق صخرة اكبر من ان يستطيع حملها؟

للوهلة الأولى يبدو إن السؤال من النوع التعجيزي فمهما كان الجواب سيكون ذلك طعن في قدرة الله. إن قلنا نعم ان الله يستطيع خلق صخرة اكبر من ان يحملها فهذا يعني ان الله محدود في قدرته ولا يستطيع حمل الصخرة. في نفس الوقت إن قلنا لا، فهذا يعني إن الله لا يستطيع ان يخلق الصخرة وبالتالي غير كلي القدرة.

قبل ان نرد على السؤال علينا ان نقارن المثال أعلاه بقوانين الفيزياء التي نعرفها. لنعتبر قدرة الله هي قوة تستطيع تحريك كل الأشياء ولنعتبر الصخرة كبيرة لدرجة لا يمكن تحريكها. هل يمكن للقوة الغير محدودة وللصخرة الكبيرة ان يكونوا متواجدين في نفس الوقت؟ هل يمكن ان توجد قوة تحرك الصخرة وصخرة لا تحرك في نفس الوقت؟ بطبيعة الحال لا، فلا يمكن للأثنين التواجد معاً.

لنرجع لله وقدرته ولنحاول فهم معنى القدرة الألهية قبل ان نضعها في امثلة ومعادلات. فما معنى ان الله كلي القدرة. هل يستطيع الله فعل كل شئ؟ ما هي الأشياء التي يستطيع الله فعلها؟

الله كُلي القدرة لا تعني ان الله يفعل كل شئ. فالله لا يكذب ولا يموت ولا يفعل اي شئ يتعارض مع طبيعته. معنى القدرة الإلهية هي إن الله له القدرة والسلطان الكامل على خليقته وعلى اي شئ يتماشى مع طبيعته.

لنرجع للسؤال التعجيزي من جديد وننظر فيه من جديد بعد تعرفنا على معنى "كلي القدرة" بالمعنى الأدق. والجواب سيكون لا، لا يمكن لله ان يخلق صخرة أكبر من ان يحملها لانها لا تتماشي مع طبيعته وتخرج عن سياق سلطانه على خليقته.
يمكننا ان ننظر اليها من زاوية اخرى ونقول ان خلق الله لشئ خارج عن قدرته هو كسر لقانون القدرة الإلهية وبالتالي لا يمكن لله ان يتنازل عن قدرته لخلق هذه الصخرة.

عندما نقول ان كل شئ ممكن عند الله وإنه بمقدوره ان يعمل كل ما يشاء لانه لا يوجد شئ يحد قوته وقدرته، لكن في نفس الوقت لا يمكن لله ان يفعل اي شئ ضد طبيعته.

معرفة قدرة الله بصورة صحيحة هي مصدر عزاء للمسيحي المؤمن، فنحن نؤمن ان الكون وما فيه بين يدي الله، فقد أظهر الله قوته من الخروج من مصر الى قيامته المجيدة، بل ما زال يعمل ويصنع العجائب بقدرته الغير محدودة. فيا له من شعور مريح ان نعرف إن الله مخلصنا هو إله كلي القدرة قادر على تقديم العون والمساعدة لنا في اي وقت يتناسب مع مشيئته وطبيعته.

الخلاصة
عندما نقول ان الله كلي القدرة علينا ان نفهم أبعاد قدرته، إذ هي قدرة غير محدودة تتماشى مع مشيئته وطبيعته فلا يمكن لله ان يعمل اي شئ ضد مشيئته او طبيعته.
عندما نقول إن الله كلي القدرة فهنا نشير الى سلطان الله وقدرته وسيطرته التامة على خليقته، لا يوجد اي شئ مخلوق خارج قدرة الله ولا يمكن لله ان يخلق شئ خارج قدرته.
قدرة الله هي مصدر راحة وتعزية للمسيحي المؤمن، فلنا ثقة في قدرة الله فهو هو الذي خلق الكون هو هو الذي حقق خلاصنا وهو هو الذي يعزينا ويعيننا في حياتنا ليوم مجيئه.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الله كائن في ذاته

http://cdn2-b.examiner.com/sites/def...f03ec7ac34.jpg



تعرفنا سابقاً على إن الله خالق الكون وما فيه من خليقة، فالخليقة تحمل سمة الله الخالق وتشهد له كإعلان إلهي عام.

تفكيرنا بالخليقة يجعلنا ان نفكر بالله ووجوده، كيف وجد الله؟ هل كان لله بداية؟

الجواب يقدمه لنا الكتاب المقدس موضحاً ان الله أزلي وأبدي وبالتالي هو ليس مخلوق وليس له بداية، فلا يمكن ان يخلق الله نفسه ولا يمكن ان يكون الله بدأ من بداية ما، لأنه كان دائماً ويكون أبداً.

الفرق بين الله والخليقة إنه لا يحتاج الى مصادر خارجية لوجوده وإستمراره، على العكس من الخليقة التي تحتاج لوجود خالق كمصدر لها. وهذا ما تعنيه العقيدة المسيحية بإن الله كائن بذاته، اي لم تكن له بداية ولم يكن أحد طرفاً في كينونته، بل هو موجود وكائن بذاته. الله منبع ومصدر كل وجود فهو وحده الذي له في ذاته قوة ان يكون.

قد يعترض البعض ويتحجج بأن لكل نتيجة سبب، فالخليقة هي نتيجة سببها خلق الله. هذا صحيح من ناحية التعريف والتطبيق على الأشياء التي هي نتيجة شئ او فعل ما، لكن من المهم أن نتفهم ان الله ليس نتيجة فلم تكن له بداية ولا وجود لسبب وجوده، لانه كما ذكرنا له قوة الكينونة بنفسه وبذاته.

قد يصعب علينا فهم أزلية وأبدية الله بسبب كوننا مخلوقات لها بداية ونهاية وليست موجودة بذاتها بل أوجدها الخالق، لكن هذا لا يعني أن نُطبق قوانين الخليقة على الخالق ولا يعني ان نفسر وجود الله بحسب وجودنا.

الخلاصة
الله هو خالق الكون وما فيه، فالخليقة هي نتيجة خلق الله المسبب لكل وجود. وجود الخليقة لا يُفسر وجود الله، فالله كائن بذاته. قد يصعب علينا فهم وجود الله الذاتي والأبدي لانه عمق مهول في الطبيعة الإلهية لكن علينا تقبل إن الله لم يوجده شئ بل هو له قوة الوجود بذاته وهو مصدر كل وجود في الكون.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الثالوث القدوس

http://schools.hcdsb.org/hlyt/School...inity_knot.gif


تطرقنا في الدرس السادس عن فِهم الله وعن كون الله غير محدود يصعب علينا فهمه بالكامل. الثالوث القدوس هو أحد التعاليم التي تصعب علينا ولا يمكن لشخص ان يتوصل لها بواسطة منطق بشري بل تحتاج لإعلان إلهي يكشف عن هذه الطبيعة الإلهية. فالقارئ ممكن ان يقع في الوهلة الأولى في مشكلة عدم فهم وحدانية الله ويستنتج بعجالة ان هناك ثلاثة الهة او ان ثلاثة الهة تعني إله واحد.

تعبير الثالوث يصف طبيعة الله ويُعرف ملء اللاهوت من ناحية وحدته وتنوعه، فالله واحد في الجوهر لكن له ثلاثة أقانيم. فوحدة الله هي من ناحية جوهره وكينونته في حين تنوع الإلوهية عُبر عنها بالأقانيم.
هذا يُفسر لنا عدم وجود تعبير الثالوث القدوس في الكتاب المقدس، لانه تعبير يصف الطبيعة الإلهية الجلية في الكتاب المقدس، فالكتاب المقدس يُعلن لنا ان الله واحد ويعلن لنا في نفس الوقت الألوهية التامة للآب والإبن والروح القدس. فتعبير الثالوث الغير موجود في الكتاب المقدس لا يعني عدم وجود فكر الثالوث لانه صيغة ووصف يُستعمل ليصف طبيعة الله التي أعلنت لنا في الكتاب المقدس.

نستطيع فهم الثالوث من خلال النظر لأعمال الله وإشتراك الأقانيم فيها. فنرى مثلاً ان الله حقق خلاصه في البشرية كالآتي:

الآب يبدأ الخلق والفداء
الأبن يفتدي الخليقة
الروح القدس يجدد ويُقدس ويطبق الفداء على المؤمنين.

لقد حافظت الكنيسة بكل حرص على هذا التعليم فلم تترك المجال لأي هرطقة تدعي بأن الأقانيم هي ظهورات أو تثليث (تعدد الألهة). هذا يعني إن الكنيسة كانت واعية وفاهمة للمعنى الحقيقي للإعلان الإلهي عن الثالوث القدوس وفي نفس الوقت استطاعت التمييز والتفرقة بين الهرطقات وبين الإعلان الإلهي.

بالرغم من الإعلانات الإلهية والإشارات الواضحة في الكتاب المقدس عن الثالوث والأقانيم الا إن هذا التعليم الكتابي لا يشرح طبيعة الله بصورة شاملة، بل بالاحرى يشرح لنا الطبيعة الألهية التي يُريد الله الإعلان عنها (لاننا بعقلنا المحدود لا نستطيع إستيعاب طبيعة الله كاملةً) واضعاً حدوداً لا يجب علينا ان نتعداها.

الخلاصة
عقيدة الثالوث تُعلن وتؤكد لنا ان الله مثلث الأقانيم فالله واحد في الجوهر وله ثلاثة أقانيم هي الآب والإبن والروح القدس. في نفس الوقت يؤكد لنا الكتاب المقدس وحدانية الله وإلوهية كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة. عقيدة الثالوث لا تشرح طبيعة الله بالكامل بل تقدم لنا الإعلان الإلهي المحدود بحدود تفكيرنا البشري القاصر عن فهم الله بالكامل.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فِهم الله


http://websitedesign-miami.com/wordp...Gods-Faith.jpg



تطرقنا في الدروس السابقة الى الإعلان الإلهي وفِهم كلمته التي نقلها لنا الأنبياء والرسل بالوحي المقدس. فِهمنا للكتاب المقدس وللإعلانات الإلهية هو مصدر فِهم الله.

الحقائق المسيحية المعلنة في الكتاب المقدس هي حقائق بسيطة يمكن فهمها بكل سهولة، فإعلانات الله ليست مقدمة للفلاسفة او الحكماء، بل هي معطاة للجميع بصورة واضحة. فالله يتكلم إلينا بلغتنا، أي بلغة سهلة بسيطة مفهومة كما يكلم الوالد إبنه، مبتغياً إيصال فكره وكلمته لنا.
في نفس الوقت تبقى الحقائق المسيحية بكل بساطتها عميقة جداً لها ان تشغل أذهان علماء اللاهوت لسنين طويلة.

بالرغم من بساطة وعُمق الإعلان الإلهي لكن نبقى نحن كبشر غير قادرين على فِهم الله بشكل تام. فنحن بشر محدودون والله غير محدود فلا يمكن للمحدود ان يحتوي كل الغير محدود ولا يمكن للغير محدود ان نضعه في حيز محدود.

علينا ان نتقبل ان الله غير محدود لكن في نفس الوقت علينا ان نفهم ان هذا لا يعني اننا لا نعرف اي شئ عن الله. نحن نعرف الكثير عن الله لكن ما نعرفه هو محدود مقارنة بالله الغير محدود. فالله أعلن عن نفسه وعن ذاته وهذا ما نعرفه لكن معرفتنا عن الله هي جزئية ومحدودة وليست كاملة شاملة. نحن نعرف الله بالدرجة التي أختارها هو ان يعلن عنها في إعلانات في الكتاب المقدس كما تقول كلمة الرب في تثنية 29 : 29 "السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا وَالمُعْلنَاتُ لنَا وَلِبَنِينَا إِلى الأَبَدِ لِنَعْمَل بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ».".


الخلاصة
الحقائق المسيحية المعلنة لنا هي حقائق يسهل فهمها وتقبلها لكن في نفس الوقت تحمل معاني وأعماق تستطيع شغل أذهان أكبر علماء اللاهوت.
معرفتنا بالله وإعلاناته هي معرفة محدودة مقتصرة على ما أعلنه الله لنا، فالله غير محدود ولا يمكننا كبشر محدودين ان نفهم كل الله الغير محدود.
عدم فهم الله بالكامل بسبب عدم محدوديته لا يعني اننا لا نعرف اي شئ عن الله، بل نحن نعرف الكثير عن الله بحسب إعلاناته.


Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فِهم الكتاب المقدس

http://beginningandend.com/wp-conten...the-Bible1.jpg



تطرقنا في الدروس السابقة الى الإعلان الإلهي وكلمة الله التي نقلها الأنبياء والرسل لنا بواسطة الوحي المقدس. هدف الله من كل هذا ان يعلن لنا عن أشياء مُهمة ولذلك علينا قراءة الكتاب المقدس ومحاولة فهمه بصورة صحيحة.

طريقة فهم الكتاب المقدس تعتمد على مبدأ اساسي وهو إن الكتاب المقدس يُفسر نفسه بنفسه. هذا يعني إن الكتاب المُقدس يُفهم بواسطة محتوى الكتاب المقدس، إذ وضوح جزء من سفر ما قد يعتمد على جزء من سفر آخر. هذا يعني أيضاً إن علينا فهم الكتاب المقدس ككل وليس في سياق النص المحدود.

فهم الكتاب المقدس يجب ان لا يكون طبقاً لما نحمله من أفكار ورغبات مسبقة بل علينا بكل طاعة وإحترام ان نتقبل كلمة الله ومحاولة فهمها كم هي بدون فرض لوجهة نظرنا. لو نظرنا للهراطقة لوجدنا مثالاً واضحاً لمن يقرأ بحكم مسبق محاولاً تسخير النصوص الفردية لتأييد فكر ما. ليس الهراطقة فقط بل الشيطان نفسه إقتبس من الكتاب المقدس في محاولته لإغراء المسيح في تجربة على الجبل.

الرسالة الأساسية للكتاب المقدس بسيطة وواضحة وغير معقدة لكن الكتاب المقدس بصورة عامة يحتاج لعناية ودراسة لكي يُفهم محتواه بصورة سليمة، فهناك الكثير من المواضيع اللاهوتية العميقة التي تطرق لها الكتاب المقدس والتي تحتاج لمجهود كبير ومنهج سليم في فهمه.

هناك مبادئ عامة لمنهج فهم الكتاب المقدس بصورة سليمة منها:


  • تفسير الكتاب المقدس بحسب تخصص أسفاره: الكتاب المقدس يحتوى أسفار عديدة منها الأدبي والتاريخي الخ. فعلينا تفسير الأمثال الأدبي على كونها أمثال وعلى كون القصص التاريخية كتاريخ وعلى كون القصص للتعليم. لو أخذنا قصة الله وتقديم اسحق بيد إبراهيم علينا ان نفهم مقصد الله من القصة من ناحية تعليمية وان لا نستنتج ان الله لا يعرف إيمان إبراهيم لان الكتاب المقدس يُخبرنا في موضع آخر ان الله كُلي العلم والمعرفة.
  • النصوص الضمنية يجب تفسيرها على ضوء النصوص الواضحة: علينا ان نفهم النصوص الضمنية وما تحتوي من إشارات غير واضحة بواسطة الإعتماد على نصوص آخرى أكثر وضوحاً. علينا الإبتعاد عن محاولة فهم تلميحات النصوص بصورة تتعارض مع الصورة الكاملة التي تقدمها النصوص الآخرى.
  • الكتاب المقدس والمنطق: الكتاب المقدس كُتب بلغة البشر مُقدماً للبشر بصورة مفهومة وغير معقدة. هذا يعني ان المنطق البشري السليم في فهم النصوص هو اداة مشروعة في فهم سياق الكتاب المقدس لانه لا يتعارض مع المنطق البشري. فعلينا ان نفهم الكتاب المقدس بصورة منطقية سليمة او ان لا نخرج بخلاصات غير منطقية.


الخلاصة
علينا ان نفهم الكتاب المقدس فهو إعلان الله لنا. طريقة فهم الكتاب المقدس الأساسية هي ان الكتاب المقدس يشرح نفسه بنفسه. علينا ان نفهم الكتاب المقدس بدون افكار واحكام مسبقة بل علينا ان نفهم ما يعني الكتاب المقدس فعلاً عن طريق اتباع المبادئ العامة في التفسير.



Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 


سنتكلم عن الأنبياء والرسل الذي نقلوا لنا محتوى الكتاب المقدس والناموس الإلهي.

أنبياء ورسل الكتاب المقدس هم أشخاص دعاهم الله بطريقة فريدة، معطياً لهم رسالاته بطرق خارقة للطبيعة. مُهمة الأنبياء والرسل هي نقل رسائل الله لنا عن طريق نقل كلمته بواسطة كلامهم وكتابتهم للأسفار المقدسة.

الرسائل التي نقلها الأنبياء والرسل تحتوي نبؤات وإعلانات ووصايا إلهية. لقد أعطى الله موهبة من الروح القدس لكي ينقل الأنبياء والرسل كلامه وأقواله بصورة مباشرة. فكان كلام الإنبياء كلام بسلطان إلهي لان الله دعاهم بصفة خاصة ان يكونون متحدثين بإسمه. هذه السلطة وهذا الإختيار ليس شئ يؤخذ بالوراثة او بالإنتخاب بل الدعوة الإلهية وقوة الروح القدس هي التي كانت تختار الإنبياء بشكل فريد وخاص.

الكتاب المقدس وما يحتويه من شرائع ورسائل وإعلانات إلهية كُتب على يد كثير من الأنبياء إختلفوا في زمانهم ورسائلهم ودورهم في نقل كلام الله. الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كُتب على مدار 1500 سنة في ازمنة مُختلفة وفي مجتمعات واوضاع مختلفة، لكن بقت الرسالة هي رسالة إلهية واستمر الإنبياء بنقل كلام الله بكل أمانة وحرص.


الخلاصة
الأنبياء والرسل اختارهم الله كوكلاء لنقل كلمته ورسائله للبشر، فكان لهم دور اساسي في التواصل مع البشرية ونقل كلام الله بكل امانة وحرص. الله اختار اشخاص مُعينين بصفة خاصة وهؤلاء الإشخاص بحسب الإختيار الإلهي هم الوحيدين الذين يملكون سلطة ان يكونو انبياء ورسل لينقلوا كلام الله. الكتاب المقدس يحتوي على كلام الله الذي نقله لنا الأنبياء والرسل بكل أمانة وحرص على فترة زمنية طويلة وبواسطة أكثر من شخص.




Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:51 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الناموس
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...ECvaAI-ge6fyYQ

من البديهيات ان نقول إن الله هو خالق الكون وما فيه. الكون والخليقة تخضع لرعاية وتنظيم الله، وهذا بذاته يُعتبر ناموس أيضاً. عملية العناية بالكون وتنظيمه ضمن آلية مُعينة هو ناموس بحد ذاته لأنها عمل الله ولأن الله كامل في أعماله.
الله كامل في طبيعته ولذلك هو مقياس الكمال، فلا يوجد ناموس إلهي خارج عن طبيعة الله الكاملة ولا توجد أعمال إلهية تتنافى مع ناموسه.

كخليقة تابعة لخالقها مطلوب مننا أن نعيش طبقاً للناموس الأدبي الذي أعلنه الله في الكتاب المقدس، إذ إن ناموس الله هو المعيار لقياس وتقييم الأعمال البشرية ولتحديد ماهو الخطأ وما هو الصواب.

الله له كامل السلطان ان يفرض علينا ناموسه وأن يأمرنا بالطاعة والإلتزام، كما له حق المعاقبة في حالة العصيان او الخروج عن ناموسه. لذلك نحن خاضعين بالكامل لناموس الله الأدبي المُعلن في الكتاب المقدس ولا نملك سلطة خلق نواميس بشرية مستقلة خارجة عن ناموس الله، لان لله وحده سلطة خلق النواميس أو إلغائها أو التعديل عليها.


الخلاصة
يسيطر الله على الكون بمجموعة من نواميس الطبيعة التي تعكس طبيعة الله الكاملة في تنظيم الكون. فالله كامل وكل أعماله صالحة، لان أعماله هي طبقاً لناموس طبيعته الكاملة أيضاً.
بنفس المعنى يفرض الله على البشر الإلتزام بناموسه الأدبي المُعلن في الكتاب المقدس. فالله يملك سلطان فرض الناموس على خليقته ويملك سلطان التحكم في فعالية هذه النواميس.




Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإعلان الإلهي الخاص
http://i233.photobucket.com/albums/e...n786/jesus.png

الإعلان الإلهي الخاص هو ما أعلنه لنا الله من خلال الكتاب المقدس، فالسيد المسيح بنفسه علمنا بإن الكتاب المقدس هو صوت الله وكلمة الله.

الكتاب المقدس أخذ هذه التسمية لانه يحتوي على كلمة الله أعطيت لتلاميذ المسيح ورسله عن طريق الروح القدس. عملية الإيحاء التي تكون بين الله وبين الكاتب تُسمى بالوحي الكتابي.
الرسول بولس يعلمنا ان كل الكتاب هو موحى به من الله، اي كل ما كُتب هو إيحاء من الله بواسطة الروح القدس للكاتب.

الوحي في العقيدة المسيحية ليس إملاء على الكاتب وليس سطور جاهزة تُقحم في عقل الكاتب، بل سيادة الروح القدس على الكتاب لكي يرشده ولكي تكون كلماته هي كلمات الله.
المصدر الرئيسي لكل ما كُتب في الكتاب المقدس هو الله، كُتب بواسطة القديسين بإرشاد وقيادة الروح القدس، فحافظ كل كاتب على طريقته في صياغة الكلام وحافظ الله على إن يكون إختيار الكلمات بحسب كلماته.

كون الكتاب المقدس إعلان إلهي ومكتوب بالوحي الإلهي بتدخل مباشر من الله، فهذا يعني إن الكتاب المقدس معصوم ومنزه عن الخطأ. الله كلمته صادقة ومحل للثقة ولا يمكن لله ان يوحي بشئ مُزيف او يسمح لأحد بتزييف كلمته وإعلاناته، فكما لم يسمح للطبيعة وللخليقة ان تُزيف إعلانه العام كذلك هو الحال مع إعلاناته الخاصة.

الخلاصة
الإعلان الإلهي الخاص هو ما أعلنه الله لنا في الكتاب المقدس. الكتاب المقدس هو كلمته الله الموحى بها بالوحي الإلهي الذي هو عملية كتابة كلمة الله بتدخل مباشر من الله بدون إملاء أو إنزال. الكتاب المقدس هو كلمة الله ولا يمكن لكلمة الله ان تكون مزيفة او خاطئة ولا يمكن ان يسمح الله لاحد ان يُزيف كلامه وإعلاناته.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 04:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

الإعلان الإلهي هو عملية كشف الله عن ذاته ونفسه للبشرية. الإعلان الإلهي يختلف في طرقه ومحتواه فالكتاب المقدس يعلمنا في رسالة العبرانين الإصحاح 1 بأن الله كلمنا بأنواع وطرق كثيرة وآخر هذه الطرق في ابنه يسوع المسيح.



أقتباس كتابي http://www.arabchurch.com/forums/files/qi.gif

1. اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ،
2. كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ.



مشيئة الله ان يعلن لنا عن نفسه وعن ذاته وان لا يترك الخليقة بعيدة عن معرفته، فهو لا يترك نفسه بلا شاهد (أعمال 14 : 17)
هذه الطرق الكثيرة للإعلان الإلهي يمكننا قسمها لقسمين: إعلان عام وإعلان خاص.

الإعلان الإلهي العام
الإعلان الإلهي العام هو إعلان الله عن ذاته ونفسه للبشرية أجمع بدون إستثناء. فنرى إن الله يعلن لنا عن ذاته بإنه هو الخالق عن طريق خليقته كما ينقل لنا داود في مزموره ال 19:
اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. أيضاً الرسول بولس ينقل لنا نفس الفكرة في رسالته الى رومية الإصحاح الأول: لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.

الإعلان الإلهي العام هو ليس إعلان إلهي مفصل عن الله او شرائعه وطرق خلاصه. فالإعلان الإلهي يمكننا ان نستخلص منه بإن الله هو الخالق السرمدي من خلال خليقته، بإن الله محب وحكيم من خلال إهتمامه وعنايته بالخليقة.
بالرغم من أهمية الإعلان الإلهي العام، فهي المدخل للتعرف على الله، الا إنه إعلان لا يدخل في تفاصيل وإعلانات إلهية آخرى كالشريعة والخلاص. لهذا السبب أعلن الله لنا عن نفسه عن طريق الإعلان الإلهي الخاص.

الإعلان الإلهي الخاص
الإعلان الإلهي الخاص هو إعلان الله عن أسراره لمجموعة معينة بطريقة فريدة في الكتاب المقدس لأنها غير معلنة في الطبيعة أو في الخليقة وعلاقتها بالله.

والخاص هنا لا يعني إنه الإعلان موجه لفئة معينة فقط، لأن الله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.

شرائع الله وخطة خلاصه مذكورة في إعلاناته الخاصة الذي يخبرنا عنها الرسول بولس في رسالته للعبرانيين. فالله أعلن لنا عن إعلاناته الخاصة عن طريق الأحلام والرؤى وعن طريق الإنبياء وعن طريق إبنه أخيراً.
فكل ما نعرفه عن العقيدة المسيحية هو إعلان إلهي خاص مُعلن لنا في الكتاب المقدس. فلا توجد عقيدة أو شريعة مسيحية نتاجها الفكر او الإستنتاج البشري إطلاقاً، بل الكل مبني على ما كشفه الله لنا في كلمته، الكتاب المقدس.

الخلاصة
هناك طرق كثيرة للإعلانات الإلهية، تختلف في محتواها وفي جمهورها. فالله أعلن عن ذاته ونفسه للجميع بإنه هو الخالق عن طريق خليقته وأعلن عن نفسه وعن خلاصه بأنه هو المخلص عن طريق إعلانه الخاص في الكتاب المقدس.
العقيدة المسيحية هي عقيدة مبنية على الإعلانات الإلهية الخاصة بدون تحليل او توقعات شخصية من أحد.



Mary Naeem 12 - 04 - 2013 05:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الإيمان العملى .. كيف يُختبر ؟؟ وماذا يُضعفهُ
بقلم مثلث الرحمات
البابا شنودة الثالث


https://3.bp.blogspot.com/-0gizA0x8kv.../Pope+Shenouda



إن الأيمـــــــــــان النظــــــــــري
هو مجرد إيمان العقل بوجود الله وبصفاته, وبوجود الملائكة والأرواح, وبوجود الأبدية والعالم الآخر..

ولكننا في هذا المقال سوف لا نتكلم عن هذه الأمور إنما نتكلم عن
الأيمـــــــــان العمـــــــــــــــلي الذي تظهر علاماته في الحياة العملية وبسلوكياتها.

وفي هذا الأمر توجد درجات من الإيمان:
هناك إيمان قوي ................................وإيمان آخر ضعيف.
كما يوجد
إيمان شامل يشمل كل تصرفات الحياة, .....وإيمان محدود.
إيمان دائم.......................................وإيمان يهتز أحيانًا ويرتبك أو يضعف.


ولعل أهم ما يضعف الإنسان عن الأيمان بالله هو الـــــــــــــــــــــــذات.
حينما تحاول الذات أن ترفض الله لأنه ضد رغباتها الخاطئة, وضد حريتها الخاصة في أن تفعل كل ما تريد حتى الأمور التي لا يوافق الله عليها,
ومثال ذلك الوجوديون الملحدون الذين صار شعارهم هو:
من الخير أن الله لا يوجد, لكي أوجد أنا, والمقصود الوجود بكامل حريتهم دون عائق من وصايا الله. وهم هنا لا يفهمون معني الحرية. بل يتصورونها ألوانًا من التسيب.


فهل أنت يا أخي القارئ يتعطل إيمانك بسبب ذاتك؟ بسبب رغباتك وغرائزك وأفكارك وشهواتك؟
هل هناك تعارض بين محبتك لله ومحبتك لذاتك؟!

إن كان كذلك فعليك ان تدرب نفسك علي فضيلة إنكار الذات, نعم لان كثيرين ذاتهم هي صنـــــــــــــمهم الذي يتعبدون له.


فيمنعهم عن حياة العملية محبة الذات والاعتداد بالذات, والرغبة في تكبير الذات وتضخيم الذات, وتحقيق شهوات الذات, والهروب من كل من يكشف هذه الذات
أو يظهر مساوئها. وهكذا يريدون أن تحيا ذاتهم في جو من التدليل والمجاملة.

كذلك يضعف الإيمان
سيطرة الحواس, وسيطرة العقل .......... فالعقل له حدود لا يتعداها
أما الإيمــــــــــــــــــــان
فهو مستوي اعلي من العقل,

ولكن هناك أشخاصًا يريدون أن تعي عقولهم اللامحدود والمعجزات, وما هو فوق إدراكهم, وإلا فإنهم يرفضون كل هذا!

وكذلك الحواس لها حدودها.
فمن الصعب عليها أن تدرك ما لا يُرى كالأرواح والملائكة.
ومن أمثلة هؤلاء
من يريدون إخضاع الوحي والمعجزة للبحــــــــــــــــــث العلمــــــــــــــــــــــي
أو لمجرد التفسير الرمزي وبهذا ينكرون كثيرا من المعجزات ويدخلونها في علم الأساطير Mythology.

++++

ومما يضعف الإيمان أيضًا:
معاشرة الشكاكين,
أو قراءة أفكارهم من بعض الكتب أو المقالات, فإن تلك الأفكار تغرس الشك في العقول والقلوب إن كانت بمداومة أو من النوع العميق التأثير. أو إن كان المستوي الخاضع للشكوك اقل في المعرفة أو في المستوي العقلي, أو كان غير عميق في الإيمان،

ولهذا مما يضعف الإيمان أيضًا:
الانقياد وضعف الشخصية, الذي لا يستطيع أن يصمد أمام الشكوك أو أمام الشائعات أو كلام غير المؤمنين فيهتز من الداخل بسبب التأثير الخارجي الضاغط والانقياد إليه. لان الشخصية اضعف من أن تصمد.
وقد يضعف إيمان البعض وينقادون وراء من يدعي الرؤى والأحلام, كما لو كانت حقيقة ينخدعون بها, ولو ضد معتقداتهم أو مبادئهم الروحية. كمن ينقاد وراء من يتكلمون عن السحر والعمل.

الشهوة أيضا تضعف الأيمان, وبخاصة لان الذين يمارسون شهواتهم لا يؤمنون بأن الله يراهم, أو أن الله يفحص قلوبهم. ويعرف أفكارهم و نياتهم! كل ذلك لا يضعونه أمامهم وكأنهم لا يؤمنون به بسبب الشهوة.

ومما يضعف الأيمان أيضا
ضلالات الشياطين. ومن أهمها الرؤى الكاذبة التي يندمج بها إرشاد معين يضل الإنسان, ومن أمثال ضلالات الشياطين: الأحلام والنبوءات الكاذبة, وأفكار الضلالات والبدع.

الشك أيضا يضعف الأيمان.
كما أن ضعف الأيمان يولد الشك.
فإن حاربتك شكوك من جهة وجود الله أو بعض العقائد الأساسية
فلا تخف هذه محاربات من العدو, وليست إنكارًا منك للإيمان,
وبخاصة إن كان قلبك رافضًا لها.
أما إن كانت الشكوك منك, وأنت مقتنع بها, فعليك أن تعالجها بفهم إيماني سليم.
وبسؤال المتخصصين وأهل العلم, وبقراءة الكتب المفيدة في موضوعك.

+++++++++++++++++

وهناك أمور تستطيع أن تختبر بها إيمانك العملي: من أمثلتها ......
الضيقــــــــــــــة. قد تحل الضيقة بإثنيــــــــــن: : ـــــ
أحدهما مؤمن .............. والآخر غير مؤمن

فيضطرب غير المؤمن ويخاف ويقلق, ويتصور أسوأ النتائج, وتزعجه الأفكار,
أما المؤمن فيلاقيها بكل اطمئنان, وبسلام قلبي عجيب,
وقد يسأله البعض عن شعوره إزاء الضيقة فيقول:
هذه المشكلة سوف يتدخل الله فيها ويحلها, وسوف تئول إلى الخير,

وقد تسأله كيف سيتدخل الله؟ وكيف سيحلها؟
فيجيبـــــــــــــــــــــك:
أنا لا أعرف ولكن ما اعرفه إننا لا نهتم بمشاكلنا فالله هو المهتم بالكل.

إذن
إن كانت الضيقة تفقدك سلامك القلبي فاعرف أن إيمانك ضعيـــــــــــــــف. وهو ضعيف من جهة الإيمان بالله الحافظ والراعي,
لذلك فإن الإنسان
المؤمن يجعل الله بينه وبين الضيقــــــــــــــــــــتة, فتختفي الضيقة ويظهر الله,
أما غير المؤمن فإن الضيقة تخفي عنه معونة الله.

فالمؤمن مهما بدت كل الأبواب مغلقة, يري باب الله مفتوحا.

++++++++++++++++

تختبر إيمانك أيضًا
ببعض الوصايا. ومنها وصية العطاء, التي تعطي بها نصيبا من مالك ولله, إي للفقراء والمحتاجين. وبخاصة إذا كان المؤمن محتاجا, أو مطلوبا منه أن يعطي من أعوازه.
فإن ضعف إيمانه يقول: إن كان المرتب كله أو الإيراد كله لا يكفي, فكيف يكون الحال ان نقص ما أعطيه لله؟!
أما المؤمن الحقيقي فإنه يؤمن بان الله سيبارك باقي ما يملكه إن دفع للمحتاجين.

انه اختبار لإيمانك: هل الله قادر أن يعولك بما تبقي لك بعد دفع نصيب الفقراء.

كذلك من الاختبارات الهامة:
مدي محبتك للصلاة. فهل تنساها و تمر عليك أوقات كثيرة لا نصلي فيها؟
وهل إذا وقفت للصلاة تفكر في كيف تنتهي منها لتنشغل بأمور أخرى تهمك بالأكثر؟
وهل أثناء صلاتك يمكن أن يسرح فكرك في أمور أخرى, وتنسي انك واقف إمام الله تخاطبه؟!

تختبر إيمانك أيضا بأنه هل يدركك اليأس أحيانًا, واليأس ضد الأيمان ولاشك أن المنتحرين يكونون قد فقدوا إيمانهم بحقيقة الحياة بعد الموت, التي يدخل إليها المنتحر وهو قاتل نفس
.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 05:42 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الصليب خلاصنا


http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...3/04/thumb.jpg
يتموضع أحد الصليب وسط الصوم الأربعيني، من الطبيعي لبعض المؤمنين الذين يجاهدون جهاداً روحياً أن يتعبوا وسط الصوم، دوماً الجهاد الروحي يُتعب ولكنه يعتبر مقدس لأنه يقود للكمال. الكنيسة، أمّنا الحنون، تضع أمامنا الصليب الكريم كي نسجد له ونتشجع ونتابع جهاداتنا وصولاً للقيامة.
"من أراد أن يتبعني…"
فعل "يريد" يعود لله وللإنسان، لله يوضحها بولس الرسول بالتعبير أنه يريد الخلاص الكل "الذي يريد ان جميع الناس يخلصون" (اتيمو4:2)، للإنسان يقول السيد في المقطع الإنجيلي "من أراد أن يتبعني…" ليقول أن الأمر أيضاً متعلق بجهد وتعب الإنسان. إرادة الله هي القصد الإلهي للبشرية أن يخلصوا كلهم وأن يحققوا إرادته كما تفعل القوات الملائكية "ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض" (متى10:6)، للبشر كلهم قال "من أراد" أن يخلص، هي موجهة لكل البشرية بالعموم ولكنها تتوجه أيضاً لكل مؤمن لوحده وشخصياً.

"من أراد…" تشمل هذه العبارة كل عظة الصليب وكل معنى المقطع الإنجيلي اليوم، أعطى المسيح بصلبه وقيامته الخلاص للإنسان، ولكن الإنسان لن يخلص ما لم يرفع بذاته صليبه، وما لم يعيش آلام المسيح، ما لم يصلب ذاته محبة بالمسيح، هذه الحقيقة هي الطريق الوحيد التي تودي الى الحقيقة المفرحة عبر الحزن إلى القيامة "بالصليب" وفي هذه الحياة عبر طريق الموت ومن خلال الموت المحيي.
دعوة السيد المسيح هي للجميع لأن ارادته أن يخلص كل الذين يؤمنون بالأبن وسيحصلون على حياة ابدية وسيقومون معه "هذه مشيئة الآب الذي ارسلني ان كل ما اعطاني لا أتلف منه شيئا بل اقيمه في اليوم الاخير لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير" (يو39:6-40)، ولكن بالمقابل نداء الله "من أراد…" ودعوته هذه يجاوب عليه كل واحد بطريقته، واتباع المسيح هي دعوة من الله ولكن تنتظر جواب من الإنسان المستند على حريته.
"فلينكر بنفسه ويحمل صليبه"
ماذا ينفع الإنسان أن يعرف ما يريده الله إن لم يسعى لتطبيقه؟ المسيح يطلب حمل الصليب وإنكار الذات وأمور صعبة، الله يعرف الإنسان بشكل جيد، وحتى يستطيع الإنسان تحقيق الخلاص عليه أن يطبق هذه الشروط، الإنسان جسد وروح لذلك حريته الأخلاقية ليست مطلقة لكنه مرتبط بطبيعته، هو مركب من روح ومادة وبعد السقوط أصبح هناك صراع بين الإثنين "لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم احدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون" (غلا17:5).
الإنسان مدعو أن يكون إما مع المسيح أو بعيداً عنه، ولكن لا يوجد في هذا العالم شيء أفضل من الروح، والمؤمن عليه الإختيار بين الجسم والروح، والجسم بحسب مفهوم الكتاب المقدس ليست الجسد بل عالم الخطيئة، في هذا الإختيار تأتي عبارة "فلينكر بنفسه" ، "لان الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة" (1تس7:4)، وأن لا تكون حياتنا ملئ بالأهواء "لكي لا يعيش ايضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لارادة الله" (1بط2:4)، ولكن لتكون بشكر مستمر "اشكروا في كل شيء. لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم" (1تس18:5)، وصبر لا ينقطع "ولكم ضمير صالح لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر" (1بط16:3) وبدون حدود لفعل الخير "هكذا هي مشيئة الله ان تفعلوا الخير" (1بط15:2) كلها محبة بالله.
الصليب المطلوب منا حمله ليس فقط أن نتحمل مصيبة ما أو أن نتواضع أو أن نرفض بعضاً مما في حياتنا، لكنه الحد الفاصل الموجود داخل قلبنا بين عالمين الروح والجسم. عندما يقرر المؤمن أن يتبع طريق الرب الروحي فهو لا يصلب ذاته فقط بل يرفع صليب التضحية لخلاص العالم ويصبح معاون للمسيح في رفع الصليب "فاننا نحن عاملان مع الله وانتم فلاحة الله" (1كو9:3).
"ويتبعني"
أن أتبع المسيح هذا يعني أنني أؤمن به بإيمان يغلب كل التجارب والمصاعب، يعني أنني أتبع نور العالم الذي ينير لي الطريق كي أتبعه ولا أقع في دروب الخطيئة، أن أتبع المسيح هذا يعني أنني أضع أمامي صفات الإله المجسد والمخلص المصلوب لأن هذا يدفعني أن أتوب عندما أخطئ، لأنه مخيف أن يعيش الإنسان بعداوة مع صليب المسيح "لان كثيرين يسيرون ممن كنت اذكرهم لكم مرارا والآن اذكرهم ايضا باكيا وهم اعداء صليب المسيح" (فل18:3) يكره ويدين نفسه عندما يكون واقع في الموت الروحي الأبدي.
لا أتبع يسوع المسيح عندما أتخلى عن إيماني وعندما لا أتوب عن خطاياي ولا أمارس سر الإعتراف المقدس لأن بهذه كلها أعود لأصلب المسيح من جديد "وسقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة اذ هم يصلبون لانفسهم ابن الله ثانية ويشهّرونه" (عبر6:6). لذلك على المسيحين وهم يسجدون اليوم للصليب المقدس أن يرفعوا أعينهم الروحية نحو المسيح القائم وأن تتوجه نحوه حياتنا كلها.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 05:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الأحد الجديد – أحد توما الرسول

http://www.stmaryab.net/Uploaded/Saints/t.jpg
“ربي وإلهي”
خلال قراءتنا لمسيرة بعض الأشخاص الذين تبعوا يسوع المسيح نلاحظ أنهم تعرضوا للحظات ضعف إيمانية بما يخص آلام السيد المسيح وقيامته، والتي عشناها في الأسبوعين الماضيين، ونتذكر ثلاثة مواقف وحالات: نكران بطرس الرسول، وتسليم يهوذا وانتحاره، وقلة إيمان توما الرسول.
تصرف بطرس الرسول ونكرانه كان نتيجة واضحة لضعفه وخوفه، أما تسليم وانتحار يهوذا فكان سببه شكّه وحبه للمال وفقدانه الرجاء برحمة الله، كان عند يهوذا تخيل مسبق عن المخلص ولكنه رأى شخصاً مختلفاً، وعندما أدرك أن المسيح الذي يراه غير الشخص الموجود في فكره ضحّى بأن يسلّم الحقيقة، أي المسيح، وليس بالأوهام التي في فكره عن السيد، أما توما فقد أثّرت فيه الأحداث المؤلمة الأخيرة وجعلته يطلب أشياء ملموسة كي يؤمن.

الإيمان وسط الجماعة
حضور المسيح أمام أعين توما أعاده إلى وضعه الأول في علاقته الصحيحة مع السيد، توما خرج من حزنه، بحواره مع المسيح، وأعاد ذاته إلى وضعها الطبيعي بعد تشتتها عند تسليم وموت المسيح. مشكلة توما ليست أن يتخلص من ضعف الإيمان، بعد تشتت التلاميذ بالقبض على المسيح، بل أن يعود إلى شركته مع التلاميذ، هو التقى مع السيد حيث كان التلاميذ مجتمعون وليس على انفراد. جاء المسيح وسط التلاميذ حيث كانوا مجتمعين، الكنيسة، كي يقابله شخصياً، وقال له: “هات إصبعك إلى هنا وأبصر يديّ وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً”. وحالاً يجيب توما الرسول على طلب السيد باعتراف إيماني: “ربي وإلهي”.
يمكننا ملاحظة أمرين من اعتراف توما الرسول: 1. بأن توما الرسول لا يطابق بكلامه بين السيد القائم ويسوع المسيح فقط بل يعترف بإلوهيته، 2. هذا الاعتراف ليس عاماً بل هو محدد يتوجه إلى إلوهية السيد القائم.
هناك حالات كثيرة نتعرض فيها لصعوبات كبيرة أو لضعف ما فننغلق بأفكارنا غارقين بها، فنذهب محاولين البحث عن يسوع المسيح خارج كنيسته أو نطلب علامات ظاهرة أو عجائب كي نؤمن، ولكن كي نستطيع أن نتجاوز هذا الأمر تعلّمنا الكنيسة أن نعيش حضور المسيح في حياتنا وفق الوسائل الثلاثة التالية:
الأولى، حفظ وصايا السيد، لأنه هناك طريق واحد كي نعرف المسيح حقيقة وهو وصاياه، كل الذين يقبلون الصليب، الذي هو رأس كل الوصايا، يكونون قد سلكوا هذا الطريق.
ثانياً، باشتراكنا في الأسرار الإلهية، ففي القداس الإلهي نرتل: “قد وجدنا النور الحقيقي…” أي نحصل على النور باشتراكنا بالأسرار وبدونه نحن عميان.
ثالثاً، بالصلاة، لأن الذين يعملون على تطبيق وصايا الكتاب المقدس، أي إرادة الله في حياتهم، ويحيون أسرار الكنيسة بصلاة نقية يستحقون أن يروا المسيح.
كنز الكنيسة
معرفة شخص يسوع المسيح هو كنز مخبأ في أحضان كنيستنا. لكن ضعف إيمان توما يذكرنا بواقعنا الضعيف. ولنتذكر أن الله يسمح أن نمّر بلحظات ضعف وقلة إيمان وتجارب صعبة في حياتنا لأنه عارف عند تجاوزنا إياه أن إيماننا بالله سيزداد، الكثير منا يرغب أن تكون حياته بدون تجارب ولكن حياة مسيحية كهذه غير موجودة.
إخوتي، لنضع جواب توما الرسول “ربي وإلهي” وصراخنا الشخصي “قام المسيح” نصب أعيننا ولندعها تملأ حياتنا، كي نستطيع السير وسط صعوبات هذه الحياة، ولنتأكد بأن الخلاص سيكون من خلال الصبر على ضعفاتنا ومشاكل حياتنا ولنعتمد على المسيح الإله القائم لنكون من أهل القيامة فلا يتزعزع إيماننا من أي تجربة أو ضعف.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 05:52 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
سر القيامة

http://www.batnaya.net/forum/image.p...ine=1364772515
تحتفل الخليقة بأجمعها، المنظورة وغير المنظورة، بعيد قيامة السيد، وهدفها أجمع أن تشارك بتجسد الكلمة ابن الله، ومن التجسد للاشتراك بالقيامة، وهكذا تتم غلبة العدو الكبير أي الموت.
القيامة هي غاية كل الخليقة، وكي يشترك الإنسان فيها حقيقةً عليه أن يشترك في حياة المسيح وصولاً إلى قيامته المجيدة. كيف انتصر السيد المسيح على الموت والجحيم كإنسان؟ كيف حوله إلى حياة أبدية؟ كيف تحول الظلام إلى نور؟ كيف تحول الألم إلى فرح؟ كيف خَلُص الإنسان، المسبي من الخطيئة، وصعد إلى السماء؟ كلّه بالقيامة.

كل ذلك تم بقوة، لأن المسيح الإله الإنسان بقي بلا خطيئة، وكل قوته وجدت في كونه بلا خطيئة وفي ثقته وطاعته لله الآب، وحتى في لحظة الموت قَبِلَ إرادة الله الآب، وبهذا الموت المحيي الذي تم “بموت الصليب” أدان الخطيئة بجسده وداس الموت بالموت.
فتح لنا المسيح بقيامته طريق الحياة الأبدية ولكل واحد منا، لذرية آدم، وهذا يمكن أن يحدث لكل منا إن صار طريق الرب طريقنا، وإن لم يحدث هذا فلن نكون من أهل القيامة ولن نصبح بالنعمة قديسين وسيتمجد مع يسوع كل هؤلاء الذين تعبوا وجاهدوا وتخلصوا من أهوائهم المسببة للخطيئة فالموت، وعاشوا القيامة الأولى على الأرض أي بالتوبة التي هي قيامة النفس من عبودية الخطيئة.
اللهم، اجعلنا من أبناء قيامتك، انزع من نفوسنا أشواك الكبرياء والنميمة والكره، ارفعنا فوق صليبك فنتذوق لذة المحبة ونعي ما هو غفرانك وما الحرية فيك.

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 05:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المسيح قام…

http://www.rosary-cong.com/2010/mont..._-868x1040.jpg

تُعيّد الخليقة اليوم بأجمعها لاشتراكها بنور القيامة، عاكسة هذا النور من صورتها، أما المؤمنون فيعملوا على نقل هذا النور إلى منازلهم، الكنيسة الصغيرة، هذا النور هو المسيح القائم، “نور العالم”، فدعونا ندخل إلى هذا الفرح جميعاً، فرح القيامة، لأن السيد “كريم جوّاد، يقبل الأخير مثل الأول، …، يرحم الأخير ويُرضي الأول، يُعطي ذاك ويهب هذا. يقبل الأعمال ويُسّر بالنية. يُكرّم الفعل ويمدح النيَّة” (عظة الفصح للقديس يوحنا الذهبي الفم). وهكذا نعرف سرّ الحياة في المسيح بأنه داس الجحيم وغلب الموت.
نور القيامة
لعل ما يخفيه الغد سيجعلنا ننسى هذه الأيام المباركة، لأن نور القيامة الذي حملناه معنا ناقلينَ إياه ليدخل حياتنا أبقيناه ممزوجاً بآلام حياتنا وأتعابها، الموت هُزم، بقيامة المسيح، ومازلنا مصرّين أن نحمله بأيدينا لتكون حياتنا ممتلئة برائحة الموت وأتعاب كثيرة، المسيح غلب الموت وأعطانا هذه الإمكانية، فلماذا نصّر أن نبقي حياتنا ممتلئة بأفكار الموت لا الحياة؟ أيُّ تعبٍ نتعرض له فلنضربه بالقيامة ليزول ولنتركه معلّقاً على صليب المسيح ليغلبه السيد بقيامته وبغلبته للموت، فمع نور القيامة سينجلي أي ظلام أو ألم.
فصحنا
في فصحنا الخاص نتذكر تضحية كلمة الله الإله المتجسد على الجلجلة، المسيح هو حمل الله الذي تحدث عنه أشعياء النبي قديماً (أشعياء 53)، والمسيح بصلبه يموت عن خطايانا، والكنيسة في كل قداس إلهي بعد الاستحالة تقدم المسيح للمؤمنين “لمغفرة الخطايا ولحياة أبدية” وهذا هو الفصح الشخصي.
أتمنى لكم فصحاً مجيداً ملؤه فرح قيامة السيد منيراً حياتكم بنور هذه القيامة لأن بواسطة هذا النور والفرح نعرف محبة الخليقة وبالتالي القيامة الحقيقية.
المسيح قام… حقاً قام

Mary Naeem 12 - 04 - 2013 06:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أحد الشعانين
“أوصنا مبارك الآتي باسم الرب”
منذ بداية الصوم الأربعيني ونحن نجاهد للوصول إلى نقاوة الذهن والقلب بالصوم والصلاة وبمشاركتنا بسر الشكر الإلهي، ولكن غايتنا ليست هذه فقط، بل يجب أن تقودنا هذه الفترة للاشتراك بموت الصليب والقيامة.
القيامة العامة
قيامة لعازر هي صورة مسبقة لقيامة المسيح، وكرّست الكنيسة منذ البداية يوم السبت تذكاراً لكل الموتى، لكن هذا اليوم، سبت لعازر، يُحتفل به كيوم قيامة، كي تجهّزنا، قيامة لعازر، لفهم قيامة المسيح من بين الأموات وغلبته للعدو أي الجحيم. يمثل لعازر بشخصه كل إنسان، وتعتبر بيت عنيا، حيث بيت لعازر، مكان سُكنى كل إنسان أي المسكونة أجمع. لنتبع المسيح نحو أورشليم حتى وصوله لقبر لعازر ولنسمع منه الكلام القوي المؤثر: “لعازر هلّم خارجاً”، عندها نفهم الآن أن لعازر قام بقوة الله وبسبب محبته للبشر، لأنه بالمحبة يمكننا غلبة الموت، الله محبة والمحبة هي الحياة “المسيح هو الحق وفرح الكل والنور والحياة وقيامة العالم” (قنداق سبت لعازر).

مباركٌ الآتي
تُصوّر لنا أيقونة الشعانين السيد المسيح راكباً على “جحش ابن أتان” يمشي على سعف النخل والزيتون والأزهار كي يدخل إلى الآلام الطوعية، وبدخوله هذا نصل إلى أسبوع الآلام، فالأيام القادمة هي مقدّسة لأن لها هدفاً محدداً وهو أن تعلّمنا الهدف الأخروي للفصح، كلُّنا نعتبر الأسبوع العظيم جزء من الحياة في الفردوس، والفصح عبوراً إلى ملكوت الله الأبدي الذي بدأ بدخول السيد إلى الآلام طوعاً، فالأيام التي سنعيشها في الأسبوع العظيم ليست كي نتذكرها كذكرى بل لنعيشها فهي تحدث حقيقة.
“اليوم…”
ما المقصود بمعنى “اليوم”؟ بالتأكيد يمكن تطبيقها على أمور حدثت بالماضي ونعيشها كأنها وقعت اليوم، وتلعب الكنيسة دور قوة لهذه الذاكرة والتي تحول الأحداث الماضية إلى حقائق أبدية دهرية، فيتوقف الزمن عن شكله كحاضر ومستقبل ونحياه كحاضر مستمر لا يتوقف “إن هذا اليوم الحاضر قد يشرق للعالم الآلام الموقرة كأنوار مخلصة” (الكاثسما الأولى سحر الاثنين العظيم). هذا التدبير الإلهي نحياه بالكامل في القداس الإلهي: “ونحن بما أننا ذاكرون هذه الوصية الخلاصيّة وكل ما جرى من أجلنا… والمجيء الثاني المجيد” (قداس القديس يوحنا الذهبي الفم).
في هذا اليوم مساءً سندخل في الزمن الليتورجي للأسبوع العظيم. “ها هو ذا الختن..” كل البشرية بأشكالها مدعوة للدخول، الخاطئة والشريرة والتي بلا رجاء.
نؤمن وننتظر القيامة، موت المسيح جعل الموت لا حول له، وننتظره بفرح ورجاء. عندما نتعمّد على اسم الثالوث فنحن نتعمّد بموت المسيح ومن تلك اللحظة نشترك بحياته عند خروجه من القبر، وبالمشاركة في جسد المسيح ودمه، غذاء الأبدية، نشترك بالحياة الأبدية.
دخل المسيح إلى قلوبنا كي يلدنا من جديد ويُقيمنا من الموت، محبته هي السبب الوحيد لخلق الإنسان من العدم وعلى صورته. ومحبته هذه تمر عبر صلبه وموته لتتحول إلى القيامة، فلنتوجه نحوه باقين بقرب صليبه ولنحمل صليبنا لنعيّد لقيامته وقيامتنا أيضاً.

Mary Naeem 13 - 04 - 2013 04:31 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لا تنظروا الى التجربة بعين اليأس

احِبّائِى..اعْلَم ان كَثِيْرِيْن مِنْكُم يَلُوْمُنِى
وَلَعَل بَعْضَكُم يَنْظُر لِى نَظَرَات عِتَاب قَاسَى..
تَفْتَكِرُون انّى تَرَكْتُكُم..نَسِيْتُكُم
وَلَكِن لَا ..لَا يَا ابْنَائِى...
فَحُبِّى لَكُم اكْبَر وَاعْظَم مِن ان اسَبِّب لَكُم الْم او حُزْن
... فَكَيْف لِى ان اقُوْم بِهَذَا وَانَا احَبَّكُم..
وُارِيْد ان اقُوْل ان مَن يُحِب لَا يَتَأَلَّم..
انْظُرُوَا الِى عَلَى الْصُّلْيب فِى قِمّة الَّمَى كَانَت سَعَادَتِى..
لِان بِتَحملى مَسَامِير يَدَى فُتِحَت لَكُم احْضَانّى الى الابَد
ابْنَائِى..لِمَ تَنْظُرُوْن الى التجربة وَالَالَم عَلَى انَّه عَلَامَة نُقْصَان مَحَبَّتِى او فُقْدَان سَعَادَتَكُم
الَا تَعْلَمُوَا انَّنِى ان لَم امُنُحُكُم الْسَّعَادَه لَكَان عَلَيْكُم ان تُتكَبُدُوا احْزَان وَالِّم اقْسَى؟؟
لا تنظروا الى التجربة بعين الْيَأْس..
بَل بِالْعَكْس فأَخْوتِكُم الَّذِيْن سَافَرُوَا الى سُعَدَاء هُنَا مَعِى
وَقَد نَالُو اكَالِيْل الْشَّهَادَه..وَعَادُوْا الى بَيْتِهِم
وَانْتُم هُنَا يَا مَن تَقُوْلُوْا انّى نَسِيْتُكُم
انّى اسْعَى لِان اكْبَر اكْلِيْلَكُم.. لِان اتْمِم جِهَادَكُم


Mary Naeem 13 - 04 - 2013 04:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لحظة ضعف

http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphoto...00602850_n.jpg

اسمعك تقول .. ان نسيت الام الرضيع فانا لا انساك
الى متى تحجب وجهك عني ؟
الى متى يرتفع عدوي علي ؟
اراك تُلطم .. وانت خالق البشر
يُبصق عليك .. وانت لم ترفض احد
تُجلد .. وانت فتيلة مدخنة لم تطفئ وقصبة مرضوضة لم تكسر
تُلبس إكليل شوك .. وانت مانح الحياة والشفاء للجميع
تُصلب وتموت .. وانت ملك الملوك ورب الارباب
اسمعك تقول تعالوا اليا يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم . أرى طريقك من بعيد
وكأن هناك حاجز بيني وبينك حاجز بنيته انا بيديَّ
كل ما ترفع انت منه حجرا .. اضع انا بدلا منه عشرة وكأنه لا أمـل
اااااه يــــــــاربــي
اشعر بثقل هذا العالم كله فوق راسي وحدى
ضاع المهرب مني وليـس مــــــن يسـأل عن نفسي اريد ان ارتمي في حضنك وأبكي
ولكن حتى الدموع لا اجدها وكأنها آبت ان تخرج
أبت ان تريحيني ولو قليلا فأين المخرج . أين الـراحـة ؟؟
إن كانت بعيدة عنك ولكن ثقتي فيك يا يسوع حبيبي .. يامن بجلدته شفينا
يامن تجرح ولكن تعصب يامن يسحق..ويداه تشفيان بيده الحنينه يمسح دمعى لانك مريح النفوس المتعبه امين.

Mary Naeem 13 - 04 - 2013 04:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
راجع ليك يا الهى بكل ذنوبى



اشكرك يا رب لانك سترتنا واخفيت اخطأنا عن من نحب
لوكانوا عرفوا ما بنا ما احتملونا
وما بقوا معنا كل هذا الزمان
ان كنت اخجل من ذاتى فكم
وكم ان عرف من حولى سقطاتى
نشكرك الهى من اجل محبتك
وسترك لنا راجع ليك يا الهى
بكل حمولى واتعابى راجع ليك يا الهى
بكل ذنوبى واثامى راجع ليك يا الهى
ودموعى تغسلنى وتملانى امان
لانك رجائى راجع ليك يا الهى
وواثق ان ليا مكان راجع ليك
يا الهى مثل رضيع لامه






Mary Naeem 13 - 04 - 2013 05:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يوحنا السلمي

http://commons.orthodoxwiki.org/imag...n_Climacus.jpg

الحياة النسكية
“هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة”

تقيم الكنيسة في الأحد الرابع من الصوم تذكاراً للقديس يوحنا السلمي، كاتب سلم الفضائل، الذي تشكل حياته النسكية عقبة لحياة الإنسان المعاصر، إذ كيف يمكن لإنسان أن يتحمّل حياةً كلُّها صوم وجهادات نسكية؟ هذه صعوبة كبيرة تعترض الإنسان المعاصر فيرفضها هروباً منها. لكن بالنهاية بواسطتها يتمكن الإنسان المؤمن أن يقتني نعمة الروح القدس.
الحياة النسكية ليست إلا تجاوز للأنا وتطبيق لوصايا الله والحياة بالمسيح. الحياة الأرثوذكسية هي نسكية. الكلام بأن النسك لا يمكنه أن يفيد الإنسان المعاصر ليس صحيح بسببين: الأول، في التعليم الأرثوذكسي لا يوجد فرق بين حياة الراهب والعلماني أو متزوج وأعذب وإنما الفرق موجود بين أناس يملكون الروح القدس أو لا يملكون. ثانياً، لأن نوعية الحياة الموجودة في الكتاب المقدس وكما عاشها الآباء القديسون هي نسكية فالدعوات “ادخلوا من الطريق الضيق”، “ملكوت السموات يغتصب اغتصاباً”، “أميتوا أعضاءكم الأرضية”، هي للجميع بدون تحديد أشخاص أو طريقة عيشهم أو مكان سكناهم بل هي موجهة لكل إنسان معمّد “على اسم الثالوث”، فبالتالي الحياة النسكية مفيدة للخلاص و هي طريق مشترك للجميع.

النسك هدف أم وسيلة؟
بما أن الكمال لا يمكن تحقيقه بعمل أو محاولات بشرية بل هو هبة من الروح القدس، لذلك لا يمكن اعتبار أي جهاد أو تعب روحي هدف ولكن وسيلة للحصول على هذه الهبة. فالجهاد في الكنيسة الأرثوذكسية ليس حالة عقيمة بلا فائدة أو وضع نفسي أو انحراف عن الحياة الطبيعية للإنسان إنما هو محبة وتواضع وطاعة للكنيسة. واقع الإنسان المعاصر يُبعده عن الفهم الصحيح للنسك والجهاد، بسبب كثرة الملذات، وهذا أحياناً يصيب حياة بعض الرهبان فيبتعدوا عن عيش الحياة النسكية المطلوبة منهم. لذلك، وعبر التاريخ، تضع الكنيسة تمارين وتدريبات جهادية هي حياة القديسين لنتعلم منهم الطرق الجهادية وأساليبها لتساعدنا على تحويل الرغبات البشرية إلى الإرادة الإلهية، وتقويتنا على معرفة ضعفنا وغلبته.
حفظ وصايا الله هو ما يجب أن يميز الإنسان المسيحي وهو هدفه. وبدون حفظ هذه الوصايا وعيشها بتعب وجهاد لن نستطيع تنظيف ذواتنا من الخطيئة ولا أن نقدّسها بالمسيح. هناك البعض يظنون أنهم يعيشون بشكل صحيح رغم أنهم لا يصونوا وصايا الله، وآخرون يصونوها منتظرين الأجر من الله، لكن كلُّهم مخطئون وخارج الحقيقة، لأننا نتعب مجاهدين لنصون وصايا الله دون هدف الأجر لكن بهدف حب الله وهو بحبه هذا سيغدق علينا خلاصه، فملكوت السموات ليس أجر نأخذه بعد تعب ما ولكن هبة محبة الله.
كما نكرّم القديسين كذلك علينا أن نكرّم طريقة حياتهم ولنتعلم منها محبة الله. ولنتعلم اليوم من حياة القديس يوحنا السلمي أن الارتقاء في الحياة الروحية للوصول إلى اقتناء مواهب الروح القدس يحتاج إلى جهاد مستمر وتعب، فالصوم والصلاة والتعب الروحي سببه محبة المسيح وهدفه اقتناء الروح القدس.

Mary Naeem 13 - 04 - 2013 05:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
زمن صعب
https://upload.chjoy.com/uploads/136407111973.jpg

نعيش، يا إخوة، في زمن صعب نحتاج فيه إلى المعونة الإلهية كي نعبره بسلام. يقول الكثيرون أن النهاية قَرُبَت فالقلاقل والحروب تزداد، ومن أهم علامات النهاية هذه هي ضعف الإيمان وازدياد الهرطقة، أي ازدياد قوة الشيطان.
ضَربُ الإيمان بوجود الله هدف كبير للشيطان لإضعاف الكنيسة والمسيحية، وهذا ما يسمى بالإلحاد، أما الإلحاد اليوم فهو مختلف عن ما سبق، أي الإيمان بوجود الله ولكن مع إبقائه في السماء بعيداً عن الأرض حيث يعيش الملحد فيها كما يشاء.
إذا نظرنا من حولنا وتساءلنا: هل يمكن أن تنمو الساعة التي في يد الإنسان هكذا لوحدها؟ هل يمكن للبيت الذي نسكن فيه أن يوجد من ذاته؟ هل يمكن للسيارة التي نملك أن تظهر من ذاتها؟ طبعاً لا، إذ لا بد من صانع لها،. وعندما يكون الجواب نعم عندها يمكن القول أن الكون خُلق صدفة أو من ذاته بدون الله. وكما أن للساعة والبيت والسيارة …الخ صانع كذلك للكون خالق وهو الله. ولكن من هو الله؟ كما يقول القديس يوحنا الإنجيلي “الله محبة” ظهرت محبته للإنسان عندما تجسد ابنه لخلاص البشر، ويحزن الله عندما يرى الإنسان مبتعداً عنه، كان بإمكانه معاقبته ولكن بدل ذلك أرسل ابنه الوحيد إلى العالم آخذاً جسداً من مريم العذراء لخلاصنا. ابتدأ الخلاص من يوم البشارة عندما أرسل الله الملاك جبرائيل يبشر العذراء بولادة الابن بالجسد لخلاص العالم. فنادها الملاك قائلاً “افرحي”، وما يلفت النظر في الدور الرابع: “افرحي يا من بها يقوم الظفر، افرحي يا من بها تسقط الأعداء”، أي بشفاعة العذراء نستطيع غلبة الأعداء أي الشيطان، وهنا لنتصور مقدار النعمة التي أعطاها الله للعذراء حتى تساعدنا في حماية إيماننا وتقويته.

يسأل بعض الملحدون أو قليلو الإيمان: بعض التراتيل وخاصة “إني أنا عبدك…” كتبت منذ سنة 626م فلماذا أعود الآن وأرتلها فهي لذاك العصر؟ مريم العذراء، التي نتوجه لها بالترتيل، لم تمت وهي في ملكوت السموات تسمع صوت المتضرعين لها كي تتشفع أمام السيد ليحميهم ويقيهم من كل شرّ، أما أزمات وحاجات المؤمنين فهي دائماً موجودة ما دام الشرير مستمراً في محاربتهم.
مجمل مقاطع أبيات المديح تُركز على مديح والدة الإله وطلب الشفاعة والحماية لأنها سور حماية “إنك يا عذراء يا والدة الإله سورٌ للعذارى ولكل المبادرين نحوك”، يقول البعض كيف تحمي العذراء ومتى فعلت هذا؟، هذا أمر ضخم لتعداده والتحدث بقصصه، لأنه يوجد عندنا الكثير من القصص والعجائب على مباركة العذراء لحياتنا، هي تحمينا بشفاعتها عند ابنها الذي أَخَصّها بمكانة رفيعة في ملكوت السموات.
ما أريد الحديث عنه هو كيف يستطيع المؤمن جعل طلبه مسموعاً أكثر عند والدة الإله؟ طبعاً الأمر مرتبط بطريقة الصلاة، وذلك بأن لا تكون ذات طابع أناني، أي لماذا أتذكر العذراء وقت الحاجة؟، هذا جميل ولكن ليكون بداية تواصل مستمر معها، هذا الاتصال يغذيه مقدار جدية المؤمن في جعل إيمانه حقيقة معاشة لا كلام سطحي تتحكم فيه الحاجات البشرية. للوصول لهذه الحالة من الإيمان على الإنسان أن يبقى ملتصق بالكنيسة والصلاة والمناولة المقدسة وممارسة الأسرار والسعي للتطهر من الخطيئة بالاعتراف والتنقية من الأهواء عندها يصبح كلامه مسموعاً وطلباته الروحية مستجابة وسريعاً ويصبح تواصله مستمراً فيصرخ هللويا من أعماق قلبه شاكراً ومسبّحاً: “تقبلي هذا القربان وأنقذي الكل من جميع المصائب وخلصي من العقوبة المزمعة الهاتفين نحوك: هللويا”.

Mary Naeem 13 - 04 - 2013 05:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أحد السجود للصليب

https://upload.chjoy.com/uploads/1365320576722.jpg
“من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلّصها”
“من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني”، من وراء هذه الكلمات يدعونا السيد إلى الحرية. الحرية من عبودية ذاتنا وأهوائنا وكبريائنا. على الإنسان أن يتعب جداً للحصول على الغنى الروحي، فالبعض يبتعد عن الزنى أو السرقة أو الجشع أو أي شيء سيء، فيظنون أنهم بذلك يرتاحون، ولكنهم لم يعالجوا أسباب الخطيئة فيبقى في داخلهم مثلاً الكبرياء الذي يخرج منه الكثير من الخطايا. شاهد أحد الإخوة المصلّين رؤية بأن قوة سماوية نقلته نحو السماء وشاهد أورشليم السماوية ببهائها الغير الموصوف، ولكن في الوقت ذاته شعر بعزة نفس وكبرياء بما شاهد فسقط في وادي شديد الظلام والسوء. المهم أن نذهب وراء الخطيئة إلى الأهواء لننزعها حتى نشفى.

محاربة الذات
كيف يمكن للواحد منا أن يحارب ذاته؟ الجواب سهل وواضح، يمكننا أن نحارب أنفسنا عندما نرفض طلباتها ورغباتها الصغيرة ثم الكبيرة. ينصح الآباء القديسون أن نبدأ بالأمور الصغيرة ولا نهملها، يقول القديس أفرام السرياني: “كيف يمكننا إطفاء النار الكبيرة ونحن لا نستطيع إطفاء الصغيرة؟، أتريد أن تتخلص من الأهواء الكبيرة؟ تعلّم أن تتغلب على الصغير منها”.
أنواع البشر
هناك ثلاثة أنواع من البشر: الجسدانيون، الذين يريدون أن يحيوا راضين ذواتهم ولو اضطرهم الأمر أن يؤذوا الآخرين، النفسانيون، الذين يريدون أن يحيوا من أجل ذواتهم ومن أجل الآخرين، الروحانيون، الذين يريدون أن يعيشوا كما يشاء الله ولو كان هذا متعباً. الفئة الأولى هي أدنى من مستوى الإنسان الطبيعي، أما الفئة الثانية فتشمل الناس العاديون، أما الفئة الثالثة فتشمل الناس الفوق الطبيعة، أي حياتهم من حياة المسيح الممتلئة صلباناً وأتعاباً.
صليب المسيح
الصليب هو رأس الحكمة البشرية من لله، التي تخلص العالم من اليأس والجهل والتمزّق والخصام. عندما أرتفع السيد على الصليب صلب خطايانا وأصنامنا، شفانا من ضعفنا ومن أهوائنا، أنار ظلمتنا، علّمنا رفض الخطيئة الذي به سنسلك طريق الحرية.
كلام السيد اليوم ليس إلا دعوة شخصية، لنفكر بها ولنرفع صليبنا مرتلين: “صليبك يا سيد، أعطى الحياة والقيامة لشعبك”. أما الرافضين لرفع الصليب فلن يستطيعوا الهرب من عبودية الأهواء والفساد الجسدي. “لان من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً. ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياةً أبديةً” (غلا8:6)، “لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون” (رو13:8).

Mary Naeem 13 - 04 - 2013 05:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
“افرحي يا شجرة لذيذة الثمر يغتذي منها المؤمنون”
http://memraayhwh.files.wordpress.co...pg?w=256&h=300
اليوم، يا إخوة، وصلنا إلى الدور الثالث من المديح، أبيات المديح هي شعر كنسي روحي رائع، وهو مهم لسببين: الأول أن أهميته استمرت لسنوات طويلة وما زال يُردد حتى يومنا هذا، أما الشعر العالمي فتختلف أهميته من زمن لآخر فالشعر الذي كُتب منذ خمسين سنة لا يردده أناس اليوم إلا في ما نَدَر فكيف تكون الأشعار التي كُتبت منذ أكثر من ألف سنة؟، الثاني يعود لفحواه ومضمونه، فالموضوع الأساسي في المديح هو تدبير الله الخلاصي بتجسد ابنه، الشخص الثاني من الثالوث القدوس، من مريم عذراء. أبيات المديح هي تكرار للصورة الأولى في حدث لقاء العذراء بالملاك المبشر في الناصرة، فجاء حاملاً بشارة الفرح، وكل بيت شعري من افرحي لهو موضوع بذاته، سأكتفي اليوم بالحديث عن “افرحي يا شجرة لذيذة الثمر يغتذي منها المؤمنون”


يستخدم ناظم التسبيح صورة الشجرة لهدف معين، نحن نعرف أنه بالعالم يوجد نوعين من الأشجار، الأول الطبيعي المنظور المخلوق من الله الذي نستظل به ونأكل من ثمره ونستخدم خشبه في التدفئة وينقي الأجواء من الكربون ليعطي الأوكسجين الضروري للحياة أما جذوره فهي تثبت التراب وتغذي أغصان الشجر وأوراقه وثماره، والثاني، الشجرة الروحية هي الإنسان ولكن جذورها ليست في الأرض بل في السماء، هي جذور للحياة الأبدية تعطي أعمال صالحة، هذه الجذور هي السيد المسيح التي نقول عنها في أرمس كاطافاسيات الميلاد “أيها المسيح المسبح لقد خرج قضيبٌ من أصل يسَّى” وحيث ترى هذه الجذور ترى ثماراً صالحة وفضائل يقول بولس الرسول عن هذه الثمار: “وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف” (غلا 22:5-23).
المسيحيون هم أشجار مثمرة، بستان هذه الأشجار هو الكنيسة، لأنها ممتلئة بأشجار كثيرة مثمرة ولكننا نرى في وسطها شجرة كبيرة ورائعة هي والدة الإله، يشبه ناظم التسبيح مريم العذراء بشجرة مزروعة وسط الفردوس “افرحي يا شجرة لذيذة الثمر، يغتذي منها المؤمنون” فكلمة افرحي لأن منها أتى الثمر الثمين، المسيح، “الخبز السماوي وغذاء العالم كله” (صلاة التقدمة، التهيئة قبل القداس).
لنتساءل الآن: هل أنا شجرة مثمرة؟ وليفحص كل واحد ذاته، هل المحبة موجودة؟ طبعاً لا في حال وجود البغض والكراهية والأنانية والخصومات. هل السلام موجود؟ طبعاً لا في حال وجود حروب واضطرابات ونزاعات. هل الفرح موجود؟ طبعاً لا في حال وجود اضطراب وخوف وقلق. هل العفة والتواضع والصبر موجودون؟ طبعاً لا في حال وجود عدم الانتباه على الذات وضبط الأهواء. إذاً هل نحن شجر بلا ثمر؟ نعم مادمنا لا نفعل سوى الشر والبغض والتكبر. الأشجار الطبيعية تأتي بثمر، أما نحن فبأي ثمر نأتي؟؟ لنرى ماذا يطلب يوحنا المعمدان من الفريسيين “اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة” (متى 8:3) والشجر الذي لا يأتي بثمار سيعاقب وسيلقى بالنار “فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار” (متى 10:3).
فلنصلي لوالدة الإله متضرعين وصارخين لتتشفع بنا و تساعدنا بأن نكون أشجاراً مثمرة، مستعطفة ابنها الوحيد يسوع المسيح أن يرحمنا.


الساعة الآن 05:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025