منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 28 - 01 - 2015 04:31 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هل سمعت صوت الله مؤخرا ً ؟
من المحبط ان تتحدث الى شخص ٍ يتظاهر بانه يصغي اليك ، فقد ترغب في الصراخ اليه قائلا ً : اني اتحدث معك وانت لا تصغي الي . عانى العبرانيون من هذه المشكلة لسنوات ٍ عديدة ، فقد كان الله يتحث اليهم لكنهم لم يكونوا يصغون اليه . لقد انقضت بضعة عقود ٍ منذ ان تكلم آخر نبي من انبياء الله للشعب . ،وها قد جاء صموئيل ليفتح قنوات الاتصال مع الله من جديد

1 صموئيل 3 : 1 – 14 ( ترجمة الاخبار السارة )
1. أما صموئيل الصبي ، فكان يخدم الرب بإشراف عالي. وكانت كلمة الرب نادرة والرؤى قليلة في ذلك الزمان.
2. وفي إحدى الليالي كان عالي الكاهن نائما في غرفته وابتدأت عيناه تضعفان فلم يقدر أن يبصر.
3. ومصباح بيت الله لم ينطفئ بعد، وصموئيل نائما في الهيكل حيث تابوت العهد.
4. فدعا الرب صموئيل، فأجاب: ((ها أنا يا سيدي)).
5. وأسرع إلى عالي وقال له: ((دعوتني، فها أنا)). فقال له: ((ما دعوتك. إرجع ونم)). فرجع صموئيل ونام.
6. فعاد الرب ودعا صموئيل ثانية، فقام وأسرع إلى عالي وقال له: ((دعوتني، فها أنا)). فقال له: ((ما دعوتك يا ابني. إرجع ونم)).
7. ولم يكن صموئيل عرف الرب ولا كلامه انكشف له بعد.
8. فعاد الرب ودعا صموئيل ثالثة، فقام صموئيل وأسرع إلى عالي وقال له: ((دعوتني، فها أنا)). ففهم عالي أن الرب يدعو الصبي،
9. فقال له: ((إذهب ونم، وإن دعاك صوت فقل: تكلم يا رب لأن عبدك سامع)). فذهب صموئيل إلى فراشه ونام.
10. فجاء الرب واقترب من صموئيل ودعاه كالمرات السابقة: ((صموئيل، صموئيل)). فأجاب صموئيل: ((تكلم يا رب لأن عبدك سامع)).
11. فقال له الرب: ((سأعمل في إسرائيل عملا يذهل كل من سمع به
12. في ذلك اليوم أنفذ بنسل عالي كل وعيدي من أوله إلى آخره.
13. فأنا أنذرته بأني سأقضي على نسله إلى الأبد، لأنه علم أن بنيه أثموا، ولم يردعهم.
14. ولذلك أقسمت أن لا ذبيحة ولا تقدمة تكفران عن إثم عالي ونسله إلى الأبد)).


لقد تكلم الله مباشرة ً وبصوت ٍ مسموع مع موسى ويشوع ، لكن كلمته صارت نادرة ً اثناء فترة حكم القضاة التي امتدت 300 سنة ، ففي هذه الفترة لم يكن هنالك انبياء ٌ يوصلون رسائل الله الى الشعب . وعوضا ً عن يستمع الشعب الى الله لجأ الى مصادر اخرى للحكمة ، لكن حينما تكلم الله مع صموئيل تجاوب الصبي صموئيل معه على الفور قائلا : " تكلم يا رب لأن عبدك سامع "
لا يستخدم الله صوتا ً بشريا ً على الدوام لكنه يتحدث بوضوح ٍ دوما ً من خلال كلمته . ولكي نتلقى رسائله ينبغي علينا ان نكون مستعدين دوما ً للاصغاء والعمل بما يأمرنا به ، وهكذا فإن الاصغاء والتجاوب هما عنصران هامان للغاية في تعاملنا مع الله .
هل سمعت صوت الله مؤخرا ً ؟ انه يتحدث اليك . كن مستعدا ً مثل صموئيل لان تقول له : هاءَنَذا ، حينما يعطيك رسالة .

Mary Naeem 28 - 01 - 2015 04:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الصليب اسمي وعنواني

الصليب بالنسبة لنا نحن المؤمنين اسمنا وهويتنا وهو رمز افتخارنا وعزنا وانتصارنا وهو عنواننا حيث عندما نخطئ لله نذهب للصليب ونطرح انفسنا عند قدمي يسوع ونركع على ركبنا ونصلي ونطلب الرحمة والغفران ونتندم عليها من كل قلوبنا ونعده بان لا نعود فنرتكبها ثانية ونخطئ اليه ثانية فالصليب ليس قلادة نرتديها في اعناقنا بل هو جوهر ايماننا المسيحي وعقيدتنا الاساسية فليس العبرة في الصليب نفسه بل بالمسيح يسوع المخلص الفادي لذي صلب عليه الذي هو اسمنا وعنواننا وهو الذي غير منزلة الصليب من رمز للعار انذاك الى رمز افتخار وعز وانتصار لنا نحن المؤمنين باسم الرب يسوع المسيح له كل المجد امين

Mary Naeem 28 - 01 - 2015 04:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يا رب لا ترفع شوكتي لكن لتكن مسرة مشيئتك

لا تطلب من الله ان يرفع الشوكة في حياتك التي ربما تكون مرض جسدي او الم عضوي او مرض نفسي التي سمح الله بها لابقائها في حياتك بل اطلب منه لتتم ارادته ولتكن مسرة مشيئته في حياتك فانت بهذا الطلب سيمنح الفرصة امام الله للتدخل في حياتك فان كانت ارادته في ابقائها وسيتمجد هو من خلالها سيبقيها واما ان كانت ارادته ان يرفعها عنك سيرفعها لان الصلاة لله لا تغير ارادته بل تحققها في حياتك فكما ان الشوكة التي كان يحملها اعظم رسول للمسيح الا وهو الرسول بولس الذي طلب ليس ارادة الله في حياته بل طلب منه رفعها فقال الله له ( قوتي في الضعف تكمل) اي ان سيتمجد من خلال ابقاء الشوكة في حياته بينما هو باسم الرب يسوع كان يشفي الكثيرين وكل من تسلط عليه ابليس

Mary Naeem 29 - 01 - 2015 02:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الوحدة في كنيسة المسيح يسوع

في رسالة بولس الى اهل افسس والاصحاح الثاني ابتداءا من الاية السادسة عشر
وَيُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ.
17 فَجَاءَ وَبَشَّرَكُمْ بِسَلاَمٍ، أَنْتُمُ الْبَعِيدِينَ وَالْقَرِيبِينَ.
18 لأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُومًا فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إِلَى الآبِ.
19 فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ،
20 مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ،
21 الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ.
22 الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا للهِ فِي الرُّوحِ.
يصالح الاثنين اي يصالح اليهود والامم بالمسيح يسوع وبروحه القدوس وبناء هيكلا مقدسا للرب اي بناء كنيسة المسيح يسوع الذي به نحن متحدون وسواسية كوننا ابناءا له واحباءا له ورعيته حالنا حال القديسين والانبياء

Mary Naeem 29 - 01 - 2015 02:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لماذا الى الان لم تتوحد كنيسة المسيح يسوع؟

ونحن في القرن الواحد والعشرون وفي اعتاب الالفية الثالثة مازالت كنيسة المسيح يسوع مشتة وليست متوحدة بكنيسة واحدة ونحن بعد مرور اكثر من الفي عام بعد مجئ المسيح كنسيته متفرقة الى طوائف ومذاهب متعددة والسبب ان رؤوساء الطوائف المختلفة لم تسقط اسوار اريحا الخاصة بهم اي لم تسقط جبالهم اي لم يتخلوا عن تعندهم في تفسير بعض الايات في الكتاب المقدس كل حسب هواه وحسب تفسيره الخاص به وبمعتقداته ولا يتنازل عنها مقسما ومساهما في تشتيت كنيسة المسيح يسوع فكل رئيس من رؤوساء الطوائف المسيحية لا يتنازل عن عرشه وعن كرسيه الخاص به من اجل مجد اسم الرب يسوع وكنيسته وبالنتيجة نحن عدة طوائف فيحتفلون بعيد ميلاده كل حسب هواه ويصلبوه ويقيموه كل حسب هواه وهذا افتراء على الهنا الرب يسوع المسيح حاشاه فيجب ان يكون موعد واحد لميلاده وموعد واحد لصلبه وموعد واحد لقيامته لانه رب واحد لنا جميعا نحن المسيحيون لذا يجب احترام الرب وقدسية كنيسته

Mary Naeem 29 - 01 - 2015 02:51 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
سلاحنا محبة الله ومسرته وادواتنا الحب والغفران الكاملين

نحن لا نملك اسلحة مادية بل نملك سلاحا واحدا ان صح التعبير الا وهو حب الله واتمام مسرة مشيئته في حياتنا وادواتنا هي الحب والغفران الكاملين والعطاء بسرور لا معيار له ومساعدة القريب حبا برب المجد يسوع المسيح ولا نكره احدا ولا نؤذي احدا ونعيش في سلام وامان كاملين مع الاخرين شعارنا صليب المسيح وفدائه لنا وعلمنا وهدفنا في حياتنا ارضاء الله عنا وان نكون سفراء عنه كفقراء لا شئ لنا ونحن نغني كثيرين ويستخدمنا الله للعظة عنه وعن نعمته وعن ذبيحة ابنه الكفارية على عود الصليب لكي يطهرنا ويغسلنا ويبررنا من اثامنا فنبيض اكثر من الثلج ونتنقى اكثر واكثر لنعكس رائحة المسيح الزكية التي فينا ونحن رسل سلام بين الاخرين وننشر سلام المسيح يسوع الذي يغمرنا وتفيح وتفيض منا

Mary Naeem 29 - 01 - 2015 03:15 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
«نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ.»
(متى 26:11)
يَودّ كل شخص منا تقريباً أن يتخلّص من بعض الأمور التي لم يختارها في حياته، لكن لا يمكن تغييرها. فهناك مثلاً الضعف الجسماني أو الإعاقات. أو يمكن أن يكون مرض مزمن لا يفارقنا. أو لربما مرض عصبي أو خلل عاطفي يبقى فينا كضيف غير مرغوب فيه.
نحلم أحلاماً ونقول «ماذا لو» في كثير من الحياة المغلوبة. لو كنت أطول قليلاً. لو كانوا أجمل قليلاً. لو وُلدوا في عائلة أخرى أو جنس آخر أو عِرق آخر. لو أنهم مبنيوّن للتمّيز الرياضي. لو يعرفوا الصحة الكاملة.
على هؤلاء أن يتعلموا أن هناك سلاماًَ في تقبّل ما لا يمكن تغييره. ما نحن عليه جاءنا من نعمة الله. لقد خطط لحياتنا بمحبة وبحكمة أبدية. لو كان بإمكاننا أن نرى كما يرى هو، لكنا نرتب الأمور تماماً كما عمل. لذلك ينبغي أن نتمكن من القول، «نعم أيها الآب، لأنه هكذا صارت المسرة أمامك».
لكن هناك خطوة أبعد. ينبغي ألا نقبل هذه الأمور بروح الخنوع. عندما نعلم أن هذه تمّت بسماح من رب المحبة ينبغي أن نجعلها عناوين تسبيح وفرح. لقد صلى بولس ثلاث مرات لإزالة الشوكة التي في جسده. وعندما وعد الله بالنعمة لتحمل تلك الشوكة، هتف الرسول، «فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ» (كورنثوس الثانية 9:12).
علامة من علامات النضوج الروحي عندما نفرح بما يبدو ظروفاً صعبة في الحياة ونستغلها كوسيلة لتمجيد الله. كتبت الشاعرة العمياء فاني كروسبي عندما كانت في الثامنة من عمرها تقول:
ما أسعدني من فتاة
مع إنني لا أبصر
فأنا واثقة بأنني في العالم
سأكون مقتنعة تماماً
كم من بركات أتمتع بها
دون كل الناس
فهل أبكي أو أنوح لأنني عمياء
لا أستطيع ولن أفعل أبداً

Mary Naeem 29 - 01 - 2015 03:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ما هي الدروس المستقاة من حياة النبي جدعون ؟

وبالرغم من ان جدعون كانت له لحظاته من الضعف والفشل والتي سنوردها لاحقا، لكنه ظل دائما عبداً لله. فاذا استطعت أن ترى نفسك في ضوء النصف الاول من الجملة الاخيرة (الفشل)، فهل تستطيع أن ترى نفسك أيضا في ضوء النصف الثاني منها (الطاعة)؟ اذكر جدعون كرجل أطاع الله بتركيز انتباهه على العمل الذي كان بين يديه، ثم ركز انتباهك على الايمان بان الله سيعدّك للغد، عندما ياتي ذلك الغد.

نقاط القوة والانجازات:
- خامس قضاة اسرائيل.
- قائد حربي استراتيجي ماهر في المباغتة.
- احد اعضاء قائمة ابطال الايمان في الرسالة الى العبرانيين (32:11).
- هزم جيش المديانيين.
- خلع عليه بنو اسرائيل لقب ملك.
- مع انه كان بطيئا في الاقتناع، الا انه تصرّف حسب قناعاته.

نقاط الضعف والاخطاء:
- خشي ان تمنع محدودياته الشخصية، الله من ان يعمل.
- جمع ذهب المديانيين وصنع منه تمثالا اصبح معبودا.
- من خلال علاقة جنسية بدون زواج، ولد ابنا كان سبب حزن كبير وماْساة لعائلة جدعون وللامة الاسرائيلية ايضا.
- فشل في ان يجعل عائلته تسير في طرق الله، فبعد موته رجعوا جميعا الى عبادة الاوثان.

دروس من حياته
- اهمية اولوية اللجوء الى الله في كل ظرف وزمان: من الفترة الزمنية التي ظهر فيها جدعون والحالة التي وصل اليها بني شعبه نتعلم بانه مرة أخرى يضرب بنو إسرائيل رؤوسهم في الصخر، قبل أن يرجعوا إلى الله. وكم من الآلام كان يمكن أن يتجنبوها لو أنهم اتكلوا عليه! وهي نفس الصورة المتكررة لا في عصر القضاة فقط وإنما في حياة الإنسان اليومية، فنراه عندما يستريح وعوضا من أن يشكر الرب ويسبحه إذا به ينساه فيسقط تحت مذلة الخطية التي تتسلم سلطانًا عليه خلال تراخيه فتسطوا على حقوله الداخلية وتفقده حتى قوته الضروري. فيجب ألا يكون الالتجاء إلى الله، هو الملاذ الأخير، بل علينا اللجوء إليه طلبا للمعونة كل يوم وفي كل موقف نواجهه فلا تنتظر حتى نصل إلى نهاية قدرتنا، وقد لايكون ذلك سهلا، فلابد من وجود صراعات، ولكن الله يمنحنا على الدوام قوة لاحتمالها.
- يوسّع الله القدرات التي اودعها فينا، ويستخدمها: لكي نفهم كيف فعل الرب ذلك في حياة جدعون مقارنة بالحالة التي كان فيها عندما استدعاه، علينا ان نلقي الضوء قليلا على ما كان يفعله وكيف كان يفعله. كان الدراس عملية لفصل حبوب القمح عن "التبن". وكان ذلك يتم عادة في "مساحة كبيرة، فوق تل"، حيث يمكن للريح أن تدفع التبن الخفيف بعيدا عندما يذري الفلاح الحنطة المدروسة في الريح. ولكن جدعون كان مضطرا أن يفعل ذلك في "معصرة، في حفرة" مخفية عن الأنظار، ولا تثير الشك في أنها مكان يضع فيه الفلاح محصوله، لكي لايكون هدفا سهلا لعصابات الغزاة الذين كانوا يجتاحون البلاد. ويمكننا ان نتخيل صعوبة الحالة النفسية والروحية والخوف الذي كان فيه وهو عاجز عن رؤية الامور بشكلها الصحيح لخوفه من المديانيين، ولكن الملاك مع ذلك يرى فيه محاربا جبارا، وأن هناك قوى كامنة في داخله على وشك أن يكشفها له الله، الذي جاء اليه ليرفعه من تلك الحالة، ويخرجه من تلك المعصرة التي اختبأ فيها ومن الظلام الذي اكتنفه، ومن الندم الذي وصل إليه حتى عجز عن أن يدرك تلك القوة التي راها فيهه الله. كم من المرات نشعر وكان ابواب الحجيم مفتوحة امامنا على مصراعيها نظرا للظروف العصيبة التي نجتاز فيها، حتى بالكاد نتمكن ان نشعراننا مازلنا على قيد الحياة، فاقدين كل مقوماتها متناسين بان الرب مطلع على كل تلك الامور ومجتاز معنا فيها، وبمجرد تجاهلنا لكل تلك الظروف وتركيز انظارنا عليه، حتى نلمس وجوده معنا بمجرد استجابتنا له كاشفا لنا كل نقاط ضعفنا ليساعدنا في التغلب عليها ومكامن القوة لاستغلالها واستخدامها بالصورة التي تخدم اهدافه لصالح البشرية وتعطي المجد لاسمه الكريم.
- الصراحة والجرأة في طرح مخاوفنا امام الله: وذلك ما عكسه لنا جدعون من رده على سلام الملاك "ان كان الرب معنا فلماذا اصابنا كل هذا البلاء" وكانه يقول له لا اكاد اصدق هذه الحقيقة، فما ان ساورته الشكوك وظن مخطئاً بان الله قد تخلى عنهم حتى باح بها امام الله، وكم هو مهم جدا ان يكون الانسان صريحا وشفافا في علاقته مع الرب الذي يعلم كل شيء ويكشف له عن كل شكوكه بدلا من التكلف والتصنع، شرط ان يكون ذلك الشك اولا ايجابيا وصحيا يصب في تشديد الايمان وتثبيته وثانيا ان لاتكون للانسان رغبة في التمسك بذلك الشك اوعدم التحول عنه مهما كانت البراهين واضحة امامه.
- ثبات الله في مواقفه وتغير الانسان: كان جدعون قد سمع عن المعجزات العظيمة التي عملها الله لأجل شعبه، ولكنه لم ير منها شيئا. فقد كادت تمضي سنوات طويلة منذ اخرمعجزة عظيمة، فظن بالخطأ، أن الله قد تخلى عن شعبه، فسأله عن سبب المشاكل التي يواجهها هو وأمته، وعن عدم معونتة الواضحة لهم. وبالرغم من ان سؤاله جاء بدافع تلك المحبة والغيرة التي كلن يكنها لبني شعبه، ولكن ما لم يعترف به، هو هذه الحقيقة: أن الشعب هو من جلب على نفسه الكارثة بتصميمه على عصيان الله وتجاهله، فبالرغم من انهم كانوا يعرفون ما يريده الله منهم، إذ كانت شرائعه عندهم، ولم يعودوا في حاجة إلى معجزات عظيمة برهانا على أن الله هو قائدهم، ففي الحقيقة كان الشعب هو الذي ترك الله. وإذا كنا ننمو في الله كما ينبغي، فما أقل ما نحتاج إلى معجزات عظيمة. ولكن ما أسهل أن نتجاهل مسئوليتنا الشخصية، ونلقي باسباب مشاكلنا على الله وآخرين!. فعندما تأتي المشاكل، فأن أول ما يجب أن ننظر إليه هو داخلنا، وأول ما يجب أن نفعله هو الاعتراف لله بخطايانا التي قد تكون أحد الأسباب التي خلقت هذه المشاكل.
- يستخدمنا الله رغم محدودياتنا وفشلنا: قال الله لجدعون: "أنا الذي أرسلك!" ووعده أن يمنحه القوة التي يحتاجها للتغلب على كل مقاومة. ورغم هذه الدعوة الواضحة والوعد الصريح بالقوة، نرى جدعون يتساءل كيف يمكنه ذلك وعشيرته هي اضعف العشائر وهو اقل افراد عائلته شأنأ. هل فشل جدعون في ان يرى كيف يستطيع الله ان يعمل من خلاله بابداء محدودياته وضعفاته؟! أم بقوله انه الاصغر عكس مدى تواضعه ووداعته كاشفا حقيقة نفسه شأنه في ذلك شان كل الابطال الناجحين مدركين حقيقة صغرهم امام عظمة السيد الخالق المسيطر على كل الكون وسير احداثه، وطبقا لقول الرب يسوع "لان الأصغر فيكم جميعا هو يكون عظيما"؟!. مهم جدا ان نكون متواضعين مثل جدعون ومدركين ضعفنا امام الخالق، ولكن دون ان يشكل ذلك عائقا امام تنفيذ ما يطلبه الله منا مثلما لم يشكل عائقا امام جدعون، لانه ان فعلنا ذلك رغم وعود الله بتوفير الوسائل والقوة التي نحن في حاجة إليها، فذلك يضعنا في موقف تذكير الله بمحدوديتنا، وما يتضمنه ذلك من أنه لا يعلم كل شيء عنا، أو أنه قد أخطأ في تقدير شخصيتنا. ولكي نتخطى ذلك علينا ان لا نصرف وقتا في الاعتذار، بل نصرفه في عمل ما يريده الله منا.
- ضرورة النجاح في اختبار وامتحان ايماننا: بعد أن دعا الله جدعون ليكون منقذا لإسرائيل، طلب منه، على الفور، أن يهدم مذبح البعل، وهو عمل لامتحان إيمانه وتسليمه لله. والامتحان الحقيقي للإيمان هو مدى ثباته أمام الضغوط. ففي حالة جدعون كانت الديانة الكنعانية ديانة سياسية جدا، فكان الهجوم على إله، كثيرا ما يعتبر هجوما على الحكومة المحلية التي تؤيد ذلك الإله، ولو قبض على جدعون، لواجه مشاكل اجتماعية خطيرة، ولتعرضت حياته، على الأرجح، للخطر. لقد جازف جدعون مجازفة عظيمة باتباعه شريعة الله السامية، وبخاصة التي تقرر تحريم عبادة الأوثان (خر 20: 1-5). وبعد اكتشاف ما فعله جدعون، أراد شعب المدينة أن يقتلوه. وكان الكثيرون منهم من إخوته من بني إسرائيل، وذلك يعكس ايمان جدعون بما طلبه الله منه واصراره على تنفيذه من جهة، ومن جهة اخرى، مدى الانحدار الروحي الذي وصل اليه شعب الله حينها. فقد قال الله في سفر التثنية (13: 6-11) إن عبدة الأوثان يجب أن يرجموا حتى الموت، ولكن هؤلاء الإسرائيليين أرادوا أن يرجموا جدعون لأنه هدم صنما، ولعبادته لله. وما اكثر الحالات المشابهة في عالمنا اليوم بتلك الحالة!.
- اهمية اختبار وجود الله في حياتنا والوسيلة المثلى للتحقق من ذلك: هل كان جدعون يمتحن الله حقيقة، أم أنه كان يطلب من الله تشجيعا أكبر، فحسب؟!. في كلتا الحالتين، من الواضح أن الدافع عند جدعون كان صائبا (أن يطيع الله، ويهزم العدو)، ولكن أسلوبه لم يكن مثاليا تماما. فرغم ان جدعون عرف أن طلباته هذه قد تغضب الله (6: 39)، وعلاوة على أنه كان قد شاهد، لا معجزة واحدة، بل ثلاث معجزات برهانا على إرساليته (6: 21، 38، 40). ظل مرتابا في ايمانه (6: 39). وفي الحقيقة، لكي نصدر قرارات صالحة، تلزمنا حقائق. وكان لجدعون كل الحقائق، ولكنه ظل مترددا، وأجل طاعته لأنه كان يريد برهانا آخر. وكان طلب علامات إضافية، دليلا على عدم الإيمان. ورغم ذلك فان جدعون دخل بإيمانه ابواب التاريخ، وذكر اسمه كاحد ابطال الايمان في الرسالة الى العبرانيين (32:11). وذلك يوكد لنا امران اولهما: ان جدعون اراد ان يمتلك ايمانا اختباريا ناتجا عن علاقة مباشرة مع الله وليس ايمانا مبنيا على ما سمعه من ابائه واجداده . وثانيهما: مدى طول اناة الرب وصبره وتفهمه لخليقته التي هي صنع يده ومدى ضعفها وعجزها البشري.. وكثيرا ما يجعلنا الخوف ننتظر تأكيدا أكثر، بينما الموقف يتطلب منّا ان نطيع. فالعلامات المنظورة غير ضرورية إذا كانت لمجرد تأكيد ما نعلم فعلا أنه حق. وأعظم علامة، الآن، لإرشاد الله هي كلمته، فلسنا مضطرين للتصرف مثل جدعون، ففي عهد النعمة والشركة التي ينبغي ان نعيشها مع الرب يسوع "الذي هو هو امس واليوم والى الابد"، والذي قال لتوما: "الانك رأيت آمنت؟ طوبى للذين يؤمنون دون ان يروا".( يو29:20).. ليتنا لانجعل اي شي آخر اثباتا لنا بديلا عن حكمة الله التي تواتينا من دراسة الكتاب المقدس والشركة والصلاة.
- الاعتماد على الله وعدم الاكتفاء بالذات: يصبح الاكتفاء بالذات عدونا، عندما يجعلنا نعتقد أننا نستطيع دائما أن نفعل ما يلزم فعله، بقوتنا الذاتية. ففي المعركة التي كان على جدعون خوضها، نرى بان الله يطلب منه ان يختصر عدد جنوده من اثنين وثلاثين ألفا إلى ثلاثمائة (قض7:7)، وبالتاكيد في موقف كهذا، وبمثل هذا الجيش الصغير لا يمكن أن يكون هناك أدنى شك في أن النصرة كانت من الله وان لافضل هناك لجنوده، فقد أراد الله أن يبين لإسرائيل أن النصر لا يتوقف على القوة أو العدد، بل على طاعته والتسليم له. وعلينا أن ندرك، مثل جدعون، خطر القتال ضد معارك الحياة بقوتنا، فلا يمكن أن نكون واثقين من النصر إلا إذا وضعنا ثقتنا في الله، لا في أنفسنا.
- ان ما يدخلنا الله فيه من مواقف ورغم خطورتها قد تكون لصالحنا: لقد خاف جدعون من مواجهة قوات العدو الساحقة. وعرف الله خوفه، ولكنه لم يعف جدعون من مهمته، بل بالحري سمح لجدعون أن يتسلل إلى معسكر العدو، وينصت لحديث بث فيه الشجاعة (7: 12-15). ان كنت تواجه معركة من اي نوع، تذكر ان الله يستطيع أن يهبك القوة التي أنت في حاجة إليها في أي موقف، فلا ترفض الطريقة التي يساعدك بها، بل عليك، مثل جدعون، أن تصغي له، وأن تكون مستعدا لاتخاذ الخطوة الأولى، فلن تجد لديك الشجاعة للتقدم، إلا بعد أن تشرع في طاعة الله.
- ليس لكل عمل ضروري، دور قيادي بارز: عندما شعر قادة أفرايم بأنهم أُهمِلوا لأن جدعون لم يدعهم للانضمام إليه في المعركة، بل وضعهم في موقع لاصطياد المديانيين الهاربين. بين لهم جدعون بلباقته، اهمية دورهم في كسب المعركة (قض3,1:8). مؤكدا بذلك من جهة ضرورة تميز القادة بالحكمة واللباقة في ايجاد الحلول لكل موقف يمرون فيه، ومن جهة بان ما نقوم به من اعمال لخدمة الرب هي مهمة واساسية مهما كانت بسيطة وثانونية. وقد يدفعنا الكبرياء إلى السعي وراء الادوار القيادية التي تاتي بالشهرة دون ان نكون مؤهلين لها في حين نتجاهل اعمال اخرى اساسية وحيوية لانجاز ما يطلبه الله. فهو لا يهتم بنوع العمل الذي تقوم به، ومقدار ما فيه من عظمة وجلال ومجد، قدر اهتمامه بطريقة اداءه وما يتطلبه ذلك من أمانة وجد وإخلاص، مهما بدا العمل صغيراً ومتواضعا.
- عدم المغالاة في الاهتمام بالنفس: عندما طلب جدعون مساعدة قادة سكوت رفضوا خوفا من ثأر مديان، في حالة فشله (قض6:8)، وكان عليهم أن يتحققوا من أن النصر أكيد لأن الله كان مع جدعون، ولكنهم كانوا شديدي الاهتمام بإنقاذ أنفسهم، حتى إنهم لم يفكروا في قدرة الله على الخلاص. وبسبب الخوف أو الاهتمام الزائد بأنفسنا، قد نفشل في إدراك وجود الله في حياة أناس آخرين، أو في مواقف آخرى، وهكذا نخسر مشاركة الآخرين في النصر الذي يصنعه الله. وذلك يضعنا في مواجهة العواقب التي كثيرا ما تكون مرّة، لفشلنا في الانضمام إلى الجماعات التي اختار الله أن يعمل بها عمله. وحيث أن عمل الله لابد أن ينجح سواء بنا او بدوننا، فلنكن ايجابيين في المبادرة إلى الانضمام للآخرين القائمين بعمل الله حال وثوقنا بان الله يعمل من خلالهم، مساندين لهم بوقتنا أومالنا أووزناتنا أوصلاتنا..
- حتى الذين تقدموا روحيا تقدما كبيرا، يمكن ان يقعوا بسهولة في الخطيئة ان لم يثابروا باستمرار على السير وراء الله: ان اخر ما تخبرنا به قصة جدعون هو مواجهته للتجارب وهو في قمة انتصاره، فرغم انتصاره في التجربة الاولى برفضه ان يتم نصبه ملكا على الشعب (23:8)، مؤكدا لحقيقة ان مفتاح الحياة، سواء لأمة أو لفرد، هو وضع الله أولا في الحياة. ولكنه فشل في مواقف اخرى وهي: (1) قيامه بعمل افودا ذهبيا. فبالرغم من اننا لا نعلم لماذا فعل ذلك، فربما كانت لديه دوافع طيبة لصنعه "كونه تذكار منظور لإحياء ذكرى النصر"، الا انه من سوء الحظ اصبح ذلك فخاً له ولبيته ولشعب الله، فبدأ الشعب في عبادة الأفود صنما لهم. وللأسف كثيرا ما تكون للقرارات الصادرة عن دوافع طيبة، نتائج سلبية. لذلك فمن المهم التمهل ودراسة كل خطة او قرار قبل اصداره لكي لا يتحول الى مشكلة كامنة.. (2): اقام علاقة بينه وبين سريته كانت ثمرتها ولدا فرّق عائلة جدعون، وجلب مأساة على الأمة. وبذلك كان جدعون خير مثال لحقيقة أن الأبطال في الحرب ايا كان نوعها، ليسوا دائما أبطالا في الحياة اليومية. فقد قاد جدعون الأمة، لكنه لم يستطع أن يقود عائلته. فمهما كنت أو كانت حالتك فإن التساهل الأخلاقي يؤدي إلى نتائج خطيرة، فان الانتصار امام معركة لايعني بالتاكيد الانتصار في المرات القادمة، وذلك يتطلب منا أن نكون يقظين باستمرار للتجربة وان نميز هجمات الشرير ونختاربمعونه الرب رد الفعل المناسب لها.

بيانات اساسية:
- المكان: عفرة، وادي يزرعيل، عين حرود.
- المهنة: فلاح ومحارب وقاضي.
- الاقرباء: ابوه: يواش، ابنه: ابيمالك.
- معاصروه: الملك زبح والملك صلمناع.

الايات الرئيسية:
"فأجاب جدعون: دعني أسألك يا سيدي: كيف أنقذ بني اسرائيل وعشيرتي هي أضعف عشائر سبط منسي، وأنا أقل أفراد عائلتي شأناً؟ فقال له الرب: سأكون معك فتقضي على المديانيين وكأنك تقضي على رجل واحد" (قض16,15:6) ونجد قصته في (قض 6-8 ، كما ذكر في عب32:11).
الموضوع منقول للفائدة العامة

Mary Naeem 29 - 01 - 2015 03:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هل تصدق ان الله معك ؟

وتطبيق ذلك على حياتنا العملية

بالايمان بالرب يسوع المسيح وبالرجاء اللامنظور فيه نصدق ان الله معنا في كل اوقاتنا والكتاب المقدس غني بالقصص عن الانبياء والرسل الذين شكوا برفقة الله لهم وابسط مثل الرسول بطرس الذي يعرف واعترف للرب يسوع بانه ابن الله الحي صرخ عندما كان يمشي على البحر لئلا يغرق فناداه الرب يسوع قائلا له لماذا شككت يا قليل الايمان وراى الرسول بطرس كل المعجزات التي اجترحها يسوع لكنه شكك بعون الرب يسوع له الذي هو الصخرة الذي بني عليها الرب يسوع المسيح كنيسته التي امتدت الى اقاصي المسكونة
ليس فقط الرسول بطرس بل نحن ايضا الكثير منا قد عمل الرب يسوع معجزات معه وما ان يرسل لنا صليبا ما خفيفا نصرخ ونستنجد خائفين مرعوبين كما فعل الرسول بطرس لاننا بشر ومن طبيعتنا النسيان وحتى ننسى المعجزات التي فعلها الرب يسوع معنا هكذا ابليس يفعل وهو شاطر يجعلنا ننسى احسانات الرب معنا ومعجزاته
لنصلي للرب يسوع المسيح بان نصدق ان الرب يسوع معنا ولا يفارقنا حتى في ضيقاتنا والامنا وتجاربنا لانها حدثت بسماح منه وهو عالم بها وهو سيعطينا المنفذ في اوانه

Mary Naeem 29 - 01 - 2015 03:26 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الآب المُحب

"ولبنيامين قال: حبيب الرب يسكن لديه آمنًا. يستره طول النهار وبين منكبيه يسكن" ( تثنية 12:33)
(إشعياء 46: 4 وإشعياء 66: 13)
في كل لحظه، وفي كل مناسبة نتوجه بها للتحدث والتعبير عن المَحبة، فإنَّ أفكارنا وخواطرنا وكلماتنا تتجّه تلقائيًا نحو الأم، ونتصورها وهي تحمل ابنها وتضمه الى صدرها، وتُدَفئه بحنانها. وأعطيت صورة الأم في الكتاب المقدس لتوضيح صورة محبة الرب لنا: " هل تنسى الأم رضيعها فلا ترحم إبن بطنها، حتى هؤلاء ينسينَ وأنا لا أنساكِ " (إشعياء 49: 15). محبة الأم محبة قوية، عظيمة، مقياس للمحبة السامية. لكن هنالك محبة أسمى وأعظم وأقوى، هي محبة الله الآب السماوي التي تجلّت في الصليب.
إنَّ كل أب يحمل أولاده الجسديين، والله هو ابونا ويحبنا، ولكن بطريقة مختلفة ومميزه عن الطريقة البشرية، فالآب السماوي يحملنا من البطن بمنظار غريب، ويدور السؤال في أذهاننا عن هذا المنظار. أليست الأم هي التي تحمل عادةً؟ نعم، ولكن الله هو أبونا وأمنا في ذات الوقت، فهو يحملنا من بداية التكوين في البطن حمل عجيب جدًا.
الأم العادية لها مقدرة على الحمل بالطفل، لكنها لا تستطيع التحكم بطريقة تشكيله، الله وحده لديه هذه القدرة، فلقد نسجنا في بطن امنّا، ورقَّم عظامنا، ورأت عيناه اعضائنا وكتبها في سفره كلها عندما تكوّنا ( مزمور 139). وقد اظهرالرب هذه القدرة لنا ايضًا في تجسد المسيح، لقد هيئ له جسدًا في أحشاء القديسة مريم العذراء " لذلك عند دخوله الى العالم يقول ذبيحة وقربانًا لم تُرد ولكن هيأت لي جسدًا ". (عب 10: 5).
هو يحملنا من الرحم ويكمل إلى الشيخوخه. يحملنا في كل الظروف، ففي الأوقات التي لا تجدي أي إنسان يفهمك ويسندك، لإن ذراع الرب القدير تحملك. كم من أوقات نمر بها في صعاب وضيق، ونكون في وحدة وليس من صديق، ولكن الآب يحملنا ويدللنا ويجتاز بنا، حتى لو سرنا في وادي ظل الموت .
أختي القارئه، من الممكن ان تكوني فقدتِ أمك او أبيك، وتعاني من حزنٍ شديد وحملٍ ثقيل ، ثقي في وعود الرب الذي قال:" إنّ ابي وأمي قد تركاني والرب يضمني". هو ابًا ابديًا لك ( اشعياء 9: 6) إنه أبو اليتامى (مزمور 68: 5)
بنيامين حبيب الرب، لقد عاش بدون أم بعد وفاتها وكان الرب له بمثابة الأب والأم، وصنع معه أمور عظيمه، سيصنعها معك ايضًا.
يسكن لديه آمنا: انه يضعك ليس فقط في قربه، بل يُخبّئك في قبضة يده. الإحساس بالأمان ينبع من العيش بأتفاق بينك وبين الرب، مما يجلب الدفء والإطمئنان لحياتك عندما تقبلي أبوته.
يستره كل النهار: هو يحميك بخوافيه (مز 91) ، يحوطك بريشه الناعم، ويحرسك حراسة إلهية محكمة ويسيّج حولك، يحل بحنان ورحمة ليس لها مثيل، مثل صورة النسر الذي يظلل فراخه بأجنحته القوية، ويحميهم من الخطر.
بين منكبيّ الرب مكان يسكن احباؤه: والمنكبين إشارة للمزاحمه، معناها أن الرب يزاحم عنا، هو يحملنا على منكبيه عندما نتعب ونخور، احيانًا نعاني من احمال تهد كياننا لكّنه عندما يحملنا فإنه يرفعنا لكي لا نعود ننظر إلى أسفل، إلى مشاكلنا وظروفنا، بل ننظرلفوق، إلى السماء من حيث يأتي عوننا. أتى يسوع ليرفع رأسنا ويريحنا.
هل تعانين من بلوى محرقة؟ هو ينجيك ويتراءف عليك كما يترأف الأب على البنين (مز 103: 13)
أختي القارئه، هل تعانين من خطية أذلتك وجلبت لك العار؟ ما زالت أذرع الرب مفتوحة، وقلبه مفتوح ليتبناكِ ويطهرك من خطاياكِ بالدم. " وأما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطان ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولحم وليس من مشيئة رجل بل من الله " (يوحنا 1: 12 - 13). الرب يريد انّ يحررك من الأب القاسي الذي هو ابليس (يوحنا 8: 44)، هو أب حقيقي وصالح، حنان ورحيم، طويل الروح كثير الرأفة. وصلاتي لك في موسم الأعياد المجيده المقبلة، ان يمّر عليك الرب بزمن جديد، افتقاد بالمحبه ويكون زمنك زمن الحب، افتحي قلبك له واستقبلي محبته لأنها اقوى مقويّات لحياتك، لا يوجد اي شخص ممكن يُغيّر حياتك سوى الرب، لا يوجد اي اخصائي تجميل يستطيع ان يغيّر وجهك مثل جلوسك بقرب الرب، لا يوجد ايّ طبيب نفسي سيتّفهمك مثل الرب، إن كنت مجروحه وحزينه، تشعري بالفشل، تعالي اليه فهو بطل المحبة في كل الأوقات، إنّ محبته لا يوجد لها أيّة حدود ولا تقف أمامها أعلى السدود، هي كامله غير مشروطة، بل مضحية وغافرة، جعلته يطرح خطاياكِ في محيط محبته. جميع مشاكلك ستُحل عندما تعلني ابوّته. أجمل هديه ممكن أن تحصلي عليها في هذا العيد هي محبة الآب السماوي! هذه أعظم محبة ممكن تنطبع في حياتك وتشفيكِ وتباركك وتشبع قلبك. هو صنع المستحيل حتى يصل اليك.


الساعة الآن 05:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025