![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مُعضلة الألم (2) أبعاد الألم على الإنسان ؟
قبل أن نجيب على الأسئلة: ما هو موقف الله من الألم؟ وماذا عمل الله لحل مُعضلة الألم؟ يجب أن نعرف بالتحديد ما هو الألم، كما يصفه الوحي الإلهي المقدس. وسنبدأ في استعراض أبعاد الألم الذي دخل على حياة الإنسان، كنتيجة لقراره للخروج عن سيادة الله على حياته وعلى العالم. مما أدى إلى انفصال آدم عن الله من جهة روحه، نفسه وجسده. فالكتاب المقدس يعلمنا أن الإنسان هو روح ونفس وجسد (1 تسالونيكي 5: 23). إن سقوط آدم أدخل الآلام على روحه، نفسه وجسده؛ وستكون دراستنا بمعظمها عن هذا، من سفر التكوين والأصحاح الثالث؛ وهي كما يلي: آلام الروح:إن روح آدم وحواء بدأت تتألم من جراء قرارهما بالانفصال عن الله، ورأينا هذا في شعورهما بالعُري: " 7 فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ." إن العُري يرمز لخروج آدم وحواء من الغطاء الإلهي الذي يعطيهما الأمان؛ لأن آدم وحواء لم يكونا قد اختبرا بعد خروجهما من أحضان الله. فكانت نفسهما لا تعرف ماذا يعني عُري روحي؛ لأن الله كان ردائهما وغطائهما؛ وبدون الله عَرفا أنهما عريانان ومليئا بالشعور بالنقص وعدم الاكتفاء. كما قال المسيح لكنيسة اللاودكيين " 18 أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ... َثِيَاباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ" رؤيا 3. فالإنسان لو عمل كل ما باستطاعته ليشبع رغباته في هذا العالم كسليمان الملك، سوف لا يقدر أن يشعر بالفرح والشبع ويخرج من الألم والإحباط؛ لأن روحه مليئة بالشعور بالعُري والفراغ. وهذا الفراغ بالروح، لا يقدر أي شيء من العالم المادي أن يملأه، فاحتياج الروح هو الرجوع للراحة الإلهية التي في ذات الله. آلام النفس:الهرب والاختباء من الله: لأن آدم بعدما قرر أن يخرج الله من حياته، تعرى من الغطاء الإلهي. وهذا أهم مصدر للألم في حياة البشر، الذي يؤدي إلى الهروب من مواجهة الله (العدد 10)؛ فأصبح الله مصدر للانزعاج والخوف وعدم الراحة؛ بعدما كان مصدر الراحة والأمان لآدم وحواء. الخوف: دخل على حياة البشر منذ تلك اللحظة، بكافة أنواعه؛ والخوف هو من أهم أساسات الألم في أنفس البشر. وأساس الخوف هو الخوف من الله؛ بقوله: " فَخَشِيتُ (أي خفت) لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ"؛ فعندما يكون الإنسان منفصل عن الله، يكون الله بالنسبة له كائن مرعب؛ مما يجعل كثيرين، إمَّا أن يبذلوا ما بوسعهم لكي يرضوه، كنتيجة لخوفهم ورعبهم منه؛ أو أن يقنعوا أنفسهم بأن الله غير موجود، لكي ينجوا من ذلك الرعب؛ وهذا يجعلهم في الحالتين بائسين وأشقياء. والأساس الآخر للخوف هو الخوف من الموت نفسه، الذي ساد على البشر (عبرانيين 2: 15). قيود الخطية: بعد السقوط، أصبح البشر مقيدين من الخطية، ولا يقدروا أن يتحرروا منها، فيهربون من مواجهتها؛ مما يجعلهم ينكرونها أو يبررونها؛ هذا أيضًا من أشد العناصر ألمًا في حياة البشر. نرى هذا عندما واجه الله آدم بخطيَّته، قائلا: "11 .. «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟" فحتى لم يستطع آدم أن يعترف بخطيته لله؛ وهذا رأيناه في قايين أيضًا، مما وضع البشر تحت عذاب الشعور بالذنب؛ كما صرخ قايين من الخطية متألمًا، وقال: "13 ... ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ" تكوين 4. تبرير الذات: وفيه وضع آدم نفسه تحت الضغط المستمر بأنه مُتَّهم (بسبب شعوره بذنب الخطية)، وأنه محتاج لأن يبرر نفسه باستمرار؛ كنوع من أنواع محاولاته الفاشلة لإيجاد حل للخطية. فلام آدم الله وحواء على خطيته؛ ولامت حواء الحية على خطيتها (تكوين 3: 12-13). ونرى أن وضع الملومة على الآخر، لم يساعدهما في أي شيء، وبالطبع لم يبررهما أمام الله. عذاب الاختيار: بعدما سقط آدم في الخطية، وأسقط معه العالم الكامل الذي خلقه الله: "22 قَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ." وأيضًا قال إبليس للمرأة قبل إسقاطها: "5 بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ." تكوين 3. ونرى أيضًا أن الشجرة نفسها، سماها الله "شجرة معرفة الخير والشر" (تكوين 2: 9 و17). إن شجرة معرفة الخير الشر، تمثل دخول آدم للحياة التي فيها وضع نفسه تحت ضغط وعذاب، يتمثل بضرورة الاختيار المستمر بين الخير والشر. فانفتح آدم لعالم لم يعرفه من قبل، وهو عالم الخطية. بعدما كان مستريحًا في عالم ليس فيه شر؛ عالم جميع خياراته، ما عدى الأخذ من شجرة معرفة الخير والشر، هي خير. وفي هذه النقطة، اصبح آدم كألله عارف عالم الخير والشر، لكن بخلاف الصورة المشوهه التي قدمها إبليس لحواء (وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ )؛ اصبح ليس عارفًا عالم الشر كألله الطاهر القدوس؛ بل أصبح منغمس فيه، مقيَّد منه، وواقع تحت حكم موته بسبب تلك الخطية. عذاب إرضاء الله: فبعدما كان الله راض عن آدم وحواء تمامًا دون أن يفعلا أي شيء؛ أصبح الإنسان تحت ضغط نفسي مستمر، يجعله يحاول كل الوقت جاهدًا لكي يرضي الله. فعندما انفصل آدم عن الله، أصبح عنده إدراك مُعَمَّق أنه يحتاح أن يحل تلك المشكلة؛ فحاولا آدم وحواء أن يصنعا غطاء آخر عوضًا عن الغطاء الإلهي، لكي يرضوا الله؛ عندما خاطا من ورق التين ملابس ليغطيا عوراتهما: " 7 فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ." تكوين 3. طبعًا الله رفض حلَّهما، وقدم لهما حلاً منه يرضيه، وهو أنه ألبسهما أقمصة من جلد (تكون 3: 21). والكتاب يقول أن الله "صنع" لهما أقمصة من جلد وليس "خلق"؛ مما يفترض أن الله ذبح حيوانات، لكي يصنع لهما أقمصة من جلد. وهنا نرى أول ذبيحة، التي من خلالها يقدم الله بنفسه حلا لمشكلة خطية الإنسان. وهذا يُظهر لنا أن إرضاء الله يأتي فقط من خلال ذبيحة هو يقدمها لنا بنفسه؛ وهي إشارة إلى ذبيحة المسيح التي أعدها الله لخلاص البشر، من قبل تأسيس العالم (بطرس 1: 19-20). آلام الجسد:موت الجسد: على رأس ذلك الألم هو الموت الجسدي، وفقدان آدم لخلوده في الجنة؛ كما حكم عليه الله: "19 ... حتى تعود إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا (أي تموت جسديًا)" تكوين 3. وألم موت الجسد هو كبير، لذلك يشبهه الكتاب بعدو الموت (1 كورنثوس 15: 26). المرض والضعف: إن الموت الجسدي الذي دخل على حياة آدم وحواء والذي جعلهما يسقطا من خلودهما؛ أدى إلى تقصير الله لعمر الإنسان بسبب الخطية (تكوين 6: 3). فجعل الجسد يهرم ويكبر، وأيضًا يمرض؛ مما أصبح من أبرز مصادر الآلام الجسدية بكافة أنواعها؛ والتي ممكن أن تأتي بالألم لنفس الإنسان أيضًا. التعب لكي يعيش: كما أيضًا قال له الله: " 17 ... مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ... 19 بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً ..." تكوين 3. فأصبح آدم مضطر ليعمل ويتعب لكي يعيش؛ ولم تعد الأرض هي ذلك المكان المريح المليء بالنعيم؛ بل أصبحت مكان مليء بالأتعاب، كما قال الوحي عن حياة الأنسان: "10 ... وَأَفْخَرُهَا تَعَبٌ وَبَلِيَّةٌ، لأَنَّهَا تُقْرَضُ سَرِيعًا فَنَطِيرُ (أي نموت)" مزمور 90. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مُعضلة الألم (1) كيف ولماذا دخل الألم لحياة البشر؟
ربما أكثر تساؤل يُطرح في عالمنا اليوم، يخص الألم والظلم على الأرض؛ فإذا كان الله كلي القدرة وصالح ويحب الإنسان، فلماذا يسمح للألم والظلم في حياة البشر الذين يحبهم؟ لماذا يسمح أن يُقتل أناس أبرياء في سوريا والعراق وغيرها من الدول، وأن تُغتصب نسائهم وتُهدم بيوتهم؟ قبل أن نجيب على هذا السؤال الصعب في بداية هذه السلسلة، يجب أن نجيب على عدة أسئلة، منها: ما هو الألم؟ وكيف دخل الألم على حياة الإنسان الذي خلقه الله؟ إن الألم هو تجربة معقدة تتألف من آلية فسيولوجية ونفسية؛ تنتج عن إصابة أو تجربة غير مسرة للإنسان؛ وممكن أن تكون عاطفية، نفسية أو جسدية. [1] أما من جهة كيف دخل الألم لحياة البشر؛ فالله لم يخلق آدم في الأصل لكي يتألم. بل خلق كل شيء في الخليقة حسن جدًا لآدم ولكل الكائنات (تكوين 1: 31). فالله أحب الإنسان، لذلك خلقه على صورته ومثاله (تكوين 1: 27)؛ ولأنه أحبه وخلقه على صورته ومثاله، أعطاه إرادة حرة ليختار الحياة الكامنة في ذات الله. فأعطاه أيضًا سلطان كامل على الأرض: "27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28 وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ»." تكوين 1. أي أنه كان لآدم سلطان أن يطرد إبليس من الجنة؛ لأن الله وكله أيضًا ليحفظ الأرض من الفساد: "15 وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا (أي له سلطان أن يحفظ الأرض من الشر)." تكوين 2. والإرادة الحرة التي وهبها الله لآدم أعطته الفرصة أن يختار؛ إمَّا أن يستمر في حياته مع الله ويحيى حياة نعيم خالية من الألم بسبب سيادة الله على حياته وعلى الأرض؛ أو أن يرفض الله ويخرجه من عالمه؛ لذلك يصبح في عالم يسود عليه الموت والألم والظلم. إن هذه الإرادة الحرة التي أعطاها الله لآدم، تكمن في شجرة معرفة الخير والشر (تكوين 2: 16). أي أن الله خلق آدم، وخلق الإمكانية لآدم لأن يرفض الله؛ ويستطيع أن يخرجه من العالم الذي وكله الله به، وأعطاه سلطان كامل عليه. قرار أخراج الله من السيادة على حياة آدم والأرض؛ كان يكمن في الأخذ من شجرة معرفة الخير والشر، التي نهاه الله أن يأكل منها. لكن للأسف، لقد أخرج آدم الله من عالمه، بدل من أن يطريد إبليس منه؛ لقد حدث هذا عندما أخذ آدم من الشجرة التي نهاه الله عنها؛ فوقع تحت تسلط إبليس، لأنه أقوى منه. لذلك خسر ميراثه لإبليس، وأصبحت الأرض التي وكلها الله لآدم مكان مليء بالموت والظلم والألم؛ وذلك بعكس تمامًا إرادة الله والنظام الذي أوجده الله من البداية. إذا الألم لم يدخل لعالمنا بسبب الله؛ بل بسبب قرار رئيس هذا العالم الأول، وهو آدم؛ الذي وكله الله بالأرض، بأن يتمرد على سيادة الله عليه وعلى العالم المُوَكَّل إليه. لماذا يجب أن يؤثر قرار آدم، على كل الأرض؟ إن الله قد أقام آدم كرئيس لهذا العالم كما رأينا سابقًا؛ وقراره كرئيس، من الطبيعي أن يؤثر على جميع سكان الأرض الذين يسكنون بها، ويولدون من بعده. وهذا نراه في عالمنا اليوم؛ فعندما يُعيَّن رئيس دولة شرير وفاسد وخال من الحكمة، يستطيع أن يخرب الدولة ويحول حالة الناس من نعيم إلى جحيم. لكن الفرق هنا، هو أن قرار آدم لم يكن فقط قرارًا سياسيًا أرضيًا أثر على علاقته بالدول الأخرى، كالرؤساء السياسيين؛ بل كان قرار روحيًا أيضًا، أثر على جميع البشرية من ناحية روحية؛ وهو خلع سيادة الله الروحية على هذا العالم، بسبب قرار رئيس هذا العالم، آدم. مما أدى إلى قطع العلاقات بين الأرض والسماء، وهذا أفظع بكثير؛ وتسبب هذا في تسلط إبليس على الإنسان والأرض من خلال البشر. ما هو ذنبنا نحن، أن نتحمل نتيجة قرار آدم هذا؟ كما قلنا في السابق، الله وضع آدم كرئيس لهذا العالم ووكله به؛ فعندما ذلك الرئيس يختار أن يُخرج الله من العالم المُوَكَّل إليه؛ ويستقبل إبليس به؛ أدى هذا إلى فقدان ميراثه. فأصبح إبليس هو رئيس العالم بدلا من آدم (لوقا 4: 6 ويوحنا 12: 31 و14: 30 و16: 11)؛ وهذا الرئيس الشرير الجديد، لم يكتف بأن يسلب العالم من آدم، بل عمل على استبدال الله شخصيًا، ويخدع البشر من خلال العبادات المضلة ليُؤلِّه نفسه؛ فسماه الكتاب أيضًا "إله هذا الدهر". ويوضع الوحي السبب في تسميته هذه، على أنه أصبح هو الروح الذي يعمل في داخل أبناء المعصية؛ أي أنه أصبح إله الناس الذين بناءً على قرارهم الخاص، جعلوه السيد على حياتهم؛ وليس لأنه إله فعلاً (أفسس 2: 2 و2 كورنثوس 4: 4). فأصبحت ذرية آدم تولد بالطبيعة الملوثة، التي دائمًا تجنح لاختيار عكس الصالح. نعود للسؤال، ما هو ذنبنا نحن في هذا؟ في الواقع ليس لنا ذنب أن نولد في طبيعة خاطئة وفي عالم ساقط؛ لذلك يؤكد العهد الجديد، أنه كما أنه لم يكن لنا ذنب في ما فعله آدم؛ هكذا رتبت العدالة والنعمة السماوية آدم آخر، يسوع المسيح، الذي من خلاله يتحرر الإنسان مما فعله آدم الأول. ورتبت العدالة والنعمة السماوية أنه كما أن البشر نالوا الموت من آدم الأول، حتى دون أن يخطئوا؛ هكذا بقبول آدم الأخير، يسوع المسيح، سيصبح الجميع أحياء ببراءة المسيح؛ دون أن يستحقوا هذا. وستكون عطية الحياة هذه، مجَّانية ودون أن يفعل البشر أي شيء يستحق تلك النعمة، أو يؤهلهم لها: "14 لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي (أي المسيح المُعد من الله لرفع خطية آدم).... 18 فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ (آدم) صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ (المسيح) صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19 لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ (آدم) جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ (المسيح) سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً." رومية 5. إذًا بالرغم من أن قرار آدم قد أدخل الألم والموت والظلم على هذه الأرض؛ لكن رتبت الحكمة والعدالة الإلهية، حتى قبل خلق آدم، مشروعًا لافتداء واسترجاع البشر والعالم لحضنه السماوي، البعيد عن الألم والظلم. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيها أُنَظِفُ؟
هل أنظف مرفق الكنيسة وأترك قلبي؟ هل أنظف بيتي وأترك قلبي؟ العديد منا في هذه الأيام يأخذ بنظافة المظهر. فترى ربة البيت مهتمة جدا بنظافة بيتها وترتيب الأثاث وغسل وكوي ملابس الأولاد والبنات. وترى الزوج مهتما جدا بهندامه وتلميع حذائه وهو يخرج إلى العمل. نحن لسنا ضد هذه الإهتمامات اليومية التي في ممارساتها تعبر عن شخصية الفرد. لكننا لا نريد منه أن يصرف جلَّ وقته في الإهتمام بها. لا نقول أتركها! بل نريد من المسيحي المؤمن بخلاص الرب ذكر كان أم أنثى أن يخصص وقتاً في اليوم لتنظيف قلبه! لأن معظم القلوب غارقة في نجاسات! ولو تراكمت فأنها ستغرق القلب في نجاسة كبيرة قد تحول كل داخل الشخص إلى ظلمة. لذلك يستوجب مراقبة نسبتها! لكي لا تزداد فتسير بالقلب في طريق الشر. وزيادتها يعني أنها قد ألتصقت بالقلب نفسه وكأنها جزء منه داخلة في جدرانه! كما التأكسد (الزنجار) الذي يصيب الحديد. عندها لا تنفع حتى أكبر عملية جراحية لإزالته. فهذه الحالة المرضية لا تشبه غيرها من الحالات المرضية التي تصيب القلب أو شرايينه. حالة مرضية غير ظاهرة للعيان والتي يصعب إزالتها حتى لو (طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَطْهُرَ.) "مزامير51: 7". أن تأخر مراجعة الطبيب الأخصائي في الحالات المرضية العضوية أو النفسية، يعني قلة فرص الشفاء. فكيف والحالة غير مرئية؟ مع ذلك لا خوف على قلبك يا أخي في الرب! لأن الطبيب القادر على شفائها، حاضرٌ. أنه الرب يسوع المسيح "له كل المجد". الطبيب الشافي الوحيد الذي ينتظر من صاحب القلب الذي أصابته الخطيئة بالنجاسة، دعوة ليخلصه بلمسة من يده ودون أية وصفة دوائية ولا مراجعة لأية صيدلية. هيا اليوم يا كل أخٍ في الرب، نلجأ إلى الرب نطلب منه تنقية القلب. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عين الحسود
الكراهية والغضب والغيرة والحسد جميعها تؤدي بالإنسان إلى فعل الشر وهذا نتيجة لتراكم مشاعر سيئة مشتعلة مثل البركان في داخله تكون نتيجتها الوقوع في الخطيئة. كانت أول جريمة قتل في تاريخ البشرية قد حدثت نتيجة الحسد حيث قتل قايين أخاه هابيل. جميعنا نعرف إحداث هذه القصة في سفر التكوين عندما أقدم الأخوين على تقديم الذبيحة للرب، حيث قدم كل منهما ذبيحة من ما يملك، قدم قايين من ثمار الأرض وكان فلاح، أما هابيل فقدم من أبكار غنمه وكان راعي غنم. نظر الله الى ذبيحة هابيل وأما إلى ذبيحة قايين فلم ينظر!! وهنا توقفت عن القرائه وبدأت أتأمل في كلمة "لم ينظر" أي لم يقبلها، رفضها والسؤال الذي خطر في ذهني عندها، لماذا الله رفض تقدمة قايين؟ لماذا ميّز بين الاخوة؟ هل الله يميز شخصًا عن آخر؟! كان الجواب سريعًا وبسيطًا جدا، الله لا يفرق بين احد ولكن "لأنه ليس كما ينظر الإنسان، لان الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب فانه ينظر الى القلب". قايين لم يختر ذبيحته بعناية واهتمام بل جمع محصول الأرض وقدمه للرب، أما هابيل فنقرأ انه اختار أبكار غنمه وأسمنها أي انه قام بانتقاء ذبيحته بعناية واهتمام ليرضي الله. الله لا يرضيه أن يكون مجرد تحصيل حاصل في حياتك وان تكون خلوتك معه والصلاة إليه مجرد روتين تقوم بفعله. الله لا يمكن أن تستخف به لأنه يعلم ما تفكر به، ولأنه يحبك يقول لك " أعطني يا ابني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي". لهذا السبب رفض ذبيحة قايين لأنه لم يجئ إلى الرب بقلب متواضع بل جاء بقلب متكبر جاء معتمدا على أعمال يديه. قدم محصولاً من منتجات الأرض بالرغم من علمه بقصة والديه وكيف الله لعن الأرض بسبب السقوط في الخطيئة " ملعونة الأرض بسببك... وشوكا وحسكا تنبت لك"، أما هابيل فبالإيمان قدم ذبيحته. بالرغم من ان الاثنين علما بقصة والديهما آدم وحواء " السقوط في الخطيئة" وكيف أن الله قام بتقديم أول ذبيحة بان أعطاهما أقمصة من جلد ليسترا عريهما إلا انه لم يؤمن بهذا العمل، واعتمد على نفسه لينال رضى الله فصُدم من رفض الله لذبيحته فانتابه شعور بالفشل والإحباط والحزن بالإضافة إلى شعور الغيرة والحسد والغيظ الذي تملكه تجاه أخاه بسبب قبول الله لذبيحته. أما هابيل فلقد فهم قصد الله فنقرأ.. "بالأيمان قدم هابيل ذبيحته فحسب له برًا". الله يريد أن نتكل عليه، أن نؤمن به، أن نأتي اليه بقلب متواضع، وهذا ما نقراه في العهد الجديد في رسالة افسس: "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كي لا يفتخر احد". الأعمال الصالحة ليست الطريق التي تقربك من الله وتمحو خطاياك بل ايمانك به وسلوكك بالايمان يقربك اليه، لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى. ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اَللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ. ولان الله اله محب ورحيم و يعلم ما في القلوب لم يترك قايين بل اخذ يتحاور معه كأب حنون يخاطب ابنه وينبهه من خطر يكمن له فيسأله عن سبب غيظه؟ وعبوسة وجهه؟ نحن نعلم أن لا شيء يخفى عن الله لكنه يريد أن يلفت انتباهه بأنه وقع في خطيئة الغيرة والحسد، ويرشده أن يحلل المشكله ويواجه نفسه ويستنتج أسباب رفض الله لذبيحته ويدرك انه هو المسؤول عن رفض الله لتقدماته. وان استمر في غيظه فانه يغذيها بفكره أكثر وأكثر لتصبح أعظم. الله محبه، بالرغم من الخطيئة إلا أن الله يعطي الشفاء ويرشدك إلى طريق السلام والفرح، فنجد الرب يرشد قايين إلى الطريق الذي يجب ان يسلكه فيقول له: "إن أحسنت أفلا رفع؟" أي إن أحسنت التعامل مع الخطيئه الأولى بمعرفة أسبابها، وبالتوبة والرجوع إلى الله، وإن أحسنت سلوكك وتصرفاتك بأن تطلب من الرب أن يغير حياتك، بدلاً من الشعور بالغيظ والحقد والكراهية نحو أخيك والتخطيط لقتله، "أفلا رفع" بمعنى انك ستجد الباب مفتوح لاستقبالك ولمحو خطاياك وطرحها في بحر النسيان. ويواصل الرب حديثه مع قايين قائلاً: "وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها". فالخطية تجر في أذيالها خطايا أخرى أشد وأصعب. لذلك إن لم تندم وتطلب غفران الله ونعمته فعند خروجك من البيت "خطية رابضة وإليك اشتياقها". وهنا يشبه الخطية بالوحش المفترس المهيأ للانطلاق الذي سيفتك به، ويهدم حياته، وهذا ما يحذرنا منه بطرس الرسول "اصحوا واسـهروا لأن إبليـس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يـبتلعه هو". "وإليك اشتياقها" أي أن هذه الخطية التي تنتظرك عند الباب تتشوق وتتلهف إليك لتنفيذ مخططك وبسرعة. ويكمل الرب قائلاً: "وأنت تسود عليها"، أي أن هذه الخطية التي تنتظرك، أو هذا الشر الكامن في صدرك، تستطيع الانتصار عليه، إن طلبت العون من الله، إن استندت على رحمته ونعمته. أراد الله أن يحُضره للتوبه لكنه للأسف لم يتجاوب مع الله واستسلم لغيظه وانجذب للخطيئة وقتل أخاه. والنتيجة كانت النفي بعيدًا عن مكان الحصول على بركات الله. الله في محبته يُبكِّتنا على الخطيئة، لكي نتوب عنها، وطوبى لمن يسمع لصوته. وفي نعمته يقدم لنا طريق الشفاء من الخطية. إن الرب يعطينا كل مؤهلات الانتصار على الخطية، فقط علينا أن تتمسك به، وتجعل أعينا عليه على الدوام. في الختام أود أن أذكر لكم مثلاً شعبيًا كثيرا ما كنت اسمعه واسخر منه بسبب جهلي لمعناه الحقيقي وكنت أظن انه دلاله على ضعف الشخص وعدم قدرته للدفاع عن نفسه ولكن مع الوقت ومسيرتي مع الرب فهمت المغزى من ورائه، والمثل يقول :" الأرض الواطية تشرب ميتها (مائها) ومية غيرها"، حتى لو أن الآخر يعاملك بطريقة مستفزة ليُخرج اسوأ ما عندك قابله أنت بالمحبة والحكمة، ربما لا تنجح في تغييره لكن من المؤكد انك ستترك أثرا في داخله وهذا يعني أنك لم تستجب لدافع الشر، جميعنا يحمل في داخله الخير والشر ولكن القرار لك لمن ستسمح أن يغلب على حياتك وسلوكك. جميعنا نعيش في عالم يسوده الشر والحقد والغيرة ولكن دعونا نتمسك بصفات يسوع الرائعة، كالوداعة واللطف، لكي تظهر فينا ثمار الروح القدس ثمار المحبة لنكون "عدوى" للآخرين يتقبلوها بفرح ويسعدوا بها لنعيش عندها بسلام، كلام جميل، أعلم ذلك ولكنه ليس صعب، بقدراتك أنت لن تستطيع أن تحققه لكن بمعونة الرب وشوق قلبك سيتحقق. واجعل هذه الآيه امام عينيك دائما لتبعد عنك الغضب،"اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم. ولا تُعطوا إبليس مكانًا" آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما ذنب الذين لم يسمعوا بخلاص المسيح الرب ؟
تخبرنا كلمة الله في الرسالة الى اهل رومية والاصحاح العاشر 8 لكِنْ مَاذَا يَقُولُ؟ «اَلْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ» أَيْ كَلِمَةُ الإِيمَانِ الَّتِي نَكْرِزُ بِهَا: 9 لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. 10 لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ. 11 لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى». 12 لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ الْيَهُودِيِّ وَالْيُونَانِيِّ، لأَنَّ رَبًّا وَاحِدًا لِلْجَمِيعِ، غَنِيًّا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهِ. 13 لأَنَّ «كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ». 14 فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ 15 وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ». 16 لكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ، لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟» 17 إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ. 18 لكِنَّنِي أَقُولُ: أَلَعَلَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا؟ بَلَى! «إِلَى جَمِيعِ الأَرْضِ خَرَجَ صَوْتُهُمْ، وَإِلَى أَقَاصِي الْمَسْكُونَةِ أَقْوَالُهُمْ» هذا يعني ان المسكونة كلها باممها وبشعوبها قد سمعت بخلاص المسيح الرب والذين لم يخلصوا بعد قد سمعوا به ولكنهم رفضوا الايمان به كما تقول كلمة الله فضلا عن الوسائل التقنية كالانترنت ووسائط التواصل الاجتماعي فهي متوفرة للجميع فلا عذر لهم انهم اختاروا ابديتهم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لو اعتذر ادم وحواء لله عن خطيئتهما
وتندما عليها لعاش الانسان خالدا لو اعتذر ادم وحواء عن معصيتهما لله وكسرهما وصيته وتندما على خطيئتهما هذه لله لعاش الانسان خالدا مع الله في نعيم ورخاء وسلام وامان وملكوت ابدي مع الله حيث لا حزن ولا الم ولا مرض ولا ياس ولا احباط ولا فشل بل تسبيح وتعظيم وتهلليل ابدي مع ملائكة الله والكاروبيم القديسين والسواريفم الروحانيين وكان هذا هدف الله من خلقه ادم وحواء فلقد خلقهما ليرثا ملكوته الابدي ولولا خطيئة ادم وحواء وكسرهما وصية الله لعاش العالم بدون حروب ومجاعات وفيضانات واعاصير وزلازل واوبئة هذه كلها انذارات من الله وتوبيخات منه وتخيلوا عالمنا كيف سيكون مع سلام دائم ووئام وامان كاملين لو اعتذرا حواء وادم لله واعترفا بخطيئتهما له وتندما عليها بدلا من ان يلوموه ويحملوه ذنب خطيئتهم له فادم قال لله لولا رغبتك في خلق معين لي لما اخطئت اليك انظر ما فعلته حواء بي وحواء قالت لله انت اوجدتنا في بيئة مع الافعى وهي التي اوقعتني في الخطيئة واغوتني هذا ليس ذنبي وكانما يقولان لله هذا ذنبك وليس ذنبهم حاشاه فاستحقا الموت والهلاك الابدي وبالوراثة استحققنا نحن جنس بني البشر الموت والهلاك الابدي ودخلت الخطيئة لعالمنا البشري |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المولود من الله لا يخطئ
كل من يؤمن بالرب يسوع المسيح مخلصا وفاديا لحياته يتولد ولادة جديدة ولادة المعمودية بروح الله القدوس والانسان العتيق قد ولى واصبح خليقة جديدة بالرب يسوع المسيح اي الله يتبنانا ونصبح ابنائه وارثين للملكوت الابدي يحمينا الله من السقوط في الخطيئة ويجعلنا نغلق الابواب تلقائيا التي تاتي منها الخطايا لكيلا نخطئ لله وهو نفسه يحفظنا ويسيح حوالينا ولا يستطيع ابليس خداعنا وايقاعنا في الخطيئة مرة ثانية فنصبح مولودين من الله محفوظين في نن عينيه ومن يمسنا يمس عين الله |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صغر النفس وكيفية معالجته
اولا: مقدمة إحدى سمات الإنسان هي الشعور، فمنطقة الشعور أو ما يطلق عليه علماء النفس "الوعي أو الشعور . وهذه المنطقه هي المسئولة عن كل المشاعر التي تصدر من الكائن الحي سواء كانت مشاعر ايجابيه او سلبيه مثل مشاعر الفرح أو الحزن، السعادة، الآلام، الحقد، الكراهية، اليأس، والشعور بالنقص ولكن لكل مشاعر تظهر علي الانسان في مواقف معينة يكون لها اسبابها الخاصة، وتوقيتها.. وهذه المشاعر مرات نعبر عنها بطريقة مناسبة و مقبولة ومرات أخري نعبر عنها بطريقه اكبر من حجمها وغير منطقية، فعلي سبيل المثال عندما يغضب شخص ما فلن يكون التوجه للقتل هو التعبير المناسب عن هذا الغضب. وأخر يغضب فيعبر عن غضبه بنبرات الكلام او ارتفاع لهجه الصوت في الحديث أو تغير في ملامح الوجه ونظرات العين، فكل هذه التعبيرات المختلفة هي رد فعل لمشاعر الغضب و لكن بدرجات و طرق مختلفة و قد يكون السبب هو اختلاف الأشخاص و المواقف. والمسيح في طبيعته البشريه "في ناسوته" عبر عن كل المشاعر التي اجتاز فيها فنراه في مرات يفرح في عرس قانا الجليل (يو 1:2- 14)، وبعدها مباشره نراها غاضب، ويصنع سوطا ويطرد به الباعه والصيارفه من الهيكل (يو14:2-17). و نراه يشعر بالتعب كما نقرأ عنه في إنجيل يوحنا "تعب من السفر" (يو 4:6)، وفوق كل هذه تأتي مشاعر الحب لأنه هو المحبة "وكان يسوع يحب مرثا واختها و العازر" (يو 11:5). كما نراه يحزن و يعبر عن الحزن بالبكاء، "بكي يسوع" (يو 11:35).و كذلك الاضطراب" " انزعج بالروح واضطرب " (يو12: 27، 21:13) ,ونقرا عنه مرات كثيره انه جاع , وتعب، تهلل، نام، صلي، تألم، …الخ. عبَّر المسيح عن كل هذه المشاعر البشرية في وقتها و بطرق مناسبة و ليس عيبا أن نغضب أو نبكي أو ننزعج أو نتهلل بل العيب يكون في طريق التعبير عن هذه المشاعر. من هنا نعرف ان منطقه الشعور لا تقل اهميه بل تزيد –عن منطقه اللا شعور - فالإنسان مزيج منها. لكن عندما تزيد صفه معينه عن حدها ومدى التعبير عنها أو تقل عن معدلها "عن المتوسط" مما تسبب للإنسان سوء توافق مع الآخرين أو تسبب له توتر في علاقاته مع المحيطين به أو عدم فهم للذات و تعيق انجازه و قيامه بمهامه المطلوبة منه، فتكون موضع اهتمام، مثلا إذا كان الشخص منبسط جدا أكثر من اللازم أي بدرجة لا تمكن الآخرين من الاعتماد عليه أو الثقة به أو شخص اجتماعي بدرجه كبيره مما يجعل الآخرين يتهمونه بالسطحية أو التسيب، أما إذا حدث العكس نتهمه بالانطواء والسلبيه والانهزامية. وفي هذه الدراسة البسيطة سنتناول الشعور بالنقص من حيث (معناها، أسبابه، مظاهره، وكيفيه علاجه، وكيف يتعامل الإيمان المسيحي مع مثل هذه المشاعر وما اخطارها الروحية علي حياة الفرد). وسنعرض نماذج من الكتاب المقدس تعرضت للتقليل والتحقير من الآخرين وكان من الممكن ان يُصاب هؤلاء بمشاعر النقص والانفرادية وعندها كنا بعض من أهم القادة الذين يتحدث عنهم الكتاب المقدس ومنهم احد الكتاب الذين كتبوا لنا أروع الأغاني و الأناشيد و المزامير الروحية "داود" كاتب معظم سفر المزامير. ثانيا: تعريف الشعور بالنقص. "هو شعور الفرد بأنه اقل من الاخرين وعدم قبوله لنفسه وسيطرة شعور الحقد علي الاخرين أو النفس أحيانا .لسبب من الأسباب مما قد يعوقه علي الاستمتاع بالحياة." ثالثا : أسباب الشعور بالنقص: 1- عدم فهم الذات وإمكاناتها. قد يَّكون الفرد صورة عن نفسه اكبر من حجمها أو أصغر، فان كانت الصورة أكبر من حجمها سيفشل عند أول محك عملي وعندها يُصاب باليأس والفشل كمثل الإنسان الذي يدعي المعرفة في كل شيء وهو ليس كذلك. أو إما تكون الصورة اصغر من الواقع فهي طبعا شعور سلبي واضح يصيب الإنسان أيضا بالفشل لأنه لا يقدم علي أي عمل لكونه فلقد الثقة في ذاته و إمكاناته. كما أن عدم فهم الإمكانات والقدرات الخاصة به لا تجعل الفرد يسلك بموضوعية واتزان، بل مرات يقوم بأعمال اكبر من إمكاناته أو العكس وهذا غير مناسب. 2- نظره الآخرين السلبية للفرد. هذا ما تعرض له داود النبي من المحيطين به، فقد تعرض لنظرة التحقير والتقليل من جميع المحيطين به في بداية حياته، من أبيه "ا صم 11:16" نجد أن الأب أسقطه من حساباته. كما تعرض للتقليل من أخوته بوصفه بالكبرياء و بعدم القدرة علي الحرب والعمل في قول احدهم: "أنا علمت كبريائك" (1 صم 17: 28). كما تعرض لنفس النظرة من الملك شاول في قوله "لا تستطيع أن تذهب" (1 صم 17: 33). ماذا كانت النتيجة ولو استجاب داود لهذه النظرة؟ ملاحظة. وقد يكون لنا دور أحيانا في نظرة الآخرين السلبية لنا. بسبب عدم وضوحنا واشتراكنا معهم في اعمال واضحة وسهلة يمكننا القيام بها لكننا نعتذر عنها دائما بدون سبب مما يدفعهم بوصفنا بالسلبية، أو حتى سبب عدم فهمهم لنا وقدراتنا لذلك علينا ان نساعدهم علي تكوين صورة صحيحة عنا من خلال وضوح رسائلنا لهم و وضوح اللغة التي نستخدمها معهم. 3- مقارنة الفرد نفسه بالآخرين. يقع الفرد فريسة للشعور بالنقص عندما يقارن نفسه بالآخرين وإمكاناتهم، ناسيا أن الله قد خلقنا مختلفين بعضنا عن بعض لكي يكمل بعضنا البعض. لذلك يجب علي كل واحد منا إن يعرف انه عضو متميز عن الاخر ومختلف عنه. مثل الكنيسة التي هي جسد المسيح "التشبيه الذي اطلقه بولس الرسول علي الكنيسه ونحن فيها اعضاء كثيرين ..نري اختلاف العضو عن الاخر ولكن مع الاختلاف توجد الحاجه لكل عضو..فماذا لو اصبح كل الاعضاء عضو واحد مثلا عين فأين كل الجسد؟ أو ماذا لو أصبح كل الجسد رجلا أو يدا فهل سيكون الجسد سويا؟ أم معوقا؟ (1 كو12:12-27). ماذا لو كانت لنا نفس الصفات ما أو الإمكانات ونفس الأهداف، اعتقد انه لن تكون هناك حاجه إلا لعضو واحد فقط، ماذا لو كان كل البستان زهرة واحدة فقط حتى لو كانت في غاية الجمال لن يكون البستان بستانا بزهرة واحدة بل بكل الزهور المختلفة في الشكل أو اللون و الرائحة معا. فعندما نقارن أنفسنا بالآخرين قد نحقد عليهم لتميزهم عنا في صفه ما أو نجد أنفسنا لا نحبهم فقط لكزنهم متميزين عنا و في النهاية قد نصاب بالمرض، و لكن إن أدركنا انه لكل منا قيمته الخاصة به و مواهبه و وزنته المميزة له لعاش كل واحد منا في حب للآخرين و رضا عن النفس دون تصارع وانقسام مريض. 4- انعدام القوه مقابل سيطرة الأخر سبب أخر قد يصب الإنسان بالشعور بالنقص و العجز و هو انعدام القوة لدية في مقابل سيطرة وسطوة المجتمع أو الأهداف أو الاحتياجات. فعندما نري الشعب العبراني في ارض مصر قد سيطر عليه شعور صغر النفس سبب ضعفهم واذلالهم وسيطره فرعون عليهم. كما يقول الكتاب عنهم "فلم يسمعوا لموسي من صغر النفس ومن العبوديه القاسيه " (خر 9:6). فضعف الإرادة أحيانا أمام متطلبات الحياة واحتياجاتها قد تصيب الفرد أحيانا بالقهر والشعور بالعجز واليأس والنقص. و ألعل هذا ما شعر به الشعب مرة أخري في السبي البابلي عندما قالوا "قد يبست عظامنا وهلك رجاؤنا. قد انقطعنا" ( حز 37: 11). أو نظرة الشعب لنفسه امام بني عناق، "فكنا في أعيننا كالجراد و هكذا كنا في أعينهم" (عدد 13: 33). 5- غياب الهدف وعدم إحساس الإنسان بقيمته. غياب الهدف سبب قوي للشعور بالنقص لدي الإنسان مما قد يسبب عدم الاستمتاع بالحياة أو الإقبال عليها. فالحياة بلا هدف معناها الموت البطيء وبالتالي معناها انعدام الدافعية وعدم الرغبة الجادة في البحث عن وسيلة للتكيف مع المحيطين به والسبب الحقيقي انه لا توجد لديه رغبة صادقة في ذلك. 6- الطموح الزائد مقابل القدرات المحدودة. لابد أن تتناسب الطموحات والاهداف مع القدرات و الإمكانات. فلا يجوز مثلا ان "ترتئي فوق ما ينبغي ان ترتئي بل للتعقل كما قسم الله لكل واحد منا مقدارا من الإيمان" (رو 12: 3). فإذا قال طالب بسيط من عامة الشعب انه يريد ان يكون طبيب مشهور أو رئيس جمهورية. فالطموح الاول مقبول اما الثاني فيحتاج الي مراجعة أو لظروف خاصة. كما يحتاج الفرد إلي تقسيم الهدف الكبير إلي مراحل جزئية ويسعى في تنفيذها. أو إذا تمني الإنسان إن يربح كل العالم للمسيح، فهل هذا يعتبر غير معقول؟ أما إذا قال نفس الشخص انه يريد إن يربح عشرات او الاف ولكن ليس كل العالم أو يدبر فريق كرازي من خلاله يربح الكثيرين في مختلف إرجاء العالم. ملاحظة. "ويجب أن نفرق بين تناسب الطموح وواقعيته وبين لغة الإيمان فنحن قادرون علي امتلاكها لان هذا يعنى أننا عاملون مع الله. الخلاصة. الإيمان المسيحي يشجع على الطموح الواثق الجاد ولكن في نفس الوقت لابد أن يكون طموحنا واقعي وواضح وقابل للتنفيذ والتقييم 7- خبرات الماضي الفاشلة. تظل عالقة بحياة الفرد كل خبرة فشل مر فيها. وقد تصيب تلك الخبرات بعض الاشحاص بالإحباط واليأس، مثل شخص حاول في مشروع ما ولم ينجح أو فشل دراسي او حاول التقدم في عمل روحي وفشل لنقص الخبره والإعداد. فقد لا يكرر المحاولة مرة ثانية فقط بسبب خبرته السلبية الماضية مع أن الكتاب المقدس يدعونا " ان ننسي ما هو وراء ونمتد إلى هو قدام" (في 3: 13).على الرغم من أن تلك الخبرات قد تكون معلمة ومحفزة عند البعض الأخر. 8- أسباب خلقيه. مثل عيوب أو عاهات كالشلل، العمى، والأمراض المزمنة، فتلك العاهات قد تصيب البعض بالشعور بالنقص وعدم القدرة على مواصلة الحياة. و قد تكون مشكلة الفرد ذاته انه يعتقد في أن نظرات الآخرين موجهة إلى إعاقته. كما قد نكون نحن أحيانا أصحاب اليد العليا في اصابه الآخرين بهذه المشاعر عندما نناديهم أو نصفهم بعاهاتهم وإعاقتهم مثل: الأعرج، الأعمى، الأخرس، فلانة السوداء، القصيرة، الطويلة، السمينة، صاحبه العيون الضعيفة… والكتاب المقدس ملئ بمثل هذه مثل موسي عندما وصف نفسه بأنه "أغلف الشفتين" (خر13:6). و حتى عندما تزوج أمرآة سوداء وصفها الناس بأنها "كوشية" و لم ينادوها باسمها (عدد1:12-3). 9- عدم الميل للمخاطرة والدافعية. من الأسباب التي تدفع الانسان للانفراديه وسيطره شعور الدونية والنقص هو عدم الميل للمخاطره وانعدام الدافع والرغبة الجادة. رابعا:- مظاهر الشعور بالنقص: وهنا سنتحدث عن الامور التي اذا توافرت في شخص معين يكون هذا الشخص مصاب بهذا الشعور. مع اختلاف الدرجات بين الافراد سواء سلبيا او ايجابيا في التعبير عن مظاهر الشعور بالنقص. 1- تركيز الفرد حديثه عن إعاقته أو عاهته. في كثير من الأحيان نسمع عبارات في أحاديث هذه الفئة من البشر تعكس شعورهم العميق بالنقص وصغر النفس مثل، أنا اسود، أنا ضعيف، أنا أغلف الشفتين، (خر19:6)، أنا ولد لا اعرف ان أتكلم ( ار4:1)، ونظرة الفرد دائما لنقطة الضعف ولا يستطيع ان يتخلي عنها بل دائما يضعها أمام عينيه، وشعاره الدائم أنا لا مش قادر. 2- الانفرادية والانطوائية. وهو الميل دائما للانسحاب من المجتمع والتجمعات لانه يعتقد ان الجميع ينظرون لعيبه أو إن ليست لديه القدرة على التواصل في أحاديث الجماعة. و يعتبر الانسحاب من المجتمع تجنب للنقد كحيلة دفاعية لا شعورية ولكن في الواقع فهو يزيد من المشكلة تعقيدا وإحساسا بالفشل. 3- الحقد والكراهية للمجتمع. فيري هذا النوع من البشر ان المجتمع فاسد، كلهم أشرار، وكثير النقد علي الناس. ولا يري الا عيوب الآخرين فبالطبع ليس كل المجتمع فاسد أو جميعهم أشرار. وهو بذلك يحاول ان يري عيوب الآخرين لكي يظهر قيمه لنفسه العل هذا ما فعلته مريم وهارون أخوة موسي لكي يظهروا قيمتهم بحديثهم عن زواجه من الكوشية وبالطبع ليس المهم بمن تزوج او لماذا تزوج ولكن الموضوع أعمق من ذلك، وهو مقارنة مريم وهارون أنفسهما بموسى كما يتضح في النص "هل كلم الرب موسي وحده ..الم يكلمنا نحن ايضا " (عدد 2:12) وأيضا فشل أخوة داود في الحرب امام جليات (1صم17) وجعلهم ينظرون نظره سلبية دونية لداود. 4- العناد والتصلف . الذين يشعرون بالنقص فئة شديد التمسك بارائها دون مبرر حتي لو كانت خطا. كما أنهم يميلون لتعظيم أنفسهم، فرض سيطرتهم علي الآخرين، تأكيد الذات، والرغبة في إظهار النفس في الحديث، فهم كثيرو الكلام عن أنفسهم لكي يخفوا عيوبهم، ولا يقتنعون بسرعة بأخطائهم، كما أنهم لا يتخلون عن أرائهم بسهولة. أما الشخص العادي هو يتمسك برايه لكن ان تثبت خطأه فهو يتخلي عنه ويناقش الرأي الصحيح. أما الشخص الذي يشعر بالنقص فهو عنيد متصلف. دون مبرر بل علي حساب الأخر. 5- التعويض والمبالغة. فهو يحاول أن يخفي نقصه بالتعويض والمبالغة في شيء عكسه أو أخر مثل القبح في الجمال فيبالغون في المكياج او الميكب ، أو يستخدمون الشرح والحديث ان امجادهم وبطولاتهم ليتخطوا الاحساس بالخوف والعجز، البعض يبالغ في مظاهر التدين والعفة لإخفاء خطايا معينة في حياتهم او الدقه والأمانة في الظاهر مقابل عدم أمانتهم الداخلية. 6- الحساسية الزائدة. لكل إنسان حساسيته وكرامته التي يهتم أن لا تُجرح، وكما أن كل فرد يقدر نفسه ويحترمها لكن اذا زادت هذه الحساسية و الكرامة لدرجة أنهم لا يقيلون الاعتذارات من المسيئين إليهم كما أنهم لا ينسون إساءة الناس فترات طويلة. في الناحية الأخرى نرى عدم تقديرهم لأنفسهم وإحساسهم بالنقص لأنهم يستمدون التقدير من الآخرين وعندما يجرحهم احد معناه انهم لا قيمة لهم. 7- المكر والدهاء. و هذا المظهر يلجأ إلية الفرد عندما يفشل في التعبير عن حقده للمجتمع مثلا أو المحيطين به يتخذ جانبا مستترا في صوره مكر ودهاء ….لاظهار عكس ما يبطن كما يقول المثل السائد: "كل ذي عاهة جبار و كل قصير ماكير" ملاحظة: هذا بالإضافة إلي وجود حالة من الحزن غير المبرر و حالة من اللامبالاة و عبوسة الوجه المستمرة علي أصحاب هذه المشاعر. خامسا: كيفية العلاج والتحرر من هذا الشعور. وليس معني العلاج ان يصاب الانسان الذي يشعر بالنقص بالافتخار والكبرياء لكن معناها الاتزان وفهم الذات والقدرات و كيفية الاستمتاع بالحياة. من خلال بعض المبادئ الكتابية يمكن لنا أن نرى العلاج في يد المسيح الشافية و عمل الروح القدس فينا من خلال محبة الله و كلمته الحية والثقة في حكمته العميقة لحياتنا. 1-اقبل نفسك. لابد لك أولا أن تقبل نفسك كما انت بقدرات الضعيفة أو القوية، بلون بشرتك السوداء أو البيضاء، بعاهتك أو بصحتك، وحاول إن تفهم إمكاناتك و ذاتك كما هي لإمكانية التطوير، فلن يشفي إلا من أدرك انه مريض. وقد يكون قبول النفس امر صعب. فكيف نقبل أمور قد تكون عيوب من وجه نظرنا لكن اذا عرفت ان الرب خالقك ومبدعك معك، و إرادته الصالحة لحياتك ضامنة لك النجاح، كما انه يفتش عنك ليجدك كما أنت لا يتركك. فهل فهذا يعطيك الشجاعة لممارسة فن قبول الذات. 2- اقبل إلهك. فأنت لا تستطيع أن تقبل إلهك إلا إذا وثقت به وقبلت نفسك كما خلقك لذلك و ضعت قبول النفس في البداية و إن كانت الحقيقة إنهما متوازيان. لا تنظر بتذمر للرب الخالق علي وجودك بهذه الصورة، بل أعرف حكمته انه جعل كل منا متميز عن الأخر ومختلف عنه حتى تكون القيمة كما قلت فلو كان كل البستان زهرة واحدة فلن يصبح بستانا. وعندما تقبل إلهك مخلصا شخصيا لك سيعالج كل مشاعر النقص والفشل ويعطيك حياه افضل رجاء الحياة في الرغبة والإقبال علي الحياة كما يعلمنا الكتاب "والمسيح فيكم رجاء المجد" (كو27:1). 3- ابحث عن نقطه مضيئه فيك. فالإنسان هو صورة الله وكشبهه (تك 1: 26). فهو صورة الله في الابداع والخلق والتجديد. وكل كل شخص لديه القدرة علي الابتكار وان تفاوتت النسبة هذا بالإضافة انه لابد ان تكون لك وزنات من السيد المسيح، حاول أن تعرفها وتنميها تجار بها و اربح و ثق أن المعيار ليس في كم وزنة لديك بل المعيار في الأمانة فإذا كنت أمينا ستسمع الصوت "نعما أيها العبد الصالح و الأمين كنت أمينا علي القليل سأقيمك علي الكثير ادخل إلي فرح سيدك" مت 25: .كما أن خبرات الإيمان المسيحي يؤكد لك أن ستربح مهما اختلفت الوزنه "كما وكيفا "والتاريخ ملئ بالنماذج التي حققت شيئا جديدا برغم الاعاقه والفشل السابق منهم – طه حسين، هيللن كلير، بتهوفن، أو حتى رسول المسيحية بولس الرسول برغم شوكة جسده لم تعيقه عن الخدمة و الكرازة. وبولس يوصي تيموثاوس الذي يشعر بالخجل والفشل انه يضرم الموهبه التي فيه ولا يهملها (2 تي 1: 6). 4- اعرف كتابك المقدس. فالكتاب ملئ بالنماذج التي تخطت كل الحواجز بلغة الإيمان وانتصرت علي كل المشاعر الانهزامية والدونية مثل يشوع بن نون، كالب بن يفنه، وكيف إنهما لم يهابا بني عناق عدد 13 ، و بولس الذي انتصر علي الشوكة الجسد بالاتكال علي نعمه الله (2 كو 12: 9). كما أن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوه والمحبه والفصح (2 تي 7:1). فالقراءة في الكتاب المقدس اليومية تشجعنا علي احتمال المشقات و تسلحنا ضد إبليس و تجاربه، و معرفة الكتاب يجب إن إلا تقف عند حد المعرفة العقلية فقط بل القلبية و التطبيقية، بمعنى ممارسة ما نتعلمه و نحفظه أهم من الحفظ نفسه. 5- المسيحية تعلمنا الأسلوب الصحيح لمواجهه الشعور بالنقص. الانسحاب أو الحقد علي المجتمع و الكراهية أو التعويض والمبالغة في فهم الذات ليست هي الأسلوب الصحيح لمواجهة هذا الشعور، ولكن الإيمان بالله والثقة به هي الطريقة الأمثل لعبور مثل هذه المشاعر كما ان العمل مع الله ، وملئ الفراغ والخدمة واقصد بملء الفراغ عدم ترك مساحه للمشاعر السطحية في حياتنا …إملاء مكانها بكلمه الإيمان. لتسكن فيكم كلمه المسيح بغني (كو16:13) "وليقل الضعيف بطل انا" (يؤ 10:3). فالضعيف يقل إي يدرك و يمارس ليس ينتظر مكانه حتى يصبح قوي او بطل 6- خبرات الماضي ويد الرب معنا. وهذا ما لجاء إليه داود ليتغلب علي نظرة الآخرين السلبية له وتذكر كيف ان الرب قواه علي الاسد والدب (1 صم35:17). تذكر مراحم الله لك كل يوم وأنت لا تفشل. هذا بالإضافة لعدم الاستسلام لهذه المشاعر. 7 - الله يعاملنا كافراد ويهتم بتفاصيل كل واحد منا. الرب يعرف خاصته ويدعوها بأسماء …فهو يعرفك كما انت بحالتك بنقصك بضعفك ومع ذلك يحبك، ويدعوك باسمك (اش1:43). ,وينتظرك عودتك، كما أن الله لا يميز في معاملته بين احد من أبنائه بل يهتم بالفرد الواحد داخل الجماعة، فنراها علي البركة مع مفلوج منذ 38 سنة يوحنا 5 , نراها مع امرأة ساقطة من حساب المجتمع زانية و هي السامرية في يوحنا 4. فهو يهتم بالفرد المتحير السائل مثل نيقوديموس في يوحنا 3 ، الفرد المنسي من الجميع في يوحنا 5 ، كما انه لم ينساك أو يهملك وعليك أن تثق به وان تبدا من جديد بل لابد تطيع امره القائل لك "قم احمل سريرك وامشي" (يو 8:5). احمل سرير الفشل والاحباط ، سرير النقص والعجز، سرير الوحدة واليأس 8- واجه مشكلتك. فالهروب ليس علاج او حل بل واجهها ومعك كل الأسلحة اللازمة وكل الأمور السابقة .فإلهك معك ويحبك ويهتم بك ويريد ان يعطيك الشفاء. فهل تثق و تقبل إليه فهو يدعوك و في انتظارك ليساعدك، أن كنت تريد، فهل تريد أن تبرأ؟ ملاحظة: ·عليك أن تعرف أن الأقلية ليست نقص (الملح والنور). الإيمان ليس غيبيات بل هو الثقة بإمكانات الله ووعوده |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أفرحوا يا إخوتي وتهللوا
واعرفوا وضعكم الجديد وآمنوا وصدقوا
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل قدم يفتاح الجلعادي ابنته ذبيحة وفاءا لنذره ؟
ان كان الجواب لا فما الدليل على ذلك ؟ لا يوجد في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يوجب علينا ان ننذر لله فالذي يعطي الله فيعطيه بسرور وبفرح ويشكره من كل قلبه لاننا بالنذر نضع شروطا ان حققها الله لنا سنعمل كذا وكذا وهذا لا يجوز اطلاقا ولكن يذكر الكتاب المقدس في عدة ايات منه ان نذرت لله فبالاولى ان توفي نذورك له وخيرا لنا ان لا ننذر من ان ننذر لله ولا نوفي نذورنا له ولنعود لقصة يفتاح الجلعلدي المذكورة في سفر القضاة والاصحاح الحادي عشر الآيات (30-31): "ونذر يفتاح نذرا للرب قائلًا أن دفعت بني عمون ليدي. فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون يكون للرب واصعده محرقة." وترجمة ايدي كلارك للكتاب المقدس للعهد القديم وهو اشهر مترجم للكتاب المقدس في القرن الماضي حسب نصه العبري وهو ( فالخارح الذي يخرج من ابواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون يكون للرب او اصعده محرقة) اي بمعنى ان كان انسانا فاكرسه للرب وان كان حيوانا ساصعده محرقة) والدليل على ان يفتاح الجلعادي لم يقدم ابنته ذبيحة لان الله لا يقبل ذبائح بشرية كمحرقة له وان هذا خطا فادح لكان العهد القديم قد اخبرنا بهذا الخطا الكبير والدليل الثاني ان يفتاح ذكر اسمه في سحابة الشهود في لرسالة الى العبرانيين والاصحاح الحادي عشر 32 و ماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون و باراق و شمشون و يفتاح و داود و صموئيل و الانبياء 33 الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود 34 اطفاوا قوة النار نجو من حد السيف تقووا من ضعف صاروا اشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء بالايمان ذكر اسمه اذا هو كرس ابنته للرب ولم يصعدها محرقة لله لان هذا لا يرضي الله ابدا |
الساعة الآن 11:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025