![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفخ انكسر رغم كل اللى حصل الفخ انكسر انفلتت نفوس من حلم كلة كابوس فخ مكسور والرب نجانى زى العصفور والحرية مش كلمة تتقال فى اغنية لكن فعل وانتصار على الخطية وترنيمة فى فمى وفرحة حصولى على غنيمة الفخ انكسر بقى لى قيمة وبعد ذل ومهانة رجعت العزة والكرمة النهاردة اهنيك على النصرة بالمسيح راحت الحصرة وبكرة مفيش لينا كسرة ولاخوف ولا حزن ومن ضياع الفرصة والعزيمة اقوى لان الرب انقذنا من الهزيمة الفخ انكسر -- تعال وانت مسرور --- لانك بدم المسيح مستور --- تعال ان كنت رجل كبير وشاب مغمور -- الفخ انكسر --- |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا حل الروح القدس على المسيح في صورة حمامة؟ يتساءل البعض عن سبب نزول الروح القدس فى صورة حمامة، فنجيب بأن ذلك يرجع إلى صفاتها الحسنة التى تميزها عن الطيور والحيوانات الأُخرى، فالوداعة، رقة العواطف، الاحتمال، الطهارة، الهدوء، العطاء.. كلها صفات تتميز بها الحمامة عن غيرها. كما أن الحمامة ترمز للسلام، فعندما أرسل نوح حمامة من الفلك عادت إليه بغصن زيتونة فى فمها (تك 28 :12) إشارة إلى زوال مياه الطوفان وعودة الحياة إلى الأرض مرة أُخرى، وظهور ال...روح القدس فى صورة حمامة، إنما يشير إلى زوال مياه طوفان الخطية عنا! وحياة المسيح هى سلام وتعاليمه دعوة إلى السلام ولكننا نتساءل: إن كان الروح القدس هو روح السيد المسيح، فلماذا حل عليه ؟ أعتقد أن هناك أسباباً لاهوتية كثيرة، لعل أهم هذه الأسباب هو الآتى: - لكى يظهر الثالوث القدوس كاملاً للجميع. - للدلالة على أُلوهية السيد المسيح. - لكى لا يظن أحد أن يوحنا أفضل من المسيح لنسكه، أو لكونه ابن زكريا الكاهن. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيد الظهور الالهى ( عيد الغطاس ) هذه المناسبه عظيمه جدااا لانها تكشف عن حقيقه الله وتكوينه وثالوثه المقدس فيعتبر عيد الغطاس هو ظهور الاله الواحد المثلث الاقانيم فظهر الله الغير محدود وكشف عن ذاته الجليله عن طريق :---- 1- صوت من السما هذا هو الله الاب الخالق الازى الابدى الذى خلق كل شىء بكلمه قدرته امر فكان فالخليه كلها خلقت بكلمه منه . 2- الله الابن هو شخص الرب يسوع الذى اخذ صوره انسان وجسد بشرى وجاء الى يوحنا ليعلن احتياج البشر الى التوبه ومغفره الخطايا ويوكد انه جاء ليصلب ويدفن ويقوم من بين الاموات و ليقضى عدل الله على الانسان ونزل طوعا ليتمم اراده الله الاب فى توبه الانسان وغفران خطاياه بتمهيد الطريق على يد يوحنا المعمدان ليكمل كل بر ونحن نعتمد على اسمه لمغفره خطايانا . 3- الله الروح القدس قيل فى لو 3 : 22 فانفتحت السماء ونزل روح الله على هيئه جسميه مثل حمامه ليستقر على يسوع المسيح الله الابن *******************كل سنه وانتم طيبين ****************** ففى هذه المناسبه نحن نتذكر معموديه ابن الانسان وظهور الله معترفين بالثالوث القدوس الاب والابن والروح القدس الاله الواحد الذى لا شريك له فتقام قداسات ويتعمد اطفالنا لكنه يوجد عمق اعظم لهذه المناسبه ولنتناول منها قليلا .... **اصلى فى قلبى ان يعطنا الرب فكر مستنير وعمق روحى وعلاقه قويه جديده مع الله القدوس مثلث الأقانيم** امين ... 1) عيد الظهور الالهى كما ظهر الله بثالوثه المقدس ليعلن لنا عن ذاته فهو الان يريد ان يظهر مجددا ويعلن عن ذاته لك وفى حياتك وفكرك وسلوكك ويمكن لك الان تطلب ان ترى الله الغير محدود تستمتع بالعلاقه والعشره معه لتحيا كـ ابن مدلل وكـ بنت مدلله فى حضن ابوك/ى السماوى 2)) ماهى الاستفاده من ظهور الله فى حياتى !؟ انا و انت بشر خلقنا من تراب نعيش فى ضعف بشرى مخلوقين محدودى الامكانيات والقدرات لكن عند ظهور الله فى حياتنا وفى قلوبنا وامام عيوننا الروحيه والجسديه ايضا .. فهو يريد ان يتعامل معك بصفه خاصه يدخل الله حياتك بصفاته فتتغير حياتك باكملها فتسلك كما يحق لانجيل الخلاص فتحيا حياه ابديه مع الله فانه يعجز القلم واللسان عن وصف كل تغييرات الذى تحدث فى حياتك بمجرد ظهور الاله الحى فى حياتك =الله قدوس فعند ظهوره فى حياتك تهرب الخطيه ويتقدس قلبك و وجسدك لله =ايضا هو نور العالم فيستنير عقلك وقلبك وفكرك وترى الله وترى النور الحقيقى =وهو البار فيبرر سلوكك من اى فعل شر وتحيا فى البر كل حياتك =هو الله محبه فعندما تقابل الله تشبع حب ويفيض عليك فتحب كل الناس **مهما كانت حالتك يسوع المسيح المتعمد فى نهر الاردن ليرفع خطايانا ويموت بدلا منا ويدفن ويقوم من الاموات ظافرا اوجاع الموت هو يريد ان يريحك ويتراى لك وسترى ما يحدث فى حياتك كم هو رهيـــــــــب ..... إن كنت تــــريد ان يظهر لك الله وتراه يعمل فى حياتك صلى معى من كل قلبك ++++++++باسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين++++++ الله الهى الحى القدير العظيم الذى ليس لملكك انقضاء تحنن يارب عليا واظهر لى اريد ان اشبع من النظر اليك فاستغنى عن كل مشاهد العالم يارب اريد ان اراك وارى يدك تعمل فى حياتى وتغيرنى لاصبح حسب قلبك وحياتى تكون مجالا لاشهد عنك وعن صنيعك فى كل ظروفى ادعوك ان تتدخل فى كل ظروفى وتشتغل بحريه فى ترتيب حياتى فانا تحت امرك لاستمتع بقياده روحك وفداء ابنك الوحيد يسوع المسيح سامحنى يارب وطهرنى من كل خطايا اريد ان تدخل قلبى فتغيرنى الى صوره الله الابن الله المتجسد فانى اريد ان اكون انسان الله يعمل ويسلك ويحيا كما سلك المسيح فى الجسد باسم يسوع اخضع لك واترجى وجهك فلا تحجب وجهك عنى اؤمن بالثالوث القدوس امين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يونان والقصد الإلهى https://upload.chjoy.com/uploads/136172543861.jpg يكاد إجماع الشراح ينعقد على أنه ليس فى أسفار العهد القديم كله سفر استطاع أن يتجاوز التزمت اليهودى ، ويعلن عن محبة اللّه ، وأبوته لليهود والأمم ، كهذا السفر الصغير الذى لا يتجاوز ثمانى وأربعين آية ، ولذا لا عجب أن يرى فيه تشارلس ريد الروائى ، أنه أجمل قصة كتبت على الإطلاق ، ولا عجب أن تكون هذه القصة سبباً فى مجئ القديس كبريانوس إلى المسيح ! والقصة تكشف عن قصد اللّه الثابت والمجيد فى إنقاذ نينوى ، والتى كان يبلغ عدد سكانها فى أيام يونان ما يزيد على ستمائة ألف نسمة إذ كان بها من الأطفال الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم أكثر من مائة وعشرين ألفاً ( اثنى عشرة ربوة ) وكانت مطوقة بسور عظيم يسهل على أربع عربات أن تجرى متجاوره فوقه ، أما داخلها فقد كان متسعاً يذخر بالترع والقنوات والميادين ، والحدائق والقصور والتماثيل والسلع ، والمجوهرات والذخائر والكنوز !! .. ولعله مما يسترعى الملاحظة والانتباه ، أن اللّه ، لكى يثبت قصده ، كشف عن هذا القصد : « فأرسل ريحاً شديدة » « فأعد حوتاً عظيماً » « فأعد الرب الإله يقطينة » « ثم أعد اللّه دودة » . ( يونان 1 : 2 و 17، 4 : 6 و 7 ) وهل وقفنا لنتأمل الفعل « فأرسل » والفعل الذى كرر ثلاث مرات : « أعد » لقد استخدم اللّه الريح ، والحوت ، واليقطينة ، والدودة ، على النحو العجيب المثير لإثبات قصده ، أو فى لغة أخرى ، أن اللّه كان وراء الطبيعة ، والحيوان الضخم ، والنبتة الصغيرة ، والدودة الحقيرة ، لكى يؤكد استخدامه لكل شئ ، وهو يثبت قصده . عندما تمرد يونان على الرحلة ، وبدأ فى الاتجاه العكسى لها ، أرسل اللّه له الريح الشديدة العاتية ، لتعيده إلى الرسالة التى يلزم أن يؤديها ، ويونان كان كموسى ، وإرميا، إذ لم يقبل على الرسالة بقلب راغب ، واستعداد كامل ، كما فعل إشعياء ، وهو يقول : « ها أنذا إرسلنى » ، (إش 6 : 8) وكثيراً ما يرسل اللّه ريحه الشديدة على سفينة حياتنا ، وقد تكون هذا الريح فشلا أو ضيقاً ، أو اضطراباً أو إفلاساً ، أو ما أشبه، حتى تعود هذه السفينة مرة أخرى من ترشيش التى نزمع الذهاب إليها ، إلى نينوى التى نرفض أن نتجه إليها ، ... ومع أن اللّه غضب على يونان ، إلا أنه فى الغضب يذكر الرحمة ، وقد أعد اللّه لذلك حوتاً عظيماً ، ... ولم يكن هذا الحوت مصادفة أو خيالا أو رمزاً ، كما يزعم النقاد الذين علت القصة فوق إدراكهم ، فتصوروها شيئاً يصعب تصديقه ، وكان يكفيهم تماماً أن يشير المسيح يسوع سيدنا إلى هذه القصة كواقعة وحقيقة تعتبر صورة أو مثالا لما سيحدث معه هو فى القبر بعد الصليب ، .. ولا يستطيع أحد أن يتصور أن المسيح يجعل من قصة رمزية أو خيالية ، شبهاً أو رمزاً لقصته هو فى القبر قبل القيامة ، ... ولو صح هذا ، لتحولت قصة المسيح بدورها رمزاً أو خيالاً ، وليس موتاً أو صليباً حقيقياً ، ألم يقل : «هذا الجيل شرير . يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبى . لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل » ( لو 11 : 92 و 03 ) ؟؟ . فإذا كان اليهود قد قبلوا هذه القصة مرغمين وأوردها يوسيفوس المؤرخ اليهودى كواقعة تاريخية فى كتاب الآثار ، وإذا كانت توبة نينوى لم تكن مجرد خيال أو تصور بل حقيقة واقعة ، فإنه يحق لنا أن نورد ما قاله أحد الشراح اللاهوتيين : « إن ديان المستقبل ، وهو يتحدث إلى أولئك الذين سيقفون يوما أمام كرسيه ، محذراً ، كان لابد أن يعطيهم صورة حقيقية مثالا لحقيقتهم ، وهم ماثلون أمامه ، ويستحيل أن يعطيهم صورة رمزية ، لما سيكونون عليه عندما يمثلون أمام عرشه العظيم ، فى يوم القضاء الأبدى ، كواقعة حقيقية » ... فإذا أضفنا أن مصدر الصعوبة القائمة عند من لا يقبلون القصة ، ويعتبرونها حلماً حلم به يونان أو أسطورة ألحقت بالكتاب ، وهو ما يستحيل على أهل نينوى قبوله كآية تردهم إلى اللّه ، ما لم يكن حقيقة ماثلة أمام عيونهم ، إن مصدر الصعوبة راجع إلى أنه لا يعقل أن هناك حوتاً يستطيع أن يبلغ يونان ، فى بطنه ليستقر ثلاثة أيام ليال ، وأنه شئ ، يتجاوز تفكيرهم وخيالهم ، ... وقد أطلق النقد الأعلى هذا الاتهام المردود والذى تصدى له كثيرون من علماء علم الأحياء ، والذين قالوا إن هناك نوعاً من الحيتان يمكنه أن يبتلع رجلاً مهما كان حجمه ، والحوت كما نعلم يختلف عن غيره من الأسماك ، وهو أشبه بالغواصة التى صنعها الإنسان ليبقى تحت الماء أسابيع وأياماً ، ... وإذا أمكن أن يصنع الإنسان شيئاً من هذا القبيل ، فإنه يحسن بنا أن نذكر التعبير الكتابى كما أشار واحد من المفسرين : « فاعد اللّه حوتاً عظيماً » ... واللّه لن يعجز على أسلوب عادى أو خارج أن يعد ذلك ، ... وقد كان أهل نينوى يؤمنون ، على ما يعلق هنرى كلاى ترامبل ، بخلائق تخرج من البحر نصفها إنسان والنصف الآخر سمكة ، ... ومع ما فى هذا الخيال من خرافة ، ... إلا أنه من السهل أن تأتيهم رسالة من إنسان قذف به الحوت إلى الشاطئ على النحو العجيب الذى صنعه اللّه آية لهم ، ليرجعوا عن شرورهم ، ويتوبوا عن خطاياهم ، .. وقد أدرك يونان أنها رحمة اللّه وليس غضبه ، أن يحفظه فى بطن الحوت ليصلى صلاته ويرجع هو ، إلى رسالته العتيدة إلى نينوى .. وإلى جانب ذلك لا ننسى أن اللّه « أعد يقطينة » وهنا نتحول إلى منظر آخر ، من الحوت الضخم إلى اليقطينة الصغيرة ، ونتحول من رحمة اللّه تجاه الإنسان الغريق إلى ابتسامة اللّه تجاه النفس المغمومة ، كان الحر اللافح خارج يونان وداخله ، وهو يجلس على مشارف المدينة ، وقد امتلأ غيظاً وغضباً وغماً ، وأعد اللّه له اليقطينة ليخرجه من هذا الغم المستولى عليه ، ... وما أكثر ما يفعل اللّه معنا هكذا عندما تستولى علينا الوساوس والهموم ، فيرسل اللّه ابتسامته التى تأتى إلينا مفاجأة، وعلى وجه لم تكن نتوقعه ، .. قالت سيدة عجوز للرئيس ابراهام لنكولن فى أدق أوقات الحرب الأهلية : « لا تفزع اللّه معك ، ونحن نصلى لأجلك ، ولن تهزم » ... وفرح الرئيس بهذه الكلمات البسيطة التى أخرجته من هوة اليأس العميق الذى وصل إليه !! .. كان الصبى على أعتاب اليأس ، عندما رسب فى الامتحان ، وكانت قريته كلها تتكلم عن رسوبه ، غير أن الراعى التقى به ووضع يده على كتفه ، وقال له : أنا أعلم أنك ستنجح !! ... وكانت هذه الكلمات هى التى عبرت به الخط الفاصل بين الفشل والنجاح فى تاريخه كله !! .. حاول صموئيل جونسون - وهو شاب فقير - أن يلفت أنظار أحد اللوردات الإنجليز إليه دون جدوى ، لكنه لما أصبح كاتباً إنجليزياً عظيماً ، أرسل إليه هذا اللورد خطاب تهنئة ، .. ورد جونسون يقول : لقد جاءت هذه التحيات ياسيدى متأخرة ، لقد كنت فى حاجة إلى كلمة صغيرة واحدة منها فى أيام التعب والفشل والمأساة !! .. لم ينس اللّه أن يعد يقطينة ليونان !! .. على أن اللّه مع ذلك ، أعد دودة لتقضى على هذا الفرح بسرعة غريبة ، ... وذلك لأن اللّه أبصر فى الفرح نوعاً من الأنانية ، كانت اليقطينة شيئاً يشبه شجر اللبلاب الذى لا قيمة له ، وكان يونان أنانياً بفرحه ، فهو يفزع ليقطينة ضاعت دون أن يبالى بمدينة عظيمة تتعرض للضياع !! ... كان قصد اللّه ثابتاً وأكيداً فى إنقاذ نينوى !! .. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يونان والتمرد الشخصى كيف تكلم اللّه إلى يونان ، وبأية صورة جاء هذا الكلام !! . نحن لا نعلم ، غير أننا ندرك أن يونان تحول إلى بركان من الثورة ، وتمرد على الرسالة ، هل يرجع تمرده إلى شئ فيه ، أم شئ فى المدينة نفسها ، أم إلى شئ فى اللّه تعالى ؟ … يعتقد البعض أن الرسالة فى حد ذاتها كانت لا تتجاوب مع طبيعة يونان ، فيونان واسمه « حمامة » وهو أدنى إلى طباع الحمام ووداعته ، ليس من السهل عليه أن يتحدث بلغة الزجر والشدة والانقلاب ، … قد يكون من السهل على الإنسان أن يتحدث بالناعمات ، ويردد ما هو مطلوب أو منسجم مع آذان سامعيه ، لكن من أصعب الأشياء وأقساها وأشدها وقعاً على النفس أن يقف منهم – وهو وديع هادئ مسالم – متحدثاً بالعنف والإنذار والتهديد !! على أن البعض الآخر يعتقد أن يونان تمرد على الرسالة ، لأنه بطبعه يكره هذه المدينة ، وهى مدينة وثنية تتربص ببلاده وشعبه بالغزو والفتح ، وهو كرجل إسرائيلى وطنى يهمه أن تزول نينوى من الوجود ، لا أن تبقى … !! … ويرى غيرهم أن الأمر يرجع ، أكثر من ذلك، إلى يقين يونان فى اللّه ، إذ أبصر من وراء ندائه القاسى على المدينة بالانقلاب ، نداء آخر بالرجوع والتوبة ، وخاف هو أن تتوب المدينة وترجع ، فيعفو اللّه ويسامح ، إذ هو « إله رؤوف ورحيم بطئ الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر » .. " يونان 4 : 2 " وهـــو لا يريـــد لنينوى هـذا !! .. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يونان والهروب العكسى إن قصة يونان لا تتحدث عن نينوى فحسب ، لكنها - أكثر من ذلك - تكشف عن إحسان اللّه ومعاملته لخدامه حتى فى لحظات الضعف التمرد !! .. وقصة الرجل ، فى هروبه ، تكشف عن بعض الوقائع المثيرة ، .. لعل أولها أن الأجرة الجاهزة ، أو السفينة المقلعة ، ليست بالضرورة دليل العناية أو الموافقة الإلهية ، ... إن عناية اللّه لا يجوز تفسيرها بالمظهر السطحى الساذج ، لعمل يعلم الإنسان تماماً أنه فى الاتجاه العكسى لإرادة اللّه ، ولا يجوز لإنسان أن يندفع فى رغبة ما تتمشى مع هواه ، ويبصر بعض خطواتها سهلة أو هينة يسيرة ، فيعتقد أن هذا هو الجواب المؤكد من اللّه بالموافقة على العمل بصرف النظر عن طبيعته وفحواه ، ... وما أكثر ما يرتبط الناس ببعض الصور الساذجة أو الخرافية ، معتقدين أنها إرادة اللّه ، واللّه منها براء ، ... يتصور بعض المؤمنين أنهم بمجرد أن يفتح الكتاب المقدس ، ويضعوا يدهم على آية أو صفحة معينة ، فإن هذه الآية أو الصفحة - ستكون - قطعاً - الصوت الإلهى الذى يلزم أن يأخذوا به وينفذوه ، وبعض الناس قد يتوهمون هذا الصوت فى حلم جاءهم فى المنام ، أو فى رسالة جاءت إليهم من آخر ، .. فيأخذون السفينة إلى ترشيش ، وهم مطلوبون فى نينوى !! على أن الأمر الثانى .. أن الهروب العكسى قد لا يضر بنا وحدنا ، بل قد يضر أيضاً بالآخرين الذين قد تجمعنا معهم سفينة الحياة ، وذلك لأن هروب يونان كاد أن يؤدى " لا بحياته هو " بل بحياة الملاحين الذين كانوا فى السفينة معه أيضاً !! ... ومع أن اللّه ، عادة ، يحاسب كل إنسان على حدة ، وبخطاياه ، دون أن يمتد هذا إلى غيره ، لكن السفينة التى تحملنا معا تتعرض للضياع ، لأن فرداً فيها قد يكون فى الاتجاه العكسى لطريق اللّه ، فالقائد فى الأمة والراعى فى الكنيسة ، ورب البيت فى الأسرة ، والصديق فى المجتمع ، يرتبطون بلا فكاك مع من يجتمعون معهم فى سفينة واحدة ، ... ومصيرهم يدور وجوداً أو عدماً ، مع الرابطة الواحدة فى السفينة الواحدة ، ... وإذا نظرنا إلى الأمر من الجانب المنير ، فإننا نعلم أن وجود بولس فى السفينة التى أقلعت إلى روما ، كان السبب فى إنقاذ جميع الركاب وعددهم مائتان وستة وسبعون ، « لأنه وقف بى هذه الليلة ملاك الإله الذى أنا له والذى أعبده قائلا : لا تخف يابولس ينبغى لك أن تقف أمام قيصر ، هوذا قد وهبك اللّه جميع المسافرين معك . لذلك سروا أيها الرجال لأنى أومن باللهّ أنه يكون هكذا كما قيل لى » " أع 27 : 23 - 25 " ... وثالثاً : إننا قد نصل فى الهروب إلى درجة التثقل بالنوم العميق حتى يأتينا التوبيخ من أهل العالم كما وبخ رئيس النوتية يونان !! .. وأنها لمأساة محزنة لكثيرين من أبناء اللّه فى سقطاتهم ، عندما يفعلون مالا يفعله أبناء العالم أنفسهم ، ويقف المرء متعجباً : كيف يمكن أن ينحدر المؤمن فى بعض لحظات الزمن ، إلى مالا يسقط فيه العالمى ، بدافع من الشهامة أو المروءة أو الرجولة أو ما أشبه من صفات أدبية تتملكه وتستولى عليه ؟!! .. ألا تتعجب إذ يأخذ إبراهيم درسه من فرعون أولا ، وأبيمالك ثانياً ؟ ويأخذ اسحق نفس الدرس ، لأن الأب أو الإبن لم يعط الصورة الصحيحة الكاملة عن سارة أو رفقة باعتبارها زوجته ، ولولا حماية اللّه لحدث الضرر الذى كان لا يمكن تجنبه !! .. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يونان والإعياء النفسى دفع اللّه يونان إلى بطن الحوت ، وهناك صلى : « حين أعيت فى نفسى ذكرت الرب » " يونان 2 : 7 " وهذه هى نقطة التحول أو الرجوع فى قصة الرجل ، ... لقد أدرك ضعفه الكامل أمام الريح الشديدة التى لم تفلح كل الجهود فى مواجهتها ، وإعيائه الكامل فى بطن الحوت ، ... لقد كان حراً طليقاً كما يريد اللّه لأبنائه أن يكونوا ، أحراراً يسيرون فى خدمة اللّه ، دون إكراه أو ضغط ، ولكننا ما أكثر ما نسئ استخدام هذه الحرية ، فيظهر اللّه اضطراراً إلى أن يأخذها منا ، حتى نثوب إلى رشدنا - وكان يونان محتاجاً إلى الإعياء النفسى الكامل حتى يتعلم كيف يعود إلى إلهه ويذكر ! على أن هذا الإعياء لم يكن فى فقدان الحرية فحسب ، بل ، أكثر من ذلك فى ضياع الصحة أو القوة ، ... لست أعلم كم كانت كمية العشب التى التفت برأسه ، وكيف حاول أن يكافحها حتى بدأ كما لو أنه أوشك أن يختنق ، وإذ به يذكر الرب ، ... وما أكثر ما ذكر أبناء اللّه إلههم وهم فى العجز الصحى أو فى سرير المرض . أو فى شدة العلة ، أو فى قسوة الداء !! .. وأكثر من ذلك ، لقد أصاب يونان الإعياء عندما سقط فى الوحدة والعزلة القاسية ، فلا يوجد من يتحدث معه أو يخاطبه فى بطن الحوت ، سوى اللّه الذى بقى له ، عندما انقطع من أرض الأحياء ، ... ولعلنا نسأل هنا : ما الداعى إلى ذكر الرب ، وما الفائدة من ذلك !! ؟ وقد أطبق عليه الحوت وغاص هو معه فى المياه العميقة ، ... لقد ذكره لأكثر من سبب .. أولا : لأن اللّه أرحم مما كان يصور أو يتخيل ، ... لو أن اللّه قضى عليه بالموت غرقاً ، لما نسب إلى اللّه أدنى لوم ، بل كان اللّه عادلا لو فعل ذلك ، .. لكنه اكتشف أن اللّه العادل هو أيضاً أرحم الراحمين ، لقد أدرك أن سجنه فى بطن الحوت هو الرحمة بعينها ، والعناية التى تعلو على كل فهم أو خيال ، ... لقد تبين أن الحوت تحول بقدرة القادر على كل شئ ، إلى فلك آخر كالذى أدخل اللّه فيه نوحاً وأغلق عليه ، ليحميه من الهلاك والغرق !! .. وكم يغلق اللّه علينا ، ولا يتركنا للحماقة والضياع ، عندما يرانا نسعى إلى حتفنا بظلفنا ! ... ثانياً : لقد أدرك يونان ان اللّه ليس أرحم فحسب ، بل هو أكرم وأطيب من أن يدخل معه فى نوع من المؤاخذه أو الحساب ، ... لقد كان مجئ الابن الضال إلى أبيه كافياً لأن يستبدل هوانه وجوعه وذله وحاجته بالترحيب والإكرام والعطاء السخى ، دون مراجعة أو حساب عما فعل أو أساء ، .. وظهر اللّه إلى جانب هذا كله ، عندما أمر الحوت بأن يقذف يونان إلى البر ، ... لقد ظن يونان كما يبدو من صلاته أن انتهى إلى الأبد : « نزلت إلى أسافل الجبال . مغاليق الأرض على إلى الإبد . ثم أصعدت من الوهدة حياتى أيها الرب إلهى » ... " يونان 2 : 6 " . ثالثاً : ولكن اللّه إلى جانب أنه أرحم ، وأكرم ، هو أيضاً أقدر فلا حدود لقوته وقدرته،... أما كيف استطاع يونان وهو فى العمق فى قلب البحار أن يذكر الرب ، ... فإنه ذكره بأمرين عظيمين قريبين إليه أينما يذهب أو يجئ ، ... لقد ذكره بالإيمان ، وما الإيمان إلا تحول النفس والمشاعر والإرادة تجاه اللّه ، ... وما أجمل أن يدرك الإنسان هذه الحقيقة فى شتى الظروف المحيطة به « أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب ؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك ، وإن فرشت فى الهاوية فها أنت . إن أخذت جناحى الصبح وسكنت فى أقاصى البحر ، فهناك أيضاً تهدينى يدك وتمسكنى يمينك » " مز 137 : 7 - 10 " . أما الصلاة فقد كانت من جوف الحوت ، وصلاة المتضايق لا يشترط أن تكون فى هيكل أو معبد ، أو مع جماعة من الناس يشاركون فى العبادة أو التضرع ، ... بل يمكن أن تكون فى أعماق البحار أو فى أعلى الجبال ، يمكن أن تكون فى السجن أو الأتون ، إنها فى المكان الذى يوجد فيه الإنسان إن كارها أو راضياً ، لأن اللّه فى كل مكان : « اطلبوا الرب مادام يوجد ادعوه وهو قريب » " إش 55 : 6 " ونحن لا نعلم هل استطاع يونان أن يصلى وقفاً أو راكعاً أو منبطحاً على ظهره أو بطنه ، ... لا يهم الصورة التى يظهر فيها المصلى ، إنما المهم أن يكون راكع النفس ، منحنى المشاعر ، منبطح التسليم ، واللّه سيسمعه طالما يتجه فى إعياء النفس بروح الصلاة ، ... هل كان يصرخ فى الصلاة ، هل كان يصلى بصوت يسمع ، أم كان يتمتم بشفتيه ، ... إن الصوت فى حد ذاته يتساوى أمام إذن اللّه ، التى تسمع الصوت الصارخ ، أو المتمتم ، أو الهامس على حد سواء ، طالما تخرج صرخة النفس من الأعماق أمام اللّه !! .. لقد صرخ يونان من بطن الحوت واستمع اللّه إلى صراخ نفسه ! .. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يونان والعودة إلى الرسالة عاد يونان إلى الرسالة التى هرب منها ، وذهب إلى نينوى ، لا ليعلن لها فحسب ، بل للأجيال كلها - الحقائق العظيمة التالية : أولا : إن أبوة اللّه ومحبته وإشفاقه ، لا تقف عند حدود اليهود فقط ، بل تمتد إلى جميع الناس ، إذ الكل خليقته وأبناؤه وذريته ، ... كان يونان من الحماقة حتى كان يهرب من امتيازه الأعظم فى كل التاريخ ، إذ أنه هو المرسل الأول إلى الأمم ، أو فى لغة أخرى ، أبو المرسلين القدامى والمحدثين فى كل التاريخ ... كان وليم كيرى رائد المرسلين فى التاريخ الحديث ، وكان شاباً إسكافياً فقيراً لا يملك مالا أو نقوداً أو علماً ، ومع ذلك فقد امتلأ قلبه حباً وغيرة على تبشير العالم الوثنى ، وقد تحدث فى ذلك الشأن إلى بعض رجال الدين ، فلم يجد منها تأييداً أو معونة ، بل وجد على العكس تعطيلا وتحقيراً ومقاومة ، كان يضع فى دكانه خريطة العالم وقد كتب عليهــا : « لأنه هكذا أحب اللّه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية » " يو 3 : 16 " ... كان يحمل معه الكتاب المقدس وكتاب « الأجرومية » "علم النحو والصرف " ، وقد تعلم عدة لغات وذهب إلى الهند . وعندما نذكر أنه فتح الباب أمام جيش المرسلين فى التاريخ الحديث ، علينا أن نذكر يونان المرسل الأول فى كل التاريخ ، إلى نينوى !! كان يونان وهو لا يدرى أول من تعلم الدرس أنه لا فرق عند اللّه بين اليونانى واليهودى والعبد والحر ، والذكر والأنثى ، والأسود والأبيض - أو كما قال الرسول بطرس فى بيت كرنيليوس : « بالحق أنا أجد أن اللّه لا يقبل الوجوه بل فى كل أمة الذى يتقيه ويصنع البر مقبول عنده » " أع 10 : 34 و 35 " . أشرنا فى دراسة سابقة إلى دكتور أجرى الذى عاش يدافع عن الملونين ويهاجم التفرقة العنصرية ، ولم يكن يضيق بلونه الأسود ، بل قال : لو ذهبت إلى السماء وهناك سألنى اللّه عما إذا كنت أرغب فى العودة إلى الأرض كرجل أبيض فإنى أجيبه : إن عندى عملا كرجل أسود أكثر مما يستطيع رجل أبيض أن يؤديه ، أرجوك أن ترسلنى ثانياً أسود حتى يمكنى أن أؤدى عملى » . ثانيا : تعلم يونان ما كان يجهل أو مالم يكن يعلم حق العلم ، أن النفس البشرية غالية جداً عند اللّه ، : « الذى يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون » " 1 تى 2 : 4 " .. وأنه إذا كان يونان قد خرج بيقطينة ظللته ، ولكنها إذ ذوت وهى بنت ليلة ولدت ، وبنت ليلة ضاعت ، فامتلأ غيظاً وهماً وقلقاً ، فكيف يكون الأمر بالنسبة لقلب اللّه ، كخالق ، وهو يرى مدينة عظيمة تهوى إلى قاع الهاوية والجحيم ؟ ... آه ! لو نعلم كم يتألم قلب اللّه على النفوس الضائعة ، لعشنا حياتنا كلها ، ولا هم لنا إلا إنقاذ النفوس الهالكة ، ... لا لأنها خليقة اللّه فحسب ، بل ، أكثر من ذلك ، لأن المسيح مات من أجلها على هضبة الجلجثة !! .. والأمر الثالث الذى أدركه يونان ، هو بركة الألم فى الحياة ، لقد أعاده الألم إلى اللّه والرسالة التى هم بأن يهرب منها ، ... وجاءت نينوى إلى التوبة عندما هددت بالانقلاب !! ... ومع أنه شئ محزن وتعس أن يلجأ اللّه إلى أسلوب الشدة مع الإنسان ، وكان من الممكن أن يستمع إلى نداءاته الكثيرة بالخير والبركة والجود والمراحم ، ... لكنها الصفة فى النفس البشرية ، التى تجعل اللّه يرحم الإنسان بالتأديب والتهديد والآلام ، وربما نعمة فى نعمة طويت .. الأمر الرابع : أن التوبة الشاملة الصادقة ميسورة لأى شعب أو فرد أو جنس ، متى اتجه إلى اللّه من كل قلبه وفكره ، حتى كانت توبته عملية بالرجوع عن الطرق الرديئة والظلـــــم الذى فى يديه ، وأنه ليس فى حاجة إلى كهانة أو وساطـــة أو شروط ، ماخلا الاتجاه إلى اللّه الحى الحقيقى !! .. على أن القصة تعلمنا آخر الأمر غرابة النفس البشرية ، وقد تكون من أفضل النفوس على الأرض ، إذ هى النفس السريعة التذبذب ، الغريبة الأطوار ، تفرح وتكتئب ، وتتسع وتضيق ، دون فاصل زمنى ، وتغتاظ مرات كثيرة بالصواب ، ... ومن الغريب أن نجاح يونان كان فشلا فى تصوره ، وأن وقوفه فى وجه الكارثة ، كان كارثته الشديدة ، ... والسر الحقيقى كما ذكر كلفن ، أن يونان كان مهتماً بالذات أكثر من اهتمامه بخلاص المدينة أو مجد اللّه !! .. كان يونان ، كما دعاه الكسندر هويت ، الأخ الأكبر الذى غضب لمجئ أخيه ، ولم يرد أن يدخل البيت ، فخرج أبوه يطلب إليه الدخول ... فى الحقيقة أن رجاءنا دائماً فى خلاص النفوس لا يرجع إلينا ، بل يرجع إلى قصد اللّه الأبدى ومحبته التى لا تتغير ولا تتبدل !! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إسماعيل
إسماعيل : ومعناه " الله يسمع" أو " سوف يسمع " ، وهو اسم أولا إسماعيل ابن إبراهيم من هاجر الجارية المصرية لزوجته سارة . وتبدو لنا الآن الظروف التي ارتبطت بمولده ، ظروفا غريبة ، ولكن كانت العادة عند الشعوب القديمة ، أنه في حالة عقم الزوجة ، يمكن معالجة المشكلة بالزواج من جارية .. وفي حالة إبراهيم نرى الزوجة الشرعية تؤيد هذا على أساس أن النسل الناتج عن هذا الزواج يعتبر نسلا لها ، " لعلي أزرق منها بنين" والترجمة الحرفية لهذه العبارة هي : " لعل حياتي تبنى بها " ( تك16 :2) . 1- مولده : تحققت انتظارات سارة عندما ولدت هاجر ابنا، إلا أن الأمر لم يرق في عيني زوجة إبراهيم، إذ حدثت نسكة خطيرة ، لأن هاجر بمجرد أن " رأت أنها حبلت تغير سلوكها من نحو سيدتها تغيرا جذريا إذ " صغرت مولاتها في عينيها " ولولا تدخل الله لولد الصبي بمصر، لأنه عندما أذلتها سارة ، هربت الجارية نحو تلك البلاد ، وبينما هي في طريقها إلى مصر ، أمرها ملاك الرب أن تعود إلى مولاتها وتخضع " تحت يديها " ، فأطاعت .وولد الطفل الذي سوف " يكون إنسانا وحشيا ، يده على كل واحد ويد كل واحد عليه " . وحدث ذلك عندما كان أبوه في السادسة والثمانين من عمره (تك 16: 7-16) . 2- ختان إسماعيل : عندما بلغ إسماعيل الثالثة عشرة " ختن الصبي " (تك17: 25) حسب الأمر الإلهي لإبراهيم : " يختتن منكم كل ذكر " ( تك17 :10) وهكذا اشترك الصبي إسماعيل في العهد الذي قطعه الله مع إبراهيم أبيه . ولا شك في أن ختان كل من إبراهيم وابنه في يوم واحد ( تك17: 26) زاد من أهمية اشتراك إسماعيل فى اتمام الفريضة المقدسة، مما جعله يدرك- على وجه اليقين – كم كان ابوه يحبه ، وكم كان مهتما بخيره الروحي. ويمكننا أن نفترض أنه ربما جاء وقت نظر فيه إبراهيم لإسماعيل على أنه النسل الموعود به ، ولكنه اكشتف خطأه عندما وعده الله بابن من سارة . وبدا هذا الوعد – في البداية – أمرا لا يصدق حيث كان إبراهيم ابن مائة سنة ، سارة ابنة تسعين سنة ، ومع ذلك كيف يمكنه أن لا يصدق كلمة الله ؟ إن أفكاره من نحو إسماعيل – مع أنها كانت خاطئة – وشكوكه فيما يتعلق بإمكانية أن تصبح سارة أما، والشعاع الضيئل للمعنى الحقيقي لوعد الله كل هذه عبرت عنها تلك الطلبة الحارة التي قدمها الله : " ليت إسماعيل يعيش أمامك " (تك 17: 18). ولكن بالتدريج أشرقت عليه الحقيقة فأدرك أن أفكار الله ليست كأفكار البشر، ولا طرقه كطرقهم . ولكن ليس ثمة ما يبرر الاعتقاد بأن هذا التغيير الجذري في اتجاهات إبراهيم الفكرية من نحو إسماعيل، قد انعكس على معاملته لهذا الابن " المولود حسب الجسد" ( تك 21: 11). فإذا كانت هناك متاعب مخبوءة لهذا الصبى – الذى شبهه ملاك الرب بجحش وحشي – فإن الخطأ كان أساسا خطأ الصبي . 3- طرد إسماعيل: عند فطام إسحق ، كان إسماعيل في السادسة عشرة من عمره تقريبا. وكان الفطام مناسبة لاحتفالات عظيمة . ولكن بهجة ذلك اليوم ، قد عكر صفوها تصرف إسماعيل غير المقبول ، إذ " رأت سارة ابن هاجر المصرية الذى ولدته لإبراهيم يمزح" ( تك 21: 9) . إن غيرة محبة الأم أيقظت فيها حاسة الملاحظة والقدرة على قراءة شخصية الأطفال. ونحن لا نعرف بالضبط ماذا تعنى الكلمة العبرية المترجمة فى السبعينية والفولجاتا هكذا: " لما رأت سارة ابن هاجر … يلهو مع إسحق ". أما الرسول بولس فيقول :" …. الذى ولد حسب الجسد يضطهد الذى حسب الروح .. " ( غلاطية 4: 29) . ويقول ليتفوت ( فى شرحه للرسالة إلى أهل غلاطية ) : على كل حال يبدو أن الكلمة تعنى " يمزح أو يهزأ" . ومهما مع " المازح " . وهكذا طردت الأم وابنها من خيام إبراهيم . وهنا واجه إسماعيل فترة من أحرج فترات حياته، فعندما صرف إبراهيم هاجر وابنها وضع على كتفها بعضا من الخبز وقربة ماء. وكما يبدو، سار الاثنان على غير هدى فى برية بئر سبع، وسرعان ما نفذ الماء ، فضاع كل أمل وكل قوة . وإذ أصيب الغلام بالإغماء نتيجة العطش ومشقة السير المتواصل تحت وطأة حرارة الشمس اللافحة ، بدا وكأنه يحتضر فطرحته أمة تحت ظل بعض الأشجار. وماذا كانت تستطيع الأم أن تفعل لابنها الذى تحبه ؟ لقد " مضت وجلست مقابلة بعيدا نحو رمية قوس" متوقعة موت ابنها، وربما موتها هي أيضا . وللمرة الثانية اختبرت اختبارا رائعا " سمع الله صوت الغلام" وعزى الأم التعسة بطريقة مدهشة، فبفم ملاكه جدد وعدة السابق الخاص بابنها ثم أراها بئر ماء، وهكذا نجا الصبي " وكان ينمو رامي قوس وسكن فى برية فاران وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر " ( تك 21:21 ) . 4- أبناء إسماعيل : عند موت إبراهيم ، عاد الابن من منفاه ليساعد أخاه في دفن أبيهما ( تك 25: 9) وفى نفس الأصحاح نجد أسماء أبناء إسماعيل الاثنى عشر ( 12-15) ، كما نجد تقريرا موجزا عن موته عندما بلغ 137 سنة (17) . وبناء على ما جاء في التكوين (28: 9)، تدعى " محلة" وهي التي تزوجها عيسو ، وذكرت فى التكوين ( 36: 3) باسم " بسمة " . 5- أحفاد إسماعيل : لقد وصف ملاك الرب إسماعيل ونسله بكل دقة ووضوح : " إنه يكون إنسانا وحشيا ، يده على كل واحد ويد كل واحد عليه " ( تك 16 :12) فهؤلاء البدو يجوبون البراري والصحاري ، يغارون على استقلالهم ، ويقتحمون المخاطر والحروب . وعندما تذكر جدهم الأول، ابن الصحراء المتكبر والمحارب الجسور ، يعود بنا الخاطر إلى الصبي الفقير الملقى بين حى وميت من الارهاق والعطش تحت بحيرة فى برية بئر سبع . 6- إسماعيل في العهد الجديد : تحظى شخصية وتاريخ إسماعيل بن إبراهيم " المولود حسب الجسد " باهتمام خاص عند دراسي العهد الجديد ، لأن الرسول بولس يستخدمه فى الرسالة إلى أهل غلاطية رمزا لليهود الذين يتمسكون بديانة الآباء بطريقة تجعلهم غير قادرين على إدراك الطبيعة المؤقتة لمبادئ العهد القديم وبخاصة تلك المرتبطة بناموس موسى : وبهذا لم يستطيعوا أن يروا المعنى الحقيقي للناموس، وعوضا عن التمسك بنعمة الله كالوسيلة الوحيدة لتحقيق الناموس حاربوا بقسوة وعناد العقيدة الأساسية للمسيحية، بل واضطهدوا المدافعين عنها . فكانوا كإسماعيل المولود من هاجر الجارية ، فهم مثله أبناء لإبراهيم ولكن " حسب الجسد " فقط ،ونرى صورة لمصيرهم النهائى فى طرد هاجر وابنها ، فلا صلة لهم بإسرائيل الحقيقي ، حتى ولو أعلنوا أن المسيح هو المسيا الذى ينتظرونه ، فلن يكونوا قادة للكنيسة أو من المفسرين لتعاليمها ( غلاطية 4 :21-28) . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إسماعيل بن نثنيا ( إرميا 40 :8-41: 18 ، 2مل 25: 23-25) . لقد سجل إرميا فى الأصحاحين الأربعين والحادى والأربعين من نبوته ، تلك القصة المحزنة التى تنم عن الحسد والغدر والخيانة . فبعد خراب أورشليم وسبى أفضل طبقة من الشعب اليهودي، كان من اللازم إقامة نوع من الحكم فى تلك البلاد التى أخليت من معظم سكانها وكان لابد من استعادة النظام العام واستتبابه ، كما كانت المحاصيل في الحقول معرضة للتلف وفي حاجة إلى من يعنى بها . ولذلك فإن الحنكة السياسية أملت على ملك بابل أن يقيم واليا على البقية الباقية من يهوذا ، فاختار جدليا بن أخيقام لتلك المهمة الصعبة . واختار القائد الجديد مدينة المصفاة مقرا له حيث لحق به إرميا . كما جاء كل رؤساء جيوش البلاد اليهودية مع رجالهم إلى المصفاة ووضعوا أنفسهم تحت تصرف جدليا ( إرميا 40 :13) وكان من بينهم إسماعيل بن نثنيا بن أليشع من النسل الملكى ( 2مل 25: 25) ولا شك أنهم جميعا قدموا الولاء للحاكم الجديد ، ولكن كم كانت خيبة أمله شديدة ، فقد كان هناك خائن فى وسط رؤساء الجيوش الملتقين حول جدليا ، وكان في استطاعة جدليا أن يحول بينه وبين تنفيذ خطته الخسيسة ، فقد حذره يوحانان بن قاريح وبعض قادة الجيش المخلصين من خيانة إسماعيل ، إذ أخبروه أنه موفد من بعليس ملك بنى عمون لاغتياله ، ولكن ثقة جدليا في إسماعيل لم تهتز واعتبر كلام يوحانان كذبا ومحض افتراء ( إرميا 40 :16) . وبعد خراب أورشليم بشهرين ، أصبح إسماعيل مستعدا ليضرب ضربته القاتلة ، فجاء إلى المصفاة ومعه عشرة رجال ، وفي أثناء مأدبة أقيمت تكريما له ، قام إسماعيل بقتل جدليا وكل اليهود والكلدانيين الذين كانوا معه ، ونجح فى تكتم الأمر ، لأنه بعد يومين من فعلته الشنيعة استدرج نحو ثمانين من اليهود المتدينين لدخول المدينة ، وهناك قتلهم جميعا _ فيما عدا عشرة منهم – وألقى بجثثهم فى الجب . وكان هؤلاء الرجال قد أتوا – من خرائب الهيكل – بالتقدمات التى كانوا ينوون تقديمها للهيكل فى أورشليم، ولكنهم اكتشفوا – لدهشتهم العظيمة – أن المدينة صارت خرابا وأن الهيكل قد دمر ، لذلك جاءوا إلى المصفاة محلوقي اللحي مشقوقي الثياب ومخمشين ( إرميا 41 :5) . ويدفعنا الغيظ إلى أن نسأل : لماذا كانت هذه المذبحة الغادرة الجديدة ؟ ولعلنا نجد الإجابة في أن إسماعيل لم يقتل كل الرجال ولكنه ابقى على عشرة منهم لأنهم وعدوه بخزائن مخبوءة ، فهذا يكشف عن دوافعه . لقد كان رجلا متهورا يائسا، فقام بعمل متهور ، لقد قتل أولئك المواطنين الآمنين طمعا فى أموالهم التى كان يحتاج إليها لتحقيق خططه ، وهي خطط خائن لبلاده ، كان ينوي أيضا إجلاء سكان المصفاة إلى أرض حليفه الكبير ملك بنى عمون . وكان إرميا وبنات الملك اليهودي من بين الأسرى ، ولكن محاولاته باءت بالفشل ، فعندما علم يوحانان وباقي رؤساء الجيش بما فعله إسماعيل – مما لم يسمع بمثله – قاموا في الحال بتعقب المغامر المتهور حيث لحقوا به " عند المياة الكثيرة " التي في جبعون ولكنهم للأسف فشلوا فى إلقاء القبض عليه لأنه هرب ومعه ثمانية رجال إلى بنى عمون . |
الساعة الآن 08:53 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025