منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 06:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أحد مرفع الجبن

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...pnvTQRQOv6ET9A
أحد مرفع الجبن هو الأحد الأخير في الفترة الأولى من التريودي أي فترة التهيئة للصوم، تُدخلنا الكنيسة بمساء الأحد في صلاة الغروب في روحانية الصوم الكبير، مازجة إياها بالحكمة الإلهية عبر تعاليم إنجيلية، و لذلك رتب أباء الكنيسة أن نقرأ في هذا الأحد المقطع الإنجيلي من عظة السيد على الجبل وفيه تعلمنا الكنيسة ثلاثة تعاليم روحية.
1. العدالة: يسود في العالم مفاهيم مختلفة عن الانتقام والثأر والقتل وعدم المسامحة، ونبع هذا كله إما الأنا أو الضعف البشري أو حتى من الشر. اللاعدالة هو الزيت الذي يُصب على نار الشر في الانسان. ناموس موس ينص على “العين بالعين” أما السيد فربط بين العدالة والمسامحة، فيعلّم السيد أن بمقدار ما أواجه ظلم الناس بليونة ومسامحة سيسامحني هو بدرجة أكبر بكثير.

2. طريقة الصوم: التعليم الثاني الذي يوضحه السيد هو الصوم، فالصوم بالنسبة للمسيح وسيلة روحية للجهاد، فيجب أن لا تكون بأسلوب قاسي و لا لين (رخو) لأن هدفه تدريب المؤمن ليكون قوياً في مجابهة الشر وبهذا يحقق الصوم معنىً وهدفاً.
3. رفض الطمع: التعليم الثالث للمسيح يتجلى بإدانته للجشع معتبراً إياه مرض روحي، وبالتالي يغيب السلام عن الإنسان الجشع، ويحذر منه السيد في انجيل لوقا: “انظروا وتحفظوا من الطمع” (لو15:12)، الكثير من الكنوز لا تُكتسب بالتعب بل بظلم الناس ونهب حقوقهم، فالإنسان الجشع لا يسعد بهذه الحياة، لأن لا شيء يشبعه، ولا في الحياة الأبدية، فلا يقيّم السيدُ الإنسانَ تبعاً لممتلكاته وكنوزه بل إلى قداسته لأن بمغادرته الحياة لن يأخذ معه أي كنز سوى كنوز قلبه من الفضائل.
ترشدنا الكنيسة بهذه التعاليم بوجود الحياة الروحية بالإضافة للحياة الطبيعية، فيا لسعادة هؤلاء الذين يشعرون أن بداخلهم روح ليست للموت.
صوم مبارك

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 06:06 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هل يستعد الإنسان ليوم الدينونة؟ وكيف؟

تؤمن كل الأديان بشكل عام ومشترك فيما بينهم بالدينونة العامة ونهاية العالم، فكما أن لهذا العالم بداية سيكون له نهاية أيضاً، لكن الديانة المسيحية تعطي هذه النهاية معنى روحي مختلف عن غيرها، وبالإضافة لأن نهاية العالم عقيدة في الديانة المسيحية فهي أمر يتكلم به العلماء، ويؤكده بولس الرسول: “لكن سيأتي كلصّ في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها” (2بط10:3).

يوضح لنا إنجيل الدينونة ذاك اليوم الذي سينتهي فيه العالم ويدان فيأتي السيد بمجد ليدين العالم، في المرة الأولى أتى السيد متواضعاً كطفل في مغارة ليسلّم وصاياه للإنسان ويعلمه المحبة المخفية وراء الصليب، اليوم سيأتي كديان ليمثل أمامه الأحياء والأموات فيفصلهم إلى أبرار وأشرار.

الدينونة ستكون وفق أعمال المحبة فالحياة المسيحية ليست حياة نظرية بل حياة عملية في عمقها “ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات” (متى21:7) ويقول بولس الرسول: “لأن ليس الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله بل الذين يعملون بالناموس هم يُبرَّرون” (رو13:2)، ويقول يعقوب الرسول: “لكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت” (يع20:2)، هذا ما يميز الحياة المسيحية عن أي دين آخر بأنه يطابق بين الإيمان والحياة.
إخوتي، نتواجد اليوم في فترة التريودي بفترة التهيئة للصوم الأربعيني وكل تعليم الكنيسة ينصب على التنقية الداخلية للمؤمن وتجديدها، وخصوصاً بما يسمى سر الاعتراف، لنصل إلى القيامة المقدسة أنقياء القلب والعقل، وهذا النقاء يضمن لنا ملكوت السموات، فنسمع صوت الرب يقول: “تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم” (متى34:259).
سؤالي اليوم:
هل يستعد الإنسان ليوم الدينونة؟ وكيف؟
برأيك ما عليك فعله حتى يضعك الرب من جهة الأبرار؟
صلواتكم

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 06:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
عظيمة التوبة الصادقة

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...CB2J20c2URssCp
رتبت الكنيسة في هذا الأحد أن نقرأ المقطع الإنجيلي الخاص بالفريسي والعشار وبه تدخلنا إلى كتاب التريودي في مرحلته التحضيرية للصوم الكبير.
يعلّمنا الفريسي عن حالة الكثيرين ممن يفتخرون بتواجدهم في الكنيسة ويعتبرون ذلك جزء من حياتهم ويوصفون كأبناء الكنيسة والله، في البحث عن هذه البنوة المطلوبة نجد أنها تتحقق في القلة وليس في الكثرة أي عند هؤلاء الذين يعيشون وصايا الله لا أن يحفظوها فقط، وعند الذين يسكن المسيح قلبهم لا فكرهم فقط، وعند الذين يملكون مواهب الروح القدس لا مواهب عالمية.

أما العشّار، المنبوذ من المجتمع بسبب وظيفته، فيعلّمنا أنه مدرك لحقيقته في العمق لا في الظاهر، وأنه يعرف ضعفاته ويسكبها أما الله ولا يخفيها عنه، وأنه يعلم التحدث مع الله مباشرة بالقلب لا من خلال كلام وأصوات كثيرة لا يسمعها الله كونها غير صادرة من قلب متقد بحرارة حب الله، ويعلّمنا أن التواضع هو الطريق لملكوت السموات أما التكبر في يؤدي إلى رفعة عالمية وحضيض سماوي، وأن نطلب الغفران من الله على خطايانا لا أن نقارن أنفسنا بأحد لنرفعها عن كل من حولنا فتسقط من عيني الرب.
شفائنا الوحيد من خطايانا يأتي من الله وذلك عبر سرّ الإعتراف الصادق المتواضع فجذر الشر هو التكبر وبالإعتراف نبتدأ الدخول في كسر هذا التكبر.
الكنيسة وعند دخولنا فترة التريودي تحضرنا بالطريقة الفضلى كي نبني أنفسنا روحياً وذلك بالتواضع والإعتراف.
برأيكم أي مسلكية هي الأفضل بين الفريسي والعشار؟ ولماذا؟
برأيكم أي مسلكية هي الأكثر شيوعاً، وكيف؟
صلواتكم

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 06:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القوة الروحية للإيمان

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...s5yf2J5sEgwN_9

يؤكد الكتاب المقدس أن الله غير منظور، وفي صلواتنا نقول بأنه “حاضر في كل مكان”، فلا يمكن رؤية الله بالعين المجردة ولكن نستطيع أن نشعر بوجوده من خلال أعماله “السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه” (مز1:19).
كثير من المرات نصلي للرب ونطلب منه أن يخلّصنا من أزمة ما وأن يهبنا شيئاً نريده من قلبنا، لكن أحياناً كثيرة يقابل هذا الطلب بصمت من الله، لعله يريد أن يجرب إيماننا، وهذا ما فعله مع المرأة الكنعانية في انجيل اليوم، هي صرخت من كل قلبها من أجل ابنتها ولكن المسيح تظاهر بأنه لم يسمع! لكن المرأة لم تتوقف عن الطلب والصراخ بل أسرعت وركعت أمام أرجل المسيح وصرخت “يا سيّد أعني” عندها قال لها مجرباً مرة أخرى “ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب” ولكنها كانت مستحقة بجوابها وموقفها المتواضع أن يقول لها المسيح “يا امرأة عظيمٌ ايمانكِ” وعندما تأكد المسيح من إيمانها حقق لها طلبها “فشُفيت ابنتها من تلك الساعة”.
إذا تساءلنا من أين تأتي القوة الروحية للإيمان؟

أقترح بعضاً من الأفكار:
· الثقة بالله بأنه سيلبي ما يودينا للخلاص.
· العيش مع الله من خلال الليتورجيا الكنسية.
· فهم فكر الله من خلال قراءة الكتاب المقدس.
· ممارسة أسرار الكنيسة بانتظام وتواتر كي نبقى ملتصقين بنعمة الروح القدس.
· التواضع في الطلب.
· الصبر في معرفة الله، لأنه لا يمكن معرفته بفترة قصيرة من العمر.
· …

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 06:15 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
باب الفرح

https://images.chjoy.com//uploads/im...e08890bb61.jpg


لعل الحياة بكل همومها تجعل الإنسان كئيباً ومرهقاً ولا يجد وقتاً لنفسه، وإذا وقف ليبحث عن الفرح فأين يجده؟
هل للفرح مكان ندخله بعد فتح بابه فنصادفه هناك لنعيش معه برهة نسرقها من حياتنا ونعود من بعدها إلى واقعنا؟
طبعاً عملية البحث عن الفرح في مكان ما أو عند شخص ما هو أمر مستحيل لأن الفرح هو أمر نحياه في أعماقنا فيولّد فينا الرغبة في العيش أو حتى حب الحياة.
بالنسبة للإنسان باب الحياة الحقيقية هو الفرح وهو الذي يعطيها معنى ووجود، ولكن ما هو باب الفرح؟
لنحلل هذا الموضوع:

*يمكن أن يكون باب الفرح القناعة بمجريات ومحتويات الحياة وتطورها دون طلب أكثر
*يمكن أن يكون باب الفرح رضى الله بتطبيق وصاياه والعيش معه
*يمكن أن يكون باب الفرح المعمودية التي تدخلنا في الحياة مع ملء الفرح أي نعمة الروح القدس
*يمكن أن يكون باب الفرح رضى الذات بالإيجابيات المعاشة يومياً
*يمكن أن يكون باب الفرح (عند البعض) بتحقيق الرغبات الشخصية

برأيكم: ما هو باب الفرح للإنسان؟ من مما سبق أو أي شيء آخر ترونه وتزيدونه.

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 06:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
نورٌ مشرق من مغارة بيت

http://i942.photobucket.com/albums/a...7e7ca36b56.gif
وسط ظلام وبرد وسكون ليل هذا العالم يظهر نورٌ مشرق من مغارة بيت لحم يدفئ هذا البرد وينير الظلام ويمحي سكون الليل بأصوات وتسابيح الملائكة بتجسد الكلمة "والكلمة صار جسداً وحل بيننا" (يو14:1).
يتساءل البعض لماذا نعيّد هذا العيد وببهجة كبيرة؟ نحن نحتفل بهذا العيد لأن فيه تجسد الله الكلمة وانحدر الأقنوم الثاني من الثالوث القدوس إلى العالم، وفيه صار الله إنساناً حتى يصير الإنسان إلهاً بالنعمة، نحتفل هكذا لأن الله أتى من السموات إلى الأرض كي يصعد الإنسان من الأرض نحو السماء، وفيه صار الله بيننا كي يخلص الجنس البشري وبه أُعيد بناء جسر التواصل مع الله وبواسطته صار الإنسان في مكانته الصحيحة في المجد المعد له، وبهذا العيد ظهر للإنسان إرادة الله، فنحتفل لأن المسيح تواضع جداً كي يرفعنا، وولد في الزمن كي نتخطى نحن هذا الزمن، أخذ الطبيعة البشرية كي يؤلهها لهذا نعيّد ونحتفل، كل هذه وأكثر تدفعنا كي نُعيّد عيد الميلاد ببهجة أكبر.

لكن "الآن دينونة هذا العالم" (يو31:12)، ودينونته هي أن النور أتى إلى العالم، لكن البشر أحبو الظلام أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة. وهذا هي الدينونة الأساسية والرهيبة التي تحدث عنها المسيح أن نوره أصاب ظلام العالم أجمع، وعالمنا اليوم يشير بكل ما فيه من ظلام وحقد وشرّ أننا نسير نحو الظلام لأن الإنسانية تُصّر أن ترفض ذاك النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتٍ إلى العالم. جاءت دينونة هذا العالم بعد أن أنهى السيد المسيح عمله الخلاصي على الأرض وهو كان واضحاً بأن الذي يؤمن به لن يدان لأنه آمن، أما الذي لم يؤمن به سيدان لأنه لم يؤمن بشخص الإله المتجسد. بالتالي الدينونة انتقل قرارها للإنسان فيما إذا كان سيؤمن بشخص المسيح أم لا، بالنهاية المسيح هو دينونة هذا العالم ولكن بالوقت ذاته هو الحياة.
بالمقابل تصبح الكنيسة، جسد المسيح، دينونة العالم، بدون أن تكون من هذا العالم لكن موجودة فيه تدينه والتاريخ معاً، الكنيسة هي أرض الأحياء حيث لا يحكم الموت فيه فهي الصوت الآخر، بل الحقيقية الأخرى التي تعيش في هذا العالم كي تخلّصه، يقول الكثير أن الكنيسة ستدان أيضاً أي أن الكنيسة التي تدين العالم سيدينها العالم. السيد المسيح الذي هو رأس الكنيسة هو الأمس واليوم وإلى دهر الداهرين هو طريق الحياة والحقيقة هو نور العالم الحقيقي.
لذلك من الضروري اليوم ونور العالم يشرق من بيت لحم أن نسأل ذواتنا بأننا كأعضاء في جسد الكنيسة هل نحن من سكان السماء أم أصبحنا سكان هذا العالم بسبب تمسكنا بالعالميات والأرضيات فأضحت قلوبنا بلا رجاء في الخلاص.
الذي يريد أن يصون انجيل المسيح يجب أن يحيى بزهد وليس بجشع أن يعيش روحياً لا عالمياً.
أحبائي المؤمنين بصوت الملائكة وبكلام الرعاة الصادر من قلب نقي وطاهر أتوا لرؤية ومقابلة الإله المولود المتجسد، فلنتبعهم بتواضع كما كانوا ولنتب أمام المغارة ولنسجد ولنمجّد المخلص المتجسد، لكن هذا لن يتم إذا لم نتقدم نحوها روحياً متخلّين عن كبريائنا وخطايانا وأهوائنا ولنضع حياتنا كلها بجانب المسيح أي مع السلام والفرح وحياة ابدية.
ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 06:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قيامة أم انتقال؟



https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...ddJmoJ5p08yGXp
قرأت في الآونة الأخيرة مقالات، وحتى بعض العظات، تتحدث عن قيامة العذراء من بين الأموات، لكن في كنيستنا الأرثوذكسية نميّز بين القيامة والانتقال، والقول بأن مريم قامت من بين الأموات ربما أتى من تسمية عيد رقادها بالفصح الصيفي لإضفاء نوع من الأهمية لهذا العيد، لكن موضوع قيامة العذراء غريب عن الكتاب المقدس وحتى عن التقليد الرسولي والمعروف أن العذراء لم تقم من بين الأموات كما فعل المسيح لكنها نُقلت إليه.
بادئ ذي بدء لا يحتوي الكتاب المقدس على عبارات حول قيامة العذراء من بين الأموات إنما يقول النبي داود في المزامير: “قم يا رب إلى راحتك أنت وتابوت قدسك” (مز8:132)، ويعتبر “تابوت قدسك” من أكثر ألقاب مريم العذراء المحببة، وأيضاً: “مقدِس مساكن العلي” (مز46:4) والمقصود بالمسكن المقدس هو والدة الإله فالمسيح القائم من بين الأموات أقام معه تابوته ومسكن قدسه.

تحدث آباء الكنيسة بشكل أساسي عن قيامة المسيح كموضوع عقائدي وأساسي في العبادة والإيمان، أما الموضوع المختص بوالدة الإله فأشاروا إلى انتقالها وتركوه لإيمان الشعب، لأنه ليس بموضوع عقائدي خلاصي، والمؤمن يتوجه للرب قائلاً: “أيدني ببرج الأقوال” وأن يحفظ إيمانه “وسوّرني بالمعاني” (من بيت سحر عيد الرقاد 15 آب)، فيعيش المؤمن ما تشتهي الملائكة أن تفعل “التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليه” (1بط12:1). لا يعتبر آباء الكنيسة موضوع انتقال العذراء إلى السماء أمراً عقائدياً، وترى الفارق بين قيامة المسيح وانتقال العذراء هو أن المسيح قد قام بقوته أما مريم فقد انتقلت بقوة قيامة المسيح، وإن تجرّأنا وقلنا أن والدة الإله قد قامت فهذا ليس بقوتها بل بقوة قيامة المسيح.
يقول القديس يوحنا الدمشقي: “كان يجب أن تقوم والدة الإله من القبر” و يقول القديس مكاريوس: “قامت في اليوم الثالث لتؤكد القيامة العامة التي نترجاها جميعاً”.
يبقى السؤال: مادام الرب سمح أن يكون لدينا بقايا قديسين غير منحلّة، مثل يد القديس يوحنا المعمدان، لماذا لم يسمح أن يكون لدينا جزء من جسد والدة الإله؟، لدينا فقط ثوب العذراء وزنارها، طبعاً السبب بأنه كيف يمكن للجسد الذي أعطى الدم واللحم للإله المتجسد أن يوضع تحت التراب ويصاب بالفساد؟، بل يجب أن يتمجّد بمجد من عند الله وكما يليق بالابن يليق بالأم، نرتل في الطروبارية الثانية للأودية الثامنة من القانون الثاني لعيد رقاد السيدة: “هو قد تقبل روحك الكلية القداسة وأحلّها في ذاته، كما يليق به بما أنه ابنٌ“.
في أيقونة رقاد والدة الإله نلاحظ المسيح وقد أمسك بذراعيه تلك الأم التي أمسكته أولاً وحملته في أحضانها وهو طفل، لذلك نرتل في الطروبارية الثانية من الأودية التاسعة للقانون الأول لعيد الرقاد: “إن قوات الملائكة انذهلوا لما شاهدوا في صهيون سيّدهم الخاص ضابطاً بيديه نفساً نسائية”. فمعطي الصالحات وملكوت السموات أعطانا والدة الإله أما نحن فقدّمنا له أم عذراء، قدّمنا جسد ودم فأخذنا جسد ودم إلهيين، قدّمنا إنساناً فحصلنا إله متجسد، قدّمنا الطهارة فحصلنا على الشفاعة والحماية، قدّمنا عذراء فحصلنا على أم للإله.
نرتل في خدمة مديح والدة الإله في الدور الثالث: “افرحي يا من تُشرقين رسم القيامة” بالتالي ليس من باب الصدفة أن نسمي عيد رقاد السيدة بـ “الفصح الصيفي”، بالفعل هو فصح صيفي بنعمة الله حتى أن قانون خدمة صلاة السحر للعيد تظهر علامات القيامة كما يُظهر ذلك قانون الفصح للسيد فنقول في أرمس الأودية الأولى للقانون الأول لعيد الرقاد: “أيتها البتول إن تذكارك الشريف الموقر المزيّن بالمجد الإلهي…” أي المزيَّن بمجد القيامة، ونرتل في الطروبارية الثانية للأودية الأولى للقانون الأول لعيد الرقاد: “أيتها النقية لقد حُزت جوائز الغلبة على الطبيعة بولادتك الإله ولكنك خضعت لنواميس الطبيعة مماثلة ابنك وخلقك ومن ثم نهضت بعد موتك لتكوني مع ابنك سرمداً”، إنما الصفة الأساسية لهذا الفصح بأنه مرتبط بفصح المسيح أي مريم قامت من الموت بقوة قيامة المسيح وليس بقوتها.
نُعيّد في 15 آب لرقاد والدة الإله ولانتقالها، أو ما نسميه قيامتها بنعمة المسيح القائم، فلم يضبطها قبرٌ، وهذا ما يشدد عليه قنداق العيد: “إن والدة الإله لا تغفل في الشفاعات والرجاء الغير المردود في النجدات، لم يضبطها قبرٌ ولا موت…” وأرمس الأودية التاسعة القانون الأول: “أيتها البتول الطاهرة، إن حدود الطبيعة قد غُلبت فيك، لأن المولد بتولي، والموت قد صار عربوناً للحياة، فيا من هي بعد الولادة بتولٌ، وبعد الموت حيّة، يا والدة الإله أنتِ تخلّصين ميراثك دائماً”، فبشفاعتها اللهم ارحمنا.
+++++++++++++++++++
http://jesuschrististheway.files.wor...9c0103e411.jpg

معلومة:

ثوب والدة الإله محفوظ في المتحف الوطني في جورجيا، وهو موجود في جورجيا منذ العصر الروماني خلال فترة محاربة الأيقونات في القرن الثامن أو بحسب المصادر الأخرى بعد سقوط القسطنطينية في القرن 15.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...wnR35KCGTtx8ww


أبعاد الثوب 1,50*1,80 ملّون ولكن مع الوقت اختفت الألوان، يعتبر الثوب بركة كبير لكل جورجيا نعيّد في 2 تموز لتذكار وضع الثوب في كنيسة فلاشرنس (وهي كنيسة موجودة في جوف الخليج الذي يقال له خليج القسطنطينية

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 07:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
رقاد السيدة



http://www.stgeorge-birzeit.ps/Maqalat/alroqad.jpg
يرتبط معنى عيد رقاد والدة الإله بما يقوله المزمور ويؤكد عليه آباء الكنيسة: ” جعلت الملكة عن يمينك بذهب اوفير” (مز9:45)، وفيه نحتفل بحدثين أولهما موت ودفن العذراء والثاني انتقال جسدها للسماء، ويسيطر هذان الحدثان على تسبيح وصلوات العيد.
تكرم الكنيسة الأرثوذكسية في العالم بشكل خاص والدة الإله وهذا التكريم يعود أصوله أو جذوره لفترة الرسل من تاريخ الكنيسة وشهدوا بذلك من خلال الأناجيل المقدسة ومنهم الإنجيلي لوقا: “فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تُطوّبُني” (لو48:1)، ويعتبر هذا التطويب شهادة على تكريم شخص والدة الإله من العصر الرسولي.
بسبب تكريم شخص والدة الإله ظهرت أعياد كثيرة ومختلفة، متعلقة بها: مولد والدة الإله، دخولها للهيكل، البشارة، الرقاد. أما عيد الرقاد فقد بدأ التعييد به منذ القرن الخامس أما الذي حدد يوم 15 آب للعيد هو الإمبراطور مافريكو نهاية القرن السادس، ذُكر العيد لأول مرة في كلمة لكاتب مجهول حول إنجيل يوحنا والذي كُتب بين بداية ونهاية القرن الخامس، أي 400-500 م، ويحتوي النص على الأفكار اللاهوتية للكنيسة حول والدة الإله بحسب التقليد، وبالإضافة لهذا النص يوجد نصوص أخرى تتحدث عن العيد وأهمها النص المنحول ليوحنا حيث يشكل المصدر الأساسي لتراتيل العيد وللأحداث التي تدور في أيقونة الرقاد.

حافظ الإنجيلي لوقا على تعظيم لوالدة الإله وذلك عندما رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت للمسيح عندما سمعته يعلّم ويتكلم: “طوبى للبطن الذي حملك والثديين الذين رضعتهما” (لو28:11). يمكن أن تكون هذه التطويبة من كل امرأة أو رجل لا بل هي تعظيمة من الكنيسة ككل، وتمثل هذه المرأة كل الكنيسة بقولها للتطويبة والكنيسة تعظّم مريم لأنها ولدت المسيح. كان بإمكان المسيح أن يَخلق لنفسه جسداً كما فعل عند خلق العالم ولكنه فضّل أن يتكوّن هذا الجسد داخل أحشاء مريم العذراء، وكي يتم هذا يجب أن يختار الله أحشاء نقية، يقول نيقولاوس كابسيلاس أن الله اختارها، كي يأخذ جسداً، لأنها ستصلح ما قد خرّبه آدم وحواء، أي أن مريم العذراء قادت الطبيعة البشرية نحو الخلاص وإمكانية الكمال على حين آدم وحواء قادوها للسقوط والخطيئة. فباتت مريم هي المكان والأداة لولادة جسد المسيح أي لآدم جديد.
تكرم الكنيسة عيد رقاد السيدة، أي الموت الطبيعي، وتسمّيه انتقال العذراء إلى السموات. وهو موضوع كان مجال كبير للنقاش والحوار ولكنه منطقي لسببين: الأول وهو العلاقة الطبيعية بين والدة الإله وابنها الإله المتجسد وثانياً قيامة يسوع المسيح، لذلك وبحسب الكتب المنحولة عن الرقاد فقد خرج من جسد العذراء وحتى من قبرها في الجسمانية رائحة طيب زكي، ولثلاثة أيام بعد رقادها، وذلك قبل انتقالها بالجسد إلى السموات، سمّت الكنيسة هذا الانتقال بقيامة والدة الإله ومنها كل البشرية.
أصبح المسيح بقيامته من بين الأموات ووفق القديس بولس الرسول: “بكرٌ من الأموات” (كو18:1)، في حين ستكون قيامة البشرية في المجيء الثاني، عندما سيظهر المسيح ثانية، أما موت وانتقال والدة الإله إلى السموات بحسب مجريات الأحداث عند انتقالها: أي حضور المسيح والملائكة والرسل القديسين، بمعنى آخر الكنيسة، ليس إلا صورة عن يوم الدينونة.
لدينا، في النص المنحول ليوحنا عن رقاد السيدة، وجهة نظر لاهوتية عن والدة الإله وذلك بكونها وسيطة بين البشر وابنها يسوع المسيح، لذلك مبررٌ أن تُكرِّم الكنيسة والدة الإله بطريقة أسمى من الشيروبيم والسيرافيم وليس فقط أسمى من كل البشر، وكذلك نحن نكرّم والدة الإله ونحترم عيد رقادها بشكل كبير لأن يوم رقادها وانتقالها إلى السموات يشكّل تأكيد على إمكانية دخولنا إلى ملكوت الله وذلك بنعمة الله وبشفاعتها وحمايتها وجهادنا الشخصي.
أصبحت مريم العذراء والدة الإله لأن في أحشائها ولد يسوع المسيح بالطبيعة البشرية بحلول الروح القدس عليها، وهي أيضاً أُمُّنا جميعاً لأننا عندما نتناول جسد المسيح ودمه نصبح إخوة للمسيح وبالتالي تصبح العذراء أُمَّنا، وكأم لنا تحمينا من كل الشدائد عندما ندعو اسمها المقدس في الشفاعة.

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 07:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
رقاد السيدة



http://www.stgeorge-birzeit.ps/Maqalat/alroqad.jpg
يرتبط معنى عيد رقاد والدة الإله بما يقوله المزمور ويؤكد عليه آباء الكنيسة: ” جعلت الملكة عن يمينك بذهب اوفير” (مز9:45)، وفيه نحتفل بحدثين أولهما موت ودفن العذراء والثاني انتقال جسدها للسماء، ويسيطر هذان الحدثان على تسبيح وصلوات العيد.
تكرم الكنيسة الأرثوذكسية في العالم بشكل خاص والدة الإله وهذا التكريم يعود أصوله أو جذوره لفترة الرسل من تاريخ الكنيسة وشهدوا بذلك من خلال الأناجيل المقدسة ومنهم الإنجيلي لوقا: “فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تُطوّبُني” (لو48:1)، ويعتبر هذا التطويب شهادة على تكريم شخص والدة الإله من العصر الرسولي.
بسبب تكريم شخص والدة الإله ظهرت أعياد كثيرة ومختلفة، متعلقة بها: مولد والدة الإله، دخولها للهيكل، البشارة، الرقاد. أما عيد الرقاد فقد بدأ التعييد به منذ القرن الخامس أما الذي حدد يوم 15 آب للعيد هو الإمبراطور مافريكو نهاية القرن السادس، ذُكر العيد لأول مرة في كلمة لكاتب مجهول حول إنجيل يوحنا والذي كُتب بين بداية ونهاية القرن الخامس، أي 400-500 م، ويحتوي النص على الأفكار اللاهوتية للكنيسة حول والدة الإله بحسب التقليد، وبالإضافة لهذا النص يوجد نصوص أخرى تتحدث عن العيد وأهمها النص المنحول ليوحنا حيث يشكل المصدر الأساسي لتراتيل العيد وللأحداث التي تدور في أيقونة الرقاد.

حافظ الإنجيلي لوقا على تعظيم لوالدة الإله وذلك عندما رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت للمسيح عندما سمعته يعلّم ويتكلم: “طوبى للبطن الذي حملك والثديين الذين رضعتهما” (لو28:11). يمكن أن تكون هذه التطويبة من كل امرأة أو رجل لا بل هي تعظيمة من الكنيسة ككل، وتمثل هذه المرأة كل الكنيسة بقولها للتطويبة والكنيسة تعظّم مريم لأنها ولدت المسيح. كان بإمكان المسيح أن يَخلق لنفسه جسداً كما فعل عند خلق العالم ولكنه فضّل أن يتكوّن هذا الجسد داخل أحشاء مريم العذراء، وكي يتم هذا يجب أن يختار الله أحشاء نقية، يقول نيقولاوس كابسيلاس أن الله اختارها، كي يأخذ جسداً، لأنها ستصلح ما قد خرّبه آدم وحواء، أي أن مريم العذراء قادت الطبيعة البشرية نحو الخلاص وإمكانية الكمال على حين آدم وحواء قادوها للسقوط والخطيئة. فباتت مريم هي المكان والأداة لولادة جسد المسيح أي لآدم جديد.
تكرم الكنيسة عيد رقاد السيدة، أي الموت الطبيعي، وتسمّيه انتقال العذراء إلى السموات. وهو موضوع كان مجال كبير للنقاش والحوار ولكنه منطقي لسببين: الأول وهو العلاقة الطبيعية بين والدة الإله وابنها الإله المتجسد وثانياً قيامة يسوع المسيح، لذلك وبحسب الكتب المنحولة عن الرقاد فقد خرج من جسد العذراء وحتى من قبرها في الجسمانية رائحة طيب زكي، ولثلاثة أيام بعد رقادها، وذلك قبل انتقالها بالجسد إلى السموات، سمّت الكنيسة هذا الانتقال بقيامة والدة الإله ومنها كل البشرية.
أصبح المسيح بقيامته من بين الأموات ووفق القديس بولس الرسول: “بكرٌ من الأموات” (كو18:1)، في حين ستكون قيامة البشرية في المجيء الثاني، عندما سيظهر المسيح ثانية، أما موت وانتقال والدة الإله إلى السموات بحسب مجريات الأحداث عند انتقالها: أي حضور المسيح والملائكة والرسل القديسين، بمعنى آخر الكنيسة، ليس إلا صورة عن يوم الدينونة.
لدينا، في النص المنحول ليوحنا عن رقاد السيدة، وجهة نظر لاهوتية عن والدة الإله وذلك بكونها وسيطة بين البشر وابنها يسوع المسيح، لذلك مبررٌ أن تُكرِّم الكنيسة والدة الإله بطريقة أسمى من الشيروبيم والسيرافيم وليس فقط أسمى من كل البشر، وكذلك نحن نكرّم والدة الإله ونحترم عيد رقادها بشكل كبير لأن يوم رقادها وانتقالها إلى السموات يشكّل تأكيد على إمكانية دخولنا إلى ملكوت الله وذلك بنعمة الله وبشفاعتها وحمايتها وجهادنا الشخصي.
أصبحت مريم العذراء والدة الإله لأن في أحشائها ولد يسوع المسيح بالطبيعة البشرية بحلول الروح القدس عليها، وهي أيضاً أُمُّنا جميعاً لأننا عندما نتناول جسد المسيح ودمه نصبح إخوة للمسيح وبالتالي تصبح العذراء أُمَّنا، وكأم لنا تحمينا من كل الشدائد عندما ندعو اسمها المقدس في الشفاعة.

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 07:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
طرق الله معنا في الاحتياج
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...xUXQWbyrbIh2Iz
الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

أحب أن أقول أن الله يستخدم معنا طريقتين فيما يتعلق بالاحتياج:

أولهما: تلبية الاحتياج.

ثانيهما: إسقاط الاحتياج.

في الأولي يلبي لنا الاحتياج من طعام وشراب وأمور أخري، وللرهبان في هذا المجال خبرات
لا حصر لها يروونها بفرح وتأثر، وذلك علي مدار تاريخ الرهبنة، فكيف يتخلّي الله عن
قوم تركوا العالم لأجله ولا يكفل لهم قوتهم...وفي الثانية يجعل الراهب يرتقي إلي الحد
الذي لا ينشغل فيه بطعام أو شراب، أو شيء من أمور هذا العالم الحاضر..
فقد كانت خبرة الآباء في الصوم قديمًا هي الانشغال بالطعام بما هو أهم، فكان الوقت
يمر في الصلاة والتأمل والعمل والتسبيح ليكتشف الراهب في نهاية اليوم
- وربما يومين- بأنه لم يأكل، ومن ثم يتناول البسيط من الطعام لسد
الرمق فقط.. وهكذا الحال بالنسبة للمقتنيات..

لقد عاش الأب عبد المسيح الحبشي في مغارة بالقرب من دير البرموس لمدة ثماني
وثلاثين سنة دون أن يكون لها باب أو شباك، وعندما عرض القمص أنطونيوس السرياني
(قداسة البابا شنودة) أن يصنع لها بابًا، استنكر الأب عبد المسيح قائلًا:
هل يصنع الذئب لمغارته بابًا!! أنا مثل الذئب.. فلا تخشوا علي من الذئاب..

كما عاشت القديسة مريم المصرية في البرية عارية.. وكذلك القديس
أنبا نفر السائح،
.. والراهبان اللذان تقابل معهما القديس مقاريوس عند البحيرة...

ونقرأ في تاريخ بلاديوس أنه قد جاء راهب إلي كنيسة القلالي، وكان يرتدي
غطاء رأس متدليًا علي كتفيه، فلما رآه أنبا اسحق قس القلالي، تبعه قائلًا:
"هنا يعيش رهبان، ولكنك رجل العالم فليس لك مكان للعيش هنا"..

إن تكدس صوان الملابس، أو أدراجنا بما يزيد عن الحاجة هو ضد الإيمان..
الإيمان بأن الله هو الذي يعولنا... أليست الحياة أفضل من الطعام...
أليس الجسد أفضل من اللباس.. فالذي وهب الحياة وهي غالية قادر
أيضًا أن يهب الطعام لأنه أبسط.. وكذلك الثياب للجسد... يقول القديس بولس:
"كفقراء ونحن نغني كثيرين.. كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء" (2كو10:6).

في كتاب عن الصلاة، وردت قصة عن راهب عجوز في جبل أثوس،
مرَّ به كاهن يزور الدير، فوجده ينقر بشاكوش صغير وقلم من الحديد في صخرة
صلدة، فلما سأله عما يصنع أجابه بأنه ينوي أن يحفر حفرة حتى يتجمع فيها
الماء متى نزل المطر، لأنه عطش في السنة الماضية!! وكان الرجل ضعيف البنية
والصخرة صعبة، وحتى إذا نجح في ذلك فكيف سيحتفظ بالماء داخلها لموسم كامل...

ولعل السطور القادمة تبلور وتلخص لنا ماهية الحياة الرهبانية، كما
عاشها الآباء الأول وسلموها لتلاميذهم، فقد ورد في
بستان الرهبان عن القديس بيصاريون:

"أنه كان كطيور السماء، وكأحد وحوش البرية، وكائنات الأرض الزاحفة،
أكمل حياته في سكينة بلاهم، ولم يهتم قط ببيت، ولا خزن طعامًا، ولا اقتني
ملبسًا أو كتابًا، بل كان بجملته حرًا من الآلام الجسدانية، راكبًا فوق قوة الإيمان
، صائرًا بالرجاء مثل أسير الأمور المنتظرة، طائفًا في البراري كالتائه،
عاريًا تحت الأهوية، وكان يصبر علي الضيقات مسرورًا"

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 07:06 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
هل هناك كذب مُباح في المسيحية؟
http://img507.imageshack.us/img507/7929/351sn7s.gif
سنوات مع إيميلات الناس
سؤال: ماذا عن الكذب عند الضرورة القصوى وهل يمكن ان ينطبق علية قول داود النبى اقع في يد الله ولا اقع فى يد الناس



الإجابة:

لا!

الكذب هو كذب! لا يوجد له أسماء ولا ألوان ولا أنواع.. ولا يوجد في المسيحية ما قد يوجد في أديان أخرى من مواضيع "الكذب المباح"، أو "المعاريض" التي فيها يقول الشخص أمرًا، وهو يعني في قلبه أمر آخر، ويجعل السامع يفهم الكلام على محمل غير سليم، ولا حتى "التقية" التي هي إخفاء مُعْتَقَدٍ ما خِشية الضرر المادي أو المعنوي.. كل هذا لا علاقة له بالمسيحية في شيء.. "بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 15).

لا تستهِن بخطية الكذب.. اقرأ ما يقوله الكتاب عن المرفوضين من دخول الملكوت الأبدي: "وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي»" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 8).. انظر جيدًا كلمة "جميع الكذبة".. أي بكل أنواعهم وأصنافهم ومستوياتهم.. بل الأكثر من هذا يستمر فيقول عن الذين في جهنم: "لأَنَّ خَارِجًا الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِبًا" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 15).. يقول: "كل مَنْ يحب ويصنع كذبًا".. الذي يحب الكذب، ويصنعه غير مقبول لدى الله..

وعندما نقول الكذب بأنواعه، فهناك أنواع كثيرة من الكذب.. منها صانعوا الشائعات ومروجوها، ونقل الكلام بصورة غير صحيحة، والمبالغة، والنفاق والمحاباة، والرياء، وأنصاف الحقائق.. إلخ.

هناك آيات كثيرة أيضًا عن موضوع الكذب، نذكر منها:

"اِبْتَعِدْ عَنْ كَلاَمِ الْكَذِبِ" (سفر الخروج 23: 7)

"تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ" (سفر المزامير 5: 6)

"لِتُبْكَمْ شِفَاهُ الْكَذِبِ" (سفر المزامير 31: 18)

"طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي جَعَلَ الرَّبَّ مُتَّكَلَهُ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْغَطَارِيسِ وَالْمُنْحَرِفِينَ إِلَى الْكَذِب" (سفر المزامير 40: 4)

"خَطِيَّةُ أَفْوَاهِهِمْ هِيَ كَلاَمُ شِفَاهِهِمْ. وَلْيُؤْخَذُوا بِكِبْرِيَائِهِمْ، وَمِنَ اللَّعْنَةِ وَمِنَ الْكَذِب الَّذِي يُحَدِّثُونَ بِهِ." (سفر المزامير 59: 12)

"أَفْوَاهَ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ تُسَدُّ" (سفر المزامير 63: 11)

"لاَ يَسْكُنُ وَسَطَ بَيْتِي عَامِلُ غِشٍّ. الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَذِبِ لاَ يَثْبُتُ أَمَامَ عَيْنَيَّ" (سفر المزامير 101: 7)

"طَرِيقَ الْكَذِبِ أَبْعِدْ عَنِّي، وَبِشَرِيعَتِكَ ارْحَمْنِي" (سفر المزامير 119: 29)

"أَبْغَضْتُ الْكَذِبَ وَكَرِهْتُهُ، أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَأَحْبَبْتُهَا" (سفر المزامير 119: 163)

"يَا رَبُّ، نَجِّ نَفْسِي مِنْ شِفَاهِ الْكَذِبِ، مِنْ لِسَانِ غِشٍّ" (سفر المزامير 120: 2)

"الَّذِينَ يُكَلِّمُونَكَ بِالْمَكْرِ نَاطِقِينَ بِالْكَذِبِ، هُمْ أَعْدَاؤُكَ" (سفر المزامير 139: 20)

"لأَنَّ حَنَكِي يَلْهَجُ بِالصِّدْقِ، وَمَكْرَهَةُ شَفَتَيَّ الْكَذِبُ" (سفر الأمثال 8: 7)

"شَفَةُ الصِّدْقِ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ،، وَلِسَانُ الْكَذِبِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى طَرْفَةِ الْعَيْنِ" (سفر الأمثال 12: 19)

""أَبْعِدْ عَنِّي الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ" (سفر الأمثال 30: 8)

"لا تفتر الكذب على أخيك ولا تختلقه على صديقك" (سفر يشوع بن سيراخ 7: 13)

"لا تبتغ أن تكذب بشيء فان تعوُّد الكذب ليس للخير" (سفر يشوع بن سيراخ 7: 14)

"الكذب عار قبيح في الإنسان وهو لا يزال في أفواه فاقدي الأدب" (سفر يشوع بن سيراخ 20: 26)

"السارق خير ممن يألف الكذب لكن كليهما يرثان الهلاك" (سفر يشوع بن سيراخ 20: 27)

وتستطيع أن تبحث بنفسك في خانة البحث في الكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت عن المزيد من الآيات عن موضوع الكذب..

أما عن كلامك بخصوص الكذب في الضرورة القصوى كما تقول.. فيوضح الكتاب أن آخرة الكذب الضرر: "خُبْزُ الْكَذِبِ لَذِيذٌ لِلإِنْسَانِ، وَمِنْ بَعْدُ يَمْتَلِئُ فَمُهُ حَصًى" (سفر الأمثال 20: 17). بل الأصعب من ذلك أن الشيطان يعتبر أبو الكذاب! "ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ" (إنجيل يوحنا 8: 44). وعلى الجانب الآخر نرى الله كُلِّي القدرة والعظمة هو "اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ" (رسالة بولس الرسول إلى تيطس 1: 2).

هناك نقطة قد يثيرها البعض، وهي عدم إجابة السيد المسيح على موعد نهاية العالم عندما سأله التلاميذ في قوله: "«مَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ" (إنجيل مرقس 13: 32). وقد قمنا بشرح الآية سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلا، فاضغط على الرابط في نص الآية لقراءة الرد.

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 07:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أقع في يد الله ولا أقع في يد إنسان
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...is3hW1CabrR0UA

وأما بخصوص الآية التي ذكرتها على لسان داود النبي: أقع في يد الله ولا أقع في يد الناس، فنصها الأصلي هو: "فَلْنَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ وَلاَ أَسْقُطْ فِي يَدِ إِنْسَانٍ" (سفر صموئيل الثاني 24: 14).

للأسف هذا خطأ مزدوج وقع فيه السائل العزيز:-

فمن جانب، لا يصح الاعتماد على آية واحدة فقط من الكتاب المقدس، بدون النظر للظروف التي قيلَت فيها، ومعناها المقصود، ومَنْ قائلها، وما هي روح الكتاب المقدس كله، والآيات الأخرى التي تتحدث عن نفس الموضوع..

ومن الجانب الآخر، الآية نفسها التي عرضها السائل، ليس معناها أن نقوم بعمل خطية لنقع في يد الله، أخف وطأة من أن نقع في يد إنسان! فهذا شرح غير سليم، وكان السائل العزيز سيفهمه بسهولة إذا لم يعتمد على آية واحدة فقط من الكتاب المقدس، وإذا قرأ الجزء الذي فيه الآية كاملًا..

فهل "اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ" (رسالة بولس الرسول إلى تيطس 1: 2) هو نفسه الذي يسمح به؟!! حاشا! هذه الآيات كانت تتحدث عن بعض عقوبات الله التي كانت مطروحة أمام النبي داود، عندما عرضها عليها النبي الرائي جاد، وأعطاه ثلاثة اختيارات كعقوبات، منها الحرب، أو المجاعة، أو الوباء.. واختار داود الوباء؛ فالحرب تجعلنا نسقط في يد أعدائنا. والمجاعة ستجعلنا نتذلل لهم ليعطونا ما نأكلهُ. أمّا الوباء فنحن فيه في يد الرب ومراحم الرب كثيرة. كما يقول بولس الرسول باندهاش لفهم البعض الخاطئ: "أَنُخْطِئُ لأَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ؟ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟!" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 15، 2)، وفي نفس الرسالة تعرض لهذا الأمر في قوله: ""أَمَا كَمَا يُفْتَرَى عَلَيْنَا، وَكَمَا يَزْعُمُ قَوْمٌ أَنَّنَا نَقُولُ: «لِنَفْعَلِ السَّيِّآتِ لِكَيْ تَأْتِيَ الْخَيْرَاتُ»؟ الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ عَادِلَةٌ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 3: 8).. فهل مراحم الله التي نسعى إليها، نحصل عليها عن طريق الخطية؟! غير معقول يا صديقي..

* خيرٌ لي أن لا افعل ثم أقع في أيديكما من أن أخطا أمام الرب:

بل على العكس من هذا.. يجب على الإنسان أن يهرب من الخطية ويتحمل أن يقع في يد إنسان عن طريق احتماله وصدقه، بدلًا من أن يهرب من يد الإنسان إذا كذب، ولكنه يقع في يد الله.. ونرى هذا جليًا في قصة العفيفة سوسنَّة في سفر دانيال النبي، التي قالت للشيخان اللذان أرادا أن يُخطئا معها: "فتنهدت سوسنة وقالت لقد ضاق بي الأمر من كل جهة؛ فإني إن فعلت هذا فهو لي موت وان لم افعل فلا أنجو من أيديكما.. ولكن خير لي أن لا افعل ثم أقع في أيديكما من أن أخطا أمام الرب" (تتمة سفر دانيال 2: 22، 23).. فقد فضَّلت أن يتهمها الشيخان في شرفها اتهامًا باطلًا، من أن تخطئ معهم في السر وتظل في نظر الناس شريفة.. ونفس الحال رأيناه في قصة العفيف يوسف..

والأكثر من هذا نراه في قول الكتاب: "مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10: 31). وتفسير هذا في قوله: "فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ: أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا، وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ، إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ، وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضًا سَتُقْطَعُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 11: 22). أي أننا يجب أن نحتمل ونظل في بِرنا وإتباعنا لوصايا الله، ولو أدى الأمر لأن يكون هنا أُناس ضدنا.. على أن نُخطئ ونقع في يد الله.. فالوقوع في يد الله ونحن أبرار، يجعلنا مؤهلين لرحمته وللطفه.. أما الوقوع في يد الله ونحن خطاة، في هذه الحالة يكون الوقوع في يد الله هو مخيف، ونقع في إطار الدينونة بسبب خطايانا.. وبنفس المنطق يقول الكتاب: "وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ" (إنجيل متى 10: 28)..

أخيرًا نختتم بقول الكتاب: "لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 25).

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 07:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
طريقة الصلاة
لقداسة البابا شنودة الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/1362290544652.jpg

المتواضع يتميز بالخشوع في صلاته.. إنه يشعر بضآلته، وهو يكلم ملك الملوك ورب الأرباب (رؤ19: 16) خالق السموات والأرض.


وهكذا يقول له:
من أنا يا رب حتى أتحدث إليك؟! ومن أنا حتى تميل بإذنك وتسمعني؟! إن كان إبراهيم أبو الآباء والأنبياء -حينما تحدث إليك- قال "عزمت أن أكلم المولى، وأنا تراب ورماد" (تك18: 27)، فماذا أقول أنا؟! أنا الذي لست شيئًا..

من أنا حتى أكلمك، أنت الذي يقف أمامك الملائكة ورؤساء الملائكة، الشاروبيم والسارافيم."ألوف ألوف وقوف قدامك، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة". كيف أحشر نفسي وسط طغمات القديسين وأتحدث إليك؟!


المتواضع يبدأ صلاته بالسجود والركوع، وبتمجيد الله.

وإن وقف يصلي، يرفع يديه إلى فوق، ويحفظ حواسه جيدًا حتى لا تنشغل بشئ أثناء صلاته، مما يتعارض مع مهابته لله.

إن سفر الرؤيا يرينا صورة عجيبة من المهابة والخشوع. فيما يخرّ الأربعة والعشرون قسيسًا قدام الجالس على العرش، ويسجدون للحي إلى أبد الآبدين. ويطرحون أكاليلهم قائلين: أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة.." (رؤ4: 10، 11). فإن كان أولئك السماويون لابسو الأكاليل التي من ذهب يفعلون هكذا في خشوعهم أمام الله، فكم خشوع يجب علينا نحن الأرضيين؟!


حقًا، إنه تنازل من الله أن يقبلنا مصلين، وأن ينصت إلينا ونحن نصلي. لذلك فالمتواضع يقول في صلاته: "لتدخل طلبتي إلى حضرتك" (مز119)..

مجرد دخول صلواتنا إلى حضرة الله، أمر لا نستحقه. ففي اتضاع قلب، نطلب من الله أن يقبل صلواتنا، وأن يسمعنا.، . لأنه ليست كل الصلوات مقبولة. كصلاة الفريسي التي كانت بكبرياء قلب، وكصلوات أولئك الذين قال لهم الرب في سفر إشعياء النبي "حين تبسطون أيديكم، استر وجهي عنكم. وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا" (أش1: 15).

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 07:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الصلاة

https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.n...96480921_n.jpg


كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث

الصلاة هى فتح القلب لله، لكي يتحدث معه المؤمن حديثا ممزوجا بالحب وبالصراحة. هى عرض النفس أمام الله.

الصلاة هى صلة، صلة بين الإنسان والله. فهي إذن ليست مجرد حديث، إنما قلب يتصل بقلب.

الصلاة هى شعور بالوجود في حضرة الله. هى شركة مع الروح القدس، والتصاق بالله..

الصلاة هى طعام الملائكة والروحيين، بها يتغذون ويذوقون الرب " ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8).

الصلاة هى ارتواء نفس عطشانة إلى الله "اشتاقت نفسي إليك كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه" (مز 42: 1)، " باسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كما من شحم ودسم" (مز 63: 5).


الصلاة هى تسليم الحياة لله ليديرها بنفسه " لتكن مشيئتك".

الصلاة هى اعتراف بعدم كفاية جهدنا، وعدم كفاية ذكائنا، ولذلك نلتجئ إلى قوة أعلى منا ونجد فيها رعايتنا..

الصلاة هى إلغاء لاستقلالنا عن الله..

هى التقاء مع الله: نصعد إليه، وينزل إلينا..

هى تحويل النفس إلى سماء والى عرش الله..

ليست الصلاة فرضا ولا أمرًا ولا مجرد وصية ولا مجرد تقوى وعبادة.. إنها رغبة وشوق.. وإلا كانت ثقيلة نمارسها بتغصب من أجل الطاعة!!

الصلاة ليست مجرد طلب. فقد يصلى الإنسان ولا يطلب شيئًا إنما يتأمل جمال الله وصفاته المحببة إلى النفس.. هكذا صلاة التسبيح والتمجيد.. أسمى من الطلب..

لا يستطيع أن يتمتع بالصلاة كما ينبغي، من له طلب آخر غير الله وحده.

الصلاة هى موت كامل عن العالم، ونسيان كلى للذات، حيث لا يكون في الفكر سوى الله وحده..

الصلاة هى السلم الواصل بين السماء والأرض. هى جسر نعبر به إلى السماويات، حيث لا عالم هناك..

إنها مفتاح السماء..

إنها مجموعة من مشاعر، تتجسد في كلمات..

وقد توجد صلاة بلا كلام، بلا ألفاظ..

خفقة القلب صلاة.. ودمعة العين صلاة.. وإحساس النفس بوجود الله صلاة..

في ظل كل هذه المعاني، أتراك حقا تصلى..؟!

Mary Naeem 02 - 04 - 2013 08:15 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أنا في عين الله (2)


تحتمل مقالة “أنا في عين الله” أبعاداً مختلفة، وبسبب كثرة المراسلات الخاصة التي وصلتني آثرت أن أتابعه في جزء ثاني وذلك لزيادة في التأمل والتوضيح.
يعيش الإنسان في هذا العالم غير مدركاً، أو بالأحرى يتجاهل ذلك، أن الله يراه من فوق في كل لحظة من حياته، وأنه يهتم به ويراقبه حتى ينضج، ليرى هل سيحقق الهدف الذي خلقه من أجله؟. الله يريدنا أبناءً للملكوت لذلك يراقبنا بعينين كلهما رجاء وأمل منتظراً أن نتصرف كأبناء له لا كغرباء عنه، هذه المراقبة تكون على صعيدين:
كيف نعيش حياتنا الخاصة، وأين الله منها؟؟
كيف نتعامل مع الأخر قريبنا، وأين الله فيها؟؟
أنا لن أجيب على هذه السؤالين بل سأذهب إلى أبعد من ذلك وسأذهب على قرب الله وأنظر معه إلى البشر في حياتهم وسأحاول أن أجيب عن الله (مجازياً) عن هذين السؤالين:

فوجدت أن الله يراني من علاه:
استيقظ كل يوم، أقوم بأعمالي الاعتيادية، أبحث عن التسلية والترفيه والاسترخاء والراحة محاولاً أن أقضي نهاري بشكل يرضي ميولي ورغباتي، يراها برضا إن كانت بعيدة عن الخطيئة، بالوقت ذاته يراقب جهادي ضد أهوائي التي تدفعني لارتكاب الخطيئة، وضد الشيطان الذي يستغل كل ضعف فيا كي يدفعني للوقوع في الكبرياء وحب الذات وفي الكثير من الأهواء التي تشكل جذراً أساسياً للخطيئة. فيتسأل لماذا لا أنتبه لهذه الأمور؟ ولماذا لا تعنيني؟ مع أنها هي الأساسية في خلاصي من سطوت الشيطان، وثم يسأل لماذا لا أطلب معونته إلا بعد الوقوع في الشر!! ؟؟ كان الأحرى بي أن أطلب كل يوم وهو سيدافع عني و سيقويني في لحظات ضعفي، ولكنه رغم نسياني وتجاهلي وأحياناً رفضي له فهو يساعدني.
هو لا يراني عضواً في جسده أي في الكنيسة بل يراني لا مبالياً بها معتبراً إياها عالماً بعيداً عن عالمي الخاص لا بل يراني محارباً إياها أو فارضاً عليها آرائي وأنها برأي لا تسير بشكل صحيح لأنها لا تنفذ أفكاري ولا تطبق ما أراه.
هو يراني لا أسأل سوى عن حياتي وكيف سأجني المال وسأحصل على الشهادات وأبني وأنجح ناسياً أن أذكره هو خالقي، ناسياً أنه يدعوني لبنوته كي أكوناً أبناً من أبناء ملكوت السماء لا يعرف الموت أبداً.
هو يراني كيف أتعامل مع الآخرين فيرى التسلط والكبرياء والتصارع من سيكون الأفضل في نظر الآخر ومن سيكون بالمرتبة الأولى ومهما كان الثمن ولو كان بقهر القلوب أو باستغلال الخطيئة من كذب وقتل ورياء.
فياترى كيف يراني الله أبناً أم غريباً؟؟؟؟؟؟
وأنا أسألك يا رب:
أبعد تنظر إلى وتنتظرني أن آتي إليك؟؟؟؟
أتبكي علي أم تترجى عودتي؟؟؟؟
هل ستصرخ في وجهي وتقول كفاك غربة عني يا بني، أم ستنتظرني على قارعة الطريق بشوق لعودة ابنك من غربته؟؟؟؟

Mary Naeem 03 - 04 - 2013 05:46 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
من هو "أنا والآخر"

http://wasatiaonline.net/admin/softs...1360684087.gif
"أين أنا منك؟"

هذا السؤال الذي يبدو غامضًا - لأنه لم يوضح من هو "أنا"، ومن هو "الآخر" - يشير إلى سمة مميزة في الإنسان، ألا وهي الموقف. فكما قال أحدهم "الإنسان موقف" مما يعني أن الذي يميز الإنسان عن المخلوقات الأخرى هو قدرته على إدراك الأشياء التي من حوله، واتخاذه موقفًا منها. فعندما أدرك الإنسان الشمس، مثلاً، أخذ منها موقفًا هو العبادة، ولما زاد إدراكه لها واكتشف أنها لا تحمل أية قوة إلهية بدأ يغير موقفه منها تدريجيًا... وكلما ازداد فهمه وإدراكه لها تغيّر موقفه، إلى أن صار اليوم سيدًا يسخِّر الشمس أوالطاقة الشمسية لخدمته.
وهكذا كان موقف الإنسان من أي شيء رآه وأدركه كالحيوانات، والأنهار، والأشجار، والأمطار، والسحب، إلخ... إلى أن وصل إلى إدراك وجود إله وذلك بمحاولاته الدؤوبة للوصول إليه؛ بالبحث خلف سر الوجود، وبالإحساس الداخلي بوجود كائن أعلى وأعظم يشده إليه، في نفس الوقت الذي كان الله فيه يعلن عن نفسه سواء من خلال الطبيعة أو الإنسان. ولأن الإنسان بمفرده كان عاجزًا عن الوصول إلى الله بحكم محدوديته فضلاً عن عدم طهارته، لذلك كان لا بد لله أن يتخذ المبادرة لأنه هو القادر على ذلك. فهو يملك الحكمة والقوة والشوق للإنسان. وهكذا كان قمة إعلان الله للإنسان في الإنسان يسوع المسيح.

هذا الإعلان الكامل من الله عن شخصه، كان لا بد وأن يواجَه تلقائيًا بموقف من الإنسان، سواء سلبًا أو إيجابًا، والذين ينحون إلى الاتجاه السلبي، يتخذونه بواحد من أسلوبين: إما إنكار وجود الله تمامًا، أو الاعتراف بوجوده وإهماله في نفس الوقت (أي لا يكون الله لهم مركز الحياة)، وهكذا نستطيع أن نجد أن الإنسان - قصد أو لم يقصد - لا بد وأن يكون له موقف من الله الذي خلقه. لذلك عليك أن تسأل ذاتك هذا السؤال: ما هو موقفي من الله؟ وقبل أن تجيب عن السؤال أود أن أقدّم لك بعض النقاط فقد تجعلك تغير مفهومك عن الله وبالتالي تغير موقفك.

1- الله وحريتي كإنسان
لقد رفض الكثيرون الله بدعوى أنه يقيّد حرية الإنسان... يلغي كيانه ويصبح هو المرجع الوحيد له. فالماركسية تقول: "إن الإنسان المتعب المقيّد الخانع يقذف كل آماله في الحرية والوجود إلى شخص آخر يتخيله أنه هو الله ويصبح عبدًا لذلك الإله الذي لم يحقق له حريته وإرادته في الأرض ليحققها له بعد الموت".

ولقد رفض ماركس الإله المتجبر الطاغي المسيطر على الإنسان الذي يحدّ من حريته، يحييه متى شاء، ويميته متى شاء... يحدد له موعدًا لكل حدث في حياته... يجعله يستكين للفقر والجهل والمرض لأنها كلها من عند الله، وكأن قدرة الله الكلية تعني حتمًا الطغيان.

ولكني أستطيع أن أقول إن كمال اقتدار الله يتجلى في سيطرته على قدرته أن يستخدم هذه القدرة لإيجاد المخلوق ثم يتخلى عنها ليهب المخلوق وجودًا ذاتيًا وحرية. فعندما أوجد الله الإنسان خلقه على صورته كشبهه في الإرادة والحرية. إن الله عندما خلق الإنسان تقبَّل أن تنتصب حرية تجاه حريته وأن تُرفض إذا شاءت إلى أبعد حدود الرفض. فالحرية معناها إمكانية الطاعة وإمكانية التمرد أيضًا.

إن صورة الله المفروضة على البشر بقوة السلاح أو سطوة المال، لا بالاهتداء الشخصي والحرية المطلقة للإنسان، جعلت الإنسان يرفض هذا الإله المتجبر الطاغي. يقول أحد الفلاسفة الوجوديين: "الله موجود، إذًا فالإنسان عبد. الإنسان ذكي عادل حرّ، إذًا فالله غير موجود". لكن المسيحية تعطي للإنسان ملء قامته، إنها تدعوه ليكون شريكًا في الطبيعة الإلهية باستخدامه حريته وإرادته.

إن إلهنا ليس إله أموات بل إله أحياء، إنه يقول في القديم: "إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا". من هذا يتضح لنا أن هدف الله، ليس هو أن يستعبدني بل أن يمدني بوجوده. وقد حدث هذا في المسيح الذي جاء ليعيدنا إلى صورة وشبه الله كما خلقنا، وليذكّرنا بهذه الحقيقة دائمًا كلما تأملنا في شخصه وفي حياته.

إن جهنم هي المظهر السلبي لحرية الإنسان التي وهبها الله له. إنها اختيار رفض الله. هذا الاحترام الإلهي لحرية الإنسان يحدد بالضبط طبيعة الإيمان، فالإيمان يقين لكنه يقين حرّ، ذلك لأن الله يريد أن يُقْبِل الناس إليه تلقائيًا، لذلك فعوض أن يفرض وجوده علينا كما تفرض الحقائق الحسية أو العلمية ذاتها فرضًا، يحتجب لكي يتسنى لنا أن نُقْبِل إليه بحرية الحب... فالإيمان هو عمل اختيار حرّ.

2- الله وقراراتي اليومية
ولكي أدرك علاقة الله بالقرارات اليومية التي اتخذها في حياتي تتداعى إلى الذهن فكرة الوكالة. فالوكالة هي حق قانوني يعطيه المالك إلى شخص آخر لا يملكه يُدعى الوكيل، به يملك التصرف في ممتلكات المالك في حدود نوعية الوكالة التي وهبها له.

ويوجد نوعان من الوكالة:

وكالة عامة، يتصرف بها الوكيل في كل ممتلكات المالك. ووكالة خاصة، حيث يتصرف الوكيل في جزء محدود من ممتلكات المالك ينص عليه في عقد الوكالة، "منزل، سيارة، إلخ...".

وبالرجوع إلى قصة خلق الإنسان نجد أن الله خلق آدم وجعله وكيلاً عامًا، ثم خان آدم هذه الوكالة بسقوطه في الخطيئة فلم يعد هناك من البشر من هو مستحق لهذه الوكالة العامة، وبذلك أصبح كل إنسان وكيلاً عن جزء مما يمتلكه الله وهو الخاص بهذا الإنسان من ثروة ومواهب وإلخ... فكل ما يملكه الإنسان هو وكيل عام عنه، وفي نفس الوقت ما يملكه هو جزء من ملكية الله العامة، فيُعتبر وكيلاً خاصًا في هذا الجزء. ومن أهم بنود عقد الوكالة ما يلي:

أ- أن تكون تصرفات الوكيل نافذة
فالوكيل لا يملك ولكنه يأخذ صورة المالك... له الحق أن يبيع، ويشتري، ويؤجر، ويرهن، ويتعامل باسمه الشخصي، وتكون تصرفاته نافذة كأن المالك هو الذي قام بها تمامًا. وهكذا نرى أن الله لا يتدخّل في قراراتي اليومية لكنه يملك في النهاية حق محاسبتي كوكيل له. هو في كل وقت معي لكن القرار قراري.

ب- أن يكون الوكيل أمينًا
وهنا نقف قليلاً لندرك معنى الأمانة. ليس معنى أن أكون أمينًا لله هو أن ألغي أفكاري الخاصة. إن وجود الله في حياتي وأمانتي له لا يلغيان تفكيري بل يقدسانه، فليس الهدف هو عمل غسيل مخ لي، لكن الإنسان بثقافته وتكوينه الفكري يظل كما هو. وهذا ما فعله الله مع كل من تعامل معه، فهو لم يلغِ فكر إسحق نيوتن، أو جاليليو، أو لويس باستير، ولكنه قدس أفكارهم، وهكذا أيضًا لا يلغي الله نظرتنا للمال والجنس والمجتمع لكنه يقدسها.

إن وجود شخص الله في حياتي لا يلغيني، ولكن يطهرني ويقدسني.

ليس معنى أن أكون أمينًا لله هو ألا تكون لي شخصيتي المتميّزة؛ فكون الله يعمل في فكري، ليس معناه أن يجعلنا نسخة واحدة متكررة، فالله ليس في ذهنه صورة واحدة أو قالب واحد يريد صب الجميع فيه، لكنه يتعامل مع كل فرد على حدة، فلا يوجد إنسان مثل الآخر. إننا نخطئ كثيرًا إذا نظرنا إلى نموذج ما وقلنا هذا هو المسيحي الحق. إن المبادئ الأخلاقية أو المسيحية تختلف طرق تطبيقها من مكان لآخر، ومن زمن لآخر، ومن شخص لآخر. فلا يوجد اثنان يتطابقان تمامًا في علاقتهما بالله، لأن الله لا يعاملنا كقطيع أو جماعة، ولكن يعاملنا كأفراد متفرّدين، وعلى ذلك فالقرارات اليومية لا يتدخل فيها الله بصورة مباشرة ليملي قرارًا أو يمنع صدور آخر.

ولأن الإنسان مهما فعل أو بذل من جهد لا يمكن أن يصل إلى الكمال في الأمانة، لذلك دبّر الله له الحل في آدم جديد وهبه وكالة عامة حتى أن كل الذين قبلوه قبلهم الله أيضًا، ومن خلاله صار للإنسان القدرة على أن يتصالح مع الله ثانية، وذلك بالإيمان في المسيح الذي جمعهما معًا في ذاته.

3- الله وتمتعي بالقوة والقدرة
إن قبولي لله في حياتي وبناء علاقة شخصية معه يجعلانني أتمتع بأشياء كثيرة ومتعددة. فوجوده في حياتي يهبني قوة وقدرة لا يمكنهما أن يتحققا لي إن لم يكن هو بشخصه معي... هذه القوة تزداد عمقًا في علاقتي معه، فكلما ازددت عمقًا في علاقتي مع الله كان تمتعي بالقوة والمقدرة أكبر وأكثر.

ونحن كثيرًا ما نتحدث عن الله عندما نتحدث في الروحانيات وننسى أن الله يهتمّ جدًا بأن يكون أولاده ناجحين في مجتمعهم وأسرهم وعلاقاتهم. إن الله يستطيع أن يرفعك فوق المصاعب والمشاكل التي تواجهك. إن وجود المسيح في حياتك يعطيك معنى القوة والقدرة اللتين تجدهما في الله في كل مناحي الحياة. فهو يملأ بالقوة، وعند اليأس يعطي رجاء، وفي الفشل صمودًا، وفي النجاح تواضعًا.

إن الإله الذي أودّ أن تدركه ليس الإله المتجبّر الطاغي الذي يحدّ حريتك ويستمتع بهذا، بل هو الإله الذي يتلذّذ بحريتك، ويستمتع بالثقة فيك، ويجعلك وكيلاً عنه في كل قراراتك اليومية... الذي يشتاق أن يملأك بالقوة والقدرة... والذي يتلهّف ليسمع منك.
أين أنا منك يارب ؟!
يسوع المسيح يحبكم جميعاً


Mary Naeem 03 - 04 - 2013 05:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مكافحة الآفات الروحية
نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس أسقف دير السريان
http://img507.imageshack.us/img507/7929/351sn7s.gif


توجد آفات كثيرة للنبات، يتحتم علي الفلاح مقاومتها ومكافحتها حتي يحصل علي زرع جيد وثمر وفير، ومن هذه الآفات؛ الديدان والجراد والحشرات الضارة والفئران وأمراض النبات وغير ذلك، لو تواني الفلاح في مقاومة إحدي هذه الآفات، التهمت الزرع والثمر وضاع تعبه سُديً.

نفس الأمر ينطبق علي الحياة الروحية لأن لها آفات كثيرة تريد تدميرها، أول أعداء الفضيلة هو الشيطان الذي يتحتم علينا مقاومته بشدة حسب نصيحة معلمنا يعقوب الرسول (قاوموا إبليس فيهرب منكم) " يع 4: 7 " ومعلمنا بطرس يقول (قاوموه راسخين في الإيمان) " 1 بط 5: 9".

كذلك الخطية بكل أنواعها يجب مقاومتها بكل شدة، ومعلمنا بولس يوبخنا قائلًا (لم تقاوموا بعد حتي الدم مجاهدين ضد الخطية) " عب 12: 4". ومعلمنا بطرس ينصحنا كاب حنون قائلًا (أيها الأحباء أطلب إليكم كغرباء ونزلاء أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس وأن تكون سيرتكم بين الأمم حسنة) " 1 بط 2: 11 ط. والشهوات الجسدية أو أعمال السد وضحها معلمنا بولس الرسول وأظهر خطرها بقوله (أعمال الجسد ظاهرة التي هي زنا. عهارة. نجاسة. دعارة. عبادة الأوثان. سحر. عداوة. خصام. غيرة. سخط. تخرب. شقاق. بدع. حسد. قتل. سُكر. بطر. وأمثال هذه... . الذين يفعلون هذه العادات السيئة التي تعيق النمو الروحي مثل الكسل والاستهتار واللامبالاة – هذه الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم، كما تقول عروس النشيد (خذوا (إبعدوا) لنا الثعالب، الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم، وكرومنا قد أزهرت) " نش 2: 15 " وقد كررت كلمة الثعالب مرتين كتنبيه علي خطورتها علي كروم حياتنا لو أهملناها ترتع وتكبر في داخلنا وتفسد ثمار جهادنا.

مقاومة الشيطان عدو كل برً وعدو خلاصنا، ومكافحة الخطية ومسبباتها وإقتلاع العادات الردية من حياتنا، أمور ضرورية لنموها الروحي حتي نثمر ثمر البر وثمر الروح الذي هو (محبة. فرح. سلام. طول أناة. لطف. صلاح. إيمان. وداعة. تعفف.) " غل5: 22".




Mary Naeem 03 - 04 - 2013 05:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
من هو من جميع البشر الذي سمع صوت الله الحي يتكلم ؟
https://files.arabchurch.com/upload/i...4812011835.gif

في الحقيقة والواقع الاختباري، أن صوت الله، صوت قوة [ صوت الرب بالقوة صوت الرب بالجلال ] (مزمور 29: 4)، فهو يدوي وصوته لنا عبر الأزمان يتخلل حياتنا كلها، لأنه يُنادي لكل إنسان، لكن عادة الإنسان أنه ثقيل الأُذن لا يسمع ولا يصغي بقلبه حتى يعود لله ويُشفى ليدخل في سرّ الارتباط بوحدة القلب مع الله الحي، فهو – في الحقيقة – لا يستطيع أن يهدأ إلى نفسه وينصت لصوت الرب إلهه من حوله وفي مراحل حياته منذ الطفولة إلى الكهولة، لذلك يظل يشتكي دائماً: لماذا لا يُسمعنا الله صوته حتى أسمع له كقول الأنبياء [ فاسمع لصوت الرب إلهك واعمل بوصاياه وفرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم ] (تثنية 27: 10)، لأعترف وأقول [ سمعت لصوت الرب إلهي وعملت حسب كل ما أوصيتني ] (تثنية 26: 14)، فأنا لا أستطيع أن أصغي لوصاياه لأُطيعها وأحيا بها، لأني لا أعرفه ولا أسمعه، ولذلك ليس عندي القناعة الكافية لكي أعيش الوصية أو أُصدق الكتاب المقدس، فأين هو الله الذي تحدث إلى الأنبياء والرسل، وأين هذا الذي قال عنه الرسول: الذي رأيناه وسمعناه !!!


في الحقيقية يا إخوتي أنا عن نفسي لا أستطيع أن أقول لأحد أين الله منه وأين هو من الله، كما إني لا أقدر أن أقول لأحد ما هي الطريقة التي تستطيع أن تسمع بها صوت الرب إلهك، لأن الله لا يُستحضر، أو يستطيع أحد أن يأتي به لا من السماء ولا من تحت الأرض، ليس لأحد سلطاناً عليه قط، فهو قدوس عالي فوق كل علو نعرفه، يفوق كل قدراتنا وتصوراتنا الخاصة، سلطانه سلطان مطلق وملكه ملك أزلي أبدي، وطبعه مجيد وكله نور فائق لا يوصف، وهذا ليس فقط على أساس المعرفة التي استقيناها جميعاً من خبرة القديسين والآباء الذين التقوا به من خلال إعلانه عن نفسه وشهادته لذاته سواء في الكتاب المقدس أو مع جميع القديسين، لأنها هي خبرة يجتازها كل رجال الله الأتقياء الذين طلبوه بكل قلبهم وأعلن لهم ذاته بالرؤيا والاختبار بسرّ فائق داخلهم، وهذا على مر الدهور كلها وإلي اليوم بل وليوم مجيئه العظيم المخوف المملوء مجداً.


فالله لا يُرى فقط من الخارج بطريقة خارقة للطبيعة وفائقة للغاية – وهو أضعف الإيمان وتعتبر حالات نادرة لهدف خاص – بل يُرى في الأساس من الداخل، ليس عن تخيلات وتصورات ذهن مريض بالأمراض النفسية أو العصبية أو حتى الدماغية التي تصور للإنسان أنه يرى أشياء وتُعلن له إعلانات وغالباً كلها وهمية مشوشة بسبب ذهنه هو وليس بإعلان الله الخاص عن ذاته !!! وهذا ما نراه عند الكثيرين وعلى الأخص من يدَّعون النبوة ويقولون أشياء خارج التعليم الكتابي ويتكلمون عن معجزات انخدعوا أنها من الله، والبسطاء عادة ينخدعون في هذه الرؤى والمعجزات ويتورطون في تصديقها حتى أنها تُأثر على حياتهم سلباً وتضلهم عن الطريق المستقيم، وكما هو مكتوب: [ توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت ] (أمثال 14: 12)
لكن رؤية الله وسماع صوته، هو في الواقع لقاء خاص على المستوى الشخصي غرضه الدخول في سرّ الشركة مع شخص حي يشد الإنسان إليه ويجذبه بقوة المحبة المتدفقة منه: [ لأن محبة المسيح تحصرنا ] (2كورنثوس 5: 14)، [ المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية، لهيبها لهيب نار لظى الرب ] (نشيد 8: 6)، وبناءً على ذلك فأن هذا يُظهر الفرق الواضح ما بين الوهم والخيال والتصور، وبين الواقع الحي المُعاش، لأن لقاء الله ليس لقاء تصوري عادي، مثلما تتوارد الأفكار أو نلتقي بأشخاص التاريخ عن طريق قراءتنا عنهم وتصورهم في مخيلتنا، أو حتى على مستوى لقاء الإنسان للإنسان في المجتمع والتعارف العادي على أي إنسان...

  • فلقاء الله لقاء محبة بين طرفين، طرف فائق الطبيعة كله محبة متدفقة يتنازل باتضاع عجيب في وداعة فائقة، وطرف مشتاق عنده جوع لما هو فائق الطبيعة، يُريد أن يدخل في علاقة شركة خاصة مع شخص يحبه كما هو بدون غرض، يُعطيه ذاته، يركن إليه في كل صغيرة وكبيرة، يستطيع أن يسمعه ويصغي إليه كطفل، لا يخجل من أن يعترف بكل نقائصه أمامه ليصير له ستراً وغطاء، بل ويكون عنده القوة لتغييره للأفضل ليكون أهلاً لحياة مقدسة طاهرة عفيفة مملوءة صلاح وسلام وحرية وفرح لا يزول...
فيا إخوتي أنصتوا واصغوا حولكم وابحثوا وفتشوا عن صوت الله الذي يُناديكم في أعماق قلوبكم من الداخل، لأن الله ليس بغريب عن أي واحد فينا، لذلك للجميع اشتياق شديد لرؤية الله حتى ولو لم يكن يؤمن به، لأنه سيظل يشعر بجوع شديد، بل واضطراب عظيم ويحيا في قلق دائم، لأنه يحتاج لحب فائق لا يتغير أو يتبدل، حب متدفق إليه ويد حانية تضمه بحب فائق، لذلك يشعر في أعماقه من الداخل أنه مشتاق إلى ما هو أعظم، يحتاج لما هو أمجد من الحياة التي يعيشها الآن، والتي يراها ناقصة، كلها مشاكل وفيها عيوب، حتى العالم كله يراه ماضي للاضمحلال وليس فيه عدل ولا حرية كما يدعيها البعض، أو الشعوب، لأنه مربوط بشرّ خفي مالك على قلب الإنسان حتى أنه داس على أخيه الإنسان وعلى استعاد لقتله أن واتته الفرصة لكي يصل أن يكون العالم ملكه هو وحده والكل عبيد عنده، لأن الحرية مفقودة والحب أصبح كلام شعارات رنانة بلا فعل إلا عند أقل من أقل القليلين، الذين وعوا قدرة الخالق وتشربوا من حبه الأصيل حتى صاروا هم أنفسهم محبة تسير على الأرض تزاد قوة يوماً بعد يوم...


عموماً يا إخوتي أن أصوات الكثيرين اليوم: ماذا أفعل لكي يأتي إليَّ الله، أو أذهب أنا إليه !!!، فيا إخوتي انتبهوا جداً، لأن كثيرين ظنوا أن الله يُريد شيئاً من الإنسان ليفعله كي يستحضر الله، وهذا يجعلنا كلنا نصل لطريق مسدود، لأن الرب قال على فم صموئيل النبي: [ هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب، هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش ] (1صموئيل 15: 22)، لذلك قال إرميا النبي: [ نضطجع في خزينا ويُغطينا خجلنا لأننا إلى الرب إلهنا أخطأنا نحن وآباؤنا منذ صبانا إلى هذا اليوم، ولم نسمع لصوت الرب إلهنا ] (إرميا 3: 25)


ولذلك يقول الكتاب: [ الكلمة قريبة منك جداً، في فمك وفي قلبك لتعمل بها ] (تثنية 30: 14)، [ الْبِرُّ الَّذِي بِالإِيمَانِ فَيَقُولُ هَكَذَا: «لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟». أَوْ «مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ؟» (أَيْ لِيُصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ). لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ؟ «اَلْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ» (أَيْ كَلِمَةُ الإِيمَانِ الَّتِي نَكْرِزُ بِهَا). لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ. لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى»... لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ ] (رومية 10: 6 – 11)
  • ولننتبه يا إخوتي لقول الرسول الذي به يوضح عدم العذر إذ يقول: [ لَكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟». إِذاً الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ. لَكِنَّنِي أَقُولُ: أَلَعَلَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا؟ بَلَى! «إِلَى جَمِيعِ الأَرْضِ خَرَجَ صَوْتُهُمْ وَإِلَى أَقَاصِي الْمَسْكُونَةِ أَقْوَالُهُمْ». لَكِنِّي أَقُولُ: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَمْ؟ أَوَّلاً مُوسَى يَقُولُ: «أَنَا أُغِيرُكُمْ بِمَا لَيْسَ أُمَّةً. بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُكُمْ». ثُمَّ إِشَعْيَاءُ يَتَجَاسَرُ وَيَقُولُ: «وُجِدْتُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي وَصِرْتُ ظَاهِراً لِلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا عَنِّي». أَمَّا مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُولُ: «طُولَ النَّهَارِ بَسَطْتُ يَدَيَّ إِلَى شَعْبٍ مُعَانِدٍ وَمُقَاوِمٍ» ] (رومية 10: 16 – 21)
فلننتبه لما قاله الرسول في آخر الكلام لأنه هام للغاية إذ يقول بالنسبة للأمم الذين لم يعرفوا الرب: [ وجدت الذين لم يطلبوني، وصرت للذين لم يسألوا عني ]، أما عن إسرائيل الذي له المواعيد ويعرف الرب على مر تاريخه كله: [ طول النهار بسطت يدي إلى شعب مُعاند ومُقاوم ]
  • آه يا رب أعطنا انفتاحاً في الذهن والبصيرة الداخلية حتى نستطيع أن ننفتح بكل أبعاد كياننا على شخصك المُبارك لنسمع صوتك أيها الرب إلهنا، لنسلك في أوامرك التي جعلتها أمام وجوهنا، لأن لنا زمان طويل لم نسعى إليك ولم نصغي لك ولا لجميع كلام الأنبياء الذين أرسلهم إلينا، ولم ننتبه أنك أتيت إلينا بشخصك متجسداً، آخذاً ما لنا لتُعطينا ما لك ،لذلك نسألك يا مخلصنا القدوس الصالح تحنن على ثقل سمعنا وضع إصبعك سراً في آذان قلبنا الخفي وانطق كلمتك [ إفاثاه ] أي انفتح، حتى تنفتح آذاننا الداخلية ونسمع بوضوح وبلا تشويش ما يقوله الروح، فنطيع ونُلبي النداء، فنجري ورائك ونعطيك قلوبنا وحياتنا تكون بين يديك، وأنت تجددنا وتشفي أعماقنا من الداخل وتُسكن كلمتك فينا وتقوي إيماننا وترفعه لمستواها حتى نُطيعك طاعة الإيمان فنكون آنية مكرسة مخصصة لسكناك وحدك، فنفوز بأن نكون مسكنك وأنت تصير ممجداً فينا، اسمع واستجب لنا آمين.

Mary Naeem 03 - 04 - 2013 05:54 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ابعد عن كل ما يغضب الله في المستقبل..

https://upload.chjoy.com/uploads/1362290544652.jpg



من
كتاب الرجوع إلى الله لقداسة البابا شنودة الثالث

ابعد عن كل ما يغضب الله في المستقبل..


لئلا تصيبك نكسة في الصلح، فترجع كما كنت..

إن صالحت الله، فلا تعد وتنضم إلي أعدائه. بل ابعد عن كل مجالات الخطية.. لأنه كثيرًا ما يشتاق القلب إلي الله، ثم يبرد إشتياقه بتأثير اَخر مضاد. فالإنسان سريع التأثر، وما أسهل أن تتقلب الطبيعة من الضد إلي الضد، إن كانت لم تثبت بعد في الله ثباتًا كاملًا..

واعلم أن الصلح مع الله، ليس هو مجرد كلمة "أخطأت". فقد قالها كثيرون ولم ينتفعوا بها..

إنما الصلح مع الله، هو حياة تتميز بإرضاء الله.

هو سلوك عملي يسعي لإرضاء الله وكسب محبته.

وهو لا يقتصر علي الناحية السلبية فقط، أي عدم الدخول في خصومة جديدة مع الله.

إنما من الناحية الإيجابية، يتحول الصلح إلي حب..

Mary Naeem 03 - 04 - 2013 05:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مُصالحة السماء والأرض
من

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث



https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...y0BYokwBRGWPfw

ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة"

(2كو5: 18).

أول شيء نتذكره في ميلاد الرب هو عمق محبته للناس. فمن أجل محبته لهم سعي لخلاصهم. ومن أجل محبته لهم أخلي ذاته، وأخذ شكل العبد، ونزل من السماء، وتجسد وصار في الهيئة كإنسان (في2: 7، 8).

إن التجسد والفداء، أساسهما محبة الله للناس. فهو من أجل محبته لنا، جاء إلينا. ومن أجل محبته لنا، مات عنا. لهذا يقول الكتاب: "هكذا أحب الله العالم... حتى بذل ابنه الوحيد..." (يو3: 16).
أنظروا ماذا يقول: "هكذا أحب... حتى بذل". نحن إذن في تجسده، نذكر محبته التي دفعته إلى التجسد. واعترافًا منا بهذه المحبة، نتغنى بها في بدء كل يوم، إذ نقول للرب في صلاة باكر: "أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر، وكل الخليقة تهللت بمجيئك". قبل ميلاد السيد المسيح، كان هناك خصومه بين الله والناس. فجاء السيد المسيح لكي يصالحنا مع الله، أو جاء لكي نصطلح معه هو. قبل مجيئه كانت هناك خصومة بين السماء والأرض. ومرت فترة طويلة كانت فيها شبه قطيعة بين السمائيين والأرضيين: لا رؤي، ولا أحلام مقدسة، ولا أنبياء، ولا كلام من الله للناس، ولا ظهورات مقدسة... ولا أية صلة واضحة...!! كانت الأرض بعيدة عن السماء طوال تلك الفترة...

كانت خطايا الناس كليالي الشتاء: باردة ومظلمة وطويلة. وكانت تحجب وجه الله عنهم. وكانت الخصومة بينهم وبين الله، يمثلها في الهيكل الحاجز المتوسط الذي لا يستطيع أحد من الشعب أن يجتازه إلى قدس الأقداس... وزادت خطايا الناس، واحتدم غضب الله عليهم، واستمر القطيعة. ولم يحاول البشر أن يصطلحوا مع الله.

ثم جاء السيد المسيح، فأقام صلحًا بين السماء والأرض، وأرجع الصلة بينهما. وبدأت تباشير الصلح تظهر. ورجعت العلاقات كما كانت من قبل وأكثر... ولكي أوضح الأمر لكم أقول: تصوروا أن دولتين متخاصمتين، قد رجع الصلح بينهما، فماذا تكون النتيجة: طبعًا ترجع العلاقات كما كانت: يعود التمثيل السياسي بينهما، وإرسال السفراء والقناصل...
وفي ظل المودة الجديدة تبرم اتفاقية اقتصادية، اتفاقية ثقافية، اتفاقية عسكرية... المهم أنه توجد علاقة وصلة. كذلك لنفرض أن شخصين متخاصمين قد اصطلحا، في ظل الصلح نري العلاقات قد بدأت ترجع، تعود التحيات والابتسامات والزيارات والأحاديث، وتعود المودة... هكذا حدث بين السماء والأرض. وبدأت تباشير الصلح تظهر بمجيء السيد المسيح إلى الأرض أو في خطوات وممهدات مجيئه..


Mary Naeem 03 - 04 - 2013 06:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
المسيح هو الله
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...jIPBGcfI-yj1MQ
بالعودة للمقطع الإنجيلي لحادثة التجلي نلاحظ أنه يحدثنا عن النور الغير المخلوق الذي يصدر من المسيح فينير كل من حوله، وعن “سحابة نيّرة” التي هي علامة في الكتاب المقدس لظهور الله، وصوت يُسمع من وسط هذه السحابة يقول: “وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا” (متى5:17)، بالإضافة لأن الأنبياء الكبار أي موسى وإيليا الذين ظهروا داخل هذه السحابة كشفوا لنا أن المسيح هو سيد الأحياء والأموات وليس نبي مثلهم وليس شخص معادي لله كما حاول اليهود إظهاره حيث تكلّموا معه عن “خروجه” (لو31:9) الذي سيتم في أورشليم، ولن ننسى التلاميذ الذين سقطوا على وجههم غير قادرين على تحمّل نور المسيح الإله، كل هذه الأمور توضح وبشكل جلي الطبيعة الإلهية للمسيح. تلك الطبيعة الإلهية المخفية بإرادته وراء الطبيعة البشرية، والتي يكشفها للذين يطلبونه بقلب نقي.

Mary Naeem 03 - 04 - 2013 06:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الطبيعة البشرية للمسيح الممجدة
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...KwFPnDaAqOOahQ

فاض، في حاثة التجلي، نور بهي من جسد المسيح، حتى من ثيابه أيضاً (لو29:9). هذا الحدث لم يظهر فقط الطبيعة الإلهية للمسيح بل مجّد الطبيعة البشرية، مجد آدم الجديد الذي لم يتلوث أبداً بالخطيئة.
طبيعة المسيح البشرية كانت ممجدة من لحظة الحبل به من والدة الإله ولكن هذا المجد لم يظهر حتى التجلي، فقد أمسكت أعين التلاميذ عن رؤية هذا المجد، ولكن الآن ولأول مرة انفتحت أعينهم ليروا ما لدى المسيح منذ لحظة ولادته، بالحقيقة المسيح لم يظهر شيء مخفي بل أعين التلاميذ هي التي تجلت روحياً وأصبحت قادرة أن ترى النور الغير المخلوق. النور الذي سينير دوما ملكوت السموات حيث لا يكون ليل أبداً “ولا يكون ليل هناك ولا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس لأن الرب الإله ينير عليهم” (رؤ5:22).
ما قام به المسيح سيفعله البشر المؤمنون عندما يستنيرون بنوره لأنه قال: “حينئذٍ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم” (متى 43:13)، ويؤكده لنا أولاً بذاته عندما تجلى وأظهر نوره وثانياً عندما سيرسل لنا نعمة الروح القدس، في يوم العنصرة، عندها سينعم المؤمنون بالنعمة الإلهية وسيؤكدونها القديسون بحياتهم الجهادية عندما يضيؤون بنعمة الروح القدس عبر كل العصور.

Mary Naeem 03 - 04 - 2013 06:13 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الطاعة للمسيح الإله المتجسد
http://www.melkitesaida.com/UserFile...Copy%20(4).jpg

المسيح هو إله كامل وأحد أقانيم الثالوث القدوس الذي تجسّد وأخذ الطبيعة البشرية الكاملة، يجب أن نعترف به كمخلّص وأن نتبع وصاياه، وهذا أساس ما نطلبه في الصلاة كما علّمنا هو “ليتقدس اسمك، ليأتي ملكوت، لتكن مشيئتك”.
عندما نحيا ونجاهد لاقتناء الروح القدس سنعاين مجد الله وملكوته على الأرض كما حدث مع الأنبياء والرسل وكل القديسين عبر كل العصور، ولن تصبح المادة وكل احتياجاتها أساسية في حياتنا، وهذا ما رأيناه جلياً في حادثة التجلي. علّقت كل الحاجات البشرية في جبل ثابور، فلم يفكر الرسل ماذا سيأكلون أو سيشربون، بل فقط بالمسيح وبموسى وايليا وأن يصنعوا لهم ثلاثة خيم رغم أنهم لا يدرون ماذا يقولون “قال بطرس ليسوع يا معلم جيّد أن نكون ههنا، فلنصنع ثلاث مظال، لك واحدة ولموسى واحدة و لايليا واحدة وهو لا يعلم ما يقول” (لو33:9). هم فكروا بملكوت السموات وتحقيقه على الأرض.
بالتالي ماذا سيحدث إن لم نعترف بالمسيح كمخلص لنا وإن لم نُطِعْ وصاياه؟ طبعاً الجواب واضح ومن عالمنا الحالي، ولنقارن بين أناس استناروا بنور التجلي وأصبح طريق الحياة أمامهم واضحاً يوصلهم لملكوت السموات وآخرون لم يستنيروا بهذا النور الغير المخلوق بل بآخر طبيعي مخلوق طبعاً سيرون أمامهم الطريق الطبيعي الذي نهايته على الأرض تحت التراب بعكس النور الغير المخلوق الذي نهايته ملكوت السموات، فلنستنير بنور المسيح كي يزول الخوف من حياتنا ولنضمن السلام والراحة في ملكوت السموات.

Mary Naeem 03 - 04 - 2013 06:18 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
“كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الإنسان قدام ملائكة الله”

https://upload.chjoy.com/uploads/1361826122471.jpg

بدأ عيد جميع القديسين، تاريخياً، بعيد لجميع القديسين الشهداء بالتحديد، ولكن يمكننا اعتبار أن العيد هو عيد جميع القديسين لأن القديسين المجاهدين ولو لم يستشهدوا بالدم كانوا شهداء الحياة المسيحية، فكل إنسان يعترف بالمسيح أمام الجميع هو معرّض للشهادة، وغير مهم إن كانت الشهادة بالدم أو بالدموع. نفرح اليوم وسط حياة الكنيسة الليتورجية بحضور جميع القديسين “لنا سحابة من الشهود” (عبر 1:12)، “غسلوا ثيابهم وبيّضوا ثيابهم في دم الخروف” (رؤ 14:7). نعيّد في هذا اليوم لكل القديسين الذين عاشوا ملكوت الله على الأرض ودخلوا إلى حياة المسيح القيامية، ونكرّم هؤلاء الذين عاشوا سرّ التبنّي أي تصرّفوا كأبناء لله. نحتفل بهؤلاء الذين وصلوا إلى أعلى الدرجات ووصلوا إلى قمة فرح القيامة وأعطوا بذلك شهادة سلامية منعكسة من داخلهم نحو العالم أجمع من حولهم. وكما نقرأ في سنكسار اليوم: “نعيّد اليوم لجميع ما قدّسه الروح القدس… التسعة طغمات الأجداد ورؤساء الآباء والأنبياء والرسل الأطهار والشهداء ورؤساء الكهنة والشهداء الكهنة الأبرار والأبرار والصدّيقين وجميع مصاف النساء القديسات وجميع القديسين الآخرين”.
موقع العيد أهم من تسميته فالكنيسة تعّيد لجميع القديسين مباشرة بعد عيد العنصرة، وبحيث يشكّل العنصرة آخر عيد في الدورة الليتورجية السنوية، وبهذا العيد ينتهي كتاب البنديكستاري، وأهميته تكمن أنه بنهاية الحياة بالمسيح يجب أن يتحقق هدف الحياة بالمسيح وهو قداسة الإنسان وتجديده لذلك تعيّد الكنيسة اليوم لثمارها أي قديسيها.

الشهادة والاعتراف
لكن يبقى السؤال ما هو الأمر الذي فعله القديسون حتى ينالوا كل هذا التكريم من الكنيسة؟، طبعاً الجواب بتطبيقهم لما سمعناه في إنجيل اليوم: “كل من يعترف بي قدام الناس اعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السموات. ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السموات… ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني”.
كلام الإنجيل ليس إلا إيقاظ لوعي أرثوذكسيتنا. وبالتالي عن ماذا تخلّينا من أجل محبة المسيح؟ ما هي الأشياء التي نحن مستعدون أن نقدمها للآخرين؟ كم عدد الشهداء الذين تقدموا من أجل البشارة بكلمته؟ طبعاً الأجابة خاصة بكل واحد منّا وكل من يقبل الله كأب له يمكن أن يجد الأجوبة الصريحة.
يسير على طريق القداسة كل هؤلاء الذين يجاهدون بقوة ومسؤولية ضدّ الأهواء محاولين تنقية وتطهير حياتهم الداخلية. يبارك المسيح هؤلاء الذين اقتنوا قلوباً نقية وَيَعِدهُم بأنهم سَيَرَون الله.
يرتفع اليوم أمام أعيننا سلم إلى السماء، القداسة ليست نظام أو قانون ولأشخاص محددين ومحدودين. هي دعوة لنا جميعاً، القداسة هي ملء الحياة بالمسيح، هي العيش المشترك بين الله والإنسان.
جسّد هذه القداسة وحققها جميع القديسين الذين نُعيّد لهم اليوم، تظهر القداسة في وجوههم كحقيقة مُعاشة وليس كشكل جميل، وبرؤيتنا لها نتعلم ولو بدون كلام، فهي جهاد وتعب وصبر وتواضع ودموع وحتى الدم لهؤلاء الذين استشهدوا من أجل المسيح “من اجل شهادة يسوع ومن اجل كلمة الله” (رؤ4:20).

Mary Naeem 03 - 04 - 2013 06:20 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حضور المسيح

https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...HqJhBi8E_NFVfB

“قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه”
ترتكز الكنيسة في حياتها على القداس الإلهي و العنصرة. كان المسيح منظوراً في زمن الإنجيل، أي في التاريخ، أمام تلاميذه وكل من حوله، لكن في عيد العنصرة يحضر المسيح سرّياً للعالم أجمع ويظهر لا أمام التلاميذ لكن في القلوب.
يتفعّل هذا الحضور السري للمسيح في القلب بواسطة الروح القدس، والروح القدس ليس قوة إلهية مستقلة ولكنه واحدة من الأقانيم الثلاثة للثالوث القدوس، فهو المنبثق من الآب والمرتاح في الابن.
إذاً المسيح يرسل الروح القدس والروح القدس يُنمّي المسيح في قلوبنا، فيأتي المسيح باسم الآب ليطبّق ويفعّل إرادته في العالم ومن جهة أخرى يأتي الروح القدس باسم الابن كي يشهد له ويتمم عمله.
الروح القدس والكنيسة
يشهد أباء الكنيسة ويؤكدون أن علاقتنا مع الروح القدس تتحقق في الكنيسة. يأتي هذا التأكيد الآبائي لأنه بدون الاتحاد مع الروح القدس تصل البشارة إلى فراغ، والخدمة تصبح عملاً، والصلاة حديث فردي، والخدمات الاجتماعية تتحول لعلاقات سطحية بلا معنى، والعمل الرعائي يصبح حركة اجتماعية فارغة. وبالمقابل مع الروح القدس لدينا حياة مع الله و انتقال من السقوط إلى القيامة ومن الخطيئة إلى التوبة والحياة الجديدة، فكلّ الذين يعتمدون على اسم الثالوث القدوس ويلبسون المسيح ويدخلون جسده، أي الكنيسة، بنعمة الروح القدس يحصلون على الحياة بالمسيح أي على الظفر والقيامة.

الروح القدس والإنسان
يجب أن ينصبّ كل اهتمام الإنسان وجهاده على اقتناء الروح القدس وثماره لأنه الهدف الأساسي لحياة الإنسان، وباقتناء نعمة الروح القدس يحصل على خلاصه، هذا الخلاص الذي يتحقق بالمسيح لا يمكن أن يكون بدون الروح القدس، فنحن بدون الروح القدس غرباء وبعيدين عن المسيح ولكن بشركتنا بنعمة الروح القدس نصبح بالنعمة شركاء في الأُلوهة، ولكي نكون في الله الآب يجب أن يكون الروح القدس في داخلنا. وإذا كان الإنسان يحمل المسيح بداخله فهذا بسبب حضور الروح القدس في حياته.
الروح القدس يبني جسد المسيح ويتمم أسرار الكنيسة ويفعّل ويتمم كل شيء ويهبنا كل بركة في الدهر الحاضر والمستقبل.
يؤدي غياب الروح القدس من حياة الإنسان خراباً لحياته الداخلية ودماراً وضياعاً أو ما يسمى بضعف الحياة الروحية وفشلها. ويسبب غياب الروح القدس من العالم أزماتٍ ومآسي، والسبب الرئيسي لهذا الغياب هو غزو العولمة لحياتنا والتي سببت إبطالاً لنعمة الروح القدس واستبدلتها تماماً بالرغبات والمتطلبات البشرية.
متى جاء الروح القدس!!!
نعيش في عالم يقدم برامج لتحسين الحياة الطبيعية المادية للإنسان ولكن يأتي عيد العنصرة ليجعلنا نُعيد تقييم هذا الأمر ويعلّمنا أهمية نعمة الروح القدس في حياتنا وأن الوجود الحقيقي للإنسان هو عند ظهور هذه النعمة في حياته، وبواسطة هذه النعمة يستطيع أن يتغير للأفضل ويصل حتى إلى القداسة.

Mary Naeem 03 - 04 - 2013 06:24 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صمت المسيح
https://upload.chjoy.com/uploads/136229133361.jpg

العلامات التي نطلبها كي نؤمن بالله تجرح الحقيقة أي علاقة المحبة مع الله، لذلك كان رفض المسيح مباشر للحصول على هذه العلامات: “الحق أقول لكم لن يُعطى هذا الجيل آية” (مر12:8).
المسيح أتى إلى العالم لكنه اختبئ وراء جسده الظاهر. المسيح يجيبنا بصمته ولكن لهؤلاء الذين يستطيعون أن يفهموا وأن يدركوا أن داخل هذا الصمت تختبئ محبة المسيح للإنسان، فبصمته هذا تختبئ حريتنا أي خلاصنا.
البحث العلمي عن الإيمان والوصول لعلامات تثبت صحته، تحط من قيمته ليصبح نوعاً من المعرفة البسيطة. لذلك يتواجد المسيح في صمت محبته المطلقة، حيث البحث عنه يحتاج العمر كله وجهد كبير. الله لا يأمرنا بل يدعونا لنوع من العلاقة التي لا يشوبها شكوك. الأب هو كذلك بدون أن يفرض أبوته على أحد. والسيد المسيح أتى ليجلس على طاولة الخطاة وصُلب بسبب محبته المطلقة. فهل يوجد عريس مات من أجل عروسه أو ارتضت عروس أن تتزوج من عريس مصلوب؟ السيد تزوّج الكنيسة فقدم لها دمه كمهر، وخواتم هي المسامير التي علق بها عند الصلب، هكذا كانت محبة المسيح للإنسان.

Mary Naeem 03 - 04 - 2013 06:26 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أحد الأعمى

https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...BZZCSGlz-NWiFw

رتبت الكنيسة في إنجيل اليوم أن نقرأ أعجوبة شفاء الأعمى، وهو رجل أعمى منذ مولده حصل على الرؤية بأعجوبة من السيد، حادثة شفائه كانت نقطة بداية لخلاصه، وذلك بسبب جوابه في نهاية المقطع الإنجيلي لسؤال السيد المسيح: “أتؤمن بابن الله” فصرخ الأعمى، عند رؤيته النور الإلهي، باعترافه الإيماني: “أومن يا سيد وسجد له”.
يشكل هذا الموقف لحظة مباركة لنا كي نقف بمواجهة إيماننا ونتساءل أين هو؟ ولنسعى كي نجدده وننميه، بداية هذا الإيمان كانت يوم معموديتنا.
يضطرب الإنسان عند الاحتكاك بموضوع وجود الله، وخصوصاً عندما يبحث عنه في عقله، فيطلب علامات كي يؤمن، حتى والمسيح معلّقاً على الصليب سأله بعض الناس من حوله: “إن كنت أنت ابن الله انزل من الصليب وسنؤمن بك” لكن السيد لم يجيب، وبقي في صمته، ومات على الصليب كي يحيا الإنسان، وقام من بين الأموات كي يفتح أبواب الملكوت فيدخل الإنسان إلى الحياة بالله.

صمت المسيح
العلامات التي نطلبها كي نؤمن بالله تجرح الحقيقة أي علاقة المحبة مع الله، لذلك كان رفض المسيح مباشر للحصول على هذه العلامات: “الحق أقول لكم لن يُعطى هذا الجيل آية” (مر12:8).
المسيح أتى إلى العالم لكنه اختبئ وراء جسده الظاهر. المسيح يجيبنا بصمته ولكن لهؤلاء الذين يستطيعون أن يفهموا وأن يدركوا أن داخل هذا الصمت تختبئ محبة المسيح للإنسان، فبصمته هذا تختبئ حريتنا أي خلاصنا.
البحث العلمي عن الإيمان والوصول لعلامات تثبت صحته، تحط من قيمته ليصبح نوعاً من المعرفة البسيطة. لذلك يتواجد المسيح في صمت محبته المطلقة، حيث البحث عنه يحتاج العمر كله وجهد كبير. الله لا يأمرنا بل يدعونا لنوع من العلاقة التي لا يشوبها شكوك. الأب هو كذلك بدون أن يفرض أبوته على أحد. والسيد المسيح أتى ليجلس على طاولة الخطاة وصُلب بسبب محبته المطلقة. فهل يوجد عريس مات من أجل عروسه أو ارتضت عروس أن تتزوج من عريس مصلوب؟ السيد تزوّج الكنيسة فقدم لها دمه كمهر، وخواتم هي المسامير التي علق بها عند الصلب، هكذا كانت محبة المسيح للإنسان.
أتؤمن؟
المسيح لا يتوجه لنا بالمنطق، ولا يطلب علامات ولا يسأل: “أتعرف، انتصرت، حققت؟” السؤال الذي يسأله: “أتؤمن” والذي يستطيع أن يجيب فقط هو من لديه قلب نقي فيقول: “أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني”. في الوقت التي تداهمنا الشكوك عن وجود الله، أو تداهمنا الوحدة والفراغ، يساعدنا التواضع للخروج منها، هذا التواضع يدفع الإنسان أن يسكب ذاته أمام المصلوب. وعندها يقوم المسيح ويحمل عنا هذا العبء “احملوا نيري عليكم وتعلموا مني. لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم لان نيري هين وحملي خفيف” (متى 29:11-30). وكلام المسيح هذا ليس إلا نور وسط ظلام هذا العالم.

Mary Naeem 08 - 04 - 2013 05:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وراء من.. الاموات أو الاحياء ؟


http://www.mediationsphilosophiques....hilo-choix.jpg
أموات وأحياء
"رأي الفلاسفة في الموت والحياة"
هل تتبع شخصًا ميتًا؟
من هو الحي الذي لا يموت؟
- ”ما حياتي إلا سجن مؤبد بغيض نهايته الإعدام“.
- ”إن موتي وحياتي وجهان لعملة واحدة“.
- ”أنا ميت وأنتم ستموتون“.



”الموت هو النهاية المأسوية لكل إبداع، والإجهاض الفكري لكل أمل“.
هذه من أقوال بعض من عظماء الفلاسفة والمفكرين الذين قد تعجب بهم، وتستهويك أفكارهم، ولكنهم رحلوا عنا، فقد ماتوا أجمعين، لأن كل نفس ذائقة للموت.
فقد ترى في فلسفة أرسطو أو مبادئ أفلاطون أفكارًا تستحق التأمل. وقد تعجب بفكر فيلسوف ما وتنتهج نهجه في طريقة عرضه للقضايا أو في كيفية تسلسل البراهين. ولكنك تظل منفصلاً عن هذا الفيلسوف أو ذاك.
هل حاولت أن تستجير بأحد هؤلاء الفلاسفة أو المصلحين؟
هل ناديت ”ديكارت“ مثلاً؟
ديكارت الذي قال: ”أنا أفكر، إذًا أنا موجود“؟ هل استجرت به ليعينك في قضية وجودك؟
هل أنقذك فكر الفلاسفة من تمزقك الداخلي؟
أو أجاب عن تساؤلاتك؟
أو منحك سلامًا أو عزاء أو شفاء؟
وهل يُسأل الموتى من أجل الأحياء؟
إن لمساتهم خارجية باردة تعبر عن انفصال وعجز.
أنا حي، فأنتم ستحيون“ (يوحنا 19:14).
هل تعرف من قال هذه الكلمات ”أنا حي، فأنتم ستحيون“؟
إنه الحي إلى الأبد، الذي يهب حياة أبدية لكل من يؤمن به. إنه يسوع المسيح... كلمة الله الذي تمثَّل بشرًا ليتصل ببني البشر ويتلامس معهم تلامسًا حيًا دافئًا.
لقد جال في الأرض يصنع خيرًا، فكان العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهَّرون، والمساكين يبشَّرون، والموتى يقومون بكلمة منه.
أما موت المسيح فكان آية، إذ وضع حياته حتى الموت لأجلك ولأجلي. ارتضى موت الصليب فدية للعالمين، ونيابة عن كل من يؤمن به ويقبل نيابته عنه قبولاً شخصيًا. ثم بُعث حيًا من قبره ورُفع إلى السماوات فوق الجميع.. لقد انفرد يسوع المسيح بهذه القيامة العجيبة دون سواه. فلا أرسطو، ولا أفلاطون، ولا ديكارت، ولا سارتر... قام أي منهم من الموت كما قام المسيح واهبًا حياة أبدية ومانحًا سلامًا وشفاء لكل من يؤمن به.
قال المسيح: ”أنا هو الطريق والحق والحياة“ (يوحنا 6:14).
عزيزي القارئ الكريم، من تتبع في حياتك؟
أي طريق تختار؟
هل تتبع شخصاً ميتاً أم تبغي أن تسلم قيادة حياتك للشخص الوحيد الذي قال عن نفسه أنه القيامة والحياة، ذاك الإله الذي دحر سلطان الموت، فهو الحياة، وهو الحق المطلق والطريق الوحيد؛ لم يقل أحد آخر عن نفسه أنه الطريق والحق والحياة.
وجّه قلبك لله، وسلّمه زمام حياتك، واطلب منه غفران خطاياك واثقًا في موت المسيح النيابي عوضًا عنك وستوهب الحياة الأبدية
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع يحبكم
آمين

Mary Naeem 08 - 04 - 2013 05:40 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اريد يسوع

https://upload.chjoy.com/uploads/136407111973.jpg

أريد شخصــا مجهولا
لا أعرف عنه شيئـا ولا يعرف عني شيئـا.
أريد أن أحكي له عن كل ما بداخلي.
أحكي وأبكي حتى ينقضي الليل .
.حتى آفرغ كل ما بقلبي فيعود كمـا كــان
لا أريد نصــائح . لا آريد آقتراحـات.
لا أريد فلسفـات ولا مؤثرات .
أريده فقط آن يستمع لكل ما آقول
اريـد يسوع

Mary Naeem 08 - 04 - 2013 05:42 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
جرب سريعا وأعطى حياتك كلها لربنا

https://upload.chjoy.com/uploads/136380428321.jpg

جـــربــت تقـــرب مـن ربنــا تحـبـه زى مـاهـو بيحبنــا تكــون جنبــه زى مـاهـو دايمــا جنبـنــا
جــربــت فــى قــربـه تشــوف الهـنــا
جــربـت مـتـخفـش مـن المــوت وانــت قــريـب مــن ربنــا
جـربــت تعــيـش حيـاتــك صــح..
يــوم اتنـين او ميــت سنـــه
جربت تحــب بجــد وتبطــل تقــول انــا
جـــربــت تكــون انســان يكـون قلبــك نظيــف وفــى ايمــان تصلـى تصــوم وتفضــل فـى خشــوع ومــن صــوتــه دمـوع عنيــك مـش راضـية تقــف ومــن كــلام ربنــا قلبــك عمــال يتخــطـف
جــربــت تبطــل ذنــوب وتـرجــع بـين أيـدين ربنــا وتتــوب
جربت تخــلى النـاس تحــبـك وتبقــى خـالى مــن العيــوب
جــربــت متكــونـش نــاسـى كــل حــاجـه
نـاســى صــلاتــك ناســى حـتى ربنــا
نـاسـى اد ايــه هــو حنيــن اوى وبيـسـامـح وبيحبنـا
جربت تكــون بعيــد عــن الخطايه مرتــاح البال
وعلى طــول سعيــد وفرحـان
جــربــت تكــون جــنب ربنــا..تصــلى ..تـدعــى ,, تبكــى ,, تحـكــى ,, تضحــك
جــربــت تكــون جــنب ربنــا
جرب سريعآ واعطى حياتك كلها لربنا



Mary Naeem 08 - 04 - 2013 05:44 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قد انقضي زمان النوح ..!


https://files.arabchurch.com/upload/i...8496309593.jpg
قد انقضي زمان النوح..!

(لماذا الطيب والنحيب، إن زمن البكاء قد إنقضى لا تبكين، بل بشرن بالقيامة للرسل) (الابصلمودية المقدسة)
لماذا تبكين؟ تسائل الملاك هكذا... وكانت الاجابة من مريم المجدلية إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ ويقول الكتاب١٤‏وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. ظل صوت يدوي في المكان وفي السمع وعبر العصور لماذا تبكين؟ قد انقضي زمن النوح.كان بكاء ونحيب المجدلية نابع من غياب رؤية يسوع الحي امامها فقد اختفي يسوع ولا تعلم اين موضعه!. فذالك الاسم الحسن لم يعد موجوداً لم تستطيع رؤية ذالك السيد الحنون, فالضباب يحجب الرؤية فشاهدة يسوع الميت ولم تشاهد يسوع القيامة .نظرة الي القبر الفارغ ولم تنظر لصاحب مفاتيح الهاوية والموت.كان سؤال الملاك لتستيقظ من وهمها لماذا تبكين ؟ وظلت في غفلتها لا تري يسوع .الصوت يدوي ويعلي لماذا تبكين ؟ لم تنتبه وقالت اين هو يسوع القبر اين وضعوه؟كانها هي من تبحث عنه وهو الذي يبحث عنها .!اهكذا كان السؤال لكن اين الجواب ! انظر ورائك كما نظرة المجدلية هل تري يسوع ؟تقول نعم ! انه حبيبي والهي ؟ هل تعيش حياة الفرح الدائم ؟ بالطبع لا فانا حزين ومهموم باحزان العالم وبالضيقات والالام . اذا انت لا تري يسوع كما لم تراه المجدلية .يسوع كان خلفها يعرفها ولا تعرفه !يعلم جوانب حياتها ولا تعلم هي من هو ! هل تري انت يسوع الميت .ان كنت لا تدرك وجود يسوع الحي اذاً فانت ملجئ وايواء للنازحين يسكنك الحزن والضيق والالم واصدقائهم الشهوات والخطايا .اتبكي .انعدمت الرؤية هل هناك ضباب في رؤيتك لله.تستطيع الان ان تري يسوع الحي .اطلبه من اعماق قلبك فهو خلفك ويسمعك ويبحث عنك ويطلبك ..



Mary Naeem 08 - 04 - 2013 05:49 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الابن الضال
=====

(( كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد )) لو 15 : 24

http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...rodigalson.jpg
نفس تاهت في ارض الغربه عن المسيح وفكرة في شهوة العالم والاستقلال عن الله لذا ذهبت الي كورة بعيدة وفي نفس الوقت كان الرب يدبر لها طرق العودة الي حضنه -- لذا وضع الرب في قلبه وفكرة ان يقوي علي الخطيه ويقول اقوم الان واذهب الي بيت ابي
هيا نتعرف علي الابن الاكبر والابن الاصغر
اولا : يراد بالابن الاكبر الفريسيون وبالاصغر العشارون والخطاة وكذ يراد بالابن الاكبر اليهود والابن الاصغر الامم
ويشبه كل المتكبرين المتكلمين علي بر انفسهم بالابن الاكبر وكل الذين يعترفون بخطاياهم ويرجعون الي الله بالابن الاصغر
ثانيا : نري في هذاالمثل ثلاثه حالات عظمي وهي : -
الحاله الاولي --- السقوط في الخطيه وكيف يؤدي الي البوار
والهلاك مثل 1 - بعد الخاطي عن الله - سافر
الي كورة بعيدة 2 - بذر ماله باسراف اي اهلك
قواة العقليه والادبيه والجسديه 3 - حدث جوع
وقحد في نفسه وابتداء يحتاج وهذا دليل علي
البوار 4 - سقوطه الي الحضيض كالخنازير
الحاله الثانيه ---- حاله التوبه 1 - رجع الي نفسه وقارن بين حالته
الاولي وما ال اليه الان 2 - اعترف بخطيئته
3 - عزم علي الرجوع الي بيت ابيه
الحاله الثالثه ----استعداد الله لقبول الخطاة
1 - تحنن عليه ابوة وركض اليه وقبله
2 - لم يدعه يكمل كلامه وقبله حالا
3 - اعاد اليه منزلته الاولي والبسه خاتما علامه
الشرف وحذاء كابن بعد ان كان كالعبيد
4 - اعلن فرحه برجوعه وهكذا الله مستعد لقبول كل
خاطيء بل السماء تفرح معه برجوع الخطاة



Mary Naeem 08 - 04 - 2013 05:58 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الصليب عزاء الخطاة ورجاء الفجار وشفاء القلب وتوبة القديسين


الصليب هوعزاء الخطاة ورجاء الفجار، والدم المسفوك عليه، دم حمل الله الحي، بحر غسيل الدنسين، والصليب هو صلاة التائبين، والتوبة ليست في الامتناع عن الشر؛لأن هذه هي توبة الأُمم، وإنما توبة المسيحيين هي في قبول الصليب بالإيمان لبلوغ قوة قيامة يسوع من بين الأموات.

وإذا تركنا الشرور كلها بدون الصليب لن نقترب خطوة واحدة من المسيح الرب حمل الله رافع خطية العالم، بل نتغرب عنه ونبتعد بعيداً جداً، في نسك وصوم وصلوات ودراسات فكريه وعقلية، وأبحاث ومناظرات ومناقشات، ثمرها في النهاية كبرياء القلب وتُزيد العجرفة، لأننا لانرى أثناء هذه المُمارسات الأُممية خطايانا، بل " برنا الذاتي " الذي يجعلنا لا نرى خفايا القلب، بل تحت ستار التقوى الكاذبة من صوم وصلاة وكلام عن الله وخدمة كثيرة وتعب، نصبح أمواتاً دون أن ندري أننا " أموات بالذنوب والخطايا "، ولا تزال تعمل في قلبنا وتفقدنا اتزاننا الروحي وتفقدنا قوة السمع لصوت الله، بل وكل حس روحي، فنحيا في خديعة اننا مع الله نحيا ولكننا في بُعد تام عنه.

أما التوبة التي أساسها الصليب، تُدخل الإنسان في يوم القضاء والدينونة في صليب ربنا يسوع، ليتم فحص نوايا القلب بنار الآلام الشافية، ليتم الحكم علي الخطية وفرزها من القلب أمام نور الله المُشرق المُبدد لكل قوى الظلام، فتظهر كم هي خاطئة جداً، فيبغضها الإنسان صارخاً أرحمني أيها المصلوب الحي، واعطيني أن أعرفك وقوة قيامتك وشركة آلامك لأتشبه بموتك فأموت عن الخطية وأحيا للبرّ، أصلبني معك لأموت أنا بإنسانيتي العتيقة وتحيا أنت في داخلي بالإنسان الجديد المخلوق على صورتك، حتى أستطيع كل شيء فيك وأغلب الخطية والشر والفساد والعالم، وبك أحيا وحدك وأتحرك وأوجد,,,

ويا إخوتي أن امتحان
نوايا النفس الداخلية ونقاوة القلب التي يقوم فيها الروح القدس بكشف وإعلان هذه النوايا من أجل تنقية القلب بقوة كلمة الله المطهرة، هي التي تقودنا إلى الصلاة النقية، وتقوي فينا روح قيامة يسوع فنُعتق من الخطية ونحيا للبرّ، ونتلقف قوة النعمة المُخلِّصة فنزداد قوة وننمو وفق الغذاء الحي الذي نأخذه من يد الله الحي، وتصبح لنا الوصية سهلة محبوبة نتممها بسهولة بالقوة الممنوحة لنا من الله في المسيح يسوع.

وامتحان النوايا الذي يقوم به الروح القدس يتميز بما يلي:
أولاً : الرجاء الراسخ في رحمة المسيح الرب وغفرانه الحاضر لنا كل حين.
ثانياً : السلام الذي يجعل القلب منشغلاً ليس بالصراع الداخلي رغم وجوده
بل بالثقة في أن الذي كشفلناعن خفايا القلب من الداخل، سوف يشفي ويجدد حياتنا القديمة بقوة الحياة الجديدة في المسيح يسوع
  • + السلام للصليب قوة التوبة لخلاص بلا ندامة ...
  • + السلام للصليب قوة الكرازة وعزاء القلب ...
  • + السلام للصليب عصا رعاية الله وقوة شفاء النفس ...

Mary Naeem 08 - 04 - 2013 06:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أتعاب الجسد

إرشاد للحفاظ على النعمة

جيد لك أن تُقدم كل تعب الجسد من أجل أن لا تُهمل الأعمال الموكلة إليك كأمانة موضوعه عليك من قِبل الله وحسب ما أعطاك من نعمة، لأن الراحة تضرك وتُفرح أعداءك وتجعلك تسقط سريعاً أمام أصغر خطية، لأن الراحة الزائدة عن حاجة الجسد تُفسد النفس وتجعلها كسولة متراخية فتنسحب النعمة منها وتُصبح فارغة من قوة الله ولا يبقى لها سوى الأحاديث والكلمات المعسولة التي تبقى في الذاكرة بسبب عمل النعمة فيها، ومع الوقت حتى هذه الكلمات ستفقدها وتنغرس في الشهوة ورغبات الجسد تتحكم فيها، وهكذا تستمر إلى أن تُسيطر عليها الظلمة فتسقط من النعمة، لذلك لا تسمح لنفسك أن تخضع لروح الكسل، لأنه عدو عمل النعمة الأول.
  • كما أيضاً الإفراط في التعب فوق إمكانياتك وفوق طاقة جسدك، يجعلك تنهار وتسقط تحت ثقل الأعمال المفرطة التي لا تتناسب مع قوى جسدك، لأن جسدك ليس ملكك لكي تمزقه من الإفراط في التعب المبالغ فيه وفوق الحاجة حتى ينهار ولا تستطيع أن تقوم بالأعمال الروحية بسلامة، لأنه لا ينبغي أن ترتأي فوق ما ينبغي بل إلى التعقل، والرجل الحكيم يعرف ما له من الله ويسير وفق التدبير الخاص به حسب ما نال من نعمة بدون إفراط أو تفريط، هكذا علمنا الآباء بروح إنجيل ربنا يسوع، وذلك لكي نسلك بحكمة لا كجهلاء ونترك أبواب النفس مفتوحة للتجارب، لئلا نسقط ولا ندري أننا نحن المسئولين عن سقوطنا بسبب عدم التمييز والإفراز والمحافظة على الجسد بتعقل والخضوع للتدبير الذي يتناسب مع كل واحد فينا، لذلك علينا أن نحذر ونتمسك بالحكمة التي لنا من عند أبي الأنوار ونسلك بلياقة وتدبير حسن بإفراز وتدقيق وليس كجهلاء.

Mary Naeem 08 - 04 - 2013 06:07 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أعنا يا الله إلهنا ونجي شعباً متواضعاً

وارحم مصرنا الحبيبة

  • بصراخ ودموع من وسط ضيق الناس وآلامهم،
  • نرتفع فوق حجاب الجسد الكثيف لنأتي عند صليبك أيها المسيح الرب إلهنا
  • فاقبل تضرعنا وصلواتنا إليك،
  • أقبل شوقنا وعزيمة إيماننا الحي،
  • أقبل تضحية الأبطال الذين نطقوا بشهادة الحق [ لا يحق لك ]،
  • هؤلاء الذين فتحوا صدورهم ليتلقوا رصاصة أو خرطوش الغدر،
  • بلا سلاح أو عتاد وقبلوا صليب المشقة بصبر وسلام وحب لا يتزعزع،
  • أقبل دموع أحبائنا المغموسة بالحزن والتنهد،
  • أعنهم في همومهم، ومشقاتهم، وتعبهم، وبكائهم،
  • أحفظنا جميعاً حتى يبزغ الفجر ويُعلن مجدك،
  • أمنح أيها العادل الحق بركاتك السمائية للذين ماتوا
  • في كل الأحداث الأليمة بلا ذنب أو ارتكاب خطأ
  • بل وأيضاً كل الذين ماتوا في أرض غريبة،
  • من الجوع والتعب، أو الظلم.
  • من أجل حبك المتسع أشفق على كلَّ مَنْ نحب،
  • وعلى كل أمتنا، مصرنا الحبيبة.
  • بقلب مثقل بالحزن أتوسل إليك،
  • قَصَّر أيام محنتنا وأنظر لكل أوجاع هذا الوطن المكلوم.
  • أقدم نفسي أمامك ذبيحة متجرعاً كأس الألم مع إخوتي في سرّ صليبك،
  • فاقبلها وامنحني شجاعة وقوة الشهداء،
  • حتى أكون شهادة حسنه وسند لكل ناطق بالحق.
  • أنظر إلينا وأعن شعباً متواضعاً يا ربنا القدوس آمين

Mary Naeem 08 - 04 - 2013 06:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 

يا إلهي الحي، القريب من كل واحد، الذي تُشفق على الخاطي والمتواضع القلب والمنسحق الروح
وأن كنت أنا لم أصل لهذه الدرجات العظمى من التواضع وانسحاق النفس
لكني بتذلل ارتكن على محبتك العظمى للإنسان الذي أحببته وخلقته على صورتك كشبهك
لذلك ألجأ إليك كأول الخطاة وأعظمهم شراً
لأنك تعلم أن القلب نجيس وأخدع من كل شيء ومن يعرفه غيرك يا فاحص الكلى والقلوب
لذلك أسئلك يا راحمي الرب:
أشعل وأضرم في نفسي نار محبتك حتى تلتهب بها كل أعضائي
فتضمحل الخطية منها وتبيد وتهلك جميع اضطراباتي الداخلية
فيتنقى قلبي بكلماتك الفعالة بقوة سلطان حياتك التي فيها
فأعاين مجدك بسهولة حسب قصدك
فأكون بكليتي لك، مخصص إنائي هذا لحلولك وسكناك الدائم
فيعود المجد لك في كل شيء أيها الرب سيدنا وحافظنا للحياة الأبدية التي منحتنا إليها بمحبتك الفائقة ...

Mary Naeem 08 - 04 - 2013 07:02 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
  • آه يا رب وسيدي القدوس المتعجب منه بالمجد
  • أسكب محبتك في نفسي واملك بها كياني كله
  • أجرح نفسي بمحبتك الظاهرة في صليبك المُحيي
  • حتى لا يقوى قلبي على ضبط لهيبك الحلو
  • فابذل نفسي لأجلك واضع حياتي تحت قدميك
  • وامسك فيك بكل ما فيَّ من نَفَس ومهما ما كان حالي
  • فأنت فاحص الكلى والقلوب بعيناك اللتان كلهيب نار تفحصان استار الظلام
  • فلا يوجد ما يُخفى عنك في داخلي، ولا يوجد سرّ عندي لا تعرفه
  • فافحص داخلي بنارك المُطهرة واغسلني كثيراً من آثامي التي أعرفها والتي لا أدري بها
  • ساكباً نعمتك وفيض محبتك
  • فتملك كل كياني واكون لك وحدك
  • قوي إيماني بك، اجعله إيمان حي وفعله فعل المحبة
  • وهبني نعمة الإفراز والتمييز لكي لا أنتفخ من ذاتي وادخل في جدل مع أحد في ما لا ينفع ولا يُفيد
  • وارحمني من كل شهوة للمعرفة الباطلة التي تبطل قوتك في نفسي
  • واجعل مشيئتك لي واضحة لكي أكتب أعمالي تبعاً لأقوالك بطاعة الإيمان الحي الذي يُرضيك
  • سأجري ورائك كعذراء النشيد مُسبحاً شخصك بنغمة المحبة الرائعة للنفس
  • حقاً هذه هي السماء الأرضية المنفتحة على مصراعيها في النفس
  • إنها سكناك في داخلي يا سيدي الرب القدوس
  • فيا كلمة الله قودنا نحن شعبك إلى كمال الطهارة بروحك القدوس المحيي
  • واحضر فينا بقوتك ونورك، واطرد الظلمة وقوة الموت فنستنشق رائحة الحياة
  • فنصعد على درجات المحبة لنصل إلى علو السلم السماوي
  • الذي يغيب عن أنظار الجسد في قمة سمائك الحلوة
  • فينحل جسد الموت بضعفه لننطلق بالروح إليك
  • فنبصر حلاوة مجدك لأني اشبع إذ استيقظت بشبهك
  • يا شمس البر والنور الذي لا يُطفأ
  • الذي شُعاع واحد منه كفيل أن يضيء النفس والفكر ويسبي المشاعر ويأسر القلب
  • أحبك يا رب يا قوتي وصخرة خلاصي الحلو
  • هبني وهب الكل: قوة الحب، لنقدم أنفسنا ذبيحة حية مقدسة مقبولة
  • مشتعلة بنار الحب كما كانت تشتعل ذبائح العهد القديم
  • لتصير على مذبحك المقدس للرضا والمسرة
  • أقبل صلاة محبة إليك يا إله بري وخلاصي الوحيد
  • واهدني مع شعبك طريقاً أبدياً، مسهلاً لنا طريق التقوى
  • ليك المجد وكل إكرام أيها الثالوث القدوس، الله المحبة
  • الإله الواحد آمين

Mary Naeem 08 - 04 - 2013 07:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كلما اشتدّت المصاعب في حياتي

http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphoto...22248056_n.jpg

كلما اشتدّت المصاعب في حياتي ،
كلمّا ازدادت اليك يا رب حاجتي ...
كلمّا اسوّدت اوقاتي ، وتعثرت خطواتي ،
لجأت اليك ابحث عن نور وجهك ليضيء ظلماتي ....
اعرف ان الابتعاد عنك يا رب هو الموت الحقيقي القاسي ....
فلا تسمح لأي انشغالات على هذه الفانية ان تبعدني عنك
وتشغل رأسي ....
لأني حددت اهدافي وعرفت طريق خلاصي...
ربي انت وحدك الطريق، فلا تتركني غريق ،
في امواج الحريق، وهبّ الى نجدتي ،
قبل ان تهلكني خطيئتي....
مدّ يدك وانتشلني من بحر العذاب ....
والى مينائك الهادىء قدني وافتح لي الباب ....
في بيتك اسكنني واتركني معك يا احنّ الاباء....
امين


Mary Naeem 08 - 04 - 2013 07:14 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مين اللى يقدر

https://upload.chjoy.com/uploads/1363723488163.jpg

مين اللى يقدر يهدم حصار العتمة ويحولها نور
مين اللى يقدر يحمى السفينة فى قلب نوة البحور
يحى رميم النفس ويرجعها تانى....وسط كحيل الحزن يبعت الاغانى
الا اللى وحده بكلمته كون فيكون
مين اللى يقدر يوقف برود الشر ويحل السلام
مين اللى يقدر يسمع ولو منعوا الغلابة من الكلام
مين اللى يهدى الطيور للعش لو فى الليل حيارى ... ويحبس خطاوى الوحش فى قلب المغارة
الا اللى وحده بكلمته كون فيكون

Mary Naeem 08 - 04 - 2013 07:18 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
من حقك تعاتب ربنا

http://sphotos-b.xx.fbcdn.net/hphoto...72149468_n.jpg

من حقك تعاتب ربنا زى داود النبى لما قال
( الى متى يارب تنسانى )
ولادك بيموتوا ..وبيتك يهان وجواه الحرايق ..والوحوش حوالينا
من كل ناحية .فعلا اتخانق معاه.ولازم تاخد بركة وتعزية
زى أبينا يعقوب اللى صارع معاه حتى الفجر وأخد بركة كبيرة
وأنت دلوقتى .تفضل واقف مستنيه
.

أكيد ها يبعت كتير من خزاينه التى لا تفرغ
( وهو يعطى بسخاء ولا يعير )


الساعة الآن 09:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025