![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة المجدليات القمص أثناسيوس فهمي جورج https://files.arabchurch.com/upload/i.../614560600.jpg لتمتلئ الكنيسة بمجدليات جدد لا ينشغلن الا بك يا رب، عندك الشفاء.. تجذبنا وراءك فنجري وفي إثر خطواتك نمشي، لاننا بدونك كلا شي، أبطل عنا قوة المعاند وجميع جنوده الرديئة، وإنقلنا إلي سيرة روحانية واعطنا روحانية وإعطنا وقتاً بهياً وسيرة بلا عيب ترضي إسمك العظيم القدوس. وهب لنا أن نرضيك واسكب علينا من بهائك، لنقجم لك يا رب ذبيحة الحب، إنقذ عقولنا من الاعمال والشهوات العالمية إلى تذكار أحكامك السمائية. ساعدنا لنكون على رابية الجلجثة (المذبح) لنغتسل من ينابيع دمك المتدفق الواهب الحياة، الذي يطهر من كل خطية.. ولنذهب مع المجدلية حاملين الاطياب (عذابات الشهداء وفضائل الصديقين)، فنري قوة مجد قيامتك حيث البيعة المقدسة الرسولية كنيستنا الخالدة التي لا خلاص لاحد خارجها. ولسان حالنا في كل خدمة وفي كل ممارسة روحية، يا سيد نريد أن نري يسوع (اين وضعته)، نريد أن نأخذ يسوع (وانا آخذه) إقتننا لك يا الله مخلصنا لاننا لا نعرف آخر سواك. حولت نوحنا إلى فرح ومنطقتنا بالسرور، فلا تدع شيئاً يعيق طاعتنا لدعوتك. عند قدميك نوجد فتباركنا فلا نسعي سعياً زائفاً، وفي بستانك الذي زرعت فيه شجرة الحياة نسكن فنحيا ونتفرس في جمال جلالك. لك المجد والكرامة والعزة والتقديس مع ابيك الصالح وروحك القدوس من الآن والي الابد آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبة الله العظمى
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...on-223x300.jpg يُعتبر مَثل الابن الضّال، الذي نقرأه هذا الأحد في الكنيسة، مِن قِبلْ المفسرين، لؤلوة ثمينة بين أمثال السيد أو إنجيلاً داخل الإنجيل. البعض أسماه مَثل الابن الأكبر، وبالحقيقة كان موقف هذا الأخير مميزاً، فعند عودته إلى البيت أخبروه بعودة أخيه الأصغر، فلم يرغب بالدخول إلى البيت وتذمّر على أبيه بأنه ظلمه بدون حقّ. تذمُّرُه كان بأنّه يعمل ليل نهار ولم يتقاضى أجراً على عكس أخيه، الابن الضال، الذي صرف أمواله على الزنى، وبالنهاية عندما رجع قُبل بحفاوة كبيرة. دخل بعلاقة حقوقية مع أبيه. وبشرياً لديه حق، إذ أخذ أخاه الكثير وعاد بلا شيء، أما هو فلم يُعطَ سوى أنه يسكن البيت الأبوي. ولكنه لم يفهم أن القوانين البشرية تختلف، وأحياناً بالكلّية، عن الإلهية. لنرى من هو الابن الأكبر في مثل الابن الضال:“أحد الابن الضال” من هو الابن الأكبر؟بعض المفسّرين يشبّهون الابن الأكبر بالفريسين وتذمّره بتذمّرهم. لأن الكثير من العشّارين والخطاة قد تبعوا المسيح وسمعوه والكثير منهم تابوا، هذا الأمر لم يُعجب الفريسين. “فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: ((هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ ! ))” (لوقا 2:15). والتذمّر على المسيح من قبل الفريسين كان حالة مستمرّة، لذلك حاول المسيح بأمثال، مثل الخروف الضال أو الدرهم الضائع، أن يخاطبهم ويغير آرائهم. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: “علينا الاهتمام بخلاص أخينا”، أي كل شيء مسموح لخلاص أخينا، فكل نفس مهمة بعين الله حتى أنه قدّم ابنه ضحية، الحمل المذبوح، لننال الخلاص. فلماذا نتذمّر إذا نال أخينا الخلاص، ولو كان أكبر الخطاة؟ فدعونا نفرح لخلاص الجميع لأن الله هكذا يريد. مفسرون آخرون يشبّهون الابن الأكبر بالمؤمنين العاملين في الكنيسة، هؤلاء الذين يحتملون تعب النهار وحرّه ويعملون في حقل الرب منذ الساعة الأولى، مطبّقين وصايا الله، فيطالب البعض منهم أن يطبّق العدل، أن يُكافأ الأبرار ويُعاقب الأشرار. عليهم أن يعرفوا أن الله الذي يعيشون بقربه هو ذو رحمة عظمى، يسامح، ومباشرة، هؤلاء الذين يعودون إليه تائبين، ويمنحهم النعم ذاتها التي يمنحها للقديسين. هم يحتجّون بأن الله يرحم الخطاة بشكل مفرط، هنا يظهر لنا الاختلاف الكبير بين عدل البشر وعدل الله، الملكوت واحد ولجميع التائبين. يخطئ المؤمنون!إن الكثير من المؤمنين الذين يعملون في الكنيسة ويخدمون فيها لا يتقبلّون كيف من الممكن للخطاة أن يتوبوا ويغيّروا حياتهم وبالنهاية أن يخلصوا. يظنّون أن لديهم دالة لدى الرب أكبر من الخطاة. هم قاموا بأعمال حسنة وكثيرة ولم يخونوا ثقة الله فيهم، هكذا يقولون. لكن يأتي السيد ليقول لنا أن عمل التوبة هو أهم من أعمال الخير، التي نعتقد أنها الأفضل. يقول القديس كيرللس الإسكندري أن القداسة هي نتيجة نعمة الله المُعطاة للإنسان وليس نتيجة أعمال الإنسان الخيّرة الكثيرة أو القليلة. تختلف المقاييس البشرية، التي تحكم وتبرّر وفقاً لما يحدده الإنسان، كُلياً عن المقاييس الإلهية، التي يحددها الله وفق معيار محبته للإنسان، فوفقاً للمعايير البشرية السارق أو الزاني أو العشّار… يجب أن لا يخلص، ولكن وفقاً لمحبة الله الغير المحدودة ولعدالته الكاملة يخلص. يقول القديس إسحق: “يمكن أن تعتقدوا أن الله عادل ولكنه بالأغلب هو صالح وخيّر”. ويقول الأب باييسيوس أنّ تنهدنا الصادر من القلب هو أفضل من الصادر من مشاعرنا أو دموعنا. فلنتقرّب من الله بتواضع محطّمين كبريائنا لنخلص، متنهّدين من القلب ومعتبرين أنفسنا أكبر الخطاة، شاكرين لله ومصلّين إيه أن يرحمنا ويرحم كل التائبين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ارحمني يا رب لاني ضعيف
https://upload.chjoy.com/uploads/1363841150831.jpg ارحمني يا رب لاني ضعيف..............يا رب لان عظامي قد رجفت يا رب الهي ان كنت قد فعلت هذا.........ان وجد الظلم في يدي لا تقف بعيدا" عني ولا ....................تختفي في ازمنة الضيق قم يا رب يا اللةو ارفع.....................يدك لا تنساني انا المسكين اغسلني كثيرا" من اثمي................ و من خطيئتي طهرني قلبا" نقيا" اخلق في يا اللة............و روحا" مستقيما" جدد في داخلي اسمع يا رب الى صلاتي ................و اصغ يا اللة الى كلام فمي فأصبح مثل زيتونة خضراء في..........بيت اللة توكلت على رحمة اللة انا على الرب توكلت فلا ................ اخاف ما يصنع في الانسان الرب يمتحن الصديق اما..................الشرير محب الظلم تبغضة نفسة الق على الرب همك فهو ................يعولك ولا يدع الصديق يتزعزع |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله الآب الحنون
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...3/03/thumb.jpg انجيل اليوم الخاص بالأب الحنون أو بالأبن الضال هو “مثل الأمثال” أو “انجيل الأناجيل”، هو لوحة، لذلك من العدل تسمية لوقا بالإنجيلي الرسام، على الإنسان المسيحي أن يعتبر قصة الابن الضال هي قصته الشخصية ويطابقها إما بالأبن الضال أو الأبن الكبير البار. الأبن الضال أخذ الأبن الضال حصته من ورثة أبيه وذهب إلى بلد بعيد عائشاً حياة ضالة. يشدد القديس يوحنا الذهبي الفم كيف أن الإنسان الذي يخطئ يغادر بيت الله أبيه خلسة، إلى البلاد الغريبة، الضلال هي خطيئة، بكل أشكالها، هي عبودية للإنسان لا بل هي سجن وعبودية، تحكمه أكثر من أي حاكم آخر والذي يقع في مصيدتها يحكمه أكثر الحكام وحشية ويجبره أن يقوم بأكثر الأعمال قذارة، هذا العبودية تحكم الإنسان بقساوة وبلا شفقة. ليس هدف المثل التحدث عن الضلال بل لإظهار أمرين اثنين: الأول إظهار كيف بفقدان الإنسان خوف الله يصير إلى انحطاط، وثانياً كيف بهذا السقوط الرهيب هناك امكانية للخلاص، حيث يوجد دوما طريق للعودة. بقدر ما الخطيئة تسبب الخجل بقدر سهولة الوقوع فيها، بسببها يُظلم الذهن ويتنقل الإنسان كأعمى، الغريب والمهم أن الإنسان من بعد الوقوع فيها يبقى إنسان ويملك قيمته الكبيرة واللهب المتقد بداخله، بوجود ملكوت السموات فيه، يبقى مشتعلا وحياً. يشدد القديس يوحنا الذهبي الفم أن أسوء الخطايا هي اليأس وتضم بداخلها كل الخطايا. عدم التوبة هي تجديف على الروح القدس، ولا تسمح للخاطئ بالعودة للذات، وتسبب اليأس، مغلقة كل الطرق الحقيقية للعودة والتوبة. الأبن الضال قام بكل الخطايا ولكنه رغم انغماسه بها لم يصل لليأس “اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطأت الى السماء وقدامك”. الله الأب المحب ينتظر ويسامح، ما معنى عودة وتوبة الابن الضال إن لم ينتظره الله ويسامحه؟ لا يكفي للإنسان أن يعترف بخطاياه ويطلب غفرانها لأن ذلك ليس توبة بل هو حزن على الخطيئة. التوبة هي شعور جميل مفرح داخل قلب الإنسان التائب، هي حنين العودة، هي فرح ورجاء لا بأعمال صالحة نقوم بها بل بنعمة الله، ينتظر الله كلمة “أخطأت” حتى يلبسنا الحلة الأولى الجديدة. الابن الأكبر استنكر وندد شخص يسوع المسيح قساوة ووحشية تعامل المفترضين أبراراً تجاه الخطأة، وكما هو واضح من المثل أن الأبن الأكبر ليس باراً مفترضاً بل باراً حقيقياً وعاملاً، ينقصه المحبة التي هي علامة القديسين، وحيث لا يوجد محبة يتحول الإيمان إلى تعصب بربري لا يمكن السيطرة عليه، والرجاء إلى إحساس بارد وأعمال الرحمة لتحصيل حاصل ” لكي ينظروكم” (متى 1:6) وبالعموم كلها خداع. علينا التفكر كالقديسين بأن نخاف الله وأن لا نعزي أعمالنا الصالحة المعمولة أمامه لأنفسنا بل إلى نعمة الله، هذا الفكر يقودنا لبيت الله وحيث فيه الخلاص لكل الداخلين فرحاً وشكراً. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح يعظ ويقيم العجائب
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte.../03/thumb3.jpg نلاحظ في المقطع الإنجيلي اليوم كيف أن المسيح قريب من البشر وكيف هو بألوهته وبشريته يشعر بالبشرية فيعلّم ويصنع العجائب. تعليمه ليس إلا عجيبة والعجيبة ليست إلا تعليم، سبب حدوث الأعجوبة هو الإيمان أما التعليم فموضوعه الخطيئة، خطيئة المخلّع ستسبب له الشفاء أما خطيئة الكتبة ستبقيهم غير تائبين، وطبعاً هم لم يتواجدوا في البيت لهدف نبيل بل لحقوا بالسيد كي يمسكوه على ذلّة. الإيمان بيسوع المسيح كلنا نستطيع سماع كلام الله ورؤية عجائبه، وهما اللذان يحددان حضور ملكوت السموات على الأرض "جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله" (مر14:1)، الكلمة والإعجوبة دفعت الفريسين أن يسألوا: "لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف" (مر7:2)، والسؤال العام التالي: "وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا" (مر41:4)، "من اين لهذا هذه وما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجري على يديه قوات مثل هذه" (مر2:6)، الأسئلة هذه كانت تشكل عثرة لكل الفريسين لأنهم أرادوا أن يعرفوا "بأي سلطان تفعل هذا ومن اعطاك هذا السلطان" (مت23:21)، لكن سيدنا واضح "طوبى لمن لا يعثر فيّ" (مت6:11). إيمان المخلّع الإيمان هو عطية من الله "اعطى الناس عطايا" (أفسس8:4)، هو يسأل اذا كنا نؤمن بقدرته "أتؤمنان اني اقدر ان افعل هذا" (مت28:9)، هو رأى إيمان المخلّع ونفوس كل الحاضرين، الذين بقلوبهم وبقوة إيمانهم قاموا بما قاموا به فجاءت النتيجة بشفاء المخلّع. "يا بنيّ مغفورة لك خطاياك" ينتظر كل خاطئ أن يسمع هذا الكلام المعزي من المخلّص، ليس أي خاطئ بل الذين يخطئون بدون إرادتهم وينتصر عليهم الضعف البشري ليبقى الضعف مسيطر عليهم والذين يتوبون ويعترفون بخطاياهم، وهناك فئة أخرى من الخطأة أي الذين يخطئون ولا يشعرون بضعفهم الداخلي وذلك لعدم وجود الله في حياتهم أي يقولون بأن كل شيء مسموح به. يسوع المسيح المخلّص لديه القدرة أن يسامح الخطايا ويشفي الأمراض، الخطيئة هي بالحقيقة كلمة مقدّسة لأولئك الذين يخطئون ويتوبون، وكلمة غير سارة لأولئك الذين لا يريدون أن يعرفوا حالتهم الداخلية وأن لا يتوبوا، الخاطئ الصالح لا يتوب فقط بل يمجد الله. التائب يمجد الله على كل شيء، لأنه منذ لحظة خلق العالم حتى خلاص الإنسان هو عبارة عن عمل محبة من الله وقوة الأبن ونعمة الروح القدس، مجد الله يشعّ من وجه يسوع المسيح وبدوره يضيء للبشرية كي يروا مجده في وجه الابن "لان الله الذي قال ان يشرق نور من ظلمة هو الذي اشرق في قلوبنا لانارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح" (2كو6:4)، ومن يسوع المسيح يضيء للبشر كي ينتقلوا من مجد إلى مجد "نحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغيّر الى تلك الصورة عينها من مجد الى مجد كما من الرب الروح" (2كو18:3)، كي يعترفوا ويمجدوا عظمة الله "ومجّدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط" (مر12:2). الخاطئ الذي يتوب يعرف أنه من سكان السماء "فان سيرتنا نحن هي في السموات التي منها ايضا ننتظر مخلّصا هو الرب يسوع المسيح" (فل20:3)، وهناك يمجدون الله، نعم يمجدون الله لأنهم يرون أعماله حيث يمجد الله الخاطئ التائب ويجعله قديس، أما الإنسان الخاطئ فيمجد الله لأن الله مجده، وبالمقابل يمجد الله الإنسان التائب جاعلاً منه انسان الملكوت. يشفي يسوع المسيح المرضى لأن الحياة البشرية بالنسبة له ذات قيمة كبيرة "أليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس" (مت25:3)، يشفي ويهب الحياة لأنه لا يتحمل حضور الموت، وشفائه للمرض ليس إلا علامة بأن لديه سلطة على الخطيئة، يسوع المسيح هو الحياة الأبدية وجاء بها إلى العالم كالحياة الحقيقية "اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية" (متى16:19)، وإنسان اليوم الممزق داخلياً أي المخلّع لديه خيار واحد: أن يتوجه إلى يسوع المسيح طبيب النفوس والأجساد، يطلب منه الشفاء الروحي لنفسه كما مخلّع انجيل اليوم وأن يسمع منه "يا بنيّ مغفورة لك خطاياك…. فقام للوقت وحمل السرير" كلام المسيح الخلاصي والمعزي هذا نحتاجه كلنا اليوم. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الغلبة التي تغلب العالم
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte.../03/thumb2.jpg الأحد الأول من الصوم الأربعيني في كنيستنا الأرثوذكسية هو أحد انتصار الأرثوذكسية، نذكر فيه جهادات أباء قديسي المجامع المسكونية ونمدح حياة قديسي كنيستنا الأرثوذكسية الذين طابقوها مع العقيدة والقوانين. ما هي الأرثوذكسية؟ بالحقيقة الأرثوذكسية هي “الغلبة التي تغلب العالم” (1يو4:5)، هي حياة الكلمة الذي أصبح جسداً ورأينا مجده “الكلمة صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا” (يو14:1)، رؤية الله تشكل جوهر الأرثوذكسية، لأننا بها نتلمس يسوع المسيح، لأنها تحوي يسوع المسيح، لأنها تعلّم حياة يسوع المسيح ضمن حقائق الكتاب المقدس، لأنها تشاركنا بيسوع المسيح وسط سر المناولة المقدسة. أرثوذكسيتنا هي عمل إلهي بشري كحقيقة أبدية، تقود فيها العبادة للقداسة، فتقدّس بتعاليمها وتعلّم بحريتها عن عظمتها ومجدها وحقيقتها “من اراد ان يأتي ورائي” (مر34:8)، والحق هو طريقة ظهورها في الأبدية “سالكين في الحق” (2يو4). الأرثوذكسية هي حرية مجد أولاد الله “لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله” (رو21:8)، تُفهم الأرثوذكسية في الأبعاد الحقيقية للحياة الجديدة، وهي “واحدة وتجدد كل شيء وهي ثابتة في ذاتها” (سليمان 27:7)، هي تلّخص الماضي والحاضر والمستقبل، تُنير وتقدس الحاضر فتمحي الخطيئة والسقوط والموت بالمعمودية والتوبة والاعتراف. هي حاضرة ما دام “يسوع المسيح هو هو امسا واليوم والى الابد” (عبر8:13)، وتتقدم إلى المستقبل استناداً إلى الحياة الحاضرة، الأرثوذوكسية هي كنيستنا الجامعة المقدسة الرسولية الموجودة في شخص كل من يؤمن ويأمل ويترجى بها. تحديدات الإيمان الأرثوذكسية هي في تحديد الإيمان، تحديدات هذا الإيمان موجودة في دستور الإيمان كما حددته المجامع المقدسة وكشفت حقيقته للعالم، هي خبرة مع الثالوث القدوس بواسطة الروح القدس، وفيها يعتمد الإنسان عبر الكنيسة. الأرثوذكسية هي مكان ووعاء لتحرك نعمة الله، التي للمرضى تشفي وللناقصين تُكمل، لذلك جواب الرب على طلب بولص الرسول يشدد على البعد الأرثوذكسي للكلمة “تكفيك نعمتي” (2كو9:12) أي أن أرثوذوكسيتنا هي نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الأب وشركة الروح القدس. الأرثوذكسية هي الحقيقة، والحقيقة لا تحدها تحديدات عقائدية جامدة، الحقيقة المطلقة هي حياة لا يؤثر فيها الموت، هي القيامة، قيامة الإنسان بيسوع المسيح لذلك أبواب الجحيم لن تقوى عليها، الأرثوذكسية تعانق بأعينها السماء والأرض، وتنقل الموت إلى الحياة، وتنقل الإنسان من الخطيئة إلى الخلاص، هي الحياة التي خرجت من القبرة بقيامة المسيح، الأرثوذكسية هي الخليقة الجديدة. الأرثوذكسية هي مكان التدريب والتعلّم، تُعاش بالتواضع، تعطي للمتواضعين نعمة أما التكبر يقود للهرطقة ويقسّم الحقيقة المعاشة إلى آراء مختلفة حول الإيمان، مكان التعلّم في الأرثوذكسية هو قرب يسوع المسيح ووسط الكنيسة للحصول على حياة حقيقية. الأرثوذوكسية هي كنيسة المسيح المقدسة التي تنير وتقدس الإنسان، في وسطها لا يوجد حدود للنعمة أو الإستنارة، وسط الكنيسة نعيش الأرثوذكسية ووسط الأرثوذكسية نربح الخلاص لأننا هناك نلتقي بإيمان الرسل والآباء وكل المؤمنين الأرثوذكس، وعلى هذا الإيمان الأرثوذكسي تستند كل المسكونة وفق المجامع المسكونية، الأرثوذكسية هي عصب الكنيسة لا بل هي الكنيسة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معرفة الله / أحد الغفران
يستطيع الإنسان بسهولة من خلال انجيل اليوم معرفة الطريق المؤدية إلى معرفة الله، وهي ليست سوى الغفران والصوم والصلاة وأعمال الرحمة والعطاء، وعلاوة على ذلك يبتدئ الإثنين الصوم الأربعيني المقدس، الرحلة الروحية المقدسة. ونحن نجاهد في هذه الفترة كي نتحضّر للقائنا الشخصي مع المسيح القائم كي ينيرنا بنوره القيامي. ما هو الجهاد؟ الجهاد يعني أن تتواضع روحنا لتصبح إناءً مقبولاً لنعمة الروح القدس. الصوم والصلاة وأعمال الرحمة تعبر عن تواضعنا أمام السيد وعن محبتنا لله. خاصية الإنجيل أنه جهادي، وأولى الجهادات هي ضد الشراهة، ليس الفسق والزنى وحدهما خطايا ساقطة وأيضاً الشراهة هي كذلك. ليس الصوم فضيلة بحد ذاته بل هي وسيلة روحية جهادية ممتازة وطريقة آمنة تقود المؤمن للفضيلة، وكي يحقق ذلك عليه أن لا يصوم فريسياً، لذلك يشدد السيد المسيح على تلاميذه أن تتقوى فيهم الفضيلة بحيث تتجاوز فضيلة الكتبة والفريسين وإلا لن يدخلوا ملكوت السموات "فاني اقول لكم انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات" (متى20:5)، هذا يشير إلى أن للصوم خطورة عندما ينحرف عن مساره ويلبس لباس العبادة الشكلية وينقلب إلى "رجيم"، والأخطر أن يقود إلى الشكلية والتظاهر "يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين" (متى16:6). الصوم بدون محبة الآخر هو ليس بأمر سار عند الله، لذلك لا يمكن فصله عن أعمال الرحمة أو حتى عن الصلاة، يصوم الإنسان محبة بالله وليس كي يَظهر أمام الله أنه يقوم بعمل صالح، عندها يحق له طلب الخلاص "اما الفريسي فوقف يصلّي في نفسه هكذا اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه" (لو11:18-12)، بعدل يعلّم السيد المسيح كيف يجب أن يكون الصوم، أي الصوم بتواضع يرفع النفس نحو الله وهو يرى خفايا الأمور "لكي لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (متى18:6)، الصوم الحقيقي والذي يكون بتوبة وتواضع يفتح بشكل واسع أبواب ملكوت السموات. الغفران ظهرت بشخص يسوع المسيح رحمة الله الآب، لأنه مليء بالرحمة "باحشاء رحمة الهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء" (لو78:1)، هو يَرحمُنا ويُعزينا "مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرأفة واله كل تعزية الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله" (2كو3:1-4)، وبرحمته الكبيرة يلدُنا في الحياة الجديدة بقيامة يسوع المسيح "مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الأموات" (1بط3:1). هدف أعمال الإنسان الصالحة هو أن يتشبّه بالله، لذلك الأهمية في حياة المؤمن أن يكون شفوق وصالح ومتواضع ووديع ومتسامح وأن نتحمل بصبر أخينا الانسان ونسامحه، كما المسيح يسامحنا كذلك علينا أن نسامح بعضنا البعض "محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا ان كان لاحد على احد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا" (كولو12:3-13). عندما لا يحب ويسامح الإنسان أخيه الإنسان كأنه لا يحب نفسه وكأنه يفصل نفسه عن محبة ومسامحة الله "واما من كان له معيشة العالم ونظر اخاه محتاجا واغلق احشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه" (1يو17:3). على جميع المسيحيين أن يمتلكوا قلباً مليء بالرحمة والمغفرة كما أبونا السماوي فيكونوا الأوائل في المصالحة والمغفرة والمحبة "رآه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبّله" (لو20:15). لا يقود الحقد والبغض إلى ملكوت الله ولا إلى مجده الإلهي، لا يحب الله البشر الذين لا يسامحون اخوتهم في الإنسانية ويتحدثون عن كل إساءتهم، بهذا الأمر يخسر رحمة الله، هكذا الإنسان الذي يكره ولا يزيل العداوة من قلبه سيبقى الاضطراب وعدم الراحة موجود في داخله، الحقد هو خطيئة كبيرة حتى أكبر من الزنى والدعارة. الطمع يسيطر الطمع على أناس كثيرين ويبقيهم محكومين منه على الأرض، وانجيل اليوم يتحدث عن الكنوز السماوية والأرضية، الكنوز التي لا تخضع للفساد مودوعة دائماً بين يدي الرب "لأنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم ايضا" (لو34:12). الطمع هو كالسكر يجعل النفس مظلمة وقاحلة ومبتذلة وقبيحة، جعل يهوذا خائن ومسلّم للمسيح، الطمع هو جذر كل الشرور، هو الذي يجعل الإنسان أعمى ولا يرى الجهة الحسنة من الحياة، عدم القيام بأعمال الرحمة سببه الطمع أو الجشع!! المسلّحون بالإيمان والصوم والغفران يستطيعون أن يعيّدوا القيامة ببهجة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخطيئة والمجيء الثاني
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...aven_thumb.jpg انجيل اليوم هو رجاء كل الذين ينتظرون السيد المسيح "أيضا يأتي بمجد ليدين الأحياء والأموات" (دستور الإيمان)، أي للذين يعيشون الحزن والتعب في حياتهم ولكن يؤمنون في حقيقة الإنجيل، لأنهم مؤمنون بيسوع المسيح الذي هو رجائهم وخلاصهم. المجيآن للسيد للسيد مجيآن، الأول حدث بمولده والثاني سيكون في المستقبل، الأول كي يتخلص الإنسان من الخطيئة والثاني كي يفحص مقدار إيمان الإنسان، وأيضاً لدينا دينونتان: الحاضرة والمستقبلة، الأول خاصة والثانية عامة، الدينونة هي عمل السيد المستمد من الصليب والقيامة، الدينونة العامة ليست أمر مخفي ولكن الكثير من الأمور الحاضرة توضّحها وتبلورها وتدفعنا للاستعداد لها. المجيء الثاني للسيد هو الأخير. قوة الله عادلة ومُمَجَدة وفق مفهوم سر العناية الإلهية، الوقت قبل حدوثها هو فرصة كبيرة يعطيها الله للإنسان كي يتوب، وتوبته تكون في الحياة الحاضرة، إذا التوبة لا تكون في الحياة بعد الموت حيث لا توجد هناك، الذاهب إلى الجحيم لن يتوب ولا يريد أي تقدم لروحه. الله سيدين العالم في المجيء الثاني، لأنه عرفه عن قرب بتجسده وفهمه بعمق للوجود البشري، سيكون شاهد وحاكم بنفسه عند الدينونة، يؤكد القديس يوحنا الذهبي الفم أن الإنسان سيُدان ليس أمام الابن فقط بل وأمام الآب. الذين سيعرفون المسيح هم "مباركو أبي.." والذين لا يعرفونه ليسوا كذلك، الدينونة ستكون حتما وتحدد بـ"متى جاء". معايير الدينونة المعيار الحقيقي للدينونة هو التشبث الحقيقي بشخص يسوع المسيح والمحبة العميقة لصورته في العالم أي للإله المتجسد، المحبة تنتج أعمال رحمة بالتواصل مع القديسين، الذين هم رجال الرحمة الحقيقين. يذهب الإنسان للحياة الثانية محمّلاً إما بأعمال صالحة أو بخطايا.http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...lasi_thumb.jpg إذاً معيار المحبة هو ارتباطها بمحبة القريب، ولننتبه أنه يمكن للمحبة الصادرة من أعمال الرحمة أن تُخفي خطايا جمّة، كالتكبر وحب الذات….، كل عمل صالح مهما كان صغيراً هو تقدمة لشخص يسوع المسيح، على سبيل المثال: تقديم كأس ماء للإنسان عطشان أو زيارة مريض أو سجين أو تقديم مأوى لغريب وأمور أخرى…. حياة مؤبدة، جحيم مؤبد في المجيئ الثاني كل البشر سيقومون ولكن ليس كلهم سيكونون في مجد الله، وكما أن الحياة أبدية كذلك الجحيم سيكون أبدياً، في الأبدية لا يوجد موت لأنه يخلّص الإنسان من الموت، العقوبة لا تموت، كما أن الأجساد التي دخلت الجحيم هي غير مائته، الأبرار سيكونون هناك كالشمس وحتى أن نورهم أقوى من الشمس وسيقبلون السيد بفرح، أما الخطأة سيكونون مربوطين بكبريائهم ومدانين ولن يخلصوا، ويبقى الجحيم، حيث يقيمون، ليلة أبدية لا تنتهي وبلا نور، أما الحياة الأبدية للأبرار فبصداقتهم مع السيد تشرق وتنير كيوم مشرق لا ينتهي. لهذا السبب تبقى ثمار المحبة مزهرة وناضجة وغير منتهية، بسبب هذا النور، فلنبقي الباب الملوكي لملكوت الله مفتوحاً بالأعمال الصالحة حتى نلاقي رحمة الله. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التواضع والنفاق
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte.../02/thumb6.jpg يضع السيد المسيح، في انجيل اليوم، الفريسي والعشار في حالتين روحيتين متضادتين متواجدتين في هيكل الرب ساعة الصلاة: العشار العارف بخطيئته والفريسي ذو الروحانية المزيفة المليئة بالنفاق. العشارون والفريسيون العشارون هم موظفون في الجباية، والجباية هي مهنة لدى الدولة الرومانية والعشارون موظفون لديها. كانوا أغنياء وحالتهم الإقتصادية جيدة جداً يفرضون الضريبة على أصحاب المهن وعادة تكون ظالمة وغير عادلة. ليس لدى الشعب نظرة حسنة عنهم ويصنفونهم ضمن الخطأة، ولكن هناك استثناءات تغير القاعدة العامة مثل زكا العشار (لو 1:19-10)، وعشار انجيل اليوم الذين يعلّمان التوبة العملية والحقيقية والإعتراف بالخطيئة والبر والخلاص الذي يمنحه الله بعد التوبة والإعتراف. الفريسيون هم جماعة من الشعب التي كانت تضمّ كل الكتبة (الذين يفسرون الناموس) أعداد قليلة من الكهنة وفئات متنوعة من اليهود، كلهم أرادو أن يقيمو تواصل مع السيد المسيح فدعوه إلى بيوتهم والسيد لبى الدعوة (لو 3:7، 37:11، 1:14). نيقوديموس كان واحد منهم (يو 50:7)، حمى الفريسي غمالائيل الرسل في المجمع (أع 34:5)، وآخرون حموا بولص الرسول (أع 9:23)، ولكن معظم الفريسين حاربوا عمل السيد المسيح. المسيح معجب بغيرتهم، يعملون ليل نهار ومن مكان لأخر كي يكسبوا أحد لجماعتهم، وعندما يجدون شخص يجعلونه أسواء منهم (متى 15:23)، لم يرغبوا ان يكونوا بتواصل مع الخطأة والعشارين، هم يضيّقون محبة الله وفق الأطر التي يحددونها، اعتقدوا كما هو تبين من مثل الكرّام والعملة أو من الإبن الشاطر كيف أنهم كانوا أبرار فوق الله لأنهم حفظوا وصاياه (متى 1:20-15، لو 25:15-30). كان العشار متواضعاً عشار أنجيل اليوم كان انساناً متواضعاً وصريحاً، هو تكلّم الحقيقة واعترف بخطاياها التي كانت تزعجه. طلب رحمة ونعمة من الله وحصل عليها، يهتم الله بالمتواضعين ويحيطهم بالعناية الروحية لأنهم لا يهتمون إلا بها "فقال لي تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل. فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح" (2كو 9:12)، تنفتح قوة نعمة الله بثقة للمتواضعين التي لا يبقون بدون ثمر "ولكن بنعمة الله انا ما انا ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم. ولكن لا انا بل نعمة الله التي معي" (1كو 10:15). ضَمنَ المتواضع مغفرة خطاياه عندما تحدث الإنجيل عن العشار: "هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك"، لكن الله يريد أن يُظهر ذاته عبر المتواضعين رغم ازدراء العالم لهم: " اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود" (1كو 25:1-28). الذين يتواضعون خلال وقت التجارب سيكونون بوحدة مع تواضع المسيح عندها سينقلهم معه في مجده "ان كنا نتألم معه لكي نتمجد ايضا معه" (رو 17:8)، لأن "فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع" (متى 12:23) كما يؤكد السيد المسيح بفمه، عندها مع كل المتواضعين عبر الزمن ستظهر القداسة ومحبة يسوع المسيح، هو القائل "لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس" (لو49:1). بالتالي الذي يتواضع ويعترف يصبح لديه تأكيد أن تواضعه واعترافه أصبحا مقبولان عند الله عندما يتحد بالله من خلاله تواضعه. الفريسي هو منافق المنافق بشكل عام هو كالممثلين، بعضهم في هذه الحياة والبعض الأخر على المسرح، سلوكه لا يعبر عن ما بداخل قلبه. حتى يستطيع خداع العالم عليه أن يخدع نفسه أولاً، هو غير قادر على رؤية حالته الروحية لأنه أعمى "ويل لكم ايها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشيء. ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم، ايها الجهال والعميان ايما اعظم الذهب ام الهيكل الذي يقدس الذهب" (متى 16:23-17). النفاق هو غطاء كاذب، والمنافق لا يهمه الله بل نفسه فقط. صوم وصلاة وأعمال رحمة… (متى 2:6 و5 و16) يعملها ليشكل إنطباع حسناً بنظر الناس "وكل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس" (متى 5:23)، وليس من أجل محبة المسيح. من المعروف أن رغبات القلب شيء و ما يعبر عنه الفم شيء آخر، النفاق هو إخفاء النوايا الشريرة تحت حديث معسول، كي يحافظ الفريسي على هيبته يعمد حتى إلى: "ايها القادة العميان الذين يصفّون عن البعوضة ويبلعون الجمل" (متى24:23).ِ المنافق لا يُحب بل يُحاسب. فلنتواضع كالعشار أمام الله كي يرفعنا في هذه الحياة وفي الحياة الثانية "فتواضعوا تحت يد الله القوية كي يرفعكم في حينه" (1بط6:5). أمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرأة الكنعانية
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte.../02/thumb5.jpg يوضح انجيل اليوم أمرين: الأول قصة أم متألمة تتحمل الكثير من أجل ابنتها الساكن فيها الشيطان، والثاني عن الإله القادرة على كل شيء، الذي يعلن موقفه من المرأة الكنعانية بشكل قاسي، فماذا يحدث؟ ألا يهتم السيد لأمر هؤلاء البشر؟ أييأس الله؟ خبرة الحياة مع الله تعلّمنا أن الله فقط لا ييأس منا، هي خبرة إيمانية تتحقق عندما يدرك الإنسان أنه تخلى عن الله لكن الله لم يتخلى عنه. إذا كان الله ييأس؟ لماذا نسميه مخلص البشر؟ يسوع المسيح هو المخلص والسيد الذي وهو على الصليب أودع نفسه بين يدي الله، وهذا ما يوضح ثقة الإله المتجسد بالآب بدون الاكتراث بما يحدث بالجلجلة “نادى يسوع بصوت عظيم وقال يا ابتاه في يديك استودع روحي ولما قال هذا اسلم الروح” (لو46:23). المؤمن لا يصاب بخيبة أمل لأنه يعرف أن المسيح صادق بوعوده وكلامه “من سيفصلنا عن محبة المسيح أشدّة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف” (رو35:8). هذا الضمان المؤكد والأمان ضد أي خيبة أمل هو هبة من يسوع المسيح، المسيح يفي بوعوده “امين هو الله الذي به دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا” (1كو 9:1)، هو يتكلم ويعمل من أجلها “امين هو الذي يدعوكم الذي سيفعل ايضا” (1تس 24:5). هل الله يحابي الوجوه؟ الله لا يميز بين البشر بل يقبل الجميع، لا يهمه جنسه بل يكفيه أن يحترم ويعيش الانسان وفق إرادت الله: “ففتح بطرس فاه وقال بالحق انا اجد ان الله لا يقبل الوجوه بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده” (أع 34:10-35)، بحالة المرأة الكنعانية يبدو المسيح في البداية صامتاً وهذا يمكن أن يفسّر بأنه لا يهتم، لاحقاً أجاب ولكن يبدو كلامه قاسياً، البشر الذين لا يعرفون متى يكون متساهل ومتى يكون قاسياً لا يتحملون موقفه هذا وجاهزون أن يدينوه. صمت أو كلام السيد هو صمت وكلام محبة واهتمام لخلاص الإنسان، له هدف واضح ومعين: هو صمت بمحبة ليعلّم التلاميذ أولاً والمرأة الكنعانية ثانياً. لنتحدث بالموضوع بشكل أعمق التلاميذ هم هدف الصمت واللامبالات المقصودة من المسيح، عليهم أن يتعلّموا ويروا من إيمان الكنعانية وتحمّل الإمرأة المتألمة، وأن يكون لديهم مثال يستخلصون منه الفرق بين اليهود كأبرار وبين الأممين كغريبين. يسوع المسيح هو سيد رحوم لم يرد أن تخجل هذه الأم المتألمة ولا أن تتعذب بل أراد أن يظهر للعيان كنز قلبها لا لإرضاء نفسه بل أن ينظروا تلاميذه ويتعلموا ومنهم نحن أيضاً. يجرب يسوع المسيح إيمان المرأة الكنعانية، التي بمحبتها تجاوزت التجربة، فيعلن إيمانها أمام الكل ويلبي طلبها، فللوقت شفيت ابنتها من ساعتها. “عظيم إيمانك، فليكن لك كما أردت” الإنسان الذي يبحث عن الإله الحقيقي عليه أن يبتعد عن كل نفاق، وأن لا يدع أي شيء يقسي أو يفطر قلبه أو أن يمنعه عن هدفه ولا حتى أي عائق ظاهر حتى وإن كان صمت الله، هو لا يدع أي شيء يعيق ثقته بالله. يجب علينا أن لا نطلب من الله إن لم يكن لدينا الوعي والإدراك بأن الذي أمامنا هو المخلص، فأمام آلام الجسد وأحزان الروح لا يجد الإنسان صرخة اكثر حرارة من “يارب ارحم”، الصرخة التي تستجدي كل سر نعمة الله وخلاص الإنسان الخاطئ. أظهرت المرأة الكنعانية الإيمان الحقيقي والمحبة التي خرجت من قلبها الطاهر المتألم “طهّروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الاخوية العديمة الرياء فاحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة” (1بط 22:1)، لذلك أخذت الهبة التي طلبتها أي شفاء ابنتها، نظرتها كانت بسيطة متضرعة. الإنسان الذي يبحث عن الله يسعى كي يطبق وصاياه، فننتبه أن لا نحول النور الذي فينا إلى ظلام “انظر اذا لئلا يكون النور الذي فيك ظلمة” (لو 35:11)، لأنه بدون نور المسيح ينتهي الإنسان إلى الظلمة. حتى يجد الإنسان الله، الذي يبحث عنه، عليه أن يكون حكيم وجاهل بالشر وبسيط كالحمام “ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب. فكونوا حكماء كالحيّات وبسطاء كالحمام” (متى16:10) عندها يجده لأن الله بداخله وحوله وفي كل مكان. أمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لنتعلّم الإعتراف من زكّا
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte.../02/thumb4.jpg يحتوي إنجيل اليوم على كل عناصر التوبة العملية والإعتراف لزكا العشار الخاطئ، وأيضاً على الخلاص والتبرير التي يمنحهما الله. زكا طلب أن يرى المسيح على حين المسيح طلب أن يخلّص زكا. لم يصعد زكا ببساط جسدياً على الشجرة ولكن روحيا صعد إلى الله، تواضع فاعترف فخلص. ماهي التوبة؟ التوبة هي حالة النفس الداخلية التي تشعر بخطاياها. بمعرفة حالة النفس هذه سنقول: التوبة هي أن لا يقع التائب بنفس الخطايا، بكلام آخر التوبة ليست تغيير شكلي أو خارجي للخطايا التي اعتدنا الوقوع بها، هي موقف النفس من الخطأ، هي تغيير جذري وتجديد شخصي للإنسان. تذكر الخطايا يقود النفس للتوبة الحقيقية أي التواضع والندم. الخطوة الأول نحو التوبة هي التواضع، المتواضع سيتوب أولاً عن خطاياه أمام نفسه. من التواضع ينبع الندم والتأكيد على أن الإنسان الذي يشعر بخطاياه يحزن عليها. تذكّر الخطايا والندم يولّد الألم الحقيقي للتوبة، بالعموم حيث يوجد انهيار داخلي هناك يوجد توبة حقيقية فيشكل هذا الإنهيار الداخلي بداية التوبة للذي لديه إحساس بالخطيئة. كيف تعالج داخلياً وخارجياً تحطم وانهيار النفس؟ برياضات روحية مختلفة: الصوم والسهر والصلاة والندم والدموع. هذه الدموع مليئة بالغبطة، والحزن البهي مليئ بالفرح. وكما أن الدودة تولد من وسط الخشب وتأكل من قلب الخشبة كذلك الخطيئة تؤكل من الحزن الذي يقود للتوبة. أعمال الرحمة والصبر هما طرق مميزة للتعبير خارجياً عن القلوب الرحومة. هل الأعمال الصالحة تمحي وتزيل الخطايا؟ طبعا لا، إنما لديهم القدرة على إيقاف حالة الوقوع بالخطيئة، إذاً كيف نزيل الخطيئة؟؟ بسر الإعتراف ما هو سر الإعتراف؟ هو ذاك السر الذي من خلاله يسامح الله الخطايا لأولئك الذين يعترفون بخطاياهم أمام الكاهن بصراحة وتوبة، البعض يقولون أنهم يعترفون بخطاياهم أما الأيقونة إن كانت بالكنيسة أو حتى بالبيت فيشعرون بأن خطاياهم قد غُفرت. يجب أن نميز بين صلاة الإعتراف أو الحل من الخطايا وبين ذكر وتعداد خطايانا. زكا العشار لم يقل صلاة الإعتراف وهو على الشجرة عندما شاهد السيد ولكن في البيت وأمام الجميع، هذه هي التوبة هذا هو الإعتراف الصحيح. عندما يشعر انسان بثقل خطاياه المختلفة يجب أن لا يخجل ولكن أن يذهب للكنيسة هناك سيجد الطبيب والدواء للشفاء. الله لم يُحدر ملائكة أو روؤساء ملائكة من السماء ليكونوا آباء روحيين، من نفس الرعية اختار الرعاة حتى يُعطوا صلاة الغفران وهم عالمون بخطاياهم. ضرورة الإعتراف كي يتناول الإنسان عن استحقاق يجب عليه قبلها أن يعترف، أن يقوم بحمّام داخلي لنفسه، الإهتمام الأساسي لكل واحد دائماً هي نظافة نفسه الداخلية وخاصة قبل المناولة المقدسة. الإعتراف هو حمّام النفس، هو الميناء الذي يلجئ إليه كل إنسان مضطّرب، بدونه لا يستطيع المناولة باستحقاق، وإن تناول تصبح المناولة نار تحرقه. كم مرة يجب أن يعترف الإنسان؟ بلا حدود يقول السيد في الكتاب المقدس. القيمة الحقيقية ليست أن نعترف مرات عديدة وباستمرار ولكن أن نعترف كل مرة بصراحة وصدق كي نشفى من أمراضنا الروحية وأن نبقى حاملين نعمة الله في داخلنا دوماً. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أعمى أريحا
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...ka14_thumb.jpg المقطع الإنجيلي اليوم يُظهر لنا عظمة أهمية الصلاة وخاصة الحارة، صرخة الأعمى كانت مليئة بالألم فلم يتوقف عن الصراخ رغم محاولتهم اسكاته لا بل زاد صراخاً “يا ابن داوود ارحمني” وما النتيجة؟ النتيجة العظيمة هي انتصار للصلاة وشفاء للأعمى، الذي أصبح الأن يرى كل شيء بوضوح فيرى الطبيب العظيم والمخلص يسوع المسيح، فنال البركة أن يرى شخص المسيح الذي هو “النور الحقيقي”. بحرارة وإلحاح نقطتان أساسيتان تشدنا في صلاة الأعمى: في حرارتها وفي الصبر لجعلها بإلحاح. ونتعلم أن الإنسان في لحظات الصلاة عليه أن ينشدّ داخلياً في لحظة صلاته أمام الله، وكلنا يعرف أن حرارة الصلاة لا تكون بشدة الصوت لكن بحالة قلبنا وبحرارة وجودنا، لذلك الكثير من الأوقات أكثر الصلوات حرارة ممكن أن تكون بصمت وبالذهن ولا نسمع كلمة واحدة، كما يفعل الأباء الهدوئيون الذين يصلون ليلاً نهار بصلاة القلب من أجل العالم كله. من المؤكد أن الصلاة المشتركة لها أهميتها ولا غنى عنها ولكن الصلاة هي تنفس النفس والتي يجب أن تستمر دائما، حتى خارج الكنيسة وفي كل مكان، بكل غيرة ومثابرة وإلحاح وإصرار. القديسون هم أصدقاء الله يشعرون بحضور الله في أقسى الظروف وأصعبها، يونان النبي من جوف الحوت صرخ لله، الفتية الثلاثة من وسط النار رنموا لله كل ذلك حتى تلتمس قلوبهم النور الحقيقي، وعندما يحدث هذا يتابعون الصراخ بصلاة حارة لله “يا ربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني” أو”يا رب اليك صرخت فاستمع لي”. الصحة هبة تعرّف الكنيسة الصحة بأنها هدية من الله للإنسان، هي كنز سماوي وهبة من خالق الحياة للخليقة حتى يتحقق بنعمته هدف الحياة. “لا غنى خير من عافية الجسم ولا سرور يفوق فرح القلب” يقول الحكيم سيراخ (16:30)، كذلك الكنيسة كثيراً ما تصلي من أجل صحة المؤمنين لاسيما عن طريق صلاة الزيت المقدس التي تدهن به المؤمنين من أجل صحة النفس والجسد، هي لا تهمل صحة الجسد بل تحدده بأنه هبه من الله يجب الإهتمام به. يعلّم أباء الكنيسة بأن الصحة الحقيقية تتعلق بكامل الإنسان وبكامل وجوده، الصحة ليست غياب المرض أو عدم وجود عاهة في الجسد أو عدم وجود مرض في النفس، إنما هي التناغم الكامل بين قدرات الإنسان الروحية والنفسية والجسدية. هي الصحة التي وهبها الله كي يحققها آدم والتي حدد أبعادها الله، ببقاء الإنسان معه في الفردوس، والتي خسرها آدم بسقوطه رافضاً إرادة الله غير طائعاً لوصاياه لأنه انفصل عنه. خسر أدم بمسؤوليته الصحة التامة الروحية والجسدية ودخل إليه الموت والمرض وجرّ معه كل الخليقة. المرض والموت ليسا الحالة الطبيعية للإنسان بل هو فوق الطبيعة الممنوحة من الله منذ البداية والناتجين عن الخطيئة. ولكن العلاج أو الشفاء، بالإضافة أنه حدث لا يمكن الشك فيه، يُظهر محبة الله للإنسان الواقع في تعاسة المرض، عندما نرى ماوراء بعض الأحداث التاريخية وعمق معناها، رؤيتنا لحالة الأعمى ولو ذهنياً يعتبر رمز للإنسانية التعيسة الحزينة، وللمجتمع الغارق في الشر والخطيئة والفساد، وللإنسان الفاسد الذي يشعر نفسه وحيداً وغير آمن وبدون سلام، رغم ذلك يقف الأعمى أمامنا كمثال لأنه وجد الخلاص الجسدي والروحي أمام السيد، رغم أن الناس من حوله صرخوا بوجهه ومنعوه إلا أنه أصر وألح في الصراخ: “يا ابن داوود رحمني” هم طردوه لكنه بقي مُصرّاً أن يكون بقرب المسيح مصدر الشفاء والأمان والسلام. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخطيئة: برص النفس
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...us-2_thumb.jpg يتساءل الانسان: ما هي ردة فعلنا تجاه الخلاص الذي منحنا إياه السيد؟ أو ما هو الشيء الذي يبعدنا عن السيد ويجعلنا أناس غير صالحين؟ طبعاً الخطيئة، التي هي الشكل البشع لبرص النفس. جوهر الخطيئة جذور أصل الخطيئة موجود في الحرية البشرية، الشر ليس سوى عدم طاعة الله، الإنسان مجبول من الله كي يميل للفضيلة، وعندما يخطئ يتجاوز طبيعته لأن الله لم يخلق الإنسان كي يشعر بالحاجة للخطيئة، للخطيئة مركز في وسط شخص الإنسان، كل فسادها تنبع من فساد نفس الإنسان. الجسد قابل للفساد أما النفس فهي غير قابلة للفساد. يمكن للخطيئة أن تفسدها كما يفعل البرص للجسد، ويمكنه أن يضعفها ويجعلها نتنة، وهذا الفساد يقودها للإرتباط برابط لا ينفك مع الموت الأبدي.الجسد ليس مسؤول عن حدوث الخطيئة بل النفس، ليس لأن الجسد هو عدو النفس ولكنه يطيعها، كما آلة العود والعازف أو السفينة و القبطان. إذا الخطيئة هي قرار خاطئ للنفس والتي تأتي بشكل مضاد لناموس وصايا الله. الخطيئة هي مرض هذه هي حقيقة الإنسان الخاطئ فهو عضو مريض في جسد الكنيسة، بالنسبة للجسد هناك الكثير من الأمراض التي لا علاج لها أما الروحية فلا يوجد مرض روحي بلا علاج. بالعموم الخطيئة تنقل الإنسان من الحياة للموت، الخطيئة هي مرض النفس كي نتطهر منها نحتاج لسر التوبة، سر الإعتراف، فالخطيئة تقود للموت الروحي والشخص الخاطئ هو قاتل لنفسه، بالتأكيد عندما لا نتوب ولا نعترف نكون مجرمين وقاتلين لنفسنا. النفس عندما تموت روحياً لا تنحل كما الجسد في التراب لكن تصبح كل الأهواء وخاصة الجسدية وحشية، عندما تفقد جوهرها، أي مخافة الله، تسقط ميته، والشيطان الذي ربطها بالأهواء يكون الحارس لجسدها المائت. الخطايا هي أسوء من الدود الذين يحلّون الجسد اما هم فيقتلون الروح. لا يوجد سعادة من الخطيئة لا بل تقود الخطيئة إلى الألم. تملأ النفس بالغباء وتقتل الضمير، لذلك لا يوجد سعادة من وراء الخطيئة ولكن تعاسة باستمرار. ومن الخطيئة يعاقب الانسان نفسه بتأنيب الضمير المستمر. ونتمنى أن يقوده هذا التأنيب للدواء الروحي الذين هما التوبة والاعتراف. الخطايا جذر الخطيئة هي الشهوة، وكما أن الدخان يعمي العينين من الرؤية كذلك الشهوة تعمي النوس. لذلك يجب أن لا نعاقب الخطيئة فقط بل والشهوة، وبالتأكيد لا يوجد فروقات بين الخطايا ولكن الفرق في مسبب الخطيئة. هل يوجد خطايا صغير وكبيرة؟ كلاهما تجاوز لناموس الله، لا يكفي أن لا نسرق ونخطأ ولكن الذي لا يعمل الخير يعاقب. الشخص الذي لا يرحم هوشخص واقع في الظلام ولا نور فيه، أما القاتل فيعتبر مرافق للشيطان. الإدانة هي من أكبر الخطايا، وحتى أن يترافق أحدنا مع أناس خطأة هي خطيئة كبيرة حتى لو لم يفعل شيء من الخطأ. الذي ينشر الخطيئة بين الناس يخاصم الله، الحكم في الخطيئة يعود لله. الغضب الإدانة والحسد هي أهواء النفس، الضغينة والحقد هي خطيئة أكبر من الزنى، المجد الباطل يفرغ الإنسان من الداخل، اللسان وكل الخطايا: السكر والحلفان والطمع والجشع والأنانية والقتل والشراهة واللواط و… هي جذور عدم احترام بنوة الله، وننتهي بالإدانة التي تُفسد ذاك الذي يُدين بدون حق. الأبرص السامري الصالح لديه إيمان حقيقي وقلب طاهر لذلك نال الخلاص. التسع الباقون نالوا فقط الشفاء. باعترافنا بخطاينا للكاهن سنشفى روحياً وسنخلص. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ملكوت السموات
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...lord_thumb.jpg بعد معمودية السيد وتجربته في الصحراء وتسليم يوحنا المعمدان ابتدأ السيد بعمله علناً، مكمّلاً عمل يوحنا المعمدان، فبدأ الإله المتجسد أن يعظ بنفس كلمات ذاك الذي عمّده، دعى يوحنا الشعب للتوبة، وكذلك علّم السيد المسيح باقتراب ملكوت السموات وضرورة التوبة "يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالانجيل" (مر14:1-15). وصية السيد لتلاميذه كانت أن يعظو بالتوبة وعنهم أخذت الكنيسة الوصية منذ ألفي عام "وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم" (لو 47:24). انجيل ملكوت السموات التوبة هي عظة المسيح لكل الشعب، هو لم يكتفي بالوعظ بل رافقه بصنع العجائب، كل هذه العجائب هي "علامات" واثباتات على تحقيق ملكوت الله على الأرض، وهناك علامات أخرى على تحقيق الملكوت كأن لا يكون للشيطان حكم عليها وأن لا تقوى الخطيئة وأن لا يحكم الموت، يمكننا تحقيقه بأن نكون مواطنين فيه، وكي يصبح إنسان ما مواطن لملكوت السموات يجب أن يتوب وأن يغير طريقة حياته السيئة أي أن يكون لديه "فكر المسيح" (1كو16:2) وأن يصبح تلميذ وصديق للمسيح. ملكوت السموات هي أعجوبة، وكونها اعجوبة تُعاش من الصغار ومتواضعي القلوب وليس بالضرورة من حكماء العالم، لذلك تُكتشف، وفقط، من ذوات القلوب النظيفة. ملكوت السموات على الأرض هو يسوع المسيح، لثلاث سنوات بُذرت كلمة الله في النفوس وملكوت الله ينمو ويثمر كبذر مزروع في نفوس المؤمنين، مثل أي بذر ينمو ليصبح شجرة مثمرة وكأي خميرة تخمّر الطعام كلّه. يعطي ملكوت السموات الحياة للعالم، وهو يدخل بدون مراقبة إلى العالم "لا يأتي ملكوت الله بمراقبة" (لو20:17) أي ليس بطريقة واضحة للجميع، مع الزمن سيصبح شجرة ضخمة تستضيف عليها كل طيور السماء وفي ظلّها ستحوي كل أمم الأرض. خارج الملكوت يمكن أن نرى الأشخاص السيئين ولكن ستأتيهم الساعة ويحترقون. أمثال ملكوت السموات منذ زمن يوحنا المعمدان حتى الأن، يُكتسب ملكوت السموات بالجهد ويسكنه كل الذين يجاهدون "ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يُغصب والغاصبون يختطفونه" (متى12:11). تحدث يسوع المسيح عن هذا الملكوت الذي بداخلنا "لأن ها ملكوت الله بداخلكم" (لو21:17) ومن حولنا بامثال. الأمثال هي قصة يرويها الإله المتجسد كي يعرض تعليمه بطريقة تصويرية، البعض يفهمها والبعض الآخر لا، ربما سيتوبون يوما ما، "ما عسى أن يكون هذا المثل فقال لكم قد أعطي أن تعرفوا أسرار ملكوت الله وأما للباقين فبأمثال حتى إنهم مبصرين ولا يبصرون وسامعين ولا يفهمون" (لو9:8-10). أُغلقت عيونهم وصمت أذانهم بسبب قساوة قلوبهم وعدم توبتهم واصبحوا بخطر أن لا يخلصوا، كل الأمثال توضح بشكل جلي بأن يسوع منذ البداية وعظ "توبوا فقد اقترب ملكوت السموات" وحتى نهاية تحقيقها تتطلب فترة زمنية طويلة. في البداية سيعظ العالم كلّه عن ملكوت الله حتى يسمع به كل الأمم بعدها ستكون النهاية. الزمن من قيامة السيد حتى مجيئه الثاني سيكون زمن "شهادة يسوع المسيح" (رؤ2:1) لأعضاء الكنيسة وزمن التجارب للقديسين، في نهاية هذا الزمن سيكون العشاء الأخير للسيد والذي سيشارك فيه اناس من كل الأمم وبدون تمييز، لباسهم لهذا العشاء سيكون إيمانهم بيسوع المسيح، سيرثون هذا الملكوت، بعد المجيء الثاني، كل المؤمنين "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم (مت34:25) وملكوت الله هذا "لا يكون لملكه نهاية" (لو33:1). ملكوت الله ونحن ملكوت الله هو أكبر هدية من الله للإنسان، وكي نربحه علينا أن نشتهيه ونتعب من أجله. اولاً نحتاج للتوبة والإعتراف لأن أساس ملكوت الله هي التوبة، ثم المناولة المقدسة التي هي بذور القيامة فينا. كل شيء من بعد قيامة السيد هو هبة وهدية ولكن يجب أن نكسب هذه الهبة. يُعطى ملكوت الله لهؤلاء للذين يحبون المسيح وصورته على الأرض، أخيه الإنسان، بدون حدود أو شروط، وهم الأبرار و الأطفال في قلوبهم والذين يتجاوزون تجارب الحياة بصبر والذين يحملون أتعابهم كصليب حياتهم والذين يضحون بكل شيء من أجل المسيح. لأن الخوف موجود: لأن كثيرون هم المدعوون وقليلون هم المنتخبون (متى14:21). فلنعد كالأطفال ولنقم بأعمال تليق بالتوبة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الظهور الإلهي
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...3/02/thumb.jpg تتجلى أهمية عيد اليوم كونه يجمع بين حدثين مهمين وهما معمودية السيد وظهور الثالوث القدوس. يسوع المسيح “رئيس الحياة” (أع 15:3) أعتمد من يوحنا المعمدان في نهر الأردن، الذي تصفه طروبارية تقدمة عيد الظهور “نهر الأردن انكفأ راجعاً” ويوحنا فرح بالروح لمعمودية السيد ولظهور الثالوث القدوس. لماذا اعتمد المسيح؟ اعتمد ليتمم كل بر وكل ماهو مخطط ومرتب من الله. والنبؤات منذ الولادة ومروراً بالمعمودية وكل الأحداث اللاحقة تحققت وفق ترتيب الله، تتميم البرّ بحسب القديس يوحنا الذهبي الفم ليس فقط تحقيق النبؤات في شخص يسوع المسيح بل في تنازله وإفراغ ذاته، المسيح صار انساناً كي يخلّص الإنسان المتألم. معمودية المسيح من يوحنا المعمدان وجهت أنظار الشعب كلها نحوها لضرورتها وأنها ليست فقط للخطأة، ومن الشعب اليهودي لكل الأممين الآتين من العبادات الوثنية، هي مسحة ليس لنظافة الجسد بل تنقية الروح من الخطايا. معمودية يوحنا “معمودية توبة لمغفرة الخطايا” هو قال: “أنا أعمدكم بالماء ومعموديتي هي معمودية توبة” وبكلام آخر يقول عن معمودية المسيح أنه سيعمدكم بالروح القدس والنار (متى11:3). المعمد يعترف بخطاياه وعند خروجه من الماء يتركها فيه. معمودية يوحنا أفضل من معمودية اليهود ولكنها أقل أهمية من معمودية المسيح. المسيح اعتمد وخرج من الماء فوراً لأن ليس لديه خطايا كي يعترف بها، هو اعتمد “لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل برّ” (متى15:3) والبر يعني تحقيق النبؤات. “ظهرت السجدة للثالوث” في معمودية السيد ظهر الكشف الإلهي للثالوث لذلك يدعى باسم الظهور الإلهي أي صوت الله الآب وانحدار الروح القدس على الأبن المتجسد، والمعمّد يطرد الشياطين الموجودة في الماء ويقدسها. الله بشخص يسوع المسيح يُظهر كلمته للبشر على الأرض، هو غلب الأرواح الشريرة في الماء ودحرها لما صعد على الصليب وقام من بين الأموات، هذه الأرواح الشريرة لطالما أعاقتا الإنسان والعالم من تحقيق هدفهما أي تمجيد وعبادة للإله الحقيقي وبعبارة أخرى السجود للثالوث القدوس. عند دخولنا لكنيسة فيها رسوم جدارية نعيش ظهوراً حقيقاً من خلال تصوير كل حركة قام بها السيد على الأرض وأهمها انحداره “طأطأ السموات ونزل” (مز9:18) بالإضافة لأيقونات القديسين التي تصور القداسة المتجسدة بنعمة الروح القدس، والكل على الأرض ومن في السماء يشاركون القداس الإلهي الذي نعيش به قمة وذروة الظهور الإلهي. ماهو عمل الكنيسة أو السر الذي يفتح لنا باب الملكوت؟ المعمودية في يوم معمودية السيد انفتحت السموات ويحدث الأمر ذاته يوم معموديتنا، بهذه الطريقة يدعونا الله لنكون مواطيني السماء هو يحثّنا أن لا تكون لدينا ارتباطات أرضية. المعمودية تخلصنا من الخطيئة والموت وتهبنا مواهب الروح القدس. نصبح أولاد لله على الأرض وشركاء ابنه في ملكوت السموات. يقول الذهبي الفم: “بعد المعمودية لا نخطئ كأناس عاديين لكن كأبناء لله، لذلك العقاب أكبر” إذاً الذي يدخلنا إلى ملكوت السموات هو الروح القدس أما المسيح فهو الطريق والحق والحياة بهم نذهب إلى ملكوت السموات، فلنسعى أن نكون أبناء السماء. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عالمٌ يتسم بالألم
اصنعوا العجائب http://www.almanarah.net/wp/wp-conte.../02/thumb1.jpg عالمنا اليوم، يا إخوة، عالمٌ يتسم بالألم. سمته الأساسية أن الألم فيه بات كبيراً، بالمقابل بتنا بحاجةٍ لأن نشفى من هذا الألم. ولكن هل يتم الشفاء منه هكذا بكل سهولة؟!. في عالمنا اليوم يطلب البعض العجائب، لا بل كُلنا نطلب عجيبةً: أن نتخلص من أزمةٍ ما، أو من مرضٍ ما. ولكن، هل العجيبة هي سحرٌ إلهيٌ يؤديه الله لنا متى أردنا؟!. لا، يا إخوة، العجيبة هي تعاون بين العملٌ إلهيٌ مع البشر. إن أنت طلبت من الله هكذا من دون عناءٍ عجيبةً ما أو طلباً ما، لا نعرف إلى أي مدىً يجيبك. كثيرون منا يتكلمون مع الله وقليلون جداً جداً منا يستطيعون أن يسمعوا صوته. إذا سألنا: ما هي متطلبات حدوث العجيبة؟ أو ما هي شروط العجيبة؟. أنا سأصنفها في ثلاثة شروط: · الشرط الأول: صلاة الإيمان. يقول الرب: "كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه" (مت 22:21) أي اسأل نفسك أي نوع من الصلاة تصلي. إن أنت تصلي فقط لتطلب!، إن أنت تصلي وفي قلبك شك أن الله سيجيبك أم لا!، سيفعل هذا أم لا؟!، سيشفيك أم لا؟!، فإنّ هذا شكٌ بقدرة الله ليس إلا قلة إيمان، انصلي طالبين أن تتحقق مشيئته ولنرمي ذواتنا في أحضانه، وعندما تكون صلاتنا حية مع الله تكون صحيحة، وتصبح حياتنا كلها صلاة. صلاة الإيمان تعطي نقاوة داخلية للإنسان. هذه النقاوة تستدعي الروح القدس كي يسكن فينا جميعاً. سكنى الروح القدس يجعل هذا الطلب عند الله أمراً سهلاً، أي تدفع بالعجيبة أن تحدث. · الشرط الثاني: التوبة بدموع. أي الذي لا يتوب عن خطاياه ولا يشعر بأنه خاطئ، كيف سيجاوبه الله عن أي أمر؟!. هذا أمرٌ لن يحدث. كلنا أو بعضٌ منا عنده حالاتٌ "الاستفشارية" كما نقول في لغتنا، "مستفشر" في الله، يفعل ما يشاء، ويقول: "بأن العالم هكذا يريد، سنسرق، سنكذب، هكذا هي الشطارة، …". عن أي عجيبةٍ تسأل وأنت تفعل كل هذه الأمور، وفي النهاية تلوم الله لأنه لم يجيبك أو لم يمنحك الشفاء أو أحد أخصائك. التوبة بدموعٍ تعطي قلبك الانسحاق. هذا الانسحاق يعطي قلبك طهارة. هذه الطهارة تستدعي الروح القدس ليسكن فيك وعندها تأتي العجيبة نتيجة. · الشرط الثالث: أن تكون العجيبة وسط الكنيسة. كل العجائب التي هي خارج الكنيسة 99% هي من الشيطان أو من الشرير. لأن الله يفعل عبر الأسرار الكنسية لكي يقدسنا. أنتم أتيتم إلى الكنيسة اليوم لكي تشتركوا في القداس الإلهي وتشتركوا في جسد المسيح ودمه. هذا الاشتراك يستدعي حلول الروح القدس علينا جميعاً وعلى القرابين. حلول الروح القدس هذا سيسكن فيكم بالصلاة والمناولة ويجعل إمكانيةً كبيرةً للعجيبة أن تحدث. أتعرفون ما هي العجيبة الحقيقية؟!. العجيبة الحقيقة أن نكون قديسين، أن تصبح أنت قديساً، عندها تملك العجيبة الحقيقية. أما شفاء مرض، أزمة، …، هذه ليست بعجيبة هي حدث طبيعي عند الله. اطلبوا هذه العجيبة، أي القداسة، عندها ستنالون كل خير من الله. تريد أن يجاوبك الله عن كل ما تطلب. اسأل نفسك هل تصلي بإيمان. اسأل نفسك هل لديك توبة بدموع. اسأل نفسك أتأتي، أتشارك في الكنيسة. إذا كان جوابك نعم، فبالحقيقة، كل ما ستطلب ستنال. آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اقتناء الروح القدس
http://www.almanarah.net/wp/wp-conte...ouan_thumb.jpg ما يوقفني في حياة القديس سلوان حديثه عن التواضع وعلاقة هذا التواضع بالروح القدس، أي كيف يمكن لإنسانٍ أن يقتني الروح القدس وهو متكبر؟!. يقول القديس سلوان: الإنسان الذي يغادره التواضع يغادره الروح القدس. وأنتم تعرفون أنّ لا قداسة في هذه الكنيسة وفي هذا العالم بدون الروح القدس، أي أنت إن أردت أن تصبح إنساناً صالحاً بعين الله، طاهراً ونقياً يحلُّ فيك الروح القدس عليك أن تتواضع. في عالمنا هذا هل نتواضع؟! هل نعيش في هذا العالم ونحن نحاول أن نسعى لنقتني روح التواضع؟! البعض يقولون: "نعم يا أبونا نحن نتواضع ولا نتكبر". هناك الكثير من الأسئلة الحساسة والدقيقة. مثلاً، أب وأم يريدون أن يأخذ أبناءهم علامات مرتفعة وتامة. السؤال الحساس هنا: لماذا يريدونهم أن يأخذوا هكذا علامات؟! هل ليفتخروا بهم أمام ذويهم؟! أم كي يتقدم أبناؤهم بالعلم ويصبحوا أناساً مهمين ويعملون في هذا المجتمع بطريقة أو بأخرى؟!. هذا السؤال الحساس الصغير يجعلنا نعرف إن كان عندهم التواضع أم لم يكن. إنسانٌ آخر عند حديثه أمام الناس، مع أقربائه، مع أصدقائه، مع جيرانه، مع الذين يعملون معه، دوماً كلمة الأنا موجودة: "أنا عملت. أنا في حياتي صنعت كذا وكذا". هكذا روح وضَعت الأنا مكان الروح القدس هي لا تعرف التواضع. هناك أمثلة حياتية كثيرة نطرد فيها الروح القدس بتكبرنا. يا أخوة، التكبر هو مرضٌ روحيٌ يلغي الروح القدس من حياتنا. لنسعى جاهدين بانتباه: كيف نتكلم، كيف نتصرف، كيف نربي أولادنا،….. لتكون كلها بروح التواضع، عندما نقف لا نقف ليرانا كل الناس. لا نسعى لنأكل قبل كل الناس. لا يجوز أن نلغي الآخر كي نوجد نحن. إن أنت ألغيت الآخر لتوجِد ذاتك، أي أوجدت الأنا التي فيك ظاهرةً عندها سيغادرك الروح القدس، وعندها لا قداسة. إن لم تقتن الروح القدس لا قداسة لك، عندها لا شراكة لك مع الله، أي أن الإنسان الذي يشارك حياته بالروح القدس يتشارك مع الله في السماوات. هذه حياتنا على الأرض. نحن المسيحيون لا موت لنا. إن مات الجسد الروح باقية، ولكن أين ستبقى؟! هل ستبقى في حضن الله؟! أم ستغادره إلى أماكن بعيدة حيث النار لا تطفأ؟!. الإنسان المسيحي يسعى جاهداً أن يحيا حياةً أبدية. حياته الأبدية تبتدأ من الآن عندما يسعى مجاهداً إلى اقتناء الروح القدس. وأكبر مثال لنا هو القديس سلوان، الذي سعى في حياته، بعد أن كان إنساناً يعيش في هذا العالم بتخبطاته وخطاياه، فعرف الروح القدس ولم يستطع أن يتركه يغادره. تجربة مرّ بها لسنوات عديدة غادره الروح القدس، شعر بألم، شعر بفراغ، شعر بحزن داخلي، ولكن بجهاد، بصلاة، بصوم، بقراءات مقدسة، بمحبة، بتواضع، بخدمة الآخرين، استطاع أن يعاود اقتناء الروح القدس. نحن جميعنا، فلنفترض أننا لا نقتني الروح القدس، كيف نستطيع أن نحصل عليه؟. أهم شيء أن نضع في ذهننا التواضع. القاعدة الأولى: إن لم نتواضع، كما يقول القديس سلوان، لن نستطيع اقتناء الروح القدس. مهما علت المراتب والمكانات و… إلخ، الإنسان غير المتواضع لن يستطيع اقتناء الروح القدس، لأن الروح القدس لا يسكن في إنسان متكبر والأنا ساكنةٌ فيه. ثانياً، علينا أن نجاهد، نصلي، نصوم، نحب الآخرين، نخدمهم، نقدم ونضحي لعائلتنا وللذين حولنا، وألا نكذب أو نخطئ ونطبق وصايا الله. عندها يكون الروح القدس ساكنٌ فينا. غير ذلك عبثاً نعيش في هذا العالم. نأكل ونشرب ونموت كمثل الكثيرين الذين يأكلون ويشربون ويموتون. هل تريد أن تكون حياتك عبثاً؟! أرجوك لا. اقتن الروح القدس. اقتن التواضع. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد جميع القديسين
http://i77.photobucket.com/albums/j6..._large_web.jpg (متى 32:10-33، 37-38، 27:19-30) مجاهدي الإيمان وصيتان مهمتان يقدمهما المقطع الإنجيلي اليوم، يشكلان حجر الزاوية للمسيحية. الأولى هي الاعتراف الجريء بالإيمان بشجاعة وصراحة وبدون خوف أو مصلحة شخصية، الموقف الشجاع للتعبير عن الإيمان الصحيح في حياتنا الحالية يؤهلنا أن نكون أشخاص يحملون قضية روحية خلاصية، نتيجة هذا الإيمان سنحملها معنا لما بعد الموت وذلك في ملكوت السموات، والوصية الثانية أن نحب المسيح فوق كل شي وكل شخص في العالم، وحتى فوق حياتنا الشخصية. عندما يطلب المسيح منا إشهار إيماننا بإلوهيته أو بأي عنصر إيماني خاص بيسوع المسيح وكنيسته، لا يطلبه شيئاً لنفسه بل يطلب أن يُظهر الإنسان نفسه واحداً بالله، هذا الإتحاد مع الكلمة المتجسد ليس صفة شخصية أو أمر نخفيه بل هو ختم يجب أن يختم به كل شكل من أشكال حياتنا كي يأخذ شكلاً روحياً، المسيحي لا يعيش حياة دينية فقط بل يجاهد أن ينير نور الإيمان في حياة أخيه الإنسان فيصبح مبشّراً بهذا النور. اليوم تكرم الكنيسة رهط القديسين الذين يزينونها بنور قداستهم، هم أتموا وصايا الله بمحبتهم الكبرى نحو المسيح المخلص، رفعوا اسمه فوق كل الأمم وخدموا إنجيل الحقيقة، هم استمدوا القوة من المسيح وبه استطاعوا نشر الإيمان المسيحي في كل المسكونة اعترفوا بالإيمان أمام كل العالم وباتوا صخرة إنجيلية للكنيسة. صرخ بطرس الرسول، بدون خوف، في وجه قيافا وحنّان رئيس الكهنة معترفاً بيسوع المسيح: "هذَا هُوَ: الْحَجَرُ الَّذِي احْتَقَرْتُمُوهُ أَيُّهَا الْبَنَّاؤُونَ، الَّذِي صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. ولَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أع 11:4-12) يعني اعتراف الإيمان الترفع عن الماديات والأرضيات وجعل المسيح سيد الحياة، وهذا ما تعنيه الآية التالية: "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقُّني" على الإنسان أن يكرّم أباه وأمه والأهل أن يحبوا أولادهم، ولا يمكن للزواج أن يقوم إن لم يُحب الرجل امرأته والمرأة رجلها، ولكن هل كل أنواع الحب صحيحة؟ طبعاً لا لأن البعض منها يخالف وصايا الله، فعلى الولد أن يكرّم ويحترم أباه وأمه ما داموا يصونون وصايا الله، ولكن إن خالف الأهل وصايا الله ودفعوا أبنائهم لذلك، على الأولاد أن لا ينصاعوا لهم، ولهذا يضع المسيح محبة الله فوق كل شيء، المحبة التي تلغي المسيح من حياتنا هي ليست محبة بل رفضاً لله، فكل أمور حياتنا يجب أن تقاس بمدى حبنا لله. اليوم وبسبب الانفصام بين كلام المؤمن وأفعاله يأتي وصف المسيح بأنه: "أنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يو6:14) ليقول أن الإيمان بيسوع المسيح كمخلص يقتضي أفعالاً لبلورة هذا الإيمان ويجب أن يترافق الإيمان مع الحياة اليومية حتى ننال الحياة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رفع الصليب
http://www.christian-myspace-layouts...ss-glitter.gif بقوة الصليب الكريم استطاع الملك قسطنطين (285-337)م أن ينتصر على أعدائه وصار الإمبراطور الوحيد في الشرق والغرب، في وقتها عمل ثلاثة أعمال عظيمة: الأول أوقف الاضطهاد ضد المسيحيين والثاني أنشأ مدينة القسطنطينية ونقل العاصمة من روما إليها، وأخيراً أرسل أمه القديسة هيلانة إلى أورشليم كي تبحث عن عود الصليب الكريم. ذهبت القديسة مع حشد ملوكي للبحث عن الصليب الذي صلب عليه السيد، مخلص العالم، وعندما وجدته أراد الشعب كله أن يسجد للصليب الكريم لذلك قام أسقف أورشليم آنذاك الأسقف مكاريوس برفع الصليب عالياً على الأمفون (المنبر الذي يقرأ منه الإنجيل ومنه يتم الوعظ) وسط الكنيسة، عندها سجد المؤمنون للصليب قائلين “يا رب ارحم”. لاحقاً قام الفرس بحرب ضد الإمبراطورية البيزنطية، حوالي سنة 614م، وقاموا بسلب الصليب المكرم مع الكثير من الكنوز، ولكن هذا لم يستمر طويلاً لأن الملك هراقليوس (610-641)م، تغلب على الفرس وأعاد الصليب المكرم إلى أورشليم سنة 630م، ثم أخذ جزء منه إلى القسطنطينية ورفعه وسط كنيسة الحكمة المقدسة وسجد الشعب صارخاً: “يا رب ارحم” ووسط هذين الحدثين حدد آباء الكنيسة أن نعيّد لرفع الصليب في 14 من شهر أيلول وأن نصرخ عند السجود: “يا رب ارحم”. حول الصليب المكرم، يوم صلب السيد المسيح عليه، اجتمع الكثير من الناس وهم على ثلاثة مجموعات: http://www.christian-myspace-layouts...ss-glitter.gif الأولى: هي مجموعة اليهود الذين صرخوا “اصلبه، اصلبه، اصلبه” بصرختهم هذه عبّروا عن كرههم للمسيح وعدم قبولهم له في حياتهم، وهذا ما يقع فيه الكثير من المسيحيين إذ يرفضون السيد أن يكون في حياتهم اليومية ويرفضون وصاياه التي تمنعهم عن السرقة والكذب والقتل والزنى وأي خطيئة أخرى فيريدون أن يصرخوا مع هؤلاء اليهود “اصلبه، اصلبه”، ولكن رفضهم هذا يتحول إلى كره للمسيح ولكنيسته، وهي حالة كل البشر الذين اعموا بسبب من أهوائهم فأخذوا يطالبون بموت المسيح بحجة أنهم يدافعون عن إلههم وعن شعبهم. الثانية: هي الفئة المتمثلة ببلاطس الذي رأى أن المسيح بريء ولا يستحق الموت ولكنه خوفاً من الشعب من حوله أرسله للموت، وهو كالكثير منا، الذين يؤمنون بالمسيح ولكن خوفاً من الناس الذين من حولهم أو خجلاً منهم يرسلون المسيح إلى الموت أي يعصون الوصايا لا ضعفاً بل خوفاً وخجلاً من أن يعتبروا مخبولون من الناس حولهم. فبعض السارقون يذهبون للسرقة بسبب الفرصة التي تتاح لهم، حسب موقعه في وظيفة ما، وإن لم يستغلوها يعتبروا أغبياء من كل من حولهم من الناس، فيستغلون الفرصة، أي يسرقون، فيرسلون بذلك المسيح إلى الموت. الثالثة: الفئة المتمثلة برسل وتلاميذ ووالدة المسيح الذين أخذوا يبكون على صلب السيد، هم يمثلون الكنيسة، فيرون ظلم العالم وفساده ولكنهم يصبرون معتمدين على صرخة المسيح: “اغفر لهم يا أبت لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون” فالكنيسة الصابرة هي التي ستكون جماعة القيامة، لأن الذي يقبل الصليب ولا يرفضه في حياته يصبح من هؤلاء الذين قاموا بعد موت الصليب لحياة أبدية. أخي، الصليب أمام عينيك مرفوع فما عليك إلا أن تقرر مع أي جماعة ستقف، مع اليهود الصارخين “اصلبه، اصلبه” أم مع بيلاطس الذي أرسل المسيح للموت أم الكنيسة الصابرة التي ستنال فرح القيامة لا محال؟؟؟ لك الحرية و لك القرار وأنت ستحصد النتيجة!!! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفرق في التجربة بين آدم والمسيح https://upload.chjoy.com/uploads/1362290544652.jpg 1- آدم وهو أحد مخلوقات الله، بدأ حياته بأن منحه الله صورته ومثاله منذ خلقه.. بينما السيد المسيح، وهو إبن الله الوحيد، وبهاء مجده ورسم جوهره (عب 1: 3) بدأ خدمته في رسالة تجسده بأن أخلى ذاته وأخذ شكل العبد ووجد في الهيئة كإنسان" (فى 2: 7، 8). 2- بدأ آدم حياته في جنة فيها كل أنواع الخيرات هي جنة عدن (تك 2) أما السيد المسيح فبدأ خدمته في برية قاحلة، في قفر، على الجبل.. كما كان ميلاده بقر. 3- بدأت تجربة الشيطان للإنسان الأول بأن أغراه بالأكل. وهكذا فعل مع السيد المسيح. غير أن الإنسان الأول قبل إغراء الشيطان وأكل، وهو غير جائع. أما السيد المسيح فرفض الأكل وهو في قمة الجوع.. 4- الإنسان الأول أكل من شجرة محرمة، وقد سمع عقوبة من الله بخصوص أكلها. أما السيد المسيح فرفض الأكل من خبز هو محلل للجميع. 5- الإنسان الأول أطاع الشيطان في مشورته، من أول تجربة. أما السيد المسيح فرفض كل مشورات الشيطان، ثلاث مرات على الجبل، ومرات عديدة فيما بعد (لو 4: 13)، بالإضافة إلى تجارب أخرى خلال الأربعين يومًا (مر1: 13). 7- الإنسان الأول وقع في الكبرياء، وحينما اقتنع أنه سيصير مثل الله (تك 3: 5). أما السيد- هو الله الظاهر في الجسد (1تى 3: 16) . فقد أخلى ذاته. وسلك باتضاع أمام يوحنا المعمدان، حينما تقدم ليقبل معمودية التوبة، وهو غير محتاج إلى توبة. كما أنه تواضع أيضًا إذ سمح للشيطان أن تجربة، وأن يختار ميدان المعركة معه كما يشاء.. 8- الإنسان الأول اشتهى سلطاننًا ليس له. أما السيد المسيح فقد تنازل عن استخدام سلطانه الخاص، ورفض أن يستخدم لاهوتيه من أجل راحة ناسوته، ومن أجل نشر رسالته بالمعجزات.. 9- الإنسان الأول - في تجربته. سقط في الخطية، واستحق حكم الموت. أما السيد المسيح فاستطاع أن "يكمل كل بر" (مت 3: 15) استطاع أيضًا أن يخلص الإنسان من الموت ومن الهلاك. 10- الإنسان سلك بطريقة جسدية، فيها أكمل شهوة الجسد في الأكل، . أما السيد المسيح، فإنه سلك بطريقة روحية، تتغذى بكل كلمة تخرج من فم الله (مت 4: 4). 11- الإنسان الأول جعل هدفه ذاته وكيف تزيد. فكانت النتيجة أنه فقد كل شئ. أما السيد المسيح، فلم يهدف إلى علو الذات. بل سلك بإخلاء الذات. وهكذا أعاد للإنسان ما فقده. 12- الإنسان الأول، بسقوط في التجربة، أدخل إلى العالم الموت والفساد، كما قال القديس بولس الرسول: "كأمنا بإنسان واحد، دخلت الخطية إلى العلم، وبالخطية الموت. وهكذا أجتاز الموت إلى جميع الناس.." (رو 5: 12). أما السيد المسيح فبانتصار في كل تجربة وبقدسية حياته البشرية التي بلا خطية، وليست تحت حكم الموت، استطاع أن يفدى البشرية كلها، وينقذها من الموت، ويهبها التبرير، منقذًا إياها من الفساد. من كتاب التجربة على الجبل البابا شنوده الثالث |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انتظر في صلاتك حتى تأخذ https://upload.chjoy.com/uploads/1362290544652.jpg والله مستعد أن يسمع لصلاتك ويعطي، ولكن المشكلة هي: إن كثيرين لا ينتظرون في صلواتهم، حتى يأخذوا..! الواحد منهم يقول كلمتين في صلاته، ثم يسأم بسرعة، ويمل البقاء في الصلاة، ويمضي دون أن يأخذ شيئًا..!! والله ينظر إلي هذا (المصلي) كيف مضي هكذا سريعًا ولم ينتظر ليأخذ، ولو وعدًا، ولو عزاء. إمسك بالله إذن. وقل له لا أتركك.. لا أتركك حتى أشعر أنك قبلتني إليك، وأرجعني إليك وإلي محبتك.. الصلاة تحتاج إلي طول بال. تحتاج إلي صراع مع الله، تثبت به أنك جاد في طلبتك، وجاد في طلب التوبة، وفي طلب المعونة للرجوع. بحيث إن استجاب الله وأعطاك قوة، سوف تستخدمها حسنًا ولا تهملها.. ناقش الله - بدالة - في صلاتك وقل له: هل يفشل الضعفاء في الوصول إلي ملكوتك يا رب؟ هوذا أنا ضعيف، عاجز بذراعي البشري عن الوصول، فامسك أنت بيدي ولا تتركني لضعفي. واغسلني وطهرني، كما غسلت وطهرت غيري.. ألم تقل "اسألوا تعطوا" (مت 7: 7). هوذا أنا أسأل ألم تقل " كل ما طلبتموه من الآب بإسمي يعطيكم" (يو 16: 23)؟ هوذا أنا أطلب. أنا يا رب سأتمسك بجميع وعودك، وأطالبك بها.. علي الأقل سأتمسك منها بقولك".. أعطيكم قلبًا جديدًا وأجعل روحًا جديدة في داخلكم. وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم. وأجعلكم تسلكون في فرائضي، وتحفظون أحكامي، وتعملون بها" (مز 39: 26، 27). أين هذه الوعود بالنسبة إلي أنا يا رب؟ هوذا أنا واقف هنا، ممسكًا بقرون المذبح.. الذين يصلون دقيقتين ثم يمضون، أنا لست واحدًا منهم. أنا مرابط لك هنا يا رب. لن أترك صلاتي، حتى أخرج منها وقد أنعمت علي بالتوبة وأرجعتني إليك. ومع ذلك أغفر لي يا رب جرأتي، فأنا إبن صغير لك، وإن كنت قد ضللت عاملني كإبن صغير لا يعرف شيئًا. وأنت - كأب شفوق تعرف كيف تعطي أولادك عطايا حسنة (مت 7: 11). هكذا جاهد مع الله، باللجاجة، بالتذلل، بطول الأناة، بدالة، بالبكاء، بالنقاش، باية الوسائل.. حتى تأخذ.. بمثل هذا الصراع، ثق أنك ستأخذ من صلاتك، او في صلاتك عزاء وحرارة، وتشعر أن موضوع الإنفصال عن الله قد إنتهي تمامًا وأنك لم تكن تكرر الكلام باطلًا كالأمم إنما كنت تسكب نفسك سكيبًا أمام الله، كما فعلت حنة أم صموئيل. كانت تصلي صلاة، وتبكي بكاء، وتنذر نذرًا. ولم تخرج من الهيكل إلا وقد أخذت وعدًا، بأن الرب قد أعطاها سؤل قلبها (1 صم 1: 10، 17). هكذا أنت، لا تخرج من صلاتك، إلا وقد كونت علاقة جديدة مع الله، ورجعت إليه. وطبيعي، ليس ممكنا لك - بعد صلاة كهذه - أن تترك الصلاة وتخطئ إلي الله! ستخجل لا بد من صلاتك، ومن قولك لله: لا أتركك.. وهكذا فإن الصلاة تعلم التوبة، وتقود الإنسان في الرجوع إلي الله وإلي محبته.. ولكنك لعلك تقول: ليست لي الحرارة التي أصلي بها. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معاني الرموز في مثل الابن الضال https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.n...43676417_n.jpg المال: يرمز إلى هبات الله ونعمته. أما تقسيم الميراث فيعني ذلك أن الله لا يفرض على الإنسان قيوداً في طرق استعمال مواهبه ويترك له الحرية في توجيه مواهبه للخلاص أو للهلاك. واحد من أهل الكورة البعيدة: الشيطان الذي يعذّب الإنسان . رعاية الخنازير وأكل الخرنوب: عبودية مهينة للخطايا والأهواء. كلام الابن الضال: صورة للتوبة الحقيقية التي تضمّ المكوّنات الثلاثة: الاعتراف ("أخطأت إلى السماء وقدّامك") والاتضاع ("لست مستحقّاً...") والرجوع إلى الطريق الصحيح ("فقام وجاء إلى أبيه"). الحلّة الأولى: إلباس الابن الملابس الجديدة يعني أنه قد أعيدت له كرامة الابن بل الابن المحبوب فلنتذكر أن يوسف أحبّ الأبناء ليعقوب كان يلبس أحسن الملابس. وقد أعطيت الملابس الجديدة للابن كعلامة غفران خطاياه وهي بمثابة اللباس الأبيض للمعمودية. الحذاء في الرجلين: منذ أن سقط الإنسان الأول لا تزال الحية تسعى على بطنها تحاول أن تسحق عقب الإنسان، فيرمز الحذاء إلى الحماية من لدغة الحية. كما أنه يرمز إلى عزم الإنسان على أن يسلك في طريق وصايا الله بخطوات ثابتة. الخاتم: علامة السلطة والكرامة وكذلك اقتران النفس بالمسيح حيث يقطع الخاطئ علاقته بالعالم ويتبع المسيح بنعمة وقوة الروح القدس. العبيد: الملائكة والكهنة. العجل المسمّن: صورة الإفخارستيا بحسب الآباء القديسين، فعندما ترجع النفس البشرية إلى الله الآب فلا بد من أن يختتم هذا الرجوع بالمأدبة. والمأدبة هي فرح الملائكة لكل خاطئ يتوب. الابن الأكبر: يمكن أن يرمز إلى الذين يدّعون بالبرّ ومع ذلك ليس لهم رحمة أو تعاطف. كما أنه يرمز إلى الشعب المختار الذي كان أوّل من سمع كلمة الخلاص ولكنه رفضها أو إلى اليهود الذين كانوا يتكبرون على الوثنيين الذين قبلوا كلمة المسيح بفرح. أما عمله في الحقل فمعناه أن الفرّيسيين كانوا حريصين على تنفيذ الناموس حرفياً وإظهار أنفسهم أمام الناس على أنهم يتعبون ويجاهدون كثيراً. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وتتركونني وحدي من كتاب انطلاق الروح لقداسة البابا شنودة الثالث https://3.bp.blogspot.com/_i7OLvwpqjl...f-Jesus-12.jpg هو ذا تأتي ساعة وقد أتت الآن، تتفرقون كل واحد إلي خاصته.. وتتركوني وحدي.. واقف وحده. كان ذلك المحب الحنون الطيب القلب يجول يصنع خيرًا. ينتقل من قرية إلي قرية ومن مدينة إلي مدينة يكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.. ومع ذلك، اجتاز حياة مليئة بالألم. وكان الجميع يتركونه وحده، علي الرغم من أنه في حنانه لم يترك أحدا. وهكذا وجدناه وحيدًا في متاعبه وآلامه، وحيدا فيما يتعرض له من ظلم واضطهاد: لم يدافع عنه أحد، ولم يقف إلي جواره أحد، وإنما {جاز المعصرة وحدة}. كان يصلي في بستان جسثيماني، وكان يكلم الآب في لجاجة وقد سال {عرقه كقطرات دم نازلة علي الأرض}، وهو يصرخ في اكتئاب {يا أبتاه أن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس} أما تلاميذه، أحباؤه وأصدقاؤه، فقد تركوه وحده وناموا، ثلاث مرات يرجوهم أن يسهروا معه ساعة واحدة، وهم لا يستجيبون له؟} {مت26: 38- 45}. وعند القبض عليه تفرق تلاميذه كل واحد إلي خاصته وتركوه وحده كما سبق أن قال لهم {يو32:16}. ولما حوكم لم يدافع عنه أحد، وهو الذي دافع عن أشهر الخطأة... وفي آلامه لكن هناك من يعزيه. أنه درس يعطيه لنا السيد الرب عندما يضطهدنا الجميع، وعندما يتركنا حتى تلاميذنا أيضًا، ويقف كل منا وحده وليس في وقت الآلام فقط، وإنما في كل حياته أيضًا.. كان يكلم اليهود في الهيكل محدثًا إياهم عن التناول من جسده ودمه، وإذ صعب علي البعض فهم هذا الأمر. يقول القديس يوحنا: {من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلي الوراء ولم يعودوا يمشون معه، فقال يسوع للاثني عشر ألعلكم أنتم أيضًا تريدون أن تمضوا} {يو66:6}. وفي مرة من المرات دعا البعض إليه، فاعتذر واحد ببقرته التي يريد أن يختبرها، وأعتذر الآخر لأنه مشغول بزوجته، واعتذر الثالث لمشغوليته بحقله. وتركه الجميع وحده، مع أنهم كانوا ثلاثتهم ممن أنعم عليهم {لو14: 18- 20}. ويعوزني الوقت يا أخي إن حدثتك عن المسيح الواقف وحده الذي {إلي خاصته جاء وخاصته لم يقبله} {لو11:1}. ذلك النور الذي جاء إلي العالم وأحب العالم الظلمة أكثر من النور} {يو19:3}. كل ذلك حدث في القديم ومازال يحدث حتى الآن. نفس الصورة القديمة: المسيح واقف، والعالم منشغل عنه بملاذه وملاهيه وطيشه، ليس من يهتم بيسوع، ليس ولا واحد، ليس من يجلس إليه كمريم أخت مرثا، أو يتكئ في حضنه كيوحنا بن زبدي، أو يغسل قدميه كالمرأة الخاطئة. والمسيح نفسه يشعر بهذه الوحدة ويعرف أن غالبية العالم منصرفة عنه بل أن الكتاب ليتساءل أكثر من هذا: عندما يأتي المسيح إلي العالم ألعله يجد الإيمان علي الأرض؟! فهل أنت أيضًا تارك الرب يسوع وحده، ألك ما يشغلك عنه أسأل نفسك؟ كان وحيدا في تفكيره: قليلون كانوا يفكرون في المسيح، وحتى هؤلاء الذين كانوا يفكرون فيه ويتحدثون معه ويستمعون إليه، هؤلاء أيضًا كانت لهم طريقهتم الخاصة في التفكير، التي كثيرا ما كانت تتعارض مع طريقة المعلم الصالح. يذهب السيد إلي السامرة فتطرده تلك المدينة الخاطئة وتغلق أبوابها في وجهه، وهنا يلتفت التلميذان اللذان كانا مع المسيح ويقولان له: {أن شئت يا رب أن تنزل نار من السماء وتحرق هذه المدينة}! ويرد عليهما السيد: {لستما تعلمان من أي روح أنتما [إن ابن الإنسان لم يأت ليهلك العالم بل ليخلص العالم}. كان هذان التلميذان يفكران بطريقة غير طريقة معلمهما الطيب الذي يشعر لأن له في هذه المدينة كثيرون مختارين. هذا الشعور العدائي نحو السامريين، اقتبسه التلاميذ من معاصريهم من الفريسيين والكتبة وغيرهم. أما السيد المسيح فكان وحيدًا في تفكيره إزاء هؤلاء، كان يحبهم ويعطف عليهم ويريد أن يجذبهم إليه: {وهكذا حدث الناس عن السامري الصالح، وسار علي قدميه مسافة طويلة ليهدي امرأة سامرية خاطئة، ويتحدث إلي مدينة السامرة. وهكذا كان السيد وحيدا في تفكيره أزاء الأمم أيضًا. . كان هؤلاء محتقرين من الناس أما السيد المسيح فقال جهارا عن قائد المئة الروماني: {الحق أقول لكم أنني لم أجد في إسرائيل أيمانا كإيمان هذا الرجل} {مت10:8}. وقال هذا الكلام نفسه عن المرأة الكنعانية {مت28:15}. وفي أغلب معاملات السيد للناس كان يقف وحده، والعالم يقف بعيدًا عنه من ناحية أخري. يجتمع اليهود حول امرأة زانية ضبطت في ذات الفعل، ممسكين حجارة في أيديهم كي يرجموها. الجميع لهم فكر واحد. وهو أن تلك الخاطئة يجب أن تموت. ولكن يسوع له فكر أخر {من منكم بلا خطية فليقذفها بأول حجر} {يو7:8} هكذا قال لهم، فانصرف الجميع، وقال السيد للمرأة: {وأنا أيضًا لا أدينك. أذهبي بسلام}. كان السيد المسيح يقف وحده بهذا القلب المحب، والعالم القاسي يعجب منه، هذا العالم المهتم بالظاهر أكثر من كل شيء: وليس أدل على ذلك من حادثتي الأعميين، والأطفال: كان السيد خارجا من أريحا، فأعترض طريقة أعميان يصرخان بصوت عال {أرحمنا يا سيد يا ابن داود}. وظن الناس بتفكيرهم العالمي أن هذا الصراخ يزعج رب المجد فانتهروا الأعميين ليسكتا {مت31:20}. أما يسوع الطيب القلب فنادي الأعميين إليه، وفي حنان شفاهما، أنه لا ينزعج من صراخ الناس وطلباتهم كما ينزعج الغير. وتكرر هذا التصرف أيضًا عندما ازدحم حواليه الأطفال وظن الناس أن هؤلاء الصغار يضايقونه فانتهروهم. أما هو فقال لهم: {دعوا الأطفال يأتون إلي ولا تمنعوهم لن لمثل هؤلاء ملكوت السموات} {مت14:19}. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فهل لا تزال مصرًا أن تتركه واقفًا وحده؟ https://4.bp.blogspot.com/_i7OLvwpqjl...f-Jesus-16.jpg كان وحيدا في فهمه للخدمة من كتاب انطلاق الروح لقداسة البابا شنودة الثالث بينما كان الجمع يفكر أن السيد قد جاء ليكون ملكا علي إسرائيل، يحكم بأبهة الملوك ويخلص اليهود من اضطهاد الرومان، كان السيد يفكر في مملكة روحية يملك بها علي قلوب الناس قائلًا لهم في أكثر من مناسبة: {مملكتي ليست من هذا العالم} {يو36:18}. وعلي هذا الأساس كان يفهم الخدمة أنها صليب يحمله الخادم في أرض مبللة بالعرق والدموع.. ولكن هذه الأفكار لم يكن يفهمها حتى تلاميذه أيضًا. وهكذا إذ حدث التلاميذ أنه ينبغي أن يسلم للناس ويقتل ويموت ويقبر، أخذه بطرس الرسول ناحية وبدأ يوبخه قائلًا {حاشاك يا رب. لا يكون لك هذا} {مت22:26}. فأجابه السيد له المجد: {أسكت يا شيطان}، تري كيف كان يمكن أن يخلص العالم لو نفذت نصيحة بطرس المسكين! وهكذا أيضًا فيما كان السيد يضع صليبه أمام عينيه باستمرار، نري التلاميذ يتركون معلمهم وحده في تفكيره، متناقشين فيما بينهم وبين أنفسهم {من يكون فيهم رئيسا}! ونري ابني زبدي يأتيان إليه مع أمهما ساجدين طالبين أن يجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره ملكوته! ولكن السيد يرد هذين التلميذين إلي المعرفة الحقيقية للخدمة وطريقها ويجيبهما: {لستما تعلمان ما تطلبان. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشريها أنا، وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟} {مز38:10}. وحتى في كنه الخدمة نجد السيد المسيح واقفا وحده في تفكيره. يجمع الناس إليه فيتحدث إليهم بكلام النعمة ساعات طويلة حتى إذا ما أقبل المساء يأتي إليه التلاميذ قائلين (أصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما) {لو12:9}. يا للتلاميذ. أنهم لم ينضجوا بعد، هل كانوا يفكرون أن الخدمة مجرد كلام يلقي علي الناس! أم أنها محبة عاملة! وهكذا يرد عليهم السيد: {لا حاجة لهم أن يمضوا. أعطوهم أنتم ليأكلوا}. وحيدًا في الخدمة: العالم مزدحم بخدامه، بل أن الخدام فيه لينافس بعضهم بعضًا، وكل صاحب مشروع يجد كثيرين ينضمون إليه ويعاونونه. أما السيد له المجد فإنه واقف وحده.. لقد قال منذ عشرين قرنا تقريبا وما يزال حتى الآن: {الحصاد كثير والفعلة قليلون. أطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعله لحصاده} {مت38:9}. ليس من ينضم إلي السيد في عمله. كل شخص يقول: {أحارس أنا لأخي؟} {تك9:4}. سأصف لك يا أخي العزيز بعض حالات رأيتها بعيني... · امرأة فقيرة وزوجها وثمانية أولاد أكبرهم شاب طائش والذي يليه في السن صبي صغير. كل أيراد هذه الأسرة حوالي الأربعة قروش يكسبها الرجل يوميا مع بيع الليمون مثلا، يشتري بها خبزا يتخاطفه الأولاد في جوع، ثم تمر عليهم أوقات لا يجدون فيها ما يأكلونه، فتحمل الأم المسكينة البعض منهم إلي ملجأ أو جمعية لتتسول لهم طعاما، وماذا إذن عن ملابسهم التي لا تستر من جسمهم شيئًا، وكيف يحتملون بهده الملابس برودة الشتاء وحرارة الصيف، ثم ماذا عن أجرة حجرتهم وصاحبة البيت التي تهددهم بالطرد وتشبعهم سبا وإهانة كلما قصروا في دفع الإيجار. · امرأة أخري أرملة وأولادها، كانت تعمل في جمعية دينية كحائكة للملابس مرضت شهرين، وربما لضعفها بسبب قلة الغذاء، فكانت النتيجة أن استغنت الجمعية عنها بسبب مرضها. ولما قامت الأرملة الفقيرة من المرض ولست أدري تماما كيف عولجت.. *) كلها حالات في بداية الخمسينيات وأواخر الأربعينات. وكيف دفعت ثمن الدواء!! أقول أنها لما قامت وجدت نفسها وحيدة والدنيا مظلمة حولها. * أرملة أخر شابة ولها ولدان، تسكن في حمام في بدروم في حجرة حقيرة في منتهي الرطوبة، تدفع إيجارًا لها ثلاثين قرشًا، وهي وأولادها مهددة بالسل وأمراض أخري، ومهددة قبل كل ذلك بالارتداد عن الدين وبالفساد والتشرد. وكيف تقتات؟ تعمل كغسالة، ولكنها لجوعها ضعيفة الصحة، لا تقوي علي الغسيل فلا تجد من يستخدمها. * وهناك حالات أخري كثيرة، والسيد المسيح واقف وحده يعتني بكل هؤلاء. يقيتهم ويجفف آلامهم، ويعزيهم ويعلمهم الصبر والاحتمال. وفي كل ذلك يريد أن يشرك معه البعض منا نحن الخطاة في شرف الخدمة، ولكنه مع كل هذا ينظر فيجد الحصاد كثيرا والفعلة قليلين، ويجد الجميع قد انصرفوا كل واحد إلي خاصته وتركوه وحده. من الخاسر في هذه الوحدة؟ ليس هو السيد المسيح طبعا فهو ليس وحده، لأن الآب معه وهو ليس محتاجا إلي عبوديتنا بل نحن المحتاجون إلي ربوبيته. وهو عندما يدعونا أن نقف معه في وحدته، إنما يقصد خيرنا نحن بالذات. لأنه {أن كان الرب معنا فمن علينا} والذي يسير مع المسيح سيجد لذة روحية خاصة {تحت ظله اشتهيت أن أبيت}. كما أنه في صحبة السيد لا يخاف شرا {أن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي} {وأن قام علي جيش ففي ذلك أنا مطمئن {عصاك وعكازك هما يعزياني} {مز23:،مز27} هوذا المسيح ما يزال واقفا وحده يقرع علي الباب حتى إذا فتحت له يدخل ويتعشى معك وأنت معه. فهل لا تزال مصرًا أن تتركه واقفًا وحده؟ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فهل لا تزال مصرًا أن تتركه واقفًا وحده؟ https://4.bp.blogspot.com/_i7OLvwpqjl...f-Jesus-16.jpg كان وحيدا في فهمه للخدمة من كتاب انطلاق الروح لقداسة البابا شنودة الثالث بينما كان الجمع يفكر أن السيد قد جاء ليكون ملكا علي إسرائيل، يحكم بأبهة الملوك ويخلص اليهود من اضطهاد الرومان، كان السيد يفكر في مملكة روحية يملك بها علي قلوب الناس قائلًا لهم في أكثر من مناسبة: {مملكتي ليست من هذا العالم} {يو36:18}. وعلي هذا الأساس كان يفهم الخدمة أنها صليب يحمله الخادم في أرض مبللة بالعرق والدموع.. ولكن هذه الأفكار لم يكن يفهمها حتى تلاميذه أيضًا. وهكذا إذ حدث التلاميذ أنه ينبغي أن يسلم للناس ويقتل ويموت ويقبر، أخذه بطرس الرسول ناحية وبدأ يوبخه قائلًا {حاشاك يا رب. لا يكون لك هذا} {مت22:26}. فأجابه السيد له المجد: {أسكت يا شيطان}، تري كيف كان يمكن أن يخلص العالم لو نفذت نصيحة بطرس المسكين! وهكذا أيضًا فيما كان السيد يضع صليبه أمام عينيه باستمرار، نري التلاميذ يتركون معلمهم وحده في تفكيره، متناقشين فيما بينهم وبين أنفسهم {من يكون فيهم رئيسا}! ونري ابني زبدي يأتيان إليه مع أمهما ساجدين طالبين أن يجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره ملكوته! ولكن السيد يرد هذين التلميذين إلي المعرفة الحقيقية للخدمة وطريقها ويجيبهما: {لستما تعلمان ما تطلبان. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشريها أنا، وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟} {مز38:10}. وحتى في كنه الخدمة نجد السيد المسيح واقفا وحده في تفكيره. يجمع الناس إليه فيتحدث إليهم بكلام النعمة ساعات طويلة حتى إذا ما أقبل المساء يأتي إليه التلاميذ قائلين (أصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما) {لو12:9}. يا للتلاميذ. أنهم لم ينضجوا بعد، هل كانوا يفكرون أن الخدمة مجرد كلام يلقي علي الناس! أم أنها محبة عاملة! وهكذا يرد عليهم السيد: {لا حاجة لهم أن يمضوا. أعطوهم أنتم ليأكلوا}. وحيدًا في الخدمة: العالم مزدحم بخدامه، بل أن الخدام فيه لينافس بعضهم بعضًا، وكل صاحب مشروع يجد كثيرين ينضمون إليه ويعاونونه. أما السيد له المجد فإنه واقف وحده.. لقد قال منذ عشرين قرنا تقريبا وما يزال حتى الآن: {الحصاد كثير والفعلة قليلون. أطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعله لحصاده} {مت38:9}. ليس من ينضم إلي السيد في عمله. كل شخص يقول: {أحارس أنا لأخي؟} {تك9:4}. سأصف لك يا أخي العزيز بعض حالات رأيتها بعيني... · امرأة فقيرة وزوجها وثمانية أولاد أكبرهم شاب طائش والذي يليه في السن صبي صغير. كل أيراد هذه الأسرة حوالي الأربعة قروش يكسبها الرجل يوميا مع بيع الليمون مثلا، يشتري بها خبزا يتخاطفه الأولاد في جوع، ثم تمر عليهم أوقات لا يجدون فيها ما يأكلونه، فتحمل الأم المسكينة البعض منهم إلي ملجأ أو جمعية لتتسول لهم طعاما، وماذا إذن عن ملابسهم التي لا تستر من جسمهم شيئًا، وكيف يحتملون بهده الملابس برودة الشتاء وحرارة الصيف، ثم ماذا عن أجرة حجرتهم وصاحبة البيت التي تهددهم بالطرد وتشبعهم سبا وإهانة كلما قصروا في دفع الإيجار. · امرأة أخري أرملة وأولادها، كانت تعمل في جمعية دينية كحائكة للملابس مرضت شهرين، وربما لضعفها بسبب قلة الغذاء، فكانت النتيجة أن استغنت الجمعية عنها بسبب مرضها. ولما قامت الأرملة الفقيرة من المرض ولست أدري تماما كيف عولجت.. *) كلها حالات في بداية الخمسينيات وأواخر الأربعينات. وكيف دفعت ثمن الدواء!! أقول أنها لما قامت وجدت نفسها وحيدة والدنيا مظلمة حولها. * أرملة أخر شابة ولها ولدان، تسكن في حمام في بدروم في حجرة حقيرة في منتهي الرطوبة، تدفع إيجارًا لها ثلاثين قرشًا، وهي وأولادها مهددة بالسل وأمراض أخري، ومهددة قبل كل ذلك بالارتداد عن الدين وبالفساد والتشرد. وكيف تقتات؟ تعمل كغسالة، ولكنها لجوعها ضعيفة الصحة، لا تقوي علي الغسيل فلا تجد من يستخدمها. * وهناك حالات أخري كثيرة، والسيد المسيح واقف وحده يعتني بكل هؤلاء. يقيتهم ويجفف آلامهم، ويعزيهم ويعلمهم الصبر والاحتمال. وفي كل ذلك يريد أن يشرك معه البعض منا نحن الخطاة في شرف الخدمة، ولكنه مع كل هذا ينظر فيجد الحصاد كثيرا والفعلة قليلين، ويجد الجميع قد انصرفوا كل واحد إلي خاصته وتركوه وحده. من الخاسر في هذه الوحدة؟ ليس هو السيد المسيح طبعا فهو ليس وحده، لأن الآب معه وهو ليس محتاجا إلي عبوديتنا بل نحن المحتاجون إلي ربوبيته. وهو عندما يدعونا أن نقف معه في وحدته، إنما يقصد خيرنا نحن بالذات. لأنه {أن كان الرب معنا فمن علينا} والذي يسير مع المسيح سيجد لذة روحية خاصة {تحت ظله اشتهيت أن أبيت}. كما أنه في صحبة السيد لا يخاف شرا {أن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي} {وأن قام علي جيش ففي ذلك أنا مطمئن {عصاك وعكازك هما يعزياني} {مز23:،مز27} هوذا المسيح ما يزال واقفا وحده يقرع علي الباب حتى إذا فتحت له يدخل ويتعشى معك وأنت معه. فهل لا تزال مصرًا أن تتركه واقفًا وحده؟ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صارع مع الله وخذ منه معونة http://img507.imageshack.us/img507/7929/351sn7s.gif أنت تريد أن تتوب، وتنتصر على خطاياك، حسنًا تفعل. ولكن ضع أمامك هذه القاعدة الهامة، وهي: النصرة على الخطية ليست مجرد عمل بشري. 1- أولًا: لأن الخطية قوية، لها هذه القوة التي بها "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أم7: 26). فهل هذه الخطية التي أسقطت آدم وشمشون وداود وسليمان، تستطيع أن تحاربها بمفردك، بدون معونة إلهية؟! محال.. 2- هذه الخطية قد أخذت سلطانًا عليك، حينما أسقطتك من قبل. 3- إنها لا تقتصر على الحرب الخارجية، إذ تجد لها أيضًا استجابة في داخلك، تجعل الحرب مزدوجة. 4- هذا هو تعليم الكتاب القائل "إن لم يحرس الرب المدينة، فباطل هو سهر الحارس" (مز127: 1). بل هذا قول المسيح نفسه: بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا (يو15: 5). 5- كل عمل تعمله بمفردك، دون أن يشترك الله معك، غالبًا ما تفشل فيه. وحتى إن نجحت ستنسبه إلى نفسك، ويحاربك المجد الباطل، معتقدًا أنك بقوتك قد انتصرت. والمعروف أن الاتضاع هو من أقوى الأسلحة التي ينهزم بها الشياطين. وقد استخدمه القديس الأنبا أنطونيوس، حينما كان يقول لهم "أنا أضعف من أن أقاتل أصغركم". ثم يصرخ إلى الرب قائلًا "أنقذني يا رب من هؤلاء الذين يظنون أنني شيء".. 6- وقد أثبتت خبراتك الماضية، فشلك في التوبة بمجهودك. كم مرة حاولت أن تقوم وسقطت مرة أخرى. كم مرة عاهدت الله على التوبة، ووعدته وعودًا، وقلت في تصميم لن أفعل هذه الخطية مرة أخرى. بل أحيانًا كنت تستنزل الويلات على نفسك وتقول: أمرضني يا رب إن فعلت هذه مرة أخرى. كنت تقول هذا، كما لو كان الأمر في يدك وفي إمكانك. ونصيحتي لك، بدلًا من أن تقول: أعدك يا رب أن أتوب. الأجدر بك أن تقول للرب: توبني يا رب فأتوب (أر31: 18). أطلب منه التوبة كعطية صالحة من عنده، لأنه هو نفسه وعد بهذا، وقال "أعطيكم قلبًا جديدًا، وأجعل روحًا جديدة في داخلكم.. وأجعل روحي في داخلكم، وأجعلكم تسلكون في فرائضي" (حز36: 26،27) ).. فتمسك بوعده المقدس هذا، واطلب منه أن يمنحك هذه التوبة، ويعطيك القلب الجديد، ويجعلك تسلك في وصاياه.. وهذا ما تعلمنا إياه الكنيسة في صلوات الساعات. ألسنا نقول في المزمور الخمسين "انضح عليّ بزوفاك فأطهر، واغسلني فأبيض أكثر من الثلج". إذن الله هو الذي يغسلك فتبيض، ولست أنت القادر على غسل نفسك.. وفي كثير من المزامير نقول: خلصني يا رب. احفظني. علمني طرقك.. وفي صلاة الساعة الثالثة نقول "طهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلص نفوسنا"، "طهرنا من دنس الجسد والروح. وانقلنا إلى سيرة روحانية، لكي نسمى بالروح ولا نكمل شهوة الجسد".. وهذا ما نقوله أيضًا في القداس الإلهي: طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا.. ونكرر هذه العبارة في القداس أكثر من مرة.. إذن فنحن نتعلم من الكنيسة أن التوبة والطهارة والنقاوة، ليست مجرد نتيجة مجهود منا، إنما نحن أيضًا نطلبها من الله في صلواتنا.. وكأن الإنسان يقول لله: أنا عاجز يا رب عن تطهير نفسي. فقم أنت بهذا العمل حسب سابق وعدك.. "قم أيها الرب الإله.." "قم يا رب خلصني يا إلهي..". وهنا تظهر أهمية الصلاة في الوصول إلى التوبة مار اسحق ركز عليها وحدها، لدرجة إنه قال: من كان يظن أن له طريقًا آخر للتوبة غير الصلاة، فهو مخدوع من الشياطين. أما أنت فعلى الأقل في كل جهادك، لا تكن معتمدًا على قوتك، ولا على ذكائك، ولا على إرادتك وتداريبك، فأنت وحدك بدون معونة من الله، لن تصل إلى التوبة بمجهودك الخاص. قل له يا رب أنا محتاج إليك، وبدونك لا أستطيع شيئًا. الإرادة حاضرة عندي. ولكن أن أفعل الحسنى لست أجد. "الشر الذي لست أريده إياه أفعل" (رو7: 18، 19) "ضللت مثل الخروف الضال، فاطلب عبدك" (مز119). ألست أنت القائل "أنا أرعى غنمي وأربضها -يقول السيد الرب- وأطلب الضال، وأسترد المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح" (حز34: 15، 16). هوذا أنا هذا الضال الكسير والجريح، فاطلبني واستردني وأعصبني.. أنا يا رب وصلت إلى حالة من الضعف والعجز، لست أستطيع فيها أن أعدك بأن أتوب. وإن وعدتك قد أخلف وعدي. لست أعدك، إنما أطلب وعدًا منك بأن تخلصني من الخطية. ألست أنت القائل "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم" (متى11، 8). نعم يا رب أنا محتاج أن تريحني من هذا الحمل الثقيل. ألم تقل إن "أبن الإنسان جاء يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو19: 10). إنني أنا المحتاج إلى هذا الخلاص منك.. ليس فقط الخلاص من الدينونة، إنما الخلاص من الخطية ذاتها. لقد أسموك "يسوع" أي المخلص، لأنك تخلص شعبك من خطاياهم (متى1: 21). خلصني إذن من خطاياي. ليتني أسمع منك قولك المعزي "من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم – يقول الرب – أصنع الخلاص علانية" (مز11). هكذا تعلم يا أخي الصراع مع الله لأجل التوبة. صارع مثل غريق وجد أمامه قارب نجاة. صارع مثل يعقوب الذي قال للرب "لا أطلقك إن لم تباركني" (تك32: 26). قل له: أنا يا رب جربت نفسي، وعرفت ضعفها وعجزها أمام الخطية. بقي أن تتدخل أنت. لا تلمني يا رب من أجل ضعفي. إنما أنقذني من هذا الضعف. بدلًا من أن تدينني لأني نجس، طهرني من هذه النجاسة.. أنت قد أعطيتني وصايا لكي أنفذها، فأعطني أيضًا القوة التي أنفذ بها هذه الوصايا. أعطني المقاومة التي أقاوم بها الشيطان. وأعطني محبتك التي تطرد من قلبي محبة الخطية. وأثبت يا أخي في صلاتك، فهي طريقة مضمونة إلى التوبة. من كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح الرئيس الروحي للكنيسة
http://www.alsiraj.org/blog/wp-conte.../image/bbb.jpg المسيح الرئيس الروحي للكنيسة (يو 38:7-52، 12:89) في أحد العنصرة نقرأ مقطع إنجيلي يحوي اعتراف مؤثّر للمسيح: “إن عطش أحد فليأت إلي ويشرب من آمن بي فكما قال الكتاب ستجري من بطنه أنهار ماء حيّ” وبكلام السيد انقسم الناس إلى بعض من قال أن المسيح نبي كبير ومخلص وآخرون شكوا بذلك. هذا الانشقاق بفكر الإنسان عن المسيح مستمر حتى يومنا هذا، فالمسيح تكلم بموضوع مهم بالنسبة لحياة الإنسان وهو العطش، وكما أن جسدنا الطبيعي بحاجة للطعام المادي الطبيعي كذلك نفسنا بحاجة لغذاء روحي لإرواء العطش، والمسيح تكلم بشكل واقعي عن حاجات الإنسان للبقاء حيّ، فلا يمكن أن تقوم الحياة الإنسانية بدون الغذاء الروحي أو العدالة أو الحب أو الحقيقة. ووجود حياة مادية حسية فقط في الإنسان تجعله يعيش مأساة إنسانية لأنها تخلق فيها فراغ داخلي ناتج عن غياب الروح من حياته، وكلام المسيح يأتي ليؤكد هذه التركيبة الكاملة لحياة الإنسان من جسد وروح. العلوم العصرية ترفض هذا الكلام لأنها تنظر إلى الإنسان كونه كائن بيولوجي وترفض وجود الحياة الروحية بل تنسبها لأمراض نفسية، لكن الحياة بدون وجود الله ناقصة وغير كاملة ويسيطر عليها قلق كبير وتبقى بدون فرح ورجاء. شباب العالم تبحث عن الحرية وتكتب لها مجلدات ولكنها تكون فاشلة بدون قائد، في الكنيسة قائد الحرية وموجهها نحو الخلاص هو المسيح، فأي حرية كاملة ستكون لكل طالبها لو كان المسيح هو قائد الحرية. العالم اليوم ليس بحاجة لأنظمة ومشاريع بل هو بحاجة للمسيحية الحقيقية المعاشة، فيها نختار القائد الروحي الوحيد يسوع المسيح، والإيمان به يعطي الحياة العامة معنى أعمق وأكبر، ويبقى المسيح المثال الكبير للحياة الاجتماعية، ومركز البشرية، وفرح القلب، ومكمّل الحياة، لأنه رئيس الكنيسة التي أسسها يوم العنصرة. بتنا بحاجة لنمط حياتي أفضل ولنحققه علينا أن نزرع في نفوسنا شجرة جذورها عميقة بثلاثة أغصان: الإيمان والرجاء والمحبة لأن هذه الفضائل تستطيع أن تجدد عالمنا باستمرار، وبزرعنا هذا نستطيع أن نجعل العالم أفضل، ليس عالم مادي بل متكامل من الروحيات والماديات. نريد تغيير العالم علينا أن نعمل بجد وتعب وأن نؤسس كل شيء بأساسات متينة وأفضل أساسات لا تفنى هو يسوع المسيح، فأي شيء نريده كاملا من كل جوانب الحياة المادية والروحية علينا تأسيسه على يسوع المسيح ولنسمع قوله: “إن عطش أحد فليأت إلي ويشرب” بهذا القول كشف المسيحُ الحقيقيةَ في الحياة وهذه الحقيقية تدين العالم وتجدده |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة سلم إلى السماء
https://1.bp.blogspot.com/_HoE109gEog.../476021618.jpg الصلاة سلم إلى السماء تكمن أهمية المقطع الإنجيلي اليوم بأنه الحديث الأخير الذي يتوجه فيه المسيح نحو الآب بكلمات، كصلاة، قبل آلامه وموته، توضح هذه الصلاة ألم الإنسان تجاه الظلم البشري مدمجة إرادة الآب مع إرادة يسوع المسيح الابن. "رفع يسوع عينيه إلى السماء وقال" ماذا قال؟ قال صلاة نحو الآب السماوي ولكن يقولها نحو الله كراعٍ ومعلم ورئيس كهنة ومخلّص. شعر قبل موته بالحاجة للتواصل مع أبيه السماوي حاجة ولّدت في صلاته حرارة وغيرة ولهفة. صلاة السيد هذه ليست سوى تعبير عن الحاجة إليها في مسيرة حياتنا. الذي يحمينا من ألم وحزن تجارب الحياة، كأمواج عاتية تخبط حياتنا بشكل عشوائي ومستمر، ويرمينا إلى شاطئ آمن فيه الخلاص من هذه الأمواج هي الصلاة نحو الله الكلي الصلاح التي تحلّي دموع الألم وتريح وتهدئ النفس وتعطي قوة وشجاعة لمواجهة تجارب الحياة وصعوباته. نحن نصلي لأن بداخلنا شيء من الله، أليس هو الذي نفخ فينا من روحه عند قيامه بخلق الإنسان الأول؟. شئنا أم أبينا كوننا جزء من الله فنحن جزء من إله كلي القدرة و وكلي الصلاح وكلي الحكمة وأبدي، وكل هذا يرفعنا عن كل خلائق الأرض لنكون لها مدبرين صالحين. الهدف من الصلاة، مهما تنوعت الصلاة من فردية أو جماعية أو حتى الصلاة بدون انقطاع، هو استمرار التواصل مع الله بما يخالج الإنسان من ألم ناتج عن تجارب الحياة، فإن الإنسان ليس قالب جاف في علاقته بالله لكن بسبب الصلاة هو بحركة مستمرة نحو الله ينطلق من داخله نحو الإله. بصلاة السيد يعلمنا أهميتها وضرورتها وكما أن الطعام والشراب ضروري للجسد كذلك الصلاة ضرورية للروح حيث تنتعش بتواصلها مع النبع الإلهي. لنتعلم الصلاة ولنصلي دوماً معظمين الله ومسبحين إياه وساجدين له طالبين منه في كل وقت كي يعزي نفوسنا عند التعب والتجارب ولنجعل الصلاة سلماً نصعد به نحو السماء. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الأعمى
http://www.peregabriel.com/gm/albums...lind_man_0.jpg شفاء مولود أعمى هي عجيبة عظيمة قام بها الرب أمام جمهور كبير وخصوصاً من الكتبة والفريسيين الذين يحاولون أن ينفوا إلوهية المسيح في صنع هكذا عجائب. لذلك بدؤوا يسألون ويحققون عن الأعمى وتاريخه وكانت النتيجة أن يُطرد الأعمى من المجمع حتى لا يؤمن أحد بيسوع بسبب أعجوبة الأعمى. المولود أعمى شاهد النور بعينيه أما الفريسيون فبقوا عميان الروح. العمى الروحي أسوأ بكثير من العمى الجسدي، عندما يستند أي واحد منا في حياته على نور عينيه كي يحيا سعيداً لن يجد السعادة الحقيقية، أما الذين يستندون على النور في الروح فعندها سيعرفون السعادة والاطمئنان في الحياة، وعلى العكس عندما يخسر أي واحد عيون الروح عندها تتوجه حياته إلى أماكن سرابية غير هادفة ولا يمكن أن تتوجه نحو هدف معين لأنها لا ترى شي منظور فتصبح الحياة بلا معنى أو هدف. فساد النور الداخلي في الإنسان بسبب الكبرياء هو دمار للسعادة الحقيقية في الحياة. من هم عميان الروح؟ هم الناس الذين يخالفون الوصايا الأخلاقية العالمية للحياة، وهم كل الناس الذين تسلبهم الخطيئة وكل فساد. بالنسبة لنا نحن المسيحيين يأتي العمى من ازدراء وصايا الإنجيل. يقود هذا العمى الروحي كل العميان إلى سلب حقوق وظلم البشر الآخرين. سمعنا اليوم الإنجيل وكمؤمنين بيسوع المسيح المخلص، ونريد أن نكون أعضاء في جسد الكنيسة، نرى أن المسيح لم يفتح عيون الأعمى الجسدية فقط بل فتح أعيننا الروحية، ولكن بشرط أن نقبل نور المسيح في حياتنا فيدلنا هذا النور إلى أعمال نور وخير ومحبة. يمكن أن نكون متعبين من هذه الحياة ولكن المسيح يدعونا: “تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم” (متى 28:11) لأن المسيح نور العالم الذي ينير كل إنسان، فتصبح حياته ملؤها المسيح والخير والمحبة وصولاً للأبدية والخلاص. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد السامرية
http://img399.imageshack.us/img399/5...20waterhk5.jpg حددت الكنيسة أن نقرأ مقطع إنجيلي من الإصحاح الرابع لإنجيل يوحنا البشير والذي يتناول حوار المسيح مع المرأة السامرية. بعد سبي بابل، أي في القرن السادس قبل الميلاد، عندما عاد المسبيون جاء السامريون وطلبوا من زربابل أن يشتركوا معه في بناء الهيكل قائلين أننا كنا نعبد الرب إله إسرائيل منذ أيام أسرحدون (عزرا 4: 2) ولكن زربابل رفض الطلب، فعملوا على محاربة اليهود في البناء وانضموا إلى أعداء اليهود في تعطيل البناء وغضب السامريون. تكررت حوادث العداء بين اليهود والسامريين كما نجد في سفر عزرا 4 ونحميا 4 وتكرّست القطيعة التامة بين الشعبين وعلى ضوءها بننى السامريون هيكلاً على جبل جرزيم. جاء المسيح للبشرية جمعاء وبحواره مع المرأة السامرية على بئر يعقوب أعاد جسر التواصل بينهم وبين اليهود. هو يعرف الخلاف ولكن أراد أن يعلّم بأنه جاء للبشرية جمعاء كي يعطيها الحياة، وأن حبه لإعطاء الإنسان الخلاص لا يقتصر على فئة أو جماعة بل الدعوة للجميع والحب للجميع. نحن كمسيحيين نؤمن بإله واحد هذا الإله يجعلنا جميعاً إخوة، ونعترف أننا مخلوقون على صورة إله واحد “على صورته ومثاله” هذا الإله الواحد وحسب الحوار مع السامرية هو روح، وعلاقة البشر مع الله هي “بالروح والحق” وتكون الروحية عندما تكون بقلب نقي، والعبادة بالروح تلغي العبادة الخارجية والسطحية وعبادة الأوثان. أسس يسوع الكنيسة ببشارته العالمية دون الدخول بأي تمييز، داعياً الجميع من كل الفئات والألوان والأنواع، ولذلك تسمى الكنيسة الجامعة. هو لم يُظهر عداوة حتى لعابدي الأصنام بل بنى معهم علاقة أساسها السلام ولكن بدون التأثر بروح العبادة الصنمية. تهتم المسيحية بالنور أو الاستنارة اللذان يأتيان من كثرة الحوار مع المسيح، وبدوره النور يودي للعبادة الحسنة أي بالروح، كل إنجيل اليوم هو للربط بين الحوار مع المسيح والاستنارة والعبادة بالروح، أي كيف لأشخاص لا يصلّون، أي لا يتحدثون مع الله، أن يكونوا مستنيرين؟؟ لأن الاستنارة تأتي عندما يسكن فكر الله في فكرنا ويصبح فكرنا من فكر الله عندها نرى الأمور بطريقة الله ونفكر بأمور الحياة كما يفكر هو بالتالي تصبح عبادتنا وحياتنا مع الله بالروح لأنها تتجرد من الماديات والأماكن والأشخاص وتركّز على شخص يسوع. أي صلاة لا تودي بنا ليكون الله فينا فكرا وروحاً هي ليس بالروح، وأي حياة لا يظهر الله فيها فهي في ظلام بعيداً عن النور، فلنخاطب الله مستنيرين بكلامه ووصاياه عارفين أن الروح يُعبد بالروح. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد المخلّع
http://orsozox.org/uphoto/images/923...0980388227.jpg رجل الصبر الرجل المخلع، في انجيل اليوم، يستحق الإحترام لأنه عانى 38 سنة من مرضه بدون أن توجد يد تقدم له المساعدة ورغم ذلك تابع كل هذه الفترة منتظراً من يساعده. عانى كل هذه السنوات من مرضٍ جسدي لا يستطيع تحمله الكثيرون، ولكنه ظل آملاً أن أحد ما سيساعده بأن يرميه في الماء عندما يحركه الملاك. حافظ صبره الحقيقي على إيمانه بالله وطرد التعاسة والخوف. هذا الحزن أو الضيق، بالنسبة لبولس الرسول، ينشئ صبراً والصبر التجربة والتجربة الرجاء "عالمين ان الضيق ينشئ صبرا والصبر تزكية والتزكية رجاء" (رو3:5-4). الرجل المخلع كان وحيداً مهمولاً بين الكثير من المرضى والأصحاء لم يلتفت إليه أحد، جاء المسيح وسأله: "أتريد ان تبرأ"، لسؤال المسيح هدف وهو إظهار صبر الرجل الكبير الذي توضّح من جوابه السلامي الحزين المستسلم لواقعه والمتأمل أن يوماً ما بعد 38 سنة سيجد هذا الشخص: "اجابه المريض يا سيد ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء بل بينما انا آت ينزل قدامي آخر" بهذا الجواب يعترف هذا الرجل، بطريقة هادئة، بحزنه. بسبب هذا الصبر العظيم نال الشفاء لا من الملاك بل من السيد المسيح ذاته. اعتدنا، نحن البشر، أن نكرّم الأبطال والشجعان في المعارك والحروب ولكن هناك بطل آخر هو بطل الصبر، وهي عبارة تدّل على إيمان كبير. كم هو رائع هذا الإنسان الذي يدخل معركة الصبر ويتحمل خلالها كل الحزن، هذا البطل نجده في كل إنسان مريض أو يعاني من مشكلة صحية أو جسدية يصبر على الحزن والألم. أُناس الألم بقوة الإيمان ينتصرون على الحزن، والصبر هو أحلى فن في الحياة. الحياة ليست كلُها فرح وضحك، المسيحي يرى الحياة بعين واسعة وواقعية. الحياة هي بحر فيه الكثير من الأمواج، كلُنا نفرح ونحزن، رغم أن البعض بسبب مرض ما أو عدم توفيق أو صعوبات الحياة أو هوى يتعبون فيغرقون بسبب أمواج هذه الحياة، لكن المسيحي لديه الشجاعة والإيمان والصبر التي تُبعد الخوف والتعاسة وتجلب الرجاء بأن الله يخفي شيء أفضل، أم الذين يملكون روح العالم يقودون مركبة حياتهم بدون مقود فتتقاذفهم أمواج الحياة وتضرب بهم يميناً ويساراً فيغرقون بسرعة. لهذا وأكثر نسمي الصبر فن الحياة العظيم، الإنسان المسيحي يحيا حياة سلامية مليئة بالإيمان بالله، يقبل الحسنات والسيئات بكل فرح ويستمر بالحياة رغم الصعوبات، ومعلم هذا الفن هو مخلع إنجيل اليوم بقي لمدة 38 سنة في مرضه وتعبه، يصل إلى البوابة ولكن لا ينال الشفاء ومع ذلك يحاول كل سنة ولا ييأس، فكان بهدوء تنزل دموعه حزناً وألماً مع ذلك يصبر للسنة التالية، فلنعتبره معلماً لنا في تحمل صعوبات الحياة وتجاربها صابرين ومترجّين أن الله يخفي لنا الأفضل. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا شكك فيه يا توما
تُعتبر قيامة المسيح من بين الأموات أساس الرسالة الرسولية للبشارة بالمسيحية، وبقيامته من بين الأموات قدّم الرسالة رسالة فرح وثقة ورجاء للعالم. انتصار المسيح هو انتصار العالم بأجمعه أي البشرية بأجمعها ضد الشر والفساد والخطيئة، والبشرية آنذاك قبلت هذه الرسالة في قلبها دون دخول أفكار تشكيكية، أفكار الشك هذه تقتل هذه الرسالة البشارية بقيامة المسيح وبانتصاره على الفساد والموت، يقول باسكال بأنه كي يصبح أحد ما ملحد يجب ان يكون لدرجة ما ساذجاً، لن نقف على شكوك البشرية وإلحادها بل لنتوقف على شك توما الرسول، الذي لم يبقى على شكه بل نال الإيمان بحقيقة القيامة. شك توما والإيمان من بعده بحقيقة القيامة أعطى الرسل القوة لنشر البشارة ولو اقتضى الأمر منهم أن يضحوا بحياتهم. المسيح قَبِلَ شك توما وحاوره باظهار الحقيقة، والمسيحية تحتاج لهذا الحوار للوصول لليقين، هذه الحقيقة هي التي تحرر الإنسان، والتطويبة والبركة هي للذين يقبلون بقلوبهم بشارة الإيمان كطريقة حياة. يخلق الإيمان داخل الإنسان قوة الإنتصار، الحياة بدون جهاد لا يمكن أن تمتلئ بفرح الإنتصار، هذا الإيمان، إن وجد، يعطي للإنسان راحة وإطمئنان وبه يبني شخصيته بالمسيح، فيدرك أن الحياة كلها هبة من الله، ومن الملاحظ أن حدث القيامة لم يقل انتشاره مع مرور الزمن بل كل سنة يزداد أكثر وأكثر وهذا دليل على أن له رسالة فرح ومحبة ورجاء وعلى أن الإيمان مازال موجود ويزداد. إذا ياإخوة بالإيمان ندرك الأمان والراحة والرجاء والحياة ولكن كيف نحصل على الإيمان؟ يكون ذلك عندما نلقى وجه المسيح كما فعل توما، وكيف نلقاه إن لم نشترك في جسده ودمه عبر الكنيسة؟ وكيف نلقاه إن لم نراه في وجه أخينا الإنسان المتألم؟ أترككم مفكرين بهذين الأمرين لتُقيّموا إيمانكم، فتعملوا على تقويته أمام وجه المسيح. المسيح قام…. حقاً قام |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة شوق، رسالة إرشاد ومحبة
كم نشتاق أن تتحرك نفوسنا وتنطلق أقلامنا بالحب وتعلو شفاهنا ابتسامة أولاد إله السلام، وكم نود أن نحفر بسلوكنا في هذه الأيام علامات عميقة مضيئة تهدي الجميع وتولد فيهم الشوق لطريق الحب الإلهي؛ وكم نشتاق ونطوق أن ننزع أشواك الخصومة الجارح للنفس وينهض الكل باتساع الفكر وصدق القلب ويتقدم المجتمع كله نحو السلام وتعلو شفاههم ابتسامة المحبة كإشراق شمس النهار، فتبدد جراثيم الفُرقة، فتتطهر القلوب وتُشفى النفوس، والكل يلتقي في وحدة وئام الحب الذي يُرضي الله في سرّ الخلاص وعمل محبته الفائق المعرفة، فيسكب قوة غفرانه الحلو لكل نفس تلتمس وجهه المُنير، لأن من يغفر لكل من أخطأ إليه يتذوق حلاوة غفران الله ويبتهج قلبه جداً وتعلو وجهه ابتسامة رجاء القيامة وفرح الخلاص، وتظهر فيه ملامح الله الحي، ملامح الحب، لأن الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه، فيدخل في شركة القديسين في النور بلا عائق أو مانع... ولكم أن تعلموا يا إخوتي أحباء الله الحي، أن المحبة تحتاج لجهاد طويل وإصرار على النجاح، لأنها حرب ضد كبرياء النفس، لأن النفس كلما كانت بسيطة متضعة فهي تحب لله، وتستطيع أن تغفر لكل من يُخطئ إليها بسهولة؛ ولكي نصل لهذه الدرجة العظيمة والتي فيها نجد غفران الله حلواً متدفقاً لنا، متذوقين عمق اتساعه الحلو في داخلنا، ينبغي لنا أن نُحارب أنفسنا بضراوة ونتضرع لله بتذلل الصيام المقدس، أن يكسر كبرياء قلوبنا، مُصرين إصراراً على أن نصلب ذواتنا مع المسيح له المجد وذلك كل أيام حياتنا على الأرض بمعونة الروح القدس الرب المُحيي الذي يأخذ من مسيح الحياة ويُعطينا، حتى نموت بالتمام عن أنفسنا ونحيا خليقة جديدة في ربنا يسوع لا تعرف غير غفران المحبة، ونحيا بالوصية المقدسة التي تُنقي القلب، لأنها علامة المحبة الحقيقية لله:
وبقليل يا إخوتي من الصبر والتأني بسند الإيمان الحي بالله مخلصنا، سنجتاز كل صعوبة نراها أمامنا ونغلب كبرياء قلوبنا ونفوز معاً بإكليل مجد الحياة مع المسيح الحي، باعتدال حياتنا وتوازنها وفق ما نلنا من نعمة حسب قيادة روح الله لنا، بحسب توبتنا وصلاتنا وإيماننا الحي ومحبتنا المتسعة للجميع وصبر القديسين الموهوب لنا من الله ...
النعمة معكم داماً حسب فيض محبة الله بصلوات آباءنا الرسل وسحابة الشهداء وجميع الآباء القديسين آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح قام… حقا قام
http://mechristian.files.wordpress.c...surrection.jpg يبتدأ انجيل الفصح “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله” وبهذا المقطع الانجيلي نبتدأ الإنجيل الطقسي الذي نستخدمه في الكنيسة لنؤكد أن الكلمة صار بيننا وبه نبتدأ إنجيلنا وحياتنا الكنسية. الحياة المسيحية هي حياة مع الكلمة، والسيد المسيح ككلمة الله كشف كيف تعاش الكلمة في حياة الإنسان، فكلما آمن الإنسان بالله ككلمة واتحد به أصبح إنساناً يسكن فيه روح الله، وعظ السيد المسيح عن الحياة بالكلمة، تلك الكلمة التي باتت في عصرنا الحالي ميته بسبب عولمة ومادية هذا العالم، فمن يعيش الكلمة؟ ومن يسأل عنها ليعرفها فيعيشها؟ الكتاب المقدس مصدر هذه الكلمة بات أداة تزين في البيوت، أتريد أن يقوم المسيح فيك؟ عليك أن تعيش الكلمة وأن تعيش معه ككلمة الله في حياتك عندها تشعر بوجوده في حياتك وتكون أنت في الله والله فيك فإذا قام الله، وسيقوم، ستكون من أهل القيامة والقائمين معه. أعايدكم جميعاً يا أصدقاء المنارة الأرثوذكسية مصلّياً أن نكون في الكلمة والكلمة فينا حتى نكون مع المسيح القائم أبداً المسيح قام …. حقاً قام فلنسجد لقيامته ذات ثلاثة أيام |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الشعانين
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...vA0yVl53LZ5U_Q يوقفنا المقطع الإنجيلي في أحد الشعانين عند ثلاثة نقاط، الأول هو موقف يهوذا الأسخريوطي والثاني تجمع العدد الكبير من الناس في بيت لعازر والثالث الاستقبال الحار من الشعب ليسوع المسيح عند أبواب مدينة أورشليم. بعد قيامة لعازر من بين الأموات أرادت مريم أن تعبّر عن فرحها بهذه الأعجوبة فأحضرت طيباً زكياً غالي الثمن وطيّبت أرجل المسيح ماسحة إياها بشعرها، لكن هذا العمل أثار غضب يهوذا بأن ثمنه الغالي كان يمكن أن يعطى للفقراء ولكن الجواب وصل له من الإنجيلي يوحنا: “قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقاً وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه” (يو6:12)، يهوذا أراد المال ليحتفظ به لا أكثر. لا أطرح موضوع تقديم المادة لله، على أهميتها، إنما أتساءل هل يوجد شيء في هذه الدنيا خسارة أن يُقدّم لله؟، هل تستطيع تقديم حياتك، أولادك، نفسك،…؟ بحيث لا تكن مثل يهوذا محتفظاً بها لنفسك. حادثة أعجوبة إقامة لعازر جمعت الكثير من الناس في بيت لعازر حول المسيح، عندها بدأ الناس يقولون بأن صانع هذه الإعجوبة ليس إنسان عادي بل هو إنسان ذو إمكانات كبيرة، وأخذ البعض يسمونه المخلص، هذه التسمية خلقت مشكلة في أذهان روؤساء الكهنة والكهنة والفريسين وبعض الناس فلم يدركوا كيف يمكن لإنسان نجار أن يكون المخلص؟. وإذا كان هو المخلص فسيأخذ منهم السلطة على الشعب وسيظهرهم متعدّين على ناموس الله لذلك وجب تنحيته عن الوجود وبواسطة الناموس. وهنا تحرك الشيطان، فكل فعل يقصي المسيح من حياة أي إنسان مصدره الشيطان، لذلك لا تكن أنت من يقتل المسيح في أي إنسان لأنك عندها تقوم عمل الشيطان. الموضوع الثالث وهو استقبال الشعب للمسيح المخلص على ابواب أورشليم حاملين سعف النخل وعلامات النصر بهذا الدخول، هم انتظروه أن يكون حاكما سياسياً ولكنه جاء ليحكم القلب، هم صرخوا “خلصنا” ويعنون من حكم الرومان، وهو جاء ليخلصنا من حكم الشيطان على قلوبنا، هم وضعوا علامات الظفر والثياب تحت قدمي ابن أتان مستقبلينه في المدينة الحجرية فرحين، هو جاء طالباً أن يضعوا خطاياهم كي يدوسها المسيح الجالس على ابن أتان فيدخلوا معه مدينة أورشليم العلوية أنقياء، هم أرادوه رجل حرب يدخل مع جيوش كي يحررهم هو جاء راكباً على حيوان أليف ومسالم ليقول بأنه ملك السلام داخلاً على اصوات الأطفال الملائكية ليقول أن جيشه هم الملائكة المسبحة والممجدة إياه. إخوتي ملكُ السلام يأتي بأصواتِ الصلوات ليحكم في القلب، دائساً على خطايانا مخلصاً إيانا من مطاردة الشيطان لنا كي يحكمنا، فإذا أردنا أن يكون المسيح الحاكم في القلب علينا أن لا ننتظر منه مُلكاً أرضياً بل ملكوتاً سماوياً يبتدأ في القلب. شعنينة مباركة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المجد الفارغ
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...IhGPClEWdPFCdr يحضّر السيد، في انجيل اليوم، تلاميذه لآلامه ولصلبه الصعب والقاسي بالنسبة لكثير من المسيحيين. هو يقوي ويشجع تلاميذه بأن النصر سيكون من حليفه ضد الخطيئة، لأن ابن البشر “في اليوم الثالث يقوم”، فحدثّهم المسيح عن لحظات موته وقيامته، إثنان من تلاميذه، يعقوب ويوحنا، اقتربا إليه لا ليعبّران عن حزنهما أنه سيموت بل كي ينالا الفائدة من تضحيته على الصليب، بأخذ أماكن مرموقة في الفردوس، فاشتعل بداخلهما هوى المجد الباطل، هذا الهوى هو رغبة خاسرة وإن سيطر فإنه يؤثر على حياة الإنسان بالكامل. يدفعنا موقف التلميذان للوقوف والحديث عن هوى المجد، والمبتلي فيه يحاول ان يظهر بصورة مجمّلة لا يستحقها ولم يتعب لتحصيلها ولم يصل إليها باجتهاد وتعب واستحقاق، فالكثير من المتكبيرين يصعدون على أكتاف الآخرين كي يظهروا ويتباهوا بظهورهم. يستخدم الإنسان، المريض بهوى العجب، كل الوسائل الممكنة لتحقيق مآربه، يراوغ ويهدد ويكذب ويتظاهر بالتواضع كي يتكبر بتواضعه ويتظاهر بما يملك وأن بإمكانه الوصول إلى أعلى المراتب السياسية والإقتصادية، محب المجد الفارغ يتظاهر أنه عبد للجميع، هو لا يهتم بالأمور الروحية ولكن إن علم أنها توصله إلى مآربه فإنه يستخدم الأمور الكنسية والروحية لتحقيق ذلك. في انجيل اليوم يتضح موقف المسيح من خلال جوابه لتلاميذه بأن المجد الشخصي يتحقق بمقدار الجهاد والتضحية “من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً” (مر43:10)، حتى المسيح بذاته جاء “ليَخدم لا ليُخدم”، الإنسان المتواضع هو الذي لا يطلب مجداً لنفسه بل خيراً لكل البشرية فالمسيح مات من أجل خلاص كل البشرية وبذل دمه من أجل أن تحيا وهكذا علينا أن نفعل متعلّمين من معلم الكل أن الخير يجب أن يعود على الجميع وليس على ذاتنا فقط ومن ثم هذا الخير ينعكس علينا ويقوينا لفعل خير أكبر. من يهرب من المجد الفارغ يشعر بوجود الناس من حوله من يهرب من المجد الفارغ يمتلئ بالحب من يهرب من المجد الفارغ يمتلئ من الله من يهرب من المجد الفارغ يعيش لا من أجل ذاته بل من أجل كل من حوله من يهرب من المجد الفارغ يتخلص من الأنا وتحل محلها النحن من يهرب من المجد الفارغ تتحول صلاته من كلام بالفراغ إلى أحرف ذات ألحان يحب أن يسمعها الله من يهرب من المجد الفارغ ينقل ذاته من الفراغ إلى إناء ممتلئ بنعمة الروح القدس، القديسة مريم المصرية، التي نقيم تذكارها اليوم، فعلت ذلك فتخلت عن العالم كله من أجل اقتناء المسيح. إخوتي الأحباء، لعل أكثر ما يبعد الإنسان عن تحقيق الهدف في اقتناء الروح القدس هو ملء الذات بالأنا بدل الروح القدس، وكلما حيينا من أجل ذاتنا ابتعد عنا الروح القدس، طلب الله منا أن نكون خدّاماً للآخرين وباذلين النفس من أجلهم فهل أنت مستعد؟ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيد البشارة
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...KP0TTZa3-qLubg رتبت الكنيسة التعيد لعيد البشارة في اليوم الخامس والعشرين من شهر آذار، بها بشر الملاك مريم العذراء بامكانية تحقيق الوعود بخلاص البشر إن أتى منها المخلص وبجوابها الإيجابي كانت مسيرة الخلاص قد بدأت. الخلاص أتى لكل العالم، ولكن تحققه يحتاج إلى قبول من الشخص ذاته إيمانياً أن المسيح هو المخلص، هذا القبول يتجسد بأفعال تدل على تبعيته للمخلص في الطريق الذي أتى ورسمه لنا كي نعود إلى الفردوس مرة اخرى، وهذا كمال الحرية الذي أعطي للإنسان نعمة فوق نعمة. علينا في عالمنا المعاصر، وبعد أن نقبل بشارة الخلاص في حياتنا، أن نأخذ دور الملاك باتجاه هذا العالم ولنخبرهم بأننا جئنا لنكمل البشارة التي كانت أولا بولادة المخلص والآن تنتهي بقبولنا لهذه البشارة فيولد فينا المسيح، وكلما بشرنا إنساناً ما ويولد فيه المسيح نكون من الأشخاص الذين يبنون ملكوت السموات. بشارة الخلاص شخصية وعالمية، فلنبتدأ بأنفسنا ولننتقل نحو العالم لأن بهذا تكون الكنيسة متماسكة بنعمة الروح القدس. آمين كل عام وأنتم بخير |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قيمة الروح
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...75MpkLk654QKWU يملك الانسان جسدا وروحا قابلة لعدم الموت، أما الجسد الخارجي فهو للتراب أما الروح في الداخل فلم يخلق للفساد والموت. ووجود الجانب الروحي داخل الإنسان أمر ليس فقط عقائدي بل واقعي عن وجود الإنسان اعترف به بعضاً من علماء هذا الدهر. إذا يتكون الإنسان من جسد وروح، قيمة الروح التي فيه كبيرة وهامة جداً، عن أهمية وقيمة الروح يتحدث السيد في انجيل اليوم: “ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطي الإنسان بدلا عن نفسه” إذا قيمة النفس في الإنسان، أو ما يسميها بعض الأباء النفس المروحنة والتي هي البُعد الروحي للإنسان، كبيرة جداً، فلو ربح الإنسان أموالاً كبيرة أو فرح أفراح عالمية فهي أمور زائلة وتذهب وتجيء، فقط الروح يستمر وجوده بعد موت الجسد. وجود الروح في الإنسان يوسع أفق حضور الإنسان في هذه الحياة لينقله من هذه الأرض إلى ملكوت السموات وهذه قيمة كبيرة للروح في الإنسان، الحياة ليست طعاماً وشراباً فقط بل نركز على عيشها بفضائل روحية لأنها ستؤمن استمرار حياتنا إلى الأبدية. على ضوء هذا الإيمان نستطيع أن نفهم العلاقات الإجتماعية من صداقة ومحبة زوجية والبنوة والأبوة والأخوة بمفهوم آخر أرقى وأنقى من أي مادة أو علاقة مادية، بل سماوية. من الشعور والإيمان أن الإنسان لا يموت يتولد مفهوم الشهادة والتضحية وهذا ما عاشه الرسل والشهداء حيث ماتوا جسدياً من أجل حياة بالروح أفضل وأكمل في الملكوت الذي لا نهاية له. يعيش الإنسان حياته ككائن فيه جسد ونفس، يعيش حياة مُنْصبّة باتجاه النفس ومن خلال الجسد، المسيحي لا يذلّ جسده ولكنه يعطي أولوية للنفس، لأن الجسد بالنسبة للقديس بولس الرسول هو هيكل للروح القدس، وعلى هذا الأمر يأتي تكريم البقايا المقدسة لأجساد القديسين الذين قدّسوا الجسد بحياتهم الروحية النقية على الأرض، دعوة الكنيسة أن: “يتغاضى عن الجسد لأنه يزول ويهتمَّ بأمور النفس غير المائتة”. انجيل اليوم تم تحديده كي يُقرأ في الأسبوع الثالث من الصوم الكبير وذلك وسط هذه الفترة المباركة ليكون الصليب في مركزها كي يتم تشديد المؤمنين وتقويتهم في جهادهم الروحي فتذكرنا الكنيسة به بالتضحية الكبيرة التي قدمها السيد المسيح، هو مات من أجل خلاص نفوسنا. تضحية المسيح على الصليب تقررت من ساعة طرد آدم وحواء من الفردوس، هو أعطى الوعد بالنصر منذ البداية “وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه” (تك 15:3). بهذا الكلام أُعطي للإنسان الوعد بالانتصار على الخطيئة، وهكذا تم الخلاص بموت المسيح على الصليب وبه غُلب الشيطان. انجيل اليوم يذكرنا بأننا لسنا من جسد فقط بل ومن روح غير قابلة للموت وبها نكون على قمة الخليقة، فالإنسان لا يحيا حياة بيولوجية فقط، كما كل الكائنات، بل وروحية. هو يرفع من المادة بواسطة الروح، فينظر للأمور بشكل مختلف ويهتم بالفرح والحب والفضائل الروحية، يعيش الإنسان حياة صحيحة عندما يعيش كل جوانب الحياة بتوجيه من الروح. هذه الحياة الروحية تبدأ الأن وتتوجه نحو الحياة الأبدية. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد المخلّع
https://files.arabchurch.com/upload/i.../311977135.jpg تقرأ علينا الكنيسة اليوم إنجيل المخلع ذاك الذي أُحضر بواسطة معارفه بعد تنقيب سقف البيت كي يضعوه أمام السيد، هم جاؤوا به كي يشفى من مرضه الجسدي لكن المسيح غفر له خطاياه أولا ثم شفاه من مرضه، وكأنه يريد أن يلفت نظرنا إلى كيان الإنسان ككل أي روحياً وجسدياً، وطلب الشفاء يجب أن يكون من الأمرين معاً. يعيش الإنسان في هذا العالم، البعض يهتم بأمور الجسد من طعام ولباس وأمور مادية أخرى، والبعض الآخر يهتم بالأمور النفسية كالسعادة وإمضاء أوقات مريحة ومسلية، والبعض، القلة، يهتم بالأمور الروحية المستقاة من الله كالمحبة والعطاء والخدمة والتضحية وكل نعمة من الروح القدس لأن بها يشفي روحه من الخطيئة. لكن ما الأفضل؟ البعض يطلب التوزان بين هذه الأمور الثلاث، لأن به يستطيع الإنسان أن يصل إلى قمة الإنسانية والقداسة اي ينعم بالفرح بالعالم الذي خلقه الله بدون خطيئة ويحصل على نعم الروح القدس التي ترفعه إلى أعلى قمم الحياة المسيحية. البعض الآخر يطلب أن لا تطغَ أحد الأمور على غيرها فتسرق منها جوهرها، بعض الآباء يفضلّون الأمر الثالث، أي الإهتمام بالأمور الروحية، لأن من خلالها يستطيع أن يرى كل أمور الحياة الأخرى في أجمل حالتها وأنقاها. أنت مارأيك في التفضيل بين الأمور الثلاث؟ وكيف ترى السعادة في الإنسان ككل؟ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأحد الأول من الصوم https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...Y9c1w7jY3bClAN الأحد الأول من الصوم هو أحد الأرثوذكسية به نحتفل بجميع الآباء القديسين المجاهدين الذين جاهدوا لنشر حقيقة الإنجيل، الرسل والشهداء و آباء الكنيسة القديسين الذين حافظوا على استقامة البشارة الإنجيلية. يتحدث انجيل اليوم عن شخصان تعرّفا على المسيح، الأول وهو فيلبس وقد دعي من المسيح، حيث بدا عليه التأثر لإدراكه أن الواقف أمامه هو المسيح المخلص، لم يخفي فرحه أمام صديقه نثنائيل فقال له: وجدنا المعلم، الإله، ابن الله، طبعا بكلمة “وجدناه” مثّل فيلبس كل البشرية، وهي ليست كلمة نظرية فكرية إنما تأخذ وجودها الحقيقي من عيش الكلام الذي علّمه المسيح، فيجيب فيلبس “تعال وانظر” وهذا يعني بأننا ندرك الحقائق عن تعليم المسيح عندما نتوجه نحوه فاتحين قلوبنا نحو معرفته، عندها ندرك أنه وبلا توقف يهب لنا النعم الغير المنظورة والفرح الحقيقي. يعاني الإنسان المعاصر من الضغوطات المادية وتحول المجتمع الإنساني إلى مجتمع استهلاكي، ومن وسط هذه المعاناة يظهر عَطِشاً لوجود إله حيّ، وبدورها على الكنيسة أن تُظهر المسيح المخلص، بدون أفكار لاهوتية متعبة للإنسان، لهذا الإنسان المعاصر وبلغة واضحة وبسيطة. نرى هذه البساطة والوضوح في تعليم الآباء وخاصة في الرسوم الجدارية حيث أخذت تتحدث عن المسيح وعجائبه وقديسيه بلغة بسيطة واضحة لكل الناظر لها فتكون له كتاب تعليم بسيط عن الإله الحقيقي، مصدر آخر لهذه البساطة لجأ إليه الآباء ألا وهو التسابيح الليتورجية والأشعار الكنسية والألحان الموسيقية التي دخلت ببساطة إلى قلوب المؤمنين المصلّين. تملك الكنيسة الحقيقة المستقيمة عن كيفية عيش الإنجيل، وبمحبتها للإنسان تستخدم في كل عصر لغة خاصة لنقل هذه الحقيقة الإنجيلية، الكنيسة ليست حالة جامدة بل قوة روحية، تنشر حقيقة المسيح ليس كحالة جامدة تاريخية بل بمحبة عملية، تُساعد الإنسان المعاصر لعيش حياة كنسية منظمة ومشبعة بالنعمة والمحبة، وباستخدام عبارة الرسول فيلبس “تعال وانظر” يستطيع الإنسان أن يرى قدرة تعاليم الكنيسة على مساعدة الإنسان في حلّ مشاكله الوجودية والحياتية، الكنيسة هي الإخوّة بالمسيح، وعندما يحيا المؤمنون المحبة يستطيعون أن يقولوا “وجدنا المسيح”، إذا الحل لكل مشاكل الإنسان المعاصر هو المحبة. |
الساعة الآن 08:31 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025