منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 19 - 05 - 2012 11:53 PM

«حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ» (صموئيل الأول10:28).

في بداية مُلكه أصدر شاول أمراً بالقضاء على جميع العرّافين والسحرة في البلاد، لكن بعد ذلك سارت الأمور من سيء إلى أسوأ في حياته الشخصية والعامة، فبعد وفاة صموئيل إحتشد الفلسطينيون ضد جيش شاول في الجلبوع، وعندما لم يتمكن من سماع كلمةً من الرَّب ذهب واستشار عرّافة في عين دور، وبحالة من الرعب ذكّرته بالحكم الذي أصدره للقضاء على جميع العرّافين في البلاد، عندها فقط أكّد لها شاول قائلاً «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ في هَذَا الأَمْرِ» (صموئيل الأول10:28).
إن الدرس واضح، يميل الناس إلى طاعة الرَّب فقط طالما أن ذلك يناسبهم، وعندما لن يعود يناسبهم فإنهم يفكرون دائماً بذرائع من أجل القيام بكل ما يريدون القيام به.
هل قلتُ «هم»؟ ربما ينبغي أن أقول «نحن»، فنحن جميعنا نميل إلى التملُّص من الكتاب المقدس، نعوِّجه أو نفسّره تفسيراً يبعد عن المعنى عندما لا نريد أن نطيع، وعلى سبيل المثال، هناك بعض الإرشادات العادية بشأن دور المرأة في الكنيسة، لكنها تبدو أنها تتعارض مع الحركة النسائية المعاصرة. فماذا علينا أن نفعل؟ نقول أن تلك الوصايا استندت إلى ثقافة تلك الأيام ولا تنطبق علينا اليوم. بطبيعة الحال، حين نقبل مرة بهذا المبدأ عندها نستطيع أن نتخلّص من كل شيء تقريباً في الكتاب المقدس.
أحياناً نواجه بعض التصريحات شديدة إذاًجة من الرَّب يسوع بشأن شروط التلمذة، فإذا شعرنا أنها تتطلَّب منا الكثير، نقول، «لم يقصد يسوع أننا يجب أن نفعل ذلك، لكن فقط علينا أن نكون على إستعداد للقيام بذلك الأمر»، نحن نخدع أنفسنا إن نعبِّر عن إستعدادنا عندما لا يكون لدينا نية للتنفيذ أبداً.
قد نكون حازمين جداً بالمطالبة بتأديب المُتعدّين وفقاً لمتطلبات الكلمة الصارمة، لكن عندما يتبيَّن لنا أن المُعتَدي هو أحد أقربائنا أو أصدقائنا عندها نُصرّ على تخفيف المطالب أو حتّى نتجاهلها تجاهلاً تاماًّ.
وقد نستخدم طريقة أخرى لتصنيف وصايا الكتاب بِ «مُهِمّة» أو «غير مُهِمّة»، تلك التي تُصنَّف «غير مُهِمّة» يمكن تجاهلها أو هذا ما نُمنّي النَّفس به.
في جميع هذه الأفكار الخاطئة نحن نُحرِّف الكتاب فعلاً لهلاكنا. يريد الله منا أن نطيع كلمته سواء كانت تناسبنا أم لا. هذه هي طريق البركة.

sama smsma 19 - 05 - 2012 11:55 PM

«وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا» (رومية5:5).

في بعض الأحيان، نجد كلمات في المفردات المسيحية لها معنى مختلف عما لها في الإستخدام العادي. وكلمة «الرجاء» هي واحدة من هذه الكلمات.
بقدر ما يتعلق الأمر بالكلمة، فإن كلمة «رجاء» غالباً ما تعني ترقُّب حدوث شيء غير مرئي ولكن مع عدم اليقين بتحقيقه. قد يقول إنسان غارق في قضايا مالية عويصة «أرجو أن كل شيء سيكون على ما يرام»، لكنه لا توجد لديه تأكيدات بأنه سيكون كذلك، ومن الممكن أن يكون رجاؤه مجرَّد تمنّي. إن الرجاء المسيحي أيضاً ينظُر إلى شيء غير مرئي، كما يذكّرنا بولس في رومية24:8: «الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً لأَنَّ مَا يَنْظُرهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضاً؟». فكل أشكال الرجاء تتطلَّع إلى عالم المستقبل.
لكن ما يجعل الرجاء المسيحي مختلفاً هو أنه يقوم على وعد من كلمة الله وبالتالي فهو مضمون «الَّذِي هُوَ لَنا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ» (عبرانيين19:6). إن الرجاء هو «الإيمان الذي يتمسك بكلمة الله ويعيش في الضمان الحاضر لما وعد الرَّب به أو تنبّأ عنه» (وودرينج). «لاحظ أنني أستعمل كلمة رجاء لتعني «ضمان»، الرجاء في الكتاب يشير إلى أحداث مستقبلية ستحدث مهما يكن من أمر، والرجاء ليس وهماً يطفو بأرواحنا ليُبقينا في تقدّمٍ أعمى لا مفر منه. إنه أساس الحياة المسيحية، وهو يمثل الحقيقة المطلقة» (جان وايت)، ولأن رجاء المؤمن قائم على وعد الله فإنه لا يمكن أن يؤدّي إلى العار أو خيبة الأمل (رومية5:5)، «رجاء من دون وعود الله يكون فارغاً وعقيماً وحتى في كثير من الأحيان متغطرساً، لكن عندما يكون مؤسّساً على وعود الله فإنه يقوم على شخصه ولا يمكن أن يؤدّي إلى خيبة الأمل» (وودرينج).
يتحدثون عن الرجاء المسيحي باعتباره رجاءً صالحاً، لقد أحبّنا ربنا يسوع والله أبونا أحبنا أيضاً وأعطانا «عَزَاءً أَبَدِيّاً وَرَجَاءً صَالِحاً بِالنِّعْمَةِ» (تسالونيكي الثانية16:2). يدعى أيضاً رجاءً مباركاً في إشارة خاصة إلى مجيء المسيح «مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ». ويُدعى رجاءً حياًّ «الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ» (بطرس الأولى3:1).
إن الرجاء المسيحي يمكّن الشخص من تحمّل التأخير الظاهر والضيقات والإضطهاد وحتى الإستشهاد، وهو يَعلَم أن هذه الإختبارات ما هي إلاّ وخز إبرة بالمقارنة مع المجد الآت

sama smsma 19 - 05 - 2012 11:58 PM

«أَدِّبِ إبْنَكَ لأَنَّ فِيهِ رَجَاءً وَلَكِنْ عَلَى إِمَاتَتِهِ لاَ تَحْمِلْ نَفْسَكَ» (أمثال18:19).

إننا نعيش في مجتمع متساهل لا سيما في مجال تربية الأولاد، ويستمع الناس عادة لنصيحة أخصّائيين نفسانيين وإجتماعيّين وليس لتعاليم كلمة الله، والكثير من البالغين الذين تربّوا تحت كنف والدين لم يتجرأا على تأديبهم، يقرران بالسماح لأولادهما بالحرية والتعبير عن ذواتهم. فماذا ستكون هي النتائج؟
يكبر هؤلاء الأولاد يكتنفهم شعور عميق بعدم الأمان، ويكونون غير أسوياء في المجتمع ويجدون صعوبة في التكيُّف مع المشاكل والمتاعب، يبحثون عن التحرر باللجوء إلى المخدّرات والكحول، على أن بعض سنوات من التأديب ربما تكون كافية لتُسهِّل عليهم باقي حياتهم. ليس من المستغرب أنهم يعيشون حياة غير منضبطة، كمظهرهم الشخصي الخاص بهم، أماكن سكناهم، عاداتهم الشخصية التي تكشف عن إهمالهم واختلال عقليتهم. يكتفون بالمعدل المتوسط أو ما هو أقل، يفتقرون إلى الدوافع للتفوُّق في الرياضة أو الموسيقى أو الفن أو الأعمال ومجالات أخرى في الحياة. إن أولاداً كهؤلاء ينفرون من والديهم. فقد حَسبَ هذان الوالدان أنهما سيفوزان بحب أولادهما الذي لا يموت إذا ما امتنعا عن معاقبتهم، وبدلاً من ذلك يفوزان بكراهية ذُرِّياتهما، ويمتد تمردهم على سلطة الأبوية ليشمل مجالات الحياة في العمل والمدرسة والحكومة، فلو كان والديهما قد كسرا إرادتهم فقط في وقت مبكِّر من حياتهم، لكان من شأن هذا أن يسهِّل على أولادهما الخضوع في مجالات الحياة العادية.
ينتشر التمرُّد ليَمْتدّ إلى المعايير الأخلاقية المنصوص عليها في الكتاب المقدس، يهزأ الشباب المتمرد من الوصايا الإلهية المتعلقة بالطهارة ويتخلون عن أنفسهم ويعيشون حياة طائشة ومتهورة، ويُبدون الغضب الشديد لكل ما هو مستقيم، والحُب لكل ما هو غير طبيعي وفاحش أو شائن.
أخيراً، فإن الآباء الذين يفشلون في كسر إرادة أولادهم بواسطة التأديب يجعلون من الصعب خلاص أولادهم. هذا وينطوي التجديد على كسر الإرادة المتمردّة ضد سلطة الله، ولهذا تقول سوزان ويسلي، «الوالد الذي يواظب على إخضاع إرادة إبنه فهو يعمل مع الله في تجديد وخلاص الروح، أما الوالد الذي يُدلِّل إبنه فهو يعمل عمل إبليس، يجعل الدين غير عملي والخلاص لا يمكن تحقيقه ويعمل كل ما من شأنه أن يدينه نفساً وجسداً وإلى الأبد».

sama smsma 19 - 05 - 2012 11:59 PM

«يَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جِبْهَتِهِمْ، وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ إِلَّا مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ إسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ إسْمِهِ» (رؤيا17،16:13).

سمة الوحش! في فترة الضيقة العظيمة سيقوم حاكم قوي شرير يأمر جميع الناس أن يضعوا سمة على جباههم أو على أيديهم اليمنى، وأولئك الذين يرفضون سيعانون من غضب الوحش، أما الذين يخضعون فسيُعانون من غضب الله، وأولئك الذين يرفضون سيملكون مع المسيح في مجده الألفي، والذين يخضعون سيُعذَّبون بنار وكبريت في حضرة الملائكة القديسين وفي محضر الحَمَل.
ونحن نقرأ هذا، يمكننا أن نشعر بأننا منفصلون تماماً عن كل ذلك مع العلم أنه ينتمي إلى المستقبل، ونؤمن بأن الكنيسة ستُخطف إلى البيت السماوي في تلك الأثناء، وبالرغم من هذا، هناك شعور بأن سمة الوحش معنا الآن. هناك أوقات في الحياة عندما نكون مضطرين للإختيار بين الولاء للّه وبين الخضوع لنظام مُناهض للّه.
هنالك أوقات، ولكي نحصل على عمل، على سبيل المثال، يُطلب منّا أن نقبل شروطاً تتعارض بوضوح مع المبادئ الإلهية، فمن السهل البحث عن مبرِّر في مثل هذه الأوقات. فما لم نتمكن من العمل لا نستطيع شراء البَقالة، وما لم نتمكن من الحصول على الغذاء لا يمكننا البقاء على قيد الحياة، علينا أن نعيش، أليس كذلك؟ تحت هذه الذرائع الزائفة نوافق على المطالب، وفي الواقع، فإننا نتَّخذ سمة الوحش.
كل ما يهدّد إمدادات الغذاء لدينا، أو إستمرار وجودنا يلقي بنا إلى حالة من الذعر ونحن نميل للتضحية بأي شيء تقريباً لتفادي هذا التهديد. نفس هذه الذرائع سوف يستخدمها الناس لتبرير السجود لصورة الوحش أثناء فترة الضيقة العظيمة، وهي الذرائع التي تطرح نفسها علينا اليوم عندما يتعين علينا أن نختار بين حق الله وحياتنا.
إن فكرة أننا يجب أن نعيش هي فكرةٌ زائفة. فما يتوجب علينا القيام به هو طاعة الله وأن لا نحب حياتنا حتى الموت.
كتب ف. و. جرانت «على قطعة النقد التي بها نبيع الحقّ، تظهر كل الوقت صورة ضد المسيح مهما كانت باهتة»، ولذا فإن السؤال هو ليس «هل سأرفض أن أتخذ سمة الوحش لو كنت أعيش في الضيقة؟» بل «هل أنا أرفض بيع الحقّ الآن؟»

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:00 AM

«أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟» (لوقا9:9).

لقد شفى الرب يسوع عشرة بُرص، لكن واحداً فقط عاد ليشكره، وكان هذا سامرياً محتقراً .
إن أحد الإختبارات القيِّمة بالنسبة لنا في الحياة هي أن نواجه الجحود، لأنه عندها يمكننا المشاركة بعض الشيء في أحزان قلب الله. عندما نعطي بسخاء ولا نتلقَّى مقداراً من الإعتراف، يتولَّد لدينا قدر أكبر من التقدير لذاك الذي بذل إبنه الحبيب لعالم ناكرٍ للجميل، وعندما نسكب أنفسنا في خدمة دؤوبة من أجل الآخرين، فإننا ننضَمُّ إلى شركة ذاك الذي أخذ مكانة العبد لأجل جنس جاحد.
إن إنعدام الشكر هو إحدى الصفات البغيضة عند الإنسان الساقط، ويذكّرنا بولس أنه عندما عرف العالم الوثني الله، لم يمجّده أو يشكره كإله (رومية21:1).
اكتشف مرسلٌ إلى البرازيل قبيلتين ليس في لغتهما كلمة «شكراً»، فعندما كان يقدّم لأحد أفرادهما معروفاً كان يقول «هذا ما أردته بالضبط» أو «هذا مفيد لي». ثمة مرسل آخر عَمِل في شمال أفريقيا، وجد أن هؤلاء الذين خدمهم لم يعبّروا عن إمتنانهم لأنهم كانوا يهيئون له الفرصة ليكسب فضلاً عند الله، فاعتقدوا أنه كان عليه أن يكون مُمتناً لأنه سيحظى بالفضل من خلال ممارسة اللطف نحوهم.
إن الجحود قائم في كل مجتمع. نجح مقدِّم برامج إذاعي بعنوان «مركز التوظيف على الهواء» في ايجاد فرص عمل لِ 2500 شخص، ولاحقاً ذكر تقريرٌ بأن عشرة فقط هم الذين قدّموا له الشكر. وثمة مُعلمة مدرسة متفانية أَفنَت حياتها في خمسين صف من الطلاب، وعندما بلغت سن الثمانين تسلّمت رسالة من أحد طلاّبها السابقين يخبرها كم قدَّر مساعدتها له، فلقد عملت في سلك التدريس مدّة خمسين سنة وكانت هذه رسالة التقدير الوحيدة التي استلمتها.
لقد قلنا أنه أمر جيد بالنسبة لنا إختبار الجحود لأنه يعكس لنا قليلاً مما يختبره الرَّب كل الوقت، وثمة سبب آخر لقيمة الإختبار كونه يَطبع فينا أهمية أن نكون شاكرين أنفسنا. كثيراً ما تتجاوز طلباتنا الشكر الذي نقدمه، نأخذ بركاته كأمر مسلّم به، وكثيراً ما نفشل في التعبير عن تقديرنا لبعضنا البعض من أجل حسن الضيافة والإرشاد والنقل وتدبير الإحتياجات وعدد لا يحصى من أعمال اللُّطف نحونا، وفي الواقع نصبح متوقعين هذه الإحسانات وكأننا إستحقّيناها. إن دراسة قصة العشرة برص يجب أن تذكِّرنا دائماً بأنه في حين توجد أسباب عدَّة تدعونا للشكر إلا أن القليل من يملكون قلباً شاكراً. فهل سنكون من بين الأقلية؟

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:01 AM

«لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ» (رومية6:5).

إن المسيح لم يأت ليدعو أبراراً كما أنه لم يكن ليموت لأجل الصالحين، ولم يتوجه إلى الصليب لأجل المستقيمين أو المحترمين أو الأنقياء. إنه مات لأجل الفُجَّار.
بطبيعة الحال، ومن وجهة نظر الله فإن البشرية جمعاء فاجرة، فقد وُلدنا جميعنا بالخطيئة وتَشكَّلنا بالإثم، ومثل الخروف الضَّال سار كل واحدٍ في طريقه، وفي عيني الله الطاهر نحن فاسدون ونجسون ومتمرّدون، وأفضل جهودنا لفعل الصلاح تشبه خِرقاً بالية.
إن المشكلة هي أن معظم الناس ليسوا على إستعداد للإعتراف بأنهم أشرار، ومن خلال مقارنة أنفسهم بعناصر إجرامية في المجتمع، فإنهم يتصورون بأنهم مناسبون تماماً للسماء. إنهم مثل سيدة من الطبقة الراقية تتفاخر بنفسها لمشاركتها الإجتماعية وتبرّعاتها للأعمال الخيرية، وعندما شهد لها أحد المؤمنين قالت أنها لا تشعر بالحاجة للخلاص لأن أعمالها الصالحة كافية، وذكّرته أنها كانت عضوة في الكنيسة وأنها تنحدر من عائلة مسيحية عريقة. تناول المؤمن قطعة ورق وكتب عليها «فاجرة» بأحرف كبيرة، ثم توجّه إليها بالسؤال، «هل تمانعين في تعليق هذه الورقة على قميصك؟» وعندما قرأت ما كتب عليها احتجّت قائلة: «طبعاً أمانع، لن أسمح لأحد أن يقول لي أنني فاجرة»، ثم أوضح لها أن رفضها الإعتراف بأنها خاطئة وضالّة وبحالة ميؤوس منها، تكون قد حرمت نفسها من أي فائدة في عمل المسيح المُخلِّص، وإذا لم تعترف بأنها فاجرة فإن المسيح لم يمُت من أجلها، وإذا لم تكن هالكة فلا يمكنها إذاً أن تخلص، وإذا كانت بصحة جيدة فلا حاجة بها إلى الطبيب العظيم.
أقيمت في أحد الأيام حفلة خاصة في مدرّج جماهيري كبير، كان الحفل للأولاد المكفوفين والمشلولين أو المعاقين، جاء الأولاد في كراسي متحركة وعلى عُكازات أو إقتيدوا بالأيدي، وبينما كان الإحتفال جارياً وجد أحد الحرّاس صبياً صغيراً جالساً يبكي على درج المدخل. فسأله الحارس برفق «لماذا تبكي؟» فأجابه: «لأنهم لا يسمحون لي بالدخول»، «ولماذا لا يسمحون لك بالدخول؟» فأجهش الصبي بالبكاء «لأنني سليم الجسم».
هكذا هو الحال في إحتفال الإنجيل، إذا لم يكن فيك أي عيب فلا يمكنك الدخول. ولكي تحصل على إذاًٍ بالدخول عليك أن تُثبت أنك خاطئ، ويجب أن تعترف بأنك فاجر لأن المسيح مات لأجل الفجَّار، وكما قال روبرت مونجر «إن الكنيسة هي الشركة الوحيدة في العالم حيث الشرط الوحيد للعضوية هو عدم إستحقاق المُرشَّح».

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:03 AM

«غَيْرَ مُهْتَمِّينَ بِالأُمُورِ الْعَالِيَةِ بَلْ مُنْقَادِينَ إِلَى الْمُتَّضِعِينَ» (رومية16:12).

هناك ميل طبيعي عند الإنسان في الرغبة في معاشرَة الطبقة العُليا وتكمن كذلك في قلب كل إنسان شهوة للإرتباط مع أولئك البارزين والأغنياء والطبقة الأرستقراطية، لذا فإن نصيحة بولس في رومية16:12 تخترق هذا الميل الطبيعي حيث يقول: «غَيْرَ مُهْتَمِّينَ بِالأُمُورِ الْعَالِيَةِ بَلْ مُنْقَادِينَ إِلَى الْمُتَّضِعِينَ»، فإنه لا توجد طبقيّة في الكنيسة وعلى المؤمنين أن يعيشوا فوق الفروق الطبقية.
إن القصة التي توضِّح ذلك رُويت عن فريد إليوت، فعندما كان في صباح أحد الأيام يقود تأملاً مع أسرته حول مائدة الفطور، سمع جلبة صاخبة في فناء المنزل فأدرك أن جامعي القمامة قد وصلوا، وضع كتابه المفتوح على المائدة وتوجّه إلى النافذة، فتحها وحيَّا عمّال النظافة بتحيَّة جميلة ثم عاد إلى المائدة ليواصل التأمُّل، لقد كانت تحيّة عمّال النظافة بالنسبة إليه مقدّسة بنفس مقدار قراءة الكتاب المقدس.
كان هناك خادم آخر للرب طبَّق نصّ هذا العدد حرفياً، هو جاك ويرتزن، الذي كان يقود مؤتمراً كتابياً كل صيفٍ في مخيَّم على شاطئ بحيرة «ويتزن» في ولاية نيويورك. ففي أحد مؤتمرات الكبار حضر ضيف كان يعاني من إعاقة جسدية شديدة، ولأنه لم يستطع السيطرة على عضلات فمه، لم يكن قادراً على إبتلاع كل طعامه فكان الكثير منه يتساقط على صحيفة غطى بها صدره وحضنه. لم يكن المنظر يساعد الآخرين على التمتع بالأكل، ونتيجة لهذا اعتاد الرجل على الجلوس إلى مائدة منفرداً.
كان جاك ويرتزن وبسبب ضغط العمل يصل إلى قاعة الطعام متأخراً، وكلما ظهر على الباب كان الناس يلوّحون له بحماسٍ ويومئون له بالجلوس على مائدتهم، لكن جاك لم يفعل ذلك أبداً، كان دائماً يتوجه إلى المائدة التي يأكل عليها هذا الضيف وحيداً. لقد انقاد إلى المتّضعين.
شوهِدَ جنرالاً مسيحياً يتكلّم إلى إمرأة مسنّة فقيرة، فاعترض عليه زملاء له قائلين، «ينبغي أن تنظر إلى رتبتك بعين الإعتبار»، فأجابهم الجنرال «ماذا لو اعتَبرَ مخلّصي رتبتَه؟»
يذكّرنا روبرت بيرنز في قصيدة له، «هذا» و «هذا» أنه بالرغم من اتضاع مركزه في العالم فإن الإنسان إنسان في كل الأحوال، ويقول أن الإنسان ذو العقل المستقل يستطيع أن يضحك حتى من عرض مهرّج في ملابس حريرية.
عندما نفكِّر كيف أن مخلّصنا تنازل إلينا في أوضع حالاتنا، فإنه من غريب الأمر أننا نفشل في فعل ذلك مع الآخرين.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:04 AM

«وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورهُ أَيْضاً» (تيموثاوس الثانية8:4).

«الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورهُ». كنت أظن لسنوات طويلة أن هذا التعبير يشير إلى أولئك المؤمنين الذين ينتابهم شعورٌ رقيقٌ وعاطفيٌ عن مجيء الرَّب، وبأنهم سوف يُكافأون بإكليل الِبرّ لأن قلوبهم تتوهج دِفئاً كلما فكّروا بالإختطاف. لكن من المؤكد أن هذا التعبير يعني أكثر من ذلك. أن تُحبَّ ظُهورهُ يعني أن تحيا في ضوء مجيئه وأن تتصرَّف كما لو أنه آتٍ اليوم، وبذلك أن تحب مجيئه يعني أن تعيش في طهارة أخلاقية، وكما يذكّرنا يوحنا «وَكُلُّ مَنْ عِنْدهُ هَذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ» (يوحنا الأولى3:3).
إن هذا يعني أن نبقى منفصلين عن أمور هذه الحياة، وينبغي أن نضبِط عواطفنا على ما هو فوق لا على أمورٍ على الأرض (كولوسي2:3)، ويعني أيضاً أن نخدم شعب الله ونعطيه «الطعام في حينه» (متى45:24)، والرَّب سينطق ببركة خاصة لمن يجدهم يعملون ذلك عند مجيئه.
باختصار، يعني التعبير الآنف الذكر أن لا نفعل أي شيء لا نريد أن يجدنا نفعله عند ظهوره، أن لا نذهب إلى أي مكان يُسبِّب لنا العار عند مجيئه، ولا نقول أي شيء في محضره من شأنه أن يسيء للغير. فإذا كنت تعرف أن المسيح آتٍ في غضون أسبوع فكيف تقضي الأيام المُقبلة؟ فهل يعني أن تتخلى عن عملك وتصعد إلى قمة جبل وتقضي كل اليوم في قراءة الكتاب والصلاة؟ وهل يعني أن تصبح «خادماً بكامل وقتك» كارزاً ومعلّماً نهاراً وليلاً؟
إذا كنّا نسير اليوم مع الرّب حقاًّ ونحيا في إرادته، فإنه يعني أن نواصل حياتنا كالمعتاد، لكن إذا كنا نعيش لأنفسنا فعند ذلك يتطلَّب الأمر تغييراً ثورياً.
لا يكفي أن تحمل أفكاراً شاعرية عن عودة المخلّص، فإكليل البر مضمون لأولئك الذين يحبّون عودته من كل القلب كي يسمحوا للحقّ بأن يشكِّل حياتهم، ولا يكفي أن نتمسَّك بالحقّ عن مجيئه، بل ينبغي أن يتمسَّك الحقّ بنا.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:05 AM

«يَقُولُ آمِينَ» (كورنثوس الأولى16:14).

إنَّ كلمة آمين مفيدة للغاية في التعبير عن الموافقة القلبيّة على ما يقال، والعديد من الكنائس تستعملها في خدماتها في كثير من الأحيان.
وُجدت هذه الكلمة 68 مرّة في الكتاب المقدس. ومن الواضح من كورنثوس الأولى15:14، 61 أنها استعملت في اجتماعات الكنيسة الأولى، لذلك يمكننا أن نتأكد من أن إستعمال كلمة آمين، أمر كتابي بشكل بارز. ليس ذلك فقط، بل إنها واجب، فسموّ طبيعة الحقائق التي نتعامل معها تتطلّب تعبيراً عقلياً عن التقدير الحماسي. إنه يبدو وكأنه جحودٌ عندما نسمع مثل هذه الحقائق ولا نقدم إستجابة صوتية لها.
يا له من تشجيعٍ دائمٍ للمتكلّم عندما يقول مستمعوه «آمين»، في تلك الأماكن من رسالته عندما يذكر نقطة فعّالة، مما يؤكد له أن الحضور يتابعوه ويشاركوه حيويته العاطفية والروحية. هذا أمرٌ جيّدٌ للشخص الذي يقول آمين، فإنه يُبقيه مشاركاً بإعتباره مستمعٌ يقظٌ، ويمنعه من أن يصبح غير مُبالً متى يجب أن يكون مندهشاً.
على ضوء ذلك أود أن أقترح أنه أمر جيد للغرباء الذين قد يكونون حاضرين، فإنهم يشعرون بأن المؤمنين متحمّسين وأنهم يتمتّعون بإيمانهم ويؤمنون بما يؤمنون. فإن قول آمين يعبِّر عن الحياة والحماس، أما غيابه فيعبّر عن البَلادَة ومظهر الموت.
إنَّ كلمة آمين، هي إحدى ثلاث كلمات كتابية عملية من الناحية العالمية. هذه الكلمات نفسها تُقال في معظم اللغات بحيث يمكنك الذهاب إلى أي مكان تقريباً وتقول، «ماران آثا! هللويا! آمين!» فيفهم الناس ما تقول، «الرَّب آت! للرَّب التسبيح! ليكن كذلك!».
بالطبع ينبغي أن يكون إستعمال كلمة «آمين» بروح الفطنة، وسيكون من غير المناسب إستعمالها للتعبير عن الحماس لسوء طالع أو مأساة أو حزن الآخرين.
من المخجِل حقاًّ أن بعض الكنائس المسيحية قد توقّفت عن استعمال كلمة آمين لأنه قد أسيء إستعمالها في اجتماعات تنجرف بعواطف متطرفة، ومثل كل الأشياء الجيدة، يمكن المبالغة في إستعمالها، لكن يجب أن لا نُسلَب من هذه الممارسة الكتابية فقط لأن البعض قد استعملها بدون فطنة. آمين؟

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:07 AM

«فِي مَجْلِسِهِمَا لا تَدْخُلُ نَفْسِي» (تكوين6:49).

لقد وجِدت هذه الكلمات ضمن بركة يعقوب لأبنائه. عندما تَذكّر القسوة التي أظهرها إبناه شمعون ولاوي نحو رجال شكيم قال: «فِي مَجْلِسِهِمَا (سرّهما) لا تَدْخُلُ نَفْسِي».
أودُّ أن أستعير العبارة وأستعملها في أوسع معانيها. هنالك أسرار متصلة بالخطيئة التي من الأفضل أن لا تُعرف أبداً.
تأتينا التجربة (الإغواء) بأجمل وجهها وتوحي لنا بأننا لا يمكن أبداً أن نكون سعداء إلى أن يتم إدخالنا إلى أسرارها، فهي توفِّر الإثارة والإشباع الجسدي والعاطفي في أعلى مستوياتها والإغراء المجهول.
كثير من الناس وخاصة أولئك الذين عاشوا حياة محميّة، يتأثّرون بنداءات كهذه. يشعرون بأنهم لم يحصلوا على الملذات الحقيقية ويعتبرون أنفسهم محرومين، ويعتقدون أنهم لا يمكن أبداً أن يكونوا راضين إلى أن يذوقوا طعم العالم.
المشكلة هي أن الخطيئة لا تأتي وحدها بل تندمج مع أخطار وعواقب دائمة، فعندما نختبر أية خطيئة للمرّة الأولى، فإننا نسمح بفيضٍ من الألم والندم.
إن الرضوخ للتجربة يقلّل من مقاومتنا للخطيئة، فبعد أن نكون قد ارتكبنا خطيئة ما، فمن السهل دائماً أن نفعل ذلك في المرّة القادمة. وسرعان ما نصبح خبراء في الخطيئة حتى أننا نصبح عبيداً لها مقيّدين بسلاسل العادة.
في اللحظة التي نستسلم بها للتجربة، تنفتح أعيُننا فنبدأ بالشعور بالذنب الأمر الذي لم نعهده من قبل، فمُتعة كسر ناموس الخطيئة يُتبَع بإحساس رهيب بالعُري الأخلاقي. صحيح أنه يمكن الإعتراف بالخطيئة وبنيل الغفران عنها، لكن على مدى الحياة نظلُّ مُحرَجين عند الإلتقاء بالشركاء السابقين في الإثم. ثم هناك وخز الذاكرة عندما نُضطّر لزيارة موقع ارتكاب الحماقة، وهناك المناسبات غير المرغوب فيها، عندما تومِضْ أمام ناظرينا تلك الحلقة الدنيئة في أقدس لحظاتنا، فترتعش أجسادنا فعلاً وشفاهنا تُخرِج تأوُّهة. وفي حين أنه شيء رائع إختبار مغفرة الله لهذه الخطايا، فإنه لا يزال من الأفضل عدم ممارستها منذ البداية، وما يبدو أنه يمكن أن يُعتبر سراً جذَّاباً، يُثبِت أنه كابوسٌ، وسرعان ما تتحول المتعة إلى رُعب، وينشأ عن لحظة الهوى ندم طوال الحياة.
في ساعة التجربة، ينبغي أن يكون ردّنا «فِي مَجْلِسِهِمَا لا تَدْخُلُ نَفْسِي».

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:08 AM

«َبَارَكَنِي الرَّبُّ بِسَبَبِكَ» (تكوين27:30).

لقد تعلّم لابان بالخبرة أن الرَّب قد باركه لأجل يعقوب، إنه درسٌ قيّمٌ قد تعلّمه، فالتجربة أعظم معلّم.
أُعجَبُ من الطريقة التي غالباً ما تساعدنا الإختبارات فيها لنفهم آيات من الكتاب. فمن الممكن معرفة الآيات فكرياً، لكن عندما نمر من خلال إختبار جديد تصبح الآيات حيّة وتبدو بارزة كضوء الظهيرة، ويصبح لدينا تقدير جديد لها.
قالت زوجة مارتن لوثر أنه ما كان بإمكانها أبداً أن تفهم ما تعنيه آيات معينة من المزامير لو لم يُخضعها الله لآلام معيّنة.
عندما كان دانيال سميث وزوجته مُرسَلين في الصين، نَقرَت عصابة لصوص في إحدى الليالي فتحة كبيرة في الجدار الجانبي لبيتهما، وبينما كان آل سميث نائمين، أفرغ اللصوص الأدراج والخزائن، فلو أن المرسَلين لم يناما نوماً عميقاً لكانا قد قُتلا. وفي وقت لاحق عندما وصفا الحادثة، قال السيد سميث، لم أفهم أبداً حبقّوق17:3و18 حتى ذلك الصباح، «فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَاماً. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلَهِ خَلاَصِي»، ما الذي يعنيه بطبيعة الحال أنك لا تستطيع أن تدخل إلى فرح حبقّوق في الكارثة ما لم تجرّب نوع الخسارة التي يصفها؟
عندما كانت كوري تن بوم في معسكر الإعتقال النازي، كان عليها المثول أمام القاضي «كان على القاضي أن يقوم بعمله، وفي أحد الأيام أراني أوراقاً كانت تعني ليس الحكم بموتي فقط بل أيضا بموت عائلتي وأصدقائي». سألني القاضي «هل بإمكانِك أن توضحي لي ما هذه الأوراق؟ لا، لا أستطيع، كان إعترافي. وفجأة تناول جميع الأوراق وألقى بها في المدفأة! عندما رأيت ألسنة إذاًب تلتهم تلك الأوراق التي تُدينُني عرفت أنني خاضعة لحراسة السلطة الإلهية، وفهمت كولوسي14:2 كما لم أفهمه من قبل، «إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً إيَّاهُ بِالصَّلِيبِ».
البصيرة الجديدة التي نحصل عليها من الكتاب المقدس من خلال تجارب الحياة تجعل تلك التجارب جديرة بالإهتمام بشكل هائل.».

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:10 AM

«أَفَقَدْ صِرْتُ إِذاً عَدُوّاً لَكُمْ لأَنِّي أَصْدُقُ لَكُمْ؟» (غلاطية16:4).

تذكّرنا تجربة بولس مع مؤمني غلاطية بأننا غالباً ما نجعل من أصدقائنا أعداءً عندما نقول لهم الحقيقة. لقد عرَّف الرسول هؤلاء الناس بالرَّب ورعاهم في الإيمان، لكن في وقت لاحق عندما تسلل معلّمون كذبة إلى إجتماعهم كان على بولس تحذير المؤمنين بأنهم يتخلّون عن المسيح ويتجهون نحو الناموس، مما جعلهم عدائيّين نحو أبيهم في الإيمان.
لقد كان هذا صحيحاً أيضاً في أزمنة العهد القديم. كان إيليا صادقاً وصريحاً دائماً في رسالته لآخاب، ومع هذا وفي أحد الأيام عندما التقاه آخاب قال: «أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ؟» (ملوك الأول17:18). «مكدّر إسرائيل؟» لماذا؟ كان إيليا من أفضل أصدقاء إسرائيل على الدوام! لكن الشُكر على أمانته كان بالإعلان أنه مثير للمتاعب.
وميخا نبيٌ آخر لا يعرف الخوف. فعندما سأَل يهوشافاط إذا كان هناك نبي للرَّب يستطيع إستشارته، قال ملك إسرائيل: «إِنَّهُ يُوجَدُ بَعْدُ رَجُلٌ وَاحِدٌ لِسُؤَالِ الرَّبِّ بِهِ، وَلكِنِّي أُبْغِضُهُ لأَنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْرًا بَلْ شَرًّا» (ملوك الأول8:22). كان الملك لا يريد الحقّ وكَرِه الشخص الذي تكلّم بالحقّ.
في العهد الجديد نجد يوحنا المعمدان يقول لهيرودس: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ إمْرَأَةُ أَخِيك» (مرقس18:6). كان ذلك صحيحاً، لكن معالجة الحقّ بشجاعة كهذه أدّت إلى إعدام يوحنا.
لقد أثار ربّنا الكراهية في قلوب اليهود غير المؤمنين، فما الذي سببّ هذه الكراهية؟ أنه قال لهم الحقّ، فلقد قال «وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ» (يوحنا40:8).
لقد كتب توماس جفرسون «إن قصدتَ الهرب من الخبث، فيجب عليك أن تحصر نفسك في صفّ المتقاعسين عن أداء الواجب العادي. هنالك وجهان لكل سؤال، فإذا تناولت أحد الوجهين وقررت وتصرفت على أساسه بما يناسب الواقع، فإن أولئك الذين يتناولون الوجه الآخر يكونون، بطبيعة الحال، مُعادين بقدر ما يشعرون بتأثيره».
إنَّ الحقَّ يؤلم في كثير من الأحيان، وبدلاً من أن ينصاع الناس للحقّ، فإنهم يَشتِمون عادة مَن ينطق به، على أن خادم الرّب الحقيقي يحسِب التكلفة مقدماً. فلا بد له من أن يقول الحقيقة أو يموت، وهو يعرف أنه «أَمِينَةٌ هِيَ جُرُوحُ الْمُحِبِّ، وَغَاشَّةٌ هِيَ قُبْلاَتُ الْعَدُوِّ» (أمثال6:27).

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:11 AM

«أَبْقَيْتُ لِنَفْسِي سَبْعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ لَمْ يُحْنُوا رُكْبَةً لِبَعْلٍ» (رومية4:11).

إنَّ الله لا يترك نفسه بلا شاهد أبداً، وفي أحلك الأيام، يصدحُ صوت لصالحه بنغمات واضحة التعبير، وفي أكثر الظروف غرابةً ومن غير توقَّع يقيم الله شخصاً مُعترفاً بإسمه ليتكّلم بجرأة.
في الأيام التي سبقت الطوفان هيمن على الأرض العنف والفجور، ولكن كان هناك نوح الذي اتخذ موقفاً شجاعاً من أجل الرَّب.
كان يبدو لإيليا أن كل إسرائيل قد غرق في الوثنية، لكن كان لدى الله 7000 رجل لم يحنو ركبة لبعل.
في وسط موت روحي وانحطاط خُلُقي تقدّم كل من جان هاس ومارتن لوثر وجان نوكس على مسرح التاريخ ليدافعوا عن حق العلي.
وفي الآونة الأخيرة أُقِرَّ الإعتراف بإذاً عندما إكتشِف التلغراف. كانت أول رسالة تم بثّها «ماذا عمل الله!». عندما كانت أبولو 8 في طريق عودتها إلى الأرض بعد أول رحلة بشرية إلى القمر في ليلة الميلاد 1968 أخذ الروّاد الثلاثة في قراءة التكوين1: 1-10 كل بدوره، ثم ختموا: «ومن فريق أبولو 8 نختم بِ «ليبارككم الله يا جميع من على الأرض الطيبة».
بالرغم من الإحتجاجات الشديدة التي أطلقها الملحدون، أصدرت وكالة بريد الولايات المتحدة طابعاً بريدياًّ لأبولو 8 يحمل كلمات التكوين 1:1، «في البدء…».
تحمل عُملة الولايات المتحدة شعارَ «على الله إعتمادنا».
والرزنامة السنوية الميلادية يشار إليها بِ «م» لتذكّرنا بسنة ميلاد الرَّب.
فهل هي مصادفة أن سماء النجوم تُظهِر هيئة عذراء، طفل، رجل، حية وصليباً، كل المشاركين في عملية الفداء؟ هل هي الإنجيل في السماء؟
إنه حتّى الملحدين تزل ألسنتهم أحياناً بإعترافهم بالرَّب. قال أحد الحُكام الملحدين في مؤتمر قمّة في النمسا عام 1979 «إن الله لن يغفر لنا إذا فشلنا».
هنالك واجب أخلاقي معيّن في الكون أن يُعتَرف بإذاً علناً. عندما سبّح التلاميذ الرَّب يسوع كملك آتياً بإسم الرَّب، طالبَه الفرّيسيون بتوبيخهم، لكنه قال: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!» (لوقا40:19).
علينا ألاّ نخشى من أن يفقِد إسم الله الترنيم في أي وقت تكريماً له أو أن يُهمل. وفي اللحظة التي يُعلِن فيها الإنسان موت الله، سيقيم بعض الشهادة ليخزي أعداءه ويعزّي أصدقاءه.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:14 AM

«وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي» (رؤيا8:21).

قد تأتي هذه الأعداد كصدمة لكل من يقرأها، بأن الخائفين وغير المؤمنين قد تم ذكرهم مع من نعتقد بأنهم خطأة فاسقون وبأنهم سينالون نفس العقاب الأبدي.
وقد تأتي كصدمة أكبر أيضاً إذ نلاحظ بأن الخائفين قد ذكروا في بداية القائمة، الحال الذي من شأنه أن يكون منذراً لكل من يتذرَّع على جُبنه وكأنه أمرٌ تافه. ربما يخافون من أن يَقبَلوا الرَّب يسوع بسبب ما قد يقوله أصدقاؤهم أو بسبب كونهم متراجعين بمواقفهم بطبيعتهم. إن الله لا يتسامح مع تفاهة كهذه لأنه يرى بها عملاً جباناً يستحق العقاب.
إن الترتيب الكائن في القائمة يجب أن يكون مدعاة للصحو لأولئك المذكورين في المركز الثاني فيها الذين هم غير المؤمنين. نسمع بعض الناس يقولون «لا أستطيع أن أومن» أو «ليتني أستطيع أن أومن»، لكن تلك هي تصريحات غير صادقة لأنه لا شيء يتعلق بالمخلِّص يجعل من المستحيل على الناس أن يؤمنوا به، إذاً فالمشكلة لا تكمن في فكر الإنسان بل في إرادته. إن غير المؤمنين لا يريدون أن يؤمنوا به. لقد قال الرَّب يسوع لليهود غير المؤمنين في أيامه: «لاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ» (يوحنا40:5).
لا شك في أن الكثير من الخائفين وغير المؤمنين يعتبرون أنفسهم لائقين ومثقفين وعلى خُلُق، ولا علاقة لهم في هذه الحياة مع المجرمين وغير الأخلاقيين أو مع أولئك الذين يمارسون الفنون السحرية، لكن مما يبعث على السخرية أنهم سيقضون الأبدية معاً لأنهم لم يُقبِلوا إلى المسيح لأجل الخلاص.
إنَّ نصيبهم هو «فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي»، وهذا بالطبع قمّة المأساة. ربما يجادل معظم الناس حول وجود جَهنّم وحقيقة العقاب الأبدي، لكن الكتاب المقدس واضح تماماً، فجَهنّم موجودة في نهاية الحياة بدون المسيح.
إنَّ ما يجعل الأمر مدعاة للحزن بشكل خاص هو أنه لا الخائفين ولا غير المؤمنين أو أي من الآخرين المذكورين مضطر إلى الذهاب إلى بحيرة النار، فليس هذا ضرورياً البتّة، فلو أنهم يتوبوا فقط عن خوفهم وعن شكوكهم وعن خطايا أخرى ويرجعون إلى الرَّب يسوع ببساطة الإيمان الواثق، فقد يحصلون على الغفران والتطهير ويصبحون أهْلاً للسماء.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:15 AM

«لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ إغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ» (رومية21:12).

لو أن هذا العدد كُتب من قِبَل رجال بدون وحي لقالوا «لا تعطي مجال لأحد أن يدوس عليك، بل ردَّ لهُ الصّاع صاعين». يفكّر العالَم بالإنتقام والثأر.
لكننا في مدرسة المسيح نتعلّم درساً مختلفاً. علينا ألّا نسمح بأن نُغلّب بالشر، بل يتعين علينا أن نستخدم الخير لهزيمة الشر.
هناك قصة نُسبت لفرنسيس الأسّيزي توضحُ هذه النقطة. فبينما كان لا يزال صبيًّا صغيراً يلعب إلى جوار بيته اكتشف أن هناك صدى لصوته عند صراخه، وكان هذا اختباره الأول مع الصدى، إلى أن بدأ في التجربة. صرخ «أكرهك»، فرجعت الرسالة إليه «أكرهك»، رفع صوته صارخاً أكثر «أكرهك» فعادت الكلمات إليه بشدة أعظم «أكرهك»، ثم في المرة الثالثة صرخ بكل قوّته «أكرهك» وعادت الكلمات إليه بشدة بالغة «أكرهك». كان هذا كل ما استطاع تحمّله، فعاد راكضاً إلى بيته ينتحب، سمعت والدته صوت الصراخ في ساحة البيت، ومع هذا سألته «ما الأمر يا عزيزي؟» أجاب «هنالك صبي صغير في الخارج يكرهني»، فكّرت للحظة ثم قالت: «أقول لك ما يجب أن تفعل، أخرج إلى هناك وقل لهذا الصبي أنك تحبّه».
وهكذا أسرع الصبي خارجاً وصاح «أحبك»، وبكل تأكيد عادت الكلمات إليه واضحة رقيقة «أحبك»، صاح ثانية بصوت أشد «أحبك»، وسمع ثانية الجواب «أحبك»، وفي المرة الثالثة صاح بصوت ينم عن الإخلاص «أحبك» فعادت إليه الكلمات لطيفة، «أحبك».
بينما أكتب هذه الكلمات، هناك أناس في جميع أنحاء العالم يصرخون الواحد للآخر «أكرهك»، ويتساءلون لماذا يزداد التوّتر؟ تعبِّر الشعوب عن كرهها لشعوب أخرى، جماعات دينية منهمكة بالمعارك، أعراق مختلفة تجاهد ضد بعضها البعض، يتقاتل الجيران بسبب السياج الخلفي، وتتمزّق بيوت بالشجار والمرارة. فهؤلاء الناس يسمحون لأنفسهم أن يُهزموا بالشر لأن الكراهية تولد الكراهية، فلو غيرّوا فقط من سياستهم بمقابلة الكراهية بالمحبة، فسيغلبون الشر بالخير، وسيكتشفون أن المحبة تولِّد المحبة.
لا يمكننا أبداً أن نكون حذرين جداً أية بذار تبذرها يدنا
الحبُّ من الحبِّ مؤكداً سينضُج والكُرهُ من الكُرهِ مؤكداً سينمو

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:16 AM

«لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ» (يونان9:2).

جميعنا على دراية بِ «رابح النفوس» الغيور الذي يندفع في كل إتجاه يمسك بتلابيب مرشّحين لا يشك فيهم ليقودهم من خلال صيغة خلاصية، ويضايقهم حتى يقوموا بأي إعترافٍ كي يتخلَّصوا منه. يَقبِض على متجدد آخر ثم يفتش عن آخرين ليُحصي رؤوساً. فهل هذه هي الكرازة؟ علينا أن نعترف بأن الأمر ليس كذلك، بل إنه نوع من المضايقة الدينية كأي خدمة تُقدّم بالمجهود الجسدي. إنها تضرُّ أكثر مما تنفع.
كان جون ستوت على صواب عندما كتب «المفتاح بيد المسيح، هو الذي يفتح الأبواب، لذلك دعونا لا نقتحم طريقنا بإلتواء خلال أبواب لا تزال مغلقة، علينا أن ننتظر ليُفسَح لنا المجال، ثمة أضرارٌ تتسبَّب بإستمرار لعمل المسيح بقول شهادة وقحة صاخبة. من الصواب جداً أن نطلب ربح أصحابنا وأهلنا في البيت وفي العمل، لكننا في بعض الأحيان نكون في عجلة من أمرنا أكثر من الله. كن صبوراً! صلّ ِبحرارة وأحِبَّهم أكثر، وانتظر متوقعاً المناسبة للشهادة».
ربما لا نتّفق تماماً مع عقيدة ديتريخ بونهوفر، لكن يمكننا أن نقبل بقلوبنا كلماته التالية: «لكلمة الخلاص حدودها، ليس للشخص القوة ولا الحقّ لكي يفرضها على الآخرين، وكل محاولة لفرض البشارة بالقوة والجري وراء الناس لتحويلهم أو إستخدام مصادرنا الخاصة لترتيب خلاص الآخرين من الناس، تكون تافهة وخطرة، وسنُواجَه فقط بغضب أعمى لقلوب قاسية ومظلمة، وهذا بدوره سيكون بلا فائدة ومضراًّ. إن متاجرتنا بكلمة نعمة رخيصة تثير وبكل بساطة إشمئزاز العالم حتى أنها في النهاية تتحوَّل ضد هؤلاء الذين يحاولون أن يفرضوا عليها ما لا تريده».
إنَّ التجديد الحقيقي هو من عمل الروح القدس، وليس «من مشيئة رجل» بمعنى أن الشخص لا يمكنه أن يُحدِثَه بجهوده الذاتية مهما حَسُنت النوايا. إن الناس الذين يضطرون للإعتراف بالمسيح على غير إرادتهم، يُصابون بخيبة أمل ويسخطون وغالباً ما يصبحون أعداء صليب المسيح.
إنها واحدة من أعظم إختبارات الحياة عندما يستخدمنا الروح القدس في خلاص شخص آخر. لكنه أمر غريب وبشع عندما نحاول أن نفعل ذلك بقوتنا الذاتية.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:17 AM

«هَذَا (إندراوس) وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ… فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ» (يوحنا1:14-24).

إنَّ الأسلوب العادي في الكرازة الشخصية للمؤمن هو أن يشهد في محيط حياته اليومية، وهذا لا يعني أن الله لا يستخدم أبداً طريقة التوجّه المباشر إلى شخص غريب كلياً وتقديم البشارة له، لا بل إنه يستخدم، لكن المؤمن يكون مقنِعاً أكثر عندما يشهد لأناس يعرفونه ويستطيعون أن يلاحظوا الفرق الذي يُحدِثه المسيح في حياته، وهذا ما عمله سمعان.
يخبرنا وولتر هنريشسِن عن شاب كان يخشى خِشية شديدة أن يشهد بين زملائه في الكلية. سأله هنريشسِن، «يا جون، كم من الطلاب تعرف في الكليّة معرفة شخصية؟ وما أقصده من هذا هو أنهم عندما يرونك، كم منهم يعرفونك بالإسم؟». بعد مكوثه لمدّة شهرين لم يكن يعرف سوى إثنين أو ثلاثة فقط.
فقلت له «يا جون»، في الأسابيع الأربع القادمة أريدك أن تتعرّف بأكبر عدد ممكن. ليكن هدفنا خمسين طالباً. أنت لست مضطراً أن تشهد لهم ولا حتى أن تخبرهم أنك مؤمن بالمسيح، وكل ما عليك أن تفعله هو أن تتعرّف عليهم، إذهب إلى غرفهم وتحدّث إليهم، إشترك في اللعب معهم، رافقهم إلى المباريات الرياضية، تناول طعامك معهم، إفعل ما تريد لكن تعرّف إلى خمسين شخص، وبعد شهر من اليوم عندما أعود يمكنك أن تعرّفني عليهم كل واحد بإسمه.
عندما التقى هنرشسِن بذلك الشاب بعد شهر، كان هذا الشاب قد قاد ستة من الشباب للرَّب، «نحن لم نتكلّم عن ما إذا تعرَّف على خمسين شخص أم لا، فإن ذلك لم يكن ضروريّاً، فلقد اكتشف بنفسه أنه عندما صار صديقاً للعشّارين والخطاة رتّب له الرَّب فُرصاً ليشاركهم إيمانه».
هنالك ملاحظتان نأخذهما بعين الإعتبار بما يتعلَّق بأسلوب الكرازة في سياق حياتنا اليومية. الأولى، أنَّ حياة العامل الخاصة مهمة، وأنه يفرق فيما إذا كان يسير قريباً من الرَّب أم لا، ربما يكون ماهراً في تقديم رسالة خلاص مُعدَّة مسبقاً، لكن إن لم تكن حياته مقدسة فإنه يُلغي رسالته.
الثانية، هي أن هذا الأسلوب لا يُشدِّد على النتائج الفورية مما يصُبّ في صالحها. لقد شبّه يسوع عملية الخلاص بنمو حبة الحنطة، فإنك لا تُحصد الغلال في نفس يوم زراعة البذار. صحيح أن بعض الناس يَخلُصون من أوّل مرّة يسمعون فيها البشارة، لكنهم يمثّلون نسبة ضئيلة من المجموع، وبصورة عامة، يسبق التجديد فترة تُسمع فيها الرسالة، ثم التبكيت على الخطيئة وعلى مقاومة صوت الروح القدس.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:22 AM

«أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ» (يعقوب14:4)

إن إصرار صوت الروح القدس يُذكِّر الإنسان الفاني بإستمرار بقِصَر حياته من خلال الكتاب وبالإستخدام المتكرر للتشبيهات كي يؤثر روح الرَّب فينا بأن أيامنا محدودة وتمر بسرعة.
فعلى سبيل المثال، يُشَبِّه الحياة بمكوك النسَّاج (أيوب6:7)، هذه القطعة التي تتحرك كالسهم ذهاباً وإياباً في النّول بسرعة لا نستطيع متابعتها، ويتكلَّم أيوب واصفاً الحياة بالريح (أيوب7:7) التي تهُب للحظة ثم تذهب ولا تعود أبداً، ثم يردد مرنِّم المزامير هذا الشعور بقوله «ريح تذهب ولا تعود» (مزمور39:78).
ويذكّر بِلْداد أيوب، من غير داعٍ، أن «أيامنا على الأرض ظِلٌّ» (أيوب9:8)، صورة تتردّد في مزمور11:102، «أيامي كظِلٍّ مائلٍ». والظّل سريع الزوال يدوم لوقت قصير.
وأيوب يُشبِّه حياته بورقة شجر (أيوب25:13) هشّة، ضعيفة وذاوية، وبقصبة جافَّة تدفعها الريح، ويطلب إشعياء رأفة الرَّب بتذكيره إياه بأننا «ذبُلنا كورقة» (إشعياء6:64).
وداود يصف أيامه كالشِبر (مزمور5:39)، ضيِّقة كعَرضِ كفِّ يدِه. مُشَبِّهاً الحياة برحلة بطول عشرة سنتمترات، ثم أن موسى رجل الله، يصوِّر الحياة كهجوع (مزمور5:90)، يمضي فيه الوقت دون وعي مِنا.
وفي نفس المكان يتكّلم موسى عن الناس وحياتهم على أنها عشب: «بِالْغَدَاةِ كَعُشْبٍ يَزُولُ. بِالْغَدَاةِ يُزْهِرُ فَيَزُولُ. عِنْدَ الْمَسَاءِ يُجَزُّ فَيَيْبَسُ» (مزمور6،5:90). وبعد عدّة قرون يستعمل داود نفس التشبيه في وصف زوالنا «الإِنْسَانُ مِثْلُ الْعُشْبِ أَيَّامُهُ. كَزَهْرِ الْحَقْلِ كَذَلِكَ يُزْهِرُ. لأَنَّ رِيحاً تَعْبُرُ عَلَيْهِ فَلاَ يَكُونُ وَلاَ يَعْرِفُهُ مَوْضِعُهُ بَعْدُ (مزمور16،15:103). وكما قال سبيرجن عن العشب «يُزرع فيَطلع، فيُقطع، يطير ويمضي». هذه هي الحياة بإختصار.
أخيراً يشهد يعقوب بأن الحياة زائلة مثل البخار (يعقوب14:4)، يظهر قليلاً ثم يضمحلّ.
إن هذا التراكم من التشبيهات قد صُمِّمَ للقيام بأمرين: أولاً، ينبغي أن تُحفِّز هذه التشبيهات غير المؤمنين على إدراك قِصَر الوقت وأهمية الإستعداد لمُلاقاة الله. ثانياً، ينبغي أن تكون داعياً للمؤمنين بأن «إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ» (مزمور12:90). ونتيجة ذلك، حياة تقوى وتكريس للمسيح في حياة تدوم إلى الأبد.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:23 AM

«لا يُوجَدْ فِيكَ… مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً وَلا عَائِفٌ وَلا مُتَفَائِلٌ وَلا سَاحِرٌ وَلا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً وَلا مَنْ يَسْأَلُ جَانّاً أَوْ تَابِعَةً وَلا مَنْ يَسْتَشِيرُ المَوْتَى» (تثنية11،10:18).

حذّر الله شعبه إسرائيل من الله وبعالم السحر. إنَّ جميع الأعمال المدوّنة في الأعداد السابقة ترتبط بالأبالسة، ولذلك يجب تجنُّبها. إن هذا التحذير ينطبق على المؤمنين في أيامنا كما كان في العهد القديم.
العِرافة هي التنبّؤ بالحظ، وذلك يشمل استخدام الكرة البلّورية ورؤية الغيب وقراءة كف اليد وعلم الفراسة وقراءة الفنجان وكل طريقة أخرى مشابهة للتنبّؤ بالمستقبل.
المُنجّم هو من يراقب الزَّمن، وهو يستدِل بواسطة موقع النجوم والكواكب ليتبيّن تأثيرها على الشؤون البشرية، وزاوية الأبراج اليومية في الصحف ترتبط بالتنجيم وباستخدام علامات الأبراج.
إن الساحر هو الشخص الذي يؤثّر على الآخرين عن طريق السحر والتعاويذ.
أما المرأة الساحرة فهي التي تمارس قوى خارقة عن طريق الإتصال بالشياطين، حيث أن هذا الإتصال شرّير جداً وضارّ.
والساحر هو من يتلفّظ بالحَظْر أو اللعنات على الآخرين ويملك قوى شيطانية لتحقيق لعناته (لعنات كهذه لا تأثير لها على المؤمنين).
فأما الذين يستشيرون أرواحاً مألوفة، فهُم وسطاء يمكنهم الإتصال بعالم الأرواح الشريرة، وهذه الأرواح عادة ما تنتحل شخصية أناس متوفّين هم أقرباء لطالب مشورة الوسطاء. الساحر هو الرجل الذي يستخدم فنون السحر في مجال الأرواحية تقابله في ذلك المرأة الساحرة. أما مستحضر الأرواح فغالباً ما يكون شخصاً يصرِّح بأنه يستحضر أرواح المتوفّين لكي يكشف عن المستقبل أو لكي يؤثّر على الأحداث.
على ضوء ذلك يجب على المؤمنين تجنُّب كل هذه الأمور وكذلك مظاهر الأرواحيات الحديثة كاليوجا، والتأمل السحري الفائق، وهيري كريشنا، العلوم، والسحر الأسود والسحر الأبيض، والتنويم المغناطيسي، ومياه التكهُّن، والشفاء بالأرواح، والتعامل بالأرقام والصلاة على الموتى.
ينبغي أن نعرف أيضاً أن العناصر التالية هي وسائل للتعامل بالأرواح: المخدِّرات على أنواعها، لوح الويجا، لُعب الشدّة، كروت الحظ، أحجار النرد، حجابات للتعليق في العنق، ميداليات، تعاويذ، الدومينو، العيدان والعِظام (عندما تستخدم لأهداف سحرية).

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:24 AM

«فَشَفَى كَثِيرِينَ كَانُوا مَرْضَى بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ وَأَخْرَجَ شَيَاطِينَ كَثِيرَةً» (مرقس34:1).

يميل بعض المؤمنين إلى التفكير في أن ظاهرة اللّبس بالشيطان كانت سائدة عندما كان ربُّنا على الأرض ولكنها لم تعد سائدة اليوم. هذا الإعتقاد خاطئ ويجب تصحيحه، فالصحف كل يوم تقريباً تحتوي على تقارير عن جرائم طائشة مما يعطي دلائل دامغة على أنها من وحي شيطاني، وهنالك أعراض معينة للّبس بالشيطان من شأنها أن تساعدنا في التعرّف عليها وتمييزها عن الأمراض العقلية.
بادئ ذي بدء، يقود الشيطان ضحيّته في نهاية المطاف إلى العنف والدمار، إذ أن غرض الشيطان هو دائماً التدمير.
إن الشخص الملبوس بالشيطان له شخصّيتان أو أكثر، شخصيته وشخصية شيطان أو شياطين أخرى، وبإمكانه أن يتكلّم بصوت مختلف ويُعرِّف نفسه بأسماء مختلفة، هذا الشخص قادر على إظهار قوَّة خارقة وقدرة خارقة في المعرفة. ومع أنه يتكلّم في بعض الأحيان بتسامح عن الرَّب يسوع، لكن سلوكه العادي يتميَّز بالتجديف والرد العنيف لكل ذِكر للرَّب أو للصلاة أو لدم الرَّب يسوع أو لكلمة الله. ثم إن سلوكه غريب جداً ويتَّسم بالشرود والقلق، حتى أن الآخرين لا يستطيعون فهمه أو السيطرة عليه أو حتى تأهيله، وقد يميل إلى الإنتحار، وقد يعيش في عبودية الخوف والخرافة.
غالباً ما يرتبط اللّبس بالشيطان إرتباطاً وثيقاً باستخدام عقاقير الهلوسة، التي تُدخِل الشخص إلى عالم فوقيّ وتفتح كيانه لدخول الشياطين. فكلمة «سحر» أو «عِرافة» المستعملة في الكتاب تنحدر من الأصل اليوناني الذي يعني عقّار أو مُخدّر.
إن الشخص الملبوس بالشيطان عادة ما يكون سادياًّ (أي شديد القسوة)، مظهراً قساوة غير عادية، عقلية أو جسدية وأحياناً يشّوه ويُمزِّق أجساد ضحاياه.
لعلَّ آخرين من الملبوسين بالشياطين يكونون مهووسين بارتياد المقابر وبجمع الجماجم والعظام الأخرى أو مهووسين بقصص الرعب.
يمارس كل من الشمس والقمر، وخاصة القمر الجديد، تأثيراً عميقاً في عالم الأرواح، وبالتالي يأتي وعد الكلمة الذي يُطمئِن المؤمنين «لاَ تَضْرِبُكَ الشَّمْسُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ فِي اللَّيْلِ» (مزمور6:121).
يمكن طرد الشياطين بالصلاة وبسلطان إسم الرَّب يسوع، لكن التحرير الدائم لذلك الشخص يكون فقط بالولادة الجديدة من خلال إيمانه بالمخلّص.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:27 AM

«حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ» (مزمور37:119).

إن أول ما يخطر على فكري عندما أقرأ هذا العدد هو جهاز التلفاز، إذ أن هذا العدد مطابق تماماً لما في التلفاز، فإن معظم برامجه باطلة، وهي تصوّر عالماً غير موجود وحياة بعيدة عن الواقع كل البُعد.
إن التلفاز يسرق الوقت الثمين، إذ يَهدِر المشاهدون أمامه ساعات طِوال لا يمكن إستعادتها، وبصفة عامة فقد سبّب التلفاز تدنياًّ شديداً جداً في قراءة الكتاب المقدس، وبالتالي أبعَد صوت الله وخفَضَ الحرارة الروحية عند المشاهدين دون أن يدركوا ذلك.
إن الآثار الضّارة للتلفاز على الأطفال معروفة جيداً، إذ تُفسَد أخلاقهم لأن العُنف يُمجَّد، ويُظهَر الجنس على أنه ساحرٌ، ويُروَّجُ للخلاعة، فيتضرّر الأطفال ثقافياً إذ لا يجدون الوقت أو الرغبة للقراءة والكتابة، ويتمَّ تحديد قيَمهم بما يشاهدونه على الشاشة، ويتشكّل كل تفكيرهم بالدعاية المعادية للمسيحية، ناهيك عن الفكاهة القذرة التي تُعرَض على الشاشة، ومعظم ما يتبقّى من البرامج يمتلئ بالعبارات الدنيئة.
إن الدعايات ليست سخيفة فقط بل وهدّامة للأخلاق أيضاً، وعلى ما يبدو فإنه لا يمكن بيع أي شيء دون إشراك رهط من عاهرات هوليوود اللواتي يعرِضن أجزاء بائنة من أجسادهن مستخدمات لغة الجسد لإثارة الشهوة.
كان التلفاز عند الكثير من العائلات سبباً في تحطيم التواصل، حيث يكون أفراد العائلة مشدودين إلى البرامج لدرجة أنهم لا يشاركون بأحاديث بنّاءة مع بعضهم البعض.
أمّا في حقل الموسيقى، فغالباً ما تكون الكلمات مرفوضة للغاية. يمجّدون الشهوة ويعتبرون الزِّنا واللوطية أسلوب حياة مقبول، ويجعلون من الرجل العنيف بطلاً.
فإذا ما اعترض أحدهم بالقول أن هنالك برامج مسيحية عديدة تُبَثُّ على التلفاز، أجيب بالقول إن هذه ما هي إلاّ طبقة سكَّر تغطّي أقراص السُّم. فالحقيقة الواضحة هي أن التأثير الكلّي للتلفاز مدمّرٌ للحياة الروحية.
إشترى أحد المؤمنين جهاز تلفاز وطلب نقله إلى بيته، عندما وصلت شاحنة النقل إلى البيت، لاحظ إعلاناً على جانب السيارة، «إن التلفاز يأتي بالعالم إلى غرفة جلوسكم»، وهذا كل ما كان يحتاج إليه، فطلب إعادة الجهاز إلى المتجر.
إن من يجلس مشدوداً إلى شاشة التلفاز لا يصنع تاريخاً لِلّه بتاتاً، إنها واحدة من الأسباب الرئيسية في التراجع الروحي في أيامنا.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:28 AM

«كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى» (يشوع3:1).

لقد مَنحَ الله أرض كنعان لشعب إسرائيل، وكانت لهم بوعد إلهي، لكن كان عليهم أن يتملَّكوها، وكان عليهم إحتلالها، وكان حُكم المُلكية «كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ».
لقد منحنا الله وعوداً عظيمة وثمينة، والكتاب يزخر بها، لكن علينا أن نأخذها بالإيمان، وفقط عند ذلك تكون لنا بمثابة حقّ. خذ مثلاً الوعود المتعلقة بالخلاص، فقد كرَّر الرَّب وعوده بأنه سيَهبُ حياة أبدية للذين يتوبون عن خطاياهم ويقبلون يسوع المسيح رباًّ ومخلّصاً، ومع هذا فالوعد لا يفيدنا بشيء إلا أن نطالب به بوضع ثقتنا بمخلّص الخطاة.
دعونا نتقدّم خطوة أبعد! يمكن للشخص أن يؤمن حقاً بالرَّب يسوع المسيح، ومع هذا لا يتمتع بضمان الخلاص. فمثلاً، قد يظنَّ أن بقوله أنه مخلّص يكون مجردَّ افتراض، وهكذا يستمر في الشك تغلِّفه الظلمة. إن كلمة الله تَعِد بأن كل من يؤمن بإسم ابن الله تكون له حياة أبدية (يوحنا الأولى13:5)، لكن ينبغي أن يُؤخذ هذا بالإيمان كي يتمتّع به المؤمن.
إن الله يحب أن نثق به، ويُسَرّ عندما نُطالبه بكلمته، ويُكرَّم عندما نطالب بالوعود غير المحتملة ونحسَب أنها قد تحقّقت.
كان نابليون يتفحّص ذات يوم جنوده عندما شَمصَ فرسه بعنف شديد وكاد الإمبراطور أن يسقط، فأسرع أحد الجنود إلى الأمام وأمسك بلجام الفرس وهدّأه.
مع إدراك الإمبراطور التام بأن الذي ساعده كان جندياً بسيطاً إلا أن نابليون قال له: «شكراً جزيلاً أيها القائد!». صدّقه الجندي وسأله، «في أية فرقة يا سيدي؟»
في وقت لاحق عندما أعاد الجندي قصّ هذا الحادث على زملائه، سخروا من ثقته وتفكيره أنه أصبح قائداً، لكن كلامه كان صحيحاً حقاًّ، لأن هذا ما قاله الإمبراطور وقد طالب بترقيته على الفور.
إن حالة المؤمن شبيهة إلى حدٍ ما بهذا الحدث، فيمكنه أن يصبح قائداً أو أن يبقى جندياً، يمكنه أن يتمتّع بالغنى الذي في المسيح يسوع أو أن يحيا في فقر فعلي، «يمكننا ان نحصل من الله بقدر ما نرغب لأن المسيح وضع في يدنا مفتاح غرفة الكنز، ويوصينا أن نأخذ بقدر ما نريد. فلو دخل أحدهم إلى خزانة أحد المصارف وقيل له أن يأخذ لنفسه كل ما يشاء، لكنه خرج من الخزانة حاملاً قرشاً واحداً فقط، فعلى من يقع خطأ كونه ظلَّ فقيراً؟ وعلى من يقع الخطأ إذا حصل المؤمنون بشكل عام على جزء ضئيل من غنى الرَّب المجّاني؟» (ماكلارين).

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:32 AM

«حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هَذَا حَبِيبِي وَهَذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ» (نشيد الأنشاد16:5).

إن المحبة المُكرَّسة الوفية والراسخة التي تحلَّت بها البنت الشونمية نحو حبيبها تصوِّر نوع الحب الذي ينبغي أن يكون عندنا نحو حبيب نفوسنا الأزلي. لاحظ التفاصيل التالية:
أوّلاً، لقد أحبّت كل شيء فيه، إنها تمتدح محاسنَ مظهره العام، رأسه وشعره وعينيه وخدّيه وشفتيه ويديه وجسده وساقيه ومحيّاه وفمه (10:5-16). نحن بالطبع لا نفكِّر بملامح الرَّب يسوع الجسدية بل يجب أن نمتدح أخلاقه الفاضلة بالتفصيل.
لقد فكَّرت فيه ليل نهار، سواء كانت تعمل في الكروم أو أثناء راحتها في المساء أو حتى عندما كانت تحلُم، لقد كان الشخص الذي شَغلَ رؤيتها واحتلَّ عقلها. إنه لأمر جيد بالنسبة لنا إذا كان حُبنا للرَّب يسوع بهذه الضخامة بحيث يملأ قلوبنا من الصباح وحتى المساء.
إن عيناها ترنوان إليه وحده، قد يحاول آخرون إمتداحها لإستمالتها وكسب ودّها بكلمات الإعجاب المثيرة، لكنها تُعيد توجيه الإمتداح وتُطبِّقه على محبوبها، وهكذا عندما يحاول صوت العالم أن يغوينا، علينا أن نقول، «يا بهاء الدنيا ومجدها، سحِرك يُنثَرُ عبثاً، سمعتُ قصة أحلى، ووجدتُ ربحاً أصدَق، حيث المسيح يهيء مكاناً، هناك يمكث محبوبي، هناك أتفرّس في يسوع، هناك أسكن مع الله».
يمكنها أن تتكلّم عنه بكل سهولة، ينطق فمها بِفَيض من قلبها، شفتاها قلم كاتب ماهر. من ناحية مثالية يجب أن نكون قادرين على الحديث عن ربّنا بسهولة أكبر وأبلغ من أي موضوع آخر، لكن للأسف لا يكون الأمر على هذا النحو دائماً.
لقد أدركت تماماً عدم جدارتها واعتذرت عن مظهرها الرث وكونها إعتيادية، وعن عدم استجابتها له. فعندما نفكِّر بخطيئتنا وتعرُّضنا للضلال وبعصياننا، يكون لدينا سبب إضافي للتساؤل إن كان المسيح لا يزال يهتم بنا بعد.
إن سعادتها الكبيرة أن تكون معه، إنها تتوق بفارغ الصبر للوقت الذي يأتي فيه ليطلبها عروساً له. فبأي شوقٍ عظيم ينبغي أن نتطلَّع نحن إلى مجيء العريس السماوي لكيما نكون معه في الأبدية؟
في إثناء ذلك، بدا قلبها أسيراً عاجزاً واعترفت أنها كانت مريضة حباً، ولم تشعر بأنها تستطيع أن تتحمّل أكثر. دعونا نطمحَ ليكون عندنا قلوب أسيرة بيسوع وملْأى بفيض حبِّه.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:33 AM

«أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ» (فيلبي13:3).

إن الرسول بولس لم يحسب أنه قد وصل ولا نحن أيضاً قد وصلنا، فنحن جميعاً في حاجة إلى التغيير. لقد قال ليو شاو شي «ينبغي أن يعتبر الناس أنفسهم أنهم بحاجة وقادرون على أن يتغيروا، ولا يجب أن يروا أنفسهم وكأنهم غير قابلين للتغيير، أو أنهم كاملين أو غير قابلين للإصلاح، وإلا فلا يمكن للناس تحقيق تقدُّم».
إن المشكلة هي أن معظمنا يقاوم التغيير في النفس، فنحن حريصون على رؤية الآخرين يتغيّرون، وشخصيتهم المراوغة تزعجنا ونتمنّى لو يتم إصلاحهم. أما فيما يتعلَّق بخصوصياتنا فإما أن نتغافل عنها أو نرضى في إدامتها، نريد إزالة القذى من عين شخص آخر، لكننا معجبون بالخشبة التي في عيننا. ثم إن أخطاءهم وإخفاقاتهم بشعة بينما أخطاؤنا وإخفاقاتنا محببّة لدينا. تكمن المشكلة في إرادتنا، فيمكن أن نتغيّر إذا رغبنا في ذلك حقاًّ. أما إذا واجهنا الحقيقة بأن في شخصيتنا سمات غير مرغوب فيها، نكون قد بدأنا بأن نصبح أشخاصاً أفضل.
لكن كيف يمكن لنا أن نعرف ما هي التغييرات المطلوبة؟ إحدى الطرق هي أن نسمح لكلمة الله بأن تكون لنا كمرآة، وبينما نقرأها وندرسها نرى ما ينبغي أن نكون عليه وإلى أي مدى نحن لا نرقى إلى المستوى. عندما تدين الكلمة شيئاً نحن مذنبين فيه، يجب علينا أن نواجه الواقع بشجاعة ونصمّم على أن نعمل شيئاً حيال ذلك.
ثمة طريقة أخرى نعرف بها أننا لسنا مشابهين للمسيح هي بإصغائنا بإنتباه لأقربائنا وأصدقائنا، فأحياناً تكون إقتراحاتهم ناعمة كالحرير وأحياناً أخرى تأتي كالمطرقة، وسواء أكانت الملاحظات مُبطَّنة أو صريحة، ينبغي أن نفهم الرسالة ونقبلها شاكرين.
في الواقع إن مراعاة النقد البنّاء الموجَّه من الأصدقاء شيء جيدٌ جداً التعوُّد عليه. فمثلاً يمكننا القول «أرجو أن تشعر بالحرية التامة لو تخبرني بالصفات غير المرغوب فيها في شخصيتي أو بالطرق التي تبدر مني وتسبب إزعاجاً للغير». الصديق الحقيقي إنما يفعل هذا بالضبط.
من المحزن أن نفكِّر في الناس الذين يعيشون حياتهم ويجعلون من أنفسهم آفة للكنيسة والبيت والمجتمع لعدم وجود من هو مستعد لأن يكون صريحاً معهم أو ليس لديهم إستعداد للتغيير. فإذا تحملنا بعض الوقت والعناء لمعرفة النواحي التي نُغضِب الآخرين من خلالها بطريقة خاطئة، وإذ اتخذنا خطوات إيجابية لنتخلّص من تلك النواحي، فسنكون أشخاصاً أفضل ليتعايش الآخرون معنا.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:34 AM

«لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ.» (يعقوب11:4)

كلمة «النميمة» ليست موجودة في رسالة يعقوب، لكن الفكرة متضمّنة بالتأكيد في كلمات مثل ذم الشخص في غيابه، الذم، والهمس. وليس من أدنى شك أن هذه الممارسات جميعها يدينها بنفس المقياس.
النميمة هي نشر معلومات عن شخص آخر لتظهره في صورة سيئة. وبطريقة أخرى فإن هذه المعلومات دنيئة وفظة. وهناك عادة عنصر السرية والخصوصية، فالشخص الذي ينقل الكلام لا يشاء أن يُقتبس.
كانت بعض النسوة يتحدّثن. قالت إحداهن، «أخبرتني نعمى أنك قلتِ لها ما أخبْرتُكِ عنها وقد سبق وطلبت منك ألا تخبريها.» أجابت المرأة الأخرى، «إن نعمى امرأة دنيئة، فقد طلبْتُ إليها ألا ّتخبرك أنني أفضيت إليها بما قُلتِ لي عنها.» فأجابت المرأة الأولى، «حسناً، لقد وعدت نعمى ألاّ أقول لك أنها أخبَرَتني-لذلك أرجوك ألا تخبريها أنني قلت لك.»
هنالك القلائل في العالم الذين لم يقولوا شيئاً سلبياً عن شخص آخر. أعرف القليلين منهم وأنا معجب بهم فوق حد الوصف. وقد قال لي أحدهم أنه إن لم يستطع أن يقول شيئاً صالحاً عن شخص آخر فلن يقول شيئاً. وقال لي آخر أنه يبحث دائماً في المؤمنين الآخرين عما يذكّره بالرب يسوع. وقد ابتدأ ثالث يقول أموراً سلبية عن شخص آخر فقاطع نفسه في منتصف كلامه وقال، «لا، لن يكون هذا بنّّاء.» (ومنذ ذلك الحين يقتلني حب الاستطلاع)
سمع بولس أن هنالك نزاعاً بين الكورنثيّين. وقد واجههم بالحقيقة قائلاً أنه سمع من عائلة خُلوي (كورنثوس الأولى11:1). وواضح أن عائلة خلوي لم تكن تنشر النميمة. كانوا يشاركون المعلومات لكي يعملوا على حل المشكلة.
كتب الرسول أيضاً كلمات قاسية ضد هِيمِينَايُسُ وَالإِسْكَنْدَرُ وَفِيلِيتُسُ (تيموثاوس الأولى20:1، تيموثاوس الثانية17:2)، لأنهم كانوا يسيئون لسمعة المسيح. كذلك حذّر تيموثاوس من هِيمِينَايُسُ وَفِيلِيتُسُ وديماس (تيموثاوس الثانية15:1، 10:4) الذين كما يظهر قد وضعوا أياديهم على المحراث لكنهم التفتوا إلى الخلف. لم يكن هذا نميمة. كانت هذه أخباراً مهمّة للمؤمنين المنشغلين في صراع مألوف.
قيل عن أحد الوعّاظ أنه كان يحمل كتاباً أسوَد ويستلّه في كل مرّة يأتيه شخص بقصة ما على آخر ويقول له أنه سيدوّن كل كلمة ويطلب إليه أن يضع توقيعه على الخبر لكي يتمكّن من إيصال المعلومة إلى من يخصّه الأمر. ويُقال أنه قد فتح كتابه مئات المرات لكنه لم يكتب فيه أي ملحوظة.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:38 AM

«وَتَحْفَظَ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضَهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ لِخَيْرِكَ» (تثنية13:10).

لاحِظ الكلمة الأخيرة في آية اليوم «لخيرك». إن جميع وصايا الرَّب هي لخيرنا، وكثيرٌ من الناس لا يدركون هذا، فهم يعتقدون أن الله قاضٍ يقوم بفرض شرائع وأنظمة تحرّم الناس من متعة الحياة، لكن الأمر ليس كذلك، بل هو معنِيٌّ برفاهنا وسرورنا، وأن الغاية من الشرائع إنما هي لتتميم ذلك الهدف.
دعونا نأخذ أمثلة قليلة من الوصايا العشر على سبيل المثال. لماذا يقول الله أنه يجب أن لا يكون لنا آلهة أخرى؟ لأنه يعلم أن الإنسان يصبح مثل من يَعبدهُ والآلهة الكاذبة تؤدي إلى الفساد. لماذا يقول أنه يجب ألّا نصنع تمثالاً منحوتاً؟ لأن الوثنية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالشياطين «إِنَّ مَا يَذْبَحُهُ الأُمَمُ فَإِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّيَاطِينِ» (كورنثوس الأولى20:10)، وهدف الشياطين هو دائماً التدمير.
لماذا خصَّص الله يوماً للراحة من السبعة أيام؟ لأنه خلق الإنسان ويَعلم أن بناء جسمه يحتاج إلى الراحة من العمل، والشعوب التي حاولت فَرض سبعة أيام عمل في الأسبوع وجدت أن الإنتاج في تراجع ممّا اضطرّها للتخلّي عن التجربة.
لماذا يوصي الله الأولاد بإطاعة والديهم؟ لأن ذلك يُنقذ الأولاد من حياة التهوُّر والشغب وحتى من موت مُبكِّر. لماذا يمنع الله الزِّنا؟ لأنه يعلم أن الزِّنا يهدم البيت والأسرة، فضلاً عن عدم سعادة المتورّطين فيه. لماذا يمنع الله القتل؟ لأنه يؤدي إلى الشعور بالذَّنب والندم، وأحياناً إلى السجن أو عقوبة الإعدام. ثم لماذا يدين الله الطمع؟ لأن الخطيئة تبدأ في الفكر، فإذا خبأتها هناك، ففي نهاية المطاف تقترفها، وما لم نتمكَّن من السيطرة على المنبع فلن نكون قادرين على السيطرة على التيّار الذي يتدفَّق منه.
هذا هو الحال مع غيرها من الخطايا، كالنُّطقِ بإسم إذاً باطلاً، السرقة، شهادة الزور وإلخ. نحن بوجه عام لا يمكننا الإفلات منها، إنها تتعب نفوسنا وأرواحنا وأجسادنا، وكل خطيئة تحدد وتقوم بفعلٍ إنعكاسي مؤلم، وتسلب من الخاطئ السلام والفرح والإرتياح، لأننا إنما نحصد ما نزرع. قبل سنوات كتب أحدهم كتاباً بعنوان «شرائع الله اللطيفة». وهي حقاً لطيفة لأنها مُصَمَّمة لخيرنا.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:44 AM

«إِنْ جَرَيْتَ مَعَ الْمُشَاةِ فَأَتْعَبُوكَ فَكَيْفَ تُبَارِي الْخَيْلَ؟ وَإِنْ كُنْتَ مُنْبَطِحاً فِي أَرْضِ السَّلاَمِ فَكَيْفَ تَعْمَلُ فِي كِبْرِيَاءِ الأُرْدُن؟» (إرميا5:12).

إن هذه الآية مفيدة لتشكِّل تحدّياً لنا عندما نميل إلى الإستسلام بسرعة وسهولة. فإذا كنّا لا نستطيع مواجهة صعوبات صغيرة فكيف نتوقّع أن نواجه صعوبات أكبر؟ وإذا كنا نضطرب تحت ضربات الحياة الصغيرة فكيف سنتحمّل ضربات المطارق؟
نسمع عن مؤمنين يحردون ويعبسون لأن شخصاً ما قد أساء إليهم. ويقدِّم آخرون استقالتهم لأن أحداً ما قد انتقدهم، ويَتَجَّهم آخرون لأن فكرتهم لم تحظَ بأصوات كافية، ويولول آخرون بأوجاع جسدية طفيفة كدُبٍّ جريح، وثمة من يتساءل: ماذا سيفعلون لو كانوا مصابين بمرضٍ عُضال؟ إذا كان صاحب العمل لا يستطيع معالجة مشاكل العمل اليومية، فلن يكون بإمكانه مواجهة المشاكل الكبيرة.
نحتاج جميعنا لأن يكون عندنا ذهن عملي، ولا نقصد بهذا أن نكون قساة وعديمي الحساسية، بل نعني بالحرِّي أنه ينبغي أن نكون قادرين على الإنحناء في وجه اللكمات. نحن بحاجة إلى المرونة لكي نتعافى ونواصل.
ربما تواجِه أزمَة اليوم التي تبدو لك ضخمة لِلحظة، تفكر بالإستسلام، لكن بعد مرور سنة لن يكون الأمر مُهِمّاً البتة، وهذا هو الوقت الذي ينبغي عليك أن تقول فيه مع المرنِّم «لأَنِّي بِكَ اقْتَحَمْتُ جَيْشاً وَبِإِلَهِي تَسَوَّرْتُ أَسْوَاراً» (مزمور29:18).
إن الكاتب المجهول للرسالة إلى العبرانيين يقدِّم ملاحظة مهمّة لأولئك الذين يشجعهم على الثبات، فيقول: «لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ» (عبرانيين4:12)، وبعبارة أخرى لم تدفعوا الثمن النهائي-الإستشهاد. فإذا كان المؤمنون اليوم ينهارون بسبب كسر صحن، أو ضياع قطّة أو فشل علاقة حب، فماذا كانوا يفعلون لو واجهوا الإستشهاد؟
قد يستسلم معظمنا لو تُرِك الأمر لمشاعرنا، لكن في الحرب المسيحية عليك ألّا تستسلم. إنهض عن الأرض، أنفُض عنك الغبار وتقدّم نحو الصراع. إن النصر في المناوشات الصغيرة يساعد في كسب المعارك الكبيرة.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:44 AM

«وَتَحْفَظَ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضَهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ لِخَيْرِكَ» (تثنية13:10).

لاحِظ الكلمة الأخيرة في آية اليوم «لخيرك». إن جميع وصايا الرَّب هي لخيرنا، وكثيرٌ من الناس لا يدركون هذا، فهم يعتقدون أن الله قاضٍ يقوم بفرض شرائع وأنظمة تحرّم الناس من متعة الحياة، لكن الأمر ليس كذلك، بل هو معنِيٌّ برفاهنا وسرورنا، وأن الغاية من الشرائع إنما هي لتتميم ذلك الهدف.
دعونا نأخذ أمثلة قليلة من الوصايا العشر على سبيل المثال. لماذا يقول الله أنه يجب أن لا يكون لنا آلهة أخرى؟ لأنه يعلم أن الإنسان يصبح مثل من يَعبدهُ والآلهة الكاذبة تؤدي إلى الفساد. لماذا يقول أنه يجب ألّا نصنع تمثالاً منحوتاً؟ لأن الوثنية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالشياطين «إِنَّ مَا يَذْبَحُهُ الأُمَمُ فَإِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّيَاطِينِ» (كورنثوس الأولى20:10)، وهدف الشياطين هو دائماً التدمير.
لماذا خصَّص الله يوماً للراحة من السبعة أيام؟ لأنه خلق الإنسان ويَعلم أن بناء جسمه يحتاج إلى الراحة من العمل، والشعوب التي حاولت فَرض سبعة أيام عمل في الأسبوع وجدت أن الإنتاج في تراجع ممّا اضطرّها للتخلّي عن التجربة.
لماذا يوصي الله الأولاد بإطاعة والديهم؟ لأن ذلك يُنقذ الأولاد من حياة التهوُّر والشغب وحتى من موت مُبكِّر. لماذا يمنع الله الزِّنا؟ لأنه يعلم أن الزِّنا يهدم البيت والأسرة، فضلاً عن عدم سعادة المتورّطين فيه. لماذا يمنع الله القتل؟ لأنه يؤدي إلى الشعور بالذَّنب والندم، وأحياناً إلى السجن أو عقوبة الإعدام. ثم لماذا يدين الله الطمع؟ لأن الخطيئة تبدأ في الفكر، فإذا خبأتها هناك، ففي نهاية المطاف تقترفها، وما لم نتمكَّن من السيطرة على المنبع فلن نكون قادرين على السيطرة على التيّار الذي يتدفَّق منه.
هذا هو الحال مع غيرها من الخطايا، كالنُّطقِ بإسم إذاً باطلاً، السرقة، شهادة الزور وإلخ. نحن بوجه عام لا يمكننا الإفلات منها، إنها تتعب نفوسنا وأرواحنا وأجسادنا، وكل خطيئة تحدد وتقوم بفعلٍ إنعكاسي مؤلم، وتسلب من الخاطئ السلام والفرح والإرتياح، لأننا إنما نحصد ما نزرع. قبل سنوات كتب أحدهم كتاباً بعنوان «شرائع الله اللطيفة». وهي حقاً لطيفة لأنها مُصَمَّمة لخيرنا.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:45 AM

«يَا هَؤُلاَءِ جَمِيعُكُمُ الْقَادِحِينَ نَاراً الْمُتَنَطِّقِينَ بِشَرَارٍ أسْلُكُوا بِنُورِ نَارِكُمْ وَبِالشَّرَارِ الَّذِي أَوْقَدْتُمُوهُ. مِنْ يَدِي صَارَ لَكُمْ هَذَا. فِي الْوَجَعِ تَضْطَجِعُونَ» (إشعياء11:50).

ثمة صواب وخطأ في فعل كل شيء، وهذا يصِحّ بالتأكيد في مسألة طلب الإرشاد، وعدد اليوم يصف الطريق الخطأ، فهو يصوِّر شخصاً يشعل ناراً، ثم يستخدم النار والشرار معاً ليضيئا طريقه.
لاحظ أنه لا يوجد إي ذِكرٍ لإستشارة الرَّب، ولا ما يشير إلى أن الإنسان جعل من الأمر موضوع صلاة، فهو يثق ثقة تامة بأنه يعرف أفضل وسيلة، وفي استقلاله المغرور يعتمد على فهمه، وبحسب أقوال هانلي، فإنه سّيد مصيره وقبطان حياته.
لكن لاحظ النتيجة! «مِنْ يَدِي صَارَ لَكُمْ هَذَا. فِي الْوَجَعِ تَضْطَجِعُونَ». إن الشخص الذي يرشد نفسه سينتهي به الأمر إلى المشاكل، وكل عنيد ومتصلّب الرأي سيندم يوماً ما، وسيختبر أن طريق الله هي الأفضل.
في الآية السابقة (10) يعطينا الطريقة الصحيحة للحصول على الإرشاد، فيقول: «مَنْ مِنْكُمْ خَائِفُ الرَّبِّ سَامِعٌ لِصَوْتِ عَبْدهِ؟ مَنِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي الظُّلُمَاتِ وَلاَ نُورَ لَهُ؟ فَلْيَتَّكِلْ عَلَى إسْمِ الرَّبِّ وَيَسْتَنِدْ إِلَى إِلَهِهِ». لاحظ ثلاثة أمور عن هذا الشخص:
أولاً، وقبل كل شيء، إنه يخاف الرّب بمعنى أنه يخشى ألاّ يرضيه أو أن يسير مستقلاً عنه.
ثانياً، يطيع صوت خادم الله، الرَّب يسوع.
ثالثاً، إنه مستعد للإعتراف بأنه يسير في الظلمة وبلا نور. ويعترفِ بأنه لا يعرف أي طريق يسلك.
ماذا ينبغي أن يفعل شخص كهذا؟ يجب أن يتّكل على إسم الرَّب ويعتمد على إلهه. بكلمات أخرى ينبغي أن يعترف بجهله ويطلب من الله أن يقوده ويعتمد على الإرشاد الإلهي إعتماداً تاماًّ. إلهنا إله الحكمة المطلقة والمحبة، يعرف ما هو الأفضل لنا ويخطّط لكُل ما هو لخيرنا فقط.
إنه يعرف ويحب ويرعى ولا شيء يخفي هذا الحقّ.
إنه يعمل كل ما هو أفضل لكل من يترك له الإختيار.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:46 AM

«أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ إبْنُهُ خُبْزاً يُعْطِيهِ حَجَراً؟» (متى9:7).

إن هذا السؤال يقتضي جواباً سلبياً، فليس من المعتاد أن يعطي الأب لإبنه حجراً بدل الخبز، وبالتأكيد لن يفعل هذا أبونا السماوي. بيد أن الحقيقة المؤلمة هي أننا نعمل هذا الشيء بالضبط في بعض الأحيان. يأتي الناس إلينا وعندهم حاجات روحية عميقة. ربما لا نكون حسّاسين بما فيه الكفاية لما يزعجهم، أو ربما نبعدهم عنّا بأن نقدم لهم دواء سطحياًّ بدلاً من المشاركة بإخبارهم عن الرَّب يسوع.
يقدّم الدكتور ستانلي جونز مثلاً في هذه القصة الشخصية، (ما يقتضي رجلاً عظيماً ليروي قصة تكشف عن فشل شخصي)، «عندما كان أعضاء الكونغرس (في دولة الهند) ينعمون بنفوذهم الجديد، كانوا يستغلّون هذا النفوذ لمصلحتهم الشخصية بدلاً من مصلحة الدولة. لم يَعُد جواهر لال نهرو يتحمّل ذلك أكثر، فقال إنه يفكّر بالإستقالة من رئاسة الحكومة ويعتزل ليستعيد روحه الداخلية. إلتقيت به في ذلك الوقت وفي نهاية المقابلة قدّمت له زجاجة من حبوب الأعشاب التي تحوي كل الفيتامينات المعروفة. تناول الزجاجة من يدي شاكراً وأضاف قائلاً: مشكلتي ليست جسدية، مشيراً إلى كونها روحية. وبدل أن أقدّم له النعمة، قدّمت له أعشاباً. طلب خبزاً فأعطيته حجراً. أعلَم أن الجواب كان عندي، لكنني لم أكن أعلم كيف أقوله، كنت أخشى أن أُسيء إلى هذا الرجل العظيم. كان ينبغي علي أن أتذكّر الشعار الموضوع على أحد المعابد والذي يقول: «لا يوجد مكان لا يصلح ليسوع المسيح». تذكّرت تردّدي الذي ساد.
لقد قدّمت له حبوباً من الأعشاب في الوقت الذي كان فيه بحاجة إلى النعمة. النعمة والقوة الّلتان ستشفيانه في القلب، وبعدئذ يستطيع القول، «لقد شفيت في القلب، فليأت العالم الآن، عالم المشاكل المستحيلة. فأنا مستعد لها».
أخشى أن يكون إختبار الدكتور جونز مألوف جداً للكثيرين منا. نصادف أشخاصاً ذوي حاجات روحية عميقة، يتفوّهون بكلمة تهيء لنا باباً واسعاً لكي نقدّم المسيح لهم، لكننا نفشل في أن ننتهز الفرصة. فإمّا أن نقترح علاجاً هو عبارة عن ضمّادة صغيرة لمن عنده جرح روحي أو ننتقل إلى موضوع آخر ذي قيمة تافهة.
صلاة: أيها الرَّب، ساعدني لأغتنم كل فرصة لأشهد لأجلك، لأدخل من كل باب مفتوح، أعِنّي لأتغلّب على تردّدي في تقديم الخبز والنعمة حيث الحاجة إليهما.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:46 AM

«وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ» (يوحنا32:8).

كثيراً ما يقتبس الناس هذه الآية ناسين أنها مرتبطةٌ بوعد مشروط، فالعدد الذي يسبقه يقول: «قَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي». ثم يليه الوعد، «وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». وبعبارة أخرى فإن قوة الحقّ المُحرِّرة تعتمد على مواصلة ثباتك في كلمته.
لا يكفي أن نعرف الحقّ بالمعنى العقلي، بل ينبغي أن نطيعه ونمارسه، وبينما نحيا بحسب تعاليم الكتاب المقدس، نتحرر من شرور لا حصر لها. وما أن نطيع دعوة الإنجيل، نتحرّر من الذنب ومن الدينونة وندخُل إلى حرّية أولاد الله. ثم نتحرّر من سيادة الخطيئة ولا تعود لها اليد العليا في حياتنا.
نتحرّر من الناموس، بمعنى أننا لا نصبح بلا ناموس بل نخضع لناموس المسيح، ومن تلك اللحظة فصاعداً نكون مدفوعين للقداسة بمحبة المخلّص بدلاً الخوف من العقاب. إننا نتمتّع بالحرية من الخوف لأن المحبة الكاملة تطرد الخوف. لقد أصبح الله الآن أبانا السماوي المُحِّب وليس القاضي الصارم، إذ تحرّرنا من عبودية الشيطان ولم يعُد يقودنا فيما بعد.
لقد تحرّرنا من الفجور الجنسيّ لأننا نجونا من الفساد الذي يسود في العالم بالشهوة.
إننا أحرار من التعاليم الكاذبة. فكلمة الله حقّ، والروح القدس يرشد شعبه إلى الحقّ كلّه معلّماً إيّاه أن يميّز الحقّ من الكذب، والذين يثبتون في كلمته يتحررون من الخرافات ومن سيادة الأرواح الشريرة. يا له من تحرُّر، هذا التحرُّر من سُلطة قُوى الشيطان.
لقد تحرَّرنا من خوف الموت ولن يعُد مَلِك الرُعب. الموت يُحضِر النفس إلى حضرة الرَّب، الموت ربح.
نتحرّر من عبودية العادات، من محبة المال ومن اليأس والقنوط. ومن الآن فصاعداً تصبح لغة قلوبنا:
تحت عند قدميك أيها الرَّب يسوع، هذا هو مكاني،
هناك تعلّمت دروساً جميلة، الحقّ الذي حرّرني،
تحرّرت من ذاتي، أيها الرب يسوع، تحرّرت من طُرق البشر،
وقيود الفكر التي ربطتني يوماً، سوف لا تعود أبداً.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:51 AM

«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ… كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا» (متى37:23).

لقد دُعي هذا النداء ضياع الفرصة الدينية، الأمر الذي يعني أنه أُنعِم على الناس بزيارة عجيبة، بفرصة مجيدة، لكنهم فشلوا في انتهاز هذه الفرصة.
هذا ما حصل لأورشليم. لقد سار إبن الله المتجسّد في شوارعها المُغبرَّة، وأبنيتها ذات اللون الحجري التي كأنما نظرت بازدراء إلى خالق الكون وحافظه. إستمع الناس إلى كلماته التي لا مثيل لها، وشاهدوه يصنع معجزات لم يصنعها إنسان من قبل، لكنهم لم يُقدِّروه ولم يقبلوه. فلو فعلوا ذلك لكانت الأمور أفضل بكثير بالنسبة لهم، ولكانت أوضاعهم كتلك التي وصِفت في المزمور13:81-16، «لَوْ سَمِعَ لِي شَعْبِي وَسَلَكَ إِسْرَائِيلُ فِي طُرُقِي سَرِيعاً كُنْتُ أُخْضِعُ أَعْدَاءَهُمْ وَعَلَى مُضَايِقِيهِمْ كُنْتُ أَرُدُّ يَدِي. مُبْغِضُو الرَّبِّ يَتَذَلَّلُونَ لَهُ وَيَكُونُ وَقْتُهُمْ إِلَى الدَّهْرِ. وَكَانَ أَطْعَمَهُ مِنْ شَحْمِ الْحِنْطَةِ وَمِنَ الصَّخْرَةِ كُنْتُ أُشْبِعُكَ عَسَلاً».
وصف إشعياء ما قد يمكن أن يكون، «لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ. وَكَانَ كَالرَّمْلِ نَسْلُكَ وَذُرِّيَّةُ أَحْشَائِكَ كَأَحْشَائِهِ. لاَ يَنْقَطِعُ وَلاَ يُبَادُ إسْمُهُ مِنْ أَمَامِي» (إشعياء18:48، 19).
كتب برِت هارت، «من بين كلُّ كلمات اللسان أو القلم كانت «ربما قد تكون» الأسوأ».
فكِّر في الذين رفضوا دعوة الإنجيل. لقد مرّ بهم يسوع الناصري لكنهم غفلوا عنه، وأصبحوا يعيشون الآن حياة فارغة ويواجهون عذاباً أبدياً، أو فكِّر في أولئك المؤمنين الذين سمعوا دعوة المسيح لبعض مجالات الخدمة لكنهم لم يتجاوبوا معها، لأنه لم تكن لديهم فكرة عن البركات الحاضرة والمكافآت الأبدية التي خسروها.
صحيح أن الفُرص تقرع بابك مرّة واحدة أحياناً، ومع أنها تزخر بكنوز مختارة، لكنها قد تبدو حينذاك أنها تتعارض مع خططك الشخصية أو تتطلَّب منك تضحية شخصية، إلا أنها مع ذلك تمثِّل أفضل ما عند الله لنا. لكن ولأسباب خاصة بنا نسمح للفرصة أن تفوتنا، نرفض أفضل ما لديه ونرضى بما هو دون الأفضل، وهو يقول لنا طوال الوقت «أريد لكنك لا تريد».

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:52 AM

«لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ» (رومية18:1).

في أوقات محددة من التاريخ البشري، سكَب الله دينونته على الإنسان وذلك ليُظهر استياءه الشديد من بعض الخطايا التي ارتكبها، ومن الواضح أنه لا يُميت الناس عند كل مرة تُرتكب فيها هذه الخطايا، لأنه لو فعل ذلك لانخفض عدد سكان الأرض إنخفاضاً حادّاً، لكنه سجَّل مناسبات منفردة لتحذير الناس بأن مثل هذه الشرور والآثام لن تمر دون عقاب، فإذا لم يتعامل معها في الوقت المناسب فإنه سيتعامل معها في الأبدية بكل تأكيد.
عندما نظر الله إلى العالم ورأى أن الأرض قد فسدت وامتلأت بالعنف، أرسل طوفاناً كارثياً لتدمير العالم (تكوين13:6)، وقد نجا ثمانية أشخاص فقط. ثم في وقت لاحق أصبحت مدينتا سدوم وعمورة مركز اللِّواط (تكوين1:19-13)، وكانت سدوم مذنبة أيضاً بالكبرياء والشبع من الخبز والرخاء والسلام (حزقيال49:16). لقد كشف الله عن غضبه من السماء بأن أمطَر ناراً وكبريتاً على هاتين المدينتين ممّا أدى إلى انقراضهما.
«مَاتَ نَادَابُ وَأَبِيهُو أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَمَا قَرَّبَا نَاراً غَرِيبَةً» (عدد4:3). كان عليهما أن يستعملا ناراً من على المذبح (لاويين12:16) لكنهما قرّرا أن يقتربا إلى الرَّب بطريقة أخرى، وبضربهما بالموت الفوري حذّر الرّب الأجيال القادمة من محاولة الإقتراب إليه بأية طريقة أخرى غير الطريقة التي عيّنها هو.
لقد فشل نبوخذنصر ملك بابل في الإعتراف بإذاً العليّ الذي يتحكَّم في شؤون البشر، وبدلاً من ذلك إدعى لنفسه بالفضل كله على جميع مجد بابل، فعاقبه الله بالجنون، فطُرد الملك من بين الناس ليعيش كحيوان الحقل فأكل العشب كالثيران وكان جسمه مُبتلاً بندى السماء ونما شعره مثل ريش النسور وأظافره مثل مخالب الطيور (دانيال33:4).
تظاهر حنانيا وسفيرا بأنهما ضحَّيا بكُلِّ أملاكهما من أجل الرب لكنهما أخفَيا جزءاً من المال لأنفسهما (أعمال1:5-11)، فماتا كلاهما فجأة كتحذير لعدم الإخلاص في العبادة والخدمة. بعد وقت لاحق قبِلَ هيرودس العبادة بدل أن يعطي المجد للّه. لقد أكله الدود ومات (أعمال22:12-23).
يجب على الناس الخطاة ألاّ يفترضوا أن الله صامت ومتقاعس، ولأنه لا يعاقب على الخطيئة دائماً على الفور فهذا لا يعني أنه لن يعاقب عليها في نهاية المطاف. ففي أوقات منفردة عبر السنوات، أصدر حكمه وكشف عن العقوبات التي تتبعه.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:56 AM

«إِقْتَنِ الْحَقَّ وَلاَ تَبِعْهُ» (أمثال23:23).

غالباً ما يكون هناك ثمن يجب دفعه من أجل الحصول على حق الله، وأننا يجب أن نكون على استعداد لدفع الثمن مهما كان، وعندما نحصل على الحقّ ينبغي ألاّ نتخلى عنه.
يجب ألّا يُؤخذ هذا العدد بحرفية صارمة بأن نشتري كتباً مقدسة وكتباً مسيحية، ولا نبيعها تحت أي ظرف من الظروف. فشراء الحقّ هنا يعني تقديم تضحيات كبيرة لتحقيق حصولنا على معرفة المبادئ الإلهية، وقد يعني ذلك عداءً من طرف العائلة أو خسارة وظيفة أو إنفصالاً عن إرتباطات دينية أو خسارة مادية أو حتى إعتداءً جسدياً. إنَّ بيع الحقّ يعني إمّا التنازل عنه أو التخلي عنه كلياً. على أنه ينبغي ألّا نكون أبداً مستعدين لعمل ذلك.
كتَب آرنوت في كتابه «الكنيسة في البيت»: «إنه قانون عام، في الطبيعة البشرية، بأن ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة، وما نحصل عليه بنضال شاقّ نحتفظ به بحزم أكبر، سواء أكان ذلك ثروتنا أو إيماننا، وأولئك الناس الذين حصلوا على ثروة كبيرة دون عناء أو تعب، غالباً ما يُبذِّرونها ويموتون في الفقر، ومن النادر أن يُبذِّر الإنسان ثروة قد كسِبها بجهود ضخمة. الشيء نفسه ينطبق على المؤمن الذي خاض طريقه إلى الإيمان، فإذا كان ذلك من خلال النار والماء فلن يتخلى بسهولة عن تَرِكَتِه الوفيرة».
لقد أدار قدّيسون عديدون على مرّ الأجيال ظهورهم لعائلاتهم وللشهرة والثروة لكي يدخلوا من الباب الضّيق ويسيروا في الطريق الكَرِب، ومثل الرسول بولس، حسبوا كل شيء آخر خسارة لأجل فضل معرفة المسيح يسوع ربُّنا، ومثل راحاب، تخلّوا عن أصنام الوثنية واعترفوا بيهوه الإله الحقيقي وحده، حتى لو بدا الأمر وكأنه خيانة شعبهم، ومثل دانيال، رفضوا بيع الحقّ حتى لو كان ذلك يعني إلقاءهم في جبِّ الأسود المتعطّشة للدماء.
إننا نعيش في زمن إنقضى فيه روح الإستشهاد إلى حد ما. يُفضّل الناس المساومة على إيمانهم بدل التألّم من أجله، فقد أصبح صوت النبي مفقوداً وصار الإيمان ضعيفاً، والقناعة المتعلقة بالحق مُدانة وكأنها تصلُّب في الرأي، ومن أجل إظهار روح الوحدة يكون الناس على استعداد للتضحية بعقائد أساسية، وبذلك فهم يبيعون الحقّ ولا يشترونه.
لكن سيكون لدى الله دائماً خِيار النفوس الذين يقدِّرون كنز الحقّ المخفي لدرجة أنهم على إستعداد لبيع كل ما لديهم لشرائه، وبعد شرائه فلن يكونوا مستعدين لبيعه بأي ثمن.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:57 AM

«أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي. أَكْثَرَ مِنَ الشُّيُوخِ فَطِنْتُ» (مزمور99:119، 100).

عندما نقرأ هذه الآيات لأول مرة فإنها تبدو عبارة عن كلمات غير ناضجة من متبجِّح أو من ناضجٍ مغرور، وقد نفاجأ في الواقع عندما نجد مثل هذا التفاخر في الكتاب المقدس، وعلى ما يبدو أنهم مسيحيون ذوو مستوى مُتَدن.
لكن عندما ندرس هذه الآيات دراسة متعمقة، نجد المفتاح الذي يزيل الصعوبة، فكاتب المزامير يورد سبباً لفهمه الفائق فيقول: «لأن شهاداتك هي لهجي»، وبعبارة أخرى، فهو يقول أن لديه فهماً أكثر من كل معلّميه الذين لا يعرفون الكتب، ويفهم أكثر من القدماء الذين كانت معرفتهم عَلمانية بحتة، وهو لا يقارن نفسه بمؤمنين آخرين، بل بأُناس هذا العالم فقط، وبالطبع هو على حقّ! فإن أَوضَعْ مؤمن يستطيع أن يرى وهو جاثٍ على ركبتيه أكثر ممّا يستطيع أن يراه أعظم شخص مثقَّف متشامخ غير مؤمن. دعونا نتأمل في بعض التوضيحات التالية:
يؤكّد أحد قادة الحكومات لشعبه أن السلام سوف يسود العالم إذا تم إتِّباع مسار معيّن للعمل، وفي قرية نائية يستمع مزارع مؤمن إلى الخطاب من المذياع، فهو يعرف أن السلام لن يكون إلى أن يُقيم رئيس السلام ملكوته على الأرض، وفقط في ذلك الوقت يُطرِّقون سيوفهم سِككاً ولا يتعلّمون الحرب فيما بعد. إن لدى ذلك المزارع فهماً أكثر مما لدى السياسي.
أما الآن، نُعرِّفك على العالِم المشهور الذي يعلّم بأن الكون كما نعرفه وُجد دون وساطة إلهية. يجلس في فصله طالب حديث الإيمان بالمسيح، هذا الطالب «بِالإِيمَانِ يَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ» (عبرانيين3:11). إنَّ لدى هذا الطالب بصيرة ليست لدى ذلك العالِم، ثم مرة أخرى نفكّر بالطبيب النفسي الذي يسعى إلى تفسير السلوك البشري ولكنه ليس على استعداد لقبول حقيقة الخطيئة الموروثة. إن المؤمن الذي يعرف كلمة الله يدرك أن كل إنسان يرث الشرّ والطبيعة الفاسدة، وأن فشله في إدراك ذلك سيؤدّي إلى حلول لا قيمة لها لمشاكل الإنسان.
لذا لم يكن كاتب المزامير متبجحاً في التباهي عندما قال أنه كان أكثر فهماً من جميع معلّميه. إن لدى من يسلكون بالإيمان رؤية أفضل من الذين يسلكون بالعيان، والذين يلهجون بشهادات الله يرون حقائق محجوبة عن الحكماء الفطنين.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:58 AM

«مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو» (مزمور12:116، 13).

إن فيما يتعلَّق بمسألة خلاص نفوسنا ليس هناك مِن شيء يمكننا عمله لكي نستحق الخلاص أو نكسبه، ولا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نستدينَ من الله أو نسدّد له الدَّين لأن الخلاص عطية النعمة. إن الرد المناسب لعطية الله المجانية للحياة الأبدية هو أن نتناول كأس الخلاص، أي قبوله بالإيمان، ثم ينبغي علينا أن ندعو بإسم الرَّب أي، نشكره ونسبّحه لأجل عطيّته التي لا يُعبَّر عنها. وحتى بعد أن خلُصنا ليس هناك ما يمكننا القيام به لسداد الرَّب على كل حسناته لأجلنا. فَ «لو كانت كلَّ مملكة الطبيعة لي فإنها تكون تقدمة صغيرة للغاية»، ولكن هناك رداًّ مناسباً يمكننا أن نتّخذه، وهو أكثر شيء معقولية يمكننا أن نقوم به، «ما أعجب النعمة الإلهية التي تطلب روحي وحياتي وتطلبني كُلِّي».
إذا كان المسيح قد قدّم جسده لأجلنا، فأقل ما يمكننا عمله أن نعطيه أجسادنا.
قال بيلكنجتون الأوغندي، «إذا كان مَلكاً، فله الحقّ في كل شيء»، وقال س.ت. ستاد «عندما تحقّقت من أن يسوع المسيح مات من أجلي، لم يُعد من الصعب التخلّي عن كل شيء لأجله». وصَلَّى بوردن، من جامعة ييل، قائلاً: «أيها الرَّب يسوع، إني أكفُّ يدي عن كل ما يتعلَّق بحياتي، وأُتوّجك على عرش قلبي».
لقد صلَّت بيتي سكوت ستام، قائلة: «أُعطي نفسي وحياتي وكُلّي لك تماماً إلى الأبد».
وقد قال تشارلز سبيرجن، «في ذلك اليوم حين سلّمت نفسي لمخلّصي، قدَّمتُ له جسدي ونفسي وروحي، قدَّمتُ له كل ما أملك وكل ما سأملك في هذا الزمن وفي الأبدية، قدَّمتُ له كل مواهبي وقوّتي وعلمي وعينيّ وأذنيَّ، ضميري وأطرافي وعواطفي وأحكامي وكل رجولتي وما ينتج عنها، وكل طاقة جديدة وكل مقدرة قد أحصل عليها».
أخيراً يذكّرنا إسحق واتس أنه «لا يمكن لقطرات حزنٍ من سداد دين المحبة الذي عليّ»، ثم أضاف، «أيها الرَّب، أقدّم لك حياتي، هذا كل ما يمكنني عمله».
إنَّ آلام يسوع، ويداه وقدماه الداميتين، وجروحاته ودموعه تتطلَّب منا ردّنا المناسب: تقدمة حياتنا من أجله.

sama smsma 20 - 05 - 2012 12:59 AM

«فَتَأَوهَ دَاوُدُ وَقَالَ: «مَنْ يَسْقِينِي مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ؟» (أخبار الأيام الأول17:11).

كانت بيت لحم مسقط رأس داود، فقد عرف كل شوارعها وأزقّتها وسوقها والبئر العمومية، لكن في ذلك الحين كانت تحتلها حامية من جيش الفلسطينيين، فيما كان داود يتحصَّن في مغارة عدُلام. ولمّا سمعه ثلاثة من رجاله يتلهّف إلى جرعة ماء من بئر بيت لحم، اقتحموا صفوف الأعداء وأحضروا له الماء. لقد تأثر داود بهذا العمل الشجاع والحب والتفاني حتى أنه لم يستطع أن يشرب الماء، بل سَكبَه مُراقاً للرَّب.
يمكننا أن نتخيَّل داود هنا كصورة عن الرَّب يسوع، تماماً كما كانت بيت لحم بلدة داود، هكذا «للرَّب الأرض وملؤها». كان ينبغي أن يكون داود جالساً على العرش ولكن بدلاً من ذلك كان في كهف، وبالمثِل كان ينبغي أن يُتوَّج ربُّنا من العالم لكن بدلاً من ذلك كان مرفوضاً ومنفياً، ثم يمكننا تشبيه عطش داود للماء بعطش الرَّب يسوع لنفوس الناس في كل أنحاء العالم، إنه يتوق لأن ينتعش برؤية خلائقه يخلصون من الخطيئة ومن ذواتهم ومن العالم. إنَّ رجال داود الشجعان الثلاثة يشبهون جنود المسيح البواسل الذين تنازلوا عن إعتبارات راحتهم الشخصية وأمنهم لكي يحقّقوا رغبة قائدهم، إنهم يحملون الأخبار السّارة إلى جميع العالم، ثم يُقدِّمون الذين ربحوهم للرّب كذبيحة محبة وتكريس. إنَّ رَدّ داود العاطفي يشير إلى رَدّ يسوع حين يرى خرافه تجتمع حوله من كل قبيلة وأُمّة، إنَّه «مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ» (إشعياء11:53).
في حالة داود، لم يكن من الضروري أن يأمر رجاله أو يُقنِعهم أو يَتملَّقهم، لأن كل ما احتاجوه هو بعضٌ من التلميح، فرحبوا به بوصفه أمراً من قائدهم.
إذاً ماذا نفعل نحن عندما ندرك شوق قلب المسيح إلى الذين اشتراهم بدمه الثمين؟ هل علينا أن نكتفي بالضغوط الكثيرة والدعوات المِنبريَّة؟ ألا يكفي بأن نسمعه يطلب «من نُرسل، من يذهب من أجلنا؟» هل يقال عنّا أننا غير مستعدّين لنفعل لقائدنا كما فعل رجال داود الذين كانوا على إستعداد لأجله؟ هل أقول له: «أَقَلُّ توقٍ لك هو أمرٌ لي؟»

sama smsma 20 - 05 - 2012 01:00 AM

«ادْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!» (متى13:7، 14)


عندما تنظر إلى عالم الدين اليوم تجد العديد من الديانات، الطوائف والفِرق. ولكن هنالك ديانتان فقط كما يقترح النص لهذا اليوم. على ناحية واحدة الباب الواسع والرحب الذي يؤدّي إلى الهلاك. وعلى الناحية الثانية الباب الضيّق والطريق الكرب الذي يسير فيه القلائل ويؤدّي إلى الحياة. من الممكن تصنيف جميع الديانات تحت هذا الباب أو ذاك. الصفة التي تفرّق بين الإثنين هي: تقول الواحدة ما يجب على الإنسان أن يعمل لينال الخلاص أو ليستحق الخلاص، ويقول الآخر ما عمله الله ليدبّر الخلاص للإنسان.
الإيمان المسيحي الحقيقي فريد في دعوته ليقبل الناس حياة أبدية كعطية عن طريق الإيمان. جميع الديانات الأخرى تقول أن الإنسان يجب أن يحصل على خلاصه بالأعمال أو بالأخلاق. يخبرنا الإنجيل كيف تممّ المسيح العمل الضروري لفدائنا. الديانات الأخرى تخبر الناس ما ينبغي أن يعملوا ليفتدوا أنفسهم. الفرق هو ما بين العمل وما قد عُمل.
الفكرة المنتشرة هي أن الصالحين يذهبون إلى السماء والأشرار إلى جهنم. لكن الكتاب المقدس يعلّم أنه لا يوجد مَن هو صالح، وكل من يذهب إلى السماء هم الخطاة الذين خلصوا بنعمة الله. إنجيل المسيح يلغي التفاخر، يقول للإنسان أنه لا يمكنه أن يقوم بأية أعمال تجعله مستحقّاً أن يكسب نعمة لأنه ميت بالخطايا والآثام. جميع الديانات الأخرى تغذّي كبرياء الإنسان بالإشارة إلى أن هناك ما يمكنه أن يعمل ليخلّص نفسه أو ليساهم في خلاصه.
جميع الديانات الكاذبة هي «طريق تظهر للإنسان مستقيمة «لكنها أيضاً هي الطُرق التي تنتهي بالموت (أمثال12:14). الخلاص بالإيمان بيسوع المسيح يبدو «سهلاً» للإنسان لكن هذه هي الطريق التي تؤدّي إلى الحياة. في الديانات الكاذبة يسوع لا شيء أو فقط شيئ ما. في الإيمان المسيحي الحقيقي يسوع هو كل شيء.
لا يوجد في الديانات الأخرى تأكيد حقيقي على الخلاص لأن الشخص لا يعرف أبداً إن عمل ما يكفي من الأعمال الصالحة أو من الأنواع الصحيحة. يستطيع المؤمن بيسوع أن يعرف أنه مخلّص لأن الخلاص لا يعتمد على أعماله لكن على أعمال المسيح لأجله.
ديانتان فقط- الواحدة ديانة نواميس والأخرى ديانة نعمة. الواحدة بالأعمال، الأخرى بالإيمان. الواحدة بالعمل، الأخرى بالإيمان. الواحدة بالمحاولة، الأخرى بالثقة. تؤدّي الأولى إلى الدينونة والموت والثانية إلى التبرير والحياة.

sama smsma 20 - 05 - 2012 01:07 AM

«وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ امْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَليْهِ يَدَيْهِ فَسَمِعَ لهُ بَنُو إِسْرَائِيل وَعَمِلُوا كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ مُوسَى» (تثنية9:34).
ثمة أمر واحد مُهمٌ نتبصَّرُه من هذه الآية وهو أن موسى عَيَّنَ يشوع خلفاً له عندما علِمَ أن خدمته قد اقتربت من نهايتها وبذلك عرضَ مثالاً جيداً للآخرين الذين هم في مواقع قيادة روحية. قد يعتقد البعض أن هذا أمرٌ بديهيٌ جداً للتشديد عليه، لكن الحقيقة هي أنه غالباً ما نلمسُ فشلاً ذريعاً في تدريب خلفاء وتسليمهم العمل، على أنه يبدو أن هناك مقاومة فطرية للفكرة التي مفادها أنه من الممكن إستبدالنا.
أحياناً هذه هي المشكلة التي تواجه أحد الشيوخ في الشركة المحلية. ربما يكون قد خدم هذا الشيخ بأمانة لسنين طويلة، لكن يأتي اليوم الذي لن يستطيع فيه مزاولة رعاية القطيع، ومع ذلك فمن الصعب عليه تدريب شخصاً أصغر منه سناً ليقوم مقامه، ربما يرى في الشباب تهديداً لمركزه، أو قد يقارن ما بين عدم خبرتهم وبين نضوجه ويستنتج أنهم غير مناسبين، على أنه يسهل عليه أن ينسى كيف كان في وقت ما قليل الخبرة وكيف وصل إلى نضوجه الحالي بتدريبه ليقوم بعمل الناظر.
يمكن أن تكون هذه أيضاً مشكلة قائمة في حقل التبشير، يَعلَم المُرسَل أن عليه تدريب أفراداً مَحَلّيين ليتسلّموا مواقع القيادة، لكنه يبحث عن مبرِّر يُبرِّر فيه عدم قدرتهم على القيام بالعمل بشكلٍ جيدٍ مثله وبأنهم يرتكبون أخطاء كثيرة، وأن الحضور في الإجتماعات سيقلّ إن لم يقُم هو بالوعظ كله، على أي حال إنهم لا يعرفون كيف يقودون. إن الرَّد على كل هذه الحجج هو أنه ينبغي أن يَنظُر إلى نفسه بإعتباره إنسان إستهلكت قواه. يجب أن يدرِّب أفراداً مَحَلّيين ويفوّضهم بالسُّلطة إلى أن يتخلَّى تدريجياً عن المسؤولية في ذلك المجال بالذات. توجد دائماً مجالات شاغرة في أماكن أخرى، وبذا لن يضطرّ إلى أن يكون عاطلاً عن العمل.
عندما إستُبدِل موسى بيشوع، كان ذلك إنتقالٌ سهل، لم ينشأ فراغ في القيادة، ولم يتأثر عمل الله بأية صدمة. هذه هي الطريقة التي يجب أن تُسلَك.
ينبغي على جميع خُدَام الله أن يفرحوا لرؤية الشباب يرتقون لمواقع قيادية، يجب أن يعتبروه إمتيازاً عظيماً ليشركوا هؤلاء التلاميذ معرفتهم وخبراتهم، ومن ثمّ يسلّموهم العمل قبل أن تختطفهم يد المنون. ينبغي أن يتحلّوا بموقف عدم الأنانية الذي أظهره موسى في مناسبة أخرى حيث قال: «ليت كل شعب الرَّب أنبياء».

sama smsma 20 - 05 - 2012 01:08 AM

«وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ» (رؤيا15:20).

إن موضوع جَهنَّم يُولِّد في قلب البشر مقاومة شديدة، ويُعبَّر عن هذه المقاومة بالتساؤل: «كيف يمكن لإله المحبة أن يُبقي جَهنّماً أبدية؟»
لو كان بولس يجيب على هذا السؤال لاستهل حديثه بِ «بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ الله؟» أو «لِيَكُنِ الله صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا». بما يعني: أنه ليس للمخلوق الحقّ في التشكيك بالخالق. فإذا كان الله يُبقي جَهنّم أبدية، فإن لديه أسباباً وجيهة للقيام بذلك، وليس لنا الحقّ في التشكيك بمحبته أو عدله، ومع هذا فقد أُعطينا معلومات كافية في الكتاب المقدس للدفاع عن الله في هذا الأمر.
بادئ ذي بدء، نحن نعلم أن الله لم يخلق جَهنَّم للإنسان، بل للشيطان وملائكته (متى41:25)، ونعلم أيضاً أنه «لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ» (بطرس الثانية9:3)، فإذا ذهب أي شخص إلى جَهنّم فإن هذا يُحزن قلب الرَّب حزناً عظيماً.
إن خطيئة الإنسان هي سبب المشكلة، وقداسة وبرّ وعدل الله يطالِب بعقاب الخطيئة، والمرسوم الإلهي يقول: «اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ» (حزقيال4:18). هذا ليس إعتباطاً من جهة الله، بل هو الموقف الوحيد الذي يستطيع الإله القدّوس أن يتَّخذه تجاه الخطيئة.
كان بإمكان الله أن يُنهي المسألة هناك. فلقد أخطأ الإنسان لذلك يجب أن يموت، لكن محبة الله تدخّلت لكي لا يَهلِك الإنسان إلى الأبد، وذهب إلى أقصى الحدود ليُعدَّ طريق الخلاص، أرسل إبنه الفريد ليموت بديلاً عن الإنسان الخاطئ دافعاً العقاب عنه، وكانت هذه نعمة عجيبة من قِبَل المخلّص كي يحمل خطايا الإنسان في جسده على الصليب.
والآن فإن الله يقدّم حياة أبدية مجانية لكل من يتوب عن خطاياه ويؤمن بالرَّب يسوع المسيح، وهو لن يُخلِّص أي إنسان ضد إرادته، بل على الإنسان أن يختار طريق الحياة. بصراحة، لا يوجد شيء آخر يمكن للّه أن يفعله، لقد عمل أكثر ممّا يمكن توقُّعه، فإذا رفض الإنسان رحمته المجانية فلن يوجد بديل عنها. إن جَهنَّم هي الإختيار المتعَّمد لأولئك الذين يرفضون السماء.
إذاً إتهام الله ولومه على إبقاء جَهنَّم إلى الأبد إتهامٌ غير عادل. فقد أفرغ السماء من أفضل من فيها لكي لا يختبر أبداً أسوأ من على الأرض عذاب بحيرة النار


الساعة الآن 09:16 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025