منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب الدينية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=291822)

Mary Naeem 20 - 06 - 2014 02:14 PM

رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
 
في احتمال المشقات الزمنية بأناة على مثال المسيح
1 – المسيح: يا بني، أنا نزلت من السماء لأجل خلاصك،
وحملت شقاءك لا عن اضطرار، بل مدفوعًا بالمحبة،
لكي تتعلم الصبر وتحتمل الشقاء الزمني، من غير تذمر.
فإني، من ساعة ميلادي، حتى مماتي على الصليب، لم أخل من مكابدة الأوجاع.
لقد كنت في فاقةٍ شديدةٍ من الخيرات الزمنية
وكثيرًا ما سمعت عليَّ شتى التذمرات، تحملت، بحلمٍ، الخزي والعار

كوفئت على الإحسان بالكنود، وعلى المعجزات بالتجاديف، وعلى التعليم بالتوبيخات.
2 – التلميذ: رب، بما أنك قد كنت صبورًا في حياتك، وبذلك خصوصًا قد أتممت أمر أبيك، فمن العدل أن أعتصم بالصبر وفق مشيئتك، أنا الخاطئ التاعس جدًا، وأن أحمل، لأجل خلاصي، ثقل هذه الحياة الفانية، ما دمت أنت تريد ذلك.
فإن الحياة الحاضرة، مهما بدت باهظة، قد أصبحت الآن، بنعمتك، ذات استحقاقات وافرة، وبمثالك وآثار قديسيك، قد صارت للضعفاء أخف حملًا وأوفر ضياءً.
بل أضحت أغزر تعزيةً، بكثير، مما كانت عليه قبلًا في الشريعة القديمة. إذ كان باب السماء لا يزال مغلقًا،
والطريق إلى السماء أشد ظلامًا، والمهتمون بملكوت السماوات قليلين جدًا.
حتى إن الصديقين أنفسهم حينذاك، ألمعدين للخلاص،
لم يكن في استطاعتهم قبل آلامك وجزية موتك المقدس، أن يدخلوا الملكوت السماوي.
3 – آه! كم يجب لك عليَّ من الشكر، لكونك تنازلت فهديتني،
أنا وجميع المؤمنين، إلى الطريق القويم الصالح، المفضي إلى ملكوتك الأبدي!
فحياتك هي طريقنا، وبالصبر المقدس نسعى إليك أنت إكليلنا.
فلو لم تسر أمامنا وترشدنا، فمن كان يهتم باتباعك؟
أوه! كم من الناس كانوا يتخلفون بعيدًا عنك، لو لم تكن أمثلتك السنية نصب عيونهم!
ها نحن لا نزال فاترين إلى الآن، حتى بعد ما سمعنا بآياتك وتعاليمك الكثيرة.
فما كان مصيرنا لو لم نحصل على مثل هذا النور، الذي يرشدنا إلى اتباعك؟

Mary Naeem 20 - 06 - 2014 02:15 PM

رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
 
في احتمال الإهانات، وفي من هو الصبور حقًا
1 – المسيح: ماذا الذي تقول، يا بني؟ كف عن التشكي،
لدى تأملك في آلامي وآلام سائر القديسين.
”إنك لم تقاوم بعد حتى الدم“ (عبرانيين 12: 4).
وما تتحمله أنت، قليلٌ بالنسبة إلى ما تحمله أُولئك الذين قاسوا شتى المضايق:
فلقد جربوا بشدة، وعانوا المشقات العظيمة، وامتحنوا وابتلوا على وجوهٍ كثيرة.

فعليك أن تعيد إلى ذهنك شدائد الآخرين العظيمة، ليسهل عليك احتمال شدائدك اليسيرة.
فإن تراءت لك غير يسيرة، فاحذر أن يكون ذلك أيضًا من قلة صبرك.
وعلى كلٍ، فسواءٌ كانت يسيرةً أم عظيمة، فاجتهد أن تحملها جميعًا بالصبر.
2 – بمقدار ما تحسن إعداد نفسك للاحتمال
تزداد حكمةً في سيرتك، ويتضاعف ثوابك، بل إن حملك ليخف عليك، إن استعددت له بالحزم والتمرن من غير كسل.
ولا تقل: إني لا أستطيع احتمال هذه الشدائد من فلان،
ولا احتمالها على هذا النحو: فقد جلب عليَّ ضررًا عظيمًا، وهو يعيرني بأمورٍ لم أكن لأفكر بها، أما من غيره فأحتمل بنفسٍ طيبة، وكما أستصوب الاحتمال.
فمثل هذه، إنما هي أفكار غبي، لا يلتفت إلى فضيلة الصبر،
ولا إلى من سوف يكللها، بل ينظر بالحري إلى الإهانات، وإلى الأشخاص الذين ألحقها به.
3- ليس بالصبور الحقيقي، من أبى أن يحتمل إلا بمقدار ما يشاء وممن يشاء،
أما الصبور الحقيقي، فلا يلتفت إلى من هو الإنسان الذي يضايقه. أرئيسٌ هو أم عديلٌ أم مرؤوس؟ أرجلٌ صالحٌ قديس، أم شريرٌ نذل؟
لكنه – أيًّا كانت الخلائق التي تعاكسه، وأيًّا كانت شدة هذه المعاكسات وكثرتها – يتقبل كل شيءٍ، شاكرًا، من يد الله دون ما تمييز، محتسبًا ذلك
ربحًا عظيمًا، لأن كل ضيق -مهما كان يسيرًا- إن احتمل لأجل الله، لا يمكن أن يذهب عنده بغير أجر.
4 – فكن إذن متجردًا للقتال، إن شئت أن تفوز بالظفر.
فإنك، بغير جهاد، لا تستطيع البلوغ إلى إكليل الصبر.
إن أبيت الاحتمال، رفضت الإكليل.
فإن رمت إحراز الإكليل، فجاهد ببأسٍ واحتمل بجلد.
لا يبلغ إلى الراحة بغير عناء، ولا يحرز النصر بغير قتال.
5 – التلميذ: رب، ليصبح مستطاعًا لي بالنعمة، ما يتراءى لي مستحيلًا بالطبيعة.
أنت تعلم أني قليل الجلد، سريع الفشل، عند قيام أدنى شدة.
فليصبح لي مستحبًا شهيًا، من أجل اسمك
كل ابتلاء بالضيق، فإنه من المفيد جدًا لخلاص نفسي، أن أتألم وأتضايق من أجلك.

Mary Naeem 20 - 06 - 2014 02:16 PM

رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
 
في اعتراف الإنسان بوهنه الذاتي، وفي شقاء هذه الحياة
1 – التلميذ: ”أعترف بإثمي، وأشهد على نفسي“ (مزمور 31: 5)، أعترف لك يا رب بوهني.
إنه، في الغالب، لأمر يسير، ما يهد عزمي ويحزنني.
أقصد العمل بحزم، ثم أتضايق جدًا لأصغر محنة.
أمرٌ حقيرٌ جدًا ينشئ لي، أحيانًا، تجربةً شديدة، وحينما أظن نفسي في بعض الأمان، لا أشعر، أحيانًا، إلا وريحٌ خفيةٌ قد أوشكت أن تصرعني.

2 – فانظر، يا رب، إلى مذلتي، وإلى وهني الواضح لديك من كل جهة.
”إرحمني وأنقذني من الوحل لئلا أغرق“ (مزمور 68: 15)، فأستمر غائصًا فيه إلى المنتهى.
إن ما يعذبني كثيرًا ويخزيني أمامك، إنما هو سرعة زلقي، وشدة وهني في مقاومة الأهواء.
وإن أنا لم أستسلم لها استسلامًا تامًا، فملاحقتها لي تزعجني وتبهظني، ويسئمني أشد السأم أن أعيش هكذا في كفاحٍ دائم.
من هذا يتبين لي وهني: أن الخيالات السمجة، هي دومًا أسرع جدًا إلى اجتياحي مما إلى مبارحتي.
3 – فيا أيها القدير، إله إسرائيل، الغيور على النفوس الأمينة، ليتك تنظر إلى عناء عبدك وآلامه، وتساعده في كل ما يتوجه إليه!
شددني بقدرتك السماوية، لئلا يتسلط عليَّ الإنسان العتيق، أي الجسد الشقي، الذي لم يخضع بعد تمامًا للروح، والذي يجب عليَّ مكافحته ما دام فيَّ نفسٌ في هذه الحياة الشقية.
أوه! ما هذه الحياة؟ فالضيق والشقاء لا يبرحانها، وكل ما فيها مكتنفٌ بالحبائل والأعداء!
فإن زالت شدةٌ أو تجربة، حلت مكانها أُخرى، بل قد تكون المعركة الأولى لا تزال دائرةوإذا بمعارك كثيرةٍ غيرها تنشب، وعن غير توقع.
4 – فكيف يمكن أن تحب حياةٌ فيها مثل هذه المرارات، وهي عرضةٌ لمثل هذه الكوارث والشقاوات؟
بل كيف يمكن أن تسمى حياةً، وهي تنشئ الموت والأوبئة الكثيرة؟
ومع ذلك، فكثيرون يحبونها ويطلبون التنعم فيها.
كثيرًا ما يذم العالم لخداعه وبطلانه، ومع ذلك لا يترك بسهولة، لأن شهوات الجسد متسلطةٌ إلى الغاية.
غير أن من الأشياء ما يحمل على حب العالم، ومنها على ازدرائه.
أما ما يحمل على حب العالم، فهو:
“شهوة الجسد وشهوة العين وصلف الحياة“ (1 يوحنا 2: 16)، وأما ما يولد كره العالم والسأم منه،
فهو ما ينشأ عن ذلك، بعدلٍ، من العذاب والشقاء.
5 – ولكن -ويا الأسف!- إن اللذة الرديئة تغلب العقل المنهمك في الدنيا، فيحسب “العيش تحت الأشواك”(أيوب 30: 7) نعيمًا، لأنه لم ير ولم يتذوق عذوبة الله، ولا حلاوة الفضيلة الداخلية.
أما الذين يزدرون العالم تمام الازدراء، ويجتهدون في أن يحيوا لله تحت قانونٍ مقدس، فهم لا يجهلون العذوبة الإلهية،
التي وعد بها الزهاد الحقيقيون، ويرون جليًا ما أعظم ضلال العالم وأكثر غوايته.

Mary Naeem 20 - 06 - 2014 02:18 PM

رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
 
في وجوب الاستراحة في الله فوق جميع الخيرات والمواهب
1 – التلميذ: يا نفس، استريحي دائمًا في الرب فوق كل شيءٍ وفي كل شيء، فإنه هو راحة القديسين الأبدية.
يا يسوع العذب الحبيب جدًا، هب لي أن أستريح فيك فوق كل خليقة:
فوق كل عافيةٍ وجمال، فوق كل مجدٍ وكرامة،
فوق كل اقتدارٍ ووجاهة، فوق كل علمٍ ودهاء،
فوق كل ثروةٍ وفن، فوق كل سرورٍ وابتهاج،
فوق كل سمعةٍ ومديح، فوق كل عذوبةٍ وتعزية،
فوق كل أملٍ وموعد، فوق كل استحقاقٍ ورغبة،
فوق كل ما يمكنك أن تمنح وتفيض من المواهب والعطايا، فوق كل فرحٍ وتهلل، يمكن العقل إدراكه والشعور به،
أخيرًا فوق الملائكة ورؤساء الملائكة، وفوق جميع جيش السماء،

فوق جميع المنظورات وغير المنظورات، فوق كل ما ليس إياك يا إلهي.
2 – لأنك أنت، أيها الرب إلهي، صالحٌ فوق كل شيء،
أنت وحدك العلي، أنت وحدك القدير.
أنت وحدك الغني المكتفي، أنت وحدك الجزيل العذوبة والتعزية.
أنت وحدك الكثير الجمال والمحبة، أنت وحدك الكريم المجيد فوق كل شيء.
فيك اجتمعت الخيرات كلها كاملة منذ الأزل، ولا تزال ولن تزال.
ولذلك فكل شيءٍ سواك، تعطينيه أو تعلنه لي عنك أو تعدني به،
فهو قليلٌ وغير كافٍ، إن لم أرك وأتمتع بك تمتعًا كاملًا.
فقلبي لا يقدر أن يستريح حقًا أو يسر تمامًا، إلا إذا استراح فيك متساميًا فوق كل عطيةٍ وكل خليقة.
3 – أيها المسيح يسوع، عروسي المحبوب جدًا، أيها المحب الجزيل الطهر، وسيد الخليقة كلها،
“من لي بأجنحة الحرية الحقة، فأطير وأستريح فيك″ (مزمور 54: 7)!
آه! متى يتاح لي أن أتفرغ لك تفرغًا كاملًا، “فأنظر ما أطيبك، أيها الرب إلهي″ (مزمور 33: 9)!
متى أختلي فيك بالتمام، حتى لا أعود أشعر بنفسي بسبب الحب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بل بك أنت وحدك، على وجهٍ يفوق كل حسٍ وحد، على وجهٍ لا يعرفه الجميع؟
أما الآن فكثيرًا ما أئن، وفي الوجع أحمل شقائي،
لأن شرورًا كثيرة تنتابني في وادي الشقاء هذا، وكثيرًا ما تقلقني وتخزيني، وتلقي الظلمة في نفسي.
وغالبًا ما تعوقني، وتشتتني، وتتملقني، وتعرقل سيري عن البلوغ إليك بحرية، لئلا أتنعم بتلك المعانقات العذبة، التي تتنعم بها دومًا أرواح المغبوطين.
فتحن على زفراتي، وعلى كثرة وحشتي في هذه الأرض.
4 – يا يسوع “ضياء المجد الأزلي″ (عبرانيين 1: 3)، وتعزية النفس المنفية، إن فمي بلا صوتٍ أمامك، وصمتي هو الذي يكلمك.
إلى متى يبطئ سيدي عن المجيء؟
ليأت إليَّ ويفرج عني، أنا عبده المسكين! ليمدد يده وينقذني من الضيق أنا الشقي!
هلم! هلم! فبدونك لا يوم سرورٍ بل ولا ساعة، لأنك أنت سروري وبدونك مائدتي فارغة.
تاعسٌ أنا، ومثل سجين مثقل بالقيود، إلى أن تنعشني بنور حضورك، وتمنحني الحرية، وتظهر لي بوجهٍ عطوف.

5 – ليطلب الآخرون ما حسن عندهم بدلًا منك، أما أنا، فلا يحسن ولن يحسن عندي سواك أنت يل إلهي، رجائي وخلاصي الأبدي.
إني لن أصمت ولن أنقطع عن الابتهال، حتى تعود إليَّ نعمتك، وتكلمني أنت في داخلي.
6 – المسيح: ”ها أناذا! ها قد أقبلت إليك، لأنك دعوتني″ (1ملوك 3: 9).
إن دموعك ورغبة نفسك، وتواضعٍك وانسحاق قلبك، قد استمالتني واقتادتني إليك.
التلميذ: فقلت: دعوتك، رب، واشتهيت أن أتمتع بك، وإني لمستعدٌّ أن أنبذ كل شيءٍ لأجلك.
فإنك أنت قد ابتدرتني أولًا وحرضتني على طلبك.
فكن مباركًا أيها الرب، ”لأنك صنعت هذا الخير مع عبدك، بحسب كثرة رحمتك″ (مزمور 118: 65، 50: 3)!
فما لعبدك أن يقول بعد أمامك، إلا أن يتضع في حضرتك جدًا، متذكرًا على الدوام آثامه وحقارته؟
فإنه لا مثيل لك في كل آيات السماء والأرض.
إن “أعمالك حسنةٌ جدًا″ (ابن سيراخ 39: 21)، “وأحكامك حق″ (مزمور 18: 10)، ”وبعنايتك تدبر كل شيء″.
فلك التسبيح والمجد يا حكمة الآب! ليسبحك ويبارك فمي ونفسي، والخلائق كلها معًا!

Mary Naeem 20 - 06 - 2014 02:20 PM

رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
 
في تذكر إحسانات الله الكثيرة
1 – التلميذ: ”إفتح يا ربُّ قلبي لشريعتك“ (2مكابيين 1: 4)، وعلمني أن أسلك في رسومك.
هب لي أن أفهم مشيئتك، وأن أتذكرك، باحترامٍ عظيمٍ واعتبارٍ جدي
جميع إحساناتك، العامة منها والخاصة، علني أستطيع أن أشكرك عليها الشكر اللائق!
على أنني أعلم وأقر بعجزي عن تأدية الشكر الواجب، وإن لأقل أفضالك.

أنا دون جميع الخيرات التي جدت بها عليَّ، وإذ أتأمل جودك، يغشى على روحي بسبب عظمتك.
2 – كل ما لنا، في النفس والجسد، وكل ما نملك
في الداخل أو في الخارج، من طبيعيٍ أو فائق الطبيعة، إنما هو من إحسانك
ويشهد أنك أنت المحسن الحنون الصالح، الذي منه نلنا جميع الخيرات.
وإن نال الواحد أكثر والآخر أقل، فكل شيءٍ، مع ذلك، هو منك
وبدونك لا ينال شيءٌ مهما كان زهيدًا.
فالذي نال أكثر، لا يستطيع أن يفتخر باستحقاقه، ولا أن يترفع على الآخرين،
أو يعير من كان دونه، لأن الأعظم والأفضل،
هو من لم ينسب خيرًا لنفسه، بل كان أكثر تواضعًا وعبادةً في شكره.
ومن احتسب نفسه أحقر الجميع وأقلهم استحقاقًا
فهو أكثرهم أهلية لنيل إحساناتٍ أعظم.
3 – أما الذي نال أقل، فعليه أن لا يحزن ولا يتذمر، ولا يحسد من هو أغنى منه. بل بالحري أن ينظر إليك
ويسبح جودك أعظم تسبيح، لأنك تفيض مواهبك مجانًا، بسخاءٍ وارتياحٍ عظيمين، ومن غير محاباةٍ للوجوه.
كل شيءٍ هو منك، ولذلك ففي كل شيءٍ يحق لك التسبيح.
أنت تعلم ما يصلح أن يعطى لكل واحد، وليس لنا نحن أن نعرف لم الواحد نال أقل والآخر أكثر، بل تلك المعرفة تخصك أنت
وقد حدد عندك استحقاق كل واحد.
4 – لذلك أيها الرب الإله، إني أعتد إحسانًا عظيمًا، أنني غير حاصلٍ على كثيرٍ من المواهب، التي تستجلب في الخارج مديح الناس وإعجابهم.
فالإنسان، إذا تأمل في فقره وحقارة شخصه، عليه ليس فقط أن لا يكتئب أو يحزن أو يسترخي، بل أن يتعزى، بالحري، ويفرح جدًا
لأنك أنت، أللهم، قد اخترت لنفسك المساكين والأذلاَّء ومحتقري هذا العالم، خلانًا لك وأُلفاء.
والشاهد بذلك رسلك أنفسهم، الذين “أقمتهم رؤساء على جميع الأرض“ (مزمور 44: 17).
فإنهم سلكوا في العالم من غير ملامة، فكانوا من التواضعٍ والبساطة والبعد عن كل مكرٍ وغش، بحيث “يفرحون حتى باحتمال الإهانات من أجل اسمك“ (أعمال 5: 41)،
ويعتنقون، بشغفٍ عظيم، ما يستكرهه العالم.
5 – فعلى محبك الذي عرف إحساناتك، أن لا يفرح بشيءٍ آخر، فرحه بأن تتم فيه مشيئتك، ومرضاة تدبيرك الأزلي.
فبذلك وحده يجب أن يكتفي ويتعزى، بحيث يرضى، بارتياح، أن يكون هو الأصغر، كما يتمنى غيره أن يكون الأعظم؛ وأن يكون مطمئنًا راضيًا في المرتبة الأخيرة، كما في المرتبة الأولى، وأن يرتاح إلى الازدراء والهوان
وخمول الاسم والصيت، ارتياح الآخرين إلى التسامي في المجد لدى العالم.
فمشيئتك وحب كرامتك، يجب أن يعلوا كل شيء، وفيهما يجب أن يجد من التعزية والمسرة، فوق ما يجد في جميع الإحسانات التي منحته أو ستمنحه إياها.

Mary Naeem 20 - 06 - 2014 02:21 PM

رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
 
في أربعة أمور تولي سلامًا عظيمًا
1 – المسيح: يا بني، إني معلمك الآن طريق السلام والحرية الحقة.
2 – التلميذ: رب، اصنع ما تقول، فإن استماع ذلك مستحب عندي.

3 – المسيح: اجتهد، بني، أن تعمل بالأولى مشيئة الآخرين، لا مشيئتك.
آثر دومًا امتلاك الأقل، على امتلاك الأكثر.
أطلب دائمًا المكان الأدنى، واسع أن تكون دون الجميع.
اتبع دومًا وصل أن تتم فيك مشيئة الله كاملة.
فمن كان فيه مثل هذه الاستعدادات، يدخل ديار السلام والراحة.
4 – التلميذ: رب، إن كلامك هذا الوجيز، ليتضمن الكثير من الكمال.
إنه قليل الألفاظ، ولكنه كثير المعاني، وافر الثمار.
فلو استطعت حفظه بأمانة، لما كان القلق ينشأ فيَّ بسهولة.
إذ إني كل مرةٍ أشعر بالقلق والغم، أجد نفسي قد ابتعدت عن هذا التعليم.
لكن، أنت أيها القدير على كل شيء، والمحب دومًا تقدم نفسي، زودني نعمةً -ونعمةً أعظم- فأنفذ كلامك، وأتم عمل خلاصي.

Mary Naeem 20 - 06 - 2014 02:22 PM

رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
 
صلاة لمقاومة الأفكار الشريرة

5 – ”أيها الرب إلهي، لا بعد عني، إلهي التفت إلى نصرتي“ (مزمور 70: 12)، فلقد ثارت فيَّ أفكارٌ شتى، ومخاوف عظيمةٌ تضايق نفسي.
فكيف أجتازها سالمًا؟ كيف أُحطمها؟
6 – ”أنا أسير أمامك″ (أشعيا 45: 2) -يقول الرب- وأحط عظماء الأرض.
أفتح أبواب السجن، وأُعلن لك خفايا الأسرار.
7 – اصنع يا رب كما تقول، ولتهرب من وجهك جميع أفكار السوء.
هذا هو رجائي وتعزيتي الوحيدة: أن التجئ إليك في كل ضيق، وأن أتوكل عليك، وأدعوك من الصميم، وأتوقع بصبرٍ تعزيتك

Mary Naeem 20 - 06 - 2014 02:25 PM

رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
 
”أرسل نورك وحقك″
(مزمور 42: 3)
ليضيئا على الأرض، فإني أرضٌ خاويةٌ خالية، إلى أن تنيرني.
أفض نعمتك من العلى، واغمر قلبي بندى السماء،
أُسكب مياه التقوى، واسق وجه الأرض، فتؤتي ثمرًا جيدًا، غايةً في الجودة.
أنعش نفسي الرازحة تحت وقر الخطايا، وعلق بالسماويات جميع رغائبي، حتى إذا تذوقت عذوبة السعادة العلوية، أسأم التفكير في الأرضيات.
احفظني وأنقذني من كل تعزيةٍ عابرة، تأتيني من الخلائق، فليس لخليقةٍ أن تولي رغبتي راحةً وتعزيةً كاملة.
ضمني إليك برباط حبٍ لا يفصم، إذ فيك وحدك للمحب كفاية، وكل شيءٍ بدونك باطل.

Mary Naeem 20 - 06 - 2014 02:33 PM

رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
 
صلاة لاستنارة العقل
8 – أنرني يا يسوع الصالح، بسنى النور الداخلي،

وأزل من مسكن قلبي جميع الظلمات.
اكبح تشتتاتي الكثيرة، وأحطم تجاربي المرهقة.
قاتل عني ببأس، وأخضع الوحوش الضارية، أعني الشهوات الخداعة، فيسود السلام بقوتك ويدوي تسبيحك العظيم في دارك المقدسة، أي في الضمير الطاهر.
”مر الرياح والعواصف، وقل للبحر: اسكن، وللشمال: لا تهبي، فيكون هدوءٌ عظيم″ (مرقس 4: 39).
9 – ”أرسل نورك وحقك″ (مزمور 42: 3)، ليضيئا على الأرض، فإني أرضٌ خاويةٌ خالية، إلى أن تنيرني.
أفض نعمتك من العلى، واغمر قلبي بندى السماء،
أُسكب مياه التقوى، واسق وجه الأرض، فتؤتي ثمرًا جيدًا، غايةً في الجودة.
أنعش نفسي الرازحة تحت وقر الخطايا، وعلق بالسماويات جميع رغائبي، حتى إذا تذوقت عذوبة السعادة العلوية، أسأم التفكير في الأرضيات.
احفظني وأنقذني من كل تعزيةٍ عابرة، تأتيني من الخلائق، فليس لخليقةٍ أن تولي رغبتي راحةً وتعزيةً كاملة.
ضمني إليك برباط حبٍ لا يفصم، إذ فيك وحدك للمحب كفاية، وكل شيءٍ بدونك باطل.

Mary Naeem 20 - 06 - 2014 02:34 PM

رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
 
في اجتناب البحث الفضولي عن سيرة الآخرين
1 – المسيح: يا بني، لا تكن فضوليًا، ولا تحمل نفسك همومًا باطلة.
ما لك وهذا الأمر أو ذاك؟ أنت اتبعني“ (يوحنا 21: 22).
ماذا يعنيك أن يكون فلانٌ كذا أو كذا، أو أن يسلك فلنٌ،
أو يتكلم عن هذا النحو أو ذاك؟

ما عليك أن تجيب عن الآخرين، لكنك عن نفسك ستؤدي الحساب. فما لك إذن تلبك ذاتك؟
ها إني أعرف جميع الناس، وأرى كل ما يحدث، تحت الشمس، وأعلم شأن كل أحد: بم يفكر، وماذا يريد، وإلى أية غايةٍ تتجه نيته.
فإليَّ إذن يجب تفويض كل شيء، أما أنت
فاحفظ نفسك في السلام والطمأنينة، ودع المضطرب يضطرب ما شاء.
فعليه سيرتد كل ما يفعل أو يقول، لأنه لا يقدر أن يخدعني.
2 – لا تجعل همك في طلب ظل السمعة العظيمة، ولا في مؤالفة الكثيرين، ولا في محبةٍ خاصةٍ من البشر.
فتلك أُمور تولد تشتت الفكر، وادلهمام الظلمات في القلب.
لو ترقبت مجيئي بتيقظ وفتحت لي باب قلبك
لارتحت أن أُخاطبك بكلمتي، وأن أُعلن لك أسراري.
فتبصر، ”واسهر في الصلوات“ (1بطرس 4: 7)، واتضع في كل شيء.


الساعة الآن 03:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025