منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كتب البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=259174)

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 05:57 PM

رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
 
مُلك الألف سنة يعقبها خراب؟!

ثم ما معني أن يملك علي الأرض ألف سنة يسودها السلام، ثم يعقب ذلك خراب؟!
ما معني أن يأتي الرب إلي العالم، ويحكم ألف سنة علي الأرض، كلها سلام بين الناس، بل أيضًا سلام بين الإنسان والحيوان، ثم يكون نهايتها خراب هذا العالم كله: (السماء والأرض تزولان) (مت18:5). وكما يقول القديس يوحنا الرائي (ثم رأيت سماء جديدة وأرضًا جديدة. لأن السماء الأولي والأرض الأولي مضتا، والبحر لا يوجد فيما بعد
The 1000 Years Reign
(رؤ1:21). وكما قال القديس بطرس الرسول عن مجيء الرب:
(ولكت سيأتي كلص في الليل، يوم الرب الذي فيه تزول السماء بضجيج، وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها) (2بط10:3).
وما معني أن الألف سنة، سنوات السلام، يعقبها خراب روحي؟!
فيخرج الشيطان من سجنه ليضل الأمم (رؤ20: 7، 8). ثم يأتي الارتداد العام، ويستعلن إنسان الخطية المقاوم والمرتفع علي ما يدعي إلها.. الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة (2تس2: 3-9). (ويقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة، ويعطون آيات عظيمة وعجائب، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضًا) (مت24:24). حتى أن الرب يقول (ولو لم تقصر تلك الأيام، لم يخلص جسد. ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام) (مت22:24).
ما فائدة ملك ألفي، يعقبه كل هذا الخراب المادي؟!
وهل يعقل أن سنوات من السلام في ملك المسيح، ألف سنة، تكون نتيجتها هذا الضلال المريع، الذي لو لم تقصر أيامه لا يخلص أحد؟!
وما الذي تكون الأرض قد استفادته من ملك المسيح ألف سنة؟!
هل معقول أن بشرًا يملكهم المسيح ألف سنة بكل تأثيره الروحي، يستطيع الشيطان بعد ذلك أن يضلهم، ويوصلهم إلي الارتداد العام، ويهلك كل ملك المسيح فيهم. من يعقل هذا الكلام؟!

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 05:58 PM

رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
 
المسيح قد رفض المُلك الأرضي العالمي

نحن نعرف أيضًا أن المسيح قد رفض الملك الأرضي:
فلما دخل أورشليم في يوم أحد الشعانين، ونادوا به كملك قائلين (أوصنا لابن داود، مبارك الآتي بأسم الرب) (مت9:21) (مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب) (مر11:11).
وبعد معجزة الخمس خبزات يقول الكتاب (قالوا إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلي العالم. وأما يسوع، فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا انصرف إلي الجبل وحده) (يو6: 14، 15). لقد رفض المسيح تجربة الملك. رفض جميع ممالك العالم ومجدها كانت تجربة من الشيطان) (مت4: 8،9).
لقد أراد ملكًا روحيًا علي قلوب الناس، لا سلطانًا عالميًا..
ولعل رفض هذا الملك العالمي يذكرنا بقصة يوثام في سفر القضاة:
(اخبروا يوثام فذهب ووقف علي رأس جبل جزريم، ورفع صوته ونادي قائلًا لهم: اسمعوا لي يا أهل شكيم، يسمع لك الله. مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكًا. فقالت للزيتونة أملكي علينا، فقالت الزيتونة (أأترك دهني الذي به يكرمون بي الله والناس، وأذهب لكي أملك علي الأشجار؟! ثم قالت الأشجار للتينة تعالي أنت واملكي علينا. فقالت لها التينة أأترك حلاوتي وثمري الطيب، وأذهب لكي أملك علي الأشجار؟! فقالت الشجار للكرمة تعالي أنت واملكي علينا فقالت لها الكرمة أأترك مسطاري الذي يفرح الله والناس، واذهب لكي أملك علي الأشجار؟!) (قض9: 7-15). وأخيرًا عرضت الأشجار الملك على العوسج فقبل..
إن الملك الأرضي لا يغري الزيتونة ولا الكرمة.. قد يغري العوسج (الشوك).
هل من المعقول إذن أن يقبله السيد المسيح، الذي جاء لملكوت روحي، وجاء يحدث الناس عن ملكوت السموات (مت5) والذي قيل في بدء كرازته، إنه جاء (يكرز ببشارة ملكوت الله. ويقول: قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل) (مر1: 14، 15). واقتراب الملكوت كان يعني اقتراب عملية الفداء، التي بها يملك بها الله علي المفديين، الذين كانوا من قبل يملك عليهم الموت..
وحينما نقول (ليأت ملكوتك) إنما نقصد الملكوت الروحي.
أي أن يملك الله علي كل قلب وفكر وإرادة، ملكوتًا روحيًا.
فلا يصبحون ملكًا للشيطان، بل ملكًا للذي فداهم واشتراهم بدمه..
ويكفي للرد علي الحكم الألفي، قول السيد المسيح:
(مملكتي ليست من هذا العالم) (يو36:18).

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 05:59 PM

رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
 
لا يكون لملكه انقضاء

نقطة أخرى في الرد علي مُلك المسيح الألفي علي الأرض وهي:
"لا يكون لملكة انقضاء"..
أي أن السيد المسيح لا يكون ملكًا محددًا بزمن معين ينتهي فيه، ألف سنة وينتهي!! (رؤ7:20). فنحن نقول في قانون الإيمان (يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات، الذي ليس لملكه انقضاء)..
وهذه العبارة وردت في بشارة الملاك بميلاده (ويملك علي بيت يعقوب إلي الأبد، ولا يكون لمُلكه نهاية) (لو33:1).
وهذا أيضًا ما ورد في نبوءة دانيال النبي (فأعطي سلطانًا ومجدا وملكوتًا، لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول. وملكوته ما لن ينقرض) (دا14:7).
إذن ملكوته لا يحد بألف سنة، ولا بأي رقم من السنين، بل هو ملكوت أبدي.

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 06:00 PM

رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
 
ما هو الملك الألفي؟ وكيف ومتى بدأ؟

هذا الملك بدأ علي الصليب، حينما اشترانا الرب بدمه. بعد سقوط آدم. دخلت الخطية إلي العالم، وبها دخل الموت (وملك الموت) (رو5: 16، 17). وأصبح لقب الشيطان (رئيس هذا العالم) (يو31:12). وكنا جميعًا مبيعين تحت الخطية، تحت حكم الموت. فجاء المسيح بفدائه، دفع ثمن خطايانا، واشترنا بدمه. وهكذا قيل:
The Millennial
Kingdom
(الرب ملك علي خشبة) (مز 95).
وهكذا قال القديس بولس الرسول (اشتريتم بثمن) (1كو30:6). وهذا الثمن هو الدم. ولذلك قال القديس بطرس الرسول (عالمين أنكم افتديتم.. بدم كريم، كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح) (1بط1: 18، 19). ومن ذلك الحين، من وقت الفداء، أصبحنا وكل المفديين ملكًا للرب. وبدأ ملك المسيح وبدأت تتحقق نبؤات المزامير، التي تبدأ بعبارة (الرب قد ملك) (مز92: 96، 98). وتضعها الكنيسة في صلاة الساعة السادسة، والساعة التاسعة، منذ صلب المسيح حتى موته..
وبدأ المسيح ملكه الألفي من علي الصليب.
كلمة (ألف سنة) هي تعبير رمزي.
لا تؤخذ بالمعني الحرفي إطلاقًا. فرقم 10 يرمز إلي الكمال (انظر كتاب البابا شنوده الثالث: الوصايا العشر) ورقم ألف هو 10×10×10 أي مضاعفات هذا الرقم. والقديس بطرس الرسول يقول (لا يخفي عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء: أن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد) (2بط8:3). فالألف سنة هي فترة غير محدودة، مثلها مثل أيام الخليقة الستة، والقياس مع الفارق. وهي الفترة من الصليب، حتى يحل الشيطان من سجنه (رؤ6:20).

Mary Naeem 25 - 02 - 2014 06:04 PM

رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
 
تقييد الشيطان

قيل إن الملاك قيد الشيطان 1000 سنة (رؤ2:20). وهنا يسأل البعض: كيف يكون الشطيان مقيدًا، بينما الشيطان يسقط عددًا لا يُحصى من الناس، وفي خطايا لا تحصي، فهل يتفق هذا مع تقييد الشيطان؟! ونحن نقول:
تقييد الشيطان لا تعني إبادته أو إلغاء عمله، إنما تعني أنه ليس في حريته الأولي.
مثلا نقول إن موظفًا مقيد في وظيفته، فهذا يعني أنه يعمل، ولكن ليس في حرية، إنما عليه قيود في عمله، وعدم حرية الشيطان عبر عنها بعبارة سجنه. فهو بلا شك ليس في الحرية التي كانت له قبل فداء المسيح للبشرية، أعني الفترة التي قيل عنه فيها إنه (رئيس هذا العالم) (يو11:16).
وما الدليل علي ذلك: الدليل هو علي الأقل أمران:
1) حينما كان في حريته، أوقع العالم في الفساد وعبادة الأصنام.
في حريته أضل العالم كله، حتى أغرقه الله بالطوفان (وحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض..) (تك6:6). واختار الله أسرة نوح. ثم فسد أفراد هذه الأسرة، فاختار إبراهيم،ثم يعقوب وبنيه. وانتشرت عبادة الأصنام في الأرض كلها، حتى منع الله بني إسرائيل الذين يعبدونه من التزاوج من شعوب الأرض.
ومر وقت لم يكن يعبد الله سوي اثنين أو ثلاثة فقط.
كل العالم كان يعبد الأصنام ما عدا بنو إسرائيل. ولما صعد موسى إلى الجبل ليأخذ الشريعة من الله، وتأخر .. ضغط بنو إسرائيل على هرون رئيس الكهنة، فجمع ذهبهم وصنع لهم به عجلا عبدوه. وقالوا " هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر" (تك 32 : 4 ) . ربما استثنى من كل هذا الشعب يشوع بن نون، وكالب بن يفنه...
بل مر وقت لم يجد فيه الله إنسانا بارا واحدا.
فقال في أيام أرميا النبي (طوفوا في شوراع أورشليم، وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها. هل تجدون إنسانًا، أو يوجد عامل بالعدل طالب الحق، فأصفح عنها!! (أر1:5) نعم لأن (الجميع زاغوا معًا وفسدوا. ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد) (مز3:14).
حتى سليمان الحكيم، أحكم أهل الأرض.
نسمع عن خطيته العظيمة في (1مل11). حيث بني مرتفعات لآلهة الأمم.. وكانت زوجاته يذبحن ويبخرون للأصنام. ولم يكن قلبه من نحو الرب.. وعاقبه اله، وقسم مملكته..
حتى تلاميذ المسيح، قبل الصلب..
فقال السيد لبطرس الرسول (هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة. ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك) (لو22: 31، 32). وفعلا حدث أن بطرس أنكر المسيح ثلاث مرات. وباقي الرسل وقت القبض عليه ولم يتبعه إلي الصليب سوي يوحنا. ويهوذا دخله الشيطان وسلم المسيح.
والنقطة الثانية أن الشيطان حينما يحل من سجنه،سيضل الأمم، ويسبب الارتداد العام.
ويحاول لو أمكن أن يضل المختارين أيضًا. ولو لم يقصر الله تلك الأيام، ما كان يخلص أحد (مت24: 22، 23). كذلك يصنع آيات عظيمة وعجائب (مت24:24). ويؤيد إنسان الخطية المسبب للارتداد (بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين) (تس2: 9، 10).
نشكر الله أنه الآن مقيد.
مجرد ان الكنائس ممتلئة بالمصلين والملايين يتناولون كل أحد، دليل علي أن الشيطان مقيد.
وفي أيامنا هذه، عودة كثير من البلاد الشيوعية الملحدة إلي الله وإلي الإيمان، بمئات الملايين دليل علي أن الشيطان مقيد.
في حريته يجعل المؤمنين يرتدون. أما الآن فملايين المرتدين يعودون إلي الإيمان. وننكر أن هناك خطايا عديدة بأغراء الشيطان. ولهذا نقول إنه لا يزال يعمل، ولكن ليس في حرية.
ليس في حريته التي كانت له قبل الفداء.
ولا في الحرية التي تكون له بعد الألف سنة.

Mary Naeem 26 - 02 - 2014 04:24 PM

رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
 
المواهب
كثير من الأخوة البروتستانت، يتمسكون بالمواهب، ويسعون إليها، ويعتبرونها من حقوقهم كأبناء وورثة. ويضعون أمامهم الآية التي تقول: (جدوا للمواهب الحسني) ولا يكملون باقيها (وأيضًا أريكم طريقًا أفضل) (1كو31:12).

وهم يهتمون بالألسنة. وينسون أن الرسول قال مباشرة بعد هذه الآية السابقة (إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة. ولكن ليس محبة، فقد صرت نحاسًا يطن أو صنجًا يرن) (1كو1:13).
ويشرح كيف أن المحبة أفضل من جميع المواهب.
ثمار الروح أهم لخلاصكم من مواهب الروح:
تحدث القديس بولس عن ثمار الروح في (غل22:5) فقال إنها: (محبة، فرح سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان وداعة، تعفف).
والثمرة الأولي (المحبة) قال عنها الرسول إنها أعظم من الإيمان والرجاء (1كو13: 2، 13). بل أعظم من الإيمان الذي ينقل الجبال.. وقال الرب عن المحبة. أنه يتعلق بها الناموس كله والأنبياء (مت40:22).
إن التلاميذ الذين فرحوا بالمواهب، قال لهم الرب: (لا تفرحوا بهذا. بل أفرحوا بالحرى أن أسماءكم قد كتبت في ملكوت السموات) (لو20:10).
كثيرون كانت لهم مواهب، وفقدوا الخلاص وهلكوا..
لم تنفعهم المواهب، ولم تخلصهم وفي ذلك يقول الرب: (كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب. أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ أصرح لهم أني لم أعرفكم قط. إذهبوا عني يا فاعلي الإثم) (مت7: 22، 23).
المواهب لا فضل لك فيها. ولذلك لا مكافأة لك عليها.
وأنت لا تخلص بها. لماذا إذن الصراع لأجل المواهب.
المواهب تحارب الذين يريدون أن تظهر ذواتهم وتتمجد. أما القديسون الكبار، المحبون للاتضاع، فكانوا يهربون من المواهب.
وعلي رأي أحد الآباء: (إذا أعطاك الله موهبة، فاطلب منه أن يعطيك إتضاعًا لكي يحمي هذه الموهبة. أو اطلب من الرب أن ينزع هذه الموهبة منك).
وبولس الرسول نال من الرب مواهب كثيرة. وقال بعدها: ولئلا أرتفع من فرط الاعلانات، أعطيت شوكة في الجسد. ملاك الشيطان ليلطمني لكي لا أرتفع) (2كو 7:12). هذا الرسول العظيم رجل النعمة الذي صعد إلي السماء الثالثة (2كو2:12) كان في خطر من جهة المواهب! فإن كان هناك خوف علي القديس العظيم بولس الرسول من المواهب، أفلا يخاف الشبان المساكين في هذه الأيام وهم يطلبون المواهب ويقولون إنها من حقهم؟! ويصلي قادتهم من أجلهم، ويضعون عليهم الأيادي لينالوا المواهب!
يعقوب أبو الآباء نال مواهب: أخذ البركة، ورأي سلمًا بين الناس والأرض وملائكة الله.. ورأي الله نفسه وتكلم معه. وصارع مع الله والناس وغلب (تك28:32). وخوفًا علي يعقوب من المواهب، ضربة الله علي حق فخذه، فصار يخمع عليها.. أعطاه نوعًا من الضعف في الجسد، يحميه من فكر الكبرياء بسبب المواهب..
أما عبارة (جدوا للمواهب الروحية) فإنها لا تعني أن نطلبها. إنما إعداد القلب بالنقاوة والاتضاع، كي يقبل هذه المواهب التي ليست كلها من نطاق القوات والعجائب، وإنما منها أيضًا الحكمة والعلم والإيمان.. حسب تعليم الرسول (1كو12: 8، 9).
إن أردتم أن تطلبوا من الله عطية صالحة، فإن الرب يعلمنا ماذا نطلب. الله يقول في عظته علي الجبل: (أطلبوا أولا ملكوت الله وبره. وهذه كلها تزاد لكم) (مت33:6).
إن الصلاة الربية التي علمنا الرب إياها، وهي صلاة نموذجية نلاحظ أنه ليس فيها طلب مواهب.
أصعب من المواهب في هذه الأيام، أن يقول الشخص لآخر (اسلمك الموهبة) أو تعال أسلمك الاختيار. ويضع يده عليه، ويصلي، ليمنحه الروح القدس، أو ليمنحه الملء. والعجب أنه حتى النساء، يضعن أيديهن علي الناس لمنحهم الروح القدس! المرأة قد يمنحها الله موهبة الشفاء.
ولكن منح الروح القدس هو عمل كهنوتي كان يمارسه الرسل أولا بوضع اليد، ثم صار يمارسه الكهنه في سر الميرون.
ونحن ننال الروح القدس في سر المسحة المقدسة بعد المعمودية. قد تحدث الكتاب عن هذه المسحة (1يو2: 20، 27). كما تحدث عن وضع اليد بواسطة الرسل (أع8: 14-17).
هذا السلطان الذي كان للرسل، ثم لخلفائهم.. يدعيه الآن الشبان والناس ويسلمون الناس الروح القدس، لكي يمتلئوا ويتكلموا بألسنة!
في لاهوتنا الأرثوذكسي، كان الذي يحصل علي موهبة يحاول إخفاءها، كما حدث مع القديس الأنبا صرابامون أبي طرحة في الشفاء ومع غيره من القديسين.
نقطة أخري وهي: هل المواهب تطلب أم تمنح؟
إن الله يمنح الموهبة التي يشاء، لمن يشاء، في الوقت الذي تحدده حكمته الإلهية (وملكوت الله لا يأتي بمراقبة) (لو20:17). إنه كالريح التي تهب حيث تشاء (حسبما قسم الله لكل واحد نصيبًا من الإيمان) (رو3:12).. فلماذا إذن طلب المواهب؟ ولماذا الألسنة بالذات.
المواهب لا يسلمها أحد لآخر، بل هي مشيئة الله وعمل روحه القدوس.
ولكن موهبة الألسنة لمن يطلبها قد ترضي كبرياء الذي يحبون المظاهر، إنها موهبة مغرية للإنسان العتيق، وليس مُغرية للإنسان الروحي. وأسوأ من هذا أن يحتقر هؤلاء غيرهم ممن لا يملكون الموهبة ويعلنون أن مستواهم ضعيف، بينما الكتاب يعلن أن الألسنة ليست للكل (1كو14).
أليست هذه الكبرياء مدعاة للشك فيمن يدعون هذه الموهبة؟
إن قال لك شخص: (تعال أسلمك هذا الاختيار) قل له (أنا لا أستحق هذه المواهب. وليس لي التواضع الذي يحتملها. أما إن أراد الله أن يعيطني موهبة فسيعطيني دون أن أطلب. وحينئذ سأطلب منه أن يمنحني تواضعًا ليحميني من الكبرياء. وإن أعطاني الله موهبة، فلن أتحدث عنها، ولن أعلنها للناس، حتى لا أعرض نفسي لحروب روحية أنا أقل من مستواها).

Mary Naeem 26 - 02 - 2014 04:25 PM

رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
 
الحركة الخمسينية والتكلم بألسنة


لعل أبرز ما يميز هذه الحركة، إعتقاد الخمسينيين بمعمودية الروح القدس (غير معمودية الماء والروح). هكذا ينادي الخمسينيون في مصر – كما هو واضح من كتبهم – وهكذا
Pentecostalism تنادي جماعة الكرزماتك، والذين يتبعون الخمسينيين دون أن يعلنوا ذلك يسمون هذا الأمر حلولًا أو إمتلاء.
ويرون أن أهم ما يميز معمودية الروح، أو أهم ما يميز هذا الحلول أو الإمتلاء أو الملء هو التكلم بألسنة. فالألسنة في نظرهم هي العلامة الأولي علي أن الشخص قد حل عليه الروح. لذلك في ضم أي إنسان إليهم، يجاهدون أن يجعلوه يتكلم بألسنة لكي يشابه الرسل في يوم الخمسين. ويهتمون بالألسنة كأنها كل شيء – كما علمهم أساتذتهم – أيًا كانت هذه الألسنة كلامًا مفهومًا أو غير مفهوم، وفي غالبية الحالات إن لم يكن في كلها، تكون هذه الألسنة أصواتًا لا تعبر عن شيء.

Mary Naeem 26 - 02 - 2014 04:27 PM

رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
 
تعليم الكتاب عن التكلم بألسنة

نلاحظ النقاط الآتية من دراسة الكتاب وبخاصة (1كو14) الذي يمكن أن نسميه أصحاح الألسنة.
1) الألسنة هي الأخيرة في ترتيب المواهب:
عندما ذكر بولس الرسول مواهب الروح في رسالته الأولي إلي كورنثوس، جعل التكلم بألسنة وترجمة الألسنة في آخر المواهب فقال:
(فأنواع مواهب موجودة، لكن الروح واحد.. فإنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم حسب الروح الواحد. ولآخر إيمان بالروح الواحد، ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد. ولآخر أعمال قوات، ولآخر نبوءة ولآخر تمييز الأرواح. ولآخر أنواع الألسنة، ولآخر ترجمة ألسنة، ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه، قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء) (1كو12: 4-11).
Speaking with
Tongues
وهكذا جعل التكلم بألسنة، ترجمة الألسنة، في آخر قائمة المواهب، ويسبق الألسنة: الحكمة، والعلم والإيمان، ومواهب الشفاء، وأعمال القوات، والنبوءة وتمييز الأرواح..
وقال الرسول أيضا: (فوضع الله أناسًا في الكنيسة: أولًا رسلًا، ثانيًا أنبياء ثالثًا معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء، أعوانًا تدابير، وأنواع ألسنة (1كو12: 28).
وهكذا وضع التكلم بألسنة في آخر المواهب..
وقال: "جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْنَى. وَأَيْضًا أُرِيكُمْ طَرِيقًا أَفْضَلَ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 12: 31). وشرح أن هذا الطريق الأفضل هو المحبة (1كو13) وشرح كيف أن هذه المحبة أهم وأعظم من النبوءة وكل علم، ومن كل الإيمان الذي ينقل الجبال، ومن العطاء والنسك.
وشرح أن المحبة أهم من التكلم بالسنة الناس والملائكة.. وليس ألسنة الناس فقط. فقال: (إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة، ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسًا يطن أو صنجًا يرن (1كو1:13).
2) التكلم بألسنة ليس للكل:
رأينا فيما تقدم أن الله (قسم لكل واحد بمفرده كما يشاء) (1كو11:12). (ولنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا) (رو6:12). (وكما قسم الله لكل واحد مقدارًا من الإيمان) (رو3:12). ومن جهة التكلم بألسنة قال بصراحة:
(ألعل الجميع رسل؟ ألعل الجميع أنبياء؟ ألعل الجميع معلمون؟ ألعل الجميع أصحاب قوات؟ ألعل للجميع مواهب شفاء؟ ألعل الجميع يتكلمون بألسنة؟ ألعل الجميع يترجمون) (1كو12: 29، 30).
وواضح من هذا أن الموهبة ليست للجميع.
إذن فحتى في العصر الرسولي لم يكن من الضروري أن ينال كل مؤمن موهبة التكلم بألسنة التي لم تكن علامة ضرورية لاثبات حلول الروح في الإنسان. فقد يكون الإنسان قديسًا ولا يتكلم بألسنة.
إن الله يعرف متى يعطي المواهب، ولماذا يعطيها. وقد منح التكلم بألسنة في عهد الرسل بوفرة شديدة في بداية الكرازة، من أجل البنيان، إذ كانت لازمة جدًا في ذلك الزمان.
ولكن الألسنة ليست لازمة لكل زمان، وفي ذلك يقول الكتاب: (أما الألسنة فستنتهي) (1كو8:13).
وحتى في زمن الرسل، ماذا كانت شروط التكلم بألسنة؟ إننا بقراءة (1كو14). نري شروطًا منها:
3) يجب أن تكون الألسنة لبنيان الكنيسة:
إن أهم عبارة تميز أصحاح الألسنة (1كو14)، هي كلمة (للبنيان) ذكرها الرسول مرات عديدة، وأصر عليها جدًا.
وقال في صراحة: (فليكن كل شيء للبنيان) (1كو26:14). وقال أيضًا: (هكذا أنتم أيضًا، إذ أنكم غيورون للمواهب الروحية اطلبوا لأجل بنيان الكنيسة أن تزدادوا) (ع12).
ومن أجل بنيان الكنيسة، ذكر أن (من يتنبأ أعظم ممن يتكلم بألسنة) (ع5) لأن (من يتكلم بلسان يبني نفسه، وأما من يتنبأ فيبني الكنيسة) (ع4). وكانت كلمة التنبؤ تعني قديمًا التعليم أيضًا. وقد فضل الرسول هذا التنبؤ (لأن من يتنبأ، يكلم الناس ببنيان ووعظ وتعزية) (ع3).
4) شرط أساسي للألسنة هو ترجمتها:
قال الرسول: رمن يتكلم بلسان، فليصل لكم يترجم) (ع13) وأضاف: (ولكن إن لم يكن مترجم، فليصمت في الكنيسة) (ع28).
والسبب عند الرسول واضح، وهو بنيان الكنيسة. فإن لم يحصل هذا البنيان فليصمت. وعبارة (يصمت) هي أمر رسولي.
إذن: إما بنيان الكنيسة بالترجمة، وإما الصمت.
إن وجود المترجم شهادة علي صحة التكلم بلسان. وهكذا تكون موهبة الألسنة لشخص في وقت واحد: أحدهما هم المتكلم والثاني هو المترجم وينطبق قول الكتاب: (علي فم شاهدين أو ثلاثة، تقوم كل كلمة) إن كانت الألسنة بلا ترجمة فما لزومها؟ وكذلك ما لزومها إن كان كل الحاضرين يفهمون اللغة؟
5) ما معني (يبني نفسه)؟
يبني نفسه، أي يكون في حالة روحية خاصة، حالة حلول الروح، وهي نافعة لبنيانه الشخصي. هذه الحالة عليها ملاحظتان ذكرهما القديس بولس وهما:
أ) يصمت، كأي عمل روحي خاص، بينه وبين الله.
وفي ذلك قال: (فليصمت في الكنيسة، وليكلم نفسه والله) (ع28) أمر بينه وبين الله، يليق به المخدع المغلوق، وليس الكنيسة أمام الناس. حينئذ يكون التكلم بلسان، كنوع من الصلاة، وحتى علي هذه يوجد تعليق:
ب) يكون الذهن بلا ثمر، مجرد عمل للروح:
وفي هذا يقول الرسول: "لأنه إن كنت أصلي بلسان، فروحي تصلي وأما ذهني فهو بلا ثمر" (ع 14) ووجد الرسول أن هذه الحالة يلزمها أن تكمل بالفهم، فيصلى الإنسان بروحه، ويصلي بذهنه أيضًا. يرتل بروحه، ويرتل بذهنه أيضًا (ع15). لكي يكون بنيانه الروحي أثبت وأقوي.
علي الرغم من عبارة: (يبني نفسه) هذه التي ذكرها الرسول في حرص وبملاحظات، وأظهر أنها بنيان ناقص، فان الرسول، لأجل البنيان أيضًا يقول:
"أَشْكُرُ إِلهِي أَنِّي أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِكُمْ. وَلكِنْ، فِي كَنِيسَةٍ، أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضًا، أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 19).
إذن لا داعي لأن يسعى الناس بكل قواهم للتكلم بألسنة ويظنوها نصرًا عظيمًا.
هذا إذا كانت الألسنة موهبة حقيقية من الروح القدس، فماذا نقول إذن إن كان البعض يدعون أنهم يتكلمون بألسنة، ولا نضمن صحة هذا الإدعاء..
6) الألسنة آية لغير المؤمنين:
يقول الرسول عن التكلم بألسنة (إذن الألسنة آية لا للمؤمنين، بل لغير المؤمنين..) (1كو22:14).
ولأجل هذا السبب منح الله هذه الآية للكنيسة في بدء العصر الرسولي، لأجل انتشار الكرازة، ولكي يصل الإيمان إلي شعوب وأمم لا تعرف لغة الآباء الرسل (الأرامية - أو العبرية). فيبشرونهم بالألسنة، كما حدث في يوم الخمسين.
(فبهت الجميع وتعجبوا..) (وتحيروا لأن كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته) (أع2: 7،6).
ولكن ما معنى أن يقف شخص وسط أناس يتكلمون بنفس لغته، لكي يكلمهم بلغة غريبة.. لهذا اشترط الرسول وجوب الترجمة (ولكن إن لم يوجد مترجم فليصمت) (1 كو 28: 14).
7) الرسول اعتبر التكلم بألسنة تشويشًا، إن لم يكن للبنيان.
فقال (إن كان الجميع يتكلمون بألسنة، فدخل عاميون أو غير مؤمنين، أفلا يقولون إنكم تهذون) (1كو23:14).
(وهكذا أنتم أيضًا إن لم تعطوا باللسان كلامًا يفهم.. فإنكم تكونون تتكلمون في الهواء) (1كو9:14) فإن كنت لا أعرف قوة اللغة، أكون عند المتكلم أعجميًا، والمتكلم أعجميًا عندي) (1كو11:14).
أقرأ كل الإصحاح لتثبيت من نفس المعني..

Mary Naeem 26 - 02 - 2014 04:27 PM

رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
 
التوبة سر

الكل ينادي بالتوبة. لا يجادل في أهميتها أحد.
ولكن التوبة عند الأرثوذكس شيء، وعند الطوائف الأخرى شيء مختلف تمامًا، من جهة ماهيتها، ومفعولها، واتمامها، ولزومها للخلاص، وما يتعلق بها من أمور أخري. وسنتناول الآن هذه الخلافات واحدًا فواحدا:
1) التوبة (سر):
التوبة في المفهوم الأرثوذكسي هي سر أسرار الكنيسة السبعة اسمه سر التوبة (أما الطوائف البروتستانتية – وهي لا تؤمن بأسرار الكنيسة – فلا تنظر إلي التوبة كسر مقدس. وهناك إذن فرق بين (التوبة) و(سر التوبة)

Mary Naeem 26 - 02 - 2014 04:28 PM

رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
 
التوبة والاعتراف




https://st-takla.org/Pix/People-Chris...ng-Hand-01.gif
في المفهوم الأرثوذكسي، يمثل الاعتراف بالخطية جزءًا أساسيا من سر التوبة. ونقصد به الاعتراف علي الأب الكاهن (من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم) (أم13:28).
وقد مارس الناس الإقرار بالخطية (الاعتراف بها) في العهد القديم (فإن كان يذنب في شيء من هذه، يقر بما قد أخطأ به، ويأتي إلي الرب بذبيحة لاثمه) (لا5:5)، والكتاب مملوء بأمثلة من الاعتراف واستمر الأمر إلي آخر نبي في العهد القديم، أو فترة ما بين العهدين، يوحنا المعمدان، والذي أتاه الناس من كل موضع (وأعتمدوا منه في الأردن، معترفين بخطاياهم) (مت6:3).
وفي العهد الجديد، مارسوا الاعتراف بالخطية أيضًا.. (وكان كثيرون من الذين آمنوا، يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم) (أع18:19) (واعترفوا بعضكم علي بعض بالزلات) (يع16:5).
أما الطوائف البروتستانتية فلا تعتقد بالاعتراف، ولا تدخله ضمن نطاق التوبة.


الساعة الآن 03:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025