![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الانسان واسرار الحياة
https://upload.chjoy.com/uploads/1362512749023.jpg رغم التقدم العلمى الرهيب فى السنوات الاخيرة مازلنا عاجزين امام الكثير من اسرار الحياة اذ لم تستطيع الابحاث البيولوجيه التى تجرى الان فى المعمل الدخول فى صميم الحياة واسرارها حيث اخفقت حتى الان فى تخليق خليه واحدة معمليا لنتصور معا ماذا يحدث لو نجح العلماء فى خلق زهرة حيه من الزهور الصغيرة التى نطأها بأقدامنا فى الحديقه !!! سوف يشيد متحفا كبيرا توضع فيه هذه الزهرة وسوف يفد الناس من جميع بقاع العالم لمشاهدة هذه المعجزة من خلف الزجاج وفى ذات الوقت لم نلتفت الى جمال الزهور التى تملأ الحدائق من حولنا وننتظر حتى ينتج العلماء زهرة مخلقه معمليا لنتكبد مشاق السفر فى سبيل مشاهدتها !!! وايضا الطيور بجمالها وتنوعها وكيف تأكل وتشرب وتكتسى بألوان مبهرة رائعه الجمال والصنع وكل ما حولك من الطبيعه وخلق الرب واحسن خلقها أننتظر حتى تخليق خليه منها وينجح العلماء فى تقديمها لنا ونتهافت على رؤيتها ووضعها فى متحف وبيوت مشيدة زجاجيه وهى حولنا فى كل مكان !!! ثم نتأمل جسمنا وهو معجزة فى اعضائه وكيف يؤدى وظائفه فرغم انه اقرب شىء الينا سيظل من اشد الامور غموضا والطبيب درس سبع سنوات فى كليه الطب يتبعها بسنوات اخرى فى مجال تخصصه فى محاوله لمعرفه اغواره ولا يدرك نهايتها على الرغم من ذلك صدر فى ثلاثينيات القرن العشرين كتاب بعنوان الانسان ذلك المجهول لمؤلفه الدكتور الكسيس كاريل حاول فيه وصف جسم الانسان وما يتم بداخله من معجزات وفى الخاتمه قال : نحن الاطباء والعلماء جهله لا نعرف شيئا عن شىء فكلما تقدم الانسان فى العلم ازداد تواضعا . لنتناول قلب الانسان الذى ينبض ليلا ونهارا ما يقارب مائه الف نبضه فى اليوم سنه تلو اخرى من دون ان نفكر فى هذا الامر او نهتم به فاذا حدث اضطراب فى تأديه وظيفته ننزعج ونتساءل :ما حدث له ؟؟؟ فلماذا لم نلتفت الى قلوبنا وما تؤديه من خدمات حين كانت تعمل بطريقه طبيعيه ؟؟؟ ولماذا لم نتوقف امام هذه المعجزة ؟؟؟ لقد اعتدنا هذه الامور ولم نعد ننظر اليها بأندهاش فاذا رأينا كتابا يرتفع فى الهواء من تلقاء نفسه نقول هذه معجزة فى حين ان طيران العصفور لا يدهشنا بالقدر نفسه كذلك لا نرى فى نمو الشجرة ما يستحق التأمل !!!!! علينا ان نجدد نظرتنا الى الكون فلماذا اعتدنا ان تكرار الظاهرة يلغى عنها صفه المعجزة ؟؟؟ هذه الشجرة معجزة بسبب علامات الحياة التى تجرى فيها وهذا العصفور الذى يقفز ويطير هو معجزة ايضا وقلبى الذى لا يزال ينبض بداخل صدرى هو كذلك واذنى التى تحتوى على ما هو اعظم من ارغن الكترونى فيها به سبعه اّلاف وتر حساس وبها مطرقه لا تزال تدق لتعطينى ادق نغمات الصوت والموسيقى .... بعض من تأملات الاب هنرى بولاد (من كتاب الانسان ).... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مسيحنا فوق الزمان الانبا رافائيل
همسات روحية لنيافة الأنبا رافائيل مسيحنا فوق الزمان V مسيح النبوات من هو الطفل الذى نحتفل به اليوم؟ يجيب السيد المسيح نفسه قائلاً: فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهي التي تشهد لي (يو5: 39)، طبعاً يقصد بالكتب أسفار العهد القديم والسيد المسيح نفسه شرح كيف تكلمت الكتب عنه: & وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم انه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب (لو24: 44- 45) & وقال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم و يقوم من الأموات في اليوم الثالث (لو24: 46) & فقال لهما أيها الغبيان و البطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء، اما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا و يدخل إلى مجده، ثم ابتدأ من موسى و من جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب (لو24 : 25- 27) & فقال بعضهما لبعض ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب (لو24 : 32) وهذا أيضاً ما علم به آباؤنا الرسل في كتاباتهم بالروح القدس: & و عندنا الكلمة النبوية و هي اثبت التي تفعلون حسنا أن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم إلى أن ينفجر النهار و يطلع كوكب الصبح في قلوبكم عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. لانه لم تات نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بط1 : 19- 21) هذا الكتاب القديم هو ملكية مشتركة بين اليهود والمسيحيين، وعندما نفكر فى ان اليهود والمسيحين غير متفقين عقائديا فى امور كثيرة فقد قال عنهم معلمنا بولس الرسول & الذين قتلوا الرب يسوع و انبياءهم و اضطهدونا نحن و هم غير مرضين لله و اضداد لجميع الناس (1تس 2 : 15) حينئذ ندرك مدى صدق هذه الاسفار المقدسة لاننا نتفق على صدقها مع اليهود اعداء المسيحية & والسيد المسيح قال عن اباء العهد القديم ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فراى و فرح (يو 8 : 56) & فقال له اليهود ليس لك خمسون سنة بعد افرايت ابراهيم قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون ابراهيم انا كائن فرفعوا حجارة ليرجموه اما يسوع فاختفى و خرج من الهيكل مجتازا في وسطهم و مضى هكذا (يو8 :57-59) لقد اعلن بذلك السيد المسيح انه كائن قبل الكل ولذلك ليس غريبا ان تتحدث عنه النبوات اذ انه هو سبب النبوة ومحورها، فان شهادة يسوع هي روح النبوة (رؤ 19 : 10) وهذه النبوات لم تتحقق فى اى شخص الا فى المسيح يسوع ربنا V بعض نبوات عن ميلاده الطاهر † الوعد بالميلاد & واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك و نسلها هو يسحق راسك وأنت تسحقين عقبه تك3 : 15 † من سبط يهوذا & لا يزول قضيب من يهوذا و مشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون و له يكون خضوع شعوب تك49: 10 † كوكب من يعقوب & أراه و لكن ليس الآن أبصره و لكن ليس قريبا يبرز كوكب من يعقوب و يقوم قضيب من اسرائيل فيحطم طرفي مواب و يهلك كل بني الوغى عد24 : 17 † من عذراء & ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل اش7 : 14 † صفاته & لأنه يولد لنا ولد و نعطى ابنا و تكون الرياسة على كتفه و يدعى اسمه عجيبا مشيرا إلهاً قديراً اباً أبدياً رئيس السلام اش9 : 6 † ميعاد مجيئه & فاعلم و افهم انه من خروج الأمر لتجديد أورشليم و بنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع و اثنان و ستون أسبوعا يعود و يبنى سوق و خليج في ضيق الأزمنة دا9 : 25 † مكان مجيئه & أما أنت يا بيت لحم افراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل مي5 : 2 |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في التطويبات والموعظة علي الجبل” سيئو الحظ هم المحظوظون”
http://memraayhwh.files.wordpress.co...03/images1.jpg “ان القديس هو الذي يبالغ فيما يهمله اهل العالم” في التطويبات كرم المسيح اولئك الذين قد لا يحصلون علي امتيازات في هذه الحياة.فقدم تأكيداً للفقراء والحزاني والودعاء والجياع والمضطهدين بأن خدمتهم لن تذهب هباء,بل سينالو مكافأة مجزية.لقد القي يسوع عظته الشهيرة في وقت بدأت شهرته في الصعود.وكانت الجماهير تتبعه اينما يمضي ,وعلي لسانهم سؤال واحد هل جاء المسيا اخيراً .ونجد ان يسوع تخطي الامثال واعطي الناس فلسفة كاملة لحياتهم مثلما يفعل المرشح للانتخابات .وهو يعلن عن سياسات جديدة.هل كانت تلك الكلمات لتهدئة المتعبين فالقي بها يسوع لسيئوا الحظ!”حسناً طالما انت فقير ومعتل الصحة وعيناك دامعتان ,فسوف اقول لك بعض العبارات التي ستشعرك بانك احسن! ام انها وعود حقيقية تتمركز حولها رسالة المسيح .فالمسيح وحده الذي كان له القدرة ان يقدم لسامعيه مكافأت ابدية باقية .فيسوع عاش فقيراً !ان الذين يحزنون سوف يتعزون والمتواضعون سوف يرثون الارض .والجياع سيشبعون. وانقياء القلب يعاينون الله. لقد كان ليسوع السلطان ليعطي هذه الوعود لانه جاء ليؤسس ملكوت الله الذي سيبقي للأبد… فيسوع قلب القاعدة رأس علي عقب كما وصفه احد الكتاب .ونجد تطويبات العالم كما استخلصها “جي .بي . فيلبس”
فيعيش المجتمع بقانون البقاء للاصلح لكنه بالتاكيد ليس الحلم الذي اعلنه يسوع في التطويبات الي توضح ان الله يري العالم من خلال عدسات مختلفة تماماً.انه يفضل الفقراء والحزاني علي اولئك الذين يستمتعون علي الشواطئ .في الحقيقية يمكننا ان نضع عنوان اخر للموعظة علي الجبل ليس البقاء للاصلح لكن الانتصار للضحايا. لكن لماذا استوحذ الفقير علي اهتمام الله وجدت الاجابة لكاتبة تدعي مونيكا هيلويج وهي تعدد المميزات التاليه للفقراء:
كنوع من التدريب استبدل كلمة الاغنياء بدلاً من الفقراء وغير كل جملة الي عكسها .لا يعرف الاغنياء الحاجة الماسة الي الفداء ,ثم ضع كلمة انا بدلاً من الفقراء والاغنياء واجع العشر اسباب واسئل نفسك هل شعورك يشبه شعور الفقراء هل تعتمد علي الله ام علي الاخرين؟اين يوجد سلامك؟خل لديك رغبة للمنافسة ام للتعاون هل تستطيع ان تميز بين الاحتياجات والكماليات ؟هل انت صبور؟ هل التطويبات تمثل بالنسبة لك اخبار سارة ام نوعاً للتوبيخ ستعلم لماذا استسلم ككثير من القديسين ليعيشوا طوعاً تحت حياة الفقر والتقشف …. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
النوم موت وحياة
http://www.coptcatholic.net/thumb.ph...751958c9f5.jpg كلمة "النوم" في الكتاب المقدس تحمل العديد من المعاني والصور. فالنوم والذي هو فعل بشري طبيعي وضروري لكل انسان، أُستخدم في الكتاب المقدس ليشير الى أشياء عديدة وفي بعض الاوقات متناقضة. كيف؟ من ناحية النوم يشير للضعف والاستسلام والعجز: يقول المزمور "سُلب أقوياء القلوب، وناموا نومهم وكل رجال البأس خانتهم سواعدهم" (مز 76: 6). المزمور يتحدث عن هزيمة الأعداء وعدم قدرتهم في الصراع واستسلامهم فيقول ان قوتهم قد سُلبت، فناموا؛ أي أصبحوا غير قادرين، عاجزين. ايضا التلاميذ في بستان الزيتون، وبينما يسوع يصلي لابيه، ناموا من الحزن (لو 22: 45)؛ فهم يرون المعلم يتحدث عن موت وخيانة ويشعرون وكأن شيئا يفوقهم اتِ ولا قدرة لهم عليه، يأخذهم الحزن فينامون نوم العجز والاستسلام. يُشير ايضا لعدم الاهتمام بالآخر وعدم الاكتراث به، فيقول سفر ناحوم: "لقد نَعسَ رُعاتكَ، يا ملك أشور، ورقد عظماؤكَ فتشتّت شعبك على الجبال" (3: 18). نام الرعاة ولم يعودوا مهتمين بالشعب ؛ ناموا، اي توقفوا عن خدمة الشعب ولذا قد تشتت. ايضا يونان النبي عندما هرب من وجه الرب ولم يرغب ان يحمل رسالة الخلاص لنينوى ينزل لعمق السفينة كي يهرب فينام. لا، بالأحرى "يستغرق في النوم" (يونان 1: 6). ينام الأقوياء، ينام الرعاة، ينام التلاميذ، ينام يونان وغيرهم كثيرين، لكن الرب حارس إسرائيل لا يغفو ولا ينام (مز 121: 3- 4). الرب لا ينام فهو كالرقيب، الذي يحمي بينما ينام الآخرون؛ يسهر كي يستطيع الإنسان أن ينام، وفي النوم يتدخل ويعمل. فعندما خلق الله أدم قال: "لا يَحسُنُ أن يكون الإنسان وحده، فلأصنعنَّ له عوناً يُناسبه....فأوقع الرب سُباتاً عميقاً على الإنسان فنام.....وخلق منه حواء" (تك 2: 18- 20). الإنسان لا يستطيع أن يخلق لنفسه العون المناسب، الإنسان لا يستطيع أن يشبع وحدته بنفسه. فيُنزل الرب على الإنسان سُباتا فينام كي يستطيع ان يعمل. فالنوم، الذي هو علامة على عدم قدرة الانسان على فعل أي شيء، من ناحية، يصبح فرصة لله كي يعمل هو كل شيء من اجل الإنسان، من الناحية الاخرى. من نوم أدم وعدم قدرته يُخرج الله حياة جديدة. من نوم ادم ووحدته التامة والانعزال الكامل يخلق الله امكانية الشركة العميقة لأدم مع مثيل له. ايضا يوسف البار ينام بعد ان قرر ان يُطلق العذراء مريم لشكه فيها. وهناك في نومه يظهر له ملاك الرب ويشجعه ان لا يخاف بأن يأخذ مريم لبيته لأن المولود منها هو ابن العلي (مت 1: 18- 21). نوم يوسف يصبح إمكانية لله كي يتدخل ويشرح له معنى الأحداث؛ معنى أحداث حياته، لماذا مريم في هذه الحالة وما يجب عليه ان يفعل. فقط عندما نام يوسف تم ذلك. النوم يصبح مكانا مناسبا كي يستطيع الله ان يعمل؛ ان يخلق؛ ان يفسر الأحداث للأشخاص. نعم في النوم عندما يكون الإنسان عاجزا عن عمل اي شيء. كثيرة هي الاحداث التي تشكك الانسان اليوم، وكثيرة هي الاحداث الشخصية التي تجعل الانسان وكأنه نائم وعاجز عن فعل أي شيء: أمام المرض، أمام عنف الآخر، أمام عيوبنا الشخصية، او ضعفنا..... لكن اذا كان النوم في الكتاب المقدس هو ضعف للانسان وقدرة لله، فان نومنا الذي ندخل فيه لسبب أو لأخر أصبح مكانا مناسبا لتدخل الله كي يخلق شيئا جديدا: في هذا المرض، في هذا الصليب، في هذا الضعف....هناك حيث يعجزالانسان فان الله قادر. فاذا كان الرب يعمل في النوم، الصورة المصغرة للموت، فيخلق حياة (حواء) ويعطي معنى للحياة (يوسف البار)، فماذا سيكون الموت والذي هو النوم التام؟ الا يصبح مكانا لعمل الله التام والابدي. هناك الرب قادر ان يخلق منه قيامة: اي حياة ابدية ومعنى لكل حياتنا السابقة. نعم يصبح الموت والذي هو نهاية الحياة البشرية مكانا نتلقى فيه حياة جديدة مصطحبة بمعنى لكل ما يحدث وما حدث. هكذا نستطيع ان نفهم لماذا يقول بولس الرسول: "الموت هو ربح لي" (فل 1: 21). أيام مباركة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله http://aymenezzat.files.wordpress.co.../passion23.png ها هو نص الآية: "ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ قَوْمًا مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالْهِيرُودُسِيِّينَ لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلَا تُبَالِي بِأَحَدٍ، لِأَنَّكَ لَا تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ، بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللّهِ. أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟ نُعْطِي أَمْ لَا نُعْطِي؟« فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: »لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ اِيتُونِي بِدِينَارٍ لِأَنْظُرَهُ«. فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: »لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟« فَقَالُوا لَهُ: »لِقَيْصَرَ «. فَأَجَابَ يَسُوعُ: »أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ«. فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ« (إنجيل مرقس 12:12-17). كانت الحيلة أن الهيرودسيين يتظاهرون بالتديُّن لكي يصطادوا المسيح ويمسكوه بكلمة، فيسلِّموه إلى حكم الوالي وسلطانه. فتقدموا إليه وتملَّقوه واستشاروه إن كانوا يدفعون الجزية للحكومة الرومانية أو لا يدفعونها، أملًا أن يمسكوه في شبكتهم مهما كانت إجابته، فإن قال بدفع الجزية ينفر الشعب منه، لأنهم ضجروا من هذه الضريبة التي هي علامة استعبادهم للرومان، ولأنهم ينتظرون مجيء المسيح ليحررهم منها. وكانوا يسألون: »كيف يمكن أن يكون المسيح ملك إسرائيل - كما هتف له الشعب بالأمس في الهيكل، ويحكم أن ندفع الجزية لقيصر؟«. وإن أجاب بعدم دفعها كما يرغب الهيرودسيون (وهو ما كانوا يرجّحونه) يحصلون على حجة كافية ليسلموه للحكومة، كمثير للفتنة ضد القيصر الذي وضع هذه الضريبة. علم المسيح رياءهم وخبثهم، وأن الجواب الذي يروق للفريسيين لا يروق للهيرودسيين - ومع ذلك اتفق الفريقان على امتحانه، فأجاب: »لماذا تجربونني يا مراؤون؟ أروني معاملة الجزية«. ولما أتوا بدينار. كانت صورة الإمبراطور مرسومة عليه. ومعنى هذا أنهم يعترفون بسلطان قيصر عليهم. فقال: »أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله«. أي أعطوا كل ذي حق حقه. بهذا الجواب حطم الشَّرَك المنصوب له، ونطق بهذا القول المأثور قاعدة للواجبات في الدين والدولة. فلم يقدروا أن يمسكوه بكلمة قدام الشعب وتعجبوا من جوابه وسكتوا، وتركوه ومضوا. من تعليم المسيح هذا نرى أن الواجبات للدولة مقدسة وضمن الواجب الديني... ليس السؤال: هل نخضع لقيصر أم لله، لأن الخضوع للاثنين واجب، والخضوع لقيصر في ما لا يخالف الخضوع لله هو من أصل الخضوع لله، لأن الله هو الذي سمح لقيصر أن يتسلَّط عليهم. فعليهم أن يخضعوا لهذا التأديب. وكما تذكِّرهم صورة القيصر على الدينار، بما عليهم له، يجب أن تذكّرهم صورة الله التي خُلق فيها الإنسان، بما عليهم لله. لقد وجد السيد المسيح هذا المخرج من هذا المأزق، وأراد أن يعلمهم درسًا بليغًا في العدالة والاعتدال في كل شيء، وخاصة في التعامل مع السلطة الحاكمة بالإضافة لمسألة التعامل في الأمور المادية والمالية. إنها الطريقة المثلى للتعامل مع الغنى والالتزام والمساهمة في خلق مجتمع أفضل. فالمؤمن الذي يعطي لله ما لله يضع الله في المقام اللائق به: المقام الأول. الله الذي لا يقارن بأحد ولا بأي شيء آخر لأنه فوق الجميع وفوق كل شيء. وكل الخليقة يجب أن تؤدي لله ما هو لله أولا وكل شيء آخر يتبع. فعلى الإنسان عدم القلق وعدم السعي المستميت وراء الغنى. وأن لا نجعل من المال إلهًا بل عبدًا نستخدمه لبناء مجتمع أفضل. إن القسم الأخير من هذا القول يذكرنا أيضًا بأن لله حقوق علينا -رغم أنه ليس بحاجة لنا- لأنه خلقنا ويحبنا ويعتني بنا ويهبنا النعم والبركات ولا يغفل عن طلباتنا واحتياجاتنا، بينما ننسى كثيرًا كل هذا ونتصرف وكأنه غير موجود أو بعيد عن مسرح حياتنا، ونتذكره فقط عند الضيق والشدة والحاجة والمرض وننساه وقت الرخاء والصحة والنجاح. أما المبدأ الأساسي الذي يطرحه السيد المسيح فيقوم على أولوية الله في حياتنا لأنه مصدر كل شيء، لذلك فإننا نقدم لله ما هو لله لأنه منه وإليه. فالله يستحق منا الشكر والحمد والتسبيح والسجود والعبادة، فينبغي أن نفرد له مكان الصدارة في حياتنا بحيث تكون له حصة الأسد. أما القسم الأول من القول فهو يتكلم عن قيصر، ومعناه بالدرجة الأولى الإمبراطور الروماني الذي كان يحكم البلاد والعباد بالقوة والقانون في ذلك الزمان، لذلك كان من الواجب الولاء له ودفع الجزية من طاعة ومال، ولكن تعبير قيصر أصبح يعني حينًا السلطة المدنية والقائمون عليها، وهو حينًا الوطن على اتساعه، وهو حينًا السلطة الوالدية، وقد يكون أيضًا الاهتمامات المادية والدنيوية من عمل ومال وجاه وسلطان. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا. يطالبنا السيد المسيح بالطاعة والاحترام للسلطة الحاكمة، علينا أن نبتهل إلى الله من أجل الذين يحكموننا من ملوك وحكام وسلاطين، علينا أن نحب الوطن وأن نخلص له ونخضع لشرائعه وأن نذود عنه بكل وسيلة. ويقول القديس بولس في هذا الصدد: "فأسأل قبل كل شيء أن يقام الدعاء والصلاة والابتهال والشكر من أجل جميع الناس ومن أجل الملوك وسائر ذوي السلطة، لنحيا حياة سالمة مطمئنة بكل تقوى ورصانة، فهذا حسن ومرضي عند الله مخلصنا". ويدعونا أيضًا إلى السعي وراء رزقنا ولقمة عيشنا بكل جهد وجد والتزام، فهو يقول "افعل ما أنت فاعل" أي إذا عملت عملًا فأتقنه، وضع فيه دم قلبك. كما أنه علينا الاهتمام بأمور حياتنا الدنيوية والمادية من أكل وشرب وراحة واستجمام والعناية بجسدنا ونظافته وصحته دون إهمال أو إرهاق، شريطة أن لا يأخذ هذا مكان الله في حياتنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اختبار تلاميذ السيد المسيح واخرون ممن التقوا به: "عندما التقيت بيسوع" http://www.centeringlives.com/mediaf...-met-jesus.jpg ( اختبار تلاميذ السيد المسيح واخرون ممن التقوا به: "عندما التقيت بيسوع" ) بطرس: عندما التقيت بيسوع ادركت كم انا خاطئ. لو 8:5 يوحنا: عندما التقيت بيسوع عرفت كم يحبني. يو 26:19، يو 7:21 توما: عندما التقيت بيسوع اعترفت انه ربي والهي. يو 28:20 نثنائيل: عندما التقيت بيسوع عرفت انه ابن الله. يو 49:1 اندراوس: عندما التقيت بيسوع وجدت المسيا. يو 1: 41 فيلبس: عندما التقيت بيسوع وجدت الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء. يو 45:1 متى: عندما التقيت بيسوع عرفت انه الاول والاخر، البداية والنهاية لذلك تركت كل شئ وتبعته. لو 27:5 يعقوب: عندما التقيت بيسوع لم اعد اخاف الموت. " فقتل يعقوب اخا يوحنا بالسيف" اع 2:12 يوحنا المعمدان: عندما التقيت بيسوع قلت هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. يو 29:1 مريم العذراء: عندما التقيت بيسوع ابتهجت روحي به لانه الله مخلصي. لو 47:1 بولس: عندما التقيت بيسوع سقطت القشور من عيني. اع 18:9 قائد المئة: عندما التقيت بيسوع مجدت الله قائلاً بالحقيقة كان هذا الانسان باراً. لو 47:23 يهوذا الاسخريوطي: نعم انا من تلاميذ يسوع الاثني عشر …اقصد كنت ...عندما التقيت بيسوع سيدي لم اسلم له ذاتي، بل سلمتها للشيطان. كنت سارقاً…ولم اسمع لصوت ابن الله….واهب الحرية و الحياة بل سلمت سيدي ومعلمي بقبلة رغم اني كنت اعرف جيداً اني سلمت دماً بريئاً.. يو 12: 4 ـ 6، مت 4:27 ويكمل يهوذا الاسخريوطي قائلاً: انت يا من تتبع يسوع....نعم انت....المدعو "مسيحي" انها لكلمة خطيرة ان يكون اسمك "مسيحي" لان المسيح اله حي اذن انتبه انت تحمل اسم الحي ....لا تكن ميتاً غارقاً بالذنوب والخطايا. اسمك ولقبك ومركزك لن ينقذك.... انا كنت ادعى تلميذ...تلميذ يسوع..... رأيته ، سمعته ، تبعته ...حتى اني اخرجت شياطين بأسمه لكن ... جذبتي الخطية ، اخذتني من سيدي وانا بغبائي وجهلي سلمت لها نفسي اسرتني فقدت كل ما عندي والان انا غارق في الاحزان ليس لي امل و لا استطيع حتى النسيان لكن لدي لك هذا الكلام: ارجوك لا تترك سيدك …لا تقسي قلبك…لاتنسى ما فعله من اجلك انا فعلت ..انا تركت…30 من الفضة ربحت ...لكن بالنهاية ….نفسي خسرت هل تريد ان تعرف نهايتي اقرأها في: مت 5: 27، مز 109 اختباري انا: عندما التقيت بيسوع عرفت كم انا فقير بائس شقي اعمى وعريان، وبه اصبحت اغنى انسان وفي الختام احب ان اسأل كل من يقرأ الموضوع ان يشارك بكلمات بسيطة عن اختباره عندما التقى بيسوع… الكلمة لك ….. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عظيم حب سيدي يسوع...
http://sphotos-b.xx.fbcdn.net/hphoto...62890766_n.jpg أعتقد أن أكثر المواضيع التي كتبت فيها أقلام العمالقة، وتكلم عنها خدام كثيرون، قد قدّمت صورة مصغّرة جداً عن حب يسوع. كتب بولس الرسول: ”لتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة“. إنها فعلاً فائقة المعرفة! إنها تتخطّى كل بلاغة الأدباء، وأي مدى يصل إليه فكر الدارسين والمفسّرين للإنجيل، حتى أن الرسول بولس يقول: ”لا أحسب نفسي أني قد أدركت“. فما بالنا نحن! إذ أننا كأطفال نلهو على شاطئ نهر حب يسوع الذي لا يُحدّ! هل تعرف السبب؟ بل هل تريد أخي الحبيب أن تعرف حب يسوع؟ هل تريد أن أخبرك أين تستطيع أن تتمتّع بهذا الحب العجيب الكفاري؟ أخبرك بحقيقة هامة أن الإنسان يبذل كل قوته ومعرفته للوصول إلى تلك المحبة عن طريق الكتب، وسماع العظات رغم أهميتها، وهذه الوسائل تخفف في إيصالك إلى معرفة حب يسوع. لماذا؟ لأن هذا الحب اختباري، الذي بواسطة الإيمان به تستطيع أن تدركه بالفعل في القلب. إن السبيل الوحيد للوصول لأعماق حب يسوع هو مخدعك وجلستك الفردية اليومية معه، التي فيها يأخذك ويسير بك من عمق إلى أعمق... من جثسيماني، إلى المحاكمة، إلى الجلجثة... وسيتعامل معك معاملات رائعة تكشف لك عن حبه، ويفتح عينيك لترى آفاقاً جديدة في حبه.. أخي وأختي في المسيح ، اعلم يقيناً أن الرب يسوع يتوق أن يرى أولاده يهتمون بمعرفة حبه فيتمتّعون بسرّ وجودهم وتميّزهم عن باقي الشعوب، لأن ”الرب قد ميّز تقيّه“. إن الطريق لمعرفة ”حب يسوع“ تحتاج إلى مواصلة السير والتحمّل. فيسوع، ليعلن حبّه لنا، سار في طريق الجلجثة الرهيب حاملاً الصليب، ونحن، نتمتّع بحبه، ونصل إلى أعماق جديدة فيه، نحتاج أن نحمل الصليب فرحين، ونتبع خطوات فادينا المحبّ، ونعيش حسب كلمته الحية والفعالة في كل يوم من أيام الحياة. أحبك سيدي فرحي وتاج رآسي ملكي يسوع المسيح يحب الجميع |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا اكتب لا اعلم...!!!
ماذا اكتب لا اعلم….لكني اريد ان اكتب قلمي يتحرك وقلبي ينبض ….لاني اريد ان اكتب كلمات تنافس الكلمات ….كأنها في ملعب الاوراق تناثرت هنا والكلمات هناك …… انه لعمل متعب… لملمت اوراقي…جمعت كلماتي لا يوجد مهرب علي ان اكتب… ثم وجدته بجاني يهمس اكتب عن الحب سلمت ورقي له….وقلمي ليده قلت له: اكتب انت يارب وضع قلمي جانباً وكتب بدمه قائلاً احببتك من كل القلب تعال اليّ…انا من احبك محبة ابدية انقذتك من الغضب صرت مكرماً ...عزيزاً في عينيّ وعاد يهمس في اذني من جديد: اسمع صوت السحب راقب قطرات السماء ها مجيئي قد اقترب استعد لملاقاتي في الهواء اخي/اختي هل تتوق ان تعيش في مكان كله حب مع الحبيب؟ ان لم تكن قد قبلت دعوة يسوع … هل ستقبل دعوة الحب هل ستسمع قرعات الحب لتتمتع وتسكن في ارض الحب 1 ثم رايت سماء جديدة وارضا جديدة لان السماء الاولى والارض الاولى مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد. 2 وانا يوحنا رايت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها. 3 وسمعت صوتا عظيما من السماء قائلا هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله نفسه يكون معهم الها لهم.4 وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت. 5 وقال الجالس على العرش ها انا اصنع كل شيء جديدا.وقال لي اكتب فان هذه الاقوال صادقة وامينة. 6 ثم قال لي قد تم.انا هو الالف والياء البداية والنهاية.انا اعطى العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا. 7 من يغلب يرث كل شيء واكون له الها وهو يكون لي ابنا. رؤ 21: 1 تذكر….الان وقت مقبول لاتوجل…..الان يمكنك الدخول المسيح: انا هو الباب.ان دخل بي احد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى. 10 السارق لا ياتي الا ليسرق ويذبح ويهلك.واما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل. يو 10: 9 |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأني أحبك أفكر فيك...كثيراً
https://2.bp.blogspot.com/_gVBOHhWR6x...9%8A%D8%AD.jpg لأني أحبك أفكر فيك...كثيراً وأخيراً هدوء الليل وقد نامت العيون وغفت الجفون، آويت بدوري إلى السكون. ولكن لم يغمض لي جفن، فقمت أتطلع إلى السماء، ومن بعيد رأيت نجماً ينظر في خيلاء.. فتذكرت مع الحكماء.. ذلك النجم العظيم البهاء الذي في المشرق أضاء.. لكن، ماذا لو لم يأتِ نجم السماء؟ رحت إلى الكلمة المقدسة ألتمس العون.. فإذا في البدء خلق الله الكون.. وخلق الإنسان ورأى أن كل شيء حسن.. لكن الإنسان انجذب من شهوته فسقط وانقطعت علاقته بالله.. وإذا غضب الله معلن على جميع فجور الناس وإثمهم، وفي نهاية العهد القديم هذه الكلمات: ”لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن“. يا إلهي رحمتك!! وذهبت إلى النبوات ألتمس العون، فإذا بالوعد أن نسل المرأة يسحق رأس الحية! لكن، لو لم يأتِ... فمن يسحقها؟ وما كانت النبوات تتم! ووجدت شرطاً قائماً أنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة.. ومن هو قادر أن يبذل الدم؟!.. ولو لم يأتِ المسيح كفارة للعالم لبقي العالم بدون خلاص وبدون حياة!! ثم رأيت الإنسانية فإذا ”الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله. ليس من يصنع صلاحاً ليس ولا واحد“. إنسانية بلا مبادئ ضاع منها الحق.. وطريق الفردوس أمامها مغلق.. انتصر إبليس وساد الظلام في العالم.. سكت صوت النبوة.. وصارت الحياة بلا أغنية بلا سلام!! اضطربت نفسي داخلي من هول ما رأيت لو لم يأتِ المسيح: غضب الله مُعلن! نبوات لم تتم! أرض مضروبة بلعن! عالم بدون خلاص! إنسانية بلا مبادئ! أبدية بلا رجاء! حياة بدون أغنية، بل ظلام ولا سلام! ومن هول ما تصوّرت سالت دموعي، وأنّت فيّ ضلوعي، وأصبحت كميت. وإذا بيد تمتدّ فترفع وجهي وتقول: تذكَّر رحمة الله ومحبته.. إنه في ملء الزمان جاء قديم الأيام مولوداً في صورة إنسان، والذي لم يعرف خطية صار خطية ليخلص الخطاة! مجداً لك يا إلهي! فإذا الحب قد جاء، وأعلنت بشائر السماء: ”هَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ“. قد أشرق نور عجيب هزم كل سلطان الظلام، وبادت اللعنة، وساد السلام، وهتفت الملائكة: ”المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة“. لقد جاء.. واسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم.. قد جاء.. واسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا.. قد جاء ففتح باب الفردوس لأن الابن قد جاء ليفتح باب الأبدية ويعلن للناس الرجاء والفداء ويقودهم إلى حياة أفضل. وماذا عنك؟ هل تقبله اليوم مخلصاً لحياتك؟ هل تدخل به في عهد مع الله فتُرفع عنك اللعنة، وتعود العلاقة المفقودة، فتحيا معه في سلام، وتصبح ابناً محبوباً لله، ولك المواعيد والحياة الأبدية؟ وأنت على عتبة العام الجديد، هل تذكر ميلاد المسيح المجيد، فتصبح إنسانًا جديدًا لأنه ”إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا“. يسوع المسيح يحبكم دوماً هو ينبوع الحياة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحبك البارحة واليوم والى الأبد...ياسيدي
http://static.squidoo.com/resize/squ...st-Posters.jpg يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ (عبرانيين ١٣: ٨) يوجد في العالم شخصية واحدة تستحق التعظيم. ذلك هو المسيح لأنه غلب الموت بقيامته من بين الأموات وصعوده إلى الله. وهو الإنسان الوحيد في السماء. فمن الضروري أن ندرس حياته، ونفهم دوافعه وندرك جوهره. لماذا يحب نصف البشر المسيح؟ لقد جاء وصنع خيراً، وشفى كل مريض في محيطه. وفتح أعين العميان، وطهّر البرص، وأقام الأموات من قبورهم وأكفانهم. ولم يستخدم سحراً ما، بل عمل عجائبه بقدرة كلمته الخالقة. وليس نهاية لمحبته. وهو لم يرفض أي إنسان التجأ إليه واستعانه، حتى أن الخطاة التائبين لم يرفضهم بتاتاً، بل خدمهم بلطف، لأنه محبة الله المتجسدة. فلماذا أبغض اليهود المسيح ورفضوه إذاً؟ لقد بكتهم على خطاياهم، وقرعهم على ذنوبهم. وكشف رياءهم المتعصب. ولم ينكر بل صرّح بأنّ الله هو أبوه من الأزل. فجن شعب العهد القديم، لأنهم ظنوا أنهم صالحون ومستقيمون حسب الناموس. وتصوروا استحالة أن يكون لله ولد بهيئة إنسية، فسموا المسيح مجدفاً. وصلبوه وهم جاهلون. وما فهموا أن الله قادر على كل شيء. فمن يمنعه إن أراد أن يكون له ولد؟ ولم يقل المسيح البتة أن الله تزوج أمه مريم العذراء. حاشاه وكلا. إنما المسيح كلمة الله وروح منه، لأنه انبثق من الآب قبل كل الدهور، وثبت فيه دائماً. فهل افتكرت مرة بأن المسيح هو كلمة الله؟ وهو لم ينطق بكلمات إلهية فقط، بل في شخصيته تلخصت كل كلمات الله جميعاً الخالقة والمشرعة والرحيمة. وكما أن الكلمة الصادرة من قلب الإنسان هي خلاصة إرادته وبطاقة شخصيته هكذا ترى في المسيح جوهر الله وقوته وصورته، مثلما قال المسيح بكل تواضع: «اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ» (يوحنا ١٤: ٩). لقد خلق الله العالم بكلمة قدرته. وهذه القدرة نجدها في المسيح، الذي أشبع خسمة آلاف جائع بخمسة أرغفة وسمكتين. وأمر بسلطانه الإلهي العاصفة لتصمت فصمتت. أخرج الشياطين من الملبوسين بكلمته القوية. وغفر ذنوب النادمين. وحل العقد النفسية في المعترين. فعمل المسيح الخلاصي يرينا سلطانه وألوهيته. ورغم كل ذلك، فقد تجرأ اليهود أن يصلبوا المسيح. ولكن الله استخدم هذا القتل فداء للعالم. والمسيح في محبته حمل ذنوب الناس، وأصبح حمل الله عوضاً عن الخطاة. فلقد عاش بلا إثم وكان بريئاً. فلم يقدر أحد على لومه لأجل ظلم ولا ذنب. ولطهارته استحق أن يكفّر عن شر البشر. ومحبته دفعته للموت لأجلنا، لأن الله يبغض الخطية، ولكنه يحب الخطاة بنفس الوقت، مريداً خلاصهم وتطهيرهم. وهكذا حمل المسيح خطية العالم وغضب الله وعقوبات دينونته، وكفّر عنا بسفك دمه الثمين، «لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا ٣: ١٦). ونعلم أن الله العظيم قبل ذبيحة المسيح النيابية عنا، وصالح البشر بنفسه. ربما تسأل: من أين تعلمون أنّ المسيح أكمل الكفارة عن خطايا العالم على الصليب؟ فنجاوبك مبرهنين، أن الله أقام يسوع من القبر، ولم يتركه في الموت. وجسده لم يتفتت كما تتفتت أجساد الناس جميعاً، حتى الأنبياء. وقد صعد حياً إلى الله. فقيامة المسيح من بين الأموات هي البرهان أن الله قبل ذبيحته على الصليب، وغفر كل خطايانا. فالآتي من السماء رجع إلى مصدره. وكل الذين يربطون أنفسهم بالمسيح بواسطة الإيمان به، يتبررون وينالون من حياته السرمدية، كما قال: ربما تفكر في نفسك أن هذه الآية جميلة وقوية، ولكني غير قادر لهذا الإيمان لأنه فضفاض. فنجاوبك: لقد صعد المسيح إلى أبيه، ليسكب روحه القدوس على كل المصابين الأتقياء. ومنذ انسكاب هذا الروح على أتباع المسيح أدركوا جوهر الله، إنه أب حنان محب طويل البال وممتلئ الرحمة. فارتفع الشكر والفرح من قلوبهم، نحو علياء السماء، إلى عرش الذي يجلس على تسبيحات محبيه. فالابتهاج والغبطة والسرور والحمد لا ينتهي منذ انسكاب الروح القدس في قلوب المؤمنين. ونعظم المسيح الذي أعدّ هذه الحلول الإلهية بواسطة موته على الصليب شرعياً وحققها بعد صعوده إلى السماء. أين المسيح اليوم وماذا يعمل؟ لقد أخبرنا بنفسه قبل موته، أنه سيرتفع إلى أبيه وأبينا. فمن هذا القول نعلم، أن المسيح حي وكائن اليوم في وحدة مع الله. ونحن لا نؤمن بآلهة مختلفة أو متعددة، ولا نرتكب ذنب الإشراك. ولا نجدف على وحدانية الله القدوسة مطلقاً، كما يتهمنا بعض المغرضين، بل نؤمن بوحدة الثالوث الأقدس، المنسجمة في أقانيمها انسجاماً كاملاً في حقيقة المحبة. وقال المسيح بكل وضوح: «أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ» (يوحنا ١٠: ٣٠). فليسا اثنين بل واحد. والذي يقول أن المسيحيين يؤمنون بثلاثة آلهة يغلط ويجهل الحقيقة الدامغة. المسيح هو المحبة، وأبوه هو المحبة، والروح القدس ليس إلا محبة. فهذا الجوهر يوحّد الآب والابن والروح القدس كاملاً. ومن لا يدرك هذه الوحدة الإلهية لم يحصل على محبة الله بعد. ولم يعرف الروح القدس، الذي ينيرنا ويثبتنا في هذا الإيمان. المسيح يحب كل إنسان، ويريد خلاص الجميع. وهو يجلس اليوم على عرش مجده، غير ناس البشر الأغنياء العنيدين النجسين، إنما يريد أن ينجو الناس جميعاً ويتقدموا إلى معرفة الحق. وحسب متطلبات القداسة يكون الله عدواً لكل الخطاة. وعدله يتطلب موت كل كافر، متجاوز للناموس. وبما أن كل خطية هي تعد على الله وشريعته، فنعرف أن كل إنسان محكوم عليه بالموت والهلاك المحتم. كلنا نحتاج إلى خلاص المسيح، لأن غضب الله معلن على كل فجور الناس وإثمهم. لا تستطيع الهرب من الدينونة العادلة على أكاذيبك وابتزازاتك ونجاستك. ولكن من يؤمن بالمسيح، يخلص من غضب الله. ولا يدخل إلى دينونة، لأن المصلوب حمل القصاص عنا، وحررنا من العدل الضاغط علينا. والمسيح اليوم يحقق بفاعلية عظيمة التطهير لعباده، ويشفع فيهم. فيسوع هو وسيطنا عند الله. وليس معين آخر أمام محكمة الله إلا هو، لأن المسيح هو الإنسان الوحيد الذي يعيش قرب الله. وهو قدوس منذ الأزل. ولم يستغفر الله البتة. فيستحق الثبات فيه ليقدسنا. وخدمة المسيح الكهنوتية في السماء هي الكفالة للعهد الجديد القائم بين الله والناس. ففي الأمس سفك ليسوع دمه، لكي يصبح من الخطاة أولاد الله. واليوم هو يحمينا ويحفظنا ويقوينا بواسطة ابتهالاته ويباركنا بحلول روحه، لتحل فينا قوة الله وصفاته السامية. كلنا عائشون من نتائج ذبيحة حمل الله، وننال مواهب الروح القدس، لأجل تكلم هذا الدم أمام الله. وكما أن الله الآب استمع لابنه على الأرض دائماً، هكذا يستجيب بلا تأخر للصراخ الصامت من دم ابنه. والمسيح يشتاق إلى مؤمنيه، لأن قلبه مفعم المحبة، ويعرفهم فرداً فرداً بأسمائهم. ويكلمهم بكلمته، فيجاوبونه بصلواتهم، وهو يسكن فيهم بروحه. وهم يثبتون بإراداته كأنهم أعضاء جسده الروحي. ولكن المسيح لا يكتفي بارتباط روحي مع كنيسته، بل يريد أن يراهم، ويكون معهم عملياً، ليعشوا معاً إلى الأبد. وفي الغد سيأتي المسيح إلينا، ليعضدنا ويقبلنا ويعانقناً، وليوحّد كل أحبائه في ملكوت قداسته. فإن المسيح هو هدف تاريخ البشر. أمساً، صالحنا مع الله. واليوم، يباركنا بحلول روحه فينا. وغداً، سيأتي بالمجد والسلطان ليشفي أرضنا الفاسدة، وينشئ مملكة سلامه. ولسنا متخيلين إذا قلنا أن المسيح سيأتي قريباً «لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا» (رومية ٥: ٥). فتأكدنا أنه آت وأنه يحقق كل إمكانيات الله في ملكوته. وكما شفا المساكين أثناء حياته في العالم، وباركهم وخلصهم وطهرهم، هكذا بدرجة عليا، سيرشد المطيعين ويفديهم، ويملأهم بمواهبه وصفاته الإلهية. ولكن يا للعجب! ليس كل الناس يريدون تغيير قلوبهم، بل يتمسكون بخطاياهم الخبيثة. فلا يستعدون لاستقبال الآتي، إنما يلتصقون بأموالهم وشهرتهم الفانية. فلهذا يصبح روحهم ظالماً، وقلبهم قاسياً. ويزدادون بخلاً وحسداً وطمعاً وشهوة. أيها الأخ، إما أن تفتح نفسك لروح المسيح وتصبح إنسان المحبة والحق والطهارة، أو تدخل إلى صفوف الدجال الكذاب، وتصبح صارماً وبارداً ونجساً. إما أن تتغير وتصير عضواً في جسد المسيح، أو عدواً لله مبغضاً حاقداً. وعلامات مجيء المسح معروفة. فالأرض والنجوم ترتجفان وتهتزان خوفاً من المجيد الآتي، الذي يشرق ألمع من الصاعقة ظاهراً من المشرق إلى المغرب. ولا يرجع المسيح إلى هذه الدنيا ضئيلاً فقيراً فانياً، بل سيأتي بجلاله وسلطته، التي كانت له من قبل تاسيس العالم. وكل ملائكته القوية البراقة سيراقبونه، ويسرعون لفصل العالم إلى مؤمنين وغير مؤمنين محبين وأنانيين. عندئذ يعلو الهتاف من أفواه المفديين، الذين ينطلقون إليه بفرح. ويحبونه لأنه أحبهم أولاً، وغسلهم من ذنوبهم وأحياهم وقدسهم. ففكروا فيه ليلاً نهاراً وكلموه بصلواتهم، وخدموه بالمساكين، وضحوا في سبيل استقباله بكل ما عندهم. وبنفس الوقت سيعم الفزع بين المهملين وأعداء المسيح الذين يفضلون حدوث زلزال عظيم يسقط عليهم الجبال كثفاً، وتفتح فيه الأراضي شقوقاً لتبتلعهم. وهم متمنون أن يحدث هذا من أن يروا وجه المسيح القدوس المنعم بالمحبة والجلال والإكرام. فسيدين كل الذين يرفضون خلاصه، ولا يؤمنون أن الله دفع إليه كل السلطان في السماء وعلى الأرض. فمن يرفض عمداً نعمة المسيح، ويقفل ذهنه لمحبته يطلب بهذا النكران أن يدينه الله حسب أعماله الناقصة. فعليك الاختيار إما أن تقبل المسيح وخلاصه مؤمناً، أو تسقط إلى الهلاك لأجل ذنوبك وعدم محبتك. لا اختيار آخر. فإن المسيح يريد خلاصك، لأنه غفر ذنوب كل الناس على الصليب. ومحبته سارية المفعول لك وللجميع. ولكنك إن رفضت غفرانه وأهملت محبته، فقد اخترت دينونتك. وعليك أن تحمل خطاياك على نفسك. عندئذ يبتدئ الخجل الكبير والحزن العميم في الذين جحدوا ربهم. أيها الأخ والأخت والصديق إن لمست حنان وحب ومحبة المسيح معنا، أدركت أن رحمته لا تتغير أمس واليوم وإلى الأبد، فنقترح عليك أن تصلي معنا الكلمات التكريسية بقلب واثق: أيها الرب يسوع المسيح، قد قمت من بين الأموات منتصراً. أشكرك لمحبتك و أمانتك. وألتمس منك أن تغفر لي كل ذنوبي، وتصالحني مع الله. خلصني من غضبه العادل، وثبتني في حياتك الأبدية. حضّر قلبي لأنال روحك القدوس، وأتقوى في الإيمان، وأسلك في القداسة والتواضع والعفة. تعال أيها الرب يسوع، لأن بدونك لا يكون معنى للحياة. أنت مستقبلنا. وبحضورك تصبح الآخرة مشرقة. هناك رجاء هناك أمل في المسيح لأنه هو ينبوع الحياة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحبك البارحة واليوم والى الأبد...ياسيدي
http://static.squidoo.com/resize/squ...st-Posters.jpg يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ (عبرانيين ١٣: ٨) يوجد في العالم شخصية واحدة تستحق التعظيم. ذلك هو المسيح لأنه غلب الموت بقيامته من بين الأموات وصعوده إلى الله. وهو الإنسان الوحيد في السماء. فمن الضروري أن ندرس حياته، ونفهم دوافعه وندرك جوهره. لماذا يحب نصف البشر المسيح؟ لقد جاء وصنع خيراً، وشفى كل مريض في محيطه. وفتح أعين العميان، وطهّر البرص، وأقام الأموات من قبورهم وأكفانهم. ولم يستخدم سحراً ما، بل عمل عجائبه بقدرة كلمته الخالقة. وليس نهاية لمحبته. وهو لم يرفض أي إنسان التجأ إليه واستعانه، حتى أن الخطاة التائبين لم يرفضهم بتاتاً، بل خدمهم بلطف، لأنه محبة الله المتجسدة. فلماذا أبغض اليهود المسيح ورفضوه إذاً؟ لقد بكتهم على خطاياهم، وقرعهم على ذنوبهم. وكشف رياءهم المتعصب. ولم ينكر بل صرّح بأنّ الله هو أبوه من الأزل. فجن شعب العهد القديم، لأنهم ظنوا أنهم صالحون ومستقيمون حسب الناموس. وتصوروا استحالة أن يكون لله ولد بهيئة إنسية، فسموا المسيح مجدفاً. وصلبوه وهم جاهلون. وما فهموا أن الله قادر على كل شيء. فمن يمنعه إن أراد أن يكون له ولد؟ ولم يقل المسيح البتة أن الله تزوج أمه مريم العذراء. حاشاه وكلا. إنما المسيح كلمة الله وروح منه، لأنه انبثق من الآب قبل كل الدهور، وثبت فيه دائماً. فهل افتكرت مرة بأن المسيح هو كلمة الله؟ وهو لم ينطق بكلمات إلهية فقط، بل في شخصيته تلخصت كل كلمات الله جميعاً الخالقة والمشرعة والرحيمة. وكما أن الكلمة الصادرة من قلب الإنسان هي خلاصة إرادته وبطاقة شخصيته هكذا ترى في المسيح جوهر الله وقوته وصورته، مثلما قال المسيح بكل تواضع: «اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ» (يوحنا ١٤: ٩). لقد خلق الله العالم بكلمة قدرته. وهذه القدرة نجدها في المسيح، الذي أشبع خسمة آلاف جائع بخمسة أرغفة وسمكتين. وأمر بسلطانه الإلهي العاصفة لتصمت فصمتت. أخرج الشياطين من الملبوسين بكلمته القوية. وغفر ذنوب النادمين. وحل العقد النفسية في المعترين. فعمل المسيح الخلاصي يرينا سلطانه وألوهيته. ورغم كل ذلك، فقد تجرأ اليهود أن يصلبوا المسيح. ولكن الله استخدم هذا القتل فداء للعالم. والمسيح في محبته حمل ذنوب الناس، وأصبح حمل الله عوضاً عن الخطاة. فلقد عاش بلا إثم وكان بريئاً. فلم يقدر أحد على لومه لأجل ظلم ولا ذنب. ولطهارته استحق أن يكفّر عن شر البشر. ومحبته دفعته للموت لأجلنا، لأن الله يبغض الخطية، ولكنه يحب الخطاة بنفس الوقت، مريداً خلاصهم وتطهيرهم. وهكذا حمل المسيح خطية العالم وغضب الله وعقوبات دينونته، وكفّر عنا بسفك دمه الثمين، «لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا ٣: ١٦). ونعلم أن الله العظيم قبل ذبيحة المسيح النيابية عنا، وصالح البشر بنفسه. ربما تسأل: من أين تعلمون أنّ المسيح أكمل الكفارة عن خطايا العالم على الصليب؟ فنجاوبك مبرهنين، أن الله أقام يسوع من القبر، ولم يتركه في الموت. وجسده لم يتفتت كما تتفتت أجساد الناس جميعاً، حتى الأنبياء. وقد صعد حياً إلى الله. فقيامة المسيح من بين الأموات هي البرهان أن الله قبل ذبيحته على الصليب، وغفر كل خطايانا. فالآتي من السماء رجع إلى مصدره. وكل الذين يربطون أنفسهم بالمسيح بواسطة الإيمان به، يتبررون وينالون من حياته السرمدية، كما قال: ربما تفكر في نفسك أن هذه الآية جميلة وقوية، ولكني غير قادر لهذا الإيمان لأنه فضفاض. فنجاوبك: لقد صعد المسيح إلى أبيه، ليسكب روحه القدوس على كل المصابين الأتقياء. ومنذ انسكاب هذا الروح على أتباع المسيح أدركوا جوهر الله، إنه أب حنان محب طويل البال وممتلئ الرحمة. فارتفع الشكر والفرح من قلوبهم، نحو علياء السماء، إلى عرش الذي يجلس على تسبيحات محبيه. فالابتهاج والغبطة والسرور والحمد لا ينتهي منذ انسكاب الروح القدس في قلوب المؤمنين. ونعظم المسيح الذي أعدّ هذه الحلول الإلهية بواسطة موته على الصليب شرعياً وحققها بعد صعوده إلى السماء. أين المسيح اليوم وماذا يعمل؟ لقد أخبرنا بنفسه قبل موته، أنه سيرتفع إلى أبيه وأبينا. فمن هذا القول نعلم، أن المسيح حي وكائن اليوم في وحدة مع الله. ونحن لا نؤمن بآلهة مختلفة أو متعددة، ولا نرتكب ذنب الإشراك. ولا نجدف على وحدانية الله القدوسة مطلقاً، كما يتهمنا بعض المغرضين، بل نؤمن بوحدة الثالوث الأقدس، المنسجمة في أقانيمها انسجاماً كاملاً في حقيقة المحبة. وقال المسيح بكل وضوح: «أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ» (يوحنا ١٠: ٣٠). فليسا اثنين بل واحد. والذي يقول أن المسيحيين يؤمنون بثلاثة آلهة يغلط ويجهل الحقيقة الدامغة. المسيح هو المحبة، وأبوه هو المحبة، والروح القدس ليس إلا محبة. فهذا الجوهر يوحّد الآب والابن والروح القدس كاملاً. ومن لا يدرك هذه الوحدة الإلهية لم يحصل على محبة الله بعد. ولم يعرف الروح القدس، الذي ينيرنا ويثبتنا في هذا الإيمان. المسيح يحب كل إنسان، ويريد خلاص الجميع. وهو يجلس اليوم على عرش مجده، غير ناس البشر الأغنياء العنيدين النجسين، إنما يريد أن ينجو الناس جميعاً ويتقدموا إلى معرفة الحق. وحسب متطلبات القداسة يكون الله عدواً لكل الخطاة. وعدله يتطلب موت كل كافر، متجاوز للناموس. وبما أن كل خطية هي تعد على الله وشريعته، فنعرف أن كل إنسان محكوم عليه بالموت والهلاك المحتم. كلنا نحتاج إلى خلاص المسيح، لأن غضب الله معلن على كل فجور الناس وإثمهم. لا تستطيع الهرب من الدينونة العادلة على أكاذيبك وابتزازاتك ونجاستك. ولكن من يؤمن بالمسيح، يخلص من غضب الله. ولا يدخل إلى دينونة، لأن المصلوب حمل القصاص عنا، وحررنا من العدل الضاغط علينا. والمسيح اليوم يحقق بفاعلية عظيمة التطهير لعباده، ويشفع فيهم. فيسوع هو وسيطنا عند الله. وليس معين آخر أمام محكمة الله إلا هو، لأن المسيح هو الإنسان الوحيد الذي يعيش قرب الله. وهو قدوس منذ الأزل. ولم يستغفر الله البتة. فيستحق الثبات فيه ليقدسنا. وخدمة المسيح الكهنوتية في السماء هي الكفالة للعهد الجديد القائم بين الله والناس. ففي الأمس سفك ليسوع دمه، لكي يصبح من الخطاة أولاد الله. واليوم هو يحمينا ويحفظنا ويقوينا بواسطة ابتهالاته ويباركنا بحلول روحه، لتحل فينا قوة الله وصفاته السامية. كلنا عائشون من نتائج ذبيحة حمل الله، وننال مواهب الروح القدس، لأجل تكلم هذا الدم أمام الله. وكما أن الله الآب استمع لابنه على الأرض دائماً، هكذا يستجيب بلا تأخر للصراخ الصامت من دم ابنه. والمسيح يشتاق إلى مؤمنيه، لأن قلبه مفعم المحبة، ويعرفهم فرداً فرداً بأسمائهم. ويكلمهم بكلمته، فيجاوبونه بصلواتهم، وهو يسكن فيهم بروحه. وهم يثبتون بإراداته كأنهم أعضاء جسده الروحي. ولكن المسيح لا يكتفي بارتباط روحي مع كنيسته، بل يريد أن يراهم، ويكون معهم عملياً، ليعشوا معاً إلى الأبد. وفي الغد سيأتي المسيح إلينا، ليعضدنا ويقبلنا ويعانقناً، وليوحّد كل أحبائه في ملكوت قداسته. فإن المسيح هو هدف تاريخ البشر. أمساً، صالحنا مع الله. واليوم، يباركنا بحلول روحه فينا. وغداً، سيأتي بالمجد والسلطان ليشفي أرضنا الفاسدة، وينشئ مملكة سلامه. ولسنا متخيلين إذا قلنا أن المسيح سيأتي قريباً «لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا» (رومية ٥: ٥). فتأكدنا أنه آت وأنه يحقق كل إمكانيات الله في ملكوته. وكما شفا المساكين أثناء حياته في العالم، وباركهم وخلصهم وطهرهم، هكذا بدرجة عليا، سيرشد المطيعين ويفديهم، ويملأهم بمواهبه وصفاته الإلهية. ولكن يا للعجب! ليس كل الناس يريدون تغيير قلوبهم، بل يتمسكون بخطاياهم الخبيثة. فلا يستعدون لاستقبال الآتي، إنما يلتصقون بأموالهم وشهرتهم الفانية. فلهذا يصبح روحهم ظالماً، وقلبهم قاسياً. ويزدادون بخلاً وحسداً وطمعاً وشهوة. أيها الأخ، إما أن تفتح نفسك لروح المسيح وتصبح إنسان المحبة والحق والطهارة، أو تدخل إلى صفوف الدجال الكذاب، وتصبح صارماً وبارداً ونجساً. إما أن تتغير وتصير عضواً في جسد المسيح، أو عدواً لله مبغضاً حاقداً. وعلامات مجيء المسح معروفة. فالأرض والنجوم ترتجفان وتهتزان خوفاً من المجيد الآتي، الذي يشرق ألمع من الصاعقة ظاهراً من المشرق إلى المغرب. ولا يرجع المسيح إلى هذه الدنيا ضئيلاً فقيراً فانياً، بل سيأتي بجلاله وسلطته، التي كانت له من قبل تاسيس العالم. وكل ملائكته القوية البراقة سيراقبونه، ويسرعون لفصل العالم إلى مؤمنين وغير مؤمنين محبين وأنانيين. عندئذ يعلو الهتاف من أفواه المفديين، الذين ينطلقون إليه بفرح. ويحبونه لأنه أحبهم أولاً، وغسلهم من ذنوبهم وأحياهم وقدسهم. ففكروا فيه ليلاً نهاراً وكلموه بصلواتهم، وخدموه بالمساكين، وضحوا في سبيل استقباله بكل ما عندهم. وبنفس الوقت سيعم الفزع بين المهملين وأعداء المسيح الذين يفضلون حدوث زلزال عظيم يسقط عليهم الجبال كثفاً، وتفتح فيه الأراضي شقوقاً لتبتلعهم. وهم متمنون أن يحدث هذا من أن يروا وجه المسيح القدوس المنعم بالمحبة والجلال والإكرام. فسيدين كل الذين يرفضون خلاصه، ولا يؤمنون أن الله دفع إليه كل السلطان في السماء وعلى الأرض. فمن يرفض عمداً نعمة المسيح، ويقفل ذهنه لمحبته يطلب بهذا النكران أن يدينه الله حسب أعماله الناقصة. فعليك الاختيار إما أن تقبل المسيح وخلاصه مؤمناً، أو تسقط إلى الهلاك لأجل ذنوبك وعدم محبتك. لا اختيار آخر. فإن المسيح يريد خلاصك، لأنه غفر ذنوب كل الناس على الصليب. ومحبته سارية المفعول لك وللجميع. ولكنك إن رفضت غفرانه وأهملت محبته، فقد اخترت دينونتك. وعليك أن تحمل خطاياك على نفسك. عندئذ يبتدئ الخجل الكبير والحزن العميم في الذين جحدوا ربهم. أيها الأخ والأخت والصديق إن لمست حنان وحب ومحبة المسيح معنا، أدركت أن رحمته لا تتغير أمس واليوم وإلى الأبد، فنقترح عليك أن تصلي معنا الكلمات التكريسية بقلب واثق: أيها الرب يسوع المسيح، قد قمت من بين الأموات منتصراً. أشكرك لمحبتك و أمانتك. وألتمس منك أن تغفر لي كل ذنوبي، وتصالحني مع الله. خلصني من غضبه العادل، وثبتني في حياتك الأبدية. حضّر قلبي لأنال روحك القدوس، وأتقوى في الإيمان، وأسلك في القداسة والتواضع والعفة. تعال أيها الرب يسوع، لأن بدونك لا يكون معنى للحياة. أنت مستقبلنا. وبحضورك تصبح الآخرة مشرقة. هناك رجاء هناك أمل في المسيح لأنه هو ينبوع الحياة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحوك اعيننا
تأملات في أحاديث المخلص ليله آلامه " المحبة طريق الإتحاد مع الله " https://upload.chjoy.com/uploads/136138679122.jpg نستطيع، بنظرة مدققة ومتأنية، إلى حديث الرب يسوع مع تلاميذه ليلة آلامه. أن ندرك مقدار الاهتمام العظيم، والتركيز الشديد الذي أعطاه مخلصنا لموضوع الوحدة حيث إستطرد مرارًا وتكرارًا في التعبير والحديث عن هذا الأمر، والإعلان عنه في كلماته معهم، حتى إنه جعل من مثال وحدته (كابن) مع الآب السماوي نموذجًا حيًا ورجاءًا موضوعًا أمامنا لما يريده لنا من وحده، بعضنا مع بعض ـ بنفس المثال ـ ووحدة وثباتًا لنا فيه كمثال الأغصان في الكرمة: ” أيها الأب القدوس احفظهم في إسمك الذي أعطيتني ليكونوا واحدًا كما نحن” (يو11:17)، ” كما أحبني الآب. كذلك أحببتكم أنا. أثبتوا في محبتي” (يو9:15). ولم يكتفِ المخلص فقط بمجرد إعلان هذا الإشتياق وهذه المشيئة الإلهية بأن نكون واحدًا معه على مثال وحدانية الإبن مع الآب، كما يظهر لنا بوضوح في الإصحاحات من الثالث عشر وحتى السابع عشر من إنجيل يوحنا، بل إنه رسم لنا بكل وضوح في حديثه الرائع والمؤثر مع تلاميذه، كل معالم الطريق لتحقيق هذه الوحدة الكاملة والثبات فيه، وذلك من خلال وصية المسيح العظمى، ألا وهي المحبة بكل أبعادها، وبكل صورها: داخليًا وخارجيًا، وبكل الوسائط، سواء من خلال الوصية أو السر أو الصلاة، واضعين القياس الكامل لهذه المحبة التي هي مثال محبة المسيح (محبة إلى المنتهى)، فالمحبة المعتبرة انها تكميل الناموس، هي نفسها جوهر الله نفسه، واضع وواهب الناموس. وقد أدرك القديس يوحنا الإنجيلي قيمة وأهمية هذه الوصية ـ وصية المحبة ـ في حياتنا، بشكل منقطع النظير، وتيقن انها المفتاح الوحيد للشركة مع الآب والإبن، بل وأكثر من ذلك، فقد أعلن لنا بجلاء ان من ليست له المحبة ليست له شركة أو إتحاد مع الله: ” وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح” (1يو3:1). ” مَنْ لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة” (1يو8:4)، ” ولنا هذه الوصية منه ان من يحب الله يحب أخاه أيضًا” (1يو21:4). والحقيقة أن الرب يسوع قد وضع لنا منهجًا يضيء أمامنا الطريق نحو تحقيق الهدف المنشود بالإتحاد مع الله، أو الشركة مع الآب والإبن، حسب تعبير الرب نفسه، وتلميذه يوحنا، وهذا الهدف هو ذاته اشتياق السيد المسيح والذي كرره في صلاته الشفاعية الأخيرة إلى الآب في (يو17): ” ليكون الجميع واحدًا كما انك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك. ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني” (يو21:17)، ” وعرَّفتهم إسمك وسأعرِّفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم” (يو26:17). ويمكننا إجمال أهم معالم طريق المحبة الذي قدمه المسيح لنا لتحقيق منتهى إشتياق الرب من أجلنا، وهو الشركة مع الآب وإبنه يسوع، ومعاينة مجده[1] فيما يلي: أولاً: من خلال الوصية: أـ خصوصية وصية المحبة: ” كما أحببتكم أنا تحبون بعضكم بعضًا” (يو34:13) “… إذا كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى” (يو1:13). ويمكن القول أن عظمة وصية المحبة هذه، يكمن في ان الرب يسوع أعطى لها خصوصية رائعة حتى تضيء لنا طريق الحياة والشركة مع الله، فالمحبة التي يقصدها السيدالمسيح هنا والتي يطلبها الرب منا هي محبة (خاصة)، أي على مثال محبة المسيح نفسه؛ فهي محبة باذلة، محبة إلى المنتهى: “الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي” (غل20:2). وإلا فستكون دائمًا محبة ناقصة وعلى مستوى محبات العالم الأخرى الطبيعية، فهنا الوصية تدخل في حيز عمل المسيح نفسه ومحبته التي نحن مطالبون أن نقدمها للعالم، ولبعضنا بعض حتى النفس الأخير لنؤهل للشركة والاتحاد بالمسيح. ب ـ وصية جديدة: “… وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضًا” (يو34:13)، وهذه الوصية التي أعطاها السيد المسيح لنا هي وصية عهد جديد تكرَّس بالقيامة من الأموات، فصار لنا طبيعة أبناء النور والحياة، وبدونها لا نكون قد قمنا مع المسيح بل نكون في الظلمة: ” نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة” (1يو14:3). فوصية المحبة الجديدة هي ثمرة الشركة في موت المسيح وقيامته وشاهد على مسيرتنا كأبناء القيامة والنور، هذا إضافة إلى كون أن تنفيذ هذه الوصية الجديدة إنما هو شهادة وإعلان تلمذتنا للمسيح: ” بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض” (يو35:13). إذن فوصية المحبة التي أعطاها المسيح لنا، إلى جانب كونها جديدة في مضمونها؛ إذ هي مختصة بكونها على مثال محبة المسيح نفسه (محبة خاصة)، فهي جديدة أيضًا بكونها شهادة عملية لكرازتنا باسم المسيح، كوننا بها نستعلن بها العالم أننا تلاميذ المسيح (يو35:13)، لذلك كان إلحاح الرب وإصرارة على تكرار هذه الوصية التي تعد مفتاح الشركة مع الله وتكن فيها جُلّ أسرار الطريق الموصل إلى وحدانية الروح التي نبعتها. ثانيًا: من خلال الممارسة العملية: ” غسل الأرجل” ” يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق” (1يو18:3). إن الأمر الذي صنعه يسوع ليلة آلامه مع تلاميذه، بغسل أرجلهم، لم يكن مجرد ممارسة طقس شكلي، وما نفعله الآن لا يجب أن يكون مجرد طقس لقانات أو ضرب ميطانيات، بلا عمق أو إدراك للهدف الأسمى، فالرب يسوع عندما غسل أرجل تلاميذه، فهو قد سكب أمامهم نفسه، وقَبِل أن يكون عبدًا وخادمًا، مع أنه الرب والسيد والمعلم، ليُكرِّس أمامهم صورة حية للمحبة المتضعة المنسكبة، حتى ينغرس فيهم هذا الحب بعضهم لبعض، فقد سعى بذاته ليضع لهم المثال القادر أن يجمع أبناء الله المتفرقين، ويكون لهم ولنا هذا الإحساس الدائم والحقيقي بأننا خدام الذين من أجلهم مات المسيح، فالدعوة هنا إلى أستعداد دائم ومستمر، بلا إنقطاع ولا دمدمة، أن نغسل بعضنا أرجل بعض، ونخدم ونفتدي بحياتنا كل إنسان مات المسيح من أجله: ” فإني كنت أرد لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل أنسبائي حسب الجسد” (رو3:9). وبذلك نكرس وصية عهد المحبة الجديدة التي مارسها السيد المسيح معنا، لنتأهل للأتحاد به. ونؤكد على دعوة الرب لنا (لاسيما الخدام)، بأن نصنع مثلما صنع هو معنا، حتى نتمم مشيئته واشتياقه في وحدتنا، بوضع أنفسنا تحت أقدام إخوتنا لنغسلها بدموعنا ونئن معهم حتى يتصور المسيح فيهم، ونمسح بشعر رأسنا أنين نفوسهم وقلوبهم، محتملين ضعفهم حتى نربح الجميع، ونثِّبت المحبة في قلوبهم لنتحد بهم في المسيح يسوع، وهكذا نكمل مشيئة الآب في التصاقنا ووحدتنا بالثالوث. ثالثًا: من خلال الصلاة (يو17): أظهرت كلمات الصلاة الشفاعية التي نطقها الابن الكلمة إلى الآب ليلة آلامه، مدى أصرار الرب يسوع على تحقيق كامل مشيئته في تكميل وتمجيد خليقته التي جاء لفدائها، بإتحادها به بالمحبة الكاملة، بصورة ما على مثال إتحاد الآب والابن، حتى أنه كرر هذه الطلبة أربعة مرات في (يو17): ” أيها الآب القدوس إحفظهم في إسمك الذي أعطيتني ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا” (يو11:17). ” ليكون الجميع واحدًا كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك. ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا” (يو21:17)، ” ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد” (يو22:17)، ” أنا فيهم وأنت فيّ ليكونوا مكملين إلى واحد” (يو23:17). فالصلاة الدائمة للآب من أجل تحقيق الوحدة معه ومع الابن بالحب، صارت هي موضوع الاهتمام الرئيسي للإنسان الجديد القائم من الموت مع المسيح، وهي منتهى رجاؤنا أن نتمجد معه ونوجد معه ونعاين هذا المجد عينه، بحسب طلب المسيح نفسه من الآب: ” أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون انا لينظروا مجدي الذي أعطيتني…” (يو24:17). وصارت الصلاة من أجل هذه الوحدة هي إهتمامنا الأول بعد قيامة المسيح: ” فإني كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله” (كو1:3). رابعًا: من خلال السر: لقد توَّج الرب يسوع اشتياقه لاتمام وحدته بخليقته المحبوبة باعطائها حياته ذاتها مرتين: أولهما بسكب حياته (جسده ودمه) سرًا لتلاميذه، ثم للبشرية كلها، حينما قدم لنا سر موته وقيامته في سر الافخارستيا، واستطاع بهذا الجسد والدم المسفوكين سرًا أن يجمع كل من يؤمن به في وحدانية غير موصوفة وبسر لا ينطق به، عبر الأزمنه، حتى نشترك معه في عرس عشاء الخروف في الدهر الآتي. والمرة الثانية قدمها من خلال ذبيحته على الصليب، كما سيرد فيما بعد. ولكن هنا وهب السيد للبشرية نعمة الثبات والإتحاد به بواسطة سر جسده ودمه الأقدسين حين قال: ” من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه” (يو56:6)، مشبهًا ذلك بثبات الأغصان في الكرمة: ” أنا الكرمة وأنتم الأغصان” (يو5:15)، ومن ثم ننال الحياة منه، حيث قال: ” إني حيّ فأنتم ستحيون” (يو19:14)، وبقوة عمل هذه الشركة الكائنة في سر الافخارستيا، فقد وهبنا من قبل إيماننا بهذا السر والشركة فيه الحياة الأبدية والإتحاد الدائم به ” من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الآخير” (يو54:6). إذن فقد نلنا بالحق، في ليلة آلام مخلصنا، سر الحياة والخلود والوحدة الدائمة مع الله، وصرنا شركاء في الجسد الواحد، الذي رأسه المسيح نفسه، وصار هذا السر وهذه الشركة الممتدة عبر التناول من جسد الرب ودمه، عربونًا قدمه الرب يسوع لكل المفديين عبر كل الدهور بقوله الحي: ” إصنعوا هذا لذكري” (لو19:22). خامسًا: من خلال ذبيحة الصليب: كما ذكرنا سابقًا، فقد وهب الرب لنا حياته لنحيا بها مرتين، بالسر من خلال سر الجسد والدم، وفعليًا بتقديم ذاته كحمل بلا عيب ليموت على الصليب لأجلنا ويقام لأجل تبريرنا. وبذلك تم القصد الالهي واستعلن السر المكتوم من قبل الدهور لفداء الإنسان ورده، ثم جمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد، ليحقق ما اعلنه الوحي بلسان يوحنا الرسول بتعليقه على نبوة قيافا رئيس الكهنة عن موت المسيح: ” إنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها. ولم يقل هذا من نفسه بل إذ كانا رئيسًا للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة. وليس عن الأمة فقط بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد” (يو50:11ـ51). فالصليب ثم القيامة كانا هما المظهر والاعلان النهائي لتحقيق مشيئة الآب بأن ينجمع الكل في المسيح يسوع، ففي سر الجسد والدم نلنا سرًا شركة الاتحاد بالمسيح، وفي الصليب وشركة آلامه التي نؤمن ونعترف بها، بل ونكملها في أجسادنا كل يوم، لنتأهل لشركة مجده أيضًا، فشركتنا في سر موت المسيح وقيامته تهبنا قوة الحياة والوحدة الكاملة، بعضنا مع بعض، من خلال شركة الجسد الواحد، وتكمل اتحادنا بالله مصدر حياتنا على مثال وحدة الآب والابن. لذلك صار من المهم لنا أن نطلب كل حين دائمًا، وبإلحاح، هذه الشركة ونصلي من أجلها لاسيما بعد أن نلنا عربون الحياة الأبدية بقيامة المسيح من الأموات. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الهي سامحني واغفر لي
http://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphoto...38122627_n.jpg جراحاتك سيّدي انطبعت في ذهني... الامك ربي توجع قلبي... شوك اكليلك غرز في جبيني.... مسامير صليبك خرقت يديّ.... عذاباتك واوجاعك ودماؤك كلها تدمي قلبي .... دموع امك وحزنها هو حزني... ربي .. سامحني .... اغفر لي خطاياي.... اقبل توبتي.... انا نادمة يا الهي... صليبك علمّني التضحية وافهمني معنى الفداء .... صليبك انار لي بصيرتي .... اعاهدك ان لا اعود الى الخطيئة.... اعاهدك ان لا اصلبك مرة ثانية... الهي سامحني واغفر لي ... امين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل فكرت يوما ان تتحدى ابليس؟؟
https://upload.chjoy.com/uploads/1362605269823.jpg هل فكرت تواجهه بشجاعة و تقول له : انا اتحداك ؟ اتحداك ان تبعدني عن ربي يسوع اتحداك ان تسلبني فرحي و سلام قلبي فسلامي لا يقدر العالم ان ينزعه مني لانه معطى لي من ملك السلام ذاته ان لم تكن قد قلتها من قبل فلنقلها سويا الان و لنعلنها صراحة نحن جاهزون للتحدي واجهنا ايها الشيطان بكامل اسلحتك فنحن لا نهابك لان لنا سلاح اقوي من كل اسلحتك و هو : اسم رب الجنود |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ" https://4.bp.blogspot.com/-_Z_DCDZMjg..._7394433_n.jpg "اِذْهَبُوا! هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ" (لوقا 3:10). كثيراً ما نقف أمام مكايد الأشرار موقف الحملان الوديعة من الذئاب المفترسة، إذ بحكم بنويّتنا لله، “نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ”، كحمل الله الوديع "الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل". آه، كم من المرات ننسى أننا حملان فنرتدي ثياب الذئاب، وإذا بنا نردّ على الشر بشرّ وعلى الشتيمة بشتيمة، وندبرّ لكل مكيدة مكيدة، وعندئذ نصير من حال سيّئ إلى حال أسوأ، لأننا أهملنا قول الكتاب: "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ (رومية 19:12-21). والحقيقة أن السبيل الوحيد لنجاة الحمل من الذئاب الخاطفة هو اتباع الراعي الأمين. إذ أن التخلّف عنه خطوة واحدة يعرّض الحمل للافتراس. فالحمل في حماية الراعي طالما يتبعه خطوة بعد خطوة. ولا شك أننا باتباع راعينا الصالح، وتمسكنا بصورة التعليم الصحيح، نأمن مكايد الأشرار، فنرفع هتافات الانتصار قائلين: "وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ". ولكي يتمكن الحمل من اتباع راعيه عليه أن يميّز ملامح وجهه ونبرات صوته. فعلينا إذاً أن نربض في المراعي الخضراء لنتفرّس في هيكل قدس الرب راعينا الحبيب الذي شهدت له حملان كثيرة بأنه "أبرع جمالاً من بني البشر"، و"حلقه حلاوة وكله مشتهيات". كما نقرأ من تعاليمه: "خرافي تسمع صوتي فتتبعني". يا أحبائي، إن الذئب لا يتجرأ أن يختطف فريسته من الحملان التي تكون بالقرب من الراعي. فهل نتعلم من الحملان دروس الالتجاء إلى الراعي بالصلاة الدائمة والصراخ إلى الرب؟ فنصرخ إليه في الفرج كما في الضيق، في الفرح كما في الحزن، في الصحة كما في المرض! لا تحاول أن تثأر لنفسك، فالحملان الوديعة لا تقوى على الدفاع عن نفسها أمام الذئاب المفترسة، لكنها بالتأكيد تقوى على الصراخ إلى الراعي، وهذا ما نحن مطالبون للعمل به؛ أن نصرخ إلى الرب الذي وعد بأن يحارب عنا ونحن صامتون. أشكرك أحبك كثيراً يسوع وينبوع الحياة هو الخلاص |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البحر وسفر الرؤيا 2 " ورأيتُ سماءً جديدة وارضاً جديدة، لأن السماء الأولى والأرض الأولى قد زالتا، وللبحر لم يبقَ وجود" (رؤيا 21 : 1).رأينا في المرة السابقة، ان هذه الاية تشير انه في السماء، في الحياة الابدية، بعد قيامة الاموات، لن يكون هناك البحر، علامة الشر والشيطان. علامة الموت وما يرتبط به. "فللموت لن يبقى وجود بعد الان، ولا للحزن ولا للصراخ، ولا للالم لن يبقى وجود بعد الان، لان العالم القديم قد زال" (رؤيا 21: 4). كم هو رائع!! كم هو رائع سيكون هذا العالم الجديد. لكننا الان نحيا في هذا العالم القديم، حيث نسمع صراخ، ونقاسي الالم، نحزن، ونري الموت باعيننا ينمو ويتكاثر. فماذا نفعل الان؟ هل فقط ننتظر مجىء هذا العالم الجديد؟ في العالم الجديد الرب يحضره بلا الم، بلا صعاب، بلا موت. فماذا حضر لنا في هذا العالم؟ هل فداء المسيح يقتصر فقط على العالم الجديد الاتي؟ لا نستطيع الرد بأختصار على كل هذه الاسئلة، لكن نستطيع ان نسرد حدث قد تم لبطرس (مت 14: 22- 32)، وهناك اعتقد، اجابة لكثير من هذه الاسئلة. احد المرات ترك المسيح تلاميذه بسفينة وذهب ليصلي. فأبتعدت السفينة عن البرّ، وبدأت تلطمها الامواج، بدء يعلو عليها البحر. نفس البحر السابق، بحر سفر الرؤيا، يعلو، ويعلو. واثناء الليل يأتي المسيح اليهم ساراً على المياه، وعندما يروه يخافوا، لانهم اعتقدوا انه شبح. فقال لهم المسيح لا تخافو انا هو. فيرد بطرس اذا كنت انت مُرني ان اتي اليك على المياه. فقال له تعال. وبالفعل يبدء بطرس ينظر اليه، للمسيح، ويمشي على المياه. بطرس يبدء يخاف فينظر اسفله فيبدء في الغرق فيرفعه المسيح. هذا الحدث ليس فقط معجزة لنتأمل قدرة المسيح وايمان بطرس او ضعفه. هذا الحدث هو مثال لما هو من الممكن ان تكون عليه حياتنا في هذا الدهر، هذا العالم الحالي. عالم ملىء بالمياه، بالبحر، وبكل ما يعنيه. والمسيحي يستطيع ان يسير عليها، ان يتسلطها، ان لا تغمره، بل بالاحرى يسودها، بمقدار نظره للمسيح. فالمياه لا تفارقه لكن ليس لها سلطة بعد عليه، تؤلمه لكن لا تحطمه. تحاصره لكن لا تهزمه. في هذا العالم يسوع المسيح لا يزيل البحر من الوجود (سيكون هكذا في السماء) بل يعطينا قدرة ان نسير عليه دون ان نغرق فيه. يكفي ان ننظر اليه،للمسيح، اي يكون هو هدف وصولنا، ومرسى سفينتنا. المسيحي في العالم مدعو الى ان ينظر للمسيح كي يمشي على المياه. فالبحر لا يكف عن الوجود الان، بحر سفر الرؤيا في هذا العالم مازال موجود، لكننا نستطيع ان لا نغرق فيه بأن ننظر للمسيح. ان ينادينا هو وننظر اليه فنسير فوق المياه. ويبقى السؤال كيف يمكننا ان ننظر للمسيح؟ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصوم الأربعيني المقدس
صوم الغلبة والانتصار في هذه الأيام المجيدة نقف في حيرة من التواضع المُذهل الذي لربنا يسوع، الذي وهو ليس بحاجة إلى شيء ما قط، تنازل جداً وصام لأجلنا نحن الذين عضتنا الحية بسمها القاتل بعدما استمعنا إليها وخضعنا لتدبيرها لهلاك أنفسنا، لأننا كلنا انخدعنا ووقعنا في شراكها ودخلنا في مرض عضال عديم الشفاء، ولم نستطع قط أن نفلت من القيد الذي صار في عُنقنا لكي نصير عبيد تحت سلطان الموت الذي لم يفلت منه أحد قط إذ بسببه قد [ وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة ] (عبرانيين 9: 27)، إذ قد تميزت حياتنا بأعمال الجسد وميلنا الغير منضبط نحو الخير الغير موجود فأسرعنا – بخطى ثابتة – نحو الهلاك الأبدي بكل نشاط إذ نفعل دائماً إرادة ميل قلبنا الشرير… وإذ كان هذا هو حالنا فقد ظهر في ملء الزمان كالتدبير، كلمة الله الذاتي المساوي والخالق الشريك مع الآب، ظهر في جسدنا نحن، أي اتخذ لنفسه طبعنا البالي القابل للموت، وشابهنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها فقط، وصار على شكلنا، إنساناً مثلنا، وقد ولد من العذراء القديسة مريم الدائمة البتولية، ومع أنه أتخذ جسدنا، لكنه لم يفقد شيئاً أو ينتقص مما كان له، إذ ظل كما هو قبل التجسد هو هو الإله الكلمة في ملء مجد ألوهيته، ولكنه أضاف إليه ما لم يكن له أي طبعنا نحن البشرّ، ولم يُظهر بهاء مجده في تواضع مذهل وتخلي فائق إذ أنه بحريته وإراداته وحده [ أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس ] (فيلبي 2: 7)، وذلك لكي يتقبل في جسده عضه الحية المُميتة، وبقدرة لاهوته الفائق الوصف والمعرفة يقضي على سمها في جسده ليكون هو ذاته ترياق الخلود، لكي كل من يؤمن به ويدخل فيه ويلبسه ينال الشفاء التام ويكون له الحياة الأبدية إذ أنه يتطبع بطبعه الغير قابل للموت، فيدخل كل إنسان مؤمن إيمان حقيقي في سرّ الخلود والحياة الجديدة في شخصه القدوس. لذلك نحن اليوم نشترك في نفس ذات الصوم عينه، لأنه ضمنا إلى نفسه حتى بنفس ذات طبعنا ينتصر لحسابنا الخاص، لكي حينما نشترك في صومه، نأخذ قوة نصرته على الشيطان لتصير كل تجاربه كلا شيء وكل عضة مُميته له في أنفسنا بلا قوة أو فاعلية، لأنها أُبطلت في المسيح يسوع إلهنا القدوس الحي، الذي سلمنا نصرته حينما اشتركنا كلنا في موته وقيامته، هذه التي نحياها كل يوم وكل ساعة لأننا نتقبل منه في كل وقت نقف بين يديه ونحيا بالإيمان بعمله، حياة النُصرة والغلبة، لأنه مكتوب عنه: [ خرج غالباً ولكي يغلب ] (رؤيا 6: 2)، [ والحي وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين أمين ولي مفاتيح الهاوية والموت ] (رؤيا 1: 18) لذلك يا إخوتي لنشترك في صومه بتقوى بكل تواضع ووداعة قلب، متمسكين بالشهادة: [ وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه ] (1يوحنا 5: 11)، ابنه الذي [ صعد إلى العلاء، سبى سبياً وأعطى الناس عطايا ] (أفسس 4: 8)، [ الجبار يسلب وغنيمة العاتي تفلت ] (إشعياء 49: 25)، لأننا كنا نحن الغنيمة التي لعدو الخير الحية القديمة، فافلتنا من فخ الصياد وأعطانا حرية مجد أولاد الله: [ لأنه ينجيك من فخ الصياد ومن الوبأ الخطر ] (مزمور 91: 3)، لذلك به وحده [ انفلتت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين، الفخ انكسر ونحن انفلتنا ] (مزمور 124: 7)، لذلك مكتوب لنا: [ إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت. لأنه ما كان الناموس عاجزاً عنه في ما كان ضعيفاً بالجسد، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد. لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ] (رومية 8: 1 – 4) ولكي ندخل في سرّ الغلبة والنصرة في المسيح يسوع على المستوى العملي في حياتنا اليومية، فأن الرسول يقول: [ فإذاً أيها الإخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه أن عشتم حسب الجسد (طلباته وشهواته) فستموتون ولكن أن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ] (رومية 1: 12 – 13)، وأعمال الجسد التي ينبغي أن نُميتها باستمرار وبدوام: [ وأعمال الجسد ظاهرة التي هي: زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر، وأمثال هذه التي أسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضاً أن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله ] (غلاطية 5: 19 – 21) وعلينا أن نُميت أعمال الجسد لا بقدرتنا أو قوتنا الخاصة بل بطلب قوة الله [ ولكن شكراً لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح ] (1كورنثوس 15: 57)، [ لأن كل من ولد من الله يغلب العالم، وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا ] (1يوحنا 5: 4) وينبغي يا إخوتي أن لا نحزن روح الله الذي به خُتمنا، وأن أحزناه علينا التوبة فوراً وبلا تأجيل، لأن به لنا الغلبة والنصرة الأكيدة لأنها مضمونه بسبب تجسد الكلمة الحي فينا: [ أن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات سيُحيي أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم ] (رومية 8: 11)، وعلينا أن نصغي لصوت الروح لكي يقودنا وحده، لأنه مكتوب: [ لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله. إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فأن كنا أولادا فإننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح أن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه ] (رومية 8: 14 – 17). وهبنا الله سرّ هذا الصوم المجيد لنستلم منه قوة الغلبة والنصرة في حياتنا لنحيا له ونغلب بقوته فنفوز بمجده، كونوا معافين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كنزى الحقيقي __________ https://upload.chjoy.com/uploads/1363502382292.jpg لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون. . بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا.مت 6 : 20_ 21 ربي يسوع الحبيب .. فى بداية الصوم المقدس انت تضع لي طريق حبك واساسه ان القلب لابد ان يكون على الطريق ولا يمكن ان يكون القلب على شيئ أخر. القلب الذى يمتلئ بكنوز الارض لا يستطيع ان يقترب من حب الله لان كنوز الارض تقف حائل او عائق يمنع عين القلب لترى حب الله كنوز الارض تحجب القلب من ان يرى حلاوة وجمال محبة المسيح ويجعل هناك مساحة كبيرة جدا بل هوة بين الانسان ومحبة المسيح .لان كنوز الارض تبًرد محبة الله ربى يسوع عندما تقابلت نفسى معك وسمعت صوتك يدعونى ان أكون لك وتحرك قلبي يطلبك ويشتاق ان يكون ملك لك .كان حالى قلبي يًرث له كله خراب وممتلئ بكل نجاسات العالم . رفعت عينى نحوك فسمعت صوتك يقول لا تكنوز لكم كنوز على الارض حيث يفسد السوس والصدا لم بكن قلبي به كنوز من المال ولكن ممتلئ بكنوز نجاسات الارض فسجدت تحت قدمك وصرخت من كل قلبي نحوك يا يسوع انقذنى من كنوز الدنس التى فى قلبي وماذا افعل اذا كانت هذه الكنوز مستقرة فى قلبي وفى كيانى وعندما ذابت عينى من دموعها امام ربي وبللت قدميه شعرت بنور ربي يسوع المسيح يسطع فى قلبي ويفتح عينى على كنز حقيقي والمفاجأة اننى اكتشفت ان هذا الكنز هو لى وملكى فرح قلبي جدا وسبح اسم الله لاننى اكتشفت كنز قلبى الحقيقي وطلبت من ربي يسوع ان يثبت قلبي على هذا الكنز الجميل وعندما طلب الله ان لا نكنز لنا كنز على الارض وهذا لاننا نملك كنز حقيقي اعظم من جميع كنوز الارض والعجيب الكنز الارضى يتعب جدا الانسان فى جمعه ويفقد فى جمعه الشباب والعمر ولكن كنز القلب المسيحى لا يتعب فيه الانسان بل يستلمه الانسان مباشرا من يد الله وبدون اى مقابل من الانسان الكنز الارضى يكون معرض للصدا والسوس وايضا للسرقة من اللصوص ولكن الكنز السماوى لا يقترب منه السارق او السوس هذا الكنز العجيب الذى صار لي هو دم ربنا يسوع وجسده الذى قدمه لي ربنا يسوع على مذبح الحب الالهى قدمه لى لانه يعلم انى فقير من اى طهارة او قداسة ولذلك صار جسد ودم ربنا يسوع هو طهارتى وقداستى . لان المسيح يعلم أنى متغير ومتقلب وكثيرا ما افقد كل شيئ بسبب جهلى فقدم لى ربى يسوع جسده ودمه ليكون دائما هو مصدر غنى نفسي وغطاء لنفسي من جميع عيوب حياتى : صلاة : ربي يسوع اشكرك جدا لانك كشفت لنفسى ما هو كنز قلبي الحقيقي الذى يكون عنده قلبي .منذ ان كشفت لي عن كنزى الحقيقي وهو جسدك المقدس ودمك الكريم وقلبي قد تعلق به وفرح به فرح حقيقي ومجيد , امتلكت كنزك الالهى قلبي وصار هو مصدر فرحى الحقيقي وصغرت كل كنوز العالم امام عظمة ومجد عطيتك الثمينة . ربي يسوع اتمسك بكنزى الحقيقي دمك المقدس الذى ثمنه يفوق تمن الكون كله بل كل الكون هباء ولا شيئ امام قيمة دمك يا ابن الله وهذا الدم هو كنزى اشرب منه دائما لينتقل لنفسى ولروحى الحياة لكى تبتلع الحياة الموت الذى فى نفسي يسرى دمك الالهى فى كيانى الروحى لكى يقدسه دائما من اى اوساخ تتسرب الى داخلى قلبي اشكرك ايها الحبيب الذى تهتمى بنفسى الى هذا الحد انك وهبتنى دمك الالهى لكى يًقدس دائما نفسى وكيانى الداخلي لك ومن اجلك ربي الحبيب يسوع ما اعظم كنزك فى قلبي افرح جدا به اكتفى به لا اريد اى شيئ اخر معه هو الان كنز عمرى الذى اتمسك به حتى النفس الاخير هو الذى سوف ادخل به الى السماء لا املك شيئ غيره يارب اتقدم به امام كرسيك يوم الدينونة العظيم اقدمه لك لانه هو كل رجائي الذى اعتمد عليه وحده فى يوم الدينونة العظيم اتضرع اليك يارب ان تجعل قلبي دائما على كنزى حتى النفس الاخير ولا تحرمني منه ابدا وارجوك ان تكشف لكل النفوس البسيطة التى تسعى نحوك وتًريد الدخول فى مجال حبك ان تكشف لهم الطريق لرؤية عظمة ومجد كنزهم وهو دمك الالهى وجسدك الكريم الذى هو افضل واعظم كنز فى الوجود وانت فى احد الكنوز عندما ناديت فى الاية متى الاصحاح السادس لا تكنوز لكم كنوزا على الارض وذلك لاننا اصبح لنا كنز مجانى فائق لكل كنوز الارض فهبنا ان تنفتح عيون قلوبنا ليلا ونهارا على كنز قلبنا الحقيقي الذى نحمله الى الدهر الاتى بل بالاحرى هو الذى سوف يحملنا الى الدهر الاتى متبررين مجانا منه وبلا لوم فى المحبة متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح رو 3: 24 |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة الإلهية و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟
http://blog.adw.org/wp-content/uploa...-the-Cross.jpg المحبة الإلهية و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟ ليس المسيحي الحقيقي هو كل من يعتنق الديانة المسيحية، أو نال المعمودية المسيحية، ويذهب إلى الكنيسة، ويدفع "العشور". وإنما من هو المسيحي؟ أولاً: ابنٌ لله هو من أولاد الله، نتيجة لولادة ثانية، ولادة روحية، ولادة من فوق نتيجة للإيمان القلبي الحقيقي بيسوع المسيح الذي "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ" (يوحنا 11:1-13). هذا ينطبق على جميع المؤمنين من أصغرهم إلى أكبرهم. لذلك حين كتب الرسول يوحنا إلى المؤمنين الصغار، أي الجُدد في الإيمان، قال لهم: "... أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [أي المولودين حديثاً]، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ" (1يوحنا 13:2). فالطفل الصغير هو ابنٌ لأبيه، تماماً مثل الابن البالغ في السن. وهذه الحقيقة تستحقّ التقدير، لذلك قال أيضاً في (1يوحنا 1:3-2) "اُنْظُرُوا [أي تأمّلوا جيداً] أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ". هذه الولادة يُعَبَّر عنها في الكتاب المقدس بأنها خليقة جديدة، "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2كورنثوس 17:5). وهي أيضاً قيامة من الموت، أي الموت الروحي، فنحن كلنا كنا أموات بالذنوب والخطايا (أفسس1:2). ولكن "اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ" (أفسس 4:2-5). ثانياً: قد نال غفران الخطايا إن أول ما يدركه المسيحي الحقيقي حين يعترف بخطاياه ويؤمن بيسوع المسيح، أي يقبله في قلبه، هو أنه قد تخلّص من حمل ثقيل، وهو غفران خطاياه. هذا الغفران الكامل هو من نصيب كل مؤمن حقيقي، لذلك قبل أن يوجِّه الرسول يوحنا كلامه للفئات الثلاث من المؤمنين - أي الآباء والأحداث والأطفال - قال للجميع: "أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [وهي تعني الأعزاء]، لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ" (1يوحنا 12:2). هذه حقيقة يجب أن تملأ قلوبنا بالفرح!!! ويؤكدها الروح القدس في أماكن كثيرة من كلمة الله، فيقول: "مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا" (كولوسي 13:2)، وأيضاً "الَّذِي فِيهِ [أي في المسيح] لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1). ويقول الروح القدس عن المسيح: "لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا" (أعمال 43:10). ونجد في العهد القديم تشبيهات وعبارات مجازية عن كمال هذا الغفران فيقول داود في مزمور 12:103 "كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا". وقال الرب على فم إشعياء: "أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا" (إشعياء 25:43). وأيضاً "قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ" (إشعياء 22:44). وقال ميخا النبي: "وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ" (ميخا 19:7). كل هذه العبارات تملأ القلب فرحاً وسلاماً فيهتف المؤمن قائلاً: "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (رومية 1:8). هللويا!!! ثالثاً: التبرير المسيحي الحقيقي قد أصبح باراً في نظر الله. هذا مقامه الجديد. والتبرير يعني أكثر من مجرد الغفران، فقد يصفح إنسان عن شخص سرق منه مبلغاً من المال، لكن لا يمكن أن يعتبره أنه لم يذنب إليه. الرسالة إلى رومية تعلمنا الكثير عن التبرير الإلهي، لأن هذا موضوعها الأساسي. في رومية 3 نتعلم أولاً أنه "بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ" (عدد 20). ولكنه يخبرنا أيضاً عن "بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ" (عدد 22)، ثم يضيف قائلاً لنا: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (عدد 24). وفي رومية 5:4 يقول: "وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا". ما أجمل عبارة "يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ" لمسمع كل مؤمن أدرك حقيقة أمره قبل الإيمان! وفي رومية 1:5 "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". هذا التبرير كان لازماً لنا لنتمتّع بسلام كامل مع الله. تصوّر ولداً كان سلوكه رديئاً ولكن شخصاً شريفاً جعله ابناً له. هل يمكن لهذا الابن أن يكون سعيداً إن كان أبوه ينظر إليه كشخص رديء مع أنه سامحه ؟ شكراً لله لأنه هو وحده الذي يستطيع أن يبرّر الفاجر. رابعاً: المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس. وهذا ينطبق على مؤمني العهد الجديد. وهذا نتعلّمه بوضوح مما جاء في يوحنا 39:7 "قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ". ولذلك قبل ذهابه إلى الصليب وعد المسيح تلاميذه أنه سيطلب من الآب ليعطيهم معزياً آخر، هو الروح القدس. وقال: "وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" (يوحنا 26:14). قبول الروح القدس، أي سكناه في المسيحي الحقيقي هو الختم الإلهي لكل مؤمن حقيقي في عصر الكنيسة، كما جاء في أفسس 13:1 "إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ". وهو العربون، أي الضمان لميراثنا. حقاً ما أكثر الفوائد والامتيازات للمسيحي الحقيقي، الناتجة عن سكنى الروح القدس فيه، مثل ما جاء في غلاطية 16:5 "وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ"، وهو الذي ينتج فينا ثمر الروح "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غلاطية 22:5-23). "وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا“ (رومية 26:8). ليتنا جميعاً نمتلئ بالروح لكي نحيا الحياة التي يريدها الرب لنا. خامساً: كل مسيحي حقيقي هو عضو في الكنيسة الكنيسة "الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ [أي جسد المسيح]، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (أفسس 23:1). والكنيسة كما رأينا في الدراسات السابقة هي أيضاً بيت الله، وهيكل الروح القدس. كما أنها عروس المسيح، وهو أحبّها وأسلم نفسه لأجلها "لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ" (أفسس 26:5-27). سادساً: المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي "فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ [أي وطننا، كما تقول الترجمة التفسيرية] هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ" (فيلبي 20:3-21). والمسيحي في نفس الوقت مواطن على هذه الأرض، وعليه أن يخضع "لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ" (رومية 1:13)، على أنه "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (أعمال 29:5). وعلى المسيحي أن يكون نوراً في هذا العالم وأن لا ينسى أن وطنه الأبدي هو في السماء في بيت الآب. كل ما سبق ذكره في هذا المقال ينطبق على كل مسيحي حقيقي، كبيراً كان أم صغيراً، صاحب مواهب بارزة أم إنسان بسيط، فهو بكل تأكيد ابن لله، غُفرت خطاياه، تبرّر بالإيمان، يسكنه روح الله الذي به جميعنا اعتمدنا إلى جسد واحد، جسد المسيح. وطنه النهائي هو في السماء التي منها ينتظر مجيء ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد إلى أبد الآبدين، آمين. والرب المجيد المعظم يحبنا جميعاً وهو الذي يعيننا في طلبنا لأجل الخلاص لنكن كاملين دائماً متحدين معه لننال الحياة الأبدية آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة الإلهية و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟
http://blog.adw.org/wp-content/uploa...-the-Cross.jpg المحبة الإلهية و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟ ليس المسيحي الحقيقي هو كل من يعتنق الديانة المسيحية، أو نال المعمودية المسيحية، ويذهب إلى الكنيسة، ويدفع "العشور". وإنما من هو المسيحي؟ أولاً: ابنٌ لله هو من أولاد الله، نتيجة لولادة ثانية، ولادة روحية، ولادة من فوق نتيجة للإيمان القلبي الحقيقي بيسوع المسيح الذي "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ" (يوحنا 11:1-13). هذا ينطبق على جميع المؤمنين من أصغرهم إلى أكبرهم. لذلك حين كتب الرسول يوحنا إلى المؤمنين الصغار، أي الجُدد في الإيمان، قال لهم: "... أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [أي المولودين حديثاً]، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ" (1يوحنا 13:2). فالطفل الصغير هو ابنٌ لأبيه، تماماً مثل الابن البالغ في السن. وهذه الحقيقة تستحقّ التقدير، لذلك قال أيضاً في (1يوحنا 1:3-2) "اُنْظُرُوا [أي تأمّلوا جيداً] أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ". هذه الولادة يُعَبَّر عنها في الكتاب المقدس بأنها خليقة جديدة، "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2كورنثوس 17:5). وهي أيضاً قيامة من الموت، أي الموت الروحي، فنحن كلنا كنا أموات بالذنوب والخطايا (أفسس1:2). ولكن "اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ" (أفسس 4:2-5). ثانياً: قد نال غفران الخطايا إن أول ما يدركه المسيحي الحقيقي حين يعترف بخطاياه ويؤمن بيسوع المسيح، أي يقبله في قلبه، هو أنه قد تخلّص من حمل ثقيل، وهو غفران خطاياه. هذا الغفران الكامل هو من نصيب كل مؤمن حقيقي، لذلك قبل أن يوجِّه الرسول يوحنا كلامه للفئات الثلاث من المؤمنين - أي الآباء والأحداث والأطفال - قال للجميع: "أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [وهي تعني الأعزاء]، لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ" (1يوحنا 12:2). هذه حقيقة يجب أن تملأ قلوبنا بالفرح!!! ويؤكدها الروح القدس في أماكن كثيرة من كلمة الله، فيقول: "مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا" (كولوسي 13:2)، وأيضاً "الَّذِي فِيهِ [أي في المسيح] لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1). ويقول الروح القدس عن المسيح: "لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا" (أعمال 43:10). ونجد في العهد القديم تشبيهات وعبارات مجازية عن كمال هذا الغفران فيقول داود في مزمور 12:103 "كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا". وقال الرب على فم إشعياء: "أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا" (إشعياء 25:43). وأيضاً "قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ" (إشعياء 22:44). وقال ميخا النبي: "وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ" (ميخا 19:7). كل هذه العبارات تملأ القلب فرحاً وسلاماً فيهتف المؤمن قائلاً: "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (رومية 1:8). هللويا!!! ثالثاً: التبرير المسيحي الحقيقي قد أصبح باراً في نظر الله. هذا مقامه الجديد. والتبرير يعني أكثر من مجرد الغفران، فقد يصفح إنسان عن شخص سرق منه مبلغاً من المال، لكن لا يمكن أن يعتبره أنه لم يذنب إليه. الرسالة إلى رومية تعلمنا الكثير عن التبرير الإلهي، لأن هذا موضوعها الأساسي. في رومية 3 نتعلم أولاً أنه "بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ" (عدد 20). ولكنه يخبرنا أيضاً عن "بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ" (عدد 22)، ثم يضيف قائلاً لنا: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (عدد 24). وفي رومية 5:4 يقول: "وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا". ما أجمل عبارة "يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ" لمسمع كل مؤمن أدرك حقيقة أمره قبل الإيمان! وفي رومية 1:5 "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". هذا التبرير كان لازماً لنا لنتمتّع بسلام كامل مع الله. تصوّر ولداً كان سلوكه رديئاً ولكن شخصاً شريفاً جعله ابناً له. هل يمكن لهذا الابن أن يكون سعيداً إن كان أبوه ينظر إليه كشخص رديء مع أنه سامحه ؟ شكراً لله لأنه هو وحده الذي يستطيع أن يبرّر الفاجر. رابعاً: المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس. وهذا ينطبق على مؤمني العهد الجديد. وهذا نتعلّمه بوضوح مما جاء في يوحنا 39:7 "قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ". ولذلك قبل ذهابه إلى الصليب وعد المسيح تلاميذه أنه سيطلب من الآب ليعطيهم معزياً آخر، هو الروح القدس. وقال: "وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" (يوحنا 26:14). قبول الروح القدس، أي سكناه في المسيحي الحقيقي هو الختم الإلهي لكل مؤمن حقيقي في عصر الكنيسة، كما جاء في أفسس 13:1 "إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ". وهو العربون، أي الضمان لميراثنا. حقاً ما أكثر الفوائد والامتيازات للمسيحي الحقيقي، الناتجة عن سكنى الروح القدس فيه، مثل ما جاء في غلاطية 16:5 "وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ"، وهو الذي ينتج فينا ثمر الروح "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غلاطية 22:5-23). "وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا“ (رومية 26:8). ليتنا جميعاً نمتلئ بالروح لكي نحيا الحياة التي يريدها الرب لنا. خامساً: كل مسيحي حقيقي هو عضو في الكنيسة الكنيسة "الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ [أي جسد المسيح]، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (أفسس 23:1). والكنيسة كما رأينا في الدراسات السابقة هي أيضاً بيت الله، وهيكل الروح القدس. كما أنها عروس المسيح، وهو أحبّها وأسلم نفسه لأجلها "لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ" (أفسس 26:5-27). سادساً: المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي "فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ [أي وطننا، كما تقول الترجمة التفسيرية] هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ" (فيلبي 20:3-21). والمسيحي في نفس الوقت مواطن على هذه الأرض، وعليه أن يخضع "لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ" (رومية 1:13)، على أنه "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (أعمال 29:5). وعلى المسيحي أن يكون نوراً في هذا العالم وأن لا ينسى أن وطنه الأبدي هو في السماء في بيت الآب. كل ما سبق ذكره في هذا المقال ينطبق على كل مسيحي حقيقي، كبيراً كان أم صغيراً، صاحب مواهب بارزة أم إنسان بسيط، فهو بكل تأكيد ابن لله، غُفرت خطاياه، تبرّر بالإيمان، يسكنه روح الله الذي به جميعنا اعتمدنا إلى جسد واحد، جسد المسيح. وطنه النهائي هو في السماء التي منها ينتظر مجيء ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد إلى أبد الآبدين، آمين. والرب المجيد المعظم يحبنا جميعاً وهو الذي يعيننا في طلبنا لأجل الخلاص لنكن كاملين دائماً متحدين معه لننال الحياة الأبدية آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة الإلهية و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟
http://blog.adw.org/wp-content/uploa...-the-Cross.jpg المحبة الإلهية و المسيحي الحقيقي فمن هو ؟ ليس المسيحي الحقيقي هو كل من يعتنق الديانة المسيحية، أو نال المعمودية المسيحية، ويذهب إلى الكنيسة، ويدفع "العشور". وإنما من هو المسيحي؟ أولاً: ابنٌ لله هو من أولاد الله، نتيجة لولادة ثانية، ولادة روحية، ولادة من فوق نتيجة للإيمان القلبي الحقيقي بيسوع المسيح الذي "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ" (يوحنا 11:1-13). هذا ينطبق على جميع المؤمنين من أصغرهم إلى أكبرهم. لذلك حين كتب الرسول يوحنا إلى المؤمنين الصغار، أي الجُدد في الإيمان، قال لهم: "... أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [أي المولودين حديثاً]، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ" (1يوحنا 13:2). فالطفل الصغير هو ابنٌ لأبيه، تماماً مثل الابن البالغ في السن. وهذه الحقيقة تستحقّ التقدير، لذلك قال أيضاً في (1يوحنا 1:3-2) "اُنْظُرُوا [أي تأمّلوا جيداً] أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ". هذه الولادة يُعَبَّر عنها في الكتاب المقدس بأنها خليقة جديدة، "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2كورنثوس 17:5). وهي أيضاً قيامة من الموت، أي الموت الروحي، فنحن كلنا كنا أموات بالذنوب والخطايا (أفسس1:2). ولكن "اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ" (أفسس 4:2-5). ثانياً: قد نال غفران الخطايا إن أول ما يدركه المسيحي الحقيقي حين يعترف بخطاياه ويؤمن بيسوع المسيح، أي يقبله في قلبه، هو أنه قد تخلّص من حمل ثقيل، وهو غفران خطاياه. هذا الغفران الكامل هو من نصيب كل مؤمن حقيقي، لذلك قبل أن يوجِّه الرسول يوحنا كلامه للفئات الثلاث من المؤمنين - أي الآباء والأحداث والأطفال - قال للجميع: "أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [وهي تعني الأعزاء]، لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ" (1يوحنا 12:2). هذه حقيقة يجب أن تملأ قلوبنا بالفرح!!! ويؤكدها الروح القدس في أماكن كثيرة من كلمة الله، فيقول: "مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا" (كولوسي 13:2)، وأيضاً "الَّذِي فِيهِ [أي في المسيح] لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1). ويقول الروح القدس عن المسيح: "لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا" (أعمال 43:10). ونجد في العهد القديم تشبيهات وعبارات مجازية عن كمال هذا الغفران فيقول داود في مزمور 12:103 "كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا". وقال الرب على فم إشعياء: "أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا" (إشعياء 25:43). وأيضاً "قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ" (إشعياء 22:44). وقال ميخا النبي: "وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ" (ميخا 19:7). كل هذه العبارات تملأ القلب فرحاً وسلاماً فيهتف المؤمن قائلاً: "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (رومية 1:8). هللويا!!! ثالثاً: التبرير المسيحي الحقيقي قد أصبح باراً في نظر الله. هذا مقامه الجديد. والتبرير يعني أكثر من مجرد الغفران، فقد يصفح إنسان عن شخص سرق منه مبلغاً من المال، لكن لا يمكن أن يعتبره أنه لم يذنب إليه. الرسالة إلى رومية تعلمنا الكثير عن التبرير الإلهي، لأن هذا موضوعها الأساسي. في رومية 3 نتعلم أولاً أنه "بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ" (عدد 20). ولكنه يخبرنا أيضاً عن "بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ" (عدد 22)، ثم يضيف قائلاً لنا: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (عدد 24). وفي رومية 5:4 يقول: "وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا". ما أجمل عبارة "يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ" لمسمع كل مؤمن أدرك حقيقة أمره قبل الإيمان! وفي رومية 1:5 "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ". هذا التبرير كان لازماً لنا لنتمتّع بسلام كامل مع الله. تصوّر ولداً كان سلوكه رديئاً ولكن شخصاً شريفاً جعله ابناً له. هل يمكن لهذا الابن أن يكون سعيداً إن كان أبوه ينظر إليه كشخص رديء مع أنه سامحه ؟ شكراً لله لأنه هو وحده الذي يستطيع أن يبرّر الفاجر. رابعاً: المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس المسيحي الحقيقي يسكن فيه روح الله القدوس. وهذا ينطبق على مؤمني العهد الجديد. وهذا نتعلّمه بوضوح مما جاء في يوحنا 39:7 "قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ". ولذلك قبل ذهابه إلى الصليب وعد المسيح تلاميذه أنه سيطلب من الآب ليعطيهم معزياً آخر، هو الروح القدس. وقال: "وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" (يوحنا 26:14). قبول الروح القدس، أي سكناه في المسيحي الحقيقي هو الختم الإلهي لكل مؤمن حقيقي في عصر الكنيسة، كما جاء في أفسس 13:1 "إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ". وهو العربون، أي الضمان لميراثنا. حقاً ما أكثر الفوائد والامتيازات للمسيحي الحقيقي، الناتجة عن سكنى الروح القدس فيه، مثل ما جاء في غلاطية 16:5 "وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ"، وهو الذي ينتج فينا ثمر الروح "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غلاطية 22:5-23). "وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا“ (رومية 26:8). ليتنا جميعاً نمتلئ بالروح لكي نحيا الحياة التي يريدها الرب لنا. خامساً: كل مسيحي حقيقي هو عضو في الكنيسة الكنيسة "الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ [أي جسد المسيح]، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (أفسس 23:1). والكنيسة كما رأينا في الدراسات السابقة هي أيضاً بيت الله، وهيكل الروح القدس. كما أنها عروس المسيح، وهو أحبّها وأسلم نفسه لأجلها "لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ" (أفسس 26:5-27). سادساً: المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي "فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ [أي وطننا، كما تقول الترجمة التفسيرية] هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ" (فيلبي 20:3-21). والمسيحي في نفس الوقت مواطن على هذه الأرض، وعليه أن يخضع "لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ" (رومية 1:13)، على أنه "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (أعمال 29:5). وعلى المسيحي أن يكون نوراً في هذا العالم وأن لا ينسى أن وطنه الأبدي هو في السماء في بيت الآب. كل ما سبق ذكره في هذا المقال ينطبق على كل مسيحي حقيقي، كبيراً كان أم صغيراً، صاحب مواهب بارزة أم إنسان بسيط، فهو بكل تأكيد ابن لله، غُفرت خطاياه، تبرّر بالإيمان، يسكنه روح الله الذي به جميعنا اعتمدنا إلى جسد واحد، جسد المسيح. وطنه النهائي هو في السماء التي منها ينتظر مجيء ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد إلى أبد الآبدين، آمين. والرب المجيد المعظم يحبنا جميعاً وهو الذي يعيننا في طلبنا لأجل الخلاص لنكن كاملين دائماً متحدين معه لننال الحياة الأبدية آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ"
http://www.bayt4.com/vb/bayt4/img_1344443845_553.jpg "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضًا" (يعقوب 2:3). "إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هذَا بَاطِلَةٌ" (يعقوب 26:1). كنت مرة في زيارة قسيس صديق لي فاستأذنته لاستعمال تليفونه للاتصال بعائلتي. وكان التليفون معلقاً على جدار المطبخ. وما أن توجّهت إليه لأطلب الرقم، حتى لاحظت شيئاً فريداً من نوعه. آية كتابية صغيرة مطبوعة على الآلة الكاتبة ومعلّقة على الجدار فوق جهاز الهاتف، وهي تقول: "اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ" (مزمور 3:141). فأدركت على الفور أننا بقوتنا نحن لا نقدر أن نلجم ألسنتنا وإنما نستطيع ذلك بمساعدة الرب. ثم أمضيت وقتاً ممتعاً مع كتابي المقدس وفهرسه أطالع فيه باهتمام ولذة كل ما له علاقة بـ "اللسان" و"الكلام" و"الأقوال". وقد دُهشت لعدد الآيات والمقاطع التي تتعلق بألسنتنا وبما يصدر عنها من كلمات تمسّ حياة المؤمن في الصميم. وإليكم بعضها: "هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ... وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لأَنَّهُمْ بِلاَ عَيْبٍ قُدَّامَ عَرْشِ اللهِ" (رؤيا 4:14-5). "مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ" (متى 34:12). "لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ" (متى 37:12). "لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي" (مزمور 14:19). "اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ" (أمثال 21:18). وكنت فيما مضى قد جمعت طائفة من الأقوال الحكيمة عن اللسان والكلام، وإليكم بعضها: 1- ما أخف وزن اللسان، لكن ما أقلّ الذين يقدرون على ضبطه! 2- أعظم العظات هي تلك التي تُقدّم بصمت. 3- معظمنا يعرف كيف يسكت، لكن قليلين يعرفون متى. 4- لا يحتاج الإنسان أن يكون ذكياً حتى ينطق بالحكمة. 5- بعض الناس يظنون أن ارتفاع الصوت دليل على صحة الكلام. 6- اللسان الحاد يقص الحنجرة. 7- الكرامة هي المقدرة على تحكيم العقل على اللسان. 8- الأشخاص الهادئون ليسوا هم فقط الذين لا يتكلمون كثيراً. 9- عندما تدخل في حديث مع صديقك تأكد من أنه يأخذ حريته بين الحين والآخر. 10- إذا كان عملك يتحدّث عن نفسه فلا تقاطعه. 11- الإنسان الكثير الكلام والقليل الأفعال هو كحديقة ملأى بالأعشاب البرية. 12- كن حذراً بخصوص الأقوال التي تفوه بها بحيث تكون حلوة وناعمة ، فأنت لا تعرف متى ستأكل منها. وما أجمل أن نختم هذه التأملات بما قاله الرسول يعقوب بشأن اللسان: "وَأَمَّا اللِّسَانُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّله. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا. بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللهِ. مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا" (يعقوب 8:3-10). هل أنت محترس لكلامك؟ هل يظهر من كلامك أن الله يسيطر على لسانك؟ وهل ترغب في بلوغ درجة الكمال أو النضج الروحي؟ إذن دع الله يلجم لسانك. Jesus Christ loves you |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ"
http://www.bayt4.com/vb/bayt4/img_1344443845_553.jpg "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضًا" (يعقوب 2:3). "إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هذَا بَاطِلَةٌ" (يعقوب 26:1). كنت مرة في زيارة قسيس صديق لي فاستأذنته لاستعمال تليفونه للاتصال بعائلتي. وكان التليفون معلقاً على جدار المطبخ. وما أن توجّهت إليه لأطلب الرقم، حتى لاحظت شيئاً فريداً من نوعه. آية كتابية صغيرة مطبوعة على الآلة الكاتبة ومعلّقة على الجدار فوق جهاز الهاتف، وهي تقول: "اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ" (مزمور 3:141). فأدركت على الفور أننا بقوتنا نحن لا نقدر أن نلجم ألسنتنا وإنما نستطيع ذلك بمساعدة الرب. ثم أمضيت وقتاً ممتعاً مع كتابي المقدس وفهرسه أطالع فيه باهتمام ولذة كل ما له علاقة بـ "اللسان" و"الكلام" و"الأقوال". وقد دُهشت لعدد الآيات والمقاطع التي تتعلق بألسنتنا وبما يصدر عنها من كلمات تمسّ حياة المؤمن في الصميم. وإليكم بعضها: "هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ... وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لأَنَّهُمْ بِلاَ عَيْبٍ قُدَّامَ عَرْشِ اللهِ" (رؤيا 4:14-5). "مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ" (متى 34:12). "لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ" (متى 37:12). "لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي" (مزمور 14:19). "اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ" (أمثال 21:18). وكنت فيما مضى قد جمعت طائفة من الأقوال الحكيمة عن اللسان والكلام، وإليكم بعضها: 1- ما أخف وزن اللسان، لكن ما أقلّ الذين يقدرون على ضبطه! 2- أعظم العظات هي تلك التي تُقدّم بصمت. 3- معظمنا يعرف كيف يسكت، لكن قليلين يعرفون متى. 4- لا يحتاج الإنسان أن يكون ذكياً حتى ينطق بالحكمة. 5- بعض الناس يظنون أن ارتفاع الصوت دليل على صحة الكلام. 6- اللسان الحاد يقص الحنجرة. 7- الكرامة هي المقدرة على تحكيم العقل على اللسان. 8- الأشخاص الهادئون ليسوا هم فقط الذين لا يتكلمون كثيراً. 9- عندما تدخل في حديث مع صديقك تأكد من أنه يأخذ حريته بين الحين والآخر. 10- إذا كان عملك يتحدّث عن نفسه فلا تقاطعه. 11- الإنسان الكثير الكلام والقليل الأفعال هو كحديقة ملأى بالأعشاب البرية. 12- كن حذراً بخصوص الأقوال التي تفوه بها بحيث تكون حلوة وناعمة ، فأنت لا تعرف متى ستأكل منها. وما أجمل أن نختم هذه التأملات بما قاله الرسول يعقوب بشأن اللسان: "وَأَمَّا اللِّسَانُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّله. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا. بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللهِ. مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا" (يعقوب 8:3-10). هل أنت محترس لكلامك؟ هل يظهر من كلامك أن الله يسيطر على لسانك؟ وهل ترغب في بلوغ درجة الكمال أو النضج الروحي؟ إذن دع الله يلجم لسانك. Jesus Christ loves you |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعالى لى
https://upload.chjoy.com/uploads/1363932618831.jpg يااللي عايش في مرارة حزن ونوح مش لاقي الفرحة ولا شفاء للجروح يسوع المسيح هو وحده الباب وهو ما زال مفتوح تعال اليه بتوبة قلبية تعال الى حمل الله المذبوح اصرخ اليه من القلب واحتمي في جنبه المجروح أسرع حالا اليه وقول له ارحمني انا الخاطي هو شافيك من الخطية اللي أتعبتك وخلتك مطروح ما تأجل وتقول بكرة او بعدين ...لأمش مسموح مش ضامن عمرك وفي كل لحظة ممكن تسلم الروح الرب بيقول لك تعال الآن تلاقي غفراني لك ممنوح خذ خلاص مجاني وتمتع بالحياة الابدية قبل ما عليك تروح سلم حياتك لي واخضع بتصير حياتك رائحة الناردين منها تفوح |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا يسمح الله بالتجارب الشديدة؟ https://upload.chjoy.com/uploads/1363841592742.jpg الله يسمح بالتجربة بغرض معين يختلف من شخص إلى شخص. فبالنسبة لمارمرقس كان سبب التجربة كما قلنا هو خطة الله في حياة مارمرقس أن ينتقل هو وعائلته من القيروان إلى أورشليم حتى يصبح من التلاميذ وأحد رسل السيد المسيح السبعين لأن له رسالة معينة سيؤديها. أما بالنسبة لأيوب. فالشكوى التي اشتكاها الشيطان على أيوب والتي يشتكيها على كل أولاد الله، هي: "هل مجانًا يتقي أيوب الله؟"، "هل مجانًا يتقي الإنسان الله؟". يشتكي الشيطان على الإنسان للرب قائلًا: لقد أعطيته الصحة، والمال، والنجاح، والكرامة من الناس، فطبيعي أن يعبدك. هو يعبدك لأنك أعطيت له. يعبدك لأنك تغدق عليه العطاء. وإذا منعت عنه هذا العطاء أو حرمته منه، سترى ماذا سيفعل هذا الإنسان. والله يريد أن يكشف معدن الإنسان، يريد أن يذكيه أكثر ويريد أن يعطيه إكليلًا أكبر. فيسمح الله بهذه التجربة. يد الرب قد خرجت على أيوب كي ما تمتحن أيوب كي ما يتذكى أيوب، مثل أرشيف مارمرقس وغيره. جيد أن الإنسان عندما يدخل في ضيقة من هذا النوع، معناها أنا الرب يريد أن ينقيه ويصفيه "كفضة مصفاه" فالحياة لا تخلو من الشوائب. والتجارب هي الوسيلة التي ينقي بها الله الإنسان. † فلا يجب أن يأخذ الإنسان التجارب على أنها عدم محبة من الله ويظل يردد: الله لا يحبني. لماذا تركني؟ لماذا يسمح بهذا؟ ألست مواظبًا على الكنيسة؟ ألست أصلي؟ لا بد أن نفهم سياسة وحكمة ومقاصد الرب. من كتاب عظات عن القديس مرقس - القس مرقس ميلاد |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نعمة التجارب وفائدتها الأرشيذياكون حبيب جرجس https://upload.chjoy.com/uploads/1363758805183.jpg إنَّ الله تعالى يستعمل التجارب بمنزلة علاجٍ شافٍ، بها يجعلنا آنية طاهرة نقية. فلا يجب أنْ ننظر إليها كنقمة بل كنعمة من الله. بها يُصلِح نفوسنا. ويُرقِّى أخلاقنا ويُهذِّبها، ويُزكِّى أرواحنا، ويزيل كبرياءنا وفسادنا، يجعل ذاته سندنا الوحيد، ويرفع أرواحنا من الأرض إلى السماء. فإنَّنا لا نجد وقتاً ترتفع فيه أنفسنا عن العالم وتلتصق بالله أكثر من زمن التجارب. في تلك الأوقات تنحلّ القيود والسلاسل التي تُقيّدنا بالدنيا وتصعد عقولنا إلى فوق إلى السماء، وفي ذلك راحة كبرى للنفس، وتعزية تامة تَحِفّ وطأة المصائب. طوبى لمَنْ ينظر إلى التجارب هذه النظرة حيث يرى أنَّ يد الله الحنون هي التي أصابته فيقبل التجربة حباً به تعالى وإكراماً له، وتنتبه نفسه وترجع لاجئة بمصدر راحتها. لنعلم أنَّ كل تجربة أو ألم أو حزن أو كل ما يُصيبنا في العالم إنَّما هو موجة من أمواج بحر هذا العالم المتلاطم المضطرب الهائج بالعواصف والأنواء الكثيرة، ترفع بنا من البحر إلى شاطئ السلام وتُقرِّبنا إلى السماء. وترفعنا عن دنيا العالم وتُعلن لنا خداعه وغروره ولكن عدم مبالاتنا بهذه التجارب مما يُزيد آلامنا ويُضاعف ضيقاتنا. كما أنَّ المريض لا يستفيد من دواء الطبيب إذا لم يُراعِ إرشاده، كذلك أولئك الذين يستهينون بالتجارب فإنَّهم لا ينتفعون ممَّا يُصيبهم. وربما لا يجدون وقتاً ولا فرصة أخرى لتقويم نفوسهم. من أحسن علاجات النفس لاحتمال التجارب قول الرسول "لأنَّ خِفَّة ضِيقَتنا تُنشئ لنا فَأكثَر مَجْدٍ أبديّاً" 2كو (17:4) فهذا وحده يكفينا لنتعلَّم احتمال الآلام بصبرٍ جميل. لأنَّه إنْ كان المجد يكثُر للنفس باحتمالها التجارب، وإنْ كانت الضيقات واسطة لزيادة المجد، فما بالك أيَّتها النفس تتذمَّرين ممَّا يُزيد من مجدك ويُضاعف من راحتك الأبدية. تعزية كبرى أنْ تتأمل النفس بأنَّ الراحة الأبدية والسعادة الكاملة تُكال لنا بكؤوس أكبر وأوسع من كؤوس الأحزان التي نشربها في العالم. وأنَّ آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أنْ يُستعلن فينا. فلماذا يغيظك أيَّتها النفس وقوعك تحت رَحَىَ تجارب العالم مادامت هي تطحنك وتُصيرك دقيقاً نقياً. وبدخولك في نيران الألم تصيرين صالحة لأنْ تكونِ خبزاً طاهراً أمام الله وأنَّ دخولك الآتون لا يُقصد منه إلاَّ خروجك منه أيضاً صافية كالذهب الخالص. وإذا كانت يد الرب هي التي شاءت تأديبنا فمَنْ يرفض تأديبه! إنَّ تأديب الرب لنا بالأوجاع والضربات خير من أنْ يبتسم لنا العالم ويعزُّنا ويُسلِّمنا أخيراً إلى الهلاك. طوبى لرجل يُؤدِّبه الرب فلا ترفض تأديب القدير، . "لأنَّ الذي يُحِبُّه الرَّب يُؤدِّبُه ويَجلِد كل ابنٍ يَقبَلُه. إنْ كُنتُم تَحتَمِلُون التَّأدِيب يُعامِلكُم الله كالبَنِين. فأىُّ ابنٍ لا يُؤدِّبُه أَبُوه... ولَكِنَّ كل تَأدِيب في الحَاضِر لا يُرَى أنَّهُ للفَرحِ بَل للحَزَن. وأمَّا أَخِيراً فيُعطِى الذين يَتَدرَّبُون بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَم" عب (11، 7، 6:12) "كُلَّ الأَشْيَاء تَعْمَل معاً لِلخَيرِ للذين يُحِبُّونَ الله" رو (28:8). أيُّها المحزون والمُجَرَّب والمُتوَجِّع: لا تحزن ولا تبكِ بل اعلم أنَّ عين الله تُراقبك، وأنَّ عنده العزاء الكثير إذا اتَّكلت عليه من كل قلبك وسلَّمت إليه أمرك. إنَّ الفاخوري لا يترك آنيته في النار حتى تحترق. والصائغ لا يدع فضته وذهبه في البوتقة أكثر ممَّا ينبغى. فإنَّ الله لا يترك أصفياءه في آتون التجارب للأحزان، بل للتمحيص والتزكية. قال الرسول "لَمْ تُصِبكُم تَجْرِبَةٌ إلاَّ بَشَرِيَّةٌ ولكنَّ الله أَمينٌ الذي لا يَدَعكُم تُجَرَّبُون فَوقَ ما تَستَطِيعُون بَل سَيَجعَل مع التَّجرِبَة أَيضاً المَنفَذ لِتَستَطِيعُوا أنْ تَحتَمِلُوا" 1كو (13:10). إنَّنا نجد كثيرين من أقدس الناس وأكثرهم تقوى واقعين في تجارب يَندُر أنْ يُصاب بها غيرهم. ألا ترى كثيرين من الأتقياء لا تفارقهم الدموع فلا تتركهم البلايا بل هم حليفو الأوجاع. لا يخرجون من تجربة حتى تلقاهم أخرى، ولكن الله لا يترك الأحزان تفترسنا بل هو قال "لا أُهمِلُك ولا أَتْرُكُك" "كَثِيرَةٌ هي بَلايَا الصِّدِّيق ومِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيه الرَّب" مز (19:34) "إذَا اجْتَزْتَ في المِيَاه فَأَنَا مَعَكَ وفي الأَنْهَار فَلا تَغمُرُك. إذَا مَشَيْتَ في النَّار فَلا تُلْذَع والَّلهِيبُ لا يُحرِقُك" أش (2:43) "أمَّا خَلاصُ الصِّدِّيقين فَمِنْ قِبَل الرَّبِّ حِصنهُم في زَمَان الضِّيق. ويُعِينُهُم الرَّبُّ ويُنَجِّيهِم.. " مز (40، 39:37). مَنْ كان يظن أنَّ ذلك الغلام يوسف الذي أبغضه أخوته وطرحوه في الجب ثم بِيعَ عبداً ثم أُلقىَ في السجن في أرض مصر، كأنَّ العناية تركته. فإنَّه لمَّا جاء زمن افتقاده وانتهت مدة تجربته، خرج من السجن ليكون مُتسلِّطاً على كل أرض مصر. ومَنْ كان يتصور أنَّ ذلك الطفل موسى الذي ألقته أمه بجانب النهر يغلب فرعون وكل جنوده ويقود إسرائيل؟ هل خطر في بال أحد أنَّ إنساناً مثل يونان يُطرح في البحر ويدخل في جوف الحوت ثم يخرج سالماً؟ مَنْ كان ينتظر أنَّ دانيال الذي أُلقى في جب الأسود يخرج منه إلاَّ عظاماً؟ مَنْ كان يتصور أنَّ الفتية الثلاثة الذين أُلقوا في أتون النار يخرجون أحياء ولم تكن للنار قوة على أجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير ورائحة النار لم تأتِ عليهم. هذه عناية الله وحفظه للذين يتوكلون عليه في أزمنة الضيق، فإنَّه يُخرجهم من ضيقهم ظافرين منتصرين كاملين. إنَّ البحر الهادئ لا يُصَيِّر الملاَّح حاذقاً. والجندى الذي لا يشهد المعارك لا يكون جندياً مُدرباً. والجسم الذي لا يحتمل المشاق لا يكون قوياً. ولا تظهر النجوم وينجلى بهاؤها إلاَّ في الليالى الحوالك. والحبوب العطرية لا تفوح رائحتها إلاَّ إذا سُحِقَت وفُرِكَت والذهب الحقيقى لابد أنْ يُمحَص في البوتقة. والماس لابد أنْ يُقطع والحنطة لابد أنْ تُدق قبل أنْ تدخل إلى الإهراء. والقمح لابد أنْ يُطحن ويدخل النار قبل أنْ يصير صالحاً للطعام. والأوتار لا تُعطى صوتاً عذباً ما لم تُشد جيداً وتُضرب بالأصابع. ولا تتمكن الأشجار الصغيرة في الأرض إلاَّ إذا هزَّتها الرياح وكذلك الكرمة لا تنمو وتحمل العناقيد الكثيرة ما لم تُشذَّب وتُقلَّم بالمناجل. على هذا المثال يعظم انتصار شعب الله كلما ازدادت تجاربهم. يكثر مجدهم بازدياد آلامهم. ويعلون قدراً عند الله كلَّما أُخفضوا في أعين الناس وأعين أنفسهم. هؤلاء إذا حاربوا انتصروا، وإذا أُصيبوا بالشدائد غلبوا وخرجوا منها ظافرين. ويظهر أنَّ بلاياهم أوفق لحياتهم الروحية، وأنَّ أحزانهم الشديدة نافعة لعواطفهم السماوية حتى تظهر النعمة المستترة في قلوبهم عند المصائب، كما يخرج ماء الورد من الزهر عند وضعه في النار. قال أشعياء النبى عن المسيح أنَّه رجل أوجاع ومُختبر الحزن مع أنَّه لم يوجد في فمه غش فأخذ أسقامنا وحمل أمراضنا. قال عنه الرسول بولس "كَانَ يَنْبَغِى أنْ يُشْبِه إخوَتَه في كُلِّ شَئٍ، لِكَىْ يَكُونَ رَحِيماً، ورَئِيسَ كَهَنَةٍ أمِيناً في ما لله حتَّى يُكَفِّر خَطَايَا الشَّعْب. لأنَّه في ما هو قَد تَأَلَّم مُجَرَّباً يَقدِرُ أنْ يُعِين المُجَرَّبِين" عب (18، 17:2) "لأنْ لَيسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيرُ قَادِرٍ أنْ يَرْثَىِ لِضَعَفَاتِنَا، بَل مُجَرَّبٌ في كُلِّ شَئٍ مِثلُنَا، بِلا خَطيَّةٍ" عب (15:4) و"مَعَ كَونِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَة مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ" عب (8:5) وقال "لأنَّهُ لاقَ بِذَاكَ الذي مِنْ أَجلِهِ الكُلَّ وبِهِ الكُلَّ، وهو آتٍ بِأَبنَاءٍ كَثِيرِينَ إلَى المَجدِ أنْ يُكَمِّلَ رَئيسَ خَلاصِهِمْ بِالآلامِ" عب (10:2) ومن هنا يظهر أنَّ لابد من الآلام للحصول على الكمال. لأنَّ الكمال لا ينحصر فقط في الصفات والأعمال الفاضلة كالرحمة والقداسة والمحبة ولكنَّه يستلزم الاتضاع والطاعة والصبر والاحتمال. وهذه الفضائل لا تتعلمها إلاَّ من طريق التجارب، ولا نبلغ إلى سرّ الكمال إلاَّ من هذا الباب. وإذا كان الله تعالى استحسن أنْ يجعل الأحزان والأوجاع مُكمِّلة للمؤمنين فلماذا نرفض نحن البشر هذه الآلام وفيها كمالنا!! إنَّ مخلصنا تألم وهو رأس الجسد فلابد أنَّ كل عضو في جسده يتألم مثله ويشرب الكأس التي شرب منها سيده ومُعلِّمه. لذلك نرى أنَّ كل رجال الله القديسين تألموا وأصيبوا بضيقات شديدة وتمرَّسوا بنوائب عديدة ولم يتكلموا إلاَّ بعد دخولهم نيران التجارب, ولا يوجد شيء أخطر على النفس من نجاحها وعدم مُصادفتها شيئاً من التجارب, فإنَّ ذلك يُعرِّضها للسقوط في الكبرياء ونسيان الله. قال بعضهم: دخلت معملاً للزجاج فرأيت كميات عظيمة من الزجاج الذائب الملتهب على هيئات مختلفة. ورأيت الصانع ينشل قطعة الزجاج من آتون ثم يضعها في آتون آخر وهكذا. فقلت له لماذا تضعها في هذه النيران الشديدة؟ فأجاب: أنَّ النار الأولى لم تكن حامية كفاية وكذلك الثانية أيضاً فإذا وضعناها في الثالثة جعلتها زجاجاً مكرراً. فأخذت أفكر في نفسى وأقول إنَّ هذا الإنسان يضع الزجاج في آتون بعد آخر حتى يتكرر ويكمل، فيا إلهى ضعنى في آتون بعد آخر وفي بوتقة بعد أخرى حتى تُصفَّى نفسى وأتطهَّر لأرى الله كما هو. فلا نعجب إذاً حين نرى آلام الناس الأتقياء، فقد عرفنا سرّ آلامهم. ولنقف بخوف وورع أمام هذه التأملات عالمين أنَّنا نشاهد ظل أحزان المسيح. وأنَّ أمثال هؤلاء إنَّما مدعوون إلى غاية فائقة ومفتقدون من الله بمحبة خاصة. وقد أُعِدَت لهم كنوز أفراح لا يُنطق بها، وتنتظرهم أكاليل مجد لا تزول ولا توصف. ينتج ممَّا تقدم أنَّ التجارب والآلام ليست هي القداسة ولكنَّها هي الواسطة إليها، وأنَّها قد تكون للخير أو للشر. فإنْ نظرنا إليها نظرة سماوية وخضعنا لها وقبلناها بالشكر والصبر والطاعة والمحبة واستفدنا منها كانت لنا أخيراً سبب فرح ورائحة حياة، وإلاَّ فهى رائحة موت. فلا ترفض أيها الحبيب تأديب القدير "لأنَّهُ هُو يَجرَحُ ويَعْصِبُ. يَسْحَقُ ويَدَاهُ تَشْفِيانِ" أي (18:5) "لا تَحْتَقِرْ تَأديبَ الرَّبِّ ولا تَكْرَه تَوْبيخَهُ. لأنَّ الذي يُحِبُّه الرَّبُّ يُؤَدِّبُه وكَأَبٍ بِابنٍ يُسَرُّ بِهِ" أم (12، 11:3) "إنْ كُنتُم تَحتَمِلُونَ التَأدِيبَ يُعامِلُكُم الله كَالبَنينَ. فَأىُّ ابْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟" عب (7:12) فمَنْ يقبل التأديب بطاعة ووداعة ويذرف دموعه بالشكر والحمد فهو ابن مطيع. وأمَّا الذي يكره الامتحان ولا يتحمل التأديب فهو عاصٍ مُتمرد. إنَّ الذين يتذمرون في الشدائد والضيقات يذوبون في أحزانهم إذ ليس أمامهم صخر الدهور الأبدى يستندون عليه، وهم لا يريدون أنْ يلتجئوا إلى ملجأهم الأمين. أمَّا أنت فاعرف أنَّ لك أباً في السماء كثير الرحمة، عظيم التحنن، وافر الشفقة، يزن المقادير المناسبة لأحزانك، وينظر إلى دموعك وتنهداتك، ويلتفت إلى شكوى آنيتك. اطرح ذاتك عند قدميه بالصبر والوداعة. خاضعاً لإرادته المقدسة. باركه في شدائدك. فتستحيل أحزانك أخيراً إلى سيول تعزيّات لا تخطر لك على بال، لأنَّ الله سيمسح كل دمعة من عينيك ويُلبسك أخيراً أكليل المجد والبهاء. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نعمة التجارب وفائدتها الأرشيذياكون حبيب جرجس https://upload.chjoy.com/uploads/1363758805183.jpg إنَّ الله تعالى يستعمل التجارب بمنزلة علاجٍ شافٍ، بها يجعلنا آنية طاهرة نقية. فلا يجب أنْ ننظر إليها كنقمة بل كنعمة من الله. بها يُصلِح نفوسنا. ويُرقِّى أخلاقنا ويُهذِّبها، ويُزكِّى أرواحنا، ويزيل كبرياءنا وفسادنا، يجعل ذاته سندنا الوحيد، ويرفع أرواحنا من الأرض إلى السماء. فإنَّنا لا نجد وقتاً ترتفع فيه أنفسنا عن العالم وتلتصق بالله أكثر من زمن التجارب. في تلك الأوقات تنحلّ القيود والسلاسل التي تُقيّدنا بالدنيا وتصعد عقولنا إلى فوق إلى السماء، وفي ذلك راحة كبرى للنفس، وتعزية تامة تَحِفّ وطأة المصائب. طوبى لمَنْ ينظر إلى التجارب هذه النظرة حيث يرى أنَّ يد الله الحنون هي التي أصابته فيقبل التجربة حباً به تعالى وإكراماً له، وتنتبه نفسه وترجع لاجئة بمصدر راحتها. لنعلم أنَّ كل تجربة أو ألم أو حزن أو كل ما يُصيبنا في العالم إنَّما هو موجة من أمواج بحر هذا العالم المتلاطم المضطرب الهائج بالعواصف والأنواء الكثيرة، ترفع بنا من البحر إلى شاطئ السلام وتُقرِّبنا إلى السماء. وترفعنا عن دنيا العالم وتُعلن لنا خداعه وغروره ولكن عدم مبالاتنا بهذه التجارب مما يُزيد آلامنا ويُضاعف ضيقاتنا. كما أنَّ المريض لا يستفيد من دواء الطبيب إذا لم يُراعِ إرشاده، كذلك أولئك الذين يستهينون بالتجارب فإنَّهم لا ينتفعون ممَّا يُصيبهم. وربما لا يجدون وقتاً ولا فرصة أخرى لتقويم نفوسهم. من أحسن علاجات النفس لاحتمال التجارب قول الرسول "لأنَّ خِفَّة ضِيقَتنا تُنشئ لنا فَأكثَر مَجْدٍ أبديّاً" 2كو (17:4) فهذا وحده يكفينا لنتعلَّم احتمال الآلام بصبرٍ جميل. لأنَّه إنْ كان المجد يكثُر للنفس باحتمالها التجارب، وإنْ كانت الضيقات واسطة لزيادة المجد، فما بالك أيَّتها النفس تتذمَّرين ممَّا يُزيد من مجدك ويُضاعف من راحتك الأبدية. تعزية كبرى أنْ تتأمل النفس بأنَّ الراحة الأبدية والسعادة الكاملة تُكال لنا بكؤوس أكبر وأوسع من كؤوس الأحزان التي نشربها في العالم. وأنَّ آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أنْ يُستعلن فينا. فلماذا يغيظك أيَّتها النفس وقوعك تحت رَحَىَ تجارب العالم مادامت هي تطحنك وتُصيرك دقيقاً نقياً. وبدخولك في نيران الألم تصيرين صالحة لأنْ تكونِ خبزاً طاهراً أمام الله وأنَّ دخولك الآتون لا يُقصد منه إلاَّ خروجك منه أيضاً صافية كالذهب الخالص. وإذا كانت يد الرب هي التي شاءت تأديبنا فمَنْ يرفض تأديبه! إنَّ تأديب الرب لنا بالأوجاع والضربات خير من أنْ يبتسم لنا العالم ويعزُّنا ويُسلِّمنا أخيراً إلى الهلاك. طوبى لرجل يُؤدِّبه الرب فلا ترفض تأديب القدير، . "لأنَّ الذي يُحِبُّه الرَّب يُؤدِّبُه ويَجلِد كل ابنٍ يَقبَلُه. إنْ كُنتُم تَحتَمِلُون التَّأدِيب يُعامِلكُم الله كالبَنِين. فأىُّ ابنٍ لا يُؤدِّبُه أَبُوه... ولَكِنَّ كل تَأدِيب في الحَاضِر لا يُرَى أنَّهُ للفَرحِ بَل للحَزَن. وأمَّا أَخِيراً فيُعطِى الذين يَتَدرَّبُون بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَم" عب (11، 7، 6:12) "كُلَّ الأَشْيَاء تَعْمَل معاً لِلخَيرِ للذين يُحِبُّونَ الله" رو (28:8). أيُّها المحزون والمُجَرَّب والمُتوَجِّع: لا تحزن ولا تبكِ بل اعلم أنَّ عين الله تُراقبك، وأنَّ عنده العزاء الكثير إذا اتَّكلت عليه من كل قلبك وسلَّمت إليه أمرك. إنَّ الفاخوري لا يترك آنيته في النار حتى تحترق. والصائغ لا يدع فضته وذهبه في البوتقة أكثر ممَّا ينبغى. فإنَّ الله لا يترك أصفياءه في آتون التجارب للأحزان، بل للتمحيص والتزكية. قال الرسول "لَمْ تُصِبكُم تَجْرِبَةٌ إلاَّ بَشَرِيَّةٌ ولكنَّ الله أَمينٌ الذي لا يَدَعكُم تُجَرَّبُون فَوقَ ما تَستَطِيعُون بَل سَيَجعَل مع التَّجرِبَة أَيضاً المَنفَذ لِتَستَطِيعُوا أنْ تَحتَمِلُوا" 1كو (13:10). إنَّنا نجد كثيرين من أقدس الناس وأكثرهم تقوى واقعين في تجارب يَندُر أنْ يُصاب بها غيرهم. ألا ترى كثيرين من الأتقياء لا تفارقهم الدموع فلا تتركهم البلايا بل هم حليفو الأوجاع. لا يخرجون من تجربة حتى تلقاهم أخرى، ولكن الله لا يترك الأحزان تفترسنا بل هو قال "لا أُهمِلُك ولا أَتْرُكُك" "كَثِيرَةٌ هي بَلايَا الصِّدِّيق ومِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيه الرَّب" مز (19:34) "إذَا اجْتَزْتَ في المِيَاه فَأَنَا مَعَكَ وفي الأَنْهَار فَلا تَغمُرُك. إذَا مَشَيْتَ في النَّار فَلا تُلْذَع والَّلهِيبُ لا يُحرِقُك" أش (2:43) "أمَّا خَلاصُ الصِّدِّيقين فَمِنْ قِبَل الرَّبِّ حِصنهُم في زَمَان الضِّيق. ويُعِينُهُم الرَّبُّ ويُنَجِّيهِم.. " مز (40، 39:37). مَنْ كان يظن أنَّ ذلك الغلام يوسف الذي أبغضه أخوته وطرحوه في الجب ثم بِيعَ عبداً ثم أُلقىَ في السجن في أرض مصر، كأنَّ العناية تركته. فإنَّه لمَّا جاء زمن افتقاده وانتهت مدة تجربته، خرج من السجن ليكون مُتسلِّطاً على كل أرض مصر. ومَنْ كان يتصور أنَّ ذلك الطفل موسى الذي ألقته أمه بجانب النهر يغلب فرعون وكل جنوده ويقود إسرائيل؟ هل خطر في بال أحد أنَّ إنساناً مثل يونان يُطرح في البحر ويدخل في جوف الحوت ثم يخرج سالماً؟ مَنْ كان ينتظر أنَّ دانيال الذي أُلقى في جب الأسود يخرج منه إلاَّ عظاماً؟ مَنْ كان يتصور أنَّ الفتية الثلاثة الذين أُلقوا في أتون النار يخرجون أحياء ولم تكن للنار قوة على أجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير ورائحة النار لم تأتِ عليهم. هذه عناية الله وحفظه للذين يتوكلون عليه في أزمنة الضيق، فإنَّه يُخرجهم من ضيقهم ظافرين منتصرين كاملين. إنَّ البحر الهادئ لا يُصَيِّر الملاَّح حاذقاً. والجندى الذي لا يشهد المعارك لا يكون جندياً مُدرباً. والجسم الذي لا يحتمل المشاق لا يكون قوياً. ولا تظهر النجوم وينجلى بهاؤها إلاَّ في الليالى الحوالك. والحبوب العطرية لا تفوح رائحتها إلاَّ إذا سُحِقَت وفُرِكَت والذهب الحقيقى لابد أنْ يُمحَص في البوتقة. والماس لابد أنْ يُقطع والحنطة لابد أنْ تُدق قبل أنْ تدخل إلى الإهراء. والقمح لابد أنْ يُطحن ويدخل النار قبل أنْ يصير صالحاً للطعام. والأوتار لا تُعطى صوتاً عذباً ما لم تُشد جيداً وتُضرب بالأصابع. ولا تتمكن الأشجار الصغيرة في الأرض إلاَّ إذا هزَّتها الرياح وكذلك الكرمة لا تنمو وتحمل العناقيد الكثيرة ما لم تُشذَّب وتُقلَّم بالمناجل. على هذا المثال يعظم انتصار شعب الله كلما ازدادت تجاربهم. يكثر مجدهم بازدياد آلامهم. ويعلون قدراً عند الله كلَّما أُخفضوا في أعين الناس وأعين أنفسهم. هؤلاء إذا حاربوا انتصروا، وإذا أُصيبوا بالشدائد غلبوا وخرجوا منها ظافرين. ويظهر أنَّ بلاياهم أوفق لحياتهم الروحية، وأنَّ أحزانهم الشديدة نافعة لعواطفهم السماوية حتى تظهر النعمة المستترة في قلوبهم عند المصائب، كما يخرج ماء الورد من الزهر عند وضعه في النار. قال أشعياء النبى عن المسيح أنَّه رجل أوجاع ومُختبر الحزن مع أنَّه لم يوجد في فمه غش فأخذ أسقامنا وحمل أمراضنا. قال عنه الرسول بولس "كَانَ يَنْبَغِى أنْ يُشْبِه إخوَتَه في كُلِّ شَئٍ، لِكَىْ يَكُونَ رَحِيماً، ورَئِيسَ كَهَنَةٍ أمِيناً في ما لله حتَّى يُكَفِّر خَطَايَا الشَّعْب. لأنَّه في ما هو قَد تَأَلَّم مُجَرَّباً يَقدِرُ أنْ يُعِين المُجَرَّبِين" عب (18، 17:2) "لأنْ لَيسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيرُ قَادِرٍ أنْ يَرْثَىِ لِضَعَفَاتِنَا، بَل مُجَرَّبٌ في كُلِّ شَئٍ مِثلُنَا، بِلا خَطيَّةٍ" عب (15:4) و"مَعَ كَونِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَة مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ" عب (8:5) وقال "لأنَّهُ لاقَ بِذَاكَ الذي مِنْ أَجلِهِ الكُلَّ وبِهِ الكُلَّ، وهو آتٍ بِأَبنَاءٍ كَثِيرِينَ إلَى المَجدِ أنْ يُكَمِّلَ رَئيسَ خَلاصِهِمْ بِالآلامِ" عب (10:2) ومن هنا يظهر أنَّ لابد من الآلام للحصول على الكمال. لأنَّ الكمال لا ينحصر فقط في الصفات والأعمال الفاضلة كالرحمة والقداسة والمحبة ولكنَّه يستلزم الاتضاع والطاعة والصبر والاحتمال. وهذه الفضائل لا تتعلمها إلاَّ من طريق التجارب، ولا نبلغ إلى سرّ الكمال إلاَّ من هذا الباب. وإذا كان الله تعالى استحسن أنْ يجعل الأحزان والأوجاع مُكمِّلة للمؤمنين فلماذا نرفض نحن البشر هذه الآلام وفيها كمالنا!! إنَّ مخلصنا تألم وهو رأس الجسد فلابد أنَّ كل عضو في جسده يتألم مثله ويشرب الكأس التي شرب منها سيده ومُعلِّمه. لذلك نرى أنَّ كل رجال الله القديسين تألموا وأصيبوا بضيقات شديدة وتمرَّسوا بنوائب عديدة ولم يتكلموا إلاَّ بعد دخولهم نيران التجارب, ولا يوجد شيء أخطر على النفس من نجاحها وعدم مُصادفتها شيئاً من التجارب, فإنَّ ذلك يُعرِّضها للسقوط في الكبرياء ونسيان الله. قال بعضهم: دخلت معملاً للزجاج فرأيت كميات عظيمة من الزجاج الذائب الملتهب على هيئات مختلفة. ورأيت الصانع ينشل قطعة الزجاج من آتون ثم يضعها في آتون آخر وهكذا. فقلت له لماذا تضعها في هذه النيران الشديدة؟ فأجاب: أنَّ النار الأولى لم تكن حامية كفاية وكذلك الثانية أيضاً فإذا وضعناها في الثالثة جعلتها زجاجاً مكرراً. فأخذت أفكر في نفسى وأقول إنَّ هذا الإنسان يضع الزجاج في آتون بعد آخر حتى يتكرر ويكمل، فيا إلهى ضعنى في آتون بعد آخر وفي بوتقة بعد أخرى حتى تُصفَّى نفسى وأتطهَّر لأرى الله كما هو. فلا نعجب إذاً حين نرى آلام الناس الأتقياء، فقد عرفنا سرّ آلامهم. ولنقف بخوف وورع أمام هذه التأملات عالمين أنَّنا نشاهد ظل أحزان المسيح. وأنَّ أمثال هؤلاء إنَّما مدعوون إلى غاية فائقة ومفتقدون من الله بمحبة خاصة. وقد أُعِدَت لهم كنوز أفراح لا يُنطق بها، وتنتظرهم أكاليل مجد لا تزول ولا توصف. ينتج ممَّا تقدم أنَّ التجارب والآلام ليست هي القداسة ولكنَّها هي الواسطة إليها، وأنَّها قد تكون للخير أو للشر. فإنْ نظرنا إليها نظرة سماوية وخضعنا لها وقبلناها بالشكر والصبر والطاعة والمحبة واستفدنا منها كانت لنا أخيراً سبب فرح ورائحة حياة، وإلاَّ فهى رائحة موت. فلا ترفض أيها الحبيب تأديب القدير "لأنَّهُ هُو يَجرَحُ ويَعْصِبُ. يَسْحَقُ ويَدَاهُ تَشْفِيانِ" أي (18:5) "لا تَحْتَقِرْ تَأديبَ الرَّبِّ ولا تَكْرَه تَوْبيخَهُ. لأنَّ الذي يُحِبُّه الرَّبُّ يُؤَدِّبُه وكَأَبٍ بِابنٍ يُسَرُّ بِهِ" أم (12، 11:3) "إنْ كُنتُم تَحتَمِلُونَ التَأدِيبَ يُعامِلُكُم الله كَالبَنينَ. فَأىُّ ابْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟" عب (7:12) فمَنْ يقبل التأديب بطاعة ووداعة ويذرف دموعه بالشكر والحمد فهو ابن مطيع. وأمَّا الذي يكره الامتحان ولا يتحمل التأديب فهو عاصٍ مُتمرد. إنَّ الذين يتذمرون في الشدائد والضيقات يذوبون في أحزانهم إذ ليس أمامهم صخر الدهور الأبدى يستندون عليه، وهم لا يريدون أنْ يلتجئوا إلى ملجأهم الأمين. أمَّا أنت فاعرف أنَّ لك أباً في السماء كثير الرحمة، عظيم التحنن، وافر الشفقة، يزن المقادير المناسبة لأحزانك، وينظر إلى دموعك وتنهداتك، ويلتفت إلى شكوى آنيتك. اطرح ذاتك عند قدميه بالصبر والوداعة. خاضعاً لإرادته المقدسة. باركه في شدائدك. فتستحيل أحزانك أخيراً إلى سيول تعزيّات لا تخطر لك على بال، لأنَّ الله سيمسح كل دمعة من عينيك ويُلبسك أخيراً أكليل المجد والبهاء. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنصتا إليَّ... حاوراني منذ طفولتي https://upload.chjoy.com/uploads/1363841150831.jpg القمص تادرس يعقوب ملطي من كتاب دعوني أنمو 1- التصرفات السابقة وما على شاكلتها لا تعني اتسام الجيل الجديد بالتمرد، والدليل على هذا أننا نجد هؤلاء المراهقين الذين يحملون مظهر التمّرد داخل الأسرة غالبًا ما يسلكون بروح الخضوع والطاعة للجماعة التي ينتمون إليها أو للصديق المحبوب لديهم، تجدهم في غاية اللطف والرقة خارج البيت... فلماذا يستخدمون هذا المسلك تجاه ألأسرة أو المجتمع؟ يمكننا القول بأن ما ندعوه "تمردًا" هو في حقيقته صراع داخلي من أجل الرغبة في النمو والشعور بالاستقلال والتمتع بالحرية وإبراز شخصياتهم. إنهم يصارعون بين هذه الرغبات الصادقة والأكيدة بينما لا تزال آثار الطفولة تعمل في داخلهم. يريدون التمتع بالحرية الكاملة دفعة واحدة مع عجزهم عن الالتزام الكامل من جانبهم بتحمل المسئولية. هذا الصراع ينعكس في صورة تصرفات يبدو فيها المراهقون كمن هم في تمرد ضد الأسرة والجماعة. ما يسلكه المراهقون في شكل تمرد أشبه بصرخات تنبع من القلب تطلب تأكيد الوالدين لهم بأنهم يحترمون نموهم ونضوجهم. فمن كلمات بعض المراهقين الصريحة التي تطالب بذلك (1): (محتاج أن أعرف أنكما تثقان فيّ وتصدقانني). (أريد أن أرى والدين أكثر انفتاحًا على أبنائهم، ويصيرون أصدقاءً لهم...). (أود أن تكون لهما ثقة أكبر فيّ، وأن يعرفا أنني لا أريد أن أكذب عليهما، وإنني أحبهما). (يوجد خمسون أمرًا أود أن أقولها لوالديّ: "دعوني أنمو""تكرر 49 مرة"). 2- تمرد المراهقين يحمل تأكيدًا لوجود عالم خاص بهم، له قيمه ومفاهيمه واتجاهاته وأفكاره ومشغولياته، بينما يريد البالغون أن يسحبوهم إلى عالم البالغين إما بالضغط أو السخرية أو الاستخفاف. نذكر على سبيل المثال: غالبًا ما تشعر الأم بشيء من المرارة حين تجد ابنتها تتسلل إلى حجرتها الخاصة وتطلب صديقتها تليفونيًا لتحدثها ربما لساعات طويلة في مشاكلها الخاصة حتى تلك التي تمس علاقتها بالأم، في الوقت الذي فيه تصر الفتاة على الالتزام بتدريب صمت في علاقتها مع والدتها، . ليت الأم تعالج ذلك بحكمة، فتدرك أن لابنتها عالمها الخاص الذي تنتمي غليه، يشبع مشاعرها وأحاسيسها، بينما تتطلع الأم كشخص ينتسب لجيل قديم له خبرات مُغايرة للجيل الجديد، وعاجز عن فهم ما للجيل الجديد. ما أحوجنا إلى الحكمة لنقتحم عالم أبنائنا خلال واقعه الذي يعيش فيه، بروح الحب الحقيقي القائم على التقدير المتبادل. 3- يحتاج أولادنا إلى إدراك مفهوم الطاعة، إنها لا تعني مذلة ولا كبتًا ولا فقدانًا للحرية الإنسانية خلال دكتاتورية البالغين، أي إصدار أوامر ونواه. الطاعة هي دخول في حوار حب مشترك، فيه يتبادل الكل الخبرات، ويحترم كل شخصية الآخر أيًا كانت سنه أو قدراته أو خبراته. الله خالق الكل إذ يطالبنا بالطاعة يفتح معنا باب الحوار، في حب فائق يرفع من شأن الإنسان، ويشعره بشخصيته وقدراته. قيل عن موسى النبي أن الله كان يتحدث معه كما يكلم الرجل صاحبه (خر11:33)؛ وفي مواضع كثيرة يطالبنا الله أن نتحاجج معه ونحاوره (إش5:3). الله يفتح باب الحوار مع الإنسان، بينما نحن نغلق أحيانًا باب الحوار الجاد مع أبنائنا. يقتطف Josh McDowell كلمات لبعض المراهقين (وآبائهم) بخصوص رغبتهم الجادة في قبول الآباء الحوار معهم، جاء فيها (2): (إنني محتاج أن تخلقا الجو الذي فيه أشارك بخبراتي ومشاعري وتجاوب فشلي وأنا مطمئن). (يُظهر المراهقون الحاجة الهائلة لإمكانية المشاركة بالمشاعر، خاصة تجارب فشلهم، مع والديهم. إنهم يقولون: "من فضلكم إسألوني عن إخباطي وإرتباكي فيما يخص حياتي الجنسية"... يحتاج الطفل أن يرى نعمة الله وغفرانه ويختبرهما في كل جوانب الحياة، خاصة الجنسية، أفضل طرق لتعليم أطفالنا ولمشاهدتهم نعمة الله عمليًا هو عن طريقنا نحن آبائهم). (عندما لا يشعر الأبناء بالحرية في الحديث مع آبائهم بخصوص الجنس، يثورون كطريقة يعبرون بها عن احتياجاتهم). (أريد أن أتحدث معكما عن الأمور التي فشلت فيها، وليس فقط فيما نجحت فيه. أريد منكما أن تخبراني أنكما تهتمان بي). (إنهما لا يعرفان من أنا، لأنهما لم يعطياني وقتًا لذلك). (إنى أحبكما. بالحقيقة أود أن نكون ملاصقين لبعضنا البعض في صراحة. إن استطعتما الإنصات إليّ أكثر من أن تقنعاني بقدرتكما، فإنني أشعر بالأكثر بالكمال. إنني أحبكما). 4- ليتنا ندرك أن الطاعة ليست خنوعًا. فالشاب الذي تدرب على محاورة والديه بدالة حب وجدية ووقار متبادل يتشرب منها روح القيادة. بهذا يتسلم الجيل الجديد القدرة على احتمال المسئولية وممارسة العمل القيادي بحكمة، بل وتسليم الأجيال التالية ذات الروح. بهذا يتخرج في مدرسة البيت الأبناء الذين يصيرون في المستقبل والدين ناضجين وكهنة وخدام ورؤساء في العمل بروح قيادي متفتح. أذكر في إحدى اجتماعات الشباب حضر شاب كان قد انتقل إلى الإسكندرية، وكان في مظهره يحمل عنفًا وحدَّة، يحاور بشدة ويجادل. في نهاية الاجتماع همس في أذني المتنيح القمص بيشوي كامل، قائلًا: "هذا الشاب يصلح يومًا ما أن يكون قائدًا في خدمة الشباب". تحقق هذا، وكان يجتذب الشباب بانفتاح قلبه لهم. 5- من أجل إيجاد جو من الاحترام والتقدير المتبادل يليق بالبالغين كما بالشباب أن يميزوا بين مستوى الذكاء في حياة الإنسان والنمو العقلي خلال الخبرات المستمرة. فالشاب غالبًا ما يشعر في سن المراهقة أنه قد نضج ذهنيًا، وصار في ذكائه لا يقل عن مستوى والديه إن لم يزد. ربما يكون هذا حقيقة واقعة، إذ نجد بعض الأبناء أكثر ذكًاء من والديهم. هذا ما يجب أن يعرفه الآباء حتى يكسبوا أبناءهم، لكن من الجانب الآخر يليق بالأبناء أن يدركوا أنهم، وإن كانوا قد بلغوا بعض النضوج في ذكائهم ونموهم العقلي، غير أن هذا النمو ينقصه الخبرات المستمرة، فيبقى الإنسان الحيّ ينمو في إدراكاته العقلية، ما دام في الجسد يدخل في خبرات جديدة، بهذا يحترم الأبناء خبرات والديهم، ويتوقعوا أن ينالوا هم أيضًا نموًا مستمرًا. 6- كثيرًا ما يشعر المراهقون أن والديهم قد بدأوا فعلًا في الحوار معهم طالبين صداقتهم، لكنهم يشعرون بأن هذا يتم عن ضعف وتحت الضرورة. فالمراهق (أو المراهقة) يرجع بذاكرته إلى الطفولة ليجد في تصرفات والديه دكتاتورية عنيفة. هذه الصورة يصعب على الآباء محوها من مخيلة أبنائهم المراهقين مهما غيّروا من طريقة تعاملهم معهم. لذا يليق بالآباء الحكماء أن يبدأوا الملاطفة والحوار في جو الصداقة منذ بدء حياة أطفالهم دون الانتظار حتى يبلغوا سن المراهقة. ليكن حب الحوار اللطيف نابعًا من أعماقهم الداخلية، وليس عن ضرورة بسبب خوفهم من انحراف أبنائهم المراهقين. يطالب المراهقون آباءهم أن يبدأوا الحديث معهم والحوار مبكرًا، إذ يقول أحدهم: (لم يعرف والديّ متى يبدأون تعليمي (3)). 7- يطال الآباء أبناءهم السلوك بروح الطاعة، متهمين إياهم بالتمرد، دون أن يدركوا هذا التمرد إنما قد تشَّربوه منهم. فالوالدان اللذان لا يمارسان الطاعة لله أو لوالديهما أو لمرشديهما أو لرؤسائهما في العمل يبثان ذات الروح في حياة أولادهما لا شعوريًا. لقد قيل: "بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد"، وأيضًا: "كما فعلت هكذا يُفعل بك". انسكاب الوالدين بروح الطاعة والخضوع أمام الله وطلب مشورته، واحترامهما لبعضهما البعض، وعدم مهاجمتهما للغير من الخلف... هذا السلوك له فاعليته على أولادهما، يتشرَّبونه منذ نعومة أظافرهم. 8- كثيرًا ما يتبع تمرد المراهقين على والديهم كثمرة طبيعية لجهل الآباء مواهب أبنائهم وقدراتهم، فيطالبونهم بغير ما يناسبهم. كأن يُصرّ الطبيب أن يلتحق ابنه بكلية الطب حتى وإن كانت مواهبه أو قدراته تنصب في حب الكتابة أو الموسيقى أو الهندسة أو الأعمال اليدوية... هذا الإقحام يبعث في الأبناء الشعور بالفشل، لهذا فهم يلجأون إلى التنفيس خلال التمرد. 9- النقد المستمر من جانب الآباء عوض التشجيع والمساندة، وإبراز الجوانب الطيبة فيهم، والافتخار بهم ومدحهم أمام الغير... يدفع الأبناء إلى إلى الدفاع عن أنفسهم بروح التمرد. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حنانك يا رب الأكوان من أنا يا رب لتذكرني وما مدى قامتي تميل بأذنيك فلتسمعني؟ السماوات تحدث بمجدك والأفلاك ترتل لك، الليل قبل النهار، والشمس قبل القمر، يسبحونك ويخبرون بمجدك،... أنت الذي تناجيك النجوم وتهمس الكواكب بجلال عظمتك فمن أنا يا رب لتذكرني؟ أعطيتني سلطاناً على جميع أعمالك ونصبتني سيداً على خلائقك أقمت السماء لي سقفاً سخرت الشمس لي مناراً والقمر مصباحاً ليهدي دربي إليك فماذا كان ردي؟ أخطأت وسقطت فتعريت واختبأت، غفرت لي وأنهضتني وسترتني ولم تهملني أعطيتني الناموس عونا لتهتدي إليك خطاي أرسلت لي الأنبياء والرسل، وآخر الكل لم تبخل علىّ بابنك الذي أحبني فخلصني وحررني، أقدم لك يا سيدي مشورات حريتي واكتب أعمالي طاعة لناموسك وأقوالك فاقبل يا رب حياتي شهادة لك. يا من فداني ورد لي الحياة أقم ملكوتك في داخلي، وأعلن سماواتك في أحشائي، هبني أن احدث بخلاصك وبعمل حبك فيّ من خلال طاعتي وحياتي أيها العريس المشرق كشمس البر، اغرس أحكامك في قلبي فتشبع بك نفسي، هبني سلاما فلا ينزع العالم فرحك من أعماقي! هب لي قوةً نعمتك لأجاهد ضد إبليس وظلامه استرني من خطاياي الخفية والظاهرة، أحفظني من سهام العدو هب لي برّك فيمتلئ قلبي فرحاً ولساني تهليلاً. سيدي، رب الأكوان يا أشهى من كل عذوبة، اقبل يا رب حياتي.أمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
</SPAN>ما اعظم اعمالك يارب الجنود كلها بحكمه صنعت الست انت الذي اسست الارض علي المياة ونثرت السموات من فوقها فانت القابض علي اجنحه الرياح وباعث النور لما فوق السموات وما تحتها من مثلك يارب الجنود خلقت الشمس والاقمار والكواكب وكلها تعمل في وقتها كل شيء بك كان وبغيرك لم يكن شيء مما كان
وقد تجلت اعمال السيد المسيح في ثلاثه صفات اولا : اعمال الهيه اظهرت مجد لا هوته ثانيا : اعمال اعجازيه اوضحت صحه انجيله ثالثا : اعمال اراديه بينت عظم محبته اولا : اعمال الهيه اظهرت مجد لاهوته هي : - ++++++++++++++++++++ 1 - علمه لجميع الاسرار 2 - غفرانه لخطايا الناس 3 - سلطانه المطلق بلا قيود 1 - علمه لجميع الاسرار ++++++++++ لما زاد حقد الكتبه والفرسين واليهود علي الرب يسوع له المجد فكانوا يكنون هذا الحقد في قلوبهم فكان يصرف حقدهم ويظهرهم امام الناس جهرا وبذلط يكشف للشعب انه هو وحدة عالم الاسرار لقد اظهر بذلك مجد لاهوته المتحد بناسوته( السرائر للرب الهنا والمعلنات لنا ولبنينا الي الابد لنعمل بجميع كلامات هذة الشريعه ) تث 29 : 29 2 - غفرانه لخطايا الناس +++++++++++ ليس من يغفر الخطايا الا الله وحدو - وهكذا يجدفون عليه قائلين كيف يتكلم هكذا بتجاديف من يغفر الخطايا الا الله وحدو - ولكن السيد له المجد كان يبرهن علي سلطانه لمغفرة الخطايا بالمعجزة القويه بقوله ( لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا علي مغفرة الخطايا ها انزا اقول للمفلوج قم واحمل فراشك وامشي فقام في الحال اليس هذا دليلا علي اظهار مجد لاهوته 3 - سلطانه المطلق بلا قيود ++++++++++++++ قال علماء اليهود كان يتكلم كمن له سلطان علي الطبيعه فاسكت الرياح وعلي الموت والحياة فاقام اللعازر - كان يقول للشيء كن فيكون ولا عجب فهو خالق الاكوان وكل شيء فيها بكلمته ثانيا : اعمال اعجازيه اوضحه صحه انجيله هي : +++++++++++++++++++++ 1 - اقامه الموتي من القبور 2 - اخراج الشياطين بكلمته 3 - شفاء المرضي بلمسته 1 - اقامه الموتي من القبور +++++++++++++ تري السيد الرب يسوع ينادي الميت من القبر بكلمه ( امر ) هلم خارجا مثل العازر - ابن ارمله ناين - بنت يايرس القائد الروماني 2 - اخراج الشياطين بكلمته +++++++++++++ جميع الشياطين والارواح النجسه تخرج وهي تقول ( نحن نعلم انك يسوع المسيح ابن الله جئت لتعزبنا ) 3 - شفاء المرض بلمسته ++++++++++++ كل ما قدم الي الرب من مرضي وبرص وعجزة بلمسه واحدة يعود الشفاء لهم الا يقوم هذا الاعجاز العظيم دليلا علي صحه انجيله اذا انه من المباديء المقررة ان المعجزة دليل النبوة الصادقه فان لم تأيد النبوة والرساله بالمعجزة لكان الشك في صدقها كبيرا وعدم تصديقها سهلا وميسورا ثالثا : اعمال اراديه بينت عظمه محبته وهي :- 1- تسليم نفسه لليهود والرومان 2 - قبول التعذيب وموت الصليب 3 - قيامته وصعودة الي السموات 1 - تسليم نفسه لليهود والرومان ++++++++++++++++ حينما احتار اليهود والرومان في البحث عن الرب يسوع فقال لهم من تطلبون فقال لهم انا هو وذلك لقرب موعد الفداء والخلاص وكذا قال لبيلاطس البنطي ( اليس لك علي سلطان ) ثم وضح ذلك لتلاميذة انه لهذا قد جاء فبارادته سلم نفسه 2 - قبول التعذيب وموت الصليب +++++++++++++++ كان ممكنا ان ياتي باثنتي عشر جيشا من الملائكه ولكن لكي تتم الكتب - واحتمل بارادته الجلد والبصق علي وجهه والمسامير والحربه واكليل الشوك وهو فوق الصليب عندما اكمل كل شيء قال ( ياابتاة بين يدك استودع روحي ) 3 - قيامته وصعودة الي السموات +++++++++++++++++ كما مات بارادته مسلم نفسه بمشيئته هكذا ايضا قام من الموت بارادته وصعد بارادته وحدة الرب يعطني القلوب اللحميه نعي ونعمل بكلامات انجيل الخلاص الذي كتب بمعرفه الرسل القديسين مسوقين ومؤيدين بالروح القدس الذي هو الحق وبه نخلص الرب يسوع المسيح هو طريق خلاصنا امين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
- خلاص الله في مجرى التاريخ، وفي الأزمنة الأخيرة:
فكرة أن الله يخلص المؤمنين به مشتركة في كلّ الأديان. والعهد القديم يركز عليها فنجد كثير من الأشخاص يحملون اسم "الله يخلص" مثل: يشوع، وأشعيا، وإليشع، وهوشع... ويصبغ الاختبار التاريخي هذه الفكرة بلون خاص، لأنها مرت ككل المفاهيم الأساسية بمراحل تطور ونمو. أ ) الاختبار التاريخي: يظل دائماً حدث "الخروج" هو الحدث الأهم الّذي اختبر فيه الشعب الخلاص من العبودية (خروج14)، و(مزمور106/8)، و(أشعيا 63/ 8-9). ولكن الله يُنقذ شعب إسرائيل من مواقف حرجة، عن طريق إرسال نبي أو قائد يقودهم للنصر، فيختبر الشعب من خلال النصر خلاص الله (مل18/ 30-35). فنجد الله يخلص بني يعقوب من خلال يوسف، وقبل ذلك يخلص نوح من الطوفان، (تكوين 7/23) راجع أيضاً: شاول، وداود النبي، وجدعون، وشمشون، وإستير... “توكلوا على الله فهو ينقذهم...” وبالتالي اختبر الشعب من خلال التاريخ "الله المخلص" الّذي لا يتركه أبداً. ب) وعود أخر الأزمنة: هناك ثقة من الشعب أن الله سيتدخل دائما عندما يمرون بأزمة، ولكن لأن الشعب مرّ في تاريخه بحروب كثيرة كان أقواها السبي البابلي بدأت فكرة الله الّذي سيرسل "المخلص" تظهر رويداً رويداً حتى أصبحت “رجاء كلّ الشعب”، وكأن الشعب كله أصبح في انتظار لهذا "المخلص"، راجع: (ميخا 7/7)، و( صفنيا3/15)، و(أشعيا33/ 22 ، 45/15،21)، و(باروك 45/22). ويظهر ذلك من خلال التنبؤات المتعلقة بالأيام الأخيرة، فتصف خلاص إسرائيل بطرق شتى وأساليب مختلفة مثل: العودة إلى الأرض (إرميا 31/7). وإرسال المسيا المنتظر (إرميا 23/ 6). وصورة الرعية والراعي الواحد (حزقيال 34/ 22). وإفاضة الروح على الشعب (حزقيال 36/ 29). كما توجد رسائل عزاء تتكلم عن الخلاص (أشعيا 43/ 4، 45/ 22). ج) ثقة المصلي في الله المخلص: يؤمن المصلي بأن الله مخلص من ليس له رجاء (يهوديت 9/11)، وذلك لأنه إله خلاص (مزمور 51/16 ، 79/9). ولذلك تقوم كلّ الصلاة على كلمة “يارب ارحم/ يارب خلّص” (مزمور 118). ولأن ثقة الشعب في الله ليست ثقة وهميّة بل مؤسسه على الاختبار التاريخي نجد أن بعض المزامير تتكلم عن الخلاص وكأنه شيء حدث ( مزمور 96/2)، بينما تعبر مزامير أخرى عن رجاء الأمم بفرح. وخلاصة القول إن الشعب الإسرائيلي مشى شيئاً فشيئاً نحو رجاء العهد الجديد. ثانياً : الخلاص في العهد الجديد: 1- الخلاص عن اليهود أيام المسيح: سيطرة فكرة المسيا المنتظر على الشعب بعد انقسام المملكة أي بعد موت سليمان، ولاسيما بعد الحروب والصراعات التي دخلها الشعب الإسرائيلي مع الأمم المجاورة، وبعد خبرة السبي المؤلمة، ولكن ظهر مع العودة من السبي ثلاث أحزاب في إسرائيل هم:الفريسيون، والغيوريون[1]، والصدقيون، والأثينيون[2]. 2- يسوع المسيح مخلص البشر: يظهر يسوع كالمخلص من خلال أعماله وتعاليمه التي تختلف عن أقوال وتعاليم بقيّة الأنبياء، لا سيما لأن يسوع لم يطلب الإيمان فقط ولكن الإيمان بشخصه. ورغم أن المسيح لم يطلق لقب المسيا على ذاته (لما يحوط باللقب من لبث سياسيّ) إلاّ أنه نادى “بالغفران” وبحب الله الشامل وغير المشروط للجميع ولا سيما للخطأة. وللخلاص الّذي يقدمه المسيح وجهان الأوّل: “انتهاز الفرصة المقدمة” (لوقا13/3،5). والثاني: “الدخول من الباب الضيق” (لوقا 13/23). فالتجرد شرط أساسي للحصول على هذا الخلاص (متى 10/39) ، (لوقا9/14)، (يوحنا12/25). وقد قدم المسيح ذاته كتحقيق لهذا (عبرانيين5/17) ، (يوحنا12/17). وخلاصة القول أن من يحتفظ بحياته لا ينال الخلاص ولكن من ينهج نهج المسيح فيقدم حياته يخلص. 3- إنجيل الخلاص: وعت الكنيسة منذ البداية أنها “جماعة خلاص”، وذلك انطلاقا من إيمانها بالمسيح القائم والممجد، بالمسيح "المخلص". ومن ثمَّ ربطت دائماً بين الخلاص والإيمان بالمسيح. واعتبرت أن الخلاص لم يعد بعد المسيح موضوع انتظار بل موضوع إيمان، يعاش في الواقع (1بطرس1/3).، (فليبي2/9)، وهذا ما شدد عليه القديس بطرس عندما تكلم في عظته عن أن لا خلاص بدون الإيمان بالمسيح الّذي تجسد ومات وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، حيث “ليس بغيره خلاص” (أعمال4/12)، وحيث أن الله هو الّذي رفع المسيح وجعله رئيساً ومخلصاً (أعمال5/32). وعندما أرسل المسيح رسله ليبشروا بإنجيل الخلاص نادوا قائلين: “آمنوا باسمه فتنالون الخلاص”. ولكن يجب أن نوضح أن الخلاص لا يُمكن أن يفرض بل يقدم مجانا وينتظر أن يقبل. الخلاصة: على الكنيسة أن تتذكر دائماً أنها نالت الخلاص من المسيح، وأنه مهمتها ورسالتها تكمن في تقديم هذا الخلاص للآخرين، عن طريق التأكيد على أن المسيح هو المخلص، وهو الخلاص بذاته. وخلاصة القول أن المسيح لم يكن فقط المخلص بل الكاشف الأعظم عن "سر الله"، هذا السر العظيم في المحبة والذي يظهر من خلال حب المسيح وتعاليمه وخلاصه من الخطيئة، وهنا يجب الإشارة إلى أن خلاص الله أشمل من الخطيئة، فالخطيئة حدث عرضي، أي أن الخطيئة ليست هي الدافع للخلاص بل المحبّة. فالله الّذي خلق الإنسان خلقه لينعم بالتأله، ولكن التأله هو هبة تعطى وليس هبة تغتصب، حيث أن الإنسان غير قادر بذاته على أن يحقق ذاته أو غاية وجوده "التأله"، أي الاشتراك في حياة الله، ومن هنا ينشأ موضوع الصليب. · لصليب المسيح علاقة بمشيئة الآب (عبرانيين10/7). · لصليب المسيح قيمة ذبائحيّة · لصليب المسيح علاقة بقيامته (فيلبي2). فإرادة الله هي إدخال الإنسان في حياته، وكأن الإنسان مخلوق متجه نحو الله، وكماله متعلق لا محالة بأمانته لهذا الاتجاه. وبالتالي فالسبب التجسد هو "الحب" وليس "الخطيئة". وهنا يجدر الإشارة إلى أن الفكر الوثني يعتبر أن اتجاه الإنسان إلى الله يهدف إلى إرضاء هذا الإله، أما المسيحي يتقدم نحو الله لأن الله لمسه (صاحب المبادرة)، ولأنه أحبه ولأنه يكتشف أن الله كماله مرتبط بجوابه الحر على هذا الحب المقدم والمجاني والذي ينتظر الجواب. (أفسس5/2،25)، (غلاطية2/20)، (2كورنثوس8/9)، (يوحنا13). والصليب لا يفهم إلاّ إذا اقترن بالمحبة الكاملة، حيث أن الصليب ليس هدفاً في حد ذاته إنما هو وسيلة لإشراك الإنسان في حياة الله (2بطرس1/3). والقديس بولس يؤكد أن المسيح هو آدم الجديد، وأن هدف الله من التجسد والفداء والصليب هو أن يصير الإنسان كلّ إنسان على شاكلة الابن، ومن ثمّ فالمسيح هو الوسيط الوحيد للخلاص، من حيث أنه الغاية الأخيرة لكل إنسان "الله اختارنا في المسيح قبل إنشاء العالم"، أي "التطعيم" كما يقول القديس بولس. إذن الخطيئة لا تفسر الفداء ولكن تجعل التجسد فدائياً. تدبير الله هو تدبير حياة: حياة لا تفرض على الإنسان بل يختارها الإنسان حرّاً (تثنيّة30/19-20)، الحياة هي الهدف من التجسد (يوحنا10/10)، والحياة هي “البنوّة الإلهيّة”، أي الاشتراك في حياة الله ذاتها، وذلك كنعمة وهبة. تدبير الله هو تدبير محبّة: الله أراد من البشر أن يغدو أبناء له بمحبّة فيّاضة، وكان تجسد الابن هو الوسيلة التي يتم من خلالها هذا الهدف “التبني”. (أفسس1/3-1، 5/30)، و(كولوسي1/18). وبالتالي فالإنسان ليس مفعولاً به في عمليّة الخلاص بل فاعل مشترك مع الله، يشترك في حياة الله وأبوته وسيادته، من خلال عمله في التدبير الإلهي. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعض النظريات الخاصة بالفداء والصليب
https://upload.chjoy.com/uploads/1362722001152.jpg 1- نظرية اورجينوس القرن 3: يقول إن الشيطان كان مسيطراً على بعض السيطرة على الإنسان، بسبب الخطيئة التي قام بها آدم الإنسان الأول، أي أن الإنسان أصبح تحت سيطرة الشيطان بعد الخطيئة، صار ملكا للشيطان. ومن هنا نشأ الصراع بين الله والشر، فأراد الشيطان أن يمد سيطرته على المسيح أثناء الصليب، حيث ضعف المسيح، لكن المسيح هزمه “بالحيلة”. ومن عيوب هذه النظرية: أ ) أنها تضع الشيطان مساوياً لله. ب) تجعل من الإنسان لعبة في يد الصراع الإلهي الشيطاني. ج) تجعل المسيح ينتصر بالحيلة. 2- نظرية التعويض لإنسلم: ·مقدمة كبرى: الإنسان أخطأ تجاه الله ·مقدمة صغرى: الله غير محدود وبالتالي الخطيئة تجاهه غير محدودة. النتيجة: الإنسان محدود ولا يقدر على التعويض، فيظهر المسيح الإنسان الكامل والإله الكامل ليحل المشكلة فيقدم القصاص غير المحدود لله (فيرضي عدالته) ويحيا المحبّة تجاه البشر (فيرضى محبة الله). ومن عيوب هذه النظرية: أ ) تقدم الله كقصاص لا يهمه سوى إرضاء عدله المجروح. ب) تقدم الله بصورة من يقبل القصاص من شخص برئ، صورة عنيفة لا تتفق من الصورة التي يقدمها الوحي عن الله المحبة. ج)ّ تقدم نوع من الازدواجيّة في الله، فعدله يريد القصاص ومحبّته تريد الغفران. تأكيدات هامة حول الفداء والصليب: · يسوع لم يسعى للموت ولم يأتي إليه، وبالتالي فالله لم يرد موت المسيح على الصليب. فمشيئة الله هي أن يعلن المسيح بشرى الملكوت السارة، وكان الصليب هو النتيجة أو الثمن لهذه الرسالة. · لله مطلق الحرِّيَّة، غير ملتزم بأحداث التاريخ، وقد اختار الله بملء حريته “الخلاص”، بواسطة المسيح. · رسالة الأنبياء والرسل هي عيش الرسالة التي يحملونها إلى الآخرين أولاً. وقد أراد الله أن يكون لأفعال وأقوال المسيح قدرة خلاصيّة خاصة، والمسيح أثناء قيامه بهذه المهمّة اصطدم بأصحاب الضَّمير الفريسي ذلك الضَّمير الّذي لا يدخل ولا يدع الداخلين يدخلون، مما دفع هؤلاء الذين يملكون السلطة والسيطرة إلى السعي للتخلص من المسيح ذلك النور الّذي يفضح ظلامهم. ·لم يكن لدى المسيح أي عقدة استشهاد، ويظهر ذلك في صراع المسيح أثناء صلاته ورفضه الشديد للموت “إن أردت أن تعبر عني هذا الكأس”. ماذا حقق لنا المسيح بصلبه؟ 1. التحرر من الخطيئة والموت: عاش المسيح حياة "البار"، وكانت تعاليمه دعوّة للناس إلى الحقيقة، ورفض الناس له لم يجعله يبتعد عن هذا الهدف ولم يثني عزيمته، بل جعله يتقدم بكل حرية ساعياً نحو الخلاص الشامل للجميع، وتوحي كلّ آلامه توحي ظاهرياً كأنه فشل وأخفق في رسالته. فيسوع يقبل كلّ ما ترفضه الحكمة البشرية وذلك لأن حبه كاملا ولأن الله وحده هو القادر على أن يحوّل الشّرّ إلى الخير ويستخرج من الكراهية المحبة والنعمة. والقيامة هي أكبر تأكيد لهذا، من حيث أنها عبور وانتصار على الخطيئة وعلى الموت وعلى قوى الشيطان. والمسيح أنتصر على الخطيئة من خلال اتحاده بالله، ومن خلال طاعته لله. 2. التكفير عن الخطيئة: عواقب الخطيئة لا تبقى خارج حدود الإنسان الخاطئ، ومن هنا تنبع حاجة الإنسان إلى التطهير “اغسلني فأبيض أكثر من الثلج”، ويفهم المسيحيون موت المسيح كتكفير عن الخطيئة لأن المسيح كان بدون خطيئة. وهنا تجدر الإشارة بان الخطيئة هي خلل في النظام الخُلقي، وتشكيك في صلاح الله، ومن ثمّ فللخطيئة بعد جماعي يتخطى الفعل الفردي، ولأن المسيح عاش البرارة الكاملة والطاعة الكاملة لمشيئة الآب دشن طريق الإنسان الجديد المطهر من الخطيئة والقادر على إقامة علاقة بنوية مع الله. 3. الحب المحوّل: حياة يسوع هي حياة "الحب" الكامل (يوحنا15/13)، الحب بطبيعة حاله هو يغير من يحياه، ومحبة المسيح، لأنها كاملة، ذي قدرة تغيرية. والمؤمن يختبر في شخص المسيح ذلك البار الّذي أطاع طاعة كاملة، وبالتالي يختبر أنه (الإنسان) كلما اقترب من الله اختبر البنوّة "أن يكون أبناً لله"، ويرى المسيحيون في المسيح هذا التحقيق الكامل لأنه أظهر الحب المجرد عن الذات، والمسيحي يكون أمينا لمسيحيته بقدر اقترابه من هذا النموذج. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا مات المسيح؟ 1- القراءة التاريخيّة:https://upload.chjoy.com/uploads/1362605269823.jpg مات المسيح لأنه تصدى بجرأة لا تعرف التخاذل للاستغلال الديني (الحُكم الديني التسلطي) المتمثل في شيوخ الكهنة واليهود. وكان أمام المسيح اختيارات منها: · التسليم بالأمر الواقع؛ حفاظاً على سلامته. · السعي إلى الاستيلاء على الحكم الديني. · التصدي للظلم والزيف مهما كانت النتائج. وقد اختار المسيح الاختيار الثالث متحملاً كلّ نتائجه مهما كانت، وذلك انطلاقاً من أمانته للآب السماوي، ومن أمانته لرسالته "الشهادة للحق"، ومن الجدير بالذكر أن المسيح فعل هذا بدون عنف وبدون حقد أو كراهيّة. ولقد وعيّ المسيح بأن أمانته ستقوده حتماً إلى الموت على الصليب، ومن هنا نفهم كلامه عن موته وصلبه وقيامته. وقد كانت القيامة “النصرة” التامة لرسالته هذه. 2- القراءة الإيمانيّة: المسيح بموته توج حياته، وأظهر حقيقة الله وحقيقة الإنسان، وأدخل الإنسان في علاقة محيّيّة ملؤها المحبّة مع خالقه، وهذا يتضح من: + قال البعض: إن الإنسان إله ساقط يتذكر السموات يحن إليها يرغب فيها، ولكنه مرتبط بالأرض ومنجذب أيضاً إليها. والواقع البشري (المأسوي) يؤكد على أن الإنسان كائن محدود الوجود غير محدود الرغبات، يحيا فيصرع دائم، وغالباً ما يصلان إلى التمرد تجاه الله، واعتباره منافساً وخصماً له، وأن حريته مرتبطة بترك هذا الإله. إلاّ كلّ هذا “التمرد” لا يلغي حنينه (الإنسان) إلى الله، فهو يكتشف، في نهاية الأمر، رغبته الملحة نحو الخالق نحو مصدره. + أنتهج المسيح نهجاً مغايراً للواقع الإنساني الساقط (فلبي2/4-11) “يسوع لم يعتبر مساواته لله غنيمة...”، وبالتالي كان منفتحاً تماماً على الله، ومتجرداً كليّاً عن ذاته. وكان موته تتويجاً لمنهجه (الانفتاح الكليّ على الله). فنجد أن المسيح رفض سراب السلطة والملك، ووهم التملك والمال... ولأن حياته كانت متجهة كليا نحو الله ، كانت متجهة كليّا نحو الآخرين. ويمكننا القول أن الله بالمسيح أعاد تنقيّة الفكر البشري (من فكرة أن الله منافس للإنسان)، وبالمسيح أكد أنه محبة، بالمسيح أعلن أن به يمكننا عمل أي شيء وبدونه لا نستطيع عمل شيئاً. وكان الصليب والموت ثمناً وتأكيداً لمحبة المسيح، وكانت القيامة رداً من قبل الله، وانتصاراً للمسيح وتأكيداً على صدق رسالته. موقف التلاميذ الإيماني: يسوع هو كلمة الله المتجسدة، هذه حقيقة إيمانيّة، إلاّ أن هناك بعض التساؤلات الخاصة بيسوع (كإله تام وإنسان تام)، وتساؤلات عن موته (لماذا الصليب؟)، وتساؤلات عن قيامته (كيف قام؟)... + الموت: يُعرَّف الموت علميّاً بأنه توقف جذع المخ، وفلسفياً بأنه خروج الروح عن الجسد (جثة)، إيمانياً بأنه انفصال الإنسان عن الله بالخطيئة. وعندما نتكلم عن موت المسيح نقصد الموت الجسدي، هذا الموت الّذي أكد به المسيح أنه إنسان كمال وبالتالي كان لموته بُعداً خلاصياً “موت فدائي” (راجع: 1كو15/3)، وخلاصنا هو ثمرة محبّة الله لنا. + المسيح والقبر الخالي: (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة 640-655). ليس القبر الخالي في حد ذاته برهاناً مباشراً فمن الممكن تفسير اختفاء جسد المسيح من القبر على نحو آخر(راجع: يوحنا20/13). ومع ذلك فإن القبر الفارغ كان للجميع علامة جوهريّة. واكتشاف التلاميذ له كان الخطوة الأولى للوقوف على واقع القيامة نفسه. تلك حال النسوة القديسات أولاً(راجع: لوقا 24/3،22-23)، ثم حال بطرس (راجع: لوقا24/12). و “التلميذ الّذي كان يسوع يحبه” (يوحنا20/2)، رأى وآمن (يوحنا20/8). وهذا يعني أنه عندما رأى خلو القبر وغياب يسوع عرف أنه قام. + خلاصات موجزة: 1.المسيح وهو البار مات من أجل خطايانا. وكان موته تأكيد لحقيقة التجسد (فابن الله المتجسد هو الّذي مات بالحقيقة وقام؛ ولذلك لم يرى فساداً (أعمال13/37)). 2.خلاصنا هو ثمرة محبّة الله لنا. 3.المسيح قدم نفسه بحريته واختياره، وهذه التقدمة حققها مسبقاً أثناء العشاء الأخير مع تلاميذه. 4.أقامه الله من بين الأموات لأنه أطاع فكانت القيامة انتصار وتأكيد لرسالة وحياه المسيح كلها. والعهد الجديد يؤكد على أنه لا موت بلا قيامة ولا معنى للقيامة بدون الموت. 5.الإيمان بالقيامة يتناول حدثاً يثبته تاريخياً التلاميذ الذين لقوا القائم بالحقيقة، ولكنه حدث يسمو سرّياً في كونه دخول الناسوت في مجد الله. 6.القبر الفارغ واللفائف المطروحة تعني في ذاتها أن جسد المسيح أفلت من قيود الموت والفساد بقدرة الله. 7.المسيح “البكر من بين الأموات” (كورنثوس1/18)، هو مبدأ قيامتنا الخاصة، منذ الآن بتبرير نفسنا (راجع: رومية6/4)، وفي الزمن الآتي بإحياء جسدنا (راجع: رومية8/11). + يسوع نزل إلى الجحيم: الجحيم هو مقرّ الأموات، بما أن موت وقيامة المسيح هما مصدر خلاص شامل وجامع (ليس آلياً أو مفروضاً على الكلّ)، فقد استفاد منه أيضاً من كانوا في الجحيم لا سيما من كانوا في انتظار للخلاص. وقضيّة نزول المسيح للجحيم هي قضيّة إيمانيّة. والعهد الجديد يؤكدها ويشهد لها لسببين: الأوّل، ليوضح انتصار المسيح الكلي على الشّرّ والموت “بموته داس الموت”. والثاني، ليؤكد أن المسيح يملئ الكلّ، ويملك على الكلّ. ففي موت المسيح التقى الآب كلّ البشرية بما في ذلك البشريّة البعيدة عنه. ولا يُمكن أن ننسى أن الفداء بالنسبة للمؤمنين هو انفتاح أبواب الجحيم وسيادة الرب (متى16/18)، والكنيسة هي أداة توصيل هذا الخلاص (ببطرس3/18). وخلاصة القول أن المسيح عرف الموت كسائر البشر لكن الفرق يكمن في أنه لم ينزل الجحيم محكوماً عليه بل “مخلصاً” ، ومعلناً البُشرى للنفوس المحتجزة فيه. وبالتالي فالنزول إلى الجحيم هو ملء خطة الله الخلاصيّة، حيث تغلب المسيح على الموت والشرير وإعلان الخلاص. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قيامة المسيح هي حجر الزاويّة لكل الإيمان المسيحي، لأنه بدون قيامة لا إيمان ولا كنيسة ولا مسيح. وقيامة المسيح هي “حدث فريد” تماماً يختلف كلّ الاختلاف عن إقامة اللعازر من الأموات أو ابن أرملة نايين...
1- قيامة المسيح والتاريخ: هل قيامة المسيح حدث تاريخي؟ سؤال يطرح نفسه دائماً والإجابة عليه لا تتم إلاّ من خلال “نعم” و “لا” أ ) “لا” + لأن قيامة المسيح هي خروج عن التاريخ، خروج يصعب وصفه خاصة لنا نحن الذين نحيّ في داخل التاريخ. + لأنه لا توجد براهين محسوسة ملوسة حول القيامة (وهذا لا يعني عدم وجود براهين على الاطلاق. ب) “نعم”: + لأن هناك شهادات تاريخية لأناس عاشوا حدث القيامة وشهدوا عنه. + لأن القائم نفسه ظهر عدة مرات “الترائيات”، وهي ذي قيمة موضوعيّة من حيث أن القائم هو المبادر دائماً فيها. + مرور التلاميذ بثلاث مراحل: - عاشوا وعايشوا المسيح قبل موته في حياته. - عاشوا المحنة بعد الفبض على المعلم، محنة اليأس التام والاحباط الشديد. - عاشوا واختبروا المسيح القائم وتحوّلوا بفضل هذه الظهورات إلى شهود للقيامة. وخلاصة القول أن المسيح حسب شهادات التلاميذ قام قيامة حقيقية ، قام بجسده الّذي كان لديه قبل القيامة إلاّ أن هذا الجسد له صفات مختلفة (جسد نوراني)، وأكدوا أن ما شاهدوه لم يكن شبحا أو وهماً بل هو الرب، وقدوا حياتهم لهذه الشهادة فواجهوا الموت والسيف ولم يتنازلوا عنها مطلقاً. 2- معنى وتأثير قيامة المسيح: القيامة إثبات لكل ما عمل المسيح وعلّم به. إثبات لجميع حقائق الإيمان حتى الأكثر صعوبة منها على الإدراك البشري. وبالتالي فهي البرهان النهائي على حقيقة المسيح “كالمخلص”. وهي إيضاً إتمام لكل مواعيد العهد القديم (يوحنا8/8). وهي لذلك مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالميلاد، لأن في الميلاد (التجسد) دخل الله حياة البشر، وفي القيامة دخل البشر حياة الله (التبرير)، أي عادوا إلى النعمة التي فقدت بالخطيئة، أي اصبحوا “ابناء الله” بالتبني في المسيح الابن الحقيقي. ومن هنا التأكيد على أن قيامة المسيح هي مبدأ وينبوع قيامتنا الآتية “فهو بكر الراقدين” (2كرونثوس15). فالمؤمنين بالمسيح القائم يختبرون القيامة الآن وهنا، حيث المسيح القائم يحيا في قلوبهم، وبه يتذوقون القيامة أي “حياة الله”. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصعود هو استمرار لسرّ المسيح الممجد بالقيامة، ومن هنا يأتي الارتباط الوثيق بين الصعود والقيامة (راجع: أعمال 2/23-36). القديس لوقا يتحدث عن أن المسيح صعد إلى السموات بعد أربعين يوماً (40يوم) في أخر إنجيله وأول إصحاح من سفر أعمال الرسل، “رفع يديه وباركهم، وارتفع عنهم إلى السماء” (لوقا24/50-53).، “يسوع بقيّ يترأى لتلاميذه مدة أربعين يوماً، ويكلمهم عن شؤون ملكوت الله” (أعمال1/3-10).
وعدد أربعين هو عدد رمزي يشير إلى مدة طويلة تمهد لحدث عظيم، وهو يذكرنا بالمدة التي قضاها اليهود في البريّة قبل أن يدخلوا أرض الموعد. أي أن شعب الله الجديد إختبر الرب القائم أربعين يوماً فبل أن يحلذ عليه روح الرب. ومن هنا نفهم أن المسيح القائم كان يعلّم تلاميذه، أي يعدهم كما أعد الرب الشعب القديم ويهيأهم لعطية الروح، وبالتالي لحمل الرسالة؛ لأنه حيث عطيّة الروح فهناك رسالة وحيث هنك رسالة فهناك عطيّة الروح. والقديس مرقس يذكر “السحابة” (مرقس9/7)، وكلمة سحابة هي كلمة ذات خلفيّة كتابيّة لأنها تعني “حضور الرب”، لأن الله لا يرى بأعين الجسدن فيرمز له بالسحاب. ودخول المسيح في المسيح في السحاب يعني دخوله في مجد الآب. إذن السحابة تعني الله لا يرى لكنه موجود السماء: · ليست مكان، فهي تعني السمو والعلو، وتدل على مجد الرب يسوع. · ليست الفضاء الخارجي المحيط بالأرض، إنها لفظ يشير إلى الله، وتعتي الدخول في مجد الآب. · الجلوس عن يمين الآب؟ مت 26: 54 وتعني أن يسوع بالقيامة يشترك في سلطة الآب يو17:5 ؛ في 2: 4-11. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
2. نُصلي إلى الروح القدس الذي ألهَمَ كاتب الكلمة المقدسة أن يمنحنا نعمة فهمها وعيشها.
3. نقرأ النص كأننا للمرة الأولى نقرأه، بتمهّل وتأنٍ وإصغاء. وندوِّن انفعالاتنا الأولى حوله (إعجاب، تساؤل، ضيق، ..) 4. نقرأ الحواشي ونستفسر عن الكلمات الغامضة بالاستعانة بالفهارس وكتب ذات الاختصاص. (فلو مرّت في قراءتنا كلمة "كفرناحوم" نبحث عما تدل: إنها مدينة.. أين تقع على الخارطة؟ هل هناك مميزات خاصة بها... ما معنى مجوس؟ من هو ملكصادق؟ الأرقام هل لها مدلولات؟ ..) 5. ننتبه إلى سياق النص. ونتساءل: هل هو مرتبط بما قبله وبما بعده؟ هل هناك هدف من هذا الارتباط أو عدمه. 6. نعيد قراءة النص وننتبه إلى الكلمات أو العبارات التي تتكرّر أو تأتلف أو تختلف، إن وجدت... 7. نُفعِّل المخيلة والحواس، في حال تحمّل النص ذلك، فنُشاهد الأحداث والأشخاص والحركات والألبسة والأصوات والرائحة،.. هناك من يُسر، وهناك من يعارض، .. .. 8. ننتبه إلى الأماكن والتنقلات (فإنجيل لوقا مثلاً يركز على صعود يسوع شيئاً فشيئاً إلى أورشليم 18/31.. هل له هدف من ذلك. ويوحنا يكتب: كان "لا بدَّ" ليسوع المرور بالسامرة حين التقى السامرية4/4.. هل هذه اللزومية جغرافية أم لاهوتية؟) 9. ننتبه إلى الزمان أيضاً (ما معنى "اقترب فصح اليهود" في يوحنا 2/13، 11/55..؟ هل للأيام السبعة في بداية سفر التكوين مدلولات كوزمولوجية أم لاهوتية؟ وهل عبارة "وفي اليوم الثالث" التي تبدأ نص عرس قانا الجليل (يو2/1) تود أن تشير إلى زمن ما، أم إلى معنىً فصحياً، حيث قام يسوع في اليوم الثالث، أي أن هناك "خطف خلفاً" Flash Back.. أي على ضوء الخاتمة تُعاد قراءة تسلسل الأحداث.. على ضوء قيامة يسوع نفهم كل حياته وتعاليمه وشخصيّته. 10. نبحث في أي زمن وضع هذا النص؟.. من هو الكاتب؟.. في أي ظرف كان؟.. وإلى من يتوجّه؟ (لو قرأنا مثلا نصاً من نصوص أشعيا (ابتداءً من الفصل40 أي أشعيا الثاني)، وعلمنا أن هذه النصوص وضعت في زمن السبي، وبحثنا عن ما هو السبي، فهمنا النص بشكل أعمق. لو انتبهنا أن نصوص معمودية يسوع من يوحنا وضعت في زمن بدأت فيه الكنيسة الأولى تعميد مؤمنيها، استنتجنا أن الكاتب الملهم يصوَّر مشهدين في نص واحد، معمودية يسوع، ومعمودية من يؤمن به. وإن لم نكن قد قرأنا مسبقاً شيئاً عن السفر الذي نقرأ منه النص، ولا نعرف أي شيء عنه وعن كاتبه والغاية من كتابته وإلى من يتوجَّه، علينا أقله قراءة المقدمة الموجودة قبل كل سفر. 11. يمكننا، إن أردنا التعمَّق أكثر، أن نقرأ النصوص التي يدلُّ إليها هامش النص المختار، ونقارنها مع نصنا. مثلاً، لو قرأنا نص متى3/1-12 نجد في الهامش مراجع مشابهة (أو موازية) لبعض فقرات النص الذي نقرأه: مرقس1/1-8، أشعيا 40/3، أرميا 15/7،.. 12. نحاول تحديد أهداف النص بشكل مختصر.. ماذا يريد النص أن يقول؟ 13. نحاول تطبيق معاني التأملات على حياتنا.. ماذا يريد أن يقول النص لنا بشكل شخصي؟ ما يسمى في لغة التربية المسيحية "التأوين" Actualisation.. أي نحاول أن نجعل في "الآن" ما كان في ذلك الزمان. وبمعنى آخر "إعادة قراءة" النص أو الحدث أو المعنى على ضوء الحاضر. هذا الأمر في غاية الأهمية على المستويين اللاهوتي والروحي. فيسوع نفسه قام بهذا "التأوين" فأعاد قراءة الكتب والأنبياء لتلميذي عماوس (لو 24/13-00) مظهراً أهمية فصحه بالموت والقيامة.. وعند "كسر الخبز انفتحت أعينهما" كما يقول النص. لقد أكثر يسوع الاستعارات من العهد القديم معيداً قراءتها على نفسه: "آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا.. أنا خبز الحياة".. "ولن يعطى هذا الشعب إلا آية يونان"... عملياً كيف نقوم بهذا "التأوين"؟.. هل في شخصيات النص (أو أحداثه) من يشبهني، أو أريد أن أتشبّه به، ولو قليلاً؟ يمكننا تفعيل الرمزية في ذلك، .. هل هناك كلمة أو عبارة كانت لها وقع خاص في قلبي؟ يمكننا ترك النص جانباً والتأمل في هذه العبارة أو الكلمة. مثلاً: "وجدنا المسيح".. "يا معلم ارحمني".. "تحنَّن علينا وأغثنا".. "أنت الصخرة".. "ترك كلَّ شيء وتبعه".. 14. نستـنـتج مقصداً مناسباً لحياتنا، أو لكلٍ مقصده. بذلك نقرن التأمّـل بالعمل. 15. نصلّي من وحي التأمّل السابق، ونشكر الرب، نقوم بمراجعة سريعة للتأمّل السابق، ونختم برسم إشارة الصليب. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فيقف الإنسان مع نفسه في تأمل وصمت ليتطلع للرب ويطلب إرشاده حتى يميز بين ما أراد الله له وما صنعه هو بنفسه .
إنها وقفة تُعلن للإنسان في وضوح وبقوة الفارق بين : ما يعيشه وما ينبغي أن يكونه . ← فلقد أساء الإنسان إلي نفسهحين أهان جسده وأسلمه للهوان . ← فلقد أساء الإنسان إلي العالمالذي خلقه الله فأبدعه وسلمه له ليسود عليه ويحفظه . ← وأساء الإنسانحين أدخل الخطية إلي العالم وعاش في مذلة العبودية لها بعد أن كان سيداً تخضع كل الأشياء تحت قدميه . ← وأساء الإنسانحين إرتضى حياة النجاسة وتلذذ بها بدلاً من حياة النقاء والقداسة ، ولوّث العالم بشهواته ورغباته وانحرافاته. ← وأساء الإنسان إلي الله ، الله الذي أحبه فخلقه علي صورته وشبهه وتمنى له أن يبقى مثله نوراً ليس فيه ظلمة . ← لـــــــــــــــــــــــــــذا فــإنإدراك الإنسان لحقيقة ما فعله بنفسه وبالعالم الذي يعيش فيه نتيجة إنفصاله عن الله رد قوي وقاطع عن سبب كل ما يحيا فيه من معاناة وكآبة وضياع . ولـن يـعـيـــش الإنسـان راحــته واطـمـئـنـانــه وسـلامـه وســعادتــه . * إلا إذا * : عاد لصورته الأولي التي أرادها الرب له وخلقه عليها وحفظ نفسه وإمتنع عن كل ما يلوّث ويدّنس من أمور قد لا يهبط الحيوان لمستواها .......... ( أسرع لي يا مخلص بفتح الأحضان الأبوية لأني أفنيتُ عمري في اللذات والشهوات وقد مضى مني النهار وفات فالآن اتكل علي غني رأفتك التي لا تفرغ )من " قطع صلاة الغروب " ، فيحتاج كل إنسان أن يجلس في هدوء ويراجعُ نفسه فيعرف مكسبه وما حقق أو خسارته وما فقد ويصحح مساره باستمرار ، فمهما كان وضع الإنسان وعمقه الروحي فهو دوماً في أشد الحاجة إلي تلك الفرص التي يخلو فيها مع النفس ليصبح قادراً علي مراجعة وتحديد موقعه فيُدرك أين هو ؟وإلي أين ينبغي أن يكون وجهته . إن أوقات السكون ضرورة لكل إنسان حتى تتاح فرص الحوار الداخلي فيعرف حقيقة ذاته وما يجري حوله ويسعى كي يُعدّل إتجاهاته ويتقدم بنفسه . ←لـــــــــــــــــذا الحوار الأمين مع النفس أكثر فاعلية من المناقشة والمجادلة مع الآخرين ، إذ يحسُّ الإنسان في مرات عديدة أن كلمات الذين حوله توجيه مفروض مما قد يولد في الداخل مقاومةٌ تجعل ذلك التوجيه غير مرغوب فيه ومرفوضاً . ومهما كانت الكلمات رقيقة هادئة لكنها طالما كانت تُغاّيرُ ما بداخل الشخص وما يسلك فيه فعادةً ما يعتبرها نوعاً من الضغط لتغيير أسلوبه في الحياة والتدخل في شئونه الخاصة وحريته . بالطبع إن الاختلاء بالنفس في جلسة هادئة ومراجعتها بالحوار والأسئلة وإدراك الموقف خلال المواجهة الأمينة ............... تـــــــــــــــــــــــــــــــؤدي إلــــــــــــــــــــــــي : الشعور بالحاجة إلي التغيير وإتخاذ القرار والتحرك ومحاولة التقدم بتعديل الاتجاه والسعي لطلب المعونة والإرشاد وقـــــد فـــعــل ذلـــك +الابن الأصغر في جلسة مع نفسه وهو يرعي الخنازير " فَرَجَعَإِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ : كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا " لو17:15. + زكا فوق الجميزة " فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْيَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ " لو4:19. + الخاطئة في بيت الفريسي وكسر قارورة الطيب . ...........الراهب يحنس المحرقي |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان القديس يوحنا ذهبي الفم في القسطنطينية وكانت الجماهير تتهافت لسماع عظاته المملؤة نعمة وقوة روحية فقد كانت كلماته تتدفق بفصاحة ساحرة وسحر لا يُقاوم ، فكان فمه ينثر ذهباً بل ما هو أثمن من الذهب ! لذلك أحبته الجماهير ولكن الملكة كانت تكرهه والملك كان يــــــخـــــــافــــــــــــــــــــــــــه
لـــمــاذا ؟لأن ذهبي الفم لم يخشي الملكة ولم يخف بطش الملك فوبخ جهاراً خطايا الملكة وخطايا حاشيتها فغضبت وغضب الملك معها وفي ثورة الغضب قال الملك : أودُّ أن أضرب هذا الرجل ضربة تهتز من هولها الجبال ، فأنتقم منه نقمةٌ لم يُسطّرَ مُثلها التاريخ ! فسمعت الحاشية كلام الملك فدوى فيما بينها حديث كالرعد ضد الأســقــف الشجــــاع :- ← لـيُـنـفـيّإلي الصحراء الفقراء فتشويه حرارة الشمس ويحرقه الظمأ! ← لـيـزج به في أعماق السجون ويُكبل بالأغلال فترعبه الظلمة ويقتله الخوف ! ← لـتـُصادرأمواله وأملاكه فيذوق مرارة الجوع ويتلظى بنار الفقر ! ← لـتُـفـصلرأسه عن جسده فلا يعود يتمتع بالحياة ولا يعود يبتسم للنور ! وهكذا رددت القاعة صدى أصوات القلوب العمياء وصراخ النفوس المريضة وإذا برجل في طرف القاعة كان يكره يوحنا ذهبي الفم أكثر من جميعهم فتقدم في صوت خافت يقول : مهلاً أيها الناقمون فإنكم لا تستطيعون الإساءة إلي الرجل بمشوراتكم الباطلة . ← أتـنـفـونـهُإلي الصحراء ؟ إنفوه ، فإنه سيجد نفسه في الصحراء قريبا من الله يتمتع بعشرته ويسعدُ به أكثر . ← أتـضعـونهًفي السجن مكبلاً بالقيود والسلاسل ؟ قيدوه ولكن روحه ستكون طليقة تنطلق بالتسبيح لربها وتعيش في نور وسط الظلام . ← أتـصادرونأمواله ؟ صادروها فلن تسيئوا إليه بل إلي الفقراء والمساكين فليس للرجل من ماله أكثر مما لهم . ← أتـحـكمـونعليه بالقتل ؟ أقتلوه فإنكم تساعدونه علي الوصول إلي السماء عن أقرب طريق ! ثم إلتفت الرجل إلي الملك وقال له : أما إذا شئت يا سيدي أن تنتقم لنفسك حقاً من هذا الرجل فليس أمامك سوى وسيلة واحدة هي أنُ تكِّرههُ وبالأحرى أن تُغريه علي إرتكاب الخطية ، فإن يوحنا لا يخاف في الدنيا شيئاً إلا الخطية ! ليكن لنا درساً من هذا يلازمنا حياتنا ، فإن عدوة الحياة وعدوتك اللدودة اللعينة المُهلكة هيالـــــــــــخــــــــــــــــطـــــــيـــــــــــ ـــــــــــــة . * لــذا أبــغــض الـخـطـية. . وأهـرب مـنــهـا ! ←فـقـدلا تكون مغلوباً من الخطية ولكن خطية ما تحيط بك ومحبوبة لديك وتحاربك وتسبيك وأنت بطبيعتك وبغرائزك تميل إليها وهذا الصراع كثيراً ما يجعلك تشعر بالحرمان من السلام . إنك في حرب ولكنك في حاجة لأن تعرف أن الحرب مع الخطية شئ والوقوع فيها شئ آخر ، فمتى عرفت أن تجاهد إلي النهاية معتمداً علي نعمة الله فلا تلين ولا تميل فإنك ستجد نفسك ليس منتصراً فقط بل وسعيداً مرنما مع الرسول بولس " يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا "رو 37:8. ← ولــكــنقد أحياناً أن بعض النفوس تمُلُّ الجهاد فتتهاون ومع الوقت تشعر بأن هذه ليست شيئاً وتلك مسألة تافهة فتسلك ليس بتدقيق كما يليق بقديسين بل بغير تدقيق ، ومن غير شعور بالمّرة بأن هذا نقص فى حياتنا وكَاّنَ ذلك يهمنا في بدء حياتنا الروحية أما الآن فقد كبرنا وتقدمنا والحقيقة أننا تأخرنا ثم يدهشنا بعد ذلك أننا لسنا سعداء في حياتنا وفي شركتنا مع الله لأنها شركة ضعيفة ، أضعفها الإهمال والتهاون وعدم التدقيق في المسيرة والسلوك . ...... الراهب يحنس المحرقي |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بشفاعه الصليب فى عيده https://upload.chjoy.com/uploads/1363758805183.jpg جئت اليك اليوم ياربى كى احتفل معك بعيد الصليب وادرك معنى الصليب بالنسبه لك وادركه ايضا بالنسبه لى فالصليب فى حياتى هو الرجاء بل هو الحياة الصليب هو الشفاعه الكفاريه لكل انسان عاش حياة التوبه الصليب هو العبارة التى نقلتنا من الجحيم الى النعيم الصليب هو رمز النصرة على الشيطان بكرم فدائك لبنى البشر الصليب هو محور إيمانا ومركز عقيدتنا ربى المحبوب فى إحتفالى اليوم بعيد الصليب دعنى اشكرك من عمق القلب لانك بالصليب أعلنت لنا حب لايصدقه عقل بشرى ولانك بالصليب حولتنا من عبيد الى ابناء وبالصليب ايضا اعطيتنا روح الغلبه والنصرة فعلى ماذا ولا ماذا اشكرك يارب وإن مكثت العمر اشكرك فلن يوفيك اشكرك يارب .. اشكرك ياالهى ولكنى بعد ان شكرتك فمى لابد وان اشكرك بعملى نعم يارب انت تريد ان ترى افعال تفرحك اكثر من الاقوال فحين أسامح اخى فى البشريه احسبه لى شكر وحين اعطف على مسكين احسبه لى شكر وحين ادعو بالبركه لكل من يسىء لى احسبه لى شكر وحين احاول ان اكون سفيرة حسنه لااسمك احسبه لى شكر وحين اجاهد فى كل عمل خير احسبه لى شكر وحين اعيش حياة الزهد وانكار الذات احسبه لى شكر اشكرك يارب من عمق قلبى اشكرك لانك انعمت لى بنعمه الوجود وبنعمه الفداء اشكرك لانك انعمت واغدقت عليا من خيرك اشكرك لانك لم تحوجنى الى غيرك اشكرك لانك دائما تعوضنى عمن انتقصته منى الف حمد والف شكر لك يارب ربى والهى وابويا الحبيب فى عيد الصليب وبشفاعه الصليب والدم إن سمحت مشيئتك الصالحه لاتتركنا فى محنتنا وحدنا ربى لاتحرم مصر من عين الرأفه منك ربى لاتحرم شعبك من سلامك وامانك ربى لاتفرط فى بناتك وشبابك للدياب المسعورة ربى لاتترك شيوخك واطفالك ونسائك بدون مسانتدك ربى لاتبعد عن المعترفين والتائبين من قوتك ربى ولا تتركنا يتامى ونحن قليلين الحيله ربى ولاتحرمنا من رضاك وإن كنا مخطئين ربى ولا تحاسبنا على مانفعله بصغر النفس او ضعف البشريه ربى ولا تشمت بنا اعدئنا ولا تنصرهم علينا اتوسل اليك ياربى بشفاعه الصليب فى يوم عيدة ان لاترد صلاتى ولا تستهون بقلبى المشتاق الى يمينك لانى تذوقتك واختبارتك وعرفتك ان الله عظيم ورؤوف وطيب القلب ولهذا اطرح قلبى امامك بحديثى اليك واعلم انك لاتردنى فارغه اشكرك يارب اشكرك يامن صلبت من اجلنا لانك الله تستحق المجد والسجود لان لك المجد والعزة من الازل والى الابد اميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــن |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المعارك لأجل المبادئ الذاتية
https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...f-Jesus-02.jpg لم يشهد التاريخ البشري عصراً كعصرنا الحاضر، تتطاحن فيه الاتجاهات، وتتضارب فيه المذاهب والمبادئ. وكلٌّ ينادي بأفضلية طريقه وتفوّق مذهبه، طاعناً ما يخالف رأيه من عقائد الآخرين. وذلك إما عن طريق النقد الحر الصريح، أو بالوسائط السلبية المتحفّظة. وأحياناً يشتدّ التحدي وتزداد المهاجمات، فيضطرّ الفرقاء الالتجاء إلى وسائط لا شرعية، تخرجهم من دائرة المنطق السليم والآداب المفروضة. من المؤسف حقاً، أن المسيحية في بعض الأماكن انزلقت أيضاً إلى هذا المستوى واشتركت في نفس العراك. حتى أننا أحياناً نستخدم ما يستخدمه أهل العالم، من عبارات التحدّي، ووسائط التشهير، واساليب العنف والتهديد. والحق يُقال، أن المسيحية الحقة لا يحتاج نشرها وتطبيقها لمثل هذه الوسائل، إذ أنها لم تقم على السيف والعنف والكراهية، بل على المحبة والعطف والحنان. فكيف يجوز لنا إذاً، أن ندافع عن مسيحيتنا بطرق لا مسيحية؟! وقد صدق في هذا قول الشاعر، مخاطباً المُدافع عن المسيحية بوسائط العنف والقوة، مظهراً له خروجه عن المبدأ المسيحي بقوله: يا فاتح القدس خلِّ السيف ناحية ليس الصليب حديداً كان بل خشبا فيسوعنا الأسد الغالب المنتصر، قد لُقِّب بالحمل الوديع المتواضع. وهو الذي تنبّأ عنه إشعياء قائلاً: "هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ. لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ". فيسوعنا، بالصليب - رمز الصبر والتحمل فكان هذا أصلاً لنا - جرّد الرياسات والسلاطين ظافراً بهم فيه! ودعوته الصريحة هي: "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي". فحمل الصليب يتطلب أولاً إنكار الذات! وإنكار الذات يسهّل علينا حمل الصليب دون تكلّف أو عناء، لنتبع خطوات من أخلى نفسه... وأطاع حتى الموت موت الصليب. فتعال معي، عزيزي القارئ، نطرح جانباً التهديدات والتحديات والمهاترات الضعيفة، لنظهر تفوّق مبادئنا المسيحية بالنتائج الحياتية المسلكية، علماً منا أن العقيدة الصحيحة تُظهر ذاتها بالأعمال الصالحة. فكما أن الشجرة الردية لا تقدر أن تصنع ثمراً جيداً، هكذا الشجرة الجيدة لا تقدر أن تصنع أثماراً درية، فمن ثمارهم تعرفونهم! لذا "يَقُولُ قَائِلٌ: أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ. أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي". فالمسيحية الصحيحة تتمثّل في وجهين: 1- وجه يمثّل العلاقة الروحية القلبية بين الإنسان المؤمن والله مصدر القداسة والكمال؛ هذه العلاقة التي لا يستطيع أحد استكشافها ومراقبتها، كما لا يستطيع سبر غورها وإدراك مداها سوى الله وصاحب العلاقة نفسه. 2- أما الوجه الثاني فيتمثّل بالأثمار الحياتية والنتائج المسلكية، التي تعكس سريرة الإنسان وما يضمره في قرارة إنسانه الباطني. هذا الوجه يقرر في نظر الآخرين سلامة مبادئنا، وصدق إيماننا، ومدى مستوانا الروحي. قد نجتاز أحياناً في حالات مرة وقاسية، نفقد فيها وعْينا الروحي واتزاننا الإيماني. فنتحدر من المستوى السامي الذي رفعنا الله إليه، لنتصرف بما يمليه علينا الجسد بنزعاته وميوله، التي لا تتفق مع مشيئة الله، ولا تتناسب مع مقامنا الرفيع. هذه حالات اضطراب غير طبيعية. يجب أن ندرك سريعاً خطورة استمرارها في حياتنا، ونستعين بإلهنا القدير لينقذنا منها قبل أن تشوّه شهادتنا المسيحية وتحطم مستقبلنا الروحي. والأوقات الثمينة التي نضيعها عبثاً بالدفاع عن نفوسنا، ورد التهم الموجهة إلينا باطلاً من البشر، أولى بنا أن نحوّلها لفرص صلاة وتعبّد، نطرح خلالها صعوباتنا وتجاربنا بين يدي إلهنا الحبيب متمسكين بنصيحة الرسول: "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ". والأثمار المسلكية الصالحة التي يظهرها الله في حياتنا، تجعل الذي يشتمون سيرتنا الصالحة في المسيح يخزون فيما يفترون... بينما سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبنا وافكارنا في المسيح يسوع. أين مركز الذات في حياتك؟ هل على الصليب ويسوع على جبل التجلي؟! أم ذاتك على جبل التجلي ويسوع على الصليب؟! ننتظر قدومك دائماً في وعدك لنا لتأتي وتأخذنا حيث تكون أنت نكون نحن والنصر لمن يثبت الى المنتهى في المسيح |
الساعة الآن 07:54 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025