منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 25 - 10 - 2014 05:14 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
شفى يسوع رجلاً أعمى في بيت صيدا
http://www.peregabriel.com/gm/albums...an_clipart.jpg


نصّ الإنجيل

وصَلَ يسوع مع تلاميذِهِ إلى بيتَ صيدا، فجاؤوهُ بأعمى، وسألوهُ أنْ يَضَعَ يَدَهُ عليهِ. فأخَذَ بيدِ الأعمى، وقادَهُ إلى خارِجِ القَرية، ثُمَّ تَفَلَ في عينَيْه، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عليهِ وسألَهُ: " أَتُبْصِرُ شيئاً ؟


" فأَخَذَ يُبْصِرُ وقال : " أُبْصِرُ الناسَ وأراهُم يمشون كأنَّهُم أشجار ". فوَضَعَ يدَيْهِ مرَّةً أُخرى على عينَيْه، فأَبْصَرَ وعادَ صَحيحاً يرى كلَّ شيءٍ عَن بُعد. فأرسَلَهُ إلى بَيتِهِ وقالَ لَهُ : " لا تَدخُلِ القَرْيَة ". (مرقس 8/22-26)

صنع يسوع هذه المعجزة على مرحلتين

أمسك يسوع يد الأعمى وأخرجه إلى البرّية، وأعاد إليه البصر، لا فوراً ولا كاملاً، بل على مرحلتين متتابعتين.

ففي المرحلة الأولى وضع على عينَيْه بعض ريقه ثمّ بسط يديه على رأسه وسأله: " أتبصر ؟ " فأجاب الأعمى أُبصر الناس يمشون كأنّهم أشجار ". كانت رؤيَتُهُ للناس غامِضَةً حتّى إنّهُ لم يُمَيّز الناس مِنَ الأشجار.

وانتَقَلَ يسوع إلى المرحلة الثانية فبسط يدَيْه على عينَيْه مرّةً أخرى، فعاد إليه البصر كاملاً، ورأى الناس بوضوحٍ تامّ. لقد تعمّد يسوع سلوك هاتين المرحلتين ليصف بهما حالة تلاميذه وحالة المسيحي الخاطئ.

http://www.peregabriel.com/gm/albums.../10002/024.jpg

مرّت رؤية التلاميذ ليسوع بمرحلتين

1- ففي المرحلة الأولى كانت رؤيتهم له رؤيةً غامضة، على مثال الأعمى الذي كان يرى الناسَ يمشون كأنّهم أشجار. إنّ?هم لم يعرفوه معرفةً حقيقيّة، ولم يدركوا بعقولهم هدفَ مجيئهِ إلى العالم ولا عَمله الخلاصي، ولم يفهموا بقلوبهم فهماً صحيحاً عقليّته الروحانيّة.وإليكم بعض أمثال عن رؤيتهم الغامضة ليسوع:

- لمّا كانوا يعيشون معه شاهدوه يشفي المرضى، ويقيم الموتى، ويفتح عيون العميان، ويشدّد عضلات المقعدين، ويُخرج الشياطين، ويُطعم الجياع، ويهدّئ عاصفة المياه. وكانت معجزاته كثيرةً جدّاً لم يأتِ بمثلها ولا بعدَدِها واحد من الأنبياء الذين جاءوا قبله. ومع ذلك فإنّهم لم يُدركوا أنّه ابنُ الله، وأنّ سلطته الإلهيّة لا حدود لها. وهذا ما حملهم على أن يتساءلوا في ما بينهم عندما هدّأ العاصفة : " مَنْ هذا حتّى تُطيعَهُ الرياحُ والبحر ". (متى 8/27)

- وسمعوه يبشّر الناس بملكوت الله، ويدعو السامعين إلى التوبة وقبول هذا الملكوت الروحي. ومع ذلك فقد رأوه مسيحاً سياسيّاً جاء ليطرد الرومانيّين المستعمرين ويؤسّس لإسرائيل دولةً مجيدة. إنّ هذه الرؤية المغلوطة لعمل يسوع وتبشيره بالإنجيل دفعت التلميذَيْن الأخوين، يعقوب ويوحنَّا، إلى أن يطلبا منه أن يجلس أحدهما إلى يمينه والآخر إلى يساره في مجد مملكته. وهذا ما أثار غضب التلاميذ العشرة الآخرين عليهما لأنّهم اعتبروا طلبهما تعّدياً على حقوقهم في توزيع المناصب الوزاريّة في الدولة العتيدة.

(مرقس 10/35-45)

- وظهرت رؤيتهم الغامضة لمّا استسلموا إلى الجدال مرّتين في من هو الأعظم بينهم، ولم يفهموا عقليّة يسوع التي تدعوهم إلى ممارسة التفاهم والتواضع والمحبّة الأخويّة. (مرقس 9/34 ولوقا 22/24)

- وتبيّنت رؤيتهم الغامضة لـه لمّا رأوه حيّاً واقفاً بينهم بعدما قام من بين الأموات، ومع ذلك شكّوا في حقيقة قيامته.

(متّى 28/17)

- وكان غموض رؤيتهم لـه كثيفاً عندما عادوا للمرّة الثانية يسألونه عن الزمن الذي يُعيد فيه المُلك إلى إسرائيل بينما كانوا يرتقون معه جبلَ الزيتون، قبل أن يصعد إلى السماء بفترةٍ وجيزةٍ.

(أعمال الرسل 1/6)

في هذه المرحلة الأولى التي دامت طَوال حياة يسوع التبشيريّة، أيْ مدَّة ثلاث سنوات، كانوا يرون يسوع كما كان الأعمى يرى الناس في المرحلة الأولى من شفائه. وإذا أردنا أن نصف طبيعة رؤية التلاميذ ليسوع في هذه المرحلة الأولى قلنا إنّهم كانوا أنصاف عميان.

2- وكما انتقل الأعمى إلى الرؤية الواضحة للناس بعدما وضع يسوع يديه عليه للمرّة الثانية، هكذا انتقل التلاميذ إلى رؤية يسوع الواضحة بعدما أرسل إليهم روحه القدّوس يَومَ العنصرة، ففتح عقولهم وقلوبهم وعرفوا أنّ يسوع مسيحٌ وربّ (أعمال 2/36) وأعلنوا للملأ ، بأقوالهم ورسائلهم، أنّه ابنُ الله قد أتى إلى العالم لينشر ملكوت الله ويضُمَّ إلى هذا الملكوت جميعَ شعوب الأرض.

http://www.peregabriel.com/gm/albums...ind2520man.jpg

يمرّ المسيحي الخاطئ بمرحلتين

وكما مرّ الأعمى بمرحلتين ليتمكّن من رؤية نور الدنيا رؤيةً واضحة، فكذلك يمرّ المسيحي الخاطئ بمرحلتين ليتمكّن من رؤية نور الإيمان رؤيةً سليمة.

1- ففي المرحلة الأولى عندما يرتكب الخطيئة لا يرى بوضوح سموَّ جلال الله، وعظمةَ ابنه يسوع، وسوءَ مصيره الأبدي، والأذى الروحي الذي يُحدثُهُ لأعضاء الكنيسة . فيكون كالأعمى الذي لم يرَ الناس إلاّ كأشجار تمشي.

إنّ هذه المرحلة الأولى التي يعيشها المسيحي الخاطئ تاعسة للغاية. فإذا امتدّت طويلاً وضعته على حافّة هوّة الهلاك الأبدي، وجعلته يَحيدُ عن الهدف الذي خُلق لأجله على الأرض، وهو تمجيد الله والتمتّع بالسعادة الأبديّة.

2- وكما احتاج الأعمى إلى بسط يَدَيْ يسوع عليه مرّةً ثانية، ليتمكّن من رؤية نور الدنيا رؤيةً جليّة، هكذا يحتاج الخاطئ إلى نعمة يسوع المُضيئة ليتمكّن من رؤية نور الإيمان رؤيةً صحيحة.

إنّ رؤية نور الإيمان الصحيحة هي المرحلة الثانية التي يعيشها المسيحي التائب، فيرى بوضوح، بفضل أشعّة نعمة يسوع الساطعة، شناعةَ الإثم الذي ارتكبه، وقباحة نكران الجميل لمواهبِ الله ونِعَمِ يسوع الفادي، ويشعُرُ بالخطر المخيف الذي كان يزجّ نفسه فيه فيتوب من ذنوبه ويقرّر سلوك الحياة الفاضلة.

وكما احتاج الأعمى إلى التلاميذ لكي يقودوه إلى يسوع، هكذا يحتاج المسيحي الخاطئ إلى الكنيسة لتقوده إلى يسوع ويحصل على شفائه الروحي.

فالكنيسة هي الوساطة الخيّرة بينه وبين يسوع. وهذه الوساطة تمكّنه من أن يتمتّع بنور النعمة الذي يضيء له جمال الحياة الإلهيّة التي فقدها بارتكاب الخطيئة.

قال يسوع للأعمى : ادخلْ بيتك ولا تعدْ إلى القرية

يقول يسوع للمسيحي التائب : " أمّا الآن وقد فُتِحَتْ عيناك ورأيتَ بوضوحٍ نورَ الإيمان وقباحةَ الخطيئة، ورجعتَ إلى الله تائباً، وغُفِرتْ لك آثامُك، فادخلْ بيتَك وصلِّ بخشوع، ولا تعُد إلى المجتمع الذي كان يدفعك إلى ارتكاب الذنوب ".

يسوع يعلم أنّ تأثير المجتمع الفاسد يُفسد أنقى الناس وأطهرهم. ولذلك فإنّه ينصح للخاطئ التائب بأن يدخُلَ بيته ولا يرجع إلى مجتمعه القبيح الذي جرّه إلى الخطيئة، كما نصح للأعمى الذي شُفي بأن يدخُلَ بيته ولا يعود إلى قريته.

إنّ هذه النصيحة قد ذكرها بولس الرسول في كثيرٍ من رسائله فقال: "إنّ العُشرةَ الرديئةَ تُفسِدُ الأخلاقَ السليمة".

(1 قورنتس 15/33)



التطبيق العملي

1- الخطيئة ظلامٌ روحي كعمى العينَيْن. إنّ الأعمى يتألّم من عيشه في الظلام. أمّا الخاطئ فلا يشعر بأنّه يعيش في الظلام، بل يقضي سنواتٍ كثيرة من حياته غير مبالٍ بالعَتَمة الروحيّة التي تُحدق به.فيا أيّها المسيحي، لا تَسْتَسلمْ إلى عمى الخطيئة الذي يؤدّي بكَ إلى أن تنحدر يوماً بعد يوم، انحداراً متواصِلاً، حتّى تهبط في نهاية حياتك الهبوط الرهيب، وهو الهلاك الأبدي.

2- لقد رأى الأعمى بعد شفائه جمال حياة الدنيا ونور الشمس المتلألئة فأضحى سعيداً. فنحن قد أعدّنا الله لنرى بعد هذه الحياة نور وجهه الإلهي المتلألئ في السماء مدى الأبديّة. إنّ رؤية هذا الجمال تجعلنا سعداء.إلاّ انّها لا تُعطى إلاّ لِمَنْ جاهدوا في الحياة الجهاد الروحيّ الحسن، على مثال القدّيسين الأبرار.

3- متى شعرتَ بظلام الخطيئة اطلبْ من الكنيسة أن تقودكَ إلى يسوع ليبسطَ عليك يدَيْه الإلهيتَيْن، فتنتقلُ بوساطة سرَّيْ التوبة والقربان الأقدس من المرحلة المظلمة إلى المرحلة المتلألئة بنور الإيمان والمحبّة. إنّ هذه المرحلة المستنيرة تُضيءُ قلبكَ وتُنشئ فيه الرغبة في العيش مع يسوع نورِ العالم وبهجةِ القلوب النقيّة.


Mary Naeem 25 - 10 - 2014 05:15 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
شفى يسوع رجُلاً أصمَّ معقودَ اللِّسان

http://www.peregabriel.com/gm/albums...1/20358282.jpg

نصّ الإنجيل

جاءَ الناسُ إلى يسوع بأصَمَّ معقودَ اللِّسانِ وسأَلوهُ أن يضَعَ يَدَهُ عليهِ. فانفَرَدَ بهِ عَن الجمعِ، وجَعَلَ إِصْبَعَيْهِ في أُذُنَيْهِ ، ثُمَّ تَفَلَ ولَمَسَ لِسانَهُ.


ورَفَعَ عينَيْه نحوَ السَماءِ مُتَنَهِّداً وقالَ لهُ : " إَفَّتِحْ " (أيْ انفَتِحْ). فانفَتَحَ مِسْمعاهُ وانْحَلَّتْ عُقْدَةُ لِسانِهِ، فتَكَلَّمَ بِلِسانٍ طليق. وأوصاهُمْ ألاّ يُخْبِروا أحَداً. فكانَ كلَّما أكْثَرَ مِنْ توصيَتِهِمْ، أكثَروا مِنْ إذاعَةِ خَبَرِهِ. وكانوا يقولون وهُمْ في غايةِ الإِعْجاب : " قد أبْدَعَ في أعمالِهِ كلِّها، إذْ جَعَلَ الصُمَّ يَسمَعون والخُرْسَ ينطِقون ".


(مرقس 7/31-37)

كان لهذه المعجزة طابعٌ خاص

لم تكن هذه المعجزة كغيرها من المعجزات التي صنعها يسوع، بل كان لها طابعٌ خاص بها. كان من عادته أن يقول كلمةً واحدة، وتحدُثُ المعجزةُ، كمعجزة إحياء ابن أرملة نائين : " أيّها الفتى لكَ أقولُ : قُمْ " (لوقا 7/11-17) ، أو أن يأمر المرض بالزوال وهو بعيدٌ عن المريض، فيزول المرض، كمعجزة شفاء خادم قائد المئة (متى 8/5-13) ، أو أَلاَّ يتفوّه بأيّة كلمة، كمعجزة شفاء المرأة المنزوفة

(متى 9/20-22) .



ولكنّه غيّر طريقته في إجراء هذه المعجزة. فقد اخذ الأصمّ المعقود اللِّسان على انفراد، ورفع عينَيْه نحو السماء، وتنهّد، وجعل إصبَعيْه في أُذُنَيْه، ولمس لسانه بريقه وقال له : " انفتحْ ". لقد أشرك إنسانيّته في عمله الإلهي : أشرك فمه الذي تكلّم، وقلبه الذي تنهّد، وعينَيْه اللتين وجّه بصرهما نحو السماء، وإصبعَيْه اللتين ادخلهما في أُذُنَيْ الأصمّ، ولسانه الذي أعطى الأخرس شيئاً من ريقه.

وبتعبيرٍ آخر، فإنّ قوّته الإلهيّة التي شفت هذا الأصمَّ المعقود اللِّسان، لم تُعِدْ إليه السمع، ولم تَفُكَّ عُقدة لسانه بعملٍ مباشر، بل مرّت بقناة إنسانيَّته. فقد صنع هذه المعجزة وهو إلهٌ وإنسانٌ معاً.

إنه استخدم هذه الطريقة أمام تلاميذه لأنه كان مزمعاً أن يفرضها يوماً ما عليهم، وعلى الكنيسة من بعدهم، لمنح المؤمنين الحياة الإلهيّة. لذلك كانت هذه المعجزة تمهيداً لرسم " الأسرار السبعة " التي يعمل بها يسوع اليومَ لتقديس نفوس المؤمنين به.

يسوع يعمل الآن بوساطة الأسرار المقدّسة

إن هذه المعجزة ذات الطابع الخاص تعلّمنا أموراً ثلاثة جليلة الأهميّة وهي :

1- إن يسوع الذي عمِلَ كثيراً في حياته الأرضيّة لأجل المرضى والمتألّمين، لا يتوقف اليومَ عن العمل، بل يعمل أكثر مِمَّا كان يعمَلُهُ قديماً. فهو يعمل الآن لا في سبيل البائسين وحدَهم، بل في سبيل جميع المؤمنين به، ولا يستثني أحداً من عطفه وعنايته ومواهبه الإلهيّة.

2- ثمّ إنّ هدف عمله الإلهي قد تغيّر، ويكاد التغيير أن يكون كاملاً. كان في الماضي يعمل، في كثيرٍ من الأحيان، لمنفعة أجساد الناس. أمّا اليومَ فهو يعمل ليحقّق في نفوس المؤمنين به ما جاء لأجله إلى العالم،

وهو أن يمنحهم الحياة الإلهيّة، ويمنحهم إيّاها بوفرة. قال: " لقد أتيتُ لتكونَ لهُم الحياةُ، وتكونَ لهُم بوفرَة ".(يوحنَّا 10/11) إنّه يعمل الآن في نفوسهم ليهبَهم روحه القدّوس، ويُلهِمَهم الانقياد إلى هذا الروح الإلهي، ويجعلهم به أبناءَ الله بالتبنّي (رسالة بولس الرسول إلى اهل رومة 8/14-17).

3- والأمر الثالث هو أنّ يسوع كان على الأرض يعمل بنفسه أعمالاً مباشرة، ولا يلجأ إلى أحد ليُشرِكَه معه في أعماله. أمّا اليومَ فهو يعمل بوساطة خدّام الكنيسة، مِنَ الأساقفة والكهنة، وعن طريق منح الأسرار المقدّسة السبعة التي رسمها للمؤمنين قبل أن يصعد إلى السماء.

فعندما يعمّد الكاهن طفلاً بالماء المقدّس، وهو يلفظ اسم الآب والابن والروح القدس، فإنّ يسوع نفسَهُ الإله والإنسان، والحاضر بألوهيّته وإنسانيّته مع الكاهن حضوراً غير منظور، يمنح الطفل المعموديّة، ويمنحه بها الحياة الإلهيّة التي تجعله ابناً لله بالتبنّي.

فليس الكاهن إلاّ وساطة منظورة قائمة بين يسوع والمعمَّد. وهكذا فإنّ يسوع نفسه الحاضر حضوراً حقيقيّاً، وإنْ كان غير منظور، يثبّت المعمَّد في الإيمان، ويحوّل الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه في أثناء القدّاس، ويغفِر خطايا المؤمن التائب، ويَهَب المؤمنين المتزوّجين نعمة ثبات الزواج المسيحي، ويُبعِد عن المنازع تجارب الشيطان.

إنّ ما عمله يسوع في الماضي بصورةٍ منظورة ليمنَحَ الأصمَّ الأخرس السمَعَ وطلاقةَ اللِِّسان، يعمله اليومَ بطريقةٍ غير منظورة، فيمنح المؤمنين به، بوساطة خُدّام الكنيسة والأسرار المقدّسة، الحياةَ الإلهيّة، ويجعلهم أبناء الله بالتبنّي.

إنّ هذه المعجزة أثارت إعجاب الناس

1- إنّ هذه المعجزة التي صنعها في سبيل الأصمِّ المعقودِ اللِّسان قد أثارت إعجاب الحاضرين أكثرَ من غيرها، لأنها ذكّرتهم بالمعجزات السابقة التي صنعها في سبيل المرضى والحزانى والصُمّ والعُميان والمقعدين والمتألّمين. ولذلك فإنّهم أذاعوها في كلّ مكان، على الرَّغم من أنّ يسوع قد أوصاهم كثيراً بأن يكتموها ولا يخبروا بها أحداً.

إنّ هذا الإعجاب دليلٌ واضح على ما أبداه يسوع من حنانٍ على الناس المتألّمين وحبّه لهم، وعلى اهتمامه بمشكلاتهم الجسديّة الكثيرة.

2-غير أن سعيه لإنقاذ الشعب المتألّم من آلام هذه الحياة الأرضيّة كان رمزاً لسعيه لإنقاذ الخطأة من آلام الخطيئة المتحكّمة بقلوبهم. فإنّه لم يأتِ إلى الأرض لإصابة أهدافٍ أرضيّة، من شفاء ومؤاساة وتعزية وإحياء الموتى، بل جاء لإصابة أهدافٍ روحيّة، وهي نشر ملكوت الله، وفتح أبواب السماء المُغلقة في وجوه مَنِ اهتدَوا إلى الإيمان به، وعمِلوا البِرّ ، وتبعوه على طريق العبادة والتضحية والمحبّة.

نسمع ونتكلّم لنسبّح الله ونمجّده

1- جعل يسوع الرجل الأصمّ والأخرس يسمع ويتكلّم. فمِمَّا لا شكّ فيه أنّ للكلام والسمع هدفاً حيويّاً واجتماعياً. فإنّه من الصعب جداً على المرء أن يعيش وهو أصمّ أخرس لا يسمع ولا يتكلّم. فإنّ حاجاته اليوميّة تقتضي أن يكون له أُذُنَان تسمعان ولسان يتكلّم .

2- إنّ للسمع والكلام هدفاً آخر أسمى من الهدف الأرضي، وهو أن يسبّح الله بهما ويمجّده. فالمسيحي الحقّ يسمع كلام الله الوارد في الإنجيل، ويتكلّم بكلام الله المطبوع في قلبه بعد أن يكون قد سمعه من التلاوة الإنجيليّة. فهو ينقل بلسانه إلى الآخرين الحقيقة الإلهيّة، ويبشّرهم بملكوت الله.

3- يدعونا الكتاب المقدّس إلى أن نتكلّم بكلام الحكمة، ونمتنع عن كلام الجهل والكَذِب والشهادة بالزور وكلام الفحش : " لا تعوّدْ فاكَ فحشَ الكلام، فإنّ ذلك لا يخلو من خطيئة ". (ابن سيراخ 23/17) وقال بولس الرسول : " كفّوا عن الكذب، وليصدُق كلٌّ منكم قريبَهُ ". (أفسس 4/25)

التطبيق العملي

1- إنّ الأسرار السبعة المقدّسة التي رسمها يسوع تقدّسنا وترافقنا من المهد إلى اللَّحد. فالمعموديّة تَلِدُنا للحياة الإلهيّة، والميرون يثبّت فينا هذه الحياة، والقربان الأقدس يغذّيها وينمّيها، وسرّ التوبة يُعيدها إلينا إذا ما فقدناها بالخطيئة، والمسحة الأخيرة تصونها من هجمات الشيطان عند ساعة الموت، وسرّ الزواج يقدّس الزوجين ويؤازرهما على أن يعيشا عيشة المحبّة المتبادلة.


أمّا سرّ الكهنوت فهو الوسيلة الروحيّة الكبرى التي يمنح بها يسوع، الكاهنُ الأعظم، المؤمنينَ به الأسرارَ المقدّسة، فتكون حياتهم الأرضيّة منتعشة بالحياة الإلهيّة التي تؤهّلهم للحياة الأبديّة.

2- نلاحظ أن بعض المسيحيّين اليومَ يتهرّبون من سماع المواعظ الدينيّة، أو إذا فُرِضت عليهم في أثناء القدّاس فإنّهم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية "العظة" التي ينعتونها بالعِظة





Mary Naeem 25 - 10 - 2014 05:16 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كثّر يسوع الخبز والسمك في البرّية

للمرّة الأولى

http://www.peregabriel.com/gm/albums...al_86956_o.jpg

نصّ الإنجيل

واجتمعَ الرُسُلُ عِندَ يسوع، وأخبَروهُ بجَميعِ ما عمِلوا وعَلَّموا. فقالَ لَهُم: " تَعَالَوا إلى مكانٍ قَفْرٍ، واستَريحوا قليلاً ". لأنَّ القادمينَ والذاهبينَ كانوا كُثْراً حتّى لَمْ تُتَحْ لَهُم فُرْصَةٌ لِتَناولِ الطعام. فمَضَوا في السفينةِ إلى مكانٍ قَفْرٍ يَعتَزلونَ فيه. فرآهُم الناسُ ذاهبين، وعَلِمَ بالأَمْرِ كثيرٌ مِنهُم، فأسْرَعوا سَيراً على الأقدامِ مِنْ جميعِ المُدُنِ وسبقوهُم إلى ذلك المكان. فلَمَّا نَزَلَ إلى البَرِّ رأى جَمْعاً كبيراً، فأَخَذَتْهُ الشَفَقَةُ عليهم، لأنَّهُم كانوا كغَنَمٍ لا راعيَ لها، وشَرَعَ يُعَلِّمُهُم أشياءَ كثيرة.


وفاتَ الوقت، فدنا إليه تلاميذُهُ وقالوا : " المكانُ قَفْرٌ وقد فاتَ الوقت، فاصرِفْهُم ليذهَبوا إلى المزارعِ والقُرى المجاورة، فيشتروا لهُم ما يأكلون". فأجابَهُم : " أعْطوهُم أنتُمْ ما يأكلون ". فقالوا لهُ : " أنَذْهَبُ فنشتريَ خُبزاً بمئتَيْ دينار ونُعطيَهُم ليأكلوا ؟ " فقالَ لَهُم : " كَمْ رغيفاً لديكُمْ ؟ اذهَبوا فانظروا ". فتَحَقَّقوا ما لديهم ثُمَّ قالوا : " خَمسَةٌ وسمكتان ".


فأَمَرَهُم بإقعادِ الناسِ كلِّهِم فئةً فئةً على العُشبِ الأخضَر. فقَعَدوا أفواجاً مِنها مئة ومِنها خمسون. فأخَذَ الأرغِفَةَ الخمسةَ والسمَكَتين ورَفَعَ عينَيْه نحو السماء، وبارَكَ وكسَرَ الأرغِفَة، ثُمَّ جَعَلَ يُعطي تلاميذَهُ لِيُناوِلوهم، وقسَّمَ السَمَكَتينِ عليهم جميعاً. فأَكَلوا كُلُّهُم حتى شَبِعوا. ثُمَّ رَفَعوا اثنَتَيْ عشْرَةَ قُفَّةً مُمتَلِئةً مِن الكِسَرِ وفضَلاتِ السَمَكَتَيْن. وكان الآكِلون خمسةَ آلافِ رجُل.

فلَمَّا رأى الناسُ الآيَةَ التي أتى بها يسوع، قالوا : " حقّاً هذا هو النبيُّ الآتي إلى العالم". وشَعَرَ يسوع أنَّهُم يَهُمّونَ باختطافِهِ مَلِكاً، فابْتَعَدَ عنهُم. (مرقس 6/30-44 ويوحنَّا 6/14-15)

أشفَق يسوع على الجموع المحتشدة

عاد تلاميذ يسوع من رحلتهم التبشيريّة في الجليل ، وأخبروا يسوع بما"عَمِلوا وعَلَّموا". وكانوا تعبين جدّاً. فقالَ لهُم يسوع : " تعالَوا نَذهَب إلى مكانٍ قَفْرٍ لتَستريحوا هناك قليلاً ". فركبوا السفينة وانطلقوا في البحيرة باتّجاه قرية بيت صيدا.

ورآهم الناس قد ركبوا السفينة فسبقوهم ماشين إلى المكان الذي كانوا متوجّهين إليه. وكانوا كثيرين. فلمَّا وصل يسوع إلى المكان رآهم مجتمعين لاستقباله، فأشفق عليهم.

كان سبب شفقته عليهم أنَّ الجهل الديني كان مخيّماً عليهم، فلم يكونوا يعرفون شيئاً من أمور دينهم، ولا من واجباتهم الخُلُقيّة، ولا من الفضائل التي دعاهم الله إلى ممارستها، بل كانوا يعيشون تائهين روحيّاً كالخراف الشاردة التي لا راعي لها.

وأخذَ يسوع يعلّمهم ويشرح لهم قواعد دينهم، ويهيّئ قلوبهم لقبول ملكوت الله بالإيمان والتوبة والأعمال الصالحة. ثمَّ جعل يتنقّل بينهم وهو يفتح عيون العميان، ويقوّي عضلات المُقعدين، ويُعيد الصحّة إلى المرضى، ويُزيل الألم عن المتألّمين، ولا يهدأ من التكلّم على أبوّة الله وحنانه وحبّه، وعلى ضرورة سلوك الحياة الفاضلة. وطال حديث يسوع وتجواله بين الناس إلى أن مالت الشمس إلى المغيب.

معجزة تكثير الخبز والسمك للمرّة الأولى

عرف التلاميذ أنَّ الناس قد شعروا بالجوع. فأطلعوا يسوع على ذلك، وسألوه أن يصرفهم ليذهبوا إلى المزارع والقرى المجاورة ويبتاعوا لهم طعاماً.
ولكنَّ يسوع أراد أن يكافئ إقبالهم على سَماع كلمة الله، كما أراد أن يقوّي إيمان تلاميذه ويشدّد تعلّقهم به، فرفض أن يصرف الناس جائعين. فكثّر الخبز والسمك وأطعمهم جميعاً، فأكلوا وشبعوا وفضل عنهم.


معجزة الخبز والسمك تذكّرنا بعناية الله

إن هذه المعجزة تذكّرنا بعناية الله للبشر. فقد وضع الله في الكائنات الحيّة من الحيوانات والنباتات قدرةً خفيّة تمكّنها من النموّ والتكاثر في سبيل تأمين حاجات البشر. إنّ هذا التكاثر هو سرّ الحياة، وقد أراده الله ليوفّر للناس ما يحتاجون إليه من طعام وكسوة.

لقد اعتادت عيوننا رؤية هذا التكاثر العجيب، ولم نَعُدْ نشعر بأنّه معجزة مستمرّة من معجزات الله التي يصنعها في سبيل بقاء البشريّة على الأرض ونموّها وسعادتها، وننسى أن نرفع إلى قدرته تعالى آيات الحمد والتسبيح ونقول مع صاحب المزمور : " ما أعظمَ أعمالَكَ يا رب ! لقد صنعتَ جميعَها بالحِكمة ". (مزمور 103/24)

أرادوا أن يختطفوه ليقيموه ملكاً

ذكر يوحنَّا الإنجيلي أن معجزة تكثير الخبز والسمك في البرّية قد ألهبت حماسة الجمهور المحتشد. فشعر الناس شعوراً قويّاً بأنّ يسوع نبيٌّ عظيم، بل النَّبيُّ الأعظم الذي لا تقف في وجهه عقبة مهما كانت قاسية وشامخة.

وكانت هناك عقبةٌ سياسيّة كأداء لم يكونوا يستطيعون التغلّبَ عليها، وهي احتلال الدولة الرومانيّة لأرضهم. لقد استعمرت هذه الدولة الجبَّارة بلاداً واسعة وشعوباً كثيرة وقويّة، ولم يكن باستطاعة الشعب اليهودي المحدود القوى أن ينتصر عليها. فقالوا في ما بينهم : " لقد أرسلَ الله إلينا هذا النَّبيّ القدير ليحرّرنا من استعمار الرومانيّين ويؤسّس لنا دولةً قويّة تسيطر لا على الرومانيّين فحسب، بل على العالم كلّه ". إنّ هذا الاتجاه السياسي دفع الكثيرين من الرجال إلى أن يلتفّوا حول يسوع ليرفعوه على أكتافهم وينادوا به ملكاً على إسرائيل، وهدفُهم أن يضرموا في قلبه نار العاطفة الوطنيّة، فيدحر الرومانيّين، ويؤسّس لهم الدولة العبريّة المنشودة.

ولكنّ يسوع أتى إلى العالم لينشر ملكوت الله على الأرض، وهو ملكوت روحيّ، لا ليؤسّس دولةً لإسرائيل. فلمّا عرف نيّتهم السياسيّة صرفهم على الفور وصرف الجمع كلّه، وأمر تلاميذه بأن يركبوا السفينة ويسبقوه إلى الطرف الآخر من البحيرة. ثمّ صعد الجبلَ ليصلّي لأجل هذا الشعب التائه والغارق في المؤامرات السياسيَّة والبعيد كلَّ البعد عن الله خالقه.

لقد نبذَ هذا الشعب غير المؤمن تعاليمَ الأنبياء القدّيسين ووجّه قلبه وعقله لا إلى التقوى ونشر ملكوت الله ، بل إلى الأطماع الدنيويّة الزائلة، فنبذه الله.

معجزة الخبز والسمك هيَّأَت التلاميذ للمعجزة الكبرى

لقد عمل يسوع في البرّية ما كان يرمز إلى ما سيعملُهُ في الغرفة الكبيرة ليلةَ اجتماعه بتلاميذه في العشاء الأخير. ففي تلك الليلة أخذ خبزاً وباركه وكسره وناولهم إيَّاه قائلاً : " خذوا كلوا. هذا هو جسدي ". ثمّ أخذ كأساً فيها خمر وقال : " اشربوا من هذا. هذا هو دمي ". كان يسوع ينوي بمعجزة تكثير الخبز في البرّية أن يهيّئ تلاميذه لقبول المعجزة الكبرى التي قرّر أن يصنعها قبل أن يتألّم ويموت، وهي أن يحوّل الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه.

وكانت معجزة تكثير الخبز أيضاً مناسبة موفّقة اغتنمها يسوع ليعِدَ المؤمنين به بأنّه سوف يعطيهم جسده طعاماً ودمه شراباً، لتكون لهم الحياة الأبديّة. قال لهم : " مَنْ أكَلَ جسدي وشرِبَ دمي، فلهُ الحياةُ الأبديَّة، وأنا أقيمُهُ في اليومِ الأخير، لأنَّ جسدي طعامٌ حقّ ودمي شرابٌ حقّ "

(يوحنَّا 6/54-55)


التطبيق العملي


1- أطعم يسوع الشعب الجائع. فالطعام عطيّةٌ من الله، وهو واحدٌ من العطايا الكثيرة التي يهبنا الله إيّاها. عدِّدْ في هذه المناسبة عطايا الله للبشر على النحو التالي: العطايا الجسديّة ... والعطايا العقليّة... والعطايا النفسيّة... والعطايا الخُلُقيّة... والعطايا الإيمانيّة... وأوضحْ طبيعة كلٍّ من هذه العطايا مع ذكر بعض الأمثلة.

2- إن أعظم العطايا التي منحنا يسوع إيَّاها هي أنّه وهبنا ذاته في سرّ القربان الأقدس. إنّ العقل البشري لا يمكن أن يستوعب عِظَمَ هذه الهبة الروحيّة. فهي لا تُفَسَّر إلاّ بالحبّ العظيم غير المحدود الذي كان يحتفظ به في قلبه لكلّ واحدٍِ منّا. قال يوحنَّا الإنجيلي في هذا المجال : " أحَبَّ يسوع أصحابَهُ الذين هم في العالم، فبَلَغَ به الحبّ إلى أقصى حدوده ".


(يوحنَّا 13/1)

3- يسوع يعطينا جسده لنأكله ودمه لنشربه. فتناولْ جسده ودمه الإلهيّين "بمخافة الله وإيمان ومحبّة". ولا تنسَ أن تسجدَ ليسوع الإله، وتشكر لـه سُكناه في قلبك، وتعبّرَ له عن حبّك، وتطلبَ إليه النعم الروحيّة والزمنيّة التي تحتاج إليها.

Mary Naeem 25 - 10 - 2014 05:17 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
شفى يسوع المرأة المنحنية

http://www.peregabriel.com/gm/albums...-213098503.jpg

نصّ الإنجيل

وكان يسوعُ يُعَلِّمُ في بعضِ المجامِعِ يومَ السبت، وهُناكَ امرأةٌ قَدِ استَولى عليها روحٌ فأمْرَضَها مُنذُ ثمانيَ عشْرَةَ سَنَة، فجَعَلَها مُنْحَنيَةَ الظَهْرِ لا تستَطيعُ أنْ تَنْتَصِبَ البَتَّة. فرأَها يسوعُ فدعاها وقالَ لها :


" يا امرأة، أنتِ مُعافاةٌ مِنْ مَرَضِكِ ". ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ عليها، فانتَصَبَت قائمَةً مِنْ ساعَِتِها ومَجَّدَتِ الله. فاستاءَ رئيسُ المَجمَع، لأنَّ يسوعَ أجرى الشِفاءَ في السبتِ، فقالَ للجَمعِ : " لدَيْكُمْ سِتَّةُ أيّامٍ يَجِبُ العمَلُ فيها، فتعالَوا واستَشفوا خِلالَها، لا يومَ السَبت ".


فأجابَهُ الرَبُّ : " أيُّها المُراؤون ، أما يَحُلُّ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُمْ يومَ السَبتِ رِباطَ ثورِهِ أو حِمارِهِ، ويَذْهَبُ بِهِ مِنَ المِذْوَدِ فيسقيهِ ؟ وهذه ابنةُ إبراهيمَ قد رَبَطَها الشيطانُ منذُ ثماني عشرَةَ سَنَة، أفما كانَ يَجِبُ أن تُحَلَّ مِنْ رِباطِها يومَ السبتِ؟"

ولمّا قالَ ذلك خَزيَ جميعُ مُعارِضيهِ، وابتهجَ الجَمعُ كلُّهُ بجميعِ الأعمالِ المجيدَةِ التي كانَ يقومُ بِها. (لوقا 13/10-17)


مرض المرأة المنحنية وشفاؤها


كان يسوع يتجوّل في مقاطعة اليهوديّة. فدخل المجمع يومَ السبت للصلاة، فرأى فيه امرأةً منحنيَةً لا تستطيع أن تنتصب البتّة. إنّ مرضَها نوعٌ من أنواع مرض الفالج،


وهو لا يُداهم الإنسان عادةً إلاّ بعد الأربعين. ولمّا كان قد مضى عليها ثمانية عشر عاماً في هذا المرض، فيكون عمرها يقارب الستّين سنة.

كان الناس ينسبون هذا المرض المزمن إلى سيطرة الشيطان على المريض، مع أنّه مرضٌ طبيعي. ولكنّ يسوع لم يُصحّح الاعتقاد السائد بينهم، بل تحدّث في المجمع وَفْقَ رأي عامّة الناس.



فلمّا رآها منحنيّة أشفق عليها ودعاها، فجاءت إليه وهي لم تفكّر في طلب شفائها. فالمبادرة صدرت من يسوع رأفةً بهذه المسكينة التي لم تكن تستطيع أن ترى وجه السماء الجميلة. فعندما دنت منه وضعَ يَدَيْه عليها فانتصبت للوقت، وشعرت بأنّها قد برئت، فأخذت تمجّد الله وتشكر له نعمته العظيمة.


للإنسان قيمةٌ سامية


رأى رئيس المجمع يسوع يضع يدَيْه على المرأة المنحنية ويشفيها. فلم يهنِّئها بشفائها، ولم يشترك معها في تقديم الشكر لله، بل أظهر غيظه الشديد مِمّا عمله يسوع، لأنّه صنع المعجزة يومَ السبت. فوبّخ الشعب ومنعهم من الاستشفاء يومَ السبت

إنّ هذا الرجل المدّعي بأنّه رجلُ الدين والإيمان والمحبّة كان رجلاً مرائياً، قد أعماه التعصّب الديني، فلم يعرف أنّ الدين رحمةٌ للإنسان وعطفٌ على البشر المتألّمين. لقد بلغ به هذا التعصّب مبلغاً جعله يرضى بالعطف على الحيوان ولا يرضى به على الإنسان.

إنّ عمل يسوع يدلّ على أنّ للإنسان قيمةً سامية جداً في نظر الله، وقيمته هذه قد حملته على ألاّ يبخُلَ بابنه الواحد ، بل أرسله إلى العالم ليُخلِّص الإنسان الخاطئ المُستعبَد للشريعة، ويُنقذه من عبوديّة الشيطان، ويحرّره من قيود الشريعة اليهوديّة القاسيّة، ويفتح أمامه الطريق المؤدّي إلى السعادة الأدبيّة.

http://www.peregabriel.com/gm/albums...l_DSC_2615.jpg

وُضِعَت الشريعة في سبيل خدمة الإنسان

إنّ الدين المسيحي يقبل الشريعة التي سنّها الله، ويأمر بحفظها والسير بموجبها، ولكنّه لا يرضى بأن تقيّد الشريعةُ الإنسانَ بسلاسِلَ قاسية، وتنزع عنه حرّيته الشخصيّة، وتمنعه من عمل الخير في سبيل القريب المحتاج.


فالشريعة التي وضعها الله إنّما وضعها لخدمة الإنسان وازدهاره، لا لإذلاله وصدّه عن ممارسة أعمال المحبّة. قال يسوع : "جُعِلَ السبتُ لأجلِ الإنسان، لا الإنسانُ لأجلِ السبت".

وقد عبّر بولس الرسول عن هذه الفكرة نفسها عندما أكّد أنّ كمالَ الشريعة مُمارسةُ محبّة القريب : " أحببْ قريبكَ حُبَّكَ لنفسِكَ " (غلاطية 5/14)

فالمحبّة هي أسمى نصوص الشريعة. ولذلك فإن من قدّم للآخرين يومَ الأحد خِدمةً كانوا بحاجةٍ إليها لا يُخالف شريعة راحة يوم الرب، بل يقوم بعملٍ صالح يرضى عنه الله ويكافئه.



الرموز الثلاثة التي تشير إليها المرأة المنحنية


تأمّل الآباء الروحيّون في سلوك هذه المرأة المنحنية فاكتشفوا فيه ثلاثة رموز تنطبق على حياة المسيحي الروحيّة. وإليكم هذه الرموز الثلاثة :

الرمز الأوّل : كانت المرأة المنحنية تتطلّع دوماً إلى الأرض . إنّها بذلك ترمز إلى المسيحي الطمّاع الذي يعيش، وهو يتطلّع باستمرار إلى الأرض، ويسعى لكسب خيراتها الماديّة الفانية، ولا يفكر إطلاقاً في الحصول على الخيرات الأبديّة التي لا تفنى.


إنّ هذا الإنسان ليس في الواقع مسيحيّاً، بل عابد أوثان كما قال بولس الرسول (أفسس 5/5) لأنّه ينحني أمام المادّة ويعبدها ويعتبرها هدفَ حياته وإلهَهُ الأعظم.




الرمز الثاني : دخلت المرأة المنحنية إلى بيت الله لتصلّي مع سائر المؤمنين. إنّها ترمز بذلك إلى المسيحي الخاطئ الذي تدعوه حالته الروحيّة البائسة إلى أن يدخل مع سائر المؤمنين إلى بيت الله ويصلّي ليتخلّص من خطاياه بالتوبة الصادقة، ويرفع رأسه إلى السماء ويَعِدَ الآب السماوي بأن يغيّر سيرة حياته الأثيمة ويحيا حياةً فاضلة تليق بابنٍ لله تعالى.


الرمز الثالث : رَفَعَت المرأة المنحنية بعد شفائها صلاة الشكر لله. فهي تعلّم كلّ مسيحي ينال نعمة من الله أن يشكُرَ له الإحسان الذي حظي به، ويمجّده بسلوك التقوى





التطبيق العملي

1- كان رئيس المجمع متعصّباً للشريعة الموسويّة القاسية، فوبّخه يسوع ووصفه بأنه إنسان مراءٍ. إن الفرق عظيم بين التديّن والتعصّب.

إنّ أساسَ التديّن محبةُ الله ومحبّةُ الآخرين. أمّا التعصّب الديني فمبنيٌّ على الانطواء الذاتي والمظاهر الخارجيّة وعدم التفاهم وقساوة القلب. فكُنْ متديّناً لا متعصّباً.




2- إسعَ إلى الحصول على الخيرات الروحيّة، ولا تحصُرْ اهتمامك ببلوغ الخيرات الماديّة وحدَها، خشيةَ أن يؤدّي بك هذا الاهتمام إلى فُقدان سعادتك الأبديّة.

Mary Naeem 29 - 10 - 2014 10:20 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اين ستقضى الابدية!؟
https://www.light-dark.net/photosuplo...90d1b22222.jpg
أوقف أول شخص تلتقي به واسأله أين ستقضي الأبدية؟
معظم الأجوبة ستكون لا أعلم ؟ لماذا لا تعلم يا أخي؟ هل الله يريدك أن تبقى في الظلمة؟ هل الله يمنع الإنسان أن يبصر النور؟ هل تعلم لماذا كثيرون من الناس يعيشون وهم أموات؟ هل تعلم لماذا الناس أحبوا الظلمة أكثر من النور؟ ان الأشخاص الذين يحبون الظلمة أكثر من النور هم الذين فيهم اله هذا الدهر الذي قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله .
هل تريد أن تبقى تحت سيطرة (اله هذا الدهر ) الشيطان ؟ أم تريد أن تتحرر من عبودية الشيطان وعبودية الخطية والعادات السيئة .
لان الكتاب يقول "فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا" 55يوحنا 36:8 .
قد يوحي إليك الشيطان ويقول لك أنت بلا خطية أنت كامل أنت أحسن من هذا ومن ذاك. ولكن لا تدعه يخدعك لان الكتاب المقدس يقول "ان قلنا انه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا". رسالة يوحنا الاولى 8:1 . ويقول أيضا" اذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" رومية 23:3 . "كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا". أشعياء 6:53 لقد عصى آدم وهكذا الجميع عصوا الله لانهم لم يحفظوا وصاياه فكلنا أصبحنا كغنم ضالة كل واحد عصى الله بطريقته الخاصة . "من اجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ أخطأ الجميع." رومية 12:5 ولكن أجرة الخطية هي الموت وبذلك انفصال عن الله .
ان الخطية ترمي بك في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، ولا مفر لك منها لان الكتاب يقول في لوقا 16 بأن الغني مات ورفع عينيه في الهاوية حيث كان يتعذب في اللهيب . "وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الاوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني." رؤيا 8:21 لكن يا أخي افرح ها هي الاخبار السارة تعلن لك بأن هناك طريق للخلاص من هذه البحيرة المتقدة بنار وكبريت المخيفة المرعبة التي تجعل الناس تموت من الخوف.
يسوع قال "أنا هو الطريق والحق والحيوة. ليس أحد يأتي الى الآب الا بي." يوحنا 6:14 الرب يسوع يستطيع أن يعطيك الحياة الابدية وأن يخلصك من البحيرة المتقدة بنار وكبريت. آمن بيسوع الذي مات من أجلك على الصليب. يسوع يقول "...لانكم ان لم تؤمنوا أني انا هو (المسيح)تموتون في خطاياكم." يوحنا 24:8.
"وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا اولاد الله أي المؤمنون باسمه." يوحنا 12:1 و يسوع قال أيضا "أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت الى الابد." يوحنا 11 : 25 و 26
هل انت متأكد بأن لك حياة أبدية؟ ان كنت غير متأكد من ذلك عليك أن تبحث في الكتاب المقدس لكي تعلم وتتأكد من ذلك.المسيح يحبك كثيرا ولا يريدك أن تبقى في الظلمة بل أن تنتقل من الظلمة الى النور. "لانه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الابدية." يوحنا 16:3
الله عندما قال أحبك أيها الإنسان لم يقف مكتوف اليدين ولكنه بذل ابنه الوحيد وأنت ماذا تبذل من أجل يسوع عندما تقول انني أحبك. هل أنت مستعد بان تضحي بمحبتك للشهوة وتصلب الشهوة الشيطانية التي تحيي الخطية وتطلب من يسوع ليأتي ويسكن في قلبك وهو متى جاء لقلبك يطرد الشيطان خارجا. هل تؤمن بيسوع اليوم وتقبله في قلبك. اليوم هو يوم الخلاص لك يا أخي.
ان يسوع هو نور العالم وحيث يكون يسوع لا يكون هنالك ظلمة "فقال لهم يسوع النور معكم زمانا قليلا بعد. فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب. ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور." يوحنا 12: 35 و 36
هل يرغب الله أن يبقى الإنسان في الظلمة؟ كلا الله يريد الجميع أن يقبلوا الى النور ويؤمنوا بالنور لكي يعرفوا الى أين سيذهبوا. لان الذي يسير في الظلام لا يعلم الى أين يذهب. ولكن الذي يؤمن بالنور ينتقل من الظلمة الى النور ولهذا قال يسوع آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور. هل آمنت بيسوع المسيح الذي قال "أنا هو نور العالم."
سألت صديقي مرة فقلت له "هل تعرف الى أين أنت ذاهب للسماء ام لجهنم" ؟ فأجابني "لا أعرف". فقلت له "هل تؤمن بيسوع المسيح" فقال "نعم" فقلت له "هل تؤمن بيسوع بأنه هو نور العالم "فقال "نعم أؤمن" "فقلت" هل تؤمن بأن يسوع هو الوسيط الوحيد بين الله والناس. فقال لي "أنا أؤمن بأنه يوجد وسطاء وشفعاء كثيرين" فقلت له لهذا السبب أنت لا تزال في الظلمة لانك لم تؤمن بما قاله الرب يسوع والرسل بارشاد الروح القدس. فيسوع قال" أنا هو الطريق والحق والحيوة. ليس أحد يأتي الى الآب الا بي." يوحنا 6:14 والرسول بطرس قال "وليس بأحد غيره الخلاص. لان ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص". أعمال 12:4 ولقد قال بولس الرسول "لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح." 1 تيموثاوس 2: 5
لقد تكلم يسوع علانية بانه هو الطريق الوحيد الى الآب ولا أحد يأتي الى الآب إلاّ بواسطة يسوع المسيح وكل من يجرّب ان يدخل السماء بواسطة القديسين والانبياء يكون كالذي يريد أن يدخل البيت من الشباك ولقد قال المسيح "... ان الذي لا يدخل الى حظيرة الخراف بل يطلع من موضع آخر فذلك سارق ولص." يوحنا 1:10 . وثم قال "... الحق الحق أقول لكم اني انا باب الخراف." يوحنا 7:10 . وثم أكمل فقال "أنا هو الباب. ان دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى." يوحنا 9:10 ومن ثم قال "خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا اعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى الابد ولا يخطفها أحد من يدي." يوحنا 10 : 27و28
فيسوع أعلن بوضوح بأنه هو الطريق الوحيد للسماء وهو الباب الوحيد للخلاص وهو الوحيد الذي يستطيع ان يعطيها حياة أبدية ولا أحد يقدر أن يخطفها من يده لانه هو والآب واحد. وقال الرسول بطرس "وليس بأحد غيره الخلاص. لان ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص." أعمال 12:4 ان الرسول بطرس لا يكذب ولقد كان يعظ ويقول بأن لا احد يستطيع أن يخلّص الإنسان ألاّ يسوع المسيح ولو كان باستطاعة بطرس أن يخلص الناس لقالها بصراحة. ولكن بطرس الرسول أعلنها وبدون أي شك فقال "وليس بأحد غيره الخلاص. لان ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص." أعمال 12:4
ان أردت أن تَنْتَقِل من الظلمة الى النور آمن بأن يسوع هو ابن الله الذي مات عنك على الصليب وصدِّق كلامه بأنه هو الوحيد الذي يستطيع أن يخلصك وتعال الى يسوع مصدِّقا بأنه هو الوسيط الوحيد والطريق الوحيد الى الآب. وعندما تصلي إلى الرب يسوع وتقول "خلصني يا رب يسوع وأغفر لي خطاياي واعطيني حياة أبدية." فعند ذلك ينقلك يسوع من الظلمة الى النور ويرسل الروح القدس ليسكن في قلبك ويقول لك "أنت بالتأكيد ذاهب الى السماء لانك قبلت يسوع كالمخلص الوحيد وهو أعطاك الحياة الابدية .

"وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه " .

يوحنا 12:1

Mary Naeem 29 - 10 - 2014 11:21 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
آية ومعنى للبابا شنودة
https://www.light-dark.net/photosuplo...e023422222.jpg
معنى آية: أنت هو الإله الحقيقي وحدك
سؤال: خاطب المسيح الاب وقال انة الالة الحقيقى وحدك واكرر "وحدة"، كما جاء في يوحنا 17 (1-3)، وفي نفس الوقت الاب ليس هو الابن، فكيف يكون الابن الة؟؟؟

الآية تقول "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته".
من ضمن الآيات التي يسئ الاريوسيون فهمها ضد لاهوت المسيح آية من يوحنا (17:3) يقول فيها "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" فالأريوسيون يقولون أنه مادام هو الإله الحقيقي وحده إذن المسيح بعيد عن هذا اللاهوت أيضًا. فيجب علينا أن نرى كل النص أولًا، ثم نقوم بالرد.
يقول "أيها الأب قد أتت الساعة مجد ابنك ليمجدك أبنك أيضًا.. إذ أعطيته سلطان على كل جسد ليعطى حياة أبدية لكل من أعطيته. وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي ويسوع المسيح الذي أرسلته". ويقول الآباء في هذا: "الذي يعطى حياة أبدية لكل أحد لا يمكن أن يكون إلا الله"، فَمَنْ الذي له سلطان أن يعطى حياة أبديه لكل أحد؟! "أعطيته سلطانًا على كل جسد"، يجب علينا أن نفهم كلمة "كل جسد" فهمًا سليمًا.

كلمة جسد أحيانًا تُطْلَق على جسم الإنسان، وأحيانًا كلمة جسد تعنى الإنسان كله أحيانًا مثلما نقول "والكلمة صار جسدًا"، الكلمة صار جسدًا ليس معناها صار جسمًا فقط إنما صار إنسانًا كاملًا. وأيضًا في الكلام على نهاية الأزمنة قال "إن لم يُقَصِّر الله تلك الأيام لم يخلص جسد". وهنا غير مقصود يخلص جسد أي جسم إنما لم يخلص إنسان. فهنا آية "أعطيته سلطان على كل جسد" يعني "على كل إنسان"، ولا يمكن واحد يكون له سلطان على كل إنسان إلا الله وحده. وعن آية "يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك"، فلم الابن في هذه الكلمة يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك أن يميز الأب عن الابن إنما أن يميز الأب عن الآلهة الأخرى، أي عن موضوع تعدُّد الآلهة التي كانت منتشرة في ذلك الزمان، فالتفرقة هنا عن الآلهة غير الحقيقيين "أنت الإله الحقيقي وحدك". وذلك مثل مزمور (82: 1) "الله قائم في مجمع الآلهة، في وسط الآلهة يقضى". طبعا هؤلاء ليسوا آلهة بالحقيقة. وأيضًا في آية 6، 7 "ألم أقل أنكم آلهة وبنى العلى تدعون؟ ولكنكم مثل البشر تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون". فهؤلاء الذين يموتون ويسقطون ليسوا آلهة بالحقيقة؛ لكن دُعُوا آلهة. وآلهة الأمم أيضا دعوا آلهة، والكتاب في مزمور (86) يقول "لأن كل آلهة الأمم شياطين"، فسموهم آلهة. وأيضًا في الوصايا العشرة يقول "لا تكن لك آلهة أخرى أمامي" فسماهم آلهة لكنهم ليسوا كذلك.
حتى الأنبياء دُعوا آلهة!! فمثلًا موسى النبي قال له الله في خروج (7: 1) "أنا جعلتك إلهًا لفرعون"، وهنا إلها لفرعون تعنى سيدًا لفرعون، لكن ليس إلهًا لفرعون يعنى خالقًا لفرعون! وأيضا في خروج (4) عندما دعي الرب موسى، ولكن النبي اعتذر وقال "أنا أغلف الشفتين، لست صاحب كلام ولا اليوم ولا أمس ولا قبل أمس"، فقال الله له "أنا أعطيك هارون أخاك، أعطيك الكلام في فمك وأنت تقوله له. هو يكون لك نبيًا وأنت تكون له إلهًا". وعبارة "تكون له إلهًا" أي توحي إليه بالكلام، ليس "تكون له إلهًا" أي خالقًا! هارون النبي كان موجودًا حتى قبل ولادة موسى. فالعبارة تعني أنك توحي إليه بالكلام.
فعندما يقول المسيح "أنت الإله الحقيقي وحدك"، فهنا هو يميزه عن آلهة الأمم، أي عن تعدد الآلهة، ويميزه عن الأبرار الذين دعوا آلهة تشريفًا لهم كما أوضحنا سابقًا في آية "ألم اقل أنكم آلهة وبنى العلى تدعون" لكن هذا الكلام ليس عن السيد المسيح.
إذن، ما معنى آية "أنت وحدك" هذه؟! وما هو المقصود عندما يقول "أنت هو الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته"؟ القديس أثانسيوس الرسولى قال تشبيهًا جميلًا جدًا لهذا الموضوع، إذ قال: "إذا قالت الشمس أنا مصدر النور الوحيد للأرض أثناء النهار، فهل هي تنفى هذا الأمر عنها أشعاتها؟! أم أن الشمس هي مصدر النور وآشعاتها أيضًا؟! وعن طريق أشعتها توصِّل النور للأرض.. فكأن الشعاع يقول لها أنتِ مصدر النور وحدِك، وأنا الشعاع الذي أرسلتيه للأرض لكي يُنير الأرض، ونحن الاثنين واحد: الشمس والشعاع.. واحد أي شيء واحد". فالسيد المسيح قال هذا الكلام في يوحنا (17) وكان هو في الطريق إلى جثسيماني إلى الجلجثة، فيقول له "أنت الإله الحقيقي وحدك، والفداء الذي أرسلته ابنك للأرض". حسنًا، كلمة "والفداء" هذه ما هو مصدرها؟! فيقول "ويسوع المسيح الذي أرسلته". هنا نرى أنها أول مرة يسوع المسيح يتكلم عن نفسه ويقول أنا يسوع المسيح. دائمًا ما نرى في الكتاب أن الرسل هم الذين كانوا يقولون هذا، أما هو فلم يقل عن نفسه أنه هو يسوع المسيح إلا تلك المرة فقط. وكلمة "يسوع" يعنى مخلص، و"المسيح" يعنى الذي مسح لهذه الرسالة، فأنت الإله الحقيقي وحدك وأنا ممثل الفداء، طريق الفداء الذي أرسلته إلى الأرض لأننا ماشيين في سكة الفداء دلوقتي. أنت الإله الحقيقي وحدك وأنا اللوغوس (الكلمة) (اقرأ مقال اللوجوس السابق بموقع الأنبا تكلاهيمانوت).. أنا عقلك الناطق ونطقك العاقل، أنا لستُ غريبًا عنك، ولا أنا بعيدًا عنك، ولا منفصلًا عنك.. أنا كما ورد في كورتثوس الأولى (1: 23،24) "قوة الله وحكمة الله".. أنت الإله الحقيقي وحدك، وأنا قوتك وحِكمتك وعقلك الناطق وابنك الذي أرسلته للعالم لكي يفديه.. فلست منفصلًا عنك ولا غريبًا عنك، أنت الإله الحقيقي وحدك، وأنا فيك وأنت فيَّ.. ومن رآني فقد رآك، كما ورد في يوحنا 14: "أنا في الآب والآب فيَّ، مَنْ رآني فقد رأى ". الآب يجب علينا ألا نأخذ جزء من الكتاب وننسى باقي الآيات!
ثم أن كلمة "وحدك" هذه قد تأمل فيها القديس امبروسيوس بطريقة عجيبة جدًا وقال: "ليست في كل مرة تُقال فيها كلمة "وحدك" يُقصَد الآب وحدة منفصلًا عن الابن أبدًا". فمثلًا إذا قُلنا أن الله هو وحده الخالِق، فهل هو وحده بدون الابن؟! الأبن الذي قيل عنه في كولوسى (1:16) "أنه خُلِقَ به الكل، وله قد خُلِقَ"، والذي قيل عنه في (يوحنا أصحاح 1): "كل شيء به كان، وبغيرة لم يكن شيء مما كان"، والذي قيل عنه في (العبرانيين 1): "هذا الذي به عملت العالمين" أو "خلقت العالمين" (اقرأ نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا). فكلمة "الله وحده الخالق" تعنى إنه الخالق، ولكن الخالق بواسطة الابن. فكيف الله خلق؟ خلق العالم بالابن، خلق العالم بعقله الناطق أو بنطقه العاقِل.. فأصبح مَنْ هو الخالق؟ الآب أم الابن؟ الآب هو الذي خلق "في البدء خلق الله السموات والأرض"، والابن هو الذي خلق "كل شيء به كان وبغيرة لم يكن شيء مما كان"، والله خلق بالابن أي الله خلق بعقله الناطق، والله وابنه شيء واحد، الله وعقله شيء واحد.. مثلما تقول: لقد قمت بحل هذه المسالة بعقلي، فهل أنت الذي حللتها أم عقلك؟! أنت حللتها وعقلك، وأنت وعقلك شيء واحد.. وأنت حلتها بعقلك.
فعندما نقول كلمة "وحده" في الخليقة، فلا تعني "وحده" أي اللاهوت كله، فالله خلق بالأبن (بعقله).
وفي تيموثاوس الأولى (6: 16) يقول عن الله "الذي وحده له عدم الموت". فهل الآب وحده له عدم الموت؟! ماذا عن الابن الذي قيل عنه "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس"؟! الذي فيه الحياة؟! قطعا له عدم الموت، والذي قال عن نفسه "أنا الحياة": "أنا هو الطريق والحق والحياة"، والذي قال عن نفسه "أنا هو القيامة والحياة " (يوحنا 11). فكيف يكون هو الحياة وفيه الحياة؟ طبعًا فيه عدم الموت لأن فيه الحياة إذ هو الله. وإذا كان هكذا، فماذا عن الروح القدس اللى هو أقنوم الحياة؟ إذ انه بعدم الموت لا يقصدالآب فقط إنما يقصد اللاهوت جملة بتفاصيله الثلاثة، على الرغم من استخدام كلمة "وحده". إذًا كلمة "وحده" تعنى اللاهوت وحده، أي لا يوجد شيء مقصود بتلك الكلمة غير اللاهوت.
انظروا أيضًا ما يقوله القديس أمبروسيوس في أعمال (4: 11، 12) عن الابن: "ليس بأحد غيره الخلاص"، أي أن الخلاص له وحده. فهل الخلاص له لوحده والآب ليس له علاقة به؟! يقول الكتاب "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد"، وفي يوحنا الأولى يقول "الله أحبنا وأرسل ابنه كفّارة عن خطايانا". فالخلاص داخل فيه الآب بالطبع، الآب هو الذي أرسل الابن لِيُخَلِّص. فلا نقدر أن نقول أن كلمة "وحده" هي خاصة بأقنوم واحد! والقديس أمبروسيوس يقول في التجربة على الجبل: قال السيد المسيح "مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد"، فهل الآب وحده هو الذي يُسْجَدْ له، وهو الذي يُعْبَد؟! فماذا تقول عن المسيح الذي سجدت له مريم المجدلية ومريم الأخرى (متى 28)، وقبل منهم هذا السجود؟ وسجد له المولود أعمى سجودا واعترافًا بلاهوته إذ قال له "أتؤمن بابن الله" قال له "أؤمن وسجد له"، وسجد له ركاب السفينة (متى 14) عندما انتهر الريح وسكنت الأمواج اعترافًا بلاهوته.
إذًا عبارة "أنت الإله الحقيقي وحدك" نضع بجانب منها عبارة "أنا والآبواحد" (يوحنا 10: 30). وآية "يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك"، فكيف يعرفوك؟ يعرفونك عن طريقي أنا اللي عرَّفتهم بك، أنا عَرَّفتهم اسمك، أنا عرفتهم كلامك. كل هذا مذكور في يوحنا 17، إذ يقول السيد المسيح "عرفتهم وسوف اعرفهم" لكي يعرفوك بواسطتي، فأنا أقنوم المعرفة.

Mary Naeem 29 - 10 - 2014 11:48 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لعازر قصة حياة
لعازر هذا الاسم وتلك الروايه التى يمتد زمان احداثها بأمتداد الحياه على الارض ,, ويتع موطن وقوعها باتساع وجود الانسان بين سماء كانت مصدر حياته وكينونته كائنا وارض صارت لها موطئا وله موطنا !
يحدثنا انجيا القديس يوحنا عن حادثة اقامة لعازر من بين الاموات الشهيره , حيث انه وفى سفوح جبل الزيتون المرتفعه رؤوسه عن الارض كثيرا تغطيها الشجيرات الجبليه والمساحات الخضراء المنبسطه عليه تسدل اطراف ثوبها على جسده الاصفر العارى القبيح فتظهره جنة عدن جديده معلقه نازله من السماء معطره بكل الوان الزهور والثمار ومزينه بخضار ممتزج بصفاء سماء زرقاء تظهر على مضض من خلف هذا الارتفاع الشاهق فتزينه لوحه فنيه لا مثيل لها تذهب الروح وترحل بها بعيدا الى حيث لا ينتهى افق شمس النهار المتغارب قسوة شعاعها تحت وريقات البساتين المتكاثفه وورود الحدائق المتكاشفه
كانت تقبع هناك_ تحت سفوح الجبل المتشامخ_ تلك القريه الصغيره المسماه "بيت عنيا" اصطلاحا " او" دار العناء والالم " مضمونا ومعنى,,, موضع تلاقى الاحداث بالزمن وترابطها وترابضها
وقد يظن البعض ان هذه الحادثه هى نهاية احداث قصه معينه او هى ورقه كامله من روايه ما انتهت فصولها فى القديم وجعلت حبيسة الماضى غير المتكرر المغلق عليه استار مرور الزمن
بيد اننا ولو تفحصنا الامر قليلا بعيون مجرده عن تلك النظره الى الثنائيه الوقتيه الضيقه سوف نعى بالحقيقه ان هذا الروايه برمتها ما اهى الا اطار واحد من بين أطر متتعدده لحياه متتابعه متواليه ممتده الى اجل لا يعلم مداه سوا واحد فقط !
ولو تأملنا _بفكر مستقصى _ المشهد من بعيد سوف نجد ان اطراف الاحداث قاطبه همن كالاتى ذكرهم
1. الرب يسوع المسيح

2.لعازر
3.مريم ومرثا وجموع وتلاميذ

4.قبر موجود فى بيت عنيا
وهذا يدفعنا بألحاح شديد الى متابعه الامر من بدايته لكى نتفهم مجريات الامور والاحداث والعلاقه بين هذه الاقطاب الاربعه ,,, وفى الواقع ان رواية لعازر لم تبدأ عند هذه النقطه ولم تنتهى عن التى تلتها على الاطلاق ولكن كانت بدايتها كما نرويها هكذا ,,,,
" فى قديم الازمان حيث لم يكن هناك زمان ولم تكن قد اخترعت الاوقات ولا اوجدت الساعات الخاضعه للحساب المادى المحسوس غير المجرد , تزاوجت المحبه الكامله مع الوجود المطلق فى حضور روح مفعم بالحياه والحيويه وحبلت بالفكره الازليه الكائنه منذ البدء وقبل البدء لانه لم يكن بدءا من الاساس , ونمت وكبرت الفكره الكامله قبلا والتى ل تحتاج الى كبر ونمو
ومضى وقتا كافيا لم يوجد من الاصل فى هذه الفتره المنزهه عن الزمن ومحدوديته
وسرعان ما طرحت الفكره جنينا كاملا وبكلممه واحده وبقوه مدعمه انجبت الفكره كائنا جديدا من حيث التكوين والبناء, قديما من حيث الرغبه والحلول الفكرى الازلى ,,
ولان هذا الكائن الجديد هو ابن لفكره صيغ قوامها الاساسى من المحبه الدؤوبه والوجود الحى العاقل فكان من اللازم ان ينشأ هذا الكائن الجديد عاقلا حيا لا محال ينعم بحب " الوجود والعقل وروح المحبه "
واختير له شكل يعبر عن جمال الكمال المتجلى فى الذات الوجوديه الطارح بهاءا على كل الصفات التابعه والخواص النابعه
واختير ت له هيئه تتناسب وعلو قامة الروح وسمو مجد المعرفه المنزهه عن شوائب المحدوديه والضعف والانحسار ,,
واختير له موطن تستقر عليه قدماه , يرتبط به ويحيا فيه ويرى المحبه من خلاله وينعم بالوجود من الوجود المطلق بين دروبه وثنايا تكويناته ويتنسم الحياه انفاس على قوارعه ويحيا فى سلام مع اقطاب الحياه على ارضه ,,, وبالفعل صيغ له كل هذا وتجمعت كل المقومات المطلوبه وتركزت فى وادِ كبير ِ واسع الاقطار غير متناهى الاطناب وسمى ب " بيت شلوم " او " وادى السلام" وعرف بعد ذلك ب " جبل الزيتون "لانه يوحى بالسلام المنشود والصفاء المرجو ,,
وهو عباره عن تل عالى مكتسِ بالخضار يفوح اريج الورود ممتزجا بعطر المحبه ,, وتسرى اشعة القداسه فى الليالى المقمره تغازلها اضواء بدر التم العالى المتراءى فيطرد كل خوف او شبه خوف ويزيل الظلمه المزعومه ,, والماء الفضى الرقراق يحيط بسياج البساتين ليبث فى العقل حقيقة وجود الروح عاملا ومؤازرا وحيا ذا شبيه يافعه كما الماء المنثور والريح المنشور ,,
واختير له اسم يعبر عن تلك الحاله الوجوديه الفريده ,,, حالة المحبه الفائقه الوصف والتعبير بألفاظ البشر وحديثهم المرهق
حالة المحبه التى احالته من فكره مجرد ومجرد فكره الى فعل واقعى وواقع فعلى
احالته من حقيقة وجود الى وجود حقيقى ومن نظره تنظيريه الى عَمَل عَمَلى
هى المحبه التى اخذته من التجريد الى التجريب
لذا اسمته المحبه " محبوب المحبه " او المحبوب " وهو ذاته الذى ترجم الى السنة الناس كلهم تحت تعاريف عده وتشبيهات شتى ولكن كان اهمها وابرزها التعريف الذى يعبر بحق عن هذا المعنى وهو " لعازر" اى الذى احبته المحبه
وبهذا كان قد اعد ل " المحبوب " او لعازر كل ما ينقصه لتيد الحياة فى انفاسه ولم يتبق سوا القليل شكلا ولكنه كثير موضوعا واحتواءا ,,, لم يتبق سوا الكلمه او الامر الذى سيدعوه من اللاوجود الوجود ومن الموت الى الحياة
وبالفعل كان هذا اليوم حينما كانت الكلمه وكان البدء وكان لعازر
وقالت الكلمه كلمتها " لعزر لك اقول قم " ومعها انفاس الوجود المدثر بالحياه فدبت فى لعازر واقامته من وحل الفناء وحلت به حيا كائنا ,,, واتحدت الروح العلويه بالجسم والكائن الجديد لتكون ضامنا للعلاقه المستحدثه بين " لعازر و " المحبه "
وعاش لعازر على هذا التل المصاغ خصيصا للحياه الجديده ,, وقد لاحظ ان تخوم التل ممتده الى اللازمن وملؤه واللامكان ووجوديته لا يبلغ احد بدايته ولا يعدو قدم الى نهايته وانتهاءه
وفى وسط التل هوة تبدو سحيقه لا يسبر اغوارها للناظر اعلاها ,,, قوامها الظلمه وتكوينها الوحشه والكئابه المفرطه
وبدأ لعازر فى الحياه فى ظل المحبهمتنعما بنسائم الروح وسمو النفس ,, وتمر اياما تلو ايام وشهور تعدوا فى اثرها سنين ويحيا لعازر هانئا كاملا فى هذا الكنف لا يفرق فى الاوقات بين يوم وشهر وسنه فقد ادرك ان حسابات الزمن تهرأت فى صحبه من فوق الزمن ومعية منبع وجود الاوقات واخضاعها
يأكل سلاما ويتغذى ثمارا متلألأه فوق اغصانها كالجواهر الثمينه اسمها ملىء الروح ,, ويستقى من انهار المحبه دروبا ودروبا
يسير فرحا فى طرق التل المتجلى تحت قبة السماء ويضع اقدامه ويغرسهما فى ارضه المبتسمه المنبسطه اسفله
ويغزو استار افقه بخطوات كلها ثقه وشجاعه ويرحل بعيدا بعيدا املا فى الوصول الى مبتدأ الطريق او نهايته , فتمللأه نشوة المعرفه المتجدده حينما يعلم ان كل غلوة سير تخفى ورائها ربوات من الاميال وكل خطوه يخطوها تفتح له ابوبا ودروبا مدلفه
سمعته يغنى غناءا اشبه بشدو بلابل الصباح المحلقه ويرتل ترتيله اقرب الى همسات الروح وازيز العاطفه التى تتلى فى اوقات الدهش والسمو لذلك لم افسر منها الكثير لكنى سمعتها كما هى ,, كان يغنى وعيناه مسروقتان الى العلو قائلا
"اعقد اعمالى تبعا لاقوالك ,,, فأنا بك اسير ,,, وفيك اسير ... ومعك اصير ,,,ومنك المصير "
وظل هذا الحال طويلا ما بين محبة وسلام وعيون شاخصة الى ما هو ابعد فى الملىء ويمضى ما يمضى وهو لا يعبأ ولا يبالى وحدث فى يوم كان يجلس لعازر فيه جلسته المعتاده على ظهر صخرة ملساء قذفها النهر على شاطئه ,, متأملا فى " جود ولطف وعناية المحبه " و " عظمة وقدرة وشموخ الوجود" و"طهر وقداسة وحمية الروح "
وأذ برياح العصارى تهب ماكره لتعلن عن قبول الشتاء وتثير امام العيون ذرات التراب الناعمه التى تعتم الرؤيه وأما لعازر كان قد سرق الى عالم علوى ملؤه الراحه والدفء ولن يكترث كثيرا بمثل هذا .
ولكن كان مع اشتداد هبوبها مره اخرى اشتداد هبوب الرياح الداخليه العاصفه بالفكر والروح ,, فقد استرجع لعازر نظراته المتعاليه المنزهه وبدأ يتحسس العالم من حوله برؤيته الخاصه وانثنى بنظراته تحت اقدامه فوجدهما عاريتين وتأمل حوله فلم يجد سوا الفراغ المستبيح وشعر ببرد قارس يهدهد اوصاله وسمع اصوات ورعود الرياح المخيفه تسرى بين جانبات التل لتبعث فيه برودة اكثر واكثر ,, فقام وقال محدثا نفسه " سوف اصنع بيتا ذو جدران طوال واصل الى حيث انتهى ,,, لكى يكون لى عونا .. وفى غربتى يأويينى ومن برد الشتاء يقينى ,,, هذا هو ايمانى ويقينى " !
وأخذ لعازر يبحث عن ما يصلح له لصنع هذا البيت فلم يجد وبينما هو يطيح بمدار نظره بين الافاق ظهرت منحدارت التل مستتره خلف ساتر من الشجيرات الصغيره وعصفت به الهواجس تدعوه وتستمحيه بأن يرحل وينزل الى اسافل التل ليبحث عن مراده وتعلق لعازر ما بين سماء ترجوه وارض تدعوه وعلو يرفعه وارض تدفعه وبين المرجو و المدعو غاص لعازر فى سراديب التيه والحيره,,,, ولكنه فى الاخير اختار النزول ,,, نزل طائعا افكاره عابدا هواجسهه
بدأ ينحدر قليلا قليلا وفى كل وهلة يلقى بنظره الى اعلى فيبدوا وكأن رأس التل التى كانت قريبه منه قبلا تبعد وتبعد وتختفى بين الغمائم ويحتضنها اسراب السحب القاتمة الالوان ,, فيغمض عيناه ويضغط على روحه ويواصل سيره وانحداره الى اسف فأسفل ثو اسفل يتحسس بأقدامه ألم اشواك هذه الارض المجدبه العطشه يذبح باطن قدميه ويقرحهما ولكنه يضغط ايضا وبكل الم على تلك الاشوالك ويواصل انحداره
وبعد عناء طويل وصل اخيرا الى اسفل " جبل الزيتون " او " دار السلام " وكانت قمة التل قد اختفت بالقعل ورحلت مسافره بين مدارات الكون بلا رجعه ,,,, وتأمل لعازر المكان من حوله فوجد عيدان من خشب السنط العنيد تتراصص حوله تتناثر فى كل مكان , ونظر الى جانبه فوجد احد هذه العيدان مرتفعه عن سطح الارض قائمه معلق عليها لافته مكتوب فيها بلسان يفهمهه " هنا محل العناء " او " بيت عنيا "
وبدأ لعازر يأخذ من اخشاب تلك الارض ويقيمه فى الجانب الايسر لهذه البقعه الواسعه ويربط العيدان جنبا الى جبن بأحكام شديد فتعالت جدران البيت الاربعه ووقفت متشامخه تحول دون النظر الى ما بداخلهما وقال لعازر حسنا ان نصنع لها سقفا يمنع مطر الشتاء ويحبش ندى الصبيحه وبابا قويما للدخول والخروج
وبالفعل قام وصنع له سقفا من القش والبوص يعلو البناء ويتوجهه وصاغ له بابا قويا دعمه بمتاريس داخليه لاحكام الغلق والعزل ,,, ةاخذ يعمل ويجاهد طوال النهار تحت شمس قاسيه لا تعرف دروب الرحمه ولا الشفقه ،، آخذا فى تثبيت البيت والسقف والباب وتجميل شكلها الخارجى الى ان حل غروب الشمس المنتظر وهو قد انهك تماما من العمل والسعى الدؤوب فدخل الى بيته واوصد بابه واغلق متاريسه وانطرح على ارضه من فرط التعب لا يقوى على القيام ،، وهدأ قليلا فتنبه الى جراحات جسده التى كابدها من الشوك والعمل الجاد طيلة النهار فأخذ يعانى وتنتزع روحه ما بين شهيق وزفير لا يرى امامه سوى سوادا حالكا ولا يسمع سوا صفير رياح الليل المرعبه ،،،
وفى زمرة هذه الالام المتعبه المتتابعه راهقت المحبه باب لعازر الجيد الذى صنعته يداه وطرقت باباه الموصد بايديه بايديها واطلقت كلمتها المخلصه من كل وحل الضلال داعية لعازر بكلمات ملؤها الرأفه والحنو الممتزج بقوة ورهبة التغيير
"لعازر .. واحبيباه ، قد تعبت النهار كله دون جدوى ،، زرعت الحنطه فى الصخور وحفرت ابارا فى ارض عاقر لا تلد ماء"
وهوذا انت الان قريح الجراح يعتريك الجوع ويكللك العطش الى الحياه ,,, قد ضاع فطورك وغداك فى سبيل عملك هذا ،، هوذا انا اتى الان لكى نتشعى سويا ... هأناذا واقف نحو بابك اسمعك طرقات يداى فهلم افتح لى وسأشبعك ونتعشى معا ,,ولكن لعازر الذى اعيته الجراح وطرحه التعب فوق ارض بيته الخشبى لم يقوى حتى على القيام ،، كان يستمع الى بقايا النداء واطرافه ولكنه لا يفسر البقيه ومن كثرة الالم لا يستطع ان ينهض ليفتح بابه ،،،
وظلت المحبه كائنه خارج الباب ولعازر مطروح داخله بارادته يكابد ما قرره ويجنى ما شرع فى زراعته
وهبت الرياح عاتية دفعة اخرى محملة بغبار شديد الوقع وجاءت على البيت فدخلت الاتربه البيت من بين ثنايا جدارنه وثقوب عيدان السنط المترابطه وبدأت تغطى لعازر بأكمله وهو لا يقاوم ،،، عصفت الرياح الرحاله بصخور الجبال المتحجره
فتراصت على الجدران الخارجيه للبيت الخشبى العنيد فأحالته الى قبر حجرى رصين من داخله ميت ملفوف بلفائف الاتربه واكفان الغبار المتناثر،،،وانقطعت الانفاس من جوفه وهمد صوت شهيقه وزفيره وكل هذا والمحبه تنتظر تقف خارجا تدعوه وتنتظر رده ولكن دعاها تحول الى بكاء ونحيب والم على ضياع محبوباه
أبكته الطبيعه والجبال والسماء ,,, ادمعت الصخره التى كانت شاهده على علاقته الاولى ,,, حزن النهر على صديقه
توحدت الطبيعه والكون وطلبت عنه وعن قيامه ,,
فقالت المحبه " قد اودى المحبوب ولا رجعه " ثم اجهشت فى البكاب وهبت فى المضى وما ان ولت وجهها عن قبر لعازر حتى تذكرت هذا الماضى السحيق حين كان لعازر مطروح فى قلب الفناء مغطى بتراب العدم وغبار اللاوجود
ولكنه لم يستطع حتما مقاومة قوة وعظمة كلمة المحبه الداعيه لعازر من الهلاك الى الحياه ... واعدت المحبه كلمتها واطلقتها منتصره " لعازر لك اقول قم " فسمع لعازر هذه الكلمات التى اخترقت كل استار الظلمه والموت لتعلن نور الشمس الباره حامله معها الحياة دفعه اخرى ,,,, وتذكر لعازر ايضا حالته الاولى التى كانت فانية قبلا واقامتها هذه الكلمه القديمه المحيه وها هى الكلمه نفسها تعيده حيا من موت عابر وهى التى ستقيمه لو كبا مرة اخرى
وقام لعازر ، وموته لم يستطع مقاومة حياة الكلمه وكلمة الحياة وقام متلمسا طريقا للنجاة وسمع صوتا انار دربه " لعازر هلم خارجا" فخرج لعازر نافضا ما لحق به من اثار القبر واكفانه وعاد ثانية الى الحياة فى معية المحبه "
____

وهكذا تكتمل صوره واحده من صور هذه الروايه المستمره وهنا لم تنتهى القصه على الاطلاق وانا انتهت احداث اطار واحد فهى ستظل مستمره تتراصص اطرها واحد بجانب الاخر لكى تكتمل الصوره الكليه المرجوه التى لن تكتمل حتى بعد الانتهاء
واما نحن فلينتبه كل الى " لعازره " ويتحسس خطواته ليعلم فى اى اطار يقبع هو
اعلى التل حيث الحياة ومصدرها ونصرة العلو
ام فى بيت عنيا الفقيره المتواضعه الكائنه اسفل الحياة
ام انه يعد لنفسه قبرا يبعده عن مصدر الحياه وقمة التل
ويلاحظ قلبه اهو بيت من خشب ضعيف تطرق على بابه يد الله الحانيه
فيسارع فى فتح الباب قبل ان يتحول البيت الخشبى الى قبر صخرى عنيد
ويمضى حديث الكلمات الى بكاء ودموع من عينى الله على ضياعه ,,,,
ام انه فى قبر الخطية قد طُرح فلا ييأس من امكانية التغيير والقيامه فالمحبه الابديه كائنه تسعى دوما الى خلاصه
وحتى لو صمت فمه وعجز عن الطلب والدعاء فها هما مرثا ومريم والجموع والطبيعه جمعاء يطلبون من الله اقامته وعودته
وحتى ولو اتقع فى قاع الهوة العظيمة المسماة الموت ودفن بأستار الظلام وصُمت اذانه عن سماع صوت الله وحالت الاكفان دون وصول الكلمة اليه من فم الله ،،،فالكلمه قادرة ان تنزل تحت قواعد الزمن وتأخذ جسدا على شاكلته وتنحدر الى اسفل هذه الهوة السحيقه لتنتشله وترفعه وتلبسه الحله البهيه الفاخرة " الحياة الجديده المتجدده دوما "
وعندئذ يغنى لعازر فرحا قائلا
"عظيم هو جودك ايها الخالق الاسمى ،،،
لقد طُرحـــــــــــــت فى قبر الموت واقمــــــــــــتنى ب " كلمةِ فيك "
وحتى وان ارذلنى الهوان فى حقير المكان سترفعنى ب " كلمه فيك "
اذن فلنعلم جيدا ،،، اننا كلنا لعازر بنسب متفاوته .... كلنا لعازر فى أطار ما
فليلاحظ كل منا لعازره

Mary Naeem 29 - 10 - 2014 03:46 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يتمجد الله وسط الالم والضيقة

نعم عزيزي المؤمن يتمجد الله وسط الالم والضيقة الم يهدا الرب يسوع العاصفة حين كان مع التلاميذ في السفينة حينما اوشكوا ان يغرقوا فاستنجدوا به فتمجد الرب يسوع وانقذهم ووبخ قلة ايمانهم الم يكمم افواه الاسود في جب الاسود حين القي النبي دانيال وسط جب الاسود تمجد الرب يسوع وانقذ حياته الم يكون مع الفتية الثلاثة الذين القيوا وسط اتون النار ولم يسمح باحراقهم ولا بحرق شعرة منهم وتمجد بانقاذهم والرب يسوع هو هو امسا واليوم والى الابد وما فعله سابقا مازال يفعله الان هو يسمح بالضيقة والالم لحكمته الالهية ولكنه يتمجد بانقاذنا منها ثقوا به وسط ضيقاتكم والامكم منجيا ومنقذا ولله كل المجد والاكرام والسجود الى ابد الابدين امين

Mary Naeem 29 - 10 - 2014 04:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وصية خفيفة
القديس بطرس ذهبي الكلام
(406 - 450م)
"من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً".
بهذه الكلمات يعلمنا الرب اليوم أن عظمة النفس هي سمة الفلسفة السماوية، ويوضح لنا أي قوة تخص أولئك الذين يحاربون الحرب المسيحية.
مثل هذا التصرف، يبدو صعب بالنسبة للإنسان الذي لا يعرف مقدار عظمة المكافأة التي لفضيلة الصبر. إذا كان شخص ما غير راغب في أن يعاني ولو صفعة يد واحدة للحصول على إكليله، هل تظن أنه من الممكن أن يتحمل الجروح الضرورية للفوز بالنصر؟! هل يمكنه إلتماس المجد من خلال الموت، إذا كان يحسب مجرد إصابة من إنسان ثمناً باهظاً مقابل المجد الذي يحصل عليه من الله؟!
يا رجل، عندما كنت طفلاً، ألم تتعلم المبادئ من خلال وسائل مشابهة؟ الصفعات هي الضربات التي تعطى للأطفال لا للرجال البالغين. هكذا أطفال المسيح يتم تحفيزهم بوصايا خفيفة، حتى عندما يكونوا رجالاً يعيشون بحسب الإنجيل يكون عندهم القوة الكاملة للإلتزام بالوصايا الأكثر جدية. ويأملون أن يحصلوا بهذه الأتعاب والآلام - أو حتى بالموت - ما لم يستطيعوا أن يحصلوا عليه من خلال الإصابات الخفيفة أثناء طفولتهم الروحية.
ولنثبت أن الوصايا ليست صعبة، لنعيد تكرارها: "سمعتم أنه قيل للقدماء .. عين بعين وسن بسن وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً. ومن أراد أن يُخاصمك ويأخذ ثوبك فأترك له الرداء أيضاً. ومن سخرك ميلاً واحداً فاذهب معه اثنين".
"سمعتم أنه قيل للقدماء". لأي قدماء؟ لليهود. الحقد هو الذي جعلهم قدماء لا العمر، غضبهم جعلهم متلهفين جداً للإنتقام حتى أنهم طالبوا برأس مقابل عين، وحياة مقابل سن. ولذلك كان الناموس يكبح مطلبهم بالثأر، وكان يهدف بأن يجعل أولئك الضعفاء جداً على تقديم مغفرة أن يستسيغوا حصّة من الثأر، أي أن يطلبوا إنتقاماً مساوياً فقط للإصابة التي أوقعها المعتدي في غضبه.
على أية حال، هذا كان للقدماء. لنسمع ما يأمرنا به الصلاح الإلهي نحن الذين تجددنا من خلال النعمة. "وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر". عندما يتكلم هكذا، يريدنا أن لا نرد الرذيلة بالرذيلة، بل أن نتغلب عليها بالفضيلة. يريدنا أن نخمد الغضب وهو لا يزال مجرد شرارة، لأنه إذا ما تطور إلى شعلة كاملة من الإهتياج، لن يُكبح بدون إراقة دماء.
إن اللطف يقهر الغضب، الوداعة تخمد الإهتياج، الصلاح ينتزع الحقد بعيداً، المودة تُسقط القسوة، الصبر هو السوط الذي يجلد نفاذ الصبر، الكلمات اللطيفة تقهر المشاكسة، والإتضاع يطرح الكبرياء أرضاً.
لذلك أيها الأخوة، الشخص الذي يريد أن يغلب الرذائل يجب عليه أن يحارب بأسلحة الحبَّ لا بأسلحة الغضب. الإنسان الحكيم يمكنه أن يرى بسهولة كيف أن تحمُّل الإصابات يُدرب الإنسان على الطريق المسيحي للحياة.
مع ذلك، هناك من يفشلون في فهم أن تنفيذ هذه الوصية هو حقاً علامة القوة، وقمة الصلاح، وذروة التقوى، وخاصية مميزة للمنظر الإلهي لا البشري: لا أن تقاوم الشرير، بل أن تغلب الشر بالخير (رو 12)،
وأن تبارك الشخص الذي يلعن، وأن تحجم عن حرمان الشخص الذي يضربك فرصة ليضربك مرة أخرى، وأن تعطي أيضاً رداءك لذلك الذي أخذ ثوبك، وبذلك تعطي هدية لمن إنتزع غنيمة، وأن تُضيف إلتزاماً بميلين أكثر لمن سخرك ميلاً واحداً. وأن تفعل كل ذلك لكي يأخذ الإستعداد الإرادي أسبقية على الإجبار، ولكي يغلب الحب عدم التقوى، ولكي يتحول الشيء ذاته الذي يفرضه عدوك فضيلة للإنسان الصبور. هذه الأمثلة تعلمنا كيف يتدرب جندي المسيح من خلال الإصابات ويتقوى على ممارسة الفضيلة.
أيها الأخوة، عندما إخترق مرض الخطية والجريمة التي تنبع من الرذيلة وجنون المعصية العقول الإنسانية، وخنق أي معرفة وفهم وتعقل فيها، بغضبه المجنون، جعل الأمم المبعثرة على الأرض أن تهرب من الله وتتبع الشيطان، وأن تعبد المخلوقات، وأن تشجب خالقها،
وأن تشتاق لفعل الرذائل، وأن ترتد عن الفضيلة، وأن تعيش تحت ضغط السيف، وأن تسقط بالجروح. لقد جعلت الأحياء يهلكون بالموت.
النتيجة كانت هذه. أن البشر لا يمكن أن يشفوا إلا بتسليح أنفسهم بكل الصلاح وطول الآناة الذي للطبيب السماوي. هكذا يمكنهم أن يوقفوا إصابات أولئك الذين يعانوا من الجنون، فيصبروا على اللعنات، يتحملوا الضربات، يتم تقطيعهم بالجروح،
حتى يمكنهم أن يقودوا الأشرار نحو رزانة المنظر، وإخلاص الروح، وسلامة العقل. من خلال كل هذا، يتعلم الأشرار أن يلتمسوا الله، ويهربوا من الشياطين، وينتبهوا لعدم مبالاتهم، ويستطيبوا الصحة الروحية، وينزعوا الرذيلة، ويكتسبوا الفضيلة، ويمتنعوا عن التجريح، ويرتدوا عن سفك الدماء، ويرغبوا الإستمرار في الحياة.
http://www.peregabriel.com/gm/albums...normal_012.jpg
لكي نجعل الكلام أكثر وضوحاً، لنستعمل كمثال الأطباء الذين يعالجون أجسامنا. حينما يشتعل مرض الكوليرا في شخص سيء الحظ، ويجعله في حالة إهتياج تحت قوة مفعول الحمى، ألا يتشوش ذكاءه ويبطل عمل عقله؟ ألا يعصف به الغضب وينصرف عنه التصرف الإنساني؟ بإختصار، ألا يعيش جنونه بينما تموت إنسانيته؟
لذلك نجده يصرُّ بأسنانه، يجرح والديه، يخربش أقاربه، يوقع الضربات بقبضته، يواصل بالعضّ ويأذي مرافقيه. بعد ذلك، يُسلّح الطبيب نفسه بالصبر - من أجل مدح مزاياه وتمجيد مهارته وزيادة سمعته الحسنة - ويظهر نفسه محتملاً كل شيء، غير مهتماً بالإصابات، يتحمل العضَّات، يواصل بمجهوده، ويتحمل آلام ليست بخفيفة أبداً من أجل أن يحرِّر مريضه من المعاناة والألم.
يستعمل معه الزيت، يجتهد في علاجه، يُحضر له الدواء، واثقاً أن الرجل المريض عندما يستعيد صحته سوف يدفع له مكافأة على شرف خدماته.
وأنا أسأل، هل هناك جنون أكبر من هذا، أو هل هناك قوة إهتياج أشد من هذه الأفعال: من صفع رجل بار على وجهه، من لكم وجه شخص وديع، من إفساد جمال طلعة هادئة بجعلها سوداء وزرقاء مثيرة للشفقة، من تجريد إنسان من الكساء الوحيد الذي يغطيه، للحصول على بعض الغنيمة التي بلا قيمة، بترك لا شيء لله، لا شي للإنسان، لا شيء للطبيعة، لا شيء للإعتدال، بإبتزاز خدمة من إنسان مثقَّل بمهامه الخاصة، بإعتبار آلام الآخر كأنها تسليته الخاصة؟ !
لذلك أيها الأخوة، إذا كنا نعلم أن أولئك الذين يمارسون مثل هذه الأعمال يعانون من جنون خطير، لنكن مطيعين للمسيح. ومن خلال فضيلة التقوى في كل إمتلائها، لنحتمل العضَّات والضربات والأثقال من إخوتنا المسعورين، لكي نحررهم من مأساتهم، ولكي نحصل على المكافأة الأبدية التي يجلبها لنا الصبر.
لا يجب أن يستنكف خادم من أن يتلقى من زميله الخادم هذا الذي تكرم الرب وتلقاه من الخدم، من أجل خاطر خدامه. إذ لم يمنع وجهه عن كفوفهم. عندما أخذوا ثوبه ورداءه، قدَّم لهم أيضاً جسده.
عندما دفعوه حاملاً صليبه إلى جبل الجلجثة، تبعهم بلطف وبشكل إرادي حتى إلى الموت. لذلك، أيها الأخوة إذا كان الرب قد أعتبر أن من اللائق أن يتألم، فكيف - كيف حقاً - يبدو لنا أن خدامه ليس من اللائق أن يتألمون؟
نحن على خطأ، أيها الأخوة، نحن على خطأ.
الإنسان الذي لا يعمل ما يأمر به الرب،
يأمل باطلاً في ما وعد به الرب.

Mary Naeem 29 - 10 - 2014 04:14 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
دروس رجال الله (2)
http://www.peregabriel.com/gm/albums...normal_010.jpg



منذ أيام قليلة، في السابع من كانون الأول، احتفلنا بعيد أبينا الجليل في القدّيسين أمبروسيوس أسقف ميلان (+ 397 م). هذا، في وجدان الكنيسة في الغرب، هو أحد المعلّمين الأربعة الكبار هناك. الثلاثة الباقون هم إيرونيموس (+ 420 م) وأوغسطينوس (+ 435 م) وغريغوريوس الكبير (+ 604 م).

مما انحدر إلينا من أخبار القدّيس أمبروسيوس خبرُ وِقفته في وجه الأمبراطور ثيودوسيوس الكبير (379 ? 395 م)

يوم تلطّخت يداه بدم الأبرياء. وِقفته، هذه، يومذاك، أهّلته للقب "مؤدّب الملوك" وجعلته، في الكنيسة المقدّسة قاطبة، مثالاً يُحتذى في مواجهة رجال الله لمَن يستخفّون بشرعة الله ويدوسونها، من أبناء الإيمان، ولو كانوا في موقع الأباطرة.

في ذاك الخبر أنّه خلال العام 390 للميلاد، احتجز أحد الضبّاط الكبار في سالونيك، واسمه بوتيريق، سائساً للعربات في ميدان سباق الخيل. هذا تحرّش بإحدى إماء الضابط، كما قيل.

كان السائس معروفاً بين الناس كأحد أبطال السباقات. فلمّا حلّ موسم الألعاب طالب الشعب بإطلاق سراحه، فلم يشأ بوتيريق أن يفعل ذلك. إذ ذاك تحوّلت المطالبةُ إلى سخط فهياج ففتنة، ورجَمَ رعاعٌ بعضَ العسكر بالحجارة حتى الموت وجرّروهم في الطرقات.

وكان بوتيريق أحدَ الذين قضوا في الفتنة. الأمبراطور ثيودوسيوس، يومها، كان في ضواحي ميلان.

ميلان، آنذاك، كانت موقع الإدارة الملكية للشقّ الغربي من الأمبراطورية.

فلمّا بلغه الخبر اهتاج، غير أنّ القدّيس أمبروسيوس وأساقفة آخرين هدّأوا من روعه، بعدما شاع النبأ، فوعد بالصفح عن مثيري الشغب. لكنْ أَقنعَ مديرُ الإدارة، المدعو روفينوس، الأمبراطورَ بأنّ هيبة الدولة على المحك ولا بدّ من اتخاذ خطوة تأديبية وقائية تعيد الأمور، في الأذهان، إلى نصابها. فارتأى ثيودوسيوس أن يُرسل إشعاراً إلى قائد منطقة إيلِّيريا يوعز فيه لجنده بأن ينقضّوا على المدينة ليحصدوا منها سبعة آلاف نفس في ثلاث ساعات.

هذا تمّ بفظاعة منقطعة النظير لم يميِّز خلالها العسكرُ مذنباً من بريء ولا كبيراً من صغير.

وانقضت أيّام عاد، بعدها، أمبروسيوس إلى المدينة وكذا بلغها الأمبراطور. رسالة الأسقف الجليل كانت قد وصلته، لكنّه لم يحمل ما جاء فيها على محمل الجِدّ. وإذ قدم إلى الكنيسة، كما ترسم العادة المألوفة، خرج إليه أمبروسيوس واستوقفه عند المدخل حائلاً دون تقدّمه أبعدَ إلى الداخل.

قال له: "يبدو، يا سيِّد، أنّك لا تُدرك، حقّ الإدراك، جسامة المجزرة التي ارتكبت. لا تُنسينّك أُبّهة الملابس القرمزية أوهان الجسد الذي تغطّيه. أنتَ من ذات طينة الذين أُقمتَ عليهم حاكماً، ولكَ وإيّاهم سيِّدٌ أحدٌ هو مَلك العالم. بأيّ عينين تُطالع معبده؟ بأيّ قدمَين تطأ هيكله؟

أنّى لكَ أن تعلّي، في الصلاة، تلك اليدين المبقّعتين بالدم المهراق ظلماً؟ عدْ، إذاً، من حيث أتيت واحذر الوقوع في تعدّ جديد يؤزّم، بالأكثر، جُرمَك الأول. خذ عليك، بسكون، النيرَ الذي جعله الربّ الإله لكَ نصيباً. حادٌ هو هذا النير لكنّه علاجي وشفائي".

حاول ثيودوسيوس أن يبرِّر نفسه. قال: "وداود النبيّ أيضاً أخطأ!" فأجابه رجل الله: "إذاً، مَن أخطأت نظيره تُب أيضاً نظيره!".

وخضع ثيودوسيوس!وخضع ثيودوسيوس!

أقام، في التوبة، في قصره ثمانية أشهر، بكى، خلالها، خطيئته بكاء مرّاً.

وجاء عيد الميلاد وسيّدُ القصر أسيرُه توبةً. وأتاه روفينوس، الذي حرّضه على الجرم أولاً، مخفِّفاً عنه، زاعماً أنّه إنما عاقب قوماً مجرمين، لذا ليس ما يبرِّر استسلامه للكآبة. كلامه أوهن حدّة توبة ثيودوسيوس بعضاً. وقد عرض روفينوس أن يتوسّط لدى الأسقف بحجج كثيرة ليَحلّ الأمبراطور من خطاياه.

جواب ثيودوسيوس كان: "لن يكون في طاقتك أن تفعل ذلك. أنا عارف بحقّانية الحكم الذي أنزله بي. ثمّ إنّه رجل صَلْب لا تنثني له عزيمة ما دام الأمر رهناً بشرعة الإيمان، ولن يأتيَ ما يخالِف شرعة الله توقيراً للجلالة الملكية. رغم ذلك تحلّب ريقُ ثيودوسيوس ومَنّ النفسَ بحلٍ مبكّر من خطيئته. فلمّا حضر روفينوس أمام الأسقف الجليل وتوسّط لديه قرّعه أمبروسيوس على وقاحته.

ولمّا زاد إصراراً وأبدى أنّ الأمبراطور قادم وراءه قال له أمبروسيوس: "إذاً سوف أمنعه من دخول الكنيسة! وإذا ما سوّلت له نفسه اللجوء إلى العنف والاستبداد، فها أنا ذا مستعدّ للموت وأن أمدّ عنقي للسيف". للحال، بإزاء صلابة الأسقف، أوفد روفينوس رسولاً، على جناح السرعة، ليستبقي الأمبراطور حيث هو، لكنْ كان ثيودوسيوس قد استعجل الأمر وبلغ منتصف الطريق.

وكان أن حضر ثيودوسيوس لدى الأسقف وسأله الحلّ فانتصب أمبروسيوس وقال له: "ماذا؟! أأتيت إلى هنا لتدوس أحكام الله؟!" ولأن الأمبراطور لم يكن قد استكمل زمان توبته ضمّه إلى محفل التائبين في الكنيسة فكان يوجد، كل يوم، راكعاً عند باب الكنيسة يردّد الآية المزمورية: "نفسي لصقت بالتراب فأحيني حسب كلمتك" (مز 118: 25).

كان يقرع صدره وينتف شعره والدموع تسحّ على وجنتيه سائلاً ربّه العفو، منتحباً على خطيئته أمام عيون الناس حتى كانوا يشاركونه البكاء لدى حضرة الله ويسألونه العفو من أجله.

أخيراً حان ميعاد إنصافه فحلّه الأسقف الجليل من خطاياه بعدما استصدره مرسوماً وقّعه بيده وفيه أنّ مَن يَصدر في حقّه حكمٌ بمصادرة الممتلكات أو الموت لا تُنزَل به العقوبة إلاّ بعد ثلاثين يوماً إفساحاً في المجال للحُكم أن يُسترَدَّ إذا ما استبان أنّه مبني على هوى أو متسرّع أو ظالم.

إقامة ثيودوسيوس في الغرب، يومها، امتدّت ثلاث سنوات. فلمّا عاد إلى القسطنطينية عقَّب بالقول: "ها أنا محاط بالمتملّقين من كل صوب ولم أجد غير إنسان واحد قوّمني وقال لي الحقّ كلّه. أنا لا أعرف سوى أسقف أصيل واحد في المسكونة. وهذا الأسقف هو أمبروسيوس!".

كان ممكناً للقدّيس أمبروسيوس أن يغضّ الطرف عمّا فعله ثيودوسيوس لأنّه صديقه الحميم فلم يفعل. لماذا؟ لأنّ صديقك مَن صدقَك ولأنّ المحبّة في غير الحقّ محاباة. فمَن تودُّه تودّه للخلاص. في غير ذلك ودُّك تودّد!

كان ممكناً للقدّيس أمبروسيوس أن يحسب حساباً للخطر الذي يحيق به ويتهدّد امتيازاته لدى الدولة من جرّاء تحدّيه الأمبراطور، باسم الله، على النحو الذي أتاه، فلم يفعل. لماذا؟ لأنّه رجلُ الله، وعلامة رجل الله الفارقة أنّه لا يحسب، بإزاء رضى ربّه، حساباً لشيء ولا نفسُه ثمينة عنده.

كان ممكناً للقدّيس أمبروسيوس أن يأخذ في الاعتبار أنّ الكنيسة معرّضة للخطر في حال رغب الأمبراطور في الانتقام لكرامته الجريح: الشعب، الكنائس، وحتى الإيمان القويم عينه لأنّ الآريوسية كانت، بالكاد، قد انطفأت في ذلك الحين وكان لا يزال بعض الجمر تحت الرماد.

لكنَّ أمبروسيوس الموقّر لم يُعِرْ شيئاً من هذه المخاوف اهتماماً. لماذا؟ لأنّ الكنيسة لا تنحفظ بامتيازاتها، في هذا الدهر، ولا باجتنابها الاضطهاد في كل حال بل بصون أئمّتها الحقّ فيها. ليست الشهادةُ للحقّ رهناً بالظروف.

الظروف دائماً ما تكون معاكسة والحقّ مصلوب أبداً. لذا كل ساعة للحقّ! ولا ساعة متروكة، في الكنيسة، للباطل!

ماذا كان حصل لو لم يُشهِر القدّيسُ أمبروسيوس سيفَ حقّ الله في وجه الأمبراطور ثيودوسيوس؟

لكان نصيب ثيودوسيوس، في أغلب الظنّ، الهلاك! ولطولِبَ خدّام الله لأنّه قيل: "إذا قلتُ للشرّير موتاً تموت وما أنذرتَه أنتَ ولا تكلّمتَ إنذاراً للشرّير من طريقه الرديئة لإحيائه فذلك الشرّير يموت بإثمه أمّا دمُه فمن يدك أَطلبُه" (حز 3: 18).

· لبات تعدّي الوصيّة الإلهية، في الأذهان، بالأكثر، أمراً مطبّعاً، لا سيما بين عليّة القوم والقيّمين على شؤون الكنيسة.

· لأَخَذَ العامة يحتقرون أو يقتدون بمَن يُشرفون عليهم في مفاسدهم.

· لأَخَذَ الإحساس بخوف الله، في النفوس، يموت.

· لترسّخ تعاطي الكنيسة كمؤسّسة من مؤسّسات هذا الدهر.

· لتكرّس استعبادُ رجال الكنيسة لمخاوفهم وأهوائهم في تعاطي كل شأن.

ماذا جَنَت الكنيسةُ من تصدّي رجل الله أمبروسيوس للأمبراطور ثيودوسيوس؟

· صار هناك للأساقفة والخدّام في الكنيسة والشعب المؤمن بعامة مقياسٌ وقدوةٌ يقيسون عليها في مواجهة القوى المضادة للمسيح في هذا الدهر.

· أضحت مخافة الله حيّة في النفوس المؤمنة.

· صار هناك مثالٌ لإرهاب المخالفين وردعهم.

· أضحت طاعة الله، بين الناس، في الممارسة، فوق كل اعتبار.

يبقى أنّ الناس للناس إيقونات إلهية والشيوخ في الروح للأطفال. ويل لنا إذا لم يَعُدِ الله يتراءى للأبناء في إيقونات آبائهم، إذاً لانتفى تجسّد ابنِ الله بينهم واستحال كلامُ الله، في الأذهان، لغواً والأبناءُ يتامى. هذه، لعمري، أقسى التجارب!

"لما رأى [يسوع] الجموع تحنّن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها. حينئذ قال لتلاميذه الحصاد كثير ولكنّ الفعلة قليلون.


فاطلبوا من ربّ الحصاد أن يُرسل فعلة إلى حصاده" (مت 9: 36 ? 38)


الساعة الآن 08:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025