منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 29 - 09 - 2014 04:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 


الإنجيل و الصليب

للأب متى المسكين

الإنجيل، أيها الأحباء، يعني الخبر المفرح، فهو خبر الخلاص. والخلاص هو الفداء بدم المسيح على الصليب. أي أن الإنجيل هو خبر الصليب المفرح.

لا يمكن أن يكون الإنجيل إنجيلاً بدون الصليب. وبمنتهى الوضوح والاختصار، الصليب هو سَفْك دم ابن الله، بروح أزلي.

فالدم هو الحياة، كما يقول العهد القديم (لا 17: 14)، وكما يقول علم الطب الحديث أيضاً. فالمسيح سكب حياته عِوَض كل ميت، وأخطر موت هو الموت بالخطايا والذنوب.

يقول القديس يوحنا الرسول بالروح في سفر الرؤيا، شاهداً بالمسيح الحي الكائن والذي كان والذي يأتي، أنه رآه بصورة متصلة عَبْرَ كل الأزمنة أنه: ?الخروف الذي ذُبح منذ تأسيس العالم? (انظر رؤ 13: 8)،

أي حالة مقضيٌّ بها؛ و«كخروف قائم كأنه مذبوح»

(رؤ 5: 6)،

أي حالة دائمة؛ «وسأعطي لشاهديَّ فيتنبَّآن... وتكون جثتاهما على شارع المدينة العظيمة... ومصر حيث صُلِبَ ربنا أيضاً» (رؤ 11: 8،3).

وهنا إشارة على أول رمز عملي للمسيح المصلوب، وهو خروف الفصح الأول، والفصح هو العبور من الموت إلى الحياة.

أما الصدى لهذا القول الفائق على الزمن فهو كامن في قول يوحنا المعمدان عن المسيح بالرؤيا المتجاوزة لكل الزمان:

«هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم» (يو 1: 29). ثم يعود يوحنا الرائي، ليرى المسيح ينضح بدمه على خطايا البشرية، حتى بعد قيامته من بين الأموات، ليجعلهم لا أطهاراً فحسب، بل أيضاً ليرفع رتبتهم إلى ملوكيته، وإلى كهنوته الإلهي:

«يسوع المسيح، الشاهد الأمين، البكر من الأموات، ورئيس ملوك الأرض. الذي أحبنا، وقد غسَّلَنا من خطايانا بدمه، وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه، له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين» (رؤ 1: 6،5).

http://www.peregabriel.com/gm/albums...002/110204.jpg

غسلنا بالدم، أي عمَّدنا بالحياة والروح القدس، لأن الدم هو الحياة!!

ولكن يرتفع القديس بولس الرسول في سفر العبرانيين إلى مستوى رؤيا يوحنا اللاهوتي، الذي رأى المسيح حملاً مذبوحاً منذ تأسيس العالم، في مشورة الله القدير، لخلاصٍ تحتَّم أن يتم في زمانه ومكانه هكذا:

+ «فإذ ذاك كان يجب أن يتألم مراراً كثيرة منذ تأسيس العالم (هذه هي أحزان الله التي طالما عبَّر عنها العهد القديم على مدى كل أسفاره، والتي لم يلطِّفها دم تيوس أو عجول أو آلاف الذبائح على مدى مئات السنين).

ولكنه الآن قد أُظهِرَ مرة، عند انقضاء الدهور، ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه (يُبطِل أثرها فينا ولدى الله أبيه).

وكما وُضِعَ للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة، هكذا المسيح أيضاً، بعدما قُدِّم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية (ليس بسبب الخطية) للخلاص للذين ينتظرونه» (عب 9: 26 - 28).

لهذا يقول سفر العبرانيين إن السماء كانت تتلهف لدخوله ظافراً، حاملاً فداء البشرية: «ليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس؛ فوجد فداءً أبدياً» (عب 9: 12).

لنا ثقة للدخول إلى الأقداس بدمه:

ويشدِّد سفر العبرانيين أن الدم الذي سلَّمه المسيح للآب، باعتباره ذبيحته عن البشرية، كان له القوَّة والسلطان، لا أن يغفر الخطايا ويُصالح فحسب، بل وأن يُطهِّر الضمير من وجع الخطية المميت للضمير:

«فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب، يُطهِّر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي (كأخصاء عِوَض أعداء، كأحباء عِوَض منبوذين)» (عب 9: 14).

ثم ليس جزافاً ولا عبثاً يقرر يوحنا المعمدان أنَّ «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم» (يو 1: 29)؛


هنا خطية العالم بوضعها الشمولي على مدى الزمان والمكان، الأمر الذي حدده يوحنا الرائي بصورة شمولية أعم بقوله: «ذُبح قبل تأسيس العالم»،

أي قبل أن يكون إنسان، وقبل أن تُعرف خطية. هنا ذبيحة المسيح الكفَّارية داخلة أساساً وضمناً في خطة الله ليُبطل خطية الخليقة من ألفها إلى يائها.

لذلك يقول سفر العبرانيين مثبتاً هذه العمومية والشمولية، معتبراً الخطية، مهما كثرت وتناهت، فهي خطية واحدة: «يسوع... نراه مكلَّلاً بالمجد والكرامة من أجل ألم الموت، لكي يذوق، بنعمة الله، الموت لأجل كل واحد»، «فبعدما قدَّم عن الخطايا ذبيحة واحدة، جلس إلى الأبد عن يمين الله» (عب 2: 9، 10: 12).

لذلك، هنا يليق بنا أن نذرف الدمع، ونسكب أنفسنا بالحزن والصلاة من أجل أي إنسان في العالم يخيب من نعمة الله هذه ولا ينال نصيبه من دم الفداء المجاني؛ كما يقول سفر العبرانيين (2: 3):

«كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره»، وقوله أيضاً في (3: 12):

«انظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير، بعدم إيمان، في الارتداد عن الله الحي».

هنا يتضح لكم سر التجسُّد، لماذا أخذ ابن الله جسداً كجسدنا، ولحماً ودماً مثلنا، يمكن أن يُسفك ويموت!! يقول سفر العبرانيين:


«فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو أيضاً كذلك فيهما؛ لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس» (عب 2: 14).

وإمعاناً في جعل دم المسيح ليس وقفاً على أحد، صار سفك دم المسيح خارجَ أورشليم، إعلاناً أبدياً أن دمه ليس وقفاً على أحد، بل هو مِلْك لكل مَنْ ليس له إقامة:

«لأنه ليس لنا هنا مدينة باقية!!... لذلك يسوع أيضاً لكي يقدِّس الشعب بدم نفسه، تألم خارج الباب» (عب 13: 12،14).

ويُصِرُّ سفر العبرانيين ليضع الصليب مركز الأساس للإنجيل، كما يُعطي دم المسيح صفة العهد الأبدي الذي لا يُمحى ولا يُنسَخ ولا يضعف، حتى نهاية الدنيا:

+ «وإله السلام الذي أقام من الأموات راعي الخراف العظيم، ربنا يسوع، بدم العهد الأبدي، ليُكمِّلكم في كل عمل صالح لتصنعوا مشيئته، عاملاً فيكم ما يُرضِي أمامه بيسوع المسيح» (عب 13: 21،20).

http://www.peregabriel.com/gm/albums..._Picture34.jpg

+«لأنه بقربانٍ واحد قد أَكْمَل إلى الأبد المقدَّسين، ويشهد لنا الروح القدس أيضاً» (عب 10: 15،14).

+ «فتفكَّروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومةً لنفسه مثل هذه لئلا تَكِلُّوا وتخوروا في نفوسكم... ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مستهيناً بالخزي، فجلس في يمين عرش الله» (عب 12: 2،3).

+ «بل قد أتيتم... إلى وسيط العهد الجديد، يسوع، وإلى دم رش يتكلَّم أفضل من هابيل» (عب 12: 24،22).

وكذلك يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية:

+ «الذي أُسلِمَ من أجل خطايانا، وأُقيم لأجل تبريرنا» (رو 4: 25).

+ «الذي قدَّمه الله كفَّارة بالإيمان بدمه، لإظهار برِّه من أجل الصفح عن الخطايا السالفة» (رو 3: 25).

+ «لأن الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرَّة واحدة ... عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلِبَ معه، ليُبطَلَ جسد الخطية، كي لا نعود نُستعبدُ أيضاً للخطية»

(رو 6: 6،10).

+ «الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء» (رو 8: 32).

الإنجيل ومركز الصليب فيه:

+ «وأُعرِّفكم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشَّرتكم به، وقبلتموه، وتقومون فيه، وبه أيضاً تخلصون، إن كنتم تذكرون أي كلام بشَّرتكم به، إلا إذا كنتم قد آمنتم عبثاً! فإنني سلَّمتُ إليكم في الأول ما قَبـِلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب، وأنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر.


وبعد ذلك ظهر لأكثر من خمس مئة أخ ... وبعد ذلك ظهر ليعقوب، ثم للرسل أجمعين، وآخر الكل، كأنه للسِّقْط، ظهر لي أنا» (1كو 15: 1-8).

+ «حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح» (غل 6: 14).

+ «بمقتضى علم الله الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح» (1بط 1: 2).

+ «الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا، فنحيا للبر» (1بط 2: 24).

+ «فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل خطايانا، البار من أجل الأَثمة، لكي يقرِّبنا إلى الله، مُماتاً في الجسد، ولكن مُحْييً في الروح» (1بط 3: 18).

+ «عالمين أنكم افتُديتم، لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقلَّدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حَمَلٍ بلا عيب ولا دنس، دم المسيح، معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم» (1بط 1: 18-20).

+ «فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يُطهِّرنا من كل خطية ... وهو كفَّارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً»

(1يو 1: 7؛ 2: 2).

+ «(الآن) لنا شفيعٌ عند الآب يسوع المسيح البار» (1يو 2: 1).

+ «لأنكم قد اشتُريتم بثمن، فمجِّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله» (1كو 6: 20).

+ «قد اشتُريتم بثمن، فلا تصيروا عبيداً للناس (أي أن شراء دم المسيح لنا = حرية)» (1كو 7: 23).

الدم فيه الحياة. المسيح سكب حياته على الصليب، عِوَض كل ميت. لقد اشترى كل قتلى الخطية، واستعاد لنا الحياة في الله عِوَض الموت في الخطية: «ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» (رو 5: 8).

+ «لأنك ذُبحت، واشتريتنا لله بدمك (بحياتك)، من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمة» (رؤ 5: 9).

+ «نحن نكرز بالمسيح مصلوباً (?حالة كائنة: لا نعرف المسيح إلا مصلوباً ومُقاماً?)» (1كو 1: 23).

+ «لأن فصحنا أيضاً المسيح (عبورنا من العبودية إلى المجد) قد ذُبح لأجلنا (?ذبيحة عبور?)» (1كو 5: 7).

+ «لنا ... ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقاً كرَّسه لنا حديثاً حياً، بالحجاب، أي جسده»

(عب 10: 20،19).

+ «أحبنا المسيح أيضاً، وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً، وذبيحة لله، رائحة طيبة (ذبيحة سرور، ذبيحة استرضاء وجه الله لقبول مسرته عِوَض الغضب)» (أف 5: 2).

+ «لأنه فيه سُرَّ أن يحلَّ كل الملء، وأن يُصالح (الله) به الكل لنفسه؛ عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته ... قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت، ليُحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه، إن ثبتم على الإيمان» (كو 1: 19-23).

+ «لأنه يوجد إلهٌ واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه (فدية) لأجل الجميع» (1تي 2: 6،5).

+ «الذي بذل نفسه لأجلنا، لكي يفدينا من كل إثم، ويُطهِّر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً في أعمال حسنة» (تي 2: 14).

+ «لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، (من أجل ذلك وبناءً عليه) فكذلك الراقدون بيسوع سيُحضرهم الله أيضاً معه» (1تس 4: 14).

+ «الذي مات لأجلنا، حتى إذا سهرنا («أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة» مت 26: 40)، أو نمنا («ناموا الآن واستريحوا» مت 26: 45)، نحيا جميعاً معه. لذلك عزُّوا بعضكم بعضاً وابنوا أحدكم الآخر» (1تس 5: 11،10).

+ «لأن المسيح، إذ كُنَّا بعد ضعفاء، مات في الوقت المُعيَّن لأجل الفُجَّار...

الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا ...

ونحن متبرِّرون الآن بدمه، نخلص به من الغضب.

لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صُولحنا مع الله بموت ابنه!! فبالأولى كثيراً ونحن مُصالحَون، نخلُص بحياته»

(رو 5: 6-10).

وجهان للصليب في الإنجيل:

فإذا راجع القارئ كل الآيات السابقة بإمعان، يجد أن الصليب يرافقه دائماً وجه مُحزن، كله عار وخزي، انعكس على الدنيا وقت الساعة السادسة إلى التاسعة سواداً مُقبضاً.

وهذا الوجه هو المقابل والمساوي بكل دقة للخطية التي اقترفها الإنسان، ويقترفها كل يوم، من نجاسة وزنا بالنية، بالعين، في القلب، أو بالفعل في الجسد، وهذا يساوي ذاك؛ أو من رشوة وكذب وتـزوير وشهادة زور؛ أو ظلم وعداوة وتجبُّر وامتهان الآخرين

أو تسيُّب وتجديف وسرقة هياكل. هذه هي صنوف من الخطية التي أوجبت الصليب، فالتزم المسيح أن يلبسها كثوب من الخزي ويتراءى بها أمام العالم والله.

أما الوجه الآخر الملازم أيضاً للصليب، فهو وجه السرور المفرط، القائم في المصالحة مع الله، وخلع كل نجاسات الضمير والجسد، ورفع كل حكم ودينونة، بل وغسل الضمير والجسد، لبلوغ حالة براءة كاملة

وتبرير حقيقي، يقف بها الخاطئ المُمسك بالصليب أمام الله وكأنه بلا لوم، مرتدياً ثوب الخلاص، أبيض كالنور، في بهجة وتهليل، وعلى رأسه إكليل أبدي، وعلى لسانه أنشودة الظفر.

أما الذي يحتقر الوجه المخزي للصليب، فليس له نصيب في وجه البر، لأنه سيظل مستعبداً تحت حكم الخطية.

لذلك صار الإنجيل هو الخبر السار للخاطئ، والصليب افتخاراً.

Mary Naeem 29 - 09 - 2014 04:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تأملات فى الصليب
1- الصليب هو محبه ، فحينما ننظر الى السيد المسيح وهو معلق على عود الصليب نتذكر محبة الله الفياضه للبشر، فيقول القديس يوحنا الرسول " بهذا أُظهرت محبة الله فينا أنه قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكى نحيا به "
وهذا دليل على محبة الله لنا انه بذل ابنه الوحيد على عود الصليب فهى محبه عظيمه ، كذلك يقول الكتاب عن الله " انه احبنا وارسل ابنه كفاره لخطايانا"
ونحن نحب الله لأنه هو أحبنا أولاً، ونجد فى القسمه يصلى ابونا " ما هذا ايها الفادى ما الذى جعلك ترضى بذلك، ايهان العظيم ايذل الممجد أيوضع المرتفع يا لعظم حبك نعم هو حبك الالهى.
وكذلك فى القداس الغريغورى " لا شئ يستطيع ان يحد لجة محبتك للبشر، فكان
محكوم علينا بالموت والهلاك لكن يقول الله فى العهد القديم " لذتى فى بنى آدم " فعندما أخطأ بعض الملائكه واصبحوا شياطين لم يدبر لهم الله الفداء والخلاص لكن الله دبر هذا الفداء للانسان الذى يحبه، فهل نشعر نحن بهذه المحبه، سوف نعرف مقدار هذه المحبه جيداً حينما ننظر الى الصليب " ليس حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لأجل أحبائه "
وكما يقول القديس اغسطينوس " ان خلقة العالم لم تكلف الله شيئاً أو وقتا فكان يقول الله كن فيكون " أما الفداء فكلفه ان ينزل من السماء ويحتمل كل هذا العار ويموت على الصليب لأجلنا.
2- الصليب هو احتمال، فاحتمل السيد المسيح اهانات واتعاب كثيره جدا طوال حياته على الأرض لأجلنا،فكان يُشتم ولا يشتم، ولأننا اولاد المسيح يجب ان نحتمل مثله، فشروط التلمذه " ان أراد أحد ان ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى "
ونحن نقول لله اننا نحبه ولكن الحب ليس بالكلام ولكن بالعمل الذى يظهر فى احتمال كل واحد لصليبه وان يحتمله بشكر، كما قال الشاب الغنى للسيد المسيح " ماذا أفعل لأرث الحياة الأبديه " فقال له السيد المسيح " احفظ الوصايا " فاجابه الشاب أنه حفظها منذ حداثته لكن السيد المسيح قال له ينقصك شئ واحد " اذهب وبع كل مالك واعط للفقراء وتعال اتبعنى حاملا الصليب " فمضى الشاب حزيناً لأنه لا يريد حمل الصليب، ويقول الكتاب " انه بضيقات كثيره ينبغى أن ندخل ملكوت الله " فلا نظن اننا سوف نعيش فى فرح العالم وفى الآخره نسمع قول الله " نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا فى القليل فأقيمك على الكثير أدخل الى فرح سيدك " لا بل يقول " بضيقات كثيره ينبغى أن ندخل ملكوت الله " " فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم "
فالكثيرين يريدون ان يدخلوا السماء ولكن قليلين الذين يريدون ان يحملوا الصليب بمحبة وشكر لأجل المسيح وليس الصليب هو حزن لأجل انتقال شخص عزيز أو لأجل ظروف معينه فى حياة الشخص ولكن الصليب هو احتمال الضيقات لأجل اسم المسيح ولأجل تنفيذ الوصيه
" لا طريق للسماء إلا طريق الصليب " فالذى يتذمر على الصليب وعلى احتمال الضيقات ويتذمر على الله ويحكم عليه انه قاس القلب لا يعرف ذلك الانسان اختيار الله له "
فيقول الكتاب " تكونون مبغضين من الجميع لأجل اسمى " كشخص يقابل مضايقات واضطهادات بسبب انه مسيحى ولا يعطوه حقه ومشاكل كثيره يواجهها من اجل المسيح يجب ان يحتمل كل هذه الضيقات ان اراد ان يسير وراء المسيح،
ويقول الكتاب ايضاً " تأتى ساعه يظن فيها كل من يقتلكم انه يقدم خدمه لله "
كما كان يفعل شاول الطرسوسى من قتل للمسيحيين وهو يظن انه يقدم خدمه لله لكنه كان اعمى عن الحقيقه، لذلك علينا ان نحتمل كل ذلك فكنيستنا كلها شهداء كان يقدمون انفسهم للاستشهاد لأنهم رأوا اكاليل معده لهم فى السماء ،
فيقول القديس بولس الرسول " وهب لكم لأجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله " فهو ليس ايمان فقط بل ايضا احتمال الالام وكان الالام هى هبه من الله،
و كذلك يقول القديس بولس " أكمل نقائص شدائد المسيح فى جسمى لأجل جسده الذى هو الكنيسه ( كو 1 : 24 )
" فكنيسة المسيح تحتمل لأنها هى جسد المسيح والله أعطاها شركه لتشترك معه فى احتمال الآلام، ونحن ان لم نحتمل فنحن نسير فى طريق خطأ فلابد ان نحتمل الصليب بكل شكر.
3- الصليب هو حياة الفرح والسعاده، لأن الله اختارنا من بين الجميع لنحتمل ورأينا محبته على عود الصليب وهذا امتياز لنا لذلك نكون سعداء
لأن احتمال الضيقات ليس عقوبه لكنه امتياز وشرف لنا، فنجد فى رسالة القديس بولس الرسول لأهل فيلبى والتى نسميها رسالة الفرح حيث ذكر الفرح حوالى 16 مرة رغم انه وقت كتابة الرساله كان فى السجن ومقيد بالسلاسل لكن الفرح كان يـملأه،
فمسيحتنا مسيحية الفرح كما يقول القديس بولس " لا يتزعزع أحد فى هذه الضيقات لأنكم انتم تعلمون اننا جميعاً موضوعون لهذا "
فعندما تأتى عليك ضيقه كمسيحى من أجل المسيح اعلم انك موضوع لهذا، فالله سمح لك ان تتألم " انه بضيقات كثيره ينبغى ان ندخل ملكوت الله، فهل تقبل الصليب فى حياتك أم ترفضه وتفعل كالشاب الذى مضى حزيناً، فعليك ان تحتمل بشكر.

أمثله من الكتاب المقدس لاحتمال الصليب بشكر :
مثل ايوب الصديق الذى فقد اولاده وأمواله وصحته لكنه شكر الله على كل ذلك واحتمل بشكر
( قائلا هل الخير من الله نقبل والشر لا نقبل ) ، وكذلك موسى النبى كان يقابل مضايقات فرعون بفرح، فعند البحر قال الله له أن يرفع عصاه فوجد عمل الله وفرح، فبعد الضيقه يأتى الفرح، بعد الصليب قيامه،
وكذلك الفتيه وسط النار والالام ودانيال فى جب الاسود كل منهم يقابل الضيقه بفرح فيلاقى عمل الله، فالله يحبك جداً وكل يوم تجد أعماله معك واضحه فلا تتذمر من أجل ضيقات بسيطه لا تساوى الضيقات التى قابلها القديسين ، " طوبى للرجل الذى يحتمل التجربه لأنه اذا تزكى ينال اكليل الحياه الذى وعد به الرب الذين يحبونه "

فلابد ان تحتمل التجربه ليعطيك الله اكليل الحياه، يقول القديس بولس " ان تألمتم من أجل البر فطوباكم، أما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا "،
فلابد ان تحتمل كما قيل عن السيد المسيح فى احتماله " كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامته أمام جازيها"
فأين هى قوة احتمالك، وأين محبتك للصليب وتأملك فيه والفائده الروحيه التى تأخذها فى حياتك من خلال الصليب الذى بدونه ما كنا نشعر بمحبة الله لنا واحتماله من اجلنا وكذلك ما احتمله الشهداء والقديسين ونحن ايضاً علينا ان نحتمل.
4- الصليب هو قوة :
كما يقول القديس بولس الرسول " كلمة الصليب عند الهالكين جهاله أما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله "
لذلك فالشيطان يخاف ويرتعب من منظر الصليب او ذكر اسم الصليب، فالصليب قوة بعد ان كان لعنه فحول السيد المسيح
هذه الخشبه الضعيفه الى قوة، فنفتخر ونفرح بالصليب لأنه هو قوتنا فنرشمه باستمرار حتى لا يقترب منا الشيطان،
كما فعل الشهيد مارجرجس ورشم الصليب فأبطل مفعول السم فلا يؤثر عليه، هذه هى قوة الصليب، وفى القديم كانت الحيه النحاسيه اشارة للصليب فكان كل من تلدغه حيه ويكون هناك خطر وينظر الى الحيه النحاسيه ينجو من الموت،
والحيه النحاسيه هى الصليب، فكل من ينظر اليه يجد فيه قوة عظيمه جداً تشفى المرضى وتخرج الشياطين، فنحن لا نتزين به لكننا نعرف قوته فنلبسه ، ويضعه الناس على البيوت ، وكانهم يقولون أن هذا البيت محروس بقوة الصليب، وكذلك فى كنائسنا، كما رأينا قوة الصليب انه كان سبب انتصار الملك قسطنطين،
وكذلك قوة الصليب أقامت الميت فعرفت الملكه هيلانه انه صليب المسيح، فلا نتشكك فى قوة الصليب بل نتحدث عنه بكل قوة وكل جرأة فهو سر قوتنا.
وهذه القوة التى أعطاها لنا الله وهذه المعانى الجميله من خلال الصليب تعطينا الفرح والافتخار بالصليب.

Mary Naeem 29 - 09 - 2014 04:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
+الصليب هو حياتى فلا حياة إلا من خلال الصليب.
+سيظل يسوع فاتحاً ذراعيه باستمرار لأنه يريد نفسى التى مات عنها لكى يحتضنها.
+ ليس الصليب مكاناً للعدل الإلهى فقط ولكن مكاناً للحب حتى الموت.
+ليس الصليب مكاناً ساكناً علق عليه يسوع فى أحد الأيام . بل هو قاعدة حركة قلب الرب نحو البشرية كلها.
+كان الصليب فى مظهره الخارجى تعبيراً عن ظلم العالم ، أما من الداخل فالصليب كله سرور وحب وتسليم للآب لأجل خلاص العالم.
+ الصليب هو المنارة التى أوقد عليها المسيح نور العالم، الذى من قبله صرنا نوراً للعالم.
+ حياتي هي المسيح والموت ربح لي.
+ الهرب من الصليب يعادل الهروب من المجد الإلهى.
+ الصليب مدرسة .. فالهروب منها ضياع للمستقبل.
+الصليب هو الطريق الوحيد إلى القيامة .. فالهروب منها هو الدخول للموت الأبدى.
+من فقد صليبه فقد مسيحيته.
+من فقد صليبه صارت حياته باردة فاترة لا تعامل بينه وبين الله.
+ إن التأمل المتواصل فى صليب ربنا يكسب النفس حرية وسلاماً وقوة وغفراناً.
+الصليب فى طبيعته أقوى درجات الحب وأعمقها.
+بقدر ما يزداد تأملنا فى الصليب بقدر ما تتعمق شركتنا ومعرفتنا للرب يسوع.
+إن كنت تطلب الحرية من الخطية فتدرب على التأمل المستمر فى المسيح المربوط لأجلك.
https://images.chjoy.com//uploads/im...9b3df10959.jpg

+ الصليب هوطريق الحرية من قيود العالم وشهوة الجسد.
+ الصليب لا يجب أن ننظر إليه نظره عابرة، بل أن نتملى ونشبع منه .
+ نفس بلا صليب كعروس بلا عريس.
+الصليب هو سلاحنا أثناء الحرب الروحية.
+الصليب سلاح النفس الطاهرة.

Mary Naeem 29 - 09 - 2014 04:58 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صليب الخطيئة وصليب القيامة



يوحنّا الحبيب، الرسول الذي كان يسوع يحبّه، لا يتكلّم عن المحبّة إلاّ مقرونة بالحقّ. ولا غرو فالمحبّة هي الحقّ متجسِّداً. المسيح هو الحق والمحبّة.
كل حقّ، في الدنيا، ينتمي إلى المسيح. كل حقّ في الدنيا شهادة للمسيح. كل ما هو حقّ، في الدنيا، يأتي بصاحبه إلى محبّة المسيح.

إنسانية الإنسان تتجلّى في الحقّ وفي المحبّة. بغيرهما يفقد الإنسان إنسانيته.

ما فعله السقوط بالناس أنّه حرمهم، بمقدار، من الحقّ. شوّشه عليهم. حرمهم من المحبّة.
صار الإنسان مائلاً، تلقائياً، إلى الباطل وإلى محبّة نفسه. غشيته الظلمة. ولكنْ بقيت المحبّة فيه قائمة ولو مخنوقة.


الحقّ، أيضاً، بقي فيه ولو مشوباً بالباطل. الإنسان صار تحت تأديب من نوع آخر. صارت تؤدِّبه أعماله، يؤدّبه سقوطه، تؤدّبه خطيئته.
والحقّ أنّ الله قليلاً ما يؤدّب الناس مباشرة متى ضلّوا سواء السبيل. ما يزرعه الإنسان إيّاه يحصد. الدينونة هي أنّ النور جاء إلى العالم وأحبّ الناس الظلمة أكثر من النور لأنّ أعمالهم شرّيرة.


ولكن بما أنّ الخطيئة لا تُشبِع، لهذا في الإثم سرّ كامن. والسرّ هو أنّ الإنسان، في السقوط، صار مقبلاً على الخطيئة، مدمناً عليها، لكنّه، في آن، في قرارة نفسه،
يتسنى له أن يعرف أنّ الخطيئة جوفاء، أنّها فارغة. لا شكّ للخطيئة خِلابتها وغوايتها، لكنّها خاوية.

الإنسان الذي يُقبل على المُسكِر مثلاً ويدمن عليه، يتداوى بالتي كانت هي الداء. يتألّم، ولا شك، يعاني كثيراً.
وقد تمرّ في وجدانه أُويقات تجعله يتمنّى لو يخرج من خطيئته، لو لم يكن قد اقتبلها وسلك فيها. سرُّ الإثم يجعل الإنسان عبداً، يُفقده حرّيته، لكنّه يبعث في نفسه شيئاً من الصحو، شيئاً من الخيبة العميقة.
هذا قد يلقيه في اليأس وقد يلقيه في التمنّي، الذي قد يستحيل رجاء. ليتني أخرج من الهوّة التي سقطتُ فيها! مَن هو الإنسان الذي تغويه الخطيئة؟
هو مَن لم تستعبده بعد. هذا يؤخذ بمظاهر الأمور. يقع في رياء الخطيئة.

لكنّه يكتشف، شيئاً فشيئاً، أنّه كان ضالاً. كأنّي بالخطيئة تأتي به إلى واقعيّة، إلى إدراك ما، إلى حسّ ما، ولو كان، بشرياً، بلا جدوى،
لأنّ الإنسان قد استؤسر، بالكامل، لخطيئته. رغم ذلك، يُبْقي الله على الخطيئة تأديباً للإنسان حتى إن مَن لا يشاء أن يخلص بالبرّ، تراه يخلص بالمعاناة.
يُعطَى فرصة أن يخلص بخطيئته بعد أن يكون قد عانى طويلاً، بعد أن تكون قد أذلّته وأفرغته من طاقته وحيويّته بحيث بات، في ذاته، في عين نفسه، كتلة لا نفع منها.

لاحظوا أنّ كلّ الذين سلكوا في الخطيئة حتى الثمالة، بين القدّيسين، قبل أن يهتدوا، هؤلاء، بالإضافة إلى غواية الخطيئة، اختبروا جحيمها.
هذه قد تكون ربما للحظات. قد لا تكون بصورة دائمة.

فالإنسان، بالخطيئة، دائماً ما يحاول أن ينسى. لكنَّ هذا لا يمنع أن يأتي بعض اليقظة من الحسّ الداخلي بالخطيئة.
أمثال القدّيسَين موسى الأسود ومريم المصريّة ذهبوا في خطيئتهم إلى حدود بعيدة وعانوا الكثير.

القدّيس موسى عانى الخوف والوحشة والقلق. كان يحاول، دائماً، أن يقوى على خوفه وعلى وحشته وعلى قلقه، ولكنْ بالمزيد من العنف والأعمال الشائنة، لأنّه كان مدمناً الخطيئة.
ولكنْ لنلاحظ، الإنسان القوي لا يحتاج أبداً لأن يظهر بمظهر القوّة. الله قوي ولكنّه ظَهَر بمظهر الضعف.
لم يظهر بمظهر القوّة. كل مَن يتظاهر بالقوّة يكون، في قرارة نفسه، ضعيفاً.
http://www.peregabriel.com/gm/albums...rmal_01852.jpg


هذا يختبر الضعف في عمق كيانه. يحاول أن يختبئ، أن يتوارى كيانياً.
يحاول أن يحمي نفسه بالتظاهر بمظهر القوّة. الناس يغضبون غضباً شديداً من باب حماية أنفسهم. الإنسان، في نهاية المطاف، مسكين!


إذاً، موسى الأسود كان عنيفاً جداً لأنّه كان، بالأكثر، في قرارة نفسه، واهياً جداً.
لاحظوا، في الطبيعة، الحيوانات التي تكون رقيقة رخصة، في داخلها، هذه تتلبّس بلباس قاس لتحفظ نفسها. مثل ذلك البزّاق والسلحفاة.
ومريم المصريّة، أيضاً، كانت تمجّ الوحدة. الوحدة كانت تضنيها. لهذا انشغلت بعشّاقها.
عشقت الخطيئة لتخرج من عزلتها. ثمّ مَن اعتاد الخطيئة اجترّها لأنّ حياته تصير منها ولو علم، في قرارة نفسه، أنّه في الضلال. القصّة قصّة إدمان، قصّة وَهْم.


الخطيئة كاذبة وينام الخاطئ عن الحقّ كما ليهرب. ليس كالخطيئة مجال للهروب!

إذاً للخطيئة تأديبها. مَن لا يتأدّب بالكلمة ولا بسيرة القدّيسين، هذا له فرصة أن يتأدّب بخطيئته. لكن تأديب الخطيئة قاس ولا أقسى.
وأعظم ما في قسوة تأديب الخطيئة أنّها تُفرِغ الإنسان، كيانياً، من إنسانيته. تشيّئه. تحوّله إلى ما دون البهيمة.

وهو إذ يسترسل في الخطيئة يدرك، قليلاً أو كثيراً، في لحمه وعظامه، كم هو مستأسَر، كم هو ضعيف، كم هو مستحيل عليه أن يخرج، بشريّاً، من ذاته. يصير كأنّه في قبر نفسه كلعازر.


لكنَّ ثمّةَ فرصةً أن يخرج، إذ ذاك، كلعازر، بقوّة الله، إذا اتّضع، إذا صرخ. "إلى الربّ صرخت في ضيقي فاستجاب لي ومن جميع أحزاني نجّاني". هذه فرصة أن يعود الإنسان إلى نفسه بعد أن تكون الخطيئة قد أذلّته وسحقته.
لكنَّ كثيرين يفوّتون على أنفسهم هذه الفرصة ويموتون في خطاياهم. يبلغون في خطيئتهم حدّ اليأس بدل أن يبلغوا حدّ الاتضاع.


ليست الخطيئة مزحة. لا نستهينن بما يمكن أن تفعله الخطيئة فينا.
صحيح أنّ الله يشاء للناس أن يخلصوا، يعطيهم صليبه، لكنْ مهما بدا صليبه قاسياً لعيوننا فصليب الخطيئة أقسى بما لا يقاس.
حِمْل المسيح، في نهاية المطاف، خفيف ونيره ليِّن!

لهذا، الحكمة تقضي بأن يكون سعي كل منّا منصبّاً على اقتبال صليب المسيح مهما بدا صعباً.
صحيح، السير مع الله أوّله صعب لكنّه يسهل شيئاً فشيئاً بنعمة منه إلى أن يصبح فردوساً. الصليب شجرة الحياة. صليب المسيح، مهما قلّبناه، صليب فردوسي، صليب قيامي، صليب للفرح لأنّه صليب المحبّة القائم في الحقّ.


كل محبّة محبّةٌ صليبية. الإنسان الذي يحبّ لا يمكنه إلاّ أن يبذل.
هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد. لكنَّ هذا البذل، هذا الصليب مُشبَع بالبهاء، مُشبَع بالفرح لأنّه قائم في المحبّة على الحقّ.


فلو أدركنا هذا الأمر لاستسهلنا كل تبعات الصليب واستهنّا بكل تداعياته في حياتنا، لأخذنا الصليب على عاتقنا بفرح، لأنّنا ننظر إلى ما نحن مقبلون عليه بشغف ونتخطّى كل الصعوبات الآنيّة الآتية علينا، وكلّها عابر.
المهم أنّنا إن عرفنا أنّ وجهة سيرنا هي إلى المدينة المقدّسة، إلى أورشليم السماوية فإنّ فرح الملكوت يطغى على مشاق السفر، على أتعاب الطريق.

هذه تصبح كلا شيء. فرح الربّ قوّتكم. المهم ألاّ يفقد الإنسان الرؤية، أن يعي دائماً إلى أين هو ذاهب.

"تعالوا إليّ يا جميع المتعَبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم"
https://images.chjoy.com//uploads/im...5b702b6444.jpg

Mary Naeem 29 - 09 - 2014 05:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ميمر على الصلبوت

+ ميمر على صلبوت ربنا يسوع المسيح للأنبا بولس البوشي أسقف مصر في القرن الثالث عشر الميلادي، نقلاً عن المخطوطة م 18 (ورقة 83 وجه إلى 107 ظهر) - مكتبة دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت.

وقد قال (المسيح) هذا («يا أبتاه في يديك أضع روحي») عند إسلامه الروح، لأن الشيطان كان مُسلَّطاً على النفوس منذ آدم لأجل المخالفة، فلما جاء الربُّ من السماء، الذي تجسَّد وصار آدمَ ثانياً لرجاء الحياة المستأنفة، قال: «يا أبتاه» ليُعلن أنه ابن الله الوحيد.
قال: «في يديك» الذي هو واحد معه في اللاهوت. قال: «أضع روحي»، أعني كما أن بآدم تسلَّط الشيطان على الأرواح، كذلك فيَّ أنا من الآن يخلصون ويكونون في يديك، يا ذا القوة.
والرسول يقول: «كما ماتوا بآدم، كذلك بالمسيح يَحْيَوْن».
قال الإنجيل المقدس عند إعلان الصوت: «للوقت انشقَّ سترُ حجاب الهيكل من فوق إلى أسفل»، أعني أنه نزع منه فعل الروح القدس الذي كان فاعلاً في الناموس العتيق،
لأن غايته إلى مجيء المسيح، لكي من ذي قبل يحلّ على المؤمنين به، كما شهد الإنجيل قائلاً: «إن الروح لم يكن حلَّ بعد من أجل أن يسوع لم يكن مُجِّدَ»، أعني مجد الصليب. فلما نزع الروح من الهيكل الذي لليهود، شقَّ ستر الحجاب للوقت، لأن ضحايا الحيوان ودم الجداء قد بَطُلت برفعه ذبيحة عن الكافة وإكماله الغاية.
قال: «والأرض تزلزلت، والقبور تفتحت، وكثيرٌ من أجسام القديسين الرقود قاموا من قبورهم، وخرجوا من بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة، وظهروا لكثيرين»، فخلص الشبه بشبهه، النفسُ مضت إلى الجحيم متحدةً باللاهوت خلَّصت النفوس، والجسد على الصليب متحداً باللاهوت أقام الأجساد.
وأما الزلزلة ليُعلن قوَّته، وأن موته لم يكن بضعف على غالب الموت، الذي موته زلزل الأرض بإعلان قوة الصوت، وأن موته بإرادته ومشيئته، القائل:
«لي سلطان (أن) أضع نفسي ولي سلطان (أن) آخذها».
وأما تشقيق الصخور لتبكيت الذين قلوبهم لحمية كما يزعمون، وكيف (أن) الصخور الصلبة تشققت وهم الذين يقرأون الناموس لم تلن قلوبهم ولم تخشع فيتوبوا ليغفر لهم بكثرة تحنُّنه.
قال الإنجيل: «وأما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع لما نظروا الزلزلة وما كان، خافوا جداً، وقالوا: حقّاً إن هذا هو ابن الله»،
أعني الأمم الذين لم يكن لهم ناموس، (أي) القائد والجند الذين معه، لما نظروا الآيات الكائنة مع الزلزلة التي حدثت عند إسلام (المسيح) الروح،
خافوا جداً وخشعت قلوبهم، وبفعل المصنوعات استدلوا على الصانع، وقالوا: «حقاً إن هذا هو ابن الله».
وذلك أنهم لم يقرأوا كتاباً، بل سمعوا من اليهود لما شكوه لبيلاطس قائلين: «إنه قال عن نفسه إنه ابن الله». فلذلك قالوا عند نظرهم ما كان: حقّاً يقيناً قوله حق، وهو ابن الله بالحقيقة بلا شك ولا امتراء (مراءاة).
قال الكتاب العزيز: «وكل الجمع الذين كانوا مجتمعين لهذا المنظر لمَّا عاينوا ما كان رجعوا وهم يدقون على صدورهم»، أعني عندما شاهدوا الآيات الحاضرة لم يتمالكوا القيام، بل رجعوا وهم متأسفون على ما فعله رؤساء الكهنة الأشرار، وكانوا يضربون صدورهم من كثرة الحزن والآلام.
فلما كملت هذه الأشياء المخوفة بأسرها، حينئذ أَذِنَ الرب أن تعود الشمس إلى ضوئها عند غروبها بعد تسع ساعات من النهار، وسكنت الأشياء واستقرت، ليُعلن أنه راضٍٍ على الأرض ومَن عليها، وأن صلبوته للرحمة لا للانتقام والغضب.
وإنما صنع هذه العلامات لتتبيَّن قوته. وأعاد ضوء الشمس ليتم المكتوب في زكريا النبي القائل: «إنه سيكون يوم واحد، وذلك اليوم معروف للرب لا نهار ولا ليل، ثم يكون الضوء أوان العشاء» (زك 14: 7).
انظروا الآن إلى قول النبي أنه يكون يوم واحد، أعني أن ليس له ثانٍ، كما قال الرسول «إنه قرَّب نفسه مرة واحدة». قال النبي:«وذلك اليوم معروف للرب»، أعني أنه له خاص معروف إلى الأبد لتذكار آلامه.
قال: «لا نهار ولا ليل»، أعني أنه مقسوم وفيه نور النهار وظلمة الليل. ثم قال: «ويكون الضوء أوان العشاء»، أوضح في النبوة بيان أن ضوء الشمس يكون قريباً من العشاء، كما قد كان.
ثم بعد ذلك مضى اليهود والذين لم تتخشع قلوبهم إلى بيلاطس وسألوه كسر ساقات المصلوبين لكي يموتوا سريعاً وينزلوهم لأجل ليلة السبت، لأن ذلك السبت كان عندهم عظيماً. لأنه سبت أيام الفطير السبعة.
قال الكتاب المقدس: «فجاءوا الجند»، أعني المُرسلين معهم من عند بيلاطس، غير الجند الأوَّلين الذين آمنوا. قال: «وكسروا ساقات اللصَّين اللذين صُلبا معه». فلما انتهوا إلى الذي يعلم الأشياء كلها قبل وقتها، وجدوه قد أسلم الروح بإرادته، فلم يكسروا ساقيه،
ليتم الكتاب: «أنه لا يُكسر له عظم»، أعني القول الذي تقدَّم عن خروف الفصح الذي هو مثال الحق المسيح.
ولكن واحداً من أولئك الجند الأشرار الذين أتوا معهم أراد الحظوة عندهم، (لذا) طعنه في جنبه بحربة، لكي يتم المكتوب في زكريا النبي القائل:
«سينظرون إليَّ الذين طعنوا» (زك 12: 10). وللوقت خرج ماءٌ ودمٌ: أما الماء يدلُّ أنه مات بحق بإسلامه النفس؛ وأما الدم ليدلَّ أيضاً أنه حيٌّ بحق باتحاد اللاهوت بجسده المُحيي بغير افتراق، لأن كلاًّ منهما كان فرادى، أعني: الماء والدم، من غير اختلاط.
داود النبي يُعلن لنا هذا الموضوع جيداً في المزمور الثامن والستين قائلاً: «جعلوا في طعامي مرارة»، أعني الخمر المخلوط بمرٍّ الذي أعطوه وقت أن أرادوا صلبه، فذاق ولم يشأ أن يشرب.
كما شهد الإنجيل فقال: «وعند عطشي سقوني خلاًّ». إن فعلهم كان تشفِّياً ببغضة خارجاً عن ناموس الشريعة وعن ناموس الملوك أيضاً، الذي جرت به العادة.
ولكن ما الذي قاله بعد ذلك؟ قال: «فلتكن مائدتهم أمامهم فخّاً ونصباً ومجازاة وعثرة» (مز 69: 22)، أعني بمائدتهم خدمتهم التي هي ضحايا الحيوان التي كانت مثالاً على جسد الرب الكريم ودمه الزكي؛ وأنه بدمه خاصة يُطهِّر الكافة.
فحيث جاء الحق فلم يقبلوه، صار ذلك الذي لا جدوى له فخّاً وعثرة بلا شك عنده. تمسَّكوا بالظل وتركوا الحق.
وقال: «وتُظلم عيونهم فلا يبصرون»، أعني أنها تُظلم عن معرفة نور الحق الآتي إلى العالم. كما شبههم الرب بعميان قادة عميان.
وقال لهم أيضاً: «إن النور معكم زمناً يسيراً، فآمنوا بالنور لئلا يُدرككم الظلمة». وقال: «وتكون ظهورهم منحنية»، أعني تحت نير الملوك الغريبة منهم، الذين قد ملكوا عليهم.
قال: «في كل حين»، (وليس في حين) واحد مثل سبي بابل، لكن دائماً في كل حين بغير تعاهُد.
قال: «صُبَّ عليهم رجزك، وتُدركهم شدة سخطك»، أعني سبي اسباسيانوس لهم مع القتل الشديد الذي نالهم منه. هذا الذي أدركهم سريعاً بعد صعود الرب بأربعين سنة.
قال: «منازلهم تكون خراباً»، أعني أنها تخرب منهم بإبادتهم بالسيف مع الجلاء والتبدُّد الذي أصاب البقية، كما قد تشاهد الآن. قال: «ولا يسكن مساكنهم مَن يعمرها»، أعني لا يعمرها على رأيهم الفاسد، بل خدمتهم تبطل منها كما قد كان ولا شيء.
قال: «لأنهم اضطهدوا الذي ابتليتَ»، أعني أنه أتى متواضعاً وقَبِلَ عليه الأشياء الواجبة علينا لينقذنا منها، كما قال الرسول:
«بما أنه ابتُلي وتألم، هو قادر على أن يُعين الذين يحزنون ويبتلون» (عب 2: 18)، فأما هم عِوَضاً من قبوله اضطهدوه.
قال: «وزادوا الجريح جراحاً»، أعني طعنه بالحربة التي زادوها بعد دق المسامير، لأن هذا الآخر بغير حكومة (أي شريعة) الملوك ولا عدل العامة، لأن الطعنة كانت بعد إسلام الروح، وكان هذا عبثاً منهم وبغضاً.
فلأجل هذا ذكر داود النبي هذين الفعلين خاصة في هذا الموضع، الخل والطعنة، ودعا أولاً عليهم بهلاك في الدنيا عاجلاً، كما قد حصل بهم، ثم ها هنا بعد ذلك دعا عليهم بالهلاك المؤبد دائماً،
فقال: «زدهم على إثمهم آثاماً»، أعني الإثم الذي صنعوه بالأنبياء يزدادون آثاماً، أضعاف ذلك لِمَا قد صنعوه برب الأنبياء.
كما قال الرب: «إن هذا كله يأتي على هذا الجيل ويُنتقم منهم، عن دم كل الصدِّيقين الذي أُهرق على الأرض، من دم هابيل إلى دم زكريا»، وذلك لأنهم تُركوا إلى مجيء المسيح.
قال: «ولا يدخلون في عدلك»، أعني بعدله المساواة بين الكل في الإيمان، لا يستحقون ذ لك لأنهم لم يطيعوا.
قال: «يُمْحَوْن من سفر الحياة»، أعني سفر الحياة الذي ذكره موسى والأنبياء، يُمْحَوْن هم منه. قال: «ولا يُكتبون مع أبرارك»، أعني (بأبرارك) الذين يتبرَّرون بالنعمة مجانـاً بـربنا يسوع المسيح، لا يكون لهم (أي لغير المؤمنين) حظٌّ في ذلك ولا نصيب لكفرهم وعتوِّهم.
هذه النبوَّات وأمثالها، يا أحبائي، أكملها الرب على عود الصليب المقدس من أجلنا، ليُوصِّل إلينا الحياة اللائقة به، سُرَّ غير المتألم أن يتألم بالجسد من أجلنا ليُوصِّل إلينا الصحة من الآلام.
سُرَّ الذي يعلو ويفوق كل مجد وكرامة أن يُرذل عنَّا ليوصِّل إلينا المجد اللائق.
سُرَّ رئيس الحياة أن يكون بالجسد من أجلنا ليوصِّل إلينا الحياة الملائمة لعظمة أزليته.
لك أيها المسيح الذي تألم عنا نعبد، ولآلامك وصلبوتك نسجد، نمجِّد آلامك ونعظِّم صليبك المقدس، ونعترف بموتك ونبشر بقيامتك، ونترجى إتيانك إلى حين مجيئك،
لأن بهذا صار لنا براً وتطهيراً وخلاصاً وافتخاراً، ونرتل مع الرسول القائل:«أما أنا فلا فخر لي إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي الدنيا لي مصطلبة وأنا مصطلب للدنيا»(غل 6: 14).
هذا الذي به أيضاً افتخرت الملائكة المقدَّسون قائلين للنسوة: «أنتن تطلبن يسوع المصلوب، ليس هو ها هنا، لكن قد قام كما قال لكم، وهذا الموضع الذي كان فيه الرب». فاعترفوا بالمصلوب أنه ربُّ المجد ولم يأنفوا، افتخروا وسُروا وبشَّروا النسوة بذلك.
فيجب علينا أن نعطي مجداً وكرامة للرب الذي شاء أن يتألم عنا من غير أن يظهر منا عملٌ صالح نستحق به ذلك، كما كرز الرسول قائلاً:
«إن كان المسيح من أجل ضعفنا مات في هذا الزمان بدل الفجار، وبالكاد ما يبذل الإنسان نفسه بدل الأشرار، فأما الأخيار عسى يجترئ الإنسان على الموت دونهم. فمن ها هنا عرَّفنا الله محبته لنا، إذ كنا خطاة أثمة مات المسيح دوننا» (رو 5: 8).
وقال أيضاً: «أنتم الذين كنتم من قبل غرباء بضمائركم وأعداء بسوء أعمالكم، ألَّف بينكم ببذله جسده للموت، ليُقيمكم بين يديه أطهاراً بلا عيب» (كو 1: 21،22).
فلا تنسى الآن آلامه المُحيية، كما أوصانا أن نتذكَّرها في كل وقت عند تقدمة الأسرار المقدسة إلى حين مجيئه في مجد ملكوته،
ونرتل قائلين: لك أيها المسيح الرب نعبد، ولآلامك المحيية ولصلبوتك نسجد. ننظر إليه بعين الإيمان ونحيا من السم الذي للحية المعقولة، هذه التي أضلَّت أبانا آدم وأخرجته من الفرودس، ولم يشفه هو وذريته إلا رفع الرب على الصليب، هو باقٍ إلى الأبد، يُعطي الحياة لكل مَن ينظر إليه بعين الإيمان، وليس لحياة زمنية، بل لحياة أبدية كما يليق به؛
إذ الرسول يأمرنا بذلك قائلاً: «نسعى الآن بالصبر في الجهاد المنصوب لنا، وننظر إلى يسوع الذي صار رئيس إيماننا ومُكمِّله، إذ احتمل الصليب بدل (أي مقابل) ما كان أمامه من الفرح».
ثم أكد قائلاً: «فكِّروا في أنفسكم كم احتمل من الخطاة» (عب 12: 1-3)، أولئك الذين صاروا أضداد أنفسهم، فأمرنا أن نجعل آلام المسيح في فكرنا، مكتوباً على قلوبنا، مرسوماً على أيدينا، مصوَّراً أمام أعيننا، ممثلاً قدامنا، وبقوة الصليب ننجو من الحيات العقلية، لأن بالصليب خَلُصَ الأبرار الذين كانوا والذين يكونون أيضاً.
بالصليب كان خلاص الآباء الأولين والأنبياء وكافة الصدِّيقين. بالصليب سبى الرب الجحيم وفتح الفردوس. بالصليب تتقدَّس الكنائس.
بالصليب يكون هبوط الروح القدس على المعمودية، وتلدنا بنين لإرث الحياة الأبدية. بالصليب يكمل تقديس الأسرار الروحانية. بالصليب يكون رتبة الكهنوت. بالصليب يكمل خدمة جميع البيعة الرسولية.
بالصليب صنع الرسل الآيات. بالصليب عمل القديسون العجائب. بالصليب اضطهد المجاهدون الأرواح الشريرة. بالصليب يتقدَّس كلُّ شيء، لأنه علامة الملك المسيح.
وحيث يُرشم في التقديسات يحلُّ الروح ويكمل القداسة، لأن الصليب علامة الابن، والروح فاعل مع ذلك. الصليب ضياء الكنيسة، ومثال فوق الهياكل.
بالصليب افتخر الملوك الأبرار. بالصليب افتخر قسطنطين وأُمه هيلانه وأولاده قسطه وقسطنس. بعلامة الصليب هزم قسطنطين جيوش البربر وظهر الصليب في أيامه وصار له بذلك ذِكْرٌ مؤبد، وصنع علامة الصليب فوق رأسه على تاجه ليكون له معونة وقوة وخلاصاً، وأباد فضلة عبادة الأوثان بقوة الصليب المقدس، ومنه صنع كل الملوك المؤمنين الصليب فوق التيجان على رؤوسهم مفتخرين بذلك، يُظْهِرون به بهاء مجد الإيمان بالمسيح الملك الحقيقي.
فنرسم نحن علامة الصليب المعظم على وجوهنا، ونحصِّن به كل أجسادنا، إذ نصنع رسمه على كل أعضائنا.
هذا المثال المقدس الذي ظهر أولاً برمز النبوَّة عند قول الله لموسى: هذه العصا التي تحوَّلت في يدك ثعباناً اصنع بها العجائب بمصر، واضرب بها البحر الأحمر طولاً وعرضاً مثال الصليب فينشق. وهذا كان مثالاً على خشبة الصليب المقدس الذي يصنع العجائب والقوات والتقديسات، وليس في زمان واحد مثل ما صنع موسى، بل في كل مكان وزمان.
هذا الذي أظهر مثاله أيضاً يعقوب إسرائيل لمَّا بارك على أولاد يوسف حين حضرته الوفاة، عندما خالف يديه كمثال الصليب وباركهم، ثم سجد على رأس عصاه.
أظهر مثال الصليب الذي به تكون البركات، وسجوده على رأس خشبة إشارة لخشبة الصليب، وكما وضع يده اليمين على رأس أفرام (أفرايم) وهو الأصغر، ويده اليُسرى على رأس منسا (منسَّى) وهو الأكبر،
وقال: إن أفرام يُعظَّم أكثر من منسا (تك 48: 18-20)، كذلك شعوب الأمم عظموا أكثر من بني إسرائيل؛ لأن صلبوت الرب على الأمم وبني إسرائيل معاً.
فيجب أن نعلم كرامة الصليب المقدس ونحفظها بكل وقار، كما أوصانا الرب أن نحمل الصليب ونتبعه لكي نستحقه، أعني أن نموت عن أوجاع العالم،
كما قد قال الرسول: «إن حياة الأحياء ليست لأنفسهم بل الذي مات عنهم وقام لكي يكون رب الأحياء والأموات» (1بط 4: 1-2).
فلتكن سيرتنا كما يُلائم موت الرب، لأن الذي قد مات قد نجا من الخطية وتحرر منها، كما يقول الرسول. ثم يعلِّمنا ما هو الموت قائلاً:
«أميتوا أعضاءكم التي على الأرض التي هي النجاسة والزنا والشهوة الخبيثة والغشم وما أشبه ذلك» (كو 3: 5).
ثم يعظنا قائلاً: «إنَّا نحتمل في كل حين في أجسادنا موت يسوع لتظهر حياة يسوع أجسادنا، فإذا كنا نحن الأحياء نُسلَّم إلى الموت من أجل يسوع، كذلك حياة يسوع تظهر في أجسادنا المائتة» (2كو 4: 10).
فقد صح أن التشبُّه بموت الرب أن نموت عن الخطية والشهوة العالمية، كما يُبيِّن ذلك أيضاً قائلاً: «إنكم لم تبلغوا حدَّ الدم في مجاهدة الخطية» (عب 12: 4).
ويأمرنا أن نخرج عن سيرة هذا العالم لنكون وارثين الدهر المستأنف قائلاً: «أما الحيوانات التي كان رئيس الكهنة يدخل بدمائها بيت المقدس عن الخطايا، إنما كانت لحومها تُحرق بالنار خارجاً عن المحلة، كذلك يسوع أيضاً لما أراد أن يُطهِّر شعبه بدمه، تألم خارجا من المدينة، فنخرج نحن أيضاً إليه خارجاً من المعسكر حاملين لعاره، لأنه ليس لنا ها هنا مدينة تبقى، بل إنما نرجو الملكوت المزمعة»
(عب 13: 11-13).
أَنظرتَ الآن المماثلة في العتيقة كيف أكملها الرب حتى إلى غاية التطهير بدمه الكريم،
ولم يوجب علينا المماثلة بسفك دم لأجل ضعف البشرية، بل أمرنا بالخروج عن سيرة العالم حاملين علامة الصليب الذي يُعيِّروننا به القوم غير المؤمنين، وهو لنا مجد وخلاص.
ويُعلِّمنا أن هذا العالم لن نبقَى فيه مُخلَّدين، فلذلك يجب أن يكون رجاؤنا في تلك الملكوت المزمعة التي لا زوال لها.
نحب إخوتنا من أجل الذي أحبنا وبذل ذاته عنا. نرحم المساكين من أجل الذي رحم المأسورين والضالين ومات عن الجميع.
نصنع صُلحاً وسلاماً مع إخوتنا من أجل الذي بدم صليبه أصلح ذات كل بعيد وجعل الفريقين واحداً. نحفظ أجسادنا طاهرة وكل حواسنا لكي نموت مع المسيح عن أركان هذا العالم.
نفتقد المحبوسين من أجل الذي أخرج المعتقلين مـن لَدُن آدم وأدخلهم إلى الفردوس. هـذا هـو السلوك في إثره والمثابرة على حفظ وصاياه.
ونحن نسأل الذي اتضع بين المنافقين من أجلنا، وتألم لراحتنا، ومات لحياتنا، أن يحرسنا أجمعين، ويتحنَّن علينا مجاناً بسعة رحمته مع الذين تعاهدهم للخلاص بصليبه المقدس،
ويُلهمنا العمل بوصاياه، ويرزقنا راحة ومغفرة في حُكْمه المرهوب، بشفاعة سيدتنا الطوبانية الطاهرة البتول مرتمريم الزكية، والرسل والشهداء والقديسين الأبرار، وكل مَن أرضى الرب بأعمالهم الصالحة من الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين وإلى آباد الدهور كلها. آمين.

Mary Naeem 29 - 09 - 2014 05:06 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
http://www.peregabriel.com/gm/albums..._773732135.jpg

في تقدمة المسيح على الصليب وفي تسليم الذات
صوت الحبيب

1 - كما أنني قدمت نفسي طوعاً لله الآب من أجل خطاياك، ويداي مبسوطتان على الصليب، وجسمي عريان، حتى لم يبق فيَّ شيءٌ إلا قدمته ذبيحة استعطافٍ لله،

كذلك أنت أيضاً، عليك أن تقرب لي نفسك تطوعاً كل يومٍ في القداس الإلهي، قرباناً طاهراً مقدساً بكل قواك وعواطفك، وبأعمق ما تستطيع من العبادة.

وهل أطلب منك شيئاً آخر، سوى أن تجتهد في تسليم ذاتك لي بجملتك؟

فكل ما تعطينيه، غير نفسك، لا أعبأُ به، لأني إياك أطلب، لا عطاياك.

2 - كما أن جميع الأشياء لا ترضيك، إن لم تحصل عليَّ، كذلك لا شيء مما تعطينيه يستطيع أن يرضيني، إن لم تقرب لي نفسك.

قرب لي نفسك، واستسلم بكاملك من أجل الله، فيكون قربانك مقبولاً.

ها أنا ذا قد قربت ذاتي كلها للآب من أجلك، بل أعطيتك جسدي ودمي كله قوتاً لك، لأكون كلي لك، وتكون أنت لي على الدوام.

ولكن إن بقيت في نفسك، ولم تقرب ذاتك لإرادتي طوعاً، فتقدمتك غير كاملة، ولن يكون بيننا اتحادٌ تام.

فإن شئت أن تنال الحرية والنعمة، فعليك، قبل جميع أعمالك، أن تقرب نفسك طوعاً بين يدي الله.

وإن كان الذين يبلغون إلى الاستنارة والحرية الداخلية، قليلين جداً، فما ذلك إلا لكونهم لا يعرفون أن ينكروا ذواتهم إنكاراً كاملاً.

حكمي ثابتٌ بأن "من لا يزهد في كل شيء، لا يستطيع أن يكون لي تلميذاً1". (1) لوقا 14: 33.

فأنت، إذن، إن شئت أن تكون لي تلميذاً، فقرب لي نفسك مع جميع عواطفك.


Mary Naeem 29 - 09 - 2014 05:07 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
في انه يجب علينا ان ننكر ذواتنا


ونقتدي بالمسيح في حمل الصليب

1 – المسيح: يا بني، بمقدار ما تستطيع الخروج من ذاتك، يتسنى لك أن تلج فيَّ.

فكما أن السلام الداخلي ينشأ من الزهد في كل شهوةٍ خارجية، كذلك الاتحاد بالله، إنما ينشأ من التجرد الداخلي.

أُريد أن تتعلم إنكار ذاتك إنكاراً كاملاً، وأن تخضع لإرادتي من غير مقاومةٍ ولا تشكِ.

“إتبعني1″، “فأنا الطريق والحق والحياة2″. (1) متى9:9 (2)يوحنا14: 6.

لا مسير بدون طريق، ولا معرفة بدون حق، ولا عيش بدون حياة.

أنا الطريق الذي يجب عليك اتباعه، والحق الذي يجب عليك الإيمان به، والحياة التي يجب عليك أن ترجوها.

أنا الطريق الأمين، والحق الذي لا يغلط، والحياة التي لا تنتهي.

أنا الطريق القويم، والحق الأسمى، والحياة الحقة، الحياة السعيدة، الحياة الغير مخلوقة.

إن ثبت في طريقي، “فإنك تعرف الحق، والحق يحررك، فتدرك الحياة الأبدية1″. (1) يوحنا 8: 32؛ 1تيمزتاوس 6: 12.

2 – ” إن شئت أن تدخل الحياة، فاحفظ الوصايا2″. (2) متى 19: 17.

إن شئت معرفة الحق، فآمن بي.

” إن شئت أن تكون كاملاً، فبع كل شيء3″. (3) متى 19: 21.

” إن شئت أن تكون لي تلميذاً، فأنكر ذاتك1″. (1) متى 16: 24.

إن شئت أن تملك الحياة السعيدة، فاحتقر الحياة الحاضرة.

إن شئت الرفعة في السماء، فاتضع على الأرض.

إن شئت أن تملك معي، فاحمل الصليب معي.

فإن عبيد الصليب، هم وحدهم، يجدون طريق السعادة والنور الحقيقي.

3 – التلميذ: أيها الرب يسوع، بما أنك قد عشت في الضيق، مزدرىً من العالم، هب لي أن يزدريني العالم، فأقتدي بك.

إذ “ليس العبد أعظم من سيده؛ ولا التلميذ فوق معلمه2″.

(2) يوحنا 13: 16؛ متى 10: 24.

ليتدرب عبدك في سيرتك لأن فيها خلاصي والقداسة الحقة.

وكل ما أطالع أو أسمع خارجاً عنها، فإنه لا ينعشني ولا يلذُّ لي بالتمام.

4 – المسيح: يا بني، بما أنك قد طالعت هذا كله وعرفته، “فالطوبى لك إن عملت به1″. (1) يوحنا 13: 17.

” من كانت عنده وصاياي وحفظها، فهو الذي يحبني، وأنا أُحبه، وأُظهر له ذاني2″، ” وأُجلسه معي3″ في ملكوت أبي. (2)يوحنا 14: 21 (3)رؤيا 3: 21

5 – التلميذ: أيها الرب يسوع، ليكن لي كما قلت ووعدت، واجعلني أهلاً لذلك.

قد قبلت الصليب من يدك، قبلته وحملته، وسأحمله حتى الموت كما أمرتني.

حقاً إن حياة الراهب الصالح هي صليب، ولكنها صليبٌ يقود إلى النعيم.

لقد بدأت، فلا يجوز أن أرتد إلى الوراء، ولا يليق أن أترك ما بدأت.

6 – هيوا، إخوتي، نواصل السير معاً: فإن يسوع يكون معنا.

من أجل يسوع قد قبلنا هذا الصليب، فلنثبت من أجل يسوع على الصليب.

هو يكون ناصرنا، لأنه هو عريفنا وقائدنا.

ها إن “ملكنا يسير أمامنا ويقاتل عنا1″. (1) 1ملوك 8: 20؛ نحميا4: 20

فلنتبعه بشجاعة، ولا يخشين أحدٌ الأهوال، ولنكن مستعدين “للموت بشجاعةٍ في هذه الحرب، ولا نجلبن على مجدنا عاراً2″، بهربنا من الصليب.

(2) 1مكابيين 9: 10.

Mary Naeem 30 - 09 - 2014 03:45 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مسبحة القديس ميخائيل رئيس الملائكة
(تتلى باستخدام المسبحة الوردية الإعتيادية)

فعل الندامة : يا ربي وإلهي، أنا نادمٌ من كلّ قلبي، على جميع خطاياي، لأنّي بالخطيئة خسرتُ نفسي والخيرات الأبدية، واستحققت العذابات الجهنّمية. وبالأكثر أنا نادم، لأنّي أغظتك وأهنتك، أنت يا ربي وإلهي المستحق كلَّ كرامة ومحبّة. ولهذا السّبب أُبغِضُ الخطيئةَ فوق كلِّ شرّ. وأُريدُ بنعمَتِك أَن أَموتَ، قبل أَن أغيظَك فيما بعد. وأَقصدُ أن أهرب من كلّ سببِ خطيئة، وأن أَفي ، بقدرِ استطاعتي ، عنِ الخطايا التي فعلتها. آمين.
ثمّ نقول : يا قدّيس ميخائيل دافع عنّا في المعركة لكي لا نهلك في يوم الدينونة .
- اللهم أصغِ إلى معونتي
- يا رب أسرع إلى إغاثتي
المجد للآب والإبن والروح القدس الإله الواحد . آمين.
اليوم الأول: بشفاعة القديس ميخائيل والملائكة الساروفيم الملتهبين بنار الحب الإلهي، إجعلنا يا ربّ أهلاً لأن نشتعل بمحبة كاملة. آمين .
( مرة أبانا وثلاث مرات السلام )
اليوم الثاني: بشفاعة القديس ميخائيل والملائكة الكاروبيم ذوي النور والمعرفة، أعطنا يا ربّ نعمة لكي نترك طريق الخطيئة ونسرع في طريق الكمال المسيحي. آمين .


( مرة أبانا وثلاث مرات السلام )
اليوم الثالث: بشفاعة القديس ميخائيل والملائكة العروش الجالس عليهم العليّ الكلي القدرة، أغمر قلوبنا يا رب بروح التواضع الحقيقي . آمين.
( مرة أبانا وثلاث مرات السلام )
اليوم الرابع: بشفاعة القديس ميخائيل والملائكة السيادات ، إمنحنا يا ربّ نعمة السيادة على حواسنا والقوة على قمع شهواتنا السيئة. آمين.

( مرة أبانا وثلاث مرات السلام )
اليوم الخامس: بشفاعة القديس ميخائيل والقوات السماويين، تنازل يا ربّ واحمِ نفوسنا من أفخاخ الشيطان وتجاربه . آمين .
( مرة أبانا وثلاث مرات السلام )
اليوم السادس: بشفاعة القديس ميخائيل والملائكة السلاطين القاهرين، لا تدعنا يا ربّ نرزح تحت التجارب المُهلكة بل نجّنا من الشرير. آمين .

( مرة أبانا وثلاث مرات السلام )
اليوم لسابع: بشفاعة القديس ميخائيل والملائكة الأرباب الساهرين على الممالك والأقاليم، إملأ يا ربّ نفوسنا بروح الطاعة الحقيقية. آمين .

( مرة أبانا وثلاث مرات السلام )
اليوم الثامن: بشفاعة القديس ميخائيل والملائكة الرؤساء ، إمنحنا يا ربّ نعمة الثبات في الإيمان والقيام بالأعمال الصالحة كي نصل إلى مجد السماء. آمين .
(مرة أبانا وثلاث مرات السلام)
اليوم التاسع: بشفاعة القديس ميخائيل والملائكة القديسين الملتهبين غيرة على خلاصنا، تنازل يا ربّ وأرسل هذه الملائكة ليحرسونا في هذه الحياة الفانية ويقودونا في الآخرة إلى المجد الخالد في السماء. آمين .
( مرة أبانا وثلاث مرات السلام )
في النهاية نُصلّي:
- أبانا إكراماً للقديس ميخائيل
- أبانا إكراماً للقديس جبرائيل
- أبانا إكراماً للقديس رافائيل
- أبانا إكراماً لملاكنا الحارس
صلاة : أيّها الأمير الممجّد " القديس ميخائيل " رئيس وقائد الجيوش السماوية، حارس النفوس، المنتصر على الأرواح المتمردة، أمير البلاط السماوي وقائدنا المحبوب بعد الرب يسوع المسيح وأمه العذراء مريم سلطانة السماء والأرض، تنازل وابعد عنّا كل المضايقات واجعلنا بشفاعتك التي لا مثيل لها نخدم الرب بأمانة أكثر يوماً بعد يوم . آمين.
صلِّ لأجلنا يا قديس ميخائيل الممجّد، سيدة كنيسة يسوع المسيح ، لكي نكون أهلاً لمواعيده. آمين .

Mary Naeem 30 - 09 - 2014 03:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
سيرة حياة الام تريز
ولدتالأم تريزا في 27 آب 1910، في مدينة سكوبي التي تقع الآن في دولةمقدونيا،الوالد متعهد بناء والوالدة ربة بيت. وكلاهما من الكاثوليكالمؤمنين الذين يصلون ويذهبون إلى الكنيسة كل يوم. في طفولتها كان أكثر ماتأثرت به "غونشي بوياخيو"، التي ستعرف فيما بعد باسم الأم تريزا، هو كرمالعائلة الشديد ومساعدتها ورعايتها للفقراء في مكان إقامتها. وهذا ما طبعحياتها كلها بطابعه.

في الثانية عشرة أدركت ان رسالتها هي مساعدةالفقراء والمحتاجين، فقررت ان تصير راهبة، وارتحلت لهذه الغاية إلى ديرراهبات "أخوية لوريتو" بايرلندا حيث رسمت راهبة مبتدئة. وبعد عام أرسلت إلىدير تابع لتلك الرهبنة في مدينة داريلينغ بالقرب من كالكوتا في الهند.

في أحد الأيام من عام 1946، وهي مسافرة بالقطار إلى داريلينغ ، شاهدت رؤيايبدو فيها الرب وهو يدعوها إلى "خدمته بين أفقر الفقراء". أثرت فيها تلكالرؤيا كثيرا، بل إنها غيرت وجه حياتها إلى الأبد. فما ان حل عام 1948 حتىكانت قد تلقت الإذن بمغادرة الدير والذهاب إلى أحياء كلكوتا الفقيرة لإنشاءأول مدرسة لها. وما لبثت الأخت انياس، وهي تلميذة سابقة لها في ديرداريلينغ، ان التحقت بها، فصارت أولى اتباع الأم تيريزا. ثم تبعتها راهباتأخريات رغبن في خدمة الرب عن طريق رعاية الفقراء.

تعاونت الأم تريزامع السلطات الرسمية في كلكوتا فحولت جزءا من معبد كالي (إلهة الموتوالدمار عند الهندوس) إلى منزل لرعاية المصابين بأمراض غير قابلة للشفاءوالعناية بهم في أيامهم الأخيرة لكي يموتوا بكرامة، ويحسوا بالعطف والقبولبدل البغض والرفض من مجتمعهم. وتوالت بعد ذلك المؤسسات التي أنشأتها الأمتريزا، فأقامت "القلب النقي" (منزل للمرضى المزمنين أيضا)، و "مدينةالسلام" (مجموعة من المنازل الصغيرة لإيواء المنبوذين من المصابين بأمراضمعدية). ثم أنشأت أول مأوى للأيتام. وبازدياد المنتسبات إلى رهبنة "الإرسالية الخيرية"، راحت الأم تريزا تنشئ مئات البيوت المماثلة في طولالهند وعرضها لرعاية الفقراء ومسح جروحاتهم وتخفيف آلامهم، والأهم من كلذلك لجعلهم يشعرون بأنهم محبوبون ومحترمون كبشر.

. قد منحها البابابولس السادس الإذن بالتوسع والعمل في كافة أنحاء العالم، لا الهند وحسب. وهكذا راح عدد المنتسبات إليها يزداد وفروعها تشمل معظم دول العالم الفقيرةأو التي تشهد حروبا ونزاعات. ومن أعمالها المشهودة أنها استطاعت خلالالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ان توقف إطلاق النار لمدة معينة إلىان تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ 37 طفلا مريضا كانوا محاصرين في إحدىالمستشفيات.

لقد حظيت الأم تريزا بإعجاب العالم ونالت العديد منالجوائز تقديرا لخدماتها الجليلة. وقد عرفت كيف تستغل سمعتها العالميةبذكاء من أجل جمع المال والمساعدات لخدمة القضية الإنسانية النبيلة التيجعلتها هدفا لها. عام 1962 منحتها الحكومة الهندية جائزة "باندما شري" لـ "خدماتها الإنسانية المميزة".

من مآثرها أنها لدى تسلمها جائزة نوبلللسلام طلبت إلغاء العشاء التقليدي الذي تقيمه لجنة جائزة نوبل للفائزين،وطلبت ان تعطى المبلغ لتنفقه على إطعام 400 طفل هندي فقير طوال عام كامل.

لقد توسعت الإرسالية الخيرية التي أنشأتها الأم تريزا، وباتت تضم 570مركزا لخدمة المرضى والفقراء حول العالم إضافة إلى ما يزيد عن مئة ألفمتطوع يعملون كلهم في مراكز تتولى العناية بمرضى الإيدز والبرص وسواها منالأمراض المعدية وغير القابلة للشفاء. إضافة إلى إطعام مئات الآلاف منالجائعين والعاجزين، ومراكز للرعاية الاجتماعية ومآوي الأيتام والمدارس.

ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985. في الخامس من شهر أيلولعام 1997توفيت الام تريزا منهية بذلك كفاحها من أجل حياة إنسانية أفضل.
اقوال الام تريز
- أنا قلم رصاص في يد الرب الذي يكتب رسالة محبه للعالم
- عندما تكون مرفوضا ومكروها ومهملا ومنسيا من الجميع . فان هذا جوع اعظم وفقر اكبر من جوع أي إنسان ليس لديه ما يأكله .
- لا تعتقد أن المحبة ولكي تكون اصيلهيجب أن تكون خارج المألوف, ما نريد هو محبه بلا ملل
- لا تنتظر من يقودك لعمل الخير , اعمل الخير لوحدك وللآخرين مباشرة

- كل واحد منهم (وتعني الفقراء) هو يسوع متنكر
- كلما ابتسمت لاحد مافأنك عملت عمل للمحبه هديه لذلك الشخص .
- أعمال الخير :هيحلقات تكون سلسله المحبه

- أنا لا اصلي للنجاح ,بل لاكتمال أيماني
- لو أحببت حتى تتعب فلن يكون هناك تعب اكثر بعد, بل حب اكثر

- أنا اعرف أن الرب لن يحملني ما لا اقدر أن احتمل . تمنيت لو انه لا يثق بي كل هذه الثقة

- لو ليس هناك سلام , فذلك لأننا نسينا أننا أخوه لبعضنا البعض
- أن اردت لرسالة المحبه ان تسمع فلا بد ان تنشر . مثلما لكي تبقى المشكاة ( الفانوس) مشتعله ,يجب أن نملأها بالزيت
- لو لا تستطيع أن تطعم مائه شخص ,فأطعم واحد فقط
- لو انك تنتقد الآخرين ,فلن يكون لديك الوقت لتحبهم
- في هذه الحياة لا نقدر أن نعمل أشياء عظيمة , نقدر أن نعمل أشياء صغيره بمحبه عظيمة
- انه حقا لفعل عظيم أن تساعد من سقط

- مارس المحبة في بيتك,لانه في البيت يجب أن تبدأ محبتنا للآخرين
- يسوع قال احبوا بعضكم بعضا ,هو لم يقل احبوا كل العالم

- الفرح شبكه من المحبة بها تصطاد النفوس
- الكلمات الطيبة قصيرة وسهله التعبير ,ولكن صداها باق للابد
- لنقابل بعضنا البعض بابتسامه , لان البسمة هي بداية المحبة

- اخطر الأمراضهو ان تكون لا أحد لأي أحد
- البشر غير عقلانيين وغير منطقيين وأنانيين .أحببهم رغم هذه الصفات كلها

- الجوع إلى المحبة اعظم من الجوعإلى الخبز

- الاعجوبه ليست في ما نعمل ,بل في سعادتنا ونحن نعمله
- الكلمات التي لا تعطي نور المسيح تزيد الظلام

اعطنا يا رب
مكرسين قديسين على غرار الام تريز

Mary Naeem 30 - 09 - 2014 03:58 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صلاة للأم تريزا
يا يسوع الحقيقة.. أعطنا أن نجاهر بها
يا يسوع الطريق.. أعطنا أن نسير فيه
يا يسوع النور.. أعطنا أن نستنير به
يا يسوع الحياة.. أعطنا أن نحياها
يا يسوع الفرح.. أعطنا أن نشارك الآخرين به
يا يسوع السلام.. أعطنا أن نسعى إليه
يا يسوع الجائع.. أعطنا أن نطعمه
يا يسوع العطشان.. أعطنا أن نسقيه
يا يسوع المطرود من أرضه وبيته.. أعطنا أن نأويه
يا يسوع الجريح.. أعطنا أن نضمِّد جراحه
يا يسوع الصغير.. أعطنا أن نعتني به
يا يسوع السجين.. أعطنا أن نزوره
يا يسوع المسن.. أعطنا أن نخدمه
يا يسوع الإنسان.. أعطنا أن نحترمه
يا يسوع الذي أحبه هو العريس المصلوب بحبه الدافئ قبلني..
يا ربّ اجعلنا نستحق أن نخدم الآخرين الذين يعانون من الفقر والجوع حيثما يكونوا .
يا ربّ قوِّ أيدينا كي نكسر لهم خبزهم اليومي واجعل قلوبنا تقدّم لهم التعزية والسلام

لمجده تعالى


الساعة الآن 07:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025