منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 26 - 09 - 2014 02:40 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تساعية إلى الثالوث الأقدس، لنيل النعم على يد القديسة تريزيا الطفل يسوع
http://www.peregabriel.com/gm/albums...ntitled321.jpg


أيها الآب الأزلي،الذي في السمواتحيث تكلل استحقاقات الذين يخدمونك بأمانة في هذه الدنيا، بحق الحب الطاهر الذيحمَلَته لك ابنتك الصغيرة تريزا ليسوع الطفل فجعلها ترجو بثقة بنوية أنك تصنعإرادتها في السماء إنها تممت إرادتك على الأرض، أسألك أن تتعطف على تضرعاتها،وتستجيب صلواتي بشفاعتها. أبانا والسلام والمجد.

يا ابن الآب الأزلي،يا من وعدتبمكافأة أصغر الخدم التي تؤدي إلى القريب باسمك، ألق نظرة رضا على عروسك الصغيرةتريز1 ليسوع الطفل التي اهتمت برغبة شديدة بخلاص النفوس، وبحق كل ما صنعت وتحملتعلى هذه الأرض، تنازل وأمل سمعَك إلى عهدها بأن "تقضى سماءها في عمل الخير علىالأرض" ولهذا الوعد امنحني النِعَم التي أتوق إليها بحرارة. أبانا والسلام والمجد

أيها الروح القدس الأزلي،الذي قدستَنفس تريزا ليسوع الطفل بفيض نِعَم المحبة التي أسبغتها عليها، بحق تلك الأمانة التيقابلت بها مواهبك، بأن تصغي إلى التضرعات التي ترفعها إليك القديسة تريزا من أجلي،وبذكرك لوعدها " بأن تنزل من السماء غيثاً من الورد على الأرض " إمنحها أيها الروحالإلهي تحقيق هذه الأمنية لفائدتي.

أبانا والسلام والمجد

Mary Naeem 26 - 09 - 2014 04:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تساعية الوردة الصغيرة

صلاة تتلى كل يوم
هلم ايها الروح القدس، وأملأ قلوب مؤمنيك، وأضرم فيها نار محبتك.
أرسل روحك، يا رب، فيخلق.
ويتجدد وجه الارض.


لنصلي
ايها الاله الذي، بتنوير الروح القدس، قد انرت قلوب المؤمنين، أنرنا لنفهم بذلك الروح فهما ً مستقيما ً، ونبتهج بتعزيته الى آبد الآبدين. آمين.
فعل الايمان والرجاء والمحبة
ايها الرب الاله، اني أؤمن بك: قوّي ايماني. كل رجائي اضعه فيك: ثبته انت. وأحبك: علمني أن أحبك أكثر يوما ً بعد يوم.


فعل الندامة يا ربي والهي، أنا نادم، من كل قلبي، على جميع خطاياي، لاني بالخطيئة خسرت نفسي والخيرات الابدية، واستحققت العذابات الجهنمية. وبالاكثر انا نادم، لاني أغظتك وأهنتك، أنت يا ربي والهي المستحق كل كرامة ومحبة. ولهذا السبب، ابغض الخطيئة فوق كل شر. وأريد بنعمتك ان اموت، قبل أن اغيظك فيما بعد. وأقصد أن أهرب من كل سبب خطيئة، وأن أفي، بقدر استطاعتي، عن الخطايا التي فعلتها. آمين.
أبانا والسلام والمجد.


صلاة الختام يا إلهي، انت قلت: إن لم تعودوا كالاطفال لن تدخلوا ملكوت السماء. نتوسل اليك وهبنا ان نسير، باتضاع وبساطة قلب، على خطى العذراء القديسة تريزيا الطفل يسوع المباركة. لنحظى بمكافأة أبدية آمين.

تساعية الوردة الصغيرة
اليوم الاول
ايتها القديسة تريزيا، وردة يسوع ومريم المتميزة الصغيرة، أتقدم منك بثقة بنوية واتضاع عميق. أطرح أمامك امنياتي، واتوسل منك وبشفاعتك تحقيقها لي. الم تعدي في تمضية الوقت في السماء بعمل الخير على الارض؟ امنحيني وبحسب وعدك الغاية التي أطلبها منك.
صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا، وخاصة في خلال هذه التساعية، لنحصل بشفاعتك من الله على كل النعم التي نحتاجها. آمين


فكرة اليوم : الثقة بالله
لا يمكننا ان نحصل على ما يكفي من الثقة بالله القوي الرحيم ونحصل منه قدر ما نأمل.
اذا كنت لا شيء هل تنسى ان المسيح هو كل شيء؟ عليك ان تذيب عدمك في لا نهايته وفكّر في محبته وحسب.
ابانا والسلام والمجد.
صلاة الختام
يا الهي، انت قلت...


اليوم الثاني ايتها القديسة الصغيرة، الآن وقد شاهدت يسوع المصلوب في السماء، وهو ما يزال يحمل جراحاته التي تسببت بها الخطيئة. أصبحت تعرفين بوضوح أكبر قيمة الارواح، وثمن الدم الغالي الذي سفكه لانقاذها. لأنني أحد الاولاد الذين مات المسيح من اجلهم، أحصلي لي على كل النعم التي أحتاجها لاستفيد من هذا الدم الغالي. استخدمي قوتك لدى الله وصلي لاجلي.

صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا....

فكرة اليوم: الخطيئة
النعمة الوحيدة التي أطلبها، يا يسوع، هي عدم السماح لي باهانتك.
بالحب وليس بالخوف، تتفادى الروح اقتراف أقل الخايا.
نعم، حتى لو كان ضميري مثقلا ً بكل الخطايا، يجب الا أفقد ثقتي، قلبي ينفطر بالأسى، على أن أرمي بنفسي بين يدي مخلصي.
أن تذمر خطاياي يزيدني اتضاعا ويجعلني أخاف من الاتكال على قوتي، التي ليست سوى ضعف.
أبانا والسلام والمجد.
صلاة الختام
يا الهي، انت قلت....


اليوم الثالث ايتها الوردة الصغيرة، اجعلي جميع الاشياء تقودني الى الله والى السماء. عندما أنظر الى الشمس، القمر والنجوم والى الفضاء الواسع التي تسبح فيه. او عندما انظر الى ازهار الحقول، واشجار الغابات والى روائع الارض بالوانها الرائعة، دعيها تكلمني عن حب الله وقوته. دعيها كلها تغني مدائحه في أذني. مثلك دعيني أحبه.
أكثر كل يوم في مقابل عطاياه. علميني غالبا ً ان أنكر ذاتي في تعاملي مع الآخرين، وان أقدم ليسوع الكثير من التضخيات الصغيرة.


صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا...

فكرة اليوم: استخدم عطايا الله
كم وكم استفدت من جمال الطبيعة، التي منحت لنا بمثل هذه الوفرة. كيف ترفعني اليه هو الذي صنع هذه العجائب في ارض المنفى التي لا تدوم اكثر من يوم.
ايتها الطبيعة البراقة، اذا لم أر الله فيك، فلن تكوني سوى ضريح كبير.
بيدك الصغيرة التي لامست مريم، ثبت الكون وههبت الحياة، وانت تفكر فيَّ، يا يسوع، يا ملكي الصغير.
لا اريد ان تحظى المخلوقات بذرة من حبي بل ارغب في تقديمه باكمله الى يسوع، لانه أظهر لي انه وحده السعادة المطلقة.
ابانا والسلام والمجد.


صلاة الختام

يا الهي، انت قلت...

اليوم الرابع
يا وردة الكرمل الصغيرة، انت التي تحملت بصبر الخيبات التي سمح بها الله، مع احتفاظك في عمق روحك بسلام لا يتغير، لانك لم تسع سوى لتنفيذ ارادة الله. أطلبي لي التكيف الكامل بهذه العبادة في كل تجارب الحياة وخيباتها.
اذا كانت الغايات التي أطلبها في هذه التساعية مرضية لله، احصلي لي عليها. اذا لم تكن، صحيح اني سأشعر بالحزن لهذا الرفض، لكنني لا ارغب سوى بتنفيذ ارادة الله ، واصلي بالكلمات التي استعملتها انت، لتحقق مشيئتك فيَّ.
صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا....


فكرة اليوم: الاستسلام لله
لا أخشى سوى أمر واحد، التشبث بارادتي، خذها يا الهي، لانني اختار كل ما تختاره انت.
السعادة الوحيدة هنا في الاسفل، هي النضال في سبيل الارتضاء بكل ما يعطينا اياه يسوع.
لا أطلب شيئا بشغف سوى ان يتمم الله ارادته في روحي.
يا حبيبي، اقدم ذاتي لك، لتمم فيَّ ارادتك المقدسة، ولن أسمح لأي مخلوق ان تكون عقبة في هذا السبيل.


ابانا والسلام والمجد.

صلاة الختام

يا الهي، انت قلت....

اليوم الخامس يا وردة يسوع الصغيرة، منذ اللحظة الاولى في حياتك الدينية، لم تفكري سوى بنكران ذاتك في كل الامور، كي تتبعي يسوع بكمال أكبر. ساعديني لاتحمل بصبر تجارب الحياة اليومية. علميني الاستفادة من التجارب، والمعاناة والاذلال التي تعترض طريقي، كي أتعلم معرفة ذاتي أكثر وان أزيد محبتي لله.
صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا....


فكرة اليوم: الصبر في المعاناة
لا أخشى التجارب التي يرسلها يسوع، لانه حتى في خضم أكثر المعاناة ضراوة، يمكننا ان نرى ان يده المحبة هي التي تسببت بها.
عندما لا نتوقع سوى المعاناة، نتفاجأ بأصغر الافراح، لكن المعاناة نفسها تصبح الفرح الاكبر عندما نسعى اليها ككنز ثمين. من دون التشبه بهؤلاء القديسين الرائعين الذين مارسوا انواع التقشف كافة منذ طفولتهم، كفارتي هي في كسر ارادة ذاتي، والابتعاد عن الحاجات القاسية، والتجرد من انانيتي وعدم التفاخر بهذه الافعال.
ابانا والسلام والمجد


صلاة الختام

يا الهي، انت قلت...

اليوم السادس
ايتها القديسة تريزيا، راعية الارساليات، كوني رسولة عظيمة في انماء العالم كافة حتى نهاية الزمن. ذكرّي الهنا بكلماته..."الحصاد كثير اما الفعلة فقليلون". شغفك بالارواح كبير. احصلي على شغف مماثل لهؤلاء الذين يعملون اليوم من اجل الارواح، وتوسلي الى الرب ليضاعف عددهم، حتى يتعرف الملايين الذين لا يعرفون يسوع عليه ويحبونه ويتبعونه.
صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا...


فكرة اليوم: الشغف بالارواح
لنعمل معا ً من أجل الارواح: لدينا هذا اليوم فقط في هذه الحياة لانقاذ الارواح وتقديمها لله كبرهان عن حبنا.
اقول ليسوع انني سعيد لعدم قدرتي على الرؤية، بعيني روحي، هذه السماء الجميلة التي تنتظرني من اجل ان يجيز فتحها لغير المؤمنين الفقراء الى الابد.
لا يمكنني ان انجز اعمالا خارقة، لا يمكنني ان اعظ الانجيل وان اسفك دمي، لكن ما هم؟ اخواني يعملون بدلا ً عني، وانا الطفل الصغير ابقى قريبا ً من العرش الملكي، واقدم محبتي لهؤلاء الذين حملوا هذه الشعلة.
افعالي، ومعاناتي الصغيرة، تنشر محبة الله في انحاء العالم كافة.


ابانا والسلام والمجد

صلاة الختام

يا الهي، انت قلت...

اليوم السابع
يا شهيدة الحب الصغيرة، اصبحت اليوم تعرفين اكثر ان الحب يعانق المهمات كلها، وان الحب وحده هو المهم، وهو الذي يوحدنا مع الله ويطابق ارادتنا بارادته.
كل ما سعيت اليه على الارض هو الحب، وان تحبي يسوع كما لم يحبه احد من قبل. استعملي قوتك في السماء لتجعلينا نحبه.عندما نحبه نرغب في ان يحبه الاخرون. سنصلي كثيرا ً من اجل الارواح. لن نخشى الموت لانه سيوحدنا به الى الابد.
امنحينا النعم لنفعل كل شيء من اجل محبة الله وارضائه. دعينا نحبه كثيرا ً ليفرح بنا كما فرح بك.
صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا..
فكرة اليوم: محبة الله
سأحب الله وحده، ولن اعيش بلاء التعلق بالمخلوقات، الآن وقد أدرك قلبي ماذا يخبئ للذين يحبونه.
ما يجذبني الى ملكوت السموات هو دعاء الله، وامل محبته كما ارغب، وفكرة ان اجعل اكبر عدد من الارواح تحبه وتمجده الى الابد.
عندما قال المسيح "اعطيني لاشرب" كان يرغب في نيل محبة مخلوقاته الفقيرة، هو خالق الكل. كان عطشا ً للحب. تذكر ان يسوع الحبيب موجود في القربان خصيصا ً لك، لك انت وحدك.
وتذكر انه يذوب رغبة للملكوث في قلبك.


ابانا والسلام والمجد.

صلاة الختام

يا الهي، انت قلت...


اليوم الثامن
ايتها القديسة تريزيا، مثلك سأموت في يوم ما. أتضرع اليك ان تحصلي لي من الله، من خلال تذكيرك اياه بموتك الثمين، على ميتة مقدسة على ان تقويني اسرار الكنيسة المقدسة التي عهد بها لارادة الله المقدسة، وان احترق بالحب من اجله.
لتكن آخر كلماتي على الارض " يا الهي، انا احبك"


صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا..
فكرة اليوم: الموت
يخبرنا التعليم الديني، ان الموت ليس سوى انفصال الروح عن الجسد. حسنا ً، انني لا اخشى هذا الانفصال الذي سيوحدني مع الله الى الابد.
يفرحني الموت لانني سأتمكن حينها من مساعدة الارواح التي احبها اكثر من تمكني من مساعدتها هنا في الاسفل.
الحياة ليست حزينة انها مفرحة جدا ً. اذا قلت ان هذا المنفى حزين استطيع ان اتفهمك. نحن نخطئ عندما نطلق اسم حياة على شيء فان. هذا الاسم الجميل لا يطلق سوى على امور السماء.


ابانا والسلام والمجد.

صلاة الختام

يا الهي، انت قلت...

اليوم التاسع ايتها القديسة تريزيا، من خلال حبك معاناتك على الارض، فزت بالقوة لدى الله، هذه القوة التي تتمتعين فيها اليوم في السماء. ومنذ ان بدأت حياتك هناك، امطرت نعما ً لا تحصى على هذا العالم الفقير. كنت اداة استخدمها عروسك السماوي لاجتراح عجائب لا تحصى. اتوسل اليك ان تتذكري طلباتي كلها. علي انا ايضا ً ان اعاني لاحب الله اكثر واتبع يسوع.
انت رسولة الحب الصغيرة. اجعليني احب يسوع اكثر واكثر واحب الآخرين من اجله أشكر من كل قلبي الثالوث الاقدس على النعم الرائعة التي وهبك اياها ووهبها للعالم اجمع من خلالك.
صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا...
فكرة اليوم: رسالة الوردة الصغيرة
لا انوي ان ابقى خمولا ً في السماء. اريد ان اعمل من اجل الكنيسة والارواح. طلبت هذا من الله وانني متأكد من انه سيستجيب دعائي.
سأمضي وقتي مع السماء بعمل الخير على الارض. هذا ليس بالمستحيل، اذ ان الملائكة التي تتمتع دائما بهذه الرؤية المبهجة، ترعانا. لا يمكنني ان ارتاح الا مع انتهاء الدهر.
اتضرع اليك يا يسوع، ان ترمق بنظرك الالهي عددا ً كبيرا ً من الارواح الصغيرة. وأتوسل اليك ان تختار من هذه الارض كتيبة من الضحايا الصغار، المستحقين حبك.


ابانا والسلام والمجد.




Mary Naeem 26 - 09 - 2014 04:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تساعية الوردة الصغيرة

صلاة تتلى كل يوم
هلم ايها الروح القدس، وأملأ قلوب مؤمنيك، وأضرم فيها نار محبتك.
أرسل روحك، يا رب، فيخلق.
ويتجدد وجه الارض.


لنصلي
ايها الاله الذي، بتنوير الروح القدس، قد انرت قلوب المؤمنين، أنرنا لنفهم بذلك الروح فهما ً مستقيما ً، ونبتهج بتعزيته الى آبد الآبدين. آمين.
فعل الايمان والرجاء والمحبة
ايها الرب الاله، اني أؤمن بك: قوّي ايماني. كل رجائي اضعه فيك: ثبته انت. وأحبك: علمني أن أحبك أكثر يوما ً بعد يوم.


فعل الندامة يا ربي والهي، أنا نادم، من كل قلبي، على جميع خطاياي، لاني بالخطيئة خسرت نفسي والخيرات الابدية، واستحققت العذابات الجهنمية. وبالاكثر انا نادم، لاني أغظتك وأهنتك، أنت يا ربي والهي المستحق كل كرامة ومحبة. ولهذا السبب، ابغض الخطيئة فوق كل شر. وأريد بنعمتك ان اموت، قبل أن اغيظك فيما بعد. وأقصد أن أهرب من كل سبب خطيئة، وأن أفي، بقدر استطاعتي، عن الخطايا التي فعلتها. آمين.
أبانا والسلام والمجد.


صلاة الختام يا إلهي، انت قلت: إن لم تعودوا كالاطفال لن تدخلوا ملكوت السماء. نتوسل اليك وهبنا ان نسير، باتضاع وبساطة قلب، على خطى العذراء القديسة تريزيا الطفل يسوع المباركة. لنحظى بمكافأة أبدية آمين.

تساعية الوردة الصغيرة
اليوم الاول
ايتها القديسة تريزيا، وردة يسوع ومريم المتميزة الصغيرة، أتقدم منك بثقة بنوية واتضاع عميق. أطرح أمامك امنياتي، واتوسل منك وبشفاعتك تحقيقها لي. الم تعدي في تمضية الوقت في السماء بعمل الخير على الارض؟ امنحيني وبحسب وعدك الغاية التي أطلبها منك.

صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا، وخاصة في خلال هذه التساعية، لنحصل بشفاعتك من الله على كل النعم التي نحتاجها. آمين


فكرة اليوم : الثقة بالله
لا يمكننا ان نحصل على ما يكفي من الثقة بالله القوي الرحيم ونحصل منه قدر ما نأمل.
اذا كنت لا شيء هل تنسى ان المسيح هو كل شيء؟ عليك ان تذيب عدمك في لا نهايته وفكّر في محبته وحسب.
ابانا والسلام والمجد.
صلاة الختام
يا الهي، انت قلت...


اليوم الثاني ايتها القديسة الصغيرة، الآن وقد شاهدت يسوع المصلوب في السماء، وهو ما يزال يحمل جراحاته التي تسببت بها الخطيئة. أصبحت تعرفين بوضوح أكبر قيمة الارواح، وثمن الدم الغالي الذي سفكه لانقاذها. لأنني أحد الاولاد الذين مات المسيح من اجلهم، أحصلي لي على كل النعم التي أحتاجها لاستفيد من هذا الدم الغالي. استخدمي قوتك لدى الله وصلي لاجلي.

صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا....

فكرة اليوم: الخطيئة
النعمة الوحيدة التي أطلبها، يا يسوع، هي عدم السماح لي باهانتك.
بالحب وليس بالخوف، تتفادى الروح اقتراف أقل الخايا.
نعم، حتى لو كان ضميري مثقلا ً بكل الخطايا، يجب الا أفقد ثقتي، قلبي ينفطر بالأسى، على أن أرمي بنفسي بين يدي مخلصي.
أن تذمر خطاياي يزيدني اتضاعا ويجعلني أخاف من الاتكال على قوتي، التي ليست سوى ضعف.
أبانا والسلام والمجد.
صلاة الختام
يا الهي، انت قلت....


اليوم الثالث ايتها الوردة الصغيرة، اجعلي جميع الاشياء تقودني الى الله والى السماء. عندما أنظر الى الشمس، القمر والنجوم والى الفضاء الواسع التي تسبح فيه. او عندما انظر الى ازهار الحقول، واشجار الغابات والى روائع الارض بالوانها الرائعة، دعيها تكلمني عن حب الله وقوته. دعيها كلها تغني مدائحه في أذني. مثلك دعيني أحبه.
أكثر كل يوم في مقابل عطاياه. علميني غالبا ً ان أنكر ذاتي في تعاملي مع الآخرين، وان أقدم ليسوع الكثير من التضخيات الصغيرة.


صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا...

فكرة اليوم: استخدم عطايا الله
كم وكم استفدت من جمال الطبيعة، التي منحت لنا بمثل هذه الوفرة. كيف ترفعني اليه هو الذي صنع هذه العجائب في ارض المنفى التي لا تدوم اكثر من يوم.
ايتها الطبيعة البراقة، اذا لم أر الله فيك، فلن تكوني سوى ضريح كبير.
بيدك الصغيرة التي لامست مريم، ثبت الكون وههبت الحياة، وانت تفكر فيَّ، يا يسوع، يا ملكي الصغير.
لا اريد ان تحظى المخلوقات بذرة من حبي بل ارغب في تقديمه باكمله الى يسوع، لانه أظهر لي انه وحده السعادة المطلقة.
ابانا والسلام والمجد.


صلاة الختام

يا الهي، انت قلت...

اليوم الرابع
يا وردة الكرمل الصغيرة، انت التي تحملت بصبر الخيبات التي سمح بها الله، مع احتفاظك في عمق روحك بسلام لا يتغير، لانك لم تسع سوى لتنفيذ ارادة الله. أطلبي لي التكيف الكامل بهذه العبادة في كل تجارب الحياة وخيباتها.
اذا كانت الغايات التي أطلبها في هذه التساعية مرضية لله، احصلي لي عليها. اذا لم تكن، صحيح اني سأشعر بالحزن لهذا الرفض، لكنني لا ارغب سوى بتنفيذ ارادة الله ، واصلي بالكلمات التي استعملتها انت، لتحقق مشيئتك فيَّ.
صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا....


فكرة اليوم: الاستسلام لله
لا أخشى سوى أمر واحد، التشبث بارادتي، خذها يا الهي، لانني اختار كل ما تختاره انت.
السعادة الوحيدة هنا في الاسفل، هي النضال في سبيل الارتضاء بكل ما يعطينا اياه يسوع.
لا أطلب شيئا بشغف سوى ان يتمم الله ارادته في روحي.
يا حبيبي، اقدم ذاتي لك، لتمم فيَّ ارادتك المقدسة، ولن أسمح لأي مخلوق ان تكون عقبة في هذا السبيل.


ابانا والسلام والمجد.

صلاة الختام

يا الهي، انت قلت....

اليوم الخامس يا وردة يسوع الصغيرة، منذ اللحظة الاولى في حياتك الدينية، لم تفكري سوى بنكران ذاتك في كل الامور، كي تتبعي يسوع بكمال أكبر. ساعديني لاتحمل بصبر تجارب الحياة اليومية. علميني الاستفادة من التجارب، والمعاناة والاذلال التي تعترض طريقي، كي أتعلم معرفة ذاتي أكثر وان أزيد محبتي لله.
صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا....


فكرة اليوم: الصبر في المعاناة
لا أخشى التجارب التي يرسلها يسوع، لانه حتى في خضم أكثر المعاناة ضراوة، يمكننا ان نرى ان يده المحبة هي التي تسببت بها.
عندما لا نتوقع سوى المعاناة، نتفاجأ بأصغر الافراح، لكن المعاناة نفسها تصبح الفرح الاكبر عندما نسعى اليها ككنز ثمين. من دون التشبه بهؤلاء القديسين الرائعين الذين مارسوا انواع التقشف كافة منذ طفولتهم، كفارتي هي في كسر ارادة ذاتي، والابتعاد عن الحاجات القاسية، والتجرد من انانيتي وعدم التفاخر بهذه الافعال.
ابانا والسلام والمجد


صلاة الختام

يا الهي، انت قلت...

اليوم السادس
ايتها القديسة تريزيا، راعية الارساليات، كوني رسولة عظيمة في انماء العالم كافة حتى نهاية الزمن. ذكرّي الهنا بكلماته..."الحصاد كثير اما الفعلة فقليلون". شغفك بالارواح كبير. احصلي على شغف مماثل لهؤلاء الذين يعملون اليوم من اجل الارواح، وتوسلي الى الرب ليضاعف عددهم، حتى يتعرف الملايين الذين لا يعرفون يسوع عليه ويحبونه ويتبعونه.
صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا...


فكرة اليوم: الشغف بالارواح
لنعمل معا ً من أجل الارواح: لدينا هذا اليوم فقط في هذه الحياة لانقاذ الارواح وتقديمها لله كبرهان عن حبنا.
اقول ليسوع انني سعيد لعدم قدرتي على الرؤية، بعيني روحي، هذه السماء الجميلة التي تنتظرني من اجل ان يجيز فتحها لغير المؤمنين الفقراء الى الابد.
لا يمكنني ان انجز اعمالا خارقة، لا يمكنني ان اعظ الانجيل وان اسفك دمي، لكن ما هم؟ اخواني يعملون بدلا ً عني، وانا الطفل الصغير ابقى قريبا ً من العرش الملكي، واقدم محبتي لهؤلاء الذين حملوا هذه الشعلة.
افعالي، ومعاناتي الصغيرة، تنشر محبة الله في انحاء العالم كافة.


ابانا والسلام والمجد

صلاة الختام

يا الهي، انت قلت...

اليوم السابع
يا شهيدة الحب الصغيرة، اصبحت اليوم تعرفين اكثر ان الحب يعانق المهمات كلها، وان الحب وحده هو المهم، وهو الذي يوحدنا مع الله ويطابق ارادتنا بارادته.
كل ما سعيت اليه على الارض هو الحب، وان تحبي يسوع كما لم يحبه احد من قبل. استعملي قوتك في السماء لتجعلينا نحبه.عندما نحبه نرغب في ان يحبه الاخرون. سنصلي كثيرا ً من اجل الارواح. لن نخشى الموت لانه سيوحدنا به الى الابد.
امنحينا النعم لنفعل كل شيء من اجل محبة الله وارضائه. دعينا نحبه كثيرا ً ليفرح بنا كما فرح بك.
صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا..
فكرة اليوم: محبة الله
سأحب الله وحده، ولن اعيش بلاء التعلق بالمخلوقات، الآن وقد أدرك قلبي ماذا يخبئ للذين يحبونه.
ما يجذبني الى ملكوت السموات هو دعاء الله، وامل محبته كما ارغب، وفكرة ان اجعل اكبر عدد من الارواح تحبه وتمجده الى الابد.
عندما قال المسيح "اعطيني لاشرب" كان يرغب في نيل محبة مخلوقاته الفقيرة، هو خالق الكل. كان عطشا ً للحب. تذكر ان يسوع الحبيب موجود في القربان خصيصا ً لك، لك انت وحدك.
وتذكر انه يذوب رغبة للملكوث في قلبك.


ابانا والسلام والمجد.

صلاة الختام

يا الهي، انت قلت...


اليوم الثامن
ايتها القديسة تريزيا، مثلك سأموت في يوم ما. أتضرع اليك ان تحصلي لي من الله، من خلال تذكيرك اياه بموتك الثمين، على ميتة مقدسة على ان تقويني اسرار الكنيسة المقدسة التي عهد بها لارادة الله المقدسة، وان احترق بالحب من اجله.
لتكن آخر كلماتي على الارض " يا الهي، انا احبك"


صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا..
فكرة اليوم: الموت
يخبرنا التعليم الديني، ان الموت ليس سوى انفصال الروح عن الجسد. حسنا ً، انني لا اخشى هذا الانفصال الذي سيوحدني مع الله الى الابد.
يفرحني الموت لانني سأتمكن حينها من مساعدة الارواح التي احبها اكثر من تمكني من مساعدتها هنا في الاسفل.
الحياة ليست حزينة انها مفرحة جدا ً. اذا قلت ان هذا المنفى حزين استطيع ان اتفهمك. نحن نخطئ عندما نطلق اسم حياة على شيء فان. هذا الاسم الجميل لا يطلق سوى على امور السماء.


ابانا والسلام والمجد.

صلاة الختام

يا الهي، انت قلت...

اليوم التاسع ايتها القديسة تريزيا، من خلال حبك معاناتك على الارض، فزت بالقوة لدى الله، هذه القوة التي تتمتعين فيها اليوم في السماء. ومنذ ان بدأت حياتك هناك، امطرت نعما ً لا تحصى على هذا العالم الفقير. كنت اداة استخدمها عروسك السماوي لاجتراح عجائب لا تحصى. اتوسل اليك ان تتذكري طلباتي كلها. علي انا ايضا ً ان اعاني لاحب الله اكثر واتبع يسوع.
انت رسولة الحب الصغيرة. اجعليني احب يسوع اكثر واكثر واحب الآخرين من اجله أشكر من كل قلبي الثالوث الاقدس على النعم الرائعة التي وهبك اياها ووهبها للعالم اجمع من خلالك.
صلاة تشفعي بنا طوال ايام حياتنا...
فكرة اليوم: رسالة الوردة الصغيرة
لا انوي ان ابقى خمولا ً في السماء. اريد ان اعمل من اجل الكنيسة والارواح. طلبت هذا من الله وانني متأكد من انه سيستجيب دعائي.
سأمضي وقتي مع السماء بعمل الخير على الارض. هذا ليس بالمستحيل، اذ ان الملائكة التي تتمتع دائما بهذه الرؤية المبهجة، ترعانا. لا يمكنني ان ارتاح الا مع انتهاء الدهر.
اتضرع اليك يا يسوع، ان ترمق بنظرك الالهي عددا ً كبيرا ً من الارواح الصغيرة. وأتوسل اليك ان تختار من هذه الارض كتيبة من الضحايا الصغار، المستحقين حبك.


ابانا والسلام والمجد.





Mary Naeem 26 - 09 - 2014 04:13 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مقتطفات عن اقوال وتأملات
للقديسة تريز الطفل يسوع

تقول القديسة تيريزيا:
"لا أظن أنني قد تركت ثلاث دقائق من حياتي تمرُّ دون ذكر الله.. والمرءيهجس طوعاً بمن يهوى.. رسالتي هي أن أجعل الناس يحبون الرب كما أحبه أنا، وأنأعطيهم وسيلتي البسيطة إلى ذلك والقائمة على الثقة بالله والاستسلام لعنايته."
أنا أختار الكل
في يوم من الأيام، جمعت ليوني، الأخت البكرلتيريزيا الصغيرة، في صندوق، جميع ما يتلهى به أخواتها الصغيرات من ألعاب ودمى، ثمطلبت من كل منهن أن تختار ما يروق لها، فما كان من تيريزيا الصغيرة إلا أن استولتعلى الصندوق بكامله وهتفت: "أنا أختار الكل..." وكان هذا الحدث تعبيراً مختصراًولازمة لسيرة حياتها كلها.
يا إلهي
أنا أختار الكل، لا أرتضي أنأكون نصف قديسة، ولست أخشى سوى شيء واحد، هو أن أحتفظ بإرادتي... فأستولي عليها... أني أريد أختار كل ما ترغبه أنت.."
أنا للمسيح
"مهما بلغت ثقتنابالله الحنون الرحوم وبقدرته الفائقة فإننا لا نبالغ في شيء، لا بل ننال من نعمهتعالى بقدر ما نثق ونرتجيه".
يسوع، كن لي كلَّ شيء. هب لي ألا تتمكنأشياء الأرض من أن تلقي الاضطراب في نفسي، وألا يُقلق سلام نفسي أي شيء . يا يسوعلست أسألك إلا السلام، والحب أيضاً، ذاك الحب اللامتناهي، الذي لا يحده غيرك... الحب الذي يُحوِّلني من ذاتي إليك.. أعطني أن أموت شهيدة.. يا يسوع لتكمُل مشيئتكفيَّ بكمالها.. إن مسرتك وعزاءك، هما محور ما أريد
صلاة القديسة تيريزة
ليكن اليوم مصدر سلام،
لعلك تثق بقدرتك الفائقة بان تكون في المكان الذي تقصد ان تكون ولعلك لاتنسى الاحتمالات اللامتناهية والتي تنتج من الايمان.
ربما انت تستخدم الهبات والنعم التي اُعطيت وتمنحها للحب الذي اعطي لك. وربما انت قانع بانك ابنا لله. دع حضور الله هذا ان يترسخ في عظامنا، وامنح روحك حرية الغناء والرقص والتسبيح والحب. انها هناك لكل واحد منا.
آمين
صلاة الصباح كتبتها القديسة تريز:
يا إلهي! إنّي أقّدم لك كلّ أفعالي في هذا اليوم من أجل نيّات ومجد قلب يسوع الأقدس، أرغب أن أقدّس كل نبضة من نبضات قلبي ، كلّ فكرة لديّ ، وأبسط اعمالي ، بتوحيدها مع استحقاقاته اللامتناهية ، وأرغب أن أعوّض عن خطاياي بإلقائها في أتون حبه الرحيم.
يا إلهي! أسألك لأجلي و لأجل أعزائي نعمة تتميم إرادتك المقدسة بشكل كامل ، وقبول أفراح وأحزان هذه الحياة الفانية حبا بك ، حتى نتحد معا في السماء يوما ما إلى الأبد.
آمين

Mary Naeem 26 - 09 - 2014 04:14 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
من كتابات القديسة تريزا الطفل يسوع

http://www.peregabriel.com/gm/albums...lisieux-06.gif



رغباتي بالقرب من يسوع المحجوب في سجن حبه

تخبرنا القديسة تريزا الطفل يسوع عن سر الافخارستيا و يظهر لنا كيف انها لا تترك حبها و حماستها يتفجران الا في النهاية.



أيها المفتاح الصغير آه انا احسدك
لأنك تستطيع ان تفتح كل يوم


سجن الافخارستيا
حيث يقيم اله الحب


لكني اقدر يا للأعجوبة العذبة
بجهد ايماني واحد
أن أفتح أيضا بيت القربان
أود لو اني
أذوب بقرب الهي
و أسطع دائما بطريقة سرية
مثل قنديل المكان المقدس


آه يا للسعادة
ان في نارا
و أستطيع أن أربح كل يوم
ليسوع عددا كبيرا من النفوس
أضرمها بحبه


عند كل فجر أحسدك
يا حجر المذبح المقدس!
وكما في الاسطبل المبارك
عليك يريد ان يولد الأزلي..


آه تنازل و استجب لصلاتي
يا مخلصي الوديع تعال الى نفسي
فهي أبعد من أن تكون حجرا باردا
أنها تنهد قلبك



http://www.peregabriel.com/gm/albums...lisieux-12.jpg


يا صمدة تحف الملائكة


ما أشهى مصيرك!
عليكِ كما في الأقمطة الوضيعة
أرى يسوع كنزي الوحيد
بدلي قلبي يا مريم العذراء
الى صمدة نقية جميلة


لتقبل القربانة البيضاء
حيث يحتجب حملك الوديع


أيتها الصينية المقدسة
عليكِ يأتي يسوع ويستريح


فلتتنازل و تأتي الي
عظمته اللامتناهية
و اذ يغمر يسوع رجائي
فهو لا ينتظر مساء حياتي
يحل في و بحضوره
أصبح شعاعا حيا


آه كم أحسد الكأس السعيدة
حيث أعبد الدم الالهي


لكني أستطيع في الذبيحة المقدسة
قبوله كل صباح
لدى يسوع نفسي أغلى
من آنية الذهب الثمينة
المذبح جلجلة جديدة
حيث دمه يسيل لأجلي
يسوع يا كرمة مقدسة و مكرسة
انك تعرف يا ملكي الالهي
اني عنقود ذهب


و عليه ان يختفي لأجلك
تحت معصرة الألم
سأبرهن لك على حبي
لا أريد متعة أخرى
غير أن أضحي كل يوم بنفسي
آه يا للفرح أنا مختارة
بين حبات الحنطة النقية
التي تبذل الحياة لأجل يسوع
عظيمة نشوتي!
أنا عروسك الحبيبة


يا حبيبي تعال و احيَ فيَّ
آه تعال جمالك سحرني
تنازل و حولني اليك!


http://i196.photobucket.com/albums/a...arsoldwith.jpg

+ + +


الى ملاكي الحارس

قصيدة عفوية تبدو فيها تريز كانها تعيش في عالم آخر و رغم ما تشير اليه من معاناة و ضعف وعذاب فان الفرح لا يفارقها و هي تنتظر بسلام افراح الحياة الاخرى..

يا حارس نفسي المجيد
انت الساطع في السماء الجميلة
كشعلة وديعة نقية
بالقرب من عرش الازلي
تنزل الى الأرض لأجلي
و اذ تنيرني بسناك
أيها الملاك الجميل تصبح أخي
معزي و صديقي!


انت تعرف ضعفي الشديد
فتقودني بيدك
و أراك بحنان
تزيح الحجر عن الطريق
صوتك العذب يدعوني دائما
الى ان انظر فقط الى السموات
بقدر ما تراني متضعة و صغيرة
بقدر ذلك يشع جبينك


انت يا من يجتاز الفضاء
بأسرع من البرق
أتوسل اليك حلق مكاني
بالقرب ممن هم اعزاء علي
و بجناحك جفف دموعهم
رنم ما اطيب يسوع
رنم ان التألم له محاسن
واهمس اسمي خافتا


أريد خلال حياتي القصيرة
ان اخلص اخوتي الضعفاء
يا ملاك الوطن البهي
هب لي حماستك المقدسة
ليس لي الا تضحياتي
و فاقتي الصارمة
فمع لذاتي السماوية
قدمها الى الثالوث


لك المجد و الملك
و ثروات ملك الملوك
لي برشانة الحق المتواضعة
لي كنز الصليب
مع الصليب ومع القربانة
بعونك السماوي
أنتظر سلام الأفراح
في الحياة الأخرى التي تدوم أبدا..




http://www.peregabriel.com/gm/albums...a_Teresa_1.jpg

+ + +

فرحي..

تريزا تؤكد انها تملك فرحا غامرا و سعيدة لكننا نستشف من بين السطور ملامح صراعها الباطني في محنة الشك والايمان فتعلن في المقطوعة الثالة ان فرحها هو ان تختبيء و تنحني استسلاما بحب لله.


هناك نفوس على الأرض
تبحث عن السعادة عبثا
اما بالنسبة لي فالامر عكس ذلك تماما
الفرح موجود في قلبي


هذا الفرح ليس عابرا
بل املكه للأبد
كوردة ربيعية
تبتسم لي كل يوم


حقا سعادتي فائقة
و احقق دائما ارادتي
أيمكنني الا اكون فرحة
و الا اظهر بهجتي
فرحي هو ان احب الالم
اسكب الدموع مبتسمة
و اقبل بعرفان
الاشواك تخالط الورود


عندما تتكدر السماء الزرقاء
و تبدو انها تهملني
فرحي هو ان ابقى في الخفاء
اختبيء و اتحني
فرحي هو المشيئة القدوسة
مشيئة يسوع حبي الوحيد
هكذا احيا بدون اي خوف
احب الليل حبي للنهار


فرحي هو ان امكث صغيرة
فعندما اسقط في الطريق
اقدر على النهوض بسرعة
و يسوع يمسكني بيده
عندئذ اغمره بالالطاف
و اقول لهانه كل شيء بالنسبة لي
و اضاعف حناني
عندما يتوارى عن ايماني


و ان ذرفت الدموع احيانا
ففرحي ان اخفيها تماما
آه كم للألم من سحر
عندما نعرف ان نحجبه بأزهار!
أريد ان أتألم بدون أن افصح
حتى يعزة يسوع
فرحي هو ان أراه يبتسم
عندما يكون قلبي في غربة


فرحي هو ان اصارع بدون توقف
حتى انجب مختارين
و اردد غاليا على مسمع من يسوع
و القلب مضطرم حنانا
لأجلك يا اخي الصغير الالهي
انا سعيدة بالتألم
فرحي الوحيد في هذه الأرض
هو ان أستطيع اسعادك


مازلت اريد ان اعيش طويلا
يارب ان كانت هذه رغبتك
ان كان يسرك
الحب نار الوطن تلك
لا يتوقف قلبي عن اذابتي
ما يعني لي الموت او الحياة
يا يسوع فرحي هو ان احبك.. !



Mary Naeem 26 - 09 - 2014 04:14 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تقدمة ذاتي، محرقة كاملة، للحبّ الإلهيّ الرّحيم

"يا إلهي، أيّها الثالوث الكلّي الطوبى، إنّ أمنيتي أن أحبّك، وأن أحمل الغير على أن يحبّك، وأن أسعى إلى مجد الكنيسة المقدّسة، بخلاص النفوس التي على الأرض، وتحرير تلك التي تتألّم في المطهر. إني اصبو إلى كمال الأمانة لإرادتك وإلى أن أبلغ مستوى المجد الذي أعددته لي في ملكوتك. وبكلمة، إنّي أتشوّق إلى القداسة، غير أنّي أعي عجزي، وأسألك، يا إلهي، أن تكون أنت قداستي".
"لمّا كنتَ قد أحببتني، حتّى إنك أعطيتني ابنك الوحيد، ليكون لي مخلّصاً وعريساً، فالكنوز اللامتناهية التي استحقّها، هي لي، وإني لسعيدة أن اقدّمها اليك، راجيةً، في إلحاح، ألا تنظر إليّ، إلاّ من خلال وجه يسوع، وقلبه المستعر بالحبّ.
"إنّي أرفع اليك، ايضاً، استحقاقات القديسين كلّها (اولئك الذين في السماء وعلى الأرض)، وأفعال حبّهم، وحبّ الملائكة القديسين. أخيراً، أرفع اليك، أيها الثالوث الكلّي الطوبى، حبّ العذراء القدّيسة، أمّي الحبيبة، واستحقاقاتها. وإني لأستودعها تقدمتي هذه وأسألها ان تحملها اليك. وإنّ ابنها الإلهيّ، عريسي الحبيب، قال لنا، يوم كان على أرضنا: "كلّ ما تسألونه الآب باسمي، يعطيكموه". إنّي لمتأكدة، إذًا، أنّك ستتجاوب وأشواقي. وإنّي لعلى علمٍ، يا إلهي، أنّك بقدر ما تريد أن تعطي، بقدر ذلك تبعث الشوق إلى الطلب. إنّ أمنيات وسيعة تجيش في قلبي، وها إنّي أسألك، في عميق الثقة، أن تأتي وتمتلك نفسي. لا يسعني أن أقتبل القربان المقدّس، بالتواتر الذي أشتهي، ولكنّ، ألست الكلّي القدرة، يا إلهي... فاسكن فيّ، كما تسكن في "بيت القربان"، ولا تبتعد أبداً عن قربانتك الصغيرة...
"أريد ان اكون لك عزاءً، حيال نكران الأشرار. وإني لأرجوك ان تنزع مني، حرّية أن اعمل ما لا يرضيك. وإذا كنت، من جراء ضعفي، أسقط، احياناً، فليحن عليّ في الحال نظرك الإلهيّ، وليطهّر نفسي ويفن نواقصي، كما تحوّل النار كلّ شيء إلى ذاتها...
"أشكر لك، يا ربّ، كلّ النعم التي أسبغتها عليّ، لا سيّما نعمة المرور في بوتقة الألم. وسأنظر اليك، في اليوم الأخير، وأنت تحمل صولجان الصليب، والفرح يغمرني. وبما أنّك تنازلت وأشركتني بهذا الصليب الجزيل الثمن، فأملي أن اكون شبيهةً بك في السماء، وأن ارى سمات آلامك المقدّسة، تلمع فوق جسدي الممجّد.
"وعندما ينتهي زمن منفاي على الأرض، رجائي ان اذهب وانعم بك في الوطن الأبديّ. ولكنّي لا اريد ان اكدّس الاستحقاقات مؤنةً للسماء. وأريد، بالأحرى، أن اعمل لأجل حبّك وحده. فهدفي الأوحد، ان اعمل ما يسرّك، وأعزّي قلبك الأقدس، وأخلّص نفوساً تحيا في حبّك إلى الأبد.
"في مساء هذا العمر، سأظهر أمامك صفر اليدين، لأني لا أسألك، يا ربّ، أن تسجّل ما أعمل. فالبرّ الذي فينا، لا يخلو من العيب في عينيك. أريد أن اتلبّس برّك، أنت، وان اقتبل من حبّك، أن امتلك إلى الأبد. وإني لأرفض ايّ عرش، وايّ إكليل، لا يكونان انت بالذات، يا حبيبي.
"ليس الزمن شيئاً في عينيك. وإنّ يوماً واحداً كألف سنة. فيمكنك، إذًا في لحظة واحدة، ان تعدّني للمثول بين يديك...
"ولكي تكون حياتي تعبيراً كاملاً عن حبّي لك، أقدّم ذاتي محرقةً لحبّك الرحيم، راجية ألاّ تكف عن إفنائي، وأن تغمر نفسي بسيول الحنان اللامتناهي، التي تحملها في ذاتك. فأضحي، بالتالي، شهيدة حبّك، يا الله... فليكن لي هذا الاستشهاد، إعداداً للمثول بين يديك، وليتسبّب أخيراً، بموتي، ولتطر نفسي للحال، لتعانق إلى الأبد حبك الرحيم...
"إني اريد، يا حبيبي، أن اجدّد لك هذه التقدمة مرّات لا عدّ لها، لدى كلّ خفقة في قلبي، حتى إذا اضمحلّت ظلال الأرض، أستطيع أن ارفع اليك نشيد حبّي، وأنا في خلود مشاهدتك وجهاً لوجه".
عيد الثالوث الأقدس - ماري فرنسواز، تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس، في 9 حزيران 1895 الراهبة الكرمليّة غير المستحقّة.

Mary Naeem 27 - 09 - 2014 03:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
حياة و روحانية مار فرنسيس
بمناسبة مرور 752 سنة على وفاته
http://www.btc-bci.com/~jneiman/imag...s%20assisi.jpg

أيها القارئ العزيز،
في ذكرى مرور750 سنة على وفاة القديس فرنسيس الأسيزي، أقدم لك، باسم الحراسة الفرنسيسية للأرض المقدسة، حياة هذا الرجل العظيم، وقدوته المسيحية العالية.
فأقبل على قراءة هذا الكتاب، وعلى تأمل سيرة فرنسيس، وغذّ نفسك بمآثر هذه السيرة وقدوة صاحبها.
لقد قدّس فرنسيس هذه الأرض يوم قدم إليها، سنة 1219، فأحبَّ بيت لحم، وكان من وراء تحلي كنائس العالم بمذود بيت لحم. وأحبَّ الناصرة، وخصَّ يسوع ومريم ويوسف بخالص الودّ طيلة أيام حياته. وأحبَّ مدينة القدس وصليبها، حتى وسم جسمه بسمات المصلوب.

وإنَّ ما نتعلمه من فرنسيس هو أن نحب الله على كل شيئ، وأن نحبَّ جميع خلائق الله عامة، والانسان قريبنا خاصة، مضحين في سبيله بذواتنا، وفق قول يسوع المسيح ربنا:"أحبب الله ربك بكل قلبك، وأحبب قريبك حبك لنفسك".

فإذا ما عملت منتخبات هذا الكتاب، وصوره الناطقة، على أن تسير بك، ايها القارئ العزيز، في طريق الخير والفضيلة، فأن هذا لممّا يثلج صدري لابراز هذا الكتاب الى الوجود.
وفي الختام، اشكر لحراسة الأرض المقدسة تكلفها نفقات الطبع، وللأب جورج سابا نقله النص من الايطالية إلى العربية.
بارك القديس فرنسيس العالم بأسره.
الأب دومنيك بكي
في الذكرى الـ750 لوفاة القديس فرنسيس.




http://www.peregabriel.com/gm/albums...si-granger.jpg

تمهيد
أردنا مع شبيبة وزهيرات مار فرنسيس في حلب إعادة طبع هذا الكتاب لما فيه من نفع روحي عميم.
بواسطته نتعرف بصورة واضحة، وإن موجزة، على حياة هذا القديس الذي قيل فيه بأنه الأكثر شبهاً بالمسيح، والذي أضرم ومازال عقول وعواطف هذا العدد الذي لا يحصى من التابعين والمحبين.
وأردناه ذخيرة في بيت وقلب المؤمنين خاصة المنضوين تحت لواء العائلة الفرنسيسكانية، لتلتهب قلوبهم بحب الخالق ومحبة الخلائق والحفاظ عليها. فيحيوا بفرح وسلام وخير.
حلب29/11/2007
عيد جميع قديّسي العائلة الفرنسيسكانية
الأب جورج أبو خازن




الفجر المشع
ولد القديس فرنسيس في أسيزي بإيطاليا، نحو أواخر سنة1181، وكان الده، بطرس برنردونة، تاجر أنسجة غنياً، ووالدته بيكا، امراءة تقيّة. فعمّد في كنيسة مريم الكبرى، ودعي يوحنا، على أن والده لدى رجوعه من فرنسا بدّل هذا الاسم فرنسيس.
وترعرع فرنسيس، فلقّنه كهنة القديس جرجس ما كان بحاجة إليه من العلم، وربّوه تربية مسيحية. وكان قد استمدّ سجاياه المحمودة من أمّه، المعروفة بالوداعة والقوة والإيمان، وبوقف حياتها علة خدمة أسرتها. فنشأ طافحاً بالحياة، لطيفاً رفيقاً، ساذج القلب. وكانت ظرافة عشرته تحجب ما اتّصف به من قوة وعزيمة ماضية، ومن خلق، إن لم يتغلب عليه، أدّى به إلى وخيم العاقبة.وقد مرّنه والده على أعمال التجارة، فمهر في البيع والربح، لكنه أثر على ذلك حياة اللهو والمسرة، ومجاملة الأصدقاء، وبسط الموائد الأنيقة لهم، والطرب معهم بالمزاح والغناء.


ومع هذا، لم يكن فرنسيس يتجاوز حدّ الاعتدال في كلامه، وكان متنزهاً عن المنكرات، لا يتخطى مراسم الضمير، ويصحب جميع أفعاله بالوداعة.
وإذا ما شكا الأب افراط ابنه في التبذير، أجابت الأم قائلة:"إنك سترى أن فرنسيس لن يهلك: فهو يحب الرب، وهو طيب النفس".


فقد كان الطّيب والحب من طبع فرنسيس، وقاعدة شخصيته، وهذا ماجذب إليه اعتبار الناس، حتى أن منهم من كان كلّما صادفه في طريقه، فرش رداءه على الأرض، وأوعز إليه بالمشي على الرداء، فيجيبه قائلاً: "سلاماً وخيراً".


http://www.peregabriel.com/gm/albums...igo_e_novo.jpg

الفارس العالي الهمة
قارب فرنسيس العشرين من العمر، وهو عامر بالأحلام والآمال، ولا يجد السرور والحماس إلا بالتهالك على ما يتعب ويرهق، فبات يضطرم شوقاً إلى أن يحيا ويحارب في سبيل الوطن.
وإذا بالحرب تنشب بين أسيزي وبروجيا، فكان ذلك مناسبة جديرة بميول فرنسيس، دفعته إلى أن يكون في عداد الفرسان المتسلحين، وهو يطفح اعتزازاً وجرأة وشباباً.


اشتدّت محاصرة المتحاربين، وتأججت المعركة، وأثخنت الخيول وراكبوها جراحاً، فوقع فرنسيس أسيراً بعد أن كان في طليعة القوم، وأكره على أن يمر تحت قوس أغسطس اذلالاّ. لكنه ظل قرير العين بشوشاً في أسره، بالرغم من ضيقه، يحاول أن يشدد عزيمة رفاقه.


وإن اكفهر الجو، ازداد هو بأساً، وعكف على الغناء منشداً: "ينتظرني مستقبل باهر: فالعالم سوف يكرّمني عظيم التكريم". أما رفاقه فكانوا يجيبون: "حقاً ! إنك لمجنون!" كلا ! إنه لم يكن مجنوناً، وإنما كان الاطمئنان يسوده ويثير خياله.


ولما إن عاد من السجن، ابتلاه المرض، فكان ذلك أول آثار النعمة، التي جعلت تجرد قلبه مما ألفه من أفراح الدنيا.




صوت من السماء
ما كاد فرنسيس يتعافى، حتى عاد إلى ما كان عليه قبلاً من رغد العيش، وانطلق يحلم بأن يصبح فارساً متفوقاً. وقد حثّته هذه الحمّية على أن يقصد إلى بوليه البعيدة.
فأخذ في الطريق مع فرسان أشراف، جعلوا يستخفون به ويقولون: " من هذا؟ إنه ليس من الأشراف، إنما هو ابن تاجر، يحطّ من منزلتنا!".
أما فارسنا، فما برح أن أطلعهم على ما يعانيه من الألم، فاضطرّ إلى الاعراض عن مواصلة السير، وبات ليلة يتلوّى من الحمى. وحينذاك سمع صوت الرب يقول له:


"لِمَ هذا التهالك على خدمة أناس، والرفق بقوم قلّما يجزيك؟ أليس الأجدر بك أن تخدم وتكّرم إلهاً وربّاً يجزيك جزاء لا حد له؟".


فسأل فرنسيس: "وماذا ينبغي لي أن أصنع؟" فأجابه الرب: "ارجع إلى أسيزي، وهناك يقال لك ماذا ينبغي لك أن تصنع".
طلع الفجر، فقام فرنسيس، وقفل راجعاً إلى أسيزي، حيث عاد وسمع صوتاً يقول له في وسط صمت الليل: "يا فرنسيس، تعال اتبعني!".


فتلقّى فرنسيس هذه الدعوة الملّحة برضى لا رجوع عنه، وعزم على أن يتبع الرب، وأن يقف كل شيئ عليه، من غير شرط أو قيد.




فرنسيس يقّبل الأبرص

http://www.peregabriel.com/gm/albums...si-praying.jpg

تغلب فرنسيس على الشغف بشؤون الدنيا، وراح يرّحب ترحيباً سخياً كاملاً بدعوة الله، فانتعشت حياته بروح جديدة، وجعل يعكف على الصلاة والتأمل، ويتردد إلى العزلة.


ولكن، هل كان هذا نوع الحياة الذي وجب عليه أن يتخذه؟ ركب فرنسيس ذات يوم جوداً، وأخذ يتجّول في الحقول خارج أسيزي. فرأى أبرص مسكيناً شنيع المنظر مقبلاً عليه. فسوّلت له نفسه أن يهرب من معركة الخوف هذه، التي كانت من أعظم معارك حياته.


لكنه تمهّل، ونطر إلى الشخص الموحي بالاشمئزاز، ونزل عن الجواد، ولم يأنف من معانقة الأبرص وتقبيله.
أجل، لقد تمّ النصر لفرنسيس، فشعر بأنه أمسى شخاً جديداً، وبأنّ نوراً جديداً سطع في باطنه، وعاطفة جديدة شرعت تطفح من قلبه.


ثم أدرك أنَّ المسيح المتألم هو الذي تراءى له بصورة الأبرص المشوّهة. فعمد من ساعته إلى خدمة البرص، وصار يتردد إلى المستشفيات، ويزور السجناء، ويدافع عن المضطهدين، ويعزّي الحزانى، وهو يرى ويخدم فيهم المسيح المصلوب.
وقد ترك فرنسيس في وصيته ما يلي: "عندما كنت أتخّبط في الخطايا، كان يشقّ عليّ أن أشاهد البرص، لكنّ الرب اقتادني إليهم، قانقلب الأمر عذباً على قلبي وجسمي حتى هجرت العالم".
إن نعمة الله تجعل المستحيل ممكناً.




المصلوب يخاطب فرنسيس
انقطع فرنسيس إلى خلوة كنيسة القديس داميانس القديمة، فسمع هناك صوت يسوع، يبعثه على صعود جبل الكمال، وسلوك سبيل الزهد في الذات:
"إن رغبت، يا فرنسيس، في أن تعمل بمشيئتي، فينبغي لك أن تزهد في ذاتك زهداً كاملاً، وأنتمقت ما أحببت حتى الآن. فعندئذ تشغف باذلال البشر لك، وباحتقارك لذاتك، وبالفقر، ولن تعود تطيق ما استعذبته حتى الآن. وما كنت تعدّه جبناً وغروراً، سيوليك قوة وفرحاً لا يفي وصف بهما".


http://www.unitedearth.com.au/assisi.jpg

كان لهذه الكلمات وقع شديد في نفس فرنسيس، حتى إنها إذاقته فرحة الخضوع للمشيئة الربانية، وجعلته يتغلب على ما كان الروح الخبيث يحاول أن يغريه به، بمختلف الوسائل، من التمثيل بالشباب الطائشين، والأغنياء والأشراف.
أجل، ها هو فرنسيس يعزم على أن يذعن إلى نداء يسوع، ويعمد، رابط الجأش، إلى صعود سلم الكمال درجة درجة.
وإذا بصوت المصلوب يقول له ثانياً:


"قم، يا فرنسيس، رمّم بيتي المتداعي".

لم يظن فرنسيس أن هناك معنى آخر لقول المصلوب، فراح يرمّم بيديه الكنائس والمعابد المتصدّعة.إلا أن العناية الربانية ما لبثت أن أقامت من فرنسيس صياداً للنفوس، بل باعثاً لرسل يجودون بذواتهم، بغية أن يحملوا إلى كل مكان من الأرض رسالة المسيح الرب.




الاقتران بالسيدة الفقر
" قم، يا فرنسيس، ورمم بيتي المتداعي". هذا ما سمعه فرنسيس، وإذا بفرنسيس يدرك، في تواضعه، أن الله لا يدعوه إلى بناء كنائس من حجارة فحسب، بل إلى بناء كنيسة النفوس أيضاً، وقد توصّل إلى ذلك بفضل نعمة الله، التي كثيراً ما تستخدم لسان الحوادث. وكان أول تلك الحوادث هجر فرنسيس لوالده.
فقد اشمأزّ هذا من رؤية ابنه يعرض عن النيا، ويبيع المنسوجات، فخفّ إلى كنيسة القديس داميانس، وانهال على رئيسها بالتوبيخ الشديد، لقبوله عنده الشاب "مجنون الله".


ثم أمر ابنه أمراً قاطعاً بالعودة إلى البيت الوالدي والعناية به.
لكن تصميم فرنسيس كان غير ذلك، وقد فهم ما يقصده الرب من القول، بوجوب ترك كل شيئ، حتى الأُسرة، والالتحاق به.
والآن، فها هو والده يرجعه إلى البيت، ويسجنه في حجرة، وبالرغم من هذا، بادرت أمه وأطلقت له الحرية، فعاد يرمّم الكنائس. وإذ رأى الوالد أن لا فائدة من التهديد والانذار، رفع الأمر إلى القاضي المدني، لكن فرنسيس احتجّ بأن أمره منوط بالمحكمة الكنسية.
وعندئذ جرى هذا المشهد بمرأى من المدينة كلها: فقد مثل فرنسيس بين يدي أسقف أسيزي، ولساعته خلع ثيابه بطيبة نفس، وردّها إلى والده قائلاً: "إلى الآن دعوتك أبي على الأرض، أما فيما بعد فأقول في صواب: "أبانا الذي في السموات!".
هذا الفعل الغزير المعنى، لأشبه ما يكون بطقس ديني: إنه يدّل على اقتران الأخ فرنسيس بالسيدة الفقر.




فعل يوجه حياة بكمالها
لبعض أفعال الناس آثار باقية خالدة، فهذا كان شأن تعري فرنسيس من كل شيئ، في حضرة مواطنيه، وإعلانه أن ليس له من أب سوى الذي في السموات.
فقد خيّل إليه أن كلمة المعلّم تدوّي في أعماق نفسه: "اذهب، فبع كلّ شيئ تملكه، وتعال فاتبعني".
فتقديس النفس، والتجرد من كل شيئ، نزولاً عند وصية يسوع للشاب الغني، الذي ورد ذكره في الانجيل، هما سبيل الإنسان الواحد إلى أن يصبح تلميذاً، لذلك الذي كانت عيشته على الأرض عيشة أفقر الناس.
أجل، لقد أدرك فرنسيس، أن غرض حياته هو أن يكون فقيراً مع من كان أكبر الفقراء. فلن يكفّ، طول أيام حياته، عن الرفض المطلق لامتلاك أقل شؤون الدنيا، التي من طبعها أن تمتلكنا.
كان الأمر صعباً، لكنه لم يكن من غنى عنه، وسط مجتمع كنسي هدّدته هموم العالم بالدمار. وها هو فرنسيس ينادي بالخلاص القائم على أشد الأقوال الانجيلية:


"اطلبوا الملكوت وبرّه قبل كل شيئ، تزادوا هذا كله". فالفقر، والزهد في الذات، والتخلي عن كل شيئ، اصبحوا، في عرف فرنسيس، سبل كل قداسة، وجوعاً إلى الملكوت الله ونعمته.
فيا لها من مدرسة سامية، افتتحها فرنسيس لجميع الناس، المعرّضين لعبودية الجوع إلى الذهب. إنها مدرسة ثقة بالعناية الربانية،التي تعمل على أن "نزاد كل شيئ". إنها مدرسة اطمئنان وسلام للبشرية، المجرّبة بالطمع والبخل!.




حلم ورؤية
في ليلة من صيف سنة1210، رأى البابا انوشنسيوس الثالث حلماً مرعباً، تمثّل له فيه أن كنيسة القديس يوحن اللاتراني، المدعوّة الكنيسة الأُم، أخذت تتداعى وتنذر بالخراب.
استولى الخوف والحزن على البابا، وهو يشهد هذا المنظر في فراشه، عاجزاً لا يتحرك. ثم هبّ يصيح: "انقذوا الكنيسة!". لكنه لم يكن هناك من يسمع صراخه، أو يلقي إلى ندائه بالاً.
وإذا بشخص يتراءى له على حين غرّة، في الردهة المجاورة، فقيراً، قصير القامة، خشن الثوب، حافياً، مئتزراً بحبل، يرافقه اثنا عشر رجلاً ارتدوا زيّه.
ولكن هل لدى ذلك الشخص من حيلة، وما عساه يفعل الآن؟ ها هو يعانق الكنيسة، ويسندها، ويتوّصل بجرأة غريبة إلى توطيدها وتثبيتها.
أما رؤيا الخلاص هذه، ترجع إلى البابا نفسه. فيبادر ويرفع إلى الله هذا الدعاء: "ربّ، ليت هذا يتحقّق!".
كان فرنسيس المسكين الشخص الذي تراءى للبابا في الحلم، وقد اختاره المولى لاحياء كنيسته المقدسة.



راوية الله / شاعر المخلوقات
اورثت فرنسيس أمّه ميلاً كبيراً إلى الشعر والغناء. ففي السنوات الاولى من شبابه، كان دأبه دأب الرواة القادمين من فرنسا، ينشدون فرح الحب وجمال الكون.
أما الآن، فقد تفوّق عليهم جميعاً، إذ صار على جانب كبير من الإبداع في بسط رؤية وافية لله والمخلوقات. فكانت نفسه تحنّ بخالص الحب إلى ما في الطبيعة من صفاء وسمّو، وإيمانه الحي كان يبرز الأشياء في بهاء، تسطع منه قدرة الله وصلاحه.


وفي هذا الضوؤ، لم يكن" قانون إيمانه" ليقتصر، شأن غيره، على عرض جاف للعقائد والوصايا، بل كان يخفق فرحاً، وينبعث حمداً روحياً.
لقد كانت الطبيعة تتجلى لبصر فرنسيس بكل ما أوتيت من عظمة وجمال، ومن نقاوة عذبة، وخير علوّي. فأصبح، هو شاعر الطبيعة، وملك المخلوقات، يتغّنى بتسابيح الخالق، باسم ما صنعت يداه.


وهذا ما جعل، من الريح والنار والقمر والأرض والموت، أخوة له وأخوات. وهذا ما جعل الطير تذعن إلى أوامره، والذئاب المفترسة تقيه وجماعته شرّها واذاها.
فبفضل فرنسيس، "قدوة تابعي المسيح"، أخذ يتّسرب في الموسيقى المسيحية نشيد جديد، نقي صاف، لا يفي وصف به.




الدعوة الثانية
كان لحياة فرنسيس الجديدة، حياة الخلوة والتأمل، مقام جزيل في عيني المولى، لكنه كان ينقصها شيئ، على جانب من الأهمية:


وهو أن تكون قدوة، "نوراً يراه الناس، فيمجدون الآب الذي في السموات". ففي تلك الأيام، لم تكن الكنيسة بحاجة إلى معتزلين للعالم ونسّاك فحسب، بل إلى من يسيرون في خطى الرسل، ويكرزون بالانجيل في كل مكان أيضاً.


وعليه، ففي اليوم الرابع والعشرين من شهر شباط سنة 1208، كان فرنسيس في كنيسة مريم سيدة الملائكة. فسمع، في قراءة القدّاس الانجيلية، آية أثرت فيه تأثيراً بالغاً: "اذهبوا واعلنوا البشارة، وقولوا: قد اقترب ملكوت السماوات".
اذهبوا وأعلنوا البشارة!
بدت هذه الوصية الإلهية لفرنسيس، في صورة تتجاوز العزلة، التي جاء إليها يبحث عن الله، وسط طمأنينة الحقول، وتغاريد العصافير. وإلى ذلك، فإنها بانت له السبيل الواجب عليه سلوكه، سبيل الحياة الرسولية، وبعثته على أن يطوف بالأرض هاتفاً بكلمة المعلم، من غير توان أو فتور.


http://www.pastoralis.com.br/pastora...photos/393.jpg

وإذا بفرنسيس يغّير ثوبه بآخر أخشن منه، ويحلّ زنّاره، ويبدله بحبل، ويعرض عن الطريق المؤدية إلى أسيزي، ويشرع يخاطب الجماهير في الساحة العمومية.
وهكذا أصبح الفقير واعظاً.




فرنسيس يمر بالجموع
مرّ فرنسيس ذات يوم بإحدى المدن، فخرجت الجموع لملاقاته، وأغصان الزيتون بأيدي بعضهم، وجعلوا يهتفون: "هوذا القديس! ها هو القديس!". ومن شدّة احترامهم له، وشوقهم إلى رؤيته، لم يخشوا أن يزاحموه.
كان ذلك شبه تمثيل لما جاء في الانجيل المقدس، فعلى آثار يسوع،كان فرنسيس يمرّ بالقرى والمدن، يعمل الخير، ويعظ بحب الله والإخوة، والتقوى والتواضع، والزهد في المال، وبذله تكفيراً للخطايا.
أما أهل ذلك الزمان، فلم تكن طباعهم أفضل من طباعنا، إنما كانوا يمتازون بشيئ من الفطرية. فكان فرنسيس يجتذبهم بانشاد نشيد حمد وتسبيح، ثم يخطب فيهم. فمنهم من كانوا يهتزون لكلامه، ويبادرون إلى الالتحاق به.
وكان ذلك العهد عهداً، حاول فيه الشعر الريفي أن يجمع، في شبه ديمقراطية مثالية، بين الفقير والغني، وبين التابع والسيّد. فقام فرنسيس، وتناول الأمر بطريقة مسيحية. وأنشأ أسرة رهبانية هي "أسرة أخوّة"، يتساوى فيها الفقراء والأغنياء، والفرسان وأبناء الشعب، والمتعلمون والجهّال، وفيها يكون الرئيس خادماً للناس أجمعين.
وإذا بالجموع تنطلق من ضجيج الأسلحة ودخان الحرائق، وتتطلع إلى الفجر الجديد الذي أخذ يلوح في الآفاق"، تقتادهم جاذبية غريبة، ويقصدون إلى فرنسيس، وكلهم رغبة في التحدث إليه واسترشاده وسماعه.




التلاميذ الأولون
تخّلى فرنسيس عن الشؤون، التي من طبعها أن تستهوي الناس. وجعل يزداد قرباً من الله يوماً فيوماً، بالصلاة والعمل في العزلة الروحية. على أنّ حبّه لربّه عاد به إلى الناس، وإلى سلوك طرق العالم المستوحلة.


http://www.logoi.com/pastimages/img/...f_assisi_3.jpg

أجل، إنه كان أفقر الفقراء، ومع هذا كان يبدو أنيس الطلعة سعيداً، والفقراء والأغنياء كانوا يأتون إليه، علّهم يجدون به غنى مجهولاً لا يفنى، لا يملكه أحد سواه: غنى الإيمان والحب.
وإذا بطائفة من الناس يحتشدون حوله ويلازمونه: منهم الأغنياء والفلاحون، والفارس والفنان، والصانع وشاعران. وكانت السعادة حليفتهم في عوزهم، لا يكنزون شيئاً، وإنما وَكَلوا إلى ربّهم قلوبهم وأحلامهم، وأشواقهم وآمالهم.
وكانوا يقومون، في النهار، بكل عمل يسألونه، يخصّون بنشاطهم الفلاحين في الحقول، والمرضى في المستشفيات.


وإلى ذلك، كانوا يتنقلون من بيت إلى بيت، يلقون في القلوب حب المحبة والإيمان والسلام، ويعلّمون الناس أن يحبّوا الحياة وأن يباركوها.
وفي الليل الصامت، كانوا يقبلون على تأمل الانجيل المقدس، يستمدون منه نوراً جديداً وقوة جديدة. فهكذا أعدّ فرنسيس فرسانه للجهاد من أجل المسيح، هكذا أقام أسس رهبانية الأصاغر، الإيمان عمدته، والنعمة هديه.




ربيع الكنيسة يزهر
قامت إذاً الرهبانية الجديدة على الفقر، والتواضع، والمحبة، والصلاة، والعمل.
ولقد أراد فرسان المسيح المنتمون إليها، أن يفتتحوا العالم من غير غنى أو سلاح.


فقصدوا إلى روما، وأطلعوا البابا انوشنسيوس الثالث على ما كان يهزّهم من الحماس والغيرة. وإذا أقرّ البابا الرهبانية شفاهيّاً، قفلوا راجعين، تصحبهم بركة النائب عن المسيح، إلى أمبريا وطنهم، وقد أصبح "جليل" ايطاليا الجديد.


هناك جعلوا يسيرون في المدن اثنين اثنين، يحفّ بهم. جوّ عجيب من اخوّة، حدت الكثيرين على الانضمام إليهم، وكنيسة سيّدة الملائكة "مهد" لهم.
أجل، من هذه الكنيسة، المدعوة "الجزء الصغير"، انطلق أولئك الرجال الجدد، يجمعهم الفقر، وينيرهم الإيمان، وتضرمهم المحبة. وإذا بالجماهير تتقاطر لسماع كلامهم الانجيلي الملتهب، الطافح من أعماق قلوبهم، فيسترسل أجفّْهم قلوباً في البكاء، والمتخاصمون يعودون إلى الوئام.




كلارا الأسيزية وحياة النبل الجديد
من أعجب من جاؤوا إلى فرنسيس، فتاة من أسيزي تدعى "كلارا" كان يبدو وكأنها تسطع نوراً. كانت غنيّة جميلة، من أسرة شريفة. وكان في وسعها أن تحظى بمنزلة عالية في الحياة. ولكنها ما إن سمعت ذات يوم عظات فرنسيس في الله، والحب الذي يلزمنا أن نخصَّ به الله، حتى استقرّ رأيها على أن تتبع فارس المسيح البطل.


http://fineartamerica.com/images-med...eph-malham.jpg

وإن إقبال كلارا على الحياة الجديدة، مكّنها من تذليل جميع العقبات، التي أخذت تعترضها، من جرّاء مقاومة والدها. فوكلت أمرها إلى فرنسيس، وكان قد أدرك ما امتازت به من الفضائل، والدعوة التي أنعم الله بها عليها. فساعدها على تحقيق حلمها، بمحبة وفطنة وبأس.


ففي الليلة الواقعة بين27و28 آذار سنة1211، بادرت أغنى فتيات أسيزي وأشرفهّن وأسماهنّ فضيلة، وهجرت العالم، في سبيل معانقة الصليب، وسلوك سبيل الفقر والتواضع والعمل، ووقف حياتها على خدمة الله.

وهكذا صارت كلارا من وراء نشوة "الرهبانية الثانية" التي لقَّبها فرنسيس برهبانية "السيدات الفقيرات"، ومهدها كنيسة القديس داميانس.
أجل، كنّ فقيرات. لكنهنّ كنّ سيدان شريفات عنيّات، إذ كنّ عرائس المسيح، سيد كل شيئ وربّه، بل سيادت جديرات بكل إكرام وسط الناس والعالم.
وبهذا رفع فرنسيس شأن المرأة عالياً، تحفّ بها هالة من الجمال والسحر، وأقام نوعاً من الارستقراطية الأدبية والروحية المستمدة من المسيح.




الغفران الكبير
لم يكن ليهدا بال فرنسيس، وهو يتمثّل العدد الوافر من الناس الذين لا يحبون الله، بل يهينونه.
ففي ذات ليلة من سنة 1216، إذا كان يضطرم حباً لله، في معبد سيدة الملائكة، تراءى له يسوع ومريم، يحفّ بهما عدد عديد من الملائكة. فأوعز إليه يسوع بأن يسأله ما يشاء لخير النفوس. فأجابه فرنسيس بدالّة بنوية: "إلهي القدوس، اسألك، أنا الخاطئ المسكين، غفراناً كاملاً لكل تائب، اعترف وتناول وزار هذه الكنيسة".


فقال يسوع: "طلبتك عظيمة جداً. لكنك أهل لأَّعظم منها. وإني لمجيبك إليها. فاذهب إلى نائبي على الأرض، واسأله باسمي هذا الغفران".
وفي فجر الغد، دعا فرنسيس أحد الرهبان وقال له: "لنذهب إلى البابا". فتوَّجها إلى بروجيا، حيث كان يومئذ البابا هونوريوس الثالث.


فوقفا بين يديه، فأخذ البابا العجب من طلب فرنسيس، فسأله: "إلى كم سنة تريد هذا الغفران؟".
أجابه فرنسيس: "أيها الآب الأقدس، أنا لا اطلب السنين، وإنَّما اطلب النفوس". ثم ردّد فرنسيس قول الرب. فأجابه البابا: "لم يسبق أن منح مثل هذا الغفران".


أجاب فرنسيس: "أيها الآب الأقدس، لست أنا الذي اطلب هذا الغفران، إنما يسوع المسيح أوفدني إليك".
سمع البابا هذه الكلمات، فتأثر تأثراً بالغاً. ثم قال ثلاثاً: "باسم الله، امنحك هذا الغفران للأبد، فيمكن اكتسابه مرة في السنة، من العصر إلى غروب اليوم التالي. أما اليوم، فهو الثاني من شهر آب".
وقد مدّ الأحبار الأعظمون هذا الإنعام إلى جميع أيام السنة.

فرنسيس رسول في الشرق
انضمّ فرسان آخرون إلى الأولين. فشاء فرنسيس أن يسيروا وفق روح القانون المقدس، وأن يخدموا ربّهم بالفقر والتواضع والعفة. وإن نزع أحدهم إلى الفتور والتواني، استدعاه فرنسيس وقال له: "انطلق إلى بيتك، يا أخا الذئاب. فما أنت إلا زنبور يتناول عسل النحل".


وكان يوصي إخوته قائلاً: "على جميع الذين بعثهم الرب للعمل، أن يخلصوا في عملهم، متنصلين من البطالة، عدوة النفس، ومحافظين على روح الصلاة المقدسة، التي لها الصدارة في هذه الدنيا".


مرّت الأيام، والرهبانية تنضج شيئاً فشيئاً. فهّم فرنسيس بالأَخذ في السفر إلى الشرق، متعطشاً إلى النفوس وبذل الذات. فلم تثنه المشقّات الجمّة عن الحلول بمصر، حيث مثل بين يدي السلطان الملك الكامل.
ثم برح مصر إلى الأرض المقدسة، للصلاة والتأمل، في الأماكن التي باركها المسيح. فعاد متأثراً من منظر طفل بيت لحم، ومصلوب الجلجلة. وبعد أخذ قسط من الراحة في الوطن، رجع إلى حياته الرسولية، حتى وصل فرنسا واسبانيا، باذراً أينما حلّ كنوز كلامه وفضيلته.
أما زيارته لبلاد المسيح، فإنها لم تذهب عبثاً. فأبناؤه سيكونون حراساً لأماكنها المقدسة، وسيحافظون عليها بإيمان وبأس.

مجمع الحصر
ممّا ينطق بصلاح الرهبانية الفرنسيسية: المجمع المسمى بمجمع الحصر (بسبب الحصر التي أعدّها فرنسيس لسكنى الرهبان). وقد عقد في كنيسة سيدة الملائكة، في الثالث عشر من أيار سنة 1221، يوم عيد العنصرة. وبلغ عدد الذين استطاعوا الحضور نحواً من خمسة آلاف أخ، قدموا من ايطاليا وغيرها من ربوع الأرض. وكان من بين أولئك، القديس عبد الأحد، مؤسس الرهبانية الدومنيكية.


قام فرنسيس، في هذا المجمع. وخطب في الإخوة، قال: "لقد وعدنا الله بالعظائم، إلا أن ما وعدنا الله به أسمى منها. قصيرة هي لذة الدنيا! ابدّي العقاب الذي يليها! الألم وقتي، أما مجد الحياة الأخرى، فلا حدّ له".
"أوصيكم، باسم الطاعة المقدسة، بأن لا يكترث أحد لشؤون الجسد، بل أن تتفرّغوا للصلاة وخدمة الله، مُلْقين همَّ الجسد على الذي يعنى بأمركم".


وقد بعث على تأثر الحضورمعانقة فرنسيس للأخ انطون البادوي، أحد الذين جاؤوا إلى المجمع. كانت دوافع الرغبة في الاستشهاد حدت بهذا الأخ، إلى ترك رهبانية قانوّني القديس اغسطينوس، والالتحاقبرهبانية الإخوة الأصاغر. فجعله وُسْعُ ثقافته الدينية أهلاً لأن يلقَّب "بحامي الإيمان ومطرقة المبدعين". ثم أصبح أعلى مجد للرهبانية الفرنسيسية، وأشهر صانع للمعجزات عرفه العالم، ورفع إليه الدعاء.
لذلك أحصاه البابا بيوس الثاني عشر في عداد معلمي الكنيسة، واسماه "المعلم الانجيلي".




الرهبانية الثالثة
سنة1223، أقرّ البابا هونوريوس الثالث رسمياً الرهبانية الفرنسيسية، التي ما برح الناس يتواردون عليها من جميع النواحي، بغية خدمة الله، وإعلان اسمه إلى العالم.


وكان نحو سنة 1221، أن غصنا جديداً أخذ ينمو على الجذع الأصيل، إلى جانب الإخوة الأصاغر وراهبات كلارا، وهو الرهبانية الثالثة، ووضع لها قانوناً يرمي إلى تقديس حياة أولئك، من غير أن يتركوا العالم.بهذا تمّ شوق الكثيرين الشديد إلى حياة الزهد والكمال، في رهبانية دعيت أولاً "رهبانية إخوة التوبة"، ثم "الرهبانية الفرنسيسية الثالثة".


فانضمّ إليها أقرب الناس إلى فرنسيس، ومن كل سنّ وطبقة ومقام، من كهنة وأساقفة وباباوات وأمراء وملوك.
حقّاً! أرادت العناية الربانية هذه الرهبانية، التي ادهشت العالم في نسيانه لانجيل الخلاص.


فقد بعثت فيه حياة جديدة، واعلت شأن المساكين، وردّت أسلحة الانتقام، ونشرت الحب في القلوب والأفكار والأفعال.
إن الانتماء إلى الرهبانية الثالثة نور وهدى لحياتنا الروحية، في درب الكمال المسيحي.



مذود غريتشو
اقترب عيد الميلاد سنة1223، وأخذتالترانيم الرعوية تنعش الآفاق. فراودت فرنسيس، وهو الكثير الشغف بيسوع الطفل، قال: "الشوق يلحّ بي أن أحيا ليلة الميلاد السماوية، وأن أرى بعيني يسوع الطفل، كما ولد في بيت لحم، مضجعاً فقيراً مسكيناً في مغارة حباً لنا.


فانطلق إلى الغابة، وابحث بين الصخور عن مغارة واسعة، وأقام فيها مذوداً، وأنثر على الأرض تبناً، وأحضر ثوراً وحماراً، فنحتفل إخوة وشعباً بحلول ابن الله في أرضنا".
هكذا ولد من قلب فرنسيس المولع بالمسيح ذلك المهد، الذي يحرّك عواطفنا كل سنة، إذ يحملنا على أن نحيا سرّ الحب المتجلي في الميلاد المقدس.


ولما أعدَّ كل ما يفتقر إليه الاحتفال بالليلة المقدسة، سارع الإخوة من المساكن المجاورة والبعيدة، وتوارد المسيحيون، رجالاً ونساء، من الضياع القريبة، وبأيديهم المشاعل، وألَّفوا شبه إكليل ضمن المغارة.
وعند منتصف الليل، اقيم القداس الإلهي، وخدم فيه فرنسيس كشماس انجيلي. وبعد إعلانه الانجيل، ألقى على الحاضرين خطبة في سرّ ميلاد المخلص العظيم.


ومنذ ذلك الحين، جرت العادة أن تقام مغاور الميلاد، وأن تدخلهذه السرور على قلوب الملايين من الصغار، وتبعث من الجمودمئات الملايين من القلوب.



فرنسيس يحرر اليمامات
كان فرنسيس ينجذب بحب وفرح إلى جميع المخلوقات، كان الإخوة تربطه بها، وتخصه على أن يرقّ لها.
وقد اتفّق ذات يوم ان سار في الحقول، فلقي صبياً معه قفص فيه عدة يمامات.


http://www.peregabriel.com/gm/albums...si-praying.jpg

فأخذته الشفقة، إذ خطر بباله أنهن سيبعن أو سيذبحن. فقال للصبي: "أسألك أن تهب لي هذه اليمامات الوديعة. فهي، في الكتاب المقدس، صورة للنفوس الطاهرة الأمينة، ولا يجوز أن يسلّم لأيدٍ قد تذبحها".


فنظر الصبي إلى فرنسيس، وقد أصابته الدهشة. لكن عذوبة كلماته حملته على إعطائه اليمامات من ساعته. أما فرنسيس، فطفح منه السرور، وبادر إلى تناول اليمامات، وأخذ في مخاطبتهن قائلاً "يا اخوتي اليمامات الساذجات البريئات، لماذا وقعتنّ في الفخاخ؟ مرادي أن انقذكنّ من الهلاك، وأن تعدن إلى أقفاصكنّ، وتكثرن وفق وصية الربّ".
ثم شكر الصبي، وأخذ اليمامات إلى كنيسة سيّدة الملائكة، ووضعهن في أقفاص الحرية.


وهناك حادث آخر جدير بالذكر. أهدى أحدهم فرنسيس حملاً لمناسبة عيد الفصح. فأحب فرنسيس الحمل، إذ بعثه على التفكير بالمسيح، حمل الله المضحى من أجل خلاصنا. وصار الحمل يتبعه ويطيعه كأنه كائن يدرك. وإلى ذلك، كان ينضم خاشعاً إلى فرنسيس وأخوته وهم يصلّون.
لنتعلّم أن نرى في المخلوقات شعاعاً وصورة لجمال الله وصلاحه.




فرنسيس يعظ العصافير
مرّ فرنسيس يوماً بإحدى الضياع، فرأى تلاّ تكدّست فيه العصافير المختلفة الأجناس والأشكال، كأنها تلاقت لموعد غريب. فسأل من معه أن يقفوا، ريثما يذهب إلى إخوته العصافير، ويرى ما تعمله.


فأقام وسطها، وأوعز إليها بأن تصغي إلى كلام الله، قال:
"إخوتي العصافير، عليكم بتسبيح ربّنا ومحبته في كل حين، لأنه كساكم ثياباً بهية الألوان، وأطلق لكم أن تطيروا، ويجود عليكم بما إليه تحتاجون، ويوليكم أن تسكنوا حيثما شئتم. أنتم لا تزرعون ولا تحصدون، وهو يحفظكم ويعتني بأمركم، من غير أيّ عناء منكم".


عند هذه الكلمات، هّبت العصافير تعرب عن بهجتها. فمدّ فرنسيس يده، ولمسها بثوبه الخشن فرحاً، ثم باركها وصرفها بعلامة الصليب. فقامت ورفرفت على رأسه، وعادت إلى أعشاشها.
إن هذا الحدث ليحثّنا جميعاً على أن تسبّح في كل آن الإله، الذي هو مصدر كلّ هبة، وأن نلقي عليه الاتكال. فلا شيئ يعجز قدرته جلّ جلاله.




نحو العلى
لا تزدهر حياة النفس ولا تسمو إلاّ بالصلاة والتأمل. وهذا ما كان يحدو فرنسيس على التردّد إلى العزلة لمناجاة الله.
كتب أحد الإخوة بهذا الشأن: "كثيراً ما كان يوم، ويخلد إلى أمكنة توفّر الطمأنينة والاختلاء، بغية أن يكون مع الله وحده، وأن ينفض عن نفسه ما قد يكون علق بها من غبار العالم".


فهنالك كان، باسم يسوع المصلوب وأمه المجيدة، وبجناحي الروح، يحلّق في العلى، وينجذب شديد الانجذاب إلى رؤى الفردوس.
وكانت الأمكنة، التي ألِف فرنسيس الانقطاع إلى عزلتها، كانت توحي إليه بذكريات الأمكنة الانجيلية: بيت لحم، جبل صوم المسيح، الجلجلة. فأصبحت، على غرار هذه، واحات مناجاة لله، وكوّنت قداسة فرنسيس. وحضور فرنسيس فيها قدّسها بدوره، وجعلها حتى اليوم أمكنة يغتني فيها أبناؤه روحياً، كي يكونوا أكثر شبهاً بمعلمهم، ويشهدوا للرب ولأنفسهم وللآخرين، بأن حياتهم موقوفة لله، في ضوء مثالية القديس فرنسيس.


فرنسيس والافخارستيا
من أين كان يستمدّ فرنسيس غذاء المحبة؟
كان ذلك من الافخارستيا أولاً. فهي تمدّ النفس بما تفقتر إليه هذه، كي تتمكن من محبة الله والقريب محبة فائقة الطبيعة.
إن المحبة هي السبيل إلى الاتحاد بالله، والافخارستيا هي ما يجمعنا بالله: "من أكل جسدي وشرب دمي، أقام فيّ وأقمت فيه".
فالمحبة الكاملة تكون بالبقاء في الشخص المحبوب، بل بالتحول إليه.


وقد قال القديس يوحنا: "من أقام في المحبة، أقام في الله، وأقام الله فيه". فإن كان الله في نفس ذاك الذي يتناوله، فهذا يقيم في المحبة، بل يقيم فيها بنوع يزداد كمالاً.
وعليه، ففي الافخارستيا، ألقى فرنسيس مركز كل نشاطه النابض. كان يقدم على التناول بأقدس عواطف الاستعداد، وينجذب أشد الانجذاب إلى ملاقاة عطيّة الربّ بالمحبة، وعرفان الجميل، ويجد الراحة بمَن هو الخير غير المحدود، مستطيراً فرحاً روحياً، ومعانقاً في قلبه جميع الذين فداهم المسيح.


وكان، في مناجاته الافخارستية، يصرخ إلى الرب: "يا رب، اجعلني أداة لسلامك! لنبشر بالحب حيث الحقد ولنبن السلام حيث الخصومة ولنوقظ الإيمان حيث الشك ولنبعث العزم حيث الكآبة والحزن ولنبذل الصفح حيث الإهانة ?ولنعلن الحقيقة حيث الضلال ولنحيَ الرجاء حيث اليأس ولنشعّ النور حيث الظلمة".
أجل، كان فرنسيس يشعر بأن الافخارستيا جعلته واحداً مع المسيح. وهذا ما دفع البابا بندكتس الخامس عشر على أن يشهد بأن فرنسيس "أكمل صورة وجدت على الأرض للمسيح".




وسم المسيح
في شهر أيلول سنة1124، رحل فرنسيس إلى جبل "فرنا"، مستصحباً بعض الإخوة. فكانت صلاته تزداد اضطراماً هناك يوماً فيوماً. وارتفع دعاؤه عالياً بين الدموع والتنهدات:


"أيها الرب يسوع المسيح، أسألك أن تظفّني بنعمتين قبل مماتي: الأولى أن أشعر في نفسي وجسدي، ما أمكن، بما اضطرمت به من الحب العجيب، الذي حملك، أنت ابن الله، على أن تموت لأجلنا نحن الخطأة المساكين".


ثم صمت، ومكث مصلوب الذراعين، حتى بدأ وكأنه شبح، انهكه الصوم والألم. لكن وجهه ظَلَّ يشع نوراً، من جراء لهيب الحب الذي كان يلتهمه.


وبينما كان فرنسيس يلتفت إلى الشرق عديم الحركة، إذ رأى بغتة سروفياً هابطاً من السماء، وقد وقف تجاهه مرتفعاً في الجو، وله أجنحة منيرة ملتهبة، وهو يحمل صورة المصلوب مطبوعة في جسمه.
وعند ذاك، أحاط بجبل فرنا نور ساطع، أضاء ما حوله من الجبال والأدوية. أما فرنسيس، فقد شعر بأن جرحاً فادحاً ثخن جسمه، فيقي مغمياً عليه. ولما توارت الرؤيا، شهد، وهو مرتعش من الكآبة والمسرّة، مسامير صليب المسيح في يديه ورجليه، وأبصر جنبه الأيسر دامياً بجرح الشهيد المصلوب:
"لقد وسم بوسم المسيح الأخير فحمله في جسمه طيلة سنتين".(دانته،الفردوس11)




نشيد في الخلائق
اشتدّ سوء الحال بفرنسيس اشتداداً عظيماً، في أواخر عمره. فكانت الجراحات تؤلمه، والعينان لا تطيقان النور، والمعدة لا تطيق الطعام. فانطلق به الإخوة إلى دير القديس داميانس، حيث كلّمه المصلوب للمرة الأولى، بغية التفريج عنه.
وكان قد اقبل شتاء1224-1225. فاعتزم فرنسيس أن يؤلف: نشيداً في الخلائق


قال أحد الآباء الفرنسيسيين: "إن نشيد الخلائق هو عهد القديس فرنسيس، هو أشادته بالحياة على عتبة الموت، ومعانقته البشر في ساعة الفراق والرحيل، والغناء وسط التلوي من الألم، والحب الذي يفوق الألم، وبدء فنّنا، وسرّ وسمنا المسيحي، ورمز خلودنا".



زهرة تحترق بأشعة الشمس
ها قد اقتربت ساعة دعوة الرب لفرنسيس إليه. "فاستقبل الموت منشداً"، على حدّ قول أحدهم، وكان بودّه أن يموت قريباً من كنيسة البورسيونكلا (الجزء الصغير).


وقبل ذلك، استغفر الجميع، وبارك أبناءه وبناته، وبارك أسيزي، مدينته العزيزة، وغاص في الصلاة: "أهلاً بأخي الموت ... ها إن الرب يدعوني ..."
وكان مساء اليوم الثالث عشر من شهر تشرين الأول سنة 1226. الآفاق صافية كأنها على أهبة لقبول أنفاس فرنسيس الأخيرة، ونور ضئيل يبدو في وجه القديس المشرف على التلف، تعلو محيّاه ابتسامة رقيقة. وفي وسط الصمت السائد، سراب من "إخوته القنابر" يبادر ويغّني. والحاضرون ينحنون على وجه من شمع، لعله يوحي برمق من الحياة. ولكن الفم أمسى جامداً لا يتحرك.


فقد مات فرنسيس من غير ضجّة أو عراك، كزهرة تحترق على جذعها بأشعة الشمس.
أجل، هكذا برحت نفس فرنسيس هذه الدنيا. فظل جثمانه على الأرض، يشع نوراً، وتفوح منه رائحة الزنابق، بين أعجاب الحاضرين من أمره. وتقبيل الإخوة له.


ثم حمل الجثمان ودفن في كنيسة القديس جرجس، حتى اليوم الذي شاد الأخ ايليا الكنيسة الكبرى، على اسم أبيه القديس. إلى هناك نقل جثمان فرنسيس. وهناك أصبح قبر القديس الساروفي محطّ حجّ للعالم كله.


فما زال الملايين يقصدونه من كل دين وطبقة، ويجثون راكعين أمامه، ملتمسين منه نوراً وقوة وسنداً وسلاماً.
إن هذا القبر قد جعل من أسيزي أورشليم الغرب.


خاتمة
إن فقير أسيزي قد أنشد أصفى أفراح الأرض، ورفع شأن ما بها من آلام وتضحية وموت.
إنه قد بكى طغيان البشر وظلمهم، وعلَّمنا أن يحب بعضنا بعضاً، حب إخوة في المسيح.
زهد في نفسه زهد الأبطال، وقدّم ذاته وأعماله قرباناً على مذبح الرب.


http://theblackcordelias.files.wordp...ancisco-1r.jpg

أشاد بالصليب راية، وبالانجيل ناموساً، وبالمحبة أختاً.
ومن بين المدائح التي خصَّه الناس بها، مديح الكنيسة هذا:


"إن فرنسيس، الذي كان فقيراً وضيعاً حباً للمسيح،

قد أصبح أهلاً لدخول السماء بين أناشيد الملائكة".





Mary Naeem 27 - 09 - 2014 03:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فرنسيس الأسيزي - معلّم للصلاة
الينابيع (4)
ايلوا لوكلير
قبل تتبّع خطى فرنسيس في تأمله تجدر الإشارة إلى المصادر التي غذّت صلاته.
كلمة الله
كان فرنسيس كثير الاصغاء الى كلمة الله، صلاته مشبعة بها.
هذّبت المزامير والأناشيد الكتابية صلاة فرنسيس فغاص في تيارها. وجد نمط الإنسان الكتابي وسعى إلى تأوينه:
إنه الفقير إلى الله بكامل أبعاده وهو في الوقت نفسه الإنسان الذي يصرخ شقاءه وينتظر منه رجاءه. انه الرجل الذي يعبد الله ويتلاشى في صلاة الشكر والحمد.
الحياة الطقسية ( الليتورجيا )
الحياة الطقسية منهل آخر، يلهم صلاة فرنسيس إلى جانب كلمة الله. والمنهلان يتداخلان. إن كلمة الله إذ وصلت فرنسيس عبر الليتورجيا فإنها لم تكتف بأن تكون مجرّد وسيلة للتأمل بل أصبحت تؤدى ويحتفل بها : الكلمة صارت فعلا.
يولي فرنسيس الافخارستيا مكانة كبيرة في حياة صلاته. والأعياد الليتورجية الكبرى التي تحيي أسرار السيد المسيح، يعيشها فرنسيس بعنف روحي.
توجيه نحو الله
إن مؤالفة كلمة الله عبر الليتورجيا أعطت صلاة فرنسيس توجها واضحا نحو الله لأنها تعبير رجل استحوذت عليه حقيقة الله وعظمته اللامتناهية، فجاءت وكأنّها والإنطوائية على نقيض.
اللقاء بالله
" كي تضيء فينا معرفتنا لك"
يقول فرنسيس مستشهدا بالكتاب المقدّس في التوصية الأولى :
"يسكن الله الآب نورا لا يدنى منه، الله روح، الله لم يره أحد" ( توصية1/ 5). وأول ما يتبادر إلى الذهن عند قراءة كتابات فرنسيس، هي فكرة عظمة الله.
وفي أساس صلاة الفقير الصغير وعي عميق للهوة التي تفصله عن الله:
" إننا نحن المعوزين والخطأة لا نسحق أن نتفوّه باسمك أيها العلي."
الله لا يدرك. انه يفوق مقاييسنا البشرية. " لا بدء له ولا نهاية، انه الثابت وغير المنظور، لا يوصف ولا يسبر..." لم يغتمّ فرنسيس أمام عظمته.
اكتفى بألا يتملّك الله، ألا يسخّره لأموره ومصالحه فيجعله على مقداره. انه يترك الله أن يكون إلها : " انك وحدك قدّوس أيها الربّ للإله. أنت للمعجزات صانعها، أنت القوي والعظيم، أنت العلي...."
ولكن الذي " لا انسان أهل للتفوه باسمه"، يقدّم ذاته لنا، دون استحقاق منا، حتى نتعرّف عليه في انسانية الابن.

Mary Naeem 27 - 09 - 2014 03:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
غفران أسيزي
لم يكن فرنسيس ليجد الراحة إنه يفكر دائما بكل هؤلاء الناس الذين يهلكون لأنهم ل يحبون الله ويسئون اليه بشكل خطير.

وفي الليلة من اليالي سنة 1216م وبينما كان يصلي في كنيسة سيدة الملائكة وقلبه يذوب حبا حصلت له رؤيا: يسوع ومريم وسط الملائكة حثه يسوع على طلب نعمة التي يرى انها الأنفع لخلاص النفوس.


http://www.wga.hu/art/c/carducho/vicente/vision.jpg

أجاب فرنسيس: ربي الكلي القداسة أنا خاطئ الحقير اني أطلب إليك أن تمنح صفحك الكريم عن كل الخطايا و غفرانك الكامل لكل عذاب مؤقت إلى الذين يأتون لزيارة هذه الكنيسة تائبين و معترفين.

أجاب يسوع مؤكد : ما تطلبه مني إنما هو نعمة عظيمة ولكنك جدير بأعظم منها لسوف تحصل عليها إن صلاتك قد قبلت اذهب إلى نائبي على الأرض واطلب منه هذا الغفران باسمي.

و في فجر الغد دعا فرنسيس أحد الرهبان وقال له: لنذهب إلى البابا فتوجها إلى بروجيا حيث كان يومئذ البابا هونوريوس السادس فوقفا بين يديه فأخذ البابا العجب من طلب فرنسيس فسأله إلى كم سنة تريد هذا الغفران؟....


أجاب فرنسيس: أيها الأب الأقدس أنا لا أطلب السنين وانما أطلب النفوس ثم ردد فرنسيس قول الرب. فأجاب البابا لم يسبق أن منح مثل هذا الغفران.


أجاب فرنسيس: أيها الأب الأقدس لست أنا الذي أطلب هذا الغفران إنما يسوع المسيح أوفدني إليك. سمع البابا هذه الكلمات فتأثر تأثيرا بالغا.
ثم قال ثلاثا ( باسم الله امنحك هذا الغفران للأبد فيمكن اكتسابه مرة في السنة, من عصر اليوم الأول من شهر آب إلى غروب اليوم الثاني)


وقد مد الأحبار الأعظمون هذا الإنعام إلى جميع أيام السنة* اللذين يزورون كنيسة سيدة الملائكة باسيزي *


http://www.peregabriel.com/gm/albums...si-praying.jpg
شروط الحصول على غفران أسيزي
* الاعتراف
* الاشتراك بالقداس الإلهي وتناول القربان المقدس
* زيارة كنيسة سيدة الملائكة ( أو اي كنيسة فرنسيسكانية ) من أجل تجديد حياة الإيمان من خلال قانون الإيمان
* تلاوة صلاة الأبانا
* صلاة على نية قداسة البابا




سر التوبة أو المصالحة هو عطية مجانية من الله ونعمة منه
تعالى تفعل في قلوبنا إن قبلناها و هيأنا أنفسنا لاستقبال كلمة الله.






Mary Naeem 27 - 09 - 2014 03:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
عيد جروحات القديس فرنسيس



http://www.peregabriel.com/gm/albums...520francis.gif

1280 صعد فرنسيس مع احدى اخوته الرهبان الى جبل يسمى لافيرنا الذي أراد ان يقضي فيه بعض الوقت للتأمل بالصلاة والعبادة بعيد ارتفاع الصليب
لذى قد اختار هذا الزمن لكي يناسب عيد ارتفاع الصليب المقدس ولكن مشيئة الرب لم تكتمل هنا و لكن اراد أن يعطيه شيئا اثمن من ذلك فاستراح هناك مع موافقة الطيور التي كانت تسكن ذالك الجبل المنعزل كليا عن العالم الخارجي


وأخذ القديس فرنسيس يتأمل و يصلي و يتامل بمعنى ارتفاع الصليب بين الصخور الشائكة و الاخاديد اسر سكون الليل بنفس فرنسيس ولكنه لم يكن هناك لتامل بالطبيعة الخلابة فقط
و لكن نظرته كانت تمدد الى ابعد الحدود التي نتصورها بحياتنا اليومية اخذ فرنسيس بالنعاس ولكن صادفه صقرا كان يزعجه بصوته الليلي و يدعوه الى الصلاة وكانت شعلة من النار تلتهب بنفس فرنسيس وصمم على البقاء وحده بالرغم من كل شيء

ماذا كان يجري لفرنسيس في ذلك الوقت وما كان موضوع تامله بالتأكيد عيد ارتفاع الصليب الممجد العيد الذي كان يجمع بين عذابات الالام ومجد القيامة ويعظم الصليب كارتقاء الى الله الخالد سكنت هذه الفكرة بنفس فرنسيس
فتأثر بها


http://www.lib-art.com/imgpainting/7...ella-gatta.jpg

وبعد فترة من الزمن بنفس الجبل و بينما كان يصلي ظهر له كائنا من نار متوهج النور له ستة أجنحة متلالئة آتيا من السماء كمان في نبوءة حزقيال كان للساروفيم جناحان مرتفعان فوق راسه وجناحان منبسطان للطيران وجناحان مغطيان جسمه الكامل
ولكن الغريب أكثر من ذلك كان ذاك الكائن يتأمل كثيرا بينما كانت الاجنحة تغطي كل جسمه و كان مسمرا على الصليب ونظر فرنسيس الى ذاك الكائن متسائل كيف يمكن لهذا المخلوق فائق الجمال ان يتالم من ان يقاسي العذابات في جسده


فخفض فرنسيس وجهه نجو الارض وراح يسجد بخشوع وعندما فتح عينيه رأى آثار المسامير في يديه و رجليه و غزة الحربة كانت تألمه بخصرته وبدا الصراع بينه و بين الكائن و راح فرنسيس يتدحرج ألما حتى لم يقدر على الوقوف على رجليه

كان القديس فرنسيس يمكث ساعات طويلة متأملا في آلام الرب يسوع و جروحاته
وكانت رغبته الشديدة هي ان يختبر شدة تلك الالام وقد حمل القديس فرنسيس هذه الجراحات حتى وفاته بالرغم ما كان يعاني منها من شدة الالام كان متهللا في روحه وقد منحه هذا الانعام كي يكون شبيها به


وقد سمح قداسة البابا بندكتوس الحادي عشر للرهبنية الفرنسيسكانية الاحتفال سنويا بهذه الذكرى انطباع جروحات الرب يسوع في جسد القديس فرنسيس



فلتكن صلاته معنا دائما آمين


الساعة الآن 09:05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025