![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حرب الشيطان ومجابهته -إنكم تكشفون لي الآن أنّ الشيطان يشنّ علينا حرباً شرسة لا هوادة فيها. فلِمَ يحاربنا؟ وما هي خطته ومنهجه؟ إني لمتعطش جداً إلى سماع رأيكم، لكي نتمكن من تمييز ما يبدي الناس من آراء في موضوع((الصلاة))، لأنّ للعديدين مزاعم كثيرة ولا نعلم ما فيها من أفكار من صنع الشيطان ودسّه. لم ينبس الناسك القديس الحكيم ببنت شفة وعاد إلى كتاب((الشيوخ)) وفتحه ببطء ثم أخذ يقرأ: ((سأل الإخوة الأنبا أغاثون قائلين: أيُّ فضيلة – أيها الأب – في الديار النسكية تحتاج إلى مزيد من الجهد؟ فقال لهم: إنكم ترأفون بي. لكني أعتقد أنه ليس هناك جهد يضاهي جهد صلاة المرء إلى الله، لأنّ الملاحَظ دائماً أنّ المرء إذا أراد الصلاة تألَّب عليه الأعداء لكي يُثنوه عن تأدية هذا الإلتزام، فإنهم يعلمون أنّ الصلاة هي أعظم العوائق التي تعترضهم. وإذا تحمّل المرء أي طريقة حياة بصبر وثبات إكتسب راحة. غيرأنّ الصلاة تتطلّب منا جهداً حتى آخر نسمة من حياتنا)). وأغلق الشيخ الكتاب ثم استأنف الكلام فقال: لقد علَّم الآباء القديسون قائلين إن لم يكن الإنسان واقعاً تحت سيطرة الشيطان بصورة دائمة، فهو كيفما كان الحال قائم في نطاق نفوذه وفي متناول هجماته الجنونية. والأبالسة يحومون دائماً حول النفس يترصدونها ويحاولون إسقاط المؤمن في الخطيئة عن طريق الحواس تارة(عندما يكون موضوع الخطيئة قريباً) وعن طريق المخيلة طوراً (حين يكون الشيء أوالشخص بعيداً) ويحاول الأبالسة إسقاطه أيضاً عن طريق ثورات الجسد. والإنسان بكامله نفساً وجسداً يمكن أن يقع تحت تأثير الشيطان والتردّي في أسره. إلاّ انّ خطة الشيطان الحربية تكون خلال الصلاة أشدّ وضوحاً منها في أيّ وقت آخر. والمجاهدون في الصلاة، هذا الجهاد العقلي، يرون الشيطان جلياَ وهو يحاربهم بشراسة في كل خطوة يخطونها ويبصرونه وهو يلجأ إلى كل وسيلة ليعزل ذاكرتهم عن ذكرالله، وتتكشّف لهم حبائل إبليس الخبيث، قاتل الإنسان وعدوّ الخير. قال القديس مرقس الناسك((إذا رأى الشيطان العقل مصلّياً من القلب هجم عليه بتجارب محمَّلة بالشر)). فهو يكره الناس كراهية ليس لها حد. وإذا رآهم يقبلون على الصلاة بغية أن يصيروا ملائكة ويسترجعوا ما كان لهم من منزلة قبل السقوط، إزداد حقده عليهم. وقد وصف القديس غريغوريوس أسقف نيصص حسد الشيطان للإنسان على تألهه فقال((إن ابتغينا نحن البشر القربى من الله يتحرّق الأبالسة حسداً وغيرة لأنهم سقطوا من قرابتهم للخير)). فكل ناسك يمكنه أن يحكي الكثير عن هذه الحرب التي يشنُّها الشيطان. وإذا رأى النساك الشيطان أشفقوا عليه. سألتُ: أيشفقون عليه؟ أغفروا لي، يا أبتِ، لأني لا أستطيع أن أفهم كيف ولِمَ يشفق النساك على الشيطان. - إنهم يشفقون عليه لما آلت إليه حاله، ولسقوطه. فقد خُلق لكي يخدم الله ويمجده. أما الآن فقد بلغ حداً يقف فيه معادياً لعمل الله ومحارباً الإنسان الذي أحبه الله كثيراً. والشيطان هو الآن روح هدم وتدمير متواصل لكل اتحاد صالح. هو زعيم الإنقسام وقائده. والله يريد أن يوحّد أما هو فيفرق. والله يريد أن يُخلّص أما هو فيخرّب. وهو يحرّص الإنسان في كل آن على التمرّد على الله وعلى الكنيسة... - وأين يجد النساك كل هذه القدرة لكي يحبُّوا؟ - يجدونها في عطية النعمة التي يملكون. والنعمة هي من الغزارة في داخلهم بحيث انهم يريدون أن يحبوا الجميع كلَّ حين، بعد أن اكتسب قلبهم إتساعاً، بطرح الأهواء وأمسى شديد الرغبة في ضمّ الجميع لله. ولهذا يحب النساك، الذين تطهَّروا، الثالوث القدوس، والسيدة الفائقة القداسة، والقديسين، والخطأة، والطبيعة، والحيوانات، ومع هذا يظلّ قلبهم الواسع مكان، فيحبون الشيطان أيضاً...وهم يشعرون بأنه ليس سوى روح مائت إبتعد عن النعمة المحيية. وهو ينقل الموت إلى أولئك الذين يقتربون منه أو أنه يحاول نقله إلى كل من يبتغي الخلاص. هؤلاء النساك القديسون، المفعَمون بمحبة إلهية يفكرون في عذاب الجحيم الرهيب الذي أُعدّ للشيطان وملائكته وتستولي عليهم الدهشة. فكيف لا يشفقون؟ فقلتُ: نحن، إستبدَّت بنا أهواء الجسد، فأناخت علينا بظلماتها، وأعمتنا ذهنية الدنيا، واستولى علينا الشرير، ولذلك نجهل نواياه. ولم نحصل بعد على نعمة المسيح بغزارة حتى نتمكن بنور هذه النعمة، من مراقبة كل تحركات الشيطان الشريرة المجرمة. أما أنتم فإنكم ترون ما يدأب عليه من جُهد وتدركون قلقه. فهل يمكنكم أن تذكروا لنا الطرائق التي تؤدي به فعلاً إلى الإتحاد بالله؟ - ما سأقوله لكم يا أبتِ يصعب عليكم فهمه. فقد يبدو لكم غريباً ومبالغاً فيه. وحتى الرهبان أنفسهم الذين يعيشون في العالم يعجزون هم أيضاً عن فهم جهاد رهبان الجبل المقدّس(آثوس) وما يواجهون من نشاط هجوميّ شرس شنَّه إبليس الشرير عليهم. وإننا لنراه في خطوة نخطوها وسأذكرلكم بعض الأمور لكي أساعدكم وأفيدكم. جمدتُ في مكاني بلا حراك، وفتحتُ أذني لأسمع حكمة الشيخ وأطّلع على أحابيل الشيطان الشرير الكثيرة التعقيد. أما الشيخ فإنه من غير أن يترك مجالاً للإنطباع بأنّ ما يقوله قد توصّل إليه بالإختبار، أخذ يقص عليَّ ما يلجأ إليه الشيطان من حيل خبيثة ضد من تستهويه صلاة يسوع. - ما نكاد نستعد للصلاة حتى يستعد الشيطان هو أيضاً في الوقت عينه لمعارضة ذلك بالمقاومة والهجوم. هذا ما يجب على مزاول رياضة الصلاة ان يعرفه، لكي لا يضطرب حين يتلقّى أولى هجمات الشرير المفاجئة أو يواجَه في ما بعد بعملياته الحربية الشديدة التي يضع فيها كل ما لديه من معدات القتال. (بينما كان الناسك المعتزل يتحدث خلتُ نفسي أمام قائد محنّك في الجهاد الروحي حامل العديد من الأوسمة وحائز على انتصارات كثيرة ومكلَّل بالعديد من أكاليل الظفر). -إنّ الشيطان يحاول في البدء ثنيه عن الصلاة فينصحه بالإنهماك في عمل إجتماعي آخر. ثم يستحضر له حوادث وأشخاص وحالات... - إني شديد الفضول...فأريد أن أسمع عن طرق محدَّدة نجهلها نحن العائشين في العالم. أأبوح لكم بسرّ؟ لقد دفعتموني في هذه اللحظة إلى كره الشيطان وبالأحرى كره عمله وإلى الشفقة عليه في الوقت عينه. - أجل. يا أبتِ. إننا نحن أيضاً نعيش هذا كل يوم. إننا نشعربالكراهية تجاه ما يعمل. ونشعر بحبنا له في الوقت عينه ونعبّر عن هذا الحب بحزننا على المضلّ! ولكي أرد على سؤالك أقول إنّ غاية((صلاة يسوع))هي استدعاء يسوع المسيح الملك إلى القلب، لكي يظهر ملكوت الله داخلنا وتشتعل شرارة النعمة المغطّاة الآنّ برماد الخطيئة. وبهذا يتحقق نداؤنا- طلبنا((ليأتِ ملكوتك)). إلاَّ أنّ القلب هو الآن- كما قلتُ آنفاً- في حلكة من ضباب الخطيئة، والأبالسة يعملون فوقه. أقول فوق القلب لا في مركزه، ذلك لأنّ الفعل غير المخلوق، فعل الروح القدس، هو وحده الذي يستطيع الإتحاد بالنفس. أما الشيطان فقد أقام سيطرته فوق القلب، ومن هناك يراقب كل شيء. صدّقني يا أبتِ. إني أشعر بين ساعة وأخرى بأنّ قلبي قد غدا شبيهاً بحديقة حيوانات. فالأهواء كلها شبيهة بحيوانات موجودة فيه، وهي تعوي وتزأر. وقد أجاد القديس غريغوريوس بالاماس المتوشِّح بالله وصف ذلك بقوله: ((يصير الإنسان- ويا للأسف- قاتل بشر، لا حين يصير شبيهاً بالحيوانات البهم التي لا عقل لها وحسب، بل حين يصير شبيهاً بالزواحف السَّامة أيضاً كالأفعى أو العقرب. ذاك الذي كان قد رُتِّب له ليكون بين أبناء الله يصير وليد الأفاعي)). فنحن إذاً نطمح((بالصلاة))- بعد أن يتمثَّل العقلُ إسم يسوع الكلّي الحلاوة- إلى نزول المسيح، بكل ما له من مجد وجلال، إلى القلب، وإلى طرده الشيطان الذي يُظلم النفس بمختلف الأهواء بعد أن يُسدل غشاوة على النعمة الموجودة. فبحضور المسيح في القلب تستنير النفس، إذ تتلقى نعمة فوق نعمة، وهكذا بمقدار نزول المسيح إلى االقلب ينهزم الشيطان ويختفي ويصاحب هربه صراخ وتأوّه لما نزل به من هزيمة ساحقة. وما التجارب التي يحدثها سوى. أصداء لها. - فيماكنتم تشرحون هذا، تذكّرتُ، يا ابتِ، المعذّبين بأرواح نجسة. فإنهم ما كادوا يرون المسيح حتى أخذوا يصرخون((ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أجئتَ إلى هنا قبل الوقت لتعذّبنا)) (متى 8 : 29)؟ وتذكرتُ أيضاً حادث الشاب المعذَّب بروح نجس. وقد قال الرب ((أيها الروح الأخرس الأصمّ، أنا آمرك، أخرج منه ولا تدخله أيضاً. فصرخ الروح النجس وصرعه شديداً وخرج(مرقس9: 5- 26). أظن أنّ لما قلتموه علاقة بهاتين الحالتين فهل أنا مخطئ؟ - لا، أنتم على حق. وهناك حالات أخرى تبينّ ذلك. فإنّ االرب حين نزل إلى الجحيم حرَّر الأبرار الذين آمنوا به. وفي عبادة كنيستنا صورة معبّرة لعذاب الجحيم، فهي ترنّم قائلة: ((اليوم الجحيم يتنهد صارخاً: لقد كان الأصلح لي ألاّاستقبل المولود من مريم. فإنه جاء فحلَّ سلطاني وحطّم أبوابي النحاسية...والذين كنتُ ملِكاً عليهم حرمني منهم. والذين كنتُ قد ابتلعتهم باقتداري قذفهم عني جميعاً...إنّ الذي صُلب قد أخلى القبور...)) وعدا هذا، ألم يقل المسيح نفسه ((كيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوي وينهب أمتعة إن لم يربط القويّ أولاً. وحينئذ ينهب بيته)) (متى12: 29)؟ ومعنى هذا أنّ نزول المسيح إلى القلب- حيث ينشط الشيطان ويعمل الآن- يرتبط بهرب الشيطان وتقييده فيمسي طبيعياً أن يزأر ويهيج ويصرخ عالياً، لأنّ المسيح قد جاء ليحلّ أعمال الشيطان. وفي مزمور صلاة الغروب ((باركي يا نفسي الرب)) وردتْ العبارة التالية: ((أشرقت الشمس فاجتمعتْ (الحيوانات المتوحشة) وإلى صيرها ربضتْ)). ويعلّم الآباء الصحو يون قائلين ((إذا أشرقت الشمس اختبأت الحيوانات الضارية في الكهوف وبين الصخور أي في أوكارها. وهذا عينه يجري عندما تشرق شمس النعمة في قلبنا. فإنّ الشياطين تهرب وتتوارى. - إذا ما رُبط الشيطان، فمن الطبيعي أن يهدأ. - ما يحدث هو عكس ذلك تماماً. فإنه يزداد حقداً ويعمل الآن من الخارج بكل وسيلة للتغلّب على المؤمن والعودة إلى قلبه إذا ما انطفأتْ فيه نعمة الله(وبمعنى آخر إذا ما أُسدل عليها ستار). فهو ((يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أُشدّ شراً منه)) لكي يحارب. وفي هذه النقطة على وجه التدقيق يكمن معنى التجارب كلّه. والخيال هو أدق وسيلة حرب للشيطان، تخيّل الماضي وتخيّل المستقبل، تخيّل الأعمال الصالحة، وتخيّل الأعمال الشريرة. تتوارد خواطر مختلفة تشعل العقل فيكفّ عن اللهج بإسم يسوع. ويمعن الشيطان في محاولاته لكي يثني الإنسان عن إبداء أي اهتمام بالله، وليصرفه عن إظهار حبه له تعالى. وأهم ما يثيره فيه أنه يحمل إليه ذكريات زلاَّت مختلفة إرتكبها أخيراً أو من قبل في حياته. والآباء القديسون يقولون إنّ الحرب تكون عادة شديدة بمقدار قوة الأهواء في السابق. والحاجة تقضي بأن يدفع الإنسان ثمن كل لذة بما يوازيها من عذاب. وفي حياة الآباء النسكية في النعمة علاقة وثيقة بين اللذة والألم. فإنّ اللذة قد جلبت السقوط والعذاب. وعلى هذا فإنّ العذاب(الألم) يعيد الإنسان إلى حاله الأصيلة ويشفيه. فلا بد له أن يتألم كثيراً. وسيدفع ثمن كل لذة شريرة بما يوازيها من عذاب لكي يحدث توازن. والحوادث التي سبق أن حدثتْ له من أعوام كثيرة فسبَّبتْ له التمتع باللذة وكان قد نسيها، لا بد اليأس والقنوط. وأضاف الشيخ قائلاً: ستثور في ذهن المجاهد أيضاً خواطر تجديف. منها عدم تصديق موضوعات الإيمان الكبرى، والشك في ألوهة السيدة المسيح، وفي صحة نقاوة السيدة العذراء الكلية القداسة، وفي قداسة القديسين الخ...وكثيراً ما تتوارد هذه الشكوك ساعة الصلاة وتشتدّ إلى حد أنّ المجاهد يعبّر عنها بالشفتين أيضاً بدون إدراك ما يفعل، أو بغير إرادة منه. وثمة حالات أخرى فيها شيطان الكسل والضجر وعدم الإكتراث. فتسيطر على المجاهد فكرة ملحَّة، هي فكرة مغادرة المكان والإبتعاد عن شيخه المرشد، بفكرة أنّ هناك شيخاً أفضل منه ويحدث كثيراً أنّ الشيطان يضرم في نفس المجاهد نار الكراهية ضدَّ شيخه. وثمة حالات يأتي فيها المريد إلى شيخه ليقول له بدموع وتنهد ((لا أستطيع التعبير جيداً. ولكني سأفصح لك عما أشعر به. إني أكرهك، ولا أريد أن أراك. وإنّ ثورة رهيبة لتهبُّ في داخلي عندما أراك))! وكثيراً ما يستولي النوم على المجاهد ليوقف صلاته.وهناك تجارب أخرى عديدة إلا أني أكتفي بما ذكرت. سألته:...كيف للناسك أن يقوى على تّحمل هذه الكثرة من المشقات وكيف له أن يصمد أمام هذا الهجوم الجنوني الشرس؟ قلْ لي أيها الشيخ. لا تصمتْ ... لكنّ الشيخ المجاهد ب....سكت، فقد استغرق في صمت عميق. ومن يدري ما أصابه من نيران العدو؟ ومن يعلم كم تجربة ألّمتْ به؟ - أيها الشيخ، لا تتوقف! أذكر لي الطرائق الناجعة لمجابهة هذا الشر. - هنا يحتاج المجاهد إلى صبروشجاعة. وبخاصة الشجاعة. وينبغي ألاّ يتزعزع وعليه أن يجابه الخيال باستدعاء متواصل لإسم يسوع، وأن يحصر فكره في كلمات((الصلاة)) ويثبت عليها، وألاّ يفكر في شيء آخر خلال الصلاة سواء كان شراً أو عملاً صالحاً. وإذا أحاط به الألم فيما عليه إلاّ أن يكون على يقين بأنّ شفاءَه قد بدأ. كما قلنا آنفاً- ((فإنّ المرأة وهي تلد تحزن، لأنّ ساعتها قد جاءت. ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح. لأنه قد ولد إنسان في العالم)) (يو 16 : 21 ). مثل هذا يحدث هنا. فإنّ الإنسان الجديد يّخلق بواسطة الألم. إنّ حياة جديدة تولد. هي حياة المسيح... يقول الآباء القديسون المتوشحون بالله إنّ على المجاهد أن يقاوم التجديف بالإحتقار. فإنّ التجديف لا يزول إلاّ بهذا النهج. والأفكار المجدّفة ليست منا وإنما هي هواجس الشرير. ويمكن القول إنّ هذا ينطبق عليه قول الرب : ((لا تستطيعون أن تعبدوا الله والمال)) أي أن العقل لا يستطيع القيام بعملين في آن واحد. فلا يمكنه أن يلتذّ بشهد((الصلاة)) الكلي الحلاوة من جهة وأن يشك من جهة أخرى إبان الصلاة في قوة الصلاة شيء آخر. وما هذا الشك إلاّ هجوم يشنه الشيطان. فيجب أن يجابَه بالإحتقار. وإذا استمرَّ هاجس التجديف، وجب إفشاء أمره إلى الأب الروحي. حينذاك يزول فوراً. كما تزول أيضاً على النمط جميع هواجس التجديف المزمنة.والهاجس المزمن الذي يثور خلال الصلاة بنوع خاص لا بد للمجاهد من يفشي أمره بالإعتراف بوجوده أمام أبيه الروحي، وحينذاك يختفي الشيطان المختبئ تحت هذا الهاجس، كما تختفي الأفعى إذا ما رفعنا الحجر الذي اختبأتْ تحته. وأما مقاومة النعاس الشديد، فتتطلّب جهاداً خاصاً. في هذا الجبل المقدّس صنع كثير من الآباء مقعداً برجل واحدة، فإذا دبَّ إليهم النعاس انقلب بهم المقعد وسقطوا معه إلى الأرض وحينذاك يستيقظون. وما هذا في حقيقة الأمر إلاَّ مظهر من مظاهر صراعهم مع الشيطان. عرفتُ راهباً وضع في قلايته إناء مملوءاً بالماء. فكان إذا نعس حمل الإناء ونقله إلى موضع آخر في قلايته. وعلى هذا المنوال كان يقاوم روح النعاس الشيطاني... وعلى المجاهد أن يعتبرشيخه المرشد((صورة المسيح)) وأنه لمثل موسى. وبقدرته وأدعيته سيخرج من عبودية مصر ويتحرّر من طغيان فرعون((الأهواء)) وعليه أن يُقبل على المجاهدة، متغاضياً عن نقاط الضعف عند شيخه، وهي التي يضخُمها له الشيطان. وعليه أن يرى ما يبدي من حب لله وما يتحلّى به من نبيل المناقب. وإذا حدث أن تبينّ صدفةً أنّ لشيخه خطايا كثيرة وأهواء متعدّدة فعلية أن يتجنَّب انتقاده وليعتبرْ خطايا شيخه المرشد، خطاياه الشخصيّة. وليذرف الدمع الكثير بسببها. وقد شرح القديس سمعان اللاهوتي الجديد هذا السلوك بأجلى بيان بقوله: ((إذا كنتَ مقيماً في دير جماعي للإخوة، فلا ترغبنَّ في اتخاذ موقف الأب الذي قص شعر رأسك(شرطنك راهباً) حتى لو رأيته يزني أو يسكر، ولا ضد أمور الدير التي يبدو لك أنها تجري بطريقة سيئة. وليس هذا فقط بل عليك ألاّ تقف موفقاً مضاداً حتى لو وبَّخك وأهانك وتعرّضتَ للكثير من المضايقات. ولا تجلسنَّ مع الذين يشتمونه ولا تسلكنَّ مع المتآمرين عليه. واصبر عليه حتى النهاية ولا تشغلنَّ فكرك في سيئاته. وَضَعْ في قلبك ما يفعل من أعمال خيّرة، وألزمْ نفشك بتذكُّرها وحدها فقط. وأما ما تراه من أمور غير لائقة، أو شرور تصدر عنه سواء كانت بالفعل أو بالقول، فهذه سجّلْها على نفسك واعتبرها خطايا ارتكبتها أنت وتُبْ ذارفاً الدَّمع. واحسبْه قديساً والتمسْ دعاءَه)). يُطلب منه هذا ليمتنع عن انتقاد شيخه. لأنّ هذا الإنتقاد من شأنه أن تزول معه الطاعة والإتضاع. والإتضاع أساس الطاعة وغايتها النهائية. فإذا زال تعذّر الخلاص. سألته: هجمات شخصيَّة؟ ما هذه الهجمات وماذا تعنون بها؟ - هنا أسألك أن تدعني أكمل حديثي. فإنكم لا تستطيعون أن تفهموني. وقد يبدو لك ما أقوله مدعاة للإستغراب لأننا لا ندرك الحياة النسكية. - أيها الشيخ، إني لفي لهفة إلى المعرفة. فأسألك بإسم يسوع المسيح أن تعلّمني. فقد وجدتُ الآن مبتغاي وأودّ ألاّ أظل في الحرمان. قلْ لي... قلتُ هذا وقد شعرتُ بما يعترضه من صعوبة. فماذا كان يمكن أن يقول لنا نحن الذين لنا ملابس جلدية للمنطق؟ - لن أقول لكم أموراً كثيرة. وسأكتفي ببعضها...تُسمع أصوات وضحك، ومشادات كلامية عنيفة خارج القلاية..كأنّ المكان مزدحم بالناس. وما ذلك إلاَّ ليصرف الشيطان انتباه المجاهد عن ((الصلاة)). وكثيراً ما يقترب منه فيشعر برعب رهيب ويستحوذ على نفسه وجسده ألم شديد لا يقاس بما يصيب المرء من خوف في حضور المجرمين. لأنّ الجحيم بكامله يقترب منه. ويتخذ الشيطان أشكال حيوانات متنوعة لكي يخيفه. وفي سيرة القديس سابا نجد الشيطان يتشكّل في صورة أفعى أو عقرب أو أسد الخ...((وبينما كان جالساً على الأرض في منتصف الليل كان الشيطان يتشكّل أمامه في صور الأفاعي والعقارب محاولاً إرهابه. ويظهر له الشيطان أحياناً أخرى بشكل أسد مرعب يهدّده بالإفتراس. ويظهر الأبالسة في ظروف أخرى وهم يحملون بأيديهم ناراً ويهدّدون المجاهد بالحرق)). وقد ذكر القديس سمعان حادثاً مماثلاً فقال: ((كانوا واقفين بعيداً عني ويحاولون أن يخيفوني، ويحملون ناراً بأيديهم ويهددوني بالحرق. وكانوا يصرخون بأصوات عالية وهم يحدثون قرقعات...)). ويحدث أيضاً أنّ الناسك يشعر بيدين تستعدان لخنقه فيما يكون جالساً على مقعد وهو يردد((صلاة)) يسوع، فتقبضان على عنقه بشدة لتمنعاه من متابعة((الصلاة)). فإذا به يشرع فيها قائلاً: يا رب..ويصعب عليه الإنتقال إلى ذكر إسم((يسوع)) الخلاصي. فيتمتم ببطء-: ي...س..و....ع...وما يكاد أن يكمل حروف هذا الإسم الكريم بعد جهد حتى يختفي الشيطان. ويأتي إليّ رهبان أديرة مختلفة ويذكرون لي أنّ الشيطان يشنّ عليهم هجمات جماعية ليخيفهم ويرعبهم، وعلى وجه التحديد فيما يستعدون لصلاة السهرانية(الأغربينا). - ماذا تقصد بالهجمات الجماعية؟ - إنه يهاجم في الوقت عينه راهبين أو خمسة أو عشرة ويحاول خنقهم أو إحداث أي ضرر لهم. وقد حصل أنَّ راهباً حلَّ به رعب شديد، فهرب من القلاية ووقف مذعوراً أمام قلاية الشيخ المرشد ينتظر نهوضه من النوم. لهذا لا يستطيع الناس العالميون أن يفهموا ما لصلاة الأغربينا من قيمة. فإنها تحرق الشيطان الخبيث وتسحقه. أما هو فيعمل كلّ ما وسعه لكي لا يتمّ ذلك لأنه يعلم أنّ ممارسة الصلوات طول الليل تضربه ضربة قاصمة. والشيطان يوحي بأفكار إلى صحفيين وسواهم لكي يحولوا دون تحقيق هذه الصلوات. لهذا أرجوا منكم أن لا تهملوا إقامة سهرانيات كثيرة في الأبرشبة التي تؤدّون فيها خدمتكم الكهنوتية، فإنهم وسيلة ناجعة لمقاومة الشيطان. - نحن، أيها الشيخ، خطأة إلى حد أننا لم نعد نشعر بهذه الهجمات التي يشنّها الشيطان علينا. وطالما أنه يعتبرنا له وقد أمعنّا كثيراً في الخطيئة، فلمَ يهاجمنا..؟ - أتسمح لي بأن أسدي إليك نصيحة؟ - بالتأكيد، ولستُ لأسمح لكم بذلك وحسب بل إني أتوسّل إليكم أيضاً... - لا تقولوا هذه الفكرة: إنكم خطأة وإنّ الشيطان لا يهاجم شخصياً، لأنها فكرة مُضِلَّة قد يستغلّها الشيطان ضدكم. - كيف؟ - إن قلتَ إنك غير مستحق بسبب الخطيئة قد يستغل الشيطان ذلك فيها جمك شخصياً لأنه يسمع ما تقول. فإذا قمتَ بعمل صالح أو بممارسة إحدى الفضائل قد ينتهز هذه الناسبة للظهور لكي يثير لك معناه أنك ذو شأن، ويوسوس لك بالكبرياء وحب المجد الفارغ... إنحنيتُ بسرعة بدون أن يحس بي جيداً، وقبضتُ على يده وقبلتُها بمحبة واحترام، تقديراً مني لما يتحلّى به من حكمة روحية إكتسبها بعد المجاهدة طوال سنين... واستأنف الشيخ حديثه قائلاً: إنّ الشيطان كثيراً ما يظهر للمجاهد ويكلّمه ويتحدّاه لكي يجرّه إلى محادثته، فيتّهمه تارة، ويمدحه طوراً ويهزأ به حيناً، ويفسّر له بعض الحوادث تفسيراً خاطئاً حيناً آخر. الخ..أما عديمو الخبرة في هذا الجهاد الروحي فإنهم يشرعون في محادثة الشيطان، ويردّون على أسئلته وإهاناته. لكنّ هذا ضلال، وبخاصة عند المبتدئين( من المريدين) لأنّ عديمي الخبرة في مثل هذه الأحوال يصابون بالهزيمة، حتى ولو بدا لهم أنّ الشيطان قد ولّى أمام معارضتهم. وتخلّف هذه المحادثة في نفوسهم إضطراباً وخوفاً. وإذا تذكّروا بعد زمن ها المشهد وما جرى فيه من حديث مع الشيطان إعترتهم قلقلة واضصراب. وينصح الآباء القديسون أولئك الذين تنقصهم القدرات اللازمة ولا تتوفّر فيهم شروط الأهلية الواجبة ..بأن لا يردّوا على الشيطان. وأن يواجهوه بعدم الإكتراث ويحتقروه. ويجب أن يقفوا منه هذا الموقف في حرب الهواجس أيضاً. فالمطلوب إذا هو احتقار الشيطان وفي الوقت عينه الإصرار على مواصلة((صلاة يسوع)). وبعد برهة صمت إستأنف قائلاً: - يلزم في كلّ هذه التجارب أن نصرّ على مواصلة((الصلاة))،وأن نكون إجمالاً في هذه حال صلاة.وعندما نقول حال صلاة فإنما نقصد بها صوماً هادفاً وسهراً للصلاة (أغربينا) ومشقّة جسدية، وصمتاً. وكل هذه يجب أن تتمّ في مناخ الطاعة. وأن نحققها مقرونة ببركات مرشدنا الروحي. قلتُ: لَمِ ترتبط الرياضة الجسدية(أي الصوم والسهر والصمت والمطانيات) بالصلاة ارتباط وثيقاً إلى هذا الحد، وتُعتبر حال صلاة؟ - إنّ الجسد يشارك في عمل الصلاة. وبما أنه هو أيضاً ينال النعمة الإلهية لذلك يجب أن يجاهد. وعدا هذا، فإننا بالرياضات والآلام ننشى الشروط االلازمة لنوال النعمة الإلهية. والقديس غريغوريوس بالاماس يذكر حالة سر الكهنوت لكي يؤيّد هذه الحقيقة. فيقول إنّ النعمة الإلهية تنتقل إلى الشماس(المرشح) أو إلى الكاهن أوإلى الأسقف، في سر الكهنوت((ليس بطريق الصلاة التي تتلى بالذهن وحسب بل أيضاً عن طريق الجسد الذي يشترك بواسطة اللمس)). ويقصد بذلك أنّ رئيس الكهنة لا يكتفي بالصلاة من أجل أن تحلّ النعمة الإلهية المحيية وإنما يضع يده أيضاً على رأس المتقدّم للشرطونية(الرسامة). وهذا عينه يحدث في ((صلاة يسوع)). فلا يكفي أن نردّد الصلاة بالذهن لكي ننال النعمة وإنما يجب أن يشترك الجسد أيضاً لأنّ الإنسان مؤلف من نفس وجسد والجسد يجب أن يخلص أيضاً،ولذا فإننا باستنادنا إلى الآباء نستطيع أن نؤكد أنّ من يرفض مبدأ الصلاة: الورع والدموع، الوجع والتنهد والصمت، ينكر كيان الصلاة نفسه.وأكرّر القول إنّ كل هذه يجب أن تتمّ ببركات مرشدنا الروحي لكي لا يستغلَّها الشيطان. حدّثت نفسي..((إنّ هذه المجاهدة عسيرة ..)) ووجّهتُ الكلام إلى الشيخ قائلاً: إنّ عمل الصلاة كما شرحتموه لي صعب. وطالما أننا معرّضون لهجمات ضارية إلى هذا الحد من جانب العدو، وتصدمنا أمواج الشرير العاتية حاملة إلينا شرور مملكته الشيطانية، فكيف يقوى المرء على مقاومتها؟ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انه يملأ النقص ليكتمل به ....
أنا أكون مع فمك { خر4: 15} يا لها من نعمة مشجعة وكافية لكل النقائص البشرية التى يشعر كل منا بها فقد يكون هناك نقص فى ادراكنا وذكائنا أو ألسنتنا وأذاننا أو فى أحد أعضائنا. لكن فى قول الرب نجد الحل. فهو يكون مع ذلك الفم الثقيل. وحين أقر موسى بالحقيقة أمام الرب ففى قول الرب هذا كأنه يستكمل النقائص التى عنده انه يملأ النقص ليكتمل به. عزيزى...هل تخجل من احدى النقائص الطبيعية؟ ثق أن الله كاف جدا لملء وتعويض النقائص بنعمة وافية وكافية طالما هو قد دعاك وأرسلك.. فلا تتردد فى الذهاب كما قال الرب لموسى: فالآن وليس غدا فالآن اذهب لتمتلىء نفسك بالثقة من نحو سيدك فانه مع نقائصك سيكون كافيا .. فقال لى تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكمل فبكل سرور أفتخر بالحرى فى ضعفاتى لكى تحل على قوة المسيح ( 2كو12: 9).. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبة الله .. للقديس يوحنا الذهبى الفم
عندما يلتهب الإنسان بمحبة الله لا يعود يهتم بالأمور التي تجذب عيون الجسد . يكتسب أعيناً أخرى أعين الإيمان. هكذا يتأمل بصورة مستمرة بالأشياء السامية ويركّز فكره عليها. يمشي على الأرض ويتصرف في كل شيء وكأن موطنه في السماوات. مثل هذا الإنسان لا تعود تجذبه الأشياء الباهرة ولا حوادث الحياة الحاضرة. يتخطّى كلّ شيء متطلعاً إلى وطنه الحقيقي... إن كنا في هذه الحالة، كل شيء في هذه الحياة مهما صعب يُزدرى به. لا نعود نخشى السيف، الضربات، الجلاّدين. لأن النفس تكون قد خطفتها الأمور الأبدية. أرجوكم امتلكوا محبّة خالصة حارة لله ولنُذِبْ فيه أفكارنا وقلوبنا. ++أبينا الجليل في القديسين يوحنا الذهبي الفم رئيس أساقفة القسطنطينية (+ 407م) ++ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اصحاح المحبة في العهد الجديد
في رسالة بولس الاولى الى اهل كورنتوس والاصحاح الثالث عشر هو اصحاح بكامله يتحدث باياته عن المحبة فالمحبة تتعدى الاسوار والمحبة لهيب من نار والمحبة تصدر من قلب بانكسار فالمحبة تتعدى الاسوار اي ان الله بمحبته العظيمة لنا احب ان ينقل السور الذي كان بيننا وبينه بذبيحة ابنه الوحيد على الصليب لكي يمضي يسوع الى الصليب ويموت بدلا عنا لنتبرر ونصبح مشابهين لله وعندما قام الله الظاهر في الجسد الذي هو يسوع المسيح من الموت وصعد الى السماء وجلس عن يمين الله الاب لاول مرة صعد الانسان الى السماء الى جانب الله ومحبة الرب يسوع المسيح لنا لامتناهية وهي كلهيب نار تشعل قلوب محبيه فيحبوا ويعطوا الاخرين من محبتهم ومحبتنا للرب هي متبادلة تصدر من قلوبنا المنكسرة الخاشعة عند قدمي الرب يسوع منتظرة قبول الرب يسوع ورضاه عنا وكما اتضع وانكسر الرب يسوع فاتحا ذراعية ليتحمل الام البشرية جمعاء فهكذا ينبغي نحن ان نحتمل كل شئ ونرجو كل شئ ونصبر على كل شئ 1 إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن 2 وإن كانت لي نبوة، وأعلم جميع الأسرار وكل علم، وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال، ولكن ليس لي محبة، فلست شيئا 3 وإن أطعمت كل أموالي ، وإن سلمت جسدي حتى أحترق، ولكن ليس لي محبة، فلا أنتفع شيئا 4 المحبة تتأنى وترفق . المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ 5 ولا تقبح، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتد، ولا تظن السؤ 6 ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق 7 وتحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء 8 المحبة لا تسقط أبدا . وأما النبوات فستبطل، والألسنة فستنتهي، والعلم فسيبطل 9 لأننا نعلم بعض العلم ونتنبأ بعض التنبؤ 10 ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض 11 لما كنت طفلا كطفل كنت أتكلم، وكطفل كنت أفطن، وكطفل كنت أفتكر. ولكن لما صرت رجلا أبطلت ما للطفل 12 فإننا ننظر الآن في مرآة، في لغز، لكن حينئذ وجها لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عرفت 13 أما الآن فيثبت: الإيمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا خالقي ومبدعي الفريد نفسي وروحي سكرى من محبتك وتعشقانك ومتيمتان وماسورتان بحبك يا خالقي ومبدعي الفريد ربي والهي الحبيب وروحك القدوس يسكن جسدي يبكتني على كل خطيئة افعلها بقصد او عن غير قصد وسلامك يا رب يملئني حتى يفيض مني للاخرين حيث انا عايش حياتي متهني بمسرة حبك اللامحدود واللامتناهي وبفرحك العجيب الغريب الذي يبان عليً من تعابير وجهي ومن كلامي ومن افعالي امجدك يا ابي السماوي واعظمك واكرمك ربي الحبيب يسوع المسيح اتمنى ان تقبل خدمتي المتواضعة لك ولوالدتك القديسة مريم العذراء ومنية وشهوة قلبي مجد اسمك القدوس ورضاك عني غاية حياتي وهدفها الرئيسي ودعني اكرمك الان وكل اوان وادعو الاخرين واخبرهم عنك وعن اسمك وصليبك وفديتك لي ولهم ليعرفوا مدى حبك العظيم لهم يا رب انطق عن لساني واكتب باناملي ما تريد ان اقوله واكتبه وقد انت حياتي وخدمتي وليكون اسمك مباركا ايها الاله القدوس البار رب المجد يسوع المسيح امين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف اتت خلاصي؟
كي اتتم خلاصي عليً انا المؤمن ان اؤمن ان الله افتدانا بالذبيحة الكفارية بشخص ابنه الوحيد يسوع المسيح على الصليب فلكي نذهب الى السماء يجب ان نكون مثل الله ولكن هذا لن يحدث ونحن خطاة والله امر بذبيحة دم للكفارة عن خطايا البشرية جمعاء وبما انه انا وانت وكل البشرية لا يستطيعون فعل شئ ما او تقديم ذبيحة تكفي لحمل خطايانا واثامنا جميعا فارسل الله ابنه الوحيد الرب يسوع ليكون هو ذبيحة افتدائنا وخلاصنا فعندما اطاع الرب يسوع ابيه السماوي وذهب للصليب واختبر الام الصليب وضعت على جسده حمل اثام وخطايا البشر باجمعهم في الكاس التي طلب ان تعبر عنه وعندما مات وقام في اليوم الثالث وصعد الى السماء اكمل عمل الله الخلاصي للبشر باجمعهم لنكون مثله بلا خطيئة وثانيا يجب ان نؤمن بان المسيح صلب عوضا عني وعنك وعن البشر اجمعهم اي هو كان البديل عنا اجمعين عوقب بدلا عنا ونفذ اعدامه بدلا عن البشر باجمعهم كي لا نموت نحن بل نحيا الحياة الابدية فاذن خلاصنا يتم بالايمان بان الرب يسوع هو ذبيحة افتدائنا والبديل عنا جميعا ليس لبر فينا ولا لاعمالنا الصالحة بل لانه هو هكذا اله محبة ويريد ان يخلصنا نحن اجمعنا المستحقين الهلاك الابدي بسبب اثامنا وخطايانا ونعمة الخلاص والتبرير هي تناسق بين نعمة الله لنا وقبولنا لعمل روحه القدوس فينا فنحن نطلب ذلك من الله نفسه لكي يعطينا نعمة منه لخلاصنا وتبريرنا والمجد لله دائما وابدا امين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تؤجل اعترافك بخطاياك ...
إن الخطايا التي نرتكبها تفصلنا عن الله.. مكتوب: "آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع".. ولا يوجد ما يزيل هذا الحاجز سوى توبة قلب صادق نادم والاغتسال والتطهير بدم الحمل.. لأنه: "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم".. لكن هل تدرك ما هو الهدف الأكبر للشيطان في حربه ضدك وضد كل إنسان؟ هدفه ليس أن يوقعك في خطايا أكثر، ولا حتى أن يمنعك من الذهاب إلى الكنيسة- رغم أنه يستخدم هذه الطرق، لكن هدفه الأكبر هو أن يجعلك تؤجل توبتك واعترافك بخطاياك ! محاولاً أن يقنعك بأن هناك المزيد من الوقت لتفعل هذا لاحقًا فلا داعي له الآن!! وبذلك ينجح في أن يحتفظ بحاجز الخطايا الفاصل بينك وبين إلهك.. لذا أدعوك أن تهزمه اليوم بأن ترجع تائبًا نادمًا معترفًا بخطاياك فتنال غفرانه. وتذكر أن الاب وعدك بالغفران إذا تبت واعترفت بخطاياك . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تخفى اخطائك بالأعذار ...
في حياتك الروحية: واجه الواقع.. كن صريحًا مع نفسك، ومع الناس.. وإن أخطأت، لا تحاول أن تغطي الخطأ بالأعذار.. بل اعترف بالخطأ، في أتضاع وفي صدق وحاول أن تصلحه. ما أسهل على الضمير الواسع أن يجد عذرًا يغطي به أية خطيئة يقع فيها..!! ما أسهل عليه أن يبرر أي موقف، بأي كلام! إن الأعذار باب واسع إن فتحناه، اتسع لكل فعل... إن الأعذار لا تعرف الخجل، وإن كان الخجل قد يدفع أحيانًا إليها!! الدافع الأول للأعذار هو تبرير الذات. والسبب الحقيقي للأعذار الخاطئة هو كبرياء النفس التي ترفض أن تعترف بالخطأ. والذات صنم يتعبد له الإنسان، ويريده أن يكون كاملًا وجميلًا في عينيه وفي أعين الناس.. يسئ إلي البعض أن يبدو مخطئًا، لذلك يغطي خطأه بعذر أو بأعذار. ويكون العذر في حد ذاته خطأ آخر قد يحط من قدر الإنسان أكثر من الخطأ الذي يحاول أن يخفيه. وكما قال المثل: "عذر أقبح من ذنب". الإنسان الذي يبرر ذاته بمختلف الأعذار، هو إنسان يرفض أن يتوب. أما الاعتراف بالخطأ فهو دليل على صحة النفس، ودليل على الرغبة في التوبة، وإظهار لندم الإنسان على أخطائه. وقد صدق الكتاب حينما قال: "أنت بلا عذر أيها الإنسان". والأعذار قد تكون مكشوفة أحيانًا ومفضوحة، ومجالًا للسخرية، وموضعًا لشك الناس، وبخاصة إذا كثرت، أو إن كان الخطأ واضحًا للكل. لذلك على الإنسان أن يراجع نفسه كثيرًا قبل أن يحاول تغطية أخطائه بالأعذار. بل قد تكون الأعذار أحيانًا سببًا للإثارة، يتعب السامع.. ويكون خيرًا للمخطئ لو انه يصمت، إن لم يستطع الاعتراف. فالصمت لا يثير كالأعذار التي تدل على استهانة المخطئ بما فعله، وكأنه يظن الأمر طبيعيًا لا إثم فيه..! ** والأعذار قد تكون صادقة، وقد تكون مختلفة وغير حقيقية. والكذب معين لكل خطية، يقترب من كل مخطئ وبيده ورقة تين عريضة يحاول أن يستره بها. والأعذار الكاذبة خطيئة مزدوجة تدل على مرض الضمير.. ** وقد تكون الأعذار لونًا من الخداع، أو شرحًا لما حدث على غير واقعه الحقيقي وقد يلجأ فيها الشخص إلى الاحتماء وراء أسباب ثانوية عن السبب الأساسي للفعل.. ** وقد ينكشف عذر، فيغطيه صاحبه بعذر آخر.. وهكذا يدخل في سلسلة لا تنتهي من الأعذار، كلها تصرخ قائلة: (إنني مجرد ستار لنفس أتعبتها الكبرياء أو أتعبها الخجل، فتريد أن تقف بريئة أمام الناس بأى سبب وبأية وسيلة..). إن الأعذار بهذه الصورة نوع من المكابرة، تحاول أن تخفى الحقيقة، وأن تلبس المذنب ثياب الأبرياء. وهى غير الأعذار البريئة الحقيقية التي تتقبلها النفس في رضى.. ما أجمل أن يعترف الإنسان بخطئه.. فالاعتراف بالخطأ يدل على محبة الإنسان للحق والعدل وعدم تحيزه لنفسه.. وعدم مجاملته لذاته.. قداسة البابا شنودة الثالث |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التربية المسيحية http://www.peregabriel.com/gm/albums...al_Jesus~0.jpg الشماس سلام كريم الشابي لقد كان وسيبقى السيد المسيح (له المجد) محطّ تأملنا وتفكيرنا وصلاتنا . "فهو "الألف والياء، والأول والآخر، والبداية والنهاية"(رؤيا 22: 11)، وهو يرافقنا، كما رافق تلميذي عمّاوس، ليفسِّر لنا الكتب، ويهدينا سواء السبيل، ويسير بنا إلى مجد قيامته. إنه نقطة الارتكاز التي تجمع بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وتتيح لنا، انطلاقًا منها، أن نتحرّك في كل الاتّجاهات بحريّة وطلاقة وثقة وفرح وجرأة وحماس، وهو الذي نتعرّف عليه في كل افخارستيا نحتفل بها فيسندنا ويشجعنا ويقوّينا ويقدّسنا. إنّه السيّد الذي به ومعه ومن أجله نسير بقوة الروح القدس لمجد الله الآب. إن التربية المسيحية في البيت والكنيسة والرعية هي المكان الذي يتمّ فيه نقل البشرى السارّة إلى الأجيال الصاعدة من أبنائنا. ولقد قامت كنائسنا في الماضي بمجهود كبير في هذا المجال وهو يحتاج اليوم إلى تجديد مستمر يراعي حاجات أبنائها ومتطلباتهم وظروفهم ومختلف أعمارهم، والمتغيرات الدائمة التي تحدث في مجتمعاتنا، والمكتسبات التربوية التي لا يتوقف تقدمها وتطورها. إن تطورًا كبيرًا حصل في مجال الأساليب التربوية الدينية يجب الاستمرار فيه كي يكون في خدمة تنمية الإيمان ونضجه في عالمٍ دائم التغيّر والتبدّل وفي عالم اصبح بعيدا عن الله فاصبح الله هو من يبحث عنا بينما نحن مشغولون بامور اخرى سواه هو تعالى. لانفكر الا بانفسنا ولا نحب غير انفسنا ولا نتالم الا لالمنا ولانحزن الا على انفسنا وهلم جرا. ولا نفكر ب من سينتشلنا من بلائنا ومن سيكون المعزي بعدما ابعدنا الجميع حتى الله الاب. تكمن المشكلة عند الانسان بانه لايصحى الا اذا ما وقع في مازق وياليت ان دامت تلك الصحوة ،لان الاكثرية تنسى وتعود الى ما كانت عليه وربما اسوا وكما يقول المثل الشعبي "رجعت حليمة على عادتها القديمة". فتحتاج الى مصيبة اخرى كي تصحوا ثانية والسؤال الى متى؟ إنّ تفعيل الأوساط التربوية المختلفة وأهمها البيت والرعية، كفيل بان يدفع بالعملية التربوية الدينية إلى الأمام، حيث تتداخل جميع هذه الأوساط وتتكامل في سبيل تنشئة المعمّد من كافة أوجه شخصيته المسيحية. وهذا كله يجب ربطه بالحياة الليتورجية التي تبقى بالنسبة إلى كنائسنا، كما في الأجيال الماضية، مكانًا مُميَّزًا للحفاظ على الإيمان وإنمائه. وممّا لا شك فيه أن الصغار والفتيان في سن المرحلة المدرسية، نالوا قسطًا من الرعاية والاهتمام. بيد أن هذا المجال لا يزال يعاني من ثغرات متعدّدة وخاصة هنا في المجتمع الغربي الغريب بالنسبة لنا، من حيث الالتزام والتنظيم والأسلوب والتوافق والموازنة والتأهيل، مما يستدعي مواصلة هذا العمل الحيوي بالتعاون بين جميع فئات الكنيسة من كهنة وشمامسة وعلمانيين. إن خدمة الكلمة تبقى أحد الجوانب الأساسية في رسالة الكنيسة التي يجب أن نعيد النظر فيها باستمرار كي تؤدي الغاية المرجوّة منها، من حيث الكتب والمواد التربوية والطاقات البشرية والمادية. وفي هذا المجال لا يسعني إلاّ أن اوجّه تحية المحبة والتقدير لجميع الذين يعملون في هذا الميدان واضعين في خدمته كل ما لديهم من إمكانات وطاقات. واطلب من الله أن يخصب جهودهم لتعطي ثمارها في حياة المؤمنين. واود هنا أن الفت النظر إلى الأهمية المتزايدة لا بل الأولوية، التي تكتسبها التنشئة المسيحية للبالغين. إن التنشئة المسيحية التي ترافق المؤمن في جميع مراحل حياته تظل ناقصة ومحدودة. فالمتطلبات والحاجات والتحديات التي يواجهها المؤمن البالغ تتطلّب من الكنيسة أن ترافقه في هذه المرحلة المهمّة من حياته كي يصل إلى نضج الإيمان والالتزام به في جميع مرافق حياته، العامة والخاصة، فيتّخذ دوره في الكنيسة والمجتمع كشاهد لما يؤمن به. ومن أجل ذلك انني ادعو الجميع إلى اهتمامٍ خاص بهذا المجال من التنشئة.فمن الضروري التنسيق وتبادل الخبرات وخلق قنوات التعاون والتواصل بين كافة الرعايا في الدنمارك، أولاً على مستوى الكنائس الكاثوليكية نفسها تجنبًا للعزلة والتشتّت وتبعثر الجهود، وثانيًا على مستوى جميع الكنائس، خاصةً الشقيقة منها. إن الطابع التعاون من متطلبات شهادتنا التي يجب أن تنعكس على عملنا التربوي فينمّي الاحترام والتقدير لجميع التقاليد والتراثات الكنسية العريقة. المرأة:امي واختي وابنتي وزوجتي .... انطلاقًا من تعاليمنا المسيحية، اقول أنّ المرأة والرجل سواء بسواء، وكلاهما مخلوق على صورة الله ومثاله، وأنّ المرأة وخاصة الام مدعوّة بنعمته إلى تحقيق نضجها وتكاملها ورسالتها في الاسرة بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام، من دون انتقاص .ولها كيانها المستقلّ وكرامتها في جميع الحالات: كابنة، وكزوجة،وكأم وكمكرّسة، وفي أيٍّ من الأعمال والمسؤوليات التي تضمن لها كامل حقوقها وطاقتها على الإبداع. وادعوها إلى التحلّي بمزيدٍ من الشفافية والعطاء في عالم كثيرًا ما تعكِّره الاضطرابات، والمصالح، والاستغلال والأنانية. وطننا العزيز العراق لا يزال العراق في حالة تأزّم وضائقة اقتصادية وسياسية وامنية مما يدفع الكثير من أهله ومنهم العديد من المسيحيين إلى الهجرة، معرِّضًا إياهم إلى متاعب جمّة، ويُفرِّغ البلاد من الأدمغة والطاقات الشابة، ويولّد تخلخل الأسر والمجتمع.. لذا فإنني اناشد الجميع أن لا يسدّوا آذانهم عن سماع صراخ المظلومين في العراق ، واناشد الجميع كي يتضرعوا ويوجهون صلواتهم لربنا يسوع المسيح (له المجد) كي يتحنن ويرفع عن هذا الشعب هذه المحنة القاسية التي يمر بها .لذا ومرة اخرى اكرر رجائي بان ادعو الجميع إلى الصلاة من أجل شعب العراق كعلامة تضامن ومحبة. واطلب ايضا من الرعاة ان لا يتركون خرافهم وان لا ننسى ما اكد عليه الرب يسوع (له المجد) حين طلب من القديس بطرس ان يرعى خرافه ونعاجه... .ان لانفكر بانفسنا فقط وهذا ما نلاحظه مع شديد الاسف لاننا نطبق من كلام الرب ما يحلوا لنا، وما لايحلوا لنا اما نؤجله او نتجاهله او نتناساه فلو تذكرنا قول وتحذير الرب عندما يتحدث عن ضرب وهزيمة الراعي "اضرب الراعي تتبدد الخراف" ، فلو لم يكترث الرعاة الاولون بقول الرب لما كانت المسيحية قد انشرت كما هي في يومنا هذا. لذا نشكر الرب على نصرته لاؤلائك الذين ضحوابحياتهم وبقوا متكاتفين وجنبا الى جنب من اجل كلمة الله وما اوى به الرب يسوع (له المجد) ولكن كل ياخذ اجره. وفي الختام اسأل الرب يسوع (له المجد) ان يصون ويحمي الجميع من كل اذية خفية وظاهرة. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التربية المسيحية
ج 2 الشماس اسطيفان كريم ال شابي إن مربي التعليم المسيحي يحتاج إلى نوعين من المعرفة: معرفة العقائد المسيحية ووصايا السيد المسيح وتعاليمه وحياته، ومعرفةعلمية بنفسانية التلاميذ في مختلف المراحل الدراسية، ويحتاج كذلك إلى الإلمامبمبادئ وأصول وأساليب وتقنيات التربية المسيحية. إن هاتين المعرفتين، الإيمانية والنفسية التربوية لازمتان لتنشئة أبناء الكنيسة تنشئة مسيحية، إذ بدونهما يبقى التعليم المسيحي ظرفياً واتفاقياً وبالتالي قليل الجدوى الرجولة والأنوثة : مفهوماً ، وقيمة خلق الله الإنسان متميّزاً في جنسين الذكر والأنثى ، الرجل والمرأة ، وله في ذلك حكمة سامية . وجعل الله في حكمته العظيمة ، صفات الرجل تختلف عن صفات المرأة ، ولكن في الوقت ذاته تكملها ؛ فكل منهما يحتاج إلى صفات الآخر . فإذا ما ارتبط الرجل والمرأة في سر الزواج يكوّنان بما لديهما من صفات وإمكانات أسرة يسودها الحب والتفاهم الرجولة والأنوثة خاصتان أساسيتان فاصلتان نابعتان أصلا وبالدرجة الأولى من الاختلافات الجسمية والهرمونية بين الرجل والمرأة . فلقد زوّد الله الرجل » بالخصيتين « اللتين تصنعان بذور الحياة ( الحيوانات المنوية ) وهي المسؤولـة عن ظهـور علامـات الرجولة ، كما زوّد المرأة » بالمبيضين « اللذين يصنعـان بذور الحيـاة الأنثويـة ( البويضات ) وهي المسؤولة عن ظهور علامات الأنوثة إن الرجولة والأنوثة ليستا مجرد صفات جسمية فقط بل هما أيضاً صفات نفسية وعاطفية وعقلية أيضاً معاني الرجولة الرجولة شهامة :استعداد للبذل والتضحية من أجل الآخر الرجولة شجاعة :قدرة على مواجهة الصعاب ، إقدام على العمل الصالح ، ثقة بالنفس قوية ، لذلك يعجب الولد منذ طفولته بالجندي والقائد والمحارب والقديس الرجولة قيادة :قدرة على تنظيم العمل الجماعي من أجلتحقيق هدف نبيل ، قيادة بعيدة عن السيطرة والكبرياء والتحكم ( الرجل رأس المرأة). الرجولة جِدّية :الوضوح وعدم الالتواء ، وإقبال على الواجب دون تردد أو إرجاء ، التزام بالمبادئ الإنسانية، وفاء بالوعد.. أبوّة :أبوّة مسؤولة مستعدة للبذل والتضحية من أجل الأطفال ومواجهة المشاكل والصعاب بشجاعة والدفاع عن الأسرة وقيادتها قيادة سليمة بحب وحزم الرجولة معاني الأنوثة الأنوثة رقة :لطف ولباقة ونعومة في التعامل مع الآخرين الأنوثة عاطفية :الانفعال لآلام الآخرين وهمومهم انفعالاً إيجابياً يدفع إلى تقديم العون وإلى التضامن. الأنوثة جمال :جمال الصفات ولطف الطباع بالإضافة إلى جمال الجسم ، الأنوثة إمكانية داخل المرأة تشعّ جمالاً خارجياً يظهر في حضورها وذكائها وأسلوب تفكيرها وطريقة تفاعلها وأسلوب معالجتها للأمور الأنوثة أمومة :تؤهل الفتاة أن تصير أماً ، تعطي الحياة ،ترعى أطفالها برقة وحنان ، تضحي من أجل زوجها وأطفالها ، والآخرين ، تبذل من وقتهاوصحتها وقوتها بلا حساب ؛ مبدأ " الغيرية " هو السائد في حياتها . ملاحظة هامة إن معاني الرجولة والأنوثة التي ذكرنا عامةونسبية لا تقتصر على طرف دون آخر ففي كل من الرجل والمرأة بعض من صفات الآخر ، كماأن هناك فروقاً فردية وتربوية تلعب دوراً في تكوينها ، فليس هناك رجولة مطلقةكاملة، ولا أنوثة مطلقة كاملة ، فالصفات العامة للذكورة تغلب على الرجل ، والصفاتالعامة للأنوثة تغلب على المرأة ، ومردّ ذلك يعود إلى الغدد الصماء فهي في الرجلتفرز هرمونات الذكورة والأنوثة معاً حيث يقوم الكبد بتكسير أغلب الهرمونات الأنثويةوتبقى الهرمونات الذكرية في الرجل هي الغالبة والسائدة بينما يحدث العكس في المرأةحيث تفرز الغدد الصماء لديها هرمونات الأنوثة والذكورة ، وتبقى الهرمونات الأنثويةهي الغالبة والسائدة. وعليه يمكن القول : إن هناك امرأة كامنة في داخل كل رجل ،ورجلاً كامناً في داخل كل امرأة الرجولة والأنوثة ، رؤيةمسيحية يسود المجتمع البشري عامة ، ومجتمعناالشرقي خاصة » فكر عدم المساواة « بين الرجل والمرأة . إن كثيراً من الانحرافاتالفكرية والسلوكية تعود إلى فكر عدم المساواة هذا ؛ فالاتجاهات الاجتماعية التي لاتساوي بين الرجل والمرأة تجعل الفتى ينمو وفي داخله شعور بأنه أعلى من الفتاةومتفوّق عليها وإن سبب تفوقه هو أنه خلق ذكراً ! إن اعتزازه بذكورته اليوم وبرجولتهغداً مبني على التقليل من قيمة الأنوثة . نجد هذا واضحاً جداً في موقف الأسرة (الأبخاصة ) حينما يكون المولود بنتاً بالمقارنة بموقفها حين يكون صبياً. عندما يسود المجتمع والبيت فكر عدمالمساواة هذا يؤثر سلبياً على نظرة كل جنس إلى نفسه وإلى الجنس الآخر. فقد ينظرالفتى إلى الفتاة نظرة دونية ، فهي أدنى منه ، وهو أعلى منها . إنها مجرّد جسدمخلوق لأجل خدمته ، إنه سيدها ، يستمتع بها دون اعتبار لشخصها وحضورها الإنسانيفتصبح متغرّبة عن ذاتها ومستلبة في مجتمعها وحياتها هكذا تتكون مع الأيام اتجاهات سلبية عنالأنوثة وسلوكيات خاطئة عن الرجولة الحقة كذلك بالنسبة إلى الفتاة ، فهي بحكم تقاليدوقيم المجتمع الذكورية تتربى على أنها إنسان من الدرجة الثانية، ويُدخَل في روعهاأنها مخلوق ناقص ، بالمقارنة مع الفتى ، فهي دونه قوة وذكاء ، يحتل هو مكانة القويفي حين تحتل هي مكانة الضعيف . له أن يأمر وعليها أن تطيع وتخضع ، وهذا ما يجعلهاغير راضية عن أنوثتها التي يقلل المجتمع من قيمتها ، وربما رافضة لها صراع غامض في لا وعي كل من الرجلوالمرأة قبل الزواج وبعده ، يصبح مصدراً لمشاكل وخلافات قد تهدد حياة الأسرةواستقرارهاهكذا ينشأ لا شك أن مسألة اللاّمساواة هذه ، ومسألةاغتراب المرأة واستلابها ، قد خفّتْ حدّتها اليوم بعض الشيء في بعض المجتمعات بفعلالثقافة والتقدم الحضاري والديمقراطية ، إلاّ أنها بقيت مسألة قائمة وضاغطة تغيّبكلاً من المرأة والرجل عن إنسانيته المدعو إليها كيف ينظر الكتاب المقدّس إلى هذه المسألة؟ الإنسان في فكر الله وفي الكتاب المقدس هوالرجل والمرأة معاً . » فخلق الله الإنسان على صورته ، على صورة الله خلقه ، ذكراًوأنثى خلقهم « تك 1 / 27 . "وقال الرب الإله ، لا يحسن أن يكونالإنسان وحده فلأصنعنّ له معيناً نظيره " ( تك 2 / 18 ) . إن كلمة نظيره هنا تعنيفي نفس مستواه وعلى مثاله فقال الإنسان : هذه المرة هي عظم منعظامي ولحم من لحمي ، هذه تسمى امرأة ، لأنها من امرئٍ أخذت ". لذلك يترك الرجلأباه وأمه ويلزم امرأته فيصيران جسداً واحداً تك 2 / 23 - 24. من هذه الشواهد الكتابية الصارخة يمكننا أننستنتج الآتي 1.خُلِق الإنسانُ رجلاً وامرأة 2.المرأة تكمّل الرجل كما يكمّل الرجلالمرأة . فالمؤنث يخلق الطابع الإنساني شأنه شأن المذكر وكلاهما يتكاملان ليس فقطمن الناحية الجسدية والنفسية بل من الناحية الكيانية أيضاً وبفضل ازدواجهما يحققالإنسان ذاته تحقيقاً كاملاً 3.الرجل والمرأة متساويان في القيمةالإنسانية وفي الحقوق ، لقد خلقهما الله على صورته في كيفيتين مختلفتين. .4 اختلافهما في الصفات والخصائص ( رجولة - أنوثة ) لا يتعارض أبداً مع فكرة المساواة بينهما . إن المساواة هنا يجبألاّ تُفهم على أنها مساواة تعادلية ( تماثلية ) ، مساواة تزيل الفوارق الطبيعية ،إن هذه الفوارق تكميلية وضرورية ضرورة مطلقة ، إنها تمايز لا تميّز . من هنا يجبعلينا أن نعي تماماً المقصود من كلمة " المساواة " . فحين نقول المرأة مساوية للرجللا نعني بذلك أنها مشابهة ( مماثلة ) له في صفاته وخصائصه ، فهي طبعاً تختلف عنهتماماً ويجب أن تختلف لكنها في الوقت نفسه مساوية له في الحقوق والقيمة والكرامة . لقد ساوى الله بين الرجل والمرأة حين خلقهما ، وقد أوكل إليهما معاً وبالتساوي " مهمة الأرض " : " املأوا الأرض وأخضعوها« ( تك 1 / 28 ) . في هذه الآية لا يخوّلالله الرجل والمرأة القدرة على الإنجاب فقط من أجل استمرار الجنس البشري بل يقلدهماأيضاً مهمة الأرض "أخضعوها" أي استثمار مواردها . وبهذه المهمة يتساوى في المسؤوليةالرجل والمرأة منذ البدء . إن المرأة والرجل بهذه المبادلة الزوجية المخصبة بينهمافي السيادة على الأرض وإخضاعها ، لا يعبران عن مساواة تعادلية تزيل الفوارق ، كماأسلفنا ، بل يعبران عن العلاقة الأكثر طبيعية بينهما ، المتجاوبة مع قصد الله فيوحدة الاثنين ، ليس فقط في الإنجاب والعيش في العائلة ، بل في بناء التاريخ وحضارةالحياة والحب . هذه المساواة الجوهرية لم تستمر للأسف ، بسبب خطيئة السقوط ،فالمجرّب خرّب العلاقة بين الله والإنسان ، فتخربت بين الإنسان والإنسان ( بينالرجل والمرأة ) ؛ إن انفصال الإنسان عن الله أدى تلقائياً إلى الانفصال بين الرجلوالمرأة ، فانقسم الإنسان على نفسه ، وتحوّل الحب إلى أنانية والاتحاد إلى انفصاموتنافر وصراع فضاعت المساواة وحلّ محلها التسلّط من جانب الرجل والخضوع بذل من جانبالمرأة . وتحوّلت المرأة من شريك نظير للرجل إلى وسيلة إنجاب ومتعة .غير أن محبة الله الخالقة أَبَتْ إلا أنتكون أيضاً محبة مخلِّصة فكان التجسّد وكان الفداء وكانت الكنيسة فالأسرار، وهناكان سر الزواج الذي يعطي الرجل والمرأة بحضور المسيح ونعمته ، إمكانية الوحدةوالتساوي في القيمة والحقوق والكرامة الإنسانية ، ويجعل كلاً منهما محوراً للآخروإمكانية أن يجعلا الله محوراً لحياتهما المشتركة يقدسها ويخصبها بنعمته هوذا القديس بولس يهتف : "غير أن الرجل ليسمن دون المرأة ، ولا المرأة من دون الرجل في الرب" ( 1 كو: 11/11 ) . وفي موضع آخريقول :"...وليس هناك ذكر ولا أنثى لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع "غلا 3 / 28. واليوم ، إن كان روح العالم وأصنامه قدشوّهت صورة الرجولة والأنوثة ، فعلى عاتقنا نحن كشباب مسيحي ملتزم ، تقع مسؤوليةتصحيح هذه الصورة في أفعالنا كما في أقوالنا ، لقد ركز المسيح على الإنسان كلهكرجلٍ وامرأة ،كنفسٍ وجسدٍ ، ركّز عليه في وحدته وقدّسه ، بل ألّهه ، فصار المسيحيبالنعمة قادراً على أن يُعلن بهاء المسيح ويكشف عن قوته ولطفه ، عن حزمه ووداعتهوحبه ، وأن يتخذ موقفاً سليماً من الجنس ، فيعيش الشاب المسيحي الرجولة في قوتهاوملئها ، وتعيش الشابة المسيحية الأنوثة في وداعتها وجمالها ويسبحان الله منخلالهما وتلك هي الرسالة التي دُعينا إليها |
الساعة الآن 09:31 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025