![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحاجة إلى التطور والنمو http://www.peregabriel.com/gm/albums...Heart_b421.gifربما كان أكثر المواضيع هيمنة في التعليم الكنسي الاجتماعي الحديث الحاجة إلى التطور. فقد اعتبر المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني أن مفهوم التطوّر مفهوماً مستمراً لا يمكن تحديده وحصره انطلاقاً من مبادئ العدالة الأساسية "بقوة الإنجيل الدافعة يجب تطبيقها من جديد على الحالات المتغيّرة في العالم" (في الذكرى الثمانين، 24). وقد تحدّث البابا بولس السادس عن التطوّر معتبراً إيّاه الرقي البشري، والمدني، والزمني للناس. فعلى صعيد واحد، التطور هو التحرّر من المرض، والاستغلال، وعدم التوازن الاجتماعي، والجهل، والبنى الاجتماعية الظالمة، وفقدان الثقافة، وعلى مستوى أعلى التطور هو بحث عن إنسانية جديدة تضم القيم العليا للمحبة والصداقة، والصلاة والتأمل، والتي "ستسمح اكتمال التطور الحقيق... تحول من الظروف الأقل إنسانية إلى ظروف أكثر إنسانية" (ترقي الشعوب، 20). والانتقال مما هو أقل إنسانية إلى ما هو أكثر إنسانية يجب أن يفي "بالآمال الصاعدة للبشرية". وهذا العمل من الأهمية حتى أن البابا بولس يعادل التطور بالسلام (ترقي الشعوب، 87). ويعني التطور أن للناس حقاً في المساهمة بدور فعال في تنظيم حياتهم، وأن يكونوا صنّاع مصيرهم. وهذا الحق في التطور "يجب أن يُنظر إليه وكأنه تداخل ديناميكي لجميع تلك الحقوق الإنسانية الأساسية التي ترتكز عليها آمال الأفراد والأمم" (العدالة في العالم، 15). وعلى مواطني العالم الصناعي أن يعترفوا بحق الشعب الأساسي في التطور. وينطوي هذا على توقف الأشكال المختلفة من الاستغلال: كالاستعمار، والاستعمار الجديد بسيطرته الاقتصادية والسياسية، والتمييز العنصري والأيديولوجي والتنافس غير المنظم الذي لا يستطيع الفقراء التنافس فيه. إن أهم الواجبات في مملكة العدالة السماح لكل بلد أن ينمي تطوره متحرّراً من السيادة السياسية والاقتصادية. وهذا معناه بالذات أنه يجب على الدول الغنية أن يكون لها خطة منهجية للتطور تشمل تأسيس صندوق عالمي وسلطة عالمية (ترقّي الشعوب، 50-52). ولقد كانت الكنيسة دائماً مدافعاً قوياً عن التطور الاقتصادي. فيجب أن تتوفر الحماية ضد المجاعة والشقاء والمرض وعدم الاستقرار، والمواقف التي تعتدي على الكرامة الإنسانية. إلا أنه في أنحاء عديدة من العالم وخصوصاً في أميركا الجنوبية، أصبح التطور اصطلاحاً غير مقبول لأنه يعني ببساطة دخلاً قومياً عاماً متصاعداً. كما أنه لا يعلمنا عن كيفية توزيع الثروة. وبعبارة أخرى فالتوزيع غير المتساوي للثروة يجعل حياة الأغلبية من الناس أكثر شقاء لكونهم يعانون من تزايد العنف والظلم والسيطرة ويعيشون في نظام صُمم لحماية الأثرياء. ولتصحيح أحادية النظرة في التطور تستعمل كلمة تحرير. إن التحرير اصطلاح أوسع يمتد إلى ما وراء الحاجات المادية. "اليوم يتوق الناس لتحرير أنفسهم من الحاجة والاعتماد على الآخرين. إلا أن هذا التحرير ينطلق من الحرية الداخلية التي يتوجب على الناس أن يجدوها من جديد بالنسبة إلى ثرواتهم وقواهم، ولن يبلغوها إلا خلال المحبة المتفوقة للإنسان، وبالتالي خلال الاستعداد الحقيقي للخدمة" (في الذكرى الثمانين، 45). ومن هنا هو اصطلاح يضع المزيد من المسؤولية على الأغنياء لا الفقراء. "إن النضال ضد العوز، رغم ضروريته، إلا أنه غير كاف. فالمسألة بالأحرى، هي بناء عالم يكون فيه كل إنسان، بصرف النظر عن عرقه، وديانته، أو جنسيته، قادراً على أن يعيش عيشة إنسانية مكتملة، محرراً من العبودية التي فرضها عليه أناس آخرون أو قوى طبيعية لا يملك التحكم فيها تحكماً كافياً في عالم لا تعتبر الحرية فيه كلمة جوفاء حيث يستطيع اليعازر الإنسان الفقير أن يجلس على الطاولة نفسها مع الرجل الغني... فهل هو (الرجل الغني) مستعد لتقديم الدعم من جيبه لأعمال ومشاريع في صالح أشد الناس عوزاً؟" (ترقي الشعوب، 47)، ويوضح البابا بولس أن الناس جميعهم يجب أن يتحرروا من كل ما يجعلهم أدنى مرتبة. وأول من يتحمل مسئولية ذلك أولئك الأكثر قدرة على فعل ذلك، أولئك الذين يمتلكون الوسائل وهكذا بمحبتهم للآخرين يتحررون من أنفسهم (في الذكرى الثمانين، 45). إن لاهوت التحرير مفهوم انتشرت شعبيته. وهي عبارة غامضة يختلف معناها باختلاف الناس. وتعني أصلاً أسلوباً استنباطياً للتفكير تأخذ من معاناة الناس نقطة انطلاق. مسلّطة نور الإنجيل على تلك الأحداث. ونظراً لأنها معنية بأسباب الظلم لا بأعراضه وحسب فهي تميل إلى الالتزام. وهي تثير ثانية السؤال القديم حول دور الكنيسة في العالم. أي إلى أي مدى وبأية طريقة على الكنيسة أن تلتزم بشؤون الناس. وهذا همّ عاجل عندما ترى كنيسة محلية ظلماً منهجياً لأناس معينين من قبل حكومة أو شخص متحالف مع الحكومة. إن تعقيد وحساسية التزام الكنيسة في العالم قد ركّز عليهما البابا يوحنا بولس الثاني في زيارته للمكسيك وبولندا. وأخيراً، هناك كلمة يجب أن تُقال حول الاشتراكية، نظراً لأن غير قليل من بلدان العالم يعيش تحت شكل أو آخر من الحكم الاشتراكي. إن المفهوم الذي سبق للاون الثالث عشر رفضه، قد شجبه بصورة أقوى بيوس الحادي عشر حتى في أشكاله الأكثر اعتدالاً. "فالاشتراكية، وهي تجهل كلياً النهاية السامية للأفراد وللمجتمع كليهما، ولا تبدي اكتراثاً بهما تؤكد أن المجتمع الإنساني قد خلق فقط للرفاه المادي" (في الذكرة الأربعين، 118). بالإضافة إلى ذلك، فإن كرامة العامل سيضحي بها من أجل وفرة السلع المادية المنتجة اجتماعياً. وقد كان الشجب قوياً بحيث أنه "لا يستطيع أحد في نفس الوقت أن يكون مسيحياً صالحاً واشتراكياً حقيقياً" (ترقي الشعوب، 120). وقد ميّز البابا يوحنا الثالث والعشرون في "سلام في الأرض" أيديولوجية الاشتراكية عن أعمال الاشتراكية. وتابع البابا بولس السادس هذا التمييز، فسمح بتحفظ وبضمانات لائقة إمكانية وجود مسيحي يكون أيضاً اشتراكياً. وقد شجب بوضوح أربعة مبادئ في الأيديولوجية الماركسية لا يستطيع المسيحي اعتناقها وهي: المادية الملحدة، وجدلية العنف، وامتصاص الفرد في الجماعية، وإنكار الهدف الفائق الطبيعي للإنسان. ولكن بعد بيان الفارق بين الأيديولوجية بحدّ ذاتها والنشاط العملي، دعا البابا بولس المسيحيين ألا يشكلوا أيديولوجية جديدة ولكن أن يتخطوا كل نظام وأيديولوجية للتعاون مع الناس جميعهم بحثاً عن طرق لبناء مجتمع أكثر عدالة (في الذكرى الثمانين، 38، 42). خاتمة إن تاريخ الإنسان متصل برسالة المسيح التي هي رسالة تحرر من الظلم وتدعو إلى الكرامة البشرية. لذا فإن المسألة الاجتماعية تمسّ الإنسان في صميم قيمه الأدبية والروحية وحقوقه المدنية. ولذا لابد من تذكير بعض المبادئ الأساسية في هذا المجال: - إن أي حل للمسألة الاجتماعية يبقى ناقصاً إذا تنكّر للمقاييس الأدبية والروحية السالف ذكرها. - إن التفكير في الإنسان وفي حقوقه الأساسية يجب أن يسبق التفكير في الأنظمة الاجتماعية والسياسية. - لابد من إيجاد حل اقتصادي مبني على مفهوم جديد للتعامل بين الدول والشعوب. - أصبحت المسألة الاجتماعية شاملة ولم تعد تقتصر على الأفراد فإنها مسألة دولية أيضاً. يبقى تعليم الكنيسة الاجتماعي على المستوى التوجيهي والتربوي ولا يدخل في البحث عن حلول تقنية للمسألة الاجتماعية. ويأخذ هذا التعليم الدور الذي يمهّد الطريق أمام الذين يملكون القدرة على إيجاد الحلول بوضع الأسس الأدبية والروحية. وفي التعامل مع هذا الواقع لا يحق تجاهل النمو الشامل لشخصية الإنسان. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الصبر و التخشع القديس أفرام السرياني من يؤثر أن يرضي اللـه ويصير وارثاً بالأمانة، ويسمى ابن اللـه، ومولود من الروح القدس فليتمسك قبل كل شئ بالصبر وطول الروح، ويجب عليه أن يحتمل بشهامة الغموم والضيقات والشدائد التي تدهمه، إما أمراض وآلام جسدانية وإما تعيرات ومسبات من الناس، وإما الغموم التي لا ترى المتخالفة ضروبِها الواردة إلي النفس من أرواح الخبث لتعيقها عن الدخول إلي الحياة مريدة أن تقتادها إلي الأسترخاء وصغر النفس وعدم الصبر. فبتدبير اللـه تختبر كل نفس بأحزان مختلفة ليستوضح الذين يحبون اللـه بكل أنفسهم وإن كانوا قد احتملوا سائر المحن المجلوبة من الخبيث ولم يبتعدوا من الاتكال علي اللـه بل ينتظرون العزاء كل حين بالنعمة بأمانة وصبر كثير فلذلك يمكنهم أن يخرجوا من كل محنة وهكذا ينالون الموعد ويحصلون مستحقين للملك. فسبيل النفس التابعة قول الرب أن تحمل صليبه كل يوم كما كتب أن من لا يحمل صليبه كل يوم ويتبعني فلا يستطيع أن يكون لي تلميذاً ، الأمر الذي معناه أن تكون مستعداً أن تصبر من أجل الرب علي كل حزن وتجربة إما ظاهرة وإما مكتومة وتتعلق بالرب دائماً لأنه مفوض سلطانه أن يُحزن النفس وأن ينجيها من كل محنة وحزن، فإن لم تتشجع وتحتمل بشهامة مصطبرة علي كل محنة وحزن، بل تحزن وتضجر وتتثقل بالعارض وتتضايق وتسأم من الجهاد أو تقطع رجائها كأنْها لا تخلص، الأمر الذي هو دأب العدو أن يلقي الإنسان في الضجر وصغر النفس لئلا يكون له رجاء أو ينتظر كل وقت نعمة الرب بأمانة لا شك فيها فمثل هذه النفس لا تحصل في الحياة المنتظرة لأنْها لم تتبع آثار القديسين ولم تسلك في آثار الرب. تأمل وأبصر كيف الآباء منذ القديم ورؤساء الآباء والأنبياء والرسل والشهداء عبروا في طريق الغموم والمحن فاستطاعوا بذلك أن يرضوا اللـه حين احتملوا كل محنة وحزن بشهامة وألتذوا بالضيقات لأنَهم انتظروا الثواب كما يقول الكتاب يا ولدي إن تقدمت لتخدم الرب فأعد نفسك للمحن قوم قلبك وأصبر. والرسول يقول أيضاً ? إن كنتم خلواً من الأدب الذي قد شاركه الكل فأنتم نغول ولستم بنين . وفي فصل آخر أيضاً يقول: كافة التي توافيك أقبلها كالصالحات عالماً أنه بغير علم اللـه لا يصير شئ . والرب يقول: مغبوطون أنتم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا فيكم كل كلمة خبيثة كاذبين من أجلي أفرحوا وتَهللوا فإن أجركم جزيل في السموات والطوبى للمطرودين من أجل البر فإن لهم ملكوت السموات. فالمطرودون إما مطرودون من الناس ظاهراً وإما يضطهدون من أرواح الخبث سراً الذين يقاومون النفس المحبة للـه ويلقونَها في غموم مختلفة ليعيقونَها عن أن تدخل إلي الحياة لتختبر إن كانت تحب اللـه باصطبارها علي كل حزن وتمسكها بالرجاء إلي النهاية وانتظارها الخلاص، أو تظهر من قبل ضجرها وسآمتها ونقص رجائها إنْها لا تحب اللـه لأن الأحزان والمحن المتباينة توضح النفوس المستحقة وغير المستحقة اللاتي لها إيمان ورجاء وصبر واللاتي ليس لها لكي ما في كل حال تظهر النفوس المختبرة والمستحقة والمؤمنة الصابرة إلي الغاية الماسكة رجاء الإيمان. وهكذا تقبل الفداء بالنعمة وتصير وارثة الملكوت بعدل فكل نفس تؤثر أن ترضي اللـه فلتتمسك بشهامة الصبر والرجاء قبل كل شئ، وهكذا تستطيع أن تنجوا من كل مقاومة وحزن من العدو لأنه إلي هذا المقدار يسمح اللـه أن يجرب الرب النفس المتوكلة علية والصابرة له إلي أن تدفع إلي محن وأحزان لا يمكنها احتمالها كما يقول الرسول صادق هو اللـه الذي لا يهملكم أن تمتحنوا بما يفوق طاقتكم لكنه يجعل مع المحنة منفذاً ليمكنكم احتمالها لأن ليس كما يؤثر الخبيث يمتحن النفس ويحزنْها بل بمقدار ما يسمح اللـه فتحتمل النفس بشهامة وتتمسك بالرجاء بأمانة منتظرة المعونة ممن له النصر الذي لا يمكن أن يهملها. لأنه بمقدار ما تجاهد بالأمانة والرجاء والصبر ملتجئة إلي اللـه منتظرة العون منه والخلاص بلا ارتياب ينجيها الرب بسرعة من كل غم مطيف بِها لأنه يعلم كم تقدر النفس أن تحتمل من الاختبار والامتحان وبقدر ذلك يسمح أن تجرب فإذا احتملت صابرة إلي الغاية فلا تخزى كما كتب ? أن الحزن يصنع صبراً والصبر تدرباً والدربة والخبرة رجاء والرجاء لا يخزى. وأيضاً كما يليق بخدام اللـه بالصبر الجزيل بالأحزان بالشدائد بالضيقات وتوابع ذلك والرب يقول: من يصبر إلي المنتهى يخلص. وأيضاً بصبركم اقتنوا أنفسكم وفي فصل آخر يقول: من وثق بالرب فخزى أم من يثبت في كلامة فخذل أو من استغاث به فأعرض عنه . لأنه إن كان الناس ذوو الفهم والعقل اليسير يعرفون أن يختبروا ويميزوا كم ثقل يحمل كل واحد من الحيوان من بغل أو جمل وعلي حسب ذلك يحملونه، والفاخوري إذا جبل الأواني وأحكمها إن لم يدخلها الأتون لتحمى وتيبس فلا توافق لاستعمال الناس، ويعلم أيضاً كم يحتاج أن يتركها في النار حتي تستوى ولا يتركها فيها زيادة عن الواجب لئلا تحترق وتتلف ولا يتركها أقل من ذلك لئلا تكون غير نافعة. فإن كان الناس في الأشياء البالية والظاهرة اقتنوا مثل قدر هذا التمييز والمعرفة فكم أولى باللـه الذي لم يزل في علمه غير مدروك وفي فهمه لا يقاس وهو ذو كل حكمة يعلم كم تحتاج النفوس التي تؤثر أن ترضيه وتشتاق أن تنال الحياة الأبدية من الامتحان والتجارب وتصبر بشهامة ونشاط ورجاء علي كل حزن إلي النهاية وحينئذ تصير مختبرة وموافقة لملكوت السموات. إن القنب لا يصلح أن يصير منه غزلاً دقيقاً إن لم يدق ويمشط كثيراً وبمقدار ما يدق ويمشط ويصير نقياً مبيضاً موافقاً للعمل، هكذا النفس التي تحب اللـه الداخلة في محن وتجارب كثيرة الصابرة علي الأحزان بشهامة تصير مهذبة طاهرة وجزيلة النجابة في الروحانيات ذات صناعة دقيقة تؤهل أن ترث المملكة السمائية ومثل الإناء الجديد اختراعه إن لم يلق في النار فلا يصلح لاستعمال الناس أو كالطفل ما دام طفلاً لا يصلح لأعمال العالم فلا يبني مدناً ولا يقدر أن يغرس غروساً ويلقي بذاراً ولا يكمل عملاً آخر من أعمال العالم. هكذا النفوس المشاركة النعمة الإلهية تَهرب لحلاوة راحة الجسد بصفة أطفال لكونِها لم تختبر بتجارب مختلفة وأحزان من الأرواح الخبيثة التجارب التي توضح الصبر فتلك النفوس هي أطفال لا تصلح للملك كما قيل إن كنتم خالين من الأدب الذي قد شاركه الكل فأنتم إذاً نغول ولستم بنين. فقد أستوضح إذاً أن الأحزان والمحن موافقة للإنسان وتجعل النفس مختبرة وصلبة إن اصطبرت علي النوائب التي توافيها بشهامة ونشاط وهي متوكلة علي المسيح منتظرة بإيمان لا أرتياب فيه النجاة من لدن المسيح ورحمته فهي غير ممكن أن تخيب من موعد الروح ومن الخلاص من آلام الرذيلة. وكما أن الشهداء القديسين صبروا في الظاهر علي تعاذيب كثيرة وأفضوا إلي الموت وحفظوا الاتكال علي اللـه وصانوا الاعتراف النفيس وظهروا بذلك مختبرين واستحقوا أكاليل العدل، والذين احتملوا تعاذيب كثيرة وصعبة جداً اقتنوا عند اللـه مجداً ودالة أكثر، وكافة الذين فقدوا الإيمان وجزعوا من الأحزان والسياط ولم يلبثوا إلي الغاية في الإقرار النفيس استوضحوا هنا وفي يوم الدينونة لا دالة لهم خازين علي هذا المقياس نفسه. إن النفوس التي تدفع إلي الأحزان لتمتحن من أرواح الخبث فتعذب عذاباً ظاهراً وغير ظاهر، في الباطن بأفكار خبيثة وظاهراً بالآلام الجسدانية فإذا صبرت بشهامة متمسكة بالرجاء منتظرة عطية الجزاء من الرب تؤهل لأكاليل العدل وتقبل باطناً الخلاص وسريعاً وتجد تلك الدالة دالة الشهداء بنعمة اللـه في يوم الدينونة. لأن شهادة الأحزان التي تكبدها أولئك بالصليب هؤلاء احتملوا من أرواح الخبيث الذين فعلوا في أولئك المردة وبمقدار ما احتملوا أحزاناً من مقاومات الخبيث وتمسكوا بالرجاء إلي النهاية يخولون عند اللـه مجداً أعظم ويخلصون بقدر رجائهم ويؤهلون لتعزية الروح القدس ويرثون هناك الخيرات الأبدية. وكافة الذين يهربون من الجزع والخوف ولا يحتملون الأحزان بل يفضون إلي السأمة وعدم الصبر وقطع الرجاء ويرجعون من الطريقة المقسطة ولا ينتظرون رحمة الرب فهؤلاء يوجدون غير مختبرين ومرفوضين فكيف يمكنهم أن ينالوا الحياة الأبدية. لأن كل نفس مضطرة من أجل المسيح الذي مات من أجلنا أن تطيل أناتِها وتصبر وتحفظ التوكل عليه. فإذ قد عرفنا هذه الأشياء يا أحبائي فلا نرقد في خلاصنا الذي نناله بالصبر علي التجارب المطيفة بنا وإله الرجاء يثبتنا في التمسك بالوصايا وبه يليق المجد إلي أبد الدهور. إن الإله الذي جبلنا إذ عرف ضعف ذهننا وسوء صناعة مضادنا منحنا الكتب الإلهية ككنوز اشفية وخزائن أسلحة تلك التي توجد فيها أسلحة مختلفة أنواعها لأن داود يقول: لقد جعلت ساعدي قوسا نحاس وأيضاً أرسل نبله فشتتهم وأكثر برقه فأقلقهم، وفي فصل آخر يقول: يتناول غيرته سلاحاً شاكاً ويصطنع البرية سلاحاً للإنتقام من الأعداء يتسربل درع العدل ويضع عليه خوذة الإنصاف الذي لا يرائي يتخذ البر قوساً لا يحارب يرهف السخط صارماً سيفاً والعالم يحارب معه إلي الجهال يتسارع بإصابة رشق شهائب بروقه ويطفر إلي الإشارة كأنْها من قوس السحب المستديرة حسناً ويلقي عليهم البرد من مدر صخرة صعبة يغتاظ عليهم ماء البحر والأنْهار تطبق عليهم سريعاً، يقاومهم ريح الاقتدار وينشفهم كالزوبعة. واليشع النبي يقول: لا تخف فإن الذين هم معنا أكثر من الذين معهم. وابتهل اليشع وقال: يارب أفتح عيني الصبي ليبصر ففتح الرب ناظريه وأبصر وإذا الجبل مملوءاً خيلاً ومركبة نارية محتفة باليشع. فأما إشعياء النبي فقال: وجعل فمي كسيف مرهف وخبأني تحت كنف يده وجعلني كسهم مختار وسترني بجعبته. وقال حزقيال: وأنت يا ابن الإنسان خذ لك سيفاً مرهفاً أَحد من موسى الحلاق وأقتنيه لك. والرسول يعلمنا قائلاً: ألبسوا سلاح اللـه الشاك ليمكنكم أن تقاوموا بازاء حيل المحال فإذا رشقنا العدو ندجج ذاتنا بالأسلحة المقدم ذكرها لأن أسلحتنا ليست بشرية بل مقتدرة باللـه لأن صراعنا ليس هو بازاء دم ولحم لكن بازاء أرواح الخبث. فهذه الكنوز يوجد فيها أدوية وافرة مختلفة أنواعها حتى إن قاوم أحد المحال وانجرح يبادر بسرعة إلي كنز الأشفية ويضع علي الجرح مرهم التوبة ويصير صحيحاً ويحارب عن سيدة ثانياً فإن صغر النفس هو سهم العدو الذي جرح به كثيرين وطرحهم، فلنأخذ الصبر سلاحاً علي صغر النفس مكررين في ذاتنا القول المكتوب، تشجع وليتأيد قلبك وأصطبر للرب فتتأيد النفس من القول وتستطيع أن تحتمل بسهوله النوائب المتهافتة إليها من العدو الأجنبي وتستريح كأنْها متكأة علي عصا أو كمحمولة علي مركبة يستخف تعبها. فلنتذكر هذا الفصل مخاطبين به أنفسنا وبعضنا بعضاً، تشجع وليتأيد قلبك وأنتظر الرب فإن هذا القول يوافقنا جداً إن صمنا إن سهرنا إن صلينا إن عملنا أن صنعناً شيئاً آخر لأنه ينهض النشاط لإكمال الفضيلة المبروء بِها جاهد ما دمت تجد وقتاً لتحصد من الآن المختص بذلك. إذاً لا تسترخِ لا تحب البغض أرفض الجسد والمحك والسبح الباطل، أمقت العادة الرديئة والوقيعة فإنه عما قريب تنصرف من هنا فما لك وللغيرة المرة، والحسد، والمعاداة للقريب، وبعد قليل ستصير رماداً وتراباً حب التخشع، تُقْ إلي الثبات، حب الحمية لتنجيك من أتعاب كثيرة ومهمات باطلة، أبكِ إذا صليت لتجد نياحاً حيث عتيد أن تمضي، أهتم بالعمل كما يليق بحكيم وفهيم فإن الوقاحة والضحك لا ينفعانك في يوم الوفاة بل ولا ألفاظ المزاح والخلاعة فهذه تمكث دائماً في قلب الجهال. أحذر من الرياء الكاذب إن لم ترهب الرب من صميم قلبك حب التواضع بقلب صادق فتجد نعمة لدى الإله الماسك هنا وفي العالم العتيد إن أعليت ذاتك ستتزعزع بسهولة كما تتحرك الورقة في الشجرة من الرياح لأن ملاذ العالم تزول كالظل، لا تكن بيت مرارة لئلا تفسدك المرارة ويبكيك سمها قبل أن تدفع إلي العذاب. لا تخجل أن تحفظ الورع بقلب متواضع فإن الذين يزدرون بك لا ينفعونك في يوم الشدة، أتقِ اللـه بكل قوتك فيحكمك كيف تخلص، ليكن لك تواضع ووداعة فتحل عليك نعمة الرب، إن دنس الجسد ليس فيه شئ سوى الأياس والنار التي لا تطفأ والطهارة تسبب في هذا الدهر مديحاً وفخراً وفي العتيد تفيد إكليلاً لا يذوي. أيها الأخ إن جسمك هيكلاً للروح القدس الساكن فيك فأهتم بالهيكل لئلا تُحزن الساكن فيك، لكن لعلَ أحد يقول أنا أؤثر أن أحفظ نفسي من الدنس وأنا لا أقهر جسمي فماذا أصنع ؟ فهذا يشبه من يشاء أن يمسك محاربه بلا قتال ولا تعب وكأننا نعطي الذين يحاربوننا نبلاً برقادنا وعدم تحفظنا وإهمالنا حراسة أبواب النفس فنصير بذلك مغتالين خلاصنا مانحين للمضادين مدخلاً كما إذا طمحنا بأعيننا بلا خجل متفرسين في الأشياء التي لا يجب معاينتها إذ العائش بالفضيلة لا يجوز أن يتأمل جسده بغير خجل فلا نسبب بذلك المضار لذاتنا. واذا أملنا مسامعنا إلي الأقوال الرديئة والأغناني الزنائية أَلسنا نكون سببنا الخسارة لأنفسنا وكذلك ندنس فمنا بالوقيعة والأقوال الفاحشة ولا نلجم لساننا كما كتب أم اللسان قد ركب في أعضائنا يدنس كافة الجسم ويلهب بكرة اللون ويحترق من جهنم والأناف ( جمع أنف ) نضمخها بالطيوب والأدهان، وأيدينا نلقيها بلا ترتيب علي ما لا يجب لمسها، وأرجلنا نطرحها في طريق غير مستقيم. فهذه الأشياء نعملها هكذا فكيف يمكننا أن نقدم للرب غمر العفة بل ولا وجه لنا، وإذ لم نمهد وجه الأرض بالحمية والأتعاب فكيف يمكن أن نمنع الدخان من الدخول إلي باطننا وأبواب حواسنا مفتوحة بازاء الذين يوقدون النار بجانبنا بلا انقطاع، إن كرهت الدخان فاحفظ الأبواب لئلا يسود بيتك في الشتاء، سد نوافذ أبواب المنزل لئلا ينضر جسمك من البرد، كيف استلقينا بلا تحرك متكاسلين عن منفعة النفس ويجب علينا أن نعطي جواباً للفاحص القلوب ؟ كيف ما حفظنا الهيكل الذي أُتمنا عليه ؟ فالبيت المعمول من طين وحجارة وخشب ليتدفأ به الجسم نَهتم به بحرص والمنزل الذي هو أفضل من ذلك لا نَهتم به ! خزي عظيم وقضية صارمة يحلان حينئذ بمن أفسد هيكل الرب إن لم يستعد بالتوبة للصفح ويرحض الأوساخ بدموعه، فلنبغض السبح الفارغ والفخر والغضب، الأنواع التي لا ثمر لها، ويجب علينا أن نتأمل سيرة القديسين ونضاهيهم. ولنستفق لئلا تديننا النسوة الحريصات، تأمل حرص رفقة وتواضعها فإنك تعجب من فضيلة تلك المغبوطة كيف قبلت التغرب لأنه قد كتب أن رفقة لما نزلة إلي العين ملأت الجرة وصعدت فحضر الغلام إلي ألتقائها وقال: أسقيني ماءً يسيراً من جرتك. فقالت: له أشرب يا سيدي وبادرت فحطت الجرة علي ساعديها وسقته إلي أن ارتوى من الشرب. وقالت: أنا أسقي جمالك. فأكملت الصوت الإنجيلي قبل أجيال كثيرة، لأن الرب يقول: إن سخرك أحداً ميلاً واحداً فإذهب معه ميلين. وهكذا هذه المغبوطة ضاعفت النعمة حين قالت له: أشرب يا سيدي وأنا أسقي جمالك إلي أن تشرب كلها وترتوي. وإذ قالت هذا القول أثبتته بالفعل علي حسب المكتوب إن ملكوت السموات ليس هو بكلام فقط بل بقوة لأن رفقة أفرغت الجرة كلها في المسقى وبادرت إلي البئر لتستقي وسقت الجمال كلها فأبصر فضيلة نفس لا عجز فيها ولا كبرياء ولا تعظم دعت الغريب سيداً خدمت المسافر كخادمة له بنية خالصة. هكذا صنع يعقوب حين دحرج الحجر عن البئر وسقي غنم لابان أخي أمه، لكن إن قال أحد: إنما صنع هذا لأجل حرمة الجنسية. فسيوبخ هذا من أفعال موسى لأن الكتاب المقدس يقول: إن موسى تنحى من حضرة فرعون وجاء إلي أرض مدين فجلس علي البئر وكان لكاهن مدين سبعة بنات راعيات غنم يثرون أبيهن فلما أقبلن استقين إلي أن أوعين الأحواض ليسقين غنم أبيهن، فلما جاء الرعاة أخرجوهن فنهض موسى فخلصهن وسقى غنمهن. يارب عظيمة نعمتك الشارقة في نفوس أبرارك لأنْهم قد تسربلوا بأم الفضائل أي المحبة الفاقدة المراءاة بتوجع وحرص عظيم. حب أن تسمع تعاليم الكتب الإلهية، أننا في كل يوم نَهتم بغذاء الجسد ونلذذه بالأطعمة، وطعام النفس لا نَهتم به، سبيلنا يا أخوتي الأحباء أن نتهاون بطعام الجسد لتتغذى النفس بطعام الروح القدس كل يوم الخبز الذى تعطيه حكمة اللـه، وأشرب الماء النابع من الصخرة الروحانية ليسموا عقلك باستنارة العلم. لأن التمتع بالأطعمة الحسية حين تعبر اللقمة تستقر لذاتِها، لِمَ تتشامخ أيها الإنسان بالحلة البهية لأنه إذا لبس أحد حلة جزيلة ثمنها يلبسها في النهار فإذا أدركه الليل يخلعها ويأكل ويشبع وينعطف إلي النوم وفي أثناء ذلك ربما تدب إليه وحوش ودبابات تميته، وإذا حان الصبح يقوم ويلبس ثيابه الحسنة ويتشامخ بالباطل الذي كان قبل هنيهة موضوعاً في الظلمة وبعد قليل سينحل في القبر. إن آثرت أن تفتخر فليكن افتخارك بالرب وإن كان لك غناء فأكنز لذاتك بحسن الصنيع كنزاً في السموات لأنك إن احتشدت إلي أن يجئ الموت وجاءت الملائكة فتخلف الغناء وربما لمن لا تؤثره، لا تخف أن تضع أساً لسيرة صالحة فإنك إن ذقت حلاوة الروح القدس فيستضئ عقلك بدراسة الأشياء التي لا تبلى. فلذلك يقول الروح القدس ذوقوا وانظروا إن الرب طيب مغبوط من يوجد في ساعة الوفاة ذبيحة قدسية مرضياً للرب فإنه يفارق بفرح جزيل الجسد وهذا العالم الباطل وإذا أبصرته جنود الملائكة في السماء يمدحونه كما يليق بنظيرهم في العبودية للرب. صلاة أما بعد فأنني أجترئ أيضاً بفم دنس أتوسل إليك أيها القدوس الطاهر النقي من قلب خبيث وفاجر كل يوم وأرسل إليك زفرات فإن العدو جذبني إلي دراسة الأفكار الخبيثة وأخجل أن أرفع طرفي إلي السماء لأنه قد صار لي خزي عظيم وعار من كثرة آثامي، فأتضرع إلي صلاحك أن ترثي لي بما أنك متحنن أطرد من ذهني المفسد الغاش واجعلني خالصاً قبل الموت من حظ المنافقين، يارب اذكرني برحمتك ورأفاتك وأصغِ بسمعك إلي طلبة عبدك لئلا أدان مع المستكبرين، لا تطرحني من اتجاه عينيك لئلا أصير نصيباً للهلاك ولا تغرقني في قعر اللجة لا تحبسني في مطابق الهاوية لئلا تفرش تحتي النار ويكون مسكني الدود، لا تحسبني في الظلمة الأبدية تحت أساس الجبال مقيداً بقيود أزلية، ولا تدفعني إلى ملائكة غير راحمين، لا تحرقني في نار لا تطفأ، اذكرني يارب وخلصني أيها القدوس المستريح في القديسين، أنت قلت يارب اسألوا تعطوا إنما أطلب رحمة ورأفة لأنك قد منحت الكل وسائلهم بسعة ولم تعير أحداً أيها الرب الماسك الكل لأنك لم تزل صالحاً وللناس ودوداً، امنحنا يارب أن نجد دالة أمام مجدك فليتمجد بنا اسمك وليقبلنا الصديقون بسرور في المساكن الدهرية منقذين من أيدي المنافقين المتكبرين، من ذا يسمع القول المرهوب فيصمت عن الهتاف إليك كل ساعة لأن الكتاب المقدس يقول: إن كان الصديق بالجهد يخلص فالمنافق والخاطئ أين يظهران. أما نحن فمتوكلون علي رأفاتك نصبر متضرعين أن ننجى من النار التي لا تخمد ومن الخوف العتيد لأنه في القديم يارب قبض ملاكك علي ناصية حبقوق وفي ساعة وضعه ببابل فوق جب الأسود وفي الحين رده إلي أرض يهوذا أرضه، فلتأخذنا يارب نعمتك وتعبرنا بلا خوف تلك الهاوية العظيمة الرهيبة التي جعلت بين الصديقين والظالمين حتى إذا نجيتنا نقول. المجد للآب الذي نجانا من ظلمة الجحيم وجعلنا في فردوس النعيم، المجد للابن الذي نجانا من النار التي لا تخمد والدود المؤبد وأهلنا أن نصير وارثي أورشليم التي في العلا، المجد للروح القدس الذي نجانا من عقد الخطايا ومن الخزي الأبدي وكللنا بابتهاج في النور الصادق إلي أبد الدهور. آمـين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر مسحة المرضى ( الزيت المقدس ) http://www.peregabriel.com/gm/albums...2/2cat-004.jpg أمريض أحد بينكم؟ فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب ( يعقوب 5: 14 ) هو واحد من الأسرار الكنسية التي تتيح لجميع الناس أن يلتقوا الله كمخلِّص في كل مراحل حياتهم، وتعينهم ليحقّقوا في ذواتهم كمال صورة ابن الله الوحيد. فالإنسان الذي يصبح، على سبيل المثال، ابنا لله بالمعمودية يبقى مدعّواً الى أن يتبع السيد ويكون معه في كل لحظات حياته... في طفولته وشيخوخته، في فرحه وحزنه، في عافيته وإذا أثقلته الهموم او أرهقته الأمراض... في هذا الإطار تمنح الكنيسة سر الزيت المقدس للمؤمنين للدلالة على حضور الله الحي والمحيي مع شعبه المنتظرِ عونَهُ ورحمتَهُ، وهو يختص بكل مرض مهما كان صعبا، ويقام دائما على رجاء الشفاء . تاريخياً : كثيرة هي الشهادات التي تدل على استخدام هذا السر منذ العصر الرسولي، فالرب يسوع، الذي شفى "جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين..." (متى 4: 24؛ مرقس 1: 34، 3: 10-11) هو الذي سلّم الى رسله، وتاليا الى كنيسته، السلطان ليطردوا الأرواح الشريرة ويشفوا كل مَنْ فيه داء وأخرجوا (اي الرسل) شياطين كثيرة ودهنوا بالزيت مرضى كثيرين فشفوهم" مرقس 6: 13؛ راجع ايضا رسالة يعقوب الجامعة: "أَعَلَى أحدٍ بينكم مشقّات فليصلِّ، أمسرور أحد فليرتّل،أمريض أحد بينكم فليدعُ شيوخ الكنيسة فيصلّوا عليه ويدهنوه بزيتٍ باسم الرب، وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطيئة تُغفر له" 5: 13-15). ونرى أن استعمال الزيت في الصلاة على المرضى بات أمراً شائعاً، فالكتاب المعروف بـ "التقليد الرسولي" (بداية القرن الثالث) يحتوي على نص تقديس الزيت: "أيها الرب إلهنا، أنت قدِّس هذا الزيت واغرس فيه موهبة التقديس للذين يوزّعونه والذين يقبلونه به أشرت أن يُمسح الملوك والكهنة والأنبياء في القديم، هَبْنا نحن ايضا إذ نُمْسَح به صحةَ النفس والجسد" . ويذكر السرَّ آباء كثيرون، منهم: اوريجانس، واوسابيوس اسقف قيصرية، وكيرلس الاسكندري، والقديس يوحنا الذهبي الفم الذي يوصي باستخدام الزيت المقدس في حالات المرض كافة، وبعدم حصره في حالات المرض القصوى اذ يشرف المريض على الموت... فالسر ليس هو سر "المسحة الأخيرة"، كما هو شائع هنا وثمة، وإنما يتقبله من لم يقطع رجاءه بخلاص المسيح. هذه الشهادات -وغيرها- دلالة قاطعة على أن سر الزيت المقدس كان قد انتشر انتشارا واسعا، منذ وقت مبكر، وأنه معروف وممارَس في الكنائس كافة . ينفي التراث - كما لاحظنا من خلال الشهادات التي استُعملت آنفا- أي تفريقٍ بين الجسد والروح، فالإنسان كائن واحد غير منقسم، ولا توجد تاليا حدود واضحة بين أمراض جسده وأمراض نفسه. ولذلك فإن صلاة تقديس الزيت تمتاز بأنها تقام بآن من اجل شفاء الجسد ومغفرة الخطايا التي هي الشفاء الحقيقي. ففي قوة الصلاة التي تتلى من اجل المريض المسمّى باسمه (لأن سر الزيت، كما هي الأسرار كلها، شخصيّ) وقداسةِ المسحة يدعى الإنسان الى أن يعي أن نعمة الروح القدس قادرة أن تخرجه من جبّ الفساد (الخطيئة) وتشفيه من كل ألم او ضعف. غير أن هذا لا يعني أن المؤمن يستطيع أن يستغني عن ممارسة سر التوبة باقتباله مسحة الزيت "فنحن، حسب قول بعض الآباء، ننال بسر المسحة قوة روحية، فتُغفر خطايانا التي نسيناها ولم نتمكن من الاعتراف بها، الا أن أهميتها الأولى تبقى في الصلاة من اجل صحة الجسد. لذلك تربط الكنيسة الأرثوذكسية بين هذين السرين (سر الزيت وسر التوبة)، وتحثّ الذين يُقام سر المسحة من أجلهم، على الاعتراف ايضا" . لا بدّ من القول إن الكنيسة الأرثوذكسية لا تؤمن بأن سر الزيت المقدس يجلب الصحة للمريض بطريقة آلية او سِحْرية، وذلك انه يُقام "باسم الرب" وقوة "صلاة الإيمان"، كما ورد في رسالة يعقوب الرسول، وتاليا، فإن الرب، الذي يسمع ويستجيب بحسب محبته وحكمته الأزلية، هو الذي -من دون أن نستبعد إمكانية الشفاء الجسدي- يعطي الملتمسين عطفَهُ ما يعزّيهم وينفع لخلاصهم (راجع حادثة شفاء المخلع في إنجيل مرقس 2: 1-12). غاية سر المسحة هي شفاء المريض، او أَن يكتشف، على الأقل، انه محبوبُ اللهِ والجماعةِ الكنسية المشاركة في الصلاة من اجله. فإذا لم يجد المريض عافيته الجسدية هنا على الأرض، تدعوه الخدمة الى أن يطلب الرحمة عن خطاياه ليُنْشِد القيامة في الحياة الأبدية. على العموم لا تحلّ الكنيسة مكان الطب وعلومه، ولكن تعمل ليرى أعضاؤها أن محبة الله تكتنفهم وهي الحياة ذاتها، وترفعهم ليقولوا بثقة مع بولس الرسول: "اني لواثق بأنه لا موت ولا حياة... لا حاضر ولا مستقبل... ولا خليقة أخرى أية كانت، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع" (رومية 8: 38-39) . يذكر قانون الخدمة أن إتمام سر الزيت المقدس يجري في الكنيسة وسط الجماعة المخلَّصة (في حال تعذر حضور المريض الى الكنيسة يؤدى السر في البيت)، ويخدمه سبعة كهنة يمثلون الكنيسة الجامعة الرسولية. بيد أن الكنيسة أجازت أن يقيم الخدمة عدد أقل من الكهنة، ولا تمنع أن يتمّها كاهن واحد. يُقرأ في الخدمة سبع رسائل وسبعة أناجيل هي تسبحة شكر لله تُظهر محبته التي تشفي المرضى والخطاة، وتدل على رحمته التي سبغها علينا بيسوع المسيح ربنا. وتتلى ايضا سبعة أفاشين لمباركة الزيت، وفي كل مرة يمسح الكاهن المؤمن بالزيت سبع مرات للدلالة على أن الكنيسة بواسطة هذا السر تعبّر عن حنانها الكامل للمريض. من المفيد أن نذكر أن لفظة "رحمة" في اليونانية هي eleos ولفظة زيت هي elaion ، وتفيد elaion ايضا معنى "المسحة"، وهذا يدلنا على أن الزيت -بالنسبة الى تقليد العهد الجديد- اصبح طبيعيا رمزا لرحمة الرب. تقيم الكنيسة خدمة هذا السر مساء يوم الأربعاء المقدس، غير انها ترجو أن تستعاد ممارسته وأن يتقبله كل مريض في كل وقت. هو سر التعزية الكبرى التي يعطينا إياها الروح القدس لنثبت في الطهر الذي هو فرح المسيح |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر مسحة المرضى
https://images.chjoy.com//uploads/im...915af5300e.jpg طقس السر (الفتيل الخامس) توقد الفتيلة الخامسة: يقول الكاهن: أليسون ايماس... ابانا الذى.... يقول أوشية الراقدين. مترحما على الذين رقدوا لأنهم محتاجون الى الرحمة والصلاة من أجلهم فى كل حين. يقال البولس من رسالة غلاطية 2: 16 ? 20 وموضوع ضرورة الايمان القوى بالمسيح، لأن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه، وضرورة أن يعيش الانسان مصلوبا مع المسيح عن الشهوات واللذات التى تغرق الناس فى العطب والهلاك لكى يقوم مع المسيح ويحيا فى الحياة الابدية السعيدة غير الفانية. تقال الثلاثة تقديسات وأوشية الانجيل يقول أحد الحاضرين المزمور والانجيل. المزمور 41: 7 "أخرج نفسى من الحبس لكى أعترف لك يا رب ينتظرنى الابرار حتى تعطينى المجازاة". يصرخ المريض المتألم للرب أخرج نفسى من حبس المرض ونوم السرير الطويل فأشكرك وأعترف لك بالحمد والتسبيح فيرى الناس ذلك فيمجدونك ويسبحونك على قوتك وعنايتك. الانجيل من يوحنا 14: 1 ? 19: يُطمئِن المريض قائلا: "لا تضطرب قلوبكم..." وفى تسليم كامل تعلمه الكنيسة وحتى ان فارق هذه الحياة بعد التوبة والنقاوة فله ميراث الحياة الابدية، فالرب يسوع يطمئن أولاده قائلا: "فى بيت أبى منازل كثيرة (لكم). أنا أمضى لأعد لكم مكانا، وان مضيت وأعددت.." يتمناه الانسان من كل جهاده فى هذه الحياة أن يكون فى الابدية مع المسيح وهذا أفضل جدا. يطالبنا المسيح أن نحفظ وصاياه لكى تحفظنا وصاياه من كل انزلاق فى طريق الخطية وتضمن الحياة الابدية، فنحن نعلم أنه عندما سأل الشاب الغنى السيد المسيح. ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية أجابه المسيح: "احفظ الوصايا" فحفظ الوصايا يضمن دخول الحياة الأبدية بكل تأكيد. الله يعطينا الروح القدس المعزى الذى يعزينا ويصبرنا فى جميع ضيقاتنا وأمراضنا وأحزاننا حتى نستطيع أن نحتمل بشكر وبدون ضيق أو تذمر. يقول الكاهن الطلبة ويقول فيها.... "اشف يا رب عبدك (فلان) من أمراضه وأنقذه من كل شر، أقمه صحيحا ليعترف برحمتك يشكرك على رحمتك ويمجدك مع شعبك فى كنيستك التى حرم منها لمرضه فيواظب على الكنيسة طول أيام حياته بلا تهاون أو تقصير" |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر مسحة المرضى
http://www.peregabriel.com/gm/albums..._6251005_n.jpg طقس السر (الفتيل الرابع) توقد الفتيلة الرابعة: يقول الكاهن: أليسون ايماس... ابانا الذى.... يصلى أوشية الرئيس. ملاحظة: نلاحظ تريب الأواشى هنا كما هو موجود فى طقس المعمودية واللقانات وغيرها: 1- المرضى. 2- المسافرين. 3- المياه. 4- الرئيس. 5- الراقدين. 6- القرايين. 7- الموعظين. يقول البولس من رومية 8: 14 ? 21 وموضوعه احتمال الالام بدون تذمر حتى ننال أجر الاحتمال كاملا، "فإنى أحسب أن الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا، ولأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدى |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر مسحة المرضى
http://www.peregabriel.com/gm/albums...al_2e0o0ua.jpg طقس السر (الفتيل الثالث) توقد الفتيلة الثالثة: يقول الكاهن: أليسون ايماس... ابانا الذى.... يقول الكاهن أوشية المياه أو الزروع أو الثمار حسب الوقت: من 12 بأونة الى 9 بابه أوشية المياه. من 10 بابه الى 10 طوبة أوشية الزروع. من 11 طوبة الى 11 بؤنة أوشية الثمار والأهوية. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا. يقال البولس من كورنثوس الأولى 12: 28 ? الخ. 13: 1 ? 8. وموضوع مواهب الروح القدس ثم الطريق الأفضل الذى يجب على كل مسيحى أن يسلك فيه، وهو طريق المحبة التى تحتمل كل شئ ولا تحسد ولا تقبح ولا تفرح بالشر الذى يصيب الاخرين مثل المرض وغيره ولكنها ترجوا للاخرين كل شئ صالح مثل الشفاء والنجاح والخير والبركة... الخ. تقال الثلاثة تقديسات ثم يقول الكاهن أوشية الانجيل بالشورية وأوشية الانجيل تتكرر فى طقس مسحة المرضى 7 مرات وتتكرر فيها عبارة "المرضى اشفهم، لانك انت هو حياتنا كلنا وخلاصنا كلنا وشفاؤنا كلنا وقيامتنا كلنا". يقرأ احد الحاضرين المزمور والانجيل. المزمور 37: 1، 2 "يا رب لا تبكتنى بغضبك ولا برجزك تؤدبنى، لأن سهامك قد انغرست فى وثقلت على يدك". يحمل شكوى المرنم من تأديبات الله الثقيلة التى قد تأتى فى صورة مرض أو تجارب متنوعة ويطلب تخفيفها حتى يستطيع أن يحتمل، لا يرفض تأديب الله نهائيا ولكنه يطلب مخففا بلا غضب ولا رجز. الانجيل من متى 10: 1 ? 8 وموضوعه ارساليه الاثنى عشر رسولا للكرازة وتأسيس سر مسحة المرضى حينما قال المسيح لرسلة الاطهار: "أشفوا المرضى، طهروا البرص. أقيموا الموتى. اخرجوا الشياطين. مجانا أخدتم مجانا أعطوا" |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر مسحة المرضى
طقس السر (الفتيل الثاني) يقول الكاهن: أليسون ايماس... ابانا الذى.... ثم يقول أوشية المسافرين، يطلب فيها سلامة المسافرين وأن يصحبهم الله بملاك سلامته فى الاقلاع والمسير وأن يشترك مع عبيده فى كل عمل صالح، وأما من لا يعمل عملا صالحا فلا ينتظر من الله أن يشترك معه أو يعضده فيه. كما يقول الرسول "لا تشتركوا فى أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحرى وبخوها" (أف 5: 11) وتقال أوشية المسافرين بالشورية. يتلى البولس من رسالة رومية 15: 1 ? 7: "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء....". 1- فيه دعوة للأقوياء من أهل المريض أن يحتملوه فى مرضه وضيق نفسه ولا يتضجروا منه "محتملين بعضكم بعضا بالمحبة". 2- دعوة للمريض بأن يصبر ويحتمل حتى لا يخسر بركة بركة الصبر والاحتمال. 3- دعوة للمؤمنين أن يهتموا بعضكم ببعض فى محبة وبهذا يتمجد الله. تقال الثلاثة تقديسات تمجيدا لله. يقول الكاهن أوشية الانجيل بالشورية. يقرا احد الحاضرين المزمور والانجيل. المزمور 101: 1، 2 كان المرنم يصرخ المريض المتالم طالبا الشفاء: "يا رب اسمع صلاتى وليصعد أمامك صراخى. فى اليوم الذى أدعوك فيه استجب لى سريعا" الانجيل من لوقا 19: 1 ? 10 وهو قصة توبة زكا والكنيسة تقدمها للمريض كنموذج لكى يطلب المسيح من كل قلبه ويتوب عن محبة المال والظلم والوشاية ويتعلم العطاء فينال الخلاص. "اليوم حل خلاص لهذا البيت لأن الله يقبل الخطاة التائبين سريعا بل ويسمى لخلاصهم. لأن ابن الانسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك". يقول الكاهن الطلبة: 1- "أيها الرب.... القابل اليه التائبين". 2- "قال من يقبل الى لا اخرجه خارجا". 3- غفر خطايا الزانية. 4- "اقبل عبدك واغفر له خطاياه، لأن كثيرا ما تكون الخطايا هى سبب المرض وغفرانها يعطى الصحة للروح ثم الجسد بالتالى". 5- "احفظه بقية زمان حياته سالكا فى وصاياك". وهذا أمر مهم يجب أن يعزم عليه المريض عزما أكيدا أنه اذا شفى يسلك بقية حياته مع الرب فى تقوى وقداسة عالما أن حياته المقبلة هى هبه من الله مثل الخمسة عشر سنة التى أعطاها الله لحزقيا الملك. فيقول بلسان بولس الرسول "فما أحياه الان فى الجسد فانما أحياه فى الايمان. ايمان ابن الله الذى أحبنى وبذل ذاته لأجلى" (غل 2: 20) وشفانى من أمراضى وأوجاعى |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر مسحة المرضى
طقس السر (الفتيل الأول) عند حضور الكاهن لعمل سر مسحة المرضى للمريض، يجب على الكاهن أن يلبس صدره، لأنه سيتمم سرين معا هما سر الاعتراف وسر مسحة المرضى. ثم يجلس مع المريض أولا جلسة اعتراف على انفراد، فيعترف المريض بتوبة صادقة وبأمانة كاملة مع عقد العزم على السير مع الله بعد الشفاء وعدم الرجوع للخطية، ثم يقرأ له الكاهن التحليل، بعد ان يزوده بالارشادات والنصائح والتداريب اللازمة لنمو حياته الروحية، مع نصحه للتقدم للتناول من الاسرار المقدسة. يوقد الكاهن أول فتيلة من القنديل: + يبدأ الصلاة بقوله اليسون ايماس. وابانا الذى.... + يصلى الكاهن صلاة الشكر ويرد الشماس والحاضرون المردات الخاصة بها. ثم يضع خمس أيادى بخور فى المجمرة بالرشومات الثلاثة ثم يرفع البخور فى الجهات الاربع كالعادة. + يصلى الجميع المزمور الخمسين: ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك. + يصلى الكاهن أوشية المرضى يطلب فيها قائلا "أذكر يا رب مرضى شعبك... أشفيهم. أنزع عنهم كل مرض وكل سقم وروح المراض أطرده... أمراض نفوسنا أشفيها والتى لأجسادنا عافيها. أيها الطبيب الحقيقى الذى لأنفسنا وأجسادنا. يا مدبر كل جسد تعهدنا بخلاصك. بالنعمة...". + انها صلوات عميقة يطلب فيها من الله شفاء للنفس والجسد والروح لأنه رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين. يصلى الكاهن الطلبة التالية وهو يرشم بالصليب على الزيت فى كل ربع ويرد الشعب الحاضر "يا رب أرحم". من أجل السلام السمائى من الرب نطلب. يقول الشعب يا رب أرحم. من أجل تقديس هذا الزيت من الرب نطلب يقول الشعب يا رب أرحم. من أجل تقديس هذا البيت والسكان فيه من الرب نطلب يقول الشعب يا رب ارحم. من أجل تقديس آبائنا وإخواتنا المسيحيين من الرب نطلب يقول الشعب يا رب ارحم. من أجل تبريك هذا الزيت وتقديسه من الرب نطلب يقول الشعب يا رب ارحم. من أجل عبدك (فلان) من الرب نطلب يقول الشعب يا رب ارحم. ثم يكمل الصلاة الى آخرها. + يقول الكاهن صلاة سرية عميقة على الزيت: أيها الرب الرؤوف الشافى أنفسنا وأجسادنا. قدس هذا الزيت ليكون لكل الذين يمسحون به شفاء من أدناس الروح والام الجسد، لكى بهذا يتمجد اسمك القدوس لأن لك المجد والخلاص. ونرسل لك الى فوق التمجيد أيها الاب والابن والروح القدس. + يصلى الحاضرون آجيوس الثلاثة تمجيداً أو تسبيحا لله بهذه التسبحة الشاروبيمية الملائكية السمائية. + يصلى الكاهن أوشية الانجيل بالشورية بعد أن يضع فيها يد البخور. يقول أحد الحاضرين المزمور والانجيل: المزمور 16: 1، 2: يا رب لا تبكتنى بغضبك... اشفنى يا رب فإن عظامى قد قلقت. هنا يطلب رحمة الله الواسعة ويطلب الشفاء من الله القادر على كل شئ. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا. الانجيل: يو 5: 1 ? 17: وموضوعه: المفلوج الذى ظل مريضا 38 سنة ملقى على فراشه حتى تركه الجميع، ولكن يسوع لم يتركه بل ذهب اليه بنفسه وشفاه بكلمة: قم إحمل سريرك وإمشى. تقصد الكنيسة بهذا الانجيل احياء روح الرجاء وبعث الايمان فى قلب المريض مهما طال فهو لم يصل الى مريض بيت حسدا. والله أن تأتى يستجيب. المهم أن نتحلى بروح الصبر والشكر ولا نتذمر على الله بأى حال من الأحوال. يقول الكاهن الثلاثة أواشى الصغار: 1- سلام الكنيسة وحفظها لأنها جسد المسيح وكلنا أعضاء فى هذا الجسد وفى سلام الكنيسة سلام لنا جميعا. 2- آباء الكنيسة. نطلب لهم القوة والحكمة لقيادة الكنيسة وتفصيل كلمة الحق بإستقامة. 3- الاجتماعات الروحية والتعليمية واجتماعات العبادة لكى نعقدها بدون مانع ولا عائق ولا مضايقات، كذلك يطلب بركة البيت الذى يصلى فيه حينما يقول: بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة أنعم بها علينا.... يتلو الجميع قانون الايمان معلنين ايمانهم بالثالوث القدوس الضابط الكل والقادر على كل شئ فالايمان هو دعامة الشفاء. يقول الكاهن الطلبة: وفيها تعاليم كثيرة: 1- طلب الشفاء للمريض: امنح عبدك (فلان) الشفاء. 2- طلب غفران خطاياه: اغفر ما عليه وما صنعه فى سائر عمره. 3- الله الذى نطلب منه الشفاء قادر على كل شئ فهو الذى طهر الابرص وشفى ابنه المراة الكنعانية. وأقام ابنه يايرس وابن الارملة ولعازر بعد أن ماتوا. 4- الكنيسة تطلب الشفاء لابنها لكن تسلم الأمر كله لله ولا تفرض عليه شيئا. فيقول: "وان أمرت بإقامته (فى المرض) الى زمان آخر فامنحه مساعدة ومعونة حتى يحتمل ولا يتذمر". ولا تكتفى بهذا بل تقول مسلمة الامر لله تماما: "وان أمرت أن تأخذ روحه فليكن هذا بيد ملائكة نورانين يخلصونه من شياطين الظلمة". الكنيسة تعلمنا منتهى التسليم لارادة الله كما تعلمت من عريسها المسيح الذى قال مخاطبا الاب في بستان جسثيماني "أيها الاب ان أمكن أن تعبر عنى هذه الكأس. ولكن لتكن لا ارادتى بل اراداتك" (مر 14: 36) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سرّ مسحة المرضى
http://www.peregabriel.com/gm/albums...al_2ppd24y.jpg البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الجزيل الاحترام يقول الرسول يعقوب في رسالته الجامعة (5: 14-15): "هل فيكم مريض؟ فليَدعُ كهنة الكنيسة وليصلّوا عليه، ويمسحوه بالزيت باسم الربّ. فإنّ صلاة الإيمان تخلّص المريض، والربّ ينهضه، وإن كان قد اقترف خطايا تُغفرُ له". المسيح جاء يشفي كل مرض وكل ضعف. فهو الطبيب الشافي أمراض النفوس والأجساد. وقد أعطى تلاميذه نعمة الاشفية: "فقلّدهم سلطانًا لكي يطردوا الأرواح النجسة، ويشفوا كل مرض وكل سقم...قائلاً لهم: أشفوا المرضى، أقيموا الموتى، طهّروا البرص، أخرجوا الشياطين، مجّانًا أخذتم مجّانًا أعطوا" (متى10: 1-8). ولهذا فالمؤمن الذي يقع في مرض جسديّ أو شدّة نفسيّة، فليستدع الكاهن لكي يصلّي عليه، ويمسحه بالزيت المقدّس. هذا وإن سرّ المسحة المقدّسة يعطى لجميع المؤمنين يوم خميس الأسرار قبل الفصح المجيد، حيث يكرّس سبعة كهنة (إن وُجدوا) الزيت المقدس، أو زيت التائبين، ويدهنون به المؤمنين التائبين عن خطاياهم. وكأن هذه المسحة هي تهيئة المؤمن لكي يُدفن مع المسيح ومن ثمّ ينهض معه. تتألف صلاة تكريس الزيت للمرضى التائبين من صلوات ومزامير وسبع رسائل وسبعة أناجيل وسبع صلوات وسبع طلبات. في آخر الصلاة يوضع الإنجيل مفتوحًا على رأس التائب والتائبين، رمزًا الى قوّة الشفاء في إنجيل الربّ يسوع وفي يده. ثم يتقدّم التائب وجميع الحضور، فيمسح الكاهن كلّ واحد منهم على جبينه قائلاً: "لشفاء النفس والجسد". تصير بركة الزيت أيضًا في مساء الأعياد الكبرى (في صلاة الأغربنيا)، مع الخمر والقمح والخبز. ويُمسح الحاضرون كلّهم بالزيت المقدّس. كما توجد عادة عريقة قديمة في بعض المناطق حيث يستدعي المؤمنون كاهن الرعيّة في مناسبة عيد أو مرض أو سفر أو عمليّة... ويصلّي على الزيت في البيت، ويدهن به جباه الحاضرين قائلاً أيضًا: "لشفاء النفس والجسد". وتسمّى هذه الصلاة "القنديل". كل هذه العادات تدحض الاعتقاد الشعبيّ والخاطئ السائد بأن مسحة المرضى هي "المشحة الأخيرة"! لاحظ عبارة المسحة: "لشفاء النفس والجسد". ذلك أن مرض النفس والجسد متّصلان. فالمهم هو ليس شفاء الجسد دون النفس ولا شفاء النفس دون الجسد، بل المهم هو شفاء الإنسان الكامل |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر مسحة المرضى
واجبات الكاهن عند إتمام السر 1- يتمم هذا السر وكله ايمان ورجاء فى الله من أجل شفاء المريض، وتكون صلواته بالروح وليس مجرد تأدية طقس. 2- أن يكون محبا لخلاص نفس هذا المريض وشفاء جسده فلا يؤدى الصلاة عن أضطرار بل بالاختيار، ولا لربح قبيح بل بنشاط واهتمام ومحبة ورعاية أبوية حانية. 3- يهتم بقبول اعتراف المريض فى جلسة خاصة قبل اتمام السر حتى يؤهله لنيل الغفران والصحة النفسية فيؤهل للصحة الجسدية. 4- لا يعتذر او يؤجل أى دعوة من أى مؤمن لعمل سر مسحة المرضى فى البيت، غنيا كان أو فقيرا ما دامت صحته ووقته يسمحان بذلك. 5- يداوم السؤال على المريض حتى بعد عمل سر القنديل حتى ينال الشفاء 6- أن يكون صائما ساعة عمل سر القنديل وينبه المريض واقاربه الى وجوب الصوم عند عمل سر القنديل. 7- أن يحافظ على زيت سر القنديل كزيت مقدس حل علية الروح القدس، ولا يتركه فى الطبق لاهمال أهل البيت فينسكب على الارض, بل يضعه في زجاجة لاستخدامه للبركة لاحقاً |
الساعة الآن 11:38 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025