![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله أب الله أب ممتلئ حناناً وهو الصالح وحده, وأحشاؤه تتحرك أكثر من أي أب فلكي تفهموا حسناً أنه يتصرف كأب فقد وضع هذا السؤال لأولاده: ماذا سأفعل يا يهوذا. إلا تعرف ماذا ستفعل يا رب. نعم أنا أعرف. لكن لا أستطيع أن أعمد إلى هذا. فثقل الخطايا يتطلب عقوبة لا تتفق مع عظيم إحساني تجاه البشر. فماذا سأفعل إذن. هل يجب أن أسامحكم لكن هذا سيزيد عدم إكتراثكم. هل يجب أن ألاحقكم بغضبي. صلاحي يمنعني. فما العمل. هل أعاملكم كسدوم. هل أفنيكم كعمورة. يتقلب عليّ قلبي. مع أن الله فوق الأحاسيس البشرية إلا أنه يستعير هنا أحاسيس الإنسان ويظهر حنانا؟ً يفوق حنان الأم ’’قلبي أنقلب عليّ‘‘ فالأم لا تتلكم بغير هذا عن طفلها. لكن الله لم يقنع بأن يذكر انقلاب قلبه اللائق بالأمومة بل يضيف أيضاًً ’’قد انقلب عليّ قلبي اضطرمت مراحمي جميعاً‘‘ (هو11: https://www.chjoy.com/vb/ هل اضطراب الله حقاً. لا فاللاهوت فوق هذه الانفعالات ولكن كما قلت إنه يستعير لغتنا. لقد انقلب عليّ قلبي فاغتسلوا وتنقوا لنعد إلى وعدي (عدم الاستطراد) لقد أكدت لكم أن الله يشفي الخطاة. البشر المحملين بخطايا لا تُعدّ والشبيهة بالقروح. بمجرد أن يتوبوا لا يبقى هناك أي أثر أو ندبة أو علامة على الجرح. ’’اغتسلوا تنقوا انزعوا شر أفعالكم من أمام عيني, تعلموا فعل الخير‘‘ (إش1: 17) ماذا تعني بـ ’’فعل الخير‘‘ ’’اطلبوا الحق انصفوا المظلوم اقضوا لليتيم حاموا عن الأرملة‘‘ هذه التوصيات ليس فيها أي تثقيل وهي تبدو متوافقة مع الطبيعة, لأن هذه الحالات تثير الشفقة حقاً. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ابذلوا الجهد يقول الرب: ’’هلم نتحاجج‘‘ ابذلوا بعض الجهد من جانبكم وأنا سأرتب الباقي. أعطوني حتى ولو شيئاً قليلاً وأنا سأمنحكم الكثير. هلم إذن. لكن إلى أين. هلموا إليّ أنا الذي أسخطتموني وضايقتموني إليّ أنا الذي قلت لكم إنني لا أسمعكم. راجياً بذلك أن الخوف المتولد من التهديد يقتادكم لتبديد غضبي. اذهبوا لمن لا يسمعكم لكي يسمعكم. ولكن ماذا ستفعل. لن أترك فيكم أي أثر أو ندبة أو علامة على جرح قديم ’’هلم نتحاجج يقول الرب, إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج‘‘ (إش1: 18) أبلا ندبة. أبلا غضن. أمع هذا البهاء من النقاوة. ’’إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج‘‘ أأتقياء بدون أي دنس. كيف سيصير هذا إنها كلمات الرب نفسه. هل وعدتكم بخلاف هذا. هكذا استطعتم أن تدركوا عظمة مواعيد الله من جهة ومن جهة أخرى كمال الله الذي يسبغها علينا. كل شيء مستطاع لله. إنه قادر على تطير الإنسان حتى ولو كان كله نجاسة. فلنتقوى بهذه التعاليم ونزداد نضوجاً بمعرفة هذا لدواء أعني التوبة. ولنقدم لـه السجود اللائق لأن لـه القوة والمجد إلى دهر الدهور آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصفات الأساسية لممارسة سر التوبة
http://www.peregabriel.com/gm/albums...Appearance.jpg المسيحي- ككل إنسان- ضعيف ومحدود ولا يستطيع أن يعمل كل ما يريد ولا يريد جديا كل ما عليه أن يعمل. فهذا التوتر القائم بين ما هو عليه وما هو مدعو ليكون، بين المثال الذي يتوق إليه والواقع الذي يعيشه، هذا التوتر قادر على أن يوقظ فيه طاقات غير متوقعة. فهذه الطاقات تعمل بقوة الروح القدس على إنضاج الضمير، وتساعد على بدء مسيرة العودة للوحدة مع الله والقريب. ولكي تكون هذه المسيرة مجدية، لابد من بعض الصفات الأساسية لهذه الممارسة. 1) ممارسة شخصية متواترة وواعية أ- ممارسة شخصية واعية: ممارسة سر التوبة ممارسة شخصية وواعية تعني قبوله بخشوع وإيمان وليس بصورة آلية وكأنه واجب مزعج فُرض علينا ويجب القيام به بأية طريقة كانت. إن ممارسة كهذه سوف تتحول إلى عمل روتيني ولن تعطي الثمار المرجوة. لربما يشير تناقض عدد المتقدمين من سر التوبة واقعياً إلى الناحية العددية لا إلى الناحية النوعية: أي تناقص عدد المتقدمين من السر لا عدد الذين نالوا السر فعلاً. من المحتمل أن الأكثرية لم تكن واعية لمتطلبات سر التوبة. وأحياناً ومراراً ما يلجأ المؤمن إلى السر ليخدّر ضميره ويسكته، أو لأنه يجد في هذه الممارسة حلاً سهلاً للتخلص من الخطايا... ولذا فإن اللجوء إلى السر يُعتبر بالنسبة للعديدين أكثر أهمية من التخلّي عن الخطيئة بالذات، والسبب يعود إلى البحث عن الحل الأسهل. ومن هنا فمن المحتمل أن يكون السبب الرئيسي في تناقص عدد المتقدمين إلى سر التوبة هو عدم وضوح الربط القائم بين سر التوبة وواقع الحياة والالتزام الرعوي والاجتماعي. وعلينا ألا نكتفي بتحويل السر إلى نظام مستقل يُريح الضمير فردياً، دون الذهاب إلى عمق المشكلة التي تكمن في الاهتداء الداخلي، اهتداء القلب والعقل لكي يصبح إنساناً جديداً وأداة مصالحة في بيئته وكنيسته والعالم بأسره. فبالإضافة إلى الحس بالخطيئة، تقود الممارسة الشخصية الواعية إلى اهتداء القلب واهتداء العقل: يتكلم البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي حول "وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم" عن الارتداد التدريجي، الذي لن يتحقق إلا باهتداء العقل والقلب: "علينا أن نقاوم الظلم الناشئ عن الخطيئة التي تسربت إلى أعماق بنيان العالم اليوم، وذلك بالاعتماد على ارتداد العقل والقلب... ولا يمكن لمثل هذا الارتداد إذ ذاك إلا أن يكون له أثره التجديدي المفيد حتى في بناء المجتمع" (9). 1- معنى هذين الاصطلاحين: من المناسب توضيح المقصود بعبارة اهتداء (ارتداد) القلب واهتداء (ارتداد) العقل، لكي لا يُساء فهمهما فنتوقف عند العبارة وننسى المضمون: اهتداء القلب: يجب ألا تؤخذ كلمة "قلب" بالمعنى الكتابي، حيث يشير القلب إلى الإنسان بكليته. إنما المقصود بهذه العبارة التوبة الذاتية (subjective)، أي تلك التي يُعمل بها بنية طيبة وتلك التي تتوقف على التوبة عن الخطيئة ذاتها وليس عن جذورها. اهتداء العقل: المقصود بهذه العبارة، التوبة الموضوعية (Objective) أي تلك التي لا توقف على العواطف والأمنيات الطيبة، بل تذهب إلى أعمق من ذلك، إلا الالتزام المحسوس الملموس والمطابق للشريعة الوضعية. 2- أولوية اهتداء العقلية على اهتداء القلب: إذا كان اهتداء القلب يعمل من الشخص قديساً ، فإن اهتداء العقلية (تغيّر العقلية) هو الذي يجعل منه مسيحاً فعلياً. لاشك أنه يوجد قديسون غير مسيحيين، على سبيل المثال قديسو العهد القديم، وكما يوجد اليوم في مختلف الديانات غير المسيحية. قديسون، هؤلاء الذين يعملون "بنية طيبة" كل ما يعتقدون بأن الله يطلبه منهم إن كانوا فعلياً وموضوعياً على خطأ. يكفي أن نتذكر، على سبيل المثال، ما حدث مع "يفتاح" حينما قدّم ابنته ذبيحة محرقة (قضاة 11، 29-39). وبولس الرسول الذي، قبل اهتدائه إلى المسيحية، كان يظن أنه يعمل خيراً بزج المسيحيين في السجن. وبهذا المعنى نفهم قول السيد المسيح: "تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يؤدي لله عبادة" (يو 2:16-3). فإن لم يكن هناك اهتداء عقلية، سوف تحدث انشقاقات داخل الكنيسة الواحدة والجماعة الواحدة والإيبارشية الواحدة كما في الماضي (روم 10و2). إذ إن القديس الذي لم يجتهد بعد في تغيير عقليته يصعب عليه قبول شخص يخالفه عقليته، ويُصبح من الأصعب عليه تمييز الخطيئة من الإنسان الذي يُخطئ. ولذا فإنه معرّض بصورة مستمرة لمخالفة الوصية الإلهية التي نادى بها المسيح يسوع "لا تحكموا على أحد" (مت 1:7). إن القديس المسيحي هو ذلك الذي اهتدى بعقليته والذي يضع القداسة في المحبة (نور الأمم 42). إنه لا يتصرف بصدق النية فحسب، بل بضمير صادق، أي بانسجام مع شريعة الله ومحبة القريب (1بط 8:4). القديس المسيحي هو الذي لا يدّعي بأنه الحقيقة بل يتغذى من الحقيقة، من كلمة الله. فالقديس بهذا المعنى هو الإنسان المتواضع الذي لا يحكم على أحد بل يحاول أن يفهم ويحاور. فبدون اهتداء العقلية نحن أيضاً معرّضون ولو "بنية طيبة" للاكتفاء بنوع من القداسة ومن العبادات. هذا النوع من التدين لا فائدة منه، لأنه عقيم ولا يتحول إلى حياة، لا يوجد فيه ما يُسمى بالـ "Transfer" أي التحول أو الاهتداء. فبدون اهتداء عميق للقلب، وبدون اهتداء صادق للعقلية، وبدون الاهتداء الذي يقود إلى المصلحة، يبقى السر دون نمو. 3- ليس الاهتداء الداخلي مجرد أمنيات: أمنيات تستيقظ في قلوبنا بمناسبة عظة أو قداس أو رياضة روحية أو تأمل. طبعاً نشكر الله دائماً على الأمنيات الطيبة التي تولد في قلوبنا. ولكن الارتداد الداخلي هو التزام ملموس محسوس في حياتي. وما لم تتحول هذه الأمنيات إلى واقع محسوس في الحياة فإنها تظل عاقراً بلا ثمر. يساعدنا هذا كله على أن نفهم أن ارتداد القلب بدون ارتداد العقلية لا يكفي. فهو كالأمنيات التي لا تتحول إلى التزام ملموس. فمن يساعدنا على تحويل الأمنيات إلى التزام محسوس؟ من يساعدنا على فهم حقيقة تصرفنا والسبب العميق الذي يقودنا إلى أخذ هذا الموقف أو ذاك تجاه زميل أو تجاه أحد أفراد الأسرة. ب- ممارسة متواترة لتوبة: منذ القرون الأولى وخاصة، لدى الرهبان في الصحاري، وفي الفترة نفسها التي بدأت فيها ممارسة سر التوبة بصورة فردية، وُجدت عادة اللجوء إلى إنسان حكيم لهدف الاسترشاد الروحي. وكن لها غاية علاجية أي إصلاح النقائص ودفع الإنسان إلى الكمال. واتسعت هذه العادة وعمّت ليس الرهبانية فحسب بل المؤمنين الراغبين في تنمية حياتهم الروحية. وفي القرن السابع عندما بدا الاعتراف الفردي، أصبح يشمل الخطايا العرضية بالإضافة إلى الخطايا المميتة . أما المجمع التريدنتيني فأكّد على عدم ضرورة الاعتراف بالخطايا العرضية إلا إنه شجّع المؤمنين على الاعتراف بها واعتبرها هامة. فمنذ ذلك الحين أصبح للجوء إلى الاعتراف المتواتر محوراً أساسياً للحياة الروحية. تحرض المسيحي على ذلك دعوته المسيحية والوثائق الكنسية ومثال القديسين. يعلمنا التاريخ بأن الكثير من القديسين كانوا يلجأون إلى السر بصورة متواترة. القديس أغناطيوس دي لويولا والقديس فرنسيس كسفاريوس والقديس شارل بورومة كانوا يعترفون كل أسبوع. أما القديس فرنسيس دي سال فيومياً. لربما يتساءل البعض عن المقصود بـ "القبول المتواتر للسر" في أيامنا هذه. أي كم مرة علينا أن نلجأ إليه لكي يُصبح متواتراً؟ ليست القضية موضوع عدد معين في الشهر أو في الأسبوع فالأمر مربوط بمسؤولية كل شخص وما يراه مناسباً لنموه الروحي: "إن لم أغسلك فليس لك نصيب معي" (يو 8:13). إذا كنا، رغم اعترافاتنا المتواترة، نجد أننا غير حاصلين على تلك النقاوة التي نرجوها، فكيف لو تركنا العنان لطبيعتنا لتسير مع تيار العالم المعاصر وموقفه من الاعتراف والخطيئة. يُصبح السر المتواتر هاماً في حياتنا إذا أشار إلى مرحلة جديدة في مسيرتنا الداخلية نحو الاندماج مع القيم الإنجيلية + + + |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التوبة في حياة الإنسان الخادم في الكنيسة الأب افرام كرياكوسالموضوع دقيق، يعرض العلاقة بين التوبة والخدمة. هذا شيء دقيق وصعب لأنه مجهودٌ شخصيٌ وجماعيٌ في آنٍ معاً: ينطلق من دافع شخصيّ داخليّ ويذهب إلى رسالة نحو الجماعة والعالم. بالنسبة للموضوع والعنوان المطروح أنطلق من تحديد للتوبة للقدّيس يوحنا الدمشقي الذي جاء في كتابه المعروف عن الإيمان الأرثوذكسي: "التوبة هي العودة من ما هو ضدّ الطبيعة إلى ما هو بحسب الطبيعة من الشيطان إلى الله، عبر الوجع والجهاد أو التقشف والنسك". نقول باختصار كما نعرف من تاريخ الكنيسة إن التوبة هي العودة إلى الله. وهنا أورد بعض النقاط التي تساعدنا على تحديد ما هي العودة إلى طبيعة الإنسان الأصلية، سيرة العودة، وثانياً في عمل الشيطان ضدّ المسيح anti Christ وتخطّي العقبات التي يضعها الشيطان لنصل إلى الله. وهي تتطلب هذه المعاناة: هذا الألم الداخلي، شيئاً من الجهاد والتدريب النسكي. ما يناسب موضوعَنا اليوم هو خبرة بولس الرسول عند اهتدائه على طريق دمسق (أعمال الرسل26: 15-18): "فقلتُ – بولس الذي كان شاول – من أنتَ يا سيّدُ؟ فقال أنا يسوع الذي أنت تضطهده – ونعرف أن اضطهاد المسيح يتمّ عندما يخطىء الإنسان – ولكن قمْ وقفْ على رجليك لأني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادماً وشاهداً لما رأيتَ وما سأظهره لك به، منقذاً إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أُرسلك إليهم لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلماتٍ إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله حتى ينالوا بالإيمان بي غفرانَ الخطايا ونصيباً مع القدّيسين". من يحلّل هذا المقطع يرى فيه خلاصةَ اللاهوت الأرثوذكسي. سأحاول أن أعرض بعض نقاط هذه المسيرة التي تبدأ في داخل الإنسان وتنطلق إلى العالم. هي مسيرةُ الخلاص، لذلك يعتمدها الآباء، هي عملُهم، برنامجُهم طيلة الحياة، من الولادة حتى القبر (باعتبار أن بعد الموت لا مجال للتوبة). إذا اعتبرنا أننا كنا في حالة الخطيئة أي التي هي ضد الحالة الأصلية نكون، حسب عبارة القدّيسين وأعمال الرسل، مستعبَدين للشيطان. هذا ما يقوله القديس بولس في رسالة رو5: 12 "لأنه كما بإنسانٍ واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع". القضية هي أننا كنا ولم نزل، إذا ما ابتعدنا عن الله، في هذا الإستعباد وفي تعبير عصري: نحن مستعبدون لـ "غريزة البقاء" Instinct de conservation، هذه الغريزة المركّزة على الذات الأنانية المفتّشة عن اللذة. وهذا ما حرّرنا منه الله بالمحبة على الصليب. لذلك يقول القديس يوحنا الدمشقي نحن بحاجة إلى الألم وكما يقول القديس اسحق السرياني: "الذي يعترف بخطيئته (ويبكي ويتألم عليها) هو كمن عَبَر من الموت إلى الحياة". هناك إحساس بالموت لا بدّ منه في طبيعة الإنسان الضعيف ومن ينقذنا من هذا الشيطان ويحرّرنا منه سوى المسيح وحده، بالتصاقنا به وبكلامه. إيماننا هو وحده الذي يستطيع أن ينقذنا من إبليس، وبدون ذلك لا نستطيع التخلّص منه. إذا كنا مستعبدين لهذه الدنيا، وهذا شيء طبيعي حسب البعض، لا نستطيع أن ننطلق إلى المسيح. 1 – نحن نتوجع عندما نتأمل هذه الطبيعة الضعيفة التي نحملها، والأحداث كلّها تُظهر بوضوح هذا الإنسان الذي يتعذب ويتصارع ويتمخّض ولكن نحن المؤمنين نتوجع بصورة خاصة لأننا نحب الله، نحبّ أن نصعد هذا السلّم، أن لا نبقى على الدرجة التي نحن فيها. محبتّنا تدفعنا إلى أن ننسلخ عن أنفسنا عن أنانيتنا. "إن كان أحدٌ يأتي إليّ ولا يُبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً" (لوقا14: 26). إذ عندها لا تكون تخدم الله بل نفسك. محبتنا لله، عشقنا له، يدفعنا إلى أن نتخلّى عن أنفسنا. 2 – نحن أيضاً نتألم لأننا فقدنا النعمةَ الإلهية. نعمل من أنفسنا، من تفكيرنا وليس من نعمة الله. الإنسان متروك إلى قواه البشرية فقط، لم يعد مسنوداً من النعمة الإلهية. هذا عندما نعي طبيعتنا الضعيفة نعود نتوق إلى التمتع بهذه النعمة وهذا لا يحصل إلاّ إذا تخطينا أنفسنا. يقول القدّيس غريغوريوس بالاماس "الذي لا يرى الله لا يستطيع أن يتخطى نفسه، رؤية المجد الإلهي لا بدّ منها لكي يتخطى الإنسان أهواءه وشهواته". لا نستطيع الخروج من هذا الجسد إلاّ إذا عشقنا الربّ. الذي يعشق شخصاً آخر يتخلى عن كل شيء. لكل هذه الأسباب التي ذكرتها، ولهذه الحاجة للعودة إلى الله إلى المجد الذي فقدناه، لا بدّ من اعتراف. الاعتراف ضعفنا في الكنيسة أننا لا نعترف. يبقى قلبُنا مغلقاً. لماذا الاعتراف؟ الاعتراف هو الإقرار بالخطيئة. هنا نعود إلى قول القدّيس نيقوديموس الآثوسي الذي يتكلم عن سر الاعتراف والتوبة: "إننا بحاجة لمعالجة هذه النفس المريضة، أولاً لأن الأفكار السيئة، إن لم تُكشف تصبح أفعالاً، وإن كُشفت ضعف فعلها". ويقول أيضاً: "التوبة والاعتراف يجعلانك تستعيد حريتك ويُطلقاك لخدمة المجتمع، لأنك أصبحت حراً بالمسيح وتتصالح مع الجماعة". ويشهد بولس: "إن تألّم واحد تألمت الجماعة" (1كور12: 26). يقول القديس باسيليوس: "الذي يمرض في نفسه لا بدّ أن يستشير طبيباً لكي يساعده على الشدّة". وفي رسالة يعقوب: "اعترفوا بعضكم لبعض وصلّوا بعضكم لبعض لكي تشفوا" (يعقوب5: 16). من هذا المنظار يجب أن تعالج الكنيسة نفوسَ الناس وتعزّيهم وتشفيهم وإلاّ تركتهم للأطباء النفسانيين والسحرة والشيوخ والمشعوذين. هل تتخلّى الكنيسة عن رسالتها: "الكنيسة هي مستشفى بكل معنى الكلمة". أسّسها الرب والرسل وخلفاؤهم لتشفي نفوسَ الناس وتقودهم إلى الخلاص. يقول القديس نيقوديموس: "التوبة والاعتراف مدرسة لشفاء الإنسان من الداخل". بالنسبة لهذه المدرسة، لهذا العمل، يقول إن هناك دوراً لي أنا المعترف، ثم دوراً للكاهن ثم دوراً لله. في هذه العملية الشفائية، دوري أنا هو أن أحاول أن أفتح قلبي، أن أكشف عن نفسي حتى لا يسيطر الداء عليّ وهذا معروف في الإرشاد النفسي، ودور الكاهن الذي يمثّل الجماعة هو الإرشاد والمصالحة مع الله والجماعة والمساعدة في إعادة الحريّة للإنسان. أمّا دور الله وهو الأهم والذي ننساه نحن المؤمنون، فمختلف عن المساعدة التي يقدّمها الأطباء وعلماء النفس، دور الله يكمن في عمل النعمة الإلهية فينا، هذه النعمة التي فقدناها بسبب خطيئتنا. نجد أنفسنا أمام الكاهن الذي أعطاه الله هذا السلطان وهذه النعمة، من خلاله نستعيد النعمة الإلهية التي وحدها تشفي. هذا هو إيماننا. يقول الذهبي الفم: "كل شيء في الإنسان يتمّ باسم الآب والابن والروح القدس". إذا أردتُ أن أركّز على جدّية هذا السعي الذي يتطلب فهماً وإيماناً ومعرفةً بأننا بحاجة إلى أن نفحص أنفسنا ونعالج أنفسنا ونلتصق بالله وعيش مع الله، أن لا نخاف من كلّ ظروف الحياة القاسية، أن نسعى للتضحية للخدمة، أن نمتثل بالملائكة. للملائكة وظيفتان: تسبيح الله على الدوام والثانية، التي هي نتيجة كونهم يعيشون مغتذين من وجه الله، من كلمته، عند ذلك "يُرسلون إلى الخدمة من أجل الذين يرثون الخلاص" (عب1: 14). علينا أن نتمثل بالملائكة، أن نلتصق بالله عن طريق الصلاة والتسبيح، أن نعود إليه بالتوبة والاعتراف، حتى نستحق حمل رسالة المسيح إلى هذا العالم، أوّلاً إلى الكنيسة التي عند ذلك تتجدد والى العالم كلّه بعد ذلك. آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التوبة وكمالها
http://www.peregabriel.com/gm/albums...l__2__1sh1.jpg البابا شنودة التوبة درجات وخطوات يسير فيها الإنسان: 1- الخطوة الأولى هى الشعور بسوء الحالة والرغبة فى تغييرها، كما حدث بالنسبة إلى الإبن الضال، الذى رجع إلى نفسه، وشعر بأنه يكاد يهلك جوعاً، ووجد أن الحل الأمثل؛ هو فى الرجوع إلى أبيه. 2- الخطوة الثانية هى ترك الخطية، والإبتعاد عن كل الطرق المؤدية إليه. والمقصود بترك الخطية، ليس ترك St-Takla.org image: A man kneeling under the Cross صورة: رجل يسجد تحت أقدام الصليبخطية معينة وإنما ترك الخطية عموم. 3- وفى هذه النقطة يبدأ الإنسان يكتشف نفسه. وكلما ينمو فى الروح. يكتشف أخطاء جديدة له لم يكن يدركها من قبل، فيعمل على تركه. وهكذا يدخل فى مراحل كثيرة من تنقية النفس، حتى ترجع إلى صورة الله. 4- وترك الخطية فى حياة التوبة، ينبغى أن يكون تركاً دائماً ثابتاً فلا يرجع إلى الخطية مرة أخرى. وهكذا كانت توبة القديسين. لم نسمع أن أوغسطينوس رجع إلى الخطية مرة أخرى. وكذلك موسى الأسود، ومريم القبطية وبيلاجيه. كانت التوبة فى حياة كل هؤلاء، تحولاً ثابتاً نحو الله، وبلا رجعة إلى الخطية. 5- على أن كمال التوبة- كما قال القديسون - لا يكون مجرد ترك الخطية، وإنما يكون كراهية الخطية فالذى يترك الخطية بالفعل، ولكنه يظل مشتاقاً إليها بالقلب لا يكون قد تاب على وجه الحقيقة، ولأن قلبه لم يتب عنها وهو معرض أن تحدث له نكسة من جهة الفعل ايضاً. وعلى كل فالقلب هو الأساس والرب بقول " يا إبنى أعطنى قلبك ". 6- ومثل هذا التائب لا يستطيع أن يخطئ، لأن كل مشاعره ورغباته أصبحت لا تتفق مع الخطية، ولا تقبله. كما أنه لا يحتاج إلى جهاد للبعد عن الخطية، لأنه يبعد عنها تلقائياً، لكراهيته له. 7- والتوبة الحقيقية ينبغى أن يكون لها ثمار. كما قال الكتاب "إصنعوا ثماراً تليق بالتوبة.. وأول هذه الثمار محبة لله تملك القلب، تغير الحياة، وتثمر بالبر + + + |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مسالك التوبة الخمس القديس يوحنا الذهبي الفم هل تريد أن أُعدِّد لك مسالك التوبة؟ إنها كثيرة ومنوَّعة، و تقود كلّها إلى الجنَّة.1. المسار الأول يبدأ بإدانة خطاياك الخاصَّة: “كنْ البادئ بالإقرار بخطاياك وسوف تُبرَّر منها. ” من أجل هذا السبب كتب النبيّ: “أنا قلت، سوف أعرض خطاياي أمام الرب، وأنت غفرت شرور قلبي” لذلك عليك، أنت أيضًا، أن تدين خطاياك، هذا سيكون كافيًا أمام الله حتى يغفر لك، لأن الإنسان الذي يدين خطاياه الخاصة سيكون أبطأ بالعودة إلى الخطأ ثانية. حِثْ ضميرك على اتهام نفسك داخل منـزلك، حتى لا يتهمك أمام عرش دينونة الربّ. 2. هذا إذًا مسار جيِّد للتوبة. ومسار آخر، لا يقلّ قيمة عن الأول، وهو تناسي الأذى الذي يلحقه بنا أعداؤنا، من أجل أن نسود على غضبنا ونغفر لأترابنا (العبيد) خطاياهم التي اقترفوها بحقِّنا. هكذا سوف ينفتح أمامك مسار جديد للتغلُّب على الخطيئة: “فإنه إن غفرتم للناس زلاَّتهم يغفر لكم أيضًا أبوكم السماوي.” 3. هل تريد أن تتعلّم مسارًا ثالثًا؟ إنها الصلاة الحارَّة والمتيقِّظة والنابعة من القلب. 4. أما إذا أردت أن تسمع عن مسار رابع، أنصحك بالصدقة التي تفيض قوتها وتطال بعيدًا. 5. بالإضافة إلى ذلك، إذا عاش الإنسان حياة بسيطة ومتواضعة وحفظ المسارات التي سردتها عليك، سوف تُنـزع عنه خطيئته. برهانًا على ذلك العشَّار الذي لم يكن لديه أية أعمال حسنة ليخبر عنها، ولكن تواضعه الصادق أراحه من حمل خطاياه الثقيل. وهكذا أكون قد أرشدتك على خمس مسالك إلى التوبة: إدانة خطاياك، ومغفرة ذنوب قريبك، والصلاة، والصدقة، والتواضع. لا تكنْ عديم الحركة وخاملاً، بل سِرْ كل يوم في هذه المسالك. إنها سهلة ولا يمكنك التحجُّج بعدم قدرتك على تحقيقها. لأنك، حتى ولو كنت تعيش في عوز كبير، يمكنك دائمًا وضع غضبك جانبًا، وأن تتضع، وأن تتحلى بالمثابرة، وأن تدين خطاياك. فقرك لا يقدِّم إليك عذرًا للتملُّص من ذلك. فالفقر ليس عائقًا أمام تحقيق وصايا الربّ ويمكنك أن تتصدَّق إلى الفقراء وأن تحسن إليهم دائمًا. لقد برهنت الأرملة على هذا بعد أن وضعت فلسيها في الصندوق [مرقس 12: 42]. الآن وقد تعلَّمنا كيف نشفي جراحنا، دعنا نستعمل هذه الأدوية. حتى إذا تعافينا وأصبحنا بصحة أصيلة، يمكننا أن نقترب من المائدة المقدَّسة بثقة ونلتقي بعظمة المسيح، ملك المجد، ونحصل على البركات الأبديَّة من خلال النعمة والرحمة ومحبَّة يسوع المسيح ربِّنا ومخلِّصنا. + بشفاعات رئيس كهنتك يوحنا، أيها المسيح إلهنا، ارحمنا وخلصنا. آمين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ممارسة سر التوبة تقود إلى الحس بالخطيئة وبالتالي إلى الخيار الجذري
أ- الحس بالخطيئة: المسيحي كأي إنسان هو خاطئ، إلا ن السيد المسيح فداه ومنحه نعمة المغفرة. لقد سبق وتكلمنا عن فقدان الإحساس بالخطيئة في العالم مما أدى إلى تناقص عدد المتقدمين من سر التوبة... فهل لديّ حس الخطيئة وهل أنا مقتنع بالخلل الذي تسببه الخطيئة في حاتي وفي العالم... ليس المقصود التركيز على الخطيئة بقدر ما يلزم التركيز على مغفرة الخطيئة. في قانون الإيمان نقول ونؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. فيتجلى السيد المسيح في من خلال مغفرة الخطايا. وما الحلة التي أنالها إلا إحياء لعمادي، إنه "معمودية جديدة". يعطي العهد الجديد الأهمية للخاطئ وليس لخطيئة. ويقدم لنا أمثلة لأناس خطأة. كصورة لخطيئتنا نحن. وإن صورة بطرس الرسول التائب هي صورة كل مسيحي يتوب: الخطيئة هي عدم الأمانة لرسالة معينة أُوكلت إلينا. ب- اهتداء "إلى" أم اهتداء "عن": تقابل كلمة "توبة" العربية الكلمة اللاتينية "Paenitentia" والكلمة اليونانية " Metanoia" أي الندم والاهتداء وتغيير العقلية والمسار المتبع. نفهم أن "سر التوبة"، يعني "سر" أي أداة، علامة، إشارة اهتداء. لذا لا معنى لسر التوبة إن لم يكن مرفقاً بالاهتداء كما أنه لا معنى للرمز دون الواقع الذي يرمز إليه. ومن هنا تأتي أهمية تعمق فكرة الاهتداء وتغيير العقلية كشرط أولي للمصالحة مع القريب ولعيش الحياة المسيحية بطريقة إنجيلية. نلاحظ من الصفحات الأولى للكتاب المقدس ابتعاد الإنسان عن الله، وما تبع هذه الخطوة من انفصال بين الأشخاص والشعوب. وتاريخ الخلاص هو سلسلة من الأعمال التي صنعها الله حبّاً بالإنسان ليرده إلى الحالة الأولى من الصداقة معه. كانت المحاولة الأولى للعودة من خلال الشريعة المعطاة على جبل سيناء، "وصايا الله العشر"، إلا أن النتائج لم تكن مرضية. لذا حاول الأنبياء بث فكرة الارتداد بعبارات تشير إلى أن روح الله يحوّل الإنسان من الداخل بتغيير قلبه(إر31:31-34، حز 26:36). وجاء السيد المسيح منادياً "توبوا وآمنوا بالإنجيل". إن بشارة المسيح للتوبة هي صدىً لدعوة الأنبياء للعودة، إنها دعوة مُلّحة لتغيير القلب والعقل وإعادة توجيه الحياة نحو إله "المحبة". إنه تحوّل جذري لتغيير العقلية نتيجة تقبّل البُشرى الجديدة التي تفتح القلب للمسيح والقريب. من كل ما سبق نفهم أن التوبة لا تعني مجرد التعرّف على الخطيئة أو الاعتراف بكوننا خطأة أو الندم على خطأ سبق أن اقترفناه. عندما نقول اهتداءً نشير إلى المستقبل أكثر منه إلى الماضي. إنه ليس اهتداءً "عن" إنما اهتداء "إلى". جـ- الاهتداء خيار جذري: ليس قبول سر الاعتراف حدثاً من أجل المشاركة في احتفال ديني معين أو تذكرة تخوّلنا إقامة الأسرار المقدسة ولا مجرد أمانة لوصية كنسيّة معينة. كما أنه لا يعني بالضبط راحة نفسية، إنه أكثر من ذلك. إنه خيار جذري ومستمر يعطي معنىً جديداً لحياتنا فيحررنا من الماضي ويفتح آفاقنا للمستقبل، إنه تحد. حسن الاستعداد أ- الاستعداد المباشر: لكي نقبل سر التوبة بصورة تساعدنا على النمو الروحي في حياتنا المسيحية، لابد وأن نستعد لهذا السر استعداداً كافياً وجيداً. ليس المقصود هنا تحضير لائحة بالنقائص وإلا لتحول السر إلى مجرد إقرار بها. علينا ألا نحوّل فحص الضمير إلى تمرين للذاكرة وجمع أكبر عدد ممكن من الخطايا والنقائص ونكتفي بذلك وننسى أن فحص الضمير هو مرحلة من السر نفسه ويجب أن تُظهر منذ تلك اللحظة كُره الخطيئة والعزم على ألا نعود إليها. كما أن حُسن الاستعداد يعني ألا نكتفي بالحد الأدنى والضروري لكي يتم السر. لذا ليست الأفعال بحد ذاتها هي الأهم بل الاستعداد الروحي. "تكون الندامة الحقة بالتخلّص الحقيقي والكياني من هذا الروح وهذا الموقف الذي وصلنا عملياً إلى العيش فيه، وبالتغلّب على الجمود الذي يُبقينا أسرى الفتور". إنه من غير الممكن الوصول إلى هذه الحالة بمجرد تحضير سريع لبضع دقائق حرصاً على وقتنا من الضياع. حُسن الاستعداد إذا يعني أن نبدأ مسيرتنا بالصلاة والتأمل لكي نصل إلى تحريك ضميرنا الذي لا يمكن تحريكه بقوانا الشخصية والتخلّص من فتورنا الروحي. إن هذا الفتور الذي هو سبب نعاسنا وعدم شعورنا بالجوع والعطش إلى أي شيء ناجم مراراً عن نقص محبة أكثر منه عن ضعف بشري. ليس سر التوبة لحظة منفصلة عن الحياة. يجب أن تكون لحظة اللجوء إلى سر التوبة نقطة وصول ونقطة انطلاق. نقطة وصول: أي تشير إلى وجود فترة سابقة بدأنا فيها مسيرة التوبة لنصل إلى نقطة معينة. ونقطة انطلاق: تشير إلى أن المسيرة م زالت مستمرة ويجب ألا تتوقف أبداً. يذكرنا هذا بحادثة الفتى الذي اقتحم السماء: الفتى غريكوئتس الذي أراد يوماً أن يصل إلى السماء. وإذ كان يظن أنه ليس بالبعيد أخذ يتسلق الجبل وكلما وصل إلى قمة لاحظ أن السماء فرّت إلى قمة أعلى. ومع ذلك لا يتردد بالرغم من التعب، ها هو يحمل عصاه ويتابع المسيرة لأن الرغبة أقوى من التعب. ب- فحص الضمير اليومي: إن محاسبة النفس من القواعد الأساسية في الحياة الروحية. وأول أسباب عمى القلب هو إهمال محاسبة النفس. وهذه المحاسبة لابد منها كل يوم ، وهي تهدي إلى التوبة الحقيقية . إن إدراك الكاهن لنواقصه هو دليل الحرارة . وليس أسرع من اعتراض الفاتر إلى تبرير نفسه ، ويا ليتنا نحكم على أنفسنا بالقساوة عينها التي نحكم بها على غيرنا. ومن عرف كيف يحاسب نفسه لا يصعب عليه أن يتبين ما يطلبه منه الله، على نور تأمل الإنجيل والنظر في تصرفه الرسولي. المهم أن تبقى فينا الطواعية الكافية لإلهامات الروح. وألا نجعل من عاداتنا وأساليبنا وميولنا قواعد منـزلة: "استيقظ أيها النائم فيضيء لك المسيح " (أفسس14:5). جـ- روح التوبة: لقد ذكّر سينودس الأساقفة ب "مركزية التوبة" في رسالة الإنجيل وحياة الرسل، إذ بدأ السيد المسيح رسالته منادياً: "توبوا وآمنوا بالإنجيل"، توبوا فقد اقترب ملكوت السموات". وأكّد على ضرورة الاحتفال بهذا السر ضمن هذه الحقيقة وضمن هذا الواقع. حتى نستطيع أن نعيش سر التوبة ونستفيد من نعمته، علينا أن نسأل أنفسنا هل لدينا روح التوبة. وما سر التوبة إلا لحظة من لحظات حياة التائب المستمرة. وإذا تجاهلنا روح التوبة أو انعدمت التوبة من حياتنا، فمن المستحيل إعطاء سر التوبة قيمته الأساسية. بما أن سر التوبة ما هو إلا تحقيق لروح التوبة، لابد لحياتنا المسيحية أن تعكس طابع التوبة في تقشف مستمر... لقد ركّز البابا بولس السادس في رسالته "توبوا" عدد 49، على أهمية التقشف في حياة المسيحي. ويدعو إلى الارتداد الداخلي من خلال ممارسة أفعال توبة خارجية وطوعية: الأمانة المستمرة للواجب اليومي تقبّل الصعوبات والمحن بصبر، احتمال الآلام بالمشاركة مع آلام المسيح. ويؤكد قداسته على ضرورة الإماتة الجسدية بكون طبيعتنا ضعيفة. لأنه بعد خطيئة آدم أصبح للجسد ميول معاكسة لميول الروح، فالجسد يشتهي ما هو ضد الروح والروح يشتهي ما هو ضد الجسد(غل5/17). يقول المعلم ترتليانوس "حيث لا إصلاح فلا توبة صادقة". كل إنسان، يستثقل من أعمال التوبة، إلا أن المعلم الإلهي قد قال لكل البشر: "إن لم تتوبوا تهلكوا بأجمعكم" (لو 5:13). فلنجدد روح التوبة الحقيقية، ليبقى روحاً حياً قوياً بممارسة أفعال التوبة ممارسة قلبية صادقة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حول الاعتراف والأب الروحيّ http://www.peregabriel.com/gm/albums..._Might_jpg.jpg الأب بايسيوس الآثوسي إعداد راهبات دير مار يعقوب الفارسي المقطّع – دده، الكورة سؤال: هل ينعم بالراحة الداخليّة مَن لا يعترف؟ الجواب: كيف يكون مرتاحاً؟ لكي يشعر الإنسان بالراحة التامة يجب أن يطرد من داخله كلّ سوء وهذا لا يتم إلاّ بالاعتراف. يفتح قلبه لأبيه الروحيّ ويقرّ بذنوبه وزلاّته باتضاع، فتُفتح أمامه أبواب السماء، لتحلّ نعمة الله عليه بغزارة، ويتحرّر من وقر خطاياه. كما يهتمّ الإنسان المريض أن يكون دوماً على اتصال وثيق بالطبيب، هكذا على من يريد أن يكون ذا صحة روحيّة سليمة أن يكون دوماً على اتصال ويثق بأبيه الروحيّ. مهما كان الإنسان ذا مستوى روحيّ سامٍ، ومهما استطاع أن ينظّم أموره الروحيّة بنفسه، لا يستطيع أن يجد راحة تامّة إلاّ باللجوء من وقت لآخر إلى الاعتراف، لأنّ الله يشاء أن يصلح الإنسانَ إنسانٌ آخر مثله. إنّه تدبير إلهيّ يقود الإنسان إلى الإتضاع. لا يثمر الإنسان الروحيّ ثماراً روحيّة إلاّ بالاعتراف الصحيح، لأنّه بواسطته يطرد من نفسه كلّ ما هو غير مفيد. من ضروريّات الحياة اليوم أن يلجأ المرء إلى أب روحيّ لكي يعترف ويجد إرشاداً. يجب على الآباء الروحيّين أن يضعوا لأبنائهم برنامج حياة روحيّة من صلاة ومطالعة ومداومة على حضور الخدم الكنسيّة ومناولة الأسرار المقدّسة، لأنّهم بهذا يحفظون أولادهم الروحيّين من الضياع، وهؤلاء يحيون حياة مطمئنّة دون قلق أو خوف. من ليس له أبٌ ليرشده في مسيرته الروحيّة يعش قلقاً تعِباً، وبصعوبة يصل إلى هدفه المنشود. وإن أراد حلّ مشاكله بنفسه، فإنّه، مهما كان متعلِّماً، فإنَ روح الكبرياء والاعتداد بالذات هي التي تحرّكه لذلك يبقى في تخبّط وظلام. وأمّا من يقصد أباً، بروح التواضع ونكران الذات، ليسأل نصحاً وإرشاداً يُساعَد، لأنّ الله سوف يمنح الأب الروحيّ، بدون شكّ، البصيرة ليعطيه الجواب والحلّ الملائمين. من الأفضل جدّاً أن يكون للزوجين أب روحيّ واحد. لأنّه باختلاف الآباء تختلف أيضاً الآراء، وقد يخلق هذا جوّاً من التوتر بين الطرفين. وأمّا الأب الواحد فإنّه يعرفهما كليهما ويصلح أخطاءهما، فتحفظ بهذا دفّة حياتهما مسيرها بدقّة وبشكل صحيح. من لا يقبل ملاحظات أبيه الذي يحبّه فإنّه، من الواضح، لا يستطيع أن يفيد نفسه بنفسه مهما كان حاذقاً. إن لم ننظّف أنفسنا بواسطة الاعتراف، عندما نتمرّغ في أوساخ الخطيئة، فإنّنا نضيف إلى طيننا طيناً آخر، وعندئذ، تصعب عمليّة التنظيف وتتعذر جداً. عندما يكون الأب الروحيّ مستنيراً يفهم ويميّز الحالات بعضها من بعض، ويمنح النصائح والإرشادات كما تقتضي كلّ حالة. لا يحتاج المرء إلى ساعات طوال وإلى كلام كثير لكي يعطي صورة واضحة عن نفسه إن كان ضميره حيّاً ويعمل بشكل صحيح. ولكن إن كان داخله مشحوناً بالقلق، فإنّه لو تكلّم ساعات فلن يعطي الصورة الواضحة عن نفسه. عندما نخطأ إلى إنسان ما علينا أن نطلب منه المسامحة ونصطلح معه قبل توجّهنا إلى الاعتراف للإقرار بذنبنا، لأنّه بهذا فقط تحلّ علينا نعمة الله. أمّا إذا اعترفنا بخطايانا دون أن نكون قد اصطلحنا مسبقاً مع أخينا فلن نجد السلام الحقيقيّ لأنّنا لم نتّضع. سؤال: لماذا لا يشعر المرء، وهو يعترف، بنفس الألم عندما يقترف الخطيئة؟ الجواب: قد يكون قد مرّ زمن طويل على اقتراف الخطيئة، واندمل الجرح ونسينا خطيئتنا. أو يكون الإنسان قد برّر نفسه أثناء الاعتراف. لذلك أشير عليك أن أسرعْ إلى الاعتراف ولا تؤجل واحذر أن لا تبرّر ذاتك مطلقاً، لأنّ من يعترف ويبرّر ذاته لا يلقى الراحة الداخليّة عكس من يؤثّم نفسه ويلومها، فإنّه يشعر بغبطة داخليّة كبيرة بسبب ضميره الحيّ. كلّ أب روحيّ لا يكون مستعداً أن يذهب إلى الجحيم، إن اقتضى الأمر، محبّة بخلاص أبنائه الروحيّين لا يسمّى أباً روحيّاً. بالاعتراف الصحيح يُمحى كلّ الماضي، وينفتح باب جديد للحياة، وتحلّ نعمة الله لتغيّر الإنسان بجملته، ويختفي الاضطراب والحزن ويحلّ الهدوء والسلام، ليس داخليّاً فقط بل وخارجيّاً أيضاً إذ ينعكس سلامه على تصرّفاته وسكناته. لقد أشرت مرّة على البعض بأن يلتقطوا لأنفسهم صوراً فوتوغرافيّة قبل الاعتراف وبعده ليروا بأنفسهم التغيّر الحاصل على ملامحهم، لأنّ الوجه يعكس حالة الإنسان الداخليّة. نعم إنّ أسرار الكنيسة تصنع العجائب، فكلّما اقترب الإنسان من يسوع المسيح الإله والإنسان كلّما تألّه وشعّ بالنعمة الإلهيّة. إن أراد أحد أن يعيش حياة روحيّة حارّة تحت إرشاد أب روحيّ مختبَر سيذوق طعم الفرح العلويّ، الروحيّ، السماويّ، ولا يعد يهتمّ في ما بعد بالأمور الأرضيّة، الماديّة، الجسديّة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في من يخطئون متواتراً و يتوبون مراراً قليلة + صلاة للقديس مار افرام السرياني في من يخطئون متواتراً ويتوبون مراراً قليلة حتى متى أيها الخليل تحتمل العدو وتكمل كل حين ما يسره ويؤثره، حتى متى أيها الصديق تخدم الجسديات الحاملة الموت وتتعبد لها، تمسك بمشورتي فتحييك وتطهر نفسك مع جسدك، تقدم إلي المخلص كافة الذين يجثون لدية بتوبة حارة، قد استيقظت فلا تغرق بالسكر وتخطئ كل يوم وتبني وتنقض مضاهياً للصبيان الذين يبنون بيوتاً وينقضونها، حد عن العقرب الذي عرفت قرصته، أهرب بحرص من الحية التي اختبرت سمها لأن من يصدم الحجر نفسه دفعتين أعمى وأحمق لا يبصر ما يجب أن يهرب منه، إذا كان لك مثل هذا الحرص فتزداد في التوبة، وإذا حويت مثل هذا العزم فأسترحم الخالق وأستعطفه متواضعاً ومكتئباً مطرقاً ومبتهلاً متوجعاً علي ما لحقك متوقعاً الأواخر هكذا خلص زكا العشار، هكذا ظهر متى عبداً للمسيح، كذلك المرأة الزانية الفاسقة الفاجرة المتنعمة المستكلبة التي كانت عثرة من يعاينها لما مسحت رجلي المخلص بشعرها أنتشلت من جباب المآثم العميقة هكذا واضع أنت حاجبيك فتظهر مرحوماً وتخلص ذاتك لأن اللـه يقوم الذين يحتقرون ذاتهم والمتواضعين ويقتلع ويرذل الذين يعلون ذاتهم، أبصر مدينة أهل سدوم وعمورة الجنس الجافي القاسي الجنس الجسور والدنس المختبط في الهواجس كل وقت السقيم بهيام الفجور والمجامعات المنافية للشريعة، فأمطر عليهم الكبريت والنار وأباد الجنس كله، أبصر أيضاً نينوى البهية والجميلة المزهرة بالخطايا النابعة الرذائل فتوعد أن يقبلها وأمر بسرعة بدمارها وسقوطها، فلما عاين المتنعمين لابسين مسوحاً وفي الرماد والجوع والصوم والنوح والبكاء والدموع متقشفين مصفرين مرعوبين مرتعدين متغيرين متساوين الأحرار والعبيد، التجار والفقراء، الرؤساء والمرؤسين، المقتدرين والمطيعين، الذكور والإناث، الشيوخ والأطفال منذ اللبن، وكلهم أعفاء ترأف رحم خلص شفق تعطف، وحل بصلاحه النقمة التي تواعدهم بها، وأحتمل أن يكون نادماً أفضل من أن يظهر قاسياً هكذا يعذب الخطاة الذين لا ينعطفون إلى التندم، ولا يسمح أن يهلك السريع إذعانهم بل يشفق عليهم، فلهذا أسرعوا تضرعوا أخلصوا تحفظوا، فالرب مستعد بالإحسان وبالشفاء سريع إلي الإغاثة، نشيط إلي الأقتداء، فياض علي المستمعين، فاتح للقارعين، واهب للطالبين، مفضل علي المحتاجين، لا يحسد الذين يطلبون، ولا يدفع الواقعين بل يعطيهم يده، يفتح إذا طلبوا حلاً، يتوعد الذين لا يخضعوا لسيادته، إن كنت غلطت فُقْ، أو سقطت أرجع أبتهل تضرع أسجد أسأل أطلب خد ايقن انك تعطي، أسأل أن تخلص توسل إلي القادر أن يعطي إذا وقعت أنهض، إذا تقومت تقدم، إذا برئت أثبت، إذا عوفيت بالجملة وخلصت فحد عن المرض الذي طرحته، لا تضرم اللهيب الذي طفأته، لا تعبر بالحمأة التي بالجهد غسلت منها لئلا تماثل الخنازير التي تفرح بالحمأة، لا تغاير الكلاب التي تلحس فيها فمن يضع يده علي سيف الفدان مرة ويلتفت إلي الوراء لا يجد الملك، ومن أغتسل دفعة لا يحاضر إلي الوسخ. إن المسيح واحد، الأمانة واحدة، الصليب واحد، الموت واحد، النعمة واحدة، الألم واحد، القيامة واحدة، لا يجب أن يذبح من قد ذبح ولا يدفع ذاته فداء عنك، قد فديت فلا تصر عبداً مختاراً للعبودية، مرتين غسلت أستحميت فلا تتوسخ فإن ليست حمام أخرى منصوبة مستعدة للغسل. صلاة: أشفيني يارب فأبرأ أيها الطبيب الحكيم والمتحنن أتوسل إلي صلاحك أشفِ جراحات نفسي وأضئ عيني ذهني لأتأمل تتابيرك الصائرة إليَّ كل حين فإذ قد تفه قلبي وذهني فلتطيبهما وتملحهما نعمتك بملح الحياة، فماذا أقول لك يا ذا العلم السابق الفاحص القلوب والكلى أنت وحدك قد عرفت أني مثل أرض لا ماء لها قد عطشت إليك نفسي وصبا إليك قلبي لأن من يحبك تشبعه نعمتك كل حين، فكما أستمعتني كل حين لا تعرض الآن عن وسيلتي، فإن ذهني كالمسبي طالباً إياك وحدك، فمنذ الآن أرسل نعمتك سريعاً لتوافي لإغاثتي وتشبع جوعي وتروي عطشي، إليك أشتاق أيها السيد الذي لا يشبع منه لأن من يستطيع أن يشبع منك إذا أحبك بحق وظمأ إلي نورك يا معطي النور أعطيني وسائلي وامنحني طلبتي وأقر في قلبي نقطة واحدة من نعمتك وليتوقد فيه لهيب محبتك كالنار في الغابة وليأكل الشوك والقرطب أي الأفكار الخبيثة أعطيني بسماحة وبلا عدد كما يليق بالإله المعطي الإنسان، وامنحني بما أنك ملك الملوك أكثر منحتك كما يليق بك أيها الإله الصالح، وإن كنت قد غدرت وخالفت وأخالف بما أنني ترابي لكن يا من ملأت الجرار من بركتك أملأ عقلي من نعمتك، يا من أشبعت خمسة آلاف أشبع فقري من خلاصك، أيها المتعطف علي الناس أعطي عبدك الطالب إليك طلبته لأن ها الهواء يتباهم والطيور تبذل نغماتها من قبل مجد حكمتك الجزيلة، والأرض كلها لابسة حلة الأزهار المتلونة التي نسجت بغير أيدي بشرية تبتهج معيدة عيدين العيد الواحد من أجل أبنها البكر آدم لأنه عاش، والآخر من أجل سيدها، والبحر ها هو ينمو ويزداد من نعمتك ويغني من يسيرون فيه، نعمتك منحتني دالة أن أتكلم أمامك والشوق الذي شملني يضطرني أن أتقدم إليك، إن كان الثعبان الذي قتل الإنسان منذ القديم يتقدم في هذا الزمان فيفتح فمه، فكم أولي بعبدك التائق إليك أن يفتح فمه لتشريف ومديح نعمتك، أيها القائل والمادح فلسي تلك الأرملة أقبل طلبة عبدك، وأنمي ابتهالي، وامنحني سؤالي لأصير هيكلاً لنعمتك وتسكن فيَّ لتعلمني كيف أرضيها لكي ما تقرع معزفتي بلحن تخشع وتملأني سروراً أو تجبح ذهني كبحاً كأنه بلجام لئلا يضل فيخطئ إليك وأخرج من ذلك النور. أستمع يارب أستجب يارب طلبتي وامنحني أنا الضائع أن أدعى في ملكك، فقد كنت نجساً فطهرت، وغبياً فتحكمت، وجاهلاً فصرت نجيباً، وأحصيت في رعية منتخبيك. إن جماعة القديسين المبتهجين في الفردوس الذين أرضوك يشفعون فيَّ ويتضرعون إليك فأسمع طلبتهم وخلصني بوسائلهم لكي ما أقرب لك مجداً. أنت يارب قلت بنبيك ” أفتح فمك فأملأه ” فها قد فتح فم عبدك مع قلبه فأوعبه من نعمتك لكي ما أثني عليك بالتبريك كل حين، أيها المسيح الإله مخلصنا، أيها المتعطف الصالح أمطر في قلبي مطر نعمتك، وكما أن الأرض المزروعة لا تستطيع أن تربي من ذاتها الغلات بغير أفتقاد خيريتك، هكذا قلبي لا يستطيع أن ينطق بالمرضيات إلا بنعمتك، أو يثمر ثمر العدل إلا بها، ها أوان الحصاد يربي الغلات والشجر يتكلل بالأزهار الملونة، فليضئ ذهني ندى نعمتك وليوشه بأزهار الخضوع والتواضع والمحبة والصبر، وماذا أقول الآن ها صلاتي ضعيفة ومآثمي قوية وعظيمة وخطاياي تضغطني وأمراضي تتمرض عليَّ. فيا من فتحت عيني الأعمى أفتح عيني ذهني لكي ما أتأمل في كل حين جمالك، يا من فتحت فم الحمار أفتح فمي إلي مديحك وتشريف نعمتك، يامن وضعت لجماً للبحر بكلمة أمرك أضع علي قلبي لجماً بنعمتك لكي لا يجنح يميناً أو يساراً من جمالك، يا من أعطيت ماءً في القفر للشعب الذي لا يذعن المجاوب أعطي نفسي تخشعاً وعيني دموعاً فأبكي بها ليلاً ونهاراً علي أيام حياتي بتواضع عزم ومحبة وقلب نقي، فلتدنِ طلبتي إلي حضرتك يارب وأعطيني من زرع قداستك لكي ما اقدم لك أغماراً مملوءة خشوعاً، وأشكر صارخاً المجد لك أيها المعطي، أسمع يارب صلاة عبدك بشفاعة كافة قديسيك. يا من لم يزل مباركاً إلي الدهور. آمـين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طقس اعتراف كاهن على كاهن آخر سر التوبة و الاعتراف:طقس اعتراف كاهن على كاهن آخر يجب أن يكون لكل كاهن أب اعتراف أكبر منه سنا وأقدم منه كاهنوتا وأكثر منه خبرة وتجربة يعترف عليه ويتتلمذ على يديه، وينتظم جدا فى المواظبة على الاعتراف بكل همة ونشاط وتدقيق، لئلا يسقط فى التهاون ويفقد حياته الابدية. ويكمل عليه قول بولس الرسول: "حتى بعد ما كرزت للاخرين لا اصير أنا نفسى مرفوضا" (1 كو 9: 27). وليستمع كل كاهن الى نصيحة معلمنا بولس الرسول "لاحظ نفسك والتعاليم وداوم على ذلك، لأنك أن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمونك أيضا" (1 تى 4: 16). فى جلسة الاعتراف يجب منع الدالة، بل يجلس الكاهن أمام أب اعترافه كمتهم أمام قاضى أو مريض أمام طبيب، ويعترف بكل جدية وصراحة وأمانة وتدقيق طالبا الحل والغفران وخلاص النفس. بعد جلسة الاعتراف يخلع الكاهن المعترف عمامته ويركع أمام أب اعتراف ويجنى رأسه فى انسحاق ليقبل التحليل. أثناء التحليل لا يضع الكاهن يده بالصليب على رأس الكاهن المعترف بل يضعها على كتفه أو يرفع الصليب قريبا من رأس الكاهن المعترف دون أن يلمس رأسه، وهكذا يصلى له الصلوات والتحاليل الخاصة بالاعتراف كما سبق ذكرها. فى نهاية التحاليل يعمل الكاهن المعترف مطانية لابيه الروحى ويقبل الصليب ويده شاكرا الله على نعمة الحل والغفران التى نالها بالاعتراف والتحليل ملاحظات: 1- لا يضع الكاهن الصليب على رأس الكاهن المعترف لأنه مساو له فى رتبة الكهنوت، بينما البركة ينالها الصغير من الكبير كما قال معلمنا بولس "بدون أى منازعة الأصغر يبارك من الاكبر" (عب 7: 7). 2- اذا اعترف كاهن (قس أو قمص) على اسقف فمن الحق له أن يضع يده بالصليب على رأس الكاهن المعترف ويصلى له التحليل لأنه أكبر منه فى الرتبة |
الساعة الآن 03:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025