منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 28 - 08 - 2014 02:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الفضيلة من الداخل أم من الخارج

https://images.chjoy.com//uploads/im...99490d299a.jpg

لقداسة البابا شنودة الثالث





ما هو مقياس الفضيلة؟



هو مجرد مظاهر
خارجية. أم هو جوهر الإنسان من الداخل: في أوعية قلبه وفكره ونواياه؟


نقول هذا
لأن الإنسان قد يكون في مظهره الخارجي شيئاً ما وفي حقيقته الداخلية شيئاً آخر!! قد
يراه الناس في صورة معينة. ولكن الله العارف بالقلوب يجده في صورة أخري غير ما يراه
الناس.


والإنسان
البار يهمه قبل كل شيء حكم الله عليه وحكم ضميره. وليس رأي الناس فيه. فالناس لا يعرفون
دواخله.


ويحكمون حسب
الظاهر.


نقول هذا
لأن بعض الوعاظ. والمشرفين علي التربية يركزون علي المظهر الخارجي وحده. ولا يهتمون
بنقاوة القلب من الداخل. ولا يعطونها ما تستحقه من الاهتمام الأول والرئيسي.


وسنحاول أن
نضرب لذلك بعض الأمثلة:


مثال واضح
أمام الجميع. وهو العفة والحشمة:


أهم ما يشغل
الناس في حشمة الفتاة مثلاً. هو الاهتمام بمظهرها. بملابسها وزينتها. وهل هي تتفق مع
الحشمة أم لا.


ولا شك أن
مظهر الفتاة أمر هام.


ولكن الأهم
منه هو الباعث الداخلي الذي يكمن في القلب وراء عدم الحشمة.


المفروض في
رجال التربية أن يكون تركيزهم علي الداخل. وهكذا إن كان القلب نقياً وتقياً. وقد تخلص
من المشاعر الخاطئة التي تدفع الفتاة إلي التبرج في زينتها.


حينئذ هي
نفسها من تلقاء ذاتها ستتخلي عن كل أخطاء الملابس والزينة. بدون أي ضغط عليها أو توبيخ
أو عنف. بل بروح طيبة تلقائية ستسلك حسناً.


بل كما قال
أحد الآباء إن الفتاة العفيفة تحتفظ بحشمتها حتي داخل غرفتها المغلقة. حيث لا مراقبة
ولا من ينتقدها..!


أما الإرغام
علي المسلك المحتشم. فحتي إن كان يُصلح الشكل والمظهر. فإنه لا يصلح القلب من الداخل.
بل يبقي بنفس رغباته وشهواته. وربما يضاف إليه بعض مشاعر من التذمر والكبت والضيق.
مع انتظار أية فرصة للحرية والانطلاق. حيث لا رقيب.


أما إذا تنقي
القلب. فإنه حينئذ سينفذ كل التوجيهات والنصائح برضي وقبول. أو قد لا يحتاج إلي نصائح.
فمن ذاته يسلك حسناً.


وبالمثل نتحدث
عن الشاب الذي يطيل شعره. ويلبس ملابس غير لائقة. ويكون موضع انتقاد كشخص غير متدين.


هذا الشاب
يحتاج أن تتغير قيمه وموازينه من الداخل. فيعرف ما هي معاني الرجولة وقوة الشخصية؟


وأنه لا يستطيع
أن يكتسب احترام الآخرين وتقديرهم بمنظره الزائف. فإن اقتنع بهذا من الداخل. فبلا شك
سوف يغيّر مظهره. بدون توبيخ وبدون قهر أو زجر.


إن الإصلاح
من الداخل هو أكثر ثباتاً ورسوخاً في النفس.


وبه ينصلح
الإنسان بطريقة حقيقية بدافع من الاقتناع. ولا يقع في تناقض بين ما يريده هو. وما يريده
له المرشدون. ولا يكون معرضاً لصراع بين داخله وخارجه.


كما أنه لا
يكون تحت ضغط بحيث يتلمس ظروفاً للانفلات من هذا القهر الخارجي.


فلنبحث إذن
عن الأسباب الداخلية التي تدفع إلي الأخطاء الخارجية ونعالجها:


لنأخذ الكذب
مثلا كظاهرة. ونبحث أسبابها لنعالجها:


الشخص الذي
يكذب: هل ستصلحه عظات عن مضار الكذب. أو توبيخ له علي كذبه؟ أم أن الأعمق تأثيراً عليه
وإصلاحاً له. أن ندخل إلي أعماقه.


ونبحث ما
هي الأسباب التي تجعله يكذب؟


هل السبب في الكذب هل تغطية خطأ معين يخشي من انكشافه؟



أم الرغبة في الحصول علي منفعة ما؟



أو القصد
من الكذب هو الافتخار والتباهي؟




أو التخلص
من الإحراج؟ أو السبب هو الخجل؟




أم هي قد
أصبحت عادة. بحيث يكذب حتي بلا سبب؟




أم هو يكذب
بقصد الفكاهة. أو بقصد الإغاظة؟ أو التلذذ بالتهكم علي الناس؟!


نبحث عن سبب
الكذب ونعالجه. ونقنع صاحبه بعدم جدواه. ونقدم له حلولاً عملية للتخلص من كذبه. أو
بدائل لا خطأ فيها.


كالصمت مثلاً
إذا أُحرج. أو الهرب من الإجابة بطريقة ما. أو الرد علي السؤال بسؤال.


أو الاعتذار
عن الخطأ بدلاً من تغطيته بالكذب. وكذلك الاقتناع بخطأ التباهي. وخطأ التهكم علي الناس.
إن كان هذان من أسباب الكذب. مع الاقتناع أيضا بفائدة كسب ثقة الناس واحترامهم عن طريق
الصدق. بدلاً من فقد ثقتهم عن طريق الكذب.


وهكذا نعالج
الداخل. فيزول الخطأ الخارجي تلقائياً.


وكما نهتم
بالداخل. نهتم أيضا بأعمالنا الخارجية. فالمفروض فينا أن نكون قدوة. كما أن أخطاءنا
الخارجية تسبب عثرة للآخرين.




والواجب أن
يسلك الإنسان من الخارج مظهراً وفعلاً سلوكاً حسناً مع اعتبارين: أن يكون السلوك الطيب
لإرضاء الله وليس فخراً. كما أن هذا السلوك الخارجي الطيب يكون طبيعياً نابعاً من نقاوة
القلب.


فإن كنت لم
تصل إلي نقاوة القلب هذه. فاغصب نفسك علي ذلك في سلوكك الخارجي. حتي لا تخطيء فتفقد
ثقة الناس بك واحترامهم لك.


ولا يعتبر
هذا لوناً من الرياء.


إنما يكون
في هذه الحالات لوناً من ضبط النفس. ولا شك أن ضبط النفس من الخارج لازم ومطلوب. ويدخل
في نطاق التداريب الروحية التي يصل بها الإنسان إلي حياة النقاوة.


إذن نظّف
داخلك ليتفق مع وضعك الخارجي السليم..


ولا تهبط
بمستواك الخارجي. إن كان مستواك الداخلي غير سليم


المفروض أن
تكون نقياً من الداخل ومن الخارج. فحاول أن تصل إلي الأمرين معاً. فإن بدأت بأحدهما.
أكمل بالآخر أيضا.


احتراسك الخارجي
ممدوح. ولكن لا تكن مكتفياً به. بل أضف إليه النقاوة الداخلية.


وليكن هذا
هو تدريبك في كل الفضائل.


?أخذ مثالاً
هو الصوم: من جهة السلوك الخارجي والعمل الداخلي.


ليس الصوم
هو مجرد فضيلة خارجية خاصة بالجسد وحده من جهة الامتناع عن الطعام وشهوات الأكل.


إنما ينبغي
أيضا منع النفس عن الأخطاء. ويتمشي المنع الداخلي للنفس مع منع الجسد.


فإن كان الإنسان
لم يصل إلي هذا المستوي الروحي في داخله. فليس معني هذا أن يكسر صومه ويفطر! وألا يكون
قد انحلّ جسداً وروحاً.. بل عليه أن يدرب قلبه من الداخل. ليتمشي مع صوم الجسد من الخارج.
ولو بالجهد والتدريب.


وبهذا يمكننا
أن نضع قاعدة روحية للتوازن بين المستويين الداخلي والخارجي وهي:


إن كان أحد
المستويين مرتفعاً والآخر منخفضاً. ارفع المنخفض إلي مستوي المرتفع.


ولكن لا تكتف
مطلقاً بأن تسلك حسناً من الخارج. فالله ينظر أولاً إلي القلب. إنما جاهد باستمرار
أن تنقي قلبك. وأن يكون كل سلوكك الخارجي السليم هو مجرد تمهيد أو تدريب للعمل الجواني
داخل النفس.


وكثيراً ما
تكون التنقية الخارجية وسيلة للتنقية الداخلية:


مثال ذلك
شاب تحاربه في داخله أفكار شهوانية جسدية لا تتفق مع حياة العفة. وربما تسبب له أحلاماً
دنسة تتعبه..


أتراه يستطيع
أن يسلك من الخارج هكذا. ليكون خارجه تماماً كداخله؟! كلا بلا شك. وإلا فإنه يضيّع
نفسه. ويضيف إلي خطايا الفكر والقلب. خطايا العمل والحسّ والجسد.


مثل هذا.
عليه أن يحترس جداً من الخارج. وهذا الاحتراس الخارجي يساعده علي النقاوة الداخلية.
وبالتالي تخف عليه الحروب الداخلية.


لذلك. لا
تيأس مطلقاً. ولا تقل ما فائدة النقاوة الخارجية. إذا كان الداخل دنساً؟! كلا. إن صمودك
الخارجي يعني رفضك للخطيئة.


أضف إليه
صموداً آخر ضد الأفكار. وثق أن الله سيعينك عليها. ومن أجل أمانتك من الخارج. سيرسل
الله لك نعمة تنقذك من حرب الفكر في الداخل..


بل إن احتراسك
من الخارج سيمنع عنك حروباً داخلية كثيرة. وعلي الأقل سوف لا تحارب في ميدانين في وقت
واحد. وحرصك من الخارج سيدخل عنصر الحرص في حياتك بصفة عامة. ولا يسمح للخطية أن يكون
لها سلطان عليك.


حتي إن جاءتك
الخطية في حلم. وأنت في غير وعيك. يكون عقلك الباطن متنبهاً لها تماماً ورافضاً لها.
وهكذا لا تخطيء في أحلامك أيضا.


هذا كله من
الناحية السلبية.


في رفض الخطأ.
فماذا إذن من الناحية الإيجابية؟


نقول إنه إذا تنقي القلب. تكون كل أعماله الفاضلة
ذات دوافع روحية. ومن أجل الله وحده. وليس من أجل الذات.


فلا يفعل
الإنسان الخير. من أجل أن تكبر ذاته في عينيه. ولا من أجل أن يكبر في أعين الناس.


وكلا الأمرين
يدخلان في نطاق خطيئة المجد الباطل. ويدفعان المرء إلي خطيئة الرياء. ويصبح هدفه من
عمل الخير هو أن ينال مديحاً من الناس. وبهذا يهتم فقط بالمظهر الخارجي. حيث يراه الناس
ويمجدونه!


وبالاهتمام
بالمظاهر الخارجية.


لا يصبح الخير
الذي يفعله الإنسان خيراً حقيقياً مقصوداً لذاته. إذ قد امتزج بالخيلاء ومحبة الذات
ومحبة المجد الباطل. ولا يكون هدفه نقياً.. إذ ليس هدفه حب الخير. ولاطاعة الله. وليس
هو صادراً عن نيّة طيبة ولا عن طبيعة نقية.


وهنا نسأل:
هل معني هذا أننا لا نفعل الخير مطلقاً أمام الناس. حتي لا نتعرض إلي مديح منهم. وننال
أجرنا علي الأرض لا في السماء؟!


كلا. وإنما
لا يكن هدفنا من الخير أن ننال مديحاً من الناس. بل نفعل الخير سواء رآنا الناس أم
لم يرونا.


مدحونا أم
لم يمدحونا.. كذلك إن امتنعنا عن عمل الخير خوفاً من المديح. سنفقد رسالتنا كقدوة للناس.
وقد نوقعهم في مذمتنا. إذ لا يرون في حياتنا خيراً!


ومن جهة المديح.
كان الرسل والأبرار في كل جيل يقابلون بمديح من الناس ومازال المديح يلاحقهم حتي بعد
موتهم ولم يكن في ذلك خطأ ولا خطيئة. ومن غير المعقول أن يتوقف البار عن عمل الخير
تماماً. لكي ينجو من مديح الناس!!


إذن كيف نوفق
بين كل هذا. وبين فضيلة عمل الخير في الخفاء؟


إن هناك أعمالاً
كثيرة لابد أن تكون ظاهرة:


مثل نجاحنا
في أعمالنا. وتفوقنا. وأمانتنا في كل مسئولية تعهد إلينا. كذلك ذهابنا إلي أماكن العبادة.


واشتراكنا
في الصلوات العامة والأصوام العامة. ومساهمتنا في خدمة الآخرين وإعانتهم. والعضوية
الفعالة في كل أعمال البر. أترانا نترك كل هذا خوفاً من أن يظهر برنا أمام الناس فيمدحوه؟!
كلا بلا شك.


فليست خطيئة
أن يعرف الناس ما نفعله من الخير. إنما الخطيئة هي أن يكون الهدف من فعل الخير أن يراه
الناس فيمدحوه.


فإن كنت تفعل
الخير. وقلبك نقي من محبة المظاهر. وليس هدفك أن يراك الناس..


إذن فلا تهتم
مطلقاً إن عرف الناس أنك فعلت ذلك.


في عمل الخير.
كن محباً للخير. ولا تكن محباً للمديح.


وإن وصل المديح
إلي أذنيك. لا تدعه يدخل إلي قلبك. بل اذكر نعمة الله التي ساعدتك علي عمل الخير. ولولاها
ما كنت تستطيع أن تعمل شيئاً.




وأهم من إخفائك
فضائلك عن الناس. حاول أن تخفيها أيضا عن نفسك. وذلك بأن تنسي الخير الذي عملته من
فرط تفكيرك في خير أكبر تريد أن تفعله.


مصلياً أن
يمنحك الرب الفرصة لعمله. والقدرة علي عمله. واشكر الله علي معونته




Mary Naeem 28 - 08 - 2014 02:11 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يهوذا أم بطرس أم يوحنا
الشماس تيودور الغندور
في فترة الصوم الأربعيني المقدس، نقع كثيرًا على
موضوع الخطيئة والتوبة وتضع أمامنا الكنيسة المقدّسة العديد من القديسين
كأمثلة عن التوبة كالقديسة مريم المصرية. وأما في الأسبوع العظيم المقدّس
فيمكن أن نتوقف عند ثلاثة مواقف مختلفة لثلاثة تلاميذ للمسيح وهم يهوذا،
بطرس، ويوحنا. هؤلاء كانوا قد رافقوا المعلّم وعاشوا معه وعاينوا معجزاته
وأعماله وسمعوا كلامه وبهتوا من تعاليمه وها هم في الأسبوع الأخير لحياة
الرب على الأرض وقبل الصلب والموت والقبر والقيامة، نرى كلاً منهم يختار
موقفًا مختلفًا عن مواقف الإثنين الآخرين.

فيهوذا مثلاً، حارس الخزنة وأمين الصندوق، أغوته الفضة والطمع
بالمال فخان السيد وأسلمه الى أيدي الأثمة بثلاثين من الفضة. وما أفظع هذا
العمل الذي يوازي رفض النعمة التي منحه إياها الرب يسوع أسوة بباقي
التلاميذ. هذا الذي استخدم وسائل التعبير عن الحب ليدلّ الأثمة والكفرة
على السيد. لقد خان السيد وخان الحب الذي ما مِن حبٍ أعظم منه بسلاح الحب
نفسه. لقد ألقى التحية قائلاً :?السلام يا سيدي? (مت 49:26)، ناداه سيدي
فيما كان المال سيد حياته وهاجسه الأول. يهوذا رغم معرفته بخطيئته لم يكن
على علم برحمة الرب الواسعة فأدى به اليأس الى شنق نفسه فخسر الأرض
والسماء معًا.

أما بطرس، التلميذ المندفع، المثابر على الخدمة بحماسة منظورة،
والذي كان له شرف معاينة تجلّي الرب على الجبل مع يعقوب ويوحنا، والذي
أجاب المعلّم عندما قال له أنه سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك مؤكدًا :
:?وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ? (مت 33:26)،
فقد أنكره وعندما وقعت عيناه في عيني الرب تذكّر كلامه وبكى بكاءً مرًا،
بكاء ندم وحسرة وتوبة. ألم يكن هذا التلميذ نفسه الذي جاهر معلنًا حقيقة
أن المعلّم هو المسيح ابن الله الحي (مت16:16) ؟ ولكن بطرس عرف خطيئته
وندم واستطاع أن يستشف الرحمة والمغفرة من عيني الرب عندما التفت ونظر
الرب اليه وعاد ذاك المخلص الأمين، أحد أعمدة الكنيسة العظام.

وبما يختص بيوحنا، ذاك الملقّب بالحبيب والذي يعتقد البعض أن المسيح
أحبه أكثر من باقي الرسل ولكن الحق يُقال أنه الحبيب لأنه أحبّ المسيح
أكثر من باقي الرسل، فهو الوحيد الذي بقي معه ورافقه حتى أقدام الصليب. لم
يخف من قيافا، رئيس الكهنة، الذي كان يعرفه وبقي مع الرب مرافقًا خطواته
من الإستجواب الى المحاكمة وحتى أقدام الصليب حيث كان واقفًا وحده بجانب
أم الإله وباقي المريمات. وهذا ما جعل الرب يسوع يوكل أمر أمه للتلميذ
الحبيب فجعلها أمه وجعله ابنها (26:19-27) وجعلها أمًا للبشرية جمعاء.
وكأن بالرب يسوع يود الإشارة أن هكذا تلميذ يستحق أن يكون أخًا له وابنًا
للعذراء مريم وأكثر من ذلك ابنًا لله، فقد تبنانا الله بابنه الحبيب.

ونحن اليوم إذا ما تأملنا في حياتنا، ألا نجد فيها يهوذا وبطرس
ويوحنا؟ كم من المرات أصرينا أن نكون يوحنا فحاولنا البقاء مع الرب وتطبيق
وصاياه وجعلها دستورًا لحياتنا، ولكن أمام ضغط الناس واتهام الحضارة لنا
بالرجعية تراجعنا عن خيارنا وتنازلنا لنصبح بطرس الذي يعرف خطيئته لكنه
يبكيها بكاءً مؤقتًا، لأنه اعتاد البكاء حتى أن البعض منّا اعتاد نظرة
السيد المعاتبة فلم تعدّ تثير فيه حماسة للتوبة والتحوّل. وكم هناك مِن
يهوذا في مجتماعاتنا أصبحت الخيانة صفة ملاصقة لهم ولا نستغرب أبدًا على
مَن اعتاد الخيانة أن يخون نفسه يومًا فيُضطرها الى مفارقة جسده ويرميها
في نار جهنم فتحترق بنار العذابات التي سببتها لكثيرين. والآن لنا أن
نختار مَن نكون يهوذا أم بطرس، أم يوحنا؟.

Mary Naeem 28 - 08 - 2014 02:13 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لنيافة الأنبا رافائيل





اسم الرب





تعلّمنا من الآباء أن نُنادي اسم الرب يسوع بصفة مستمرة، وهذه المناداة لها فِعل خلاصي .. "لأنَّ كُلَّ مَنْ يَدعو باسمِ الرَّب يَخلُصُ" (رو10: 13).





? والمناداة باسم الرب يسوع تعني الإيمان بألوهيته والانتماء إلى شعبه.





ففي المكان الذي يُعرف فيه الرب ويبتدئ الناس يُصلّون إليه يُقال عنه: "حينَئذٍ ابتُدِئَ أنْ يُدعَى باسمِ الرَّب" (تك4: 26).





? والمناداة باسم الرب يسوع تجعل الإنسان غنيًا أكثر من كل البشر .. "هؤُلاءِ بالمَركَباتِ وهؤُلاءِ بالخَيلِ، أمّا نَحنُ فاسمَ الرَّب إلهِنا نَذكُرُ" (مز20: 7)، "ليس لي فِضَّةٌ ولا ذَهَبٌ، ولكن الذي لي فإيّاهُ أُعطيكَ: باسمِ يَسوعَ المَسيحِ النّاصِري قُمْ وامشِ!" (أع3: 6).





? والمناداة باسم الرب يسوع هي حصن أمين يحمينا من ضربات الشياطين .. "اِسمُ الربِّ بُرجٌ حَصينٌ، يَركُضُ إليهِ الصِّدِّيقُ ويتمَنَّعُ" (أم18: 10).





والإبصاليات اليومية في تسبحة نصف الليل مليئة بالعبارات التي تشرح لنا قيمة المناداة بهذا الاسم الغالي، كما أنها تقدم لنا تداريب على ممارسة هذه المناداة.





تعالوا نبحر معًا في نصوص هذه الليتورجيات:





? في (إبصالية الاثنين):





X "كل مَنْ يقول يا ربي يسوع كمَنْ بيده سيف يُصرع العدو".





X "فليكن اسم الرب فينا ليضيء علينا في إنساننا الداخلي".





X "عنبر كثير الثمن هو اسمك القدوس يا ربي يسوع".





X "هذا هو الحجر الجوهر كثير الثمن الذي الرجل التاجر باع كل ماله واشتراه .. اترك لنا نحن أيضًا الآن هذا الحجر الكريم ليضيء علينا في إنساننا الداخلي".





X "زينة نفوسنا وفرح قلوبنا هو اسمك القدوس يا ربي يسوع".





? في (إبصالية الثلاثاء):





X "اسمك القدوس يا ربي يسوع يكون لهم (للقديسين المتعبين) ناصرًا في جميع ضيقاتهم".





X "اسمك القدوس يا ربي يسوع هو يُنجيهم من جميع شدائدهم".





X "هو يكون لهم طعام حياة تقتات به نفوسهم وأجسادهم معًا".





X "هو يكون لهم ينبوع ماء حياة حلوًا في حناجرهم أكثر من العسل".





X "إذا أُخبروا به تفرح قلوبهم وتزهر أجسادهم، إذا نطقوا به تستنير عقولهم وترتفع إلى العلاء قلوبهم".





? في (إبصالية الأربعاء):





X "إذا ما أحببنا اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح وصنعنا الرحمة بعضنا مع بعض نُكمِّل كل الناموس".





X "فإن كنا معوزين من أموال هذا العالم وليس لنا شيء لكي نعطيه صدقة، فلنا الجوهرة اللؤلؤة الكثيرة الثمن.. الاسم الحلو المملوء مجدًا الذي لربنا يسوع المسيح".





X "إذا ما لازمناه في إنساننا الداخلي فهو يجعلنا أغنياء حتى نعطي آخرين، ليست أموال هذا العالم الزائل، بل خلاص نفوسنا بتلاوة اسمه القدوس".





? في (إبصالية الجمعة):





X "بالحقيقة قد تقدمت إلى رأس عظيم، هو اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح".





X "يفرح قلبنا ويتهلّل لساننا إذا ما تلونا اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح".





? في (إبصالية السبت):





X "أعطى فرحًا لنفوسنا ذكر اسمه القدوس، يا ربي يسوع المسيح مُخلِّصي الصالح".





X "بهاء اسمك القدوس في أفواه قديسيك، يا ربي يسوع المسيح مُخلِّصي الصالح ".





X "كل نَفَس أتنسمه أسبِّح اسمك القدوس، يا ربي يسوع المسيح مُخلِّصي الصالح ".





X "اسمك حلو ومبارك في أفواه قديسيك، يا ربي يسوع المسيح مُخلِّصي الصالح ".





X "كمال كل بركة كائن في اسمك القدوس، يا ربي يسوع المسيح مُخلِّصي الصالح ".





? في (إبصالية الأحد):





X "كل الألسن معًا تُبارك اسمك، يا ربي يسوع أعني".





X "أقوم وقت الأسحار لأُبارك اسمك، يا ربي يسوع أعني ".





X "محبوب هو اسمك القدوس، يا ربي يسوع أعني".





تعالوا أصدقائي الشباب لنُرتل لاسم الرب يسوع، ولا نخلي ذهننا أو قلبنا من هذا الاسم المُقدَّس المُخلِّص.





سأل الأنبا بيمن القديس مكاريوس قائلاً: "ماذا يعمل الإنسان لكي يقتني الحياة؟".





فأجابه: "إن أنت داومت كل حين على طعام الحياة الذي للاسم المقدس: اسم ربنا يسوع المسيح بغير فتور فهو حلو في فمك وحلقك، وبترديدك إياه تدسم نفسك، وبذلك يمكنك أن تقتني الحياة".





قال القديس باخوميوس: "لا تُخلِ قلبك من ذكر الله أبدًا لئلا تغفل قليلاً فيستظهر عليك (يقوى) الأعداء المترصدين لاصطيادك".





قال شيخ: "إن مداومة اسم الرب يسوع تقطع كل آكلة".

Mary Naeem 28 - 08 - 2014 02:15 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ان الـتـسـاعـيـة



https://images.chjoy.com//uploads/im...9a8620977b.jpg




وهـي تـســعـة أيـام زمـان لـلـصـلات الـمـكـثـفـة نـرفـعـهـا
إلـى الـلـه مـبـاشـــــــرة أو عـــن طـريـق أحـــد الـقـديـسhttp://www.marnarsay.com/Salawat/San...ta/rita-1b.gifـــــــيـن
.


بـهـذه الـصـلاة نـعـبـر عـن حـبـنـا لـلـه ، وعـن
رغـبـتـنـا بـالإلـتـزام بـِمــــا يُـريـدهُ مِـنـا .


وبـمـا
أن مـحـبـة الـلـه لـنـا مـجـانـيـة ، كـذلـك يـجـب أن تـكـون
مـحـبـتـنـا لهُ مـجـانـيـة ، أي خـالـيـة عـــن الـمـصـالـح
الـشـــخـصـيـة والـغـايـات الأنـانـيـة .


فـنـحـن لا نـريـد
أن نـســـتــخــدم الـلـه أو قـديـســـــيــــه لـتـحـقـيـق
مـآربـنـا . لـيـس الـلـه وقـديـسـوه عـصـا ســـــحـريـة
نـســتـخـدمـهـا لـلـحـصول عـلـى الـمـعـجـزات ولا زراً
نـضـغـط عـلـيـه فـتـحـــدث الأعـجـوبـة الـمـطـلـوبـة .



بـالـتـســـاعـيـة نـحــاول أن نـدخـل إلـى عـالـــم الـلـه
وان نـنـســــى مـصـالـحـنـا الـخـاصـة لـكـي نـتـبـنـى إرادة
الـلـه ونـســــــيـر حـســــــب تـصمـيـم حـبـهُ ، واضـعـيـن
ذاتـنـا ورغـبـاتـنـا وأمانـيـنـا كـلـهـا تـحـت نـظـرة هـذا
الآب الـرحـيـم .

عـلـيـنـا إذاً الا نـتـوقـف عـنـد قـشـــور الـتـســـاعـيـة
ونـكـتـفـي بـســـرد بـعـض الـصـيـغ أو الـصـلـوات ، بـل ان
نـجـعـل تـســـاعـيـتـنـا مـجــالاً لـلـقـاء حـقـيـقـي
عـمـيـق مـع الـرب ، وحـافـزاً نـتـلـقـاه مـن الـقـديـســـة
ريـتـا عـلـى الـمـزيـد مـن روح الإيـمـــان والـتـضـحـيـة فـي
مـســيـرتـنـا الـيـومـيـة عـلـى درب الـقـداســـة .



الـتـســـاعـيـة

صـلـوات بـدايـة الـتـســـاعـيـة لـكـل يـوم

دعـاء إلـى الـروح الـقـدس ( الـجـمـيـع )



هـلـم يـا روحــــــاً مـعـيـن واشــرح صـدورَ الـمـؤمـنـيـن

واسـكـب عـليهـم اجمعـين شــــــــعـاعَ نـعـمـــــةٍ
مـبـيـن

لـلآب مـــجــدٌ لا يــــزول والأبـــن مــولـود
الــبــتــــول

والروح مـرشــد الـعـقـول مـــــدى دهــور الـداهـــريــن

الـصـلاة



الـلـهـم ، يـا مـن تـنـازلـتَ ، ومـنـحـتَ الـقـديـســـــة
ريـتـا نـعـمـــاً وافـرة ، جـعـلـتـهـا تـحـب أعـدائـهـا ،
وتـحـمـل فـي قـلـبـهـا وعـلـى جـبـيـنـهـا عـلامـــاتِ حـبـكَ
وآلامِـكَ ، نـتـوســـل إلـيـكَ ، بـأســـتـحـقـاقـات
وشــفـاعـتـهـا ، ان تـمـنـحـنـا الـنـعـمـة لـكـي نـغـفـرَ
لأعـدائـنـا ، ونـتـأمـلَ فـي آلامـكَ ، وفـي حـبـكَ
الـعـظـيـم لـنـا ، لـكـي نـتـجـاوب مـعــــهُ كـلَ يـوم ،
فـنـســـيـر إلـيـكَ بـالـرغـم مـن ضـعـفـنـا وأخـطـائـنـا ،
لـنـحـظـى بـما وعـدتَ بـه الـمـتـألـمـيـن والـمـسـاكـيـن ،
بـشـفـاعـة الـقـديـســـة ريـتـا ، انـتَ الـحـي والـمـالـك
إلـى دهـــر الـدهـــور . آمــــيـن .

( مـرة أبـانـا والـســـلام والـمـجــــد )



صلاة القديسة ريتا في الشدائد و الأمور
المستحيلة

في الشدائد و المصائب المؤلمة إني أستغيث بكِ, أنتِ المدعوة
قديسة الأمور المستحيلة , و أملي كبير جداً للحصول بشفاعتكِ
على جميع طلباتي . إنقذي قلبي المسكين المحطم و المحاط بأشواك
الشدائد من كل الجهات ووفري الراحة لبالي و الهدوء لأفكاري
المضطربة من أهوال الحوادث القاسية .

وإني أرى من المستحيل أن أحصل على النِعَم بواسطة خليقة أُخرى
, أُكرر يا شفيعتي الحنون , إن لي ثقة عظيمة بكِ , أنتِ التي
اختاركِ الله عزَّ و جل لتدافعي عن قضايانا واحتياجاتنا أمام
عزّته الإلهية مع سائر القديسين و بالأخص في الأمور الأشد
صعوبة و تعقداً .

إن كانت خطاياي الكبيرة تجعل منّي حاجزاً من الصعب جداً
أجتيازه بسهولة لنيل النِعَم و المواهب ,فأرجو أيتها القديسة
العظيمة الشهرة و الإستجابة , ان تلتمسي لي من لدن الله الرحوم
المغفرة و التوبة الحقيقية عن خطاياي الكثيرة واعداً بعدم
الرجوع إليها حتى الموت . ولا تسمحي أن يطول أنيني كثيراً
وكسّري القيود و فرّحي قلبي الحزين بمنحي المطلوب يا بحر
النِعَم , وأجيزي الأمل الكبير نحوكِ , وأنا أتعهد بدوري أن
أشهر و أذيع في كل مكان فعل رحمتكِ و شفاعتكِ الفعالة أمام
جميع المنكسري القلوب و البائسين . يا أيتها العروس البهية
ليسوع المصلوب تضرّعي لآجلي الآن و دائماً آمين . ثلاث مرات
أبانا و السلام و المجد .



صلاة مغفرة

أيتها القديسة ريتا المعظمة و أنتِ التي أشتركتِ بنوع عجيب
بآلام و أوجاع سيدنا يسوع المسيح , إسألي لي أن أحتمل بصبر و
تسليم كلّي للإرادة الإلهية عذابات هذه الحياة و دافعي عنّي في
كل أحتياجاتي آمين . غفران 300 يوم مرة واحدة في النهار .



صلاة مغفرة

ها أنذا منطرحٌ عند قدميكِ يا أيتها القديسة المجيدة الكثيرة
العجائب التي تنشرين على العالم نِعمكِ , ها أنذا أُقدِّم
إليكِ خضوع قلبي المخلص العارف الجميل . إنّي أُكرّمكِ يا
شفيعة البائسين , إحرسيني دائماً من المصائب التي لا تعوض ,
إبعدي عني و عن أهلي ووطني اليأس الذي هو موت النفس , إني
أكرمكِ يا حامية الشبيبة , إحفظي هذه الشبيبة من حبائل الشك و
الفساد , إني أبارككِ أيتها القديسة معينة البؤساء , هلمي و
ساعديني في كل حاجاتي . إني أعجبُ بكِ يا بطلة الفضيلة , ولما
كان خير تكريم للقديسين هو الأفتداء بحياتهم ساعدينيلكي أصبح
مثلكِ وديعاً , متواضعاً , طاهراً , صبوراً , محباً , صالحاً ,
تقياً أقوم بواجبي خير قيام , و أُسيطر على الخطيئة حتى مع بذل
الحياة .
إني أحبكِ أيتها المحامية القديرة و أضعُ ثقتي فيكِ ,
ألا أطلبي من يسوع المصلوب الذي تحملينه بين يديكِ غفران
خطاياي , ضعي في روحي كراهية الخطيئة و كوني لي الدرع الذي لا
يقهر فيحمي جسدي و روحي من الأعتداء . آمين .

يا إلهي الذي تكرمت و منحت القديسة ريتا نعمة كبيرة لتقتدي بكَ
في حب أعدائها و تحمل في قلبها و على جبينها علامات حبّكَ و
آلامكَ و أمنحنا نحن أيضاً باستحقاقاتها و شفاعتها أن نحب حتى
أعدائنا و أن نتأمل في عذابك فنحمل في قلبنا منخس الندامة
الحقيقية إلى أبد الآبدين آمين

Mary Naeem 28 - 08 - 2014 02:17 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تلميذا عمّاوس

من اليأس إلى
الرجاء

https://images.chjoy.com//uploads/im...07f8bab3a8.jpg


لا نعرف سوى اسم أحد هذين التلميذين وهو
قلاوبا. أمّا عنهما، فمن المحتمل أنّهما من تلاميذ يسوع الـ 72. وأنّهما عاشراه
وعرفاه، وعقدا الآمال عليه. فما يرويانه عن يسوع يبيّن أنّهما على علمٍ لا بالأحداث
العامّة الّتي يعرفها أيّ ساكنٍ في أورشليم، بل الخاصّة، ويتكلّمان وكأنّهما من
خاصّة يسوع: «إلاّ أنّ نسوة منّا قد حيّرننا ... وذهب بعض أصحابنا إلى القبر فوجدوا
الحال على ما قالته النسوة لنا» (لو 24/22-24).

الموقف الأوّل :
كانا عائدان إلى قريتهما عمّاوس، وقد
صدمهما موت يسوع. فابتعدا عن جماعة أورشليم (الكنيسة) حزينين، حائرين. كانا يأملان
عملاً معيّناً يؤدّيه يسوع، وهو تحرير شعبه من حكم الرومان. كانا يعتبرانه قائد
ثورةٍ سياسيّ. ولكنّه مات، ففقدا الرجاء.

ما أكثر المستائين من الكنيسة، والّذين
يبتعدون عنها خائبين. إنّها لا تحقّق رجاءاتهم، ولا آمالهم. وهم لا يؤمنون بأنّ
المسيح هو الّذي يقودها لا البشر الّذين أوكل إليهم إدارتها. وفي يأسهم هذا
وابتعادهم، تعمى عيونهم عن رؤيته، وعن فهم سرّ حضوره في كنيسته. وكلّ علامات
القيامة الّتي يرونها لا تعني لهم شيئاً جديداً، لأنّ المسيح الّذي يفتّشون عنه هو
المصلوب الميّت. إنّهم يرون الكوارث، «أما هو فلا يرونه».

الموقف الثاني :
المخرج الوحيد الّذي قادهم المسيح القائم
من بين الأموات إليه هو الكتاب المقدّس. كان التلميذان يعرفان الكتب والأنبياء.
وسمعا شرحاً لها، لكنّهما لم يعيدا النظر في هذا الشرح في ضوء القيامة، في ضوء
المسيح. وفي أثناء الشرح الجديد والتفسير، انفتح قلبيهما على النعمة. وبلغ هذا
الانفتاح ذروته في الإفخارستيّا، علامة الشراكة بين أعضاء الكنيسة المشتّتين

لا يستطيع الإنسان أن يكون شاهداً
حقيقيّاً للقيامة إلاّ بالتعرّف إلى الكتاب المقدّس والتعمّق فيه، والصلاة من خلاله
بإيمان، واكتشاف سرّ الله من خلاله، ومعرفة إرادته الخلاصيّة. وإلى جانب هذا، هناك
الالتزام بالكنيسة. «لا خلاص خارج الكنيسة» كما يقول الآباء. فالروح يعمل في
الكنيسة ويعلّم ويفتح العيون والأذهان لاستيعاب سرّ الله الخلاصيّ

Mary Naeem 28 - 08 - 2014 02:20 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الحضور رسالة وشهادة
https://images.chjoy.com//uploads/im...036d83d436.jpg

إن الحضور المسيحي ليس هو حضور من أجل ذواتنا لأن السيد المسيح لم يؤسس كنيسته كي تبقى في خدمة نفسها، بل لتكون شاهدةً وصاحبة رسالة للآخر، هي رسالة مؤسسها ومعلمها بالذات.

وإن غياب الرسالة والشهادة في حياتنا المسيحية إنما هو إلغاء لذواتنا وللهدف الذي من أجله دعانا يسوع. ولكي تكون الكنيسة حقاً كنيسة المسيح عليها أن تبقى علامة مَحبة الآب الخلاصية للبشر، بنعمة الإبن يسوع المسيح وبقوة الروح القدس وقد وضّح ذلك يقوله لنا " وتكونون لي شهوداً " (أع 1/8 ) وجواب الكنيسة على لسان الرسل "ونحن شهود على ذلك" ( أع 2/32 ).

ويقول البابا يوحنا بولس الثاني في هذا الصدد:

الوجه الأول للرسالة هو شهادة الحياة المسيحية التي لا غنى عنها. المسيح الذي نتابع رسالته، هو الشاهد المثالي.

ونموذج للشهادة المسيحية: هي إن المسيحيين يندمجون في صميم حياة شعوبهم. وهـم " آيات " إنجيلية بأمانتهم لوطنهم وشعبهم وثقافتهم الوطنيـة، مع الاحتفاظ بالحرية التي اكسبهم إياها المسيح.

إن الشهادة للتطويبات الإنجيلية تبقى الطريق الأول للإنجيل نحو قلوب البشر وضمائرهم. وإذا كانت الجماعات المسيحية في الشرق قد انغلقت في الماضي على ذاتها. وفقدت معنى الرسالة والشهادة بسبب ظروف تاريخية قاهرة مكتفيةً بالبحث عن الاستمرار في الوجود فحسب، فإنها مدعوة اليوم الى التحرر من رواسب الماضي لتحيي معنى الرسالة من جديد في حياتها فتنفتح على العالم المحيط بها، وتشهد لذاك الكنز الثمين الذي عثرت عليه، والذي يفرّح قلبها كما يفرِّح قلب كل إنسان.

عدوّا الحضور هما:

الأول الانعزال وهو يلغي رسالتنا. والثاني الذوبان وهو يقضي على هويتنا.

فمن هنا نستنتج أن الحضور الفعال والأصيل هو تجذرنا فأمانتنا لله ولأنفسنا وللمجتمع الذي أراده الله مكاناً لمسيرتنا الأرضية ولتجسده.

فالمسيحي هو بشهادته ورسالته نور وملح وخميرة.

قال لنا المسيح أنتم نور العالم، وأيضاً أنتم ملح الأرض، وأنتم كالخمير في العجين. فإذا انعزل النور فانه يفقد معنى وجوده، وإذا انتزع الملح مِن الطعام فلا فائدة منه، وإذا خرجت الخميرة من العجين تحجرت وفسدت. وعندما لا يكون المسيحي نوراً وملحاً وخميرةً فإنه قد يتحول إلى كيان جامد متحجر يكون عبئاً على نفسه وعلى مجتمعه.


Mary Naeem 28 - 08 - 2014 02:23 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
بعدما تحدّث يسوع في إنجيل متى عن المؤمنين كملح الأرض وجّهنا إلى رسالتنا كنورٍ للعالم، قائلاً: "أنتم نور العالم. لا يمكن أن تُخفي مدينة موضوعة على جبل، ولا يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة، فيضيء لجميع الذين في البيت. فيضيء نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجّدوا أباكم الذي في السماوات" (متى 5/14-16) .

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:

" إن كنّا في محبتنا للبشر نشتهي أن نخدمهم ونذوب فيهم كالملح في الطعام لنقدّمهم خلال التوبة طعامًا شهيًا يفرح به الله، فإن الله لا يتركنا نذوب في الأرض، وإنما يرتفع بنا ويحسبنا كنور يضيء للعالم. إنه يقيمنا كالقمر الذي يستقبل نور شمس البرّ، ليعكس بهاءها على الأرض، فتستنير في محبّته. يعكس نوره على المؤمن، فيصير أكثر بهاءً من الشمس المنظورة، لا يقدر أحد أن يخفيه حتى وإن أراد المؤمن نفسه بكل طاقاته أن يختفي. لا يقدر أحد أن يسيء إليه، حتى مقاوميه الأشرار، يقول الرسول بولس: " لكي تصيروا بسطاء لا لوم عليكم، وأبناءً لله لا عيب فيكم، وسط جيل معوج ومنحرف، تضيئون فيه كالنيرات في العالم" (في 2: 15) ويقول الرسول بطرس في هذا الصدد: "لتكن سيرتكم بين الأمم حسنة، حتى إذا افتروا عليكم كأنكم فاعلو سوء، يلاحظون أعمالكم الحسنة، فيمجدون الله في يوم الإفتقاد" (1 بط2/12).

يشبّهنا السيّد المسيح بالمدينة القائمة على جبل، فلا يُمكن إخفائها. ما هي هذه المدينة التي تقوم على جبل؟

إلا الإنسان الذي يحمله الروح القدس إلى الرب نفسه، ليجلس معه على الجبل يسمع وصاياه ومواعظه؟! هناك يلتصق به ويجلس عند قدميه، فيصير أشبه بمدينة مقدّسة يسكنها الله نفسه، ويضم إليها مملكته من ملائكة وقدّيسين، وخلالها يلتقي الخطاة بالمسيح الملك بالتوبة. يصير المؤمن وهو يتقدّس على الجبل المقدّس أورشليم التي يراها الكل ويفرحون.

هذا المفهوم يذكرنا بكلمات القدّيس جيروم في إحدى رسائله: " ما يستحق المديح ليس أنك في أورشليم، إنّما تمارس الحياة المقدّسة (كمدينة مقدّسة)... المدينة التي نبجِّلها ونطلبها، هذه التي لم تذبح الأنبياء (متى23: 37)، ولا سفكت دم المسيح، وإنما تفرح بمجاري النهر، وهذه القائمة على الجبل فلا تُخفي (متى 5: 14)، يتحدّث عنها الرسول بولس كأمٍ للقديسين (غل 4: 26)، ويبتهج أن تكون له المواطنة فيها مع البرّ " أما نحن فمدينتنا في السماوات، ومنها ننتظر الرب يسوع المسيح مخلصنا"(في 3: 20)."

بهذا التشبيه أيضًا، المدينة القائمة على جبل والتي لا يمكن أن تُخفى، أراد السيّد تشجيع تلاميذه على خدمة البشارة بالكلمة مؤكّدًا لهم أن المضايقات لا يمكن أن تخفي الحق أو تُبطل عمل الله.

يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: " أظن أنه لا يمكن لمدينة كهذه أن تُخفي، هكذا يستحيل أن ينتهي ما يكرزون به إلى السكون والاختفاء".

يشبّهنا أيضًا بالسراج الذي لا يُخفى تحت المكيال بل يُوضع على المنارة، فيضيء لجميع الذين في البيت. ما هو هذا المكيال الذي يطفئ سراج النور الداخلي إلا الخضوع للمقاييس الماديّة في حياتنا الروحيّة. كثيرًا ما تقف حساباتنا البشريّة الماديّة عائقًا أمام الإيمان، الأمر الذي يفقد صلواتنا وطلباتنا حيويّتها وفاعليّتها،
لهذا عندما أرسل السيّد المسيح تلاميذه للكرازة سحب منهم كل إمكانيّات ماديّة، فلا يكون لهم ذهب ولا فضّة ولا نحاس ولا مزود ولا ثوبان ولا أحذية ولا عصا (متى 10: 9-10)، لكي ينزع عنهم كل تفكير مادي، فيكون هو غناهم وطعامهم وشربهم وملبسهم وحمايتّهم!


والمكيال يُشير أيضًا إلى حجب النور الروحي، حيث يغلف الإنسان روحه بالملذّات الجسديّة والزمنيّة، فيحبس الروح ويحرمها من الانطلاق لتحلق في أفق الأبديّة. يتحوّل الجسد إلى عائق للروح، عِوض أن يكون معينًا لها خلال ممارسته العبادة، وتقدّيس كل عضو فيه لحساب السيد المسيح.

ليتنا لا نحبس النور الروحي فينا في غلاف الشهوات الجسديّة، وإنما ننطلق به لنضعه فوق المنارة، أي فوق الجسد بكل حواسه، فلا يكون الجسد مسيطرًا بل متعبداً للنور الحق.

وكما يقول القدّيس أغسطينوس: "أظن أن الذي قصده السيد المسيح بالبيت هنا هو مسكن البشر، أي العالم نفسه، وذلك كقوله "أنتم نور العالم". إلاّ أنه إذا فهم شخص ما البيت على أنه الكنيسة فهذا صحيح كذلك".

ويُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على السراج المتّقد على لسان السيّد نفسه، قائلاً: " حقًا أنا الذي أوقد النور، أمّا استمرار إيقاده فيتحقّق خلال جهادكم أنتم... بالتأكيد لا تقدر المصائب أن تعطِّل بهاءكم إن كنتم لا تزالون تسلكون الحياة ، فتكونون سببًا لتغيير العالم كله. إذن، فلتُظهروا حياة تليق بنعمته، حتى إذ تكرزون في أي موضع يصاحبكم هذا النور".

بهذا يضيء نورنا، الذي ليس هو إلا نور الروح القدس الساكن فينا، قدام الناس، لكي يروا أعمال الله فينا، فيتمجّد أبونا الذي في السماوات. لسنا نقدّم العمل الروحي طلبًا لمجد أنفسنا بل لمجد الله.

كما يقول القدّيس أغسطينوس: " لم يقل "لكي يروا أعمالكم الحسنة" فقط، بل أضاف: "ويمجّدوا أباكم الذي في السماوات"، لأن الإنسان يُرضي الآخرين بأعماله الحسنة، لا لأجل إرضائهم في ذاته، بل لتمجيد الله. فيرضي البشر ليتمجّد الله في عمله، لأنه يليق بالذين يعجبون بالأعمال الحسنة أن يمجّدوا الله لا الإنسان، وذلك كما أظهر ربّنا عند شفاء المفلوج، إذ يقول متى الإنجيلي: " فلما رأى الجموع استولى عليهم الخوف، ومجدوا الله الذي أعطى الناس مثل هذا السلطان"تعجّبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانًا مثل هذا" (متى9: 8)."

ومما يجب تداركه أن الله وهو يدعو تلاميذه "نور العالم" لا يشعر التلاميذ أنهم هكذا. وإلا فقدوا تواضعهم وانطفأ النور الروحي فيهم، فموسى النبي لم يكن يعرف أن وجهه كان يلمع، وإنما من أجل طلب الشعب كان يغطِّي وجهه بالبرقع. ما أحوجنا لا أن نشهد لأنفسنا، بل يشهد الله نفسه والآخرون بنوره فينا!


Mary Naeem 28 - 08 - 2014 02:24 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أنتم ملح الأرض2

بعد أن تحدّث الإنجيلي متى عن التطويبات كسُلّم روحي يرتفع عليه المؤمن بالروح القدس لينعم بالحياة المقدّسة في المسيح يسوع ربّنا أوضح التزام المؤمن بالعمل في حياة الآخرين، مشبّهًا إيّاه بالملح الذي لا يُستغنى عنه في كل وجبة. دعاه ملح الأرض، لأنه يعمل في حياة البشر الذين صاروا أرضًا خلال ارتباطهم بالفكر الأرضي.

لملح الطعام أو كلوريد الصوديوم خصائص وسمات فريدة تنطبق على حياة المؤمن الحقيقي، نذكر منها:

1- هو الملح الوحيد بين كل الأنواع الذي يتميّز بأنه متى اُستخدم في حدود معقولة وباعتدال لا يظهر طعمه ومذاقه في الطعام، وإنما يُبرز نكهة الطعام ذاته، وإذا وضعت كميّة كبيرة منه في طعام يفقد الطعام لذّته ومذاقه وتظهر ملوحة الملح ،هكذا وإن كان يليق بالمسيحي أن يذوب في حياة الغير لكن في اعتدال دون أن يفقدهم شخصياتهم ومواهبهم وسماتهم الخاصة بهم، فلا يجعل منهم صورة مطابقة له، فيكون أشبه بقالبٍ يصب فيه شخصيّات الآخرين، ويفقدهم حيويّتهم، الأمر الذي يجعلهم كالطعام المالح. المسيحي الروحي هو من كان كالنسيم الهادئ يعبر ليستنشق الآخرون نسمات الحب، لا عواصف الرياح الشديدة.

2- يتكوّن كلوريد الصوديوم من عنصرين هما الكلور والصوديوم وكلاهما سام وقاتل، لكن باتّحادهما يكوّنان الملح الذي لا غنى لنا عنه في طعامنا اليومي. والمسيحي أيضًا يتكوّن من عنصري النفس والجسد، إن انقسما بالخطيّة فقدا سلامهما، وصارا في حكم الموت.

لهذا تدخّل السيّد المسيح واهبًا السلام الحقيقي بروحه القدّوس مخضعًا النفس كما الجسد في وحدة داخليّة، ليكون الإنسان بكلّيته سرّ عذوبة الآخرين، يشهد للحق. إن كانت النفس تتسلّم قيادة الجسد في روحانيّة، فإن الجسد بدوره إذ يتقدّس يسند النفس ويعينها، فيحيا الإنسان مقدّسًا نفسًا وجسدًا، ويُعلن بوحدته الداخليّة في الرب عمل الله أمام الآخرين.

3- ملح الطعام من أرخص أنواع الأطعمة يسهل استخراجه في أغلب بقاع العالم، لكن لا يمكن الاستغناء عنه. هكذا يليق بالمؤمنين أن يعيشوا بروح التواضع كسيّدهم، مقدّمين حياتهم رخيصة من أجل محبّتهم لكل إنسان في كل موضع.

ويُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على قول السيّد لتلاميذه: "أنتم ملح الأرض" هكذا: "لا أرسلكم إلى مدينتين أو عشرة مدن أو عشرين مدينة، ولا إلى أمة واحدة كما أرسلت الأنبياء، إنّما أرسلكم إلى البرّ والبحر والعالم كله، الذي صار في حالة شرّيرة. فبقوله: "أنتم ملح الأرض" عني أن الطبيعة البشريّة كلها قد فقدت نكهتها، وأننا قد فسدنا بسبب خطايانا".

لكن يحذّرنا السيّد لئلا نفسد نحن الذين ينبغي أن نكون كالملح، فلا نجد من يملِّحنا وينزع عنّا الفساد. هذا الحديث موجّه بصفة عامة لكل مؤمن.

Mary Naeem 28 - 08 - 2014 02:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الكنيسة خميرة في العجين


بعد أن كشف السيّد المسيح عن الدور الإلهي في ملكوت السماوات، ومقاومة العدوّ له، وإمكانيّات الملكوت، يحدّثنا هنا عن دور الكنيسة العملي في إعلان ملكوت السماوات خلال حياة الشركة، قائلاً: "يشبه ملكوت السماوات خميرة أخذتها امرأة وخبّأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اِختمر الجميع" [33].

لقد شبّه الكنيسة بامرأة تمسك بيديها خميرة تُخبِّئها في ثلاثة أكيال دقيق لتحوّلها إلى خبز. فإن الدقيق بدون يديّ هذه المرأة العاملة والحاملة للخميرة لا يصلح إلا أن يقدّم للحيوانات، لكنّه بالخميرة التي في يديّ المرأة يصير خبزًا.

ما هي المرأة العاملة هنا؟

وما هي الخميرة؟

وما هي الثلاثة أكيال دقيق؟

1- إن كانت المرأة تمثِّل الكنيسة الأم، فإن رسالتها تتركّز في تقديم السيّد المسيح "الخميرة واهبة الحياة" للدقيق حتى يختمر، فيحمل سمات المسيح فيه. الخميرة في واقعها مأخوذة من الدقيق، لكنها تحمل "قوّة الاختمار"، إشارة إلى السيّد المسيح الذي أخذ جسده منّا، وصار كواحدٍ منّا، ليس بغريبٍ عنّا، لكنّه هو الحياة. أمّا كمّية الدقيق فثلاثة أكيال.

يقول القدّيس جيروم: "أن الكيلة وِحدة قياس في فلسطين تحوي حوالي 3 جالونات. على أي الأحوال كمّية الدقيق ثلاث أكيال لأنه يمثّل الوِحدة بين الروح والنفس والجسد، فالكنيسة إنّما تقدّم السيّد المسيح كسرّ تقديس للإنسان في كليَّته، روحًا ونفسًا وجسدًا".

2- يرى القدّيس هيلاري أسقف بواتييه: في المرأة المذكورة هنا المجمع اليهودي الذي حكم على السيّد المسيح "الخميرة" بالدفن، فقام السيّد واهبًا للدقيق اختمارًا ، أمّا رقم ثلاثة هنا يُشير إلى الناموس والأنبياء والإنجيل، ففي المسيح يسوع ربّنا يظهر الثلاثة عجينًا واحدًا. غاية الناموس هو المسيح وهدف النبوّات هو الإعلان عنه. وأما الإنجيل فهو الكرازة بالمسيح يسوع. تظهر وحدة الكتاب المقدّس كلّه بنواميسه ونبوّاته وبشارته المفرحة. في التجلّي أراد بطرس أن يُقيم ثلاث مظال واحدة لموسى ممثلاً الناموس، وأخرى لإيليّا ممثلاً الأنبياء، والثالثة للسيّد المسيح ممثلاً الإنجيل، لكن الله لم يرسل ثلاث مظال، بل سحابة واحدة إشارة إلى هذه الوحدة في المسيح يسوع!

رقم 3 يُشير أيضًا إلى الأمم والشعوب التي جاءت عن سام وحام ويافث، أولاد نوح الثلاثة... وكأن الكنيسة الأم تقدّم السيّد المسيح لهذه الشعوب المتفرِّقة فتختمر معًا في وحدة الروح والفكر، وتحمل سمات المسيح الواحد!"

3- يرى القدّيس أغسطينوس:" في هذا المثل صورة حيّة لملكوت السيّد المسيح بكونه ملكوت الحب الحيّ العامل في البشريّة، وذلك بدخول المحبّة "المسيح" في الحياة البشريّة لتقديسها لله ، الخميرة تعني الحب، الذي يخلق ويلهب الغيرة ،والمرأة تعني الحكمة، والثلاثة أكيال طعام (دقيق) يعني إمّا الأمور الثلاثة في الإنسان (الخاصة بحب الله) "من كل القلب ومن كل النفس ومن كل الذهن" (متى 21/ 37)، أو ثلاث درجات الإثمار: "مائة ضعف وستون وثلاثون" (متى 13: 8/ 23)، أو الثلاث أنواع من الرجال: "نوح ودانيال وأيوب" (حز 14/ 14)."

4- يرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم:" صورة فعّالة لملكوت السماوات، فإنه لا يمكن للدقيق أن يختمر ما لم تُدفن فيه الخميرة أو تحبس في داخله. لم يقل السيّد أن المرأة وضعت الخميرة في الدقيق، بل "خبّأتها"، هكذا إن لم يلتقِ بمضايقيه محتملاً الأتعاب بفرح لا تتحوّل حياة المضايقين إلى الاختمار".

وكما يقول القدّيس نفسه: " عندما تكونون واحدًا مع من يهاجمكم وتمتزجون معهم تغلبونهم (بالحب والإيمان). وكما أن الخميرة المختفية في عجين لا تهلك، بل بالأحرى تُغيّر طبيعة العجين، هكذا أيضًا في الكرازة بالإنجيل. لذلك لا تخافوا عندما أُخبركم عن الضيقات أنها قادمة، لأن نوركم لا يقدر أحد أن يُطفئه، إنّما يغلب كل البشر".

Mary Naeem 28 - 08 - 2014 02:27 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
نداءات


تقولون لي إننا صغار وجماعة صغيرة ولا نستطيع أن نفعل شيئاً ؟ فأقول لكم على لسان يسوع المسيح " لا تخف أيها القطيع الصغير" فإن المسيح اختارنا إلى واقع جديد واقع دعوة وشهادة ورسالة نعيشها في فرح الإيمان.

النور يكون ضئيلاً في البيت ولكنه ينوِّر، وكذلك الملح في الطعام، والخمير في العجين، والكنيسة في العالم، فدعوتنا اليوم ورسالتنا هي أن ننطلق إلى العالم بحضور فعال بشهادة ورسالة نابعة من حياة روحية، نازعين عنا عدم الثقة بالنفس وبالمجتمع والخوف والانعزال متذكرين قول يسوع لنا " لا تخف أيها القطيع الصغير" ( لو 12/13).

تشبهوا بالرسل لقد كانوا صغاراً وأقلية فقلبوا العالم بإيمانهم وشهادتهم وكأنهم إنسان واحد، هذا ما قاله الناس عنهم. وقول الناس عنا يتحدد بحسب حياتنا الروحية التي نعيشها بشهادة حية ورسالة فعالة على مثال المعلم الأول يسوع المسيح.

وهذا الحضور يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنوعية الإيمان الذي نعيشه وعمقه وأصالته وصدقه. وقد وهب الله نعمة الإيمان لرسله ومن ثم لخلفائهم ولنا جميعاً وقد نقلتها الكنيسة بكل أمانة رغم الاضطهادات والآلام التي عانتها وخاصة كنيستنا الشرقية.

استشهد الكثيرون وأغنى آخرون بفكرهم التراث الشرقي لبناء كنيسة حاضرة في العالم، وتلك التحديات التي واجهتهم تدعونا اليوم لتجديد حياة الرسالة والشهادة التي تسلمناها من آبائنا وأجدادنا، ولكن علينا أن نتعمق بدعوتنا هذه لكي نستطيع أن نعيشها على ضوء الإنجيل في هذا العصر ونكون كنيسة محلية تعيش الواقع اليوم فتسهم في خلق جيل جديد من المؤمنين المدركين معنى انتمائهم إلى مسيحهم وكنيستهم ومجتمعهم.

وهذا كله لا يتم إلا بحضور فعال بالصلاة والتأمل وبحياة النسك والتقشف.لأن الإنسان الشرقي إنسان يصلي يقف أمام ربه في الفرح والألم. إذ هو في حوار متواصل مع الله يمجده وينقي قلبه ويجدد حياته.

ومما لاشك فيه أن الحياة الروحية تتغذى بالليتورجية والأسرار و بالتوبة المستمرة التي تجدد الإنسان، وبالإفخارستيا التي تشكل أهم روابط العلاقة مع الله والإنسان.

فالصلاة بأنواعها هي أسمى مظاهر الحضور المسيحي، وإذا اندمجت بحياتنا في المجتمع أخصبته وهو بدوره أخصبها، فيُضفي على المجتمع صورة المؤمن الحقيقي الذي يستمد حياته من الوقوف أمام خالقه.

فروح الصلاة نابعة من أرضنا، لأن أرضنا هي نقطة الحوار بين الله والإنسان وبين الإنسان والله إذ تجسد المسيح هنا فتعلمنا منه الحوار والحضور.

واليوم تدعونا الكنيسة إلى تجديد روح الصلاة وخاصة الصلاة التأملية. وتأسيس جماعات للصلاة والتأمل بسرّ الله الخلاصي الذي حققه بيسوع المسيح. ولا ننسى الوجه الثاني للحياة الروحية المغذية للصلاة وهو النسك. فإن آباءنا الذين دخلوا الصوامع وتأملوا الرب وحملوا العالم بصلواتهم من مار مارون وسمعان العامودي ومار شربل وغيرهم، ينتظرونكم لتنهلوا من قداستهم ومن روحانيتهم المتأصلة من أرض الرسالة والشهادة والإستشهاد، وبهذا نصبح علامة حية للملكوت، وأداة تواصل لعمل الفداء


الساعة الآن 10:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025