منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 07:15 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وأنا لا ادينكِ

http://www.eltareeq.com/EditorImage/...9%8A%D8%AD.jpg

قبل ألفين ونيّف من السّنين ، أشرقت الشّمس على أورشليم ، فغسّلتها بالنور وطهّرتها بالمحبّة ، هذه المدينة كعادتها تَعِجّ باليهود والرومان واليونانيين وكل الشعوب ، البعض يشتري ويبيع ويتجوّل، والبعض الآخَر يعرِّج الى الهيكل.....هيكل الربّ .
والربّ هناك في الهيكل ، في إحدى زواياه ، هناك منذ الصّباح الباكر يعلّم ، فشبعه إرضاء الله الآب وعمل مشيئته.ربّ الهيكل في الهيكل، يتحلّق حوله الشعب بأعداد كبيرة،ليعلّمهم هذا النجّار الإله ، الراعي الصالح الذي يسهر على رعيته ، وهمّه الأول تخليص النفوس من قبضة أبي الكذّابين إبليس ، انه يعلّمهم ويرشدهم ، هذا الذي تساءل عنه الفريسيون وسألوا :من أين له هذه الحكمة، أليس هو أبن النجّار يوسف ؟
انه ابن الله يا سادة ، ابن العليّ ، عمانوئيل ، الله المُتجسّد ، الذي كتب عنه موسى والناموس !!
وفجأة ....تدافع وهمهمة وصياح وضجيج آتٍ من الخارج ، ويدخل الشيوخ أولا ثم باقي الشعب يدفعون بصبيّة ، امرأة ، قضَّها الألم والخجل ، تُنكّس وجهها الشّاحب وعينيها الغائرتين في التاريخ ...يدفعونها فتقع أمام الربّ.

لقد امسكت المسكينة بذات الفعل !! وناموس موسى ، ناموس الحرف يقول: الرجم بالحجارة حتى الموت ،فالتطهير لا يأتي الا بالرجم والموت! "يا معلّم هذه المرأة امسكت وهي تزني بذات الفعل" يجب ان تُرجم.
انهم يُبيّتون للرب ويُضمرون شرّا ، هل سيكسر هذا الذي كسر أكثر من مرّة وصيّة السّبت فشفا قبل أيام مريض بيت حسدا ، هل سيكسر اليوم وصيّة موسى بالرجم ؟ أم يكسر تعاليمه هو ، أليس هذا الذي قال بالأمس على الجبل " أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم" اغفر ، سامح سبع مرات سبعين مرّة ، وأخرج أولا الخشبة من عينك فترى جيدأ ان تُخرج القشّة من عين أخيك!!
هل يتجاسر ويُفضّل تعاليمه على تعاليم موسى؟ ومن أدراكَ ما موسى؟!!
ويكتب يسوع على الارض ولا يرفع عينيه ، يكتب ...

ماذا يكتب لا أدري ، ولا يدري احد ، أكتبَ ميثاق المحبّة ، أم خطايا البشرية جمعاء ، أم كتب تاريخ الأزل في حروف ، لستُ أدري ولكنني أدري شيئًا واحدًا أنّه أفحمَ الشيوخ قبل الشباب ، فقد انتصب بعد إلحاحهم وأعلن" تمرّده" المبارك ، بل أعلن محبته الرائعة للبشر الخُطاة ، وكلّنا من هذا الصِّنف .
"مَن كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر "
ما هذه الإجابة ؟! ذُهل الشيوخ ، انّه يُصيبهم في الصّميم ، فالكلّ أخطأوا وزاغوا ، والكلّ يخطئ كلّ يوم وكلّ لحظة ، لماذا هذه المِسكّينة فقط ؟

وانتصبت خطاياهم أمامهم متحدّية ، فلم يجدوا بُدًّا من الانسحاب ، من الهَرَب ، الشيوخ أولا، مُنكّسي الرؤوس...فقط قبل دقائق دخلوا هم أنفسهم رافعي الهامات ، ماذا حدا وبدا؟
وعاد الرب الى الانحناء ثم انتصب فلم ير أحدًا الا المرأة الخاطئة ، فرمقها بنظرة حنان أبوية وقال : " أما دانكِ أحدٌ؟" فقالت لا يا سيّد ، فقال لها يسوع " ولا أنا ادينكِ ، اذهبي ولا تخطئي أيضًا " .
وأقف عند هذه "لا تُخطئي" واقف عند هذه التي حُكمَ عليها بالموت رجمًا قبل لحظات ، فجاء قاضي القضاة ، القاضي العادل وأطلق سراحها ...حرّرها من الخطّة ، حرّرها من الدّينونة ومن الحرف ، وأعادها الى الحياة ، بل الى جِدّةِ الحياة .
ما أروعك يا ربّ ، وما أعدلك!

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 07:18 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
سيف المسيحية

https://upload.chjoy.com/uploads/1354301258842.jpg

" اذهبوا الى العالم أجمع ، اكرزوا بالانجيل للخليقة كلّها ، مَن آمن واعتمَد خلص ، ومن لم يُؤمن يُدَن "...
وتفرّق التلاميذ ، ومعظمهم فقراء ، صيادو أسماك ، خرجوا من أورشليم ، وانتشروا يحملون البشارة العظيمة ، بشارة الخلاص المجّانيّ للبشرية كُلّها من ربقة الخطيّة ، بشارة الخلاص بآدم الثاني، الله المُتجسّد الذي ترك عُلاه ووضع نفسه طواعية ، ومات على الصليب لخلاص كل نفس تؤمن به .

وأقِفُ حائرًا ، من أين جاءت هذه الجُرأة لهؤلاء التلاميذ البسطاء ، أولئك الذين اختبأوا بعد الصّلب مباشرةً خوفًا من اليهود ، وارتعبوا وأنكره زعيمهم بطرس بالثلاثة!!! " فابتدأ (بطرس)يلعن ويحلف انّي لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه " ؟ (مرقس 14 /12 )
مِن أين جاءتهم الجُرأة حتى انتشروا في كلّ زاوية من العالم ، يتحدّون بالبشارة والمحبة ، يتحدّون الموت والمخاطر بكل الوانها وأطيافها ؟ .

ويأتي الجواب سريعًا ...القيامة المجيدة ، فلقد رأوه بأمّ أعينهم وجسّوه ، ووضع توما أو كاد يده في آثار المسامير والطعنة ...بل ودخل يسوع والأبواب مُغلَّقة !...من هذا الذي يتحدّى الموت والشيطان في عقر داره ؟
من هذا الذي لا يحدّه زمان ولا مكان ، ولا يقف أمامه حائل او حاجز فيدخل والأبواب مُغلّقَة ؟
من هذا الذي استشهدَ كلّ تلاميذه في سبيله – ما عدا يوحنا الحبيب-؟
أيمكن أن يموت إنسان لأجل أكذوبة ؟!
ألم يكن بالحريّ بتلاميذه أن يعودوا إلى صيد السمك بعد أن انزِلت الستارة على المسرحية؟ .
لم تكن هناك مسرحية أبدًا ، بل كانت واقعًا وتخطيطًا إلهيا منذ الأزل ، فجاء نسل المرأة في ملء الزمن ليسحق رأس الحيّة ، رأس الشيطان.
عادوا الى البحيرة ، وعادوا الى السمك ، ولكنّ المُقام من بين الأموات ظهر هناك على الشاطئ ، وكادت الشبكة ان تتخرّق بعد ان لامست الجهة اليُمنى للقارب ..153 سمكة كبيرة بالتمام والكمال وفي لحظة!!...وأعادتهم هذه المعجزة الصغيرة الى الحياة ، وأعادهم المُخلِّص الى الصيد ، صيد النفوس ، والى زرع بذرة المحبة والخلاص .

والغريب أنّ البشارة الرائعة ، انتشرت وملأت الخافقين وما زالت ، انتشرت بالسيف !!! سيف الرّوح ، سيف المحبّة ، سيف : "أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم وصلّوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويضطهدونكم ...".
انتشرت البشارة بعد أن حملها التلاميذ بعيدًا بعيدًا ، حملوها بالعذاب والألم والاضطهاد والرّجم والصّلب والقتل ...ماتوا وهم ينظرون الى الجبال ، الى معينهم ..

المليارات اليوم تجثو أمام الصليب ، أمام مَنْ حَمَلَ آثام البشرية على كتِفيْه ، تخشع في محرابه وتُرنِّم وتُسبّح .
كلّ هذا وسيف لم يُرفَع ... ورمح لم يُلوّح به ، بل بالعكس ، فالإله المُحِبّ أبغضَ السّيف ، وأبغض الظُّلم ، واعتنق السّلم والمحبة ، محبة كل البشر ، اسمعه " يزوبعُ " بعد إلقاء القبض عليه في البستان ، ليلة الخيانة : " واذا واحد من الذين مع يسوع مدّ يده واستلَّ سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة ، فقطع اذنه ، فقال له يسوع، رُدَّ سيفك الى مكانه لأنّ كلّ الذين يَأخذون بالسّيف ، بالسيف يهلِكون ".
لم يعاتب قط ، بل وأبرأ اذن العبد ملخس بيده الشّافية ، كما أبرأَ وما زال كلّ من يلتجيء إليه ، ويسكن في سِتره.

لا سيفًا في ناموس يسوع الا سيف الرّوح ، سيف الكلمة .
لا حَربة في شريعة يسوع الا حَربة المحبة والحقّ .
لا رُمحَاً في شريعة ابن الإنسان الا رمح العدالة اللامتناهية .
لا موتًا في قاموس الربّ بل حياة وقيامة وفرحًا وتعزيات .
لا انكسارًا في قاموس الربّ ، بل نُصرة وانتصارًا .
لا ظلامًا في قاموس السيّد بل نورًا يشعّ فيملأ القلوب والحنايا .
لا الهًا قاصرًا في السماء ، بل الهًا معطاء يغدق علينا من نعمه في كل يوم وكل لحظة.

حقًا لا سيفًا في شريعة يسوع ، فهذا شاؤول الطرسوسي ، الذي كان ينفُثُ حقدًا وغضبًا وقتلا ، أضحى بولس يزرع المحبّة في القلوب ، كلّ القلوب بالبشارة الرائعة .

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 07:20 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اريد رحمة لا ذبيحة

10 و كان يعلم في احد المجامع في السبت
13: 11 و اذا امراة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة و كانت منحنية و لم تقدر ان تنتصب البتة
13: 12 فلما راها يسوع دعاها و قال لها يا امراة انك محلولة من ضعفك
13: 13 و وضع عليها يديه ففي الحال استقامت و مجدت الله
13: 14 فاجاب رئيس المجمع و هو مغتاظ لان يسوع ابرا في السبت و قال للجمع هي ستة ايام ينبغي فيها العمل ففي هذه ائتوا و استشفوا و ليس في يوم السبت
13: 15 فاجابه الرب و قال يا مرائي الا يحل كل واحد في السبت ثوره او حماره من المذود و يمضي به و يسقيه
13: 16 و هذه و هي ابنة ابراهيم قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة اما كان ينبغي ان تحل من هذا الرباط في يوم السبت "
حقًّا ابن الانسان ربّ السبت...
وربّ الأحد وربّ الدنيا ...
أريد رحمةً لا ذبيحة ..
الحرف يقتل امّا الروح فيحيي ..
لطالما شفى يسوع في أيام السبت ، شفى هذه المرأة المنحنية الظهر ، وشفى ذا اليد اليابسة وشفى وشفى وعمل في السبوت ...شفى وما حسب للسبت حسابًا هذا الذي اكمل كلّ برّ، فالإنسان هو الأقدس وهو المقدّس ، وهو الذي يستحقّ أن نهتم به .
سُئلت مرة هل أنت على استعداد لان تموت في سبيل أورشليم ؟ فقلت جازمًا لا..!!فأنا بيسوع أقدس من كل الأرض ، ولا تنس يا صاحِ أنّ القبر فارغ ، وأننا نحن على صورة الله ومثاله ، واننا ننظر الى فوق ، وننتظر ما فوق ، ننتظر الآتي وقُدسه السماوية.
حقيقة الحرف يقتل ، والرحمة فوق القانون ، فلقد أفحم الرب يسوع الفريسيين بشكل رائع ، فالسبت ما خُلقَ الا لصالح الإنسان ، والقُدسية تأتيه من وضعية كونه يخدم هذا الهدف السامي ، فالانسان ، كل إنسان لَذة الله .
والغريب ان الفريسيين من اليهود وغير اليهود ومنذ القدم وحتى اليوم ، ما زالوا يتشبثون بالسبت الحرفيّ ، السبت الجاف اللاروحاني ، السبت الأغلى من الإنسان . فقد تجادل هؤلاء الفريسيون في زمن الربّ وقبله وبعده حول هذه القدسية ، تجادلوا سنوات طويلة في قضية اعتبروها هامةً :
هل يحقّ ويصحّ شرعًا ان يطرد احدهم بعوضة او ناموسة حطّت في يوم السبت على وجهه او انفه فأزعجته ومصّت من دمه وإحساسه .؟
وطال الجدل وانتصر الحرف ، فهذا العمل يوم السبت جريمة لا تُغتفَر ، فعلينا ان لا نتحرّك ، أي لا نفعل خيرًا ، بل نصمت ونسكت الا اذا كان الأمر يتعلّق بمصلحتنا الخاصّة ، والخاصة جدًا ، فثورنا يستحقّ أن ننقذه ، أمّا ابنة ابراهيم فحرام وحرام وألف حرام ..دعوها تتعذّب ..بل دعوها تموت فالسبت هو الحياة!!!!!.
وكذا الأمر مع الفريسيين الآخرين ...، فيُصوّرون لك الله وكأنه يحمل ساعة الكترونية شديدة الدقة ، فمن صام كل النهار وأخطأ في جزء من الثانية فقد فَقَدَ صيامه ، وامّا الصلوات فحدّث ولا حَرَج ، خمس ركعات ، سبع ركعات ، نقصت احداهن عُشر ركعة فالصلاة باطلة ..هم يتجادلون هل المضمضة مخلّة بالذوق ألصيامي بل بجوهره ، وماذا مع احمر الشفاه والعطور وقطرات العين للتطبّب ، وهل المرأة حائضا كانت ام لا تبطل النقاوة والطهارة وتجلب إبليس سريعا ..وهكذا يضعون ألف قشرة وألف مانع أمامك وكلها قشور في قشور .
الله في نظر هؤلاء الفريسيين دكتاتور ، لا يرضى الا بحذافير الأمور ، انّه صارم ، قاسٍ ، لا يتورّع من معاقبة من اخطأ بجزء من الف ..انه لا يرحم ، بل والرحمة كأنها ليست جزءًا منه ؟..
أترى هذا الإله هو ذاك الذي قال " أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم " ، اتراه ذاك الذي شفى البشرية المُعذّبة من خطاياها وأوصابها وآلامها؟ ..أتراه ذاك الذي ترك سماه واتخذ صورة عبد ومات على صليب العار لاجلنا ومن اجلنا ؟أم هو اله آخر لا يعرف الرحمة ، يجلس بعيدًا بعيدًا ويطالبنا بأن نموت من أجله ، ونقتل اخوتنا في الإنسانية من اجل مرضاته ..
رحماكم أيها الفريسيون ، رحماكم ، فأنتم لا تريدون ان تدخلوا الفردوس ، وتقفلون الطريق أمام الآخرين ..حيدوا من أمامنا ، حيدوا من أمام وجه الربّ.

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 07:38 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
عند الصليب


قبل ألفي سنة, في صباح يوم الجمعة اجتمع كثيرون ليشهدوا عن كثب ذاك المشهد الغريب, جاءوا لينظروا مصلوباً واحداً ليس ككل المصلوبين.
هناك عند الصليب أجتمع العالم بنوعياته وأفكاره المختلفة فتعال لنقف سوية ونتأمّل تلك الجماعات.

مشاهدون "كان الشعب واقفين ينظرون"
كان مئات الآلاف من الوافدين الى المدينه متواجدين في كل مكان تقريبا, وها هي الفرصه متاحة لكثيرين " ليتفرجوا" على ذاك الجليلي وهو يقاسي الآم الصليب. حقا قالت عنهم النبوه "وهم ينظرون ويتفرّسون فيّ (مزمور 17:22) واليوم أيضاً هناك من لا يعني موت المسيح لهم أكثر من مشهد يتامّلون به بدافع التسلية وتمضية الوقت .... يا للأسف.

مستهزئون " وكذلك رؤساء الكهنة وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ"
انهم كبار القوم , رؤساء الكهنة والزعماء الدينيّون الذين نضحت قلوبهم بما فيها من سخرية وهزءٍ وهم ينهشونه بالسنتهم الجارحة داعين إياه ناقض الهيكل ... المتكل على الله وغيرها من الكلمات المغموسه بنبرات التهكّم ونظرات التعظّم. تحدّوه أن ينزل عن الصليب ليؤمنوا .. إنها الشروط الواهية لاصحاب المناصب الرفيعة والمناكب الخليعة: إذا فعل الله كذا وكذا فسوف أومن به .... يا للخسارة.

مُعادون "جماعة من الأشرار اكتنفتني, ثقبوا يديّ ورجليّ "
اولئك هم الجنود الذين صبّوا جام غضبهم على ذلك الحمل الوديع فثقبوا يديه ورجليه وطعنوا جنبه بالحربة بل وأقتسموا ثيابه التي نزعوها عنه واقترعوا على لباسه.
هكذا, وبكل قسوةٍ واحتقار, تعدّى البشر على القدوس البار فمزّقوا جسده وهو من جاء ليشفيهم وعرّوه وهو الذي أتى ليكسوهم ... فيا للعجب.

شاكرون
اولئك هم أحبّاؤه رغم قلـّتهم وضعفهم, جاءوا بقلوب ٍ وفيّة وعيون دامعة ليلقوا نظرةً أخيرة على من أحبهم وأحبّوه. كان بينهم معارفه ونساءٌ كنّ قد تبعنه من الجليل وهم واقفون من بعيد, لكنّ قلوبهم كانت أقرب من الجميع. كيف لا وهم قد لمسوا محبّة قلبه الحنون فأتوا ليوافوه بوفائهم ولو للمرة الأخيرة.

عزيزي, عندما يرتسم أمامك مشهد الصليب فهل أنت مشاهد أم معاند أم مُعادٍ ؟؟؟ لاحظ أنهم يتفاوتون في رفضهم لكنهم كلّهم رافضون !!
إسمح لي أن أسألك: من أيّ مجموعةٍ أنت؟
قد تقول : أاترك الأكثرية وأكون مع شرذمةٍ قليلة تتبعه؟ سؤال وجيه لن أجيبك عليه لكنّي أدعوك لتنظر إلى المسيح نظرة مختلفة.
تأمّل فيه كمن مات لأجلك لكي يحرّرك من خطاياك ويعطيك حياةً أبديّة. تطلّع إليه كمجروح لأجل خطاياك محتملاً الغضب الإلهي بدلاً عنك.
أصرخ إليه معترفاً بمعاصيك طالباً رحمته ولسوف تجده يلمسك في الحال غاسلاً قلبك من خطاياه وعندها ستبدأ معه مسيرةً لا تنتهي ويترنم قلبك الجديد بفيض ٍ قائلاً:

أشكرك .... أشكرك
يا ربّ يا حباً تجلّى من عـَل ِ
إبن المحبة سيّدي ابن العلي
أخليت نفسك شكل عبدٍ آخذاً
لتصيرَ في شبه البرايا ماثل ِ
ووضعت كالإنسان ذاتك طائعاً
حتى الصليبَ مُعلّقاً كالقاتل ِ
وذبحتَ يا فصح الدهور لتفتدي
أشقى الخطاة, إبن أدم زائل ِ
واجتزتَ في لجّ اللهيب معانياً
تركاً رهيـباً من إلـهٍ عـادل ِ
كأس العدالة ِقد شربت لأجلنا
ووهبتنا كأس الخلاص الشامل ِ
والسيف جازَ فكنت أنت بديلنا
وخرجتَ كي نُرى في الداخل ِ
أنزِلتَ من بعدِ المماتِ وكُفّنَ ال
جسدُ النقيّ بقبر صخر ٍ آفل ِ
وكسرتَ في نصر القيامةِ شوكة ٌ
للموت,بعدكَ لم تعُدْ لتُجَلـجِل ِ
ورُفعتَ بعد تمام قصدِكَ غالباً
وعن اليمين جلستَ دون تبدّل ِ
وأخذتَ إسماً فوق كلّ رياسةٍ
وسيادةٍ في الدهر ِ والمستقبل ِ
كي تجثو باسمكَ كلّ أقدام الورى
تحت التراب وفوقهُ حتى عـل ِ
وكما وعدتَ أراك مشغولاً بنا
لتقودنــا نحو البنـاءِ الكامـل ِ
أبطلتَ بالجسدِ الكريم ِ فرائضاً
ونقضتَ حائط َ ذا السياج الفاصل ِ
كي تخلقَ الإثنين إنساناً جديداً
واحداً شرّ العــداوةِ قــاتل ِ
ماذا أقولُ وقد سُبيتُ بحبّ من
قد صار ربي, شغل قلبي الشاغل ِ
يا من بحضنك ذا الدفيء تلفُني
أعماقُ أحشائي بشخصكَ تصطلي
لم أعرف الترنيم قبلك سيّدي
والآن نـفسي إهتـفي وتـهلّلي
هوذا أتيتكَ والفؤادُ مبايعٌ
إيّاكَ رباً عرشَ قلبي تعتلي

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 07:46 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الفصح – من وما هو؟

https://upload.chjoy.com/uploads/1355116310651.jpg

تُعيِّد الطوائف المسيحية على مختلف تياراتها بعيد الفصح وذلك بمناسبة قيامة المسيح من الأموات. لكن لو سألنا المعيّدون: ما هو المعنى الحقيقي للفصح؟ من هو المحتفى به؟ وكم يستمر هذا الفصح؟ فغالبا يكون الجواب: انه عيد نذهب به للكنيسة، نلبس مع أولادنا ثيابا جديدة، نتفرغ به من العمل لمدة يومين، نهنيء بعضنا البعض بـ "كل عام وانتم بخير"، ثم نعود للحياة الاعتيادية حتى السنة المقبلة!

إن الكتاب المقدس يعلمنا أن الفصح ليس مناسبة، ليس ثياباً جديدة، ليس موائد طعام فاخرة، ليس يومين وليس تقليد يُعِيد نفسه.! الفصح هو في الحقيقة: شخص! انه شخص المسيح! نعم، المسيح هو هو فصحنا، فمكتوب: "لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذُبح لأجلنا" (رسالة كورنثوس الأولى 7:5). لا فصح بدون المسيح ولا فصح خارج دائرة شخص المسيح. المسيح الذي مات على الصليب هو وحده المستحق أن نُعيِّد له!
ثم يعلمنا الكتاب المقدس أن العيد الحقيقي هو في تقديم الشكر والسجود والعبادة ليسوع المسيح! فمكتوب: "إذاً لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق"!! نعم، إن الله الذي ينظر إلى القلوب لا يريد مظاهر خارجية لمدة يومين (يدّعيها المُعيِّدون)، بل يريد قلوب طاهرة، نقية ومخلصة تظهر حق المسيح!.
ولا يفوتنا أن نذكر أن العيد الحقيقي هو مدى الحياة، وليس ليومين أو ثلاثة! هذا إعلان كتابي واضح لكل مسيحي مؤمن. لو كان العيد هو شراء الملابس، تحضير الطعام الفاخر، التنزه والحصول على إجازة من العمل – لأصبح الأمر مستحيلا، لأنه لا يستطيع احد أن يفعل هذه الأمور مدى الحياة. ولكن إن سلكنا بحسب قصد الله الذي وهبنا ابنه على الصليب وأصبح العيد عيداً حقيقياً بتقديم الشكر والسجود لله الآب ولابنه الفادي - لأصبح الأمر طبيعيا أن يستمر كل العمر.
إن محبة الله اكبر وأقوى من نحصرها في تقليد عابر لمدة يومين! فالكتاب المقدس يعلمنا: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (البشير يوحنا 16:3). نعم، إلى هذا الحد أحبنا الله! ولقد بيَّن الله محبته للإنسان والإنسان في خطيته: "الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا"!. إننا مدعوون أن نرد لله جزءاً من المحبة التي أحبنا بها ونعترف من القلب بالفداء الذي صنعه يسوع المسيح على الصليب.
هل نصلي سوية:
يا رب أحمدك لأنك أرسلت المسيح، وهو كلمتك المتجسد، ليصير بَشراً، وقد مات لأجلي أنا الخاطيء على الصليب. أشكرك لأجل يسوع المسيح، وأنا أقبله ليكون مخلصي وربي ومعلمي. هبني بقيامته المجيدة حياة البر والصلاح. بشفاعته استجب لي! آمين.

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 07:55 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
فصح العدالة

https://upload.chjoy.com/uploads/1355115792982.jpg

ليست هي عدالة الأرض. فأين أرضنا وأين العدالة!!! وقد أبدع جبران في وصفه لعدالة أرضنا فأنشد:
"والعدل في الأرض يبكي الجن لو سمعوا به ويستضحك الأموات لو نظروا"
وأجمل قائلا: "إن عدل الناس ثلج إن رأته الشمس ذاب".
إن أرضنا ارض اللاعدالة، ارض بأغلبيتها يحتل فيها الظلم مكان العدل. فالدول الغنية تزداد غنى فاحشا وتنعما على حساب الدول الفقيرة، والدول الفقيرة تزداد فقرا موحشا لكي يتعظم أغنياؤها.
قصة اللاعدالة في أرضنا ليست جديدة، فهي قدم آدم الذي عصي الله بعد أن وهبه الحياة ومتَّعَه بكل خيراتها وسلطه على كل ممتلكاتها. وتلاه قايين الذي لم تسعه ارض الله التي بلا حدود فضاق قلبه عن احتمال أخيه، فجعل دم أخيه الصارخ شرابا للأرض.
والقصة تعود وتتكرر، ومع مرور الأجيال تتلون، ولكنها في الحقيقة قصة اللاعدالة ذاتها، وقد بانت في منتهى حقارتها، عندما حكم على رب المجد، يسوع المسيح، بالموت صلبا. إنها لا عدالة الأرض بأوج وحشيتها وبطشها. فقد حكم على البار، الذي بكّت البشرية على خطاياها ورفع صوته قائلا: "من منكم يبكتني على خطية؟!" ولم يستطع احد إن يشير إليه بإصبع الاتهام إذ انه لم يفعل خطية ولا شبه شر ولم يكن فيه غش. ومع ذلك حكم رئيس الكهنة على يسوع زورا وبهتانا. فرئيس الكهنة هو المسؤول الأول والأخير عن شرطة الهيكل التي أمسكت يسوع، وهو نفسه المدعي على يسوع، وهو بذاته من طلب شهود زور ليشهدوا على يسوع (ولم يجد)، وهو ذات الشخص الذي اصدر الحكم، حكم الموت "الشرعي" على يسوع لأن يسوع تكلم بالحق وأعلن ذاته انه "المسيح ابن الله ... الجالس عن يمين القوة" (متى 26: 63 و64).
كما أن مجد السلطة الرومانية وما تشبعته من عظمة الفلسفة اليونانية شوهت العدالة وأسقطتها قتيلة على مذبح إرضاء رغبات رؤساء الكهنة والشيوخ وذلك حفظا للسكوت السياسي ولكرسي العرش، وهكذا اصدر بيلاطس الوالي الروماني قراره بجلد وصلب يسوع بعد أن غسل يديه قدام الجمع وأعلن ما توصل إليه في بحثه عن الحق في حقيقة تهمة رؤساء الكهنة ليسوع فأعلن: "إني بريء من دم هذا البار" (متى 27: 24).

فصح العدالة ... ليست هي عدالة الأرض، فعظمة التديّن اليهودي ومجد سلطة الإمبراطورية الرومانية بما تشبعته من عمق الفلسفة اليونانية لم تصنع العدل ولم تحفظه بل ضحت به على مذبح الحق مع القوي والحكم والدينونة للضعيف، وهكذا أثبتت البشرية أن عدالتها هي الظلم في أحلك سواده مغلفا بالقسوة والوحشية.

فصح العدالة ... هي عدالة السماء، ففي يسوع المسيح النعمة والحق صارا (يوحنا1: 17)، فقد أتى الرب المبارك لأجل البشرية الساقطة، الفقيرة والضعيفة. ويقول في ذلك الرسول بولس "فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا انتم بفقره." (2 كورنثوس 8: 9). فهو لم يأت لِيُخدم بل لِيَخدم، لم يأت ليهلك بل ليخلص. فهو كلمة الله المتجسد، أخلى ذاته من كل أمجاد وغنى السماء، "آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعه الله وأعطاه اسما فوق كل اسم. لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب." (فيلبي 2: 5 -11).
لقد حكمت الأرض بالموت ظلما على يسوع، أما هو، وهو رب السماء، رب المحبة والعدل، فقد أتى من سماء مجده ليتمم عدالة الآب ويعلن محبته للبشر، وهكذا قدم ذاته على الصليب بكامل إرادته ليدفع أجرة خطايانا، فعدالة الله تعلن "أجرة الخطية هي موت" ومحبته تنادي "هبة الله حيوة أبدية" (رومية 6: 23)، وهكذا قدم الذي لم يعرف خطية نفسه كفارة لخطايانا لنصير نحن بر الله فيه (2 كورنثوس 5: 21). على الصليب التقت عدالة الله ومحبته لتعلن "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الأبدية" (يوحنا 3: 16).
فصح العدالة... ليست هي عدالة الأرض. فأين أرضنا من العدالة!!! فالقوي يمتص بقية قوة الضعفاء، والغني يتوّحش في غناه على حساب فقر الفقراء، والمجد والكرامة لمن له، والذلّ والهوان لمن ليس له.
فصح العدالة... هي عدالة السماء، فرب سماء المجد والجلال، الذي سماء السماوات لا تسعه، والأرض ليست بكافية لموطئ قدميه، تنازل وتواضع وولد في مذود حقير. رب الغنى والعظمة افتقر لكي يغنينا. حمل الله الوديع الذي بلا خطية حمل دينونة خطايانا ونزل إلى موت الصليب لكي يرفعنا ويجعلنا من أشراف شعبه، فننال بالإيمان بعمله الكفاري على الصليب الحياة الأبدية، حياة فيها يسود العدل الحقيقي ويملأ الأجواء كالهواء.
فصح العدالة ... هي عدالة السماء الملتفة بالمحبة للبشرية والتي تعلن :"اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه وهو قريب، ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه والى إلهنا لأنه يكثر الغفران. لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقي طرقكم يقول الرب. لأنه كما علت السموات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم" (اشعياء 55: 6 - 9).
فهنيئا لنا بفصح المحبة والعدالة
"فالمسيح فصحنا ذبح لأجلنا"
لذلك لنعيد، ففصحنا هو رب القيامة والحياة وقد فتح لنا باب الحياة الأبدية فلنعش حياة الأعياد.

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 07:57 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
رسالة السلام

https://upload.chjoy.com/uploads/1354907536053.jpg
" وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى ويعلم في مجامعها. ويكرز ببشارة الملكوت. ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. ولما رأى الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لهم. " (متى 9: 35 و 36).
وكان يسوع يدعوهم قائلا:
"تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم.
احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم.
لأن نيري هيّن وحملي خفيف" (متى 11: 28-30).

هل أنت منزعج ؟! هل يوجد ضعف في حياتك؟!
هل جسدك متعب من عناء أمس واليوم؟
هل نفسك متعبة من هموم اليوم والغد؟
هل روحك متعبة من همّ المصير الأبدي؟

إن كنت كذلك، فيسوع صاحب القلب الحنون، واللفتة اللطيفة، يدعوك اليوم كما كان يدعو قبل ألفي سنة، لتأتي إليه كما أنت بكل همومك ومتاعبك وخطاياك وهو يعطيك الراحة والسلام الحقيقي، فهو - وهو الله - أخذ جسدا مثلنا ليحمل أوجاعنا وأثقالنا وخطايانا على الصليب فمات بدلا عني وعنك لتنال بالإيمان به الحياة الأبدية، فكلمة الله الصادقة تؤكد "ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسما آخرا قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أعمال الرسل 4: 12).
يسوع يقدر ويريد أن يعطيك السلام الحقيقي بالإيمان بعمله الكفاري على الصليب لأجلك، لذلك يدعوك لتقبل إليه، لتنال سلامه، فسلامه دائم ليس كسلام العالم المزيف والزائل، اسمعه يقول :
" سلاما أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" (يوحنا 14: 27).
" لأنه في ما هو قد تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين" (عبرانيين 2: 18).

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 07:59 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
رحلةٌ الى قلب الله

https://upload.chjoy.com/uploads/1354771721722.jpg
كثيرًا ما نمتدح شخصًا عزيزَاً أو مُهمًا , فنقول له : يا طيًب القلب ،ويا صاحب القلب الكبير ،مُفسِّرين ذلك بأنّ قلبه ينبض حياةً ورحمةً ورأفة، وأنّ الأحاسيس الجيّاشة المُرهفة تتدفق من هذا القلب الطيّب .
قد نكون صادقين بعض الشيء ، وأقول بعض الشيء ،فطينة الإنسان مهما كان هذا الإنسان طيّبًا ، شريفًا ، عفيفًا ، تبقى مجبولةً بالخطيئة ، مُترعةً بالشهوات ، مُقيّدةً ومسوّرة بالأشواك الواخزة.
ولكنَّ الكتاب المُقدَّس يعلّمنا –وهو خير المُعلِّمين- أنّ القلب نجيسٌ ممتلئ بالشهوات ، يعجُّ بالأحاسيس المُظلمة والمشاعر التي لا تحبّ النور ، انّه منبعُ الخطيّة ، ومرتعٌ خصبٌ لها ، ولا تطهير لهذا القلب إلا الدم ، دم الحَمَل المسفوك على صليب الآلام في الجُلجثة ، فهذا الدم وحده قادر أنْ يُنقِّي ، وأنْ يُطهِّر ، وأنْ يبعثهُ جديدًا ، رقراقًا ،هادئًا ، عفيفًا ، وان حدَثَ وتعكَّرَ في يوم من الأيام ، يعود الدم الأزليّ ليطهِّرَهُ من جديد.
وهناك قلبٌ آخَر ، كبير ، يسع الدُّنيا والبشرية والطموحات والأحلام والملكوت، قلب الأب الأعظم ، قلب الذي ضحّى بولده الوحيد لأجل البشرية الخاطئة المُعذّبة ،...هذا القلب ينبضُ حياةً وحقًا وعدلاً وقداسةً .
أعرف هذا القلب وأراه بعين الإيمان ، يوم اعتصرَ حُزنًا وهو يرى جبلته الترابية تسوم ابنه الوحيد العذابَ والهوانَ والجَلَد ، أراه يعتصر حُزنًا ويصمت !!.
هل جرّبتَ أخي القارئ السياحةَ ، هل جُلتَ يومًا في أصقاع الأرض وبقاع الدُّنيا ؟ ..أليست السّياحة جميلة ، هادفة ، مُجدِّدة للقوّة ، مُنعِشة وممتعة ؟!
أراكَ تومئ برأسك وكأنك تقول نعم .
ولكنني اليوم ادعوكَ إلى سياحة أخرى ، مجّانية ، رائعة ، لا مشقةَ فيها ، سياحة في القلب الكبير ،... قلب الله !!
لقد سحتُ أنا وهمت في هذا القلب الكبير ، القلب الدافئ ، الرحراح ، المُقدَّس ، المُعطَّر ، جُسْتُ في ثناياه ، ولا أزالُ ، فصادفني هناك بشر كُثُر من كُلِّ وشعبٍ ولسان وأمّة ، والكُلُّ يُهلِّل ويُسبِّح ويُرنِّم ، والفرح يأخذ منه مأخذًا .
رحلة جميلة ، في قلب جميل ، رحلة تفتح أبوابها للجميع : للفقير والغنيّ ، والأسود والأبيض والأصفر ، رحلة مُمتعة لا تُكلِّفكَ شيئًا، فقط تعالَ إلى الصليب واسجدْ هناكَ ، واعترف ْ بربّهِ مُخلِّصًا ، وعندها ستُعيِّد الأحد المجيد ،وستدخُلُ الطمأنينة إلى قلبك ، فيرتاح ، ويهدأ كما الرضيع في حِضن امّهِ. ..أبانا السّماوي ، لأجل ابنك الغالي يسوع ، ضمّنا إلى صدركَ الكبير ، وأعطنا أنْ نعيش في قلبِكَ المُحِبّ ...قلبِ الحياة.

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 08:03 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اللّصُّ الذي سرق الفردوس

http://www.ava-takla.com/up//uploads...baf93356a1.jpg

لم يُصدِّق هذا المُعلَّق على الصليب, ولم يتوقّع أنّ المصلوب بجانبه هو ربّ الحياة , والذي مقاصير السماء بيده , أنّه الآتي الذي سيدين العالمين.
لم يُصدّق , وكيف يُصدّق , والمصلوب يئنُّ ويُهان ويُجلَد وهو صامت كشاة لم يفتحْ فاه.
وكيف يُصدّق , والصليب فقط للمُجرمين والخاطئين "الكبار", وها هو نفسه أكبر دليل , ألمْ يسرق وينهب ويقتل , ويصول ويجول في دنيا الخطيئة , ألمْ يُخدِّر ضميره سنوات طوال؟!! بلى
ولكنَّ المقاييس والموازين كثيرًا ما تختلف وتتحطّم , فهذا اللّص الثاني الذي عن اليمين , بهره الشّابّ المُعلّق في الوسط, فقد رأى فيه نورًا ما رآه من قبل , فهامت روحُهُ حوله , تُناجيه, وتشدُّه اليه...انّه لم يفعل خطيّة مثلنا , وبَّخَ صديقه, فنحن نستحق هذا العقاب , أمّا هذا فلم يأتِ بخطيئة , انّه مظلوم بريء, ليس في فمه غشٌّ.

وصمت وراح يدير عينيه في هذا الشابّ الجميل ...ما هذا البريق الذي يلمع في
عينيه؟ ما هذا السّناء الذي يُكلّل هامته؟ ما هذه القداسة التي تُكوْكِبُ على جبينه؟.

أهذا الذي صرخ مرةً ومرّات "أحبّوا أعداءكم , باركوا لاعنيكم " أهذا حقًا الذي أشبع الآلاف من عدة سمكات صغيرات ؟ أهذا هو الذي هدّأ العاصفة ومشى على الماء, أهذا الذي سارت خلفه قبل أيام أورشليم مترنمة ..اوصنّا في الأعالي مبارك الآتي باسم الربّ.
انّه هو , فقد رآه بأُم عينيه , رآه يشفي المُخلّع ...ورآه يقلب موائد الصيارفة ويطرد باعة الحمام ويصرخ " بيتي بيت صلاة يُدعى , وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ".
ولكنه لم يتبعه , فقد كان يُخطّط في ذاك اليوم لسرقة كبيرة , لصفقة ...كان مشغولاً بمتاع الدّنيا .
ولكنه اليوم غير الأمس إنّ المصلوب الأوسط يستحوذ على تفكيره , انّه ليس بشرًا ..انّه اله!
إذاً ما المانع من أن يستغلّ الفرصة , -هو يعرف استغلال الفُرَص- انّه على رِمية حجر منه , فالملكوت ,هذه الكلمة الجميلة والتي تنقذه من الموت الحقيقي , تتحقّق بكلمة واحدة من فمه !!
ولم يتردّد , وبانكسار كبير , ونفْسٍ مُنسحقة , همَسَ : "أُذكرني يا ربّ متى جئْتَ في ملكوتِكَ ".
وبنظرةٍ حييّة , ملأى بالمحبة , مُفعَمة بالحنان , همس المصلوب الأزلي : "الحقَّ الحقّ أقول لكَ انّكَ اليومَ تكون معي في الفردوس ".

الفردوس , هذه الكلمة الجميلة , الهادئة , المُلوّنة , "سرَقَها" اللّص ّ في اللحظة الأخيرة , وكانت أجمل "سرقة"!!!.
فتعالوا معي نأتي الى المصلوب , خاشعين , فَبِهِ ومنه ومعه الملكوت , وبدونه سنبقى خارج الحظيرة , وخارج الملكوت ...سنبقى في البرّية .
تعالوا الآن ولا تنتظروا فرصة أُخرى , وقد لا تأتي , انّه يقرع على الأبواب والقلوب , فافتحوا له

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 08:05 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وسيسير الربُّ على السّحاب
http://www.calam1.org/datadir/ar-eve...g.w300h286.jpg

سار الكثيرون مع الربّ.
بل سار الربّ معهم وأمامهم وحولهم .
سار مع احنوخ وابراهيم ودانيال و....
وسار الربُّ مع موسى , ورنَّم موسى وسبّحَ, ووقف هذا الشّابّ أمام فرعون العظيم مُتحدّيًا
بقوّة ذراع الاهه, وقاد الشعب القديم من العبودية , قاده وهو يرنو الى هناك , إلى الجبال , إلى الأرض التي تدِرّ ُلبنًا وعسلاً, إلى أرض الموعد, قاده وهو يتوق إلى لقاء الله في أرضه ...ولكنه وفي خِضمِّ العُبور , أبى الاّ أن يسقط ويتعثّر , وكيف لا يكون هذا , وهو طين وتراب؟! فضربَ الصّخرة , صخرة الماء الحيّ, أكثر من مرّة , مُخالفًا أوامر الربّ .

وجاءت المحبّة الإلهية الضافية , لتقول : سترى ارض الموعد من بعيد , وستبقى عبدي الذي أحبُّ , الذي يكتب توراتي وناموسي .
وسار داوود مع الربّ....
وسبَّحَ, وغنّى , ورنّم َوملأ الدُّنيا تسبيحًا, ورقص أمام تابوت العهد .....ولكنه تعثّر أيضاً وسقطَ , أليس هو الآخر طين وتراب , أليس أنّه من ذرّية آدم الساقطة؟ فها هي بتشيبَع تسرق عفته وطهارته , بل هو الذي فعل ذالك , وها هو ينقاد خلف الشهوة الخاطئة فيقعُ , ولكنه يقوم ويملأ الدنّ دموعًا , وأجواء الشّرق أشعارَ توبةٍ .
ما أروع أن نسير مع الربّ , وما أجمل أن يسير معنا , يتقدّمنا تارة , وأخرى يجول من حولنا .
يُحكى أنّ أحد المؤمنين سار مع الربّ , فاكتنفته الطمأنينة , والتفت الى الوراء فرأى آثار أربع أقدام على الطريق,فتأكّد أن الربّ يسير معه فاستكان كما الطفل في حِضن امّه , ودارت الأيام وهبّت العواصف وولولت الرّيح, فارتعدت فرائصه , وكاد يذوب خوفًا , فالتفت إلى الوراء فلم يرَ إلا آثارَ قدمين اثنتين , فصرخ : "الهي , الهي لماذا تركتني في وقت الضّيق , فانّي لا أراك , أرى على الأرض آثارا لقدمين فقط!!
فابتسم عريس الأجيال , وربّتَ على كتفه قائلاً : " أنتَ على منكبيَّ يا بُنيّ , وتلك الآثار هي لقدميّ أنا .
وسار الربُّ –ابن الإنسان- نحونا , سار نحو بطرس والتلاميذ , سارَ على المياه الهائجة , سارّ ثابتًا , واثقًا , مُبتسمًا , هادئًا .
" وفي الهزيع الرابع من الليل , مضى اليهم يسوع ماشيًا على البحر , فلمّا أبصره التلاميذ ماشيًا على البحر اضطربوا قائلين , انّه خيال , ومن الخوف صرخوا , وللوقت كلّمهم يسوع قائلا : "أنا هو لا تخافوا" .
وسار بطرس على الماء الى الربّ وبأمر منه , سار مُثبّتًا أنظاره إليه وعليه , سار هادئًا واثقًا , ولكنه وفي وسط الطريق , التفت إلى الوراء , وكأنه غير مُصدّق , التفت والريبة تحتلّه , والشّكّ يأكل أعصابه , فكاد يغرق , بل غرق وهو البحّار الأول وقيدوم التلاميذ , فصرخ : "يا ربّ نَجني ".
وأقالَ الربّ عثرته , وأمسكَ بيمينه وبيميننا وما زال , ولكنّ هذا البحّار المغوار , عاد وغرق مرّةً أخرى في لُجّة الإنكار , إنكار سيّده في ليلة ليلاء ماطرة قارسة البرد....ورحمه الربّ وسار نحوه .
سار الربُّ ويسير واثقًا , ونسير نحن معوجين , شاكّين , ساقطين .
...وعُلِّقَ الماشي على الماء والمهدئ للعاصفة , عُلّق ما بين الأرض والسماء لأجلنا . وما زال يصرخ : " لا تخافوا هاأنذا ...تشجعوا لن أترككم يتامى ".
واليوم ننتظر هذا المُعلّق على الصليب والمُقام بمجدٍ , ننتظره وعيوننا ترنو إلى فوق , لنراه هذه المرّة ماشيًا على السّحاب !!!!!

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 08:11 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أوقات الاختباء

https://3.bp.blogspot.com/_55J_1vTwla...y_Marinshe.jpg

ماذا تعني هذه الكلمة بالنسبة لك؟ ليس المقصود منها فقط أن تختبئ من شيء مخيف أو تهرب لتحمي نفسك منه. لكن المعنى في هذه الرسالة يدور حول أزمنة تحتاج فيها أن تخبئ وعود الرب وتحفظها داخلك. وإن جاز التعبير أن تدفئها كما تدفئ الفراخ البيض حتى يأتي الوقت ليعطي هذا البيض ثمراً (أو فراخه الصغيرة) وستعطى هذه الوعود الثمر والنتائج التي تنتظرها لسنين طويلة.

في حياة كل مؤمن أزمنة وأوقات، يوجد وقت للزرع والحرث هو وقت تهيئة الأرض لاستقبال البذار وري الأرض والانتظار حتى يأتي وقت آخر هو وقت الحصاد. ووقت الحصاد هو وقت أن تعطي الأرض ثمرها ونرى النتائج لما تم زرعه.
فكما تمر الأرض بأزمنة ومواسم مختلفة، هكذا تمر أرض حياتنا بمراحل مشابهة من عمل الروح. فتعال معي لتفهم أكثر ماذا يحدث خلال هذه الأوقات في حياتنا – لندخل معاً أعمق إلى كلمة الله لتكشف لنا عما في قلب الله لكل واحد منا. وسنرى من خلال الكلمة إشارة إلى "التخبئة" وما الذي نخبئه ولماذا؟
فهذه كلها معاني أثارت شغفي حين رنت داخلي كلمة "خبأ"، وعندما بحثت في الكتاب وجدت المعنى الذي أراد الرب أن يكلمني به.

خبئ الوعد:
في (خر2: 2، 3) قصة ولادة طفل هام جداً هو "موسى"، وهو الشخص الذي كان سيتمم وعد الرب لشعبه بالخروج من العبودية إلى الحرية. وكأن ولادة موسى كانت تشير إلى وقت ولادة وتحقيق الوعد. ويذكر الكتاب تفاصيل هذه القصة في عدة مواضع تمتلأ بدروس ومعاني ثمينة فيقول "فحبلت المرأة وولدت ابنًا. ولما رأته أنه حَسَنٌ خبأته ثلثة أشهر. ولما لم يمكنها أن تخبئه بعد، أخذت له سفطًا من البردي وطَلَتهُ بالحُمَرِ والزفتِ ووضعت الولد فيه ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر". وفي (عب11: 23) إشارة عن هذه القصة "بالإيمان موسى بعدما وُلد أخفاه أبواه ثلثة أشهر لأنهما رأيا الصبي جميلا ولم يخشيا أمر الملك".

ولنرى أيضاً كيف يحكي لنا سفر الأعمال نفس القصة بصورة أخرى فيقول "وكما كان يقرب وقت الموعد الذي أقسم الله عليه لإبراهيم كان ينمو الشعب ويكثر في مصر. إلى أن قام ملك آخر لم يكن يعرف يوسف. فاحتال هذا على جنسنا وأساء إلى آبائنا حتى جعلوا أطفالهم منبوذين لكي لا يعيشوا. وفي ذلك الوقت وُلد موسى وكان جميلاً جداً. فرُبى هذا ثلاثة أشهر في بيت أبيه." (أع7: 17 – 20).
ما الذي تقوله لنا هذه القصة من معاني؟

لنبدأ من الآخر إلى الأول فنرى في (أع7: 17) أنه قد اقترب وقت تحقيق الوعد أو أصبح (زمن – موسم) تحقيق الوعد قريبًا جداً، فماذا حدث؟
لقد كان ينمو عدد الشعب ويكثر وفي نفس الوقت قام ملك آخر لم يكن يعرف يوسف، هذه الكلمات توجه انتباهنا إلى نقطتين هامتين:
النقطة الأولى: هي ارتباط تحقيق الوعد بالنمو والتكاثر في العدد أو الثمر الكثير. عادة يحدث هذا قبل أي نقلة أو اتساع جديد. فاستعدادا للنقلة أو القفزة التي كان شعب الله موشك عليها تكاثر عددهم جدا في مصر. ولكن ماذا أيضا؟
النقطة الثانية: شن العدو حربه بطرق مختلفة ليضيق عليهم الخناق، بأن تغير الملك فلم تصبح لهم نفس المكانة التي كانت لهم وقت يوسف. وأساء الملك الجديد لأطفالهم أيضاً وأمر أن يقتل كل طفل يولد في ذلك الوقت. وهذا ما يحدث معنا ونحن ننتظر اتساعا أو نقلة جديدة نجد حروبا من العدو يحاول بها أن يجهض الثمر الذي يولد ويتكاثر ليعوق هذا الاتساع ويمنع اكتمال نمو الثمر.
ولكن ماذا عن يد الرب، هل يقف الرب صامتاً وهو يرى شعبه يُقتل؟

يقول الكتاب كلمات رائعة مشجعة جداً في (أع7: 20) "وفي ذلك الوقت ولد موسى". يا له من إعلان رائع عن محبة الرب ورأفته وصلاحه، ففي الوقت الذي يأتي العدو ليقتل الثمر ليمنع النمو والتكاثر والاتساع، يولد الوعد الذي انتظره الشعب طويلاً.
ماذا تعني هذه الكلمات بالنسبة لك؟ وكيف ستطبقها في حياتك؟

من المؤكد أن الرب قد تكلم على حياتك بوعود عظيمة في السنوات السابقة في مجال العمل أو الأسرة أو الخدمة أو وعود بالشفاء والحرية. أدعوك اليوم أن ترى هذه الوعود مثل هذا الطفل (موسى) الذي وُلد في الوقت المناسب. نعم، سترى وقت ولادة هذه الوعود، ستصبح ملموسة وتراها بعينيك كما ترى الأم طفلها المولود وتلمسه. وإذا كانت هذه الوعود قد وُلدت ولكنها مازالت صغيرة كهذا الطفل، ستعرف من السطور التالية من خلال كلمة الله كيف تتعامل مع هذه الوعود حتى لا يأتي العدو ويقتلها أو يمنع نموها وظهورها كما فعل مع الأطفال الذين قُتلوا.
إيمان واختباء:
لنعود إلى سفر الخروج ونرى أن الوحي يذكر كلمة "خبأته" وفي (عب11: 23) "أخفاه" أبواه.
ويذكر لنا الكتاب أن أبويه بالإيمان قد أخفيا الولد، فإن أبويه كانا من سبط لاوي أي كانت لهم علاقة حميمة بالرب وكان لهم إيمان وينتظروا تحقيق وعود الرب. فعندما حبلت المرأة وولدت ابنًا، كان هذا الصبي هو الوعد بالنسبة لهما ويقول الكتاب أنه كان (حسناً) أو (جميلاً جداً). وفي الترجمات تعني "proper". فلما رأى أبواه هذا شعرا أن هذا الصبي بالتأكيد سيكون شخصاً غير عادي وتكون في داخلهم إيماناً جعلهم يخبئوه ليحموه من القتل.

عزيزى القارئ، ثق أن كل وعد في حياتك ينشئ إيماناً وجراءة يجعلك لا تخشى أعدائك. ولتعرف أن الوعد الذي بداخلك من الرب، ابحث عن الإيمان في داخل قلبك فالوعد الذي من الرب يجلب معه إيماناً كافياً لتحقيقه. الرب لا يترك نفسه بلا شاهد فسيملأك بإيمان يكفي لولادة وتحقيق هذا الوعد. تمسك بكل ما تكلم به الرب على حياتك و أيضاً تمسك بالإيمان الذي في قلبك ودعه يقودك.
لقد دفعهم الإيمان أن يخبئا الصبي ولا يخشيا أمر الملك. أنت أيضاً قد يقودك الرب أن تخبئ الوعد في قلبك وأن تصلي به ولا تشارك به أحداً لفترة من الزمان وتنتظر زمن تحقيق الوعد.

أمثلة من الكتاب المقدس:
يمتلأ الكتاب المقدس بأمثلة من رجال شعب الله الذين تعلموا هذا الدرس وخبئوا الوعد في قلوبهم حتى تحقق وتعالوا نرى بعض هذه الأمثلة:

- نحميا:
في (نح2: 11، 12) "فجئت إلى أورشليم وكنت هناك ثلاثة أيام .. ثم قمت ليلاً أنا ورجال قليلون معي. ولم أخبر أحداً بما جعله إلهي في قلبي لأعمله في أورشليم..."
لماذا لم يخبر نحميا أحداً وقام في الليل ولم يأخذ معه سوى رجال يقول الكتاب أنهم "قليلون"؟ توجد أوقات في حياتنا نحتاج أن لا نخبر أحداً بما يضعه الرب في قلوبنا، وقد نخبر القليل من الأشخاص (وهم عادةً الدائرة القريبة منا ويفضل ان يكونوا اشخاصاً ناضجين روحياً، ويكون هذا لتعضيدنا بالصلاة والدعم الروحي) لأنه ليس وقت للإعلان بل هو وقت (الإيمان).
تعال معي لنرى ما عمله نحميا ، ولماذا لم يخبر أحداً:

اولاً :
رأي نحميا ان لا يخبر احداً من اليهود او الولاة او الاشراف (أي الدائرة البعيدة عنه) كما يقول في (نحميا 2: 16) وصار يتفرس في الأسوار. وكلمة "يتفرس" تعني أن يتفحص شيء أو يتوقع برجاء وفيها بُعد الانتظار أيضاً. و هام جداً أن تفهم اوقات الله في حياتك وان تعمل كما يقودك الرب بدقه. لقد فهم نحميا وقت الله وقرر أن يحفظ الامر ويخبئه في قلبه، وراح يتأمل السور المنهدم بايمان وترك الروح القدس ينمي إيمانه.

ثانياً:
أيضا لم يخبر احداً حتى لا تأتي إليه كلمات سلبية تعطل نمو إيمانه وتعوق عمل الروح داخله، فهذا ليس وقت ضائع بل هو وقت لإعداده لمراحلة جديدة يريد الرب فيها ان يعمل به عملاً عظيماً. وسيأتي الوقت لأعلان الامر، ولكن بعد ان يكون إيمانه قد تقوى فيقدر ان يرد على كل هجوم من العدو. وهذا يأخذنا إلي النقطة الثالثة.

ثالثا:
كان من المهم ان لا يخبر احداً في بادئ الامر حتى لا يتعرض لهجوم من العدو قبل الوقت. ماذا يعني هذا؟ ليس من الحكمة أن تفتح على نفسك ابواباً لحروب من العدو لم يأتي وقتها بعد يكون إيمانك فيها مازال صغيراً لم يقوى بالقدر الكافي حتى يواجه هذه الهجمات، فتجد نفسك في مواجهات مع العدو قبل الآوان.
نحميا كانت لديه الحكمة الروحية التي جعلته يهتم بأن ينمي إيمانه اولاً حتى يصبح مستعداً للخطوة التالية وهي اعلان الامر ومواجه التحديات وهذا ما نراة واضحاً في (نحميا 2: 19) "ولما سمع سنبلط الحوروني وطوبيا العبد العموني وجَشَمٌ العربي هزأوا بنا واحتقرونا...."
بسبب إيمان نحميا لم ينزعج من رد الفعل والاستهزاء ، ويقول الكتاب في (نحميا 2: 20) "فأجبتهم وقلت لهم أن إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني" من أين له هذا الإيمان؟ من فترات الانتظار وتخبئة الوعد.

نستطيع أن نلخص هذا في مقارنة بسيطة:
تخبئة الوعد
1- يحفظ الإيمان وينميه
2- يحمينا من التعرض للكلمات السلبية التي تضعف الإيمان في مراحله الأولى
3- تحفظنا من هجمات وحروب ليس في وقتها وليس لدينا بعد الإيمان الكافي لمواجهتها.

عدم تخبئة الوعد
1- لا يسمح للإيمان بأن ينمو.
2- قد نتعرض لكلمات سلبية تضعف الإيمان.
3- هجوم من العدو ليقتل الوعد في بدايته (كما قتل الأطفال وقت ولادة موسى)

- يوسف:
كان الرب يعلن له عن مشيئته من خلال الأحلام ولكنه لم يخفي الأمر، بل كان يذهب ويحكي لأخوته، مما أثار حقدهم وغضبهم ضده، ولم يكن هذا من الحكمة.
يقول الكتاب "... فانتهره ابوه وقال له ما هذا الحلم الذي حلمت.. هل نأتي انا وامك واخوتك لنسجد لك ِإلي الارض. فحسده اخواته..." (تكوين 37: 10-11) داود:
- لكن نرى في المقابل داود حين مسحه الرب ملكاً بقى وقتاً طويلاً ينتظر زمن تحقيق الوعد ولم يجعله هذا يتذمر أو حتى يسيء إلى الملك الحالي (شاول) بل انتظر تحقيق الوعد بإيمان وخبأه في قلبه قائلاً "..لا امد يدي إلي سيدي لانه مسيح الرب هو"(1صم 24:10 )
-
يسوع:
"..... لم تأتِ ساعتي بعد" (يوحنا2: 4)،عندما ذهب إلى عرس قانا الجليل وطلبت منه أمه أن يعمل لهم خمر، كان يسوع يفهم أنه ليس وقت لكي يعلن فيه عن نفسه.
- العذراء مريم:
"...... وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها" (لوقا2: 51).

كيفية التعامل مع وعود الرب:
1- احفظها في قلبك :
كما ذكرنا من قبل عن موسى وكيف أن أبويه بالإيمان حفظاه وأخفياه عن أعين الملك ولم يخشيا أي شيء. أيضا نحميا عندما حفظ ما جعله الله في قلبه ليعمله نحو أورشليم. هكذا نرى الوصية المدونة (مز119: 11) "خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك". ونفس الكلمة "خبأت" تحمل هنا معنى الادخار (ادخار الجواهر أو الأشياء الثمينة) وتخزينها حتى يأتي الوقت الذي نحتاجها فيه. أيضاً تحمل معنى "to protect" أي يحمي من الضياع.

لنطبق هذه الآية على كل وعد نأخذه من الرب ونتعامل معه كالجواهر والذهب. هل ترى وعود الرب كالجواهر والآلئ الكثيرة الثمن التي تستحق أن تحيط بها في قلبك – داخل أعماقك وتحفظها من الضياع كما رأينا من القصص السابقة؟.
لقد أراد العدو أن ينهي حياة الطفل موسى قبل أن تبدأ، لكن نجح والداه في تخبئته. في كل الكتاب نرى العدو يبغض ولادة أمر جديد (وعد) لأنه يشكل خطورة عليه، ويحاول جاهداً أن يجهض أي عمل في بدايته حتى لا يأتي بثمر فهو لا يريد أن تكتمل خطة الله في حياتنا. لكن الرب يعدك بالحماية وأن يكمل عمله فيك ويحفظه للنهاية. فهل تؤمن بهذا؟
2- اجعلها أمام عينيك دائما :
"ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم وأربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك. واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك". (تث6: 6 – 9).

أريد في هذه النقطة أن أشير فقط إلى آخر جزء في الآية، أن تضع الكلمة كعصائب بين عينيك وتكتبها على قوائم بيتك وعلى أبوابك. المقصود من هذا التعبير أي أنها تكون أمام عينيك دائمًا لا تنساها وتضعها على أول مكان هو قوائم البيت وأبوابك، لأن الأبواب في الكتاب ترمز لمكان القوة، فالكلمة هي مصدر القوة في حياتك وهي التي تقود حياتك والأساس الذي تبنى عليه كل شيء. وهذا يقودنا في النقطة التالية إلى بعد أعمق في نفس الآية.
3- الهج في الكلمة :
في الأعداد الأولى من (تث6: 6 – 9) لا يقف عند حد أن تحفظها فقط في قلبك لكن يشجعك على أن تقصها على أولادك وتتكلم بها حين تجلس وحين تمشي وحين تنام أو تقوم أي تلهج بها نهاراً وليلاً. وعندما تعمل هذا ستجدها تشتعل في داخلك، ترددها وتعلنها على حياتك فتبني الإيمان داخلك وتجعلك مستعداً لتحقيق الوعد.

4- لتكن محور إهتمامك :
عندما تضع الأم طفلاً جديداً يكون هو محور اهتمامها. تقضي معه ساعات طويلة كل يوم لتطعمه وتهدهده وتسهر معه، وبالكاد تجد وقتا لتنام أو تقضي أي شيء لنفسها. كل أم تعي جيداً هذه الكلمات لأنها مرت بها. فأنا أم وقد قضيت الثلاثة شهور الأولى على الأخص مع طفلتي معظم الوقت لها، وإن لم يكن كله.

بالرغم من أن ابوي موسى قد خبأه من أجل حمايته من الموت، لكن الكتاب ذكر تعبير (ثلثة أشهر) وهذا يأخذنا أن نتأمل في هذه المراحلة التي لاقى فيها موسى الاهتمام والرعاية والدفء العائلي، بالتأكيد في هذه الفترة كان موسى محور إهتمامهم وشغلهم الشاغل، وهذا ما لا يقدر أن يعمله معه سوى أبواه.
هل وعود الرب تحتاج لمثل هذا الاهتمام والعناية؟

نعم، بالطبع. لقد رأينا كيف كان موسى مثل الوعد بالنسبة لأبويه فخبآه. أنت أيضاً تحتاج إلى أن تتعامل مع وعود الرب بهذه الطريقة، تشغل تفكيرك، تكون محور إهتمامك كما تنشغل الأم بطفلها. لا يكفي أن تخبئ الكلمة في قلبك بل تلهج بها وتشغل كل تفكيرك. لا تكون مجرد شيء ثانوي تتذكره في الإجتماعات أو الأجواء الروحية وكما رأينا في (تث6) أنها تشغلنا في الحياة اليومية مع الأولاد وحين نمشي في الطريق وحين ننام ونقوم – أي بعيداً عن الجو الروحي.
ماذا عن الوعود والأحلام الروحية في حياتك اليومية أثناء العمل وفي البيت وفي الشارع وأثناء نومك؟ هل هي تشغلك إلى الحد الذي فيه تسيطر على كل تفاصيل حياتك؟ وكيف تعاملت معها خلال كل السنين السابقة؟ هل كنت تخبئها وتنتظر بإيمان تحقيق الوعد وتلهج فيه وتضرمه؟ أم أنك كنت تحيا حياتك العادية دون توقع لأي شيء وتأخذك الحياة وانشغالاتها.
أريد أن أشجعك أن فترات الانتظار ليست أوقات ضائعة. هي فترات إعداد ونمو لعضلة الإيمان كما تحدثنا من قبل. في كل مرة تؤمن وتستخدم عضلة إيمانك ينمو هذا الإيمان وتقوى هذه العضلة (كل عضلة في جسمك لا تُمرن أو تُستخدم تصير عضلة ضعيفة) وعندما تفقد ثقتك، يعود ليشجعك فتتمسك بالوعد وتعلنه على حياتك حتى يأتي الوقت الذي يقوى فيه إيمانك ويكبر مثلما كبر موسى واقترب تحقيق الوعد من خلاله. فكما أنه هناك وقت لتخبئة الوعد وحمايته من الضياع ومن هجوم العدو والإيمان به، فهناك أيضاً وقت لإعلان الوعد وإطلاقه، هو "زمن تحقيق الوعد". لذلك ثق في توقيتات الله في حياتك وافهم معاملاته معك في كل مرحلة.
وقت الإنتظار:
أريد أن ننهي هذا الجزء بشاهد من (يع5: 7) "........... هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين متأنياً عليه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر"

الانتظار هنا المقصود به ليس الانتظار السلبي بل التوقع مع المراقبة. والتأني يحمل أيضاً عدة معاني: طول البال – الصبر والشجاعة في احتمال المشقات. أليست كل هذه المعاني تتفق مع ما نتحدث عنه في قصة موسى؟ فهنا الكتاب يصور الوعد كالبذار التي يبذرها الفلاح وينتظر حتى يرى ثمر الأرض.
أود أن أشير أيضاً في فترة الانتظار إلى شيء آخر تذكره هذه الآية وهو المطر المبكر والمتأخر. فتتميز فترة الانتظار ليس فقط بنمو الإيمان بل بزيارات من الروح القدس كالمطر لتروي أرض حياتنا وتعمل على ظهور الثمر في وقته. فلا نستطيع أن نهمل دور الروح القدس في تحقيق الوعد – فهو يأتي في بداية الزرع كالمطر المبكر لينميه ويأتي كالمطر المتأخر قبل زمن الحصاد لينضج الثمر ويصبح جاهزاً للحصاد. كم هي ثمينة هذه الأوقات في حياتنا، ولن ننساها لأنها تشكل فينا وتعلمنا الإيمان.
لماذا يحتاج الفلاح إلى التأني والصبر؟ حتى يقدر أن يواجه التحديات والمشاكل التي تقابله؟ فقد تتعرض الأرض لفيضانات أو طيور تريد أن تخطف البذار وتأكل الزرع قبل ظهور الثمر.
أريدك أن ترى وعود الرب على حياتك بهذه الطريقة وتتعامل معها بإيمان وأناة. فالرب يضمن لك النتائج وسترى بعينيك ثمار كثيرة – الرب يعدك في عام جديد بأزمنة إثمار غير عادية لم ترى مثلها من قبل – سترى ثمراً مضاعفاً، هل تؤمن؟ سترى الثمر في أعماقك قبل أن تراه في الواقع وستفرح بعمل الرب في حياتك وتقول: "من ولد لي كل هؤلاء"، ثمار لسنين زرعتها بالإيمان في بيتك وعملك وخدمتك. فجأة ترى الأرض تستجيب وتتحقق الوعود، ويتضاعف الثمر والبركة معا.

تعالى معي لآخر جزء في هذا الموضوع، وأيضاً يشمل جانب من معاملات الله معك:
سهماً معَدَّاً للإطلاق :
الرب يريد أن يخبئك أيضاً ليعمل منك سهماً مُعَدَّاً ليصيب بك أهداف نرى هذا في: "وجعل فمي كسيفٍ حاد. في ظل يده خبأني وجعلني سهماً مبرياً. في كنانته أخفاني"(أش49: 2)

هذه الآية أيضاً تحمل نفس المعنى أن يخبئني الرب في يده حتى يتمم عمله فيَّ ويخفيني من العدو بعد أن يجهزني للاستخدام. توجد فترة اختباء من أجل الإعداد فكلمة "جعلني" تعني: تشكيل – تجهيز – إصلاح – يضع أحد في مكانه.
إن الهدف من الاختباء هو عملية إعداد وتشكيل وتجهيز للاستخدام في الدور المناسب. تليها فترة يخفيني (يجعلني قريباً منه جداً) في الكنانة أو الجبعة وهي مكان الأسهم المعَّدة للإطلاق – أي أكون في وضع الاستعداد، كما قضى داود وقت انتظار بعد أن مُسِح ملكاً قبل أن يُطلَق لعمل الرب.
جاء الوقت في حياة موسى لم تقدر أمه أن تخبئه علا صراخه كطفل فكان عليها أن تجد طريقة حتى لا يفضح الأمر فوضعته في سلة على حافة النهر.(خر2: 3) واطلاقته لتبدء مشئية الله ان تتحقق على حياته.
• سيأتي الوقت الذي لن تقدر فيه أن تخبئ ما بداخلك، تكون كأسك قد فاضت وتشعر أنه زمن لإطلاقك وزمن إثمار في حياتك.
• سيظل الرب يُعدَّك ويُشكلك في وقت الاختباء وينمي إيمانك ويأتي على حياتك بالمطر المبكر والمتأخر.

• يخفيك في يده ويحيط بك ليحميك من العدو ويكمل عمله فيك حتى تصبح سهماً مبريا يضعك في كنانته في وضع الاستعداد حتى يأتي الوقت لإطلاق السهم ليصيب أهدافاً كثيرة – هدف وراء هدف.
في النهاية عزيزي القارئ أريد أن أقول لك، لا تستعجل وقت الإعداد والانتظار. فكلما تركت نفسك ليده لتعدك وتهذب فيك، كلما أصبت أهدافاً أكثر وكان ثمرك 100% (مائة في المائة). وستعطي الأرض قوتها ولن تقوى الأشجار على حمل الثمار من كثرتها وقوتها.

Mary Naeem 23 - 12 - 2012 09:01 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
وقفة مع العذراء المباركة

https://upload.chjoy.com/uploads/1354944219093.jpg
"تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي"
تسبيح مريم العذراء في الإنجيل
لوقا 1: 46 – 48

ما أنقى وقفات الألم، الألم العظيم الذي يجعل الإنسان عظيما. وما أنقى ألم الأمومة المجروحة، الأمومة التي اخترق قلبها سيف، ففجر أعماق أعماق أحاسيسها، إنها الأمومة الحقّة، أمومة القديسة العذراء. هكذا تنبأ لها سمعان الشيخ قائلا: "وأنت أيضا سيجوز سيف في نفسك!..." (لوقا2: 35)
وها القديسة تقف وقفة حائرة، مؤلمة تسكب الدموع، وقلبها ينزف ألم المحبة، فقد مرت ثلاث وثلاثون سنة على كلمات النبوة، وكادت تطوى في دفتر النسيان والآن نراها مجروحة القلب واقفة عند أقدام الصليب تبكي ابنها الشاب يسوع، وتتساءل: ما عسى أن يكون هذا؟! وفي أوج الحيرة نرى الابن الحبيب وسط محيط الألم العميق يلتفت لأمه العذراء التفاتة رب المحبة وسلطانها، وهو لا يريد أن يتركها وحيدة فيرتب لها عائلة جديدة، وفي هذا المجال تقول كلمات الوحي المقدس: "وكانت أم يسوع وأخت أمه مريم التي لكليوبا ومريم المجدلية، واقفات عند صليبه. فلما رأى يسوع أمه وبقربها التلميذ الذي كان يحبه، قال لأمه: "يا امرأة هوذا ابنك" ثم قال للتلميذ: "هي ذي أمك" ومنذئذ أخذها التلميذ إلى بيته الخاص". (يوحنا19: 25 – 27)

فها الابن المحبوب يسوع يرتب لأمه عائلة تضمها بعد تركها في طريقه إلى الموت ومن ثم إلى المجد. والعذراء المطوبة التي قبلت خطة الله مخلصها بولادة الفادي منها فقالت للملاك: "أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك" (لوقا1: 38)والتي قالت للخدام في عرس قانا الجليل أن يطيعوا الرب في كل شيء "مهما قال لكم فافعلوه" (يوحنا2: 5) نراها تقبل ترتيب الرب لها هنا أيضا بلا جدال بل بكل إكرام ومحبة، فهي علمت أنه دائما يرتب لها الأفضل، فلم يتركها ثكلى، تعاني الوحدة والألم المرير.
ونتساءل ترى ألم يلتفت الفادي وهو على الصليب لخاطئ مثلي؟! فيأتي الجواب: بلى، انه مات لأجلي أنا، لغفران خطاياي، وليعطيني بموته الكفاري حياة أبدية فالآية النورانية تقول: هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16)
وأيضا كلمة الرب الأولى على الصليب "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يعملون" (لوقا23: 34) هذه الكلمة موجهة لي أنا شخصيا، أنا الذي صلبت المسيح بخطاياي، ويحيرني السؤال: اذا كيف أحصل على الغفران؟ فاسمع اللص المعلق على الصليب بجوار المسيح، يطلب المغفرة على خطاياه، بعد أن ندم وتاب عن خطاياه، وحياة الخطية فيقول للرب أن يذكره في ملكوته وما أحلى وأطيب كلمات الرب له على الفور: "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا23: 43)
فالخلاص والحياة الأبدية التي ننالها فقط بالإيمان بشخص الرب يسوع وحده، فالكتاب المقدس يعلن بأنه ليسوع يشهد جميع الأنبياء، بأن كل من يؤمن به ينال باسمه مغفرة الخطايا (أعمال1: 43) فهو يدعونا إخوته إن آمنا به وقبلناه ربا وفاديا شخصيا لنا (متى28: 10)
وإن صعد إلى السماء بجسده بعد قيامته فذلك ليشفع فينا ويرسل الروح القدس ليسكن قلوبنا لكي لا نترك يتامى (يوحنا 14: 18)

وأسألك الآن ترى هل قبلت خطة الله لك؟ فيسوع ابن الله واقف ويقرع على باب قلبك لكي يغير حياتك، ويعطيك حياة أبدية، حياة أفضل. إن لم تقبله بعد تامل في حياة العذراء التي قبلت كل خطة الله لها وافتح باب قلبك للرب يسوع تائبا عن خطاياك ومعترفا بها له، واطلب منه أن يدخل إلى أعماقك ويسكن فيك، فيدخل الفرح والسلام والأبدية الحية إلى حياتك. " إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص (رومية 10: 9 و10)
إنه من المحزن جدا أن نعيش عشرات السنين ونعرف الكثير من أمور هذه الحياة الدنيا ولا نعرف الشيء الأهم الذي يخص نفوسنا، انه يوجد هناك من أحبنا، أنه يوجد هناك من فدانا، أنه يوجد هناك من مات عنا، ووعدنا بحياة أبدية إن آمنا به أنه يسوع المسيح، لكي نحيا له في كل شيء والى الأبد.

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 05:12 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
إن حاربتك أى خطية
https://upload.chjoy.com/uploads/1356117162142.jpg


إن حاربتك أى خطية فأعلم أن الله لا يسمح للشيطان أن يحاربك فوق طاقتك
وفى نفس الوقت يرسل لك معونة لتساعدك على الجهاد الروحى ،

فيضع فى قلبك حماساً للجهاد ويشجعك بكلمات من حولك ويذكرك بأمجاد السماء
ويكشف لك خطورة الخطية حتى تقاوم أفكار إبليس وأعماله.

إن زادت عليك الحروب أو سقطت كثيراً , فثابر فى جهادك لأنك بنعمة الله ستنتصر حتماً على الشيطان
وأعمل كل ما فى وسعك واثقاً أن الله معك .

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 05:07 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أَترك حلاوتي وثمري...

https://upload.chjoy.com/uploads/1355116310783.jpg

أَترك حلاوتي وثمري الطيـِّب وأذهب أَملك على الأشجار (قضاة١١:٩)
نقرأ في هذا المثَل عن أربعة أنواع من المؤمنين:
١ـ مؤمن يتميَّز بالخضوع للروح القدس فيكون كالزَّيت شِفاءً لجروح الآخرين وتعزية لأحزانهم فهُم كالزيتونة التي ترفض التَّسلُط على الآخرين لئلا تـفـقـِد عمل الروح القدس مِن خلالها..


٢ـ مؤمن كالتينة يتميَّز بالحلاوة والثمر الطيِّب اي بحلاوة كلامه المشجِّع والبنَّاء وثمره الطيّب ولطافته وبحلاوة تصرُّفه ورد فعلِه.. ودائماً يرفض التسلُط.



٣ـ مؤمن كالكرمة التي تُنتِج الخمر الذي يفرِّح الناس (مز١٥:١٤). وهذا المؤمن يرفض التسلط ليحتَفظ بفرحِه وهو يسعى ليفرِّح الآخرين ويرضى الله من خلال عمله وكلامه.


٤ـ \"مؤمن\" كالعوسَج دائماً يبحث عن مجد ذاته ويسعى ليتسلَّط على الآخرين مع أنه لا يبني ولا يفيد ولا يعزّي أحداً. نتعلم من هذا المثل ان مَن يتسلَّط ويسود في شعب الله يفقد حلاوته وفرحه وإفادة الآخرين. ومع أننا جميعاً بالطبيعة نحب ان نتسلَّط ونتحكَّم في الآخرين الا أننا علينا ان نخضع للروح القدس ممجِّدين الرب يسوع وأن نبقى مُختَفين منكسرين غير مدَّعين فيدوم ثمرنا وفرحنا وحلاوتنا.. ليتنا نكون مِن هؤلاء..

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 05:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كيف نختار؟

https://upload.chjoy.com/uploads/1355065922882.jpg
هناك قرارات واضحة في حياتنا المسيحية. فعلينا ان نختار الإيمان بالمسيح يسوع ربا ومخلصا. نؤمن انه مات على الصليب لاجل خطايانا وانه قام من بين الاموات لتبريرنا. والقرارات الواضحة كثيرة فلا نحتاج ان نحتار عندما نفكر في الزنى او السرقة او القتل او الكذب. ولا نحتاج ان نحتار في الامانة الزوجية والعناية بالأولاد واعطاء الجسد حاجاته. فالجسد يحتاج إلى النوم والشرب والنظافة. لا نحتاج ان نسأل الله عن مشيئته ان كنا بحاجة إلى الاستحمام او إلى النوم.
بالرغم من الوضوح في الكثير من القرارات إلا اننا نعيش في عصر فرض علينا ان نفكر في قضايا حساسة. فماذا عن الاخلاقيات المسيحية المتعلقة باجهاض الاجنة؟ هل تستطيع المرأة ان تتخلص من الجنين ان كان معاقا او إن حبلت به نتيجة الاغتصاب؟ وماذا عن قتل الرحمة (Euthanasia)؟ فهل نستمر بدفع المال في سبيل الحفاظ على عمل اعضاء جسد إنسان فقد وعيه منذ فترة طويلة؟ وماذا عن الشذوذ الجنسي، او موانع الحمل، او الهندسة الوراثية (Genetic Engineering) واختيار جنس الاولاد وصفاتهم، او الطلاق والزواج ثانية، او علاقة المسيحي بالدولة والضرائب، او الانضمام للجيش والاشتراك بالحرب والقتل، او انتشار الأيدز، او التبرع باعضاء جسدنا مثل اعطاء كلية خلال حياتنا او التبرع بقلبنا بعد موتنا، او مسؤولية المسيحي تجاه ارتفاع درجات الحرارة في العالم (Global Warming)، او تدمير البيئة، او الانتحار وتفجير الآخرين باسم الوطن، او امور اخرى؟ بعض هذه الامور واضحة لنا ولكن قد يكون بعضها الآخر محيرا. فكيف نستطيع ان نعرف مشيئة الله في بعض هذه الامور المحيرة التي لم يتحدث عنها الكتاب مباشرة؟ طبعا، لن اجيب على كل الاسئلة التي طرحتها اعلاه خلال هذه العظة ولكنني سأعرض بعض المبادئ المسيحية العامة التي قد تساعدنا في اتخاذ القرار الصحيح. وسوف تتمحور هذه العظة على بعض هذه المبادئ التي ذكرها بولس الرسول في رومية 14. وسوف نتحدث عن ثلاثة مبادئ.
1. التيقن
اولا، يشرح بولس الرسول الاختلافات التي وقعت بين بعض المؤمنين اليهود في روما وبعض المؤمنين الامميين. امتنع الفريق الاول عن اكل اللحوم المذبوحة للآلهة الوثنية حتى ولو اضطر ان يأكل البقول. واكد نفس الفريق اهمية الايام المقدسة مثل يوم السبت او ايام الاعياد. اما الفريق الثاني فسمح لنفسه بأكل اللحوم المقدمة للوثن واعتبر كل الايام متساوية. في هذا الاطار طرح الرسول بولس بعض المبادئ التي تساعد المسيحي في علاقته مع الله والناس وفي مواجهة تحديات هذه الحياة. يشدد بولس الرسول على التيقن قبل السلوك قائلا: "فليتيقن كل واحد في عقله" (رو 14: 5). فما هو التيقن؟ التيقن هو امر مرتبط بالفكر والعقل اي بالقناعات. والتيقن هو الحصول على العلم والتأكيد.
يقول لوقا "إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الامور المتيقنة عندنا، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء مُعاينين وخداما للكلمة، رأيت أنا ايضا إذ قد تتبعت كل شي من الأول بتدقيق، أن اكتب على التوالي اليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحة الكلام الذي عُلمت به." (لو 1: 1 – 4). فالتيقن هو تتبع كل التفاصيل في كل مراحل تتطورها بتدقيق وفحص. يتعامل التيقن مع الماضي الذي جعل الأمور تؤول إلى ما هي عليه الآن. ويضيف لوقا قائلا: "الكلام الأول انشأته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به، إلى اليوم الذي ارتفع فيه، بعد ما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. الذين اراهم ايضا نفسه ببراهين كثيرة، بعد ما تألم، وهو يظهر لهم اربعين يوما . . ." (اع 1: 1 – 3). يبين لوقا انه فحص الامور بدقة فعلم ان شهادة الرسل مؤسسة على براهين كثيرة على ظهور المسيح لهم فترة اربعين يوما. واضاف لوقا ان بطرس وقف امام الرجال المتحيرين يوم العنصرة مؤكدا لهم ان التكلم بالسنة هو خطة الله المبنية على كلمة الله في العهد القديم وخدمة الناصري المؤيدة بقوات وعجائب وآيات (اع 2: 12 – 22). بإيجاز، لم يكن التيقن الذي يتحدث عنه لوقا مؤسس على الإيمان الاعمى، بل على الإيمان المفكر والدارس لكل التفاصيل والادلة والبراهين. وهكذا صار لوقا نموذجا يُحتذى به لكل مسيحي يحترم القدرات العقلية التي منحنا اياها الله. فقدراتنا العقلية عطية الهية يجب ان نستخدمها لمجد الله. وهنا اشدد على اهمية الانتباه لكيفية تنمية الاستخدام الصحيح للعقل. فيجب إلا يكون دماغنا مستودعا للقمامة الفكرية التي تنتشر في الكثير من البرامج التلفزيونية.
اضف إلى ما سبق، يتعامل التيقن مع التاريخ المقدس أي التاريخ من وجهة نظر الله الذي يسيطر على مجرى التاريخ وعلى كل لحظات تتطوره. لهذا يرتبط التيقن بطبيعة الله. يقول الكتاب المقدس عن ابراهيم، "واذ لم يكن ضعيفا في الإيمان لم يعتبر جسده – وهو قد صار مماتا، اذ كان ابن نحو مئة سنة – ولا مماتية مستودع سارة. ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله، بل تقوى بالإيمان معطيا مجدا لله. وتيقن ان ما وعد به هو قادر ان يفعله ايضا" (رو 4: 19 – 21). اسس ابراهيم تيقنه على وعد الله وطبيعته وامانته. ولقد برهن الله انه الإله الذي يفي بوعوده بالرغم من كل التحديات. فهو قادر على كل شيء. واثبت الله امانته لابراهيم فاعطاه نسلا حتى عندما كانت امرأته عاقر. وبيّن الله امانته لموسى فشق البحر الأحمر حين لم يكن مهرب. وكشف امانته للبشرية بإرساله المسيح الذي طرد الشياطين وشفى العمي واقام الموتى وبنى الكنيسة وحافظ عليها بالرغم من كل التحديات. تزرع امانته وطبيعته الثقة واليقين في قلوبنا.
في ضوء ما سبق، إذا اردنا البث في امر محير فعلينا البحث عن المبادئ الكتابية الاكيدة قبل اتخاذ القرار. مثلا، يحاول زوجان التخلص من الجنين لأنه بحسب شهادة الاطباء سيولد معاقا. هنا يجب على الوالدين ان يبدئوا بالمبادئ الاكيدة. ويتيقنوا ان الله يحب المعاقين وان الجنين المعاق هو إنسان له نفس وروح وجسد وان ليس من حق أي إنسان ان يأخذ حياة إنسان آخر لأنه معاق وإلا سنكون من اتباع الداروينية الاجتماعية التي يكون فيها البقاء للافضل والاقوى فقط مما قد يعني ان علينا التخلص من كل المسنين لانهم ليسوا الافضل جسديا. اضف إلى ذلك، علينا ان نتيقن بسلطان الله الكامل وان شعرة من رؤوسنا لا تسقط بدون علمه. هذه المبادئ تسهل علينا اتخاذ القرار الصحيح. وإذا درسنا هذه المبادئ في ضوء الطرق التي يتم فيها اجهاض البشر من رحم امهاتهن فحينها تنمو قناعاتنا بالاتجاه الذي تبينه المبادئ الكتابية.
2. السلوك بالمحبة
ثانيا، يجب ان يكتسي التيقن بالمحبة والصبر. بالرغم من معرفة وتيقن بولس ان "ليس شيئا نجسا بذاته" (رو 14: 14) إلا انه اراد ان يقدم تيقنه في اطار المحبة وليس المجادلة (رو 14: 1، 15). ويشدد بولس الرسول على السلوك بحسب المحبة التي تدعو الاخ المحافظ الا يدين الاخ المتحرر وتحذر المتحرر من احتقار المحافظ (رو 14: 10). فسبب اختلاف اعضاء الكنيسة في البث فيما هو محلل ومحرم في الطعام والشراب، بين بولس ان الحيرة تزول عندما نسلك بحسب المحبة (رو 14: 13 – 17) مؤكدا على مبدإ مهم في تنفيذنا لأي قرار مهما كان. هذا المبدأ هو السلوك بالمحبة في كل شيء. فقد نمتنع عن الطعام او الشراب باسم المحبة وقد نتناول الاكل والمشروب بسبب سلوكنا في المحبة. والمحبة تتطلب بناء الاخ او الاخت في الإيمان. فعندما اجلس مع احد المسلمين الذي قرروا ان يتبعوا المسيح فحينها قد لا اتناول المشروب بسبب محبتي واحترامي للتقاليد التي تربى عليها وحينما اجلس مع يهودي مؤمن بالمسيح ويضع امامي كأس نبيذ فحينها اشرب لكي اؤكد محبتي واحترامي له ولتقاليده. والمقصود هنا بالمحبة هو التأكيد على محبة المسيح الطاهرة لكل من نتعامل معهم ونشر هذه المحبة بواسطة سلوكنا. والمحبة تميز بين الاستحسان اي الإيمان الخاص والقانون او الايمان العام. يقول بولس "حسن أن لا تأكل لحما ولا تشرب خمرا ولا شيئا يصطدم به أخوك او يعثر او يضعف. الك ايمان؟ فليكن لك بنفسك امام الله! طوبى لمن لا يدين نفسه في ما يستحسنه" (رو 14: 21 – 22). طبعا، هذا المبدأ لا يعني ان نرفض القداسة باسم المحبة. فكل ما ليس من الإيمان خطية (رو 14: 23).
وتنشر المحبة الكتابية البر والسلام وفرح الروح القدس (رو 14: 17). فيجب الا نتصرف مثل بعض "المسيحيين" امثال بول هيل (Paul Hill) القس المشيخي الذي قتل الطبيب جون بريتون (John Britton) وسائقه جامس باريت (James Barrett) لأنهما مسؤولان عن القيام بعمليات اجهاض. وعندما سألوه عما عمل لم يبدي الندم، بل قال: سأذهب للسماء فور اعدامي. من الواضح ان بول هيل لم يسلك بحسب المحبة، بل بحسب قناعاته فقط. لقد سلك مثل المخربين المتطرفين الذين يقتلون الابرياء بسبب قناعاتهم الشخصية ويفجرون الناس في الشوراع. وهم متيقنون ان ما يقومون به هو في سبيل الله. يرفض الكتاب المقدس فصل التيقن عن السلوك بالمحبة التي تهتم بحصول الآخرين على الحياة الابدية.
3. فحص ثمار القرار: البنيان والحرية المسؤولة
ثالثا، يشدد بولس على اهمية نتيجة او ثمار القرار. فيجب ان يقودنا القرار إلى البنيان وليس إلى الانقسام والتحزب. ويجب ان ينشر القرار السلام وليس الحرب. يقول بولس "فلنعكف إذا على ما هو للسلام، وما هو للبنيان بعضنا لبعض" (رو 14: 19). ويوضح بولس فكرة البنيان مؤكدا ان قراراتنا يجب ان تقود إلى الوحدة بحسب المسيح يسوع. يقول "وليعطكم إله الصبر والتعزية ان تهتموا اهتماما واحدا فيما بينكم، بحسب المسيح يسوع" (رو 15: 5). ثم يضيف ان القرارات البناءة تقودنا إلى اكرام وتمجيد الله وإلى التسبيح والاحتفال بمواعيد الله وبرحمته. اما القرارات الطالحة فتنشر الموت وتكسر المبادئ التي اوجدها الله في الخليقة والطبيعة.
ويشرح بولس اهمية اعتبار نتيجة القرار عندما يقول ان "كل واحد منا سيعطي عن نفسه حسابا لله" (رو 14: 12). فيجب ان تصاحب الحرية والتعددية الفكرية المسؤولية الاخلاقية. لهذا يرد بولس على الذين يريدون الحرية بدون المسؤولية قائلين ان كل الاشياء تحل لهم فيقول: " كل الاشياء تحل لي، لكن ليس كل الاشياء توافق. كل الاشياء تحل لي، لكن لا يتسلط علي شيء" (1 كو 6: 12). وبالترجمة الانكليزية (NIV) كل الاشياء تحل لي ولكن ليس كل الاشياء نافعة او بناءة. بكلمات اخرى ان ثمر قراراتنا يجب ان تقود إلى الحرية وليس العبودية.
مثلا، يستطيع الشرطي ان يستخدم القوة ولكن هناك مسؤولية اخلاقية بعدم الافراط في استخدام القوة واستخدامها بهدف المحافظة على النظام والعدالة وبالتالي بناء المجتمع. وشرطي السير عنده المسؤولية الاخلاقية ان لا يتبلى على الناس فيسيء استخدام سلطته. فتكون النتيجة بعيدة عن العدالة التي قصدها القانون.
الخاتمة
في الختام، دعونا نتذكر ان الحياة مليئة بالامور المحيرة وان المسيحي سيواجه قضايا لم يتحدث عنها الكتاب المقدس بطريقة مباشرة. في مثل هذه الظروف، علينا ان نتذكر المبادئ الكتابية التي تساعدنا على اتخاذ القرار الصحيح. ولقد ركزنا في هذا الفصل على ثلاث نقاط وهي التيقن، السلوك بالمحبة، وفحص ثمار القرار.

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 05:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كيف نختار؟

https://upload.chjoy.com/uploads/1355065922882.jpg
هناك قرارات واضحة في حياتنا المسيحية. فعلينا ان نختار الإيمان بالمسيح يسوع ربا ومخلصا. نؤمن انه مات على الصليب لاجل خطايانا وانه قام من بين الاموات لتبريرنا. والقرارات الواضحة كثيرة فلا نحتاج ان نحتار عندما نفكر في الزنى او السرقة او القتل او الكذب. ولا نحتاج ان نحتار في الامانة الزوجية والعناية بالأولاد واعطاء الجسد حاجاته. فالجسد يحتاج إلى النوم والشرب والنظافة. لا نحتاج ان نسأل الله عن مشيئته ان كنا بحاجة إلى الاستحمام او إلى النوم.
بالرغم من الوضوح في الكثير من القرارات إلا اننا نعيش في عصر فرض علينا ان نفكر في قضايا حساسة. فماذا عن الاخلاقيات المسيحية المتعلقة باجهاض الاجنة؟ هل تستطيع المرأة ان تتخلص من الجنين ان كان معاقا او إن حبلت به نتيجة الاغتصاب؟ وماذا عن قتل الرحمة (Euthanasia)؟ فهل نستمر بدفع المال في سبيل الحفاظ على عمل اعضاء جسد إنسان فقد وعيه منذ فترة طويلة؟ وماذا عن الشذوذ الجنسي، او موانع الحمل، او الهندسة الوراثية (Genetic Engineering) واختيار جنس الاولاد وصفاتهم، او الطلاق والزواج ثانية، او علاقة المسيحي بالدولة والضرائب، او الانضمام للجيش والاشتراك بالحرب والقتل، او انتشار الأيدز، او التبرع باعضاء جسدنا مثل اعطاء كلية خلال حياتنا او التبرع بقلبنا بعد موتنا، او مسؤولية المسيحي تجاه ارتفاع درجات الحرارة في العالم (Global Warming)، او تدمير البيئة، او الانتحار وتفجير الآخرين باسم الوطن، او امور اخرى؟ بعض هذه الامور واضحة لنا ولكن قد يكون بعضها الآخر محيرا. فكيف نستطيع ان نعرف مشيئة الله في بعض هذه الامور المحيرة التي لم يتحدث عنها الكتاب مباشرة؟ طبعا، لن اجيب على كل الاسئلة التي طرحتها اعلاه خلال هذه العظة ولكنني سأعرض بعض المبادئ المسيحية العامة التي قد تساعدنا في اتخاذ القرار الصحيح. وسوف تتمحور هذه العظة على بعض هذه المبادئ التي ذكرها بولس الرسول في رومية 14. وسوف نتحدث عن ثلاثة مبادئ.
1. التيقن
اولا، يشرح بولس الرسول الاختلافات التي وقعت بين بعض المؤمنين اليهود في روما وبعض المؤمنين الامميين. امتنع الفريق الاول عن اكل اللحوم المذبوحة للآلهة الوثنية حتى ولو اضطر ان يأكل البقول. واكد نفس الفريق اهمية الايام المقدسة مثل يوم السبت او ايام الاعياد. اما الفريق الثاني فسمح لنفسه بأكل اللحوم المقدمة للوثن واعتبر كل الايام متساوية. في هذا الاطار طرح الرسول بولس بعض المبادئ التي تساعد المسيحي في علاقته مع الله والناس وفي مواجهة تحديات هذه الحياة. يشدد بولس الرسول على التيقن قبل السلوك قائلا: "فليتيقن كل واحد في عقله" (رو 14: 5). فما هو التيقن؟ التيقن هو امر مرتبط بالفكر والعقل اي بالقناعات. والتيقن هو الحصول على العلم والتأكيد.
يقول لوقا "إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الامور المتيقنة عندنا، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء مُعاينين وخداما للكلمة، رأيت أنا ايضا إذ قد تتبعت كل شي من الأول بتدقيق، أن اكتب على التوالي اليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحة الكلام الذي عُلمت به." (لو 1: 1 – 4). فالتيقن هو تتبع كل التفاصيل في كل مراحل تتطورها بتدقيق وفحص. يتعامل التيقن مع الماضي الذي جعل الأمور تؤول إلى ما هي عليه الآن. ويضيف لوقا قائلا: "الكلام الأول انشأته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به، إلى اليوم الذي ارتفع فيه، بعد ما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. الذين اراهم ايضا نفسه ببراهين كثيرة، بعد ما تألم، وهو يظهر لهم اربعين يوما . . ." (اع 1: 1 – 3). يبين لوقا انه فحص الامور بدقة فعلم ان شهادة الرسل مؤسسة على براهين كثيرة على ظهور المسيح لهم فترة اربعين يوما. واضاف لوقا ان بطرس وقف امام الرجال المتحيرين يوم العنصرة مؤكدا لهم ان التكلم بالسنة هو خطة الله المبنية على كلمة الله في العهد القديم وخدمة الناصري المؤيدة بقوات وعجائب وآيات (اع 2: 12 – 22). بإيجاز، لم يكن التيقن الذي يتحدث عنه لوقا مؤسس على الإيمان الاعمى، بل على الإيمان المفكر والدارس لكل التفاصيل والادلة والبراهين. وهكذا صار لوقا نموذجا يُحتذى به لكل مسيحي يحترم القدرات العقلية التي منحنا اياها الله. فقدراتنا العقلية عطية الهية يجب ان نستخدمها لمجد الله. وهنا اشدد على اهمية الانتباه لكيفية تنمية الاستخدام الصحيح للعقل. فيجب إلا يكون دماغنا مستودعا للقمامة الفكرية التي تنتشر في الكثير من البرامج التلفزيونية.
اضف إلى ما سبق، يتعامل التيقن مع التاريخ المقدس أي التاريخ من وجهة نظر الله الذي يسيطر على مجرى التاريخ وعلى كل لحظات تتطوره. لهذا يرتبط التيقن بطبيعة الله. يقول الكتاب المقدس عن ابراهيم، "واذ لم يكن ضعيفا في الإيمان لم يعتبر جسده – وهو قد صار مماتا، اذ كان ابن نحو مئة سنة – ولا مماتية مستودع سارة. ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله، بل تقوى بالإيمان معطيا مجدا لله. وتيقن ان ما وعد به هو قادر ان يفعله ايضا" (رو 4: 19 – 21). اسس ابراهيم تيقنه على وعد الله وطبيعته وامانته. ولقد برهن الله انه الإله الذي يفي بوعوده بالرغم من كل التحديات. فهو قادر على كل شيء. واثبت الله امانته لابراهيم فاعطاه نسلا حتى عندما كانت امرأته عاقر. وبيّن الله امانته لموسى فشق البحر الأحمر حين لم يكن مهرب. وكشف امانته للبشرية بإرساله المسيح الذي طرد الشياطين وشفى العمي واقام الموتى وبنى الكنيسة وحافظ عليها بالرغم من كل التحديات. تزرع امانته وطبيعته الثقة واليقين في قلوبنا.
في ضوء ما سبق، إذا اردنا البث في امر محير فعلينا البحث عن المبادئ الكتابية الاكيدة قبل اتخاذ القرار. مثلا، يحاول زوجان التخلص من الجنين لأنه بحسب شهادة الاطباء سيولد معاقا. هنا يجب على الوالدين ان يبدئوا بالمبادئ الاكيدة. ويتيقنوا ان الله يحب المعاقين وان الجنين المعاق هو إنسان له نفس وروح وجسد وان ليس من حق أي إنسان ان يأخذ حياة إنسان آخر لأنه معاق وإلا سنكون من اتباع الداروينية الاجتماعية التي يكون فيها البقاء للافضل والاقوى فقط مما قد يعني ان علينا التخلص من كل المسنين لانهم ليسوا الافضل جسديا. اضف إلى ذلك، علينا ان نتيقن بسلطان الله الكامل وان شعرة من رؤوسنا لا تسقط بدون علمه. هذه المبادئ تسهل علينا اتخاذ القرار الصحيح. وإذا درسنا هذه المبادئ في ضوء الطرق التي يتم فيها اجهاض البشر من رحم امهاتهن فحينها تنمو قناعاتنا بالاتجاه الذي تبينه المبادئ الكتابية.
2. السلوك بالمحبة
ثانيا، يجب ان يكتسي التيقن بالمحبة والصبر. بالرغم من معرفة وتيقن بولس ان "ليس شيئا نجسا بذاته" (رو 14: 14) إلا انه اراد ان يقدم تيقنه في اطار المحبة وليس المجادلة (رو 14: 1، 15). ويشدد بولس الرسول على السلوك بحسب المحبة التي تدعو الاخ المحافظ الا يدين الاخ المتحرر وتحذر المتحرر من احتقار المحافظ (رو 14: 10). فسبب اختلاف اعضاء الكنيسة في البث فيما هو محلل ومحرم في الطعام والشراب، بين بولس ان الحيرة تزول عندما نسلك بحسب المحبة (رو 14: 13 – 17) مؤكدا على مبدإ مهم في تنفيذنا لأي قرار مهما كان. هذا المبدأ هو السلوك بالمحبة في كل شيء. فقد نمتنع عن الطعام او الشراب باسم المحبة وقد نتناول الاكل والمشروب بسبب سلوكنا في المحبة. والمحبة تتطلب بناء الاخ او الاخت في الإيمان. فعندما اجلس مع احد المسلمين الذي قرروا ان يتبعوا المسيح فحينها قد لا اتناول المشروب بسبب محبتي واحترامي للتقاليد التي تربى عليها وحينما اجلس مع يهودي مؤمن بالمسيح ويضع امامي كأس نبيذ فحينها اشرب لكي اؤكد محبتي واحترامي له ولتقاليده. والمقصود هنا بالمحبة هو التأكيد على محبة المسيح الطاهرة لكل من نتعامل معهم ونشر هذه المحبة بواسطة سلوكنا. والمحبة تميز بين الاستحسان اي الإيمان الخاص والقانون او الايمان العام. يقول بولس "حسن أن لا تأكل لحما ولا تشرب خمرا ولا شيئا يصطدم به أخوك او يعثر او يضعف. الك ايمان؟ فليكن لك بنفسك امام الله! طوبى لمن لا يدين نفسه في ما يستحسنه" (رو 14: 21 – 22). طبعا، هذا المبدأ لا يعني ان نرفض القداسة باسم المحبة. فكل ما ليس من الإيمان خطية (رو 14: 23).
وتنشر المحبة الكتابية البر والسلام وفرح الروح القدس (رو 14: 17). فيجب الا نتصرف مثل بعض "المسيحيين" امثال بول هيل (Paul Hill) القس المشيخي الذي قتل الطبيب جون بريتون (John Britton) وسائقه جامس باريت (James Barrett) لأنهما مسؤولان عن القيام بعمليات اجهاض. وعندما سألوه عما عمل لم يبدي الندم، بل قال: سأذهب للسماء فور اعدامي. من الواضح ان بول هيل لم يسلك بحسب المحبة، بل بحسب قناعاته فقط. لقد سلك مثل المخربين المتطرفين الذين يقتلون الابرياء بسبب قناعاتهم الشخصية ويفجرون الناس في الشوراع. وهم متيقنون ان ما يقومون به هو في سبيل الله. يرفض الكتاب المقدس فصل التيقن عن السلوك بالمحبة التي تهتم بحصول الآخرين على الحياة الابدية.
3. فحص ثمار القرار: البنيان والحرية المسؤولة
ثالثا، يشدد بولس على اهمية نتيجة او ثمار القرار. فيجب ان يقودنا القرار إلى البنيان وليس إلى الانقسام والتحزب. ويجب ان ينشر القرار السلام وليس الحرب. يقول بولس "فلنعكف إذا على ما هو للسلام، وما هو للبنيان بعضنا لبعض" (رو 14: 19). ويوضح بولس فكرة البنيان مؤكدا ان قراراتنا يجب ان تقود إلى الوحدة بحسب المسيح يسوع. يقول "وليعطكم إله الصبر والتعزية ان تهتموا اهتماما واحدا فيما بينكم، بحسب المسيح يسوع" (رو 15: 5). ثم يضيف ان القرارات البناءة تقودنا إلى اكرام وتمجيد الله وإلى التسبيح والاحتفال بمواعيد الله وبرحمته. اما القرارات الطالحة فتنشر الموت وتكسر المبادئ التي اوجدها الله في الخليقة والطبيعة.
ويشرح بولس اهمية اعتبار نتيجة القرار عندما يقول ان "كل واحد منا سيعطي عن نفسه حسابا لله" (رو 14: 12). فيجب ان تصاحب الحرية والتعددية الفكرية المسؤولية الاخلاقية. لهذا يرد بولس على الذين يريدون الحرية بدون المسؤولية قائلين ان كل الاشياء تحل لهم فيقول: " كل الاشياء تحل لي، لكن ليس كل الاشياء توافق. كل الاشياء تحل لي، لكن لا يتسلط علي شيء" (1 كو 6: 12). وبالترجمة الانكليزية (NIV) كل الاشياء تحل لي ولكن ليس كل الاشياء نافعة او بناءة. بكلمات اخرى ان ثمر قراراتنا يجب ان تقود إلى الحرية وليس العبودية.
مثلا، يستطيع الشرطي ان يستخدم القوة ولكن هناك مسؤولية اخلاقية بعدم الافراط في استخدام القوة واستخدامها بهدف المحافظة على النظام والعدالة وبالتالي بناء المجتمع. وشرطي السير عنده المسؤولية الاخلاقية ان لا يتبلى على الناس فيسيء استخدام سلطته. فتكون النتيجة بعيدة عن العدالة التي قصدها القانون.
الخاتمة
في الختام، دعونا نتذكر ان الحياة مليئة بالامور المحيرة وان المسيحي سيواجه قضايا لم يتحدث عنها الكتاب المقدس بطريقة مباشرة. في مثل هذه الظروف، علينا ان نتذكر المبادئ الكتابية التي تساعدنا على اتخاذ القرار الصحيح. ولقد ركزنا في هذا الفصل على ثلاث نقاط وهي التيقن، السلوك بالمحبة، وفحص ثمار القرار.

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 05:13 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
من يريحني؟ ومن في طمأنينة يسكنني؟

https://upload.chjoy.com/uploads/1355066629411.jpg

سؤال لربما نسأله في هذه الأيام: فمن منا لا يبحث عن الراحة ومن لا يجدّ وراء الطمأنينة ومن لا يريد أن يزوّد حياته بمعونات كثيرة تعينه في غربة حياته على الأرض؟
العالم من حولنا عالم تعب ليس فيه من يستطيع ان يرشد الى مكان الراحة ولا من يقدم المعونة. ولربما نجد في كلمات بطرس الرسول كما جاءت في انجيل لوقا ٥:٥، ملخصًا جميلاً لحياة الانسان: "فَأَجَابَ سِمْعَانُ: يَا مُعَلِّمُ قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً". فحقًا إن حالة الانسان هي حالة التعب المُستمر والعيشة وسط الليل الحالك, وفي كل تعبه لن يمسك شيئًا يستطيع ان يروي به ظمأه ويريحه، وحتى لو كان له كل معطيات الحياة فلن يجد فيها ما يكفيه ويُشبع قلبه. ولنا صورة لهذا في حياة سليمان الملك كما نقرأ عنها في سفر الجامعة وقد كان له كل ما يشتهيه قلبه ولكن ملخص كل ما كان له انه باطل وقبض الريح.
اذًا أين أجد الراحة والمعونة؟ فقط عند الرب الطيب الغالي الذي قال "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متى ١١: ٢٨). أخي المؤمن اعلم وثِق انه ليس في هذا العالم من يستطيع ان يقدم لك الراحة، ولربما من أروع الاثباتات لهذا نراها في شخصية أيوب الذي قال عن أصدقائه الذين حاولوا جاهدين ان يسندوه ويريحوه "معزون متعبون كلكم"، "أطباء بطالون كلكم" ألا يُُعلمنا هذا أن سعينا وركضنا يجب أن يكون لحبيبنا الغالي وحدهُ! ما دُمت في البرية والصحراء القاحلة فلن تجد سندًا لقلبك سوى شخص الرب الغالي وليت حالك يكون كما كان حال عروس النشيد التي قيل عنها "مَنْ هَذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا؟" (نشيد ٨: ٥).
ألم يقُل فيه المرنم :
شخصه طبيب نفسي صوته ايضًا علاج
الاصحاح الرابع عشر من سفر أخبار الايام الثاني يذكر لنا كلمة الراحة خمس مرات ولكنها مقرونة بأمور يتوقع الله ان يراها في أولاده ( وحتى ان فشلوا أحيانا فإله كل نعمة, منتظر ومستعد لمد يد المعونة) فيهديهم ويمتعهم بالراحة الدائمة. يكلمنا هذا الإصحاح عن آسا الملك وهو أحد ملوك يهوذا الإثني عشر الذين عملوا المستقيم في عيني الرب:
١. أول ما يذكره الوحي عن آسا الملك هو انه: "عَمِلَ آسَا مَا هُوَ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِهِ"
٢أخبار (١٤: ٢).
كلمة إلهه تفيد العلاقة الشخصية فآسا خصص الله له، ولسان حاله كان كما قالت عروس النشيد "حَبِيبِي لِي" فكم علينا ان نهتم بالعلاقة الشخصية المستمرة مع الله التي بدونها لن نتذوق اي معنى للراحة، علاقة فيها نشتاق أن نتمتع برضى الرب علينا وفيها نعيش حياة تُسِر قلبه.
٢. علينا ان نفحص أعمالنا هل كل منا يستطيع ان يلخص حياته بأنه عمل أو على الأقل اجتهد ليعمل ما هو صالح ومستقيم في عيني الرب؟ وهل أعمالنا وحتى خدماتنا تعمل بالنور الإلهي والرب راضٍِ عنها وتسر قلبه؟
٣. نقرأ في العدد الخامس هذه الكلمات: "واستراحت المملكة أمامه" ولكنها لم تُكتب إلا بعد ان نزع آسا المذابح الغريبة والمرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري، فلكي ننال الراحة من الرب علينا نزع الأصنام من حياتنا التي قد تكون الشهوات, الطمع, محبة المال, المعاشرات الردية, الوجود تحت نير مع غير المؤمنين وكل ما هو غير مرضٍ في عيني الله كما تكشفه لنا كلمته الغنية.
ولكن وبكل روعة وكما عوّدنا الكتاب الثمين انه حين يطلب منا عزل الأمور السلبية فهو يوجهنا الى عمل الأمور الإيجابية .
ننزع الأصنام من حياتنا ولكن نطلب الرب. ننزع المذابح الغريبة ولكن نعمل حسب الشريعة والوصية, نعمل حسب كلمة الله الغنية. لنا مثال رائع من رسالة بطرس الاولى والاصحاح الثاني, فالعدد الاول يقول:"فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ"، ولكن يأتِ ليطلب "اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ".
وحين نفعل هذه الأمور السابق ذكرها سنتذوق معنى الراحة الحقيقية، فالمسؤلية واقعة على الرب في ان يعطينا كامل الراحة وهذا ما نراه في ٢ اخبار ١٤: ٦ حيث يقول - "لأَنَّ الرَّبَّ أَرَاحَهُ".
تذكر أخي المؤمن بأن المقصود بالراحة ليس توفير الحاجيات الزمنية ومتطلبات الحياة، فالكتاب من جهة هذه يقول على فم المرنم: "أَيْضاً كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدِّيقاً تُخُلِّيَ عَنْهُ وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزاً" (مزامير ٣٧: ٢٥) وأيضًا قال الرب يسوع بنفسه "لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟" (متى ٦: ٢٥)، بل القصد في الراحة هو السلام وسط ضغوطات الحياة، المقصود ليس راحة الجسد ولا راحة النفس بل راحة الروح.
استفانوس كان يُرجم ولكن كان يُصلي لأجل راجميه لأن روحه مستريحة. وأنت في بُعدك عن الرب أنت مُتعب لأن روحك مُتعبة. ضميرك يؤنبك في بُعدك فلا يوجد لديك راحة. الراحة الحقيقية هي الشبع والإكتفاء بيسوع المسيح ورفض كل أمور العالم ولسان حالك يكون "ومعك لا أريد شيئًا في الأرض". الراحة الحقيقية هي علمك ومعرفتك أنك في عالم فارغ زائل وما أنت إلا غريب ونزيل وعما قريب ستكون مع الرب مُتمتعًا وفرحان به.
الرب ايضًا يريدنا ان نتمتع بالراحة في اجتماعاتنا، ولكي ننال هذا هنالك أمور من الواجب علينا ان نجتهد فيها لكي تتواجد في اجتماعاتنا ( اولاً طبعًا قيادة ورئاسة الرب في الاجتماع) وهذه الأمور الثلاثة هي:
١. أسوار : علينا ان نحيط اجتماعاتنا بأسوار الصلاة فنجاهد جميعنا بالصلاة للرب لكي تُحفظ اجتماعاتنا من دخول أمور قد تُتعب الجماعة.
٢. أبراج : كم نحتاج ان يكون وسطنا اخوة بوابين ومراقبين ولهم أعين كهنوتية فحين يرون الخطأ والخطية يسرعون بروح النعمة لإصلاح الحال.
٣. أبواب : يجب أن تكون أبواب المؤمنين الشخصية مغلقة، فلا يجد العدو لدى المؤمن ثغرة صغيرة يدخل من خلالها لكي يُتعب الإجتماع ( السهوات من يشعر بها) مثلاً أخ صانع خلافات وانشقاقات.
وبعد ان بنى شعب الرب هذه الأمور يقول الوحي في نهاية العدد السابع "ان الرب أراحهم من كل جهة".
الشيء الغريب ان الإصحاح يُكلمنا عن الراحة ولكن الحالة تتغير من العدد التاسع, اذ يبدأ ليُكلمنا عن حروبات سيواجهها شعب الرب. ولنا في هذا درس هام جدًا نستطيع أن نطبقه علينا.
حين يكون المؤمن في شركة مع الرب فحتمًا سيعرف كيف يتكل على الرب ويطلب المعونة منه واثقًا ان الرب يقاتل عنه "الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ»" (خروج ١٤: ١٤). على المؤمن وهو وسط الضيقات ان يعلم انه ليس له قوة، وحين يتيقن من هذا سيختبر ما جاء في العدد الحادي عشر، إن الرب يريد ان يخلص من ليس له قوة وهي ذات الكلمات التي قالها يهوشفاط في ٢ اخبار ٢٠: ١٢- "يَا إِلَهَنَا أَمَا تَقْضِي عَلَيْهِمْ لأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هَذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الآتِي عَلَيْنَا وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلَكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا". فلكي تنال المعونة وتنتصر في الحرب اعمل الآتي :
١. اعترف بعدم قدرتك.
٢. لا تعمل ما لا تعلم، فأنت حتمًا لا تعلم ما ينبغي أن تعمل.
٣. ارفع عينيك نحو الرب طالبًا منه المعونة.
قل له: "يا رب أنا لا شيء، أنا مسكين لا أستطيع أن أفعل شيئًا بدونك".
ولكن هذا عليك فعله وقوله وانت في جو الشركة والعلاقة الشخصية مع الرب فلاحظ ما يقوله الشعب في العدد الحادي عشر من الاصحاح "ساعدنا ايها الرب الهنا " و " أيها الرب انت الهنا" مرة اخرى يُخصص الشعب وملكهم الرب لهم. اجتهد لتكون لك مع الرب علاقة شخصية، تحبه وتبغي رضاه في كل يوم حينئذ ثِقْ ان النُصرة من عند الرب وهذا ما نراه في العدد الثالث عشر " انكسروا امام الرب وامام جيشه" فالحرب أصبحت حرب الرب وهو الذي يُحامي عنك ويُحارب حربك ويعطيك الراحة الحقيقية كما قال داود في فترة هروبه من ابشالوم ابنه "بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجِعُ بَلْ أَيْضاً أَنَامُ لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِداً فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي" (مزامير ٤: ٨).
كانت حالته تبدو صعبة فهو هارب من وجه ابن من أراد قتله ولكن وسط هذه الحالة يقول "بسلامة اضطجع" لأنه عرف ان يلتصق بالرب معطي الراحة الحقيقية.
دون معيّة الرب لك ستنكسر وتنحني ولكن بمعونة الرب سينكسر الأعداء أمامك وتكون بالرب أعظم منتصر.
ليتنا أخي وأختي نجتهد لنوجَد دائما بقرب الحبيب وتحت الأشعة الإلهية التي بها نُطهّر ذواتنا من كل دنس الجسد ونلجأ للرب في كل ضيقاتنا عالمين ان راحتنا الحقيقية عنده وحده وله كل المجد.

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 05:24 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ظلمة على الجلجثة

تجمهر الرجال حول صديقهم المتعثّر ليساعدوه على القيام, لكن مشكلتهم كانت أنهم لم يتمكنوا من رؤية يديه الممدودتين نحوهم بغية الوقوف.
- ما هذا الحظ العاثر ؟ صاح واحدا منهم, أنه يوم منحوس منذ بدايته.
- أليس لديك شيء سوى التذمر ؟! أشكر الله على كل شيء أجابه آخر.
- دعك من هذا! أجابه الأول واستطرد قائلا: أذكر أن الساعة الآن حوالي الثانية ظهرا وبرغم ذلك فهذه الظلمة التي لم أر مثلها طوال سني حياتي التي تجاوزت الستين, ما زالت مخيمة منذ أكثر من ساعتين. ثم ذلك المسكين ..
قال آخر مقاطعا : نعم, نعم, ماذا فعل هذا المسكين حتى يبغضه الكهنة والشيوخ إلى حد تفضيل ذلك المجرم باراباس محرّضين الجموع على أن يطلبوا إطلاقه في العيد ويهلكوا المسمّى يسوع.
فرد عليه الكهل المستاء: حتى بيلاطس الوثني قد تبرّأ من دمه قائلا للشيوخ, خذوه انتم واصلبوه لأني لا أجد علة, وهؤلاء الذين يدّعون التدين لن يتردّدوا أن يفعلوا ذلك, وفي ليلة الفصح بالذات.
وتابع الرجال طريقهم نحو المدينة, ودخل الرجل المجروح إلى بيته بثيابه ألممزقه فاستقبلته زوجته بشماتة:
- خسارة, أرى جروحا طفيفة فقط, مع أنك تستحق إضعافها.
- كفى, كفى, يكفيني الألم الذي يعتصرني . قالها والدموع تترقرق في عينيه.
- أنت سمعته عندما قال : " وكما رفع موسى الحيّة في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع أبن الإنسان". ونحن قد فهمنا اليوم ماذا كان يعني, أفما كان الأولى بك أن تبكيه وأنت في بيتك بدل أن تذهب إلى الجلجثة لتظهر أمام أصدقاءك إن أمره لم يكن يعنيك بقليل أو بكثير.
- ماذا يفيد هذا أو ذاك؟ قد إنقضى الأمر.
- لم ينقض ِ شيء, هذه هي البداية, نحن نؤمن أنّه المسيح وهو نفسه أخبرنا عن آية في أحد أسفار الأنبياء تقول: "يحيينا بعد يومين, في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا", وكان يتحدث عن نفسه.
- نعم إنه النبي هوشع, كيف فاتني ذلك؟ لقد كانت نظرته تقول: تطلّعوا إن كان حزنٌ مثل حزني, أنه هو الذي حمل أحزاننا وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مضروبا من الله ومذلولا. وها هي فكرتك قد تحولت عندي الى يقين. أني أتذكر كل كلماته الآن.
- أنت تعلم ما هو اليوم, ماذا أفعل؟ سألت المرأة زوجها.
- كالعادة, أعدّي مائدة الفصح ولكن .....
- ولكن ماذا؟
- هذه المرة نحن نصنع الفصح وأفئدتنا تفهم معناه الحقيقي أن المسيح قد ذُبِح لأجلنا, فنعيّد بفطير الإخلاص والحق ونقدم له الشكر الحقيقي من قلوبنا, وننتظر قيامته في اليوم الثالث.
وفي صباح يوم الأحد ( اليوم الثالث) هاجت المدينة وماجت فذلك الإنسان ( اختفى ) من قبره رغم كل الحراسة المُشدّدة, وعَمّ الجميع خوفٌ عظيمٌ. ولكن صاحبنا كان يرتّل في بيته فرِحا بقيامة الرب, ذات الفرحة التي تملّكت قلب كاتب هذه السطور بعد ألفي سنة تقريبا.
أحبّائي ! القبر في المدينة لا زال فارغاً, ولكن لعل قلوبنا لا تكونُ مثلهُ بل تكون مملوءة بحبِّ من مات من أجل خطايانا وأقيم من أجل تبريرنا ... لقد قام حقا.

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 06:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
طول الاناة

ماذا تعرف عن "طول الأناة" وهل لطول الأنف صلة بطول الأناة


لا لايوجد اي صله الا من ناحية لغوية ففي اللغة العبرية المعنى الحرفي للكلمة "طول اناة" هو "طول الأنف" "إروخ أفايم أو "طول النفس "، لأن الغضب يظهر في أنفاس عنيفة سريعة تخرج من الأنف ، ومن هنا جاء التعبير " بطيء الغضب " أو " طويل الروح " " إروخ أفايم " "طويل الأنف" وترجمت إلى اليونانية " مكروتوميا " ..
وقد نسب " بطء الغضب " إلى الله في سفر الخروج (34 :6) عندما نادى الرب لموسى : " الرب إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب.. " ، " الرب طويل الروح " (عدد 14: 18، مز 86: 15، 103 :8، 145: 8، نح 9: 17، يوئيل 2: 13، يونان 4: 2، ناحوم1 :3)، ونجدها في أغلب هذه المواضع مرتبطة بالقول : " رحيم ورؤوف وكثير الإحسان ، أو كثير الرحمة " . ونقرأ في إرميا ( 15:15) : " بطول أناتك لا تأخذني " .
كما استخدمت للإنسان أيضاً بنفس المعنى " بطيء الغضب (أم 15: 18، 16: 32). وفي سفر الجامعة ( 7: 8) " طول الروح خير من تكبر الروح " وهى فى الأصل العبرى "اروخ روح " .
وفي العهد الجديد نجد " طول الأناة " ترجمة للكلمة اليونانية " مكروتوميا " وهي الكلمة التي استخدمت الترجمة السبعينية للكلمة العبرية " إروخ أفايم " . والكلمة اليونانية تعني حرفياً " طول البال أو النفس " ( باعتبار النفس مركز العواطف ) بالمقابلة مع ضيق الفكر أو النفس وسرعة الغضب وقصر العقل ونفاد الصبر وعدم القدرة على الاحتمال .

وقد نسبت هذه الصفة الدالة على " الأناة " أو " طول الأناة " إلى الله ( رو2: 4 ، 9: 22) وقد ترجمت في بطرس الثانية ( 3: 9) إلى " تباطؤ" بالإشارة إلى طول أناة الله وإمهاله للخطاة في تنفيذ دينونته عليهم . وهي من ثمر الروح القدس في المؤمن ( غل 5: 22) . ويحرض الرسول المؤمنين لكي يسلكوا " بطول أناة " نحو بعضهم بعضاً ( أف 4: 2، كو1 :11، 3: 12.. الخ ) .
وطول الأناة يرتبط بالمحبة ، حيث يقول الرسول بولس إنه " بدون المحبة " يصبح كل شيء آخر بلا قيمة أو نفع ، فالمحبة " تتأنى وترفق" ( 1كو13 :4) .

وتترجم نفس الكلمة اليونانية في بعض المواضع بكلمة " يصبر " أو " يتمهل" كما في : " تمهل علىَّ " (مت 18: 26-29) ، ويظهر معناها بوضوح في القول : " أفلا ينصف الله مختاريه .. وهو متمهل عليهم " ( لو 18: 7)، وقد جاءت هذه العبارة في بعض الترجمات الانجليزية : " … وهو يتمهل في الانتقام لهم " ولعل هذا أقرب إلى المعنى المقصود .
وتترجم نفس الكلمة إلى " تأنوا " أو " متأنياً " ثلاث مرات في رسالة يعقوب ( 5: 7و8) .
ويقول " ترنش " في كتابه " مترادفات العهد الجديد " ( ص 189) ، إن الفرق بين الكلمة اليونانية " هوبوموني" ( التى تترجم بالصبر ) وكلمة " مكروتوميا " ( الأناة ) هو أن الكلمة الأخيرة تعبر عن الصبر بالنسبة للأشخاص ، بينما الكلمة الأولى تعبر عن الصبر فيما يتعلق بالأشياء ، ومن ثم لا نجد الكلمة " هوبوموني " تنسب إلى الله مطلقاً ، وعندما يقال عنه " إله الصبر " ( رو15: 5) يكون المقصود أنه هو الذى يعطي الصبر لعبيده وقديسيه .

ولكن في رسالة يعقوب ( 5: 7) تستخدم كلمة " مكروتوميا " بالإشارة إلى الأشياء أيضاً . وفي كولوسي ( 1: 11) تقترن الكلمة بالصبر ( انظر عب 6: 12-15) بالإشارة إلى الصبر في احتمال التجارب والمشقات . كما تقترن في كولوسي ( 1: 11) بالفرح أيضاً مما يدل على أنها ليست مجرد استسلام ، ولكنها قبول إرادة الله – كيفما تكون – بفرح .

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 06:10 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ما لك ههنا يا إيليا؟

وكان كلام الرب إليه يقول ما لك ههنا يا إيليا؟ ... فقال اخرج وقف على الجبل أمام الرب (1مل 19: 9 ،11)

"ما لك ههنا يا إيليا؟" ذلك سؤال يمكن بحق أن يوَّجه إلى كثيرين منا عندما نترك مكان خدمتنا المعيَّن لنا بين إخوتنا، ثم نذهب لننام تحت رتمة أو لنخبئ أنفسنا في مغارة. ولا شك أن سؤال الرب هذا كشف حالة نفس إيليا. لكن كان عليه - أي على إيليا - أن يعرف السبب الحقيقي لهروبه وفراره، فلم يكن السبب أن غيرته للرب لم تُحدث أي تغيير في الشعب، ولا أن حالة الشعب كانت سيئة لدرجة لا يُرجى منها فائدة، ولا أنهم طلبوا نفسه ليأخذوها، بل أنه خاف فهرب. هرب لأنه لم يجعل الرب أمامه في كل حين، فنظر الطريق وصعوباتها بدلاً من النهاية المجيدة التي في آخر الطريق. فما قيمة أتعاب تُفضي إلى مجد؟!
وهنا قال الرب لإيليا "اخرج وقف على الجبل أمام الرب". هذه الكلمات تكشف لنا عن سر فشل إيليا. إن سر فشله لا يُعزي لأي سبب إلا لأنه لم يكن أمام الرب ولم يجعل الرب أمامه. لقد كان سر قوته أمام آخاب، وسر قوته في إقامة ابن الأرملة، وفي الإتيان بنار من السماء، وفي انقطاع المطر ثم في مجيئه؛ السر في هذا كله كان أنه كان يعمل بإيمان أمام الله الحي. ولما كفَّ عن ذلك خاف وهرب.
بقى درس أخير كان على إيليا أن يتعلمه أمام الرب. لقد رأى النار نازلة على جبل الكرمل، ورأى السماء اسودّت من الغيم والريح عندما جاء المطر، وظن أنه نتيجة لظهور هذه القوات العظيمة سترجع الأمة إلى الله في توبة عميقة، وللحظة سقط الشعب على وجوههم وقالوا "الرب هو الله"، لكن لم يكن هناك رجوع حقيقي. فكان على إيليا أن يتعلم أن الريح والزلزلة والنار لا يمكن أن تكون وسائط لإيقاظ الناس، إلى أن يُسمع "الصوت المنخفض الخفيف". فلا رجوع إلى الله رجوعاً حقيقياً إلا إذا سُمع صوت النعمة الذي يجتذب القلب إلى الله. فصوت الرعود فوق جبل سيناء ينبغي أن يتبعه صوت النعمة، فالله لم يكن في الريح ولا في الزلزلة ولا في النار، بل في الصوت المنخفض الخفيف، صوت النعمة.

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 06:18 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
تأمين حياة مجاناً

جميع شركات "تأمين الحياة " و "تأمين الصحة" لا تضمن لك لا الصحة ولا الحياة. ولكن توجد شركة تأمين واحدة ووحيدة تستطيع ليس فقط ان تضمن لك الحياة بل أن تعطيك حياة أفضل، حياة أبدية فياضة...
إسم الشركة: شركة دم يسوع المسيح (رسالة كورنثوس الأولى 10: 16).
صاحب الشركة: "الله الذي هو غني في الرحـمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها. ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مخلصون." ( أفسس 2: 4-8).
التكلفة: مجانا “ متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح”. ( روميه 3: 24).
ما هو الضمان: وعد الله الصادق في كلمته الحية.
“ لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” ( يوحنا 3: 16).

تفاصيل هذا الضمان موجودة في الكتاب المقدس. لذلك ننصحك بقراءة الإنجيل والتأمل في كلماته بتمعن.
* ماذا علي أن أفعل لأضمن تأمين الحياة الأبدية؟
ذات الفكر تبادر لذهن سجان فيلبي، فسأل بولس وسيلا : “ ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟ "

وكان جوابهما له: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك".
( أعمال الرسل 16: 30 و 31)

لذلك ارفع صلاة إلى الآب السماوي معترفا بخطاياك، معلنا توبتك الحقيقية عنها، أطلب من الآب أن يغفر لك خطاياك على حساب دم يسوع المسيح الذي سفك على الصليب بدلا منك، فتضمن الحياة الأبدية وتصبح في علاقة بنوة مع الله بواسطة شركة دم يسوع المسيح الذي يطهر من كل خطية.
* وماذا بعد؟ أشكر الرب ... فكلمة الله تقول:
"شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور. الذي أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته. الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا" (كولوسي 1: 12 - 14).

لا تؤجل: فحياتك تكون مضمونة ابتداء من لحظة صلاتك من كل قلبك معلنا توبتك عن خطاياك ومؤكدا إيمانك بالرب يسوع ، أنه هو المخلص والفادي لحياتك. وبدون ذلك تكون حياتك في خطر... لأن " الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" يوحنا 3: 36.
يقول إشعياء النبي " إن لم تؤمنوا فلا تأمنوا" اشعياء 7: 9.

أمّن حياتك بالإيمان بيسوع المسيح فتأمن وتضمن الحياة الأبدية.
ارفع صلاة من قلبك: يا رب أنا أعترف بخطاياي وبعنادي وابتعادي عنك. أتوب وأرجع إليك لأحتمي بدم المسيح الذي سفك على الصليب ليطهرني ويغفر لي خطاياي. أنا أقبل إليك ربي المبارك وأطلب منك أن تمتلك قلبي وحياتي وتكون ربا وفاديا شخصيا لي. لك كل المجد والإكرام والسجود إلى الأبد، آمين...
إن كانت هذه الصلاة تعبر عن وضعك فارفعها بالإيمان وثق أنك ستنال تأمين الحياة الأبدية مجانا من الرب فهو يعطي الحياة لمن يؤمن به.
خدمة البشارة السارة للجميع

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 06:20 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أين السعادة؟

هذا هو السؤال الذي يسأله الالاف حول العالم من كل لغة .. اين السعاده وكيف احصل عليها ؟
وربما تكون انت ايضا سألت هذا السؤال .. وربما بحثت عن السعاده ... وربما وجدت السعاده ولكنها كانت كالبخار الذي يظهر لحظات وفجأه يزول ويضمحل .

يظن البعض ان السعاده هي في ان يكون لديه المال ويسعي ليلا ونهارا من اجله ولكن للاسف يقع بين يدي فخ الطمع والجوع فعندما يصل الى المليون يقول لماذا لايكونون 10 مليون وعندما يصل اليهم يقول لماذا لا اصل الى الاكثر .. ولكن السؤال هنا هل هو وجد السعاده؟ بكل تاكيد لا .. هل تريد ان تعرف لماذا ؟
لان المال يضربه بالقلق والخوف من ان يخسر امواله ... المال لا يعطيه السعاده .. كثيرون يمتلكون الملايين من المال ويعانون من فيرس معين وللاسف اموالهم الكثيره لاتعطيهم الشفاء نهائيا .. قال احدهم وهو يمتلك الملايين من الدولارات اه من يعطيني صحة لاعطيته كل ما املك ، برغم غناه لكن للاسف غير سعيد بسبب المرض.
واخرون يبحثون عن السعاده في الشهره وبالفعل يصلون الي هذه الدرجة .. اسمع هذه الاخبار قالوا ان اغلبية المشاهير يعانون من اكتئاب شديد جدا جدا والبعض انتحر.
اخرون يبحثون عن السعادة في الاولاد ان يكون لديهم العديد من الاولاد ولكن للاسف يجلب اولادهم العار لهم وكسرة القلب .

يظن البعض الاخر ان السعاده هي في شراب الكحوليات وادمان المخدرات ولكن هذه تقودهم الي دمار المال والصحة وتنقلب حياتهم من سعادة لحظيه الي عذاب والي جحيم
البعض يظن ان السعادة في الزنا وفجأة يأتيه الايدز فيكون مهدد بالموت والعزله وترك الناس له خوفا من مرضه الذي قد اصيب به.

ولكن اين السعادة ؟
يقول الكتاب المقدس ..هذه الايات
القلب الفرحان يطيب الجسم .. امثال 22:17 – القلب الفرحان يجعل الوجه طلقا .. ام 13: 15
النفس الشبعانه تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو .. ام 7:27
القلب هو مركز الحياة .. اذا سكنت السعاده قلبك جلست ونمت السعادة في جوانب حياتك كما انها تظهر على وجهك ... فالسعادة هي بذرة داخل قلبك ثمرها في جوانب حياتك الكل لايرى البذره ولكنهم يروا الشجره والثمر، هكذا السعاده .. ولكن كيف تحصل علي هذه البذره ( السعاده )
من خلال سكنى الروح القدس داخل قلبك .. يا أبني اعطيني قلبك ولتلاحظ عينيك طرقي .. ام 26:23 ومن هذه الطرق السعاده ( الفرح ) وعندما يملك السلام في داخلك تمتعت بالفرح وما يأتيك بالسلام هو سكنى رئيس السلام الرب يسوع في داخلك .
من ثمار الروح القدس .. فرح .. سلام ..

اذا الحصول علي السعادة من خلال منبع ومصدر السعادة ، الا وهو ان يسكن الروح القدس في قلبك ويتملكه ..

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 06:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اليك شخصيا!

https://upload.chjoy.com/uploads/1354164613653.jpg
هب إعصار رهيب على ولاية فلوريدا في آب سنة 1979 وسبب خسائر فادحة وضحايا كثيرة، بالرغم من الإنذارات المتتالية التي أذاعتها محطات المراقبة أدى التهاون والاستهتار إلى أن يفقد الكثيرون حياتهم لعدم سماعهم وتصديقهم هذه الإنذارات، حتى أن مجموعة من الشباب سخرت من الإنذار ودعت إلى حفل صاخب أسمته "حفل الرياح الهوجاء" استهتارا منهم بما أذيع ... فجاءهم الإعصار محطما بيت المرح، وهم في ذروة اللهو والمجون وهلكوا جميعا.
حقيقة مشابهة جدا تحدث معك عزيزي القارئ، وهي أعلى مستوى من الهلاك الجسدي ولذلك فهي أشد خطورة إنها تخص موضوع هلاكك الروحي. والرب يسوع يقول، "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" (متى 10: 28).
أخي ، أختي: كلمة الله تعلن أن "الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رومية3: 23).
وكلنا يعرف كم هي كثيرة خطايانا وكم هي بشعة، لذلك يعلن لنا الله أن، "أجرة الخطية هي موت" (رومية 6: 23). وهذا هو حكم الله العادل والحق على خطايانا. وليس معنى الموت هنا أن يدفن في التراب، بل معناه أن تبتعد أرواحنا عن الله خالقها ومصدرها، لتتعذب في جهنم حيث هناك البكاء وصرير الأسنان، ولكن شكرا لله لأن حكمه هذا ليس نهاية الأمر، فمحبة الله اللامتناهية لم تترك الإنسان في يأسه، وفي وحل وقذارة خطاياه، بل أعدت له الخلاص، والرب يسوع أعلنه لنيقوديموس مستخدما الاصطلاح: "الولادة من فوق".

فلكي تحصل على الخلاص من "الدينونة" أي من "الهلاك الروحي" عليك أن تولد من فوق، وهذا يتم بالإقرار العقلي، والإيمان القلبي بيسوع المسيح ربا ومخلصا شخصيا لك أنت. وبذلك تتبع خطواته وتعمل بوصاياه لأنها ليست ثقيلة، فالخلاص لا يتم بالمعمودية، ولا بأول قربانة ولا حتى بالصوم والصلاة والذهاب للكنيسة، وزيارة الأماكن المقدسة، ولا بولادتنا من والدين مسيحيين، بل يتم فقط بالإيمان بالرب يسوع المسيح الذي هو هبة الله، وهكذا نحصل على حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا (رومية6: 23).

فخطية الإنسان وضعت حاجزا بين الله الذي يكره الخطية لأنه قدوس، وبين الإنسان، وكان على الإنسان أن يدفع ثمن خطيته بالموت ولكن عدل الله التقى مع محبته. بأن دفع الله ثمن خطايانا بواسطة موت ابنه، الرب يسوع المسيح على خشبة الصليب، وهو لم يفعل خطية واحدة، وذلك حتى ينال كل من يؤمن به وبكفارته عنه على الصليب حياة أبدية.
كما تقول الآية النورانية:

لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا3: 16)
ليتك أخي/ ليتك أختي تفكر/ي بالأمر جيدا لأهميته وخطورته، ففي سعيك لأجل تحصيل شهادة ما، أو لتكوين أسرة، وبناء بيت، واقتناء سيارة فأنت تتعب وتشقى ليلا ونهارا على مر سنين طويلة مضنية، وتتجاوز صعابا جمة لا حدّ ولا حصر لها، وهذا كله من أجل ما هو زائل وغير باق في حوزتك بل هو إلى حين، وأما الأمور الخالدة السامية فما بالك لا تكرس لها ولو قيد أنملة من جهدك وعمرك، لتنال عطية مجيدة تؤول ليس لخيرك الأبدي فحسب، بل أيضا لسعادة وفرح حياتك الحاضرة. فمن ضروب الغباوة أن تهمل شأن نفسك الخالدة، وتلقى كل اهتمامك على الجسد الذي هو تراب والى التراب يعود.
لذلك أتوجه إليك شخصيا، وأقول لك لا ترفض خلاص الله المعد لك أنت خصيصا، تب عن خطاياك وتعال إلى الله وفي لحظة تصبح مخلوقا جديدا، له حياة أبدية سماوية، فالمسيح يدعوك: "عجّل" والشيطان يحاول أن يملك قائلا: "أجّل".

الله يريدك أن تذكره في أيام الشباب، فالقلب يتقسى مع مرور الزمن والتأجيل، ولا أحد يعلم ما قد يحدث غدا، ومتى تأتي ساعة الرحيل. لذا كن على قدر المسؤولية، اقبل النعمة المقدمة لك الآن. ولن تندم فقد وعدنا المسيح (ووعده أمين وصادق): "أتيت لتكون لكم حياة وليكون لكم أفضل". كل هذا إضافة إلى الحياة الأبدية في السماء حيث أعدّ الله لنا ما لم تره عين، ولم يخطر عال بال إنسان، وكل ذلك لأن الله يحبنا فهو محبة. ومحبته فائقة جدا لا نستطيع أن نستوعبها، فقد أرسل أغلى ما لديه، ابنه الحبيب، الرب يسوع لكي يفتديك ويدفع ثمن خطيتك.
وإن سألت: لماذا فعل هذا؟
تسمع الجواب لأن الله محبة. ولعمق محبته لا نهاية، فهو لا يريدك أن تعيش حياة الشقاء والتعاسة، بل محبة الله تدعوك لحياة الفرح والسلام والنجاح، ولحياة القداسة والإيمان، لأن هذه هي الحياة الأفضل، بل الحياة الفضلى، الحياة التي لا نهاية لسعادتها لأنها أبدية.

أتيت لتكون لهم حياة وليكون لكم أفضل

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 06:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كيف تكون مؤثراً بالآخرين

https://upload.chjoy.com/uploads/1354165686021.jpg

في وسط ضغوط الحياة فقد المؤمن تأثيرة في من حوله ، وأختلط مع العالم فكادت أفعاله تشابههم وأقواله تماثلهم ، وكدت لا تفرق بين المؤمن من غير المؤمن .
ويبرر الكثيرين من المؤمنين هذا قائلين " أن ضغوط الحياة وعبئها يدفعنا أن نساير العالم كما هو ،ونسوا ما قاله السيد المسيح في أنجيل متى 5:13،14 “ أنتم ملح الأرض ........... أنتم نور العالم"
فأصبح المؤمن يحلف ويسب ويكذب ليتم علينا قول الكتاب المقدس في" هوشع 7:8 أفرايم يختلط في الشعوب ".

أحبائي رسالتنا في هذا العالم أن نؤثر فيهم ونترك لهم وفي حياتهم بصمات تشهد عن يسوع الذى نعبده ، فرسالة الرب إلينا في هذا المقال " هو كيف تكون مؤثراً رغم كل الظروف " كيف تؤثر في عملك في بيتك في جامعتك في عيادتك ، في كل شيء " أنت مدعو لكي تكون مؤثراً في حياة الآخرين ،ثؤثر بطريقه ايجابية ،واليكم أستعرض قصة من الكتاب المقدس عن مجموعه من الأبطال الذين أثروا في حياة الآخرين ،وكانت لهم شهادة حسنة ، لم ينحنوا للظروف ولكنهم أثروا في كل الظروف ، ونجد هذة القصة في سفر دانيال.
دانيال هذا الشاب الذي كانت حياتة مؤثرة ، وكان مؤثراً في شهادته لمن حوله ، أذ نقرأ عنه في " دا1:8 “ أما دانيال فجعل في قلبهِ أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمرِ مشروبهِ،فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس .
ما أجمل هذة الكلمات الرائعة عن إنسان وضع في مكان الشر والخطية وضع في قلبه أنه لا يتنجس ، لا يتنجس رغم كل الظروف ، لا يتنجس وأن كان هذا هو الحال المعتاد في مكان تواجده، أنه لا يساير التيار ولا يمشي مع الاحوال أنه كان حقاً أنساناً مؤثراً ومميزاً جداً.
ونقرأ في دانيال 3:16 عن الفتية الثلاثة أو بالحقيقة هم " أبطال ثلاثة" لم يتهددوا من كلام ولا تهديد الملك ،ولا من قوة النيران المشتعلة ،ولكنهم وضعوا في قلوبهم كيف يكونوا مؤثرين وقالوا بصوت مرتفع " يا نبوخذ نصر . لايلزمنا أن نجيبك عن هذا الأمر ،هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقدة وأن ينقذنا من يدك أيها الملك ".

أحبائى قد يوجد بعض المؤمنين الذين ينحنون للظروف ويسايرون العالم بأهوائه وميوله ولكن أنظروا معي قصة هؤلاء الأبطال الذين لم يخافوا الموت بل جعلوا في قلوبهم كيف يشهدون لألهم كيف يؤثرون في حياة الآخرين ، فهل لك عزيزي هذه الشهادة؟ هل حقاً حياتك مشهوداً لها من الجميع ؟ هل تعيش حياة القداسة في مكان الشر والخطية ؟ هل تهرب من الخطية كيوسف امام زوجة فوطيفار ، فتتمم كلام الكتاب المقدس في 2 كو6:17 “ أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجساً فأقبلكم ".
هذا شهوة قلبك أن تعيش أميناً للرب مؤثراً رغم ما يحيطك من شرٍ ، اقرأ معي ما كتبة بولس لأهل فيلبي " يسلم عليكم جميع القديسيين ولا سيما الذين من بيت قيصر " فيلبى 4:22
من داخل بيت قيصر بيت الفجور والشهوات الإباحيه يوجد قديسيين أفاضل لهم صيت حسن كرسوا حياتهم للرب

فهل أنت أخي واحد من هؤلاء القديسين الأفاضل ؟
فهل أنتِ اختي شهادة حسنة؟ يوجد لكِ سؤال عندى كيف حال لبسك هل يقولون عليكِ حقاً بنت المسيح ،أم لبسك سبب عثرة لجيل الشباب ، أنتِ صورة المسيح للجميع فلا تشوهيها .

أحبائي تذكروا كيف تسلكوا بتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة ...



Mary Naeem 24 - 12 - 2012 08:05 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لماذا وصف المزمور ( 92 آية 12 )بالآتي &(الصديق كالنخلة يزهو كالأرز في لبنان ينمو)

https://upload.chjoy.com/uploads/1354164403782.jpg
اولآ :لان النخلة طولها قد يصل الي 24 متر و ضعف طولها يكون جزرها أي 48 متر لتستمد مائها من المياه الجوفية لذلك يقوم النخل في الصحراء ويتحمل العطش وهو معمر ويصل عمره ال 150 سنة وكل شيء فيها مفيد (الثمر البلح +السعف +الساق )خ
ثانيآ :أرزلبنان شجر دائم الخضرة ويصل ارتفاعه الي 24 متر وعرضه 12متر وتمتد اغصانه الي 300 قدم وهو طويل الامد


+++ الصديق كمثل الصليب + قاعدته في الارض ثابتة في مياه المعمودية مستمد ايمانه منها دافنآ الانسان العتيق فيها ورأس الصليب في السماء مستمد روحانياته منها
هذا عن النخلة + وعرض الصليب متشعب مثل شجرة الارز يظلل بتعاليمه التي استمدها من السماء وارتواها من ماء المعمودية ليروي منها من هم في احتياج للروحيات اي ينشر تعاليم السيد المسيح


+++ النخلة كل ما تقذف بحجارة تاتي ببلح وثمر اكثر كذلك المؤمن (الصديق ) كلما تعرض للتجارب يثقل وياتي بثمار نافعة تدخله الفردوس +الرب يعطينا ان نكون مثل النخلة مغروسين في مياة المعمودية وفكرنا في السمويات ومثل شجر الارز ممتدة تعاليمنا المسيحية وكرازتنا الي اقصي المسكونة.

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 08:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
كيف ارضيك يارب ؟
https://upload.chjoy.com/uploads/1354165123373.jpg

انا كشاب او شابه اعيش فى عالم ملىء بالتوتر

والعولمه والاخطار


ترضى ربنا بعدة طرق تسأل نفسك الاسئله دى



الصلاه




بتصلى

مواظب على الصلاه
صلاتك عادية ولا من الإجبية وبالمزامير
صلاتك بحرارة وبإحساس بالوجود فى حضرة الله
بتسرح وقت الصلاه
بتصلى من أجل الاَخرين وأعدائك زى ما ربنا طلب مننا




الصوم


بتصوم كل أصوام الكنيسة
والاربعاء والجمعة
هل ليك فترة إنقطاع في أصوامك




العطاء


هل انت امين في تقديم العشور
مهتم بالفقراء والمحتاجين ورحيم بهم




الكتاب المقدس


مواظب على قرائته
هل ليك قراءات عالميه لا يجب أن تقراها




الإعتراف


مواظب على الإعتراف
إمتى أخر مرة إعترفت
بتحس ان فيه حاجه بتحاول تخبيها عن اب اعترافك




التناول


مواظب عليه
إمتى أخر مرة إتناولت




الكنيسة


مواظب على الذهاب للكنيسة
هل فيه حاجه بتمنعك
مواظب على حضور القداسات
بتحضر القداس وانت صايم ولا فاطر
بتيجى القداس متأخر
بتحضر إجتماعات الكنيسة
بتخدم
أمين في خدمتك





خطايا اللسان


هل فيه
كذب . نميمة . إدانة . تجديف . شتيمة . تهكم . مزاح رديء
مناقشات غبية . كلام غير لائق . حلفان . كلام جارح

هل بتحب تعلم أوتوبخ اوتنصح غيرك حتى اللى أكبر منك سنا
بتغنى أغاني العالم




خطايا الفعل


خصام . تسبب فى العثرات . سرقة . سماع اغانى او اشياء
لاتمجد ربنا . رقص . شجار . سكر . تدخين . إهمال .
عصيان . عادات رديئة . غش . نظرات شريرة




خطايا الفكر


هل فيه
غضب . خوف . كبرياء . تجديف . نميمة . إدانة. حسد.
غيرة . تذمر . حقد . كره . شهوة. طمع . تفكير فى الانتحار
يأس . حزن

هل يحاربك الفكر من الخارج وتحاول أن تطرده أم تستجيب له

هل يتحول الفكر إلى شهوة أحيانا فيغريك على الخطية بالفعل

هل تشغلك أفكار بخصوص اهتمامات العالم ومشاكله وأحزانه

ما الذي يشغل تفكيرك ويضايقك ويفقدك سلامك في هذه الأيام




علاقتك بالناس


هل أسأت لأحد
بحجة : الدفاع عن الحق . المزاح . الجهل . النسيان

هل تعتذر . وهل تبادر أنت بالمصالحة

هل أنت سريع الغضب وما هي مظاهر غضبك

( غضب داخلي . حدة في الصوت . كلاما جارحا . شتيمة . عراك . ضرب )

هل تصرف غضبك بسرعة ولا بيفضل معاك فترة

هل بيتحول غضبك من أحد إلى حقد أو كراهية له

هل أنت مقصر في حق حد

ودلوقتى بتأدى واجبك معاه بالكامل
ولا مازلت مقصر

هل ليك صحبة شريرة مع أحد

هل بتحب مديح الناس

هل بتسعى لكده وكيف

وإيه بيبقا شعورك إذا ذمك أحد أو تجاهلك أو عارضك




التدريب الروحى


هل بتتحلى ببعض الفضائل

قد إيه مقدار الفضائل دى عندك
( الإحتمال . التسامح . محبة الأعداء )

هل بتحسن لمن يسىء إليك

وهل بتحب من يبغضك

هل فيه فضائل تحب إنك تدرب نفسك عليها




أما اَخر خطوتين
فهما


إنك تواظب على التناول من الأسرار المقدسة

وإنك تعمل أعمال صالحة ترضى ربنا


وتبقى كده ضمنت أبديتك

Mary Naeem 24 - 12 - 2012 09:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
شمس البر
http://www.kalimatalhayat.com/images...otions/sun.jpg
"وتغيرت هيئته قداّمهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت هيئته بيضاء كالنور" (متى 2:17). صعد بطرس ويعقوب ويوحنا مع المسيح إلى جبل عال منفردين، المكان مليئ بالهدوء والرهبة، والهواء العليل والنسيم الخفيف الناعم يدخل إلى داخل القلوب من دون إذن من أحد، وفي تلك اللحظات الحميمة تغيرت هيئة المسيح وأصبح وجهه كالشمس، كيف لا وهو شمس البر فمنه يخرج نور الحق لكي يخرق القلوب الخاطئة فيحطم أصل الخطية، كيف لا وهو الذي جعل الشمس تقف بنورها الباهر لكي تضيء للجميع، كيف لا وهو رئيس الحياة ونبع كل الخيرات.
موسى وإيليا أحضرا في لحظة وظهرا يتكلمان مع رب المجد يسوع المسيح، فاندهش بطرس والجميع من هذا المنظر البهي والمميز والرائع وكان حضور الله الجبار واضح ولا لبث فيه، يسوع موجود في الوسط وعلى جانبه رجل الله موسى الذي مات ولم يعرف أين دفن "فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب. ودفنه في الجواء في أرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم" (تثنية 5:34) وإيليا الذي كان يتكلم دوما بحق الله "فقالت المرأة لإيليا هذا الوقت علمت أنك رجل الله وأن كلام الرب في فمك حق" (الملوك الأول 24:17).
فتحيّر التلاميذ الثلاثة من هذا الحضور البهي من على رأس الجبل المطل على السهول الخصبة شمس البر يستطع لمعانا يبهر القلوب والعقول، فاقترح بطرس أن يصنع ثلاث مظال، لأنه شعر بسلام عميق يخرق وجدانه فاشتهى أن لا يفارق هذا المكان أبدا، وفي ذلك الوقت كشفت هوية المسيح الحقيقية له بالتمام أمام عينيه ولشدة عظمة المنظر لم يستوعب فانحنى ساجدا ينظر بترقب وانسحاق وطاعة، وفجأة "إذا سحابة نيّرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا" (متى 5:17).
من السماء مباشرة هبط الإعلان لكي يعلم الجميع أن الذي كان في المذود بين أحضان مريم العذراء هو ابن الله العلي هو شمس البر الذي نوره عم المسكونة فجاء ليمنح الخلاص لكل من يتوب ويؤمن به، إعلان كشف المكتوم فجعل التلاميذ يسقطون على وجوههم بخوف ورهبة، لأن حضور الله قد ملىء المكان، فالسماء أنشدت وترنمت بصوت عال جدا هذا هو ملك الملوك ورب الأرباب هذا هو المخلص الرب هذا هو شمس البر.
صديقي العزيز: وفي هذه الأيام الرائعة التي نتذكر فيها تجسد المسيح البهي، أشجعك وأناشدك أن تضع ماضيك وحاضرك ومستقبلك بين يدي شمس البر (يسوع المسيح) الذي أضاء في قلوب كثيرين ويريد أن يضيء لك شخصيا، فهل تقبل إليه؟

Mary Naeem 25 - 12 - 2012 05:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مسؤوليتنا تجاه الملكوت

https://upload.chjoy.com/uploads/1356383898831.jpg

قال الرب يسوع .. دفع الي كل سلطان في السماء وعلي الارض فأذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم بإسم الاب والابن والروح القدس وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به .. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر..
متي 18:28-20 ربما نرى من الصعب عمليا ان يكلف الله التلاميذ بهذه المهمه الصعبة .. لانه كيف يمكن لعدد قليل مثل هؤلاء ان يذهبوا ويتلمذوا جميع الامم! كان عدد السكان في ذلك الوقت 25 مليون شخص وكان عدد السكان يزدادون يوما فيوما حتي بلغ عدد السكن فيما بعد اكبر من 6000 مليون نسمة .. هؤلاء التلاميذ لم يكلفهم الله بمهمة دون ان يعطيهم الدعم قال لهم ها انا معكم كل حين. كيف يكون الله معهم ؟! قال لهم امكثوا في اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي، وهذه القوة هي شخص الله الروح القدس سيكون في داخلهم، هذا هو الدعم. انظر معي كيف صاروا هؤلاء القلائل امام 25 مليون .. فتنوا المسكون منهم من ذهب الي الهند ومنهم من ذهب الي الحبشة ومنهم من ذهب الي مصر ومنهم من تجول في اوروبا واسيا وهكذا بدأت الكرازة تنتشر الي العالم اجمع .. وهكذا ينادي الرب في كل يوم .. الحصاد كثير .. الحقول قد ابيضت للحصاد .. ان الرب ينتظر فعله ليرسلهم الى هذه الحقول من اجل الحصاد .. وانت هو الفاعل الذي يطلب منه الرب ان يذهب.
ماذا يمكن فعله تجاه المهمه المستحيلة؟ ان نذهب الي العالم ؟
ماذا تفعل انت هل تنظر الي العالم وتتجاهل وتتناسى وتهتم بامورك الشخصية دون ان تنظر الى من حولك ؟
هل تفعل ما تفعله النعامه عندما ترى الصياد قادم، فانها تدفن راسها في الرمال وتظن انها هربت من الصياد ؟ وهل تفعل هكذا، تشغل نفسك بالعالم لكي ما تهرب من هذه المسئولية وان تذهب الي العالم لتكرز بالانجيل وتتلمذ شعبا ليكون تلاميذ للرب .. يجب علينا ان ننظر الي سكان الارض كأفراد ونصلي لهم كل واحد في ظروفه ونخطط للوصول لهم وأن نبدأ من اورشليم ثم اليهودية ثم السامره ثم الي اقاصي الارض .. كيف سيرسلك الله الي اقاصي الارض واورشليم التي هي ربما جارك .. شخص في بيتك .. صديق لك في العمل .. لم تذهب له .. هل انت تذوب وسط العالم؟

لماذا قال الرب عن المؤمنين انهم ملح الارض ... لان الملح يذوب في الطعام هكذا ينبغي انت ان تذوب وسط العالم وان تحترق كشمعه لتضيء للخطاة .. ان كنت تخاف او تخجل او ان هنالك خطية في داخلك؟! يجب ان تفحص ما الذي يعطلك من ان تكرز للرب! العلاج هو ....
اشعياء 6 .. انظر الي دخول اشعياء الى قدس الاقداس ( لمحضر الرب ) ماذا حدث له رأي نفسه وصرخ الي الرب.
ينبغي انت ايضا ان تدخل الي محضر الرب ( عرش النعمة ) وهناك تفحص نفسك وتصرخ اي تعترف وتخرج كل ما يعطلك وبعدها سيرسل الرب عليك مسحته. ويسألك: من ارسل؟

سيعطيك النعمة والمعونة والرحمة وهذا سيدفعك ان تقول له ها انذا ارسلني .. هيا نعمل معا لاجل خلاص الملايين حول العالم ..
الرب يبارككم ..

Mary Naeem 25 - 12 - 2012 05:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
في الوقت القصير الباقي

في الوقت القصير الباقي لنجاهد ونحن على ركبنا

https://upload.chjoy.com/uploads/1356380415171.jpg

(( وانتم ايضاً مساعدون بالصلاة لأجلنا)) 2 كورنثوس 1: 11
مساء أمس قمت بجولة لمملكة وراء البحار. لم أذهب في سفينة او طائرة لكني ارتحلت بكيفية أخرى على ركبتيَّ!
رأيت هناك جموعاً غفيرة ضالة وهم يرزحون تحت حمل الذنوب. وقد أرشدني الآب لهذه المنطقة التي تزخر بنفوس غالية في عينيه. قال لي الرب : (( أنت تصلي وانا استجيب)). الآن يتعلق الأمر بمحبتك لي في الوصول لهذه النفوس الهالكة. خضعت وانحنيت للصلاة. وتخيلّت عن جانب من راحتي الشخصية ثم احسست بوجود الرب بجواري وأنا على ركبتيّ.
وأثناء صلاتي شاهدت (بعيني الإيمان) نفوساً تخلص ومرضى يشفون. رأيت خداماً للكلمة يجددون قواهم الروحية أثناء خدمتهم الشاقة وسط هذه النفوس.

قلت يا رب نعم، لن أهدأ حيث اني أبغي مسرتك. لقد تحققت دعوتك وأني سوف أتجوّل- عن طريق ركبتيّ.

Mary Naeem 25 - 12 - 2012 05:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يسـوع المسيح

https://upload.chjoy.com/uploads/1354165123373.jpg

لقد تجسد الحق في يسوع اي اضهر في يسوع المسيح، فهو التعبير الحقيقى عن الله، ويسوع الحق المثل الأعلى للإنسان، ويجمع في ذاته توافق الوجود، وتوحيد العا لم المضطرب، ومن ثم فهو الحق المعلن (يو 14: 6)، وهو "اللوجوس" (الكلمة- يوحنا 1:1) (كو 1: 14-19، 2: 9).
1. يسوع هو الحق
يوحنا 14: 6 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.
يوحنا 7: 18 مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ، وَأَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ الَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمٌ.

2. يسوع كان مملوء بالحق
يوحنا 1: 14 وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.

3. يسوع تكلم بالحق
يوحنا 8: 45 وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي.

4. الحق اضهر بيسوع
يوحنا 1: 17 لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا

5. يسوع اعلن الحق (يشهد عن الحق)
يوحنا 18: 37أَجَابَ يَسُوعُ:«أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي».
(بما ان الله هو يسوع فصفات الله في الحق تتبع يسوع كذلك انظر الى مادة 5 في الله حق).



Mary Naeem 25 - 12 - 2012 05:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 


كما أن الروح القدس هو روح الحق، وعمله هو أن "يرشد إلى جميع الحق" (يو 13:16، 1يو 27:2، 6:5).


1. الروح القدس هو روح الحق
يوحنا 16: 13 وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ
يوحنا 14: 16-17 وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.


2. الروح القدس يقود او يرشد الى الحق
يوحنا 16: 13 وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ.

3. ثمر الروح هو حق
افسس 5: 9 لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرّ وَحَقّ


4. كنيسة الله هي عامود الحق
1ثيمو 3: 15 فَلِكَيْ تَعْلَمَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَتَصَرَّفَ فِي بَيْتِ اللهِ، الَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ




Mary Naeem 25 - 12 - 2012 05:52 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الحق في الإنسان
https://upload.chjoy.com/uploads/1355657749441.jpg

بما أن الإنسان المؤمن مرتبط بالله ارتباطا في الأصل والالتزإم، فهو ملزم أدبياً أن يلاحظ ويستجيب لكل مطالب علاقته بالله وبالنظام الذي يعيش فيه تحت سيادة الله, وان يصنع ما يطلبه الله منه وهو
الحق.
الحق أي الصدق في الإيمان والكلام، كما في تجاوب طبيعته تجاوباً كاملاً مع المطلوب منه، وهى صفة يجب أن تتوفر في الإنسان المؤمن، فيُمتدح متى وجدت، ويُدان إن غابت، فهى صفة أساسية للإنسان المؤمن. لقد تقدست نفوس المؤمنين باطاعة الحق في المعمودية 1بط 1: 22 طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، وهنا- كما في حالة الحق الإلهي - يظهر الحق الإنساني فى العلاقات والمسئوليات الاجتماعية اي في الأمور التي يجب ان يعملها ويظهرها اي يتصرف بالحق وليس فقط في الكلام أو في الاستجابة لأمر أو كلمة معينة. (مز 15: 2، 119: 30، أم 2 1: 19، 23:23، إش 59: 4 و 14 و 15، إرميا 28:7، 9: 3، هو 4: 1، رو 1: 18و 25، أف 4: ه 1، 2تس 2: 10 و 12).
الحق الانساني هو استجابة للحق الإلهى، ويجب نواله على أساس أنه هبة من الله، وهذه الموهبة تأتي عن طريق التعليم وعمل الروح القدس في حياة الإنسان المؤمن، ولا يمكن تواجد الحق في المؤمن إلا بعمل "إله الحق" في روح الإنسان. إن حرية الإنسان في تحقيق ذاته وقبول الحق تعتمد على موقفه من قبول ابن الله، و من ثم فإن الخلاص "بمعناه الكامل" يُعبر عنه بالحق، (يوحنا 8: 30-36، في 3: 10-16، انظر أيضاً مز 51: 6، إش 25: 1، يو 3: 21، 16: 13، 17: 19، 18: 37، أف 4: 21، 24، 5: 9، عب 10: 26، 1يو 2: 27).

1. على المؤمن ان يسلك في الحق
ان المؤمن هو رجل او انسان حق سفر الخروج يتكلم عن رجال الحق او رجال امناء خروج 18: 21 وَأَنْتَ تَنْظُرُ مِنْ جَمِيعِ الشَّعْبِ ذَوِي قُدْرَةٍ خَائِفِينَ اللهَ، أُمَنَاءَ مُبْغِضِينَ الرَّشْوَةَ.

2. الحق يسكن في المؤمن
2 يوحنا 1: 2 مِنْ أَجْلِ الْحَقِّ الَّذِي يَثْبُتُ فِينَا وَسَيَكُونُ مَعَنَا إِلَى الأَبَدِ:
امثال 3: 3 لاَ تَدَعِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَتْرُكَانِكَ. تَقَلَّدْهُمَا عَلَى عُنُقِكَ. اُكْتُبْهُمَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ،

3. المؤمن يعلم ويتكلم بالحق
1ثيمو 2: 7 الَّتِي جُعِلْتُ أَنَا لَهَا كَارِزًا وَرَسُولاً. اَلْحَقَّ أَقُولُ فِي الْمَسِيحِ وَلاَ أَكْذِبُ، مُعَلِّمًا لِلأُمَمِ فِي الإِيمَانِ وَالْحَقِّ
2كور 12: 6 فَإِنِّي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَفْتَخِرَ لاَ أَكُونُ غَبِيًّا، لأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ. وَلكِنِّي أَتَحَاشَى لِئَلاَّ يَظُنَّ أَحَدٌ مِنْ جِهَتِي فَوْقَ مَا يَرَانِي أَوْ يَسْمَعُ مِنِّي
كذلك 2كور 6: 7. و2كور 7: 14 . و2كور 4: 2.

4. المؤمن يلهج بالحق
فيلبي 4: 8 أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا. 9 وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهذَا افْعَلُوا، وَإِلهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ.
امثال 12: 17 مَنْ يَتَفَوَّهْ بِالْحَقِّ يُظْهِرِ الْعَدْلَ، وَالشَّاهِدُ الْكَاذِبُ يُظْهِرُ غِشًّا.

5. المؤمن يلبس الحق
افسس 6: 14 فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ،

6. الحق يحفظ المؤمن
امثال 20: 28 الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ يَحْفَظَانِ الْمَلِكَ، وَكُرْسِيُّهُ يُسْنَدُ بِالرَّحْمَةِ.
الشيطان يخلو من اي الحق
يوحنا 8: 44 ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَق. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.
اتباع الشيطان لا يعرفون الحق او يخلون من الحق
2ثيمو 3: 8 كَذلِكَ هؤُلاَءِ أَيْضًا يُقَاوِمُونَ الْحَقَّ. أُنَاسٌ فَاسِدَةٌ أَذْهَانُهُمْ، وَمِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ مَرْفُوضُونَ
2ثيمو 4: 4 فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ.
الله يكره الذين لا يعملون في الحق
امثال 12: 21-22 لاَ يُصِيبُ الصِّدِّيقَ شَرٌّ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَمْتَلِئُونَ سُوءًا. 22 كَرَاهَةُ الرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ، أَمَّا الْعَامِلُونَ بِالصِّدْقِ فَرِضَاهُ.

Mary Naeem 25 - 12 - 2012 05:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لغة العالم ولغة المسيح

https://upload.chjoy.com/uploads/1355645315432.jpg
أصبحت لغة العالم المفضلة اليوم هي "الأنا" ،لغة ولهجة يتكلم بها كل كبير وصغير ،رجل كان ام أمرأة ، وهذة اللغة لا يفهما إلا كل الذين أحبوا العالم برمته وكرسوا له وقتهم وحياتهم ، هو تعد من أكثر اللغات أنتشاراً في كل العالم بكل أديانه وطوائفة ،وبين طبقاته سواء الغنية أو الفقيرة ،فسيطرت على الحياة بأكملها ،وأصبح من الصعب جداً أن يتعامل الناس بعضهم مع بعض بدون هذه اللغة الصعبة ، ولهذه اللغه مدارس ومعاهد وجامعات ،و ان من يتعاملون بهذة اللغة هم ماهرون جداً فيها ويحصلون على أعلى العلامات فيها .
لكن هنا عزيزي القارئ أريد أن أتحدث معكم بشيء من الوضوح عن هذة اللغه ولماذا سيطرت على كل العالم في أيامنا هذا ، مقارناً بينها وبين لغة السيد المسيح ، وكيف يعلمنا السيد المسيح لغة الحياة اليومية.
فإذا أخذنا أحبائي مثلاً من الحياة اليومية نجد أننا نبحث لذواتنا عن كل شيء ،أصبحنا نتتطلع ما هي الفائدة التي سوف نحصل عليها إذا فعلنا هذا أو قمنا بذلك ،سيطرت "الأنا" على كل أفكارنا وتصرفاتنا ولا يمكننا أن نقوم بشيء قبل أن نحسب ما الذي يعود به علينا من هذا الشيء، دخلت " الآنا" في الأسرة الواحدة فأفقتدتها محبتها لبعض. صار الأخ يفكر في ذاته أولاً قبل أخوتة الآخرين ، والزوج قبل زوجتة أو العكس أيضاً ، وحتى أن هذة اللغة توغلت كالمرض داخل كنيسة المسيح فأصبح الكل يتسابقون على المناصب القيادية وكأن الكنيسة وجدت على الأرض لتعطي منصباً لمن ليس له .
وكم من كنائس فقدت أمتيازاتها في العالم ،وقاد أعضائها بعضهم بعضاً إلى المحاكم ، وزُجْ بعضهم بعضاًَ داخل السجون وكان "الأنا " هو وراء كل هذا .
حتى عندما نحب بعضنا بعضاً يكون هدفنا في أغلب الأحيان يكون "الأنا" هدفنا. فقد نريد أن نمتلك من الآخرين شيئاًَ أو نريد أن نحصل على أمرٍ ما ، فأفقدنا "الآنا" نقاوتنا تجاه الجنس الآخر وكل ما نتطلع إليه من وراء علاقتنا بالجنس الآخر هو "الجنس" فيما كيف أمتلك الآخر ليّ.

أكتفي معكم أحبائي عن "الآنا بصفاته " رغم أن الحديث عنه طويل جداً ، لكنني أريد أن اتكلم سريعاً عن لغة المسيح وكيف يعلمنا المسيح في حياتنا وعلاقتنا اليومية تجاه الآخرين ، هل يعلمنا أن نحب لأجل غرض نريد أن نحصل عليه ؟ هل يعلمنا المسيح أن نقدم الرحمة للآخرين لكي يمدحونا؟ أم ماذا يعلمنا السيد المسيح في حياتنا وكيف يجب أن تكون لغتنا نحن كمؤمنين مع الآخرين.
احبائى يجب علينا كمؤمنين أن تختلف لغتنا عن لغة العالم ،يجب أن تخلو لغتنا من "الأنا" وهذا ما أعلنه الرسول بولس فى رسالة " غلاطية2:20 “ مع المسيح صُلِبتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ " , ما أعظم تلك الكلمات التي قالها الرسول بولس بالروح القدس عن أختبار حقيقي له ،فهو صلب "الأنا" في صليب المسيح وأصبح لا يعيش فيما بعد "للأنا" بل يعيش للمسيح الذي يحيا فيه.ويكمل بولس فيقول فما أحياه الآن في الجسد فأنما أحياهُ في الايمان ايمان أبن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي .
أن رسالتنا أحبائنا ليس أن نتمثل بالعالم في لغتة بل بكل حب نعلن لغة المسيح الذي علمنا أياها في كلمتة المقدسه .

نرى بعض من تعاليم السيد المسيح في إنجيل " متى " والإصحاح السادس .يعلمنا بعض الجوانب المضيئه في الحياة العملية ،فنرى أن السيد المسيح يعلمنا متى صنعتم صدقة لا نصنعها قدام الناس " أي لا لأجل أن نكسب مدحهم لنا ، بل نصنعها في الخفاء ،وهنا يركز السيد المسيح أن نلقي بمتطلبات "الآنا" جنباً ولا نلتفت إليها لأن "الآنا" تطلب مدح من الأخرين .
"الآناء" تطلب أن يعظمها الأخرين ويصفق لها الجميع وتتربع في أرقى الأماكن وتنحني لها كل الرؤوس ،ولكن لنا نحن كمؤمنين أن نتعلم من ذلك المعلم العظيم الذي متى فعل شيء حسن لا ينتظر مقابل من أحد وهذا ما يعلمنا أن نكون مثله، نقرأ في أنجيل لوقا الأصحاح السادس والعدد الخامس والثلاثون" بل أحبوا أعدائكم وأحسنوا وأقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً فيكون أجركم عظيماً وتكونون بني العليّ فأنه منعم على غير الشاكرين والأشرار.
كانت حياة يسوع على الأرض مثالاً لنا لكي نقتدى بها ، لم يبحث ولا مرة على " الآنا" بل هرب منها ونجد هذا مثلاً في يوحنا6:15 “ وأما يسوع فأذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوهُ ليجعلوهُ ملكاً أنصرف أيضاً إلى الجبل وحدهُ .
أحبائى يا ليت الروح القدس ينير قلوبنا وأن نتعلم من حياة المسيح تعاليم راقيه جداً تختلف عن تعاليم العالم ،وعندما يحاربنا " الأنا" نُسرع إلى الجبل لنصلي ، ليعلمنا الرب أن نكون رسالة واضحة لهذا العالم ،وأن تنير لغتنا السماوية هذا العالم الذي لا يعرف إلا "الأنا".
فأي من الفريقين أنت تكون؟وبأي لغة أنت تتحدث ؟
فهـــل بلغة العالم ، أم بلغة المسيح؟

Mary Naeem 25 - 12 - 2012 06:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
صورة الطريق مع الله

http://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphoto...53088323_n.jpg

قال ايلشع لايليا هذه الكلمات المباركه اعطني نصيب اثنين من روحك .. ما اجملها طلبه وما اجمله هدف ان يكون لاليشع نصيب اثنين من روح ايليا ... فانه يفكر كما اوصانا الرب ان نطلب اولا ملكوت الله وبره ثم جميع هذه الاشياء الاخرى التي نحتاجها يوما بعد الاخر ستزاد لنا لان ابانا السماوي يعلم كل ما نحتاج اليه قبل ان نسأله ... لو فكرنا ان نطلب فلا اجمل من ان نطلب مثل هذا الطلب ان يكون لك روح الله في حياتنا لكي ما يأتي اليك ويسيطر على كل حياتك ، لقد كان هذا اهتمام اليشع وهكذا ينبغي ان يكون اهتمامنا ايضا وهدفنا لان وجود الروح القدس في داخل حياتنا هذا ما يعطي لحياتنا لون وطعم ورائحة بل قوة لنا من الضعف والخطية .
الروح القدس هو وعد الاب السماوي لاولاده فقال الرب يسوع لتلاميذه هذه الكلمات المباركة : " لكنكم ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والي اقصى الارض .. سفر الاعمال 8:1 فما اجمل اعزائي ان يكون هذا سؤالنا خلال هذه الايام سكنى ووجود الروح القدس في حياتنا .. لم يطلب اليشع نصيبا واحدا من روح الله ولكنه سال نصيب اثنين انها طلب فيه الطمع في الحسنى او الازدياد في الروحيات ما اجمل ان تسأل الاب السماوي اعطني روحك والاب السماوي حينما يعطينا يعطينا كل روحه ليعيش فينا .
لكي ما نحصل على القوة الروحية لابد ان نعرف هذه الامور :
أولا الجلجال : نري في هذا الاصحاح ان عند صعود ايليا الي السماء ... ذهبا ايليا واليشع من الجلجال اي انتقالا من هناك وهذه هي الخطوة الاولى في حياة اليشع ان ينتقل او يخرج من الجلجال ..
وكلمة الجلجال تعني : دحرجة العار ونقرأ هذا في سفر يشوع 9:5 قال الرب ليشوع " اليوم قد دحرجت عنكم عار مصر فدعي اسم ذلك المكان الجلجال ... ونحن نعلم ان مصر ترمز في كلمة الله الى العالم الذي يقول عنه الكتاب ان ما في العالم هو شهوة العيون وشهوة الجسد وتعظم المعيشة .... وما هو العار الذي يريده الرب ان يدحرجه عنهم وعنا هو الخطية لان عار الشعوب هو الخطية .. فلقد صنع شعب اسرائيل اشياء كثيرة كانت جالبه لهم العار في ارض مصر والخطية تجلب للانسان العار فهي تنجس الانسان وتفلسه وتعريه وتعذب ايضا الانسان ومعنى الختان الذي كان يطلبه الرب من شعبه قديما هو الانفصال عن العالم وهو ايضا ان ينتقلوا من الجلجال اي ان يدحرجوا العار عنهم وينفصلوا عن ما يشابههم بالعالم ، وهذا ما يريده الله منا كي نحصل على روحه ان نتخلص من العار اي الخطية التي تجعلنا منفصلين عن الله.

ثانيا : بيت ايل :عندما انتقالا اليشع مع ايليا من الجلجال قال ايليا لاليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الي بيت ايل رفض اليشع ان يبقي هنا وطالب اليشع ايليا ان يرافقه الي بيت ايل ... وبيت ايل هنا هو بيت الله وكأنه يقول ما احسن وما اجمل ان يسكن الانسان هناك في بيت الله لان الرب هناك امر بالبركة .. وكأنه يقول مع المرنم هذه الكلمات واحدة سالت من الرب واياها التمس ان اسكن في بيت الرب الي مدى الايام وهذا معناه ان مرحلة دحرجة العار ليست مرحله نهائية ولكن ينبغي ان يليها المرحلة الثانية السكني في بيت ايل محضر الله .
الله يريد ان يدحرج عنا عار الخطية وان ننفصل عن الخطية قال الرب في القديم لشعبه اعتزلوا اعتزلوا ياشعبي لا تمسوا نجسا ...
وقال الرب ليشوع بعد سقوطه في معركة امام قرية عاي بسبب خيانة عخان بن كرمي " قم قدس الشعب وقل تقدسوا للغد لانه هكذا قال الرب اله اسرائيل في وسطك حرام يا اسرائيل فلا تتمكن للثبوت امام اعدائك حتي تنزعوا الحرام من وسطكم " يشوع 13:7

نعم عزيزي ان الله يريدنا ان نخرج الحرام من داخل حياتنا عن نستطيع ان نثبت امام اعدائنا (العالم والجسد والشيطان ) بهذا نحصل علي القداسة التي من خلالها يصنع الله معنا في العجائب وذلك من خلال ملك روح الله فينا ... هذه الخطوه هي ليست النهاية ولكن كما قد شرحت لك عزيزي ان اليشع دخلا في مرحلة ثانية بعد الجلجال وهي مرحلة بيت ايل ( محضر الله .. عرش النعمة ) لكي ما تستطيع ايضا ان تحصل على الروح القدس تحتاج الى بيت ايل.
قال الرب يسوع لتلاميذة واوصاهم ان لا يبرحوا من اورشليم بل ينتظروا موعد الاب الذي سمعتموه مني ... لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وال اقصي الارض .. اعمال 4:1-8
ويقول سفر الاعمال انهم رجعوا الي اورشليم من الجبل الذي يديعي جبل الزيتون الذي هو بالقرب من اورشليم على سفر سبت ولما دخلوا صعدوا الى العلية التي كانوا يقيمون فيها بطرس ويعقوب ويوحنا و...............هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم ام يسوع واخوته .. اع 12:1-14

عزيزي هل تفكر وتتسأل ما هي الصلاة والطلبة التي كانوا يجتمعون لاجلها لمدة خمسين يوما بعد صعود المسيح للسماء .. انها كانت طلبة وصلاة واحدة فقط يا رب نحتاج ونسأل الروح القدس الذي قلت انها انه يمكث فينا الى الابد وهم يتذكرون ما قاله لهم المسيح في اني لا اترككم حزانه بل ارسل لكم الروح المعزي .. انه امر مشوق جدا ان يتعرف التلاميذ على شخص الروح القدس كما قد تعرفوا وقبلوا شخص المسيح ، أحبائي ان تحتاج الى بيت ايل لكي ما تسأل من اجل الروح القدس لهذا مرحلة الجلجال ليس نهاية المطاف بل تحتاج الى بيت ايل للحصول على شخص الروح القدس وهناك ستحصل على الروح القدس روح القوة. هل تعني ماذا يعني بيت ايل وهذه المكان قد سماه يعقوب عندما كان نائما راي حلما وهناك رأى ملائكة الله صاعدون ونازلون فقال بعد استيقاظه ان هذا بيت الله اي مكان للعلاقة مع الله ولرؤية الله وهذا ما يريده الله لك ان تكون في بيت ايل لكي ما تراه وتتمتع بعلاقة معه وتحصل على الروح القدس.
بعد ان ذهب اليشع مع ايليا الى بيت ايل وهناك قدموا معا ذبيحة للرب وعبادة له ذهب معا الى اريحا ..

المرحلة الثالثة: اريحا هي مدينة امتلكها يشوع في اصحاح 6 وتعطي لنا صورة للانتصار والامتلاك وهذا ما طالب به اليشع ان يذهب معه الي بيت اريحا .. وكانه يقول نعم الى الامام .
ماذا تعني اريحا روحيا .. انها تعني انه بعد ان تحصل على الروح القدس الذي يكشف لك حتى اعماق الله هناك مهام ومسؤوليات سيفهمك اياها ويعلنها لك سيخبرك بمقاصد الله ويدفعك للانتصار على قوات الظلمة من اجل امتلاك شعوب له ولن يقف امامك جبل مثل كالب الذي وهو في سن الشيخوخة قال ليشوع اعطني هذا الجبل ، ان ارادة الله من جهتنا ان نعمل معه كما قال بولس الرسول نحن عاملان معا الله .. واننا خلقنا في المسيح يسوع لاعمال صالحه قد سبق الله فاعدها لكي ما نسلك فيها.

المرحلة الاخيرة هي مرحلة عبور الاردن ...
قال اليشع ايضا اني اذهب معك الى هناك لانه ايضا مرحلة الامتلاك ليست نهاية المطاف ولكن دعوة الله لنا وهدفه من خلقنا ان نعيش حياتنا كلها في اريحا منتصرين ونسعى من اجل الامتلاك وهذه المرحلة تقودنا الي المرحلة الاخيرة هي مرحلة عبور الاردن ... والاردن يعني لنا عبور البرية نهاية زمن الحياة . قال بولس عن رغبته للحياة الابدية لي اشتهاء ان انطلق . نعم ان الحياة الابدية بيت الاب هو رجاء كل مؤمن. الله اعطانا الروح القدس لكي ما يجهزنا ويكللنا بالسهر الروحي فنمتلك لاجله امم وشعوب ان نعمل لاجله مع اصحابنا وبيوتنا وعئلاتنا واقاربنا والخ.. حتى اقصى الارض.لا نستطيع فعل هذا بدون الروح القدس وبيت ايل الذي يوصلنا الى بيت الاب هو ان تعبر من الجلجال ان تدحرج العار ثم ايضا تدخل الى بيت ايل حيث هناك رؤية الرب وتتمتع بملك الروح القدس عليك ثم ايضا ان تدخل الى اريحا لاجل العمل في ملكوت ربنا يسوع ومن اجل نمو كنيسته وهذا سيقودك الى بيت الاب السماوي الى السماء حيث هناك ستسمع صوت الاب المحب وهو يقول لك نعما ايها العبد الامين كنت امين في القليل ساقيمك على الكثير...

انني ارجوا من الله ان ترافق هذه الكلمات قلبك وتعرف هل انت في اي مرحلة تحيا الان في الجلجال ام في بيت ايل ام في اريحا لا بد الثلاثة لانهما طريقك الى عبور الاردن...

Mary Naeem 25 - 12 - 2012 06:05 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
ثقب إبره

يُذكر عن "ثقب إبره" في الكتاب المقدس ثلاث مرات في حديث الرب يسوع : " من أن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله " ( مت 19 : 24 ، مرقس 10 : 25 ، لو 18 : 25 ) . ويجب أن يفهم هذا القول بنفس المعنى المذكور في ( مت 23 : 24 ) "أيها القادة العميان الذين يُصَفّونَ عن البعوضة ويَبلعُون الجَمل" . فقد استخدم المسيح هاتين العبارتين المجازيتين ليبين لهم مدى سخافة أفكارهم واستحالتها .

والغني هنا هو الشخص المغلول بثروته ، فمتى ظل إنسان متكلاً على أمواله لتخلصه ، فمن السخيف أن ينتظر أن يكون له نصيب في الملكوت الروحي ، حيث الشرط الأساسي لذلك هو الإيمان والاتكال على الرب يسوع نفسه ..
ويعتقد البعض ان الرب يسوع اخد هذه العبارة المجازية " ثقب الإبرة " والتي اطلقت على أحد الأبواب الصغيرة والتي كانت موجوده في بوابة من بوابات مدينة اورشليم الشرقية.


Mary Naeem 25 - 12 - 2012 06:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الكلام فوائده وسلبياته

http://img246.imageshack.us/img246/4272/107jq8mv2.gif http://img515.imageshack.us/img515/4821/100ts3.gif

الكلام وخطورتة ، الكلام وكيفية استعماله ، وكيف كان الرب يسوع يتكلم لنتعلم منه.
تأملي معكم اليوم عن شيء كثير الاستعمال في حياتنا ، نستعمله كل لحظة وفي كل مكان ، نستعملة بكثرة ، ولكن هذا الشيء قد نُسيء أستخدامهُ فنجلب التعب لنا وللآخرين ، وقد نجيد إستخدامهُ فنجلب الراحة لنا وللآخرين .


تكلم الكتاب المقدس عن هذا الشيء في مواضع كثيرة ، وبعض الآيات الكتابية عن هذا الموضوع :
- أمثال 10:19 " كثرة الكلام لا تخلو من معصية".
- أفسس 4:29 "ليكن كلامنا حسب الحاجة صالحاً للبنيان".

وهناك الكثير والكثير من الآيات التي تتكلم عن "الكلام" ولكني أود من القارئ العزيز أن ينظر إلى هاتين الآيتين بتمعن ويلاحظهما جيداً .
وسنعرض لبعض النقاط المهمة في هذا الوضوع:
1) الكلام وخطورته
للكلام خطورة ليس على المستوى الفردي فقط لكن أيضاً على المستوى الجماعي ، فقد نتكلم بكلام يجرح الآخرين وتكون النتائج سلبية ومدمرة ، إذ نُسيء إستخدام هذه الوزنة التي أعطانا اياها الله ، وهنا نلاحظ عدد من الآيات الكتابية

ــ الكلام وسيلة لسعادة الإنسان أو تعاستة وشقائةِ وهذا نراة في " أم 18:21 " الموت والحياة في يد اللسان وأحباؤة يأكلون ثمرهُ".
ــ الكلام إما يكون وسيلة لشفاء جروح الأخرين أو زيادتها " أم 12:18 يوجد من يهذر مثل طعن السيف . أما لسان الحكماء فشفاءُ"
ــ الكلام أحد الأسباب الرئيسية للخصام والإنشقاق " أم 16:28 " رجل الأكاذيب يطلق الخصومة والنمام يُفرق الأصدقاء"
ــ الكلام قد يصنع الهدوء والسلام او الغضب والمشاحنات "15:1" الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط.
ــ الكلام الأيجابي سبب بركة لحياة الآخرين " أم 10:11" فم الصديق ينبوع حياة وفم الأشرار يغشاةُ ظلم"
فهنا بعض الآيات التي تتحدث عن خطورة الكلام أذا اسأنا إستخدامه ، ونرى أيضاً أيجابياته لو إستخدمناه بطريقة صحيحة حسب الكتاب المقدس .

2) أمثلة كتابية عن الكلام ونتائجها
يوجد العديد من الأمثلة الكتابية التي تُعلمنا كيفيّة الكلام وكيف نستفيد ونتعظ من كل موقف
I) متى 16:13 نرى حادثة مهمة جداً تعلمنا درساً رائعاً في حياتنا اليومية والعملية ، هنا في هذا الشاهد " يسأل المسيح تلاميذه قائلاً " من يقول الناس إني أنا ابن الأنسان؟ وهنا يبدو تحدي كبير. أما التلاميذ فكيف سيجيبونه وهم يسمعون أقاويل كثيرة سلبية عنه ، قد سمعوا أن البعض يقولون أنة مختل ، مجنون ...ألخ من الأقاويل السلبية ، ولكن يا لروعة الذوق المسيحي الذي كان لدى التلاميذ في اجابتهم للمسيح ،أجابوه بإجابات أيجابية قالوا له قوم يقولون أنك يوحنا المعمدان ، آخرون إيليا ،وآخرون أرميا أو واحد من الأنبياء ، يا لها من روعة نقلوا إلى المسيح الكلام الأيجابي ولم ينقلوا إلى المسيح أي كلام سلبي قد سمعوه من الناس وهم في وسطهم .
II) موقف آخر نراه في يوحنا والأصحاح الرابع ،عن السامرية والرب يسوع ،وكيف كان يسوع يتعامل مع الناس ، وبالرغم من قصة هذة الامرأة لكن لم يمسك ويعلق يسوع على أخطائها ، ولكن أمتدح فيها صفة جيدة رآها فيها أذ يقول لها "هذا قلتِ بالصدق" يا له من معلم رائع ، يعرف كيف يمتدح فينا الصفات الصغيرة ، هل يا أحبائنا نمتدح بعضنا بعض عندما نرى صفات جيدة فى بعضنا ، أما نتجاهل كل الصفات الرائعه ونعلق على عيوب وأخطاء بعضنا البعض.
3) الكلام وأسلوبه
بعد ما سردنا النقطتين السابقتين نتكلم سوياً عن اسلوب الكلام وكيف نتكلم
- إبتعد عن كثرة الكلام ، ولتكن الكلمة في وقتها ومحلها "أم 10:19" ، "أم 15:23" ، "أم 25:11"
- إبتعد عن الكذب بكل أنواعة مهما كانت أسبابهُ " أفسس 4:25" ، "أم 12:22"
- ليكن كلامنا حسب الحاجة صالحاً للبنيان "أفسس 4:29"
الرب يعطينا أن نتعلم من الرب يسوع الكلام الإيجابي الذي يشفي الآخرين ويضمد جروحهم ،ويكون سبب بركة لحياتهم ، فإن اردت أن تتعلم فتعلم عند رجلي يسوع فهو أعظم معلم والرب يبارككم.
واله كــــل نعمةٍ الذى دعانا إلى مجــــدهِ الأبدي في المســــيـح يسوع بعـــدما تألتم يسيراً هو يكمّلكم و يثبتكم ويقويكم ويمكنكم "1بط 5: 10".

Mary Naeem 25 - 12 - 2012 06:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الكلام وخطورته

http://img246.imageshack.us/img246/4272/107jq8mv2.gif http://img515.imageshack.us/img515/4821/100ts3.gif

للكلام خطورة ليس على المستوى الفردي فقط لكن أيضاً على المستوى الجماعي ، فقد نتكلم بكلام يجرح الآخرين وتكون النتائج سلبية ومدمرة ، إذ نُسيء إستخدام هذه الوزنة التي أعطانا اياها الله ، وهنا نلاحظ عدد من الآيات الكتابية
ــ الكلام وسيلة لسعادة الإنسان أو تعاستة وشقائةِ وهذا نراة في " أم 18:21 " الموت والحياة في يد اللسان وأحباؤة يأكلون ثمرهُ".

ــ الكلام إما يكون وسيلة لشفاء جروح الأخرين أو زيادتها " أم 12:18 يوجد من يهذر مثل طعن السيف . أما لسان الحكماء فشفاءُ"
ــ الكلام أحد الأسباب الرئيسية للخصام والإنشقاق " أم 16:28 " رجل الأكاذيب يطلق الخصومة والنمام يُفرق الأصدقاء"
ــ الكلام قد يصنع الهدوء والسلام او الغضب والمشاحنات "15:1" الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط.
ــ الكلام الأيجابي سبب بركة لحياة الآخرين " أم 10:11" فم الصديق ينبوع حياة وفم الأشرار يغشاةُ ظلم"
فهنا بعض الآيات التي تتحدث عن خطورة الكلام أذا اسأنا إستخدامه ، ونرى أيضاً أيجابياته لو إستخدمناه بطريقة صحيحة حسب الكتاب المقدس .



Mary Naeem 25 - 12 - 2012 06:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
أين الملجأ

مع اخبار الحرب وصوت صفارات الانذار يسأل طفل صغير أمه:
ماما في أي غرفة من منزلنا هي الملجأ ؟



تنظر اليه امه باستغراب وتسأل في نفسها يا ترى ماذا تجيبه . وهو يسحبها من غرفه الى غرفة ويتساءل ماما هل هذه الغرفة ام هذه ؟
ينظر بعينين متسائلتين خائفتين يريد ان يعرف اين هي الغرفة الآمنة في بيته الصغير .
فتحتضنه امه وتقول له هذه الآية:
الرب نوري وخلاصي ممن أخاف الرب حصن حياتي ممن أرتعب (مزمور 27 :1)

صلاتي الى الرب الذي لا ينسانا ان يضع ثقة في قلوب أطفالنا انه هو الملجأ الوحيد في ظل هذه الأحداث وبه نحتمي.
http://www.linga.org/site/images/mqalat/baby020806.jpg
الرب نوري وخلاصي ممن أخاف . الرب حصن حياتي ممن أرتعب؟!
عندما اقترب الي الأشرار ليأكلوا لحمي مضايقي وأعدائي عثروا وسقطوا
ان نزل علي جيش لا يخاف قلبي . ان قامت علي حرب ففي ذلك أنا مطمئن
مزمور 27 : 1-3

Mary Naeem 25 - 12 - 2012 06:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
اغراءات الحرب ونصائح المسيح

https://upload.chjoy.com/uploads/1354432348212.jpg
ماذا نفعل عندما يقع صاروخ الكاتيوشا امام بيوتنا او ربما فوق رؤوسنا؟ كيف نفكر ونتصرف في زمن الحرب؟ يقدم لنا السيد المسيح عدة نصائح تحمينا وتهدينا الى صراط الله المستقيم.
أولا, يحذرنا المسيح من الضلال (مت 24: 4, 11, 23-26). ففي زمن الحرب, يتزايد بحث الناس عمن يخلصهم من صعوبات الحياة وتنحني آذانهم الى انبياء وقادة العصر. فماذا يسمعون؟ تقدم الفئات المتنازعه تفاسيرا مختلفة تخدم مواقفها وتضر باعدائها. يبرر المتنازعون باسم الله او باسم الدفاع عن النفس، الكلام الملتوي والغضب العنيف والانتقام وكره المعتدين وقتلهم بلا رحمة. أما كلمات المسيح فتقدم المحبة للقريب وللبعيد ولكل من خلقه الله (مت 5: 38-48). طريق المحبة لا يقبل اللعنة او الاساءة بل يجعل تعاليم المسيح وموته على الصليب لاجل اعداء الله اساسا لمواقفنا وسلوكنا.
ثانيا, يحذرنا المسيح من الخوف قائلا: "سوف تسمعون بحروب واخبار حروب. انظروا, لا ترتاعوا" (مت 24: 6). الخوف في الحرب رد طبيعي لحالة عدم الاستقرار وقد يكون نافعا. فبسبب هذا النوع من الخوف يتخذ الناس الاجراءات الضرورية والحكيمة لتفادي الكوارث. ليس تحذير المسيح ضد هذا النوع من الخوف النافع. لكنه تحذير ضد الخوف المضر الذي يستغرب من وجود الشر وينغمس في تحليلات وروايات البشر دون ان ينتبه الى اقوال الله وسلطانه ووعوده بالاعتناء بشعبه. فتكون النتيجة القلق والهموم والشفقة على الذات وربما اليأس والقنوط. فبدلا من الاستغراب من قدوم الضيق يبين المسيح ان علينا توقع الضيق. فالشخص الحكيم يبني مستقبله متوقعا قدوم الدمار لهذا يعمل جاهدا بانيا بيته على الصخر (مت 7: 24-27). يعلم الحكيم اولاده فنون القداسة في زمن الحرب.
ثالثا, يتزامن تحصين اذهاننا من الضلال وقلوبنا من الخوف الضار مع العمل الدؤوب على نشر ملكوت الله. ففي زمن الحرب تبرد المحبة وينفذ الصبر ويسود الحزن. في وسط هذا الظلام تظهر الكنيسة كنور للمحبطين وكملح لمن فقدوا نكهة الحياة (مت 5: 13-16). ببساطة, يريد الرب من كنيسته ان تنشر المحبة والرحمة في زمن الحرب. فكيف يستطيع اتباع المسيح ان يعملوا مشيئته في الحرب؟ عليهم ان يزوروا الخائفين ويعتنوا بالمحتاجين. عليهم ان يبددوا الضلال ناشرين فكر المسيح. عليهم ان يستبدلوا الخوف الضار بشجاعة نشر الانجيل وتحطيم نفوذ الشر. عليهم ان يقدموا لحزب الله ولسكان لبنان واسرائيل رسالة المسيح بالكلام والافعال.
اخيرا, لم يكتف المسيح بالتحذيرات والتعليمات بل اعطانا ايضا الكثير من الوعود الصادقة التي تؤكد حضوره معنا في وقت الضيق وتشدد ان خطته سوف تنجح مهما بلغت الصعوبات. لهذا دعونا نتحول من عقلية المريض الى عقلية الطبيب. فبدلا من ان نندب سوء حظنا ومعيشتنا نستطيع ان نعلن دواء الله لشرور الحرب وننشر محبته لكل الناس. وبدلا من ان ننساق وراء اغراءات الحرب نستطيع ان نكرم الله في وسط الحرب. نكرمه باعلان سيادته على حياتنا وبيوتنا ومدننا. نكرمه بتمسكنا بتنفيذ تعليماته.

Mary Naeem 25 - 12 - 2012 07:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القيود
https://upload.chjoy.com/uploads/1354510015073.jpg


مرقس 3: 1- 6 - " فنظر حوله إليهِم بغضب، حَزِينًا على غلاظة قلوبهِم"


لماذا غضب يسوع؟ لأنهم يريدون ان يبقوا في حيلة القيود.
ألم يحدث هذا مع الناس اليوم وإلى الآن، يضعون قيود على البشر وكما يقول الكتاب في متى 24: 4 فانهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحركوها باصبعهم". إذ ترى حالتهم التعيسة وأسْرهم الواضح تحت عبودية إبليس والخطية؟!
وبدلاً من أن نقدَّم لهم الرب يسوع المخلص والمُحرر، نقدم لهم سلاسل وقيود هي وصايا وفرائض وممارسات وأعمال لا تستطيع أن تغير من طبيعة الإنسان الفاسدة شيئاً، ولا يستطيع الإنسان نفسه أن يحيا فيها لأن طبيعته الفاسدة لا تقبلها. كما أن الوسائل التأديبية والعادات والتقاليد التي تورَّث وتُمارس لا يمكن أن تُكبح أو توقف هياج طبيعة الإنسان المتمردة والساقطة الميالة للفساد والخطية "قطَّع السلاسل". والقوانين المدنية مع صرامتها وضرورة تنفيذ العقوبة على كل مَنْ لم يخضع لها، لم تغير من داخل الإنسان شيئاً، بل هي قيود يكسرها الإنسان.
إن الحاجة ليست إلى قيود وسلاسل القانون او الناموس، لكن الحاجة إلى واحد أقوى يغير طبيعة الإنسان، مُحب يرغب في تغيير الإنسان وإعادة خَلقه من جديد. هذا هو يسوع المخلص " لأَنَّ ابن الإنسان قدْ جاء لكيْ يطلب ويخلّص ما قد هلك" (لو 19: 10 ) والذي قال "فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو 8: 36 ).
أتى يسوع ليفك القيود كما يقول الكتاب في لوقا 4: 17 «رُوحُ الرَّبِّ عليّ، لأنَه مسحني لأُبشّر المساكين، أَرْسلني لأَشْفيَ المنكسرِي الْقُلُوب، لأنادي للمأْسورِينَ بالإطلاق وللعُمْي بالبصرِ، وَأُرْسل المنسحقينَ في الحُرية، 19 وأكرز بسنة الرَّبِّ المقبولة.
حل القيود
كان أحد المبشرين مهتماً برجل سكير يحاول إصلاحه. وذات يوم شرب الرجل وثمل من الخمر الكثير لدرجة أنه حطم أثاث المنزل وضرب زوجته. زاره المبشر في ذلك اليوم بعد أن هدأ، وحياه بلطف, ثم سأله: لماذا ساءت الأمور معه إلى هذا الحد مرة أخرى؟
اندفع الرجل وهو يصرّ على أسنانه ثم عاد وفي يده حبل ربط به طفله الصغير بالمقعد الذي كان جالساً عليه. انزعج المبشر وقال في نفسه: ما هذا؟ هل لا زال الرجل مخموراً؟
وبعد أن ربط الرجل طفله بإحكام، قال للطفل بصوت قوي: انهض واقفاً. فلم يقدر الطفل، ورّد على أبيه باكياً: لا أستطيع يا أبي.
حينئذ تحوَّل الأب إلى المبشر وفي عينيه نظرة يائسة وقال له: هكذا كما أنت ترى هي حالتي بالضبط.
حينئذ أخذ المبشر سكيناً وقطع به الحبل الذي كان يقيد الطفل، ثم قال له: انهض واقفاً. فوقف الطفل في الحال. ثم نظر إلى الأب المسكين وقال له: الرب يسوع يمكنه أن يحررك هكذا.
قال المسيح "الحق الحق أقول لكم إن كل مَنْ يعمل الخطية هو عبد للخطية ... (يو 8: 34 ،36).
عزيزي، يوجد في المسيح أمل لمن أمسكهم الشيطان في خيوط التقاليد وكبلهم، أولئك الذين أمسوا عبيداً للتقاليد. بل دعني أقول: إنه حتى لو كان الأمر فوق التصور وأرهب مما ذكرت، فإن الرب يطلق الأسرى.
هناك قصة رمزية في الكتاب والتي ثمتل كيف اننا نموت في قيود التقاليد وكيف اتى يسوع ليحل القيود.
بعد أن أقام الرب يسوع لعازر في انجيل يوحنا 11 ، طلب أن يحلوه ويدعوه يذهب ع 44. وهنا نرى بوضوح الثلاث مراحل التي ينتقل خلالها كل خاطئ مكبل بالقيود, ميت حتى يستطيع أن يسلك السلوك المسيحي و "يذهب" .


(1) الحياة.
(2) الحرية.
(3) السلوك.

1 - الحياة:
فلعازر الميت الذي كان قد أنتن، صورة لكل إنسان، كقول الرسول بولس"أنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا" (أف 2: 1 ) هذا يعني انهم اموات وهم احياء. وكقوله أيضاً "الجميع زاغوا وفسدوا معاً ... حنجرتهم قبر مفتوح" (مز 14: 3). ليسوا فقط أمواتاً في القبر، بل أجسادهم صارت قبراً مفتوحاً. "لأنه لا فرق" يقول في رومية 3: 23 " لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. 23 إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،". أي لا فرق بين خاطئ ميت متدين يعبد التقاليد ومهذب ومتعلم ومثقف، وبين خاطئ ميت فاجر جاهل ... فالكل أموات! وبدون المسيح حياتنا (أف 2: 1 ) لا فائدة منها ومن محاولات علاج الميت. إن العطور مهما عظم ثمنها وكميتها،التي وضعوعا على لعازر تشبه اللباس الذي لبسة الفريسيين. فهذه العطور لن تُزيل رائحة الموت الكريهة، ولا تغير من واقع الإنسان الأليم، وهكذا كل من يحاول أن يسلك السلوك الصحيح بدون الحياة من الرب. أما عندما يمتلك الرب الحياة فلا بد أن تفيح منا رائحة المسيح الذكية 2 كو2: 14 وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. 15 لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. 16 لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ. وَمَنْ هُوَ كُفْوءٌ لِهذِهِ الأُمُورِ؟ 17 لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.

2 - الحرية:

الخطوة التي تلي الحياة هى الحرية ... قال الرب "حُلّوه". وكم من مؤمنين يكتفون بالحياة ويظلون في قيود الأكفان، وبعد أن طرحوا عنهم قيود التقاليد تجدهم خاضعين لتقاليد الإنسان. ولم يطيعوا وصية الرب "تعرفون الحق والحق يحرركم" (يو 8: 32 ). فالله "يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 ثيمو 2: 4 ). فهل تطرح عنك رُبط الأكفان لتهتف من أعماق قلبك "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يوحنا 8: 36 ).
لأننا احبائي يقول الكتاب رومية 8: 15 إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي (روح الحرية) الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ».
أن ابليس يسلب حريتك كما نرى في انجيل لوقا 8: 29 كيف ربط ابليس انسانا مدة طويلة "29 لأَنَّهُ أَمَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ مُنْذُ زَمَانٍ كَثِيرٍ كَانَ يَخْطَفُهُ، وَقَدْ رُبِطَ بِسَلاَسِل وَقُيُودٍ مَحْرُوسًا، وَكَانَ يَقْطَعُ الرُّبُطَ وَيُسَاقُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَى الْبَرَارِي.
ولكن يسوع اتى ليكون لنا حياة ويكون لنا افضل.
يسوع دعاك للحرية فارفض العبودية والتقاليد التي تكبل حياتك وتعال عند يسوع تعال عند الحرية "وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ" 2كو 3: 17.

3 - السلوك:
وقال الرب "دعوه يذهب" مثلما مشت ابنة يايرس كعلامة من أقوى مظاهر الحياة (مر 5: 42 ). لقد قال الآب وهو يتحدث عن ابنه الضال الراجع "اجعلوا حذاءً في رجليه" (لوقا 15: 22 )، فالعبد لا يحق له أن يلبس حذاء، أما الابن فيسلك بعد الحياة "في جدة الحياة" - أي في جو الحياة الجديدة "هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟ 5 لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ. 6 عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ (رومية 6: 4-6 )، "لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش" لوقا 15 ليسير مع الرب في طريق النُصرة الدائمة.
يسوع دعانا الى الحرية وليس الى العبوديةف لنفرح به.
ولكن لنحذر 13 فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ غلاطية 5: 13.
اي ان لا نستخدم الحرية بحسب مشيئتي بل هناك ما يسمى الحرية المسؤلة وفي هذه الحرية المسؤلة يجب ان اسلك لأني سوف اعطي حساب على كل امر اعمله واقوله. 1كو3 13 فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَصِيرُ ظَاهِرًا لأَنَّ الْيَوْمَ سَيُبَيِّنُهُ. لأَنَّهُ بِنَارٍ يُسْتَعْلَنُ، وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مَا هُوَ. 14 إِنْ بَقِيَ عَمَلُ أَحَدٍ قَدْ بَنَاهُ عَلَيْهِ فَسَيَأْخُذُ أُجْرَةً. 15 إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ، وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ.
لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا 2كو 5: 10.
أرجع واؤكد إن الحاجة ليست إلى قيود وسلاسل القانون او الناموس، لكن الحاجة إلى واحد أقوى يغير طبيعة الإنسان، مُحب يرغب في تغيير الإنسان وإعادة خَلقه من جديد. هذا هو يسوع المخلص " لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ".
فهو الذي دعانا الى الحياة الجديدة.
يقول في افسس 4 17 فَأَقُولُ هذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ: أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، 18 إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ (القيود التي فيهم). 19 اَلَّذِينَ ­إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ­ أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ. 20 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا، 21 إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، 22 أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، 23 وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، 24 وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ.25 لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. 26 اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، 27 وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا.


الساعة الآن 08:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025