منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديسين بالحروف الأبجدية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74194)

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:17 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
البابا يوأنس الرابع عشر البابا السادس والتسعون




← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

حالة قلق وعدم استقرار:

لم تكن الضيقة التي حلّت بالكنيسة في أواخر أيام البابا غبريال السابع سببًا في انتقال البابا فقط، ولكن أيضًا سببًا في حالة القلق وعدم الاستقرار التي ألمَّت بالقبط في مصر. وبالتالي ظل الكرسي البابوي شاغرًا ما يزيد على ثلاثين شهرًا، بعدها اختاروا الراهب "يوحنا المنفلوطي" من دير العذراء "البرموس" ليصبح البابا يوأنس الرابع عشر، السادس والتسعين من باباوات الإسكندرية، وكانت رسامته في 17 إبريل سنة 1571 م. في عهد سلطنة سليم الثاني العثماني.
من مآثر هذا البابا المختبر محبة الله أن مراسيمه البابوية كانت تحمل عبارة "الهدى بالله الهادي" بجوار توقيعه وتحتها يكتب عبارة "الخلاص للرب إله الخلاص".

ملابس سوداء:

قد قام البابا الوقور كثير الأيام برحلة رعوية إلى سائر كنائس بلاد مصر والشعب القبطي لرعايتهم وجمع الجزية المفروضة على الكنيسة. وقد قام بزيارتين مماثلتين بعد ذلك عندما اشتد الضيق على الكنيسة، خصوصًا بعد أن أصدر السلطان العثماني لولاته في مصر فرمانًا عاليًا بالتشدد في أن يلبس القبط جميعًا الملابس السوداء وأيضًا العمامة السوداء، وكان رد فعل السماء عجيبًا إذ تفشى في العباد مرض الطاعون الذي حصد الكثيرين من غير القبط، فلبس الجميع الملابس السوداء الأقباط بالأمر العالي وغيرهم حزنًا على موتاهم.

طلب الانضواء تحت كرسي روما:

انتهز البابا الروماني إكليمنضس الثامن Clement VIII فرصة الضيق الذي حل بالقبط وطلب إلى البابا السكندري الانضواء تحت كرسي روما، ولم يَبِتّ البابا في الأمر بشكل حاسم، ربما لأنه كان يميل إلى وضع اتفاق مع بابا روما بسبب بساطته وشيخوخته وميله لحماية أولاده من الضيق الشديد، لكن الأساقفة عارضوه بشدة.
انتقل البابا إلى كنيسة الأبكار دون أن يلبي للبابا الروماني طلبه. ادعى بعض المؤرخين الكاثوليك بأن البطريرك مات مسمومًا، غير أن كثير من المؤرخين الغربيين ينفون ذلك.
دفن في "برما" ثم نقل جسده إلى دير السريان في برية شيهيت، وكانت نياحته سنة 1586 م. في أيام سلطنة مراد الثالث العثماني.
قام والى مصر بالقبض على رسل أسقف روما كعيون غرباء، واتهمهم بالقاء دسائس الفتنة بين الرعايا، وسجنهم. رقّ لهم بعض كبار الأقباط ودفعوا خمسة آلاف قطعة من الذهب مقابل إطلاق سراحهم، ليعودوا إلى بلادهم فشكرهم سكتوس الخامس أسقف روما على نبل تصرفهم.

شهداء النوبة:

قد كان ملوك النوبة حتى القرن السادس عشر مسيحيين خاضعين للسلطان المصري يدفعون له الجزية، ولكن بعد الفتح العثماني أخذت الحكومة المسيحية في بلاد النوبة تضعف تدريجيًا حتى حلت محلها حكومة إسلامية. اجتهدت في محو النصرانية من تلك البلاد، فكثر عدد الشهداء وأَسلم الكثيرون، ومن خلُص من الموت هاجر إلى مديرية أسوان واستوطنوا فيها، ومن بقي في بلاد النوبة صار في عاداته كالمسلم سواء، وهكذا زالت المسيحية من تلك البلاد.
وفي أيّامه استشهد القديس يوحنا القليوبي.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:20 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس السابع عشر البابا الخامس بعد المائة


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

سيامته بطريركًا:

https://st-takla.org/Pix/Egypt/Islami...rle-Vernet.jpg



مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810
في الوقت الذي كانت فيه مصر والمصريون يئنّون تحت وطأة الفتن والقلاقل من جانب المماليك تجاه الأتراك، ومن السخط الذي ساد الرعية، ومن تعسف جمع الضرائب التي فرضت لأول مرة على الأساقفة والرهبان والكهنة، تشاء العناية الإلهية أن تجتمع كلمة الشعب والإكليروس على راهب اسمه "عبد السيد" من دير أنبا بولا. وهو أصلًا من ملوي انضم إلى مجمع رهبان أنبا أنطونيوس، ضمن الأربعين الذين اختارهم البابا يوأنس السادس عشر لتعمير دير أنبا بولا، وألبسه أنبا بطرس السادس البابا الراحل الإسكيم ورسمه قسًا.
رسموه بطريركًا للكرازة المرقسية في كنيسة القديس مرقوريوس أبو سيفين كالعادة آنذاك باسم "يوأنس السابع عشر" وذلك بعد ما يقرب من ستة شهور من نياحة البابا بطرس السادس، وكان ذلك في أواخر مدة السلطان أحمد.
عند سيامته منع عادة استلام الصليب من يد البطريرك السلف الميت، لأنه فزع من الموقف.

سيامة مطران لأثيوبيا:

في سنة 1743 م. أرسل إمبراطور أثيوبيا وفدًا للبابا يوحنا عقب وفاة خيرستوذولو مطران أثيوبيا، طالبًا منه أن يعين أحدًا. وكان الوفد مؤلفًا من قبطي يدعى جرجس وأثيوبيين هما تواضروس وليكانيوس. إذ بلغوا إلى مصوع قبض عليهم الحاكم وسلب نصف أموالهم وأكرههم على الإسلام، فاختفى القبطي أما تواضروس فرشى بالمال وتمكن من الوصول إلى القاهرة، وطلب من البابا سيامة مطران لبلاده.
أجاب البابا الطلب وسيم المطران عام 1745 م. وعاد الاثنان لكن حدث لهما في مصوع ما حدث للوفد عند مجيئه من أثيوبيا فأُلقيَ الاثنان في السجن. استطاع تواضروس بحيلة أن يسهل للمطران الفرار، وبقى هو في السجن حتى طلب مالًا من بلاده دفعه فدية عن نفسه.

غرامة فادحة:

في أيّامه اشتدت الضيقة على المسيحيين، ففرضت غرامة فادحة لم يعف منها أحد، وبسببها بيعت الجواهر الكريمة بأثمان بخسة. التزم الكهنة والرهبان والصبيان والفقراء بدفعها.

التدخل العلني للكنيسة الكاثوليكية:

زاد الأمور سوءً التدخل العلني للكنيسة الكاثوليكية، إذ أسس الحبر الروماني إكليمنضس الثاني عشر تسعة مراكز لأتباعه في أسيوط وأبوتيج وصدفا وأخميم وجرجا والأقصر وأسوان وحتى النوبة في وقت واحد، وكان هدفهم جذب أطفال القبط إلى مدارسهم وإرسالهم في بعثات مجانية إلى روما. وصرفوا ببذخ على الطلبة في مدارسهم في وقت كان الأقباط يرزحون تحت ثقل الضرائب والتعسف، هذا بالإضافة إلى أن الأجانب كانت لهم امتيازات خاصة في مصر كأنهم "دولة داخل دولة"، لهم نظامهم الخاص وطرق حياتهم الخاصة، ولا يجرؤ أحد من الحكام أن ينتهرهم أو يوجه لهم أي لوم أو إهانة، إذ أن لهم الأمر من السلطان العثماني. وبالتالي كانت لمن ينطوي تحت لوائهم نفس الامتيازات مما دفع بعض شباب الأقباط إلى ترك الكنيسة الأم والانضمام لكرسي روما.
لأول مرة نسمع عن الخلاف الأسري بسبب الزواج المختلط بين الأرثوذكس والكاثوليك، ويقف الآباء ضد الأبناء والأبناء ضد الآباء، وظهرت الشكوى من الإرث والتركات وتعدي الكهنة اللاتين على الكنيسة الأم، مما دفع البابا القبطي إلى رفع الأمر للدولة، فانعقدت محكمه شرعية عليا حضرها شيوخ المسلمين في مصر ورأس الكنيسة القبطية وتمثلت الكنيسة الرومانية، وتحررت حجة من المحكمة الشرعية تسلمها البابا مؤداها: "أن كل من خالف ملته وكان قبطيًا وانتقل من ملة الأقباط إلى مله الإفرنج وثبت ذلك عليه بالوجه الشرعي يكون على الأمراء... إخراج من ينتقل من النصارى اليعاقبة القبطية إلى مله الإفرنج وتأديبه بما يليق بحاله، زجرًا له ولأمثاله".
رسم بنديكتس الرابع عشر الروماني قسًا قبطيًا كاثوليكيًا كان بالقدس يدعى أثناسيوس مطرانًا سنة 1741 م. على مصر، غير أنه لم يحضر إليها بل بقيَ كل أيام حياته بأورشليم. وكان نائبه في مصر قس يسمى يسطس المراغي.
ومن أشهر من استمالوهم في أواخر القرن الثامن عشر شاب قبطي اسمه روفائيل الطوخي من أهالي جرجا، أخذه الكاثوليك وهو صغير وأرسلوه ليدرس اللاهوت في روما، وبعد إتمام دراسته سامه الأسقف الروماني أسقفًا على أرسينو (بالفيوم). حرمته الكنيسة القبطية، وأذ نقم عليه المسلمون استدعاه الأسقف الروماني إليه في روما ثانية ليساعده في تأليف كتب باللغة القبطية وتنقيح كتب الطقوس الكنسية، وعاش فيها حتى مات عام 1807 م.
جاهد بابا القبط بكل الطرق ليحفظ أولاده داخل حظيرة أمهم القبطية الأرثوذكسية، بل وقام بزيارة رعوية إلى تلك البلاد التي أقيمت فيها مقار لكنيسة رومية وساند كهنته ووعظ شعبه بالإضافة إلى إرساله باستمرار للتشديد على حفظ الأبناء من غواية الانحراف بالإيمان. وأيّد أقواله بكتب في العقيدة وضرورة المحافظة على الإيمان "المسلم مرة للقديسين". وكان يركز في كل موضوعاته على كنيسة الشهداء الذين سفكوا دمهم حفظًا للإيمان المستقيم، وأن عمانوئيل الله الذي معنا أكثر بكثير من الذين علينا، وأن ضيقات الدهر الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن، وأن الضيقات طريق لدخول الأمجاد السمائية، وأن هذه الضيقات مهما كانت ضيقات مادية ووقتية، ومن "يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص"، حتى نجح إلى حد كبير بنعمة الروح القدس أن يحفظ الوديعة. ومن أشهر المخطوطات التي لازالت لدينا منذ رئاسة هذا البابا الجليل للكنيسة: مزامير الأجبية، والوصايا العشر، والأسرار السبعة، والنصائح الإنجيلية.
بعث المندوب البابوي الروماني بالقطر المصري رسالة إلى جماعة الكاثوليك الذين كانوا جميعهم في الصعيد، وذلك تنفيذًا للمعاهدة التي تمت بينه وبين بطريرك الاقباط سنة 1794 م. عند معتمد دولة النمسا، جاء فيها:
1. للمتزوجون من الفريقين حرية اختيار الصلاة بأية كنيسة، قبطية أو كاثوليكية.
2. من الآن فصاعدًا لا يجوز أن يتزوج الأقباط من الكاثوليك أو العكس.
3. لا يدخل قسوس كاثوليك بيوت الأرثوذكس ليكرزوا لهم ولا قسوس الأرثوذكس بيوت الكاثوليك.
4. لا ينبغي إرغام أي أحد ليصلي بكنيسة معينة، بل يترك لكل واحد حق اختيار الكنيسة التي يحبها.
5. لا يصح فيما بعد إذا حدث خلاف أن يُرفع الأمر إلى رجال الحكومة بل إلى الرؤساء من الكنيستين ولهم حق مقاصة المعتدي.
من الأحداث الغير عادية التي عاصرتها الكنيسة في حبرية البابا يوأنس السابع عشر إظلام الشمس في رابعة النهار وظهور النجوم حتى ظن الناس أن القيامة العامة أصبحت على الأبواب، حتى عاودت الشمس ظهورها بعد حوالي الساعتين. وفيها أيضًا حريق كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم مساء أحد القيامة ورغم نجاح الوالي وجنده في إطفائها إلا أن الرعاع نهبوا ما وصلت إليه أيديهم تحت دعوى إطفاء الحريق.

من رجال الكنيسة والدولة:

من رجال الكنيسة والدولة في ذلك العصر من وثق بهم الولاة وكبار المسلمين واستأمنوهم على أسرارهم وأسرهم وأموالهم، المعلم جرجس السروجي الذي بنى كنيسة في دير الأنبا بولا على نفقته الخاصة، وصحب الأنبا بطرس السادس ومن معه لتكريسها.
والمعلم نيروز والمعلم رزق الله البدوي والمعلم بانوب الزفتاوى، الذين قيل عنهم أنهم فكوا أسر الكثيرين من المسجونين نتيجة ديونهم، أو الذين عجزوا عن دفع الجزية.
والمعلم لطفي النطروني ومنهم أيضًا أبو سالم النصراني الطبيب الفصيح الذي كان يأنس السلاطين بالجلوس إليه، لعذوبة أقواله وحلاوة منطقه وغيرهم، كثيرون ممن لم ينسَ الله تعب محبتهم.
انتهت حبرية البابا الخامس بعد المائة سنة 1745 م. بعد صمود ضد الحروب الشيطانية الخارجية والداخلية، وبعد أن كان الربّان الماهر لكنيسة الله في فترة الطوفان التي عاصرها، ودخل إلى الفردوس بعد أن جلس على الكرسي المرقسي ثمانية عشر سنة وبضعة أشهر.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:21 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس السادس عشر البابا المائة وثلاثة


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

الشهير بالطوخي، كان من ناحية طوخ النصارى بالمنوفية، وكان اسمه إبراهيم وترهب بدير الأنبا أنطونيوس باسم الراهب إبراهيم الأنطوني، وسيم بطريركًا باسم البابا يوأنس سنة 1676 م.

ملابس سوداء:

حدث في أيّامه أن اشتد الغلاء في البلاد وكان ذلك في سنة 1678 م.، وفضلًا عما أصاب البلاد من الغلاء، نودي في نفس السنة أن يُعلِّق النصارى في رقبتهم جلجالان وفي رقبة اليهودي جلجال واحد، وأن يضع كلٍ من اليهود والنصارى عمائمهم، وألا يلبسوا أثواب من الجوخ أو الصدف، كما أنه نودي ألا تأتزر نساء النصارى بمآزر بيضاء وتكون ملابس النصارى عمومًا سوداء.

التعمير في أيّامه:

أقام نُظَّارًا لكل كنائس القاهرة وقام بتعمير القلاية البطريركية بحارة الروم وتعمير كنائس وأديرة ومحلات القدس. وأرسل المعلم لطف الله إلى السلطان لرفع جزية المال عن حارة الروم.
قام بزيارة الوجهين القبلى والبحرى مفتقدًا أحوال الشعب، وكان في صحبته رجل من أراخنة الأقباط يدعى جرجس الطوخي. وقد ساعده هذا الأرخن على عمارة ما اندثر من الكنائس والأديرة، خاصة دير القديس بولا الذي كان قد خُرّب منذ أعوام طويلة، فعمّره هذا البابا، وأعاد إليه الرهبان بعد أن خلى من الرهبان حوالي مائة عام.
حدث في أيّامه غلاء شديد وفناء للبشر بسبب عدم وفاء النيل، وما نتج عنه من وباء وغلاء وذلك في سنة 1695 م.
كما حدث في أيّامه ترتيب طقس "علبة الذخيرة المقدسة" وحملها للمرضى والمقعدين والمطروحين في منازلهم، وصار العمل بهذا الترتيب إلى يومنا هذا.
صُنِع في أيّامه الميرون المقدس وذلك سنة 1703 م.، كما زار في أيّامه دير الأنبا أنطونيوس ثلاث مرات، وقام بتعمير دير الأنبا بولا أول السواح، وأيضًا فصل وقف دير الأنبا أنطونيوس عن أوقاف دير الأنبا بولا.

إغلاق الكنائس وحدوث كوارث:

في زمنه أيضًا وقع اضطهاد على الأقباط سنة 1701 م.، في زمن ولاية أحمد قرة محمد باشا، الذي سعى إليه أحد الحاسدين مدعيًا أن طائفة النصارى أقامت مبانٍ جديدة في كنائسهم، فقام الوالي ببحث الأمر وأمر بإغلاق الكنائس، وهدم ما تم تجديده، ولم يشفع في ذلك ويلغي الأوامر سوى تقديم مبلغ خاص له وهو "صرة من الدراهم".

كذلك في زمنه حدث عدم وفاء النيل وأعجوبة فيضانه على يديه، وفي سنة 1711 م. حدثت زلزلة عظيمة وحل الجراد بالبلاد وكان ذلك في عيد القيامة المجيد، فرحم الله العباد بنزول الأمطار وإطلاق الرعود فمات الجراد ونجت البلاد من مصائبه.
حدث سنة 1718 م. وباء شديد آخر مات من جرائه خلق عظيم، وتنيّح به البابا ودفن في مدفن البطاركة بكنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة، وذلك في مدة حكم السلطان العثماني أحمد الثالث.

كتاب مولييه:

فى أيام البابا حضر إلى مصر قنصل فرنسى يدعى مولييه وذلك في عام 1692، ووضع كتابًا عن مصر جاء فيه عن الأقباط:
[إنهم أقل جهلًا وغشومة، ولكنهم متشبثون بما يحسبه غيرهم هرطقة...
مع ما كان عليه المرسلون اللاتين من المهارة والجدارة لم يستطيعوا أن يجذبوا إليهم واحدًا منهم رغمًا من طول بقائهم بينهم، وعمل كل ما في وسعهم لإقناعهم...
إنه لما لم يقوً المرسلون على اجتذاب القبط إليهم بالإقناع دبروا حيلة أخرى، فصاروا يوزعون صدقات نقدية على من يحضر منهم إلى كنيستهم، فالتجأ إليهم جمع كبير من الفقراء. ولما استبدل رئيس الدير بغيره ألغى الصدقة بهذه الكيفية، ولذلك لم يعد من الفقراء من يقرب كنيسة الإفرنج.
طلب لويس الرابع عشر ملك فرنسا (من القنصل الفرنسى) أن ينتخب ثلاثة من شبان الأقباط الأذكياء من عائلات طيبة يرسلهم إلى فرنسا ليتعلموا على نفقة الحكومة الفرنسية، فلم يرضَ أغنياء الأقباط أو فقراؤهم أن يسلموهم أولادهم خوفًا من يغيروا معتقدهم.]
ذكر أيضًا أن بمجرد اشاعة الخبر بأنهم فتحوا مدارس لتعليم الشبان منع الأقباط أولادهم عنها فصارت خاوية، ولم يبقً مع الكاثوليك سوى بضعة أفراد، الذين أخذوهم من والديهم وهم أطفال من أولاد الفقراء وربّوهم منذ نشأتهم على المعتقد الكاثوليكي، غير أن هذه الطريقة التي عمدوا إليها، لم تنجح أيضًا، فإن كثيرين من الذين علموهم في روما عندما عادوا إلى أوطانهم شق عليهم ترك عقيدتهم، ورجعوا إلى كنيستهم مرة ثانية.
يقول مسيو مولييه "حتى الذين كانوا يتضورون جوعًا وكنا نعطيهم طعامًا امتنعوا عن المجيء إلينا خوفًا من أن نكثلكهم (أي نجعلهم كاثوليكيون)".

محاولات جديدة للكاثوليك في أثيوبيا:

إذ رأى اللاتين فشل مساعيهم في مصر عادوا للعمل في أثيوبيا. فبعد بعث ثلاث إرساليات آخرها عام 1706 م.، أرسلوا بإيعاز من لويس التاسع عشر ملك فرنسا طبيبًا لأثيوبيا يدعى دي رول ليُحسن سياسته مع ملكها تمهيدًا لدخول اليسوعيين إلى أثيوبيا. وكان مع الطبيب مترجم سوري يدعى إلياس. وإذ وصلا أثيوبيا قبض الحاكم سنار عليهما وحجز الطبيب وأطلق سراح المترجم، لكي يذهب إلى الملك ويطلب منه السماح بدخولهما بلاده. رد عليه ملك أثيوبيا بأنه إن كان داخلًا كسائح فلا بأس من ترك الحرية له ليدخل بلاده، أما إذا كان داخلًا للكرازة كيسوعي فلابد من منعه من دخول أثيوبيا. تشكك السلطان سنار من جهة الطبيب فبعد أن حجزه ثلاثة أشهر قتله.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:23 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يوأنس


اللغة الإنجليزية: St. Joannes - اللغة القبطية: abba Iwannhc.

يوجد أكثر من شهيد يحملون اسم يوأنس:
1. يوأنس الراهب المتوحد من جبل سيناء، استشهد على يد الأعراب Saracens نحو نهاية القرن الرابع الميلادي، وتذكره الكنيسة الغربية في 15 يناير.
2. يوأنس الطبيب الذي استشهد مع قورش السكندري Cyrus of Alexandria، وذلك سنة 292 م. أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. وتذكره الكنيسة الغربية في 31 يناير.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:24 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس العاشر البابا الخامس والثمانون


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

سرياني الجنس:

https://st-takla.org/Pix/Egypt/Islami...rle-Vernet.jpg



مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810
بسبب شهرة أديرة مصر وآباء رهبنتها وفد إلى برية شيهيت الكثير من المتشوقين إلى حياة العبادة والخلوة من خارج مصر، ومن ضمن الطغمة السريانية أو السورية الشامية التي وفدت إلى برية مصر طلبًا للعبادة شغفًا بالنسك والتبتل "يوأنس الملقب المؤتمن الشامي" الذي بوداعته جذب الكل على رأى واحد لاختياره لرئاسة الكهنوت العظمى باسمه ولقبه "العاشر" معاصرًا من الحكام المماليك "شعبان بن حسن الأشرف"، وكانت سيامته في 7 مايو سنة 1363 م.

ضيق وشدة:

العجيب أنه عندما ارتفع مرض الطاعون عن مصر في نهاية حبرية البابا مرقس الرابع جاء الفيضان ناقصًا ونضبت الزراعة وحلت المجاعة وتحجرت الأرض كما كانت القلوب متحجرة. اضطر سكان مصر بسبب المجاعة أن يأكلوا القطط والكلاب. لم يرحم السلطان الجديد القبط الذين عانوا من الضيق والوباء والمجاعة ما عاناه اخوتهم المسلمين، فعزم على قطع دابر الأقباط كما يقول السخاوي متناسيًا أن قبله من حوالي عشرة قرون من حاول إبادتهم، فضاع وأُبيد وظلّت الكنيسة شامخة رأسها في السماء مع قلبها، وإن كانت مبانيها على الأرض.

بدء الإصلاح:

حاول هذا السلطان الجديد تبديد القبط، فنقل وظائفهم إلي أيدي الفقهاء، فانقلبت الأحوال وعمّ الخراب بالأرض وبالعباد وتحوّل الموظفون الجدد إلى إقطاعيين يعملون لأنفسهم دون واعز من دين أو ضمير، ونضبت الأحوال وساد الكساد وخربت الأرض والزراعات، فأرجع السلطان العمل إلى يد القبط طالبًا منهم إصلاح ما فسد.
لم تمضِ إلا فترة قصيرة حتى استجاب الله إلى صلوات الكنيسة لكي تؤازر من هم في السلطة من القبط، فأصلحت الأحوال ولكن لم يعش البابا لكي يشهد إصلاح الأحوال إذ رحل وسط الضيقة في 13 يوليو سنة 1369 م.، مفضلًا الانطلاق إلى حرية المجد بعد أن قام بتكريس الميرون المقدس في دير القديس الأنبا مقار كالعادة، والعجيب أن فترة هذا البابا كانت فترة تسبيح وصلاة، إذ قضى معظمها في الكنائس والأديرة مع أساقفته وكهنته مرشدًا وموجهًا لهم وللرعية.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:31 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يوأنس القصير | الأنبا يحنس القصير | يؤنس

https://images.chjoy.com//uploads/im...f824ae7da1.jpg

← اللغة القبطية: abba Iwannhc pikoloboc.

الأنبا يوحنا القصير أو الأنبا يوأنس القصير أو الأنبا يحنس القصير، القس ببرية شيهيت. هو بخلاف أنبا يوأنس قمص شيهيت الذي من القرن السابع، وأيضًا خلاف يحنس كاما الذي من القرن التاسع.
القديس يحنس القصير هو الأخ الروحي للقديس أنبا بيشوي، وقد تتلمذ كلاهما على يدي القديس الأنبا بموا القمص بشيهيت.
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...z7pigNJJo1vC5g

تكشف لنا سيرة هذا العظيم بين آباء البرية بوضوح عن الخط الروحي لحياة الراهب الذي يترك العالم لا كرهًا فيه بل عشقًا في الله. فقد انسحب قلب أبينا إلى السماويات وانشغل بالإلهيات. وفي هذا كله لم يكف عن العمل اليدوي لكي يقدم بالحب ما أمكنه للأخوة المحتاجين. ومع سموّه الروحي الفائق كان متواضعًا ومطيعًا. هكذا ارتبط قلبه بالله واهب الحب والتواضع والطاعة.
https://st-takla.org/Pix/Saints/09-Co...e-Short-04.jpg



القديس الأنبا يوحنس القصير، يحنس القصير، أنبا يوحنا القصير
دعوة سماوية:

وُلد هذا القديس سنة 339 م. ببلدة طيبة بالصعيد من عائلة فقيرة، وكان أبواه تقيين جدًا وكان له أخ أكبر، صار فيما بعد راهبًا فاضلًا أيضًا. شعر يوحنا بالدعوة السماوية وهو في الثامنة عشر من عمره، فقام لفوره وذهب إلى القديس بموا، ورجا منه أن يتخذه تلميذًا له. وإذ رأى الأنبا بموا حداثة سنّه طلب منه التريّث لعلّه لا يحتمل الجهاد وشقاء الحياة النسكية، ولكن يوأنس أجابه أنه على استعداد لطاعة معلمه في كل ما يأمره به. صلى الأنبا بموا وصام ثلاثة أيام قبل أن يقبله، وبعد هذه الأيام الثلاثة ظهر له ملاك الرب وقال له: "نِعْم ما فعلت بقبولك الشاب يوأنس تلميذًا، لأنه سيكون أبًا لجماعة كثيرة، وسيخلص كثيرون بسببه". فرح الأنبا بموا بهذه الإشارة الإلهية فرحًا عظيمًا ثم صلى وصام ثلاثة أيام أخرى ثم ألبس يوأنس الإسكيم، وكان ذلك في عام 357 م.
http://www.massarra.org/samina/Saint...hn_Kolobos.jpg
جهاده الروحي:

درب نفسه أن يمسك لسانه وبطنه وقلبه من أجل محبته لله. كان ينقطع عن الطعام أحيانًا لمدة أسبوع، وإذا أكل لا يملأ معدته بالخبز.
ارتبط صومه بصلواته، فكان دائم الصلاة في مغارة تحت الأرض.
كان مشغولًا على الدوام بالتأمل في الله، فلم يكن يفكر في أمرٍ ما في العالم. ففي يوم جاءه الجَمَّال ليحمل عمل يديه ويبيعه، فلما دخل ليحضر السلال كان مشغولًا بالتفكير حتى نسي الجمّال. قرع الجمّال الباب وتكرر الأمر، واضطر في المرة الثالثة أن يدخل قلايته وهو يكرر: "السلال للجمّال، السلال للجمّال" حتى لا ينشغل بالتأمل عن الجمَّال.
مرة أخرى حدث هذا أيضًا مع أحد الإخوة. إذ قرع الأخ بابه للمرة الثالثة يطلب السلال، أمسك بيد الأخ وأدخله قلايته وقال له: "خذ ما تريد وأمضِ، فإني مشغول الآن وغير متفرغ لك".
طاعته:

عاش يوأنس أخًا بالروح للأنبا بيشوي كوكب البرية، وكان يوأنس مطيعًا لمعلمه طاعة تامة يؤدي كل ما يأمره به في رضا وسكون. وقد أراد معلمه ذات يوم أن يمتحنه، فأعطاه عودًا يابسًا وقال له: "يا يوأنس ازرع هذه الشجرة"، فأخذها منه وزرعها على الفور وظل يسقيها ثلاث سنين. أزهر بعدها هذا العود اليابس، وتحول إلى شجرة باسقة مثمرة. وامتلأ بموا فرحًا بهذه الشجرة، وكان يقطف من ثمرها ويقدمه للإخوة قائلًا: "ذوقوا وانظروا ما أشهى ثمرة الطاعة". وقد قضى يوأنس في خدمة معلمه اثنتي عشرة سنة، ولما حانت ساعة انتقال المعلم جمع الإخوة وأمسك بيدي يوأنس وقال لهم: "تمسكوا بهذا الأخ فإنه ملاك في جسم إنسان"، ثم التفت إلى يوأنس وقال: "عِش في المكان الذي غرست فيه شجرة الطاعة".
ظلت تلك الشجرة قائمة بمنطقة دير الأنبا يحنس القمص ببرية شيهيت حتى وقت قريب، قيل أنها كانت موجودة إلى حوالي عام 1921 أو بعد ذلك.
حدث أنه كان يسكن أحد المقابر ضبعة ضارية. فسأله الأنبا بموا أن يمضي ويأتي بها، قائلًا له: "إن أقبلتْ نحوك أربطها وقدها إلى هنا". مضى الأنبا يوحنا القصير، وكان الوقت مساءً، فلما أقبلت نحوه الضبعة تقدم إليها فهربت منه. سار خلفها قائلًا: "إن معلمي طلب مني أن أمسكك وأربطك". فوقفت، وأمسك بها وربطها وأقبل بها إلى الشيخ، فتعجب الأنبا بموا. وإذ خشي عليه من الكبرياء قال له: "لقد طلبت منك أن تحضر لي ضبعة، فمضيت واحضرت كلبًا"، وللحال أطلقها.
تواضعه:

https://st-takla.org/Pix/Angels/www-S...th-a-Saint.gif



الملائكة تحمي و ترفرف حول القديس العظيم الأنبا يوحنا القصير، يحنس
كان يحسب نفسه أحقر الناس، لكن لا بروح اليأس بل بروح الرجاء في الله الذي يقيم المسكين من المزبلة. هذا التواضع المرتبط بروح التمييز رفع أعماقه ليصير أكثر قربًا من الله ويتمتع بغنى نعمة الله.
سأله الأخوة مرة: "يا أبانا، هل يجب أن نقرأ المزامير كثيرًا؟" فأجابهم: "إن الراهب لا تفيده القراءات والصلوات ما لم يكن متواضعًا، محبًا للفقراء والمساكين".
بسبب تواضعه قيل: "إن يوحنا كان يحمل شيهيت كلها بتواضعه، كما يحمل الإنسان نقطة ماء على كفه". كما قيل أنه بسبب تواضعه اجتذب قلوب الإخوة جميعًا، فأحبوه جدًا وكانوا على استعداد أن يعملوا كل ما يأمر به.
وبسبب تواضعه اختاره الآباء الشيوخ ليكون مرشدًا للقديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك.
التقى به أحد الشيوخ وهو في طريقه إلى الكنيسة فقال له: "أرجع إلى مكانك يا قصير !" وطرده. عاد القديس إلى قلايته دون أن ينطق بكلمة. فتبعه الشيخ ومن معه ليروا ماذا يفعل، وعلى أثر دخوله القلاية فاحت رائحة البخور. وسمعوا من يقول له: "احفظ نفسك يا يوحنا وداوم على التواضع، لتكون خليلًا لابن الله". تعجب الشيخ ومن معه، ومجدوا الله، وأدخلوا القديس الكنيسة بكرامة عظيمة.
هروبه من العثرة:

خرج يومًا ومعه السلال ليبيعها في الريف فقابله الجمّال وحملها عنه. وفي الطريق سمع الجمّال يغني أغانٍ بذيئة، ورأى الشياطين حوله. لم ينطق بكلمة وإنما ترك السلال مع الجَمَّال وعاد إلى البرية.
https://st-takla.org/Pix/Saints/09-Co...e-Short-02.jpg



القديس يوحنا القصير، أو يحنس القصير مع شجرة الطاعة
سيامته قسًا:

بعد نياحة الأنبا بموا عاش يوأنس القصير مع الأنبا بيشوي بضع سنوات، وفي تلك الفترة زار البابا ثيؤفيلس الصحراء وسيم يوأنس القصير قسًا، وعندما وضع البابا يده على رأس يوأنس سمع الحاضرون صوتًا من السماء يقول: "أكسيوس (مستحق)". ثم لاحظ يوأنس أن الأنبا بيشوي يميل إلى حياة العزلة فقال له: "أرى أنك مشتاق إلى حياة العزلة مثلي، فهيّا نصلي معًا طالبين من الله الهداية". فوقف كلاهما يصليان الليل كله، ولما حلّ الصباح ظهر لهما ملاك الرب وقال: "يا يوأنس ابقَ حيث أنت، أما أنت يا بيشوي فارحل من هنا وأقم في قلاية على مقربة من دير الأنبا مقاريوس الكبير حيث يباركك الرب ويوافيك بإخوة كثيرين يسكنون معك". فأطاع كلاهما الأمر، وبعد ذلك تجمع عدد وفير من الإخوة حول كل منهما واتخذوه لهم أبًا.
جهاده:

امتاز يوأنس بصبر شبيه بصبر أيوب، إذ كان يتحمل كل ما يلاقيه من صعاب، ويتقبل أسئلة الرهبان ومناقشاتهم بصدر رحب، ولو كان فيها ما يوغر صدره. جاء شيخ يسأله، وكان كلما سأله عن موضوع يعود فينساه فيعاود السؤال. وبعد مدة خجل الشيخ منه ولم يذهب إليه لكي لا يضايقه بتكراره للأسئلة. التقى به القديس فسأله عن سبب انقطاعه، فأخبره عن السبب. عندئذ سأله أن يحضر شمعة ويوقدها ثم طلب منه أن يحضر شموعًا ويوقدها من الشمعة الأولى، بعد ذلك سأله: هل تظن أن الشمعة الأولى قد تأذت من هذه الشموع؟ وهل ضعف نورها؟ أجابه بالنفي، عندئذ قال له: هكذا لن يؤذيني سؤالك؛ وبالحقيقة لا حرج من ذلك، وإن جاءني جميع رهبان شيهيت، لأن تجمعهم حولي يزيدني من تقرّبي من الله. وهكذا استطاع أن يكسب الشيخ بصبره.
امتاز بتواضعه الجم فاجتذب قلوب الإخوة جميعًا فأحبوه، وكانوا جميعًا على استعداد أن يعملوا كل ما يأمرهم به. وقد غمره الآب السماوي بفيض من عنايته جزاء له على جهاده المتواصل في سبيل الكمال، فتجلت هذه العناية أمام أحد الرهبان ذات يومٍ، إذ دخل عليه فوجده نائمًا ووجد عددًا من الملائكة يحيطون به ويرفرفون عليه بأجنحتهم.
أراد أبوه الروحي أن يختبره فأخرجه وقال له: "لا أستطيع السكنى معك". وكان كل يوم يطرده قائلًا له: "اذهب من هنا"، أما القديس يحنس فكان يصنع مطانية بتواضع قائلًا: "اغفر لي يا أبي فقد أخطأت". وظل خارج الباب سبعة أيام وسبع ليالٍ، وفي يوم الأحد خرج أبوه قاصدًا الكنيسة، فرأى الملائكة تضع سبعة أكاليل نورانية فوق رأس الأنبا يحنس القصير، وللوقت أسرع إليه وقبله إليه بمحبةٍ وفرحٍ.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Short-05.jpg



القديس يوحنا القصير (يوأنس أو يحنس القصير) مع القديسة بائيسة التائبة
محبته لخلاص الآخرين:

تبقى توبة القديسة بائيسة شهادة حيّة لاهتمام هذا الراهب المنشغل بالتأمل في الإلهيات بخلاص النفوس.
ترفقه بالآخرين:

إذ كان منطلقًا مع بعض الإخوة من الإسقيط ضلّ مرشدهم وكان الوقت ليلًا. قال للإخوة: "سأتظاهر بأني تعبت ولا أستطيع المشي ونجلس إلى الصباح، لأننا إن قلنا شيئًا للمرشد يحزن ويخجل منا". وبالفعل تظاهر بالتعب حتى حلّ الصباح فأدركوا الطريق بوضوح.
شفاء المرضى:

نال من الله موهبة شفاء المرضى، فجاء في سيرته الآتي:
في أحد الحقول التقى بفلاحٍ مُصاب بالبرص، وطلب منه أن يشفيه فأحضر ماءً وصلى عليه ورسمه باسم الثالوث القدوس، فشُفي الرجل ومجّد الله.
مرة أخرى جاءته امرأة بها روح نجس كان يعذبها كثيرًا، تحنن عليها، وصلى من أجلها فخرج الروح منها وشُفيت.
التقى يومًا بسيدة عجوز طلبت منه خبزًا لها ولابنها الأعمى، فقدم لها كل ما لديه من خبز. وإذ قدمت إليه ابنها صليّ من أجله ورشم عينيه وللحال أبصر.
جاء في ذكصولوجية الأنبا يوأنس القصير: "صرت ميناء خلاص، أقمت الأموات، وأخرجت الشياطين، وشفيت المرضى أيضًا. استحققت يا سيدي الأب أنبا يوأنس أن تجلس مع الرسل تدين جيلك".
نياحته:

لما أراد الله أن يريحه من متاعب هذه الحياة ظهر له القديسون الأنبا أنطونيوس والأنبا مقاريوس الكبير والأنبا باخوم وأعلموه بأنه سيرحل إلى دار الخلد، وفي اليوم التالي لهذه الرؤيا رأى تلميذه روحه الطاهرة صاعدة إلى العلاء تحيط به زمرة من ملائكة السماء.
تنيّح عام 409 م. تقريبًا، بالغًا السبعين من عمره.
تمت معجزات كثيرة بعد نياحته مباشرة، منها أن أبوين طرحا ولدهما المفلوج على القديس فعوُفي وجرى وهو يمجّد الله. وقيل أن شابًا به روح نجس صرخ أثناء جنازته وقال: "يا قصير، أتزعجني وتطردني من بيتي؟" ثم جرى وعانق الجسد، ثم سقط على الأرض وقام معافى.
نُقل جسده إلى جبل القلزم بجوار السويس، ثم أعاده الرهبان إلى دير أبي مقار؛ ثم إلى ديره حتى تخرب فأعيد إلى دير القديس مقاريوس، ولا يزال محفوظًا مع أجساد الثلاثة مقارات القديسين.
جاء في السنكسار الأثيوبي أن الأنبا مرقس خليفة الأنبا يوحنا الرابع أراد أن يكسو الجسد بأكفانٍ من حريرٍ، فما أن خلع عنه كفن الليف حتى حدثت زلزلة في الكنيسة وسقط بعض الرهبان والزوار، فأعاد البابا إليه كفنه الليف كما كان.
https://st-takla.org/Gallery/var/resi...-the-Short.jpg



صورة تلوين للقديس الأنبا يحنس القصير - القديس يوحنا القصير
تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في 20 بابه، وتذكار وصول جسده إلى شيهيت في 29 مسرى.
أديرة تحمل إسمه:
1. دير أنبا يحنس القصير ببرية شيهيت بوادي النطرون.
2. دير يحنس القصير بجبل المقطم شرقي طُرة، ويُعرف بدير البغل أو دير القصير.
3. دير يحنس القصير بجبل أنصنا بجوار ملوي.
من كلماته:
1. لا يوجد شيء أنتن من الإنسان الخاطئ، فالحيوانات حفظت رتبتها، والإنسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله لم يحفظ طقسه.
2. لا يُسر الشيطان بشيء مثل الإنسان الذي لا يكشف أفكاره ويعريها أمام أبيه.
3. إذا أراد ملك أن يأخذ مدينة الأعداء، فقبل كل شيء يقطع عنهم الشراب والطعام وبذلك يذلون فيخضعون له، هكذا آلام الجسد إذا ضيّق الإنسان على نفسه بالجوع والعطش تضعف وتتذلل له.
4. كن حزينًا على الذين هلكوا، كن رحيمًا على الذين طغوا، كن متألمًا مع المتألمين، مصليًا من أجل المخطئين.
5. التواضع ومخافة الرب هما أعظم جميع الفضائل.
6. الزم القراءة أفضل من كل عملٍ، لأنه ربما دار العقل في الصلاة، أما القراءة فإنها تجمعه.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:32 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
يوأنس الكاتب

← اللغة القبطية: Iwannhc.

بعد عبد العزيز بن مروان تولى مجموعة من الولاة على مصر، كانوا يمثلون القسوة والعنف ضد المصريين بوجه عام والأقباط على وجه الخصوص، وهم عبد الله وقرة وأسامة وعبيد الله الخ. وفى نفس الوقت استخدم الله أراخنة أقباط مملوئين حكمة ونعمة لسلام الكنيسة. من بينهم جورجيوس الدفراوى الذي دخل بجرأة لدى الوالي عبد الله وسأله: "أيهدف مولاي إلى اعتقال البابا أم الحصول على المال؟" ثم طلب منه أن يمهل البابا الكسندروس الثاني شهرين بضمانه ليطوف معه ويجمع المال المطلوب.

القبض على البابا الكسندروس الثاني:

عاش في أواخر القرن السابع الميلادي في فترة حالكة من تاريخ مصر، نتيجة بطش الولاة بالإضافة إلى ما حلّ بالبلاد من قحطٍ ووباءٍ. وزاد ألم الأقباط نتيجة قبض الوالي عبد الله على البابا الكسندروس الثاني البطريرك الثالث والأربعين، مطالبًا إيّاه بدفع مبلغ ثلاثة آلاف دينارًا، وأيضًا نتيجة إعلان الوالي عبد الله اللغة العربية لغة رسمية للبلاد بدلًا من اللغة القبطية، فلم يجد الأقباط بدًا من تعلّم هذه اللغة.

اهتمامه بشعبه:

هيأ الرب للأقباط يوأنس الكاتب، فإن الخليفة عبد الملك بن مروان نقل الوالي عبد الله إذ لم يعجبه أن يستبد بالمصريين، وعيَّن قرة بن شريك مكانه. على أن قرة ضاعف الطغيان على الشعب المصري أملًا في أن يكتنز كل ما يستطيع من المال، ولكنه رغم قسوته وثق بالكاتب يوأنس الذي أصبحت له حظوة خاصة لدى قرة، فرأى أن يستخدم هذه الحظوة فيما يعود بالخير على قومه. فقال لقرة: "إنني أدْرَى ببني قومي وأعلم من هو أقدر بينهم على دفع الجزية ومن منهم الفقير المحتاج. فإن شئت يا مولاي جمعت لك الجزية دون أن يستمر هذا الضجر البادي على الشعب كله". فوافقه قرة على طلبه وصرح له بالتجول في البلاد لجمع الجزية، فخرج يوأنس من عند الوالي وبدأ عمله مباشرة.

توحيد المسيحيين في مصر:

قد فاضت عليه النعمة الإلهية مكافأة له على تقدمه للخدمة، فمكنته من أن يتفاهم مع الخلقيدونيين ويعيدهم إلى الإيمان الأرثوذكسي، كما مكنته من التفاهم مع الغانانيين الذين كانوا قد كونوا شيعة من عهد الأنبا بنيامين البابا الثامن والثلاثين وضمهم أيضًا إلى الإيمان الأرثوذكسي. فأسفرت جهود يوأنس عن توحيد جميع المسيحيين في مصر وضمّهم تحت رعاية البابا السكندري.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:35 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب يوأنس الكاهن



اللغة الإنجليزية: Joannes - اللغة القبطية: abba Iwannhc.

من منطقة أباميا Apamea، كتب عنه القديس يوحنا الذهبي الفم بكل تبجيل واحترام في رسالة له إلى ألفيوس Alphius، في الغالب سنة 405 م. بدافع من ألفيوس وبتعضيد منه، قام يوأنس برحلة تبشيرية إلى فينيقية Phoenicia. وفي رسالة أخرى في نفس السنة كتب عنه الذهبي الفم بعاطفة شديدة، معربًا عن فرحته الشديدة به.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:37 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب القديس يوأنس قمص شيهيت

← اللغة القبطية: peniwt abba Iwannhc pi\hgoumenoc.

كثيرون جدًا كتبوا عن آباء البرية في القرن الرابع لكن قليلين الذين اهتموا بآباء البرية في القرن السابع. من بين هؤلاء الآباء الكوكب اللامع القديس أنبا يحنس قمص برية شيهيت، الذي ذكر عنه التاريخ أنه كان عندما يصعد إلى المذبح لتقديس القرابين كان يرى السيد المسيح ومعه السيدة العذراء.
استحق الأنبا يوأنس أن ينال رتبة إيغومانس (قمص) ويشرف على أديرة الأنبا مقاريوس الكبير يمكن اعتباره من الجنود المجهولين في صفوف الكنيسة، بذل كل الجهد لبنيان الحياة الروحية الرهبانية.

أسره:

وُلد حوالي عام 585 م.، وترهب في برية شهيت حوالي سنة 602 م.
وقع في الأسر ثلاث مرات، وفي كل مرة كان يتراءف الله عليه ويعيده إلى وطنه، وأغلب الظن أن التقاءه بالأنبا صموئيل القلموني كان في مدة الأسر الأخيرة.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...nfessor-18.jpg



القديس الأنبا صموئيل المعترف، أنبا يؤنس قمص شيهيت، وأبا نوفر - لوحة فريسكو حائطية أثرية في دير القديس العظيم أنبا مقار في مصر - من الرسوم الجدارية بكنائس الحصن الأثري: كنيسة الملاك ميخائيل بالطابق الثالث
وقع في الأسر للمرة الثالثة سنة 631 م. إذ كان مشغولًا بمهمة إخفاء أواني الكنيسة حتى لا يسطو عليها الخلقيدونيون من عملاء إمبراطور القسطنطينية، فحمل هذه الكنوز وترك برية شيهيت قاصدًا البحيرة الداخلية حيث فاجأه البربر وأسروه. وقد عاش في الأسر عدة سنوات عاد بعدها إلى بريته، وليس من شك في أنه ساهم بعد ذلك في تعمير الأديرة، كما أنه استطاع أن ينقل أجساد التسعة والأربعين شهيدًا.
قيل عنه أنه لم يشترك في إقامة الأسرار المقدسة قط إلا ورأي الرب المخلص في رؤيا ومعه السيدة العذراء.

رعايته لتلاميذه:

كان يوأنس ذا بصيرة تتكشف أمامها الأسرار، وقد استعان بما كان يراه من أمور خفية لتعليم الرهبان الذين تحت رعايته. وتقوم شهرة يوأنس الحقيقية على صيت تلاميذه الذين نشّأهم بنفسه ودأب على تعليمهم وتثقيفهم.
يقول البعض أن القديس يوأنس عاش سبعين سنة، بينما يرى غيرهم أنه عاش تسعين، وحينما شعر بأن ساعته قد اقتربت جمع الإخوة وأوصاهم بالجهاد للوصول إلى الكمال المسيحي.

قمص برية شيهيت:

كان الأنبا يوأنس آخر القمامصة الكبار في القرن السابع. بعد نياحته لم يعد لقمص البرية مركزه وسلطته. لأن هذه السلطة اندثرت بعد انتقال البطريرك إلى مقر كرسيه بالإسكندرية بعد الفتح العربي، وصار يعين من قبله مشرفًا عامًا على أديرة شيهيت. وفي عصر البابا سيمون (689-701) عُهد إلى يوحنا أسقف نيقيوس تدبير شئون أديرة شيهيت ورهبانها.
كان للأنبا يوأنس سلطة عظيمة على البرية كلها، فكان حلقة الاتصال بين الأديرة والأب البطريرك الذي كان يقوم بزيارة سنوية له في عيد الفصح، بجانب ذلك كان رئيسًا لدير القديس مقاريوس.
بسبب هذا المركز الخطير توجهت أنظار الحكام الخلقيدونيين إليه أذاقوه صنوف التعذيب لكي يقبل قرارات المجمع.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:39 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة يوأنّا العذراء

ارسل الله العذراء يوأنة (يؤنة) لإرشاد أدروسيس ابنة أدريان الملك إلى الإيمان المسيحي، ثم استشهدتا معًا.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:40 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأنبا يوبسيكيوس الأسقف

St. Eupsychius

هو أول أسقف على مليتين Melitene بأرمينيا التي تعيِّد له في 28 من مايو.
يقال أنه استشهد في زمن الإمبراطور غورديان الثالث Gordian III، وذلك في سنة 238 م.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:41 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يوبلُس | يوبلوس



St. Euplus

في التاسع والعشرين من شهر إبريل سنة 304 م. أثناء اضطهاد دقلديانوس أتى رجل في صقلية Sicily اسمه يوبلُس يصرخ خارج دار الحاكم قائلًا: "أنا مسيحي وإني مستعد أن أموت لأجل ذلك".
سمعه الحاكم كالفيسيان Calvisian وأمر أن يؤتى به أمامه. دخل يوبلُس حاملًا إنجيله فعلق أحد الواقفين قائلًا: "إنك تحمل كتابات شريرة مناقضًا أوامر الإمبراطور"، وأضاف الحاكم متسائلًا: "من أين أتيت بهذا الكتاب؟ هل من منزلك؟"
أجاب يوبلُس: الله يعلم إني لا أملك منزلًا.
كالفيسيان: أرى أنك تحملها فهي ملكك، اقرأ لي جزء منها.
يوبلُس: إنها الأناجيل المقدسة حسب ما كتبها القديسون متى ومرقس ولوقا ويوحنا.
كالفيسيان: وعما تتحدث؟
يوبلُس: إنها ناموس الرب إلهي التي تلقيتها منه.
كالفيسيان: وهل علمك أحد كل هذا؟
يوبلُس: سبق أن قلت لك أني تعلمتها من ربنا يسوع المسيح ابن الله.
كالفيسيان: يكفي هذا، خذوه للسجن.
بعد ثلاثة شهور أرسل كالفيسيان يستدعي يوبلُس مرة أخرى:
كالفيسيان: ماذا تقول الآن؟ يوبلُس: ما سبق أن قلته أقوله أيضًا الآن.
كالفيسيان: هل مازلت تحتفظ بهذه الكتابات الممنوعة؟
يوبلُس: نعم.
كالفيسيان: أين هي؟
يوبلُس: في داخلي.
كالفيسيان: إذا كانت مازالت عندك فأحضرها الآن إلى هنا.
يوبلُس: لقد قلت لك إنها في داخلي، ثم أظهر له ما يثبت أنه يحفظ منها عن ظهر قلب.
أمر كالفيسيان بتعذيبه إلى أن يبخر للأوثان، ولكن أمام ثباته وإصراره صدر الحكم بقطع رقبته فنال إكليل الشهادة سنة 304 م.
العيد يوم 12 أغسطس.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:41 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأنبا يوتروبيوس الأسقف

St. Eutropius

تكرم مدينة سانتس Saintes في جنوب غرب فرنسا القديس يوتروبيوس كأول أسقف على المدينة، إذ كان قد أُرسِل من روما في القرن الثالث الميلادي ليكرز لسكانها، فاستشهد إما على يد سكانها أو بأمر السلطات الرومانية.
صاحَب يوتروبيوس القديس دينيس St. Denis إلى فرنسا ليشاركه في خدمته، فطرده أهل مدينة سانتس الذين ذهب للتبشير لهم. فسكن القديس يوتروبيوس في مغارة قريبة من المدينة منشغلًا بالصلاة وتعليم من أراد الاستماع من أهل المدينة. وكان من بين من آمن على يديه واعتمد يوستيللا Eustella ابنة الحاكم الروماني، وحين اكتشف أبوها أنها مسيحية طردها من بيته وأمر جزاري المدينة بذبح يوتروبيوس. وحين ذهبت يوستيللا لزيارته وجدته مقتولًا ورأسه مشقوقة ببلطة، فدفنته في مغارته.
العيد يوم أبريل 30.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:42 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يوتيخوس | أوطيخا


St. Eutyches

كان مسيحيًا من كبادوكيا Cappadocia وأُخِذ أسيرًا بواسطة القوط Goths سنة 260 م.، مع بعض رفاقه المسيحيين. وقد استشهدوا جميعًا بسبب إيمانهم، وذلك بعد أن زرعوا بذرة الإيمان في أرض أسْرِهِم.
فيما بعد أُرسِل جسد يوتيخوس إلى القديس باسيليوس سنة 372 م. بواسطة أسخوليوس Ascholius أسقف تسالونيكي، وقد كتب له القديس رسالة شكر حارة بسبب ذلك.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:43 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة يوثاليا

St. Euthalia

استشهدت هذه العذراء في ليونتيني Leontini بصقلية Sicily حوالي سنة 257 م. ويقال أن الذي قتلها هو أخوها سرميليانوس Sermilianus، حين علم أنها قد صارت مسيحية.
وقد أضاف البابا بولس الخامس اسمها إلى السنكسار الروماني، وتُعيِّد لها الكنيسة الغربية في السابع والعشرين من شهر أغسطس.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:44 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا يوثاليوس الأسقف

Euthalius

شماس من الإسكندرية اهتم بدراسة العهد الجديد، صار أسقف سولكا Sulca في حوالي منتصف القرن الخامس الميلادي.

تقسيم أسفار العهد الجديد إلى إصحاحات وآيات:

كانت كل أسفار العهد الجديد مكتوبة بدون أية تقسيمات، سواء إلى إصحاحات أو آيات. وهكذا كتبها الكُتَّاب القديسون ونُسِخت عنهم في مخطوطات نُقِلت من كاتب إلى آخر. كانت أول محاولة لتسهيل القراءة ومقارنة الآيات تقسيم الأسفار وهي لشخص يدعى أمونيوس السكندري Ammonius of Alexandria وذلك في القرن الثالث، حيث قسَّم الأناجيل الأربعة إلى أقسام حسب موضوع كل واحد منها، إلا أن عمله لم يشمل بقية أسفار العهد الجديد.
أدخل يوثاليوس نظام تقسيم كل أسفار العهد الجديد التي لم تقسم بعد، ماعدا سفر الرؤيا.
لم يكن يوثاليوس هو أول من اقترح نظام التقسيم الذي ارتبط باسمه، فبالإشارة إلى رسائل بولس الرسول يقول يوثاليوس أنه تَبَنَّى نظام التقسيم الذي وضعه "أبوه"، إلا أن اسم هذا الأب لم يُذكَر في أي مكان. وبحسب التقسيم الذي وضعه يوثاليوس كانت عدد أقسام الرسالة إلى رومية 19 قسمًا، والرسالة إلى غلاطية 12، والرسالة إلى أفسس 10، والرسالة الأولى إلى تسالونيكي 7، والثانية إلى تسالونيكي 6، وإلى العبرانيين 22، والرسالة إلى فليمون اثنين. استخدم نُسَّاخ الكتاب المقدس هذا التقسيم بكثرة في أنحاء الكنيسة كلها، وهكذا صار وجود التقسيم يستخدم للدلالة على معرفة قِدَم عهد المخطوط.

اهتمامه بالكتاب المقدس والقراءات الكنسية:

من أعمال يوثاليوس الأخرى نذكر ثلاثة:
1. القراءات الكنسية: كانت القراءات الثابتة التي تُقرأ في العبادة الجماعية معروفة في المعابد اليهودية، ومنها انتقلت إلى الكنيسة المسيحية. ولكن حتى وقت يوثاليوس يبدو أنه لم يكن هناك وحدة واتفاق على هذه القراءات بل كان لكل كنيسة قراءاتها الخاصة. وانتشر البرنامج الذي اقترحه يوثاليوس بسرعة حتى طُبِّق بين الناطقين باللغة اليونانية.
قُسِّم العهد الجديد كله ماعدا الأناجيل وسفر الرؤيا إلى سبعة وخمسين قسمًا: أعمال الرسل 16، رسائل بولس الرسول 31، ورسائل الكاثوليكون 10. كان ثلاثة وخمسون من هذه الأقسام لآحاد السنة، والأربعة الباقية لعيد الميلاد والجمعة العظيمة وعيد القيامة وعيد الغطاس.
2. التقسيم إلى الآيات: حتى يمكن قراءتها في نَفَسٍ واحد بدون مجهود. لم يكن يوثاليوس هو الذي أدخَل هذا التقسيم، ولكن إليه يرجع الفضل في أن ما كان سابقًا ناقصًا وغير كامل امتد ليكون على أسس أفضل وبعناية أكثر.
3. كتابة كل الاقتباسات من العهد القديم ووضعها في كتابٍ مستقلٍ.
كما ذكرنا فإن يوثاليوس بدأ أعماله التي اشتهر بها وهو مازال شماسًا في الإسكندرية، أما عن مدينة سولكا التي صار أسقفًا عليها، ففي الغالب أنها مدينة بسيلكا Psilca في طيبة Thebaid بالقرب من أسوان Syene.
وقد ظلت أعماله غير معروفة حتى نُشِرت سنة 1698 م. في روما بواسطة ناظر المكتبة الفاتيكانية Laurentius Alexander Zacagnius.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:45 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب يوثيميوس | أوثيميوس الكبير



Abbot Euthymius the Great

ولد في ميليتين Melitene بأرمينيا Armenia سنة 377 م.، حيث رُسِم كاهنًا وأصبح مشرفًا على بعض التجمعات الرهبانية. وحين بلغ الثلاثين من عمره هاجر إلى فلسطين حيث عاش متوحدًا في أماكن عديدة أغلبها في مغارات، وأخيرًا استقر في مدينة مهجورة بين أورشليم وأريحا. تجمع حوله عدد من المتوحدين حيث عمل على إرشادهم دون أن يترك أسلوب حياته الشخصي في التوحد.
وقد كان القديس يوثيميوس أحد الآباء المشهورين من رهبان فلسطين المبكرين، وصار له تأثيره القوي على الأعراب حين شفى ابنًا مشلولًا لأحد رؤسائهم، كما كانت الإمبراطورة أفدوكيا Eudokia أرملة ثيؤدوسيوس الثاني Theodosius II تستشيره في عدة أمور.
أخيرًا تنيّح بفلسطين في 20 يناير سنة 473 م.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:47 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يوجرافوس و ميناس و هيرموجينيس الشهداء*


SS. Eugraphus, Hermogenes and Mennas

كان هيرموجينيس القاضي المسئول عن المحاكمات ومساعده يوجرافوس في الإسكندرية، وآمن حين رأى شفاء ميناس بمعجزة بعد تعذيبه.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:48 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة يوجينيا العذراء

St. Eugenia

تخفِّيها:

كانت يوجينيا عذراء من أصل شريف، وكان والدها فيليب حاكم الإسكندرية معيّن من قِبَل إمبراطور روما ليحكم كل أرض مصر. تركت يوجينيا قصر والدها مع خادمتين هما القديستان بروتس Protus وهياكينث Hyacinth، وذهبت متخفّية في زي الرجال إلى هيلينس Helenus أسقف هليوبوليس Heliopolis، الذي عمدها وأرسلها إلى أحد أديرة الرجال.

اتهامها ظلمًا وإيمان والدها:

عاشت في الدير كأحد الرهبان وسلكت حياة القداسة حتى اختيرت لتكون رئيسًا للدير. وحدث أن اتهمتها امرأة بأنها قد فعلت الشر معها ورفعت شكواها إلى القاضي الذي كان هو والد القديسة يوجينيا، والعجيب أن هذه المرأة كانت مريضة وشفيت بصلاة القديسة يوجينيا، فحاولت استمالتها إلى فعل الشر ظنًا منها أنها رجل، ولكن لما رفضت القديسة اتهمتها هذا الاتهام الباطل. وُضِعت القديسة في السجن في انتظار الحكم عليها بالإعدام، وفي النهاية كشفت عن شخصيتها لوالدها وأخبرته بكل الحقيقة، فتحوّل إلى المسيحية، وفيما بعد صار أسقفًا قديسًا واستشهد بقطع رأسه على اسم السيد المسيح.

استشهادها:

ذهبت بعد ذلك كلوديا Claudia والدة يوجينيا مع أبنائها إلى روما، واستطاعوا تحويل الكثيرين إلى الإيمان بالمسيح، واستطاعت يوجينيا اجتذاب عذارى كثيرًات إلى المسيحية. وقُبِض على يوجينيا حيث عُذبت بأنواع عذابات كثيرة، وأخيرًا قُطِعت رأسها ونالت إكليل الشهادة، ولكن تاريخ استشهادها غير المعروف.
العيد يوم 25 ديسمبر.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:49 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس أنبا يوحنا أسقف أورشليم


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

ترهب في دير القديس هيلاريون مع الأب الكبير القديس أبيفانيوس أسقف قبرص، وشاع صيت فضائله وعمله فاختاروه لكرسي أورشليم في سنة 388 م.، بعد رسامة القديس أبيفانيوس أسقفًا على قبرص.

ضربة محبة المال:

ضربه العدو بمحبة المال فجمع مالًا كثيرًا وصنع لمائدته أوانٍ من الفضة وأهمل الفقراء والمساكين، ولما بلغ خبره القديس أبيفانيوس شق عليه ذلك لما كان يعلمه فيه أولًا من الزهد والنسك والعبادة والرحمة.
نظرًا لصداقتهما القديمة قام من قبرص وأتى إلى أورشليم متظاهرًا أنه يقصد السجود بها وزيارة القديسين، وفى الباطن ليقابل الأب يوحنا.فلما وصل إلى هناك دعاه الأب يوحنا ووضع أمامه تلك الأواني الفضية على المائدة، فتوجع قلب القديس أبيفانيوس لاسيما عندما علم ببخله وشحه.
دبر حيلة وذلك أنه ذهب إلى أحد الأديرة وحده وأرسل إليه يستعير منه تلك الأواني زاعمًا أن قومًا من أكابر القبرصيين قد أتوه ويريد أن يقدم لهم الطعام فيها، ولما أرسلها إليه أخذها وباعها وتصدق بثمنها على الفقراء. وبعد أيام طالبه الأب يوحنا بالأواني فاستمهله وكرر مرة ثانية وثالثة، وإذا لم يردها له أمسك به ذات يوم في كنيسة القيامة قائلًا له: "لا أتركك أو تعطيني الأواني".
صلى القديس أبيفانيوس إلى السيد المسيح من أجل صاحبه القديم فأصيب بالعمى. بكى واستغاث بالقديس أبيفانيوس فصلى ثانيًا من أجله فبرأت إحدى عينيه، فالتفت إليه وقال له: "إن السيد المسيح قد ترك هذه العين الأخرى بدون بصر تذكرة لك". ثم ذكَّره بسيرته الأولى الصالحة وأعلمه أنه باع الأواني وتصدّق بثمنها، وأنه ما جاء إلى القدس إلا ليتحقق مما سمعه عن بخله ومحبته للمال.
انتبه الأب يوحنا من غفلته كمن يستيقظ من النوم، وسلك في عمل الرحمة سلوكًا يفوق الوصف، فتصدق بكل ما يملك من مال وثيابٍ وأوانٍ، وزَهَد في كل أمور العالم حتى أنهم لم يجدوا عند نياحته درهمًا واحدًا. ووهبه الله نعمة شفاء المرضى وعمل الآيات.
وبعد أن أكمل في الرئاسة إحدى وثلاثين سنة تنيّح بسلام سنة 147 م. (146؟).
العيد 13 بؤونه.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:50 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا يوحنا أسقف أورشليم


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

وُلد القديس الأنبا يوحنا أسقف أورشليم من أبوين يهوديين حافظين لشريعة التوراة، فهذباه وعلماه كثيرًا حتى نبغ في علم الشريعة. وكان يجادل المسيحيين ويناظرهم، فثبت له مجيء المسيح وأنه إله حقيقي، فآمن على يد القديس يسطس أسقف أورشليم وصار شماسًا، ونظرًا لكثرة علمه وفضيلته انتخبوه أسقفًا على أورشليم.
لما ملك أريانوس أمر ببناء ما هُدم من المدينة ثم بنى برجًا على باب هيكل اليهود ووضع على بابه لوحًا من رخام مكتوبًا عليه اسمه ومنع المسيحيين من الصلاة في الجلجثة ومن العبور في ذلك المكان، ولهذا فقد اشتد ساعد اليهود والأمم فضايقوا المسيحيين كثيرًا. فأصاب هذا الأب من جراء ذلك كثيرًا من البلايا والأحزان، فطلب إلى الله أن يأخذه إليه. فقُبلت طلبته وتنيّح بسلام، بعد أن أقام على كرسي الأسقفية سنتين.
العيد 3 برمودة.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:51 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا يوحنا أسقف البرلس


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

نشأته:

الشهير بـ"جامع السنكسار". وقد كان من ذوي الحسب والنسب ومن نسل الكهنة، وكان والداه يُكثران من الصدقة على المساكين، ولما توفّيا أخذ القديس يوحنا ما تركاه له وبنى به فندقًا، ثم جمع إليه المرضى، وكان يخدمهم بنفسه ويقدم لهم كل ما يحتاجون إليه.

رهبنته:

اتفق مجيء أحد الرهبان إليه فرأى عمله الحسن وأثنى عليه ثم مدح أمامه الرهبنة مبينًا له شرفها، فتعلق بها القديس ومال بقلبه إليها. وبعد أن رحل الراهب قام القديس فوزّع كل ما له على المساكين، وذهب إلى برية شيهيت، وترهب عند القديس دانيال قمص البرية حيث اشتهر بحرارة العبادة والنسك الكثير. ثم تفرد في وحدة، فحسده الشيطان وجنوده على حسن صنيعه هذا واجتمعوا عليه وضربوه ضربًا موجعًا حتى ظل مريضًا أيامًا كثيرة، بعدها شفاه السيد المسيح فتقوى وتغلب عليهم.

أسقف على البرلس:

دُعي من الله إلى رتبة الأسقفية على البرلس، وكانت توجد في زمانه بعض البدع فاجتهد حتى اقتلعها ورد أصحابها إلى الإيمان المستقيم.
ظهر في أيامه راهب من الصعيد كان يخبر بأمورٍ مدعيًا أن الملاك ميخائيل يُعرفه بها، فأضل كثيرين بخداعه. فرأى القديس أن عمل هذا الراهب من الشيطان، فأحضره إليه حيث اعترف بخطئه، فطُرد من البلاد.
وادعى آخر أن حبقوق النبي يظهر له ويعرفه الأسرار فتبعه كثيرون، فطرده أيضًا من بلاده بعد ما أبطل قوله كما أبطل أيضًا استعمال كتب كثيرة رديئة.
كان هذا القديس كلما صعد إلى الهيكل لتأدية خدمة القداس يصطبغ وجه وكل جسده باللون الأحمر كأنه خارج من أتون نار، وكان إذا قدّس تنحدر دموعه على خديه بغزارة، لأنه كان ينظر الطغمات السمائية على المذبح. وحدث في ثلاث مرات أنه كلما كان يضع إصبعه في الكأس للرسم يجد الكأس كنارٍ تتقد.
كان في أيامه أيضًا قوم مبتدعون يتناولون الأسرار المقدسة وهم مفطرون، وإذ نهاهم ولم ينتهوا حرمهم ومنعهم من شركة الكنيسة، ولما لم يطيعوا أمره سأل الرب فنزلت نار من السماء وأحرقت كبيرهم، فخاف الباقون ورجعوا عن بدعتهم.
لما أراد الرب أن يريحه من أتعاب هذا العالم أرسل إليه القديسين أنطونيوس ومقاريوس ليعرفاه بيوم انتقاله، فدعا شعبه وأوصاهم ثم تنيّح بسلام.
العيد 19 كيهك.

كتاباته:

أنبا يوحنا نعمة الله أسقف البرلس، وضع مقاله في قيامة السيد المسيح وقيامة الأجساد كتبها سنه 1218 وله ترجمة لسيرة القديسة دميانة.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:55 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا يوحنا أسقف غزه

← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

في الحادي عشر من شهر برمودة تذكار نياحة القديس يوحنا أسقف غزة.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 05:57 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يوحنا التبايسي

(القديس يوحنا الأسيوطي)


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

نشأته:

يُدعى يوحنا الرائي إذ كانت له موهبة التنبؤ بالمستقبل، كما دُعي نبي مصر، ويوحنا السائح. قال عنه القديس يوحنا كاسيان: "نال موهبة النبوة من أجل طاعته العظيمة، فصار مشهورًا في كل العالم".
رآه القديس جيروم على أطراف مدينة ليكوس (أسيوط)، ووضعه في قائمة كتابه "مشاهير الآباء"، في الفصل الثاني وتحدث عنه في شيء من التفصيل، خاصة حديث القديس يوحنا معه هو ورفقائه، وهو حديث روحي عملي ممتع، اقتبس منه القليل.
يلقب أيضًا بيوحنا المتوحد الأسيوطي لأنه وُلد بمدينة أسيوط عام 305 م. كان أبواه مسيحيين، وكانت صناعته النجارة والبناء. في سن الخامسة والعشرين تنيّح والداه فسلَّم أخته وأمواله لعمه ثم ذهب لدير أنبا مقار حيث ألبسه الأنبا إيسيذورُس والأب أبامون الإسكيم.

في جبل أسيوط:

ظهر له ملاك بعد خمس سنوات وقال له: "قم امضِ إلى جبل أسيوط"، فجاء إلى الجبل الغربي على بعد خمسة أميال من مدينة أسيوط حيث بنى له ثلاث قلايات على سفح جبل قرب طيبة لهذا دُعي يوحنا التبايسي أو الطيبي: إحداها لحاجات الجسد، والثانية يعمل بها ليكسب خبزه، والثالثة للصلاة.
وخلال الثلاثين عامًا التي قضاها هناك كان يحصل على حاجاته من خلال طاقة، يقدمها منها خادمه. وكان من عادته أن يلتقي بالناس يومي السبت والأحد من خلال نافذته لإرشادهم وتعزيتهم.
قال لبلاديوس: "إنني قد حبست نفسي ثمانية وأربعين عامًا في القلاية لم أرَ فيها وجه امرأة، ولا رأيت نقودًا، كما أنني لم أنظر إنسانًا وهو يأكل، ولا رآني أحد آكلًا أو شاربًا".
اشتهر القديس بطاعته لمعلميه وأيضًا بموهبة شفاء الأمراض، وقد استحق أن يحصل على موهبة معرفة الأمور قبل حدوثها. وقد أنبأ الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير بانتصاره على الثائر مكسيموس.
ذات مرة أرادت خادمة للمسيح اسمها بؤمينيا Poeminia، وهي من أقارب الإمبراطور ثيؤدوسيوس، أن ترى القديس يوحنا، ولكنه رفض وأرسل لها كلمات معزية. ومما قاله لها: "لا تسلكي طريق الإسكندرية في رجوعِك لئلا تقعي في تجارب". إلا أنها نسيت هذه النصيحة فتعرضت لحادثة من بعض الأشرار الذين سطوا على المركب في النيل وضربوا خادمها، وبذلك جنت ثمرة النسيان لنصيحة القديس يوحنا.

لقاء مع بالاديوس:

زاره بالاديوس الذي سافر 18 يومًا حتى وصل إليه، وتنبأ له أن يُسام أسقفًا على هلينوبوليس Helenopolis. وبعد 25 عامًا من هذه الزيارة سجل لنا سيرته في كتابه "التاريخ اللوسياكي". كما زاره كاتب "تاريخ الرهبنة Historia Monochocum Aegypto والذي ترجمه روفينوس إلى اللاتينية.
روى لنا بالاديوس قصة لقائه مع هذا القديس، فقال أنه إذ كان في برية نتريا مع الأب أوغريس سأله عن فضائل القديس يوحنا الأسيوطي، فقال أنه يشتاق أن يعرف شيئًا عنه.
في اليوم التالي حبس بالاديوس نفسه في قلايته طول اليوم يطلب إرشادًا من الله. شعر باشتياقٍ للقاء معه، فسافر تارة مشيًا على الأقدام، وأحيانًا في النهر، وكان وقت فيضان النيل، وكانت الأمراض الصيفية منتشرة، فصار فريسة لها.
إذ بلغ إلى الموضع وجد مسكنه مغلقًا فانتظر حتى يوم السبت صباحًا. جاء إليه فوجده جالسًا عند نافذته يقدم مشورة لسائليه. حيّاه القديس يوحنا وتحدث معه خلال مترجم. وإذ جاء اليبسيوس والي المنطقة تحوّل إليه ليتحدث معه، وظلا يتحدثان مدة طويلة.
شعر بالاديوس بضيق وإهانة أنه تركه، لكن سرعان ما قال القديس للمترجم أن يخبره ألا يقلق. وإذ انصرف الوالي دعاه القديس وتحدث معه، وجاء في حديثه:
[لماذا أنت غاضب مني؟... لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضي (لو31:5). فإني إن كنت لا أقدم لك مشورة، يوجد إخوة وآباء آخرون يُعطوك مشورة. أما هذا الوالي فسلم نفسه للشيطان وقد جاء يطلب معونة.فليس من المعقول أن نتركه لأنك مهتم بخلاصك...
أحزان كثيرة تنتظرك...
يقترح عليك الشيطان الرغبة في رؤية أبيك وأن تعَّلم اخوتك الحياة التأملية.
عندي لك أخبار سارة وهي أن كل منهم تحول إلى طريق الخلاص.]
سأله القديس يوحنا: "أتريد أن تكون أسقفًا؟"
أجابه بلاديوس: "أريد فعلًا".
سأله: "أين؟"
أجاب: "في المطبخ على الموائد والأواني. أفحصها كأسقف ناظرٍ عليها، وإذا وجدت محتوياتها رديئة أحرمها وإذا وجدت الطعام محتاجً إلى ملح أو توابل أضعها. هذه هي إيبارشيتي، لأن شهوة بطني عيّنتني ابنًا لها".
ابتسم وقال له: "كف عن التلاعب بالألفاظ. إنك ستُسام أسقفًا وتُقاسي من ضيقاتٍ كثيرة. فإن أردت الهروب من الضيقات فلا تترك البرية لأنه لا يوجد فيها أحد له سلطان أن يسيمك أسقفًا".
بعد ثلاث سنوات نسي بالاديوس هذه النصيحة، وإذ أصيب بمرضٍ في الطحال والمعدة أخذه الإخوة إلى الإسكندرية. نصحه الأطباء أن يذهب إلى فلسطين لأن مناخها أنسب له. ومن هناك ذهب إلى بثينية بجوار غلاطية موطنه الأصلي، وسيم أسقفًا. نُفي وحُبس في حجرة مظلمة لمدة 11 شهرًا فتذكر ما قاله له القديس يوحنا.

مع اللصوص:

ظن أربعة لصوص أن لديه كثرة من الأموال بسبب تحاشد الجماهير عليه لنوال موهبة الشفاء أو التمتع بمشورة روحية. في الليل نقبوا باب المغارة فأُصيبوا بالعمى وظلّوا خارج القلاية حتى الصباح، أرادت الجماهير تسليمهم للوالي أما هو فقال: "اتركوهم، وإلا تفارقني موهبة الشفاء".

سيدة تلح على رؤيته:

كانت إحدى النساء تلح على رجلها أن ترى القديس. وجاء الرجل وهو من الأشراف يطلب من القديس أن يسمح لزوجته أن تراه، فكانت إجابته: "هذا الأمر مستحيل". وإذ صممت الزوجة ألا تسافر حتى ترى القديس، قال القديس يوحنا لرجلها: "سأظهر لها في هذه الليلة، لكن لن أسمح لها أبدًا برؤية وجهي بالجسد".
في الليل ظهر لها القديس في حلم، وقال لها: "ما عسى أن أفعل لك يا امرأة؟ لماذا تحرصين بشدة أن تري وجهي؟ هل أنا نبي أو بار؟ إني خاطئ وشهواني مثلك، وها قد صلّيت من أجلك ومن أجل زوجك ولموضع إقامتك، فإن آمنتِ يكون لكِ، فسافري بسلام". وإذ قامت من نومها روت لرجلها ما رأته وسمعته ووصفت له شكله وهيئته، وقدمت الشكر لله. وإذ رأى القديس يوحنا رجلها قال له قبل أن يتكلم: "لقد حققت طلب زوجتك ورجاءها، وعليك ألا ترى وجهي بعد"، فانصرف بسلام.

تواضعه:

يروي لنا القديس جيروم: "كان القديس لا يُجري معجزات الشفاء جهرًا، بل كان يصلي على الزيت ويعطيه للمتألمين والمرضى فيبرءون".

حزمه:

كان يتحدث مع القادمين إليه ويخبرهم بما فعلوه سرًا، كما كان يشير إلى غضب الله وما سيحل عليهم من كوارث بسبب خطاياهم.

لقاؤه مع القديس جيروم:

يقول القديس جيروم:
[لقد رأينا عجائب، فقد كنا سبعة أجانب، ذهبنا إلى القديس، وبعد السلام فرح بنا.
طلبت منه قبل كل شيء أن يصلي من أجلنا كعادة كل آباء مصر. ثم سألني إن كان بيننا كاهن أو شماس، وإذ قلنا له أنه لا يوجد عرف أن بيننا شماس أخفى رتبته تواضعًا. أشار إليه القديس بيده قائلًا: "هذا هو الدياكون"، وأخذ القديس يده من خلال النافذة وقبّلها، وطلب منه ألا ينكر نعمة الله المعطاة له، سواء كانت صغيرة أو عظيمة.
وإذ كان أحدنا يرتعش وهو مريض بحمى شديدة طلب من القديس أن يُشفيه، فقال له: "هذا المرض لصالحك، لأنه قد ضعف إيمانك، ثم أعطاه زيتًا وطلب منه أن يدهن نفسه به، كما رسمه بالزيت فتركته الحُمى وسار على قدميه معنا.]
يكشف لنا القديس جيروم عن محبته العجيبة واهتمامه بالآخرين وبشاشته إذ يقول:
[رحَّب بنا القديس كأولاد لأبيهم لم يلتقوا به منذ مدة طويلة.
وأجرى معنا حوارًا، وقال: "من أين أتيتم يا أبنائي؟
ومن أيّ بلد؟
لقد أتيتم إلى إنسانٍ مسكينٍ وبائس!"
وقد ذكرنا له اسم بلدنا، وأننا جئنا إليه من أورشليم لمنفعة نفوسنا...
ثم قال: "... لا يظن المرء أنه قد اقتنى معرفة كاملة، بل القليل جدًا منها. يليق بنا أن نقترب إلى الله بطرق معتدلة وبإيمان. وأن يبتعد محبْ الله عن الماديات حتى يقترب إلى الرب ويحبه. كل من يبحث عن الرب بكل قلبه يبتعد عن كل ما هو أرضي!"
يليق بنا أن نهتم بمعرفة الله قدر المستطاع، لأنه لا يمكن الحصول على معرفة كاملة عنه. وهو يكشف لنا بعض أسراره. وسيعرف المرء ما سيحدث قبل وقوعه، وتُعلن له رؤى مجيدة، كما ظهرت للقديسين، ويعمل أعمالًا عظيمة، وكل ما يطلب من الله يعطيه...
لا تيأسوا في هذا البلد لأننا في وقت محدد سنُرسل إلى عالم الراحة. ولا يتعالى أحد بأعماله الصالحة بل يظل في حالة توبة دائمة...
الحياة الديرية بجوار القرى قد أضرت الكاملين...
أرجو يا أبنائي من كل واحدٍ منكم قبل كل شيء أن يعيش حياة التواضع، لأنه أساس كل الفضائل.]
روى لهم أيضًا أمثلة لرهبان سقطوا وتابوا فبلغوا درجات عظيمة في الروحانية، كما حدثهم عن متوحدين كانوا يحرصون على خلاصهم وكمالهم في الرب.
أشار إلى متوحدٍ لم يهتم بالطعام سواء كان حيوانيًا أو نباتيًا، بل كان قلبه متعلقًا بالرب، مترقبًا مغادرته للعالم، فكان الله يكشف له عن أمجاد الدهر الآتي، وكان جسده مملوء صحة حتى شيخوخته، وكان يجد طعامًا على مائدته. كان كثير التسبيح فلا يشعر بالجوع.
يختم القديس جيروم الفصل بقوله أن القديس يوحنا كان يتحدث معهم بكلمات ومحادثات لمدة ثلاثة أيام حتى الساعة التاسعة، أي الثالثة بعد الظهر، وقد أخبرهم بوصول رسالة إلى الإسكندرية تُعلن عن نصرة الإمبراطور ثيؤدوسيوس وقتل الطاغية أوجينيوس (عام 394 م)، وقد تحقق كل ما قاله.

مؤلفاته:

له مؤلفات عديدة عن الرهبنة والآلام والكمال والفضائل واللاهوت والصلوات وتفسير لبعض آيات العهد الجديد، كما اشتهر بأقواله عن محبة الله وعمل الرحمة وملكوت السموات. وأخيرًا تنيّح بسلام بعد أن قارب المائة عام، وذلك في اليوم الحادي والعشرين من هاتور، وتعيد له الكنيسة الغربية في 27 مارس.

من كلماته:
1. من ينشغل بالسماويات يقف غير مشتت في حضرة الله، دون أي قلق يسحبه إلى الوراء. يقضي حياته مع الله، منشغلًا بالله، ويسبحه دون انقطاع.
2. من تأهل لمحبة الله، عنده محبة الناس محبوبة جدًا أكثر من حياته. لو استطاع أن يساعدهم حتى بموته، فإنه يحب أن يبذل حياته عِوضًا عن حياتهم، لكي بأحزانه يجدون هم راحة.
3. محب الفقراء يكون كمن له شفيع في بيت الحاكم، ومن يفتح بابه للمعوزين يمسك في يده مفتاح باب الله.
4. القربان الروحي هو تقديم أفكار طاهرة تقترن بذكر الله... والمذبح الروحي هو العقل المرتفع عن تذكارات العالم... والكنيسة الروحية هي الإيمان والتمتع بالأسرار الإلهية.
5. لا تعمل مع سيد الكل من أجل موهبة يعطيها لك، لئلا يجدك محبًا لمقتنياته وبعيدًا عن حبه شخصيًا.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:00 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يوحنا الجندي

← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

في الثالث من شهر بابه تعيّد الكنيسة بتذكار استشهاد القديس يوحنا الجندي من بلدة أشروبة.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:00 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يوحنا الجندي


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.
كان جنديًا من خاصة الملك دقلديانوس واستشهد في الإسكندرية مع القديس أباكير.
وقد وردت سيرتهما في حرف "أ" من قسم سير القديسين والقديسات هنا بموقع الأنبا تكلا تحت: "أباكير ويوحنا القديسان".
العيد 6 أمشير.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:01 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يوحنا الجندي


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

وُلد من أبوين مسيحيين تقيين، ولما كبر انتظم في سلك جنود الملك يوليانوس الكافر. وحدث أن أرسله يوليانوس مع بعض الجنود لاضطهاد المسيحيين. فكان يتظاهر بموافقة الجنود على اضطهادهم، ولكنه كان في الحقيقة يدافع عنهم ويساعد المحتاجين منهم، ومع هذا كان مداومًا على الصوم والصلاة والصدقات، وعاش عيشة الأبرار حتى تنيّح بسلام.
قد أظهر الله من قبره عجائب كثيرة.
العيد 5 مسرى.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:02 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القمص يوحنا الحومي

← اللغة القبطية: Iwannhc.

وُلد سنة 1875 م. وعاش حوالي 86 سنة، منها 38 سنة في الكهنوت و48 سنة في الحياة "العلمانية" إن صح التعبير. رُسِم كاهنا على كنيسة دير الأمير تادرس بالحوامدية، وانتقلت زوجته بعد رسامته كاهنًا، فاتجه للنسك والزهد فعاش الحياة البسيطة بروحانيتها، وكان يخدم أكثر من عشرة بلاد مختلفة تفصلها مساحات شاسعة فكان يرعاها بأمانة.
كان الكهنوت عنده خدمة مقدسة وليست وظيفة يؤديها برتابة، وقد تتلمذ على يديه كثير من الآباء الكهنة المعاصرين، فلمسوا فيه الروحانية العالية. أنشأ مع أخيه القمص جرجس كنيسة مار جرجس بأم خنان بالجيزة في عام 1953 م.
تميّز هذا الأب بالبساطة الشديدة ومحبة الغرباء والعطف على كل من يسأله، ونظرًا لقلة إيراده كان الرب يرسل له كل يوم نقودًا فضية يجدها تحت وسادته.
صنع الله على يديه معجزات عديدة، منها معرفته بالغيب وشفاء الأمراض. وقد ارتبط بصداقة قوية مع الشهيد الأمير تادرس الذي خدم على مذبحه، وتمتع بظهورات روحية له.
تنبأ بيوم نياحته قبلها بأسبوع وقال أنه سيكون احتفال كبير، وقد ظهر الشهيد الأمير تادرس حبيبه في قبة الكنيسة أثناء الصلاة عليه، واستمر ظهور نور فوق قبره لعدة ليالٍ مختلفة بعد دفنه في المقبرة التي تقع خارج المدينة، وكانت نياحته في يوم 8 ديسمبر سنة 1961 م.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:07 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأب يوحنا الدمشقي اللاهوتي

← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

نشأته:

ولد منصور بن سرجون بن منصور حوالي عام 676 م. في دمشق، عاصمة الأمَويّين آنذاك. وكان من عائلة عريقة غنية ذات حظوة، عُرفت بحبها للعلم، وبمكانتها السياسية والاجتماعية. يرى البعض أن أصل الأسرة من الروم وآخرون من العرب، لكن الغالب أنهم من أصلٍ سرياني.
كان جده موظفًا كبيرًا في المالية البيزنطية بدمشق؛ وعندما فتحها خالد بن الوليد عام 635 م. استبقاه العرب في إدارتهم. وفيما بعد اعتمد معاوية ابنه سرجون أو سرجيوس في إدارة شئون الخلافة، وكذلك يَزيد وعبد الملك. وقام منصور، صاحب السيرة، بخدمة الإدارة الأموية من أواخر خلافة عبد الملك حتى أواخر عهد يزيد الثاني (720-740 م).
نال منصور منذ نعومة أظفاره ثقافة أدبية وفلسفية ودينية على يدي راهب من جزيرة صقلية من أسرى الحرب، أسره المسلمون في غزوة شنّوها على شواطئ إيطاليا وساقوه مع غيره إلى دمشق. اشترى سرجون الراهب ثم حرره وعهد إليه بتعليم ابنيه منصور وقزما (ابنه بالتبني). أتقن منصور اليونانية لغة الطبقة المتعلمة الأصلية، وقد جاءت كتاباته باليونانية. كانت الدواوين كلها باللغة اليونانية، حيث نقلت إلى العربية في عهد عبد الملك بن مروان (حوالي 705 م).
قام الراهب بتثقيف منصور وقزما وتعليمهما الحساب والهندسة والفلك والمنطق والفلسفة واللاهوت والموسيقى.

حياته النسكية:

https://st-takla.org/Pix/Saints/09-Co...amascus-01.jpg



أيقونة القديس الأنبا يوحنا الدمشقي، القرن 19، الفنان نعمة ناصر حمصي
إذ توفى سرجون احتل منصور مركز أبيه بينما اختار معلمه قزما وأخوه بالتبني قزما الحياة الرهبانية في دير مار سابا.
إذ بلغ منصور حوالي الثلاثين من عمره ترك مركزه، والتحق بالدير مع معلمه وأخيه. يرى البعض أنه ذهب إلى الدير بعد شفائه من قطع يده كما سنرى في الحديث عن محاربته لمقاومي الأيقونات المقدسة.
يرى آخرون أنه كان لمقاومته البدع الغربية أبعد الأثر، إذ قد أثارت نوبة من الغضب الجارف في نفس إمبراطور القسطنطينية، فبعث تحت تأثير هذا الغضب برسالة إلى الخليفة هشام أوقع فيها بيوحنا الدمشقي (John of Damascus وباليونانية ونطقها: Ιωάννης Δαμασκήνος Iôannês Damaskênos)، وتأثر الخليفة بدوره فطرده من بلاطه. وبعد سنوات عرف الخليفة الحق وندم على طرده، فأرسل إليه يرجو منه العودة إلى بلاطه، على أن يوحنا الدمشقي شكر للخليفة عطفه ولكنه رفض العودة إلى حياة القصور، وفضل أن ينزوي في أحد جبال فلسطين حيث قضى بقية حياته كراهبٍ بسيطٍ.
قيل أنه إذ ذهب إلى الدير فرح به رئيس الدير، إذ أدرك سموه الروحي والأدبي ورفضه كرامة العالم وغناه. ولكن إذ أراد تسليمه لأحد الشيوخ رفض أغلب الشيوخ قبوله في الدير بحجة أن علمه الغزير ومركزه الاجتماعي وقدره الرفيع يعوقه عن الخضوع والطاعة. لكن أحد الشيوخ البسطاء قبله بشرط الطاعة الكاملة ونسيان كل ما تعلمه من فلسفات وعلم ومعرفة.
عاش يوحنا الراهب في طاعة كاملة لمعلمه حتى حدث أن تنيّح شيخ راهب وكان له أخ حزن عليه حزنًا شديدًا. طلب الأخ أن يكتب له ملحنة يتعزى بها (لازالت تترنم بها الكنيسة البيزنطية في جناز المنتقلين)، رفض الأب يوحنا ذلك (الطلب) طاعة لمعلمه الذي اشترط عليه نسيان كل ما تعلمه من فلسفات وعلم ومعرفة، لكنه تحت الإلحاح وشعوره بمرارة الأخ كتب الملحنة. سمع معلمه بذلك فطرده.
ذهب يتوسل إلى بعض الشيوخ لكي يشفعوا عنه لدى معلمه، لكن المعلم رفض شفاعتهم عنه. وأخيرًا تحت الإلحاح طلب تأديبه بقانونٍ، وهو تنظيفه للمراحيض.
انصرف الشيوخ وهم في غمٍ وخجلٍ، وإذ التقى بهم الأب يوحنا قالوا له في حزنٍ أن معلمه رفض شفاعتهم، وأنه سن قانونًا لتأديبه لم يسمعوا عنه من قبل. وإذ عرف بالقانون قام بسرعة بتنظيف المراحيض.
شاهده معلمه فخجل جدًا من طاعته وتواضعه، فأسرع إليه وأمسكه بكلتي يديه وقبّل رأسه وأعاده بفرحٍ شديد.
بعد أيام قليلة ظهرت السيدة العذراء لمعلمه في حلم تقول له:
"لماذا تسد الينبوع فلا يفيض ويجري؟
فإن يوحنا عتيد أن يزين كنيسة المسيح بأقواله وأعياد القديسين بتسبيحه، ويتنغم جماعة المؤمنين بعذوبة ألفاظه.
فإن الروح القدس ينطلق على لسانه".
بالفعل قام من النوم والتقى بتلميذه وطلب منه ألا يكف عن الكتابة معتذرًا بأن فعله كان عن غباوة وعدم معرفة.
جاء في الملحنة المذكورة ما ترجمه(1):
"بالحقيقة إن كل ما في العالم باطل،
والعالم أيضًا كالظل والمنام،
وباطلًا يضطرب كل ترابي، كما قال الكتاب.
فإذا ما نحن ربحنا العالم،
نسكن حينئذ القبر،
حيث الملوك والفقراء معًا،
فلذلك نيّح أيها المسيح نفس عبدك المنتقل
بما أنك محب للبشر".

محاربة مقاومي الأيقونات أو الأيقونوكلاستس:

ظهرت حركة الأيقونوكلاستس (أيقونوكلاستس، أيقونوستاسيس) حوالي عام 725 م. تحارب استخدام الأيقونات المقدسة. أفسدت هذه الجماعة سلام الكنيسة البيزنطية في القرن الثامن وبدء القرن التاسع، وكان لها أثرها على الغرب أيضًا. أما بالنسبة للإسكندرية فقد كانت قد أنهت علاقتها بالقسطنطينية (بيزنطة) وروما خاصة بعد دخول العرب مصر.
جاءت هذه الحركة ثمرة إساءة البعض استخدام أيقونات القديسين ورفاتهم. قام جماعة من الأساقفة يقاومون استخدام الأيقونات، التفوا حول الإمبراطور البيزنطي، لاون الثالث، يطلبون منه مساندتهم، بحجة أنها تعثر غير المسيحيين. أصدر الإمبراطور منشوره عام 726 م. بتحطيم الأيقونات بالقوة.
قام الجند بتحطيم صورة السيد المسيح على الباب النحاسي للقصر، كما قام قائد بضرب الصليب الذي على البلاط الإمبراطوري بالفأس، مما أثار الشعب وقامت بعض النسوة بسحب السلم الذي كان القائد واقفًا عليه لتحطيم الصليب فسقط القائد فاقد النطق وأمر الإمبراطور بإعدامهن.
في هذه الآونة نشر الأب يوحنا الدمشقي ثلاث مقالات ضد مقاومي الأيقونات موضحًا التمييز بين تكريم الأشخاص الممثلين في الأيقونة وبين السجود لله للعبادة.
اختلف الدارسون في تحديد ما إذا كان منصور بدأ دفاعه عن الأيقونات وهو عامل في الديوان أم بعد التحاقه بالدير.

قطع يده:

أمر الإمبراطور لاون بقطع يده، متهمًا إيّاه بالخيانة زورًا. دخل الأب يوحنا حجرته وانطرح على الأرض أمام أيقونة القديسة مريم وطلب شفاعتها عنه أمام الرب، وألصق كفّه المقطوع بزنده. غفت عيناه ورأى القديسة مريم تخبره بشفائه. نهض فرحًا وصار يسبح الله.
وشى البعض به لدى أمير دمشق بأنه دفع أموالًا كثيرة لكي تُقطع يد شخصٍ آخر بدلًا من يده، فاستدعاه الأمير وإذ رأى أثر القطع دُهش وسأله عمن شفاه. أجاب: "مسيحي طبيب ماهر، وهو على ما يشاء قدير، ولذلك لم يعسر عليه برئي، بل سارع في إنجاز أمري". طلب منه الأمير أن يرجع ويعمل في الديوان، لكنه توسل إليه أن يطلقه. فوزع كل ماله وذهب إلى دير مار سابا ببيت القدس.

يتشكك البعض في قصة قطع يده وشفائها:

يرى البعض أن الخليفة عرض عليه اعتناق الإسلام، فقد اشتهر يزيد الثاني بتضييقه على المسيحيين في أمر تكريم الأيقونات، وربما خيّره بين جحد المسيح أو الوظيفة، فاختار ترك الوظيفة.
التحق بالدير وتغيّر اسمه إلى يوحنا.
يحتفظ الفن البيزنطي بأيقونة السيدة العذراء ذات الأيدي الثلاثة رمزًا لهذه المعجزة.

حرمانه:

بعد موت الإمبراطور لاون انتهج قسطنطين الخامس (كوبرونيموس 741-775 م) منهج أبيه. وفي عام 754 م. أمر بعقد مجمع في الهييرا Hiera حضرة 338 أسقفًا رفضوا تكريم الأيقونات المقدسة وحرموا أشهر المدافعين عن هذا التكريم وهم جورجيوس القبرصي وجرمانوس بطريرك القسطنطينية ومنصور. وفي عام 787 م. انعقد المجمع النيقاوي الثاني (لم تشترك فيه الكنائس غير الخلقيدونية) يثبت تكريم الأيقونات المقدسة، ورُفعت الحروم عن الثلاثة المدافعين عنها.

أعماله الأدبية الدينية:

اعتكف يوحنا في صومعته بدير مار سابا يؤلف مع أخيه بالتبني قزما التسابيح والقوانين الكنسية. لازالت الكنيسة البيزنطية تستخدم هذه التسابيح، وتدعوه "مجرى الذهب".
أُنتخب أخوه قزما أسقفًا على مايوما، المعروفة حاليًا بميليس، بالقرب من غزة. طلب قزما من أخيه أن يرسمه كاهنًا فرفض، غير أن بطريرك أورشليم سامه كاهنًا بغير إرادته، في حوالي عام 735 م.
تنيّح على الأرجح عام 749 م. في ديره بعد أن قضى حياة نسكية طويلة وفي الكتابة. وفي عام 1890 م. أعلن بابا روما لاون الثالث عشر أنه معلم المسكونة.
من أروع ما قاله ردًا على محاولة فرض الخلقيدونيين عقيدتهم بالقوة وسلطان الإمبراطور: "إن الذي يحكم بالقوة ليس أبًا ولكنه سارق، لأن الأب يستعين بالمنطق لإقناع أولاده".

كتاباته:
1. ينبوع المعرفة: وهي موسوعة لاهوتية، كتبها في أواخر حياته بناء على طلب أخيه. تضم 3 أجزاء: تعريفات فلسفية وبيان الهرطقات والإيمان الأرثوذكسي أو كتاب المائة مقالة.
2. مختصر الإيمان الأرثوذكسي.
3. مقالة عن الثالوث القدوس.
4. مقالة عن الثلاثة تقديسات.
5. مقدمة عامة عن العقائد، ربما جمعها تلاميذه في أول حياته بالدير.
6-8. ثلاث مقالات للدفاع عن الأيقونات المقدسة.
9. مقالة ضد أسقف يعقوبي (فيه يرفض القول بالطبيعة الواحدة).
10. مقالة ضد المانوية.
11. جدال بين مسلم ومسيحي: يدافع عن التجسد، ويرفض نظرية القضاء والقدر.
12. مقالة ضد الساحرات.
13. مقالة في الطبيعة المركّبة.
14. مقالة في أن للمسيح إرادتين.
15. مقالة ضد النساطرة القائلين بأن للمسيح شخصين وطبيعتين.
16. مجادلة يوحنا الأرثوذكسي مع رجل مانوي.
17. شرح رسائل القديس بولس: استوحاه من كتابات القديس يوحنا الذهبي الفم والقديس كيرلس السكندري.
18-21. أربع مقالات في النسك عن: الصوم، الأرواح الشريرة الثمانية، والفضائل والرذائل، المواعظ.
22. وضع كتبًا عن الطقوس مع تسابيح وأناشيد دينية.
_____

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:18 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يوحنا الذهبي الفم

يوحنا فم الذهب | ذهبي الفم
https://files.arabchurch.com/upload/i.../289110862.jpg


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc pi`xrucoctomoc.

يوحنا فم الذهب، أو يوحنا ذهبي الفم: يرسم لنا هذا الأب، بسيرته وعظاته وكتاباته أيقونة حيّة لحياة الكنيسة التي لا يحصرها زمان، ولا يطويها تاريخ.
ففي سيرته نختبر الكنيسة السماوية المتهللة، المُعاشة على الأرض وسط الآلام. فقد أحب يوحنا الحياة الملائكية، وعشق البتولية، ومارس التسبيح والترنيم، وانطلقت نفسه من يومٍ إلى يومٍ نحو الأبديات. لكنه في هذا كله لم يتجاهل الواقع كإنسان يحمل جسدًا ويسكن على الأرض بين البشر، لذا مارس إيمانه بالأبدية خلال واقع عملي، سواء في بيت أمه، أو ديره أو وحدته أو في دار الأسقفية كاهنٍ أو أسقفٍ، على منبره وسط استحسانات الجماهير أو في منفاه.

لله در النساء:

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...ysostom-01.jpg



أيقونة حديثة تصور القديس يوحنا ذهبي الفم
في إنطاكية إذ كان ليبانيوس Libanios أعظم خطباء عصره يحتضر، التف حوله تلاميذه يسألونه عمن يخلفه، فتنهد الفيلسوف الوثني قائلًا: "يوحنا لو لم يسلبه المسيحيون منّا!"
فقد اكتشف هذا الفيلسوف السوري مواهب تلميذه يوحنا وفصاحته، وكان يأمل أن يسلمه قيادة مدرسته من بعده، غير أن كنيسة بيته كانت أقدر على جذب قلبه!
لقد مات الوالي سكوندس Secondus قائد الجيش الروماني migidter militum بسوريا، تاركًا زوجته أنثوسا Anthusa في السنة الرابعة من زواجها وهي لا تزال في ريعان شبابها وبهجة الجمال مع وفرة الغنى. تركها في العشرين من عمرها فحام الشبان حولها يطلبون ودها، لكنها وضعت في قلبها أن تكرس حياتها لخدمة طفليها: ابنتها التي سرعان ما انتقلت، ورضيعها يوحنا الذي وُلد بمدينة إنطاكية نحو سنة 347 م.
لقد كرست أنثوسا حياتها في جديّة لتربية طفلها، لينشأ غصنًا حيًا وفعّالًا في كرم الرب. ولقد لمس جميع معارفها من مسيحيين ووثنيين ما فعلته هذه الأم في حياة ابنها، حتى اضطر الفيلسوف الوثني ليبانيوس أن يشهد عنها قائلًا: "لله درّ النساء عند المسيحيين!"
http://www.alsiraj.org/blog/wp-conte..._2646415_n.jpg
ثقافته:

تشرب يوحنا روح الحق على يدي أمه التقية التي أرضعته لبن تعاليمها منذ الطفولة. لكنها لم تكتفِ بهذا بل اجتهدت في تثقيف عقله بالعلوم والمعارف، فأودعته لدى ليبانيوس يتدرب على البلاغة والمنطق، ولدى أندروغاثيوس Androgathius يدرس الفلسفة.
http://www.coptic-pedia.org/wp-conte...9%81%D9%85.jpg
نبغ يوحنا نبوغًا فريدًا، وأعجب به كثيرون، فتنبأ الكل له بمستقبلٍ باهرٍ ومركزٍ سامٍ. وأحس هو بذلك فأراد إظهار قدراته ومواهبه بممارسته المحاماة نحو عامين. كان يرفع إلى القضاء دعاوى المظلومين والفقراء ببلاغة وفصاحة، حتى صار يوحنا محط آمال الكثيرين والكثيرات، يتوقعون له منصبًا قضائيًا في وقت قصير.
https://files.arabchurch.com/upload/i...1095494482.jpg
أما هو فإذ تبسّمت له الدنيا انجذب إلى ملاهيها ومسارحها وأنديتها، لكن تعاليم أمه بقيت حيّة في داخله، فكان بين الحين والآخر يتوق لو كرس حياته للفلسفة الحقة فيمارس الإنجيل ويعيش من أجل الأبدية.
مضى إلى مدينة أثينا وتعلم الحكمة اليونانية في إحدى مدارسها وفاق كثيرين في العلم والفضيلة.
مع رفيق الصبا باسيليوس:

كانت يد الله تعمل في حياته، فبعثت إليه صديقه القديم، رفيق الصبا، باسيليوس، الذي كان يسلك بحياة إنجيلية تقوية، الذي روى عنه يوحنا نفسه قائلًا: "مال الميزان بيننا، فعَلَتْ كفّته، وهبطت كفتي تحت ثقل شهوات هذا العالم والأهواء التي ينغمس فيها الشباب".
بدأ باسيليوس يستميله نحو حب الله، فانجذب يوحنا، واشتاق لو كرس كل حياته للتعبد ودراسة الكتاب المقدس، فترك المحاماة وتلقفه مليتيوس Meletius أسقف إنطاكية الأرثوذكسي، وتلمذه ثلاث سنوات، ثم منحه سرّ العماد حوالي عام 369 م. أو 370 م.، وهو في حوالي الثالثة والعشرين من عمره، وكان العماد بداية انطلاقة روحية جادة. إذ يقول عنه بالاديوس Palladius أنه منذ ذلك الحين "لم يحلف قط، ولا افترى على أحد ما، ولا نطق بكلمة باطلة، ولا سبّ ولا حتى سمح بأي مزاح طريف".
الشرارة تلتهب!

https://st-takla.org/Gallery/var/resi...ysostom-02.jpg



لوحة فسيفساء فريسكو تصور القديس يوحنا ذهبي الفم
انجذب الأسقف مليتيوس إلى جمال شخصيته، وسمح له بمرافقته على الدوام، مدركًا بعين النبوة ما يكون عليه. وأقامه قارئًا أو أغنسطسًا Anagnostes عام 270. حلت عليه نعمة الله فوضع ميامر ومواعظ وفسر كتبًا كثيرة وهو بعد شماس.
تأجيل رهبنته:

لم يكن يحتمل صديقه باسيليوس مفارقته لحظة واحدة. كان يحثه على الدوام أن يتركا بيتهما ويسكنا معًا أو يلتحقا بالدير، لكن نحيب أمه المستمر عاقه عن تلبية طلبه. ففي طاعة أذعن يوحنا لتوسلات أمه الأرملة التقية ودموعها، إذ رأى من الحكمة أن يخضع لها ويطيعها، فقد تركته حرًا يتفرغ للعبادة والتأمل والدراسة، ممارسًا حياته النسكية الإنجيلية بغير عائقٍ.
فإن كانت ظروفه لا تسمح له بالدخول في الحياة الرهبانية الديرية، لكن الرهبنة ليست مظهرًا إنما هي في جوهرها حياة داخلية يستطيع يوحنا أن يمارسها في العالم حتى يشاء الله له أن ينطلق في الوقت المناسب!
للحال حوّل يوحنا بيت أمه إلى شبه قلاية، لا بالاسم أو الشكل، لكن فيه انعزال عن الاهتمامات الزمنية ليمارس "وحدته مع الله" ودراسته في الكتاب المقدس. عاش يوحنا ناسكًا، يحب الله ويهيم في التسبيح له، يكثر الصلاة ويقلل الطعام، يفترش الأرض وينام القليل، ممارسًا السكون في بيته ليرتفع قلبه نحو السماء، مختبرًا "الحديث مع الله".
لعله في هذه الفترة التقى بالأب ثيودور الذي كان رئيسًا لجماعة رهبانية بجوار إنطاكية ومعلمًا لمدرسة إنطاكية يدافع عن قانون الإيمان النيقوي ضد الوثنيين والهراطقة، مقتبسًا منه منهجه الحرفي والتاريخي في تفسير الكتاب المقدس، والذي انضم لجماعته فيما بعد.
هروب من الأسقفية:

كان يوحنا بلا شك على اتصال دائم على الأقل بإحدى الجماعات الرهبانية، ليختبرها في بيته.
حيث بدأت رائحة المسيح الذكية تفوح في قلبه بقوة وانطلقت في بيته انجذب الكثيرون اليه، أما هو فكان حريصًا على "الوحدة" واذ خلا كرسيان في سوريا اتجهت الأنظار حالًا نحو يوحنا وصديقه باسيليوس ليتسلما العمل الرعوي. قال يوحنا: "شاع بغتة خبر أزعجنا كلينا، أنا وباسيليوس، وكان حديث القوم أن نرقى إلى المقام الأسقفي. حين وقفت على هذا النبأ، أخذ مني الخوف والقلق كل مأخذ كنت أخشى أن ألزم على قبول السيامة الأسقفية، وبقيت مضطربًا..."
إذ التقى بصديقه باسيليوس لم يكشف له شيئًا، ليس خبثًا، لكن من أجل خير الكنيسة.
ربما تحادثا معًا في العمل الأسقفي وبركة البحث عن الخراف الضالة في صدق وأمانة، فحسب باسيليوس في هذا الحديث موافقة ضمنية على قبول السيامة. خاصة أنه يعلم أكثر من غيره ما يكنه قلب يوحنا صديقه من شوق جاد نحو خدمة النفوس.
رضخ باسيليوس للسيامة متوقعًا بفرحٍ سيامة صديقه يوحنا، ليعملا معًا بروح واحد، يسند أحدهما الآخر. لكن جاء دور يوحنا فاختفى في الجبال الأمر الذي أحزن قلب باسيليوس، فاضطر أن يكتب اليه يؤنبه على فعله هذا وخداعه له، أو ما يسميه خيانة العهد.
لم يرد يوحنا أن يترك صديقه متألمًا، فكتب إليه فيما بعد مقالًا غاية في الابداع، يكشف له عن حقيقة موقفه بروح صريح واضح، تواضع مع محبة وعلم غزير... ألا وهو مقاله "عن الكهنوت De Sacredotio" المؤلف الذي يغذي أجيالًا من الكهنة والخدام.
كتب في بلاغة بروحانية صادقة، فبكل تواضعٍ يروي في غير خجل أن توقفه عن دخول الدير سره دموع أمه، ثم عاد يتحدث عن العمل الكهنوتي كعملٍ الهيٍ فائقٍ، هو عمل السيد المسيح نفسه، العامل في كهنته. وفي غير خجل يعلن شوقه للخدمة بل وشهوته لها، فهو لم يهرب إلى الجبال هربًا من الأسقفية، لكنه مع شوقه لها يشعر بعدم أهليته!
رهبنته:

هدأت عاصفة رسامته أسقفًا فعاد إلى الظهور في إنطاكية، لكن سرعان ما تنيّحت والدته فخلا له السبيل إلى الانطلاق نحو الحياة الديرية بجوار إنطاكية، يسعد بأربع سنوات من أعذب أيامه، يقضيها في التأمل والصلاة والدراسة تحت قيادة شيخ مختبر يدعى ديؤدور، والذي يعتبر أحد مؤسسي مدرسة إنطاكية اللاهوتية، وقد رسم أسقفًا على طرسوس فيما بعد.
وكان يزامله صديقاه منذ الدراسة عند ليبانيوس وهما ثيؤدور الذي صار أسقفًا على الميصة Mopsuestia ومكسيموس الذي صار أسقفًا على كيليكية.
على أى الحالات، فهؤلاء في مجموعهم لا يمثلون مجرد مجموعة نسكية بل وأيضًا جماعة دراسية، وضعوا على عاتقهم تفسير الكتاب المقدس بالمنهج الأنطاكي، ألا وهو المنهج اللغوي أو الحرفي، التاريخي. يقوم هذا المنهج على التفسير البسيط حسبما تشرحه اللغة، لذا دعي "المنهج اللغوي أو الحرفي". كما قام على تأكيد الحقائق التاريخية كما وردت في الكتاب المقدس كحقائق واقعية وليست أعمالًا مجازية رمزية، لذا سمي أيضًا باالمنهج التاريخي.
كان بالدير رجل عابد حبيس سرياني اسمه أسوسينوس أبصر في إحدى الليالي الرسولين بطرس ويوحنا قد دخلا على الذهبي الفم فدفع له يوحنا إنجيلًا وقال له: "لا تخف، من ربطته يكون مربوطًا ومن حللته يكون محلولا"، فعلم الشيخ الحبيس أنه سيصير راعيًا أمينًا.
أعماله الكتابية في الدير:

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...ysostom-03.jpg



لوحة فسيفساء فريسكو تصور القديس يوحنا ذهبي الفم
1. إذ انطلق يوحنا إلى الدير تهللت نفسه فيه، أحس أنه في السماء عينها. وقد بقيت أحاسيسه هذه تلازمه كل أيام خدمته، إذ نجده تارة يقول "بالنسبة للقديس اللجوء إلى الدير هو هروب من الأرض إلى السماء!" وأخرى يصف الراهب في قلايته: "كأنما يسكن عالمًا آخر، هو في السماء بعينها. لا يتحدث إلا في السماويات. عن حضن ابراهيم وأكاليل القديسين والطغمات المحيطة بالمسيح".
على أي الحالات فإنه في فرحة قلبه أراد أن يجتذب بعض أصدقائه من إنطاكية، خاصة ثيؤدور للحياة الرهبانية، فسجل لنا مقاله الأول: "مقارنة بين الملك والراهب Comparatio regis et monachi".
2. في عام 373 كان غضب فالنس قد جاش على الأرثوذكس، فألزم نساكهم ورهبانهم على الخدمة العسكرية والمدنية، واعتبر بعض المسيحيين في النسك ضربًا من الجنون، وقامت حملات عنيفة ضد الرهبنة مما أضطر يوحنا أن يخط ثلاثة كتب تحت اسم Adverssus oppugnatores vitae monastiac يهاجم أعداء الرهبنة ويفند حججهم، محمسًا الآباء أن يرسلوا أولادهم إلى الرهبان لينالوا تعليمًا علميًا ويمارسوا حياة الفضيلة.
3. انجرف صديقه ثيؤدور وراء شهوته فأعجب بامرأة جميلة تدعى Hermoine، فترك طريق الرهبنة وأراد الزواج منها، لكن يوحنا أسرع فكتب رسالتين لصديقه "Paraeneses ad Theodorum lapsum" يدعوه فيهما للتوبة والعودة إلى الحياة الرهبانية.
4. تعزية ستاجيريوس Ad Stagirium a daemone vexatum: كتب مقاله هذا في ثلاثة كتب موجهة إلى راهبٍ شابٍ، يشجعه في تجربة قاسية حلت به. لقد انهمك ستاجير في ممارسة نسكية عنيفة، وأصيب بنوبة صرع، وحكم عليه البعض أن به روحًا نجسًا.
نحو الوحدة:

عاش يوحنا أربع سنوات في الدير يمارس حياة الشركة، يحسبها أجمل فترات عمره. لكن كتاباته الرهبانية التي سجلها لجذب أصدقائه نحو الدير أو لدفاعه عن الرهبنة والرهبان سحبت أنظار الناس إليه، فانفتحت قلايته لهم وأفقدوه فترات هدوئه. أما كتاباته لثيؤدور وستاجير فقد كشفت للكنيسة عن موهبته في الخدمة، والتهاب قلبه بخلاص الآخرين، وحكمته في رعايتهم.
لم يجد بُدًا إلا أن يهرب من المجد الباطل إلى "الوحدة" يمارس حياة أكمل. انطلق إلى الوحدة كما يقول بالاديوس ثلاث دفعات، في كل مرة قضى ثمانية شهور حارمًا نفسه من النوم بصفة تكاد تكون مستمرة، يدرس انجيل المسيح بشغف. خلال هذين العامين لم يستلقِ نهارًا ولا ليلًا. فانهارت طاقته وأصابه نوع من الفالج. فأحس بعجزه عن الاستفادة من هذه الحياة وعاد إلى الكنيسة بإنطاكية.
شموسيته:

حوالي عام 381 م. عاد يوحنا إلى إنطاكية، فتلقفه أسقفها ميليتوس بفرح عظيم، ورسمه شماسًا رغم معارضته. وسط الخدمات الطقسية والخدمات الاجتماعية الكنسية كان يوحنا يقتنص كل فرصة للدراسة والكتابة، فإن كان ليس من حقه كشماس أن يعظ انشغل بالكتابة في نوعين: كتب دفاعية وأخرى لها مسحة نسكية.
مقالان دفاعيان:

كتب مقاله عن "القديس بابيلاس وضد يوليانوس"، موجهًا للأمم De S.Babyla s,contra Julianum et Gentiles . والمقال الثاني "ضد اليهود والأمم مبرهنًا على لاهوت المسيح Contr Judaeos et Gentiles quod Christian sit deus.
بدأ يكتب أثناء دياكونيته عن الحياة المسيحية في إتجاه نسكي: عن البتولية وعن الندامة De Compunctione، وإلى أرملة شابه، والزواج الوحيد، والمجد الباطل وتربية الأطفال liberis De inani gloria et de educandis.
قسوسيته:

دُعي الأسقف ميليتوس لحضور المجمع المسكوني بالقسطنطينية، فاصطحب معه الكاهن فلافيان، ووكل شئون الكنيسة بإنطاكية في يدي شماسه القديس يوحنا. وفي أثناء انعقاد المجمع تنيّح الأسقف مليتيوس فبكاه يوحنا بكونه أباه ومرشده.
أجمع آباء إنطاكية على رسامة فلافيان [فلابيانوس] خلفًا له، وهذا بدوره قام برسامة يوحنا كاهنًا.
عظات التماثيل:

بدأت شهرة يوحنا الذهبي الفم بمجموعة العظات التي ألقاها في إنطاكية عام 387 م.، سميت "عظات التماثيل" لها قصة في حياة كنيسة إنطاكية.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...ysostom-04.jpg



أيقونة تصور القديس يوحنا فم الذهب (سانت جون كريسوستوم)
ففي عام 387 م. شرعت الحكومة المركزية أن تتهيأ للاحتفال بمرور عشر سنوات على حكم الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير وخمس سنوات على اشتراك ابنه الشاب أركاديوس معه في السلطة. ولما كانت مثل هذه الاحتفالات تحتاج إلى بعض المال صدر أمر امبراطوري بفرض ضريبة جديدة إضافية، الأمر الذي استاءت منه كل المملكة، لكن لم يستطع أحد أن يعترض.
أما في إنطاكية فقد حدث أثناء قراءة القرار في الميدان أن عبَّر بعض الحاضرين عن شعورهم بالاستياء، لكن الوالي أبى أن يصدر أمره للجنود بالهجوم على شعب أعزل.
وقد انتهز بعض دعاة الفتنة هذه الفرصة فأخذوا يصرخون مطالبين الأسقف فلافيان بالتدخل لوقف القرار، وغالبًا كان هؤلاء من أتباع بولينوس أي من جماعة الاستاسيين، يريدون إثارة خلاف بين الإمبراطور والحكام مع الأسقف!
وسط جموع شعبية تضم من كل صنف سرعان ما سرت هذه الصرخات لتثمر بينهم هياجًا فثورة. وفي لمح البصر، دون أي تفكير وبغير أي ضابط انطلق البعض يحطم تماثيل الإمبراطور والإمبراطورة وابنهما، ورموها في الأوحال والقاذورات. كل هذا تم في لحظات مملوءة ثورة حماسية تبعها هدوء، حيث أفاقوا من سكرتهم وأحسوا ببشاعة جريمتهم، وباتوا خائفين يتوقعون مصيرهم ومصير مدينتهم من عقاب شديد. فقد ارتبكت المدينة بأسرها، كبيرها مع صغيرها، ولم يعرف أحد ماذا يكون العمل.
وجد الأب الأسقف فلافيان نفسه ملتزمًا أن يتدخل لدى الإمبراطور، يهدئ من غضبه ?تجاه المدينة، أما عظماء الوثنيين ووجهائهم فقد خافوا على أنفسهم ولم يجسروا أن يفعلوا شيئًا، الأمر الذي أساء إلى نفوس الوثنيين.
أسرع الأب البطريرك إلى القسطنطينية، لكن الخبر كان أسبق منه، بلغ إلى الإمبراطور، فأرسل قائدين من عنده وأعلنا سقوط امتيازات المدينة ونقل العاصمة إلى اللاذقية، كما أغلقا الأندية والمسارح، وألقيا القبض على بعض وجهاء المدينة الذين حامت الشبهات حولهم، فصودرت ممتلكاتهم وطردت نساؤهم من بيوتهن. كما أعلن القائدان اصدار الأمر بحرق المدينة وقتل كل شعبها، لولا تدخل بعض النساك والرهبان، ومن بينهم الناسك مقدونيوس. فقد نزلوا من الجبال والأديرة والتقوا بالقائدين وطلبوا منهما الانتظار حتى يمكن تقديم شفاعة لدى الإمبراطور.
في ذلك الوقت بينما كان الأب البطريرك في طريقه إلى القسطنطينية رغم كبر سنه وارهاقه بالصوم إذ كان الوقت الأربعين المقدسة، وكان الرهبان والنساك يتضرعون لدى القائدين بإنطاكية، كان الناس مذعورين يسمعون من يوم إلى يوم إشاعات متعارضة، تارة يتوقعون العفو وأخرى يهددهم الموت. فهرعوا إلى الكنيسة ليقتنصهم الكاهن يوحنا بعظاته، فينثر من درر قلبه وفمه أحاديث فيّاضة تنعش قلوبهم المنكسرة، وتشدد عزائمهم الواهية، تدفعهم إلى التوبة والرجوع إلى الله، ليس خوفًا من موت الجسد أو خسارة ممتلكات أرضية، وإنما شوقًا إلى نور الأبدية خلال مراحم الله غير المتناهية.
لقد ألقى الأب في بداية خدمته الوعظية هذه السلسلة من العظات الخالدة [21 عظة] التي وجهت أنظار إنطاكية بل وخارج إنطاكية إليه.
أسقفيته:

في سبتمبر 397 م. رقد نكتاريوس Nectarius أسقف القسطنطينية أو بطريركها، فاجتمع الشعب مع الإكليروس يتداولون أمر اختيار خلفًا له، وتطلعت الأنظار إلى البلاط الملكي حيث كان الشاب أركاديوس قد تولى الحكم على الشرق خلفًا لأبيه ثيؤدوسيوس. وكان أركاديوس هذا ضعيف الشخصية تسلط عليه وزيره روفينيوس، ثم قوي عليه أتروبيوس الخصي Eutropius، الذي صار له وزيرًا، بل الحاكم الفعلي للمملكة الرومانية الشرقية.
سمع أتروبيوس الكاهن يوحنا يعظ في إنطاكية فأعجب به، وفي غير تروٍ نطق باسمه خلفًا لنكتاريوس دون أن يقيم حسابًا لشخصية يوحنا، فهو إنسان لا يعرف المجاملات على حساب الحق، يعمل بغير محاباة للوجوه، عنيف [إن صح هذا التعبير] لا يخاف إنسانًا!
هكذا شاءت عناية الله أن يرشح أتروبيوس يوحنا بطريركًا للقسطنطينية وبالتالي أعلن الإمبراطور الاسم، فطار الشعب فرحًا وتهلل الكهنة به. ولكن كيف لشعب إنطاكية أن يتركه؟ فقد عرف أتروبيوس ما يكون عليه شعب إنطاكية إن عرفوا بخروجه من وسطهم، فأرسل إلى فيكتور أستريوس قائد جيوش الشرق يخبره بأمر الإمبراطور، طالبًا منه أن يرسل الأب إلى القسطنطينية من وراء الشعب. وفعلًا استدعى الوالي الأب يوحنا، وسأله أن يرافقه في زيارة بعض المقابر للشهداء خارج المدينة وما أن عبر الأب خارج الأسوار حتى حُمل قسرًا إلى القسطنطينية.
رعايته لشعبه:

إذ وضعت عليه يد الأسقفية بدأ الراعي الجديد يعلن حبه لشعبه، ففي عظته الأولى يوم رسامته تحدث مع شعبه بروح صديقه بولس الرسول، يشجعهم ويكشف لهم عن غيرتهم ومحبتهم لمعلميهم، كما حدثهم عن حبه هو لهم قائلًا:
"أتحدث إليكم اليوم. إني أحبكم كأني عشت معكم منذ البداية.
هذا ليس بسبب حنوي نحوكم ، لكن أنتم تستحقون كل حب...
في إنطاكية يوجد شعب كثير، أما في القسطنطينية فيوجد أناس مؤمنون يظهرون ثباتًا عظيمًا وإخلاصًا" أخيرًا أعلن لهم أن الكرازة "هي أعظم التقدمات وأسماها وأفضلها".
كان الهدف واضحًا نصب عينيه، انطلق منذ البداية يتحدث بروح الإنجيل، ساعيًا إلى خلاص الناس، باعثًا فيهم روح الكرازة والخدمة.
كان مداومًا على التعليم والوعظ وتفسير العهدين القديم والجديد.
روى المؤرخ سوزومين قصة عجيبة ربما انتشرت في القسطنطينية في تلك الآونة، وكان لها أثرها في خدمة الأسقف يوحنا، ملخصها أن رجلًا من التابعين لهرطقة مقدونيوس كان يسمع عظات يوحنا فانجذب اليه ورجع إلى الإيمان الأرثوذكسي، وأما زوجته فبقيت في انحراف إيمانها. هدد الرجل زوجته بالانفصال عنها وهجرها إن بقيت في هرطقتها، فوعدته بقبول الإيمان المستقيم. وإذ دخلت الكنيسة وجاء وقت التناول من الأسرار المقدسة تظاهرت جاريتها بالصلاة في خشوع، فأحنت رأسها وناولت سيدتها قطعة من الخبز كانت قد أحضرتها معها... وما أن وضعتها المرأة في فمها وحاولت مضغها حتى تحولت بين أسنانها إلى قطعة من الحجر. للحال ارتعبت السيدة جدًا، وخشيت غضب الله، فذهبت مسرعة إلى الأب يوحنا البطريرك تعترف أمامه بكل شيء، وقدمت له قطعة الحجر وآثار أسنانها عليه... وكانت تبكي بمرارة تسأل الغفران. يعلق سوزومين على الرواية بقوله: "من يظن في هذه القصة عدم صدقها يستطيع أن يختبر الحجر المذكور، فإنه لا يزال محفوظًا في خزينة القسطنطينية".
رعايته للفقراء:

لم يكن القديس يوحنا كارزًا بالإنجيل من على المنبر فحسب، لكنه يشهد لحق الإنجيل في سلوكه وتصرفاته. فقد تسلم القصر الأسقفي الذي أقامه سلفه الأسقف نكتاريوس، وقد تبقى به بعض قطع من المرمر لم تكن قد استخدمت بعد، فباعها وقام بتوزيع ثمنها على الفقراء. كما ألغى النفقات الباهظة في الولائم والاستقبالات الكبرى. عاش في دار الأسقفية ناسكًا متعبدًا، قليل النوم، كثير الصلاة، لا يحضر الولائم، ولا يتألّق في ملبسه، غير محبٍ للبذخ، كل ما يتوفر لديه من أموال يقوم بتوزيعها على الفقراء أو الإنفاق بها على المستشفى.
نستطيع أن نلمس مدى عشقه للعطاء وحبه للفقراء من تقديسه هذا العمل، حيث يتصور نفسه وهو يمد يده للعطاء أنه يقدم ذبيحة حب على مذبح مقدس، يتقبلها الله رائحة رضى. يرى في الفقراء مذبح الله المقدس، لا بل يرى فيهم السيد المسيح نفسه يمد يده ليتقبل عطية الحب من الإنسان، إذ يقول:
[إنها تقيم من البشر كهنة!
نعم، إنه كهنوت يجلب مكافأة عظيمة!
الإنسان الرحوم (كاهن) لا يرتدي ثوبًا إلى الرجلين، ولا يحمل أجراسًا ولا يلبس تاجًا، لكنه يتقمّط بثوب الحنو المملوء ترفقًا، الذي هو أقدس من الثوب المقدس!
أنه ممسوح بزيت لا يتكون من عناصر مادية بل هو نتاج الروح!...
يحمل أكاليل المراحم، إذ قيل: "يُتوّجك بالمراحم والرأفات".
عوض الصدرية الحاملة اسم الله يصير هو نفسه مثل الله. كيف يكون هذا؟ إنه يقول: لكي تكونوا مثل أبيكم الذي في السموات".]
اهتمامه بالعذارى والأرامل:

كان في مدينة القسطنطينية بيت خاص بالعذارى والأرامل من بنات الأشراف، وكان قد اعتراهن الكثير من الفتور الروحي، فأعطاهن الأب البطريرك اهتمامًا خاصًا حتى سلكن في حياة روحية سامية، كما منعهن من التردد على البيوت والملاعب والحمامات العامة.
وحرم الأب البطريرك على الآباء الكهنة قبول العذارى في بيوتهم حفظًا لسمعتهم، ومنعًا من إثارة أي شك لدى الشعب.
أوجب على العذارى والأرامل العمل ليحفظهن من الفتور والضعف الروحي بسبب الفراغ أو الملل، فكن يقمن بنسج ثياب الفقراء، والاهتمام بزينة الكنائس، والخدمة في المستشفيات. كما نصح الأرامل والحدثات غير القادرات على السلوك باحتشام أن يتزوجن ثانية، فالترمل في ذاته ليس خيرًا ولا شرًا، إن لم يتحول إلى طاقات حب لله وخدمته.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...ysostom-05.jpg



القديس يوحنا الذهبى الفم
إذ نتحدث عن خدمة العذارى والأرامل لا نقدر أن نتجاهل الإشارة إلى الأرملة الشماسة أولمبياس Olympias التي نالت شهرة فائقة في ذلك الحين، وارتبط اسمها باسم القديس يوحنا. لقد أعجب القديس الأسقف بالشماسة الأرملة من أجل حبها لله، وسخائها في العطاء مع نسكها وتواضعها، فأعطاها اهتمامًا خاصًا، واستغل طاقاتها في الخدمة، حتى أدركت القسطنطينية كلها ذلك، لذلك عندما نُفي الأسقف انصبت عليها اضطهادات كثيرة، لكنها أيضُا تقبلت رسائل تعزية من أبيها المتألم، تُعتبر مصدرًا هامًا لتاريخ حياته في أيامه الأخيرة.
مشكلة الأخوة الطوال القامة:
راجع سيرة البابا ثاوفيلس الـ 23 هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
مع الملكة أفدوكسيا:

وكان يبكت الخطاة وكل ذي زلة مهما كان مقامه.
كانت أفدوكسيا الملكة زوجة أركاديوس محبة للمال، فاغتصبت بستانًا لأرملة مسكينة. شَكَت الأرملة أمرها للقديس الذي توجه إلى الملكة ووعظها كثيرًا وطلب منها إرجاع البستان إلى صاحبته، وإذ لم تطعه منعها من دخول الكنيسة ومن التناول.
تملكها الغيظ وجمعت عليه مجمعًا من الأساقفة الذين كان قد قطعهم لشرورهم وسوء تدبيرهم، فحكموا بنفي القديس. فنفى إلى جزيرة ثراكي، ولكن هذا النفي لم يستمر أكثر من ليلة واحدة، إذ هاج الشعب جدًا وتجمهر حول القصر الملكي طالبًا بطريركه.
بينما كان الناس في كآبتهم على راعيهم البار حدثت زلزلة عظيمة كادت تدمر المدينة، فزعت منها القلوب، وظن القوم أنها علامة غضب الله على المدينة بسبب نفى القديس.
أما أفدوكسيا فقد انزعجت واضطربت روحها فهرولت إلى زوجها وطلبت منه أن يعيد القديس من منفاه. وما أن أبصر الشعب راعيه حتى تبدل حزنهم إلى فرحٍ وعويلهم إلى ترانيم البهجة والسرور.
نياحته في المنفى:

ولم تدم هذه الحال طويلًا حيث كان يوجد بالمدينة ساحة فسيحة بجوار كنيسة أجيا صوفيا أقيم فيها تمثال من الفضة للملكة أفدوكسيا. وحدث يوم تنصيبه أن قام بعض العامة بالألعاب الجنونية والرقص الخليع، ودفعهم تيار اللهو إلى الفجور والإثم. فغار القديس يوحنا على الفضيلة التي امتهنت وانبرى في عظاته يقبح هذه الأعمال بشجاعة نادرة. فانتهز أعداؤه غيرته هذه ووشوا به لدى الملكة بأنه قال عنها: "قد قامت هيروديا ورقصت وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق". فكانت هذه الوشاية الدنيئة سببًا قويًا لدى الملكة للحكم عليه بالنفي والتشديد على الجند الموكلين بحراسته بعدم إعطائه الراحة في سفره، فكانوا يسرعون به من مكان إلى آخر حتى انتهى بهم السفر إلى بلدةٍ يقال لها كومانا، وهناك ساءت صحته وتنيّح بسلام سنة 407 م.
فى عهد تملك ثاؤدوسيوس الصغير ابن الملك أركاديوس، وفي سنة 437 م. أمر بنقل جسد هذا القديس إلى القسطنطينية حيث وُضع في كنيسة الرسل.
وتعيّد الكنيسة بهذا التذكار في الثاني عشر من شهر بشنس.
من كلماته:

تأملوا هذا التقدم العجيب! إنه يرسل ملائكة إلى البشر، ويقود الناس إلى السماويات. هوذا سماء تقام على الأرض لكي تلتزم السماء بقبول الأرضيين.
عندما يحل بنا أمر ما لم نكن نتوقعه، لا نتذمر ولا تخور قلوبنا، بل نتحمل ذلك من الله الذي يعرف هذه الأمور بدقة، حتى يمتحن قلوبنا بالنار كيفما يُسر، إنه يفعل هذا بهدفٍ معين وبقصد فائدة المجرّبين، لذلك يوصينا الحكيم قائلًا بأن نخضع لله في كل الأمور، لأنه يعرف تمامًا متى يخرجنا من فرن الشر. (حكمة يشوع 1: 1-2)
نخضع له على الدوام، ونشكره باستمرار، محتملين كل شيء برضى، سواء عندما يمنحنا بركات أو يقدم لنا تأديبات. لأن هذه الأخيرة هي نوع من أنواع البركات.
فالطبيب ليس فقط يسمح لنا بالاستحمام (في الحمامات العامة)... أو الذهاب إلى الحدائق المبهجة، بل وأيضًا عندما يستخدم المشرط والسكين، هو طبيب!
والأب ليس فقط عندما يلاطف ابنه، بل وعندما يؤدبه ويعاقبه... هو أب!
وإذ نعلم أن الله أكثر حنوًا من كل الأطباء، فليس لنا أن نستقصي عن معاملته، ولا أن نطلب منه حسابًا عنها، بل ما يحسن في عينيه يفعله. فلا نميز إن كان يعتقنا من التجربة أو يؤدبنا لأنه بِكِلا الطريقين يود ردّنا إلى الصحة، ويجعلنا شركاء معه. وهو يعلم احتياجاتنا المختلفة، وما يناسب كل واحدٍ منا، وكيف، وبأية طريقةٍ يلزمنا أن نخلص.
لنتبعه حيثما يأمرنا، ولا نفكر كثيرًا إن كان يأمرنا أن نسلك طريقًا سهلًا وممهدًا أو طريقًا صعبًا وعرًا.
* يُكتَب أيضًا: القديس يوحنا ذهبي الفم، القديس يوحنا فم الذهب، القديس يوحنا ذو الفم الذهبي.

السيرة من مصدر

ولد فى إنطاكية سنة 340 ميلاديًا من أمراه تقيه تدعى " أنثوثه" وهى تعطينا فكره عن ألام المثالية لتربية ابنها وهى قد ترملت فى سن العشرين ولكنها كرست حياتها لتربية ابنها يوحنا واحضرت له معلمًا لييانوس وسأله تلاميذه من يخلفك بعدك فرد عليهم المعلم يوحنا لو لم يسلبه المسيحيين منا وكان يعلمه البلاغة وتعلم ايضًا الفلسفة وكان يتمتع بشخصية مرموقه.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Theologian.jpg



أيقونة تصور الآباء العظام: (من اليسار إلى اليمين) القديس باسيليوس الكبير - القديس يوحنا ذهبي الفم - القديس غريغوريوس اللاهوتي
و تعمد متأخرًا فى سن الثلاثين وهو الاعتقاد الذى نادى به ترتليان كان له قديس يدعى باسيليوس وهو غير باسيليوس الكبير. ورشح يوحنا صديقه باسيليوس لكرسى الأسقفيه فى أنطاكية وهرب منه بعد أن وعده أن يجلس بجانبه على الكرسى الأخر وفكر يوحنا فى حياة الرهبنة ولكن توسلات أمه إليه جعلته يؤجل ذلك ظاهريًا ولكن أمه أنثوثه أحست بميوله الرهبانية فأعدت له جو مهيأ للخلوة وحجره خاصه له ليبتعد فيها وانتظر إلى وقت نياحة والدته وانطلق إلى دير فى أنطاكية ومكث أربع سنوات ولكن عندما أبتدأ يظهر هرب إلى البريه ولكنه بإصابته بعض المرض تحت إرشاد أحد الشيوخ رجع مرة أخرى إلى العالم ورسم قسيسًا ومما اشتهر به القديس يوحنا هى العظات ومن أهمها:-
عظات التماثيل:-

وهى ترجع إلى إمبراطور ذلك العصر ثيئودوسيوس الكبير عندما عمل حفله كبيره لأبنه وحدث أن الشعب تذمر وكسر التماثيل ولكن الإمبراطور غضب، وخاف الشعب من الإمبراطور لقسوته، فأخذ القديس يوحنا يردهم إلى الإيمان. وبذلك اشتهرت عظاته بهذا الاسم عظات التماثيل نسبة إلى تمثال الإمبراطور وابنه الذي أراد أن يحتفل بمرور عشر سنوات على ملكة للحكم وفرض ضرائب على الشعب الذي تذمر بعد ذلك عليه.
وتنيح أسقف القسطنطينية وأقيم القديس يوحنا مكانه ولما اشتهر به يوحنا ذهبي الفم " هو عقيدته الشهيرة من موقفه من الحق إلهي وموقفه من الأخوة الطوال:
الأخوة الطوال وهم طوال فعلًا وكانوا أربعة أخوه ومن صحبتهم واحد أسقف كان على المنيا.
ونتريا إحدى مناطق التجمعات الرهبانية وكان هؤلاء الأربعة منها ونتريا هى من أحد المناطق الموجودة فى وادي النطرون المناطق
1- نتريا 2- القلالي 3- شهيت
وهؤلاء الأخوة الطوال من نتريا وكانوا محبين للعلامة أوريجينوس متتلمذين على كنيسته.
والبابا ثاؤفيلس كان محبًا أيضا لاوريجينوس ولكنه اختلف مع الأخوة الطوال الذين كانوا يخدمون معه وكره اوريجينوس ومن معه ولكنه اتلوا الشكوك البابا ثاؤفيلس مع اخوتهم الرهبان الذين فى نتريا وأرسل لهم البابا ثاؤفيلس الوالى ليقبض عليهم فغضبوا من ذلك وهربوا منه وذهبوا إلى انطاكية واشتكوا البابا ثاؤفيلس للإمبراطور وتقابل معهم القديس يوحنا فم الذهب وعرف الخلاف وهداهم وأرسل خطاب إلى البابا ثاؤفيلس ليهدئهم ولكن البابا ثاؤفيلس رد عليهم برد خاطئ وغير لطيف وقال له أنا حر فى ما أعمله ولا تتدخل فغضب جدًا القديس يوحنا فذهب الأخوة للإمبراطور وكانت افدوكسيا بنت بوليكاريا هناك فاستدعت البابا ثاؤفيلس وطلبت محاكمته والذي يحاكمه هو القديس يوحنا فم الذهب والبابا ثاؤفيلس قد عقد مجمع وأرسل إلى أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص وحرم كتابات أوريجينوس وفيما ذاهب البابا ثاؤفيلس ليحاكم أمام القديس يوحنا وافدوكسيا وفيما هو ذاهب حدث خلاف بين القديس يوحنا وبين افدوكسيا لأنها أقامت تمثالًا كبيرًا فى ميدان بقرب كلية أجيا سوفيا بإنطاكية وكان حول التمثال أقيمت الحفلات والرقص والغناء فوبخها القديس يوحنا على ذلك فغضبت الملكة وجعلت العكس فجعلت البابا ثاؤفيلس هو الذي يحاكم القديس يوحنا فم الذهب وذلك فى مجمع السنديان نسبة إلى مدينة سنديان وهناك فى المجمع حدث عجائب للقديس يوحنا فم الذهب أظهرت فيها فداسته فاغتاظت الملكة جدا فسجنته فى منفى بعيدا فى منطقة بوكازا وأمرت بتعذيبه كثيرة ونفته بعد ذلك إلى مكان ابعد من بوكازا وبلغت القسوة إلى أنه كان يمشى حافى القدمين إلى أن مرض بمرض الحمى وتعب تعبا شديدا حتى مات فى منفاه وذلك كان فى سنة 440 ميلاديًا فى منتصف القرن الخامس.
(لا يستطيع أحد أن يؤذى الإنسان مال يؤذى الإنسان نفسه)
وتنيح القديس يوحنا فم الذهب قبل انقسام الكنيسة.
+ عائلة ثيئودوسيوس:

كل إمبراطور يسمى ثيئودوسيوس
ثيئودوسيوس الكبير: - الذي حضر مجمع القسطنطينية.
ثييئودوسيوس الصغير: - عاصر مجمع أفسس الأول والثانى.
ثيئودوسيوس الكبير : - الذي عاصر القديس يوحنا فم الذهب.
اتروبيوس: - كل من مؤيدي الإمبراطور.
غيناس: كان من مؤيدي الإمبراطور وكانوا منافيين لبعضهم حتى أن أتروبيوس قتل بخيانته.
غيناس: كان رجل بربري وغنى فاحش في الخطية لأنه كان فقيرا وأصبح غنيا وطلب كنيسة ليصلى فيها ولكن يوحنا فم الذهب رفض طلب الإمبراطور له بإعطاء غيناس كنيسة وطلب محاضرته وفى وقوفه أمامه وبخه قائلا له كيف أعطيك بيت الله لتعبث به ونسطوربون فاغتاظ وأرد أن يجدف قصد يوحنا فم الذهب ولكن الملائكة دافعوا عنه إذ أن لم يستطيع أن يفعل شيء ضده.
وكان يوحنا فم الذهب معروف بالحق الإلهي ولا يقبل الربا وأراد الإمبراطور أن يقتل أتروبيوس وهاج عليه الشعب لينتقم منه فذهب اتروبيوس إلى الكنيسة واحتمى بالمذبح واستيبل يوحنا هذا الموضوع ودخل إليه ووعظه قائلا الكنيسة تحبك.
+ الوالي ورلاسيوس:

أختلس من امرأة 500 دينار ولكن القديس منع الوالي من الخروج وعلمت افدوكسيا بذلك فأرسلت جنودا ليخرجوه ولكنهم لم يستطيعوا لأن ذهبي الفم كان محمى بالملائكة فاضطرت إلى إرسال المبلغ إلى المرأة إلى أن سمح له القديس يوحنا بالخروج.
https://st-takla.org/Gallery/var/resi...Chrysostom.jpg



صورة تلوين للقديس البابا يوحنا ذهبى الفم (يوحنا فم الذهب) ، بطريرك القسطنطيني
+ اغتصبت الإمبراطورة حقلا من امرأة فأرسل لها يوحنا فم الذهب لكي ترجع الحقل إليها ولكنها لم تستجيب له فاستغل القديس دخولها الكنيسة فأغلق عليها الباب ولكن أحد الجنود أراد أن يفتح الباب ولكن يده يبست فخافت افدوكسيا واضطربت ولم يشفى إلا بعد أن صلى عليه القديس يوحنا فم الذهب وأرجعت افدوكسيا الحقل للمرأة.
القديس غريغورس الثيئولوغوس: - (من أهمهما).

ولد سنة 330 م. في مدينة نيزانزا وكان والد غريغوريوس أسقفا عليها وأمه تفقيه تدعى نونا وهى التي تعبت كثيرا في تربية ابنها وكانت أم مثالية وكل اللآلئ لا تساويها وأثرت في زوجها غريغوريوس قبل أن يصير أسقفا حتى صار أسقفا وخدمته على تأدية رسالته وأنجبت قديسا خدم الرب بكل تقوى هو القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات.
صداقة القديس غريغوريوس للقديس باسيليوس الكبير.

تعرف عليه في قيصريه الكبادوك ومنها إلى فلسطين ومنها إلى الإسكندرية ومنها إلى أثينا فالتقى بالقديس باسيليوس هناك فاتفقوا على الحياة النسكية هناك وفى الطريق من الإسكندرية إلى أثينا عصفت بهم الأمواج وكادت أن تغرقهم فخاف القديس لأنه لم يكن قد تعمد بعد ونذر حياته للرب إذا ما نجاه من الغرف وفعلا نجاه وكرس حياته للرب وعاش القديس باسيليوس وغريغوريوس فى صداقه قويه ومكث في أثينا ممدة تتراوح ما بين 10 إلى 12 سنة ورجع إلى نزايزا وهو في سن الثلاثين تقريبا وعاش القديس غريغوريوس حياة الفضيلة .
ورأى حلما فتاتين جملتين لابستين ثيابا بيضاء فقالت واحدة أنا العفة والأخرى أنا الحكمة ولما استيقظ القديس نومه عشق العفة والحكمة.
فمنذ ذلك اليوم لم يتذوق إلى شيء غير الصلاة وقراءة الكتب المقدسة والحياة الروحية.


Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:27 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يوحنا الرسول


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

نشأته:

شقيق يعقوب بن زبدي المعروف بيعقوب الكبير. كان أبوه يحترف مهنة الصيد، ويبدو أنه كان في سعةٍ من العيش، لأنه كان له أُجَراء (مر20:1)، وكانت أمه سالومي بين النساء اللاتي كُنَّ يخدمن الرب يسوع من أموالهن (مت55:27، 56؛ مر40:10-41). ويغلب على الظن أن أسرة يوحنا كانت تقيم في بيت صيدا القريبة من بحر الجليل.

أحد التلاميذ الأخصاء:

يبدو أنه قد تتلمذ بعض الوقت للقديس يوحنا المعمدان وكان يتردد عليه (يو35:1-41). دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يعقوب فتبعه، وبناءً على رواية القديس جيروم فإن يوحنا في ذلك الوقت كان في الخامسة والعشرين من عمره.
وهو التلميذ الذي كان يسوع يحبه (يو26:19)، اتكأ على صدره في العشاء الأخير. وهو التلميذ والرسول واللاهوتي والرائي، جمع في شخصه بين حب البتولية والعظمة الحقيقية، والبساطة القلبية مع المحبة الفائقة العجيبة.
كان يوحنا واحدًا من التلاميذ المقربين إلى الرب يسوع مع يعقوب أخيه وبطرس، الذين صحبوا السيد المسيح في معجزة إقامة ابنة يايروس من الموت (مر37:5)، وفي حادث التجلي (مت1:17)، وفي جثسيماني ليلة آلامه (مت37:26)، وبَكَّر مع بطرس وذهب إلى قبر المخلص فجر أحد القيامة (يو2:20-5)، وكان حماسه وحبه ظاهرين، حتى أنه سبق بطرس ووصل أولًا إلى القبر. وهو الوحيد بين التلاميذ الذي استطاع أن يتعرف على الرب يسوع حينما أظهر ذاته على بحر طبرية عقب قيامته المجيدة، وقال لبطرس: "هو الرب" (يو7:21). ويذكر القديس أغسطينوس أن عفة يوحنا وبتوليته دون بقية التلاميذ كانت هي سرّ محبة المسيح له.
وكان هو، مع أندراوس، أول من تبعه في بشارته (يو40:1)، وآخِر من تركه عشية آلامه من بعد موته. انفرد من بين التلاميذ في سيْره بدون خوف وراء المُخَلِّص في الوقت العصيب الذي تركه الجميع وانفضوا من حوله.
وكان واسطة لإدخال بطرس حيث كان الرب يسوع يُحَاكَم، نظرًا لأنه كان معروفًا عند رئيس الكهنة (يو15:18،16). رافق الرب إلى الصليب، فسلَّمه أمه العذراء مريم، ومن تلك الساعة عاشت معه (يو25:19-27).
انفرد بين الإنجيليين بتسجيل حديث الرب يسوع الرائع عن الإفخارستيا (يو 6)، ولقائه مع السامرية (يو4)، وموقفه من المرأة الزانية التي أُمسِكَت في ذات الفعل (يو8)، وشفاء المولود أعمى (يو9)، وإقامة لعازر من الموت (يو11)، وصلاة الرب يسوع الوداعية (يو17). وكان يوحنا أحد الأربعة الذين سمعوا نبوة المُخلِّص عن خراب أورشليم والهيكل وانقضاء العالم (مر13: 3)، وأحد الاثنين اللذين أعدا له الفصح الأخير.

خدمته الكرازية:

كان للقديس يوحنا وضع بارز في الكنيسة الأولى. نقرأ عنه في الإصحاحات الأولى من سفر الأعمال، ونراه جنبًا إلى جنب مع بطرس أكبر الرسل سنًا. نراهما متلازمين في معجزة شفاء المقعد عند باب الهيكل (أع3)، وأمام محكمة اليهود العليا (السنهدرين) يشهدان للمسيح (أع4)، وفي السامرة يضعان أياديهما على أهلها ليقبلوا الروح القدس (أع8).
يبدو أن خدمته الكرازية في الفترة الأولى من تأسيس الكنيسة كانت في أورشليم والمناطق القريبة منها، فالتقاليد القديمة كلها تجمع على بقائه في أورشليم حتى نياحة العذراء مريم التي تسلمها من الرب كأمٍ له ليرعاها. ومهما يكن من أمر، فإن يوحنا الرسول، بعد نياحة العذراء مريم، انطلق إلى آسيا الصغرى ومدنها الشهيرة، وجعل إقامته في مدينة أفسس العظيمة مكملًا عمل بولس الرسول الكرازي في آسيا الصغرى (أع24:18-28، 1:19-12).

أخذ يشرف من تلك العاصمة القديمة الشهيرة على بلاد آسيا الصغرى ومدنها المعروفة وقتذاك من أمثال ساردس وفيلادلفيا واللاذقية وأزمير وبرغامس وثياتيرا وغيرها، وهي البلاد التي وردت إشارات عنها في سفر الرؤيا.

نفيه إلى جزيرة بطمس:

بسبب نشاطه الكرازي قُبِض عليه في حكم الإمبراطور دومتيان (81-96 م.) وأُرسل مقيدًا إلى روما، وهناك أُلقي في خلقين (مرجل) زيت مغلي، فلم يؤثر عليه بل خرج منه أكثر نضرة، مما أثار ثائرة الإمبراطور فأمر بنفيه إلى جزيرة بطمس، وهي إحدى جزر بحر إيجه وتقع إلى الجنوب الغربي من مدينة أفسس وتعرف الآن باسم باتوما Patoma أو بالموسا Palmosa، ومازال بالجزيرة بعض معالم أثرية عن سكنى القديس يوحنا بها. وقد مكث بالجزيرة حوالي سنة ونصف كتب أثناءها رؤياه حوالي سنة 95 م. ثم أُفرِج عنه في زمن الإمبراطور نرفا (96-98 م.) الذي خلف دومتيان، فقد أصدر مجلس الشيوخ الروماني قرارًا بعودة جميع المنفيين إلى أوطانهم. وبالإفراج عنه عاد إلى أفسس ليمارس نشاطه التبشيري.

رسول الحب:

من الألقاب اللاصقة بيوحنا لقب "الحبيب"، فقد ذكر نفسه أنه "التلميذ الذي يحبه يسوع"، وقد ظل يوحنا رسول المحبة في كرازته ووعظه ورسائله وإنجيله، وكتاباته كلها مفعمة بهذه الروح.
روى عنه القديس جيروم هذه القصة أنه لما شاخ ولم يعد قادرًا على الوعظ، كان يُحمَل إلى الكنيسة ويقف بين المؤمنين مرددًا العبارة: "يا أولادي حبوا بعضكم بعضًا"، فلما سأم البعض تكرار هذه العبارة وتساءلوا لماذا يعيد هذه الكلمات ويكررها، كان جوابه لأنها هي وحدها كافية لخلاصنا لو أتممناها.

حبه الشديد لخلاص الخطاة:

قاد إلى الإيمان شابًا، وسلَّمه إلى أسقف المكان كوديعة وأوصاه به كثيرًا. لكن ذلك الشاب ما لبث أن عاد إلى حياته الأولى قبل إيمانه، بل تمادى في طريق الشر حتى صار رئيسًا لعصابة قطاع طرق.
عاد يوحنا بعد مدة إلى الأسقف وسأله عن الوديعة واستخبره عن ذلك الشاب. تنهد الأسقف وقال: "لقد مات!" ولما استفسر عن كيفية موته، روى له خبر ارتداده. حزن يوحنا حزنًا شديدًا واستحضر دابة ركبها رغم كبر سنه، وأخذ يجوب الجبل الذي قيل إن هذا الشاب كان يتخذه مسرحًا لسرقاته. أمسكه اللصوص وقادوه إلى زعيمهم الذي لم يكن سوى ذلك الشاب!
تعرَّف عليه الشاب وللحال فرَّ من أمامه، وأسرع يوحنا خلفه وهو يناشده الوقوف رحمة بشيخوخته، فوقف الشاب وجاء وسجد بين يديه، فأقامه ووعظه فتاب عن إثمه ورجع إلى الله.

حرصه على استقامة الإيمان:

كان يمقت الهرطقة جدًا، ويظهر هذا الأمر واضحًا في كتاباته المليئة بالتحذير من الهراطقة. ذُكِر عنه أنه دخل يومًا حمامًا فلما وجد فيه كيرنثوس الهرطوقي الغنوسي الذي أنكر تجسد الرب، صاح في المؤمنين: "لا تدخلوا حيث عدو المسيح لئلا يهبط عليكم الحمام!" قال ذلك وخرج يعدو أمامهم فخرجوا وراءه مذعورين! وقد روى هذه القصة إيريناوس على أنه سمعها من بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول نفسه.
يشير بولس الرسول إلى وضع يوحنا المتميز في الكنيسة الأولى، فيذكره على أنه أحد أعمدة الكنيسة وأنه من رسل الختان (غل9:2).
يذكر بوليكاربوس Polycarp أسقف أفسس أواخر القرن الثاني أن يوحنا كان يضع على جبهته صفيحة من الذهب كالتي كان يحملها رئيس أحبار اليهود، ليدل بذلك على أن الكهنوت قد انتقل من الهيكل القديم إلى الكنيسة.
بعد أن دوَّن لنا هذا الرسول إنجيلًا ورؤيا وثلاث رسائل تحمل اسمه، رقد في الرب في شيخوخة وقورة حوالي سنة 100 م.، ودفن في مدينة أفسس.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:28 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا يوحنا السائح

← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

قال الأنبا ألوس: كان يوجد معنا في البرية أحد الآباء يدعى يوحنا الذي صار شيخًا جليلًا وقد فاق كثيرين بنسكه وفضائله الكثيرة، وكان لا يستطيع أحد أن يجده في البرية، إذ كان ينتقل من مكان إلى آخر. وفي ابتداء جهاده استمر ثلاث سنوات في صلوات مستمرة، وكان يختطف قليلًا من النوم وهو واقف، كما اعتاد أحد الآباء الكهنة أن يأتيه بالأسرار المقدسة فيناوله كل يوم أحد.
في أحد الأيام جاءه الشيطان في هيئة الكاهن ومعه خيالًا كأحد النساك، فأدرك القديس ذلك وقال له: "أيها الممتلئ غشًا وعدو كل صلاح لا تعد تتسلط عليَّ ولا على المؤمنين، الرب يسحق قوتك تحت أقدامنا سريعًا". فقال له إبليس: "بعد قليل سوف أتسلط عليك حتى أسقطك"، فانتهره القديس باسم الرب يسوع فاختفى عنه للحال.
حدث أن رِجلا القديس تصلبتا وتورمتا ثم تفتحت وخرج منها صديد وماء كثير، لكن ملاك الرب قال له أن عطية الروح القدس تجعل لك الطعام الروحاني كافيًا له، وبعد أن شفاه من جراحاته قال له: "غادر ذلك المكان وادخل إلى داخل البرية"، فمضى القديس وكان يقتات ببعض الحشائش التي في البرية، ويأتي إلى مكانه كل يوم أحد ليتناول من الأسرار المقدسة.
أراد مفلوج المضي إلى القديس، فشُفِي لوقته حسب إيمانه واستقامت رجلاه من قِبَل صلوات القديس، إذ علم بالروح دون أن يصل إليه. كذا إنسان آخر به شلل في جسده شفي بصلواته وشكر الله ومجَّد اسمه القدوس لأجل صلوات قديسيه.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:30 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يوحنا السينائي | القديس يوحنا السُلّمي | الدرجي | كليماكوس


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

دُعي بيوحنا الدرجي أو يوحنا السُلّمي، نسبة إلى كتابه "سلم السماء" (كتاب السلم إلى الله، السلم إلى السماء) أو "درجات الفضائل" أو "سُلم الفردوس"، هذا الذي يُعتبر تراثًا له آثاره على الحياة الرهبانية.

نشأته:

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...f-Sinai-01.jpg



أيقونة م. القرن السابع عشر تصور القديس مارأوغريس (القديس إيفاجريوس البنطي)، مع القديس يوحنا السينائي أو يوحنا الدرجي أو يوحنا السلمي، وشخص ثالث
كتب سيرته راهب معاصر له يُدعى دانيال من دير ريثو أو رايتو، كان يقع على الأرجح بالقرب من دير سيناء. وهي سيرة تقويّة وردت غالبًا في مستهل مخطوطات "سلّم الفردوس". لا تحوي إلا على القليل من المعلومات التاريخية. كما حدثنا عنه أيضًا راهب سينائي يُدعى أثناسيوس حين تحدث عن آباء دير سيناء، وقد غفل أيضًا المعلومات التاريخية عنه.
يرى البعض أنه وُلد بفلسطين في عهد الملك زينون، ويرى البعض أنه وُلد حوالي 579 م.، وقد عاش حوالي 75 عامًا.
دُعي منذ حداثته "العلامة"، وذلك لثقافته الواسعة التي اكتسبها خلال مطالعاته الكثيرة وأسفاره، وليس عن مهنة مارسها قبل رهبنته. تظهر ثقافته في كتابه "السُلّم" حيث يتسم بغنى تشبيهاته وغزارة مفرداته.

رهبنته:

في السادسة عشر من عمره أدرك بطلان العلوم البشرية وزوال مجد العالم، فزهد كل شيء والتحق بدير جبل سيناء حيث تتلمذ على يديّ الأب الشيخ مارتيروس.
في يوم رهبنته قال عنه الأب ستراتيجيوس أنه سيضْحَى "أحد أنوار العالم"، وتنبأ عنه يوحنا سابا وأنسطاسيوس الذي صار فيما بعد بطريرك كنيسة أنطاكية بأنه سيصير رئيسًا للدير.
عاش أربع سنوات حيث تأصل في البرّ، وصارت له معرفة روحية صادقة مع زهد قي العالم وتواضع وطاعة كاملة للآباء. وكان يحسب نفسه أصغر الإخوة.

توحده:

في سن العشرين تنيّح أبوه الروحي فعزم على الوحدة في صحراء "تولا"، على سفح جبل سيناء. تتسم المنطقة بجمالها الطبيعي الخلاّب، وربما كانت تُدعى "تلاع"، وهي تبعد حوالي خمسة أميال من الدير. ربما اتخذ مرشدًا آخر هو جورجي الرسلايتي (مقال 57:27).
كان محبًا للصلاة الدائمة، فكان يهرب من اللقاء مع الناس، وكثيرًا ما شاهدوه مرتفعًا فوق وجه الأرض أثناء الصلاة. أحب حياة الوحدة والتأمل فعاش في وحدته أربعين عامًا. لم يكن يدعوه الناس إلا "ملك البرية".
عانى الكثير من مقاومة الشيطان له، فكان يصد سهامه بالصلاة والصوم مع الزهد الشديد والتناول من الأسرار المقدسة حيث كانت كنيسة والدة الإله التي بناها الملك يوستينيانوس تبعد عن قلايته حوالي خمسة أميال.
حدثنا عن مقاتلته لشيطان الضجر فقال: "من ينصرف في هدوئه إلى محاربة الضجر كثيرًا ما يتأذى، إذ يضيع وقت الصلاة والثيؤريا (التأمل العقلي ومعاينة الأمور الإلهية) في مقاتلته والاحتيال عليه" (43:27).على معاينته للملائكة، فسأله أحدهم عن هيئة الرب قبل التجسد وعن جلوس الابن على يمين الآب، فقال له: "يتعذر على الأذن البشرية إدراك هذه الأسرار" (47:47).
قدّم لنا خبرته العملية في الهدوء في مقاله رقم 27، وقد كشف عن مفهومه أنه انشغال بالسيد المسيح.
[ليلتصق ذكر يسوع بنفسَك، فتعرف حينذاك منفعة الهدوء] (61:27).
[عزِّ الملك في غناه وكثرة رعاياه وعزّ الراهـب الهادئ في غنى صـلاته] (87:27).
[شهوة صغيرة تكدِّر العين واهتمام يسير يبدّد الهدوء] (51:27).

زيارته الإسكندرية:

أثناء توحده قام برحلة إلى مصر، حيث زار خلالها ديرًا في منطقة الإسكندرية، تحدث عنه في شيء من التفصيل في المقالين 4 و5، لاسيما "الدير السجن الرهيب" التابع له حيث كان يؤَّدب فيه الرهبان المذنبون.

خدمته:

خلال هذه الأربعين عامًا كان يستقبل بعض الرهبان والشعب (54:7؛ 60:15) القادمين لطلب إرشاد. كما كان يفتقد المتوحدين المرضى (123:26). وقد شفى باسم الرب راهبًا يُدعى اسحق من تجربة شيطانية مزمنة وردت في سيرته التي سجلها الراهب دانيال.
ذكر أيضًا الراهب دانيال أن القديس يوحنا أرسل تلميذه موسى في خدمة، وعند الظهيرة نام هذا التلميذ في ظل صخرة ضخمة، وأثناء نومه سمع صوت معلمه يوقظه فقفز فورًا من تحتها، وسرعان ما هوت بعد تركه الموضع. وكان القديس يوحنا قد شاهد رؤيا نبهته إلى أن تلميذه في خطر فقام وصلى من أجله.

حسد بعض الرهبان:

إذ جذبت شخصيته كثير من الرهبان والشعب للاسترشاد به، وصُنع الله عن طريقه عجائب، حسده بعض الرهبان ونعتوه بالثرثار، فصمت لمدة سنة كاملة. جاء إليه ثالبوه وتوسلوا إليه أن يتكلم من أجل خلاص النفوس.

رئاسة دير جبل سيناء:

في نهاية الأربعين سنة من التوحد أُنتخب رئيسًا لدير جبل سيناء. يقول الأب أناسطاسيوس السينائي أن موسى النبي حضر بنفسه أثناء تنصيبه.
كان له اعتباره لدى الرهبان قبل رئاسته للدير، أما بعد اختياره هذا فتعلقوا به أكثر فأكثر، إذ أُعجبوا بقيادته الروحية وإرشاداته مع وداعته وتواضعه حتى ملك على قلوبهم.
وهبه الله صنع آيات، وإذ تعرضت فلسطين للجفاف طلب منه الشعب أن يُصلي لأجلهم حتى يتحنن الله عليهم ويمطر على أرضهم، فاستجاب الله لطلباته.
في هذه الفترة طلب الأب يوحنا رئيس دير ريثو أن يكتب الدرجات الروحية للناموس الجديد أو سُلم الفضائل. وواضح من رسالة الأب يوحنا له أن القديس يوحنا السُلمي سجّل هذا العمل وهو شيخ متقدم في السن.

العودة إلى الوحدة:

لم يبقَ في رئاسة الدير سوى أربع سنوات، حيث قرر العودة إلى حياة الوحدة استعدادًا للانطلاق من هذا العالم. تولّى أخوه جورج الذي كان من رهبان الدير مركزه، وإن كان قد طلب من القديس أن يصلي لأجله لكي يلحق به عاجلًا. أجابه القديس بأن الله استجاب لطلبته. بالفعل تنيّح القديس يوحنا وبعد فترة وجيزة تنيّح أخوه.

كتاباته:

أما عن كتابه "سُلم الفردوس" فيضم ثلاثين مقالًا أو درجة تعقبها "رسالة إلى الراعي" تشتمل توجيهات هامة للرؤساء والآباء الروحيين.
يتناول الكتاب الحديث عن حياة الراهب منذ خروجه من العالم وممارسته الفضائل المسيحية، مثل الزهد، والغربة، والطاعة، والوداعة، والسهر، والإفراز، والصلاة، وسكون النفس والجسد... منطلقًا نحو القيامة مع المسيح في إيمان مملوء رجاء وتسنده المحبة. إن كان قد اتسم الكتاب بالجانب النسكي الرهباني، لكنه هو دعوة موجهة إلى الكل للحياة الفاضلة في المسيح يسوع.
يكشف هذا الكتاب عن شخصية القديس يوحنا القوية، فنراه يُقدم تقييمًا لبعض الأعمال بصفته الشخصية كأبٍ روحي وقائد مختبر واسع الاطّلاع. كما يكشف عن إدراكه لأحوال الناس الذين يعيشون في وسط العالم وعلى آرائهم وعاداتهم ونفسياتهم. له خبرة ومعرفة عميقة بالنفس البشرية، يحللها بدقة عجيبة. يتسم بالاعتدال مع الجدية والصرامة ضد الخطية.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:31 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يوحنا


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

كان كاهنًا واستشهد مع القديس أباكير وفيلبس أخيه وكاهن آخر اسمه أبطلماوس.
العيد 14 بؤونة.


Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:32 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب يوحنا الفارسي



← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

1. قالوا عن الأب يوحنا الفارسى إنه، لما دخل الأشرار إلى المنطقة التي كان فيها كان يقدم لهم طستًا ويغسل لهم أرجلهم. أمّا هم، فلشدة تقديرهم واحترامهم له، كانوا يتوبون.
2. قال أخ للأب يوحنا الفارسي: لقد تعبنا تعبًا هذا مقداره من أجل ملكوت السموات، ترى هل نرثه؟ أجابه الأب: أنا أؤمن أنني سأرث أورشليم العلوية التي في السموات، لأن من وعَدْنا به أمين، فلماذا الشك إذن؟

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:32 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يوحنا




اللغة الإنجليزية: Abba John - اللغة القبطية: abba Iwannhc.

جاء في كتاب "مشاهير الآباء" للقديس جيروم:
رأينا هذا القديس الذي كان أبًا لرهبان في مدينة ديكابوليس (العشر مدن Dikapoils) وقد نال بركة الرب. مثل إبراهيم (الخليل). وكانت لحيته تتدلى إلى أسفل مثل لحية هارون الكاهن.
وقد أجرى الله على يديه أعمالًا عظيمة وأشفية كثيرة. وقد شفى مرضى النقرص، ومرضى الشلل!]

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:33 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يوحنا القليوبي الراهب


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

رفضه إنكار المسيح:

في أيام البابا يوأنس الرابع عشر البطريرك السادس والتسعين (1571- 1586 م) حدث أن اقتنص أحد الحكام هذا الراهب خارج الدير، ولم يكتفِ بمنعه من العودة إلى البرية المقدسة، بل أراد إقحامه على إنكار المسيح له المجد.
رفض الراهب رفضًا باتًا أن ينكر السيد المسيح، فصدر الحكم عليه بغرس السكاكين الحادة في يديه وإيقاد مشاعل على كتفيه، ووضعه على جمل يطوف به شوارع المدينة تحيط به الغوغاء الصاخبة، فتحَّمل هذا كله في صمت تام.
يبدو أن هدوءه زاد الحاكم غضبًا فأصدر أمره بربط يوحنا على عدد من الخشب وخلال ضربه وتعذيبه استودع روحه بين يديّ الآب السماوي، ونال الإكليل المعد للذين يصبرون إلى المنتهى، وكان استشهاد الراهب القديس يوحنا القليوبي يوم الأحد المبارك الموافق 30 هاتور سنة 1298ش (6/12/1582 م).
وفي اليوم التالي أنزلوا جثمانه الطاهر عن الخشبة، وسلموه للقبط الذين مضوا به إلى كنيسة الشهيدة بربارة بمصر القديمة، حيث أقاموا عليه الصلوات الكنسية ورفعوا الأسرار المقدسة، ثم دفنوه بتلك الكنيسة المقدسة مثوى الشهداء.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 06:35 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب يوحنا الكيليكس


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

تقديس القلب وتقديس المكان:

1. قال الأب يوحنا الكيليكس رئيس دير رايثو إلى الإخوة: يا أولادي، كما أننا هجرنا العالم فلنهجر رغبات الجسد أيضًا.
2. وقال أيضًا: لنتشبه بآبائنا. كم من الشدة والسكينة أقاموا بهما هنا.
3. وقال أيضًا: لا نلوّث هذا المكان يا أبنائي، لأن آباءنا قد طهّروه من الشياطين.
4. إن هذا المكان مِلك للنسّاك لا لذوى الحرف.

Mary Naeem 26 - 10 - 2012 08:08 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يوحنا المصري المعترف


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

المعترف وكنز الكتاب المقدس:

يسجل لنا يوسابيوس القيصري المؤرخ الكنسي ما هو عجيب عن هذا المعترف الذي فقد بصره لكنه تمتع ببصيرة داخلية إذ اقتنى كنز الكتاب المقدس.
أثار هذا القديس المصري إعجابه بقوة احتماله للعذابات مع قوة ذاكرته في حفظ الأسفار المقدسة. وكان نتيجة تمسكه بإيمانه أنه فقد بصره، وكُوِيت قدماه بالنار وطُرح في النار. أما عن قوة ذاكرته فيصفها يوسابيوس بالآتي:
"لقد فاق يوحنا أبناء عصرنا في قوة الذاكرة.
نقش أسفارًا كاملة من الكتاب المقدس، لا في ألواح حجرية كما يقول الرسول المبارك، ولا على رق حيوانات، ولا على ورق يبليه السوس والزمن، بل في ألواح قلبه اللحمية، في نفس نقية شفافة، وفي بصيرة القلب الطاهرة. حتى يمكنه بذلك أن يستعيد أية فقرة من الكتاب المقدس، سواء من الناموس أو الأنبياء أو الأسفار التاريخية، أو الأناجيل أو كتابات الرسل في أي وقت أراد، كما من كنز مليء بالكلمات.
واعترف بأنني ذُهلت عندما رأيت الرجل لأول مرة، إذ كان واقفًا وسط جماعة كبيرة يردد بعض فقرات من الكتاب المقدس، وعندما سمعت صوته فقط خُيّل إليَّ أنه كان يقرأ من كتاب حسب العادة المتبعة في الاجتماعات.
ولكن لما اقتربت منه وأدركت ما كان يفعل هكذا، وشاهدت جميع الباقين وقوفًا حوله بأعين سليمة، بينما كان هو لا يستخدم سوى عينيّ قلبه. فكان يتكلم طبيعيًا كنبيٍ ويفوق جدًا سليمي الأجساد.
كان من المستحيل أن لا أمجد الله، وأُدهش كل الدهشة لأن بجسمه المشوّه أظهر سموّ القوة التي كانت بداخله وعظمتها".

Mary Naeem 26 - 10 - 2012 08:09 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يوحنا المعترف

← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

في الثالث من شهر بابه تذكار نياحة القديس يوحنا المعترف.
العيد 12 كيهك.


الساعة الآن 07:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025