منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديسين بالحروف الأبجدية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74194)

Mary Naeem 24 - 10 - 2012 01:52 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان يشوع و يوسف


كان هذان الراهبان تلميذين للأب القديس ميليوس بجبل خوراسان.

Mary Naeem 24 - 10 - 2012 01:52 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا يعقوب أسقف مصر



اشتاق هذا القديس إلى عيشة الرهبنة منذ حداثته، فمضى إلى برية القديس مقاريوس وسكن في قلاية هناك سنين كثيرة، ثم رسموه رئيس شمامسة على كنيسة دير الأنبا يحنس.
ونظرًا لحسن سيرته وكثرة فضائله وتقواه انتخبوه أسقفًا على مصر، فلما جلس على كرسي الأسقفية زاد في نسكه وعبادته. وكان مدة رئاسته معلمًا ومرشدًا ورادعًا للخطاة، ولما أكمل جهاده مرض مرضًا يسيرًا ثم استدعى شعبه وعلمهم وأوصاهم محذرًا ومنذرًا إياهم أن لا يستهينوا بالوصايا الإلهية. بعد ذلك رسم على وجهه علامة الصليب وأسلم روحه الطيبة بيد الرب. وكانت نياحته في 28 أغسطس سنة 1088 م.، في عهد البابا كيرلس الثاني البطريرك 67.
العيد 5 نسئ.

Mary Naeem 24 - 10 - 2012 01:53 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا يعقوب أسقف نصيبين

نسكه:

وُلد هذا القديس بمدينة نصيبين وتربّى فيها وكان سرياني الجنس واختار منذ صباه سيرة الرهبنة. فلبس مُسحًا من الشعر يتقي به حر الصيف وبرد الشتاء. وكان طعامه نبات الأرض، وشرابه الماء فقط، لذلك كان نحيفًا جدًا، ولكن نفسه كانت نامية مضيئة.

نعمة النبوّة وعمل المعجزات:

ولهذا استحق نعمة النبوّة وعمل المعجزات، فكان يسبق فيعرِّف الناس بما سيكون قبل حدوثه، أما آياته ومعجزاته فكثيرة جدًا.
أبصر يومًا نساءً فاسدات الأخلاق يلعبن بوقاحة عند عين ماء وقد حللن شعورهن لأجل الاستحمام، فصلى إلى الله فجف ماء العين وابْيَضَّ شعر النساء ولما اعتذرن إليه نادمات على ما فرط منهن صلى إلى الله فعاد ماء العين وأما الشعر فبقي أبيضًا.
اجتاز يومًا بقوم قد مدوا إنسانًا حيًا على الأرض وغطوه كأنه ميت وسألوا القديس شيئًا من المال لتكفينه، ولما رجعوا إلى صاحبهم وجدوه قد مات حقيقة، فأسرعوا إلى القديس تائبين عما اقترفوه فصلى إلى الله فأحياه.

أسقف مدينة نصيبين:

لما شاعت فضائله اختير أسقفًا على مدينة نصيبين حوالي سنة 308 م.، فرعى رعية المسيح أحسن رعاية وحرسها من الذئاب الأريوسية، وكان أحد المجتمعين في مجمع نيقية سنة 325 م، ووافق على طرد أريوس ونفيه.
لما حاصر ملك الفرس مدينة نصيبين جلب الله بصلاة هذا القديس على الجنود سحابة من الطنابير والناموس فجمحت الخيول والفيلة وقطعت مرابطها وانطلقت تعدو هنا وهناك، فخاف ملك الفرس وارتد بجنوده عن المدينة. لما أكمل القديس جهاده الحسن تنيّح بسلام.
العيد 18 طوبه.

Mary Naeem 24 - 10 - 2012 01:55 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب يعقوب

قال الأب يعقوب:
  • خير للإنسان أن يتغرب من أن يستضيف.
  • عندما يُمتدح إنسان، ينبغي أن يتأمل في خطاياه، ويفكر في أنه لا يستحق ما يُقال فيه.
  • كما أن المصباح يضيء غرفة النوم المظلمة هكذا خوف الرب عندما يدخل القلب ينيره ويعلّمه كل الفضائل ووصايا الله.
  • ليست حاجتنا إلى الكلام فقط، لأن الكلام في هذا الزمان كثير، إنما حاجتنا إلى العمل. فهذا هو المطلوب، لا الكلام الذي لا يأتي بثمر.

Mary Naeem 24 - 10 - 2012 01:58 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
المعلم يعقوب الأمير أو الجنرال | يعقوب حنا | يعقوب يوحنا

المعلم يعقوب يوحنا من مشاهير الأقباط في القرن الثامن عشر، وهو أول قبطي ألَّف جيشًا قبطيًا بقيادته، وأول مصري وضع مشروعًا لاستقلال مصر عن الدولة العليا وعن حكم المماليك، إذ أرادها بلادًا حرة خالصة لأهلها ولكن المنيّة لم تمهله حتى ينال موافقة الدول على الاستقلال.
تعرّف به الفرنسيون حال احتلالهم لمصر، ونظرًا لأن الرجل كان فارسًا شجاعًا ألقيت على عاتقه مهام لا يستطيع غيره النهوض بأعبائها، ولكنه أدّاها على خير ما يرام وبأفضل أسلوب للوصول إلى تحرير البلاد من نير المماليك والترك. وقد نهض وحده بأعباء تموين الحملة الفرنسية والجيوش المتفرقة على طول النيل، بل ونهض أيضًا بإدارة ماليَّة الوجه القبلي كله، وهذه المقدرة الفائقة جعلت للمعلم يعقوب كلمة مسموعة في الشئون الإدارية والمالية. كما كان له الفضل في تنظيم فرقة من السعاة (الهجانة) تتولى أعمال البريد، وقد أعجب بها الفرنسيون إذ جعلت الاتصال دائم بين القيادة والجنود في الشمال والجنوب.
https://st-takla.org/Gallery/var/resi...-Hanna-001.jpg



الجنرال المعلم يعقوب حنا الأمير
إذ رأى أن مصر محرومة من جيش وطني يمكن الاعتماد عليه فكر في تأليف فرقة قبطية واتفق مع الفرنسيين على ذلك، فجمع من الصعيد نحو ألفين قبلهم الفرنسيون ودرّبوهم على حمل السلاح والقتال، وتعلم يعقوب الحركات العسكرية وترأس الفرقة القبطية وأُلحِق بخدمة الجيش الفرنسي ومُنِح رتبة جنرال (قائد). إلا أن أباء الشبان الأقباط وأهلهم لم يكونوا قد ألِفوا هذه الخدمة، فلجأوا إلى الأنبا مرقس البطريرك 101 ليتوسط لهم لدى الجنرال يعقوب حتى يطلق سراح أولادهم، فلم يذعن له وبنى قلعة بجهة الجامع الأحمر بالأزبكية وسماها قلعة يعقوب.
لما دُبِرت مكيدة لاغتيال الأقباط وجّه يعقوب كل همه للدفاع عن إخوانه أقباط القاهرة، وبدأ يهدم بعض البيوت التي خُربت في الحوادث الأخيرة، وبنى بأنقاضها سورًا عاليًا منيعًا حول الحي الذي جمع الأقباط فيه، وشيّد أبراجًا فوقه داخل السور وعمل للسور بوابتين ورتب جنديين قبطيين يقفان على كل باب، والسلاح على أكتافهما لمنع كل من يحاول الدخول، فأصبح المكان حصينًا وتمكّن يعقوب من أن ينجّي قومه من مذبحة مريعة.
لم يكن في إمكان يعقوب البقاء في مصر بعد خروج الفرنسيين منها، فخرج مع الجيش الفرنسي هو وأكثر رجال فرقته خشية اضطهاد المسلمين لهم، لأن الفرنسيين كانوا قد ولّوا منهم أفرادًا في مناصب عالية. وقد توفّي الجنرال يعقوب في السفينة في طريقه لفرنسا بعد ستة أيام من رحيله، وذلك في يوم 16 أغسطس سنة 1801 م.، وتقديرًا لمكانته حفظ الأطباء جثته ولم يلقوها في البحر كالمعتاد وحملوها معهم إلى أن وصلوا إلى بلادهم حيث دفنوه هناك.

قبل مرضه، اتصل بقائدها جوزيف إدموندس وأخذ يحدثه بما كان يجول في نفسه عن مستقبل بلاده، وكاشفه بما أعده من مشروعات لاستقلال مصر. ولم يحضر هذا الحديث سوى سكرتيره لاسكاريس، ولما توفي يعقوب تولى لاسكاريس تدوين ذلك الحديث في مذكرات قدمها إلى جوزيف إدموندس وبسط فيها مشروع الاستقلال ونوع الحكومة الوطنية التي تؤلَف في ظل هذا الاستقلال، وطلب من القومندان جوزيف إدموندس أن يبلغها للحكومة الإنجليزية. وبقيت هذه الوثائق محفوظة في وزارة الخارجية إلى أن عثر عليها من سنوات.

خلافاته مع البطريرك:

قيل أن العلاقة بينه وبين البطريرك لم تكن على ما يرام وذلك بسبب أخذه لامرأة من غير جنسه بطريقة غير شرعية ومخالفته لقومه في الزي والحركات، حتى أنه لما مات طلبت زوجته الاستيلاء على ما يخصها في تِركته فعارضها إخوته بدعوى أنها غير شرعية.
كما يمكننا أن نضيف أن الجنرال يعقوب كثيرًا ما اتخذ موقفًا معاديًا من الكنيسة، كما أنه رغم ما يملكه من أموال طائلة لم يرمم كنيسة واحدة ولم يوقف على أية كنيسة شيئًا من ماله.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
السيرة من مصدر آخر
نبغ من المصريين في القرن الثامن هذا الرجل القبطي الذي استحق أن تخصص له صفحات في التاريخ المصري الحديث، وهو يعقوب يوحنا، الذي لقب بالمعلم ثم بالجنرال يعقوب.
ولد يعقوب في ملوي وكانت تابعة إداريًا لأسيوط، سنه 1745 من أبوين قبطيين هما يوحنا ومريم ابنة توفيق غزال، وتعلم في الكتاتيب القبطية الملحقة بالكنائس حيث لم يكن موجودًا غيرها، حيث تعلم القراءة والكتابة والحساب، كما حفظ المزامير والإلحان الكنسيّة كغيرة من أبناء الأقباط.
ولما امتد به العمر وأصل تعليمه فيما بعد الكتاب، فتعلم اللغة العربية وأجاد الخط العربي، والأصول الحسابية على يد الصيارفة القبط، وجعل يتطلع لجمع المعارف العامة، ولما أتم يعقوب العقد الثاني من عمره، ألحقه والده كاتبا عند أحد أقربائه من المستقلين بجباية أموال أحد المماليك الذين كانوا يتقاسمون حُكم البلاد في ذلك العصر، وهنا بدأت مواهبه تظهر، واكتسب كثيرًا من المعلومات الإدارية والحسابية.
https://st-takla.org/Pix/Egypt/Islami...rle-Vernet.jpg



مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810
ولما طرد على بك الكبير محمد باشا الحاكم العثماني من القاهرة وتولى حكم البلاد قرب إليه المماليك الآخرين بالإنعام عليهم برتبة البكوية، فالتحق في ذلك الوقت يعقوب بخدمة احد هؤلاء المماليك وهو سليمان أغا الإنكشاري، وكان غنيًا امتلك الكثير، ولم يمض وقت طويل حتى أنس سليمان بك في يعقوب الأمانة والمقرة، فأولاه ثقته وعينه مديرًا على أملاكه.
وكان عمله جباية الضرائب والرسوم الجمركية وجمع إيجارات الأراضي الزراعية.
صفات يعقوب:

إلى جانب ما تقدم أحرز يعقوب صفات عسكرية متميزة من تعامله مع المماليك، وكان المماليك ذوى بأس وقدرة عسكرية متفوقة خصوصًا في الفروسية والشجاعة واستعمال السلاح، وميلهم للحروب والقتال، فتعلم يعقوب منهم هذه الصفات كركوب الخيل والتعامل بالسلاح.
وكانت كفاءته المالية والإدارية سببها في توليه مناصب جمع منها أموالًا طائلة، حتى أصبح غنيًا له خدم وحشم ومستخدمين وأتباع وعبيد فحصل على لقب (المعلم) وهو لقب كان يعطى في مصر في تلك الأيام للدلالة على الشرف والزعامة والجاه، كما كان يحمله من كان لديه نصاب كبير من المال والأملاك أو يبرز في صناعة معينة.
زواج:

تزوج يعقوب وهو في الخامسة والعشرين من عمره بزوجته الأولى وكانت تسمى (مختارة الطويل) وهى ابنة عمه، وكان تاجرًا ثريًا من ملوي، رزق منها طفلًا ومات ولحقته هي الأخرى بعد أصابتها بالطاعون.
وبعد مضى اثنتي عشرة سنه بعد وفاتها تزوج بأخرى سورية من حلب تدعى (مريم نعمة الله البابوتجى) وقد بارك الأب البطريرك الأنبا يؤانس 18 هذا الزواج لأنه لم يكن قد كتب به عقد لان الزواج كان شفوياً.
المعلم يعقوب والحملة الفرنسية:

https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...-Gohary-01.jpg



المعلم جرجس الجوهري
لما وصلت الحملة الفرنسية مصر عام 1798 واستقر بونابرت في القاهرة، قدم إليه المعلم جرجس الجوهري، وكان عميد الأقباط في ذلك الوقت، وقدم طائفة من شباب الأقباط فعين منهم نابليون رؤساء للمالية في بعض المديريات، أما يعقوب فأحتفظ به هو لما هو أهم من ذلك، فلما لجأ المماليك إلى الصعيد ذكر بونابرت في القضاء عليهم بحمله قادها الفرنسي (ديزييه)، وكانت هذه الحملة بحاجة إلى رجل أمين يجمع في شخصه الصفات العسكرية والإدارية وله خبرة تامة بالبلاد في الصعيد، فلم يجد خيرًا من المعلم يعقوب فعينه مديرًا عامًا لهذه الحملة.
وبالفعل جهز يعقوب للحملة المؤن والذخائر وأمن لها الطرق والمواصلات، ورتب حركاتها ونظم شئونها المالية والإدارية، ونجحت الحملة بمساعدته فكانت ليعقوب كلمته المسموعة في الشئون المالية والإدارية في مصر كلها، وكان ذا سياسة لبقة في جباية الضرائب.
ولما غادر نابليون البلاد إلى فرنسا وسلم قيادة الحملة لكليبر أوصى بجعل يعقوب ساعده الأيمن وعدم الاستغناء عنه، واتخذ يعقوب إدارته في بيت البارودي، وبعد انتصار كليبر في معركة عين شمس على الأتراك في عام 1800، وإخماده ثورة القاهرة الثانية وفرضه غرامات كبيرة على الثوار المصريين عهد إلى يعقوب بتحصيلها، فاستعمل الحكمة في ذلك ولم يرهق الأهالي في جمعها.
الفيلق القبطي:

لما رأى يعقوب أن مصر محرومة من جيش وطني يمكن الاعتماد عليه في الأحداث الكبيرة، فكر في تأليف فرقة قبطية، ورخص له الفرنسيون بذلك، فجمعها من شباب الصعيد وبلغ عددهم نحو ألفين ودربهم ضباط فرنسيون على الحركات العسكرية.
ولما دبرت مكيدة لقتل الأقباط نظير هذه الأعمال والتأليف مع الفرنسيين، وجه يعقوب اهتمامه للدفاع عن إخوانه أقباط القاهرة، فبدأ يهدم بعض البيوت التي خربت في الحوادث الأخيرة، وبنى بأنقاضها سورًا عاليًا منيعًا حول الحي الذي جمع الأقباط فيه، وشيد أبراجًا فوقه داخل السور، وعمل في السور بوابتين، ورتب جنديين قبطيين يقفان على كل باب بالسلاح على أكتافهما لمنع كل من يحاول الدخول، فأصبح المكان حصينًا، وتمكن يعقوب بذلك من دفع خطر: كان يحيق بالأقباط ولما عين الجنرال مينو بعد كليبر الذي قتله سليمان الحلبي، وجد أن إيرادات الدولة قد نقصت وأن الإدارة في حاجة إلى أموال، ففرضت ضرائب جديدة إلا أنها لم تف بالمطلوب حيث كانت المشروعات قد استعجلت وحاجة الجيش زادت، فاضطر مينو أن يعقد قرضًا بمليون ونصف من الفرنكات وفاوض المعلم يعقوب في ذلك، فاتفق يعقوب مع أربعة من زملائه الأقباط هم: المعلم جرجس الجوهري، والمعلم أنطون أبو طاقية وفلتاؤوس وملطي على أن يقدم كل منهم 300 ألف فرنك وقدموها فعلًا على أن تخصم من الضرائب المطلوبة فيما بعد وتسلموا سندات بقيمتها على الخزانة الفرنسية.
يعقوب في نظر الفرنسيين:

كان يعقوب محل اعتبار لدى الفرنسيين فبعد انتصاره في الصعيد أعطى مكافأة وأهداه الفرنسيون سيفًا فخريًا منقوشًا عليه (معركة عين القوصية) اعترافا بفضله فيها في 24 ديسمبر 1798 كما أهداه نابليون عباءة من الفرو.
ولما ألف الفيلق القبطي رقاه كليبر إلى رتبة كولونيل في مايو 1800 ثم إلى رتبة جنرال (لوار) سنه 1801، وبهذا عاش يعقوب عيشة مرفهة، فركب الخيول وكانت له حراسته الخاصة وكانت له الأراضي والمزارع والعبيد والإماء.
نهاية يعقوب:

لما انهزمت القوة الفرنسية أمام الجيوش البريطانية في 1801 في معركة أبي قير وانتهى الأمر بإبرام اتفاقية العريش 1801 على أن يخلى الفرنسيون مصر، وخرجوا فعلا ولم يكن يعقوب موافقًا نفسه على هذا، فبعد أن حسب حسبته ووجد انه سيطارد هو وأهله، دعا زملاءه الأقدمين جرجس الجوهري وأبو طاقية وفلتاؤس وملطى وكاشفهم بعزمه على مصاحبة الحملة المنسحبة لأنه لا يستطيع العيش بعد ذلك في مصر فوافقوه وسلموه سندات السلفة كي يستردها من فرنسا عندما يصل إلى هناك.
وقد طلب الوالي العثماني من الفرنسيين أن يتركوه في مصر فرفض، وأبحرت بهم البارجة في 10 أغسطس 1801، إلا أنه بعد يومين من الإبحار في البحر المتوسط إلى فرنسا أصيب يعقوب بمرض مفاجئ ظل يعانى منه أربعة أيام ومات، فاحتفظوا بحثته في دن بنبذ حتى دخلت الباخرة إلى فرنسا حيث دفن هناك.
يعقوب القبطي الوطني:

كانت أمجد صفحات حياة يعقوب هو محاولاته من أجل استقلال مصر، فكان يتحدث قبل مرضه على ظهر السفينة مع قدمندائها جوزيف أدموندس، وكان حديثه سريًا حفره سكرتيره لاسكاريس، ولما توفى يعقوب تولى لاسكاريس تدوين ما قاله وإذا به مشرع الاستقلال ونوع الحكومة الوطنية، وطلب من القومندان أن يبلغها للحكومة الإنجليزية، كما انه أرسل إلى نابليون مذكرة بإمضاء (غر أفندي) بالنيابة عن الوفد المصري ومذكرة أخرى إلى وزير خارجية فرنسا يطلب معاونته في الحصول لمصر على استقلالها من حكم لا هو عثماني ولا هو مملوكي، وإنما هو مزيج من مسئولي الفوضى والعنف والإسراف ولا خير فيه للحكومة.
وقد اعترفت المحافل العلمية والتاريخية في مصر بجهد هذا الرجل في هذا المجال السياسي الفريد قبل أن يفكر فيه مصري آخر مسلم أو مسيحي، وقد نشرت هذه المذكرات نشرًا علميًا بمعرفة هذه الجهات العلمية.
ملاحظات على المعلم (الجنرال يعقوب):

قيل أن العلاقة بينه وبين الأب البطريرك لم تكن كما يجب، وذلك بسبب زواجه من امرأة من غير جنسه بطريقة مخالفه لقومه في الزيّ والعادات ولذلك لم تتمكن من الاشتراك في الميراث بعد موته، وربما يكون القول مردود لأننا رأينا أنه اخذ بركة البابا على زواجه إلا أنه ربما تكون غير أرثوذكسية مما جعل الكنيسة غير راضية عنها.
- وممن خرجوا مع الفرنسيين معه من الجنود كان يعقوب بقطر واسمه إلياس بقطر صاحب القاموس الفرنسي العربي الشهير، والبعض يقول أنه ابن أخ يعقوب ولد في أسيوط 1784 وعينه نابليون مترجمًا لجيشه، وبعد هجرته إلى فرنسا نال مركزًا علميًا ساميًا في فرنسا، حيث وضع القاموس المشار إليه.
وقبل أن الأقباط الذين هاجروا إلى فرنسا أضاعوا جنسيتهم هناك ولم يبق لأسماء أسرهم أثر يُذْكَر ومنهم الكولونيل مكاريوس حنين والكولونيل غبريال سيداروس والكولونيل حنا هرقل والقومندان عبد الله منصور.

Mary Naeem 24 - 10 - 2012 02:05 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الشهيد يعقوب البار



أحد الاثني عشر رسولًا:

هو يعقوب بن حلفى أحد الاثني عشر رسولًا، وهو أحد الأعمدة الثلاثة لكنيسة الختان حسبما دعاه القديس بولس الرسول (غل 2: 7-9). كلمة "حلفى" آرامية، ويقابلها كلوبا في اليونانية. يؤكد رسولية هذا القديس وأنه من الاثني عشر نص صريح ذكره القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية، فيذكر بولس زيارته الأولى لأورشليم بعد إيمانه فيقول: "ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يومًا، ولكنني لم أرَ غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" (غل 1: 19-19)، وواضح من هذه الآية أن يعقوب أخا الرب رسول نظير بطرس والآخرين.
عُرِف باسم يعقوب أخي الرب لأنه ابن خالته بالجسد من مريم زوجة كلوبا (شقيقة العذراء مريم).
وعُرِف باسم يعقوب الصغير (مر 15: 40) تمييزًا له عن يعقوب الكبير بن زبدي. وعُرِف أيضًا باسم يعقوب البار نظرًا لقداسة سيرته وشدة نسكه.
كما عُرِف باسم يعقوب أسقف أورشليم لأنه أول أسقف لها.
قد خصّ السيد المسيح يعقوب بظهوره له بعد قيامته (1كو 15: 3-7)، وهناك رأي قديم بخصوصه أورده كاتب إنجيل العبرانيين الأبوكريفا (غير القانوني)، وهو من أقدم الأناجيل الأبوكريفا وأقلها مجانبة للصواب، ويتلخص في أن يعقوب لما علم بموت المخلص على الصليب تعاهد ألا يذوق طعامًا إلى أن يقوم الرب من بين الأموات. وحدث في صبيحة يوم القيامة أن الرب تراءى له، وقدّم له خبزًا، وقال له: "قم يا أخي تناول خبزك لأن ابن البشر قام من بين الراقدين"، وقد أورد هذا الاقتباس القديم القديس جيروم في كتابه "مشاهير الرجال".

أسقف أورشليم:

رأس هذا القديس كنيسة أورشليم وصار أسقفًا عليها، واستمر بها إلى وقت استشهاده. لا يُعرف بالتحديد متى صار أسقفًا على أورشليم. يرى البعض أن ذلك كان سنة 34 م.، وهذا التاريخ يتفق تقريبًا مع شهادة القديس جيروم التي ذكر فيها أن يعقوب ظل راعيًا لكنيسة أورشليم نحو ثلاثين سنة. وعمله الرعوي كأسقف على أورشليم يوضح لنا حكمة الكنيسة الأولى في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فلقد كان هذا الرسول يتمتع بشخصية قوية مع صلة القرابة الجسدية بالرب يسوع. ولذا فقد أُسنِدت إليه المهام الرعوية في أورشليم معقل اليهود في العالم كله، وإليها يَفِد الآلاف منهم، ليكون كارزًا لهم. وبناء على تقليد قديم ذكره أبيفانيوس، كان يعقوب يحمل على جبهته صفيحة من الذهب منقوش عليها عبارة "قدس للرب" على مثال رئيس أحبار اليهود.
تمتع هذا الرسول بمكانة كبيرة في كنيسة الرسل، فقد رأس أول مجمع كنسي سنة 50 م. وهو مجمع أورشليم، الذي عرض لموضوع تهوُّد الأمم الراغبين في الدخول إلى الإيمان (أع15)، ويبدو أنه هو الذي كتب بنفسه صيغة قرار المجمع. فقد لاحظ العلماء تشابهًا بين أسلوب القرار وأسلوب الرسالة التي كتبها فيما بعد وهي رسالة يعقوب، مما يدل على أن كاتبها شخص واحد.
يذكره الرسول بولس كأحد أعمدة كنيسة الختان الثلاثة الذين أعطوه وبرنابا يمين الشركة ليكرز للأمم، بل ويورد اسم يعقوب سابقًا لاسميّ بطرس ويوحنا، مما يدل على مكانته (غل 2: 9)، ويؤيد هذه المكانة أيضًا الخوف والارتباك اللذان لحقا ببطرس في إنطاكية لمجرد وصول إخوة من عند يعقوب، الأمر الذي جعله يسلك مسلكًا ريائيًا وبَّخه عليه بولس علانية (غل 2: 11-14).

يعقوب البار:

أما عن نسكه فقد أفاض في وصفه هيجيسبّوس Hegesippus، أحد علماء القرن الثاني الميلادي وقال أنه كان مقدسًا من بطن أمه لم يَعلُ رأسه موسى، لم يشرب خمرًا ولا مسكرًا، وعاش طوال حياته نباتيًا لم يأكل لحمًا، وكان لباسه دائمًا من الكتان.
كان كثير السجود حتى تكاثف جلد ركبتيه وصارت كركبتيّ الجمل. وبسبب حياته المقدسة النسكية ومعرفته الواسعة للكتب المقدسة وأقوال الأنبياء نال تقديرًا كبيرًا من اليهود، وآمن على يديه كثيرون منهم في مدة رئاسته لكنيسة أورشليم.
لم يتردد يوسيفوس المؤرخ اليهودي الذي عاصر خراب أورشليم عن الاعتراف بأن ما حل بأمته اليهودية من نكبات ودمار أثناء حصار أورشليم لم يكن سوى انتقام إلهي لدماء يعقوب البار التي سفكوها.

استشهاده:

أما الطريقة التي استشهد بها فيذكرها هيجيسبّوس ويؤيده فيها إكليمنضس السكندري: أوقفه اليهود فوق جناح هيكلهم ليشهد أمام الشعب اليهودي ضد المسيح. لكنه خيَّب ظنهم وشهد عن الرب يسوع أنه هو المسيا، فهتف الشعب "أوصنّا لابن داود"، وكان نتيجة ذلك أنهم صعدوا وطرحوه إلى أسفل. أما هو فجثا على ركبتيه يصلي عنهم بينما أخذوا يرجمونه، وكان يطلب لهم المغفرة. وفيما هو يصلي تقدم قصّار ملابس وضربه بعصا على رأسه فأجهز عليه ومات لوقته. وكان ذلك سنة 62 أو سنة 63 م. بحسب رواية يوسيفوس والقديس جيروم.
وقد خلَّف لنا هذا الرسول الرسالة الجامعة التي تحمل اسمه، والتي أبرز فيها أهمية أعمال الإنسان الصالحة ولزومها لخلاصه إلى جانب الإيمان (يع 3: 14-20، 4: 14-17). أما عن زمن كتابة هذه الرسالة فهناك رأي يقول أنها كتبت في الأربعينيات من القرن الأول قبل مجمع أورشليم، ورأي آخر يقول أنه كتبها قبيل استشهاده بزمنٍ قصيرٍ.
كما خلَّف لنا هذا الرسول الليتورجيا (صلاة القداس) التي تحمل اسمه والتي انتشرت في سائر الكنائس؛ يجمع التقليد الكنسي لجميع الكنائس الشرقية على صحة نسبتها إليه.

Mary Naeem 24 - 10 - 2012 02:10 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا يعقوب البرادعي الأسقف



في مصر:

جاء إلى مصر في القرن السادس أيام البابا بطرس الرابع، واتسم بحبه الشديد للعبادة والزهد، فكان لا يلبس سوى خرق البرادع فسمي البرادعي (أو البردعي)، ويلقب بـ"يعقوب الزنزلي" أيضًا.

أسقف الرُها:

ولد في بلدة تيلا على مسافة 55 ميلًا من الرُها في أواخر القرن الخامس، ونشأ أولًا في دير بالقرب من الرُها يدعى دير الشقوق، وبعد وفاة أسقف هذه المدينة رُسِم أسقفًا عليها سنة 541 م.

في القسطنطينية:

توجه إلى القسطنطينية ليدافع عن الإيمان الأرثوذكسي ويفتقد الآباء البطاركة الذين طرحوا في السجون، وبمساعدة الملكة ثيؤدورا المؤمنة استطاع أن يرسم من الثلاثة بطاركة المعزولين وهم ثيؤدوسيوس السكندري وساويرس الإنطاكي وأنتيموس القسطنطيني مطرانًا عامًا على كل الكنائس الأرثوذكسية.

اهتمامه بغير الخلقدونيين المضطهدين في الإمبراطورية:

قبل رسامته كانت أيدي ملوك الروم تعبث بأنصار الطبيعة الواحدة وكاد هؤلاء ييأسون إذ مات بعضهم والبعض الآخر أُسِر، فنهض يعقوب واشتغل مدة أسقفيته كلها وهي 33 سنة في جمع شمل شعبه.
كان لابسًا بردعة بمثابة ثوب شحاذ يطوف بها في أنحاء الولايات الرومانية، لكي يضم سكانها إلى حظيرة الكنيسة الأرثوذكسية، ويدخل في أذهانهم مذهبها واعتقادها بهمّة لا تعرف الكلل، سالكًا تحت الأخطار والأهوال من بلدٍ إلى بلدٍ، لا يعرف الخوف ولا يشعر بالخطر المحدق به من موظفي الحكومة ومن الكهنة الرومانيين.

صار يرسم قسوسًا وأساقفة ويضم الشيع المتفرقة ويوفق بين المتخاصمين، وهدى الكثيرين من أتباع أوطيخا وجعلهم يتركون اعتقادهم الفاسد ويرجعون إلى مذهب الكنيسة القويم، إلى أن جدد للأرثوذكسيين مركز بطريركيتهم في إنطاكية وترآس مجمعين كرَّس لهم فيهما بطريركين، أحدهما بعد الآخر بعد نياحة القديس ساويرس وهما سرجيوس وبولس.

سرّ ذهابه إلى مصر:

ذهب يعقوب إلى مصر للسعي في إعادة السلام بين كنائسها وكنائس سوريا. وسبب ذلك أن يعقوب كان قد رسم بطريركًا أرثوذكسيًا لإنطاكية يدعى بولس، ولكن لسبب الاضطهاد الذي لحق به اضطر أن يوافق الخلقيدونيين، فاستاء يعقوب منه وأصدر قرارًا بحرمه، وكان بولس قد فارق القسطنطينية بعد أن جاهر أمام الإمبراطور بأرثوذكسيته وتاب عن زلته وأتى إلى يعقوب وضمه إلى عضوية الكنيسة.
غير أن المصريين عابوا على يعقوب قبوله بولس مرة أخرى حتى أن البابا بطرس أصدر قرارًا بحرم بولس، فحضر القديس يعقوب إلى مصر للمفاوضة في هذا الأمر وترأس مجمعًا عُقِد في الإسكندرية اقتنع فيه برداءة سلوك بولس وسيرته السابقة في الإسكندرية مسقط رأسه، فسلم بعزله على أن يبقى عضوًا في الكنيسة لأنه تاب، وأعلن عزله بواسطة ثلاثة أساقفة، ومن ثم سافر يعقوب من مصر ليباشر جهاده.

نياحته:

أما بولس فكان له أنصار عديدون رفضوا قرار مجمع الإسكندرية بشأنه وكاد الشقاق يستفحل، فعزم يعقوب على زيارة مصر ثانية في أيام البابا دميان البطريرك 35، ولكنه أصيب بمرض في الطريق فعرج على دير في حدود مصر. ولما بلغ البطريرك السكندري خبر مرضه ذهب إليه ليزوره فوجده قد تنيّح، وكان ذلك في سنة 578 م.
شهد المؤرخون بأن هذا الرجل كان بارًا تقيًا وقادرًا في فصاحته وعلمه، وأنه لو لم يهيئ الله وجوده لما قام لقويمي الإيمان قائمة. وبعد نياحته ترك الكنائس الأرثوذكسية نامية، وجملة ما رسم من الأساقفة عشرين أسقفًا ومطرانًا وبطريركين.



Mary Naeem 24 - 10 - 2012 03:21 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يعقوب التائب
(أنبا يعقوب المجاهد)



يعقوب المتوحد:

عاش هذا الراهب في القرن الرابع الميلادي، وانفرد متوحدًا في مغارته التي أقام بها 15 عامًا أجهد نفسه بالأصوام والصلوات المستمرة، وكان محبًا للوحدة والسكون وقطع شوطًا طويلًا في حياه الفضيلة والجهاد حتى سمى إلى درجةٍ عاليةٍ وأنعم الله عليه بفضائله ومنحه موهبة إخراج الشياطين.

حزمه مع خاطئة شريرة:

ذات مرة جاء أحد الأشخاص إلى نتريا لكي يُشفى من مرضه، وعندما كان يمر بقلاية هذا القديس صرخ الشيطان وخرج منه، وعرف سكان البلدة بهذه القصة وللحال أتي إليه الكثيرون ليشفيهم.
حاول الشيطان أن يوقعه في الشر فاحتال عليه قوم من أتباع إبليس وأوعزوا إلى زانية فتزينت وذهبت إليه ودخلت عليه المغارة، ووثبت عليه وصارت تداعبه مستدرجة إياه إلى الخطية. فما كان من القديس إلا أن وعظها وذكّرها بنار جهنم والعقوبات الدهرية، تكلم معها بثبات ووقار حتى ندمت ورجعت عن طريقها وخرجت بدموعٍ وندمٍ واشتاقت إلى التوبة. فأرسلها القديس إلى أحد الكهنة لتعترف أمامه. كانت تردد الشكر الله الذي منَّ عليها بالرجوع عن طريق الموت إلى الحياة وذلك بصلاة القديس.

سقوطه:

بعد أيام جاء إليه الشيطان مره ثانية بحيله ماكرة، فكان لأحد الأشخاص ابنة وحيدة صرعها الشيطان وحاول الأطباء علاجها ولم يفلحوا. أخيرًا فكروا في إرسالها إلى الراهب يعقوب، وحالما وصلوا إليه خرج منها الشيطان، ولكنها ما أن تصل إلى بيتها حتى يرجع مرة ثانية، وتكرر هذا الأمر كثيرًا فأراد والدها أن تبقي بجانب القلاية.
رفض القديس في بادئ الأمر، ولكن أخذ والدها يستعطفه فوافق أخيرًا. حاربته أفكار الخطية واستسلم لها وأخيرًا سقط في ذات الفعل، وظل في سقطته وملأ الشيطان عقله بأفكار كثيرة، فقال له سيظهر عليها الحَمْل وسوف يقتلوك، ومن الأفضل أن تقوم وتقتلها. فنهض القديس علي الصبية وقتلها وحمل جسدها وطمره في الرمل.
ظهر له الشيطان في صورة أحد غلمان أبيها جاء لزيارة الصبية، إلا أن القديس كذب مدعيًا أن وحشًا قد افترسها، ثم أراد أن يخدعه مرة أخرى فأجبره أن يقسم بصدق ما يقول، فأقسم.

توبته:

عند ذلك ظهر له الشيطان نفسه ساخرًا منه، فلما رأى ذلك لطم علي وجهه وترك باب القلاية مفتوحًا وخرج هائمًا علي وجهه تائهًا يندب نفسه بالويل والعويل.
ترك القديس القلاية وفي نيته العودة إلى العالم، لكن الله أرسل له راهبًا قديسًا عزّاه وشدد قلبه وأخيرًا أمره أن يداوم على الصوم والصلاة، فظل القديس صائمًا لم يفطر من وقت سقطته بل كان يبكي بدموع غزيرة مثل المطر، وظل هكذا سائرًا سنة يأكل من عشب البرية.

وبعد تمام هذه المدة وجد مقبرة خربة فدخل وسكن فيها. ظل القديس يجاهد وأخذ يصلي وهو منكسر القلب، وكان يصرخ إلى الرب لكي يرحمه ويقول:
"خمسون سنة أجمع وفي طرفه عين بدّدت الجميع؟
ويلي أيها المسيح الهي زنيت وقتلت وكذبت وحلفت في نهارٍ واحدٍ".
وظل هكذا حوالي سبعة عشر عامًا وكان القبر مغلقًا عليه وهو يحسب نفسه ميتًا، ويُقال أن العشب نبت تحت قدميه من الدموع وصار طعامه منه وكان ينعس قليلًا ثم يقف ويبسط يديه للصلاة.

أسقف يطلب بركته:

حدث في تلك الأيام أن خربت البلاد المحيطة بالمقبرة وصارت مجاعة عظيمة فيها، فرأى أسقف تلك المدينة في رؤيا شخصًا يقول له:
"إن كنت تريد أن تنزل رحمه الله علي الأرض اذهب إلى يعقوب المجاهد، وعندما يطلب هذا من الله تحل الرحمة".
ذهب إليه الأب الأسقف وأخذ بركته وطلب منه أن يصلي من أجل هذا الشعب فقال له: "من أنا حتى يسمع الرب طلبي أنا الخاطئ والزاني". فأمسك الأسقف بيديه وأخرجه إلى خارج القبر، فصلي إلى الله وانفتحت السماء واقبل الرعد والعواصف وانزل إليهم الخير. وأخيرًا أخذ الشعب بركته وظل ملازمًا للمقبرة عشرة سنوات أخرى، وعندما كان الشعب يأتي لزيارته كانوا يجدونه دائمًا باكيًا مستغيثًا بالله إلى أن تنيّح بسلام.
وتعيّد له الكنيسة في اليوم الثالث من شهر أمشير.
العيد 3 أمشير.

Mary Naeem 24 - 10 - 2012 03:22 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يعقوب الجندي

ولد هذا القديس في منجوج من أعمال أبسو من أبوين مسيحيين خائفين من الله، وقد رزقهما الله ثلاث بنات قبل هذا القديس فأدخلاهن دير راهبات ليتعلمن ويتربين في خوف الله، فتعلمن وقرأن الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة. ولما طلب أبيهن عودتهن لم يوافقنّه وبقين في ذلك الدير وقدمن أنفسهن للمسيح. فحزن الوالدين كثيرًا غير أن الله تعالى قد عزاهما بأن رزقهما بهذا القديس ففرحا به فرحًا عظيمًا، ولما بلغ السادسة من عمره أرسله أبوه إلى أبسو ليتعلم القراءة والكتابة، ولما تعلمها عيّنه أبوه مشرفا على ماله.
وكان عند أبيه شيخ يرعى غنمه وكان يعمل كثيرا من الفضائل فكان يعقوب يقتدي به، ولما أثار الشيطان الاضطهاد على المسيحيين سلم الراعي الغنم لوالد يعقوب ومضى ليستشهد فطلب يعقوب من أبيه أن يسير قليلا مع الراعي ليودعه ثم يعود فسمح له بذلك، ولما مضى معه وجد الوالي في الصعيد يعذب القديس يسطس ابن الملك نوماريوس فقال الشيخ ليعقوب: "أنظر يا ولدى هذا الذي تراه يعَذَب إنه ابن ملك قد ترك العالم وكل مجده وتبع المسيح فكم بالأحرى نحن المساكين، فتعزى ولا تحزن على فراق والديك". ثم تقدم الاثنان أمام الوالي واعترفا بالسيد المسيح فعذبهما كثيرا وقطع الوالي رأس الشيخ أما القديس يعقوب فقد عذبه عذابًا أليمًا بالضرب وبالسياط، ثم وضع على صدره قطعة حديد كالبلاطة محماة في النار فرفع القديس عينيه واستغاث بالسيد المسيح فأنفذه وشفاه من آلامه. ثم عادوا فوضعوه في جوال وطرحوه في البحر فأصعده ملاك الرب وعاد ووقف أمام الوالي الذي أرسله إلى الفرما وهناك عذبه الوالي وقطع لسانه وقلع عينه وعصره بالهنبازين ثم مشط لحمه فنزل سوريال ملاك الرب وأنقذه. ولما حار الوالي في تعذيبه أمر بقطع رأسه مع شهيدين آخرين يدعيان إبراهيم ويوحنا من سمنود فنالوا جميعًا إكليل الشهادة صلاتهم تكون معنا آمين.
العيد 17 مسرى.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:00 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يعقوب الراهب

هذا الأب كان زاهدًا في العالم منذ حداثته فسكن بعض المغائر وأقام بها 15 سنة. وقد أجهد نفسه في أثنائها بالأصوام الطويلة والصلوات المتواترة ولم يخرج من مغارته طول هذه المدة. فاحتال عليه قوم من أتباع إبليس وأوعزوا إلى زانية فتزينت وذهبت إليه ودخلت عليه المغارة ووثبت عليه وصارت تلاعبه مستدرجة إياه إلى الخطية فما كان من القديس إلا أن وعظها وذكّرها بنار جهنم وبالعقوبات الدهرية، فتابت على يديه وعادت إلى المدينة مرددة الشكر لله الذي منَّ عليها بالرجوع عن طريق الموت إلى الحياة وذلك بصلاة القديس.
وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة، ولما أكمل جهاده الحسن تنيح بسلام، صلاته تكون معنا آمين.
العيد 3 أمشير.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:05 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يعقوب السروجي | ماريعقوب الملفان
الأنبا يعقوب السروجي Saint Jacob of Serugh أو Saint Jacob of Serug.
1- السروجي من مواليد كرتم إحدى قرى سروج:

• ولد يعقوب السروجي في قرية كورتم على ضفة نهر الفرات وهى إحدى قرى سروج سنة 451 م. ولذلك لقب بالسروجي.

https://st-takla.org/Pix/Saints/09-Co...f-Sarug-01.jpg



القديس الأنبا يعقوب السروجي من سروج
2- السروجي كان والده قسيسًا:

• كان يعقوب والده قسيسًا، قضى مدة طويلة من حياته يسأل الله أن يرزقه طفلًا، فلما رزق به
عَّد مولده جزاء له على صلواته ونذوره.

3- السروجي حصل على ثقافته اللاهوتية من مدرسة الفرس بالرها:

• حصل يعقوب على ثقافته اللاهوتية في مدرسة الفرس بالرها، وكانت أيامه كلها تحصيل ومذاكرة، حتى تمكن بعد فترة قصيرة من أن يفوز بشهرة واسعة لعلمه وفصاحته.

4- السروجي كان محبًا للطهارة والإنفراد منذ طفولته:

• لقد إعتصم يعقوب بالعفاف من صغره، وبحب الطهارة منذ نعومة أظافره.
• وكان يعقوب يطلب العزلة والإنفراد، ويرغب في الرياضة الروحية، ويكثر من البكاء، ولا يقتنى شيئًا من حطام الدنيا، بل طبع على حب التجرد منها، وعلى عيشة الزهد والتقشف، غير مهموم بشيء.
• وكان يعقوب كثير التضرعات والتأملات والصلوات بحرارة لا توصف، لأنه كان ممتلئًا من المعزى فصار معلمًا فاضلًا.

5- السروجي ظهرت مواهبه الشعرية والتأليفية وهو في سن العشرين:

• ظهرت مواهب يعقوب الشعرية وهو في سن العشرين من عمره، بدأها بميمر عن رؤيا حزقيال الشاروبيم.
• كانت كل جهود يعقوب وقفًا على الكتابة والتأليف، ولم يقصر جهوده على الشعر، بل كتب ميامر نثرية عن أعياد الكنيسة، ورثاءًا نثريًا ضم إلى الطقوس الجنائزية.
• منذ سنة 472 م. أخذ يعقوب يؤلف خطبه، ويذيع مؤلفاته.

6- السروجي أسقفًا على إيبرشية سروج سنة 519 م:

• انتظم يعقوب مثل أبيه (الكاهن) في سلك آباء الكنيسة السريانية..
• بدأ حياته قيمًا في (حَوْرا) سنة 503 م.
• وفى الثامنة والستين من عمره وفى عام 519 م.، رسم أسقفًا على إبرشية سروج وكان كرسيها الأسقفي في بطنان، ولم يلبث في الأسقفية غير سنتين ثم تنيح.

7- السروجي من أصحاب الطبيعة الواحدة:

• درس يعقوب في الرها على تعاليم (أيهيبا) الشهير في تاريخ النسطرة، لكنه لم يوافقه في بدعته، حتى إننا نراه في حياته كلها كان يحارب أصحاب الطبيعتين..
• وقد اختلف العلماء في مذهب يعقوب، فمنهم مَنْ أثبت كثلكته كالعلامة السمعانى بين القدماء، و أبلوس Abbeloos بين المعاصرين.
• أما اليوم فقد تحقق أن يعقوب كان يقول بالطبيعة الواحدة، مخالفًا بذلك للمجمع الخلقيدوني.
• ولا أحد يشك بعد في صحة قول ابن العبري: أن ساويرس الأنطاكي اليعقوبي استحسن تعليم يعقوب وأيده.
• إلا أنك لا تكاد تستنشق ذلك من ميامر يعقوب، لأنه -ماعدًا ميمره في دحض المجمع الخلقيدونى الذي ثبت اليوم أنه من قلمه- لم يصرح برأيه البتة، وهذا التي أوقع الريب في المحامين عن كثلكة يعقوب.
• ثم قام الشك حول عقيدة يعقوب، وإن كانت خطاباته الثلاثة إلى رهبان دير مارباسوس الهراطقة في حاريم، ورد الرهبان عليها، وخطابه إلى بولس أسقف الرها لم يدع مجالًا للشك في أن يعقوب كان من أصحاب الطبيعة الواحدة وأنه ظل كذلك، حتى مات.. إذ أن هذه الرسائل تصور يعقوب حاقدًا منذ صغره على العقيدة النسطورية، التي كانت تلقن في الرها.. كما تظهره هازئًا بهيلينية الملك زينون في أول الأمر ثم مؤمنًا معتنقًا لعقيدة الطبيعة الواحدة بعد ذلك. ومن الملاحظ أن هذه الرسائل كلها كتب في (حورا) على الأرجح فيما بين سنتي 514، 518 م.
• هذا ومما يزيدنا اقتناعًا بأن يعقوب كان من أنصار أصحاب الطبيعة الواحدة، أنه كان أحد الأساقفة الذين باركوا رسامة يوحنا أسقف تلا الشهير في تمسكه بمبادئ الطبيعة الواحدة في عهد يوستين الملك.

8- السروجي لم يضطهد كزملائه لهدوئه ولبعده عن المجادلات:

• كان يعقوب يميل إلى الهدوء بطبعه، ولذلك فإنه لم يشترك في الجدل الذي استمر في الشرق في أيامه حول طبيعة السيد المسيح، ولهذا سلم من الاضطهاد الذي صبه يوستين الملك، على أصحاب الطبيعة الواحدة، بعد أن أبطل القانون الذي أصدره الملك زينون، الخاص بتوحيد الكنيسة البيزنطية مع ميول الكنيسة الأنطاكية.
• كذلك وإن كان يعقوب لم يضطهد كزملائه فيلوكسينوس أسقف منبج، وبولس أسقف الرها، فما ذاك إلا لأن يعقوب هذا قضى حياته في الدرس، بعيدًا عن المجادلات والمنازعات التي كانت يومئذ تشغل المسيحيين الشرقيين..
• ومع ذلك فما كان من يعقوب إلا أن يكتب ويعزى المنكوبين، وينهض شجاعتهم، كما صنع مع بولس أسقف الرها الذي نفى إلى سلوقية وغيره..

9- السروجي كان معاصرًا للبطريرك ساويرس الأنطاكي:

• كان يعقوب معاصرًا للأنبا ساويرس بطريرك أنطاكية، وقد ذهب مرة مع جملة من أساقفة المشرق وتباركوا من البطريرك ساويرس الأنطاكي.
10- السروجي يرقد في الرب وهو في السبعين:

• لقد رسم يعقوب أسقفًا في سنة 519 م.، إلآَ أنه لم يعمر طويلًا في الأسقفية بل إنه تنيح في بطنان، مقر كرسي إبرشيته سروج، وذلك سنة 521 م. وهو في السبعين من عمره..

11- السروجي تختلف الكنائس في الاحتفال في عيد تذكاره:


• نلاحظ أن الكنيسة السريانية الأنطاكية الأرثوذكسية تعيد للقديس يعقوب ثلاث مرات في العام كما يلي:
(أ‌) في يوم 29 يونيو (حزيران).
(ب‌)في يوم 29 يوليو (تموز).
(ج) في يوم 29 أكتوبر (تشرين أول).
• هذا فضلًا عن أن السريان الأرثوذكس يذكرون قديسهم يعقوب السروجي في صلواتهم الدينية و في رتبة القداس.
• أما الموارنة فإِنهم يعيدون للقديس يعقوب في 5 أبريل (نيسان) من كل عام.

12- السروجي ثلاثة مؤلفون كتبوا لنا عن سيرته:

• توجد ثلاثة سير باللغة السريانية، للقديس يعقوب السروجي.
• السيرة الأولى: من وضع يعقوب الرهاوى، والثانية: لا يُعرف مؤلفها، والثالثة: مدح منظوم مطول لمؤلف اسمه جرجس، وقد إختلفوا فيمَنْ يكون جرجس هذا، فيقول البعض إنه جرجس تلميذ يعقوب، ويقول آخرون بل هو جرجس أسقف سروج!

13- السروجي أديب سريانى وخطيب وكاتب وشاعر:

• يعتبر القديس يعقوب السروجي علم من أعلام الأدب السريانى ؛ ويتضح ذلك من الآتي:
أولًا – السروجي ورسائله:

• كتب يعقوب رسائل متنوعة مثل:
(أ‌)رسائل لاهوتية إلى رهبان دير باسوس الهراطقة.
(ب‌)رسالة إلى أهل أرزون في بلاد فارس يدحض فيها النسطرة.
(ج) رسالة موجهة إلى المسيحيين في نجران، يعزيهم فيها عن المحن التي أصابتهم على يد الملك نؤاس.
(د) رسائل إلى أهل الرها، وإلى بولس أسقف هذه المدينة.
(ه) رسالة ينقض فيها عقيدة اسطيفان بن صوديلى، والمظنون أنه كتبها بطنان فيما بين سنتي 519، 520 م.
(و) هذا وقد بقى هناك عدد من رسائله في مخطوطين بالمتحف البريطاني.


ثانيًا – السروجي له ليتورجية وترتيب للعماد:

• ينسب إلى القديس يعقوب قداس (ليتورجية)، وقد قام ((رتودوت)) بنشر ترجمته اللاتينية، كذلك ليعقوب ترتيب للعماد فضلًا عن ستة اناشيد للأعياد.

ثالثًا – السروجي خطيب وواعظ:

• عثر للقديس يعقوب على العديد من الخطب والمواعظ مثل:
(أ‌)ستة خطب في الأعياد.
(ب) خطبة موضوعها: ((يجب ألا ننسى خطايانا ونهملها)).
(ج) موعظة ليوم الجمعة، من الأسبوع الثالث، من صيام الأربعين المقدسة.
(د) موعظة عن الفصح وتأبين.
(ه) موعظة لسيرة حياة مارحنينا أهداها إلى فيلوثيؤس.
(و) موعظة عن سيرة دانيال الراهب.

رابعًا – السروجي كاتب قصائد مطولة:

• للقديس يعقوب قصائد كثيرة، وقد ضاع أكثر من نصف هذه القصائد ولم يبق منها إلآَ نحو 300 قصيدة، في عدد من المخطوطات، الموزعة في مكتبات أوروبا. ومن هذه القصائد ما يلى:
(أ‌)قصائد يعقوب المستقلة عن توما الرسول، وسفره إلى بلاد الهند للتبشير بالمسيحية، والقصر الذى بناه في السماء لملك الهند.
(ب‌)قصيدة أخرى عن سقوط الأصنام، ذكر فيها بعض البيانات عن الوثنية عند السريان، وفيها يظهر كرهه لهذه الوثنية.
(ج) قصيدة عن العصفورين اللذين وردا في شريعة الأبرص (لاويين 14: 4).
(د) قصيدة من القصائد الطويلة والملاحم تربو أبيات بعضها على ثلاثة آلاف في بعض الأحيان، منها قصيدته عن الاسكندر وتقع في 730 بيتًا.
(ه) قصيدة عن تيس ذبيحة الخطيئة، في تاريخ العهد القديم.
(و) قصيدة أخرى طويلة عن مركبة (بكرة) حزقيال والحيوانات (حزقيال 1: 1 – 28)، الذين ظهروا له في رؤياه، والتى تنبأ فيها بسقوط آمد (ديار بكر الآن) في أيدى الفرس وتقع في 1400 بيت.
(ز) قصيدته عن العقيدة، وأخرى عن يوسف الصديق، وثالثة عن موسى النبى، وكل واحدة منها مقسمة إلى عشرة ميامر.
(ح) قصيدة عن أيام الخليقة الستة مقسمة إلى سبعة ميامر.
•هذا وقد ترجم الكثير من قصائد يعقوب السروجي إلى العربية ثم إلى الحبشية ثم إلى عدد من اللغات الأوروبية، كما وجد لقصائده بعض المقلدين.

خامسًا – السروجي كاتب ميامر عديدة وغزيرة:

• كتب يعقوب تفاسير كثيرة، ومقالات عديدة نافعة، وعلومًا فاضلة، وحل فيه الرب واستراح.
• ويقول ابن العبري أن يعقوب كان يستخدم 70 ناسخًا في كتابة إنتاجه الأدبي.
• وللقديس يعقوب السروجي ميامر (8) كثيرة نذكر منها:
(أ‌)له 763 ميمرًا..

(ب) ميمر عن تعميد الإمبراطور قسطنطين.
(ج) ميمر غير كامل عن: ((والدة الإله تحت خشبة الصليب)).
(د) ميمران عن السيدة العذراء مريم.
(ه) ميمر عن العذارى والفسق.
(و) مجموعة من الميامر في تمجيد القديسين.
(ز) ميمر عن سمعان العمودي، إذ نرى فيه يعقوب يصف سمعان كيف حارب الشر والشرير.
(ح) ميمر عن حبيب، وجوريا، وشامونا، شهداء الرها.
(ط) بعض ميامر في تمجيد النسك.
(ى) مجموعة ميامر أخرى تعالج موضوعات من العهدين القديم والجديد.
(ك) وكان آخر ميامر يعقوب عن السيد وعلى الجلجلة، ولكنه انتقل إلى الدار الباقية قبل أن يتمه ويصل ختامه.

سادسًا – السروجي شاعر رقيق، تعبيره محبب:

• ظهرت مواهب يعقوب الشعرية، وهو في العشرين من عمره.
• غير أن يعقوب هذا إشتهر على الأخص بالشعر حيث أنه أجاد فيه ونبغ.
• ومن الملاحظ أن شعر يعقوب شعر سلس، وله تصورات بديعة، وعواطف تأخذ بمجامع القلب، مع مسحة تقوى تؤثر في القارىء، وتحمله على الزهد والتمسك بخوف الله وشعائر الدين.
• وإن كانت كتابات يعقوب النثرية قليلة، لكن تقابلها كتابات هائلة من الكتابات على أوزان مختلفة، أغلبها من ذات الإثنى عشر مقطعًا، وبعضها من ذات المقاطع السبعة.
• وللقديس يعقوب السروجي كتابات شعرية أهمها:
(أ‌)له مداريش أدبية وطقسية صحيحة بالنسبة إليه.
(ب‌)له سوغيثا شعرية منها واحدة عن رثائه للعالم، وأخرى عن الرها، وأنشودة المناولة.
(ج) له تسابيح، منها أنشودة الصباح، على وزن المقاطع السبعة.
• وبصفة عامة شعر يعقوب شعر رقيق عذب، وأسلوبه شيق وتعبيره ظريف للغاية..
• هذا ولا يجارى يعقوب في بساطة أسلوبه وسهولته أحد في تاريخ الأدب السريانى.
• ويعقوب من هذه الناحية يفوق إفرام السريانى وإسحق الأنطاكي إلى حد كبير.
• وقد أخذ يعقوب مادته في الشعر من تغير الليل والنهار، والراحة والعمل، والصلاة في الصباح والمساء وعلى المائدة بعد الأكل ومن الطبيعة بكل ما فيها من ماء ورياح وغاب.
• ولأجل هذا فقد انتشرت كتابات يعقوب السروجي إلى أوسع مدى..

سابعًا – السروجي كتب باللغة السريانية:

• كتب يعقوب (كما كتب كل آباء السريان الأولين) بالسريانية ميامر عديدة منها نسخة على رف في مكتبة دير الزعفران بالحرف السطرنجلى في سبعة مجلدات. وقد طبعها بالحرف الكلدانى الأب بيجان اللعازري في خمسة مجلدات في ليبسيك.
• هذا وكثير من ميامر يعقوب السريانية قد نقل إلى اللغة العربية.

ثامنًا – السروجي تنتشر مؤلفاته في المكتبات العالمية:

• قام الأقباط الأرثوذكس (سنة 1905 م.) بطبع 58 ميمرًا عربيًا ليعقوب، وذلك عن بعض مخطوطات دار البطريركية في الإسكندرية.
• وللقديس يعقوب ميامر أخرى معربة متفرقة في مكتبات باريس وروما وأكسفورد ولندن.
و كمبردج، وفى المكتبة الشرقية وفى مكتبة دير مار شليط يطول تعدادها، وهى تتناول السيد المسيح، والبتول العذراء، والشهداء القديسين، ومواضيع أدبية روحية..

14- السروجي ومكانته في الكنيسة السريانية:

• لقبه قدماء السريان بقيثارة الروح القدس، وعمود الكنيسة المؤمنة.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:10 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يعقوب | ياكوبوس


St. Jacobus

يوجد أكثر من شهيد يحملون اسم يعقوب واستشهدوا في بلاد فارس، منهم:
1. يعقوب الكاهن الذي استشهد في ثيلسياليلا Thelscialila أو قرية سياليلا Scialila التي كانت تقع فوق جبل أعلى نهر الفرات في بلاد فارس. وقد استشهد مع أخته الراهبة ماريا Maria على يد سابور الثاني Sapor II وذلك سنة 346 م.، وتعيّد له الكنيسة الغربية في الثاني والعشرين من شهر مارس.
2. يعقوب الشهيد الذي استشهد على يد ملك فارس إيزديجارد الأول Isdigerd I أو ابنه فارارانس الرابع Vararanes IV حوالي سنة 420 م.، وتعيّد له الكنيسة الغربية في السابع والعشرين من شهر نوفمبر.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:12 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يعقوب الصبي


عائلة خائفة الرب:

وُلد هذا القديس في أمجوج من أعمال أبسو من أبوين مسيحيين خائفين الرب، وقد رزقهما الله ثلاث بنات قبل هذا القديس، فأدخلهن دير راهبات ليتعلمن ويتربين في خوف الرب، فتعلمن وقرأن الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة.
لما طلب أبيهن عودتهن لم يوافقنّه وبقين في ذلك الدير وقدمن أنفسهن للمسيح. فحزن الوالدان كثيرًا غير أن الله قد عزاهما بأن رزقهما بهذا القديس ففرحا به فرحًا عظيمًا، ولما بلغ السادسة من عمره أرسله أبوه إلى أبسو حيث تلقى مبادئ التعليم القراءة والكتابة، ولما تعلمها عيّنه أبوه مشرفًا على ماله.

نشأته:

كان عند أبيه شيخ يرعى غنمه، وكان زاهدًا تقيًا يجاهد كثيرًا في اقتناء الفضائل، وكان يعقوب يقتدي به.

تعذيب القديس يسطس:

ولما أثار الشيطان الاضطهاد على المسيحيين سلم الراعي الغنم لوالد يعقوب ومضى ليستشهد. فطلب يعقوب من أبيه أن يسير قليلًا مع الراعي ليودعه ثم يعود فسمح له بذلك.
ولما مضى معه وجد الوالي في الصعيد يعذب القديس يسطس ابن الملك نوماريوس فقال الشيخ ليعقوب: "أنظر يا ولدى هذا الذي تراه يُعَذَب. إنه ابن ملك! قد ترك العالم وكل مجده وتبع المسيح! فكم بالأحرى نحن المساكين، فتعزى ولا تحزن على فراق والديك".

استشهاد الشيخ وتعذيب يعقوب:

ثم تقدم الاثنان أمام الوالي واعترفا بالسيد المسيح فعذبهما كثيرًا وقطع الوالي رأس الشيخ، أما القديس يعقوب فقد عذبه عذابًا أليمًا بالضرب وبالسياط، ثم وضع على صدره قطعة حديد كالبلاطة محماة في النار. فرفع القديس عينيه واستغاث بالسيد المسيح، فأنقذه وشفاه من آلامه. ثم عادوا فوضعوه في جوال وطرحوه في البحر، فأصعده ملاك الرب، وعاد ووقف أمام الوالي الذي أرسله إلى الفرما، وهناك عذّبه الوالي وقطع لسانه وقلع عينه وعصره بالهنبازين ثم مشّط لحمه فنزل ملاك الرب سوريال وأنقذه.

استشهاده:

ولما حار الوالي في تعذيبه أمر بقطع رأسه مع شهيدين آخرين يدعيان إبراهيم ويوحنا من سمنود، فنالوا جميعًا إكليل الشهادة.
السنكسار، 17 مسرى.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:14 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يعقوب الكبير




تمييزه عن ابن حلفى:

هو ابن زبدي وشقيق يوحنا الحبيب، ويدعى أيضًا يعقوب الكبير تمييزًا له عن يعقوب الصغير (ابن حلفى). كان من بيت صيدا من مدينة بطرس واندراوس، دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يوحنا في نفس المرة التي دعا فيها بطرس واندراوس، فتركا السفينة وأباهما وتبعاه (مت21:4-22)، ويبدو أن يعقوب كان حاضرًا معجزة الرب يسوع الأولى في قانا الجليل حيث حول الماء خمرًا (يو2:2).

أحد الأخصاء:

اختاره الرب يسوع مع بطرس ويوحنا ليكون شاهدًا لبعض الأحداث الهامة.فكان معه حينما أقام ابنة يايرس من الموت، وفي حادث التجلي وفي بستان جثسيماني ليلة آلامه. وقد أحبه المخلِّص مع أخيه يوحنا محبة خاصة، فميزهما بلقب خاص إذ دعاهما بوانرجس، أي ابني الرعد (مر17:3)، تعبيرًا عن حماسهما وغيرتهما.

كرازته:

أما عن جهوده الكرازية فمعلوماتنا عنها ضئيلة، لكن التقاليد تجمع على أن ميدانه في التبشير كان اليهودية والسامرة. يرى البعض أنه كرز بالإنجيل في أسبانيا.
وقد كانت غيرته الرسولية سببًا في إثارة عداوة اليهود، فثاروا ضده وأحدثوا شغبًا في أورشليم، فقبض الجند الرومان عليه وأحضروه أمام الملك هيرودس أغريباس، فأمر بقطع رأسه بحد السيف (أع1:12)، وكان ذلك سنة 44 م. ويعتبر هذا الرسول أول من استشهد من الرسل، وهو الوحيد بين الرسل الذي سجّل لنا العهد الجديد موته وكيفيته.

استشهاد الجندي المرافق له في محاكمته:

يذكر لنا يوسابيوس المؤرخ نقلًا عن إكليمنضس السكندري أن الجندي الذي قاد هذا الرسول إلى المحاكمة تأثر عندما رأى شجاعته وصلابته، وحرّكت النعمة قلبه فاعترف هو الآخر بالإيمان المسيحي، فكان جزاؤه قطع رأسه مع الرسول في وقت واحد.
ويبدو أن الذي حرك الجندي إلى اعتناق الإيمان معجزة أجراها الرب على يدي الرسول وهو مساق بواسطة ذلك الجندي، فقد أبرأ مخلعًا كسيحًا.
وقد حفظ لنا التقليد، وشهد بذلك أبيفانيوس، أن هذا الرسول حافظ على البتولية طوال حياته. وقيل أن جسده نقل إلى بلدة تدعى كومبوستيلا Compostella في أسبانيا.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:15 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يعقوب المشرقي المعترف


كان هذا القديس يتعبد في أحد أديرة المشرق وقد عاصر الملك قسطنطينوس بن قسطنطين الكبير، ويوليانوس المعاند ويوبيانوس المؤمن الذي لما قُتل تملك أخوه فالنس، وكان أريوسى المذهب فأذن للأريوسيين بفتح كنائسهم وغلق كنائس الأرثوذكسيين.

غيرته على استقامة الإيمان:

تحرك هذا القديس بالنعمة الإلهية وأتى إلى القسطنطينية، فالتقى بالملك وهو خارج للحرب فوقف أمامه، وقال له: "أنا أسألك أن تفتح كنائس المؤمنين للصلاة عنك لينصرك الله على أعدائك، وإن لم تفعل ذلك فإن الله سيتخلى عنك، فتُهزم أمام أعدائك". غضب الملك من ذلك وأمر بضربه وحبسه فقال له القديس: "أعلم أنك ستُهزم أمام أعدائك وتموت حرقًا". فازداد غضب الملك، وأمر باعتقاله إلى أن يعود من الحرب. فقال له القديس: "إن عدت فلا يكون الرب قد تكلم على فمي".
وسار الملك لمحاربة أعدائه ولما التقى الجيشان تخلى الرب عنه فانهزم أمام أعدائه وتتبّعوه إلى داخل إحدى القرى وأشعلوا النيران حولها فهرب أهلها وبقى هو وبعض خاصته فأحرقوهم وعاد من بقى حيًا من جنده إلى مدينة القسطنطينية وأخبروا المؤمنين بما حدث، وبذلك تمت نبوة القديس. فاجتمع المؤمنون وأخرجوه من السجن بإكرامٍ جزيلٍ. كما صدقوا صحة إيمانه فرجعوا عن ضلالهم معترفين بمساواة ابن الله مع أبيه في الجوهر.
قضى هذا القديس بقيه أيامه مجاهدًا ناسكًا حتى تنيّح بسلام.
العيد 5 بؤونه.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:17 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يعقوب المقطع

يعتبر القديس يعقوب المقطع من أشهر الشهداء الفارسيين. دْعي بالمقطع، لأن الوثنيين كانوا يبترون أعضاء جسمه عضوًا عضوًا، أما هو فلم تحرمه تقطيع أعضائه عن حياة التسبيح الله والشكر الدائم. آلامه الجسمية لم تنزع عنه فرح قلبه الداخلي.

نشأته:

كان والده من العظماء، وكان محبًا للسيد المسيح، يسلك بلا لوم، وقد بنى كنيسة على نفقته الخاصة، واشتهر بمحبته للفقراء والأرامل والأيتام. تمتع يعقوب بالحياة المقدسة منذ نعومة أظفاره، نال قسطًا وافرًا من التعليم وتزوج امرأة تقية مؤمنة.

https://st-takla.org/Pix/Saints/09-Co...Mekataa-01.jpg



القديس الشهيد يعقوب المقطع
مشير للملك سكراد:

كان القديس يعقوب المقطع من جنود سكراد بن صافور ملك الفرس. ولشجاعته واستقامته ارتقى إلى أسمى الدرجات في بلاط الملك، وكان له عند الملك حظوة ودالة حتى أنه كان يستشيره في كثير من الأمور.
كان الملك يعبد الشمس، ولم يكن يمنع العبادة المسيحية، لكن حدث أن أسقفًا قام بحرق معبد الشمس، فثار الملك وصار يضطهد المسيحيين بكل قسوةٍ. استطاع الملك أن يغوي يعقوب لينكر الإيمان. وكان له خادم يدعى فاكيوس وكان مؤمنًا تقيًا، صار فيما بعد أسقفًا وسجل لنا حياة هذا الشهيد.

رسالة من والدته وأخته:

أبلغ فاكيوس خبر ارتداده لوالدته وزوجته، فبكتاه بمرارة. انطلقتا إلى الكنيسة التي بناها والده، ووقفتا للصلاة من أجل توبته. اهتدى تفكيرهما بإرشاد الروح القدس إلي بعث رسالة إلى يعقوب المرتد، جاء فيها:
"علمنا أنك حي ففرحنا جدًا.
ثم فوجئنا بارتدادك عن السيد المسيح بإرادتك، فحزّنا عليك كثيرًا أكثر من حزننا لو كنت قد انتقلت إلى السماء بإيمانك...
هل في لحظة من الزمان تفقد جهادك وإكليلك؟
لماذا لم ترجع إلى نفسك؟
هل فكرّت في الدينونة الرهيبة؟
أما تخاف الله وترتعد من قوة الله العظيمة التي سوف تأتي عليك؟
لقد كان في إمكانك أن تجلس حول السيد المسيح في العرش، لكنك سوف تكون على اليسار، مرفوضًا من الله وملائكته وقديسيه بسبب ارتدادك...
لماذا تركت عنك الإيمان بالسيد المسيح واتبعت العناصر المخلوقة كالنار والشمس؟
فإن لبثت على ما أنت عليه تبرأنا منك وحسبناك كغريبٍ عنا".
إذ قرأ الرسالة انفتح قلبه والتهبت مشاعره بقوة عظيمة، فصار يبكي بمرارة، وسقط على الأرض، وقال: "إذا كنت بعملي هذا قد تغربت عن أهلي وجنسي، فكيف يكون أمري مع سيدي ومخلصي يسوع المسيح؟" ثم ترك خدمة الملك وانقطع لقراءة الكتب المقدسة والعبادة.

رؤيا سماوية:

إذ قدم توبة انطلق إلى الأب الأسقف وتحدث معه بصراحةٍ كاملة، ثم ذهب إلى والدته وأخته يطمئنهما. بعد ذلك ظهر له ملاك الرب في رؤيا، وقال له: "قم الآن يا يعقوب بقوة الروح القدس، وخذ بركة الكتاب المقدس حتى تتعلم كيف تسلك كما يحق لإنجيل المسيح. أنظر إلى الحياة الدائمة، أورشليم السماوية".
انتبه يعقوب من نومه فجثا وصلى إلى الله بدموعٍ وانسحاق قلبٍ، وطلب منه نعمة وقوة وبركة والاستحقاق لحمل اسمه القدوس.

آلامه من أجل الإيمان:

إذ سمع الملك أمره استدعاه، وإذ تأكد من تحوله عن عبادة الأوثان ورجوعه إلى الإيمان المسيحي حاول أن يستمليه بكل طريقة فلم يفلح. قدم له الملك عروضٍ مغرية كصديقٍ له، أجابه: "ثق أيها الملك أن صداقتك زائلة، أما صداقة المصلوب فباقية إلى الأبد. مهما تعطيني من كرامات ومجد وأكاليل فهي باطلة..."
عندئذ أمر بضربه ضربًا موجعًا وإذا لم ينثنِ عن رأيه تُقطع أعضاؤه بالسكاكين. فقطعوا أصابع يديه ورجليه وفخذيه وساعديه، وكان كلما قطعوا عضوًا من أعضائه يرتل ويسبح قائلًا: "اقبل مني يا رب تقليم أطراف الشجرة قربانًا ذكيًا مقبولًا أمامك، وساعدني على كمال سعيي". ولم يبقَ من جسمه إلا رأسه وصدره ووسطه. ولما علم بدنو ساعته الأخيرة سأل الرب من أجل العالم والشعب لكي يرحمهم ويتحنن عليهم معتذرًا عن عدم وقوفه أمام عزّته بقوله: "ليس لي رجلان لكي أقف أمامك ولا يدان أبسطهما قدامك، وهوذا أعضائي مطروحة حولي، فاقبل نفسي إليك يا رب".
حْرم من قدميه لكن نفسه كانت تسير بخطوات سريعة نحو الفردوس.
وبُترت يداه لكن أعماقه كانت تتسلم غنى نعمة الله الفائقة.
وشُوّه جسمه في هذا العالم، فكان بهيًا للغاية في عيني الله وأعين السمائيين.
أخذ الملك منه موقفًا مضادًا، فظهر له ملك الملوك، السيد المسيح، وعزاه وقواه، فابتهجت نفسه.
أسرع أحد الجند وقطع رأسه فنال إكليل الشهادة، وكان ذلك في 27 هاتور سنة 420 م.

دفنه:

إذ سمعت والدته وأخته أسرعتا إلى حيث موضع استشهاده وتقدم معهما بعض المؤمنين. امتزجت دموع الفرح بإكليله مع دموع الحزن، وكان الكل يقَّبلونه، ثم كفنوه في أكفان فاخرة وسكبوا أطيابًا فاخرة ودفنوه بإكرامٍ عظيمٍ.

كنيسة القديس يعقوب المقطع:

بُنيت له كنيسة ودير في زمن الملكين البارين أركاديوس وأنوريوس. ولما علم ملك الفرس بذلك وبظهور الآيات والعجائب من جسد هذا القديس وغيره من الشهداء الكرام أمر بحرق سائر أجساد الشهداء في كل أنحاء مملكته، فأتى بعض المؤمنين وأخذوا جسد القديس يعقوب وتوجهوا به إلى أورشليم، ووضعوه عند القديس بطرس الرهاوي أسقف غزة. بقى هناك حتى زمان ملك مرقيان الملك الذي اضطهد الأرثوذكسيين في كل مكان، فأخذ القديس بطرس الأسقف الجسد وحضر به إلى الديار المصرية، وذهب به إلى البهنسا، وأقام هناك في دير به رهبان قديسون.
وحدث فيما هم يسبحون وقت الساعة السادسة في المكان الذي فيه الجسد المقدس أن ظهر لهم القديس يعقوب مع جماعة من شهداء الفرس، واشتركوا معهم في التراتيل وباركوهم وغابوا عنهم بعد أن قال لهم القديس يعقوب إن جسدي يكون ههنا كما أمر الرب. ولما أراد الأنبا بطرس الأسقف العودة إلى بلاده حمل الجسد معه ولما وصل إلى البحر خُطِف من بين أيديهم إلى المكان الذي كان به.
تحتفل الكنيسة بتذكار نقل أعضائه في الثلاثين من شهر برمهات، وتذكار تكريس كنيسته في السابع عشر من كيهك، وبعيد استشهاده في السابع والعشرين من شهر هاتور.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:18 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب يعقوب بطريرك إنطاكية


لقي هذا الأب شدائد كثيرة ونُفي في سبيل المحافظة على الإيمان المستقيم. وبعد أن بقي في النفي مدة من الزمان اجتمع أهل المدينة واستحضروه، ثم رجع الأريوسيون ونفوه ثانية، فمكث في النفي سبع سنين ثم تنيّح بسلام.
العيد 11 بابه.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:19 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأرخن يعقوب نخلة روفيلة بك

حبه للعلم ونشره:

تخرج من المدرسة الكبرى التي كان قد أنشأها البابا كيرلس الرابع الشهير بأبي الإصلاح، ثم اشتغل مدرسًا للغتين الإنجليزية والإيطالية في المدرسة التي تخرج منها، ثم أصبح ناظرها. وبعد ذلك عيَّنته الحكومة في المطبعة الأميرية فاكتسب من الخبرة ما أهَّله لأن يكون رئيسًا لمطبعة جمعية التوفيق عندما تقرر إنشاء هذه المطبعة، وفي الوقت عينه كان مرشدًا في إنشاء مطبعة الوطن القديمة وجريدتها.

روح الخدمة:

نقله المسئولون إلى وظيفة كبرى في مصلحة الأملاك الأميرية، وأنعم عليه الخديوي برتبة البكوية، ورأى بعد ذلك أن يعتزل العمل الحكومي، وذهب إلى الإسكندرية حيث قضى سنتين، استدعته بعدها الحكومة وعينته سكرتيرًا لإدارة سكة حديد الفيوم.
أثناء إقامته بتلك المدينة خدم كنائس الإيبارشية هناك كما أسس فيها مدرستين وفرعًا لجمعية التوفيق.
ومما يجدر ذكره أنه حين كان يعمل بالمطبعة الأميرية لم يعقه عمله الحكومي عن خدمة كنيسته، فأسس مدرسة قبطية بالفجالة أصبحت فيما بعد الأساس الذي قامت عليه مدارس جمعية التوفيق.

كتاباته:

أعظم خدمة أسداها لوطنه ولكنيسته هي كتابه: "تاريخ الأمة القبطية" الذي مازال حجة يستند إليها الكُتَّاب.
من الواضح أنه كان كالنحلة الدءوب إذ قد وضع كتابين آخرين غير الكتاب المذكور، أولهما: "التحفة المرضية في تعليم الإنكليز اللغة العربية" وثانيهما "الإبريز في تعلم لغة الإنكليز". ووضع لكل فريق طريقة نطق ألفاظ اللغة المراد تعلمها بلغة الطالب الساعي إلى تعلم اللغة الأخرى.

عضوية المجلس الملي:

وإلى جانب هذه الأعمال فقد فاز بعضوية المجلس الملي سنة 1883 م. ثم أعيد انتخابه سنة 1892 م. ونشط أيضًا في تأسيس "النادي القبطي"، ولم يكتفِ بذلك بل أسس ناديًا علميًا أطلق عليه "النادي المصري الإنجليزي للمحاورات"، استهدف منه تمكين المصريين من التضلع في اللغة الإنجليزية.
شاء الله أن يمد في عمره، فنشأ في عهد كيرلس أبي الإصلاح وخدم تحت رياسة البابا ديمتريوس الثاني وخلال الفترة الأولى من بابوية الأنبا كيرلس الخامس، إذ قد انتقل إلى دار الخلود سنة 1905 م.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:20 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان يعقوب و ماريان

SS. James and Marian

استشهد هذان القديسان في لامبيزا Lambesa بنوميديا Numedia أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور فالريان.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:21 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد يلبيانوس

St. Ulpianus

شهيد من مدينة صور في عهد الإمبراطور دقلديانوس Diocletian. عُـذِّب القديس بالجلد، ثم أُلقي في البحر مربوطًا داخل جلد ثور مع ثعبان وكلب.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:23 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
التلميذ يهوذا الإسخريوطي الخائن


https://st-takla.org/Gallery/var/resi...etrayal-01.jpg



صورة: قبلة الخيانة، خيانة يهوذا الإسخريوطي، ويظهر في الصورة بطرس استل سيفه من غمده، وضرب عبد رئيس الكهنة ملخس، وقطع أذنه
اللغة الإنجليزية: Judas Iscariot - اللغة العبرية: יהודה איש־קריות - اللغة اليونانية: Ιούδας Ισκαριώτης - اللغة القبطية: Ioudac - اللغة السريانية: ܝܗܘܕܐ ܣܟܪܝܘܛܐ.

هو ابن سمعان الإسخريوطي (يو12:4)، وهو الوحيد بين التلاميذ الاثني عشر الذي كان من منطقة اليهودية، في حين كان باقي التلاميذ كلهم من منطقة الجليل. وقد حرص أصحاب البشائر على تلقيبه بالإسخريوطي Judas Iscariot تمييزًا له عن التلميذ الآخر المسمى يهوذا والذي كان اسمه لبّاوس ولقبه تدّاوس. وقد حرص أصحاب البشائر كذلك على أن يذكروا اسمه في نهاية قائمة التلاميذ الاثني عشر موصوفًا بأنه "الذي خانه" (مت 10: 4؛ 3: 19؛ لو 6: 16؛ يو 12: 4).
كان يهوذا ملازمًا للسيد المسيح مع بقية التلاميذ ملازمة كاملة، فلم تذكر أية بشارة من البشائر أنه خالفه في يوم من الأيام أو أبدى نحوه أية صورة من صور التمرد أو العصيان، بل سمع كل تعاليمه ورأى كل معجزاته وتلامس مع شخصيته الإلهية الفريدة، وغَمَره بثقته الغالية، إذ جعله أمينًا على الصندوق الذي تنفق منه جماعته على ضروريات الحياة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). وفي الوقت الذي كان أعداء المسيح يتآمرون سرًا عليه لكي يمسكوه بعيدًا عن أعين الشعب تسلل إليهم يهوذا خفية يسألهم عما يعطونه في مقابل تسليم المسيح إليهم. ومع أن السيد المسيح نبّهه أنه يعلم بمؤامرته (مت21:16-25) إلا أن الخائن لم يتراجع واستمر في خطته لتسليمه لرؤساء اليهود.
لا يسع الإنسان إلا أن يتساءل عن السرّ في هذا الانقلاب العجيب المفاجئ الذي طرأ على يهوذا، فدفع به إلى ارتكاب هذه الجريمة النكراء في حق سيده ومعلمه. وقد يقال أن الطمع في المال هو الذي دفعه لذلك، إذ كان يستولي لنفسه خلسة على ما في الصندوق الذي عهد به إليه السيد المسيح (يو 6: 12).
بعد القبض على السيد المسيح عاد يهوذا وندم على فعلته، وفي يأسه مضى وشنق نفسه، فأخذ رؤساء الكهنة قطع الفضة وتشاوروا ثم اشتروا بها حقل الفخاري ليكون مقبرة للغرباء (مت3:27-8). وهكذا صار يهوذا مثلًا للخيانة بين الناس في كل مكان وزمان.

* يُكتَب خطأ: بهوذا الأسخاريوطي، يهوذة.


Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:29 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس يهوذا الرسول

ذكره في العهد الجديد:

يُدعى أيضًا تداوس ولباوس ويهوذا أخا الرب تمييزًا له عن يهوذا الإسخريوطي الذي أسلم الرب.
يؤكد التقليد القديم أنه أخو يعقوب كما ذكر القديس لوقا في إنجيله وفي سفر الأعمال. وهو أحد الأربعة المذكورين في كتاب العهد الجديد إخوة الرب، حيث كان أبناء الخال أو الخالة أو العم أو العمة يُحسبون إخوة.
لا يذكر الإنجيل متى دُعي هذا الرسول للرسولية، لكن تذكره الأناجيل وسفر الأعمال ضمن جداول الرسل الاثني عشر. لا يذكره الإنجيل إلا في موضع واحد، فحينما كان الرب يتكلم عقب العشاء الخير قال: "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي" قال يهوذا للرب: "يا سيد ماذا حدث حتى أنك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟" (يو 14: 21-22).

كرازته:

يذكر التقليد أنه بشّر في بلاد ما بين النهرين وبلاد العرب وبلاد فارس، ويبدو أنه أنهى حياته شهيدًا في إحدى مدن بلاد فارس.

رسالة يهوذا:

تُنسَب إلى هذا الرسول الرسالة التي تحمل اسمه بين الرسائل الجامعة، وهي رسالة قصيرة ويذكر في مقدمتها أنه: "عبد يسوع المسيح وأخو يعقوب".
كُتبت للمسيحيين بوجه عام، حوالي عام 68 م.، مشيرًا إلى النبوة الواردة في رسالة بطرس الثانية؛ كُتبت قبل خراب أورشليم وإلا كان قد ذكره.
أما غايتها فهو التحذير من المعلمين المزيفين الذين اتسموا بالآتي: فساد الإيمان المُسلم مرة للقديسين، وإنكارهم للآب وللرب يسوع، والافتراء على الملائكة، وأنهم متعجرفون ليس فيهم روح الخضوع للكنيسة وكانوا إباحيين يطلبون ملذاتهم، وأنانيين. وجاءت نغمة الرسالة هي: حفظ الإيمان.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:30 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأنبا يهوذا قرياقوص الأسقف

St. Judas Quiriacus

الشفيع الأول لمدينة أنكونا Ancona، ويقول تقليد المدينة أن القديس يهوذا قرياقوص كان يهوديًا، وهو الذي كشف للملكة هيلانة مكان اختفاء خشبة الصليب المجيد، ثم تعمّد وصار أسقفًا على أورشليم.
في زمن الإمبراطور يوليانوس الجاحد، حاكم الإمبراطور القديس وعذبه، وأخيرًا أمر بقتله فنال إكليل الشهادة.
وفي وقت لاحق تم إحضار رفات الشهيد من أورشليم إلى أنكونا حيث وضع في كنيسة بنيت لهذا الغرض.
العيد يوم 4 مايو.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:32 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسان يهوشافاط وبرلعام


SS. Josaphat and Barlaam

كانا من منطقة الإنديز Indies على الحدود بين الهند وبلاد فارس، وكتب سيرتهما الأب يوحنا الدمشقي.
العيد يوم 27 نوفمبر.


Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:33 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس الأول البابا التاسع والعشرون


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

سيامته بطريركًا:

بعد نياحة البابا أثناسيوس الثاني اتجهت الأنظار إلى راهبٍ من دير الأنبا مقار اسمه يوأنس، قضى السنين الطوال في الجهاد الروحي فعطر الوادي بسيرته، ومن ثَمَّ قصد وفد من الأساقفة والأراخنة إلى برية شيهيت لمقابلته والإعراب عن رغبتهم في انتخابه.
امتنع في أول الأمر ولكن لما وجد إصرار الذين جاءوا إليه قال في نفسه:
"مَنْ يدريني إن كان إلحاح هؤلاء الرجال وحيًا من الروح القدس؟
فيجب عليَّ أن أحذر لئلا أكون معاندًا لله، كما يجب أن أقبل هذه المسئولية العظمى بكل تواضع وبغير تردد".
ولما أعلن هذا الفكر لمن جاءوا إليه مؤكدًا عدم استحقاقه للكرامة ولكنه يقبلها من أجل الضرورة الموضوعة عليه، فرح مندوبو الشعب حين سمعوا هذه الكلمات واستصحبوا الناسك يوأنس معهم إلى الإسكندرية حيث تمت رسامته باسم يوأنس الأول في سنة 497 م.

معاصروه:

عاصر هذا البابا القديس ساويرس الإنطاكي، نابغة عصره في التقوى والعلم.
وعاصر من القياصرة زينون وأنسطاسيوس البار الذي رأى أن مكدونيوس بطريرك القسطنطينية قد قطع علاقته مع كنيسة الإسكندرية وتحزب لمجمع خلقيدونية، وأخذ يكاتب أسقف روما. أخذ القيصر يقنع مكدونيوس أن يحرم المجمع الرابع فأبى. انعقد مجمع في القسطنطينية عام 511 م. فيه أُستبعد مكدونيوس عن كرسيه ونفي، وأُقيم عِوضًا عنه رجل فاضل يُدعى تيموثاوس. وحال سيامته عقد مجمعًا أيّد فيه الإيمان الأرثوذكسي وحرّم مكدونيوس وبعث إليه بالحرم.

إعادة تسبحة الثلاث تقديسات كاملة:

كان مكدونيوس قد أبطل في القسطنطينية استخدام تسبحة الثلاث تقديسات: قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحيّ الذي لا يموت، الذي صلب عنا ارحمنا..." فقد ظن البعض أن هذه التسبحة تنسب الصلب للثالوث القدوس.
باستبعاد مكدونيوس أُعيد استخدامها في القسطنطينية، وهي تسبحة قديمة ترجع إلى عصر الرسل. قيل أنه نظمها يوسف الرامي ونيقوديموس عند تطييب جسد السيد المسيح إذ ظهر لهما ملاك يسبح المصلوب عند دفنه.

أما الدعوى بأن بطرس القصّار السابق للقديس ساويرس هو الذي أضاف "الذي صلب عنا" على التريساجيون (الثلاث تقديسات) فهذا أخطأ، إنما هو اعتمد عليها في دحض تعاليم نسطور وذوي الطبيعتين لتأكيد أن السيد المسيح هو القدوس الذي بتجسده مات الخ. فالتسبحة بكاملها قديمة وهي تُوجه للثالوث القدوس بكونه القدوس، أما الميلاد والصلب والقيامة فموجهة لأقنوم الكلمة المتجسد وحده.

ازدهار كنيسة الإسكندرية:

أول ما قام به البابا بعد تسلم مقاليد الرياسة كان يوجّه الشعب إلى وجوب التمسك بالإيمان القويم. وكان السلام مستتبًا لأن الإمبراطور أناسطاسيوس كان هو أيضًا وفيًا لأصدقائه المصريين ومسالمًا، فازدهرت كنيسة الإسكندرية في عهد البابا يوأنس وعاد نورها إلى بهائه الأول.
لم يكدّر صفو باباويته غير الوباء الذي انتشر في الإسكندرية وقضى على الكثيرين من أبنائه. ولقد دأب هذا البابا اليقظ على تفقد شعبه أثناء تفشي الوباء ليواسي المتألمين ويعزي الحزانى.
وفي الرابع من بشنس سنة 234ش الموافق سنة 507 م. انضم إلى آبائه بعد أن رعى شعبه بحكمة وعدل حوالي تسع سنوات.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:34 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس التاسع البابا الواحد والثمانون

← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

شدائد كثيرة:

يُدعى الراهب يوأنس النقادي، وقُدِّم بطريركًا في 28 سبتمبر سنة 1320 م. وفي أول عهد رئاسته جرت على النصارى شدائد كثيرة فقُتِل منهم من قُتِل وحُرِق من حُرِق وأسلم منهم الكثيرون وأشهروهم على الجمال وألبسوهم العمائم الزرقاء وهدموا الكنائس ونهبوها.
قد أجمع المقريزي هذه الحوادث في جملة واحدة حيث قال: "في يوم الجمعة 19 من ربيع الآخر سنة 721هـ هُدَّمت كنائس مصر في ساعة واحدة".
بالإضافة إلى الهجوم على الكنائس في الوجهين القبلي والبحري، حدث حريق كبير في القاهرة بدأ من القلعة، فانزعج أهل القلعة وأهل القاهرة وحسبوا أن القلعة جميعها قد أُحرِقت.
اُتهم بعض الرهبان باشعال النار فثار المسلمون طالبين إبادة المسيحيين. استدعى القاضى البابا ليلًا واستفسر منه عن الحريق وأدرك بطلان الاتهام، فأعاده مع الحرس ليلًا بكل إكرام. لكن سرعان ما اجتمع الغوغاء وملأوا الشوارع وكادوا أن يقتلوه في الطريق، لولا تدخل الجنود.
وأخيرًا بعد أن ذاق البابا يوأنس من هذه الشدائد والكروب تنيّح في 29 مارس سنة 1327 م.، ودٌفِن في دير النسطور في أيام السلطان محمد بن قلاوون.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:35 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس الثالث البابا الأربعون

← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

سيامته بطريركًا:

بعد نياحة البابا أغاثون سنة 673 م. اتفقت كلمة الشعب والإكليروس على اختيار يوأنس سكرتير البابا الراحل ليخلفه، إذ أحبوه لخدمته إيّاهم، وبذلك تحقق حلم كان قد رآه البابا الراحل أن يصبح سكرتيره الخليفة الأربعين لمار مرقس.

رؤيا سماوية:

كان من سمنود إحدى بلاد الغربية، ترهب في دير القديس مقاريوس في برية الإسقيط.
أُصيب بمرض شديد حتى قطع الرهبان الرجاء من شفائه. وفي أثناء ذلك ظهر له السيد المسيح في رؤيا وحوله جماعة. تقدم أحدهم بزي رئيس كهنة وقال له: "أنا مرقس رسول المسيح، أتعدني أن تخدم وظيفتي إذا توسّلت إلى سيدي أن يشفيك؟" فأجابه بالإيجاب. فالتفت المخاطب له إلى السيد المسيح وصار يتوسل إليه ويطلب أن يشفيه. وبينما كان الراهب يوحنا يرى ذلك ويسمع توسلات المخاطب استفاق من غيبته، وبدأ يتعافى. انطلق مع تلميذين له إلى مكان في الفيوم ليتعبد فيه، حتى أمره أسقف المنطقة أن يذهب إلى الإسكندرية عند البابا.
كانت معظم الكنائس الأرثوذكسية في الإسكندرية حينئذ في يد الملكانيين منذ وضع ثيؤدوسيوس الخلقيدوني اليد عليها، وكان لقلة عددهم لم يستخدموا الكنائس بل أغلقوها بالشمع حتى لا يصلي فيها الأرثوذكس غير الخلقيدونيين.
وحدث في الوقت عينه أن آلت الخلافة إلى مروان الذي عيَّن ابنه عبد العزيز واليًا على مصر، كان عبد العزيز يميل بوجه عام إلى الاعتدال، فعيَّن كاتبين مسيحيين أرثوذكسيين، أحدهما أثناسيوس من الرُها، والثاني اسحق من شبرا من القطر المصري في ديوانه، وكانا معروفين بإخلاصهما التام للأنبا يوأنس. فرأى هذا البابا الجليل أن ينتهز الفرصة التي هيأتها له العناية الإلهية بأن كتب لهما يستنهض همتهما في أمر الكنائس التي لا تزال تعلوها الأختام، فجاءه الرد مباشرة وبه الأمر بفض الأختام عن جميع الكنائس وتسليمها كاملة إلى خليفة مار مرقس وإطلاق الحرية للأقباط لأداء شعائرهم الدينية فيها.

وشاية لدى عبد العزيز:

امتاز الأنبا يوأنس بدرجة عظمى من القداسة حتى أن النعمة الإلهية سطعت كالهالة على جبينه، كما سطعت قديمًا على وجه موسى. ولفرط قداسته وعلو مكانته العلمية كان أمراء القسطنطينية يكاتبونه ويبعثون إليه بالهدايا.
وقع حادث أدى إلى سوء العلاقة بين البابا وعبد العزيز في السنة الأولى من ولاية هذا الأمير، ذلك أن عبد العزيز ذهب إلى الإسكندرية ليجمع الجزية المفروضة على هذه المدينة دون أن يسبقه رسله اليها، فلم يكن البابا على علم بمجيئه وبالتالي لم يخرج لملاقاته. ووجد الخلقيدونيين، وفي مقدمتهم ثاوفانيس زوج أخت ثيؤدوسيوس الخلقيدوني، في هذا التغيب فرصة للوقيعة بينهما، فادعوا لدى الوالي بأن البابا تعمد إلا يخرج مع المستقبلين لانه يزعم أنه سليل الفراعنة والحاكم الشرعي للبلاد، فجازت وشايتهم على عبد العزيز وأرسل في طلب البابا.
وحالما دخل عليه الأنبا يوأنس آخذه على تصرفه، فأجاب البابا في هدوء مؤكدًا عدم علمه بقدومه، إلا أن الوالي لم يصدقه وأمر باعتقاله وعدم الإفراج عنه حتى يدفع مائة ألف دينار، وتصادف أن كان يوم اعتقال البابا الثلاثاء من أسبوع الآلام.
كان ممن استلموه رجل يُدعى سعيد قاسي القلب لا يعرف الرحمة، فأخذه إلى بيته ليُعذبه حتى يقدم المال.
وقف البابا أمام الذي قال له: "أريد منك المائة ألف دينارًا التي أمر الوالي أن تقوم بها". فأجابه البابا: "أتطلب منى مائة ألف دينارًا وأنا لا أملك ألف درهم، لأن إلهي في شريعتي أمرني أن لا أقتني المال، لانه أصل كل الشرور. فكل ما تشاء أفعل، جسدي بين يديك، ونفسي بيد الله".
اغتاظ المسئول وأمر بإحضار وعاء نحاسي مملوء جمرًا، وأوقف البابا عليه حتى يقدم المال، فاحترقت قدميه من قوة النار دون أن يتحرك البابا أو يلفظ بكلمة استغاثة، وكأنه كان واقفًا على فراشٍ وثير.
أوقع الله ضيقًا على زوجة الوالي فبعثت رسولًا يقول له: "احذر أن تفعل سوءً بالبطريرك رجل الله، لأني بُليت الليلة بسببه".
فأمر الوالي إلا يمس أحد البطريرك بسوء بل يجتهد أن يأخذ منه ما يقدر عليه بلطفٍ.
مع هذا أحضر سعيد ثياب يهودي وأقسم أنه إن لم يدفع ما هو مقرر عليه يلبسه إيّاها ويلطّخ وجهه بالرماد ويطوف به في المدينة. أما البابا فكان يجاوبه بكل شجاعة قائلًا: "لا تستطيع أن تمد يدك إليّ بسوء بغير أمر الله".
صار يساومه أن يدفع نصف المبلغ، فأجابه البابا: "إن كل ما يملكه هي ثيابه التي على جسده"، وانتهى بأن طالبه بعشرة آلاف دينار، فأفهمه أنه لا يقوى على دفعها.

إذ سمع الكتّاب الأقباط بذلك أوعزوا إليه سرًا أن يقبل ذلك وسيقومون بجمعها حتى لا يحل الاضطهاد بالكنيسة.
وحين سمع الأقباط بنبأ القبض على الأنبا يوأنس سارعوا إلى عبد العزيز وأعلنوا أمامه استعدادهم لجمع المبلغ المفروض وتقديمه إليه على أن يأمر بالإفراج عن البابا فورًا. أمر الوالي بإحضار البابا أمامه وما أن قابله وتأمل وجهه حتى أُخِذ بالنور الساطع من وجهه، فأمر أن يجلس بجواره ثم قال له: "ألا تعرف أيها البابا أن السلطان لا يُعانَد؟" أجاب الأنبا يوأنس: "إنني أعلم أن السلطان يجب أن يطاع، ولكني أعلم أيضًا أن طاعة الله أوجب من طاعة السلطان". قال عبد العزيز: "هذا حق ولكن إلا تعلم أن الله يحب الحق؟" أجابه البابا: "لا يحب الله الحق فحسب بل هو الحق بعينه، ولا يجد إليه الباطل سبيلًا". فأعجب الوالي بهذه الإجابة وقال: "أرى أنك صادق فيما تقول، لذلك أكتفي بأي مبلغ يقدر شعبك على أدائه، ومنذ هذه اللحظة أطلق لك الحرية وأدع لك التصرف في شئون كنيستك بما ترى فيه خير شعبك". جرى هذا الحديث يوم خميس العهد، وحالما غادر الأنبا يوأنس دار الولاية تجمع الشعب حوله في موكبٍ عظيمٍ حتى وصلوا إلى كنيسة مار مرقس واحتفلوا بصلوات العيد.
أما ثاوفانيس رئيس مريوط الذي اشتكى البابا، فغضب عليه الأمير لاشتهار فضائحه وسلّمه إلى أحد كتّابه ليُلقيه في السجن، ثم أرسل من يقتله بعد أن عذّبه عذابًا شديدًا.

تكريم الوالي له:

أظهر الوالي التبجيل للبابا حتى بعث برسالة دورية إلى جميع جهات القطر يأمر فيها كل الولاة والحكام ورجال الأمن والإدارة إلا يخاطبوا الأنبا يوأنس إلا بكل احترام وإجلال، وأن يلاقوه أينما حلّ بما يليق بمقامه السامي من ترحيب وحفاوة.
امتلأت نفس البابا هدوء وغبطة فانصرف إلى تجديد كنيسة مار مرقس وزخرفتها، كما بنى عددًا من المنازل وقفها على الكنيسة ثم ابتاع طاحونة للقمح ومعصرة للزيت.
أصيبت البلاد بالقحط لمدة ثلاث سنوات وبدى شبح المجاعة في كل ركن، فأمر البابا بأن تدار الطاحونة ليل نهار كما أمر بطحن كل ما في مخازن البطريركية من غلال وكان يوزع الدقيق على المحتاجين من قبط ومسلمين مرتين في كل أسبوع، فخفف بذلك العمل من حدة المجاعة إلى أن انتهت.

الوالي في دير أبي سيفين بطموه:

ظلت صلات المودة قائمة بين الأنبا يوأنس وعبد العزيز حتى أنه عندما أشار الأطباء على هذا الوالي بأن يقيم في حلوان للاستشفاء آثر الإقامة في دير أبي سيفين بطموه، ومنح الرهبان عشرين ألف دينارًا في تلك الزيارة.
وقد شاءت العناية الإلهية أن يبرأ عبد العزيز من دائه بسرعة لم يكن يتوقعها، فازداد إعزازه للرهبان وإجلاله لباباهم. ويذكر أن العملة الأولى لمصر في العهد الإسلامي قد سكها عبد العزيز وهو مقيم في الدير.

نياحته:

في تلك الآونة استفحل المرض بالأنبا يوأنس، ولما علم عبد العزيز أنه يريد السفر للإسكندرية أمر رجاله بأن يعدوا له سفينة ويجهزوها بكل ما يلزم ليسافر عليها البابا المريض، الذي ما أن وصل إلي عاصمة كرسيه حتى أعرب عن رغبته للأساقفة المصاحبين والمستقبلين في الذهاب إلى كنيسة مار مرقس.
هناك استطاع بقوة الروح أن يقف للصلاة، فصلى صلاة الشكر من أولها لآخرها، ولكنه ما كاد ينتهي منها حتى أصيب بإغماء، فحملوه إلى غرفته حيث أفاق للحظات قصيرة نصح في أثنائها المحيطين به أن يحافظوا على المحبة التي هي رباط الكمال وان ينتخبوا إيسآك سكرتيره خليفة له، ثم استودع روحه يديَّ الآب السماوي في 10 كيهك سنة 392ش الموافق 686 م.، ودُفن في مقبرة كان قد أعدها هو لنفسه في كنيسة مار مرقس.
بعد نياحته أصدر عبد العزيز أمرًا يقضي فيه على الأقباط بأن لا ينتخبوا بطريركهم إلا في بابيلون، وكانوا قبلًا ينتخبونه في الإسكندرية. ومن ذلك الحين حتى القرن الحادي عشر كان البطاركة يُنتخبون ببابيلون وتتم رسامتهم في كنيسة الملائكة بالإسكندرية، كما كان البابا المنتخب يلتزم بدفع مبلغ من المال لكنائس الإسكندرية لأجل تعميرها وحفظها من الزوال.

مشاهير الأساقفة المعاصرون:

له غريغوريوس أسقف القيس ويوحنا النيقيوسي ويعقوب أسقف أرواط ويوحنا أسقف سخا وثيؤدور أسقف مليدس.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:37 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس الثاني البابا الثلاثون

← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

بعد نياحة البابا يوأنس الأول اجتمع الإكليروس والشعب للتشاور معًا كالمعتاد، فوقع اختيارهم على يوأنس الراهب المتوحد الذي نشأ منذ نعومة أظافره على الفضائل المسيحية وتشبعت روحه بتعاليمها مما دفعه إلى أن يهجر العالم ليعيش في صومعة نائية طلبًا للكمال المسيحي. قضى عدة سنوات مقيمًا في دير الغار الذي كان على مقربة من بلبيس بمديرية الشرقية، وكان يُلقب بالحبيس.
وقد ذاع صيته حتى بلغ المدن الآهلة بالسكان واجتذبت شهرته العدد الوفير من الناس الذين سارعوا إليه لينالوا بركته وليجدوا عنده العزاء الروحي.
لما انتقل البابا يوأنس قصد إليه مندوبو الشعب ليعرضوا عليه كرامة الرياسة العليا في الكرازة المرقسية، وكان يوأنس كسلفه شغوفًا بالعزلة زاهدًا في المظاهر العالمية، إلا أن إجماع الإكليروس والشعب أرغمه على قبول هذه الكرامة العظمى، وبذلك أصبح البابا السكندري الثلاثين وذلك في سنة 507 م.

رسالة الشركة إلى أخوته الأساقفة الشرقيين:

وكان أول ما قام به البابا الجديد بعد رسامته هو كتابة رسالة الشركة إلى أخوته الأساقفة الشرقيين الذين اصطلح معهم سلفاؤه بعد القطيعة التي نجمت عن مجمع خلقيدونية، وكان الأنبا تيموثاوس بطريرك القسطنطينية والأنبا ساويرس أسقف إنطاكية ضمن هؤلاء الأساقفة الذين كتب لهم وجاءه ردهما.
عقب جلوسه على الكرسي المرقسي تلقي رسائل عديدة من رؤساء الأساقفة الأرثوذكس يهنّئوه ويؤيدون الاعتراف بالإيمان الصحيح ويرفضون كل هرطقة، خاصة هرطقات نسطور وأوطيخا وأبوليناريوس، معترفين بوحدة طبيعة السيد المسيح الكلمة المتجسد.
من مميزات البابا يوأنس سهره على رعيته، فلم يتوان عن كتابة الرسائل التي توضّح الإيمان وعلى الأخص الرسائل الفصحية التي كان يعين فيها موعد عيد القيامة المجيدة لبقية الأساقفة، عملًا بقرار مجمع نيقية وجريًا على تقاليد أسلافه. على أن الكتابة والتعليم والإرشاد لم تكن بالعمل الوحيد الذي انصرف إليه هذا البابا الجليل، لانه وجه عنايته الخاصة إلى إعادة بناء الكنائس، التي كان أنصار خلقيدونية قد هدموها أو أصابوها بتصدع وإلى تزويدها بالأواني والملابس الكهنوتية، فازداد تعلق الشعب براعيه الأول حين رأى منه كل هذه العناية ببناء النفوس وبناء بيوت العبادة.
بعد أن قضى الأنبا يوأنس الثاني حوالي إحدى عشر سنة في قيادة الكنيسة دخل إلى فرح سيده بسلام في 12 بشنس سنة 241ش الموافق سنة 517 م.

مقتطفات من رسالة تيموثاوس بطريرك القسطنطينية إليه:

[أما نحن فلا نأتي بإيمان جديد، بل نتأدب في كل شيء بحفظ الإيمان الجليل الذي سلّمه لنا آباؤنا الأطهار...
نعترف بابن واحد، سيدنا يسوع من قبل أن يتجسد ومن بعد أن تجسد. هذا الغير متغير ولا مستحيل لم يأتِ بجسده معه من السماء ولا من شيء آخر كخيالٍ، بل صار جسدًا، أي أنه تجسد وصار إنسانًا من غير استحالة.

الإله الكلمة الغير ذي جسد قبِلَ جسدًا من جوهرنا الواحد، من مريم والدة الإله العذراء القديسة في كل زمان بنفسٍ ناطقة عاقلة، صيّره واحدًا معه في أحشائها كالأقنوم...
هو شخص واحد من اثنين لاهوت وناسوت كقول الحق، فنعترف بعمانوئيل أنه الوحيد رب واحد، مسيح واحد، الله الكلمة صار جسدًا.
هذا هو الواحد فقط، هو الذي قال الأصوات اللائقة باللاهوت وهو أيضًا الذي تكلم بتواضع كتدبير الناسوت الذي اتخذه، فلا نقسّم أفعاله إلى طبيعتين أو شكلين كمن يقسّم المسيح الواحد طبيعتين.]

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:38 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس الخامس البابا الثاني والسبعون

← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

سعي الراهب يوأنس بن كدران للباباوية:

بعد نياحة البابا ميخائيل سعى الراهب يوأنس بن كدران من أجل رئاسة الكهنوت، ولكن اتجهت الأنظار إلى الراهب يوأنس بن أبي الفتح من دير أنبا يحنس القصير، فذهبوا إليه ورسموه قمصًا قبل إحضاره إلى القاهرة. ومع أن بن كدران قصد الخليفة الظاهر إلا أنه لم ينصفه إذ أن هذه الأمور في يد رجال الكنيسة لا الدولة، وسافر الجمع إلى الإسكندرية حيث رسموا يوأنس بن أبي الفتح بطريركًا في أغسطس سنة 1146 م.

من مظاهر محبة هذا البابا الجديد لشعبه وسعيه على راحتهم أنه استدعى الراهب بن كدران وعرض عليه أن يكون أسقفا لسمنود، ولكنه عاد إلى صوابه وإلى ديره واعتذر شاكرًا له عطفه.
نقل مقر إقامته إلى دير أبي سيفين وقد اهتم هذا البابا الذي نقل مقر إقامته إلى دير أبي سيفين لتشجيع نسخ الكتب والمخطوطات تشجيعًا للقراءة والإطلاع على كنوز الأقدمين، خصوصًا إبان الحروب الصليبية التي اجتاحت الشرق وقضت على الأخضر واليابس.

سجنه:

ولأن الكنيسة القبطية مسئولة عن أختها كنيسة أثيوبيا، فقد اغتصب العرش الأثيوبي مغتصب ولما وبّخه المطران على سوء فعلته طلب إلى حاكم مصر - العادل - والبطريرك تعيين آخر محله، ولما رفض البطريرك المصري ألقاه العادل في السجن ولم يخرج إلا بعد مقتل العادل.

هدم الكنائس:

وقد عانت مصر في فترة هذا البابا اضطرابات سياسية قُتل فيها الظافر، وخلال الاضطرابات والقلق تهدمت كنائس وسرقت الأواني، لولا تواجد أحد الأقباط الغيورين في ديوان الخليفة واسمه الأسعد صليب، أعاد بناء ما تهدّم من الكنائس وترميم البعض وشراء احتياجاتها.
تألم البابا كثيرًا ولشدة حساسيته حزن على ما يحدث وفضل تسليم حياته في يد معطيها، فلم يؤجل الله له طلبًا ونقله إلى الأمجاد سنة 1166 م.، ودفنه المؤمنون في كنيسة أبي سيفين بجوار سلفه الصالح أنبا غبريال إلى أن نقل البابا مرقس الثالث جسديهما إلى برية شيهيت.

الجسد المُحيي:

حدث أن أضاف رهبان سمنود كلمة "المُحيى" بعد "هذا الجسد" وذلك في الاعتراف بالقداس الإلهي، فاعترض الأنبا مكاريوس أسقفهم على ذلك وطلب منهم عدم ذكرها، وإذ أصرّوا رفع الأنبا مكاريوس الأمر إلى البابا، فعقد مجمعًا وبعد البحث أقر المجمع هذه الزيادة، وأصدر البابا منشورًا لجميع الكنائس بقبولها. ثار رهبان دير أبي مقار واحتجّوا على المجمع، وللأسف طعنوا فيه أمام الوالى الذي طرد الفريقين. غير أن الرهبان لبثوا يقاومون البابا طالبين حذف الكلمة، وأخيرًا خضعوا.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:40 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس الرابع البابا الثامن والأربعون


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

سيامته بطريركًا:

انقضت خمسة عشر شهرًا بعد نياحة البابا مينا الأول قبل أن يجتمع الأساقفة معًا في الإسكندرية لاختيار من يخلف البابا الراحل. ولما اجتمعوا رأوا أن يصوموا ويصلوا استلهامًا للروح القدس، وبينما هم يصلون قام شماس شيخ واقترح اسم راهب مشهود له بالتقوى ورخامة الصوت اسمه يوأنس، وكان يعيش في دير الأنبا مقاريوس الكبير.
ومع ما امتاز به هذا الراهب من فضائل فقد رأى بعض الأساقفة أن يلجأوا إلى القرعة الهيكلية في الانتخاب، وعلى ذلك اختاروا راهبين آخرين وكتبوا الأسماء الثلاثة، كلًا على ورقة، ووضعوا معها ورقة بيضاء، ثم اشتركوا معًا في إقامة ثلاثة قداسات. وكانوا كلما انتهوا من إقامة صلوات القداس يطلبون إلى ولدٍ صغيرٍ أن يسحب ورقة من الأربع ورقات الموضوعة على المذبح، وفي المرات الثلاثة كانت الورقة تحمل اسم الراهب يوأنس. فلم يسع الأساقفة والأراخنة إلا أن يختاروا الراهب يوأنس، وتمت رسامته سنة 776 م.، وذلك في عهد خلافة محمد المهدي.

أعماله الرعوية:

كان أول عمل أتاه البابا أن بعث برسالة الشركة إلى الأب المغبوط جرجس بطريرك إنطاكية يجدد له فيها اتحاده معه في الإيمان الأرثوذكسي.
وكان الأب جرجس البطريرك قد أُلقي في السجن وجلس عوضًا عنه ابن خادمة الخليفة الذي لم يخاطب الكرسي الإسكندري قط حتى مات هذا البطريرك الدخيل. عاد الأب جرجس بعد عشرة سنوات إلى كرسيه وإذ وجد الرسالة التي كان قد بعث بها البابا يوحنا فرح بها جدًا وردّ عليها بمثلها؛ جمع الأساقفة والشعب وتلاها عليهم.
وإذ كان السلام مستتبًا في أنحاء البلاد نتيجة وجود والٍ منصف يحكمها، وجه البابا عنايته لبناء كنيسة فخمة وبجوارها أنشأ دارًا لسكناه في الإسكندرية، كما انصرف إلى تجديد الكنائس وتزيينها بالأيقونات والنقوش والزخارف. ثم قام البابا برحلة رعوية عمل خلالها على تثبيت قلوب المؤمنين على العقيدة الأرثوذكسية.

متاعب يوليانوس البطريرك الملكي:

عانى البابا من البطريرك الملكي بالإسكندرية يوليانوس، والذي كان طبيبًا ماهرًا مشهورًا يحترمه الملوك المسلمين لأجل مهنتته. دُعي إلى دار الخلافة في بغداد وعالج بعض أقرباء الأسرة المالكة، وفي مقابل ذلك حصل على أمر بتسليمه جميع كنائس الإسكندرية، فثار الشعب الأرثوذكسي عن بكرة أبيه ومنعه، ولم يستطع نوالها.
اِدّعى البطريرك الملكي أن البابا قد أقام كنيسة الملاك ميخائيل والتي دعاها كنيسة التوبة على أرض حكومية، ولكن البابا أكد ملكية الأرض وانها ليست ملك الحكومة، ومع ذلك اضطر البابا إلى دفع غرامة ضخمة.
قد حدثت في عهده مجاعة نتيجة نقص الحصاد، فكان البابا، بالإضافة إلى الصوم والصلاة في حرارة واستعطاف، يفتح مخازن الكنيسة للمحتاجين من الشعب وتوزيع ما فيها على الجميع من مسلمين ومسيحيين، كما أخذ يحث الأغنياء من شعبه على المسارعة إلى مد يد العون لاخوتهم، وبهذا استطاع البابا أن يخفف من حدة المجاعة.

هدم الكنائس:

حدث أن تولى ولاية مصر والٍ جديد حسب أن الدين الإسلامي يأمر بهدم الكنائس، فأمر بهدم عدد كبير منها رغم أنه أحسن معاملة الأقباط، وأدى توهمه هذا إلى قيام بعض المتعصبين بهدم عدد آخر من الكنائس.
ولما علم البابا بأخبار التخريب ترك الإسكندرية وذهب إلى الفسطاط وغيرها من المدن ليقف بنفسه على ما جرى لكنائسها، وأقام القداس في كنيسة تهدم سقفها وكانت دموعه تنساب على خديه طيلة مدة الصلاة. وظهر له ملاك الرب عن يمين المذبح وعزاه وأعلمه أن صلواته أُستجيبت، وأن البابا الذي سيخلفه سيجدد كل الكنائس المتهدمة. فرح الأنبا يوأنس وامتلأ قلبه سلامًا واطمأن إلى حال الكنيسة.
مع هدوئه النفسي الكامل أحس بوعكة أدرك معها أن ساعته قد حانت، فاستقر رأيه على السفر إلى الإسكندرية، وهناك أوصى الأساقفة برسامة مرقس سكرتيره وابنه الروحي خلفًا له حسب ما أشار عليه ملاك الرب، ثم تنيّح بسلام في سنة 799 م.

مرقس تلميذه:

اشتهر مرقس الذي كان قيّمًا في كنيسة أبي مينا بالإسكندرية بتقواه وعلمه وإجادة القراءة والتسبيح، فكان كثيرون يأتون إلى الكنيسة باكرًا حتى لا يفوتهم تسبيح مرقس وقراءته. كان بروح الرب يرفع قلوبهم كما إلى السماء.
تنيّح أنبا جرجس أسقف إيبارشية مصر (القاهرة) فكتبت رعيته إلى البابا الأنبا يوأنس يلتمسون منه إقامة شماسه مرقس عِوضًا عنه. استدعاه البابا وسامه قسًا بغير إرادته لكي يقيمه أسقفا على إيبارشية مصر، لكن القس مرقس رفض تمامًا وهرب. اضطر البابا إلى سيامة آخر وهو القس ميخائيل.
تضايق البابا مما فعله القس مرقس فكتب إلى شيخ قديس بالبرلس يخبره بأن هذا القس قد عصاه، وانه لن يُقبل بعد لسيامته أسقفًا. فأرسل الشيخ جرجس إلى البابا يقول له إن عدم قبوله الأسقفية هو من الله الذي سيجعله بطريركًا بعده. فتعجب البابا جدًا واستدعى القس مرقس وأعاده تلميذًا له وكان يحبه ويجلّه.

من رسالة البابا يوأنس الرابع إلى قرياقوس بطريرك أنطاكية الـ46:

[نؤمن بالآب والابن والروح القدس الثالوث المساوي في الجوهر، الذي تسبحه القوات العلوية بلا فتور، ويبشر به ذوو العيون النيّرة...
يجب علينا نحن أيضًا أن نفتح عيون قلوبنا بالتقديس ثلاث مرّات مثل دانيال، إذ فتح كُوى بيته الشرقية للثلاث صلوات (اليومية)، لكي ننال نور مجد لاهوت الحق، قائلين كبولس الثلاث فضائل المقدسة، وهي الإيمان بالآب والرجاء بالابن والمحبة بالروح القدس التي هي كمال الناموس، لأن ثمرة المحبة للروح القدس هي الإيمان.
فنحن نؤمن بالآب والابن ونؤمن أيضًا بالروح القدس ونحبه مع الآب والابن فنكمل الاعتراف بالمحبة الحقيقية. والثلاثة هم لاهوت واحد، ولو كانت الأقانيم متميزة الأسماء والمعاني كما علّم القديس ساويرس...
من المعلوم أن الأفعال تدلّ على الأسماء، وأفعال الثلاثة أقانيم الواضحة في الكتاب لا يشك من له أقل معرفة في انها تدل على وحدة طبيعة الآب والابن والروح القدس. لكن هذه الطبيعة الواحدة (للثالوث القدوس) والأسماء المختلفة المعاني غير وحدتها واختلاف أقانيمها عن بعض في عقولنا، لأنه من المستحيل أن نتصور تمييزها عن خارج طبيعتها الواحدة، ولا يجوز أن نقول أنها عبارة عن قوى الطبيعة الإلهية مثل قوى النفس البشرية، لأن كل أقنوم له الطبيعة بلا نقص وهي متحدة ببعضها اتحادًا جوهريًا، وعلى ذلك يكون الآب موجودًا في الابن والروح، كما أن الابن والروح موجودان في الآب ومع بعضهما.
وقد علمنا هذا التعليم اللسان الناطق بالإلهيات، أعني غريغوريوس في كتاب المعمودية حيث قال: لأن اللاهوت واحد في الثلاثة، والثلاثة واحد في اللاهوت، وأما الزيادة والنقصان فلندرْ عنهما، ولا نجعل الوحدانية والتمايز (الافتراق) غريبين، لنبق عنهما. فانه بهذا الخلط سقط سابيليوس الذي جمع اللاهوت في أقنوم واحد، وبهذا الافتراق تهوّر أريوس الذي بعدَ الأقانيم عن بعض، فإن هذين الأمرين مفسدان للنفوس ومتساويان في الكفر، ونحن نرذلهما ونحرمهما.
نحن نرذل معكم أيها المغبوطون ونعزل قطعيًا الذين يقولون أن الأقانيم لا تتميز عن بعض مثل تمييز الأبوة عن النبوة وبالعكس الانبثاق.
إننا نؤمن بابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور الأزلي مع الآب، والروح القدس... الذي لما أراد أن يرحم خليقته من اللعنة والهلاك بسبب سقوط آدم بذلته والقضاء الذي قضى به عليه، طأطأ السماء ونزل، بحيث لم يفارق كرسي مملكته الإلهية، وصار في بطن العذراء البتول مريم القديسة الطاهرة وتجسد من الروح القدس ومنها من دمها البتول، جاعلًا ناسوته معه واحدًا في الأقنومية، ذلك الناسوت الذي هو ذات نفس عاقلة عالمة...
صار طبيعة واحدة مركّبة وأقنومًا واحدًا وبروسبًا واحدًا ومسيحًا واحدًا ابنًا واحدًا وربًا واحدًا...
وكما أن الكنيسة تنفر من القول بالافتراق تنفر أيضًا من القول بالامتزاج والاختلاط والتغيير كما أسلفنا، كما تنفر من القول بالخيال، وممن يقول بأن جسد الرب من السماء أو من هيولي آخر غير دم العذراء، أو أنه لم يكن قابلًا الآلام والموت نظير كل واحد من البشر ماعدا الخطيئة...].

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:42 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
البابا يوأنس السابع البابا الثامن والسبعون

← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

سيامة الأنبا غبريال و الأنبا يؤانس في القرن الثالث عشر:

انقسم الأراخنة والأساقفة على اختيار مرشح للبطريركية بعد نياحة أنبا أثناسيوس الثالث، ورغم الاحتكام إلى القرعة الهيكلية التي أفرزت غبريال، إلا أن أتباع الفريق الآخر رغم قبولهم مبدأ القرعة الهيكلية تشايعوا متشددين لمرشحهم يوأنس الملقب "السكري". ولأن أنصار يوأنس كانوا أقوى نفوذًا فقد رسموا مرشحهم بطريركًا باسمه وأعطوه لقب "السابع".
استمر البابا يوأنس يحكم الكنيسة نحو ست سنوات وتسعة شهور كانت كلها منافسة ومعاكسة وخصام وفي خلالها تقوى حزب غبريال واتفق الأساقفة على عزل البطريرك يوأنس، وسجنوه بأحد الأديرة وولوا غبريال بطريركًا مكانه باسم غبريال الثالث.
لم تستمر حبرية أنبا غبريال سوى سنتين وانتقل قبل أنبا يوأنس فاتحدت كلمة الجميع على إعادة البابا يوأنس إلى منصب البطريركية فأخرجوه من معتقله وأرجعوه إلى مقره، فقوبل فيه بإكرام زائد. وكان أنبا يوأنس أثناء حبرية البابا غبريال الثالث في الدير شاغلًا نفسه بالصوم والصلاة وترجمة الكتب.
يلاحظ أنه لم يقم بطريركان على كرسى الإسكندرية في وقتٍ واحدٍ إلا هذه المرة، بينما جاء في تاريخ أساقفة كرسى روما أنه جلس أسقفان على الكرسى في وقت واحد 28 مرة، وثلاثة أساقفة ست مرات، وأربعة أساقفة أربع مرات.

سيامة مطران لإثيوبيا:

انشغل هذا البابا بأحداث أثيوبيا ورسم لهم مطرانًا، وامتاز عصره بترجمة الكتابات القبطية والعربية إلى اللغة الأمهرية بالإضافة إلى تشييد الكنائس في أثيوبيا. واصطدم الأنبا يوأنس مع البطريرك الأنطاكي الذي رسم مطرانًا على أثيوبيا ولكن ثورة الأثيوبيين على المطران الأنطاكي ورفضهم إيّاه أصلحت الأحوال.

العصر المملوكي:

https://st-takla.org/Pix/Egypt/Islami...rle-Vernet.jpg



مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810
ذاقت مصر وطنًا وشعبًا الأمرين في غضون تلك الفترة من القرن الثالث عشر، إذ شهدت مرحلة الانتقال من الحكم الأيوبي إلى الحكم المملوكي، وإن كانت مصر في العصر الأيوبي نهضت وانتعشت كنسيًا وسياسيًا، فقد جمدت الأحوال في عصر المماليك لانشغالهم وانشغال الشعب معهم في الفتن والمؤامرات. وإن كان الأقباط في العصر الأيوبي قد وجدوا راحتهم وبنوا الكنائس ورمموا ما تهدم وزينوها، وبرعوا في فن الأيقونات متأثرين بالنهضة الأوربية، فإن العصر المملوكي شاهد تحطيم المقدسات واستباحة الحرمات، ورغم هذا ظل الفن القبطي زاهرًا في كل مكان، وظل الأقباط يحتكرون صناعة الطب والأدوية والنسيج والعطور وتزيين الأواني والزجاج والذهب.

نياحته:

بلغت خدمة البابا يوأنس ما يقرب من الثلاثين عامًا ثم تنيّح سنة 1293 م.، وقيل عنه: "كان رجلًا جليل القدر واسع العلم والمعرفة، فلما استقر به الأمر دبّر الأمور حسنًا وجمَّع القلوب، فعظمت شهرته وسُمعت كلمته وطالت أيّامه".

رسالة إلى إمبراطور أثيوبيا:

حدث في أيّامه أن تاجرًا مصريًا أرسل مبلغًا من المال لشريك له في أثيوبيا، وحدث أن مات الرجل قبل وصول المال إليه، فرفع التاجر المصري أمره لوالي مصر، وهذا حوّله على البابا يوحنا، فوعده بالمساعدة.
بعث رسالة إلى إمبراطور أثيوبيا مع التاجر، وحالما وصل به وعلم الناس أن البابا أرسل إليهم خطابًا أسرعوا لمقابلة حامله بكل إجلال وإكرام. وفى يوم الأحد تلا الإمبراطور بخشوع تام خطاب البطريرك على مسمع الجميع في الكنيسة الكبرى وعاد التاجر إلى مصر يحمل ماله وهدايا ثمينة.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 11:44 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس السادس البابا الرابع والسبعون

← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

تاجر غني وتقي:

رسم بطريركًا سنة 1189 م. بعد نياحة سلفه الأنبا مرقس بن زرعة بخمسة وثلاثين يومًا، وهو علماني وكان اسمه قبل رسامته أبا المجد بن أبي غالب بن سورس. كان ينتسب إلى أسرة ذات ثراءٍ كبيرٍ، وكان يشتغل بالتجارة، وكان له وكالة بمدينة مصر، وكان يمتلك مصنعًا للسكر وطواحين وأملاك.
كان في تجارته شريكًا لقومٍ يدعون أولاد الخباب، وكان يتردد على بلاد اليمن في البحر حتى كثر ماله وذاع صيته. حدث مرة بينما كانوا عائدين من بلاد اليمن أن انكسرت بهم السفينة وفقد كل ما بها، فحزن أولاد الخباب وحسبوا أن مالهم قد ضاع لكن أبا المجد أعلمهم بان مالهم كان محتفظًا به في خنادق المركب وانهم لم يفقدوا شيئًا فسُروا منه للغاية وأكرموه للغاية.
أما عن تقواه فيذكر كتاب تاريخ البطاركة الكثير عن ذلك: "كان بتولًا عالمًا، كاملًا في جسده وقامته، بشوش الوجه حسن الخلق ليّن الكلام، ما كان يغفل عن صلوات السواعي الليلية والنهارية، محبًا ومجتهدًا في ضيافة الغرباء وافتقاد المرضى والمحبوسين، كثير المودة لكل أحد ويفعل الخير مع كل أحدٍ".

ترشيحه للباباوية:

https://st-takla.org/Pix/People-Celeb...lah-El-Din.jpg



صلاح الدين من مخطوط من القرن الخامس عشر
لشدة محبة المسلمين له توسط في رسامته القاضيان المريضي والرضى أخوه ابنا الجباب، وهذا يتفق مع الشروط التي وضعها الرسول بولس عن الأسقف واختياره أن تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج، أي من غير المؤمنين. وكانت رسامته في عهد سلطنة صلاح الدين الأيوبي.
قيل أنه كان متزوجًا، ولما ماتت زوجته لم يشأ أن يتخذ له زوجة غيرها وآثر العزلة. ومع أن القانون يحتم أن الذي ينتخب بطريركا لابد أن يكون أعزب من بدء حياته إلا أن علم أبي المجد الواسع وسموّ فضيلته أكسباه الأفضلية على جميع المرشحين. لم تكن له رغبة في نيل هذا المركز السامى بل كان يسعى لدى الحكام لتعيين أحد غيره.

سيامة مطران أثيوبيا:

في عهده تنيّح المطران القبطي بأثيوبيا، فأرسل إمبراطور أثيوبيا للبطريرك طالبًا رسامة مطران لهم، كما أرسل هدية جليلة إلى سلطان مصر ومعه كتاب يطلب فيه أن يقوم البطريرك برسامة مطران أثيوبيا.
ظل البطريرك يبحث بين الرهبان عمن يصلح، واستغرق الأمر ثلاثة أشهر حتى ضجر رسل إمبراطور أثيوبيا من طول مقامهم، وكان ذلك في عهد الملك العادل. أخيرًا استقر رأيه على ترقية أسقف فوة وكان يدعى كييل إلى رتبة مطران وإرساله إلى أثيوبيا. وكان الصليبيون قد أفنوا أهالي مدينة فوة عن بكرة أبيهم سواء من المسيحيين أو المسلمين واضطر الأسقف إلى الالتجاء للدير.
قوبل المطران كييل (كيلوس) بغاية الحفاوة والترحاب في بلاد أثيوبيا حتى أن الإمبراطور استقبله خارج العاصمة مسيرة ثلاثة أيام وأغرقوه بالعطايا، وكان له عشرة قسوس كتلاميذ لخدمته.
وتفاءل الأثيوبيون بمقدمه خيرًا لأن المطر كان قد امتنع عن النزول فصلى وقدس هذا الأب فنزل المطر.

مطران إثيوبيا والحياة المترفة:

وحدث في السنة الخامسة أن ضاع قضيب ذهب من خزانة المطران الذي اتهم كبير قسوسه وهو أحد التلاميذ العشرة بسرقة هذا القضيب وأمر العبيد بضربه، فأخذوا يضربونه أمامه بلا شفقة، رغم توسل بعض الكهنة، حتى مات، وإذ أراد أهله الانتقام فرَّ الأسقف حاملًا معه ما خف حمله وغلا ثمنه، ولكن كل هذا أُخِذ منه بالقوة في رحلته الطويلة إلى مصر حتى وصل إليها معدمًا.

سيامة مطران آخر لإثيوبيا:

ولما تقابل مع البطريرك روى له رواية مخالفة للواقع لم يصدقها البابا ولم يتعجل إصدار الأحكام، بل أرسل كتابًا إلى إمبراطور أثيوبيا يستعلم منه عن حقيقة الموقف، فجاء رد الإمبراطور كيف أن المطران كييل عاش في أبهة تفوق الخيال وبنى لنفسه قصرًا فخمًا، وحضر مع رسول البطريرك رسول من قِبَل الإمبراطور.

عقد البطريرك مجمعًا على المطران كييل في كنيسة المعلقة وقضى بتجريد كييل من رتبته الكهنوتية بعد أن أقر بصحة الأخطاء المنسوبة اليه.
رسم البطريرك مطرانًا آخر لأثيوبيا يدعى اسحق وكان راهبًا بدير الأنبا أنطونيوس، وكان أخوه الأكبر راهبًا معه فرسمه قسًا وأرسلهما إلى بلاد أثيوبيا. فقام المطران اسحق بخدمة كنيسة أثيوبيا خدمة مرضية وقد أعطاه الله نعمة في عيون الأثيوبيين فحسبوه في عداد القديسين.
ومما يذكر عنه أنه استحضر من مصر عددًا من العمال الأقباط لنقش حجارة الكنائس بأثيوبيا.

قس يتزوج بعد وفاة زوجته:

حدث في زمن هذا البطريرك أن قسًا من البشمور ترمل بوفاة زوجته فتزوج بأخرى، فطردوه من بلده فمضى إلى الإسكندرية وأخذ يؤدي في كنائسها الخدمات الدينية. فلما نما خبره إلى البطريرك استاء أشد الاستياء ووبخ إكليروس الإسكندرية وسن قانونًا يقضي بأنه لا يجوز لأية كنيسة أن تقبل كاهنًا غير معروف ليؤدي بها الخدمات الدينية دون أن يكون معه تصريح كتابي بذلك من رئاسة الكنيسة.

إلغاء السيمونية:

شهد أحد المورخين المسلمين عن البابا يوحنا بأنه عاش حياته زاهدًا في المال فألغى السيمونية، وكان ثريًا، فلم يشأ أن يُثقل على الشعب في شيء، بل عاش كل أيام رئاسته يصرف على نفسه ومن معه، ويتصدق على الفقراء من ماله الخاص، وأبى إجابة مطالب الإسكندريين الباهظة حفظًا لمال الوقف، ولهذا توفرت أموال البطريركية، وكانت سببًا في طمع داود بن لقلق والسعي للاستيلاء عليها.
أخيرًا تنيّح هذا الأب الطاهر سنة 1216 م.، بعد أن قضى على الكرسي البطريركي نحو سبع وعشرين سنة وحزن عليه الجميع أقباطًا ومسلمون.
مما هو جدير بالذكر أنه منذ أيام هذا البطريرك بطل إرسال أساقفة إلى الخمس مدن الغربية وذلك نتيجة ارتداد أهلها عن المسيحية واعتناقهم الإسلام، وذلك بعد أن ذاقوا اضطهادًا مريرًا على يد الملوك البيزنطيين الملكانيين ثم حكام المسلمين.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 03:37 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا يوأنس أسقف البرلس

← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

رهبنته:

عاش في القرن السادس الميلادي، وكان معاصرًا للبابا دميانوس البطريرك الخامس والثلاثين. كان من أسرة كهنوتية عريقة كما كان وحيد أبويه، فلما توفّيا بنى بمالهما كنيسة ومضيفة للغرباء والمساكين، وكان يتولى خدمتهم بنفسه. وحدث ذات يوم أن جاء إلى المضيفة راهب كان قد حضر إلى المدينة ليبيع السلال التي جدلها الرهبان، وأخذ يتحدث عن روعة الرهبنة وجلالها، فكان لكلامه في نفس يوأنس أثر دفعه إلى أن يوزع أمواله على المساكين ويذهب إلى البرية إلى الدير الذي يرأسه الأنبا دانيال قمص شيهيت، وهناك توَّحد بعد أن قضى بضع سنين في الدير.

أسقف البرلس:

ألهم الروح القدس كهنة البرلس وشعبها أن ينتخبوا هذا القديس أسقفًا لهم. فما أن اعتلى كرسي الأسقفية حتى جاهد الجهاد الحسن في اقتلاع الزوان من بين الحنطة. فقد حدث في أيامه أن ادعى راهب من أهل الصعيد أن الملاك ميخائيل يوعز إليه بكل التعاليم التي ينادي بها والتي كانت غريبة عن الكنيسة، فضلل بعض السذج بهذا الادعاء. فلم يجد الأسقف يوأنس بدًا من أن يضع حدًا لهذا التضليل، فنشر رسالة ضمنها التعليم الأرثوذكسي، ثم جرّد هذا الراهب المبتدع من إسكيم الرهبنة.

رؤى سماوية:

مما يؤثر عن هذا الأسقف أنه في كل مرة يرفع الذبيحة الإلهية يؤخذ بها إلى حد أن نورًا سماويًا كان يشع من وجهه ويراه الشعب حين ينتهي من القداس فيبهر أنظاره.

قراءة السنكسار:

كتب هذا الأسقف العالِم كثيرًا من سير الشهداء والآباء والمعترفين، وأمر بقراءتها في الكنائس لتعليم الشعب، وبهذه الوسيلة وضع للكنيسة التقليد المعمول به للآن والذي يقضي بقراءة السنكسار كلما أقيمت شعائر القداس الإلهي.

نياحته:

بعد أن قضى السنين الطوال في الجهاد والتعليم أراد الله أن يريحه من مشاق هذا العالم فرأى في رؤيا الليل الأنبا أنطونيوس والأنبا مقاريوس ينبئانه بقرب انضمامه إلى كنيسة الأبكار، فجمع شعبه وحثه على المحبة المتبادلة والتمسك بالإيمان الأرثوذكسي حتى النفس الأخير ثم رقد بسلام.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 03:39 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس التاسع عشر البابا المائة وثلاثة عشر


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

رئيس دير البراموس:

وُلد بقرية دير ناسا التابعة لمركز البداري بمحافظة أسيوط سنة 1855 م.، وترهب في دير البراموس ثم رسمه البابا كيرلس الخامس سنة 1878 م. قمصًا ورئيسًا لدير البراموس، واستمر ما يقرب من عشرة سنوات يدير الدير بهمةٍ ونشاطٍ.

مطران البحيرة:

وفي سنة 1887 م. رُسِم مطرانًا للبحيرة باسم الأنبا يوأنس، وأضيفت إليه المنوفية بعد وفاة مطرانها. ثم عين وكيلًا للكرازة المرقسية واهتم بأن يكون بكل كنيسة جديدة أوقافًا خاصة للصرف من ريعها عليها، وضم أطيانًا للبطريركية بالإسكندرية. كما اهتم بالعلم والتعليم بالإسكندرية، فأصبحت المدارس المرقسية الكبرى من أكبر المدارس بالثغر.

بابا الإسكندرية:

قداسة البابا المعظم الأنبا يوأنس التاسع عشر، بابا الإسكندرية رقم 113
بعد نياحة البابا كيرلس الخامس صار الأنبا يوأنس قائم مقام بطريرك، وبعد أن أصدر المجمع المقدس قرارًا بجواز ترقية المطران إلى رتبة الباباوية تم تجليس البابا يوأنس التاسع عشر سنة 1929 م.

بعثات لليونان:

وقد أنشأ البابا يوأنس مدرسة للرهبان بحلوان، وتشجيعًا لطلبتها أرسل النابغين منهم إلى مدرسة ريزا ريوس ببلاد اليونان في بعثة تعليمية، وكان من بينهم القمص أقلاديوس الأنطوني الذي رُسِم مطرانًا لجرجا وبطريركًا فيما بعد باسم البابا يوساب الثاني.

اهتمامه بإثيوبيا:

كما اهتم بأثيوبيا ورسم لها الأنبا كيرلس مطرانًا، كما رسم لها خمسة أساقفة، وقد زار البابا أثيوبيا سنة 1930 م.
وقام البابا يوأنس أيضًا بعمل الميرون المقدس واهتم بزيارة الأديرة وخصوصًا دير البراموس.

ندمه لقبوله منصب البطريركية:

بعد أن جلس البابا يوأنس على كرسي مارمرقس أخذ يساوره شيء من الندم والأسى لقبوله منصب البطريركية، إذ كان يرى في نفسه أنه ليس أهلًا لها وأنه خالف القوانين التي تحرم على الأسقف أن ينتقل من كرسي إلى آخر.
ولكثرة هذه نام ذات ليلة فرأى في حلم جماعة بثياب البادية يهاجمونه بقيادة رجل أثيوبي، فالتفت إليهم مذعورًا وهو يقول: "أتتحد مع أعدائي محاولًا قتلي وأنت من أولادي؟" وإذا بالأثيوبي يقول له: "وأنت لماذا تركت مكانك الأول وجئت لتجلس على كرسي مارمرقس الرسول؟" عندئذ استيقظ البابا مضطربًا وكاد يسقط من سريره.
في عهده وقعت الحرب بين إيطاليا وأثيوبيا في سنة 1935 م. وانتهت باستيلاء إيطاليا على البلاد وانقطعت صلة الكرسي المرقسي بها، ولكن الحرب العالمية الثانية التي نشبت في 3 سبتمبر سنة 1939 م. كان من نتائجها أن أعيد إلى أثيوبيا استقلالها، وشاهد البطريرك بعينيه قبيل نياحته رجوع مطران أثيوبيا إلى كرسيه، وعودة كنيسة أثيوبيا إلى أحضان أمها كنيسة الإسكندرية.
وأخيرًا تنيّح البابا يوأنس في سنة 1942 م.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 03:41 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس الثالث عشر البابا الرابع والتسعون

https://st-takla.org/Pix/Egypt/Islami...rle-Vernet.jpg



عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810
← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

في أيام حكم قايتباي الوالي المملوكي الذي اتسم عهده بالهدوء النسبي في الصراع بين المماليك، اتفقت آراء الأساقفة والأراخنة بعد خمسة شهور من نياحة البابا يوأنس الثاني عشر على اختيار الراهب المتوحد "يوحنا" الملقب بابن المصري المولود في صدفا بمديرية أسيوط، وتمت رسامته في 10 فبراير 1484 م. في كنيسة العذراء بحارة زويلة المقر البابوي آنذاك، وحمل اسم سلفه "يوأنس" بلقب الثالث عشر.

حبه المتناهي للمعوزين والفقراء:

لقد تشابهت أيّامه مع المتنيّح البابا متاؤس المشهور بحبه المتناهي للمعوزين والفقراء، فلم يطرق بابه إنسان إلا ووجد حاجته دون نظر إلى سنٍ أو مذهبٍ أو دينٍ. فكان عطاؤه للكل بلا حدود، ومع هذا ازدهر البناء في الكنيسة في عصره بدرجة كبيرة جدًا، وبلغت الكنيسة شأوًا كبيرًا في الداخل والخارج، فكانت الخدمة الكنسية على أحسن أحوالها كمًّا وكيفًّا بمساندة الأنبا ميخائيل الرابع أحد أساقفته.
وقد قام البابا يوأنس بإحضار جسد القديس مرقوريوس أبي سيفين إلى الكنيسة المكرّسة باسمه في مصر القديمة بدرب البحر في سنة 1488 م.
عاش البابا فقيرًا من الناحية المادية، لكنه كان غنيًا في كل مجال، ففي الناحية العلمية كان ضليعًا في العلوم الكنسية وله كثير من المؤلفات في طقوس الكنيسة وفي تعاليمها تزود بها أهل عصره.

سيامة أسقف قبرصي:

ومن ناحية دور الكنيسة مسكونيًا، فقد وجه خطابًا بابويًا إلى أساقفة قبرص والخمس مدن الغربية وأثيوبيا. والجدير بالذكر أنه هو الذي رسم أسقفا قبرصيًا هو الأنبا ميخائيل القبرصي مطرانًا قبطيًا على قبرص ورودس، ولازال التأثير القبطي واضحًا في نقوش الكنائس والقصور فيهما حتى يومنا هذا، ولازالت إحدى كنائسنا هناك باسم القديس أنطونيوس ويوجد دير يحمل اسم أنبا مقاريوس وهو "سوري اجار" (دير أنبا مقار). وكان القبط آنذاك أحد فئات الشعب وضمن الإحصاء العام الذي اضطلع به التُرك بعد حكمهم الجزيرة لتحديد الضرائب.

إيبارشيات المدن الغربية:

https://st-takla.org/Pix/People-Celeb...lah-El-Din.jpg



صلاح الدين من مخطوط من القرن الخامس عشر
أما من ناحية الخمس مدن الغربية فيذكر المؤرخون أن المسيحية انتهت تمامًا فيها في بابوية الأنبا يوأنس السادس زمن حكم صلاح الدين الأيوبي، بعد أن كانت من أهم المراكز المسيحية التابعة للكرسي السكندري وكانت إبروشياتها عامرة تشغلها الأساقفة. لكننا نجد للقبط أسقفًا في عهد البابا يوأنس الثالث عشر حتى دخول العثمانيين شمال أفريقيا في العقد الثاني من القرن السادس عشر الميلادي وكان اسمه "قرياقوص"، وقد ترك هذا الأسقف إيبارشيته وعاد إلى مصر بعد الحكم العثماني لها وذهب إلى دير السيدة العذراء الشهير بالسريان حيث قضى بقية حياته. ونعرف من إيبارشيات المدن الغربية ما يلي: أفريقية وبرقه وبرنيقه وطرابلس الغرب ومراقية في ليبيا وتونس ودرنة وقابس وقيروان في تونس.

أسقف برتغالي لأثيوبيا:

أما من جهة أثيوبيا، فقد تعذر على البابا السكندري إرسال مطران قبطي - كالعادة - لأولاده الأثيوبيبن بسبب الخصومات بين سلاطين مصر المماليك وملوك أثيوبيا، مما دفع داود الثاني ملك أثيوبيا إلى مخاطبة البرتغال لتعيين أسقف وفعلًا رسم الحبر الروماني أسقفا للأثيوبيين، والعجيب أنه سماه "بطريرك الإسكندرية" وكان برتغاليًا اسمه (بواز بارموداز Poaz Parmodaz) رغم ما في ذلك من تَحَدٍّ واضح وصريح للأصول الأخوية ولقوانين المجامع المسكونية خصوصًا مجمع نيقية.
ولكن أصلحت الأحوال وأرسل داود الملك الأثيوبي أميرين أثيوبيين أحسن قنصوة الغوري استقبالهما واستقبلهما البابا المصري بالترحيب ووعدهم بإرسال أسقف مصري.

هجوم القبائل العربية على ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس:

والجدير بالذكر أن عصر المماليك اشتهر بالمتناقضات، ففي الوقت الذي عاش فيه الأقباط مع المسلمين في سلام إبان حكم قنصوه الغوري، وظهر ذلك في تعييدهم معًا بوفاء النيل وعيد النيروز، وازدهار هندسة البناء وزخرفة المباني والهندسة الزراعية وتقدم الطب خصوصًا طب العيون، إلا أن عدو الخير زرع شوكًا وسط الحنطة، فقد هجمت القبائل العربية المقيمة في الوجه القبلي على ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وحطموا كل ما فيها بعد أن قتلوا الرهبان، وكانوا كلما احتاجوا إلى وقود كانت الكتب المقدسة والمخطوطات والكتب الكنسية هي زاد هذا الوقود، ولازال أثر الحرائق واضحًا على رسوم وجدران الديرين، وإن كانت يد العمارة قد امتدت لتغسل عار همجية الغزاة الذين لم يراعوا حرمة عجوز أو ناسك أو كتاب يحث الناس على الفضيلة.

الشهيد صليب:

من الأسماء الشهيرة لشهداء القبط في عصر هذا البابا الجليل القديس "صليب" الذي لازال جسده لم يرَ فسادًا حتى يومنا هذا، وقد نقلت بعض مخلفاته إلي دير مارمينا العجايبى بمريوط. وقد نال إكليل الشهادة بعد أن صلبوه على صليب من خشب داروا به شوارع القاهرة فوق جمل، كأمر قضاة المسلمين الأربعة، ورغم هذا كان صامتًا ونعمة الله حالة على وجهه الذي كان يشع نورًا وقطع السياف رأسه بعد أن قال: "إنني عشت نصرانيًا وأموت نصرانيًا".

ضيق من المماليك:

من متناقضات العصر المملوكي أيضًا أنه رغم امتداد حكمهم لفترة طويلة واتساع سلطانهم إلى سوريا وقبرص والحجاز، ورغم اندحار الصليبيين والمغول على أيديهم، إلا أن المصريين لاقوا صنوفًا من الجور والتعسف والافتقار والمذلّة والضرائب الباهظة من السادة المماليك بالإضافة إلى الفتن والاضطرابات الداخلية، وكان القبط أوفر حظًا في تلك الإساءات التي امتدت إلى الكنائس والأديرة بالتخريب والتدمير.

تدمير الأديرة والكنائس:

من أشهر الأديرة التي دمرت في هذه الحقبة:
دير القصير - قلته - وكانت به أيقونات من أجمل الصور للقديسة العذراء مريم.
دير مار يوحنا ودير أبي مينا بمغارة شقلقيل على أعلى الجبل يطل على النيل ناحية منفلوط.
دير بقطر بمحاجر أبنوب، ودير أبو هرمينا الراهب الناسك، ودير السبعة جبال بأخميم، ودير أنبا بسادة أو بشادة من علماء النصارى.
دير نهيا بالجيزة، وكان كما يقول المؤرخ أنه كان من أنزه وأطيب المواقع وأجمل الأديرة.
إيسوس وله عيد في 15 بشنس وفيه بئر يعرف باسم إيسوس يفيض ماؤه في عيده، والعجيب أن هذا الدير كان أول من أعطى المصريين فكرة عمل مقياس لفيضان مياه النيل، إذ أن ارتفاع الماء في هذا البئر كان هو نفسه الارتفاع الطبيعي لفيضان نهر النيل.

دير يحنس القصير على رأس الجبل غربي أسيوط:

لم يفلت من التخريب سوى الدير الذي آوى السيدة العذراء مريم مع رب المجد في طفولته ويوسف النجار - دير العذراء بجبل درنكة بأسيوط أو دير قرية النصارى الصعايدة، ودير موشة خارج أسيوط وقد أقيم على اسم "توما الرسول الهندي". وكانت القبطية الصعيدية لهجة تلك المنطقة كما أنهم كانوا متبحّرين في القبطيات واللغة الرومية.
من الكنائس التي أصابها التخريب كنيسة بومينا الحمراء، أما كنيسة الألزهري التي كان بها كثير من النصارى فقد حفر الرعاع حولها من جميع الجوانب حفر عميقة حتى تقع وحدها دون تخريب، ولكن الغوغاء انتهزوا فرصة صلاة الجمعة والشوارع شبه خاوية وتركوا الصلاة وتسلقوا الكنيسة وخربوها عن آخرها، وأخذوا ما بها من تراث وستور وصور وجرار خمر شربوها وباعوا ما فضل عنهم وهم مترنحين. وخرجوا منها إلى كنيسة دير للبنات فكسروا أبوابها وسبوا البنات وحرقوها. وكنيسة أخرى في أخميم كان اسمها "إيسوتير" (المخلص) وكان فيها بئر إذا وُضع ماؤه في القنديل صار أحمرا كالدم. وكانت جميع الكنائس التي خربت مائة وستين كنيسة، ولم يبقَ منها سوى أربع كنائس. وعندما كانت الكنائس تخرب كانت البيوت تفتح للصلاة ونسي الأشرار الوعد الإلهي: "ها أنذا قد جعلت أمامك بابًا مفتوحًا في السماء".

انتعاش روحي:

رغم هذه الضيقات كانت الكنيسة في ازدهار منقطع النظير وكانت ممتلئة فرحًا وسلامًا بفضل راعيها السماوي وراعيها الأرضي الذي جاهد الجهاد الحسن مدة أربعين عامًا، وترك لنا رصيدًا كبيرًا وذخيرة روحية لا ينضب معينها في تعاليم الكنيسة وطقوسها.

نياحته:

لما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته في 5 فبراير سنة 1524 م.، في أرض الأحياء وتمت مراسيم الصلوات الجنائزية في كنيسة العذراء بحارة زويلة حيث دفن أيضًا مع سابقيه. وقد شاهدت بابويته نهاية دولة المماليك الجراكسة، إذ انتصر عليهم سليم الأول السلطان التركي وتحوّلت مصر أثنائها إلى ولاية تابعة للإمبراطورية العثمانية.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 03:43 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس الثامن البابا الثمانون


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

اضطهادات شديدة:

كان راهبًا في دير شهران (دير الأنبا برسوم العريان حاليًا)، وكان رئيسًا له ويُدعى يوحنا بن قديس. وعندما اُختير للبطريركية كان يُلَقَّب بابن القديس والمؤتمن. وقد سيم أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون الذي كان عهده عهد شؤم وكارثة كبرى على الأقباط. كما حدث في أيام رئاسة هذا البابا اضطهادات شديدة على الأقباط حتى ضجروا مما فُرِض عليهم من العوايد العديدة وسوء المعاملة، وشدة الاضطهاد بزعامة أحد وزراء المغرب الذي أتى إلى مصر بقصد إتمام فريضة الحج، فلم يرِق له أن القبط يتولّون أمور البلاد المالية، فحرَّض الأمراء على إذلال المسيحيين في البلاد بكافة الوسائل المؤدية إلى اضطهادهم بطرق تأباها الإنسانية.
قد حدث في زمانه أن كنائس القاهرة أُغلقت عدة أيام، وظلت مغلقة لمدة قصيرة وأن الأديرة الموجودة في الضواحي وغيرها لم تُمَس بسوء فضلًا عن كنائس الأقاليم، ولكن إذا انتقلنا إلى الإسكندرية وجدنا أنه حين وصلت الأوامر إليها بدأت في هدم الكنائس ومنازل النصارى.
قضى البابا يوأنس على الكرسي الرسولي ما يقرب من 20 سنة كانت كلها مفعمة بالأحزان وشديدة الوطأة عليه وعلى أبنائه المسيحيين، حتى أراحه الله من متاعب هذه الحياة ومشقات الاضطهاد وانتقل في 29 مايو سنة 1320 م. ودُفِن بدير شهران في أيام الملك محمد بن قلاوون.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 04:04 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس الثامن عشر البابا السابع بعد المائة


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

ارتفع الراهب يوسف الأنطوني إلى رأس الكنيسة المنظورة، في مصر وأثيوبيا والشرق الأوسط باسم أنبا يوأنس الثامن عشر، وذلك لما عرف عنه من طلاقة اللسان وعذوبة الصوت والمحبة الغامرة، وحب الخير للغير والسيرة العطرة والحياة الملائكية، وكانت سيامته بالإجماع بعد ستة أشهر تقريبًا من نياحة البابا مرقس السابع.
في عصر هذا البابا البسيط نسمع لأول مرة نمو المذاهب والطرق الصوفية، وهذا الاتجاه الديني له تفسيران: إما أنه هروب من الواقع والانطواء في قوقعه خاصة مع فئة أو جماعة تختار لها طريق حياتها ومظاهرها بعيدا عن أرض الواقع، أو أنه نوع من الهلوسة الدينية.
ومن عجب أن نجد أن الحكام يشجعون مثل هذه الطرق كوسيلة للهو الناس عن مساوئ الحكم واتجه الناس للغناء الشعبي، وتباروا في تقديم الموشحات والعروض، ومن ضمنها الفروسية ورقص الخيل والألعاب النارية، وانشغل الجميع عن الدولة العثمانية بمفاسدها وعن الفتن والمؤامرات.
من أشهر رجالات الكنيسة في هذا العصر المعلم نيروز كاتب رضوان كتخذا الذي نجح في الحصول على فتوى صريحة من الشيخ الشبراوي شيخ الإسلام بحق الأقباط في زيارة الأماكن المقدسة، وكانت هذه الفتوى سببًا في ضيق المسلمين وتعسفهم مع الأقباط. وكانت مظاهر ذلك تحريم ركوب الخيل عليهم وتحريمهم استخدام المسلمين في خدمتهم. ووسط هذا وذلك تحمُّل الكنيسة نيرها وتلقي بثقلها في أحضان الآب السماوي، معلنة مع المرنم الذي يقول: "نصيبي هو الرب قالت نفسي".
أرسل الحبر الروماني رسولًا راهبًا اسمه "برثلماوس" يطلب من البابا السكندري الانضواء تحت لواء الكرسي الروماني لحماية الكنيسة القبطية من بطش حكام وولاة الدولة العثمانية، ناسين أو متناسين أن حامي الكنيسة هو رب المجد وأنه "مبارك شعبي مصر" وأن "أبواب الجحيم لن تقوَ عليها". وقابل البابا الرقيق رسول العاهل الروماني بأدبٍ جم ومحبة متناهية، وأرسله بمندوبه إلى أنبا يوساب الأبح أسقف جرجا الذي طلب منه البابا أن يرد على رسالة الحبر الروماني بالرفض في أدب رفيع. وقد رد عليه ردًا حازمًا حاسمًا قاطعًا لكل شك، مؤيدًا بأقوال الآباء الكبار وقرارات المجامع المسكونية التي أكدت الطبيعة الواحدة للإله الكلمة المتأنس، وكان لهذه الرسالة رد فعل عجيب إذ توقف بعدها العاهل الروماني عن إرسال مبشرين إلى مصر، تلك البلد الذي حباها الله هذا الإيمان العميق والتفسير اللاهوتي الدقيق.

صراعات سياسية:

أما أحوال مصر في أثناء حبرية البابا يوأنس الثامن عشر فقد كانت سلسلة من الصراعات بين أتباع على بك الكبير والسلطان. وإن نجح السلطان العثماني عبد الحميد الأول في إخضاع مكة بحملة قادها أبو الذهب كما قادها على دمشق، إلا أن علي بك الكبير نجح في استمالة أبو الذهب وانضم إليه عند الصالحية، وبعدها مات علي بك الكبير دون أن يحقق حركته الانفصالية عن الدولة العثمانية، لأنه لم يشغل طاقات الشعب المصري الذي كره حكام الأتراك، وإن كان قد نجح على بك الكبير دون قصد في إزكاء الوطنية في المصريين، إذ تطلعت أنظارهم إلى استقلال مصر عن الحكم العثماني، وأشهر مظاهر استقلاله أنه صك النقود باسمه.

أراخنة القبط:

من أشهر الأراخنة القبط في ذلك العصر المعلم غبريال شنودة الذي كان وكيلًا لسلطان دارفور ومكلفًا بتجهيز الكسوة الشريفة لإرسالها لمكة كل عام.
والمعلم رزق الذي ائتمنه على بك الكبير على صك النقود.
والمعلم إبراهيم الجوهري محب الكنيسة وعمارتها في وقت اشتد فيه حسن باشا التركي على القبط، وأمرهم بعدم ركوب الخيل وعدم استخدام المسلمين، وعدم بناء عمارات فخمة أعلى من المسلمين، ولا يلبسون ملابس زاهية، ولا يحملون اسمًا مشتركًا مع المسلمين.
ومنهم أيضًا المعلم رزق أغا المتضلع في الحساب والفلك والتعاليم الكنسية، وكان نزيهًا خادمًا للكل، اعتمد عليه على بك الكبير في تسيير دفة الأمور، وكان مسئولًا عن المحافظة على النظام في مديريه الشرقية، ونجح في القضاء على العابثين والناهبين في تلك البقاع. وارتفع شأن النصارى في عهد على بك الكبير بفضل كاتبه رزق ومساعده المعلم إبراهيم الجوهري، الذي اغتاله محمد بك أبو الدهب رغم خدماته الجليلة، وعلق جثته على باب زويلة يومين.
والأرخن الكبير المعلم لطف الله أبو شاكر ناظر دير كوكب البرية أنبا أنطونيوس، الذي بنى كنيسة الرسل ورمم كنيسة أنبا مرقس وقام البابا بتكريسها، والمعلم تكلا سيداروس والمعلم ميخائيل فرحات.
من الأساقفة المشهورين أيضًا بالإضافة إلى أنبا يوساب الأبَحْ أنبا بطرس أسقف منفلوط الذي وضع كتابًا خاصَا بتكريس الكنائس، والقس عطية صاحب الصيت الحسن والخط، الذي نسخ معظم الكتب لينفق الرهبان من بيعها على احتياجات الدير واحتياجاتهم.
ظل هذا البابا الوقور مجاهدًا في حفظ كنيسة الله من المتاعب الداخلية، ممثلة في هجمات الغوغاء والرعاع على الكنائس والأديرة، والتعب الخارجي ممثلًا في كنيسة روما، والأسقف الروماني المُرسل إلى مصر، حتى أسلم روحه الهادئة في يد باريها سنة 1797 م.، بعد جهاد دام ما يزيد على الربع قرن، ودفن في مقابر البطاركة في مصر القديمة.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 04:07 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس الثاني عشر البابا الثالث والتسعون



https://st-takla.org/Pix/Egypt/Islami...rle-Vernet.jpg

St-Takla.org Image: Mamluke An Ottoman Mamluk, from 1810 by Carle Vernet
صورة في موقع الأنبا تكلا: مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810
← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

انقضت فترة طويلة جدًا منذ نياحة البابا ميخائيل الرابع سنة 1477 م. دون الاتفاق على رأي واحد لاختيار البابا الجديد، واستمر الخلاف حوالي ستة وعشرين شهرًا أيضًا، وأخيرًا اتفقت الآراء تقريبًا على اختيار راهب من دير المحرق باسم يوحنا ليعتلي السدة المرقسية.
العجيب أن خدمته لم تدم طويلًا إذ قضى ما يقرب من 40 شهرًا فقط رأسًا للكنيسة المجاهدة دخل بعدها إلى كنيسة الأبكار، وظل المقر البابوي كما هو في كنيسة العذراء بحارة زويلة ودفن في دير شهران. ولم تواجهه متاعب ولا ضيقات من جانب الأمراء المماليك ولا غيرهم إذ كانوا منشغلين في أمورهم ومتناحرين على المناصب في زمن قايتباي.
مما يذكر عن هذا البابا الجليل أنه أهدى كتاب "الطب الروحاني" إلى الأنبا إبرآم الذي ترأّس حفل رسامته.

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 04:12 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس الحادي عشر البابا التاسع والثمانين

← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

بعد نياحة البابا غبريال الخامس كان يسوس إدارة الكنيسة راهب من دير طره يدعى ميخائيل، وكان يؤيده الكثيرون لنوال البطريركية، لكن إرادة الله سمحت أن يختار القس الأسعد أبو الفرج بطريركًا.
كان كاهنًا لكنيسة أبي سيفين بدرب البحر بفسطاط مصر، وكان مشهورًا بالفضيلة والعلم ويقوم بالتدريس في مدرسة قبطية عظيمة بالمكس. وتمت رسامته كالعادة بالإسكندرية في مايو 1427 م. بعد أربعة أشهر من نياحة سلفه، وكان معاصرًا الأشرف برسباي المملوكي.

أزمات اقتصادية صعبة:

وبالرغم من هدوء الأحوال السياسية إلا أن مصر واجهت في عهده أزمات اقتصادية صعبة نتجت عن انخفاض مياه النيل وحدوث زلزال مدمر وتفشي وباء الطاعون.

زيارة البطريرك الأنطاكي مصر:

من الأحداث الهامة في حبريّة هذا البابا أن زار مصر البطريرك الأنطاكي سنة 1430 م.، وصلى الاثنان قداسًا حبريًا كأعضاء كثيرون في جسد المسيح الواحد. واستجاب البابا القبطي لمطالب أخيه الأنطاكي وبدأ صلوات تكريس الميرون المقدس لتحصل إنطاكية على احتياجاتها منه.

إغلاق بعض الكنائس:

من ناحية الدولة أصدر أحد شيوخ المسلمين فتوى بضرورة الكشف على الكنائس وهدم ما أُضيف إليها وجُدِد فيها، وبالفعل أُغلِقت بعضها لحين التحقيق ومن نعمة الله أن أعيد فتحها.
ثم دَعَى السلطان المملوكي إلى مجلس من شيوخ المسلمين والبطريرك القبطي ورؤساء الطوائف اليهودية في مصر، وألزموهم إلزامًا شرعيًا بعدم تجديد كنيسة أو دير أو صومعة أو معبد.
حاول ملك أثيوبيا مطالبة السلطان المملوكي بمعاملة القبط في مصر كما يتعامل المسلمون في بقاعهم، ودلل على ضيق القبط وقتلهم وصعوبة أدائهم الشعائر الدينية، مما ضايق السلطان المملوكي ظنًا أن القبط شكوا له سوء أحوالهم. والعجيب أن السلطان المملوكي لم ينفِ ما قيل بل اتهم القبط بالتشهير، وقبض على البابا وأمر بضربه ضربًا مبرحًا. ولما تأخر الوفد المملوكي لدى ملك أثيوبيا الذي سجنهم، قبض السلطان على البابا وألزمه بالكتابة لملك أثيوبيا يطالبه بسرعة إعادة الوفد وإلا قضى السلطان المملوكي على القبط، فماطل الملك الأثيوبي ثم أعاد الوفد، فقبض السلطان على البابا ثالثة وأمر بضربه وسجنه والزمه إلا يرسم مطرانًا أو أسقفا أو كاهنًا لأثيوبيا إلا بعد الرجوع إليه، وحذره إن لم ينفذ الأمر سيضرب عنقه، وشهد شيوخ المسلمين للمذاهب الأربعة على الحكم.
كان موقف السلطان مشجعًا للرعاع للتشبث بمعاداة القبط، وحدثت أحداث مؤسفة كثيرة راح ضحيتها كثيرون.
ولم يقف السلطان المملوكي عند هذا الحد بل أصدر أمرًا ألا يُعالِج الأطباء القبط واليهود المسلمين، وإن رفض عقلاء المسلمون تنفيذ ذلك لثقتهم في أمانة ومهارة القبط، كما أمر القبط ألا يستخدموا جاريات مسلمات.

نضب نهر النيل:

وكأن السماء (واقفة) للسلطان المملوكي بالمرصاد، فنضب نهر النيل وساد الكساد، ودعى السلطان للصلاة في كل مكان ولا مجيب، فاستمال القبط للصلاة، فدعى البابا للصلاة من أجل العباد والبلاد، ففاض النيل في زمن الانحسار. لم يكتفِ السلطان بما فعله بالبابا والقبط بل وأصدر أمرًا آخرً بطرد القبط من مناصبهم وإبقاء من أعلن إسلامه منهم، فتحوّل كثيرون ممن استهوتهم المناصب الأرضية إلى غير دين المسيح وجحدوا الإيمان، ولم ينقذهم ذلك من غضب السلطان فصادر الأموال وبدد الشمل.
على أن الله لا يترك نفسه بلا شاهد في أي زمان أو مكان، وكأن الضيقة سمة أساسية من سمات الفرح في المسيحية، فظهرت المدائح والترانيم وانتظم الشعب في الاجتماعات والوعظ، وجال الأساقفة مع الكهنة يشددون من أزر القبط ويرفعون الصلوات. ووسط هذا وذاك لبّى البابا نداء السماء في 4 مايو سنة 1452 م.، في سلطنة فخر الدولة عثمان بن القائم بأمر الله الملقب بالمنصور، ودفن في دير الخندق (أنبا رويس الآن) إلى جوار البابا متاؤس الأول.

مجمع فلورنسا بإيطاليا:

في أيام البابا يوحنا الحادي عشر اجتهد ملوك الإفرنج وعلى رأسهم ملك القسطنطينية على إيجاد اتحاد بين مسيحي الشرق والغرب. بعد تفكير طويل استقر الرأي على عقد مجمع بمدينة فلورنسا لهذا الهدف، يحضره أسقف روما وبطريرك القسطنطينية وغيرهما من نواب الشعب الأرثوذكسي. أرسلت الكنيسة القبطية نائبًا من قبلها لحضور المجمع يُدعى يوحنا، وهو رئيس دير الأنبا أنطونيوس لكنه وصل فلورنسا بعد انفضاض المجمع. وكانت نتيجة المجمع عودة الاتحاد بين كنيستى اليونان والرومان وعاد رؤساء الكنائس إلى بلادهم بنية الاجتماع مرة أخرى، لكن لم يتحقق الاتحاد الذي سعى إليه الملوك لأن طلبات أسقف روما تجاوزت الحدود.
ادعى البعض أن ارسال مندوب من مصر يعني خضوع الإسكندرية لبابا روما. تُعلق المؤرخة الإنجليزية بوتشر على ذلك بقولها: "ولكني أقول أنها لو كانت خاضعة له من قبل كما يقولون لما كان يعين بطريركًا خاصًا له في إيبارشية الإسكندرية ذاتها التي فيها البطريرك القبطي مما يثبت صحة الانفصال وعدم الخضوع..."

Mary Naeem 25 - 10 - 2012 04:14 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا يوأنس الخامس عشر البابا التاسع والتسعون


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

لم ينقضِ أسبوع واحد على انتقال أنبا مرقس الخامس البطريرك الثامن والتسعين سنة 1619 م. حتى اتفقت الآراء بسرعة عجيبة على اختيار الراهب الأنطوني "يوحنا الملواني" العالم بالكتب المقدسة المشتهر بنقاوة القلب والتقوى والورع، وكانت رسامته في أيام السلطان عثمان وولاية مصطفى باشا والي مصر.

القاضي العادل:

من سمات هذا الأب المبارك عطفه الشديد على الكهنة، ولم يكن يحابي بالوجوه، كسيده لم يكن يظلم أحدًا، لذا لقبوه باسم "القاضي العادل".

أوبئة ومجاعات واضطرابات في أيّامه:

سنة 1622 م. حدث وباء أُطلق عليه الموت الأسود، كما حدث وباء آخر سنة 1625 م.، وخلال هذه الأوبئة والمجاعات والاضطرابات ذاق الأقباط ظلمًا مضاعفًا، فكثيرًا ما كانوا يلزمونهم بالسير على الشمال ليتركوا اليمين لغيرهم، وكثيرًا ما كانوا يمنعونهم من ركوب الخيل. وما هو أَمَرّ من هذا كله كثيرًا ما كانوا يمنعونهم من إقامة شعائرهم الدينية والتضييق عليهم بكل نوعٍ.
رغم اضطراب البلاد من جراء الضيق الذي فرضه الأتراك على المصريين عامة والقبط خاصة، والتعسف في جمع الضرائب بأنواعها، فان البابا السكندري قام برحلتين رعويتين يُثَبِّت فيها المؤمنين بحب جارف نحو الكنيسة.

رجل مبادئ:

وكانت مبادئ البابا سببًا في القضاء عليه، ففي طريق عودته من رحلته الثانية في أنحاء مصر دخل بيت رجل غنى قبطي في أبنوب عُرف عنه عادة التَسَرِّي المرفوضة. وإذ انتهره البابا ناصحًا إيّاه أن يقلع عنها لم يقبل النصح والإرشاد فقط بل وأيضًا دسّ السم لسيده في الطعام، مما أدى بحياته في طريق عودته إلى مقر كرسيه، وكان ذلك سنة 1629 م. في أيام السلطان مراد الرابع، وصلّوا عليه في دير القديس أنبا بشاي بالبياضة.

الكاثوليك في أثيوبيا:

في عهده مات الملك الأثيوبي الذي اعتنق الكاثوليكية وتولى ابنه باسيليوس الحكم فاضطهد تابعي الكاثوليك، وطلب من بابا الإسكندرية أن يرسل إليه مطرانًا. سمح للمرسلين الكاثوليك بالبقاء في بلاده بشرط إلا يتعرضوا لعقيدة أهلها.
أدرك أنهم يعملون على استحضار جيش البرتغاليين لتأييد مذهبهم بالقوة فأمرهم بالرحيل، لم يطيعوا الأمر واتفقوا مع أحد العظماء في أثيوبيا وكان عاصيًا للملك واتحدوا معه. لكنه بعد اتحادهم معه باعهم عبيدًا لتجار الأتراك، فاستخلصهم الملك من أيدي التجار، لكن الشعب قام بقتلهم، إذ أدركوا الدسائس التي يمارسونها. بهذا هدأت البلاد، ومنع الأثيوبيون دخول الغرباء لغير التجارة وكسب العيش.

مخطوطاته وكتاباته:

ترك هذا البابا الجليل مخطوطات عن القراءات اليومية في الكنيسة "القطمارس" مكتوبة بطريقة شعرية، وصلوات البصخة تبعًا لما رتّبه أنبا غبريال بن تريك البابا السبعون، وكاتبها القس يوسف الزير البرماوى، باللغات القبطية والعربية والتركية، وإبصالية للشهيد العظيم مار جرجس مرتبة بالحروف الأبجدية القبطية، وله أيضًا كتاب "اللقّان" فيه مديحًا لقديسي برية شيهيت.


الساعة الآن 11:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025