![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg يلعب الإيمان دورًا محوريًا في مساعدتنا في التغلب على انعدام الأمان في صداقاتنا. فمن خلال إيماننا بمحبة الله التي لا تتغير وخطته الإلهية لحياتنا يمكننا أن نجد الشجاعة والثقة في الإبحار في مياه العلاقات الإنسانية المضطربة أحيانًا. إيماننا يذكرنا بقيمتنا المتأصلة كأبناء الله. وكما يعلن صاحب المزامير: "أَحْمَدُكَ لِأَنِّي مَخُوفٌ وَعَجِيبٌ مَخْلُوقٌ" (مزمور 139:14). عندما نؤمن بهذا حقًا، فإننا نقترب من صداقاتنا من مكان الثقة بالنفس، مدركين أن قيمتنا لا تعتمد على موافقة أو قبول الآخرين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg يعلمنا الإيمان أن نثق في عناية الله. كما نقرأ في سفر إرميا: "لأَنِّي عَالِمٌ بِخُطَطِي الَّتِي عِنْدِي لَكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، خُطَطٌ لِلْخَيْرِ لاَ لِلشَّرِّ، لأُعْطِيَكُمْ مُسْتَقْبَلاً وَرَجَاءً" (إرميا 29:11). تتيح لنا هذه الثقة أن نتحرر من قبضتنا على التحكم في كل جانب من جوانب صداقاتنا، وبدلاً من ذلك نطمئن إلى معرفة أن الله يعمل كل شيء لخيرنا (رومية 8: 28 |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg يوفر لنا إيماننا جماعة من المؤمنين الذين يمكنهم دعمنا وتشجيعنا. يحثنا كاتب الرسالة إلى العبرانيين على "أَنْ نَنْظُرَ كَيْفَ يُحَرِّضُ بَعْضُنَا بَعْضًا عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، غَيْرَ مُهْمِلِينَ الِاجْتِمَاعَ مَعًا كَمَا هِيَ عَادَةُ الْبَعْضِ، بَلْ يُشَجِّعُ بَعْضُنَا بَعْضًا" (عبرانيين 24:10-25). في شركة المؤمنين الآخرين، يمكننا أن نجد القوة والمساءلة والطمأنينة بأننا لسنا وحدنا في صراعاتنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg أن الإيمان يزودنا بثمار الروح - المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف واللطف والصلاح والإخلاص والوداعة وضبط النفس (غلاطية 22:5-23). عندما ننمي هذه الصفات في حياتنا من خلال علاقتنا مع الله، نصبح أكثر أمانًا في أنفسنا وأكثر قدرة على التعامل مع تعقيدات الصداقات. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg يعلمنا إيماننا قوة المغفرة والنعمة. عندما نختبر غفران الله في حياتنا، نكون أكثر قدرة على تقديم نفس الغفران لأصدقائنا عندما يخيبوننا أو يؤذوننا. هذه القدرة على المسامحة وإظهار النعمة يمكن أن تساعد في كسر حلقة انعدام الأمن التي غالبًا ما تنبع من الأذى أو الخيانة في الماضي. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg يعطينا الإيمان منظورًا أبديًا لعلاقاتنا الدنيوية. كما يذكّرنا بولس قائلاً: "فلا نفقد القلب. فمع أن ذواتنا الخارجية تزول، إلا أن ذواتنا الداخلية تتجدد يومًا بعد يوم. لأن هذا الضيق المؤقت الخفيف يهيئ لنا ثقل مجد أبدي يفوق كل مقارنة" (2 كورنثوس 16:4-17). يساعدنا هذا المنظور على التمسك بصداقاتنا بيدين مفتوحتين، مدركين أنها وإن كانت مهمة، إلا أنها ليست مطلقة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg كيف يمكننا أن نزرع الأمان والثقة في صداقاتنا التي تشبه المسيح إن تنمية الأمان والثقة الشبيهة بالمسيح في صداقاتنا هي رحلة إيمان وتأمل ذاتي وممارسة مقصودة. دعونا نفكر كيف يمكننا أن ننمو في هذا المجال، على مثال ربنا يسوع. يجب أن نتأصل بعمق في محبة الله. كما يذكرنا الرسول يوحنا: "نَحْنُ نُحِبُّ لِأَنَّهُ أَحَبَّنَا أَوَّلًا" (1 يوحنا 4: 19). عندما نستوعب حقًا عمق وثبات محبة الله لنا، يمكننا أن نقترب من صداقاتنا من مكان الامتلاء بدلاً من الاحتياج. اقضِ وقتًا في الصلاة والتأمل في الكتاب المقدس، واسمح لحقيقة محبة الله أن تتخلل قلبك وعقلك. ثانيًا، دعونا نقتدي بالمسيح في نكران الذات في الصداقات. قال يسوع: "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَصْدِقَائِهِ" (يوحنا 15: 13). في حين أننا قد لا نكون مدعوين لأن نضحي بحياتنا حرفيًا، يمكننا أن ننمي روح نكران الذات من خلال وضع احتياجات أصدقائنا قبل احتياجاتنا. هذا الحب غير الأناني يحررنا من عدم الأمان الذي غالبًا ما يأتي من البحث المستمر عن التحقق أو الاستحسان. يجب أن نمارس الضعف، تمامًا كما فعل المسيح مع تلاميذه. شارك يسوع أفراحه وأحزانه وحتى لحظات صراعه مع أصدقائه. تذكروا كلماته في بستان جثسيماني: "إِنَّ نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ، فَامْكُثُوا هُنَا وَانْظُرُوا مَعِي" (متى 26:38). إن الثقة الحقيقية في الصداقات لا تأتي من تقديم واجهة مثالية، بل من أن نكون أصيلين ونسمح للآخرين برؤية ذواتنا الحقيقية. يجب علينا أيضًا أن نسعى جاهدين لتنمية شعور قوي بالهوية في المسيح. يشجعنا بولس قائلاً: "لَسْتُ أَنَا بَعْدُ أَنَا الَّذِي أَحْيَا، بَلِ الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي يَحْيَا فِيَّ" (غلاطية 20:2). عندما تكون هويتنا راسخة في المسيح، فإننا أقل عرضة للاهتزاز بسبب آراء أو أفعال الآخرين. هذه الهوية المتمحورة حول المسيح تعطينا الثقة لنكون على طبيعتنا في صداقاتنا، دون خوف من الرفض. دعونا ننمي التواضع، مقتدين بربنا الذي "أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ" (فيلبي 7:2). الثقة الحقيقية ليست في تأكيد تفوقنا، بل في الاعتراف بقيمتنا مع تقديرنا للآخرين على قدم المساواة. هذه الثقة المتواضعة تسمح لنا ببناء صداقات قائمة على الاحترام والتقدير المتبادلين. يجب أن نتعلم أيضًا أن نتعلم أن نثق في سيادة الله على علاقاتنا. وكما يخبرنا سفر الأمثال: "كَثِيرَةٌ هِيَ الْخُطَطُ فِي فِكْرِ الإِنْسَانِ، وَلَكِنَّ قَصْدَ الرَّبِّ هُوَ الثَّابِتُ" (أمثال 19:21). عندما نثق في أن الله هو المسيطر، يمكننا أن نتخلص من قلقنا بشأن مستقبل صداقاتنا ونستمتع بها في الوقت الحاضر. أخيرًا، دعونا نمارس الغفران والنعمة في صداقاتنا، تمامًا كما غفر لنا المسيح وأظهر لنا النعمة. "كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، رُحَمَاءَ الْقُلُوبِ، مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ فِي الْمَسِيحِ" (أفسس 32:4). عندما نمنح المغفرة والنعمة لأصدقائنا، فإننا نخلق بيئة من الأمان حيث يمكن أن تُرتكب الأخطاء ويمكن أن يحدث النمو. إن زراعة الأمان والثقة الشبيهة بالمسيح في صداقاتنا هي عملية تستمر مدى الحياة. إنها تتطلب صبرًا ومثابرة وتوجهًا مستمرًا نحو ربنا للإرشاد والقوة. وبينما نحن ننمو في هذه المجالات، عسى أن نصبح شهادات حية لقوة محبة المسيح التحويلية في علاقاتنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg إن تنمية الأمان والثقة الشبيهة بالمسيح في صداقاتنا هي رحلة إيمان وتأمل ذاتي وممارسة مقصودة. دعونا نفكر كيف يمكننا أن ننمو في هذا المجال، على مثال ربنا يسوع. يجب أن نتأصل بعمق في محبة الله. كما يذكرنا الرسول يوحنا: "نَحْنُ نُحِبُّ لِأَنَّهُ أَحَبَّنَا أَوَّلًا" (1 يوحنا 4: 19). عندما نستوعب حقًا عمق وثبات محبة الله لنا، يمكننا أن نقترب من صداقاتنا من مكان الامتلاء بدلاً من الاحتياج. اقضِ وقتًا في الصلاة والتأمل في الكتاب المقدس، واسمح لحقيقة محبة الله أن تتخلل قلبك وعقلك. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg دعونا نقتدي بالمسيح في نكران الذات في الصداقات. قال يسوع: "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَصْدِقَائِهِ" (يوحنا 15: 13). في حين أننا قد لا نكون مدعوين لأن نضحي بحياتنا حرفيًا، يمكننا أن ننمي روح نكران الذات من خلال وضع احتياجات أصدقائنا قبل احتياجاتنا. هذا الحب غير الأناني يحررنا من عدم الأمان الذي غالبًا ما يأتي من البحث المستمر عن التحقق أو الاستحسان. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg يجب أن نمارس الضعف، تمامًا كما فعل المسيح مع تلاميذه. شارك يسوع أفراحه وأحزانه وحتى لحظات صراعه مع أصدقائه. تذكروا كلماته في بستان جثسيماني: "إِنَّ نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ، فَامْكُثُوا هُنَا وَانْظُرُوا مَعِي" (متى 26:38). إن الثقة الحقيقية في الصداقات لا تأتي من تقديم واجهة مثالية، بل من أن نكون أصيلين ونسمح للآخرين برؤية ذواتنا الحقيقية. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يجب علينا أن نسعى جاهدين لتنمية شعور قوي بالهوية في المسيح.
يشجعنا بولس قائلاً: "لَسْتُ أَنَا بَعْدُ أَنَا الَّذِي أَحْيَا، بَلِ الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي يَحْيَا فِيَّ" (غلاطية 20:2). عندما تكون هويتنا راسخة في المسيح، فإننا أقل عرضة للاهتزاز بسبب آراء أو أفعال الآخرين. هذه الهوية المتمحورة حول المسيح تعطينا الثقة لنكون على طبيعتنا في صداقاتنا، دون خوف من الرفض. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg دعونا ننمي التواضع مقتدين بربنا الذي "أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ" (فيلبي 7:2). الثقة الحقيقية ليست في تأكيد تفوقنا، بل في الاعتراف بقيمتنا مع تقديرنا للآخرين على قدم المساواة. هذه الثقة المتواضعة تسمح لنا ببناء صداقات قائمة على الاحترام والتقدير المتبادلين. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg يجب أن نتعلم أن نثق في سيادة الله على علاقاتنا. وكما يخبرنا سفر الأمثال: "كَثِيرَةٌ هِيَ الْخُطَطُ فِي فِكْرِ الإِنْسَانِ، وَلَكِنَّ قَصْدَ الرَّبِّ هُوَ الثَّابِتُ" (أمثال 19:21). عندما نثق في أن الله هو المسيطر، يمكننا أن نتخلص من قلقنا بشأن مستقبل صداقاتنا ونستمتع بها في الوقت الحاضر. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg دعونا نمارس الغفران والنعمة في صداقاتنا، تمامًا كما غفر لنا المسيح وأظهر لنا النعمة. "كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، رُحَمَاءَ الْقُلُوبِ، مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ فِي الْمَسِيحِ" (أفسس 32:4). عندما نمنح المغفرة والنعمة لأصدقائنا، فإننا نخلق بيئة من الأمان حيث يمكن أن تُرتكب الأخطاء ويمكن أن يحدث النمو. إن زراعة الأمان والثقة الشبيهة بالمسيح في صداقاتنا هي عملية تستمر مدى الحياة. إنها تتطلب صبرًا ومثابرة وتوجهًا مستمرًا نحو ربنا للإرشاد والقوة. وبينما نحن ننمو في هذه المجالات، عسى أن نصبح شهادات حية لقوة محبة المسيح التحويلية في علاقاتنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173782804093331.jpg الثقة المتواضعة تسمح لنا ببناء صداقات قائمة على الاحترام والتقدير المتبادلين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس ألوتاريوس واستشهاده مع أمّه حبًّا بالمسيح تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار الشهيدين ألوتاريوس وأمّه في 15 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. أبصر ألوتاريوس النور في مدينة روما عام 70. كان والده أوجانيوس من قضاة المدينة، لكنّه مات بينما كان ابنه طفلًا. فربّته أمّه آنثيا المشتعلة بروح التقوى على أسس الإيمان المسيحيّ التي كانت قد بلغتها عن بولس الرسول. وهكذا تسلّح ألوتاريوس بمحبّة المسيح وعيش الفضيلة. كما سلّمته والدته إلى البابا القدّيس أناكليتوس الذي اهتمّ بتثقيفه، فحصّنه بالعلوم الدينيّة ودرس الكتب والقوانين المقدسة، حتّى أصبح متمكّنًا منها. رسمه البابا أناكليتوس شماسًا ومن ثمّ كاهنًا. وبعدها رسمه البابا إسكندر الأوّل أسقفًا وكان عمره عشرين سنة، وسلّمه الرعيّة التي تقع في إقليم إليريا، فأدار كنيسته بكلّ غيرة وأمانة رسوليّة. وفي أيّامه اندلعت شرارة اضطهاد المسيحيّين على يد الملك أدريانوس، فقبض عليه حاكم مدينة سيينا وأمره بتقديم السجود للأوثان. لكنّ ألوتاريوس رفض أوامره بكلّ جرأة، وعبّر عن محبّته للمسيح مؤكّدًا أنّه لا يسجد إلّا له وحده. عندئذٍ، أمر ذلك الحاكم الشرير بتعذيبه. فعمد الجلّادون إلى ضربه بالسياط وإلقائه على سرير محمّى بالنار، وبعدها سكبوا الزيت المغلي عليه. وأمام هول الآلام ظلّ القدّيس صابرًا يمجّد المسيح ويشكره. فدُهش الحاكم ممّا أبصره، وآمن هو وجميع الذين كانوا معه. وحين وصل خبر ما حصل إلى الملك، أصدر أوامره بقطع رؤوسهم جميعًا، ومن بينهم ألوتاريوس. فجاءت أمّه إلى المكان كي تضمّ جسد ابنها المخضّب بالدم، فضرب الجنود عنقها هي أيضًا، وهكذا فازوا جميعهم بإكليل النصر الأبديّ في النصف الأوّل من القرن الثاني. يا ربّ، علّمنا على مثال هذا القدّيس وأمّه كيف نحبّك ونُمجّدك ونشكرك في كلّ حين، حتى في وقت الألم، فلك وحدك نسجد إلى الأبد. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس ألوتاريوس واستشهاده مع أمّه حبًّا بالمسيح |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/168369193099021.jpg الأب حنّا اسكندر في عيد قدّيس كفيفان الحرديني رجل إصلاح وعمران تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس نعمة الله الحرديني في 14 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. وبهذه المناسبة، يطلّ عبر «آسي مينا» الأب د. حنا اسكندر من الرهبانية اللبنانية المارونية، ليُخبرنا عن هذا القدّيس المُعلِّم والمُدبِّر، وما تميّز به حتّى بلغ حدود القداسة. ينطلق اسكندر: «الأب نعمة الله الحرديني قدّيس عظيم، أجرى إصلاحات في الرهبنة، وهو رجل عمران. عاش الفقر، وكان معلّمًا للأطفال وطلّاب اللاهوت، فتميّز بمحبّته لهم وبهدوئه وشرحه المتكرّر بلا تعب، كما كان مدبّرًا حكيمًا». ويردِفُ: «أمّا في ما يخصّ القول إنّ القدّيس شربل هو تلميذه، فأنا أشكّ في ذلك؛ أوّلًا لأنّه كان تلميذًا للأب أليشاع، وهو شقيق القدّيس نعمة الله الحرديني. ومن ثمّ حين درس شربل اللاهوت، كان الحرديني وقتها مدبّرًا. لكن من المحتمل أنّ القدّيس شربل قد التقاه وشارك في رياضات روحيّة معه واعترف عنده، ولكن من المؤكّد أنّه حضر دفنه برفقة خاله الأب دانيال الذي كان مرشدًا للقدّيس الحرديني». ويكشِفُ اسكندر: «في أيّام قدّيس كفيفان، كان المسؤولون داخل السلطة الدينيّة يتّبعون نهجًا سياسيًّا، لكنّ الحرديني اشتهر بنزاهته وصدقه واستقامته، ونقاء قلبه وفكره. لم يُنْتَخَبِ قطّ إنّما عُيِّنَ ثلاث مرّات مدبّرًا من قبل روما». ويُضيفُ: «كان هذا القدّيس رجل صلاة وفكر، واتّصف بشخصيّته الحازمة والعطوفة في الوقت نفسه. فحين حاول البطريرك في عصره التدخّل في شؤون الرهبنة، منعه وقال له: "نحن نُعيَّن من قبل روما". وفي عصره أيضًا، كان كلّ مدبّر يرافقه أحد الحرّاس، أمّا هو فلم يكن يقبل أن يرافقه أحد. ولم يتوقّف عن العمل في تجليد الكتب حين كان مدبّرًا». ويؤكّد اسكندر: «غاص الحرديني في أسرار الله فأعطاه موهبة صنع العجائب في حياته. وحين رقد بعطر القداسة في 14 ديسمبر/كانون الأوّل 1858، ومنذ اليوم الأوّل لوفاته، سطع نور عظيم من قبره، وتدفّقت المعجزات بقوّة المسيح، فتقاطر الناس بدافع الإيمان ليشهدوا لهذا الحدث الخارق للطبيعة الذي بشّر بولادة قدّيس كفيفان». ويُتابِعُ: «أمّا المعجزة التي صنعها، وكانت السبب في فتح ملفّ تقديسه، فهي شفاء الكاهن أندريه نجم من مرض سرطان الدم بعدما عجز الطبّ عن صنع أيّ شيء له». ويختم اسكندر: «القدّيس نعمة الله الحرديني يدعونا كلّنا كي نبلغ القداسة، هو من عرف النزاعات والحروب في عصره، داخل الكنيسة وخارجها، وكان يتخطّاها بنعمة الصلاة التي كانت تساعده في بلوغ السلام الداخليّ، وسط جميع التحدّيات. يبقى قدّيس كفيفان المثل الأكبر في حياتنا، وكيف حافظ على سلامه الداخليّ لأنّ الله كان معه باستمرار. لن تنتهي المشكلات في لبنان أو في قلوب البشر، إلّا عندما يلتقي الإنسان ربّه ويبلغ سلام القلب سائرًا في طريق القداسة». |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«الأب نعمة الله الحرديني قدّيس عظيم، أجرى إصلاحات في الرهبنة، وهو رجل عمران. عاش الفقر، وكان معلّمًا للأطفال وطلّاب اللاهوت، فتميّز بمحبّته لهم وبهدوئه وشرحه المتكرّر بلا تعب، كما كان مدبّرًا حكيمًا». «أمّا في ما يخصّ القول إنّ القدّيس شربل هو تلميذه، فأنا أشكّ في ذلك؛ أوّلًا لأنّه كان تلميذًا للأب أليشاع، وهو شقيق القدّيس نعمة الله الحرديني. ومن ثمّ حين درس شربل اللاهوت، كان الحرديني وقتها مدبّرًا. لكن من المحتمل أنّ القدّيس شربل قد التقاه وشارك في رياضات روحيّة معه واعترف عنده، ولكن من المؤكّد أنّه حضر دفنه برفقة خاله الأب دانيال الذي كان مرشدًا للقدّيس الحرديني». «في أيّام قدّيس كفيفان، كان المسؤولون داخل السلطة الدينيّة يتّبعون نهجًا سياسيًّا، لكنّ الحرديني اشتهر بنزاهته وصدقه واستقامته، ونقاء قلبه وفكره. لم يُنْتَخَبِ قطّ إنّما عُيِّنَ ثلاث مرّات مدبّرًا من قبل روما». ويُضيفُ: «كان هذا القدّيس رجل صلاة وفكر، واتّصف بشخصيّته الحازمة والعطوفة في الوقت نفسه. فحين حاول البطريرك في عصره التدخّل في شؤون الرهبنة، منعه وقال له: "نحن نُعيَّن من قبل روما". وفي عصره أيضًا، كان كلّ مدبّر يرافقه أحد الحرّاس، أمّا هو فلم يكن يقبل أن يرافقه أحد. ولم يتوقّف عن العمل في تجليد الكتب حين كان مدبّرًا». |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«غاص الحرديني في أسرار الله فأعطاه موهبة صنع العجائب في حياته. وحين رقد بعطر القداسة في 14 ديسمبر/كانون الأوّل 1858، ومنذ اليوم الأوّل لوفاته، سطع نور عظيم من قبره، وتدفّقت المعجزات بقوّة المسيح، فتقاطر الناس بدافع الإيمان ليشهدوا لهذا الحدث الخارق للطبيعة الذي بشّر بولادة قدّيس كفيفان». «أمّا المعجزة التي صنعها، وكانت السبب في فتح ملفّ تقديسه، فهي شفاء الكاهن أندريه نجم من مرض سرطان الدم بعدما عجز الطبّ عن صنع أيّ شيء له». «القدّيس نعمة الله الحرديني يدعونا كلّنا كي نبلغ القداسة، هو من عرف النزاعات والحروب في عصره، داخل الكنيسة وخارجها، وكان يتخطّاها بنعمة الصلاة التي كانت تساعده في بلوغ السلام الداخليّ، وسط جميع التحدّيات. يبقى قدّيس كفيفان المثل الأكبر في حياتنا، وكيف حافظ على سلامه الداخليّ لأنّ الله كان معه باستمرار. لن تنتهي المشكلات في لبنان أو في قلوب البشر، إلّا عندما يلتقي الإنسان ربّه ويبلغ سلام القلب سائرًا في طريق القداسة». |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://lh3.googleusercontent.com/pw...-no?authuser=0 قدّيس ناسك أوصى تلاميذه بعيش المحبّة وحفظ القوانين القدّيس سابا تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس سابا في 5 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. هو قدّيس النسك والعبادة والتأمّل حتّى الرمق الأخير. أبصر سابا النور في مدينة مولاتا-إقليم الكبادوك، في النصف الأوّل من القرن الخامس. نشأ وسط عائلة فاضلة وغنيّة، ربّته على محبّة الله وعيش الفضيلة. وفي سنّ الشباب هجر مجد العالم وذهب إلى أحد الأديار وبدأ يمارس الصلاة والتأمّل، متساميًا بالفضائل. كما توجّه إلى أورشليم وزار الأماكن المقدّسة والتحق بدير القدّيس أفتيموس، متسلّقًا سلّم الكمال المسيحيّ حتّى تفوّق على كلّ الرهبان بتواضعه العميق. وحين تاقت نفسه إلى الحياة النسكيّة، طلب الانفراد في صومعة حيث عاش التقشّف والعبادة وتلاوة المزامير. كما كان يُحيك السلال ليعيش من ثمنها، وما زاد عنه يعطيه للفقراء. وبعدها جاء إليه الرهبان والنسّاك يطلبون بركته وإرشاداته الروحيّة. ولمّا ارتفع عدد تلاميذه، أنشأ لهم ديرًا وحضّهم على حفظ القوانين والعمل بها. فرسمه سالسُتوس بطريرك أورشليم كاهنًا، وعيّنه رئيسًا عليهم. وجاءت أمّه بعد ترمّلها ومعها كثير من الأموال، وعبّرت عن رغبتها بالبقاء بجواره إلى أن ماتت بسلام. فشيَّدَ بتلك الأموال مستشفى للمرضى ومضافة للزوَّار قرب الدير. وفي أحد الأيّام طلب البطريرك من سابا الذهاب برفقة وفد إلى الملك أنسطاسيوس، وكان محمّلًا برسائل الاستغاثة. قرأ الملك مضمونها ورأى ما عليه القديس من وقار رغم مظهره البسيط، فأعطاه المال ورفع الجور والاضطهاد. ولمّا انحبس المطر في فلسطين، صلّى سابا لله مع رهبانه فجادت السماء بمطر غزير. وقد جاء سابا مرّة ثانية إلى القسطنطينية عند الملك يوستينياس للدفاع عن المسيحيّين. وبعدها رجعَ إلى ديره وأوصى تلاميذه بعيش المحبّة وحفظ القوانين، ومن ثمّ رقد بعطر القداسة في العام 532. يا ربّ، علّمنا كيف نسلك درب التواضع والصلاة والتأمّل على مثال هذا القدّيس، فنتخلّى عن مجد الأرض ونعانق اسمك القدوس إلى الأبد. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس الناسك القدّيس سابا |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg الخدمة في الوقت الحاضر سأل أحد الشباب حديثي الإيمان خادمًا للإنجيل عن طبيعة الخدمة التي يستطيع أن يقدمها للرب على الرغم من حداثة إيمانه، وعدم وجود موهبة خاصة تميّزه؛ فكان جواب الخادم: إن أعظم خدمة تُشبع قلب الله، وتُدخِل السرور إلى قلبه هي أن تكون لنا شركة معه، سواء على المستوى الفردي، أو حينما نلتف من حوله كقديسين لتقديم سجود لائق به. وخدمة السجود خدمة تملأ صفحات الوحي المقدس بعهديه، فلذَّة الله منذ القديم هي مع الإنسان. وتحريض الله دائمًا لأتقيائه هو: «قُرْبَانِي طَعَامِي مَعَ وَقَائِدِي رَائِحَةُ سُرُورِي تَحْرَِصُونَ أَنْ تُقَرِّبُوهُ لِي فِي وَقْتِهِ» (عد28: 2). وهناك مفهوم غير دقيق أن الله خلَّصنا لكي نخدمه أوَّلاً، ولكن في الواقع أن خلاصنا أساسًا يؤهّلنا في البداية لأن نكون في محضره، وفي شركة معه، سواء على المستوى الفردي، من خلال قراءاتنا وتأملاتنا وصلواتنا، أو على مستوى الجماعة حينما نجتمع لقراءة الكلمة والشركة وكسر الخبز والصلوات (أع2: 42). هذه هي الخدمة المقدسة التي هي غرضه الأساسي من خلاصنا. ثم بعد ذلك تأتي الخدمة العملية، والتي هي الانعكاس الطبيعي لشركتنا معه، وفهمنا لطبيعته. وعلينا أن نلاحظ أنَّ السجود والتسبيح دائمًا يأتيان في المقدمة، وبعد ذلك تأتي الخدمة. وجدير بالذكر أنَّ عشاء الرب تأسَّس أولاً قبل الإظهار العلني للقوة في يوم الخمسين. وبتعبير الرسول بطرس أن الكهنوت المقدس يأتي قبل الكهنوت الملوكي. وهذا هو موضوعنا والذي سنتتبعه بتدقيق، ولا سيما في سفر بداية تكوين الكنيسة؛ سفر الأعمال. وقد يتساءل واحد قائلاً: ”إن موضوع العدد السنوي هو الخدمة، وأنت تتكلم عن السجود!“. هذا صحيح، لكن علينا أن ندرك أنَّ الكتاب واضح جدًّا في هذه النقطة، فكثيرًا ما يُشار إلى السجود ”worshipping“ على أنه ”خدمة“، والعكس صحيح. ويكفي أن نقرأ الجزء الثاني من رسالة العبرانيين، فسنجد أن كلمة ”الخادمين“ التي تكرَّرت كثيرًا – ولا سيما في الأصحاح العاشر الذي يقارن بين خدمة العهد القديم وخدمة المؤمنين في العهد الجديد - كُتبت بديلاً لكلمة ”الساجدين“ في معظم الترجمات. ولنلاحظ أن بطرس حينما تكلم عن الخدمة للرب، تكلم عن بيت الله الذي فيه تُمارَس هذه الخدمة، والبيت هو المكان الذي فيه يجد الشخص راحته. وهذا البيت الروحي – وليس المادي- الذي تكوَّن يوم الخمسين، ولم يكتمل حتى الآن (سيكتمل في يوم الاختطاف) له خدمة هامة جدًّا يؤدّيها الآن. والمؤمنون هم كهنوت مقدّس لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح (1بط2: 5). وهذه الخدمة لها طابع روحي وليس مادي كالذي اعتاد عليه اليهود. وبالتالي الذبائح روحية، وهي كثيرة: ”ذبيحة التسبيح“؛ أي ثمر شفاه معترفة باسمه (عب13: 15)، و«فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يُسرُّ الله» (عب13: 16)، وعلى رأس القائمة ”تقديم أجسادنا لله“ كذبيحة حية مقدسة مرضية (رو12: 1). هذه هي الخدمة المقبولة عنده. وعلى الرغم من أننا كهنة على المستوى الفردي، ولكننا في اجتماعنا معًا نُشكِّل ”كهنوتًا مقدسًا“. فمن خلال اجتماعنا معًا كممثلين لبيت الله، في منطقة معينه، وفي زمان مُحدَّد، نحن نقدّم الذبائح الروحية. فنحن جماعة مُسبحة وساجدة وعابدة، وهذه هي خدمة البيت الروحي المقدّمة لله من خلال ابنه. والكثير من شعب الرب يريدون خدمة الله بممارسة كهنوتهم المقدس، سواء في تقديم ذبائحهم الروحيَّة داخل الأقداس، أو في طاعتهم لوصيته: «اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». فهذا الحق البسيط، حينما نطيعه وننفذه، هو امتياز وشرف يفوق التصور. فكيف لنا نحن تراب الأرض، والْمُزْدَرَى وغير الموجود أنْ نخدم إله السماء وابنه؟ إذ إنَّ كل خدمة تسبيح وشكر تصعد للسماء، من بسطاء مثلنا صاروا ملوكًا وكهنة، هي إعلان عن سمو شخصه وعظمة عمله. إنَّ هذه الخدمة وإن كانت ستُمارس في المستقبل، في الأبدية، على نطاق أوسع وبصورة أقوى وأفضل، ولكنَّنا قد أُعطينا هذا الامتياز أن نمارسها الآن مع الذين جُمِعوا لاسمه، بتقديم ثمر شفاه تُعبِّر عن فيض قلب معترف بنعمته وعمله. فحينما يأخذ الكاتب الماهر (الروح القدس) شفاهنا ويُعبِّر من خلالها، مُنشئًا شكرًا وتسبيحًا لائقًا بشخصه (مز45: 2)، نكون قد أنشأنا خدمة تُشبِع قلب الله وابنه، ويتم فينا المكتوب: «مِنْ قُصُورِ الْعَاجِ (جماعات الساجدين) سَرَّتْكَ الأَوْتَارُ» (مز45: 8). هذا هو الكهنوت المقدس في أسمى صوره. إن كل الخدمات الجهارية على الأرض لا تُسِر قلب الرب على قدر ما يُسره قلب ساجد، جالس في حضرته، في المكان الذي اختاره هو، فهو أقامنا أولاً وقبل كل شيء لنكون معه (مر3: 14). نأتي الآن إلى الكهنوت الملوكي. فإن كنَّا ككهنوت مُقدس نتَّجه رأسيًا إلى الله، فإننا ككهنوت ملوكي نتجه أفقيًا نحو الناس. «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ» (1بط2: 9). فنحن مُكلَّفون أن نخبر ونذيع ”فضائل“، أي سمو وعظمة وسجايا، من دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب. هذه هي وظيفتنا الكهنوتية تُجاه الناس. هناك فرق كبير بين خدمة المبشر، والتي هي عطية فردية من الرب لأحد المؤمنين، وخدمتنا كجماعة متجهة نحو الناس، نعلن لهم فضائل المسيح. فكل ما في العالم من صفات هي نابعة من سلطان الظلمة، ولكننا نُعلن للعالم أننا كنا قبلاً مثلهم ظلمة، وأما الآن فنور في الرب (أف5: 8)، كنَّا نسير في الظلمة ولكن دُعينا لنوره العجيب، كنا نسلك في الظلمات ولا نور لنا (إش50: 11)، والآن نحن مرتبطون بمن هو النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان (يو1: 9). إن العالم على مرّ عصوره ومختلف حضاراته، انغمس في الظلمة. وعلى الرغم من ظهور كثير من الفلاسفة والعلماء يملؤون الأجواء بصيحات الانتصار عمَّا بحثوا فيه واكتشفوه، ولكنهم يمسكون بظلال خادعة، وكل علمهم وفلسفتهم هو ضباب زائل. ونحن في نور محضر الرب، ومن خلال معرفتنا بشخصه ودراستنا لكلمته، نستطيع أن نُعلن لهذا العالم الهالك عما سيأتي عليه، بل ونُخبرهم أيضًا عمَّن أنار لنا الحياة والخلود، والمذخَّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (كو2: 3). أخيرًا نأتي لأمثلة واقعية من الكتاب مارست خدمتها للرب من خلال الكهنوت المقدس وكذا الكهنوت الملوكي. ففي يوحنا 12 يأتي الرب إلى بيت عنيا، وكان قادة الأمة قد أعلنوا رفضهم له، وحاكوا مؤامرة صلبه. وبالقرب من أورشليم، والتي فيها كان يُخيم سحب الحسد والحقد والكراهية، نجد بيتًا صغيرًا، في قرية بيت عنيا، يفتح للسيد أبوابه ”ويصنع له عشاءً“، بيتًا يرحب به ويكرمه. لا شك أنه كان منتعشًا وهو يرى جماعة ملتفة من حوله. ويقينًا كان كل ما في هذا البيت يتَّفق مع شخصه وقداسته، وهناك تصاعدت نغمة الشكر والعرفان بالجميل، من قلب قديسة، شعرت بفضل هذا العظيم الحاضر في الوسط، فكسرت قارورتها، وسكبت كل ما عندها من طيب ناردين كثير الثمن، ودهنت رأسه وقدميه. فكل ما امتلكته قدّمته له، فقد كان المسيح كل شيء لها. أ ليست هذه هي الخدمة التي يطلبها الرب؟ أوليس هذا هو الكهنوت المقدس الذي مارسته مريم كمثال لما نمارسه الآن ونحن ملتفون حوله في كل أول أسبوع. ولقد أراد الرب أن تُعبِّر هذه الخدمة على مر العصور عن مسرة قلبه، فقال: «حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا». وفي أعمال 16 نجد صورة أخرى لممارسة الكهنوت المقدس وكذا الكهنوت الملوكي، في مكان لا يخطر على بال إنسان، وفي ظروف قاسية جدًّا. فيمكنك أن تتخيل معي ما حدث في سجن فيلبي: بولس وسيلا مضروبين، وقد أُثخن جسداهما بالجراح، ولكنهما حوَّلا السجن إلى اجتماع، وتصاعدت منه صلوات وتسبيحات لله، حوَّلت جو السجن الكئيب، إلى جو من السرور والفرح والإنعاش، وهذا هو الكهنوت المقدس. ولنلاحظ أنه دون تقديم بشارة واضحة إلى أي واحد من المسجونين الهالكين، فإن هذا الجو الرائع تُرجم بصورة رائعة إلى كهنوت ملوكي، حتى إنه لم يهرب واحد من المسجونين عندما حدثت الزلزلة وانفتحت الأبواب. فهم قد سمعوا ما لم يسمعوا نظيره من قبل. وعلى قدر ما لخدمتَي الكهنوت المقدس والكهنوت الملوكي من تقدير عند الرب، على قدر ما هي - للأسف الشديد - مهملة ومنسية عند كثير من المفديين. إنها الخدمة الموكولة لكنيسة الله في الوقت الحاضر على الأرض. فكم هو مبهج لقلب الرب حينما يرى كثيرين من شعبه الذين غُفرت خطاياهم وقد اجتمعوا لاسمه وحده، وتحت قيادة روحه القدوس، وليس لهم سند إلا ما أعلنه في كلمته، وهم ويمارسون كهنوتهم المقدس والملوكي! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg سأل أحد الشباب حديثي الإيمان خادمًا للإنجيل عن طبيعة الخدمة التي يستطيع أن يقدمها للرب على الرغم من حداثة إيمانه، وعدم وجود موهبة خاصة تميّزه؛ فكان جواب الخادم: إن أعظم خدمة تُشبع قلب الله، وتُدخِل السرور إلى قلبه هي أن تكون لنا شركة معه، سواء على المستوى الفردي، أو حينما نلتف من حوله كقديسين لتقديم سجود لائق به. وخدمة السجود خدمة تملأ صفحات الوحي المقدس بعهديه، فلذَّة الله منذ القديم هي مع الإنسان. وتحريض الله دائمًا لأتقيائه هو: «قُرْبَانِي طَعَامِي مَعَ وَقَائِدِي رَائِحَةُ سُرُورِي تَحْرَِصُونَ أَنْ تُقَرِّبُوهُ لِي فِي وَقْتِهِ» (عد28: 2). وهناك مفهوم غير دقيق أن الله خلَّصنا لكي نخدمه أوَّلاً، ولكن في الواقع أن خلاصنا أساسًا يؤهّلنا في البداية لأن نكون في محضره، وفي شركة معه، سواء على المستوى الفردي، من خلال قراءاتنا وتأملاتنا وصلواتنا، أو على مستوى الجماعة حينما نجتمع لقراءة الكلمة والشركة وكسر الخبز والصلوات (أع2: 42). هذه هي الخدمة المقدسة التي هي غرضه الأساسي من خلاصنا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg الخدمة العملية والتي هي الانعكاس الطبيعي لشركتنا مع الله وفهمنا لطبيعته. وعلينا أن نلاحظ أنَّ السجود والتسبيح دائمًا يأتيان في المقدمة، وبعد ذلك تأتي الخدمة. وجدير بالذكر أنَّ عشاء الرب تأسَّس أولاً قبل الإظهار العلني للقوة في يوم الخمسين. وبتعبير الرسول بطرس أن الكهنوت المقدس يأتي قبل الكهنوت الملوكي. وهذا هو موضوعنا والذي سنتتبعه بتدقيق، ولا سيما في سفر بداية تكوين الكنيسة؛ سفر الأعمال. وقد يتساءل واحد قائلاً: ” الخدمة، وأنت تتكلم عن السجود!“. هذا صحيح، لكن علينا أن ندرك أنَّ الكتاب واضح جدًّا في هذه النقطة، فكثيرًا ما يُشار إلى السجود ”worshipping“ على أنه ”خدمة“، والعكس صحيح. ويكفي أن نقرأ الجزء الثاني من رسالة العبرانيين، فسنجد أن كلمة ”الخادمين“ التي تكرَّرت كثيرًا – ولا سيما في الأصحاح العاشر الذي يقارن بين خدمة العهد القديم وخدمة المؤمنين في العهد الجديد - كُتبت بديلاً لكلمة ”الساجدين“ في معظم الترجمات. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg أن بطرس حينما تكلم عن الخدمة للرب، تكلم عن بيت الله الذي فيه تُمارَس هذه الخدمة، والبيت هو المكان الذي فيه يجد الشخص راحته. وهذا البيت الروحي – وليس المادي- الذي تكوَّن يوم الخمسين، ولم يكتمل حتى الآن (سيكتمل في يوم الاختطاف) له خدمة هامة جدًّا يؤدّيها الآن. والمؤمنون هم كهنوت مقدّس لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح (1بط2: 5). وهذه الخدمة لها طابع روحي وليس مادي كالذي اعتاد عليه اليهود. وبالتالي الذبائح روحية، وهي كثيرة: ”ذبيحة التسبيح“؛ أي ثمر شفاه معترفة باسمه (عب13: 15)، و«فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يُسرُّ الله» (عب13: 16)، وعلى رأس القائمة ”تقديم أجسادنا لله“ كذبيحة حية مقدسة مرضية (رو12: 1). هذه هي الخدمة المقبولة عنده. وعلى الرغم من أننا كهنة على المستوى الفردي، ولكننا في اجتماعنا معًا نُشكِّل ”كهنوتًا مقدسًا“. فمن خلال اجتماعنا معًا كممثلين لبيت الله، في منطقة معينه، وفي زمان مُحدَّد، نحن نقدّم الذبائح الروحية. فنحن جماعة مُسبحة وساجدة وعابدة، وهذه هي خدمة البيت الروحي المقدّمة لله من خلال ابنه. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg الكثير من شعب الرب يريدون خدمة الله بممارسة كهنوتهم المقدس، سواء في تقديم ذبائحهم الروحيَّة داخل الأقداس، أو في طاعتهم لوصيته: «اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». فهذا الحق البسيط، حينما نطيعه وننفذه، هو امتياز وشرف يفوق التصور. فكيف لنا نحن تراب الأرض، والْمُزْدَرَى وغير الموجود أنْ نخدم إله السماء وابنه؟ إذ إنَّ كل خدمة تسبيح وشكر تصعد للسماء، من بسطاء مثلنا صاروا ملوكًا وكهنة، هي إعلان عن سمو شخصه وعظمة عمله. إنَّ هذه الخدمة وإن كانت ستُمارس في المستقبل، في الأبدية، على نطاق أوسع وبصورة أقوى وأفضل، ولكنَّنا قد أُعطينا هذا الامتياز أن نمارسها الآن مع الذين جُمِعوا لاسمه، بتقديم ثمر شفاه تُعبِّر عن فيض قلب معترف بنعمته وعمله. فحينما يأخذ الكاتب الماهر (الروح القدس) شفاهنا ويُعبِّر من خلالها، مُنشئًا شكرًا وتسبيحًا لائقًا بشخصه (مز45: 2)، نكون قد أنشأنا خدمة تُشبِع قلب الله وابنه، ويتم فينا المكتوب: «مِنْ قُصُورِ الْعَاجِ (جماعات الساجدين) سَرَّتْكَ الأَوْتَارُ» (مز45: 8). هذا هو الكهنوت المقدس في أسمى صوره. إن كل الخدمات الجهارية على الأرض لا تُسِر قلب الرب على قدر ما يُسره قلب ساجد، جالس في حضرته، في المكان الذي اختاره هو، فهو أقامنا أولاً وقبل كل شيء لنكون معه (مر3: 14). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg إن كنَّا ككهنوت مُقدس نتَّجه رأسيًا إلى الله، فإننا ككهنوت ملوكي نتجه أفقيًا نحو الناس. «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ» (1بط2: 9). فنحن مُكلَّفون أن نخبر ونذيع ”فضائل“، أي سمو وعظمة وسجايا، من دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب. هذه هي وظيفتنا الكهنوتية تُجاه الناس. هناك فرق كبير بين خدمة المبشر، والتي هي عطية فردية من الرب لأحد المؤمنين، وخدمتنا كجماعة متجهة نحو الناس، نعلن لهم فضائل المسيح. فكل ما في العالم من صفات هي نابعة من سلطان الظلمة، ولكننا نُعلن للعالم أننا كنا قبلاً مثلهم ظلمة، وأما الآن فنور في الرب (أف5: 8)، كنَّا نسير في الظلمة ولكن دُعينا لنوره العجيب، كنا نسلك في الظلمات ولا نور لنا (إش50: 11)، والآن نحن مرتبطون بمن هو النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان (يو1: 9). إن العالم على مرّ عصوره ومختلف حضاراته، انغمس في الظلمة. وعلى الرغم من ظهور كثير من الفلاسفة والعلماء يملؤون الأجواء بصيحات الانتصار عمَّا بحثوا فيه واكتشفوه، ولكنهم يمسكون بظلال خادعة، وكل علمهم وفلسفتهم هو ضباب زائل. ونحن في نور محضر الرب، ومن خلال معرفتنا بشخصه ودراستنا لكلمته، نستطيع أن نُعلن لهذا العالم الهالك عما سيأتي عليه، بل ونُخبرهم أيضًا عمَّن أنار لنا الحياة والخلود، والمذخَّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (كو2: 3). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg أمثلة واقعية من الكتاب مارست خدمتها للرب من خلال الكهنوت المقدس وكذا الكهنوت الملوكي. ففي يوحنا 12 يأتي الرب إلى بيت عنيا، وكان قادة الأمة قد أعلنوا رفضهم له، وحاكوا مؤامرة صلبه. وبالقرب من أورشليم، والتي فيها كان يُخيم سحب الحسد والحقد والكراهية، نجد بيتًا صغيرًا، في قرية بيت عنيا، يفتح للسيد أبوابه ”ويصنع له عشاءً“، بيتًا يرحب به ويكرمه. لا شك أنه كان منتعشًا وهو يرى جماعة ملتفة من حوله. ويقينًا كان كل ما في هذا البيت يتَّفق مع شخصه وقداسته، وهناك تصاعدت نغمة الشكر والعرفان بالجميل، من قلب قديسة، شعرت بفضل هذا العظيم الحاضر في الوسط، فكسرت قارورتها، وسكبت كل ما عندها من طيب ناردين كثير الثمن، ودهنت رأسه وقدميه. فكل ما امتلكته قدّمته له، فقد كان المسيح كل شيء لها. أ ليست هذه هي الخدمة التي يطلبها الرب؟ أوليس هذا هو الكهنوت المقدس الذي مارسته مريم كمثال لما نمارسه الآن ونحن ملتفون حوله في كل أول أسبوع. ولقد أراد الرب أن تُعبِّر هذه الخدمة على مر العصور عن مسرة قلبه، فقال: «حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا». |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg وفي أعمال 16 نجد صورة أخرى لممارسة الكهنوت المقدس وكذا الكهنوت الملوكي، في مكان لا يخطر على بال إنسان، وفي ظروف قاسية جدًّا. فيمكنك أن تتخيل معي ما حدث في سجن فيلبي: بولس وسيلا مضروبين، وقد أُثخن جسداهما بالجراح، ولكنهما حوَّلا السجن إلى اجتماع، وتصاعدت منه صلوات وتسبيحات لله، حوَّلت جو السجن الكئيب، إلى جو من السرور والفرح والإنعاش، وهذا هو الكهنوت المقدس. ولنلاحظ أنه دون تقديم بشارة واضحة إلى أي واحد من المسجونين الهالكين، فإن هذا الجو الرائع تُرجم بصورة رائعة إلى كهنوت ملوكي، حتى إنه لم يهرب واحد من المسجونين عندما حدثت الزلزلة وانفتحت الأبواب. فهم قد سمعوا ما لم يسمعوا نظيره من قبل. وعلى قدر ما لخدمتَي الكهنوت المقدس والكهنوت الملوكي من تقدير عند الرب، على قدر ما هي - للأسف الشديد - مهملة ومنسية عند كثير من المفديين. إنها الخدمة الموكولة لكنيسة الله في الوقت الحاضر على الأرض. فكم هو مبهج لقلب الرب حينما يرى كثيرين من شعبه الذين غُفرت خطاياهم وقد اجتمعوا لاسمه وحده، وتحت قيادة روحه القدوس، وليس لهم سند إلا ما أعلنه في كلمته، وهم ويمارسون كهنوتهم المقدس والملوكي! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg المعلمون الكذبة لم يعتد الرب أن يحذرنا من خطر وهمي. وليس من صفات الله أن يُنبئ بما هو ليس عتيد أن يحدث. لذلك حين يُحذرنا الكتاب من المعلمين الكذبة فذلك لأن خطرهم حقيقي. وحين يُنبئ عن ظهورهم وسط المؤمنين، فذلك لأنهم بالفعل سيظهرون. ولهذا فإني أتعجب من خوف الكثيرين من المؤمنين من أن يصفوا أحدًا بهذا الوصف ”معلم كاذب“. فلو لم يكن وجود المعلمين الكذَّبة واقعيًا، وخطرهم داهمًا، لما حذَّرنا الرب مرارًا وتكرارًا منهم. صحيح أن ليس كل من اختلف مع كلمة الله يصفه الكتاب بهذا الوصف، لكن أيضًا كثيرين بارزين في داخل دائرة الاعتراف المسيحي ينطبق عليها وصف الكتاب للمعلمين الكذبة. وسوف نمر مرورًا سريعًا على تحذيرات الكتاب المقدس من المعلمين الكذبة، لنعرف من هم؟ وأين يمارسون نشاطهم؟ وما هي سماتهم وتعاليمهم؟ (ظ،) مبكرًا جدًا تنبأ الرب عن الأنبياء الكذبة، وحذّر منهم. ففي الموعظة على الجبل يضع الرب العلامة الأولى التي تُميّزهم، وهي أنهم لا يأتون في شكل الذئاب، بل في ثياب الحملان؛ فمن خارج ثياب حُمْلاَن، «وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!» (متظ§: ظ،ظ¥-ظ¢ظ£). هذا يحتاج إلى كثير من الفطنة الروحية والتيقظ التام من المؤمنين. فمن الطبيعي أن يتحذر القطيع من ذئب مُقبل عليهم، لكن لماذا يتحذرون من حَمَل؟ هنا يقول لنا لماذا يجب الحذر، لأن النبي الكاذب سيأتي في هيئة تُوحي بأنه من القطيع، وسيتكلَّم كما يتكلَّم القطيع. قد يسلك مثلهم في البداية، حتى يتحين الفرصة ليُظهر طبيعته كالذئب الذي يأتي ليفترس لنفسه. ويجب أن يكون لدى جماعة الرب مَن لديهم حواس روحية منتبهة. وطوبى للجماعة متى أخذت تحذيراتهم بعين الاعتبار. ويجب ألا نَضّعُ يَدًا على أحدٍ بِالْعَجَلَةِ؛ أي لا نصادق على قبول الناس في الشركة والخدمة سريعًا (ظ،تيظ¥: ظ¢ظ¢). لماذا؟ لأن الطريقة الوحيدة التي نُميّز بها الكاذب من الحقيقي هي ظهور الثمار (متظ§: ظ،ظ¦-ظ¢ظ*)، وهي عملية لو تعلمون تستغرق وقتًا. فالرب لم يتركنا كثيرًا في حيرة بل وضّح أنه يستحيل أن هذا الكاذب يتظاهر كثيرًا دون ظهور ثمار تفضحه. وحين يتوفر الإخلاص لدى قطيع الرب، فالرب سوف يسمح بظهور ثمار رديئة من هذا الكاذب، تكشفه أمام أعيننا سريعًا. فتجده بعد فترة قد بدأ في استقطاب مجموعات من المؤمنين ليفصلهم عن الجماعة، وينشر بينهم نبواته وتعليمه الكاذب، ويبث روح التحزب والتمرد بينهم، كما فعل داثان وأبيرام وقورح في يومهم (عدظ،ظ¦). وقد تجد تعاليمه الخبيثة، وقد بدأت تظهر على السطح. وهكذا شيئَا فشيئًا يتضح أن مَن أتى بثياب الحُمْلاَن، ما هو إلا ذئب خاطف، يبتغي افتراس القطيع وتشتيته. (ظ¢) في أمثال الملكوت يرسي الرب مبدأً أساسيًا عن وضع دائرة الاعتراف المسيحي حاليًا. وهي أن الزوان موجود في وسط الحنطة، وقد ثبَّت أقدامه، للدرجة التي يستحيل معها التخلص منه حاليًا (متظ،ظ£: ظ¢ظ¤-ظ£ظ*)، وهذا لن يحدث إلا عند ظهور الرب ليملك. الكلام هنا عن دائرة الاعتراف المسيحي، وليست الكنيسة بيت الله. ففي الكنيسة بيت الله، هناك توصيات شديدة بعدم احتضان الزوان، بل وعزل الخبيث. بناء على هذا المثل يجب أن نتوقع ظهور الزوان في وسط الحنطة، وهذا لا ينبغي أن يصدمنا مطلقًا. إن ظهور أشخاص أردياء ومعلمين كذبة في دائرة الاعتراف المسيحي، يجب أن يكون أمرًا متوقعًا دائمًا (ظ¢بطظ¢: ظ،-ظ£). (ظ£) في سفر الأعمال والأصحاح الثامن نجد أول محاولة من الشيطان لاختراق الكنيسة عن طريق شخص غير مولود من الله، ولكنه بدا كذلك في البداية، حتى ظهرت ثماره الرديئة (المبدأ الذي تكلمنا عنه في النقطة الاولى). كان هذا الشخص هو سيمون. وهو صاحب اختبار جذاب، فهو كان ساحرًا، وكان الجميع يتبعونه. ومن ضمن طرق إبليس، أن يستخدم أناسًا لهم اختبار جذاب، حتى حين ينحرفوا يصعب على المؤمنين تصديق أن هذا الشخص صاحب الاختبار الشهير والتاريخ العظيم في الخدمة، يمكن ان ينحرف عن الحق. لقد انضم سيمون للمؤمنين عن طريق تبشير فيلبس. ولكن حين ظهرت الثمار الرديئة عليه لم يتوانَ بطرس عن التعامل معه بكل حزم، بل وبعنف - بمقاييسنا اليوم - إذ قال له: «لِتَكُنْ فِضَّتُكَ مَعَكَ لِلْهَلاَكِ ... لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيمًا أَمَامَ اللهِ. فَتُبْ مِنْ شَرِّكَ هَذَا، وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ، لأَنِّي أَرَاكَ فِي مَرَارَةِ الْمُرِّ وَرِبَاطِ الظُّلْمِ» (أعظ¨: ظ¢ظ*-ظ¢ظ£). لم يهدأ الشيطان بل حاول استخدام سيمون في أمور أخرى. فقد ابتعد سيمون بالفعل عن المؤمنين في السامرة، إنما ليؤسس ما يعرف بـ”الغنوسية المسيحية“، والتي من خلالها تمكن الشيطان من اختراق الكنيسة مرارًا وتكرارًا، بدءًا مِن القرن الأول وحتى القرن الحادي والعشرين. وسأسوق فقط ثلاثة أمثلة من التاريخ المسيحي للبرهنة على هذا. المثال الأول: في القرن الأول تأثر مؤمنو كولوسي أشد التأثر بالفكر الغنوسي ظانين أن المادة شرّ، وأن الجسد حقير. وكان سيخرج مِن هذا الفكر تعليم شرير بأن المسيح لم يأتِ في جسد مادي حقيقي، وهو ما يضرب كفارة المسيح في مقتل. ولكن لم يحدث هذا بين الكولوسيين لأن بولس كتب لهم بالوحي يحذّرهم من الفكر الغنوسي. ولكنه حدث في أيام يوحنا الذي كتب أن «كُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ» (ظ،يوظ¤: ظ£). وقاوم يوحنا كثيرًا من الأفكار الغنوسية في يومه. المثال الثاني: في القرن الثالث ظهر أوريجانوس الفيلسوف المسيحي، الذي أراد أن يوفِّق بين تعليم المسيحية والفلسفة الغنوسية - ربما ليسهل على الفلاسفة قبول المسيحية متى أضحت أكثر منطقية وعقلانية بالنسبة لهم - تمامًا كما نرى اليوم دعوات للمفكرين ليؤمنوا، وذلك بأن نضع لهم الحق المسيحي في شكل فلسفي جذاب لهم، وكأن هذا هو ما سيقودهم للإيمان. قد أدى هذا بأوريجانوس لأن يصف الثالوث بأنه تدرّج في الأقانيم، واعتبر الخليقة المادية شريرة، وأن الكتاب المقدس به ثلاث مستويات من المعاني لا يفهمها أي مؤمن بسيط، بل تتَطلَّب مستوى سامي من التخلص من تأثيرات الجسد المادي، وهو ما أدى لاحقًا لتثبيت فكرة الرهبنة والتقشف. وعلَّم بأن السقوط غير حرفي، وأن الخلاص هو عملية تألُّه يتحوَّل فيه الإنسان الى إله بواسطة المعرفة. وأن كل شيء سيخلص في النهاية، ويتصالح مع الله، حتى الشيطان. وبالطبع غني عن البيان مدى تأثير شخص مثل أوريجانوس على أفكار المسيحيين، حتى أن الكنائس الشرقية تعتبره من أهم الآباء المُبجلين. المثال الثالث: في السنوات الأخيرة عادت هذه الأفكار الغنوسية للظهور، بعد تحديثها لتُناسب وقتنا الحالي وعصور ما بعد الحداثة، ليتم الترويج لتعاليم خطيرة يُشبه بعضها ما علَّم به أوريجانوس من عدم حرفية السقوط، ومن إمكانية وجود استنارة روحية، وكشف إلهي بعيدًا عن المسيح والكتاب المقدس، وإمكانية وجود مغفرة بدون سفك دم، ومحاولة دمج التصوف الديني بتعاليم المسيحية بشكل غريب تحت عنوان يبدو جذابًا وهو ”بناء الجسور مع الآخرين“. وهكذا، منذ حوالي ألفي عام، وضع الشيطان بذرة ما زلنا نعاني من ثمارها اليوم من تعاليم كاذبة. (ظ¤) حدثت محاولة أخرى من الشيطان لتخريب رسالة الإنجيل عن طريق بعض المعلمين الكذبة في أعمال ظ،ظ¥. وكانت هذه المرة عن طريق تهويد الإنجيل. أرادوا أن يقنعوا المؤمنين أنهم لن يخلصوا بعمل المسيح وحده، بل بجانبه لا بد من أعمال الناموس، مُمثلة في الختان. لو ظهر هؤلاء وسطنا اليوم، هل سنخاف أن نقول عنهم إنهم معلمين كذبة؟ هل سنكتفي بالقول: إن لهم آراء غريبة؟ أو: إنهم أخطئوا فهم الكتاب المقدس؟ لكن الرسول بولس قال عنهم: ”إِخْوَةٌ ْكَذَبَةٌ ... رُسُلٌ كَذَبَةٌ ... فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ“ (غلظ¢: ظ¤؛ ظ¢كوظ،ظ،: ظ،ظ£). ولا تعليق! (ظ¥) في حديث الرسول بولس الوداعي لقسوس كنيسة أفسس، قال كلامًا مرعبًا فعلاً. فبعد أن خدم بينهم وأصبحت كنيسة أفسس من أروع الكنائس في ذلك الوقت، يقول لهم: «لأَنِّي أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ»! يا للهول! بهذه السهولة سيدخل بينهم ذئاب خاطفة؟! ألن ينتبه القسوس لهذا الأمر؟! ألن يأخذ المؤمنون حذرهم؟ ثم يضيف ما هو أكثر رعبًا إذ يقول «وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ» (أعظ¢ظ*: ظ£ظ*، ظ£ظ،). ربما لا يتكلَّم هنا عن أنبياء كذبة أو معلمين كذبة، لكن على أمر ليس أقل خطورة، وهو رغبة البعض في تكوين مجموعات وسط جماعة المؤمنين تتبع أشخاصهم؛ مجموعة فلان الفلاني، أو مجموعة المبدإ الفلاني، أو مجموعة الخدمة الفلانية. وقد يكون فلان شخصًا جيدًا، والمبدأ صحيح، والخدمة مباركة، لكن الله قصد أن يجمع المؤمنين حول المسيح، وليس حول فلان أو مبدإ أو خدمة أو نشاط. إذًا وضع بولس الأمرين في ذات درجة الخطورة؛ ذئاب خاطفة، وأشخاص يريدون أن يربطوا المؤمنين بهم هم، وليس بالكنيسة المحلية حول الرب فقط. والخطير فقط هاتان الكلمتان «بَيْنَكُمْ ... وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ»، وهما يوضحان من أين يبرز المُعلّمون الكذبة، والذين يتكلَّمون بأمور ملتوية؛ من داخل جماعة المؤمنين. ألا نأخذ حذرنا إذًا، ونستفيق مِن غفلتنا التي قد تصل لحد السذاجة. نعم من داخلنا سيقوم أناس يتكلَّمون بأمور ملتوية ... وبيننا سيدخل ذئاب خاطفة. ويحذرنا بولس في رسالة رومية من الذين ”يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْناهً“. ويصف استراتيجيتهم بأنهم «بِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ (بسيطي النية)» (روظ،ظ¦: ظ،ظ§، ظ،ظ¨). أرجو من جميع إخوتي أن لا ينخدعوا بالوعظ الجميل والجيد، فبجانب الوعظ ابحث - يا عزيزي - عن التعليم. فهل من يعظ جيدًا، ويقدِّم تحريضات عملية غاية في الروعة، يُعلِّم أيضًا تعليًما صحيحًا؟ هنا الرسول بولس يقول إنه من الممكن أن شخصًا يقول كلامًا طيبًا وأقوالاً حسنة، ويكون من صانعي الشقاقات والعثرات، الذين يُعلّمون تعليمًا مختلفًا عما تعلمناه؛ «الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ» (يهظ£). (ظ¦) في رسالة كورنثوس الأولى والأصحاح الثالث، يتحدث بولس عن ثلاث نوعيات من الذين يُشاركون في بناء الكنيسة. فهناك من يبني بمواد جيدة، مثل الذهب والفضة والحجارة الكريمة. وهناك من يبني بمواد لن تصمد أمام نيران الامتحان، مثل الخشب والعشب والقش. لكن هناك فريق ثالث وهو الذي يُفسد هيكل الله (ظ،كوظ£: ظ،ظ¢-ظ،ظ§). إنه لا يبني بل يُخرّب. لكن كونه ذُكِر في نفس الجزء مع الذين يبنون فهذا يعني أنه محسوب على الذين يبنون. وهل يُمكن أن يكون بين الكنيسة مَن يهدف لإفساد هيكل الله؟! هذا ليس شيئًا بعيدًا مطلقًا! وقد يبدو في مظهر مَن يُشارك في البناء. (ظ§) يتوسَّع الرسول بولس في شرح الهيئة التي يأتي بها الرسل الكذبة في رسالته الثانية لأهل كورنثوس. فهم لكي يندسوا وسط المؤمنين بدون إثارة الشكوك لا بد لهم أن يُغيّروا شكلهم «إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ» (ظ¢كوظ،ظ،: ظ،ظ£). ربما سيتكلّمون عن المسيح كثيرًا. ولكن رسل المسيح الحقيقيين تعبوا كثيرًا من أجله. والرُسُل الكذبة بما أنهم سيُغيرون شكلَهم الى «شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ»، فلا تستعجب إذا وجدتهم يتعبون كثيرًا من أجل المسيح. أمر بالفعل مُحيّر للمؤمنين. فكيف يُصدق المؤمن البسيط أن شخصًا يتكلم عن المسيح، ويبشر به، ويبذل الجهد الشديد من أجله، من الممكن ان يكون رسولاً كاذبًا! وهنا يذكرنا الرسول بأن هذا ليس بالأمر المستغرب «وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! فَلَيْسَ عَظِيمًا إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضًا يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ» (ظ¢كوظ،ظ،: ظ،ظ¤). أي إنهم ربما حتى لا تبدو منهم شائبة تشوب تصرفاتهم، بل ربما تجدهم يسلكون مسلكًا أخلاقيًا رفيعًا. (ظ¨) لا تدعو المسيحية كما يظن البعض إلى التشكيك الدائم للوصول لليقينية. هذه خدعة شيطانية يفضحها الرسول في رسالة غلاطية. فالمسيحية تنطلق من اليقين، وليس من الشك. كثيرًا ما يوصي بولس بالثبات على ما تعلمنا وأيقنا، ولا يوصي أبدًا بمحاولة التشكيك الدائم التي تعكس عدم الإيمان في مصدر التعليم. ففي رسالة غلاطية ظ،: ظ© يقول للغلاطيين «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا (ملعون أو محروم)». وهنا يقول الرسول بولس عكس ما يدَّعيه البعض؛ أن المؤمن ينبغي أن يكون دائمًا منفتحًا لمراجعة معتقداته. وبالرغم من أن هذه الجملة فيها شيء من الصحة، وليست صحيحة كليًا، إلا أن استخدامها في الآونة الاخيرة كان كمَن يقول حقَّا يُراد به باطل، لهدم الإيمان. بل ويقول البعض إن أسوأ ما يمكن أن يحدث للمؤمن هو أن يظن أنه عرف الحق. فلو أن ما يدّعيه البعض صحيحًا، لما قال الرسول بولس لهم، إنه لو أتى أحد بتعليم يخالف ما تعلمتم فليكون ملعونًا أو محرومًا. وبذلك يدعوهم الرسول أن لا يكونوا منفتحين لمراجعة ما تعلموه وأيقنوه مرة. بل يدعوهم لأن يثبتوا في تعليم الانجيل الذي تعلموه من الرسول بولس. يقول البعض إن الشك في المعتقدات هو الأمل الوحيد للمؤمنين حاليًا. حسنًا! ولكن الكتاب يقول إن الثبات على تعليم الكتاب هو الأمل. أظن أن التضاد واضح بين الاتجاهين. يريد الرسول بولس أن المؤمنين يتمسكوا بالإيمان الذي بُشّروا به في البداية «الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ» (يهظ£). جيد أن أراجع ما تعلّمت من كلمة الله، وهنا يجب أن أصل لمرحلة أخرى يسميها الكتاب ”اليقين“. اسمع الرسول بولس يُخاطب ابنه وتلميذه تيموثاوس قائلاً: «وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ» (ظ¢تيظ£: ظ،ظ¤). لذلك يضع الكتاب «تَعَلَّمْتَ» أولاً، ثم «أَيْقَنْتَ» ثانيًا. ومتى وصلت لمرحلة اليقين، فيجب أن أتمسك تمامًا بما يقول الكتاب، وليس أن أظل دائم الشك في كل شيء كما يريد البعض. فهذا يعكس عدم إيمان في كلمة الرب. وبالمناسبة يستحيل الوصول لليقين لو كان الحق نسبيًا كما يظن الكثيرون. فمبدأ نسبية الحقائق لا يعطي فرصة مطلقًا لليقين. (ظ©) وماذا لو أتى أحدهم بتعليم غير ما تعلمناه؟ يقول بولس في غلاطية ظ¢: ظ¤، ظ¥ إن موقفه منهم كان واضحًا «لَمْ نُذْعِنْ لَهُمْ بِالْخُضُوعِ وَلاَ سَاعَةً، لِيَبْقَى عِنْدَكُمْ حَقُّ الإِنْجِيلِ». في يومنا هذا يدعو البعض لإعطاء حرية إبداء الآراء في كل الأمور، وسماعها مرة واثنين وثلاثة، والتهادن معها. حسنًا، لم يكن هذا موقف الرسول بولس. قد يتهم البعض مَن يحذو حذو الرسول بولس أنه لا فرق بينهم وبين داعش شيء. فلقد تم استغلال مواقف داعش الشريرة لتكون ”بعبع“ و”تهمة“ يُتهم بها كل مَن يريد أن يتصدى للخطإ داخل كنيسة الله، باعتبار أنه لا يُتيح حرية العقيدة، تمامًا كما تفعل داعش. مع أن الفرق واضح فداعش تقتل وتذبح وتُهلِك مَن لا يدين بعقيدتها، بينما الرسول بولس، ومن يحذون حذوه، لا يقتلون ولا يذبحون، لكنهم يتصدون بشجاعة للأخطاء التعليمية التي تحاول التسلل داخل الكنيسة، ويقولون بوضوح لمَن ينشر التعليم الكاذب: ”هذا التعليم غير مقبول، ولا مُرحَب به في كنيسة الله. إن أردت أن تُعلّم هذا التعليم فلا تفعل هذا بيننا“. وغني عن البيان أن الرب أعطى للكنيسة هذا السلطان لكي تحكم على مَن ينشر تعاليم كاذبة ألا يكون داخلها. أما إن أراد أن ينشره خارجها فما سلطانها؟ تمامًا كما فعل بطرس مع سيمون؛ لم يسمح له بالتواجد داخل الكنيسة، ولكن حين خرج إلى خارج، وأخذ ينشر فكره، فهل لنا أن نحكم عليه؟ كلا بالطبع. لكن من حق الكنيسة أن تحكم على من بداخلها «لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ؟ أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ» (ظ،كوظ¥: ظ،ظ¢، ظ،ظ£). ملخص القول إن المسيحية لا تُعطي في الحقّ ديمقراطية أو فرصة للتعددية. وهذا في قمة الوضوح من مواقف وتعليم الرسول بولس في رسالة غلاطية. (ظ،ظ*) في رسالته الأولى لتيموثاوس يصف الرسول بولس مَن يُعلِّم بتعليم لا يوافق التعليم الصحيح بأنه «قَدْ تَصَلَّفَ، وَهُوَ لاَ يَفْهَمُ شَيْئًا»، وبأنه مِن ضِمن «أُنَاسٍ فَاسِدِي الذِّهْنِ وَعَادِمِي الْحَقِّ»، ويُوصي الرسول تَجَنَّبْ مِثْلَ هَؤُلاَءِ» (ظ،تيظ¦: ظ£-ظ¥). أظن أن هذه الصفات لو أُطلقت اليوم على مَن يُعلّمون تعاليم لا توافق التعليم الصحيح، سيُقال على من يصفهم بذلك إنه إرهابي، ومتزمت، يُطلق الأحكام، وكأنه مكان الله. حسناً! الرسول بولس فعل هذا. فهل الرسول بولس كان إرهابيًا ومتزمتًا؟ ما لزوم وجود مثل هذه الآيات في الكتاب المقدس إن لم يكن هذا حكم يمكن إطلاقه في نفس الظروف التي دعت بولس لإطلاقه في القرن الأول؟ قرأت هذه الجملة مؤخرًا على أحد صفحات التواصل الاجتماعي: ”لا يحق لأحد أن يفرض قناعاته على أحد“، وهي حق. فليس لي أن أفرض ما أنا مقتنع به من كلمة الله على شخص آخر. ولكن إن أراد هذا الآخر أن يكون في شركة مع جماعة المؤمنين، مع كنيسة الله، فليس من حقه أيضًا أن يفرض عليهم تعاليم لا تتفق مع كلمة الله؛ دستور ونور الكنيسة الوحيد. (ظ،ظ،) هل ينجح المعلمون الكذبة؟ وهل تنتشر أكاذيبهم ويصدقها الكثيرون؟ في واقع الأمر هذا ما يحدث عادة. ولكن انتشار التعليم الكاذب ليس دليلاً على صحته ولا على نجاحه مطلقًا. بل إن موافقة الأكثرية على التعليم الخاطئ تُذكرنا بقول الرسول بولس لتيموثاوس أن تعاليم أولئك، الذين زاغوا عن الحق، ستنتشر بكثرة في الأيام الأخيرة، كمثل انتشار الغرغرينا، حتى لا يمكن إيقافها «وَأَمَّا الأَقْوَالُ الْبَاطِلَةُ الدَّنِسَةُ فَاجْتَنِبْهَا، لأَنَّهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ فُجُورٍ، وَكَلِمَتُهُمْ تَرْعَى كَآكِلَةٍ (غرغرينا)». إنهم «يَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ فُجُورٍ»، فلن يكون هناك حد للتعاليم الخاطئة التي سينشرها أولئك الذين قال عنهم في نفس الفقرة إنهم «يَقْلِبَانِ إِيمَانَ قَوْمٍ» (ظ¢تيظ¢: ظ،ظ¤-ظ،ظ¨). فتعاليمهم الكاذبة ستقضي على الأخضر واليابس، ولن تتوقف عند حد معين. فلن يكتفي المعلمون الكذبة بهدم بعض تعاليم كلمة الله، بل سيتقدمون رويدًا رويدًا ليهدموا أسس الإيمان المسيحي. سوف لا يخجلون يومًا من إنكار خلاص الله من خلال صليب المسيح (بدأنا نسمع بعض التعاليم التي تتجه نحو هذا الفكر)، وسيتبجحون يومًا ما وهم ينكرون لاهوت المسيح. ليتنا لا ننخدع حين نرى الجمع ينجرف وراء أولئك المعلمين. هذا ما قاله بولس منذ الفي عام ونراه في يومنا حادثًا بوضوح. (ظ،ظ¢) ثم يقول الرسول بولس لتيموثاوس «وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ» (ظ¢تيظ£: ظ،ظ¤). فبعد أن أكثر الرسول بولس من تحذيراته لتيموثاوس بخصوص التعليم والمعلمين الكذبة، يُوجِّهه لئلا يفصل بشكل مطلق التعليم عن شخص المعلم وتوجهه العام. وينصحه بأن يحرص ألا يتعلم فقط تعليمًا صحيحًا، بل يكون عارفًا ممن يتعلم. فأن أسمع التعليم المسيحي من أحد المُعلمين، وأنصح الآخرين بسماعه، يقتضي أن أكون مستريحًا ومصادقًا على مجمل تعليمه المسيحي، وليس فقط الجزئية التي أعجبتني. فلا تقل لي: ”هذا الشخص ينكر الوحي اللفظي لكلمة الله، لكن لديه تعليم رائع بخصوص صليب المسيح“. الحق المسيحي لا يتجزأ. ويجب أن يكون توَّجه المُعلم صحيحًا في الحق كله، وليس في بعض أجزاء منه. وهنا أحذر أحبائي جميع اولاد الله؛ إذا رأيت معلمًا زاغ وانحرف عن الحق، فأرجوك لا تظن في نفسك الفطنة أن تتخير من كلامه الصحيح من الخطإ. اهرب لحياتك! ولا تعد تسمعه كمعلم مسيحي. ما لا يؤخذ كله لا يترك كله، مبدأ لا نجده في كلمة الله بخصوص التعليم. والسؤال الحرج هنا: ”ماذا عن سلوك المعلم؟“ قد يكون هناك معلم مسيحي وتوَّجهه سليم بشأن الحق، لكن بعض سلوكياته جسدية. أقول وإن كان الخادم مسؤولاً مسؤولية خطيرة أمام الرب أن يسلك بقداسة لئلا يُجلب إهانة لكلمة الله التي يُعلّم بها، إلا أن سلوك الخادم لن يُغير من الحق الذي يعظ به. لكن تعليمه الخاطئ حتمًا سيُغير من الحق الذي يعلم به. لذلك، ومع أنه خير لمن لا يسلك سلوكًا مسيحيًا صحيحًا ألا يُعلّم بالكلمة لئلا يُجلب عليها إهانة، إلا أن خطره أقل كثيرًا من ذاك الذي يعلم تعليمًا مغلوطًا. فبخصوص السلوك لن تجد مَن لا يُخطيء. بولس أخطأ، برنابا أخطأ، أنبياء العهد القديم كانت لهم سقطاتهم. وكلنا لنا سقطاتنا في سلوكنا. وإن كان هذا أمرًا مشينًا، إلا أن خطورة التعليم الخاطئ تتخطى خطورة السلوك الخاطئ. ما دام التعليم صحيحًا فهناك أمل في تغيير السلوك. أما إن فسد التعليم الذي ينشئ السلوك ... فبماذا يصلح؟ (أكرر أن النقطة السابقة ليست مبرراً للسلوك الخاطئ الذي يصدر من أي خادم، بل هي مجرد فقط وضع للأمور في نصابها. من الأفضل لو كان المعلم سلوكه جسدي أن يتوقف عن التعليم على الأقل حتى ينصلح حال سلوكه) (ظ،ظ£) «لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ» (ظ¢تيظ¤: ظ£). لو أردت وصفًا لحال المسيحيين بوجه عام في يومنا هذا لا أجد أدق من هذه النبوة. يجب أن نأخذ كلام الروح القدس بأكثر جدية. ففي يومنا هذا تجد حتى المؤمنين لا يحتملون التعليم الصحيح. لماذا؟ لأنه غالبًا سيجعلنا ننقص ويجعل ذاك يزيد. ومتى كان المؤمن جسدي - وهي حالتنا بشكل عام في الأيام الأخيرة - فلا تتوقع أنه سيسعد بأن ينقص. سوف يقول المعلمون كلامًا يعجب الناس ويعمِّق فيهم الإحساس بالذات ويعظّم الإنسان. وهذا هو المقصود بـ”حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ“. فيصرفون مسامعهم عن الحق المليء باليقينية، الى الخرافات المليئة بعدم اليقينية. وسينفر الناس من التعليم الصحيح ويهاجمونه بكل قوتهم. سينفرون من الكلام القديم بحجة أنه جمود وأفكار بالية، لا تصلح لمجتمعنا ووقتنا الحالي. نحن نرى هذا يحدث أمام أعيننا بوضوح. نعم مع تألمنا لهذا، إلا أننا نُعظم كلمة الله التي تنبأت عن حال المسيحية في آخر الأيام. وفي كل الرسالة الثانية إلى تيموثاوس يتحدث الرسول بولس عن حال المسيحية، وليس فقط حال المؤمنين الحقيقيين. ومما يثير العجب أن الرسول بطرس يقول عن المعلمين الكذبة إنه «سَيَتْبَعُ كَثِيرُونَ تَهْلُكَاتِهِمْ» (ظ¢بطظ¢: ظ¢). وإن كنت في البداية أصاب بالاندهاش حين أرى كم المسيحيين الذين يسيرون وراء هؤلاء المعلمين الكذبة. لكن لا ينبغي أن نندهش وقد تنبأت كلمة الله بهذا. (ظ،ظ¤) يصف الرسول بولس لتيطس كلام المعلمين الكذبة بأنه «وَصَايَا أُنَاسٍ مُرْتَدِّينَ عَنِ الْحَقِّ» (تيظ،: ظ،ظ¤). وهذا في الواقع هو تعريف المعلم الكاذب. فالمعلم الكاذب ليس هو مَن يجهل التعليم، فيُعلِّم تعليمًا ناقصًا. كان ”أَبُلُّوسُ“ من هذا النوع الأخير، وحين أقبل لمعرفة الحق كاملاً، أخذ يعلم به (أعظ،ظ¨: ظ¢ظ¤-ظ¢ظ¨). لكن المعلم الكاذب كان ينادي بالتعليم الصحيح يومًا ما، ويا للحسرة فقد ارتد عنه، وأصبح يُعلّم بعكسه تمامًا! (ظ،ظ¥) نأتي للجزء الأكثر وضوحًا في العهد الجديد عن المعلمين الكذبة؛ أعني رسالة بطرس الثانية والأصحاح الثاني. يضرب بطرس مثلاً بالشعب القديم لكيلا نندهش من ظهور المعلمين الكذبة بيننا. ويقول إنه كما حدث قديمًا وظهر أنبياء كذبة بين الشعب، سيظهر بيننا معلمون كذبة. وأضاف أن طريقتهم هي طريقة ”الدس“؛ «يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ»؛ أي أنهم يضعون السم في العسل. يضعون التعاليم الهادمة في وسط الأفكار الصحيحة الجيدة. فقد تجد مجموعة من العظات التي تحتوي على أفكار صحيحة جدًا، وفي دقيقة أو دقيقتين وسط العظة، يُلقي لك هذا المُعلّم تعليمًا هادمًا. فالمعلم الكاذب ليس بالغباء الذي يجعله يعظ عظة مليئة بالهرطقات، بل هو حاذق للدرجة التي معها يدس التعليم الخاطئ في وسط الكثير من التعاليم الصحيحة. وهذا ما يجعلنا في احتياج دائم للرب كاشف القلوب والكلى، كاشف الأسرار، كي ما يمنحنا اليقظة لكيلا ننخدع. ثم يسرد بطرس بعضًا من تعاليمهم. وبشكل شخصي لقد اندهشت كيف يتطابق تعليمهم مع ما أصبحنا نسمعه تحت مسمى “اللاهوت الليبرالي“. فأولاً «هُمْ يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ» (عظ¢)! كيف؟ هل بأن يُنكرون صليب المسيح؟ بالطبع كلا. فلقد فطنا إلى أسلوبهم الماكر؛ إنهم لا ينشرون تعاليمهم بطريقة مفضوحة، لكنهم يُقللون كثيرًا من هول الخطية، ومن وراثتنا لمذنوبيتها. وكثير من الخطايا يضعونها تحت تصنيف ”الامراض“ وليس الخطية. ويقولون إن الخطية نفسها مرض، والموت ليس عقوبتها بل نتيجتها. بهذه الطريقة هم ينكرون شراء الرب لنا. فالرب لم يكن عليه أن يدفع ديننا في هذه الحالة، وهذا هو معنى الفداء بدفع الدين وفك المديون. ثم يسوق بطرس مثالاً على الدينونة بأن الرب لم يشفق على العالم القديم وجلب طوفانًا على عالم الفجار، وأنه رمَّد مدينتي سدوم وعمورة. ويصف مَن كانوا في سدوم بالأردياء والأثمة (عظ¤-ظ¨). ولاحظوا معي أيها - الأحباء - كيف أن هاتين الحادثتين بالذات قد تعرضتا للنقد من جانب معلمي اللاهوت الليبرالي؛ فقد أنكروا تاريخية وحرفية الأولى؛ أنكروا تاريخية الطوفان وشخصية نوح. وأنكروا أن الخطية التي ارتكبها أهل سدوم (اللواط) هي في واقع الأمر خطية، بل أخذوا يُروجون لأنها مرض واضطراب. يا لروعة كلمة الله! كيف تتم كلمات الوحي بهذه الدقة! فكل ما تنبأ الكتاب أن المعلمين الكذبة سيقولونه أو ينكرونه هكذا فعلوا. ولكني في ذهول أكثر أن كثير من المؤمنين يرون أمامهم هذه الأمور ومع ذلك فهم ما زالوا غير قادرين على أن يصفوا مَن ينشر هذه التعاليم بالمعلم الكاذب. هل أصبحنا نستحي بأحكام كلمة الله؟! وبإنكار هاتين الحادثتين؛ الطوفان وحريق سدوم وعمورة، وُضع الأساس للتعليم الشرير بأنه ليس هناك دينونة. وليس هناك جهنم حقيقية بل هي كتعبير أحدهم اشبه بـ”حلم طويل مُمل“، وليس عذابًا أبديًا، كما قال الكتاب. فهؤلاء المعلمون يرددون تمامًا ما تنبأ به بطرس في الأصحاح الأخير من رسالته الثانية قائلاً على لسانهم: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ هَكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ» (ظ¢بطظ£: ظ¤). إن بقاء كل شيء من بدء الخليقة هو بكلمات أخرى إنكار الطوفان الذي فصل التاريخ العالمي إلى ”العالم القديم قبل الطوفان“ و”العالم الحاضر“. وهكذا بإنكارهم للطوفان يؤكدون لنا صدق هذه النبوة، ويضيفون سببًا آخر يؤكد لنا أن معلمي هذا اللاهوت ما هم إلا المعلمين الكذبة الذين تنبأ عنهم بطرس. أحبائي أرجو ان نأخذ كلام الله بعين الاعتبار وبجدية تليق به. كل ما سردته من أقوال كتابية عن المعلمين الكذبة ليس له أدنى معنى لو أن وجودهم ليس حقيقة واقعة. راجعوا كلماتي القليلة في ضوء كلمة الله. ولا تترددوا في أن تحكموا كما حكمت كلمة الله. لا تشفق أعينكم يا إخوتي أن تُسمّوا الأشياء بمسمياتها. فالتعليم الكاذب لن يكون إلا كاذبًا. والمعلم الكاذب لن يكون إلا معلمًا كاذبًا. هكذا تعلم كلمة الله، وهكذا لنفعل نحن بمعونة الله. طالبين منه أن يحفظنا من سيل الضلال المحيط بنا بسهولة. بقي فقط أن نفرِّق بين بعض الذين يُعلّمون بتعاليم شريرة عن جهل، وبين مَن يعمل على نشرها عن تعمد، وهو يعلم تمامًا ما هو صحيح. هذا التمييز قد يكون صعبًا بعض الشيء علينا، لأنه يحتاج لأن نعلم نوايا الشخص. ولكن يعلم الرب ما في الدواخل، وأيهما عن جهل وأيهما عن علم. وفي المُجمل فالشخص الذي يُعلِّم بتعليم شرير عن جهل، تجده يتراجع سريعًا عنه متى تعلَّم الحق. ويعتذر بإخلاص إن كان قد سبَّب أي تشويش بتعليمه، ويعمل جاهدًا على نشر التعليم الصحيح متى أدركه. أما النوع الآخر فقد يكون عارفًا بالتعليم الصحيح، بل وربما علَم به فترة من الزمن، ولكنه ارتد عنه. ليت الرب يعطينا يقظة أمام تلك الهجمات الشرسة من عدو الخير، ويُعطينا الشجاعة لنتصدى للمعلمين والأنبياء الكذبة متى ظهروا في كنيسة الله، لأن التهاون في هذا الأمر يجعلنا نذوق المرار بسببه داخل كنائسنا المحلية، كما ولا بد أننا سنعطي عنه حسابًا أمام كرسي المسيح حتمًا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg مبكرًا جدًا تنبأ الرب عن الأنبياء الكذبة، وحذّر منهم. ففي الموعظة على الجبل يضع الرب العلامة الأولى التي تُميّزهم، وهي أنهم لا يأتون في شكل الذئاب، بل في ثياب الحملان؛ فمن خارج ثياب حُمْلاَن، «وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!» (متظ§: ظ،ظ¥-ظ¢ظ£). هذا يحتاج إلى كثير من الفطنة الروحية والتيقظ التام من المؤمنين. فمن الطبيعي أن يتحذر القطيع من ذئب مُقبل عليهم، لكن لماذا يتحذرون من حَمَل؟ هنا يقول لنا لماذا يجب الحذر، لأن النبي الكاذب سيأتي في هيئة تُوحي بأنه من القطيع، وسيتكلَّم كما يتكلَّم القطيع. قد يسلك مثلهم في البداية، حتى يتحين الفرصة ليُظهر طبيعته كالذئب الذي يأتي ليفترس لنفسه. ويجب أن يكون لدى جماعة الرب مَن لديهم حواس روحية منتبهة. وطوبى للجماعة متى أخذت تحذيراتهم بعين الاعتبار. ويجب ألا نَضّعُ يَدًا على أحدٍ بِالْعَجَلَةِ؛ أي لا نصادق على قبول الناس في الشركة والخدمة سريعًا (ظ،تيظ¥: ظ¢ظ¢). لماذا؟ لأن الطريقة الوحيدة التي نُميّز بها الكاذب من الحقيقي هي ظهور الثمار (متظ§: ظ،ظ¦-ظ¢ظ*)، وهي عملية لو تعلمون تستغرق وقتًا. فالرب لم يتركنا كثيرًا في حيرة بل وضّح أنه يستحيل أن هذا الكاذب يتظاهر كثيرًا دون ظهور ثمار تفضحه. وحين يتوفر الإخلاص لدى قطيع الرب، فالرب سوف يسمح بظهور ثمار رديئة من هذا الكاذب، تكشفه أمام أعيننا سريعًا. فتجده بعد فترة قد بدأ في استقطاب مجموعات من المؤمنين ليفصلهم عن الجماعة، وينشر بينهم نبواته وتعليمه الكاذب، ويبث روح التحزب والتمرد بينهم، كما فعل داثان وأبيرام وقورح في يومهم (عدظ،ظ¦). وقد تجد تعاليمه الخبيثة، وقد بدأت تظهر على السطح. وهكذا شيئَا فشيئًا يتضح أن مَن أتى بثياب الحُمْلاَن، ما هو إلا ذئب خاطف، يبتغي افتراس القطيع وتشتيته. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg في أمثال الملكوت يرسي الرب مبدأً أساسيًا عن وضع دائرة الاعتراف المسيحي حاليًا. وهي أن الزوان موجود في وسط الحنطة، وقد ثبَّت أقدامه، للدرجة التي يستحيل معها التخلص منه حاليًا (متظ،ظ£: ظ¢ظ¤-ظ£ظ*)، وهذا لن يحدث إلا عند ظهور الرب ليملك. الكلام هنا عن دائرة الاعتراف المسيحي، وليست الكنيسة بيت الله. ففي الكنيسة بيت الله، هناك توصيات شديدة بعدم احتضان الزوان، بل وعزل الخبيث. بناء على هذا المثل يجب أن نتوقع ظهور الزوان في وسط الحنطة، وهذا لا ينبغي أن يصدمنا مطلقًا. إن ظهور أشخاص أردياء ومعلمين كذبة في دائرة الاعتراف المسيحي، يجب أن يكون أمرًا متوقعًا دائمًا (ظ¢بطظ¢: ظ،-ظ£). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg في سفر الأعمال والأصحاح الثامن نجد أول محاولة من الشيطان لاختراق الكنيسة عن طريق شخص غير مولود من الله، ولكنه بدا كذلك في البداية، حتى ظهرت ثماره الرديئة (المبدأ الذي تكلمنا عنه في النقطة الاولى). كان هذا الشخص هو سيمون. وهو صاحب اختبار جذاب، فهو كان ساحرًا، وكان الجميع يتبعونه. ومن ضمن طرق إبليس، أن يستخدم أناسًا لهم اختبار جذاب، حتى حين ينحرفوا يصعب على المؤمنين تصديق أن هذا الشخص صاحب الاختبار الشهير والتاريخ العظيم في الخدمة، يمكن ان ينحرف عن الحق. لقد انضم سيمون للمؤمنين عن طريق تبشير فيلبس. ولكن حين ظهرت الثمار الرديئة عليه لم يتوانَ بطرس عن التعامل معه بكل حزم، بل وبعنف - بمقاييسنا اليوم - إذ قال له: «لِتَكُنْ فِضَّتُكَ مَعَكَ لِلْهَلاَكِ ... لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيمًا أَمَامَ اللهِ. فَتُبْ مِنْ شَرِّكَ هَذَا، وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ، لأَنِّي أَرَاكَ فِي مَرَارَةِ الْمُرِّ وَرِبَاطِ الظُّلْمِ» (أعظ¨: ظ¢ظ*-ظ¢ظ£). لم يهدأ الشيطان بل حاول استخدام سيمون في أمور أخرى. فقد ابتعد سيمون بالفعل عن المؤمنين في السامرة، إنما ليؤسس ما يعرف بـ”الغنوسية المسيحية“، والتي من خلالها تمكن الشيطان من اختراق الكنيسة مرارًا وتكرارًا، بدءًا مِن القرن الأول وحتى القرن الحادي والعشرين. وسأسوق فقط ثلاثة أمثلة من التاريخ المسيحي للبرهنة على هذا. المثال الأول: في القرن الأول تأثر مؤمنو كولوسي أشد التأثر بالفكر الغنوسي ظانين أن المادة شرّ، وأن الجسد حقير. وكان سيخرج مِن هذا الفكر تعليم شرير بأن المسيح لم يأتِ في جسد مادي حقيقي، وهو ما يضرب كفارة المسيح في مقتل. ولكن لم يحدث هذا بين الكولوسيين لأن بولس كتب لهم بالوحي يحذّرهم من الفكر الغنوسي. ولكنه حدث في أيام يوحنا الذي كتب أن «كُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ» (ظ،يوظ¤: ظ£). وقاوم يوحنا كثيرًا من الأفكار الغنوسية في يومه. المثال الثاني: في القرن الثالث ظهر أوريجانوس الفيلسوف المسيحي، الذي أراد أن يوفِّق بين تعليم المسيحية والفلسفة الغنوسية - ربما ليسهل على الفلاسفة قبول المسيحية متى أضحت أكثر منطقية وعقلانية بالنسبة لهم - تمامًا كما نرى اليوم دعوات للمفكرين ليؤمنوا، وذلك بأن نضع لهم الحق المسيحي في شكل فلسفي جذاب لهم، وكأن هذا هو ما سيقودهم للإيمان. قد أدى هذا بأوريجانوس لأن يصف الثالوث بأنه تدرّج في الأقانيم، واعتبر الخليقة المادية شريرة، وأن الكتاب المقدس به ثلاث مستويات من المعاني لا يفهمها أي مؤمن بسيط، بل تتَطلَّب مستوى سامي من التخلص من تأثيرات الجسد المادي، وهو ما أدى لاحقًا لتثبيت فكرة الرهبنة والتقشف. وعلَّم بأن السقوط غير حرفي، وأن الخلاص هو عملية تألُّه يتحوَّل فيه الإنسان الى إله بواسطة المعرفة. وأن كل شيء سيخلص في النهاية، ويتصالح مع الله، حتى الشيطان. وبالطبع غني عن البيان مدى تأثير شخص مثل أوريجانوس على أفكار المسيحيين، حتى أن الكنائس الشرقية تعتبره من أهم الآباء المُبجلين. المثال الثالث: في السنوات الأخيرة عادت هذه الأفكار الغنوسية للظهور، بعد تحديثها لتُناسب وقتنا الحالي وعصور ما بعد الحداثة، ليتم الترويج لتعاليم خطيرة يُشبه بعضها ما علَّم به أوريجانوس من عدم حرفية السقوط، ومن إمكانية وجود استنارة روحية، وكشف إلهي بعيدًا عن المسيح والكتاب المقدس، وإمكانية وجود مغفرة بدون سفك دم، ومحاولة دمج التصوف الديني بتعاليم المسيحية بشكل غريب تحت عنوان يبدو جذابًا وهو ”بناء الجسور مع الآخرين“. وهكذا، منذ حوالي ألفي عام، وضع الشيطان بذرة ما زلنا نعاني من ثمارها اليوم من تعاليم كاذبة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg حدثت محاولة من الشيطان لتخريب رسالة الإنجيل عن طريق بعض المعلمين الكذبة في أعمال ظ،ظ¥. وكانت هذه المرة عن طريق تهويد الإنجيل. أرادوا أن يقنعوا المؤمنين أنهم لن يخلصوا بعمل المسيح وحده، بل بجانبه لا بد من أعمال الناموس، مُمثلة في الختان. لو ظهر هؤلاء وسطنا اليوم، هل سنخاف أن نقول عنهم إنهم معلمين كذبة؟ هل سنكتفي بالقول: إن لهم آراء غريبة؟ أو: إنهم أخطئوا فهم الكتاب المقدس؟ لكن الرسول بولس قال عنهم: ”إِخْوَةٌ ْكَذَبَةٌ ... رُسُلٌ كَذَبَةٌ ... فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ“ (غلظ¢: ظ¤؛ ظ¢كوظ،ظ،: ظ،ظ£). ولا تعليق! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg في حديث الرسول بولس الوداعي لقسوس كنيسة أفسس، قال كلامًا مرعبًا فعلاً. فبعد أن خدم بينهم وأصبحت كنيسة أفسس من أروع الكنائس في ذلك الوقت، يقول لهم: «لأَنِّي أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ»! يا للهول! بهذه السهولة سيدخل بينهم ذئاب خاطفة؟! ألن ينتبه القسوس لهذا الأمر؟! ألن يأخذ المؤمنون حذرهم؟ ثم يضيف ما هو أكثر رعبًا إذ يقول «وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ» (أعظ¢ظ*: ظ£ظ*، ظ£ظ،). ربما لا يتكلَّم هنا عن أنبياء كذبة أو معلمين كذبة، لكن على أمر ليس أقل خطورة، وهو رغبة البعض في تكوين مجموعات وسط جماعة المؤمنين تتبع أشخاصهم؛ مجموعة فلان الفلاني، أو مجموعة المبدإ الفلاني، أو مجموعة الخدمة الفلانية. وقد يكون فلان شخصًا جيدًا، والمبدأ صحيح، والخدمة مباركة، لكن الله قصد أن يجمع المؤمنين حول المسيح، وليس حول فلان أو مبدإ أو خدمة أو نشاط. إذًا وضع بولس الأمرين في ذات درجة الخطورة؛ ذئاب خاطفة، وأشخاص يريدون أن يربطوا المؤمنين بهم هم، وليس بالكنيسة المحلية حول الرب فقط. والخطير فقط هاتان الكلمتان «بَيْنَكُمْ ... وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ»، وهما يوضحان من أين يبرز المُعلّمون الكذبة، والذين يتكلَّمون بأمور ملتوية؛ من داخل جماعة المؤمنين. ألا نأخذ حذرنا إذًا، ونستفيق مِن غفلتنا التي قد تصل لحد السذاجة. نعم من داخلنا سيقوم أناس يتكلَّمون بأمور ملتوية ... وبيننا سيدخل ذئاب خاطفة. ويحذرنا بولس في رسالة رومية من الذين ”يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْناهً“. ويصف استراتيجيتهم بأنهم «بِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ (بسيطي النية)» (روظ،ظ¦: ظ،ظ§، ظ،ظ¨). أرجو من جميع إخوتي أن لا ينخدعوا بالوعظ الجميل والجيد، فبجانب الوعظ ابحث - يا عزيزي - عن التعليم. فهل من يعظ جيدًا، ويقدِّم تحريضات عملية غاية في الروعة، يُعلِّم أيضًا تعليًما صحيحًا؟ هنا الرسول بولس يقول إنه من الممكن أن شخصًا يقول كلامًا طيبًا وأقوالاً حسنة، ويكون من صانعي الشقاقات والعثرات، الذين يُعلّمون تعليمًا مختلفًا عما تعلمناه؛ «الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ» (يهظ£). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg في رسالة كورنثوس الأولى والأصحاح الثالث، يتحدث بولس عن ثلاث نوعيات من الذين يُشاركون في بناء الكنيسة. فهناك من يبني بمواد جيدة، مثل الذهب والفضة والحجارة الكريمة. وهناك من يبني بمواد لن تصمد أمام نيران الامتحان، مثل الخشب والعشب والقش. لكن هناك فريق ثالث وهو الذي يُفسد هيكل الله (ظ،كوظ£: ظ،ظ¢-ظ،ظ§). إنه لا يبني بل يُخرّب. لكن كونه ذُكِر في نفس الجزء مع الذين يبنون فهذا يعني أنه محسوب على الذين يبنون. وهل يُمكن أن يكون بين الكنيسة مَن يهدف لإفساد هيكل الله؟! هذا ليس شيئًا بعيدًا مطلقًا! وقد يبدو في مظهر مَن يُشارك في البناء. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg يتوسَّع الرسول بولس في شرح الهيئة التي يأتي بها الرسل الكذبة في رسالته الثانية لأهل كورنثوس. فهم لكي يندسوا وسط المؤمنين بدون إثارة الشكوك لا بد لهم أن يُغيّروا شكلهم «إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ» (ظ¢كوظ،ظ،: ظ،ظ£). ربما سيتكلّمون عن المسيح كثيرًا. ولكن رسل المسيح الحقيقيين تعبوا كثيرًا من أجله. والرُسُل الكذبة بما أنهم سيُغيرون شكلَهم الى «شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ»، فلا تستعجب إذا وجدتهم يتعبون كثيرًا من أجل المسيح. أمر بالفعل مُحيّر للمؤمنين. فكيف يُصدق المؤمن البسيط أن شخصًا يتكلم عن المسيح، ويبشر به، ويبذل الجهد الشديد من أجله، من الممكن ان يكون رسولاً كاذبًا! وهنا يذكرنا الرسول بأن هذا ليس بالأمر المستغرب «وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! فَلَيْسَ عَظِيمًا إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضًا يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ» (ظ¢كوظ،ظ،: ظ،ظ¤). أي إنهم ربما حتى لا تبدو منهم شائبة تشوب تصرفاتهم، بل ربما تجدهم يسلكون مسلكًا أخلاقيًا رفيعًا. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173782804093331.jpg كيف أطوّر ذاتي باستمرار ؟ تطوير الذّات هو مجهود الشّخص وسعيه ليكون أفضل من خلال اكتساب مهارات تطوّر وعيه ومواهبه وإمكانياته أهمّها : التّواصل الجيّد مع الآخرين : وذلك عبر الانصات للآخرين باهتمام ومنحهم الشّعور بالقيمة، والانفتاح على آراء وأفكار جديدة مع تقبّل المعلومات بوضوح وراحة. توسيع الاهتمامات : تجربة أشياء جديدة ومختلفة يطوّر ذاتك ويقوّي شخصيّتك كما يوفّر الفرصة لمشاركة وجهات النّظر مع عديد الأشخاص ويجعلك أكثر جاذبيّة وتأثيرا لأنك تمتلك المعلومات الجديدة . التّحكم في المشاعر : ضبط الانفعالات والتّوازن النّفسي يساعدك على النّجاح في علاقاتك وعملك وتحقيق أهدافك لذلك لابدّ من المحافظة على سلامك الدّاخلي . توسيع دائرة المعارف : تعرّف على أشخاص جدد وتفاعل معهم واكتسب مزيدا من الخبرة، فالثّقافات والأفكار المختلفة تطوّر عقلك وشخصيّتك وتفتح أمامك آفاقا جديدة. تعزيز المهارات القياديّة : اكتساب مهارات تنمّي الحس القيادي كتحفيز الآخرين والتّحلي بالمرونة والتّكيّف مع التّغييرات عند الحاجة والتّعلم من الفشل. في الأخير قد تكون هذه الصّفات هي البارزة ولكن هناك صفات أخرى لا تقلّ أهميّة كالتّعاطف مع الآخرين والكرم والتّسامح… فقط قم بتطوير ذاتك |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173782804093331.jpg 8 نصائح لتطوير الذات كيف اطور نفسي؟ هذا السؤال يشغل بال الكثير من الناس الذين يرغبون في تحسين حياتهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم. لكن كيف يمكننا أن نطور أنفسنا بطريقة فعالة ومستدامة؟ في هذه المقالة سأشارك معك بعض النصائح والخطوات التي تساعدك على تحقيق هذا الهدف. نصائح لتطوير الذات اعرف نفسك أولاً: اعرف نفسك. قبل أن تبدأ في أي عملية تطوير شخصي، عليك أن تعرف نفسك جيداً. ما هي قوتك وضعفك؟ ما هي اهتماماتك وهواياتك؟ ما هي أهدافك وطموحاتك؟ ما هي القيم التي تحترمها وتؤمن بها؟ ما هي المشاكل التي تواجهها والتحديات التي تحتاج إلى التغلب عليها؟ هذه الأسئلة تساعدك على فهم نفسك بشكل أعمق وأوضح، وتمكنك من تحديد نقاط الضعف التي تحتاج إلى تحسينها، والفرص التي تستطيع استغلالها. كمثال، لنبدأ بتحليل بعض النقاط: قوتي: أحد قواي هو القدرة على التفكير الإبداعي والحلول المبتكرة للمشاكل. أيضاً، أستطيع التأقلم مع الظروف المختلفة بسرعة والعمل بشكل فعال تحت الضغط. ضعفي: قد يكون ضعفي في بعض الأحيان هو الاحتياج إلى مزيد من التنظيم والترتيب، خاصة عندما يكون هناك الكثير من المهام المختلفة. اهتماماتي وهواياتي: أعشق القراءة والكتابة، وأيضاً أحب استكشاف الثقافات المختلفة والسفر إلى أماكن جديدة. في وقت فراغي، أستمتع بممارسة الرياضة مثل الركض وركوب الدراجة. أهدافي وطموحاتي: أسعى إلى تحقيق التطوير المهني والشخصي بشكل مستمر، وأرغب في بناء مجتمع أفضل من خلال المساهمة في المشاريع الاجتماعية والتطوعية. القيم التي أحترمها: أؤمن بقيم الصدق والعدالة والاحترام المتبادل، وأعتقد أن العمل الجماعي والتعاون هما مفتاح النجاح في أي مجال. المشاكل والتحديات: تحدياتي قد تكون في إدارة الوقت والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، وكذلك في تحقيق التوازن العاطفي والصحي في الحياة اليومية. باستناد إلى هذا التحليل، يمكنني وضع خطة عمل شخصية لتحقيق الأهداف والتغلب على التحديات التي واجهتها. اصنع خطة ثانياً: اصنع خطة. بعد أن تعرف نفسك، عليك أن تصنع خطة لتطوير نفسك. هذه الخطة تحتوي على الأهداف التي تريد تحقيقها، والموارد التي تحتاج إليها، والإجراءات التي ستتخذها، والمؤشرات التي ستقيس بها التقدم. الخطة تساعدك على تنظيم جهودك وتركيز طاقتك على ما هو مهم وأولوية. كما تساعدك على مراجعة نتائجك وتقويم أدائك بشكل دوري. وبناءً على التحليل السابق، إليك خطة تطوير شخصي: الأهداف: تطوير مهارات الإبداع والابتكار: قم بحضور دورات تدريبية أو ورش عمل لتعزيز قدراتك في التفكير الإبداعي وتطوير حلول مبتكرة. تحسين إدارة الوقت والتنظيم الشخصي: قم بإنشاء جدول زمني يومي وأسبوعي لتخصيص وقت محدد لكل نشاط، واستخدم تطبيقات الإدارة الزمنية لمساعدتك في تنظيم مهامك. تعزيز الصحة واللياقة البدنية: قم بممارسة الرياضة بانتظام، واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا لتحسين صحتك العامة. المساهمة في المشاريع الاجتماعية: انضم إلى منظمة تطوعية أو ابدأ مشروعًا اجتماعيًا يخدم المجتمع. الموارد: كتب وموارد عبر الإنترنت حول التفكير الإبداعي وتطوير الذات. تطبيقات لإدارة الوقت وتنظيم المهام مثل Todoist أو Trello. برامج تمارين رياضية أو تطبيقات للياقة البدنية مثل Nike Training Club أو MyFitnessPal. مواقع الإنترنت للبحث عن فرص التطوع في المجتمع. الإجراءات: حجز وقت في الجدول الزمني اليومي لقراءة كتب ومقالات حول تطوير الذات. تحميل تطبيق لإدارة الوقت وتخصيص وقت محدد لكل نشاط يوميًا. تحديد أيام محددة في الأسبوع لممارسة التمارين الرياضية وإعداد جدول للتمارين. الاتصال بالمنظمات التطوعية المحلية لاستكشاف فرص التطوع والمشاركة في المشاريع الاجتماعية. المؤشرات: زيادة القدرة على الابتكار وتطوير الحلول الإبداعية. تحقيق الأهداف اليومية والأسبوعية المحددة في جدول الوقت. تحسين مستوى اللياقة البدنية والصحة العامة. المشاركة النشطة في المشاريع الاجتماعية وتحقيق الأهداف المحددة لها. التقييم: قم بمراجعة خطة التطوير الشخصي شهرياً لتقييم تقدمك وتحديث الأهداف والإجراءات إذا لزم الأمر. استخدم المؤشرات المحددة لقياس التقدم وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. باستخدام هذه الخطة، ستكون قادرًا على تحقيق الأهداف التي حددتها وتطوير نفسك بشكل شامل ومتوازن. ابحث عن المصادر ثالثاً: ابحث عن المصادر. لتطوير نفسك، عليك أن تبحث عن المصادر التي تزودك بالمعلومات والمعرفة والخبرة التي تحتاج إليها. هذه المصادر قد تشمل الكتب والمقالات والبرامج والدورات والورش والندوات والمؤتمرات والبودكاست والفيديوهات وغيرها من المحتوى المفيد. كما قد تشمل الأشخاص الذين يستطيعون مساعدتك أو إرشادك أو دعمك، مثل الأصدقاء والزملاء والأساتذة والخبراء والمستشارين وغيرهم. اختر المصادر التي تناسب احتياجاتك وإمكاناتك، ولا تتردد في طلب المساعدة عند الضرورة. إليك بعض المصادر التي يمكنك البحث عنها لتطوير نفسك في المجالات المختلفة: الكتب والمقالات: ابحث عبر مكتبات الإنترنت مثل Amazon أو Goodreads للعثور على كتب في مجالات تطوير الذات والإبداع وإدارة الوقت والصحة واللياقة البدنية والمجالات الأخرى التي تهمك. الدورات التدريبية والمواقع التعليمية: تفضل بزيارة منصات التعلم عبر الإنترنت مثل Coursera وUdemy وedX وLinkedIn Learning للوصول إلى دورات تدريبية في مجالات مختلفة مقدمة من خبراء في هذه المجالات. الورش والندوات والمؤتمرات: تابع الأحداث والفعاليات التي تعقدها المؤسسات التعليمية والمؤسسات الأخرى في مدينتك أو عبر الإنترنت، فغالبًا ما تكون هناك ورش عمل وندوات ومؤتمرات تهتم بمجالات التطوير الشخصي. البودكاست والفيديوهات التعليمية: استمع إلى البودكاست وشاهد الفيديوهات التعليمية التي تتناول مواضيع مثل التطوير الشخصي والإبداع عبر منصات مثل YouTube وiTunes وSpotify. الأشخاص المؤثرين والمدربين الشخصيين: ابحث عن خبراء ومدربين شخصيين في المجالات التي تهمك واستفد من خبراتهم ونصائحهم من خلال الاستماع إلى مقابلاتهم أو حضور دوراتهم التدريبية. المجتمع الاجتماعي والمنتديات الخاصة بالتطوير الشخصي: انضم إلى مجموعات ومنتديات عبر الإنترنت على مواقع مثل Facebook وReddit وQuora حيث يمكنك التواصل مع أشخاص آخرين يهتمون بتطوير الذات وتبادل الخبرات والنصائح. استفد من هذه المصادر المتنوعة لتحقيق أهدافك وتطوير نفسك بشكل شامل ومستمر. ولا تتردد في طلب المساعدة من الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك في رحلتك للنمو والتطور. طبق ما تعلمت رابعاً: اطبق ما تعلمت. لا يكفي أن تقرأ أو تسمع أو تشاهد، بل عليك أن تطبق ما تعلمت في حياتك العملية والشخصية. العمل هو الذي يحول المعرفة إلى مهارة، والمهارة إلى خبرة، والخبرة إلى حكمة. كلما طبقت ما تعلمت بشكل أكثر، كلما ازددت قدرتك على التطوير والتحسين. لا تخف من الأخطاء أو الفشل، فهي جزء من عملية التعلم والنمو. بل استفد منها كفرص للتصحيح والتعديل. كيف اطور نفسي؟ احتفظ بالحماس خامساً: احتفظ بالحماس. تطوير الذات ليس عملية سهلة أو سريعة، بل هي عملية مستمرة ومتغيرة. قد تواجه فيها بعض المشاكل أو الصعوبات أو الملل أو الإحباط. لذلك، عليك أن تحتفظ بالحماس والإيجابية والثقة في نفسك. ابحث عن ما يحفزك ويشجعك على المضي قدماً، سواء كان ذلك الأهداف التي تسعى إليها، أو النجاحات التي حققتها، أو الإشادات التي حصلت عليها، أو الأدوار التي تؤديها، أو الأثر الذي تتركه. كن صبوراً ومثابراً ولا تستسلم. اقرأ كثيراً سادساً: اقرأ كثيراً. القراءة هي وسيلة رائعة لتطوير الذات، فهي تزيد من مستوى ثقافتك وثراء لغتك وانسيابية تفكيرك. كما تفتح لك آفاقاً جديدة وتعرضك لآراء مختلفة وتنمي خيالك وإبداعك. اختر الكتب التي تناسب اهتماماتك وأهدافك، وحاول قراءة كتاب واحد على الأقل في كل شهر. انضم إلى مجموعات سابعاً: انضم إلى مجموعات. التطوير الذاتي لا يعني أن تعزل نفسك عن الآخرين، بل يعني أن تستفيد من التفاعل معهم. انضم إلى مجموعات تشارك فيها نفس الهدف أو الشغف أو المجال. هذه المجموعات قد تكون رسمية أو غير رسمية، حضورية أو افتراضية، صغيرة أو كبيرة. المهم هو أن تشارك فيها بنشاط وإخلاص، وأن تستفيد من خبرات وآراء ونصائح الأعضاء. اخرج من منطقة راحتك ثامناً: اخرج من منطقة راحتك. منطقة راحتك هي المجال الذي تشعر فيه بالأمان والثقة والسيطرة، لأنك مألوف به ومتعود. ولكن إذا أردت أن تتطور وتنمو كشخص، فعليك أن تجرب أشياء جديدة وتواجه التحديات وتتعلم من الأخطاء. فقط بالخروج من منطقة راحتك، يمكنك أن تكتشف قدراتك الحقيقية وتحقق أهدافك. إن تطوير الذات هو رحلة جميلة ومفيدة، تجعلنا أفضل مما كنا عليه. فلا تضيع فرصة التغيير والتجديد، ولا تقنع بالقليل من نفسك. فأنت قادر على المزيد، إذا أردت ذلك. وفي الختام، أود أن أشاركك بعض النصائح التي ساعدتني في رحلتي الشخصية، وأتمنى أن تفيدك أيضا: حدد أهدافك واكتبها بوضوح، وقسمها إلى خطوات صغيرة ومحددة. ابحث عن مصادر الإلهام والتحفيز، سواء كانت كتب، فيديوهات، نماذج ناجحة، أو أشخاص يدعمونك. اعمل على تطوير مهاراتك ومعارفك باستمرار، ولا تتوقف عن التعلم والابتكار. احترم نفسك وثق بقدراتك، ولا تسمح لأحد أن ينال من ثقتك بنفسك. احتفل بإنجازاتك وتقبل نقاط ضعفك، وتعلم من أخطائك ولا تستسلم للإحباط. |
الساعة الآن 01:33 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025