![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg يا قَلْبَ فادينا الجَريحْ يا قَلْبَ يَسوعْ أَتّونَ حُبِّنا الصَّحيحْ يا قَلْبَ يَسوعْ كُنْ لي عَزاءً كُنْ لي رَجاءً كُنْ لي دَليلْ حَتّى الرَّحيلْ يا قَلْبَ يَسوعْ ها روحُ الزَّهْوِ وَالفَسادْ يا قَلْبَ يَسوعْ وَالحُرِّيَّةِ وَالإِلْحادْ يا قَلْبَ يَسوعْ كادَ يُفْقِدْني الإيمانْ فَانْتَشِلْني بِحَنانْ كَمْ لَذَّةً مِثْلَ السَّرابْ يا قَلْبَ يَسوعْ يُخَيَّلُ فيها الشَّرابْ يا قَلْبَ يَسوعْ حَوَّلَتْني عَنْ هَواكْ أَنْتَ لا أَبْغي سِواكْ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg يَا قَلْبَ فادينا الرَّحيمْ أَضْرِمْ بِأَحْشانا هَواكْ فيكَ نَرى الفَضْلَ العَميمْ طوبى لِمَنْ يَبْغي رِضاكْ طوبى لِمَنْ يَبْغي جَلالَكْ يا قَلْبَ فادينا المَجيدْ يَعودُ إِنْ رَأى جَمالَكْ مِنْ هَذهِ الدُّنْيا سَعيدْ يا كَنْزَ خَيْري في حَياتي مَجْدي أَيا بَحْرَ الصَّلاحْ فيكَ المُنى إِلَيْكَ آتي أَنْعِشْ فُؤادي بِالسَّماحْ ضَعْني بِقَلْبِكَ المُكَرَّمْ يا مُنْقِذي كَيْ أَسْتَريحْ وامْلُكْ عَلى قَلْبي المُحَطَّمْ أَضْرِمْهُ بِالحُبِّ الصَّحيحْ في قَلْبِكَ المَمْلو انْشِغافاً تَحْيا نُفوسُ الأَتْقِياءْ وُكُلُّ مِسْقامٍ يُعافى فيهِ، فَيَخْزي الأَقْوِياءْ مَنْ غاصَ في أَعْماقِ حُبٍّ لِنَحْوِ فادينا الحَبيبْ يَدْري غِنى صَلاحَ قَلْبٍ قَدْ كَنَّهُ فَوْقَ الصَّليبْ بِسَهْمِ حُبِّ قَلْبِكَ اطْعَنْ قُلَيْبَنا القاسي العَنيدْ بِقَلْبِكَ المَطْعونِ يُعْلَنْ عُرْبونُ مَجْدِنا الأَكيدْ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg يا قَلْبَ يَسوعَ الهُيامُ الأَوْحَدُ جِئْنا بِصَمْتٍ وَانْبِهارٍ نَسْجُدُ يا رافِعاً عَنّا سَوادَ العَتْمَةِ يا ناثِراً فينا كُنوزَ النِّعْمَةِ لَوْلاكَ كانَ العُمْرُ تيهاً أَوْ شَقا لَوْلاكَ دَبَّ اليَأْسُ أَوْ ضاعَ الرَّجا لِلْجائِعينَ مِنّا صِرْتَ مَأْكَلاً أَحْبَبْتَنا أَقَمْتَ فينا مَنْزِلاً امنَحْنا قَلْباً صافِياً حتى نَراكْ ثَبِّتْ خُطانا كَيْ نَسيرَ في خُطاكْ أَحْيَيْتَنا أَخْرَجْتَنا مِنَ العَدَمْ قاسَيْتَ عَنّا كُلَّ أَنْواعِ الأَلَمْ لَمْ تَرْضَ يا رَبُّ بِأَنْ تَبْقى البَعيدْ جِئْتَ إِلَيْنا حامِلَ العَهْدِ الجَديدْ كُنّا عَبيداً صِرْنا نَلْتَقي بِكَ إِرْفَعْنا كَيْ نَبْقى افتخارَ حُبِّكَ قُلْتَ لَنا حَيْثُ يَكونُ كَنْزُكُمْ أَيْضاً هُناكَ قَدْ يَكونُ قَلْبُكُمْ لا نَرْضى إِلّا قَلْبَكَ كَنْزَ الوُجودْ يَسْمو بِنا حَتّى مَطَلّاتِ الخُلودْ مِنْ أَجْلِ أًنْ نَحْيا ابْتَكَرْتَ المُعْجِزاتْ أَصْبَحْتَ في القُرْبانِ زاداً لِلْحياة يا مُرْتَجانا يا دَفينَ حُبِّنا رُحْماكَ واكِبْ سَيْرَنا في دَرْبِنا |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg يا قَلْبَ يَسوعَ الهُيامُ الأَوْحَدُ جِئْنا بِصَمْتٍ وَانْبِهارٍ نَسْجُدُ يا رافِعاً عَنّا سَوادَ العَتْمَةِ يا ناثِراً فينا كُنوزَ النِّعْمَةِ لَوْلاكَ كانَ العُمْرُ تيهاً أَوْ شَقا لَوْلاكَ دَبَّ اليَأْسُ أَوْ ضاعَ الرَّجا لِلْجائِعينَ مِنّا صِرْتَ مَأْكَلاً أَحْبَبْتَنا أَقَمْتَ فينا مَنْزِلاً امنَحْنا قَلْباً صافِياً حتى نَراكْ ثَبِّتْ خُطانا كَيْ نَسيرَ في خُطاكْ أَحْيَيْتَنا أَخْرَجْتَنا مِنَ العَدَمْ قاسَيْتَ عَنّا كُلَّ أَنْواعِ الأَلَمْ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg لَمْ تَرْضَ يا رَبُّ بِأَنْ تَبْقى البَعيدْ جِئْتَ إِلَيْنا حامِلَ العَهْدِ الجَديدْ كُنّا عَبيداً صِرْنا نَلْتَقي بِكَ إِرْفَعْنا كَيْ نَبْقى افتخارَ حُبِّكَ قُلْتَ لَنا حَيْثُ يَكونُ كَنْزُكُمْ أَيْضاً هُناكَ قَدْ يَكونُ قَلْبُكُمْ لا نَرْضى إِلّا قَلْبَكَ كَنْزَ الوُجودْ يَسْمو بِنا حَتّى مَطَلّاتِ الخُلودْ مِنْ أَجْلِ أًنْ نَحْيا ابْتَكَرْتَ المُعْجِزاتْ أَصْبَحْتَ في القُرْبانِ زاداً لِلْحياة يا مُرْتَجانا يا دَفينَ حُبِّنا رُحْماكَ واكِبْ سَيْرَنا في دَرْبِنا |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg يا قلباً مركزاً للأفراح يا مزيلاً عن عبادك الأتراح أنت الغنيّ الواهب الإنعام من خزائن حبّك للأنام أشعل جميع القلوب بهواك المرغوب واغفر لنا الذنوب وأبعد عنّا العيوب يا قلباً جريحاً بالحربة أضرِمنا بسَعير المحبّة |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg يا قلبي اتعلق بيسوع اللي عمره ما بيتغير لو قامت عليك جيوش ما تخاف ولا تتحير أنا غالب راسي مرفوع ماشي إلهي قدامي لما شرف قلبي يسوع حلى عمري وإيامي لا تشمت يا عدوي في لو بتزيد الحرب علي إلهي سيج حوالي .. بالدم عليك بيقدر إيماني بينقل الجبال بيهد السور العالي إلهي ما يعرف محال هوى أعلى من العالي من حولك يا سور بغني لإلهي الحي اللي سامعني بهتافي وبصوتي ولحني .. رح توقع رح تتكسر |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg يا قلبي زيد الصبر لا تيأس لا ولا مرة يجي يوم وتلقى الفرج بالسما تعلن أحلى غنوة ياخدنا أبونا الملك فوق الغيم يصعدنا يعلمنا نشيد الفرح بإيده يمسح دمعتنا لا أوجاع ولا أحزان تبقى تلحق أنفسنا نعيش وياه بالأمان بكفة إيده ناقشنا يم عرشه نقعد سوة ثياب البر يلبسنا يكللنا باكليل الهنا نرنم ونهلل كلنا |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg يا قلبى ياللى بتهرب دا العمر بيك بيفوت من أنهي مية بتشرب من كاس مصيره الموت كل يوم بيفوت عليك بالخطية تزيد جنون تمسك الحربة بإيديك تطعن القلب الحنون طول حياتك مش ناسيه ليه عامي إنت بتهون كل يوم فيه تقسى أكتر تبقى وسط الزرع نار والخطية تزيد وتكبر فوق جبينك تبقى عار تبكي بقى مين يومها يكسب الظلام ولا النهار قلبي شوق بين الضلوع قصته مالهاش نهاية قلبي مابيعرف دموع والندم مش في الحكاية كل يوم يطعن يسوع ينساه ويعيد م البداية |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg يا قلبا فادي كل العباد اضرم في قلبنا هواك ان العبادة لك السعادة طوبى لمن يبغي رضاك طوبى لمن يرضي جلالك يا قلب يسوع المجيد يعود ان راى جمالك من هذه الدنيا سعيد كنزي حظي خيري حياتي مجدي ايا بحر الصلاح تاقت نفسي اليك تأتي هبها من حلمك السماح |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg يا قوتي لك أرنم لك أرنم لأن الله ملجأي لأن الله ملجأي إله رحمتي إله رحمتي يا قوتى لك أعظم لك اعظم يا قوتى لك أسبح لك أسبح يا قوتى لك أصفق لك أصفق يا قوتى لك أهلل لك أهلل |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg يا قومُ ذوقوا وانظروا ما أطيب الإلهْ طوبى الذينَ استنصروا به ولا سواهْ ألا اتقوا ربَّ التُّقى يا أيها الملا فليس للذي اتقى مِن فاقةٍ ولا الأغنياءُ افتقروا فأصبحوا جياعْ والمبتغوهُ أيسروا خيراً بلا انقطاعْ من ذا الذي يهوى الحياة صالحةَ الأمورْ لا تنطقنَّ شفتاهْ بالغش والغرورْ يحِدْ عن الشر وال خيراتِ يصطنعْ يبغي السلامَ المتصلْ من حيث ينقطعْ الرب عيناهُ على خائفهِ الوديعْ وأذنهُ تصغي إلى دعائه الوضيعْ |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173564807746961.jpg "مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ يا حبيبي! هذه هي عظمتك في لَّذَّاتِك: قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. قُلْتُ إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بسعفها العال. وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ، وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ. وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ، تسوغ بلذة لِحَبِيبِي وتسيل عَلَى شفتي وأسناني" أما أنواع الثمر فهي: أ. يرى ثدييها كعناقيد الكرم... وقد رأينا أن ثدييّ الكنيسة هما العهدان القديم والجديد، فإنهما يبعثان روح الفرح في حياة المؤمنين. ب. يرى أنفها كالتفاح... وقد رأينا أن التفاح رمزًا للتجسد الإلهي، وكأنها تشتم على الدوام رائحة الإله المتجسد. ج. حلقها كالخمر الجيد، يُشير بكلمات الفرح المستمر، المستساغة اللذيذة الطعم التي تجعل العريس نفسه أيضًا يفرح لفرحها، فتظهر علامات الفرح على شفتيه وأسنانه. إذ سمعت العروس وصف العريس ومديحه لها أجابته: إن كل ما قد وصفتني به إنما هو منك ولك يا حبيبي. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg "أَنَا لِحَبِيبِي (لقريبي)، وَإِلَيَّ اشْتِيَاقُهُ" [10]. في الأصحاح الثاني إذ تطلعت العروس إلى المصلوب أدركت حبه الذي خلاله قدم الرب نفسه لها كعريس فقدمت هي حياتها ملكًا له... قائلة: "حَبِيبِي (قريبي) لِيّ وَأَنَا لَهُ، الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ" (نش 2: 16). وفي الأصحاح الخامس تطلب إليه أن يدخل جنته أي قلبها ليقبل حبها له، ويتسلم حياتها بكل طاقاتها الداخلية كاستجابة حب لعمله معها، قائلة: "أَنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِيّ الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ" (نش 6: 3). أما هنا فقد ارتفعت إلى الأبدية لا لتقدم حياتها له استجابة لحبه وإنما لتكشف على مستوى العلانية واللانهائية مدى شوقه إليها: "أَنَا لِحَبِيبِي وَإِلَيَّ اشْتِيَاقُهُ". كأنها تقول له... لقد عرفت سرّ مديحك ليّ، إنك تطلبني أكون معك ولك، أكون موضع شوقك إلى الأبد! في هذه المرة لا تقول: "حبيبي ليّ" فقد دُهشت أمام بهجته بها واشتياقه نحوها... أنه "يشتهي صهيون مسكنًا له" (مز 132: 13)... |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173564807746961.jpg "تَعَالَ يَا حَبِيبِي (قريبي) لِنَخْرُجْ إِلَى الْحَقْلِ،وَلْنَبِتْ فِي الْقُرَى. لِنُبَكِّرَنَّ إِلَى الْكُرُومِ، لِنَنْظُرَ هَلْ أَزْهَرَ الْكَرْمُ؟! هَلْ تَفَتَّحَ الْقُعَالُ؟! هَلْ نَوَّرَ الرُّمَّانُ؟! هُنَاكَ أُعْطِيكَ حُبِّي (ثدييّ)" [11-12]. إذ أدركت العروس محبته لها أخذت تطلبه ليخرجا معًا وحدهما إلى الحقل ويبيتا في القرى بعيدًا عن ضوضاء المدينة، ويقطفا من الثمار... الحقل: أي حقل هو هذا الذي دعت إليه حبيبها ليخرج معها إليه؟ لعله حقل العمل الإلهي المتسع على مستوى البشرية كلها، هذا الذي قال عنه الرب نفسه: "ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول أنها قد ابيضت للحصاد" (يو 4: 35)... إن كان ربنا نفسه يدعونا للعمل، لكننا لن نخرج بدونه، بل معه وبه لأنه هو صاحب الكرم وهو الذي يهبه النمو. في هذا يقول الرسول بولس: "أنا غرست وأبلوس سقى لكن الله كان ينمي. إذًا ليس الغارس شيئًا ولا الساقي، بل الله هو الذي ينمي... فإننا نحن عاملان مع الله وأنتم فلاحة الله، بناء الله" (1 كو 3: 6-9). لقد خرج قايين إلى الحقل لكن في غير معية الرب، خرج وحده، وهناك لم يحتمل البار هابيل بل قتله، وحين عاتبه الرب في جسارة الشر أجاب: "أحارس أنا لأخي؟!" (تك 4: 9)، ولعن الأرض معه وبسببه: "الآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك. متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها. تائهًا وهاربًا تكون على الأرض". أما العروس فترفض أن تخرج إلى الحقل إلاَّ مع عريسها وبه، فيتسع قلبها بالحب لأخيها، وتشعر بالمسئولية نحوه، فتتبارك الأرض بسببها. ولعل الحقل يذكرنا باللقاء المملوء حبًا بين إسحق وعروسه رفقة، فقد خرج ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء ورأى امرأته مقبلة على جمل... أما هي إذ رأته نزلت عن الجمل والتقت به... هنا العروس تشتاق أن تخرج معه إلى حقل التأملات، هناك يكشف لها عريسها السماوي أسراره الإلهية، وتدرك أمجاده التي لا يُنطق بها، يقبلها عروسه إلى الأبد وتعيش هي في أحضانه الأبدية. ولعل العروس تقصد بالحقل "حياة الجهاد المستمر"، إذ يقول سفر الأمثال: "من يشتغل بحقله يشبع خبزًا" (أم 12: 11)... فلا قدرة للنفس على الجهاد لتشبع ما لم يعمل الرب معها وفيها. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173564807746961.jpg "تَعَالَ يَا حَبِيبِي (قريبي) لِنَخْرُجْ إِلَى الْحَقْلِ،وَلْنَبِتْ فِي الْقُرَى. لِنُبَكِّرَنَّ إِلَى الْكُرُومِ، لِنَنْظُرَ هَلْ أَزْهَرَ الْكَرْمُ؟! هَلْ تَفَتَّحَ الْقُعَالُ؟! هَلْ نَوَّرَ الرُّمَّانُ؟! هُنَاكَ أُعْطِيكَ حُبِّي (ثدييّ)" [11-12]. الخروج: تقول العروس "لنخرج..." في حديث السيد لعروسه ومدحه إياها اكتشفت حقيقة لم تكن قبلًا تدركها في كمالها... وهي أن الله ليس بالفكرة الصلدة المنعزلة في السماء، كما قال عنه أرسطو حرك العالم وتوقف ليسيطر عليه، لا بل الله دائم الحركة في تعامله مع الإنسان. الله حب غير منعزل، خرج إلينا تاركًا أمجاده إلى حين حتى لا نهابه ونرهبه بل نحبه ونقبله... خرج إلينا وحلّ بيننا. من أجلنا صار عبدًا! خرج أيضًا خارج المحلة يحمل عارنا على كتفيه! وهنا نراه يخرج إلينا فلا يكشف ذاته لنا لنحبه وإنما يعلن فينا جمالًا هو في حقيقته انعكاس جماله علينا وثمرة محبته التي تُحاصرنا. والآن تستنجد النفس به قائلة "لنخرج..."، وكأنها قد أدركت أنها بدونه تبقى حبيسة "ذاتها"، تعيش أسيرة قوقعتها لا تطلب إلاَّ ما لذاتها. إنه توسُل بل صرخة حب فيه تترجى النفس عريسها أن يطلقها من ذاتها لتعيش معه في حقل الحب، تطلب ما لغيرها. هذه صورة حيَّة للحياة الزوجية الحقة، فلا يطلب كل طرف أن يأسر الآخر في داخله، يستهلكه لحساب نفسه... إنما وهو يفتح القلب ليدخل بالآخر إليه ينطلق كلاهما معًا في حب وحدوي فيه يقدر الآخر ككائن حيّ مستقل. بمعنى آخر، كثيرًا ما نرى أحد الزوجين في حبه للآخر يطلب ما لذاته، ويرى في الطرف الآخر ليس شخصًا يعيش معه على مستوى المشاركة بل "شيئًا" يفرح به ويكتم أنفاسه ويستغله لإشباع احتياجاته النفسية والاجتماعية والبيولوچية. في حبه للطرف الآخر يخنق إرادة الآخر وحريته وإنسانيته... ظانًا أنه بهذا إنما يحبه.! هكذا حين تفتح العروس قلبها للعريس ليدخل إليها لا تطلبه "لتستهلكه" إن صح هذا التعبير، أو كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم "لتستغله"، تُريد في عريسها أن تشكله حسبما تُريد، يستجيب لكل طلباتها ويشبع كل احتياجاتها ويحل كل مشاكلها ويبارك كل تصرفاتها فحسب... لكن يليق أن تخرج عن ذاتها، تخرج معه وبه فتطلب منه ذاته أولًا وتخضع لإرادته، وإن سألته شيئًا وطلبت حلًا لمشاكلها أو بركة لعملها إنما كثمرة للقائهما معًا، لا كغاية هذا اللقاء. بمعنى آخر: الله أولًا في حياتها... تحبه لأجل ذاته لا على مستوى المنفعة! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173564807746961.jpg "تَعَالَ يَا حَبِيبِي (قريبي) لِنَخْرُجْ إِلَى الْحَقْلِ،وَلْنَبِتْ فِي الْقُرَى. لِنُبَكِّرَنَّ إِلَى الْكُرُومِ، لِنَنْظُرَ هَلْ أَزْهَرَ الْكَرْمُ؟! هَلْ تَفَتَّحَ الْقُعَالُ؟! هَلْ نَوَّرَ الرُّمَّانُ؟! هُنَاكَ أُعْطِيكَ حُبِّي (ثدييّ)" [11-12]. لنبت في القرى: ما هي هذه القرى التي تود أن تبت فيها مع عريسها؟! 1. لعلها تقصد بالقرى حياتها الداخلية بجوانبها المتعددة، وكأنها تقول له هيا بنا من مظاهر المدينة الخارجية ولتدخل إلى قلبي وفكري وعواطفي وكل طاقاتي الداخلية، ولتبت معي هناك، لنكشف سويًا ثمار روحك القدوس المتنوعة في داخلي، نجد الكرم قد أزهر والرمان قد نور وثدييّ يُقدمان لبن الحب الخالص. 2. لعله هنا أيضًا دعوة لخدمة القرى، فإن الكثيرين يهتمون بخدمة المدينة الغنية، لكن العروس - الكنيسة - ملتزمة بالكرازة والرعاية داخل القرى حيث البسطاء والفقراء أيضًا. 3. هنا الدعوة للمبيت معه في قرى "متعددة"، أي ترافقه من قرية إلى قرية، ولا يستريح قلبها في المدينة أو في قرية ما، بل تدخل مع عريسها في حياة الاتحاد خلال خدمتها في كل موضع... هكذا لا يجد المؤمن كمال راحته حتى تطمئن أعماقه الداخلية على كل البشرية. في الأصحاح الأول (نش 1: 6) كانت النفس تُعاتب بنات أورشليم أنهن أقمن إياها حارسة للكروم، أما الآن فهي التي تطلب التبكير إلى الكروم المتعددة... لقد خرجت من كل أنانية وكل انغلاق لتبكر إلى كروم الآخرين تعمل فيها مع الرب الكرام الأصيل. والعجيب أنه ليس فقط اتسع قلبها لخدمة الآخرين، لكنها تتعجل الخدمة: "لتبكرن...". لقد أدركت أن الوقت مقصر والأيام شريرة (أف 5: 16). أخيرًا تقول العروس "هُنَاكَ أُعْطِيكَ حُبِّي (ثدييّ)"... هناك في مجال الخدمة، في حقل الرب، في القرى، في الكروم حين تُقدم للبشرية اتحادها مع المسيح عريسها إنما تُقدم للرب حبها، أو تقدم ثدييها (العهدين)، تقدم كلمة الله بكونه الغذاء المشبع للنفوس. أخيرًا تقول له: |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg "اَللُّفَّاحُ يَفُوحُ رَائِحَته، وَعِنْدَ أَبْوَابِنَا كُلُّ النَّفَائِسِ (الثمار) مِنْ جَدِيدَةٍ وَقَدِيمَةٍ، ذَخَرْتُهَا لَكَ يَا حَبِيبِي" [13]. اَللُّفَّاح من أجمل الزهور التي تُشير إلى الوحدة الزوجية بين الرجل وامرأته، لهذا حدثت بسببه مشاحنة بين راحيل وليئة (تك 30: 14)... ولكن العروس تختم حديثها بقولها لقد فاحت رائحة الحب الوحدوي أو الزوجي بين العريس السماوي وعروسه، وحان وقت كمال هذه الوحدة. هذه الوحدة التي ظهرت رائحتها تحمل ثمارًا نفيسة جاءت جديدة في كل يوم وقديمة أي أصيلة وعميقة... هي ثمار كلمة الله العاملة في نفوس المؤمنين. هذه الثمار النفيسة ظهرت عند أبواب المؤمنين هم أعضاء في العروس المقدسة. هذا ما تقدمه العروس الأم للمسيح العريس الأبدي... تقدم ثمار أعضائها بالروح القدس! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العروس العاملة يقول القديس أمبروسيوس أنه لما تأكدت الألفة بين العروس ومحبوبها أخذت تفاوضه في أمر أهلها، وأوصته بأختها الصغيرة، التي تمثل البشرية غير المؤمنة. وفي نفس الوقت التهب حنين العروس لحياة الوحدة أو الاتحاد الأعمق مع عريسها، وكأن ختام المناجاة أو نشيد الأناشيد هو دخول المؤمن إلى خدمة الآخرين مع التهاب القلب بالانطلاق نحو الفردوس. إنهما اشتياقان وقد ظهرا متعارضان لكنهما في الحقيقة متكاملان ومتلازمان. يحيا المؤمن بقلب محترق من أجل كل نفس لم تتعرف على خلاصها، وفي نفس الوقت لا ينحرف قلبها عن شوقه للانطلاق ليكون مع المسيح وجها لوجه. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg في بدء النشيد بدأت العروس بالإلحاح في الدخول إلى حياة الشركة معه، تود أن تختلي به أكثر فأكثر في البرية، وأخرى في الحديقة، وثالثة في الحقل والقرى، ورابعة في بيت أمها لتسقيه من خمر حبها كما أرواها هو بحبه الأبدي، لهذا تُناجيه قائلة: "لَيْتَكَ كَأَخٍ لِيّ الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي، فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ، وَأُقَبِّلَكَ، وَلاَ يُخْزُونَنِي. وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي، وحجرة من حبلت بيّ، وَأنتَ تُعَلِّمُنِي، فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي" [1-2]. إن كان هذا الأصحاح في جوهره حديث عن الخدمة، فإن أساس الخدمة وأساسها تمتع الخادم أولًا بعريس الكنيسة، حتى متى ألتقي بأخوته يشتمّون فيه رائحة "الحياة" ويتقبلون العضوية في الكنيسة جسد المسيح الحيّ. في هذا الحديث أيضًا نلاحظ الآتي: 1. أنها تود أن تقبّله كأخ لها، الراضع ثدييّ أمها... فإنه بحسب التقاليد الشرقية القديمة ما كان يليق ممارسة القبلات علانية حتى بين الرجل وزوجته، ولا يستثنى من هذا إلاَّ الأقرباء من الدرجات الأولى كالوالدين والأخوة. لهذا تُريده كأخ لها الراضع ثدييّ أمها، فتأخذه بين ذراعيها، وتظهر معه علانية، وتقبله في حضرة البشرية كلها ولا يلومها أحد. 2. لعل سرّ دعوتها له برجاء "ليتك كأخ ليّ..." إنما تعلن عن شهوة كنيسة العهد القديم التي كانت تنظر إلى الله كمن هو في الخارج، إذ تقول "أجدك في الخارج"، تطلب إليه أن ينزل إلى جنس البشر ولا يبقى منعزلًا، بل يصير أخًا بكرًا باشتراكه معنا في طبيعتنا وحلوله في وسطنا، فنستطيع أن نتعرف عليه، ونقبله بقبلات العبادة العلنية، وندخل به إلى حياتنا الداخلية. 3. وهو أيضًا حديث كنيسة العهد الجديد التي أدركت في نضوح حبها أن السيد المسيح الأخ البكر -وهو ربها وسيدها وعريسها- يُقبله المؤمنون بقبلات العبادة الحية، ويدخلون به إلى بيت أمهم -أورشليم السماوية- ليعيشوا معه وجهًا لوجه في أحضانه الأبدية. 4. أما قولها "أنت تعلمني"... فهو كشف بطبيعة المسيحي الحقيقي والخادم الأمين، فإن كانت النفس تلتقي بعريسها وتقبله وتعيش معه في بيت أمها -الكنيسة أو أورشليم السماوية- وهناك تسقيه من خمر بهجتها الممزوجة من عصير رمانها، لكنها تبقى في أتضاع تُريد أن تتعلم... إنها في حاجة إليه ليعلمها أسراره السماوية، حتى في الأبدية حين تبقى في أحضانه تراه على الدوام جديدًا في عينيها... وكأنها من لحظة إلى أخرى -إن صح هذا التعبير إذ لا يوجد في الأبدية لحظات أو زمن- تتعلم شيئًا جديدًا عن أسراره الإلهية. الخادم الحقيقي يبقى على الدوام في الكنيسة -بيت أمه- عند قدمي المخلص يطلب أن يتعلم، حتى إن دُعي "معلمًا" أو "أبًا" لكثيرين! في هذا يقول القديس أمبروسيوس: [إننيّ أرغب الجهاد في التعلم حتى أكون قادرًا على التعليم. لأنه يوجد سيد واحد (الله) الذي وحده لا يتعلم ما يعلمه للجميع. أما البشر فعليهم أن يتعلموا قبل أن يعلموا ويتقبلوا من الله معلمهم ما يعلمون به الآخرين]. كما يقول القديس إيرونيموس: [إن الفكر الذي يتوق إلى التعلم يستحق المديح ولو لم يوجد له معل]. 5. التعلم في الكنيسة -بيت الأم- ليس مجرد معرفة عقلية أو حفظ تعاليم عن ظهر قلب، لكنه في جوهره دخول إلى ممارسة "الحياة مع المسيح" لذلك تقول العروس: "فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ عصير رُمَّانِي"... هذا هو ما أتعلمه أن أرد حبك بالحب. 6. حين يدخل الإنسان الكنيسة في صحبة الرب، وهنا يجلس عند قدمي المخلص يتعلم، يُقدم الإنسان خمرًا ممزوجة بعصير الرمان... ماذا يعني هذا؟ رأينا الخمر كرمز الحياة الفرح والبهجة... فالكنيسة هي البيت المفرح الذي يستقبل الخطاة التائبين فيعطيهم الرب فرحًا داخليًا وبهجة لا تقدر الأحداث الزمنية أن تنزعها. أما الرمان فيُشير إلى حياة الجهاد، فشجر الرمان مملوء أشواكًا، وغلافه مرّ، وفي داخله بذور كثيرة، لكن عصيره يحمل نكهة جميلة وطعمًا لذيذًا. فالفرح في المسيحية يمتزج بالأتعاب والجهاد الروحي حتى النهاية. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أمبروسيوس [إننيّ أرغب الجهاد في التعلم حتى أكون قادرًا على التعليم. لأنه يوجد سيد واحد (الله) الذي وحده لا يتعلم ما يعلمه للجميع. أما البشر فعليهم أن يتعلموا قبل أن يعلموا ويتقبلوا من الله معلمهم ما يعلمون به الآخرين]. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس إيرونيموس [إن الفكر الذي يتوق إلى التعلم يستحق المديح ولو لم يوجد له معل] |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg "شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي، وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بأيائل (قوى) الحقل، أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ" [3-4]. إنها ذات الكلمات التي نطقت بها حين أعلنت أنها "مجروحة حبًا"، وقد سبق لنا شرحها. لعلها أرادت هنا أن تؤكد أنها وإن قدمت كل حياتها للخدمة، لكنها في هذا لا توقف شركتها معه وانشغالها به... بل تؤكد أنها لن تسمح بشيء أو أحد أن يعوق اتحادها به، فالخدمة الحية لا تُلهي الخادم عن مسيحه بل بالحق تدخل به إلى أعماق أكثر في الحياة معه. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg شهادة العالم له: إذ يتطلع العالم إلى الكنيسة التي هي جسد المسيح والشاهدة له أمامه، يقول لها: "مَنْ هَذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ، كلها بيضاء، مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا (قريبها)؟!" [5]. سبق أن نطقت بنات أورشليم بكلمات مشابهة (نش 3: 6) حين رأين التغير العجيب في حياة المؤمنين، وقد أعطتهن المعمودية بياضًا سماويًا وتمتعن باتكال حق على الحبيب القادر أن يرتفع بهم من برية هذا العالم ويدخل بهم إلى سمواته، والآن يدهش العالم خلال شهادة العروس العاملة أمامهم... أنها لا تدهش لمجرد كثرة العمل بل بالحري للثمر الذي في حياتها، فإن ظهور الخادم بثياب المعمودية البيضاء هو خير شهادة للعريس... يعلق القديس أغسطينوس على هذا النص قائلًا: [إنها لم تكن من البداية بيضاء، إنما صارت بيضاء فيما بعد، لأنه "إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج" (إش 1: 18)]. كما يقول: [من هذه الطالعة بيضاء في بهاء النور وليس بلون باطل؟!]. ويقول القديس أمبروسيوس: [لقد كانت قبلًا سوداء، فكيف صارت بيضاء فجأة (خلال المعمودية)؟!]. ويعلل القديس أغسطينوس سرّ استمرار بياضها هكذا: [الآن هذه التي صارت بيضاء تسلك حسنًا، لأنها مستمرة في الاتكاء على ذاك الذي جعلها بيضاء. فإن يسوع نفسه هذا الذي تستند عليه فيجعلها بيضاء يقول لتلاميذه: "بدونيّ لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 15: 5)]. ولعل هذه الدهشة لم تصب العالم فحسب، بل اجتاحت السمائيين أنفسهم إذ يرون ما يصل إليه الإنسان البشري خلال اتحاده بالسيد المسيح في جرن المعمودية، أي يرونه في ميلاده الجديد يحمل إمكانية الصعود نحو السمويات بثياب بيض. وكما وصف القديس كيرلس الأورشليمي الإنسان في المعمودية قائلًا: [ترقص الملائكة حولك وهم يقولون من هذه الطالعة بيضاء في ملابسها مستندة على قريبها؟! لأن النفس التي كانت قبلًا عبدة تبناها سيدها وجعلها قريبة له]. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"مَنْ هَذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ، كلها بيضاء، مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا (قريبها)؟ يعلق القديس أغسطينوس على هذا النص قائلًا [إنها لم تكن من البداية بيضاء، إنما صارت بيضاء فيما بعد، لأنه "إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج" (إش 1: 18)]. كما يقول: [من هذه الطالعة بيضاء في بهاء النور وليس بلون باطل؟!]. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"مَنْ هَذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ، كلها بيضاء، مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا (قريبها)؟ القديس أمبروسيوس [لقد كانت قبلًا سوداء، فكيف صارت بيضاء فجأة (خلال المعمودية)؟!]. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"مَنْ هَذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ، كلها بيضاء، مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا (قريبها)؟ يعلل القديس أغسطينوس سرّ استمرار بياضها هكذا [الآن هذه التي صارت بيضاء تسلك حسنًا، لأنها مستمرة في الاتكاء على ذاك الذي جعلها بيضاء. فإن يسوع نفسه هذا الذي تستند عليه فيجعلها بيضاء يقول لتلاميذه: "بدونيّ لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 15: 5)]. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وصف القديس كيرلس الأورشليمي الإنسان في المعمودية قائلًا: [ترقص الملائكة حولك وهم يقولون من هذه الطالعة بيضاء في ملابسها مستندة على قريبها؟! لأن النفس التي كانت قبلًا عبدة تبناها سيدها وجعلها قريبة له]. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg "تَحْتَ شَجَرَةِ التُّفَّاحِ شَوَّقْتُكَ (رفعتك) هُنَاكَ ولدتك أُمُّكَ، هُنَاكَ وضعتك وَالِدَتُكَ" [5]. هذا هو سرّ صعودها من البرية كلها بيضاء مستندة على حبيبها، أنها قد وضعتها أمها وأنجبتها والدتها تحت شجرة التفاح. لقد رأينا قبلًا أن "شجرة التفاح" تُشير إلى التجسد الإلهي، إذ ظهر الرب "كشجرة التفاح بين شجر الوعر" (نش 2: 3). فخلال التجسد الإلهي أمكن للكنيسة الأم أن تنجب أولادًا لله في المعمودية، قادرين على الارتفاع نحو السمويات بالإله المتجسد... هذه هي الولادة الجديدة، وهذه هي فاعليتها في حياة المؤمنين. هنا ربط بين التجسد الإلهي وولادتنا الروحية، فالسيد وُلد جسديًا لكي نولد نحن روحيًا. وهذا هو سرّ الاحتفال بعيدي الميلاد والعماد (الغطاس) في يوم واحد في الكنيسة الأولى...، إذ يرتبط العيدان معًا في ذهن الكنيسة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg عدم الانشغال بالخدمة على حساب العريس: تؤكد العروس العاملة التصاقها بعريسها وسط انشغالها بخدمة القريب قائلة: "اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ (ختم) عَلَى قَلْبِكَ، كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ، الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالجحيم (كالقبرِ). لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ، لَظَى الرَّبِّ. مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ، وَالأنهار لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا" [6-7]. إن كانت النفس قد تمتعت خلال المعمودية بالميلاد الجديد تحت شجرة التفاح، وفي سرّ الميرون ختمت بختم الروح القدس، فصارت في ملكية العريس، تحمل ختمه وسماته، فإنها تعتز بهذا الختم الذي صار لها في كل جوانب حياتها. هذه الحياة تشعل لهيب حبها نحوه فتسأله لا أن يقبلها بين ذراعيه أو يأخذها في أحضانه الأبدية، بل تشتهي أن تلتصق به كالختم على قلبه وساعديه، لا يفصلها حتى الموت عنه.! إنها تطلب أن تكون ختمًا على قلب العريس، فهي لا تطلب أن يكون لها مجرد موضع في قلبه بل تحتل القلب كله، وكأن الله لا ينشغل إلاَّ بها. تُريد لا أن يكون أسمها منقوشًا على قلبه، بل هي بكل حياتها مختومة عليه، فلا يقدر أحد أن يقترب أو يمحو أسمها من أمام وجه الله. في سفر إشعياء النبي يقول الرب: "هوذا على كفي نقشتك" (إش 49: 16)، أما هنا فالعروس تطلب أن تكون خاتمًا على ساعده... بهذا تستقر العروس في قلب الله "مركز العاطفة والحب" وفي ساعده "مركز العمل"، تستريح إلى الأبد على عرش محبته وعلى كرسي قدرته! هذه هي دالة الكنيسة لدى عريسها.! أما سرّ هذه الدالة القوية فهو الحب الذي سكبه الرب في قلبنا من نحوه لهذا تقول: "المحبة قوية كالموت، الغيرة قاسية كالقبر..." وكأنها تقول له: إن الموت هين، لا يقدر أن يفصلني عن حبي لك، والمياه الكثيرة وجميع الأنهار لا تقدر أن تطفئه أو تغمره. وكما يقول الرسول بولس: "من سيفصلنا عن محبة المسيح: أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف... فإنيّ متيقن أنا لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا" (رو 8: 38، 39). يقول القديس أغسطينوس: [لا تستطيع زوابع العالم أو أمواج التجارب أن تطفئ لهيب الحب. عن هذا قيل: "المحبة قوية كالموت". فكما أن الموت متى حل لا يوجد من يقدر على مقاومته، إذ لا يقدر المولودون للموت أن يصدوا عنف الموت بأي فن من الفنون أو نوع من الأدوية، هكذا لا يقدر العالم أن يقف ضد قوة الحب. لقد أخذ التشبيه بمثال الموت المضاد، فكما أن الموت عنيف هكذا في التدمير، كذلك الحب قوي في الإنقاذ (الخلاص). خلال الحب مات كثيرون عن العالم ليحيوا لله]. في وسط العالم قدمت العروس لعريسها ما لا يقدر العالم أن يُقاومه، قدمت قلبها لذاك الذي يجد في القلب لذته، فهي لم تقف عند حدود تقديم الخدمة والجهاد والأسهار، بل قدمت أولًا قلبها أي "حبها" كله، والذي تقول عنه: "إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا". وكأنها تردد ما قاله الرسول بولس: "إن أطعمت كل أموالي وإن سلمت جسدي حتى أحترق ولكن ليس ليّ محبة فلا أنتفع شيئًا" (1 كو 13: 3). إنها ليست كالزوجة التي تظن أنها تخدم زوجها حسنًا، فتبذل كل جهدها لخدمة البيت وتسلمه جسدها... لكن قلبها ليس معه! إنها تُقدم القلب أولًا، ومن خلاله لا تقدر أن تمتنع عن خدمته.! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"من سيفصلنا عن محبة المسيح: أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف... فإنيّ متيقن أنا لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا" (رو 8: 38، 39). يقول القديس أغسطينوس [لا تستطيع زوابع العالم أو أمواج التجارب أن تطفئ لهيب الحب. عن هذا قيل: "المحبة قوية كالموت". فكما أن الموت متى حل لا يوجد من يقدر على مقاومته، إذ لا يقدر المولودون للموت أن يصدوا عنف الموت بأي فن من الفنون أو نوع من الأدوية، هكذا لا يقدر العالم أن يقف ضد قوة الحب. لقد أخذ التشبيه بمثال الموت المضاد، فكما أن الموت عنيف هكذا في التدمير، كذلك الحب قوي في الإنقاذ (الخلاص). خلال الحب مات كثيرون عن العالم ليحيوا لله]. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg حبها لعريسها يشعل حبها لإخوتها: عندما قدمت حبها كله للرب أتسع قلبها لإخوتها فقامت تطلب عنهم، قائلة: "لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لاُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟! إِنْ تَكُنْ سُورًا فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ، وَإِنْ تَكُنْ بَابًا فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. أَنَا سُورٌ وَثَدْيَيَّ كَبُرْجَيْنِ، حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي أعينهم كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً" [8 -10]. هذه العبارات البسيطة تحمل دستورًا لحياة الخدمة تتلخص بنوده في النقاط التالية: 1. إدراك مركز غير المؤمنين بالنسبة للكنيسة، أنهم يمثلون "الأخت الصغيرة"، ليست أختها فحسب، بل هي أخت للعريس كما للعروس. خلال هذا المنظر لا تتعامل الكنيسة مع غير المؤمنين، حتى المضايقين لها أو المضادين للحق... وإن كانوا حتى ملحدين، على مستوى المعلم مع التلميذ بل الأخ الأكبر الذي يترفق بالأصغر. قد تخطئ الأخت الصغرى في حق الكبرى، فلتحتملها الثانية لأنها "الكبرى"، ولتعطها عذرًا لأن الصغرى ليس لها ثديان... أي لم تكتشف الحق خلال العهدين. 2. إن سرّ ضعف الصغرى أنها بلا ثديين، فعمل الكبرى تقديم كلمة الله أي العهدين القديم والجديد، لكي تتذوقهما الأخت الصغرى وتحبهما وتقتنيهما كثديين لها. هذا هو عمل الكنيسة الإنجيلي... تُقديم كلمة الله الحية لكل إنسان. 3. ماذا تفعل الكنيسة للأخت الصغرى وقد طلبها العريس كخاطب وها هي بلا ثديين؟! لتعاملها بكل عطف وحب، فلا تعيرها ولا تجرح مشاعرها وإنما تترفق بها وتقدم لها كل إمكانية. فإن كانت الصغرى سورًا تبني عليها برجًا فضيًا، وإن تكن بابًا تُحصرها بألواح الأرز... إنها تسندها بالعمل الإيجابي. تُقدم الأخت الكبرى نفسها وحياتها للصغرى، فتقول لها إن كنتِ في حاجة إلى سور يحوط حولك وبرجين يرتفعان بك... فأنا في خدمتك "أنا سور وثدييّ كبرجين". اقبلي السيد المسيح الذي في داخلي سورًا لك وكتابي المقدس ثديين يشبعانك. 4. لا يقف الأمر عند معالجة ما نقص في حياة الأخت الصغرى التي بلا ثديين، لكن الكبرى تبني عليها برجًا من الفضة وتحوطها بألواح أرز... وكأنها تسند أختها حتى تصير خادمة عاملة في كرم الرب. إن عمل الكنيسة هو الدخول بغير المؤمنين إلى الإيمان ودفعهم إلى الشهادة العملية لكلمة الله أمام الغير... بهذا يصيرون كالبرج الفضي (الفضة تُشير لكلمة الله المصفاة كالفضة، والبرج يُشير للشهادة العلنية). بهذا تصير الكنيسة في أعين الجميع كواجدة سلامًا حقيقيًا في حياة البشرية. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173660697832731.jpg "كَانَ لِسُلَيْمَانَ كَرْمٌ فِي بَعْلَ هَامُونَ، دَفَعَ الْكَرْمَ إِلَى نَوَاطِيرَ (حراس)، كُلُّ وَاحِدٍ يُؤَدِّي عَنْ ثَمَرِهِ أَلْفًا مِنَ الْفِضَّةِ، كَرْمِي الَّذِي لِيّ هُوَ أَمَامِي، الأَلْفُ لَكَ يَا سُلَيْمَانُ وَمِئَتَانِ لِنَوَاطِيرِ الثَّمَرِ. أَيَّتُهَا الْجَالِسَةُ فِي الْجَنَّاتِ، الأَصْحَابُ يَسْمَعُونَ صَوْتَكِ، فَأَسْمِعِينِي. اُهْرُبْ يَا حَبِيبِي وَكُنْ كَالظَّبْيِ أَوْ كَغُفْرِ (صغير) الأَيَائِلِ عَلَى جِبَالِ الأَطْيَابِ" [11-14]. 1. إذ تدخل الكنيسة بالعالم إلى عريسها السيد المسيح... تدعو الكل أن يتمتع به، وهنا توضح الكنيسة مبدأ هامًا في الخدمة: إن الكرم إنما هو كرم المسيح، وهو الذي يعمل فيه خلال الكرامين، لذلك تقول: "كَانَ لِسُلَيْمَانَ كَرْمٌ فِي بَعْلَ هَامُونَ". إن الكرم ليس كرمها، بل هو كرم "سليمان الحقيقي"... في هذا يقول القديس أغسطينوس: [الله يقوم بفلاحتنا نحن كرمه... أما زرعنا فهو العمل الذي في قلوبنا، وهو لا يعمل بأيد بشرية. إنه يقوم بفلاحتنا، كما يصنع الفلاح بحقله. يقول الرب في الإنجيل: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان... أبي الكرام" (يو 15: 1، 5). وماذا يفعل الكرام؟ إنه يقوم بفلاحة حقله. فالله الآب كرام له حقل يقوم بفلاحته وينتظر منه ثمرًا. ويقول الرب يسوع المسيح نفسه أنه: "غرس كرمًا... وسلمه إلى كرامين"، هؤلاء ملتزمون بتقديم الثمار في أوانها]. كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفمتعليقًا على قول الرسول:["فإننا نحن عاملان مع الله وأنتم فلاحة الله، بناء الله" (1 كو 3: 9)... الحقل لا يُنسب لمن يزرع فيه بل لمالكه]. 2. كلمة "بعل" تعني "سيد" أو "ملك"، "هامون" تعني "الجموع". وكأن كرم السيد المسيح، ملك السلام، إنما هو جموع البشرية... يصير ملكًا لهذه الجموع ليدخل بهم إلى سمواته. 3. لقد سلم الرب هذه الكرم لكرامين... "دَفَعَ الْكَرْمَ إِلَى نَوَاطِيرَ" لكنه لا يكف عن أن يعتني بالكرم بنفسه ويهتم به في محبة شديدة، إذ يقول "كرميّ الذي ليّ هو أمامي". يحرسه بنفسه ليلا ونهارًا (إش 27: 1-3)، لا يبخل عليه بشيء، حتى في عتاب يقول: "احكموا بيني وبين كرمي: ماذا يصنع أيضًا لكرميّ وأنا لم أصنعه له؟!" (إش 5: 3-4). 4. ما هو الثمر الذي يطلبه ملك السلام؟ "كُلُّ وَاحِدٍ يُؤَدِّي عَنْ ثَمَرِهِ أَلْفًا مِنَ الْفِضَّةِ". هذا ما يطلبه من الكرامين أن يقدم الكل ألوفًا، لأن الألف تُشير إلى السماء والحياة السماوية. فالله لن يقبل من الخدام إلاَّ الثمر الروحي السماوي. هذا هو عمل الكنيسة ورسالة خدام الكلمة... أن يدخلوا بالمخدومين إلى الحياة السماوية. 5. إن كان الثمر يُقدم لحساب السيد المسيح فما هو نصيب الخدام؟ "الأَلْفُ لَكَ يَا سُلَيْمَانُ وَمِئَتَانِ لِنَوَاطِيرِ الثَّمَرِ". وربما قصد بالمئتين أن يكون مئة لرجال العهد القديم ومئة لرجال العهد الجديد، فالثمر كثير يتمتع به كل الخدام في العهدين. لهذا يقول الرسول بولس لشعبه: "يا سروري وإكليلي" (في 4: 1). 6. إذ تعمل الكنيسة في كرم الرب، ويدرك العاملون أنهم يعملون لحساب السيد المسيح الذي له "الألف" وأيضًا لحساب أنفسهم فلهم "المئتان" يصيرون كمن هم في وسط الجنات. يتحول الباب الضيق والطريق الكرب إلى نير هين وحمل خفيف. يعيشون وهم على الأرض كمن في فراديس مفرحة، لذا يُناجي الرب عروسه قائلًا: "أَيَّتُهَا الْجَالِسَةُ فِي الْجَنَّاتِ، الأَصْحَابُ يَسْمَعُونَ صَوْتَكِ، فَأَسْمِعِينِي". صوت حبك لم يعد مكتومًا، بل يسمعه الذين على الأرض كما يفرح به السمائيون... والآن تعالي إلى لكي أسمع صوتك العملي المفرح، تعالي "رثي الملكوت المعد لكِ منذ إنشاء العالم". إنها كلمات عريس يفرح قلب عروسه، ويؤكد لها أن ما تصنعه تنال ثماره على مستوى أبدي. أما هي فتُجيبه بالفرح قائلة: "اُهْرُبْ (اسرع) يَا حَبِيبِي وَكُنْ كَالظَّبْيِ أَوْ كَغُفْرِ (صغير) الأَيَائِلِ عَلَى جِبَالِ الأَطْيَابِ". لقد سبق فرأينا لماذا تُشبه الكنيسة عريسها بالظبي وبأصاغر الأيائل... هنا تستجيب لدعوته قائلة أسرع إليّ وتعالى فإنيّ مشتاقة إليك... إن كنت تدعوني أن ألتقي بك لتسمع صوتي، فأنا أيضًا محتاجة أن ألتقي بك. ولعل مجيئه مسرعًا على جبل الأطياب يذكرنا بالأطياب التي كُفن بها السيد، فإنه يلتقي معها خلال دفنها معه... إذ تموت معه كل يوم، لكي تحيا معه إلى الأبد. هذا هو ختام النشيد... وكأنها تُردد ما قالته العروس في سفر أبوغلامسيس (الرؤيا): "آمين. تعال أيها الرب يسوع"! |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أغسطينوس: [الله يقوم بفلاحتنا نحن كرمه... أما زرعنا فهو العمل الذي في قلوبنا، وهو لا يعمل بأيد بشرية. إنه يقوم بفلاحتنا، كما يصنع الفلاح بحقله. يقول الرب في الإنجيل: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان... أبي الكرام" (يو 15: 1، 5). وماذا يفعل الكرام؟ إنه يقوم بفلاحة حقله. فالله الآب كرام له حقل يقوم بفلاحته وينتظر منه ثمرًا. ويقول الرب يسوع المسيح نفسه أنه: "غرس كرمًا... وسلمه إلى كرامين"، هؤلاء ملتزمون بتقديم الثمار في أوانها]. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم تعليقًا على قول الرسول: ["فإننا نحن عاملان مع الله وأنتم فلاحة الله، بناء الله" (1 كو 3: 9)... الحقل لا يُنسب لمن يزرع فيه بل لمالكه]. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173564807746961.jpg كَانَ لِسُلَيْمَانَ كَرْمٌ فِي بَعْلَ هَامُونَ، دَفَعَ الْكَرْمَ إِلَى نَوَاطِيرَ (حراس)، كلمة "بعل" تعني "سيد" أو "ملك"، "هامون" تعني "الجموع". وكأن كرم السيد المسيح، ملك السلام، إنما هو جموع البشرية... يصير ملكًا لهذه الجموع ليدخل بهم إلى سمواته. لقد سلم الرب هذه الكرم لكرامين... "دَفَعَ الْكَرْمَ إِلَى نَوَاطِيرَ" لكنه لا يكف عن أن يعتني بالكرم بنفسه ويهتم به في محبة شديدة، إذ يقول "كرميّ الذي ليّ هو أمامي". يحرسه بنفسه ليلا ونهارًا (إش 27: 1-3)، لا يبخل عليه بشيء، حتى في عتاب يقول: "احكموا بيني وبين كرمي: ماذا يصنع أيضًا لكرميّ وأنا لم أصنعه له؟!" (إش 5: 3-4). |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173564807746961.jpg كُلُّ وَاحِدٍ يُؤَدِّي عَنْ ثَمَرِهِ أَلْفًا مِنَ الْفِضَّةِ، كَرْمِي الَّذِي لِيّ هُوَ أَمَامِي، الأَلْفُ لَكَ يَا سُلَيْمَانُ وَمِئَتَانِ لِنَوَاطِيرِ الثَّمَرِ. ما هو الثمر الذي يطلبه ملك السلام؟ "كُلُّ وَاحِدٍ يُؤَدِّي عَنْ ثَمَرِهِ أَلْفًا مِنَ الْفِضَّةِ". هذا ما يطلبه من الكرامين أن يقدم الكل ألوفًا، لأن الألف تُشير إلى السماء والحياة السماوية. فالله لن يقبل من الخدام إلاَّ الثمر الروحي السماوي. هذا هو عمل الكنيسة ورسالة خدام الكلمة... أن يدخلوا بالمخدومين إلى الحياة السماوية. إن كان الثمر يُقدم لحساب السيد المسيح فما هو نصيب الخدام؟ "الأَلْفُ لَكَ يَا سُلَيْمَانُ وَمِئَتَانِ لِنَوَاطِيرِ الثَّمَرِ". وربما قصد بالمئتين أن يكون مئة لرجال العهد القديم ومئة لرجال العهد الجديد، فالثمر كثير يتمتع به كل الخدام في العهدين. لهذا يقول الرسول بولس لشعبه: "يا سروري وإكليلي" (في 4: 1). إذ تعمل الكنيسة في كرم الرب، ويدرك العاملون أنهم يعملون لحساب السيد المسيح الذي له "الألف" وأيضًا لحساب أنفسهم فلهم "المئتان" يصيرون كمن هم في وسط الجنات. يتحول الباب الضيق والطريق الكرب إلى نير هين وحمل خفيف. يعيشون وهم على الأرض كمن في فراديس مفرحة، لذا يُناجي الرب عروسه قائلًا: "أَيَّتُهَا الْجَالِسَةُ فِي الْجَنَّاتِ، الأَصْحَابُ يَسْمَعُونَ صَوْتَكِ، فَأَسْمِعِينِي". صوت حبك لم يعد مكتومًا، بل يسمعه الذين على الأرض كما يفرح به السمائيون... والآن تعالي إلى لكي أسمع صوتك العملي المفرح، تعالي "رثي الملكوت المعد لكِ منذ إنشاء العالم". |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173564807746961.jpg دعوة من الجامعة إلى الحياة الجامعة يُعتَبر سليمان الحكيم هو أول من بني بيتًا لله في العالم؛ لكنه عاد فأنحرف إلى العبادة الوثنية بسبب نسائه الأجنبيات وحياة اللهو التي مارسها. وإذ شعر بخطئه عاد إلى الرب إلهه من جديد لينضم إلى الجماعة المقدسة بالتوبة الصادقة. وقد جاء سفر الجامعة يكشف عن توبته العملية ورجوعه إلى الجماعة. دعى نفسه بالعبرية "كوهيليث Qoheleth " التي تعني "الجامعة"، فقد أدرك حنو الله الذي حمله كما على منكبيه من خلال طريقه ليرده إلى الحياة الجامعة، إلى القطيع الإلهي، إلى كنيسة الله التي يجتمع فيها الله مع شعبه. بمعنى آخر لقد كتب "الجامعة" سفر "الجامعة" لكي يحث كل تائه على العودة إلى الحياة "الجامعة" أو إلى الحياة الكنسية المتهللة، بعدما يكتشف بطلان كل ما هو تحت الشمس (جا 3: 1)، فيرتفع إلى فوقها، أو إلى ما فوق الزمن، ممارسًا الحياة الجديدة السماوية الخالدة. إن كان سفر الجامعة قد ركز على تأكيد بطلان العالم بكل ملذاته فإنه في نفس الوقت يوضح أن كل ما صنعه الله حسن ورائع، وهو جسور للعبور حتى ينطلق المؤمن إلى خالق العالم نفسه، ويتمتع بالحياة الحقَّة الأبدية. كُتب هذا السفر إلى كل إنسان ليكتشف حاجته إلى الله كمخلص له ومصدر شبع وسعادة حقَّة عوض إساءة استخدام العالم والارتباك بهمومه. يقول القديس يوحنا سابا: [ضع أمام عينيك نهاية هذا العالم وتغييره، فتشتعل فيك نار الحياة العتيدة]؛ [كل الذين أغمضوا عيونهم عن شهوات هذا العالم أشرق نور مجد الله في نفوسهم، واقتنوا أجنحة روحية وطاروا وسكنوا في نور الجمال... سكرت نفوسهم كل ساعة بحلاوة الله ولم يعملوا شهوة أخرى خارجة عنه]. يركز سفر الجامعة على تعبير "باطل hebel"، فقد تكرر 37 مرة؛ جاء في مقدمة السفر: "باطل الأباطيل قال الجامعة" (جا 1: 2)؛ وتكررت نفس العبارة في الخاتمة (جا 12: 8). وكأن الكاتب يود أن يؤكد لنا أنه ليس من شيء على الأرض يمكنه أن يهب الإنسان شبعًا حقيقيًا أو سعادة مطلقة. وهو في هذا لا يحمل اتجاهًا تشاؤميًا كما يظن البعض، وإنما يقدم إدراكًا واعيًا لمحدودية الأشياء وعجزها عن تقديمأينوع من الشبع للإنسان الداخلي الذي هو على صورة خالقه. في الواقع يمثل هذا السفر عظة غايتها الزهد في أهواء العالم وملذاته خاصة في العبادة لله، إذ لا يليق بنا أن نتعبد له بغية نوال عطايا زمنية أو ملذات أرضية. فالعالم في ذاته حسن، وحياتنا فيه هي هبة إلهية.لكننا نُسيء استخدامه عندما نجعل منه هدفًا في ذاته، أو نظن حياتنا الوقتية كأنها أبدية. وكأن المشكلة ليست في طبيعة العالم وإنما في مفاهيمنا المنحرفة وإرادتنا الشريرة. بهذا يمنح هذا السفر راحة عظيمة للذين يريدون مواجهة حقيقة الحياة في إخلاص وبأمانة. صعوبة السفر: يجد الإنسان الروحي في هذا السفر تمهيدًا حقيقيًا للسلوك في الطريق الملوكي، طريق الحب الإلهي دون الارتباك بأمور العالم المفرحة أو المحزنة؛ بل ويجد في العالم لمسات حب لله وعنايته فيزداد تعلقًا بخالقه. غير أن القارئ العادي كما بعض الدارسين يجدون بعض المصاعب، علتها الآتي: 1. الشعور باليأس، إذ يواجه الكاتب الواقع بأمانة ويصوِّره كما يراه. هذا الإخلاص في مواجهة الحياة يكشف له عن معنى خفي من جوانبها المبهمة، فنجده يقول: "الذهاب إلى بيت النوح خير من الذهاب إلى بيت الوليمة" (جا 7: 2)؛ "ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة، وحادثة واحدة لهم، موت هذا كموت ذاك..." (جا 3: 19)؛ "لأن في كثرة الحكمة كثرة الغم، والذي يزيد علمًا يزيد حزنًا" (جا 1: 18). يركز على تأكيد حقيقة الموت لا لنتطلع إلى الحياة بمنظار مظلم، وإنما لكي ترتفع أنظارنا وقلوبنا ومشاعرنا إلى ما وراء الموت، فإنه حتى الحكمة الزمنية أو المعرفة البشرية تعجز عن أن تهب سعادة حقة. 2. هو أحد الأسفار الحكمة، لكنه يختلف عنها في غياب نغمة الفرح والتسبيح أو الشكر لله. 3. ركز على الجانب السلبي وإن كان لم يتجاهل الجانب الإيجابي مثل التطلع إلى الحياة بكل شئونها كعطية إلهية (جا 2: 24)، والالتصاق بمخافة الله (جا 12: 13). يلزمنا أن نضع في اعتبارنا أن هذا السفر يُخاطب كل الناس وليس شعبًا معينًا. هو سفر الشخص الطبيعي بأفكاره وأعماله بعيدًا عن روح الله والإعلان الإلهي (1 كو 2: 14). هذا هو معنى العبارة: "تحت الشمس"، أي جميع بني البشر. لهذا السبب لا يستخدم الكاتب تعبير "يهوه" الخاص بالله الذي يدخل في عهد مع شعبه، إنما يستخدم تعبير "ألوهيم" الخاص بالله كخالق. كأن الكاتب يقتصر على الإعلان الطبيعي، النور الصادر عن الطبيعة، وعلى الحكمة البشرية، لذا يُكرر القول: "أنا ناجيت قلبي" سبع مرات. كوهيليث Qoheleth: جاء عنوان السفر: "كلام كوهيليث Qoheleth (الجامعة)" (جا 1: 1).أما كلمة Ecclesiastes (الجامعة) فأُخذت عن الكلمة اليونانية التي تعني "الكنيسة" Ecclesia أو "مجمع" أو "اجتماع"، وهي ترجمة للكلمة العبرية Qoheleth. الكلمة العبرية Qohegeth مشتقة من الفعل qahal معناه "يجتمع"، أو من الفعل qahal معناه "اجتماع". ويترجمها القديس جيرومconcionatorأو "كارز". وإذ يصر آخرون على ارتباط الكلمة بالفعل qahal يفضلون ترجمتها بمعنى "إنسان يجمع أقوالًا حكيمة" (راجع 12: 9-10) أو "إنسان يُخاطب جماعة". يرى البعض أن التفسير السليم هو: "إنسان يجمع جماعة بهدف مخاطبتهم". فقد جمع سليمان الشعب معًا ووجه لهم هذه العظة، كاشفًا لهم عن انزلاقاته. واضع السفر: حتى القرن التاسع عشر كان الاعتقاد السائد أن سليمان هو كاتب السفر بأكمله، هذا ما تؤكده بعض العبارات الواردة فيه. يُقدم الواعظ نفسه بوضوح أنه سليمان بكونه "ابن داود الملك في أورشليم" (جا 1: 1)، الذي فاق كل من سبقوه في الغنى والحكمة (جا 1: 16؛ 2: 7، 9). وبالتأكيد أسلوب حياته واهتمامه بالحكمة لهما انعكاساتهما على هذا السفر. كما يمكن القول بأن السفر هو ثمرة عودة سليمان إلى الله بعد انغماسه زمانًا في الملذات الدنيوية وارتباطه بنساء غريبات الجنس وثنيات. فقد سجل لنا في أيامه الأخيرة خبرته الطويلة. يُمكن اعتبار هذا السفر إما من كتابات سليمان نفسه في أيامه الأخيرة، أو هي كلمات لم ينطق بها كما هي إنما تُلخص خبراته الكاملة بدقة. هذا وسمة السفر ككل تتفق مع عمل هذا الملك الحكيم كاتب سفر الأمثال. لكن يرفض بعض الدارسين نسبة هذا السفر إلى سليمان الحكيم للأسباب التالية: 1. لم يُذكر اسم سليمان في السفر، خاصة وإن اسم "كوهيليث Qoheleth" غير مألوف على لسان أيملك. 2. استخدام صيغة الماضي: "كنت ملكًا في أورشليم" (جا 1: 12)، ونحن نعلم أن سليمان بقي في الحكم حتى يوم وفاته. جاء في أسطورة عبرية وردت في الترجوم أن سليمان إذ شاخ نزعه الله عن العرش بسبب ارتباطه بنساء غريبات الجنس، وأقام عوضًا عنه ملاكًا يحمل ذات ملامحه.فهام سليمان الملك الكهل في فلسطين نائحًا وباكيًا على غباوته، وكان يصرخ قائلًا: "أنا كوهيليث (الجامعة أو المبشر) الذي كنت قبلًا أُدعى سليمان، كنت ملكًا على إسرائيل في أورشليم".تُعلل هذه الأسطورة غياب اسم "سليمان" عن السفر، وأيضًا قوله: "كنت ملكًا في أورشليم"، كمن قد توقف عن أن يكون ملكًا، بينما بقيَ على الكرسي حتى وفاته. هذا والفعل في العبرية "كنت" يمكن أن يعني: "كنت (ولا أزال) ملكًا". 3. أحد الصعاب التي تواجه القائلين بنسبة السفر لسليمان الحكيم هي حديثة عن ملوك سابقين له في أورشليم (جا 1: 16؛ 2: 7)، بينما لم يكن قبله سوى ملك واحد، هو داود. لكن ربما يُشير سليمان الحكيم هنا إلى ملكيصادق وأدوني بازق وغيرهما من الملوك غير العبرانيين. 4. لغة السفر: إذ يرى البعض أن لغته تناسب ما بعد عصر سليمان؛ فإن كان قد كتبه فقد تسلمه كاتب آخر ليضع فيه بروح الله لمسات أخيرة.ويرى بعض الدارسين أن السفر هو دراسة مبنية على أقوال سليمان. 5. يرى بعض الدارسين أن الجو العام للسفر مختلف تمامًا عن الجو الذي يُحيط بسليمان الملك، فعهده كان متسمًا بالرخاء في فلسطين (1 مل 4: 25) بينما يفترض السفر وجود كوارث وطغيان وقهر (جا 4: 1-3؛ 5: 8؛ 7: 10؛ 8: 9؛ 10: 6-7). لو أن سليمان قد علم بهذا الظلم في المملكة كما يذكر الكاتب لكان بالتأكيد قد رد الحق إلى نصابه. بعض الدارسين الذين ينكرون نسبة السفر لسليمان الحكيم يعتبرونه من أسفار ما بعد السبي، لكنهم يتفقون في أن الشخصية المحورية للسفر هي سليمان الذي استخدمه الكاتب غير المعروف، والذي يُحتمل أن يكون من نسل داود الملوكي. وإن الكاتب لم يخدع أحدًا. يعتقد بعض النقاد أن هذا السفر هو نتاج عدة كُتَّاب، وليس من عمل شخص واحد؛ ويظنون أن السفر يحوي بعض متناقضات أو آراء مختلفة لأكثر من شخص. ولعل سبب هذا أن السفر يتحدث أحيانًا عن الحكمة البشرية وأخرى عن الحكمة الإلهية. فالإنسان الطبيعي يظن باطلًا أنه يشبع بحكمته الخاصة ويفرح بها، بينما ينال الإنسان الروحي شبعًا بالحكمة السماوية. أيضًا أحيانًا يطلب الكاتب من الإنسان التمتع بالحياة، وأحيانًا أخرى يؤكد أن الحياة باطلة. هذا لأنه يسألنا أن نحيا في الله، وأن نزهد فيها خارج دائرة الله. وكأن الكاتب يقول: "هيا بنا إذن لنرى ما هي الحياة بدون الله، ماذا تكون؟ ماذا تنال إن عشت فقط من أجل الأشياء التي في هذا العالم؟ فإن الحياة وقتية وباطلة وبلا معنى، تُسبب إحباطًا وبؤسًا، لكن الله يستطيع أن يُغيِّرها!". في دراسة هذا السفر يلزم التمييز بين الحق المعلن عنه والوحي الإلهي وبين أفكار الإنسان الطبيعي، فقد سجل لنا بعض أفكار خاطئة للإنسان الطبيعي مثل موت النفس (جا 9: 5-6). إذ لا يمكننا القول بأن هذا من تعليم كلمة الله، إنما هو تسجيل الوحي لأفكار الإنسان الطبيعي. من هذا كله تظهر صعوبة تحديد تاريخ كتابة السفر، فإن كان الكاتب هو سليمان الحكيم في أواخر حياته يكون السفر قد كُتب حوالي عام 940 ق.م.، وإن كان قد سجلته يد أخرى فربما يكون ذلك حوالي سنة 200 ق.م.. مفتاح السفر (الكلمات والعبارات الاسترشادية): * "باطل hebel": تكررت 37 مرّة. تؤكد أن العالم بدون الله هو باطل. *"تحت الشمس": تكررت 29 مرة. يليق بنا إلاَّ نبقى تحت الشمس بل نرتفع فوقها، حيث نتحد بشمس البر فنوجد في ملكوته. هناك لا نحتاج إلى شمس مخلوقة، إذ يكون مسيحنا هو نورنا الأبدي (رؤ 22: 23)، يهبنا الاستنارة والدفء بروحه القدُّوس. في العالم "تحت الشمس" نُعاني من الفراغ والعبودية، أما في العالم "فوق الشمس" فننعم بالشبع والحرية. في العالم الأول يوجد نهار وليل فنُعاني من حرّ النهار كما من ظلمة الليل، أما في العالم الآخر فلا تضربنا شمس بالنهار ولا القمر بالليل (مز 21: 6)، كما لا تجد الظلمة لها موضعًا فينا. "تحت الشمس" تُشير إلى الإنسان الذي ينحني تحت مرارة التجارب، أما المؤمن الحقيقي فيرفعه روح الله إلى فوق التجارب حتى تعبر من تحته، قائلًا مع مخلصه: "إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس". * لقد كرّس هذا الحكيم السفر كله للتوضيح الكامل لهذا البطلان، ليس لهدف آخر سوى أن نشتاق إلى تلك الحياة حيث ليس فيها بطلان ما تحت الشمس وإنما يكون فيها صدق تحت ذاك الذي خلق الشمس. القديس أغسطينوس *"تحت السماء": تكررت 3 مرات.حينما يكتشف المؤمن الحقيقي بطلان هذا العالم لا يطيق أن يبقى قلبه تحت السماء، متمرغًا في التراب. وإنما يجلس مع المسيح في السمويات (أف 2: 6)، بل ويصير هو نفسه سماء حيث يُقام ملكوت الله داخله (لو 7: 21).*"على الأرض": تكررت 7 مرات.إن كانت الأرض تُشير إلى الجسد، فإنه يليق بالمؤمن إلاَّ يخضع لشهوات الجسد، بل خلال تقدِّيسه بكليته يعيش "على الجسد" أيفوق شهواته الزمنية.إن كان الجسد هو كعشب الحقل لذلك عندما أشبع السيِّد المسيح الجموع أجلسهم على العشب (مت 14: 19)، وكما يقول العلامة أوريجينوس إنهم ما كانوا يستطيعون نوال بركات السيِّد المسيح خلال تلاميذه لو لم يجلسوا أولًا على العشب، أي ترتفع نفوسهم فوق شهوات الجسد. *"باطل الأباطيل": 3 مرات. *"قبض الريح": 7 مرات.إذ يكتشف المؤمن أن العالم أشبه بالريح التي لا يمكن الإمساك بها، ويدرك أنه لا يهبه شبعًا حقيقيًا. *"ناجيت قلبي": تكررت 7 مرات.ليس من أحد يجهل بطلان هذا العالم، لكن لكي نتحرر من قيوده ونتحد بالله خالقه يلزمنا أن نُناجي قلوبنا تحت قيادة الروح القدس واهب الحرية الحقيقية، الذي يرفعنا إلى الحياة السماوية في المسيح يسوع ربنا. سمات السفر: 1. مجال هذا السفر وخطته هو الكشف عن بطلان كل الملذات الدنيوية، مظهرًا أن سعادة الإنسان لا تكمن في الحكمة الطبيعية والمعرفة، ولا في غنى العالم، ولا في الكرامة الباطلة ولا في القوة أو السلطة، ولا في مظاهر التدين الخارجي بل في الله نفسه وفي التعبد له بالروح والحق. سفر الجامعة ككل هو أشبه بتعليق على كلمات السيِّد المسيح: "من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا" (يو 4: 13). هدف السفر هو الكشف عن مدى تفاهة الحياة خارج دائرة محبة الله ونعمته. يُقدم سليمان الحكيم خبرته؛ فقد جرَّب كل ما هو تحت الشمس ليُشبع قلبه فوجد أنه لن يشبع حتى وإن امتلك العالم كله، فسيبقى القلب متسعًا جدًا ليس ما يملأه. الخط الرئيسي للسفر هو هكذا: *لا يمكن للتعب (العمل) ولا للغنى ولا للنجاح ولا للرخاء أن يرد للجنس البشري السعادة. الحكمة البشرية حتى بالنسبة للأتقياء لها حدودها؛لا تقدر أن تكشف عن مقاصد الله العميقة وجوهر معنى وجود الإنسان (1-5: 13). *الممتلكات الأرضية عوض أن تجلب السعادة تصير عائقًا لها وتنصب فخًا يدمِّر الحياة (جا 5: 14، 6: 12). *لا يعرف الإنسان ما هو لصالحه، إما بسبب الجهل أو عدم تفكيره في الحياة، وغالبًا لا يعمل ما هو الأفضل بالنسبة له (جا 7: 1، 11: 10). *الخلاصة أن الحياة التي لا تتمركز في الله تصبح بلا معنى ولا مغزى؛ بدونه ليس من شيء يُشبع؛ وبه تصبح الحياة وكل عطاياه الأخرى الصالحة هبات من عنده (يع 1: 7)، نستخدمها ونتمتع بها إلى أقصى حد. لهذا فمن الحداثة إلى سن الشيخوخة يوجد طريق واحد للسعادة آمن وهو: "اِتَّق الله واحفظ وصاياه" (جا 12: 1-4). 2. هذا السفر في الواقع هو عظة مكتوبة، تحمل براهين كثيرة في شيء من التوسع، وتقدم إجابات عن مواضيع متنوعة، وفي نهايتها نجد تطبيقًا عمليًا. إنها عظة عملية نافعة عن التوبة. 3. هذا السفر ككل هو تفسير للّعنة التي سقطنا تحتها بسبب الخطية (تك 3: 7-19). 4. رفضه كل المجهودات البشرية لا يعني إلاَّ الاستعداد لقبول العمل الإلهي الجديد في حياتنا. يُريد الكاتب أن يُهيئنا لمواجهة عواصف هذه الحياة الوقتية، لا بإمكانياتنا الذاتية بل بالإيمان والثقة في الله. الله لا يُريد أن يُحطم إمكانياتنا البشرية بل أن يُقدسها إن قبلنا عمله فينا، أما إن اتكلنا على ذواتنا في كبرياءٍ فكبرياؤنا هو الذي يُحطم حياتنا ويفسد كل إمكانياتنا. إلى من يوجَّه هذا السفر؟: تكشف بعض العبارات مثل (جا 11: 9-10؛ 12: 1-7) أن السفر كله بوجه عام موجّه إلى الشباب؛ وكما هو الحال في سفر الأمثال، نقصد بهم من هم في سن المراهقة حتى الخامسة والثلاثين. قُدم هذا السفر أصلًا إلى الشعب اليهودي، لكن نظرته جامعية، تضم المسكونة كلها، ولا يهدف نحو شعب واحد معين. لقد كان سليمان الحكيم معروفًا في العالم القديم، وكانت كتاباته تُقرأ في كل الدوائر الثقافية. توجد عبارات قليلة جدًا تحمل نكهة خفيفة يهودية متميزة، لكنه ككل تنبعث منه رائحة الفكر المسكوني، وينطق بلغة الخبرة البشرية التي يمكن لكل البشر أن يتفهمها. علاقته بسفريْ الأمثال ونشيد الأناشيد: 1. كُتب سفر نشيد الأناشيد حين كان قلب سليمان الحكيم في قمة انفتاحه على الحب الإلهي، وكُتب سفر الأمثال حين كان الملك في عظمة مجده وحكمته قبل أن يخطئ؛ أما سفر الجامعة فكتبه مؤخرًا حين تقدم في السن كشهادة حيَّة وعملية عن عمق توبته الصادقة. فنجد هنا اختباره الشخصي عبر سنين طويلة، محدثًا إيَّانا بلغة الحكمة والأيام. 2. يرى القدِّيس بفنوتيوس أن هذه الكتب الثلاثة تُطابق أنواع النسك الثلاثة، كما تطابق دعوة الله لأبينا إبراهيم بالتخلي عن كل شيء لاقتنائه هو شخصيًا: أ. سفر الأمثال يُشير إلى نسك الجسد وزهده عن الملذات والخطايا الجسدية، وهو يطابق الدعوة الموجهة لإبراهيم: "اترك أرضك". ب. يُشير سفر الجامعة إلى زهد العادات الزمنية بكون العالم كله باطل، وفي هذا يطابق الدعوة: "اترك عشيرتك". ج. يُشير سفر نشيد الأناشيد إلى تحرر النفس باتحادنا مع العريس السماوي كلمة الله بالتأمل في السمويات، وهي تطابق الدعوة: "اترك بيت أبيك"... لقبول أب سماوي أبدي. هذه الدرجات الثلاثة التي تُمثلها الأسفار الثلاثة، تحقق دعوة السيِّد المسيح للنفس البشرية: "اِنسي شعبك وبيت أبيك لأن العريس اشتهى حُسنِك، وله تسجدين" (مز 45). يوضح القديس غريغوريوس أسقف نيصصكيف يرتفع سليمان الحكيم بالنفس المؤمنة خلال هذه الأسفار الثلاثة لتتنقى في طريق الحب الإلهي، حيث ترفض الزمنيات المنظورة، لتتمتع بعريسها السماوي في المقادس الإلهية. * يُضيف سليمان فلسفة (حكمة) سفر الجامعة إلى ذاك الذي تدرب بما فيه الكفاية على اشتهاء الفضيلة خلال "الأمثال". بعد أن يُندد بتمسك البشر بالمظاهر الخارجية في هذا السفر، وبعدما يعلن أن كل ما هو غير ثابت إنما هو باطل وعابر، وإن كل ما يعبر هو باطل (جا 11: 8). يرتفع سليمان فوق كل ما يمكن إدراكه بالحواس، وذلك بحركة الحب التي لنفوسنا متجهة نحو الجمال غير المنظور. بهذا يتنقى القلب من كل أمور خارجية ليدخل بالنفس إلى المقدس الإلهي بواسطة نشيد الأناشيد. القديس غريغوريوس أسقف نيصص 3. يرى القديس أمبروسيوس أن هذه الأسفار الثلاثة تُشير إلى أنواع التفسير الثلاثة: التفسير الطبيعي أو التاريخي أو الحرفي، والتفسير الأخلاقي أو السلوكي، والتفسير الرمزي أو الروحي. فسفر الجامعة يُشير إلى النوع الأول، والأمثال الثاني، نشيد الأناشيد الثالث.* إنك تجد نفس الشيء في سليمان؛ فالأمثال أخلاقي، والجامعة الذي يحتقر كل أباطيل العالم سفر طبيعي، وكتاب نشيد الأناشيد سرّي. القديس أمبروسيوس اللاهوت في سفر الجامعة:ما دام السفر يهدف إلى رد كل نفس إلى حضن الله لاختبار الحياة الجديدة الخالدة عوض الارتباك بملذات الحياة الحاضرة وآلامها، لهذا جاء هذا السفر يحتوي على مجموعات غير مترابطة تكشف عن علاقتنا بالله والعالم وفهمنا للحياة الحاضرة والإنسان والحكمة. أولًا: الله في سفر الجامعة: القراءة السريعة للسفر تدفعنا للقول إن غاية السفر هو الكشف عن بطلان الحياة الزمنية بكونها حياة قصيرة وعابرة تنتهي بالموت، يشترك في هذا الحكيم والجاهل؛ الإنسان والحيوان. لكن من يُقرأ ما وراء السطور يدرك غاية الكاتب الحقيقية وهو ليس نفورنا من هذه الحياة بمباهجها وآلامها وإنما التعلق بالله خالق العالم ومدبر أموره الكبيرة والصغيرة. ذُكر اِسم الله هنا 41 مرة مستخدمًا تعبير "الوهيم" الخاص بلقبه كخالق... وكأن الكاتب يود أن يوجه أنظار القارئ إلى الله كخالق عوض الانشغال بخليقته، أو ليؤكد أنه الخالق لعالم صالح ونافع أفسده الإنسان بانحراف فكره. 1. الله الخالق: إن كانت الخليقة مبهجة، تجلب لذة ومتعة، فماذا يكون الخالق الذي جلب لنا الأمور المنظورة وغير المنظورة، خلق من أجلنا العالم الخارجي كما خلقنا نحن أنفسنا؟! "كما أنك لست تعلم ما هو طريق الريح، ولا كيف العظام في بطن الحبلى، كذلك لا تعلم أعمال الله الذي يصنع الجميع" (جا 11: 5). من أجلي خلق كل العالم حتى الرياح كما خلق عظامي وأنا في الأحشاء. لا أعرف كل أسرار الطبيعة التي أوجدها لحسابي، ولا حتى كيف تكونت عظامي وأنا جنين، إنما أعرف أنه صانع الجميع، فكيف ارتبط بالخليقة لا بخالقها؟! لهذا ينصحني الجامعة: "فاذكر خالقك في أيام شبابك" (جا 12: 1). 2. الله الكلِّي القدرة: ارتباطي بالله لا يقوم على علاقتي به كمخلوق مدين له، إذ خلقني وخلق كل شيء لأجلي وإنما هو "الخالق القدير". يعجز ذهني عن إدراك قدرته، إذ يقول الجامعة: "رأيت كل عمل الله أن الإنسان لا يستطيع أن يجد العمل الذي عُمل تحت الشمس، مهما تعب الإنسان في الطلب فلا يجده والحكيم أيضًا..." (جا 8: 17). أمام قدرته الفائقة أشعر بالعجز وعدم إمكانية التعرف على تدابيره لحسابي، إنما أؤمن أنه يصنع كل شيء حسنًا لأجلي: "صنع الكل حسنًا في وقته، وأيضًا جعل الأبدية في قلوبهم التي بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذي يعمله الله من البداية إلى النهاية" (جا 3: 11). 3. الله ضابط الكل: في قدرته الفائقة يصنع كل شيء حسنًا في وقته لحسابي، ولا يفلت شيء من يده، فهو ضابط الكل، أعماله كاملة حتى وإن كنا لا ندركها... كضابط الكل يقدر وحده أن يُصلح فساد طبيعتي واعوجاجها: "أُنظر عمل الله لأنه من يقدر على تقويم ما قد عوَّجه؟!" (جا 7: 13). "لأن هذا كله جعلته في قلبي، وامتحنت هذا كله أن الصديقين والحكماء وأعمالهم في يدّ الله" (جا 9: 1). 4. الله كلِّيْ الحكمة: كضابط الكل في يده حياتنا بكل دقائقها، وبحكمته يدبرها، فهو العارف الماضي (جا 3: 15)، والمستقبل (جا 6: 12)، ويدبر كل الأمور حسنًا (جا 2: 11، 14). 5. الله المعطي: الله كخالق قدير وأب محب لا يكف عن العطاء، يُقدم لنا الآتي: *يهبنا الحياة (جا 8: 15)، وهو الذي يأخذ الروح (جا 12: 7). *واهب الغنى والسلطة (جا 5: 19). *معطي الفرح (جا 5: 19). يرى الجامعة أن كل ما في الحياة حتى إمكانية الإنسان أن يأكل ويشرب ويتعب هذا كله من يد الله (جا 2: 24). 6. الله القدُّوس: الله لا يبخل على الإنسان بشيء، وهو في هذا لا يطلب منه شيئًا بل أن يحمل سمة القداسة، فيكون مقدسًا كما هو قدُّوس.إنه لا يطلب ذبيحة الجهال بل طاعة الحكيم المملوء حبًا. "احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت الله، فالاستماع أقرب من تقديم ذبيحة الجهال، لأنهم لا يبالون بفعل الشر" (جا 5: 1). "فلنسمع ختام الأمر كله: "اِتَّق الله واحفظ وصاياه، لأن هذا هو الإنسان كله" (جا 12: 13). 7. الله المهتم بالإنسان: في رقة مشاعر الجامعة لم يحتمل دموع المظلومين (جا 4: 1)، فغبَط الأموات لأنهم لا يعاينون الظلم، بل وحسب الذين لم يولدوا أكثر سعادة. هذا لا يعني أن الأمور تسير في العالم بلا ضابط، إنما يهتم الله بالبشر، خاصة الأبرار والحكماء (جا 9: 1). يسمح لهم بالتجارب (جا 1: 13)، لكنه وإن كان لا يُحاكم الأشرار الظالمين سريعًا إلاَّ أنه يُحوّل المتاعب لخير خائفيه (جا 8: 12-13). الله يُنجي الصالح من الأشراك (جا 7: 26). 8. الله الديان: الله هو الديان، يُدين الصدِّيق والشرير (جا 3: 17). يُدين كل أعمال الشر (جا 11: 9). إنه يدعونا يومًا ما للحساب، فنقدم إجابة عن كل أعمالنا. على ضوء هذه الحقيقة يلزمنا أن نعيش. "لأن الله يُحضر كل عمل إلى الدينونة، على كل خفي، إن كان خيرًا أو شرًا" (جا 12: 14). ثانيًا: العالم في سفر الجامعة: "باطل الأباطيل الكل باطل" (جا 1: 2)؛ هذا هو العالم بدون الله؛ أما بالله فحتى الأكل والشرب بل والتعب فيه خير للإنسان (جا 2: 24).يتمتع الصالح في هذا العالم بالحكمة والمعرفة والفرح (جا 2: 26). ثالثًا: الحياة في سفر الجامعة: ما دام كل ما في الحياة حتى الأكل والشرب وغيرهما هو عطية الله ومن يده، لذا يليق بنا أن نقبل الحياة البسيطة المعتمدة على الله بكونها الحكمة الحقيقية. لنتعب ونجد في تعبنا خيرًا وفرحًا (جا 2: 24). لنطلب الحكمة لا محبة الغنى، فإن "ولدٌ فقير وحكيم خير من ملك شيخ جاهل" (جا 4: 13). لنعمل أيضًا بروح الجماعة فإن: "اثنان خير من واحد، لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة... والخيط المثلوث لا ينقطع سريعًا" (جا 4: 9، 12). بالله يصير كل شيء نافعًا، فلا نقف في سلبيةٍ، بل نُجاهد بكل طاقتنا للانتفاع بعطايا الله لنا: "كل ما تجده يدك لتفعله فافعله بقوتك" (جا 9: 10). يرى الجامعة عطايا الله كثيرة نذكر منها على سبيل المثال: 1. الحكمة: "رأيت أن للحكمة منفعة أكثر من الجهل، كما أن للنور منفعة أكثر من الظلمة" (جا 2: 13)؛ "الحكمة صالحة مثل الميراث" (جا 7: 11)؛"الحكمة خير من أدوات الحرب" (جا 9: 18)؛ "الحكمة خير من القوة" (جا 9: 16). 2. السمعة الطيبة: "الصيت خير من الدهن الطيب" (جا 7: 1). 3. طول الأناة: "طول الروح خير من تكبر الروح" (جا 7: 8). 4. الزواج: "التذ عيشًا مع المرأة التي أحببتها كل أيام حياة باطلك التي أعطاك إيَّاها تحت الشمس" (جا 9: 9). 5. المغامرة الروحية والعطاء: "اِرم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة" (جا 11: 1). 6. الانتفاع بنور الشمس: "النور حلو وخير للعينين أن تنظرا الشمس" (جا 11: 7). 7. الانتفاع بالحداثة والشباب: "اِفرح أيها الشاب في حداثتك، وليُسرّك قلبك في أيام شبابك، واِسلك في طرق قلبك..." (جا 11: 9). أما إن فقدت الحياة معناها باعتزال الله فلا ينتفع الإنسان بشيء، بل يصير كل شيء باطلًا، مثل التعب والجهاد (جا 1: 3-11)؛ الحكمة البشرية والمعرفة الزمنية 1: 13-18)؛ الضحك (جا 2: 2)، الملذات الجسدية (جا 2: 2)، الغنى والكرامة (جا 2: 4-11)، الظلم والأنانية (جا 4: 1-4)، التراخي والكسل (جا 4: 5)، السلطة (جا 4: 13؛ 9: 17)، شكليات العبادة الحرفية (جا 5: 1 إلخ...) رابعًا: الإنسان في سفر الجامعة: كسائر الكتابات الحكيمة يُعالج سفر الجامعة أولًا وقبل كل شيء الحياة البشرية ومشاكلها. 1. خلق الله الإنسان مستقيمًا (جا 7: 29)، مقدمًا له الكثير لكي يشبع وتفرح أعماقه (جا 5: 18 إلخ)، وينعم عليه بالحياة المقدسة. لهذا يوصيه الجامعة أن يخفْ الله ويحفظ وصاياه، قائلًا: "لأن هذا هو الإنسان كله" (جا 12: 13). 2. مع هذا فالإنسان خاطئ (جا 7: 20)، فقد الكرامة التي خلقه الله عليها (جا 3: 11)، وصار يجهل خطة الله نحوه وعمله معه (جا 8: 17)، وصارت الحكمة بعيدة عنه (جا 7: 23)، فهو على حال غير ما يريده الله له (جا 7: 27-29). 3. يوجد الآن "الصدِّيق والشرير"، "الصالح والطالح"، "الطاهر والدنس" (جا 9: 2).هذا أمر نسبي "لأنه لا إنسان صدِّيق في الأرض يعمل صلاحًا ولا يخطئ" (جا 7: 20). 4. أما من جهة النظام الاجتماعي فيوجد ملوك (رؤساء) وعبيد (جا 10: 16)، ظالمون ومظلومون (جا 4: 1؛ 5: 7)؛ أغنياء وطبقة كادحة (جا 5: 11).على أي الأحوال الحكمة ليست إرثًا للأغنياء (جا 4: 13؛ 9: 15).العمل (جا 10: 18) والمشاركة (جا 4: 9-12) أمران هامان. الخضوع في بعض الأحيان هو أفضل من مواجهة الحكام الطغاة (جا 10: 4-7). بالنسبة للسعادة يقتنع البعض بنصيبهم (جا 15: 18)، غير أن الآخرين يلازمهم التبرم (جا 5: 9)، لأن رغباتهم طموحة جدًا (جا 1: 13؛ 2: 1-3؛ 3: 11)، لهذا يغلبهم الإحساس بالإحباط. 5. يُذكرنا السفر بحقيقة ثابتة لا يجب أن ننساها وهي أننا سنموت يومًا ما، وإن كل أحد سيُقدم حسابًا عن أعماله. هذا يحثنا بقوة لاستغلال الفرص الحاضرة (اُنظر 2: 14-16؛ 3: 17-21؛ 5: 15-16؛ 6: 12؛ 8: 7-8؛9: 2-6، 12: 1-7). خامسًا: الحكمة في سفر الجامعة: تكررت كلمة "حكمة hokma" و"حكيم hakam" 44 مرة في هذا السفر. الحكمة تخص الله وحده، وهو يهبها لبني البشر (جا 2: 26). ولئلاَّ نظن أنها مجرد أمور عقلانية لذلك يقدم لنا أمثلة كيف تُفهم الحكمة العملية (جا 8: 2-6، 10: 1-11؛ 11: 6).وقد جاء تحذير الجامعة النهائي يؤكد أن الحياة ليست معرفة مجردة لكنها عمل (جا 12: 12-14). وهناك علاقة وثيقة بين الحكمة والسعادة، فالحكمة تنير وجه الإنسان وتغير طبيعته الصلبة والجافة إلى الحب والحنو (جا 8: 1). إنها تُحيي صاحبها (جا 7: 12). الإطار العام: 1. مقدمة [1 -4]. 2. موضوع السفر: بطلان العالم [1: 2]. 3. البراهين على بطلان العالم أ. شهادة الطبيعة [1: 3 -11]. ب. السعي وراء الحكمة البشرية باطل [1: 12 -18]. ج. السعي وراء الملذات الحسِّية باطل [2: 1 -3]. د. السعي وراء الغنى والجاه باطل [2: 4 -26]. ه. شهادة العالم [3]. و. شهادة المجتمع [4]. 4. التطبيق العملي أ. الحب العملي أفضل من شكليات العبادة [5]. ب. الحياة السعيدة أفضل من الجمع [6]. ج. الحكمة العملية والحياة الأبدية [7]. د. الحكمة العملية والسلوك الهادف [8]. ه. الحكمة العملية هبة إلهية [9]. و. الحذر حتى من الصغائر [10]. ز. الجهاد المملوء حبًا [11]. ح. الجهاد المبكر [12: 1 -7]. 5. الخلاصة: يمكن التغلب على البطلان [12: 8 -14]. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173669428492711.jpg أبنى الغالى .. بنتي الغالية هكون في عون المجروحين وأعزي نفوسهم المكسورة وأفرحهم هرجع فرحة الاعياد الى من فقدوا معنى الفرح في حياتهم هرجع السلام الى نفوسكم المضطربة فقط ثقوا بي |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
|
الساعة الآن 01:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025