منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:19 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg



"كَالسَّوْسَنَةِ بَيْنَ الشَّوْكِ، كَذَلِكَ حَبِيبَتِي بَيْنَ الْبَنَاتِ" [2].


يقول العلامة أوريجانوس: [إذ صار هو سوسنة الأودية إنما لكي تصير حبيبته أيضًا سوسنة تتمثل به... بمعنى أن كل نفس تقترب إليه وتتبع خطواته وتتمثل به تصير سوسنة].
ويرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أن النفس كالسوسنة تصعد مستقيمة إلى فوق نحو المسيا كرّامها الحقيقي. إنه يرتفع بها فوق هموم هذه الحياة وأشواك الخطية الخانقة للنفس (مز 4: 18)، ويعلو فوق أتربة هذه الحياة لكي لا تتدنس...
المؤمن في عيني الرب كالسوسنة "الزنبقة" بهية للغاية، ولا سليمان في كل مجده يلبس مثلها، جميلة لا ببرّها الذاتي، بل بنعمة الدم الذي يجري فيها...
إن كان الإنسان قد قبل أشواك الخطية، فأحاطت به من كل جانب، إلاَّ أن الرب يراه كالسوسنة، ينزل إليه ويجتاز وسط الشوك، ويحمل اللعنة عنه.!
في مناجاة الحبيب: "كَالسَّوْسَنَةِ بَيْنَ الشَّوْكِ" توجيه لها أيضًا أنها إن أرادت أن تتجمل بالفضائل يلزمها أن تتحمل آلام الشوك بحذر
وكما يقول القديس أمبروسيوس: [تُحاط الفضائل بأشواك الشر الروحي، حتى أنه لا يقدر أحد أن يجمع الثمر ما لم يقترب بحذر].
ويرى العلامة أوريجانوس في هذا القول صورة صادقة للكنيسة الجميلة وقد أحاطت بها الهرطقات والهراطقة يريدون إبادتها...
ويرى القديس أغسطينوس في هذه العبارة وما يماثلها إعلانًا عن قلة الصالحين الذين يعيشون وسط العالم "كالسوسنة بين أشواك كثيرة" حتى يأتي يوم الحصاد ويفرز السوسن عن الأشواك.

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:20 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العلامة أوريجانوس



[إذ صار هو سوسنة الأودية إنما لكي تصير حبيبته أيضًا سوسنة تتمثل به...
بمعنى أن كل نفس تقترب إليه وتتبع خطواته وتتمثل به تصير سوسنة].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:21 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس غريغوريوس أسقف نيصص


أن النفس كالسوسنة تصعد مستقيمة إلى فوق نحو المسيا كرّامها الحقيقي. إنه يرتفع بها فوق هموم هذه الحياة وأشواك الخطية الخانقة للنفس (مز 4: 18)، ويعلو فوق أتربة هذه الحياة لكي لا تتدنس...
المؤمن في عيني الرب كالسوسنة "الزنبقة" بهية للغاية، ولا سليمان في كل مجده يلبس مثلها، جميلة لا ببرّها الذاتي، بل بنعمة الدم الذي يجري فيها...

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس أمبروسيوس


[تُحاط الفضائل بأشواك الشر الروحي،
حتى أنه لا يقدر أحد أن يجمع الثمر ما لم يقترب بحذر].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:23 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
"كَالسَّوْسَنَةِ بَيْنَ الشَّوْكِ، كَذَلِكَ حَبِيبَتِي بَيْنَ الْبَنَاتِ"


القديس أمبروسيوس:

[تُحاط الفضائل بأشواك الشر الروحي،
حتى أنه لا يقدر أحد أن يجمع الثمر ما لم يقترب بحذر].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg



الحاجة إلى الحبيب:

إن كانت النفس البشرية قد صارت كسوسنة بين الأشواك، لكنها لا تنشغل بالأشواك المحيطة بها، إنما بالعريس الذي يشبعها ويرويها ويهبها رائحة... إنها تراه قادمًا إليها، مقتربًا نحوها حتى تقترب إليه، يرتفع على الصليب حتى تستريح بظل محبته الأبدية، ويقدم لها ثمر الصليب حلاوة في حلقها، لهذا تُناجيه، قائلة:
"كَالتُّفَّاحِ بَيْنَ شَجَرِ الْوَعْرِ، كَذَلِكَ حَبِيبِي بَيْنَ الْبَنِينَ،
تَحْتَ ظِلِّهِ أشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ،
وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ في حَلْقِي" [3].
إن كانت تعيش وسط الأشواك ولا تقدر أن ترتفع إليه، فهو ينزل إليها، يصير كشجرة التفاح (رمز التجسد الإلهي) بين يديها. لقد حلّ بيننا نحن الوعر بلا ثمر، وصار كواحد منا، لكن ليس بلا ثمر مثلنا، بل كشجرة التفاح: جميلة المنظر، رائحتها منعشة، يؤكل ثمرها، ويُشرب عصيره... إنه شجرة الحياة التي نقتطفها عوض شجرة معرفة الخير والشر.
حقًا، لقد جفت الأرض زمانًا هذا مقداره، لأننا أكلنا من شجرة العصيان، وجاء الحبيب "الابن المطيع"... جاءنا وسط أشواكنا، ودخل إلى آلامنا، وحمل لعنة الشوك عنا، حتى نجلس عند قدميه ونستظل بصليب محبته وسط شدة ضيق هذا العالم.


في العالم أشجار وعر كثيرة نُخالها مريحة لنا، لكن شجرة واحدة -هي شجرة التفاح الروحي- فيها كل الشبع.
إن كانت "شجرة التفاح" تُشير إلى التجسد الإلهي، فإن شجر الوعر يُشير إلى الهرطقات والتعاليم الغريبة، فإنه لا راحة لنا إلاَّ في الكلمة المتجسد وحده، بعيدًا عن كل هرطقة.
في هذا يقول العلامة أوريجانوس: [تشتهي العروس أن تجلس تحت ظل شجرة التفاح هذه، بمعنى أن الكنيسة كما قلنا تكون تحت حماية ابن الله، أو أن النفس تهرب من كل التعاليم الغريبة لتلتصق بكلمة الله وحده فتجد ثمرته حلوة في حلقها، خلال التأمل المستمر في ناموس الله، تمضغه وكأنها تجتره كما يفعل الحيوان الطاهر].
في القديم جلس الأمم تحت ظل الموت (إش 9: 2؛ مت 4: 16) إذ جلسوا تحت ظل شجرة العصيان، أما الآن فيتمتعون بظل واهب الحياة بجلوسهم تحت ظل صليب الطاعة.
في القديم جلس اليهود تحت ظل الناموس، خلال الفهم الحرفي القاتل. إما الآن فقد وهب لنا أن ندخل تحت ظل المسيح بتذوقنا الفهم الروحي للناموس الذي يبني.
وفيما يلي مقارنة للعلامة أوريجانوس بين ظل الناموس وظل المسيح:
[يبدو أن كل نفس ما دامت في هذه الحياة الحاضرة تحتاج إلى ظل، وذلك كما أظن بسبب حرارة الشمس التي تجعل البذار بلا جذور عميقة تذبل وتموت. لقد قدم ظل الناموس القليل من الحماية ضد هذه الحرارة، أما ظل المسيح الذي يعيش تحته الأمم الآن - أي الإيمان بالتجسد - فيُقدم حماية كاملة من الحرارة بل ويطفئها. فقد شوهد (الشيطان) الذي أعتاد أن يحرق المساكين الذين كانوا تحت ظل الناموس ساقطًا من السماء كالبرق وقت آلام المسيح. لكن زمان هذا الظل يكمل في نهاية الدهور، لأنه كما قلنا أنه في نهاية الزمان لا نعود نرى (المسيح) في مرآة ولا في لغز، بل وجهًا لوجه].
القديسة مريم وهي تمثل الكنيسة، كعضو أمثل فيها، جلست تحت ظل العليّ خلال التجسد الإلهي، كقول الملاك لها: "قوة العليّ تظللك، والمولود منك قدوس يُدعى ابن الله..." بهذا صار للمؤمن أن يجلس تحت ظل الرب ويأكل ثمرته الحلوة بعد أن تمرر فمه زمانًا هذا مقداره بسبب الخطية. بعد أن قيل عن نفسه "فمها قبرًا مفتوحًا" (مز 5: 11) صارت تفتح فمها لا كقبر يحمل موت الخطية بل بالحري تأكل جسد ابن الله واهب الحياة، وتتذوق حلاوة ثمرته... تقول أيضًا "فتحت فمي واجتذبت ليّ روحًا" (مز 118: 131).
يقول العلامة أوريجانوس: [إن قولها "وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ لِحَلْقِي" ينطبق على النفس التي لا يوجد في فمها شيء ميت أو دنيء، ولا تتشبه مطلقًا بالذين قيل عنهم (حلقهم قبر مفتوح) فإن مثل هذه الأفواه التي تخرج كلمات الموت والهلاك تسمى قبورًا، هذه التي تنطق بكلمات مضادة للإيمان الحقيقي، وتُعارض تدبير الطهارة والعدل والوقار].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:26 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العلامة أوريجانوس:

[تشتهي العروس أن تجلس تحت ظل شجرة التفاح هذه، بمعنى أن الكنيسة كما قلنا تكون تحت حماية ابن الله، أو أن النفس تهرب من كل التعاليم الغريبة لتلتصق بكلمة الله وحده فتجد ثمرته حلوة في حلقها، خلال التأمل المستمر في ناموس الله، تمضغه وكأنها تجتره كما يفعل الحيوان الطاهر].
في القديم جلس الأمم تحت ظل الموت (إش 9: 2؛ مت 4: 16) إذ جلسوا تحت ظل شجرة العصيان، أما الآن فيتمتعون بظل واهب الحياة بجلوسهم تحت ظل صليب الطاعة.
في القديم جلس اليهود تحت ظل الناموس، خلال الفهم الحرفي القاتل. إما الآن فقد وهب لنا أن ندخل تحت ظل المسيح بتذوقنا الفهم الروحي للناموس الذي يبني.

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:27 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مقارنة للعلامة أوريجانوس بين ظل الناموس وظل المسيح:


[يبدو أن كل نفس ما دامت في هذه الحياة الحاضرة تحتاج إلى ظل، وذلك كما أظن بسبب حرارة الشمس التي تجعل البذار بلا جذور عميقة تذبل وتموت. لقد قدم ظل الناموس القليل من الحماية ضد هذه الحرارة، أما ظل المسيح الذي يعيش تحته الأمم الآن - أي الإيمان بالتجسد - فيُقدم حماية كاملة من الحرارة بل ويطفئها. فقد شوهد (الشيطان) الذي أعتاد أن يحرق المساكين الذين كانوا تحت ظل الناموس ساقطًا من السماء كالبرق وقت آلام المسيح. لكن زمان هذا الظل يكمل في نهاية الدهور، لأنه كما قلنا أنه في نهاية الزمان لا نعود نرى (المسيح) في مرآة ولا في لغز، بل وجهًا لوجه].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:28 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العلامة أوريجانوس



[إن قولها "وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ لِحَلْقِي" ينطبق على النفس التي لا يوجد
في فمها شيء ميت أو دنيء، ولا تتشبه مطلقًا بالذين قيل عنهم
(حلقهم قبر مفتوح) فإن مثل هذه الأفواه التي تخرج كلمات الموت
والهلاك تسمى قبورًا، هذه التي تنطق بكلمات مضادة للإيمان
الحقيقي، وتُعارض تدبير الطهارة والعدل والوقار].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg



في بيت المحبة الكاملة:

إذ تجلس النفس مع حبيبها عند الصليب، وتتذوق حبه اللانهائي، تطلب منه الدخول إلى أحشائه لترتوي من ينابيع حبه العميقة، قائلة:
"أَدْخَلَنِي إِلَى بَيْتِ الْخَمْرِ،
عَلَمُهُ فَوْقِي مَحَبَّةٌ،
أَسْنِدُونِي بِأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ،
أَنْعِشُونِي بِالتُّفَّاحِ،
فَإِنِّي مَجروّحة حُبًّا" [4-5].
سبق أن رأينا "بيت الخمر" هو بيت "الحياة الجديدة" التي صارت لنا خلال آلام السيد المسيح الخلاصية. ويرمز بيت الخمر إلى "بيت الوليمة والحكمة"، حيث تدخل النفس إلى السيد المسيح وتنال عصير تعاليم الحق ومزيجها في أناء الحكمة الإلهية، تنتعش به النفس جديدًا كل يوم... إذ تتعرف على أسرار الله كأنها جديدة كل يوم.
في هذا يقول العلامة أوريجانوس: [أما الخمر الذي يستخرج من الكرمة الحقيقية "السيد المسيح" فهو جديد على الدوام، به يتجدد فهم المتعلمين للمعرفة الروحية والحكمة على الدوام لهذا السبب قال يسوع لتلاميذه: سأشرب هذا الخمر معكم جديدًا في ملكوت أبي (مت 26: 29)، لأن فهم الخفيات وإعلان الأسرار يتجدد على الدوام خلال حكمة الله، وذلك ليس فقط بالنسبة للبشر، بل أيضًا بالنسبة للملائكة والقوات السمائية].
إذ يدخل الرب المحب بالنفس المؤمنة إلى بيت محبته ويكشف لها أسرار حكمته الجديدة كل يوم، تتفهم "المحبة" كعلامة نصرة حبيبها وملكها فتُقيم "علم النصرة" فوقها، قائلة: "َعَلَمُهُ فَوْقِي مَحَبَّةٌ".

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العلامة أوريجانوس:


[أما الخمر الذي يستخرج من الكرمة الحقيقية "السيد المسيح" فهو جديد على الدوام، به يتجدد فهم المتعلمين للمعرفة الروحية والحكمة على الدوام لهذا السبب قال يسوع لتلاميذه: سأشرب هذا الخمر معكم جديدًا في ملكوت أبي (مت 26: 29)، لأن فهم الخفيات وإعلان الأسرار يتجدد على الدوام خلال حكمة الله، وذلك ليس فقط بالنسبة للبشر، بل أيضًا بالنسبة للملائكة والقوات السمائية].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg





"ضع في تدبير المحبة" [4].
إذ تدخل النفس بيت حبيبها تلتزم بقانون بيته ألا وهو "المحبة"، لكنها إذ لا تقدر أن تطبقه بذاتها تسأله أن يقوم بنفسه بتدبير حياة الحب فيها أي تتسلم من الله "الحب الحقيقي" قانون محبته، فتعرف كيف تحب الله والوالدين والأخوة... إلخ.
الحب له تدبيره الخاص، فالإنسان يلتزم أن يحب الله من كل القلب ومن كل النفس ومن كل القدرة... أي يحب بغير حساب وبلا حدود. ويلتزم الإنسان أن يحب قريبه كنفسه (لخلاصها) وحبه لأخيه يكون محبته قد فقدت تدبيرها الحسن. يلتزم الإنسان أن يحب الوالدين خلال تكريمه لهما في الرب عمليًا، كما يلتزم الزوج بحب زوجته بطريقة تختلف عن حب الأبناء للوالدين، وغير حب الرعاة لشعبهم. حقًا في "بيت الحب" تنال طبيعة الحب الواحدة من مصدرها "الله نفسه" لكننا نلتزم أن نتعرف أيضًا على قانون الحب العملي.

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg





"أَسْنِدُونِي بِأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ (الأطياب)،
أَنْعِشُونِي بِالتُّفَّاحِ،
فَإِنِّي مجروحة ٌحُبًّا" [5].
إذ دخلت النفس "بيت المحبة الإلهية" وتسلمت من الله تدبير الحب، تعلن أنها قد صارت مجروحة حبًا يستحيل أن تكون هذه الجراحات خاصة بحب جسداني، فأنه حسب التقاليد الشرقية لا يليق بالمحبوبة أن تقول أنها مجروحة حبًا بل للرجل وحده. هذا ومن جهة أخرى كيف تطلب المحبوبة من آخرين - غير حبيبها - أن يسندوها أو ينعشوها؟! هل يمكن لأقراص الزبيب أو الأطياب أو التفاح أن تضمد جراحات الحب أو تشفي مرضه؟
إنها صرخات النفس داخل الكنيسة "بيت المحبة"، إذ تطلب من خدام المسيح أن يسندوها بأقراص الزبيب أو الأطياب التي هي التعاليم الإلهية المعزية التي تسكب حب المسيح في الداخل، وتفيح رائحته الذكية. إنها تطلب التفاح الذي هو رمز للجسد المقدس، فهو سرّ انتعاشها الروحي! إذ هو وحده يقدر أن يشبع القلب حبًا، ويهب النفس تدبير حب حسن ولائق.
أما سرّ جراحات النفس بالحب، فكما يقول العلامة أوريجانوس
هو المسيح نفسه، الذي هو كلمة الله الحيّ الفعّال، الأمضى من سيف ذي حدين، يدخل إلى أعماق النفس ويجرحها بالحب الإلهي وفيما يلي بعض تعليقات للآباء على هذه العبارة.
* ليت غير الأصحاء يجرحون، فأنهم إذ يجرحون كما يليق يصيرون أصحاء!
القديس أغسطينوس
* يعلمنا الكتاب المقدس أن الله محبة (1 يو 4: 8)، فقد صوب ابنه الوحيد "السهم المختار" (إش 49: 2) نحو المختارين، غارسًا قمته المثلثة في روح الحياة.
رأس السهم هو الإيمان، الذي يربط ضارب السهم بالمضروبين به، وكأن النفس ترتفع بمصاعد إلهية، فترى في داخلها سهم الحب الحلو يجرحها. متجملة بالجروح...
إنه جرح حسن وألم عذب، به تخترق "الحياة" النفس. إذ بواسطة دموع "السهم" تفتح النفس الباب الذي هو مدخلها...
القديس غريغوريوس أسقف نيصص
* إن التهب أحد ما في أي وقت بالحب الصادق لكلمة الله، أن تقبل أحد الجراحات الحلوة لهذا "السهم المختار" كما يسميه النبي، إن كان قد جُرح أحد برمح معرفته المستحقة كل حب حتى أنه يحن ويشتاق إليه ليلًا ونهارًا، فلا يقدر أن يتحدث إلاَّ عنه، ولا ينصت إلاَّ إليه، ولا يفكر إلاَّ فيه، ولا يميل إلى أي رغبة أو يترجى سواه، متى صار الأمر هكذا تقول النفس بحق: "أنيّ مجروحة حبًا". إنها تتقبل جرحها من ذاك الذي تقول عنه: "جعلني سهمًا مختارًا، وفي جعبته يخفيني" (إش 49: 2).
يليق بالله أن يضرب نفوسنا بجرح كهذا، يجرحها بمثل هذه السهام والرماح، يضربها بمثل هذه الجراحات الشافية...
ما دام الله "محبة"، فإنهم يقولون عن أنفسهم: "أنيّ مجروحة حبًا". أحقًا أنها دراما الحب إذ تقول النفس: أنيّ تقبلت جراحات الحب!
النفس التي تلتهب بالشوق نحو حكمة الله، أي التي تقدر أن تنظر جمال حكمته، تقول بنفس الطريقة: "أنيّ مجروحة بالحكمة". والنفس التي تتأمل سمو قدرته، وتدهش بقوة كلمته، يمكنها القول: "أنيّ مجروحة بالقدرة". أظن أن مثل هذه النفس هي بعينها التي قالت: "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، الرب حصن حياتي ممن أجزع؟!" (مز 26). والنفس التي تلتهب بحب عدالة الله وتتأمل عدل تدابير عنايته تقول بحق: "أنيّ مجروحة بالعدل". والنفس التي تتطلع إلى عظمة صلاحه وحنو محبته تنطق أيضًا بنفس الطريقة. أما الجرح الذي يشمل هذه الأمور جميعها فهو جرح الحب الذي به تعلن العروس: "أنيّ مجروحة حبًا".
العلامة أوريجانوس


هذه هي جراحات الحب التي جُرحت بها النفس بواسطة "السهم المختار"، السيد المسيح، الذي بمحبته يضع شماله تحت رؤوسنا حتى يوجهها بعيدًا عن الزمنيات، قاطعًا فينا كل محبة للأرضيات وبيمينه يجتذبنا نحو السمويات



Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 


* ليت غير الأصحاء يجرحون،
فأنهم إذ يجرحون كما يليق يصيرون أصحاء!



القديس أغسطينوس

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
* يعلمنا الكتاب المقدس أن الله محبة (1 يو 4: 8)، فقد صوب ابنه الوحيد "السهم المختار" (إش 49: 2) نحو المختارين، غارسًا قمته المثلثة في روح الحياة.
رأس السهم هو الإيمان، الذي يربط ضارب السهم بالمضروبين به، وكأن النفس ترتفع بمصاعد إلهية، فترى في داخلها سهم الحب الحلو يجرحها. متجملة بالجروح...

إنه جرح حسن وألم عذب، به تخترق "الحياة" النفس. إذ بواسطة دموع "السهم" تفتح النفس الباب الذي هو مدخلها...





القديس غريغوريوس أسقف نيصص

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
* إن التهب أحد ما في أي وقت بالحب الصادق لكلمة الله، أن تقبل أحد الجراحات الحلوة لهذا "السهم المختار" كما يسميه النبي، إن كان قد جُرح أحد برمح معرفته المستحقة كل حب حتى أنه يحن ويشتاق إليه ليلًا ونهارًا، فلا يقدر أن يتحدث إلاَّ عنه، ولا ينصت إلاَّ إليه، ولا يفكر إلاَّ فيه، ولا يميل إلى أي رغبة أو يترجى سواه، متى صار الأمر هكذا تقول النفس بحق: "أنيّ مجروحة حبًا". إنها تتقبل جرحها من ذاك الذي تقول عنه: "جعلني سهمًا مختارًا، وفي جعبته يخفيني" (إش 49: 2).
يليق بالله أن يضرب نفوسنا بجرح كهذا، يجرحها بمثل هذه السهام والرماح، يضربها بمثل هذه الجراحات الشافية...
ما دام الله "محبة"، فإنهم يقولون عن أنفسهم: "أنيّ مجروحة حبًا". أحقًا أنها دراما الحب إذ تقول النفس: أنيّ تقبلت جراحات الحب!

النفس التي تلتهب بالشوق نحو حكمة الله، أي التي تقدر أن تنظر جمال حكمته، تقول بنفس الطريقة: "أنيّ مجروحة بالحكمة". والنفس التي تتأمل سمو قدرته، وتدهش بقوة كلمته، يمكنها القول: "أنيّ مجروحة بالقدرة". أظن أن مثل هذه النفس هي بعينها التي قالت: "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، الرب حصن حياتي ممن أجزع؟!" (مز 26). والنفس التي تلتهب بحب عدالة الله وتتأمل عدل تدابير عنايته تقول بحق: "أنيّ مجروحة بالعدل". والنفس التي تتطلع إلى عظمة صلاحه وحنو محبته تنطق أيضًا بنفس الطريقة. أما الجرح الذي يشمل هذه الأمور جميعها فهو جرح الحب الذي به تعلن العروس: "أنيّ مجروحة حبًا".



العلامة أوريجانوس

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg





قصة بارتيماوس الأعمى




«ثُمَّ وَصَلُوا إِلَى أَرِيحَا. وَبَيْنَمَا كَانَ خَارِجاً مِنْ أَرِيحَا، وَمَعَهُ تَلاَمِيذُهُ وَجَمْعٌ كَبِيرٌ، كَانَ ابْنُ تِيمَاوُسَ، بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى، جَالِساً عَلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. وَإِذْ سَمِعَ أَنَّ ذَاكَ هُوَ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ، أَخَذَ يَصْرُخُ قَائِلاً: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي!» فَزَجَرَهُ كَثِيرُونَ لِيَسْكُتَ، وَلكِنَّهُ أَخَذَ يَزِيدُ صُرَاخاً أَكْثَرَ: «يَاابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي». فَتَوَقَّفَ يَسُوعُ وَقَالَ: «اُدْعُوهُ!» فَدَعَوْا الأَعْمَى قَائِلِينَ: «تَشَجَّعْ، اِنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوكَ!» فَهَبَّ مُتَّجِهاً إِلَى يَسُوعَ طَارِحاً عَنْهُ رِدَاءَهُ. وَسَأَلَهُ يَسُوعُ: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ لَكَ؟» فَأَجَابَهُ الأَعْمَى: «يَاسَيِّدِي، أَنْ أُبْصِرَ!» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: اذْهَبْ ! إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ، وَتَبِعَ يَسُوعَ فِي الطَّرِيقِ». (مرقس 10: 46-52 - ترجمة تفسيرية)

كانت الدنيا لعينيَّ ظلام وقتامْ حتى في وَضَحِ النهارْ هكذا كان نهاري مثل ليلي أسودا حجَب الشمس وغطى نورَها عني جدارْ وصباحي كمسائي قد غدا إنما الدنيا شقاءٌ للضريرْ لا يجدْ للزادِ فيها موردا غيرَ طعمِ الفقرِ والذلِ المريرْ فلذا أيقنت أني لن أجدْ من سؤالِ الناسِ للحاجةِ بدْ ليسَ لي ما أرهَنهْ غير ثوبٍ ورداءٍ باليينْ فأنا صفرُ اليديْن إلا من بؤسٍ وفقرٍ بالغيْن وعظام واهنة ........ ذات يومْ وأنا أستجدي قُوتي راجيًا رقةً يُبديها نحوي بعض قومْ هزّ سمعي عاليًا صوتُ جمعٍ آتيًا ما تُراهْ ؟؟! ...
جاءني صوت يقولْ إنه الربُ يسوعْ في أراضينا يجولْ إنه الرب يسوع ؟؟! لا سواهْ لا سواهُ يشفي دائي لا سواهْ فصرختُ بدموعْ يا يسوعْ ... يا ابنَ داودَ ارحمَنّي وأعنّي .. وَهَب النورَ لعيني غير أن الجمعَ في الحالِ انتهرني يا ابنَ تيماوسَ صَهْ كيف أنت تزعجهْ فهتفتُ بازديادٍ صارخًا أسترحمهْ يا ابن داودَ ارْحمني وَهَب النورَ لعيني ........
فجأةً كما لو كان بحُلمْ جاءني صوتٌ ينادي حافزًا يا ابن تيماوسَ قُمْ إنه نادى عليك فَهلُمْ ليس حُلمًا بل هو حقٌ وعِلمْ لم أصدق أذنيَّ هل صحيح أنه نادى عليَّ؟! فنهضتُ قافزًا راجيًا منه شفائي تاركًا خلفي ردائي قلبي يسبق قَدميَّ ............
ما تريدُ أنني أفعل بكْ؟ كان صوتُ الرب لي يسألني قلتُ: أُبصرْ سيدي فارحَمَني قال: إيمانُك ردَّ بصركْ ........... ما أتم القول حتى امتلأت عينايا نورًا ورأيت الكون حولي رائع اللون نضيرًا لم أعد بعد ضريرًا إيهِ يا للفرح الغامر قد عُدتُ بصيرًا ! ............
يا صديقي دعني أحكي قصتي عندما عادت إليَّ رؤيتي دعني أحكيها كثيرًا فهي لن تُنسى أو تَقْدِمَ عهدًا بالزمن دعني أحكيها طويلاً إنها قصة الحب التي قد عِشتُها
فيبي فارس



Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:39 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg





نعمان يغطس في نهر الأردن
(2مل 5: 10ـ 14)





نرى الآن نعمان ينصاع لنصيحة النبي ويغطس سبع مرات في نهر الأردن. على أنه لم يمكث في هذا ”القبر“ بل بالحري خرج منه شخصًا جديدًا. إنه مثال عظيم لنا نحن المسيحيين، ذلك لأننا اختبرنا تجديدًا تامًا بعد أن لبسنا الإنسان الجديد.

أ ـ اذهب واغتسل في الأردن:

لم يجد أليشع ضرورة لأن يتكلم إلى نعمان شخصيًا، وكانت لديه المبررات الكافية ليتصرف هكذا ـ كما سيتضح بعد قليل ـ ذلك لأن نعمان كان عليه أن يضع نفسه. كان ينبغي أن تنكسر كبرياؤه. لذلك، فإن النبي لم يخرج من منزله ليقابله، بل أرسل إليه رسولاً يحمل أمرًا محددًا: «اذهب واغتسل سبع مرات في الأردن» (ع 10). وأضاف الرسول الوعد في نفس الوقت: «فيرجع لحمك إليك وتطهر» نعم .. فقد كان البرص يسبب تآكل جسم الشخص المريض، ولذلك يقول: «فيرجع لحمك إليك».

لم يقبل قائد جيش أرام القوي، الأمر، وفسّره على أنه إهانة شخصية له. لقد كان يتوقع علاجًا مختلفًا تمامًا، وصْفَة معقدة أو شيء من هذا القبيل. قد يكون بعض سحرة بلده قد وصف له مثلها (ع 11). كان نعمان بالتأكيد – من وجهة نظره على الأقل - يستحق معاملة وعلاجًا كريمين. فهو على أي حال لم يكن شخصًا عاديًا، فضلاً عن ذلك، فقد كان بمقدوره أن يكافئ أليشع بسخاء. أما الأمر: «اذهب واغتسل سبع مرات في الأردن»، فهو ليس أمرًا كريمًا. أ لم يكن نهرا دمشق الصافيين المتدفقين أبانه (أو أمانة) وفرفر، أفضل من نهر الأردن الضيق العكر؟ أ لم يكن بمقدوره أن يأخذ حمامًا في منزله؟ هكذا فكَّر نعمان في نفسه. إنه لم يكن يريد أن يخلع ثقته في أنهار دمشق ولا في آلهتها. فهو لم يدرك إلا متأخرًا بأنه لا يوجد إله في كل الأرض إلا في إسرائيل (ع15).

كان على نعمان أن ينزل من مركبته العالية ويخلع ثيابه ويغطس في الأردن. وهكذا تخلى عن كبريائه، ثم أنه، بفعل هذا، لم يستمع فقط لالتماس عبيده، بل أيضًا صادق على أقوال رجل الله .. وهكذا .. أطاع الله

غضب نعمان وشعر بالمهانة العميقة، حيث سُمع صوته يأمر قادة المركبات: للخلف دُر! عودوا من حيث أتينا! وهكذا تحركت القافلة إلى الشمال وانحدرت نزولاً على جبال السامرة. وربما في مكان راحة ليس بالبعيد عن نهر الأردن استجمع عبيد نعمان شجاعتهم وتقدموا إليه بنصيحة (ع 13) وبالإكرام والاحترام اللازمين دَعوه يا أبانا. ثم تقدموا إليه بنصيحة صائبة ومفيدة. لو أن نعمان قد أُمر أن يفعل شيئًا صعبًا، أ لم يكن ليعمله؟ أ لم يكن ليسخّر كل وسيلة ممكنة ليرجع إليه لحمه؟ ثم إن النبي على أي حال لم يُعطهِ سوى أمرًا بسيطًا: «اغتسل واطهر». لماذا إذًا لا يستمع إلى كلمات رجل الله البسيطة هذه؟

ب ـ حياة جديدة في المسيح:

ويُحسب لنعمان أنه أصغى لكلمات مرؤوسيه. وهكذا «فنزل وغطس في الأردن سبع مرات حسب قول رجل الله» (ع 14). وذلك برغم أنه كان صعبًا للغاية أن يتضع إلى هذا الحد أمام عيون عبيده. كان عليه أن ينزل من مركبته العالية ويخلع ثيابه ويغطس في الأردن. وهكذا تخلى عن كبريائه، ثم أنه، بفعل هذا، لم يستمع فقط لالتماس عبيده، بل أيضًا صادق على أقوال رجل الله .. وهكذا .. أطاع الله.

وفي هذا شرح جميل لطريق الخلاص. ينبغي أن نقرِّ بحالتنا الساقطة، وبخطيئتنا، وبرصنا أمام الله. وأن نتخلى أمامه عن كبريائنا وننزل من مركبتنا العالية ـ مركبة الكبرياء والاعتداد بالذات. ينبغي أن نتبع الطريق الذي حدده الله في كلمته. إن العلاج الإلهي هو أن نقرّ بخطايانا وأن نخلع الإنسان العتيق، وأن ننزل إلى نهر الموت. وبكلمات أخرى ينبغي، بالإيمان، أن نَتْحِد أنفسنا مع المسيح الذي مات لأجل خطايانا، هذا وليس ثمة سبيل آخر للخلاص والتطهير وقبول الحياة الجديدة. قال الرب يسوع: «ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يو14: 6).

أطاع نعمان وغطس في الأردن سبع مرات. واسم ”الأردن“ يعني ”الانحدار“ أو ”التدفق إلى أسفل“. ونهر الأردن ينبع من مكان ما بين لبنان وجبل حرمون، ويجري إلى أن يصب في البحر الميت الذي يقع في مستوى أسفل من سطح البحر. وهو في ذلك مثال واضح لموت المسيح، الذي نزل من علياء السماء ولم يعمل لنفسه حسابًا، فأطاع حتى الموت.

والرقم ”سبعة“ يحدثنا عن الكمال. كان على نعمان أن يغطس في الأردن «سبع مرات» كان عليه أن يصل إلى منتهى الاتضاع. نعم، ينبغي ألا يكون ثمة دور للإنسان العتيق. وهكذا دُفنا مع المسيح بالمعمودية واتحدنا معه في شبه موته (رو6: 4، 5). ولكن نعمان لم يمكث في قبر الماء. لقد صعد منه خليقة جديدة «فنزل وغطس في الأردن سبع مرات حسب قول رجل الله، فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر» (ع 14).

وفي هذا صورة للحياة الجديدة التي قبلناها كمسيحيين. ليس فقط أننا مُتنا مع المسيح، ولكن أيضًا أُقمنا معه إلى حياة جديدة.

جـ ـ بركة سُباعية:

ع 14 يسلِّط الضوء على عدد من البركات المهمة في العهد الجديد. إذًا فنزول نعمان في الأردن تشرح لنا هذه البركات:

1 ـ طهرنا من خطايانا وآثامنا التي لصقت بنا ونجَّستنا في عيني الله القدوس (يو13: 10؛ عب10: 22).

2 ـ خلصنا من قوة الخطية التي دمرتنا واستَشرَت وتغلغلت في كياننا وحياتنا (رو8: 2).

3 ـ وُلدنا ثانية (يو3: 3 – 5).

4 ـ أُحيينا مع المسيح (أف 2: 5؛ كو2: 13).

5 ـ إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت (2كو5: 17؛ تي 3: 5).

6 ـ خلعنا الإنسان العتيق ولبسنا الإنسان الجديد (كو3: 9، 10).

7 ـ من الآن فصاعدًا نستطيع أن نعيش في جدة الحياة (رو6: 4).

وهنا أيضًا يظهر أن الكتاب يتكلم عن تطهير الأبرص لا عن شفائه (إلا نادرًا). وهنا أيضًا نجد أن الخطية تنجسنا في نظر الله الذي عيناه أطهر من أن تنظرا الشر. كان وعد النبي لنعمان إن هو أطاع «... واطهر» (ع 10) ومن ثم نقرأ هنا: «فطهر» (ع 14). وهكذا كل واحد منا آمن بالمسيح هو «طاهر كله» (يو13: 10).




Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:40 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg




نرى الآن نعمان ينصاع لنصيحة النبي ويغطس سبع مرات في نهر الأردن. على أنه لم يمكث في هذا ”القبر“ بل بالحري خرج منه شخصًا جديدًا. إنه مثال عظيم لنا نحن المسيحيين، ذلك لأننا اختبرنا تجديدًا تامًا بعد أن لبسنا الإنسان الجديد.

اذهب واغتسل في الأردن:

لم يجد أليشع ضرورة لأن يتكلم إلى نعمان شخصيًا، وكانت لديه المبررات الكافية ليتصرف هكذا ـ كما سيتضح بعد قليل ـ ذلك لأن نعمان كان عليه أن يضع نفسه. كان ينبغي أن تنكسر كبرياؤه. لذلك، فإن النبي لم يخرج من منزله ليقابله، بل أرسل إليه رسولاً يحمل أمرًا محددًا: «اذهب واغتسل سبع مرات في الأردن» (ع 10). وأضاف الرسول الوعد في نفس الوقت: «فيرجع لحمك إليك وتطهر» نعم .. فقد كان البرص يسبب تآكل جسم الشخص المريض، ولذلك يقول: «فيرجع لحمك إليك».

لم يقبل قائد جيش أرام القوي، الأمر، وفسّره على أنه إهانة شخصية له. لقد كان يتوقع علاجًا مختلفًا تمامًا، وصْفَة معقدة أو شيء من هذا القبيل. قد يكون بعض سحرة بلده قد وصف له مثلها (ع 11). كان نعمان بالتأكيد – من وجهة نظره على الأقل - يستحق معاملة وعلاجًا كريمين. فهو على أي حال لم يكن شخصًا عاديًا، فضلاً عن ذلك، فقد كان بمقدوره أن يكافئ أليشع بسخاء. أما الأمر: «اذهب واغتسل سبع مرات في الأردن»، فهو ليس أمرًا كريمًا. أ لم يكن نهرا دمشق الصافيين المتدفقين أبانه (أو أمانة) وفرفر، أفضل من نهر الأردن الضيق العكر؟ أ لم يكن بمقدوره أن يأخذ حمامًا في منزله؟ هكذا فكَّر نعمان في نفسه. إنه لم يكن يريد أن يخلع ثقته في أنهار دمشق ولا في آلهتها. فهو لم يدرك إلا متأخرًا بأنه لا يوجد إله في كل الأرض إلا في إسرائيل (ع15).

كان على نعمان أن ينزل من مركبته العالية ويخلع ثيابه ويغطس في الأردن. وهكذا تخلى عن كبريائه، ثم أنه، بفعل هذا، لم يستمع فقط لالتماس عبيده، بل أيضًا صادق على أقوال رجل الله .. وهكذا .. أطاع الله

غضب نعمان وشعر بالمهانة العميقة، حيث سُمع صوته يأمر قادة المركبات: للخلف دُر! عودوا من حيث أتينا! وهكذا تحركت القافلة إلى الشمال وانحدرت نزولاً على جبال السامرة. وربما في مكان راحة ليس بالبعيد عن نهر الأردن استجمع عبيد نعمان شجاعتهم وتقدموا إليه بنصيحة (ع 13) وبالإكرام والاحترام اللازمين دَعوه يا أبانا. ثم تقدموا إليه بنصيحة صائبة ومفيدة. لو أن نعمان قد أُمر أن يفعل شيئًا صعبًا، أ لم يكن ليعمله؟ أ لم يكن ليسخّر كل وسيلة ممكنة ليرجع إليه لحمه؟ ثم إن النبي على أي حال لم يُعطهِ سوى أمرًا بسيطًا: «اغتسل واطهر». لماذا إذًا لا يستمع إلى كلمات رجل الله البسيطة هذه؟

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg



حياة جديدة في المسيح:

ويُحسب لنعمان أنه أصغى لكلمات مرؤوسيه. وهكذا «فنزل وغطس في الأردن سبع مرات حسب قول رجل الله» (ع 14). وذلك برغم أنه كان صعبًا للغاية أن يتضع إلى هذا الحد أمام عيون عبيده. كان عليه أن ينزل من مركبته العالية ويخلع ثيابه ويغطس في الأردن. وهكذا تخلى عن كبريائه، ثم أنه، بفعل هذا، لم يستمع فقط لالتماس عبيده، بل أيضًا صادق على أقوال رجل الله .. وهكذا .. أطاع الله.

وفي هذا شرح جميل لطريق الخلاص. ينبغي أن نقرِّ بحالتنا الساقطة، وبخطيئتنا، وبرصنا أمام الله. وأن نتخلى أمامه عن كبريائنا وننزل من مركبتنا العالية ـ مركبة الكبرياء والاعتداد بالذات. ينبغي أن نتبع الطريق الذي حدده الله في كلمته. إن العلاج الإلهي هو أن نقرّ بخطايانا وأن نخلع الإنسان العتيق، وأن ننزل إلى نهر الموت. وبكلمات أخرى ينبغي، بالإيمان، أن نَتْحِد أنفسنا مع المسيح الذي مات لأجل خطايانا، هذا وليس ثمة سبيل آخر للخلاص والتطهير وقبول الحياة الجديدة. قال الرب يسوع: «ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يو14: 6).

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg



أطاع نعمان وغطس في الأردن سبع مرات. واسم ”الأردن“ يعني ”الانحدار“ أو ”التدفق إلى أسفل“. ونهر الأردن ينبع من مكان ما بين لبنان وجبل حرمون، ويجري إلى أن يصب في البحر الميت الذي يقع في مستوى أسفل من سطح البحر. وهو في ذلك مثال واضح لموت المسيح، الذي نزل من علياء السماء ولم يعمل لنفسه حسابًا، فأطاع حتى الموت.

والرقم ”سبعة“ يحدثنا عن الكمال. كان على نعمان أن يغطس في الأردن «سبع مرات» كان عليه أن يصل إلى منتهى الاتضاع. نعم، ينبغي ألا يكون ثمة دور للإنسان العتيق. وهكذا دُفنا مع المسيح بالمعمودية واتحدنا معه في شبه موته (رو6: 4، 5). ولكن نعمان لم يمكث في قبر الماء. لقد صعد منه خليقة جديدة «فنزل وغطس في الأردن سبع مرات حسب قول رجل الله، فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر» (ع 14).

وفي هذا صورة للحياة الجديدة التي قبلناها كمسيحيين. ليس فقط أننا مُتنا مع المسيح، ولكن أيضًا أُقمنا معه إلى حياة جديدة.

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:43 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg



بركة سُباعية:

ع 14 يسلِّط الضوء على عدد من البركات المهمة في العهد الجديد. إذًا فنزول نعمان في الأردن تشرح لنا هذه البركات:

1 ـ طهرنا من خطايانا وآثامنا التي لصقت بنا ونجَّستنا في عيني الله القدوس (يو13: 10؛ عب10: 22).

2 ـ خلصنا من قوة الخطية التي دمرتنا واستَشرَت وتغلغلت في كياننا وحياتنا (رو8: 2).

3 ـ وُلدنا ثانية (يو3: 3 – 5).

4 ـ أُحيينا مع المسيح (أف 2: 5؛ كو2: 13).

5 ـ إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت (2كو5: 17؛ تي 3: 5).

6 ـ خلعنا الإنسان العتيق ولبسنا الإنسان الجديد (كو3: 9، 10).

7 ـ من الآن فصاعدًا نستطيع أن نعيش في جدة الحياة (رو6: 4).

وهنا أيضًا يظهر أن الكتاب يتكلم عن تطهير الأبرص لا عن شفائه (إلا نادرًا). وهنا أيضًا نجد أن الخطية تنجسنا في نظر الله الذي عيناه أطهر من أن تنظرا الشر. كان وعد النبي لنعمان إن هو أطاع «... واطهر» (ع 10) ومن ثم نقرأ هنا: «فطهر» (ع 14). وهكذا كل واحد منا آمن بالمسيح هو «طاهر كله» (يو13: 10).

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:45 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg




"شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي"


بشماله يؤدب، فتصغر أمامنا الحياة الزمنية وكل ملذات الجسد والعالم، وبيمينه يترفق إذ يفتح القلب أمام السمويات فتشتهيها.

على أي الأحوال، يضع الرب تأديباته تحت رؤوسنا، إذ بدونها لا تكون رؤوسنا متزنة، ويحوط رؤوسنا بيمينه حتى تمتلئ قلوبنًا رجاءً فيه! هذه هي جراحات الحب الإلهية الصادقة الشافية.
إذ دخلت النفس إلى بيت المحبة الإلهية، وجرحت بالسهم الشافي، تتلمس محبته اللانهائية سواء في تأديباته أو حنوه، وتشعر خلال الأمرين (التأديب والحنو) كأن رأسها متكئة على شماله ومحوطة بيمينه، بهذا يصير كيانها كله في أحضانه الإلهية أما وجهها فيصير قبالة وجهه، تتقبل كل قبلات فمه الإلهية...

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:46 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg



"أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ (قوى)
الْحُقُولِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ..." [7].
كأنها قد حملت مشاعر الرسول بطرس حين أنسحبت أعماقه بالكامل نحو السيد المسيح المتجلي أمامه، فقال: "يا رب جيد أن نكون ههنا" (مت 17: 4).
بالتأكيد، هذه العبارة لا يمكن أن تنطبق على الحب الجسداني، إذ كيف تطلب الحبيبة من صديقاتها ألا ييقظن الحبيب؟! وهل هذا هو عملهن؟! لكنها صورة رائعة للكنيسة الأم التي تطلب من أبنائها "بنات أورشليم" أن يبقين في الأحضان الإلهية، ولا يزعجن الرب المستريح في قلوبهم بارتكابهن شرًا أو خطية! أنه صوت الكنيسة الأم تجاه كل نفس مؤمنة تدعى "ابنة أورشليم" تتطلع إلى أورشليم السمائية كأم لها، تحلفها بقوى حقلها الداخلي الذي باركه الرب! (تك 27: 27)، إذ هي فلاحة الرب (1 كو 3: 9) أن تبقى محتضنة الحب الإلهي الساكن فيها.
ولعله أيضًا صوت الكنيسة الموجه إلى جماعة اليهود "بنات أورشليم" التي رأت المسيا نائمًا على الصليب، مدفونًا في القبر ألاَّ تضطرب من هذا فتنكر الإيمان به، فإنه وإن ظهر كما في ضعف لكنه يقوم متى شاء، في اليوم الثالث. لقد نام على الصليب بإرادته، ويقوم أيضًا بإرادته، إذ يقول:
"ليّ سلطان أن أضعها وليّ سلطان أن آخذها"، لكن بكل أسف رفض اليهود قبول السيد المسيح المصلوب منتظرين مسيحًا حسب أهواء قلوبهم.

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg


ينزل إليها بنفسه

"صَوْتُ حَبِيبِي (ابن أختي)، هُوَذَا آتٍ ظَافِرًا عَلَى الْجِبَالِ،
قَافِزًا عَلَى التِّلاَلِ،
حَبِيبِي (ابن أختي) شَبِيهٌ بِالظَّبْيِ أَوْ بِصغيرِ الآيل،
هُوَذَا وَاقِفٌ وَرَاءَ حَائِطِنَا،
يَتَطَلَّعُ مِنَ الْكُوى،
يبرق خلال الشَّبَابِيكِ" [8-9].
تتحدث كنيسة الأمم مع الشعب اليهودي في عتاب لطيف، فتقول لهم: لقد تعرفت على "كلمة الله" أو صوت الحبيب، الذي جاء متجسدًا خلال اليهود (ابن أختي)، عرفته خلال جبال الشريعة التي تسلمتموها وتلال النبوات التي بين أيديكم. لقد جاءني ظافرًا بفرح وسرور خلال الشريعة والنبوات، لكن في ملء الزمان جاءني بنفسه كالظبي حاملًا طبيعتنا، مختفيًا وراءها -واقفًا وراء حائطنا- يتحدث معنا مباشرة.
لقد تقبلت رسالة تجسده خلال كوى الشريعة وشبابيك الأنبياء... لقد عرفت صوته وأمكنني أن أميزه (يو 10: 3-4).
في هذا يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [لقد بلغ بهاء (الكلمة) إلى الكنيسة عن طريق الأنبياء أولًا. أخيرًا بإعلان الإنجيل زالت ظلال الرموز بتمامها وانهدم الحائط الحاجز، واتصل جو البيت الداخلي بنور أعالي السموات، لم تعد هناك حاجة لنور الشبابيك ما دام النور الحقيقي قد أضاء كل الداخل بأشعة الإنجيل].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس غريغوريوس أسقف نيصص:


[لقد بلغ بهاء (الكلمة) إلى الكنيسة عن طريق الأنبياء أولًا. أخيرًا بإعلان الإنجيل زالت ظلال الرموز بتمامها وانهدم الحائط الحاجز، واتصل جو البيت الداخلي بنور أعالي السموات، لم تعد هناك حاجة لنور الشبابيك ما دام النور الحقيقي قد أضاء كل الداخل بأشعة الإنجيل].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:51 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg


دعوة للقيامة:

نزل الخاطب إلى بيت مخطوبته وهو يعلم أن شباكًا وفخاخًا كثيرة قد نصبت لها تجعلها غير قادرة على الخروج من بيتها وحدها والارتفاع إلى بيته... نزل بنفسه ذاك الذي وحده لا تقدر فخاخ الخطية أن تمسك به ولا شباك الموت أن تقتنصه، فقد وطأ الخطية تحت قدميه وبموته المحيي داس الموت وحطمه في عقر داره... والآن يدعو خطيبته أن تخرج معه ولا تخف، لكي تختبر "الحياة المقامة" أو الحياة الجديدة التي صارت لها خلال قيامته... قائلًا لها "قومي يا قريبتي" (نش 2: 10) لا تخافي. ثقي أنا قد غلبت العالم وكل شروره والموت بكل سلطانه.
يعلق العلامة أوريجانوس على دعوة المسيح لخطيبته قائلًا: [إنه يقول لها هذا ليظهر لها كيف يليق بها أن تحتقر الشباك التي نصبها العدو في الطريق، ولا تخف الفخاخ إذ تراها ممزقة بواسطته].
إنه يُناديها بسلطان أن تقوم لتلتصق به وتصير حمامته الوديعة

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:51 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العلامة أوريجانوس على دعوة المسيح لخطيبته قائلًا


[إنه يقول لها هذا ليظهر لها كيف يليق بها أن تحتقر الشباك
التي نصبها العدو في الطريق، ولا تخف الفخاخ إذ تراها
ممزقة بواسطته].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg




قيامة النفس البشرية في المسيح يسوع من موت الخطية وانطلاقها فوق الأحاسيس الجسدية والشهوات الأرضية، فتعيش حسب الروح لا الجسد.
يعلق العلامة أوريجانوس على هذا النص قائلًا: [يتحدث كلمة الله للتو مع النفس الجميلة النبيلة، التي يظهر لها من خلال أحاسيسها الجسدية -أي خلال قراءتها للكتاب المقدس وإنصاتها للتعليم- كما من الشبابيك، من خلالها يظهر (كلمة الله) كشخص فارع الطول وعظيم يتحدث إليها بالكلمات السابقة، وينحني نحوها يدعوها أن تقوم وتخرج عن نطاق الأحاسيس الجسدية، وتكف عن البقاء داخل نطاق الجسد، بهذا تستحق سماع الصوت: "أنتم لستم في الجسد بل في الروح" (رو 8: 9).
ما كان لكلمة الله أن يلقبها قريبته ويتحد بها ويصير معها روحًا واحدًا (1 كو 6: 17) ولا أن يدعوها جميلة، لو لم يرى صورتها تتجدد كل يوم (2 كو 4: 16). وما كان قد رآها قادرة على تقبل الروح القدس الذي نزل على يسوع في الأردن على شكل حمامة (مت 3: 6) ولا دعاها "حمامته" لو لم تكن قد أدركت حب كلمة الله واشتهت الانطلاق إليها مسرعة وهي تقول: "ليت ليّ جناحًا كالحمامة فأطير وأستريح" (مز 55: 6). إنيّ أطير بعواطفي، أطير بإدراكاتي الروحية، وأستريح عندما أدرك كنوز حكمته ومعرفته (كو 2: 3).
يبدو ليّ أنه كما أن الذين يتقبلون موت المسيح ويميتون أعضاءهم التي على الأرض يصيرون شركاء في شبه موته (كو 3: 5، رو 6: 5)، هكذا أيضًا الذين يتقبلون قوة الروح القدس ويتقدسون به ويمتلئون بعطاياه، يصيرون حمامًا، على مثاله إذ ظهر في شكل حمامة. إنهم يرتفعون بجناحي الروح القدس ويطيرون منطلقين من الأرضيات والمحسوسات إلى المواضع السماوية.
ولكي يظهر أن الوقت قد صار مناسبًا لتحقيق هذه الأمور، يتدخل بطريقة منطقية قائلًا: "لأَنَّ الشِّتَاءَ قَدْ مَضَى وَالْمَطَرَ زَالَ". فإن النفس لا تصير واحدًا مع كلمة الله وتتحد معه ما لم يمضي مثل ذلك الزمان أي يزول كل شتاء اضطراباتها الشخصية وعواصف رذائلها، فلا تعود تهتز ولا تُحمل بكل رياح تعليم (أف 4: 14). عندما تمضي كل هذه الأمور عن النفس، وتهرب عنها عواصف الشهوات، يمكن لزهور الفضائل أن تبدأ في الظهور داخلها، ويحل أوان القضب... عندئذ أيضًا يسمع "صوت اليمامة" الذي يُشير بالتأكيد إلى الحكمة التي ينطق بها المفوض من "الكلمة" بين الكاملين، حكمة الله العميقة المخفية في سرّ (1 كو 2: 6).
هذا وذكر الحمامة Turtle-dove يُشير إلى هذه الحقيقة: أن هذا الطائر يقضي حياته في الأماكن الخفية جدًا والنائية بعيدًا عن الجماهير. إنه يحب الصحارى الجبلية أو المناطق الخفية في الغابات، ويوجد دائمًا بعيدًا عن الجموع غريبًا عن الجماهير.

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:55 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العلامة أوريجانوس


يتحدث كلمة الله للتو مع النفس الجميلة النبيلة، التي يظهر لها من خلال أحاسيسها الجسدية -أي خلال قراءتها للكتاب المقدس وإنصاتها للتعليم- كما من الشبابيك، من خلالها يظهر (كلمة الله) كشخص فارع الطول وعظيم يتحدث إليها بالكلمات السابقة، وينحني نحوها يدعوها أن تقوم وتخرج عن نطاق الأحاسيس الجسدية، وتكف عن البقاء داخل نطاق الجسد، بهذا تستحق سماع الصوت: "أنتم لستم في الجسد بل في الروح" (رو 8: 9).

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg




ماذا يُناسب هذا الزمن ومباهجه؟
يقول: "التِّينَةُ أَخْرَجَتْ فِجَّهَا"، فإن الإنسان الروحي الذي تُشير إليه التينة لم يحمل بعد ثمار الروح: محبة وفرح وسلام وبقية هذه الأمور (غل 5: 22)، إنما بدأ الآن يحمل الفج (البراعم الصغيرة).
حقًا أن الأشجار على اختلاف أنواعها تُفهم في الكنيسة بوجه عام كرمز لنفوس المؤمنين، إذ كتب عنهم: "كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يُقلع" (مت 15: 13). وأيضًا بولس الذي يدعون نفسه "العامل مع الله" في كرمه (1 كو 3: 9) يقول: "أنا غرست وأبلوس سقى" (1 كو 3: 6). والرب نفسه يقول في الإنجيل: "اجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدًا" (مت 12: 33). هكذا إذ يُفهم الشجر على اختلاف أنواعه في الكنيسة بكونه نفوس المؤمنين، فإن تعدد أنواعه إنما يرمز إلى القوى المختلفة والفضائل المتنوعة لهذه النفوس.
إذن يوجد في النفس التينة التي تخرج فجها كما توجد الكرمة التي تخرج قعالها وتفيح رائحتها الطيبة. أما صاحب الفلاحة فهو الأب السماوي، الذي يُقلم الكرمة حتى تأتي بثمر أكثر (يو 15: 1)....
والعجيب أنه وهو يدعوها لخبرة القيامة قائلًا لها "قومي" يقول لها "بلغ أوان القضب" أي أون تقليم الكرم الذي يُشير إلى الصلب والألم... حيث ينزع عنها فروع أعمال إنسانها العتيق والأفكار الجسدانية الزمنية حتى تأتي بثمر روحي أكثر يحمل سمات سماوية! يدخل بها إلى الآلام والصليب حتى تحمل ثمر القيامة. أنه يفصلها عن شتاء برودة الروح القارصة ليدخل بها إلى ربيع الحياة الجديدة المقامة في المسيح يسوع.
ويمكن أيضًا أن نرى هذه الدعوة للقيامة موجهة للعالم كله... لليهود والأمم، فإن شجرة التين تُشير إلى الشريعة، فبنزول الكلمة إلى العالم لم تعد تُفهم الشريعة خلال الحرف القاتل بل أُعطى لنا أن نفهمها روحيًا...
فحمل اليهود الذين قبلوا السيد المسيح ثمر الروح واتسع قلبهم بالحب نحو البشرية كلها. لم يعد الناموس بالنسبة لهم موضع كبرياء وتشامخ على الأمم كما كانوا قبلًا... لذلك يقول "التينة أخرجت فجها". ويقول أيضًا: "بلغ أوان القضب" أي تقليم الكرمة، فإن كانت الكرمة قد أشارت في العهد القديم إلى الشعب اليهودي فإنه يلزم تقليم أغصانها المتعجرفة حتى تقبل عضوية جماعة الأمم معها فتفوح رائحة المسيح الذكية لتملأ العالم كله. يلزم تقليم الكرمة من المفاهيم الزمنية الأرضية ليكون لها الإدراكات الروحية السمائية.

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg




القيامة خروج من البرودة إلى الدفء:

يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أن هذا الربيع الذي فيه ظهرت الزهور وأخرجت التينة فجها وفاح رائحة قعال الكروم إنما هو من صنع الله، كقول المرتل: "الصيف والربيع أنت خلقتهما" (مز 73: 17). فقد انتهى فصل الشتاء القارص البرد وجاء الربيع بدفئه. ففي الشتاء كان الإنسان في برودة الوثنية، قد تحولت طبيعته المتغيرة إلى طبيعة الأشياء الجامدة التي كان يتعبد لها. فإنه كما أن الذين يتطلعون إلى الله الحقيقي يتقبلون سمات الطبيعة الإلهية داخلهم، هكذا الذين يتطلعون إلى بطلان الأوثان يتحولون هم أنفسهم إلى ذات الأشياء التي ينظرون إليها، فيصيرون حجارة لا بشر. بتعبدهم الأوثان صاروا حجرًا غير متحرك وغير قادر على التقدم... لهذا أشرق "شمس العدل" في هذا الشتاء القارص وحل الربيع. أزالت ريح الجنوب هذا الجمود، وبظهور أشعة الشمس ساد الدفء على كل من سقطت عليه الأشعة...
إن كانت برودة الشتاء الوثنية قد حولت الإنسان إلى حجر، فإن الكلمة الإلهي "شمس العدل" قد أشرق محولًا الحجر الصقيع إلى مياه دافئة، كقول المرتل: "المحول الصخرة إلى غدران مياه، الصوان إلى ينابيع مياه"، لقد أخرج من الحجارة أولادًا لإبراهيم (مت 3: 9).
في هذا الربيع الذي صنعه الرب (بقيامته)، يدعو الكلمة الإلهي عروسه أن تقوم، قائلًا لها: "قُومِي يَا قريبتي، يَا جَمِيلَتِي، يا حمامتي وَتَعَالَي" [10]. هنا الدعوة موجهة للعروس أن تقوم وأن تتقدم في طريق الكمال، ذلك كما قال السيد للمفلوج: "قم أحمل سريرك وأمشي" (مت 9: 6)، فإن الكلمة لم يطلب منه فقط أن يحمل سريره بل أمره أن يمشي، وأنّي أظن أنه قصد بالمشي هنا التقدم والنمو في الكمال. هنا أيضًا يأمر عروسه " قُومِي وَتَعَالَي"... هذا الأمر يحمل قوة يقدمها العريس لعروسه أن تقوم وأن تسير في طريق الكمال.
أما دعوته إياها " قريبتي، جَمِيلَتِي، حمامتي" فقد جاءت الكلمات بترتيب دقيق
وكما يقول القديس غريغوريوس: [لاحظ ترتيب الكلمات، كيف ترتبط كل كلمة بالسابقة لها. أنظر كيف أن التفكير جاء مترابطًا كما في سلسلة. فإن العروس تسمع الوصية، إنها تحمل قوة التنفيذ بواسطة الكلمة: تقوم، ثم تتقدم، وتصير جميلة، ثم تُدعى حمامة. فإنه كيف يمكنك أن ترى صورة جميلة في مرآة ما لم تتقبل هذه المرآة انعكاسات شكل جميل؟! هكذا أيضًا بالنسبة لمرآة الطبيعة البشرية، فإنه لا يمكنها أن تصير جميلة ما لم يقترب إليها الجميل (الله)، وتتشكل بواسطة صورة الجمال الإلهي. حين سقطت طبيعتنا البشرية على الأرض وتطلعت إلى الحية حملت صورتها. والآن تقوم وتتطلع إلى الصالح معطية ظهرها للخطية، تحمل صورة الصالح الذي تواجهه، إذ تنظر الآن إلى الجمال الأصيل أي الحمامة. إذ تتجه نحو النور تحمل صورة النور، وخلال هذا النور تحمل شكل الحمامة المحبوب، أقصد بالحمامة التي رمزت لحضرة الروح القدس].
هذا هو سرّ الأثمار في الربيع بقيامته اقترب إلينا فاقتربنا إليه (قريبتي)، وحملنا جماله فينا (جميلتي) فصرنا حمامته (إذ حلّ الروح القدس في حياتنا الداخلية).

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 06:59 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس غريغوريوس أسقف نيصص


أن هذا الربيع الذي فيه ظهرت الزهور وأخرجت التينة فجها وفاح رائحة قعال الكروم إنما هو من صنع الله، كقول المرتل: "الصيف والربيع أنت خلقتهما" (مز 73: 17). فقد انتهى فصل الشتاء القارص البرد وجاء الربيع بدفئه. ففي الشتاء كان الإنسان في برودة الوثنية، قد تحولت طبيعته المتغيرة إلى طبيعة الأشياء الجامدة التي كان يتعبد لها. فإنه كما أن الذين يتطلعون إلى الله الحقيقي يتقبلون سمات الطبيعة الإلهية داخلهم، هكذا الذين يتطلعون إلى بطلان الأوثان يتحولون هم أنفسهم إلى ذات الأشياء التي ينظرون إليها، فيصيرون حجارة لا بشر. بتعبدهم الأوثان صاروا حجرًا غير متحرك وغير قادر على التقدم... لهذا أشرق "شمس العدل" في هذا الشتاء القارص وحل الربيع. أزالت ريح الجنوب هذا الجمود، وبظهور أشعة الشمس ساد الدفء على كل من سقطت عليه الأشعة...

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 07:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
" قريبتي، جَمِيلَتِي، حمامتي" فقد جاءت الكلمات بترتيب دقيق

وكما يقول القديس غريغوريوس

[لاحظ ترتيب الكلمات، كيف ترتبط كل كلمة بالسابقة لها. أنظر كيف أن التفكير جاء مترابطًا كما في سلسلة. فإن العروس تسمع الوصية، إنها تحمل قوة التنفيذ بواسطة الكلمة: تقوم، ثم تتقدم، وتصير جميلة، ثم تُدعى حمامة. فإنه كيف يمكنك أن ترى صورة جميلة في مرآة ما لم تتقبل هذه المرآة انعكاسات شكل جميل؟! هكذا أيضًا بالنسبة لمرآة الطبيعة البشرية، فإنه لا يمكنها أن تصير جميلة ما لم يقترب إليها الجميل (الله)، وتتشكل بواسطة صورة الجمال الإلهي. حين سقطت طبيعتنا البشرية على الأرض وتطلعت إلى الحية حملت صورتها. والآن تقوم وتتطلع إلى الصالح معطية ظهرها للخطية، تحمل صورة الصالح الذي تواجهه، إذ تنظر الآن إلى الجمال الأصيل أي الحمامة. إذ تتجه نحو النور تحمل صورة النور، وخلال هذا النور تحمل شكل الحمامة المحبوب، أقصد بالحمامة التي رمزت لحضرة الروح القدس].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 07:02 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg




"قُومِي وَتَعَالَيْ، يَا قريبتي، يَا جَمِيلَتِي،
يَا حَمَامَتِي فِي مَحَاجِئِ الصَّخْرِ، فِي سِتْرِ الْمَعَاقِلِ.
أَرِينِي وَجْهَكِ، أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ،
أَنَّ صَوْتَكِ لَطِيفٌ، وَوَجْهَكِ جَمِيلٌ" [13-14].
لماذا يكرر الخاطب الدعوة لعروسه أن تقوم؟

يُجيب القديس غريغوريوس أسقف نيصص قائلًا: [بإنه يدعو العروس القائمة أن تقوم ثانية، والتي اقتربت إليه أن تأتي إليه... لأنها يليق بها أن تدخل من مجد إلى مجد (2 كو 3: 18)، وهي دومًا تتطلع إلى ما هي عليه فترى نفسها أقل بكثير مما تود أن تكون عليه. فمع كونها "حمامة" لكمالها في المسيح، لكنه يوصيها مرة أخرى أن تصير "حمامة" أي تدخل إلى حال أكمل، وإذا هي قائمة يدعوها أن تقوم معطيًا إياها قوة للقيام على الدوام ولحياة النمو والتقدم.
في المرة الأولى يدعوها أن تقوم وتأتي إليه: "قومي... وتعالي"، أما الآن فهو يدعوها أن تخرج من بيتها ومن مدينتها وتنطلق إلى محاجئ الصخر إلى ستر المعاقل. فإذ مضى وقت الشتاء الذي فيه أغلقت العروس على ذاتها، يلزمها الآن أن تخرج وتنطلق ليس فقط عن شهوات الجسد الشريرة بل وعن العالم المنظور كله... إنه يدعوها للقاء معه داخل الحصون الأبدية غير المنظورة!
إن كان الرسول قد رأى في الصخرة التي كانت تتبع الشعب قديمًا شخص المسيح نفسه (1 كو 10: 4)، فإن العريس هنا يطلب من عروسه ليس فقط أن تخرج من ذاتها ومن العالم المنظور بل بالحري أن تدخل إلى المسيح نفسه، الصخرة الحقيقية، حتى تعيش معه بغير حجاب أو نقاب... إنما ترى مجده بوجه مكشوف (2 كو 3: 18)، وتتحدث معه.
دخولها الصخرة للقاء مع العريس يُشير إلى أمانها، فهناك لا تقدر الحية القديمة أن تجد لها مسلكًا، إذ جاء في سفر الأمثال: "ثلاثة عجيبة فوقي وأربعة ولا أعرفها: طريق نسر في السموات وطريق حيَّة على صخر..." (أم 30: 18).
ويعلق العلامة أوريجانوس على ذلك بالقول: [إنه لا يوجد مسلك للحية (على الصخر)، أي لا يمكن أن يوجد أثر للخطية على هذه الصخرة التي هي المسيح، إذ هو وحده بلا خطية. فإذ تستفيد النفوس من الاحتماء داخل هذه الصخرة، تذهب بسلام إلى موضع الحصون، أي تتمتع بالتأمل في الأمور الأبدية غير الجسدية].
لقد تحدث داود عن هذه الصخرة بطريقة مجازية أخرى في المزمور: "أقام على صخرة رجلي، ثبت خطواتي" (مز 40: 3). لا تعجب إن كانت الصخرة بالنسبة لداود كأنها أرض أو أساس تسير عليها النفس نحو الله، وهي بالنسبة لسليمان الغطاء الذي يُقام على النفس لتتمتع بأسرار الحكمة الداخلية، فإن السيد المسيح نفسه دُعي مرة الطريق (يو 14: 6) الذي يسير فيه المؤمنون، كما دُعي مرة أخرى بالسابق كقول بولس: "حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا" (عب 6: 20).
بنفس الطريقة جاء قول الله لموسى: "إنيّ أضعك في نقرة من الصخرة فتنظر ورائي" (خر 23: 22-23). هذه الصخرة هي المسيح، لم تغلق تمامًا بل كان بها نقرة، (وفي نفس الوقت) هذه النقرة من الصخرة هي أيضًا ذاك الذي يعلن الله للناس فيجعله معروفًا لهم، إذ لا يعرف أحد الآب إلاَّ الابن (مت 11: 27). لا يرى أحد وراء الله، أي الأمور التي تحدث في الأزمنة الأخيرة ما لم يدخل في النقرة التي في الصخرة، أي يتعلمها خلال إعلان المسيح نفسه.
إذن دعوة المسيح للنفس بالقيامة إنما هي دعوة للدخول في المسيح يسوع لتلتقي مع الله بوجه مكشوف... "أَرِينِي وَجْهَكِ، أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ".
هذا القول لا يعني أن وجهها مخفي عنه أو صوتها مجهول بالنسبة له، لكنه يُريدها أن تدخل إلى الاتحاد معه، فتظهر أمامه في دالة الحب كعروس تظهر بغير قناع، وتتحدث في صراحة كاملة.!
يعلق العلامة أوريجانوس على هذه الدعوة، قائلًا:
[هنا تحت غطاء الصخرة يدعو كلمة الله النفس التي صارت قريبته للدخول إلى الحصون، وكما سبق أن قلنا أنها تعني التأمل في الأمور الأبدية غير المنظورة. هناك يقول لها: "أَرِينِي وَجْهَكِ". فإنه بالتأكيد لا يوجد بعد أثر للقناع القديم الذي كان على وجهها بل صار لها أن تتأمل مجد الله بغير خوف قائلة: "ورأينا مجده مثل مجد ابن وحيد لأبيه مملوء نعمة وحقًا" (يو 1: 14)].
وإذ تصير مستحقة أن يُقال عنها ما قيل عن موسى: "موسى يتكلم والله يُجيبه" (خر 19: 19) يتحقق فيها قوله: "أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ". حقًا يا له من مدحٍ عظيم يتمتع به إذ يُقال لها: "صَوْتَكِ لَطِيفٌ!" هكذا قال أيضًا داود الآب الحكيم جدًا: "يلذ له صوتي" (مز 104: 34)، فإن صوت النفس يكون لطيفًا حينما تنطق بكلمة الله وتفسر الإيمان وتعاليم الحق وتكشف معاملات الله وأحكامه. أما إذا خرج من الفم حديث سخيف أو مزاح منمق أو تفاهات أو كلمات بطالة تعطي عنها حسابًا يوم الدين (مت 12: 36) فلا يكون هذا الصوت لطيفًا أو مبهجًا. مثل هذا الصوت لا يعطيه المسيح أذنًا! لهذا فإن النفس الكاملة تضع حافظًا على فمها وبابًا حصينًا على شفتيها حتى يكون ما تنطق به مصلحًا بملح، له نعمة لدى سامعيه (كو 4: 6)، فيقول كلمة الله: "صَوْتَكِ لَطِيفٌ".
يقول أيضًا "َوَجْهَكِ جَمِيلٌ". تستطيع أن تدرك أي نوع من "الوجه" هذا الذي مدحه كلمة الله ووصفه أنه جميل أن فهمت ما عناه بولس بالوجه في قوله: "ونحن جميعًا ناظرين... بوجه مكشوف" (2 كو 3: 18)، وقوله أيضًا: "لكن حينئذ وجهًا لوجه" (1 كو 13: 12). إنه بلا شك نوع من الوجه يتجدد يومًا فيوم (2 كو 4: 16)، حسب صورة خالقه (كو 3: 10)، ليس فيه دنس أو غضن أو شيء من مثل ذلك بل يكون مقدسًا وبلا عيب، كالكنيسة التي يحضرها المسيح لنفسه (أف 5: 27)، بمعنى آخر يعني النفوس التي بلغت الكمال، هذه التي تكون جسد الكنيسة، يظهر هذا الجسد بالحق جميلًا ووسيمًا، متى كانت النفوس التي تتكون منه مثابرة على نوال جمال الكمال. فإنه كما أن النفس حين تكون ثائرة تشوه شكل الوجه الجسدي وتجعله مثيرًا، أما إذا كانت في هدوء فتعطي للوجه شكلًا يحمل سلامًا ورقة، هكذا أيضًا وجه الكنيسة يكون جميلًا أو قبيحًا حسب سمات المؤمنين وطموحهم. لقد كتب "الوجه الطلق يُشير إلى قلب ناجح" (ابن سيراخ 13: 26)، وفي موضع آخر قيل "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا، وبحزن القلب ينسحق الوجه" (أم 15: 13). يكون القلب فرحًا متى كان روح الله فيه، هذا الذي أولى ثماره هي المحبة والثانية هي الفرح (غل 5: 32). وإننيّ أظن أن الحكم العالمية قد أخذت أفكارها من هذه الحقائق إذ قالت أن الحكيم جميل وكل إنسان شرير هو قبيح.
بقي لنا أن نقدم شرحًا مطولًا عن "ستر المعاقل". فإن هذا التعبير كما قلنا قبلًا يعني وجود سور أمام سور، وهذا ما عبر عنه إشعياء: "يجعل الخلاص سورًا وسورًا حولها" (إش 26: 1). السور يُشير إلى المدينة، والسور الآخر الذي أمام الأول أو حوله فيُشير إلى حصانات أعظم وأقوى. وكان كلمة الله يدعو النفس ويقودها من أهتماماتها الجسدية وإدراكاتها الحسية ويخرج بها ليعلمها أسرار الحياة الأخرى، فتكون في حصانة حتى إذ تتقوى وتُحاصر بالرجاء في الأبديات، لا يسحبها طعم ما ولا تقلقها التجارب.
هكذا فإن دعوة السيد المسيح للكنيسة أو للنفس البشرية لخبرة القيامة، إنما هي دعوة للانطلاق من الذات البشرية والخروج عن الجسديات. وعبور إلى الحياة الجديدة السماوية... هي دخول إلى "سِتْرِ الْمَعَاقِلِ" أي إلى حضن الآب السماوي الذي فيه تتحصن الكنيسة كحمامة المسيح. هكذا يُريد المسيح القائم من الأموات أن يدخل بمؤمنيه إلى حضن أبيه ويعلن لهم الأسرار الإلهية إذ يقول لهم: "الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر" (يو 1: 18). مرة أخرى يقول: "أنيّ أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو 15: 15)، وأيضًا: "أيها الآب أُريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي" (يو 17: 24).
إنه يدعوها للاتحاد به "الصخرة الحقيقية" والدخول معه إلى حضن أبيه "ستر المعاقل" لتكون معه إلى الأبد... هذه هي الحصون الأبدية التي تُضفي على الكنيسة جمالًا فيكون صوتها لطيفًا ووجهها جميلًا.!
هكذا يدعو الخاطب خطيبته أن تطير من نطاق الفكر الجسدي إلى الفكر الروحي، فلا تعود حمامة رعناء (هو 7: 11) بل يراها وديعة طاهرة يشتاق إلى صلواتها والتصاقها به... يرى وجهها على الدوام ويسمع صوتها.

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 07:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
لماذا يكرر الخاطب الدعوة لعروسه أن تقوم؟


يُجيب القديس غريغوريوس أسقف نيصص قائلًا:

[بإنه يدعو العروس القائمة أن تقوم ثانية، والتي اقتربت إليه أن تأتي إليه... لأنها يليق بها أن تدخل من مجد إلى مجد (2 كو 3: 18)، وهي دومًا تتطلع إلى ما هي عليه فترى نفسها أقل بكثير مما تود أن تكون عليه. فمع كونها "حمامة" لكمالها في المسيح، لكنه يوصيها مرة أخرى أن تصير "حمامة" أي تدخل إلى حال أكمل، وإذا هي قائمة يدعوها أن تقوم معطيًا إياها قوة للقيام على الدوام ولحياة النمو والتقدم.
في المرة الأولى يدعوها أن تقوم وتأتي إليه: "قومي... وتعالي"، أما الآن فهو يدعوها أن تخرج من بيتها ومن مدينتها وتنطلق إلى محاجئ الصخر إلى ستر المعاقل. فإذ مضى وقت الشتاء الذي فيه أغلقت العروس على ذاتها، يلزمها الآن أن تخرج وتنطلق ليس فقط عن شهوات الجسد الشريرة بل وعن العالم المنظور كله... إنه يدعوها للقاء معه داخل الحصون الأبدية غير المنظورة!
إن كان الرسول قد رأى في الصخرة التي كانت تتبع الشعب قديمًا شخص المسيح نفسه (1 كو 10: 4)، فإن العريس هنا يطلب من عروسه ليس فقط أن تخرج من ذاتها ومن العالم المنظور بل بالحري أن تدخل إلى المسيح نفسه، الصخرة الحقيقية، حتى تعيش معه بغير حجاب أو نقاب... إنما ترى مجده بوجه مكشوف (2 كو 3: 18)، وتتحدث معه.
دخولها الصخرة للقاء مع العريس يُشير إلى أمانها، فهناك لا تقدر الحية القديمة أن تجد لها مسلكًا، إذ جاء في سفر الأمثال: "ثلاثة عجيبة فوقي وأربعة ولا أعرفها: طريق نسر في السموات وطريق حيَّة على صخر..." (أم 30: 18).

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 07:05 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العلامة أوريجانوس


[إنه لا يوجد مسلك للحية (على الصخر)، أي لا يمكن أن يوجد أثر
للخطية على هذه الصخرة التي هي المسيح، إذ هو وحده بلا خطية.
فإذ تستفيد النفوس من الاحتماء داخل هذه الصخرة، تذهب بسلام
إلى موضع الحصون، أي تتمتع بالتأمل في الأمور الأبدية غير الجسدية].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 07:07 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
العلامة أوريجانوس





[هنا تحت غطاء الصخرة يدعو كلمة الله النفس التي صارت
قريبته للدخول إلى الحصون، وكما سبق أن قلنا أنها تعني التأمل
في الأمور الأبدية غير المنظورة. هناك يقول لها: "أَرِينِي وَجْهَكِ"
فإنه بالتأكيد لا يوجد بعد أثر للقناع القديم الذي كان على وجهها
بل صار لها أن تتأمل مجد الله بغير خوف قائلة:
"ورأينا مجده مثل مجد ابن وحيد لأبيه مملوء نعمة وحقًا" (يو 1: 14)].

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 07:08 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg




إن دعوة السيد المسيح للكنيسة أو للنفس البشرية لخبرة القيامة، إنما هي دعوة للانطلاق من الذات البشرية والخروج عن الجسديات. وعبور إلى الحياة الجديدة السماوية... هي دخول إلى "سِتْرِ الْمَعَاقِلِ" أي إلى حضن الآب السماوي الذي فيه تتحصن الكنيسة كحمامة المسيح. هكذا يُريد المسيح القائم من الأموات أن يدخل بمؤمنيه إلى حضن أبيه ويعلن لهم الأسرار الإلهية إذ يقول لهم: "الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر" (يو 1: 18). مرة أخرى يقول: "أنيّ أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو 15: 15)، وأيضًا: "أيها الآب أُريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي" (يو 17: 24).
إنه يدعوها للاتحاد به "الصخرة الحقيقية" والدخول معه إلى حضن أبيه "ستر المعاقل" لتكون معه إلى الأبد... هذه هي الحصون الأبدية التي تُضفي على الكنيسة جمالًا فيكون صوتها لطيفًا ووجهها جميلًا.!
هكذا يدعو الخاطب خطيبته أن تطير من نطاق الفكر الجسدي إلى الفكر الروحي، فلا تعود حمامة رعناء (هو 7: 11) بل يراها وديعة طاهرة يشتاق إلى صلواتها والتصاقها به... يرى وجهها على الدوام ويسمع صوتها.

Mary Naeem 05 - 01 - 2025 07:09 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg




إن كان "كلمة الله" قد نزل إلى الإنسان يمد له يده، وقد قبله الإنسان، فإنه يعود فيحذره من الواشين، العاملين على تحطيم اتحاد الله مع الإنسان المؤمن، قائلًا:
"خُذُوا (أمسكوا) لَنَا الثَّعَالِبَ الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ،
لأَنَّ كُرُومَنَا قَدْ أَقْعَلَتْ (أزهرَتْ)" [15].
في تكراره كلمة "الثعالب" تحذير منها، إذ هي تزحف بخفة وتدخل من الثقوب الصغيرة لتفسد الكرم في بدء نموه... بهذا تفسد كميات ضخمة من الثمار المقبلة، فمع صغرها تفسد نمو الإنسان ونضوجه.


الساعة الآن 01:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025