منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 28 - 12 - 2024 04:22 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
*لست أنكر أن أورشليم الأولى قد خُربت بسبب شر سكانها،
لكنني أتساءل: ألا يليق بك البكاء على أورشليمك الروحية؟!
إن أخطأ أحد بعد قبوله أسرار الحق، فإنه يُبكي عليه،
لأنه كان من أورشليم ولم يعد بعد...
ليُبك على أورشليمنا، لأنه بسبب الخطية يحيط بها الأعداء (الأرواح الشريرة)
بمترسة ويحاصرونها، ولا يتركون فيها حجرًا على حجرٍ،
خاصة لو أن هذا الإنسان كان قد سبق فمارس العفة زمانًا
والطهارة سنوات طويلة، فتثور فيه شهوات الجسد ويفقد نقاوته
وعفته ليسقط في الزنا، ولا يُترك فيه حجر على حجر
كقول حزقيال: "كل بره الذي عمله لا يُذكر" (حز 18: 24).


العلامة أوريجينوس

Mary Naeem 28 - 12 - 2024 04:23 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




عَيْنِي تُؤَثِّرُ فِي نَفْسِي لأَجْلِ كُلِّ بَنَاتِ مَدِينَتِي [51].
صَّور لنا كاتب سيرة القديس أفرام السرياني المنسوبة للقديس غريغوريوس النيسي كيف كان مهتمًا أن يسكب الدموع من أجل التمتع بالخلاص الأبدي.
[عندما بدأت أتذكر فيضان دموعه، بدأت أنا نفسي أبكي، إذ كان يصعب جدًا أن أعبر بعيون جافة خلال محيط دموعه.
لم يوجد قط نهار أو ليل أو جزء من النهار أو الليل، أو أية لحظة، مهما كانت قصيرة، لم تظهر فيها عيناه الساهرتان تسبحان في الدموع.
وكما قال، إنه أحيانًا كان يبكي من أجل شقاء الكل وغباوتهم بصفة عامة، وأحيانًا كان يبكي من أجل رذائل معينة.
تجده باكيًا ونائحًا ليس فقط عندما كان يتكلم عن الندامة والأخلاقيات وضبط الحياة، بل وحتى أثناء صلوات التسبيح .]
*الدموع هي الفيضان الذي يسقط على الخطايا، وهي تطهر العالم .
القديس غريغوريوس النزينزي

Mary Naeem 28 - 12 - 2024 04:25 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




قَدِ اصْطَادَتْنِي أَعْدَائِي، كَعُصْفُورٍ بِلاَ سَبَبٍ [52].
لم يكن ممكنًا تصوير حاله بتشبيه واحد، فاستخدم ثلاث تشبيهات.

الأول عصفور لم يصطده إنسان عادي، بل عدو يحمل عداوة
بلا سبب، فيجد مسرة في تعذيبه. والثاني إلقاؤه في جب،
لا ليسدوه بحجر كما هو معتاد، إنما عدة حجارة حتى يفقد
كل رجاءٍ في خروجه منه حتى يموت.
والثالث تيارات المياه التي تطفو فوق حتى يتحقق غرقه تمامًا.

Mary Naeem 28 - 12 - 2024 04:32 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173539090939111.jpg


عند الضيقات والشدائد وحينما تكثر مصاعب الحياة ليس لنا ملجأ
ومأوى وسند سوى الله ، حين تذوقون مرارة الالم والحزن لا تيأسوا
بل إجعلوا ضيقاتكم سبب لرجائكم وعودتكم الى الله وصلوا بحرارة
وإيمان وضعوا كل ما يؤلمكم بين يدي الله فيحملكم ويعبر بكم الى بر الامان
فتصبح الضيقة سبب لفرحكم وعودتكم الى الله وتجديد حياتكم
الروحية وتغسل قلوبكم بدموع السعادة ، تأكدوا مهما اشتدت
مصاعب الحياة فهنالك إله قوي سيرشدكم
ويفتح الطريق امامكم وينجيكم من كل شر يحيط بكم ..

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 09:40 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173539090939111.jpg


يارب ساعدني ألا أعود أعطي الآب القفا،
بل بك أدخل إلى أحضانه

آمين

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 09:56 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173539090939111.jpg


اللغة البشرية تصميم أم تطور 2 والجزء الخامس والثلاثين من اختلاف البشر والقردة




عرفنا في الجزء السابق ان كل محاولات ادعاء ان اللغة البشرية لم تأتي من تصميم رائع بل من تطور بائت بالفشل بل الدراسات وضحت انه يوجد فواصل ضخمة بين الانسان والقردة في تركيب الجهاز الصوتي في الأنسان وقدمت أمثال كثيرة تؤكد التصميم استحالة ان تأتي عن طريق اخر مثل التطور. والعلماء يقروا بهذا ويقروا بأنه لا يوجد مقدرة على عبور الفاصل بين الانسان والقردة في التكلم بالتطور والطفرات ولا يوجد حلقات وسيطة لهذا. وقدمت اقرارات لهم. وفي هذا الجزء أكمل ببعض الدراسات واقرارات أخرى لهم وأيضًا أن نفس الامر ينطبق على الكتابة البشرية.

تمت دراسات كثيرة سواء في جامعات اوربية وامريكية وارسلت بعثات كثيرة لدراسة القردة في بيئتها في افريقيا واسيا وامريكا الجنوبية او في الاقفاص لإثبات وجود أي مستوي من الذكاء يصلح ان يكون تطور للغة البشرية العاقلة ولكن كل هذه بائت بالفشل الزريع. فالقردة مثلها مثل بقية الحيوانات هي غبية غير عاقبلة. فيقول مايكل ماك روبرت

“Given their hands and huge brains, it’s amazing apes and monkeys don’t do a lot more tool-using. They’re incredibly stupid.’ ”

*Michael MacRoberts, quoted in R. Milner, Encyclopedia of Evolution (1990), p. 438.

"بالنظر إلى أيديهم وأدمغتهم الضخمة، فمن المدهش أن القِرَدة الأدنى والاعلى لا يستخدمون الكثير من الأدوات. إنهم أغبياء بشكل لا يصدق".

فلا يوجد أي عناصر للذكاء الذي يعدهم لتتطور لغة عندهم وهذا يوضح انهم تصميم أدنى مختلف عن الإنسان. فأقصي حد وصل له القردة هو نفس مستوي بقية الحيوانات والطيور وهو التقليد او التخاطب بالرموز symbolic communication مثل الصرخات أو القفزات أو حركات جسم مكررة لأجل مكافئة. ووجد ان كل الحيوانات المستخدمة في التدريبات سواء سيرك او عروض على مختلف انواعها متساوية في هذا المستوي من الذكاء الذي لا يتعدى التقليد. ولا يقارن بالإنسان ولغته البشرية العاقلة على الاطلاق. فمثلا في تعليق دوان على أبحاث سكينر في هذا المجال فيقول:

*B.F. Skinner found that even tiny-brained pigeons can use “symbolic communication” just as well as apes!

Duane Gish, “Can Apes Learn Language?” in Evolution: the Challenge of the Fossil Record, 1985, pp. 209-212; John W. Klotz, “Animal Speech,” in Studies in Creation, 1985, pp. 154-157.)

*وجد ب.ف. سكينر أن حتى الحمام ذي المخ الصغير يمكنه استخدام "التواصل الرمزي" بنفس كفاءة القردة.

فلا يوجد أي دليل على تطور القردة في اللغة تدريجيا بل حيوانات بحجم مخ أصغر بكثير مثل الحمام والببغاء أفضل من القردة في التقليد وهذا يثبت خطا التطور الخرافي.

وأيضًا تكلمت عن مخ النحل وكيف انه مساوي في وظائف لمخ القردة

التطور الكبير الجزء الخامس والثلاثين ومخ النحلة

اضيف الي هذه المعلومة أمر أخر وهو أيضًا يضيف عائق ضخم أمام ادعاء التطور التدريجي ويثبت خطاه ويثبت صحة التصميم وهو أن اللغة يتم تسليمها ولا تظهر من نفسها في الإنسان. أي أن الإنسان معد للكلام عضويا وعقليًا وعندما يتسلم اللغة يقدر أن يتكلم ولكن بدون تسليم اللغة لا يستطيع أن يتكلم. فالان الانسان يبدا يتعلم اللغة من عمر 7 شهور بتعبيرات بسيطة جدا ثم تنمو والطفل يتعلم من شخص كبير فقط بالتكرار في البداية. فتم 36 دراسة على اطفال حدثت لهم ظروف ولم يتعاملوا مع اشخاص كبار يكلموهم. فلم يتكلم منهم طفل واحد ولا حتى تعبيرات اولي. كل هذه الدراسات اكدت ان الانسان لا ينطق لوحده ولكن اللغات هو يكتسبها من السابق له. أي اللغة ليست فطرية بل تسلم وهذا يقر به العلماء

Hickok, G.; Bellugi, U.; Klima, ES. (Jun 1996). "The neurobiology of sign language and its implications for the neural basis of language". Nature. 381 (6584): 699–702.

فهذا يثبت بوضوح خطأ التطور لوجود عائق اخر وهو ان اللغة ليست فطرية فالإنسان مصمم ليستلم هذا أي لا بد ان يكون من البداية انسان عاقل ناطق جيدا ليسلم هذه اللغة المنطوقة بمعانيها للأجيال التالية. وهذا ضد التطور.

فهذه الدراسات اكدت شيء واحد وهو استحالة تطور اللغة من كائن لا يتكلم مثل القردة حتى لو تم التماشي مع اسطورة ان الجينات تظهر من عدم وجود سابق وتتطور بطريقة عشوائية. فحتى لو تماشينا مع هذا أيضا لا تصلح ان يكون مصدر اللغة تطور. وهذا أقر به العلماء المسيحيين وغير المسيحيين.

Arthur Custance, Genesis and Early Man (Grand Rapids: Zondervan Publishing House), 250–271.

ولهذا اعترف بعض علماء التطور ان اللغة هذا شيء مميز للإنسان فيقول نيومان كومسكي

“Human langauge appears to be a unique phenomenon, without significant analogue in the animal world.”

Noam Chomsky, Language and Mind (1972), p. 67.

يبدو أن اللغة البشرية ظاهرة فريدة من نوعها، ليس لها نظير كبير في عالم الحيوان.

ويقول جورج سيمسون

“Human language is absolutely distinct from any system of communication in other animals. That is made most clear by comparison with animal utterances, which most nearly resemble human speech and are most often called ‘speech.’ Non-human vocables are, in effect, interjections. They reflect the individual’s physical or, more frequently, emotional state. They do not, as true language does, name, discuss, abstract, or symbolize.”

George Gaylord Simpson, “The Biological Nature of Man,” in Science, April 22, 1966, p. 476.

اللغة البشرية تختلف تمامًا عن أي نظام اتصال لدى الحيوانات الأخرى. ويتضح ذلك بشكل واضح من خلال المقارنة مع الاصوات الحيوانية (مثل الببغاء)، والتي تشبه إلى حد كبير (من حيث المبدأ) الكلام البشري وغالبًا ما تسمى "كلامًا". إن المفردات غير البشرية هي في الواقع عبارة عن اصوات. إنها تعكس الحالة الجسدية أو الانفعالية للفرد. إنها لا تسمي أو تناقش أو تلخص أو ترمز، كما تفعل اللغة الحقيقية.

فأصوات الحيوانات لا تناقش فكرة او تلخص موقف أو تنقل تاريخ أو أفكار أو أراء ولا يستطيع ان يصف ولا يعبر لفظيا عن أمور أخلاقية ولا غيره وهذا أيضا بتجارب العلماء. فيقول سير جون ايكلس

“Experiments with chimpanzees who ‘talk’ in sign language show that they can signal for things and get them, but ‘they don’t describe. They don’t argue. . . They have no value system. They don’t make moral decisions. . . They don’t know they’re going to die . . We must never judge animals as if they were just badly brought-up human beings.”

Sir John Eccles, “Photons, Philosophy, and Eccles,” in Washington Post, March 15, 1981, p. F-1.

"إن التجارب التي أجريت على الشمبانزي الذي يتحدث بلغة الإشارة أظهرت أنه قادر على استخدام الإشارات للإشارة إلى الأشياء والحصول عليها، ولكنه لا يصفها ولا يجادلها... وليس لديه نظام قيمي. ولا يتخذ قرارات أخلاقية... ولا يعرف أنه سيموت... ولا ينبغي لنا أبداً أن نحكم على الحيوانات وكأنها مجرد بشر نشأوا بشكل سيئ".

أي يوجد فرق ضخم بين لغتهم وادراكهم وبين الانسان ولا يجب ان توصف الأصوات الحيوانية بانه لغة سيئة أو بدائية تتطور لأنها ليست لغة أصلا مثل البشر. بل كثيرين درسوا القردة محاولة لاكتشاف لغة فكرية او أي علاقة للغة الانسان وفشلوا. واقروا أنه بتزايد دراستنا لنطق القردة عرفنا اكثر انها ليس لها أي علاقة بالبشر: فيقول لانكستر

كلما زادت المعلومات المعروفة عنها، كلما بدا أن هذه الأنظمة أقل مساعدة في فهم اللغة البشرية

“The more that is known about it, the less these systems seem to help in the understanding of human language.”

J.B. Lancaster, The Origin of Man.

كلما زادت المعلومات المعروفة عنها، كلما بدا أن هذه الأنظمة (أصوات الحيوانات مثل القردة) أقل مساعدة في فهم اللغة البشرية.

فاللغة لم يصلح أي نظام للتطور ان يفسرها فيوجد هوة عميقة بين كل الحيوانات وبين الانسان في هذا. ولهذا اعترف بعض علماء التطور وعلى راسهم ريتشارد دوكنز وهو أكبر مؤيدي التطور حاليا ويقول

“Nobody knows how [language] began. There doesn’t seem to be anything like syntax in non-human animals and it is hard to imagine evolutionary forerunners of it.”

Richard Dawkins, Unweaving the Rainbow (Boston: Houghton Mifflin Co., 1998), p. 294.

لا يوجد انسان يعرف كيف بدأت اللغة فلا يوجد في الحيوانات كلها أسلوب تخاطب كالإنسان وصعب ان نتخيل ان اللغة تطورت منها.

فهو يقر بأنه لا يوجد أسلوب تخاطب كالإنسان في أي حيوان ولا حتى بصورة بدائية وهذا أمر يثبت صعوبة ادعاء ان اللغة أتت بالتطور.

وامر اخر فقد يتخيل البعض حسب ما يراه في الأفرم ان الانسان القديم كانت لغته بسيطة وتطورت للحالية ولكن الأبحاث العلمية الحقيقية وليس خداع الإعلام أثبتت العكس. فاللغات القديمة ليست بسيطة بل معقدة مثل الحديثة وأحيانا أكثر تعقيد. فحتى اللغة لم تتطور ولكن تدهورت وتتدهور تدريجيا. فيقول رالف لينتون

“The so-called ‘primitive languages’ can throw no light on language origins since most of them are actually more complicated in grammar than the tongues spoken by civilized people.”

Ralph Linton, The Tree of Culture (1955), p. 477.

لا يمكن لما يسمى "اللغات البدائية" أن تلقي الضوء على أصول اللغة لأن معظمها في الواقع أكثر تعقيدًا في القواعد النحوية من اللغات التي يتحدث بها الناس المتحضرون.

أي أن اللغة في الماضي ومن البداية أكثر تعقيد عن الأن. وهذه بناء على دراسات موثقة باعتراف العلماء.

Earlier in his life, the author studied three ancient languages as well as several contemporary ones, and he was surprised to find that ancient ones were much more complicated than modern ones.

The Evolution Cruncher 584

وفي وقت سابق من حياته، درس المؤلف ثلاث لغات قديمة بالإضافة إلى العديد من اللغات المعاصرة، وتفاجأ عندما وجد أن اللغات القديمة كانت أكثر تعقيدًا بكثير من اللغات الحديثة.

أي اللغات تتدهور وليس تتطور. فحتى الإنجليزية القديمة اعقد من الحالية. وحتى الفرنسية القديمة أفضل من الدارجة حاليا. وحتى اليونانية الحالية أضعف من القديمة والعبرية الحالية ليست معقدة مثل القديمة والمندرين الحالية أضعف من الصينية القديمة. فكلهم اسوا من اللغات القديمة. بل حتى لغات شعوب قديمة مثل الهنود الحمر وغيرهم كانت لغتهم أكثر تعقيدا من لغات حديثة. وهذا يقر به العلماء. فيقول مختص لغات دكتور ماسون ان اللغات لم تتطور بل تحولت من لغات معقدة الي ابسط وهو عكس التطور المدعى فحوار نقلا عنه يصرح فيه بالتالي

“There are no primitive languages, declares Dr. Mason, who is a specialist on American languages. The idea that ‘savages’ speak in a series of grunts, and are unable to express many ‘civilized’ concepts, is very wrong. In fact, many of the languages of non-literate peoples are far more complex than modern European ones, Dr. Mason said. . . Evolution in language, Dr. Mason has found, is just the opposite of biological evolution. Languages have evolved from the complex to the simple.”

Science News Letter, September 3, p. 148.

يعلن د. ماسون، وهو متخصص في اللغات الأمريكية، إنه لا توجد لغات بدائية. والفكرة القائلة بأن "المتوحشين" (انسان بدائي) يتحدثون بسلسلة من الأصوات، وأنهم غير قادرين على التعبير عن العديد من المفاهيم "المتحضرة"، خاطئة تمامًا. في الواقع، قال الدكتور ماسون إن العديد من لغات الشعوب غير المتعلمة أكثر تعقيدًا بكثير من اللغات الأوروبية الحديثة. لقد وجد الدكتور ماسون أن التطور في اللغة هو عكس التطور البيولوجي تمامًا. تطورت اللغات من المعقدة إلى البسيطة (تدهور).

وهذا الامر مستمر حتى الان فمحاولات لا تتوقف لتفسير كيف تطورت اللغة ورغم هذا كلها فشلت (لأن الملحدين لا يستسلموا مهما اكدت الأبحاث العلمية خطأ التطور لأنهم رفضوا من البداية البديل الذي تثبته الأبحاث وهو التصميم والخلق). وتظل اللغة بالنسبة لهم غموض لا يمكن حله

Gillian Forrester on why humans are the only talking apes | New Scientist

الكتابة.

الامر الثاني وهو الكتابة التي بدأت مع الانسان. دراسة الكتابات القديمة أيضا تجد انها معقدة فاللغة الفرعونية القديمة الهيروغليفية وأيضا الصينية القديمة وغيرها هي كتابات معقدة الي حد ما بل يوجد لغات مثل العبرية القديمة والسنسكريتية والمسمارية واليونانية القديمة أصعب بكثير من الان

بل حتى الهيلوغريفية القديمة

والمسمارية

فاللغة اليونانية كانت تكتب بحروف ولكن لا يوجد فواصل بين الكلمات وهي حاليا تحتاج تركيز عالي لقراءتها وليس بسهولة قراءة الكلمات المستقلة. فمثلا لو اردت ان أقول بالانجليزي

" إن استخدام اللغة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقدرة الفكرية المتفوقة لدى البشر. ففي قدرته على التواصل يختلف الإنسان عن الحيوانات الأخرى أكثر مما يختلف في قدرته على التعلم أو التفكير."

The use of language is very closely associated with the superior thinking ability of humans. In his ability to communicate man differs even more from other animals than he does in his learning or thinking

فلتوضيح كيف كانت تكتب في اليوناني القديم بحروف متصلة بتمثيلها بالجملة السابقة


في الانجليزي
بل يوجد لغات قبلها قديمة جدا كانت تكتب ليس فقط الحروف بدون مسافات بل أيضا سطر يبدأ من اليسار والسطر التالي يكمل من اليمين والثالث عكسه وهكذا كمثال لنفس الجملة تكتب هكذا


هذا يحتاج الي زكاء بالفعل مرتفع لإمكانية كتابة وقراءة هذا لا يستطيع الإنسان الغير متخصص حاليا ان يقوم بهذا بسهولة.

ملحوظة جانبية اللغات الحالية أبسط في أسلوب كتاباتها عن اللغات القديمة التي كانت حروف كلماتها متصلة وأكيد الإنسان تعلم الكتابة المتصلة من البداية لأن هذا كان موجود في اغلب اللغات القديمة. الا يشبه أسلوب اتصال الحروف والكلمات والجمل بدون مسافات أسلوب كتابة أخرى؟

نعم أسلوب كتابة DNA. لان الدي ان ايه حروفه وكلماته وجمله (كودون) متصلة بدون مسافات وبرنامج الترجمة الدقيق في الخلية قادر على فهم هذا جيدًا. أليس هذا دليل أخر واضح أن الرب الإله الذي صمم وكتب DNA بأسلوب حروف متصلة هو أيضًأ الذي صمم هذه المعرفة في الإنسان من البداية وأسلوب الكتابة المعقدة بحروف متصلة؟ فتشابه الأسلوبين أسلوب الكتابة القديم المعقد المتصل مع أسلوب كتابة DNA قبل ان يعرفه الانسان. أيهما أكثر ترجيح أن يكون حدث بالصدفة العشوائية البحتة ام المصمم الذي صمم الإثنين بنفس الطريقة؟

أعتقد واضح انه يشهد على المصمم. هذا يضاف إلى أنه يخطئ التطور في أنه بدا معقد ولم يتدرج. وأيضا في هذا امر ثاني من التشابه أن اللغة معقدة من البداية بدون أسلوب بسيط سابق مع تصميم الرب الذي كل تصميماته لم تبدأ بسيطة وتزداد تعقيد بل تبدأ من البداية معقدة بدون أسلوب بسيط سابق.

المهم هذه امثلة بسيطة من تعقيد الكتابات القديمة. هذا يؤكد أيضا ان الانسان في هذا الوقت كان ذكي بالفعل واذكى من الحالي. فنستطيع ان نقارن ذكائنا بذكاء الاقدم من اللغات المكتوبة فنجد انهم أفضل وهذا باعتراف العلماء تقول هذا اشلي منتجومري

“Many ‘primitive’ languages . . . are often a great deal more complex and more efficient than the languages of the so-called higher civilizations.”

Ashley Montague, Man: His First Million Years, p. 116.

إن العديد من اللغات "البدائية"... غالبًا ما تكون أكثر تعقيدًا وكفاءة من لغات ما يسمى بالحضارات العليا حاليا.

ويقول لس بروس

“No group of human beings today, even those living in a stone-age culture, speak what could be conceived of as a primitive language. Furthermore, no known language in all of history was in any sense primitive. Elgin remarks, ‘the most ancient languages for which we have written texts—Sanskrit, for example—are often far more intricate and complicated in their grammatical forms than many contemporary languages.’ ”

Les Bruce, Jr., “On the Origin of Language,” in Up with Creation (1978), p. 264. [Bruce was completing his doctorate in linguistics when he wrote this article.

لا تتحدث أي مجموعة من البشر اليوم، حتى أولئك الذين يعيشون في ثقافة العصر الحجري، ما يمكن تصوره على أنه لغة بدائية. وعلاوة على ذلك، لم تكن أي لغة معروفة في التاريخ كله بدائية بأي حال من الأحوال. يلاحظ إلجين أن "أقدم اللغات التي كتبنا عنها نصوصًا السنسكريتية على سبيل المثال غالبًا ما تكون أكثر ترابط وتعقيدًا في أشكالها النحوية من العديد من اللغات المعاصرة".

هذا يؤكد ذكاء الاقدمين. فاللغة تتحول من معقدة ذكية للغات أبسط (بعمنى اخر تتدهور)

ويقول سمسون مرة أخرى

“Many other attempts have been made to determine the evolutionary origin of language, and all have failed. . . Even the peoples with least complex cultures have highly sophisticated languages, with complex grammar and large vocabularies, capable of naming and discussing anything that occurs in the sphere occupied by their speakers. . . The oldest language that can reasonably be reconstructed is already modern, sophisticated, complete from an evolutionary point of view.”

George Gaylord Simpson, “Biological Nature of Man,” Science, April 1966, p. 477.

لقد بُذلت محاولات عديدة أخرى لتحديد الأصل التطوري للغة، وقد باءت جميعها بالفشل. . . وحتى الشعوب التي لديها أقل الثقافات تعقيداً لديها لغات متطورة للغاية، ذات قواعد نحوية معقدة ومفردات ضخمة، قادرة على تسمية ومناقشة أي شيء يحدث في المجال الذي يشغله متحدثوها. . . إن أقدم لغة يمكن إعادة بنائها بشكل معقول هي بالفعل لغة حديثة ومتطورة وكاملة من وجهة نظر تطورية.

مع ملاحظة أن سمبسون كان بروفيسور في البيليانتولوجي في هارفرد وهو من زعماء التطور في منتصف القرن العشرين ورغم هذا اعترف ان اللغات القديمة أكثر تعقيد. بل يقول بوضوح

“Yet it is incredible that the first language could have been the most complex.”

George Gaylord Simpson, Biology and Man (1969), p. 116.

ومع ذلك، فمن غير المعقول أن تكون اللغة الأولى هي اللغة الأكثر تعقيدًا.

فكيف يكون التطور صحيح إذا كانت اللغات البشرية القديمة أكثر تعقيد؟

ويقول البرت با

“The evolution of language, at least within the historical period, is a story of progressive simplification.”

Albert C. Baugh, History of the English Language, 2nd Edition (1957), p. 10.

"إن تطور اللغة، على الأقل ضمن الفترة التاريخية، هو قصة تبسيط تدريجي."

أي بمعنى أخر ان اللغات لم تتطور من بسيط لمعقد بل العكس تدهورت من معقد لبسيط أي عكس التطور.

فالمثبت علميا أن اللغة المنطوقة والمكتوبة من البداية ذكية ومعقدة ويوضجد فواصل ضخمة تؤكد بطريقة قاطعة انها لم تأتي تدريجيا بل هي تتدهور. وهذا يشهد ان اللغة البشرية هي تصميم. واللغة أتت من قبل المصمم الإله الخالق الذي وضعها في الانسان ومثبت خطا التطور لان ما يحدث هو العكس وهو الانسان خلق ذكي جدا بلغة معقدة ويتدهور وليس العكس.

ولكن للأسف ستستمرون تقرؤن عناوين خادعة كاذبة مبنية على فرضيات تطور اللغة البشرية من القردة. رغم ان من يدقق في التفاصيل يجدها اساطير والعلم الحقيقي المقاس المختبر ضدها ويثبت كالعادة صحة التصميم والخلق. ولهذا لا يوجد أي دليل علي تطور اللغة من القردة للإنسان باعتراف العلماء الكثيرة. وتأكدنا ان اللغة في الانسان علميا لم تأتي نتيجة تطور وتشهد على التصميم المتميز. إذا الانسان علميا هو صمم من قبل الإله الخالق.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:04 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173539090939111.jpg


الجزء الثاني من مقارنة بين مراسم الزواج اليهودي وبين ما قاله المسيح عن علاقته بكنيسته وإعلان لاهوته وأمثاله


مقدمة:

في الجزء الأول "مقارنة بين مراسم الزواج اليهودي وبين ما قاله المسيح عن علاقته بكنيسته ورد بعض الشبهات مثل معرفة الساعة" تم توضيح نقاطة هامة عن خلفيات يهودية لما يقوله الرب يسوع المسيح له كل المجد في تعبيراته عن أنه العريس وكيف أن ما كان يقوله الرب يسوع المسيح عن كنيسته يفهم أكثر بكثير بل يرد على كثير من الشبهات عندما نفهم خلفيته المثالية Typology في الزيجة اليهودية القديمة.

وتم شرح بأعداد كتابية ما يقوله الرب يسوع المسيح بكنيسته مثل كل من: الإختيار ويسمى شيدوخين من قبل الأب وعلاقة هذا باختيار الآب للكنيسة. وتم شرح كتب الكتاب وتسمى كتوباه وعلاقة هذا بالعهد الجديد. وتم شرح كسر الخبز والخمر في عشاء الإرتباط لختم الخطوبة وتسمى كيدوشين للعهد الجديد وعلاقة هذا بالتناول. وتم شرح المعمودية وتسمى المكفاه لتعلن أنها تتخلص من حياتها القديمة لتستعد أن تبدأ حياة جديدة مع عريسها وعلاقة هذا بالمعمودية. وتم شرح الثمن أو المهر يسمى موهار ليظهر لعروسه حبه لها وعلاقة هذا بدم المسيح. وتم الإشارة لهدايا العريس للعروسة وتسمى ماتان وهي هدايا الخطبة وعلاقة هذا بعطايا المسيح. والآب يعطي العروس هدية تسمى شيلوهيم ليساعدها أن تستعد لحياتها الجديدة مع العريس ابنه وهو انها أصبح لها نصيب في الميراث وعلاقة هذا بإرسالية الروح القدس. وتم شرح لماذا منذ هذا الوقت الأب يستجيب لما تطلبه العروس لو طلبت باسم العريس ابنه وعلاقة هذا كل ما طلبناه باسم المسيح في الصلاة يستجاب. وتم شرح الوعد بالعودة واختطاف العروس وعلاقة هذا بالمجيء الثاني. وتم شرح معنى إعداد منزل في بيت الأب وعلاقة هذا بإعداد مكان في الملكوت. وتم شرح لماذا يرفض العريس أن يقول لعروسه عن اليوم والساعة التي يأتي ليختطفها وعلاقة هذا بإجابة المسيح ان اليوم والساعة لا يعرفها أحد إلا الآب. وتم شرح باختصار العذارى صديقات العروس واعداد زيت الإضائة وأيضا أصدقاء العريس والأبواق وعلاقة هذا بمثل العشر عذارى. وكل هذا وضح مدى روعة الخلفية المثالية والرموز النبوية في كتابنا المقدس الذي مستحيل أن يكون كتب بالصفة وتنطبق هذه الرموز النبوية بدقة. وهذا لتوضيح ان دراسة الأعداد لغويا وبيئيا يزيد عمق فهم كلمات الرب في الكتاب المقدس وتصبح أوضح جدا وأروع وبهذا يمكن بناء معاني روحية صحيحة.

الموضوع.

تكملة على هذا الأمر ولتوضيح أهمية الخلفيات البيئية للتعبيرات التي كان يقولها الرب يسوع المسيح له كل المجد نكمل معًا بعض النقاط الأخرى.

أولا أعلان لاهوته أنه العريس:

في هذا الجزء يتم توضيح أم أخر مهم وهو معنى لقب العريس (العام)، وأيضأ توضيحات لأمثلة اخرى مما كان يقولها الرب يسوع المسيح.

بالطبع أي شخص يهودي يخطب أو يتزوج هو عريس ولكن في الفكر اليهودي القديم أن لقب العريس بطريقة عامة أو لقب مطلق هو لقب للرب يهوه نفسه. هذا موجود في أعداد كتابية عديدة في العهد القديم فهمها اليهود جيدًا وعرفوا ان أحد القاب يهوه هو العريس. مثل " 4 لاَ يُقَالُ بَعْدُ لَكِ: «مَهْجُورَةٌ»، وَلاَ يُقَالُ بَعْدُ لأَرْضِكِ: «مُوحَشَةٌ»، بَلْ تُدْعَيْنَ: «حَفْصِيبَةَ»، وَأَرْضُكِ تُدْعَى: «بَعُولَةَ». لأَنَّ الرَّبَّ يُسَرُّ بِكِ، وَأَرْضُكِ تَصِيرُ ذَاتِ بَعْلٍ. 5 لأَنَّهُ كَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ، يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ. وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ." (سفر أشعياء 62: 4-5 فان دايك). بدل من أن أمة اليهود وأورشليم كانت موحشة أي بدون زوج أصبحت ذات بعل والعريس هنا هو الرب يهوه نفسه وأعتبرها هي حفصيبة أي مسرتي بها، أي مثلما يسر العريس بعروسه. ويأكد هذا في تعبير " وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ". الزواج يجعل الزوج والزوجة جسد واحد، كالقانون الذي وضعه الرب منذ ان حواء هي عضو أخذ من آدم وأصبحت من أعضاء جسده "فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ»." (سفر التكوين 2: 23). وهذا يستخدمه يهوه لإظهار إرتباطه بشعبه. والعريس يعني اتحاد وارتباط وأن يصيرا جسدًا واحدًا وهذا يطابق ما قاله العهد الجديد، كما قال معلمنا بولس الرسول "لأننا أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه" (رسالة بولس الروسول إلى أهل أفسس 5: 30). فما يقوله معلمنا بولس الرسول هو مبني على هذه الخلفية اليهودية أن الرب يسوع المسيح يهوه الظاهر في الجسد هو العريس وبارتباطنا به نصبح أعضاء في جسده. وأيضا يقول إشعياء "لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ، وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، إِلهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى." (سفر إشعياء 54: 5). "وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَنَّكِ تَدْعِينَنِي: رَجُلِي، وَلاَ تَدْعِينَنِي بَعْدُ بَعْلِي." (سفر هوشع 2: 16). فيهوه هو العريس العام.

بل حتى عندما غضب يهوه منهم بسبب خطاياهم وخياناتهم وابتعد عنهم، كان يشبه هذا بالطلاق "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «أَيْنَ كِتَابُ طَلاَقِ أُمِّكُمُ الَّتِي طَلَّقْتُهَا، أَوْ مَنْ هُوَ مِنْ غُرَمَائِي الَّذِي بِعْتُهُ إِيَّاكُمْ؟ هُوَذَا مِنْ أَجْلِ آثَامِكُمْ قَدْ بُعْتُمْ، وَمِنْ أَجْلِ ذُنُوبِكُمْ طُلِّقَتْ أُمُّكُمْ." (سفر إشعياء 50: 1)، وأيضًا "فَرَأَيْتُ أَنَّهُ لأَجْلِ كُلِّ الأَسْبَابِ إِذْ زَنَتِ الْعَاصِيَةُ إِسْرَائِيلُ فَطَلَّقْتُهَا وَأَعْطَيْتُهَا كِتَابَ طَلاَقِهَا، لَمْ تَخَفِ الْخَائِنَةُ يَهُوذَا أُخْتُهَا، بَلْ مَضَتْ وَزَنَتْ هِيَ أَيْضًا." (سفر إرميا 3: 8).

ومن هذا أدرك اليهود جيدأ أن العريس هو يهوه وهذا واحد من ألقابه المميزة. وقال هذا الربوات اليهود بوضوح في التلمود (Kiddushin 2a-b) ان العريس هو يهوه. ومع ملاحظة مهمة جدًا وهي أنهم أيضًا قالوا إن المقصود بفرح العريس يهوه هو في أيام المسيح (المسيا). وهذا في Midrash on Psalms, Book Four, Psalm 90,17. . ونصه التالي

“Make us glad according to the days of the Messiah.” And how long is the “day” of the Messiah?… R. Abba said: Seven thousand years, reckoning by the days of a bride-groom in the marriage chamber, as is said For as a young man espouseth a virgin so shall thy sons espouse thee; and as the bridegroom rejoiceth over the bride, so shall thy God rejoice over thee (Isa. 62:5). And how many are the days of the bridegroom? Seven days, for Laban said to Jacob: Fulfill the week of this one (Gen. 29:27).

ترجمته: فرحنا كالأيام التي فيها المسيح. وكم طول يوم المسيح؟ . . . قال رابي أبا: سبعة آلاف سنة، محسوبة بأيام العريس في حجْل الزواج، كما قيل: كما يتزوج الشاب عذراء كذلك يتزوجك بنوك، وكما يفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك" (إش 62: 5). وكم عدد أيام العريس؟ سبعة أيام، لأن لابان قال ليعقوب: "أكمل أسبوع هذه" (تك 29: 27).

فلقب العريس العام هو لقب يهوه وهو لقب المسيح العريس الذي سبعة ألاف سنة أيام عرسه. فلقب ايلوهيم الله هو الخالق وهذا يعبر عن لقب الأبوة ويهوه العريس (ولهذا مناسب له لقب الإبن). ومن هنا نبدأ ندرك نقطة هامة وهي أن العريس بصيغة مطلقة هو يهوه ولها علاقة في الفكر اليهودي بأيام المسيح. وكالعادة نجد أن الرب يسوع المسيح له كل المجد في كلامه واعلانه عن ذاته أعلن بوضوح أنه العريس. وهذا أعلنه لتلاميذ يوحنا والكتبة والفريسيين بوضوح عندما سألوه لماذا لا يصوم تلاميذه."14 حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 15 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ." (إنجيل متى 9: 14-15) فهنا يشير عن نفسه بانه العريس العام الذي معهم. وأيضًا "18 وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟»19 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. 20 وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ." (إنجيل مرقس 2: 18-20). وأيضًا "33 وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيرًا وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ، وَكَذلِكَ تَلاَمِيذُ الْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟» 34 فَقَالَ لَهُمْ: «أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي الْعُرْسِ يَصُومُونَ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ 35 وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ»." (إنجيل لوقا 5: 33-35).

في متى البشير يقول أن من جاء هم تلاميذ يوحنا ويذكرهم أولأ قبل الفريسيين. وما يذكر أولا غالبًا هو المقصود فالكتبة والفريسيين غالبا التركيز على الكتبة وهكذا. فمتى البشير في هذا الجزء يركز على تلاميذ يوحنا المعمدان الذين كانوا يمارسون التقشف الشديد. والسؤال في متى البشير لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟ لأنهم حتى هذا الوقت يقارون بينه وبين معلمهم السابق يوحنا المعمدان. فاجاب هل ينوحوا ما دام العريس معهم؟ ومتى رفع العريس حينئذ يصومون. بالطبع رفع العريس أي يتكلم بالنبوة عن رفعه أي صلب الرب يسوع المسيح. فهو عرف نفسه بأنه العريس وهم يهود ويعرفوا جيدًا ان العريس هو يهوه. والصيام اليهودي في العهد القديم نوح وحزن وكأبة وتذلل وارتداء مسح ووضع رماد. ولكن الصوم المسيحي أصبح رغم أن به جهاد ولكن بفرح وليس نوح لأنه في الصليب حول الحزن لفرح "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ، وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ." (إنجيل يوحنا 16: 20) وبالطبع تنقية قلب. النقطة المعنية هنا أن الرب يسوع يوضح أنه ليس مثل المعلمين اليهود ولا يوحنا المعمدان بل هو العريس نفسه العريس العام. فالمسيح أعطى لنفسه لقب العريس ولها معنى يهودي مهم كما تم توضيحه أنه أحد ألقاب يهوه. والعرس كما وضحت يعني اتحاد. ومن يوحد بطريقة عامة هو الرب. وفعلا الرب يسوع المسيح هو جاء للاتحاد وبتعميم أنه العريس العام فهو الرب. فالمسيح في هذا المثل يفرق بين نفسه وأي معلم يهودي أخر أنه العريس نفسه العريس الحقيقي العام يهوه الظاهر في الجسد.

في إنجيل مرقس الرسول نجد أن اليهود يسالوه نفس السؤال وهذا يوضح أنهم كانوا معًا ولكن كل بشير يركز على الشخصيات المعنية. في الإجابة أيضًا أعلن أنه العريس. ولم يذكر نقطة النوح لأن مرقس البشير يكلم الرومان والصوم عندهم هو عدم الأكل فقط وليس كالمعنى اليهودي الحزن والنوح والمسح والرماد.

في إنجيل لوقا المتكلمين هم اليهود وأضاف يصومون كثيرًا ويقدمون طلبات أي الصوم والصلاة. وأيضا الصلاة والصوم في توقيتات منظمة. فأجاب بأن تلاميذه بني العرس أي أهل العريس وطبعا هؤلاء لا يصومون. وأيضًا لوقا يكلم اليونانيين ونفس الأمر ليس عندهم نوح فلم يذكر نوح.

والبعض قد يتساءل ما علاقة العرس بمنع الصوم؟ فيوجد قاعدة في اليهودية وهي أحد الأشياء التي يسمح بكسر الصيام وهي في العرس، وهي مدة الفرح والعرس. أيضا حينما وجدت مسحة زيت مقدس بطل الحزن فلا يوجد صوم. وفي الأفراح اليهودية كان أحد طقوسها المسحة بالزيت. فاليهود يعرفوا ما يعنيه طالما هو يعلن انه العريس فأنه لا يوجد صيام ولا حزن في وجود العريس. بل في مخطوطات قمران مكتوب "من يفرح العريس هو كمن قدم ذبيحة شكر". وايضًا يقولوا من يفرح العريس كمن رمم واحدة من خرائب أورشليم. فالرب يسوع المسيح أتخذ فرصة كلامهم عن الصيام وأنهم يعرفون أن في الأفراح لا يوجد صيام ليوضح لهم لماذا لم يجعل تلاميذه يصوموا لأنه العريس وأيضا ليعلن عن لاهوته بطريقه يفهموها بفكرهم البيئي. فهم يكلمهم من الخلفية اليهودية عن العرس اليهودي أن في الأفراح اليهودية لا يوجد صوم ولا نوح ولا حزن وانه هو يهوده العريس العام. ولكن مع ملاحظة أن في وقت الرب يسوع المسيح هم يعرفون أنه ليس عريس أرضي فهو لم يخطب فتاة. ولهذا عندما يقول لهم أنه العريس وأن المؤمنين به هم بني العرس هذا بالفكر اليهودي إعلان واضح عن لاهوته لأنه المعني به في الفكر اليهودي عن يهوه العريس في أيام المسيح وهنا هو يعلن أنه المسيح وأنه العريس يهوه نفسه.

ثانيًا ترتيب العرس اليهودي:

العرس اليهودي يتم على مرحلتين بينهما فاصل زمني، المرحلة الاولى هي مرحلة الكتوبة أو الخطوبة وهي التي تم شرحها في الجزء الأول. فتم شرح الإختيار ويسمى شيدوخين من قبل الأب وعلاقة هذا باختيار الآب للكنيسة عندما قال "أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي." (إنجيل يوحنا 10: 29). وتم شرح كتب الكتاب وتسمى كتوباه وعلاقة هذا بالعهد الجديد. وتم شرح كسر الخبز والخمر في عشاء الإرتباط لختم الخطوبة وتسمى كيدوشين للعهد الجديد وعلاقة هذا بالتناول. وتم شرح المعمودية وتسمى المكفاه لتعلن أنها تتخلص من حياتها القديمة لتستعد أن تبدأ حياة جديدة مع عريسها وعلاقة هذا بالمعمودية. وتم شرح الثمن أو المهر يسمى موهار ليظهر لعروسه حبه لها وعلاقة هذا بدم المسيح. وتم الإشارة لهدايا العريس للعروسة وتسمى ماتان وهي هدايا الخطبة وعلاقة هذا بعطايا المسيح. والآب يعطي العروس هدية تسمى شيلوهيم ليساعدها أن تستعد لحياتها الجديدة مع العريس ابنه وهو انها أصبح لها نصيب في الميراث وعلاقة هذا بإرسالية الروح القدس.

بعض الإضافات: أن المرحلة الأولى عادة تفضل أن تتم في يوم ثلاثاء في أثناء أعياد الربيع، مثلما نحن كمسيحيين نفضل يوم الأحد والمسلمين يوم الجمعة اليهود يوم الثلاثاء. فيوم الثلاثاء لأنه يوم البركة المضاعف لأن في سفر التكوين في أيام الخليقة التي عند اليهود بدأت بأول يوم هو يوم الأحد قال الرب حسن ويوم الإثنين اليوم الثاني (شني) لم يقل الرب حسن ولكن في اليوم الثلاثاء الثالث (شليشي) قال الرب حسن مرتين فيعتبروها اليهود يوم بركة مضاعفة ولهذا يفضل اليهود يوم الثلاثاء للأفراح (ولكنه ليس بشرط أساسي فقط تفضيل) ليكون الزواج مباركًا. ولهذا قاعات الأفراح اليهودية عادة محجوزة يوم الثلاثاء مسبقًا وتكون مناسبة من سبق وخطط وأعد مسبقا وهذا هو المفضل. ويستمر الفرح اليهودي أسبوع ولكنه هو جزء من أسبوع، وجزء من أسبوع يلقب بأسبوع. فيبدأ الإعداد للفرح وإستقبال المدعووين من يوم الأحد والإثنين ولكن الاحتفال الرسمي يبدأ من يوم الثلاثاء، من الثلاثاء للجمعة قبل بداية ليلة السبت. ويتم في يوم الثلاثاء الخطوبة ثم يوم الأربعاء إحتفال ثم يوم الخميس الكتوباه لأن في هذا الزمان كان المجمع ينعقد في اليوم الخامس من الأسبوع للتوثيق. وهو توقيت عشاء الخطوبة الأول واشتراكهما في اثناء عشاء الخطوبة في كسر الخبز وكأس الخمر مع العروس والعائلة والأصدقاء علامة للعهد الجديد والشركة والاتحاد. نلاحظ هذا ما تم مع الرب يسوع المسيح في أسبوع الألآم.

والكتوبه أو الكتابة وثيقة تستخدم لغرض التأكد من أنه سيتم توفير العروس وذكر وعود العريس وحقوق العروس. ولهذا الرب يسوع المسيح له كل المجد في خميس العهد وعد بما سيفعله لعروسه وأهم ما فيها أعداد الحياة الأبدية "فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا،" (إنجيل يوحنا 14: 2). ويستمر هذا وعشاء العرس حتى يوم الجمعة ويعطيها الهدية وينتهي قبل بداية ليلة السبت الشاباد اليهودي. وهذا يشبه ما فعله الرب يسوع المسيح مع كنيسته، فهو بدأ الخطوبة يوم الأحد الشعانين وأعلن أنه المسيح الرئيس كما في دانيال 9 ثم طهر الهيكل وشفى كثيرين وبدأت شريعة العزل ومراسم الإحتفال حتى في الهيكل مع شعبه ثم استمر هذا حتى توثيق العهد في يوم خميس العهد مع تلاميذه واشترك مع عروسه خبز وخمر وهو جسده ودمه في التناول ويوم الجمعة قدم دمه عنها أغلى هدية للفداء. فالهدية التي تعتبر ثمن مثل الهدايا الثمينة التي قدمها خادم ابراهيم لأجل رفقة. فعندما يقول الكتاب المقدس قد اشتريتم بثمن "لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 20)، "قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ، فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيدًا لِلنَّاسِ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 23)، هذا الثمن هو الفداء كما نعرف جيدًا ولكن هو بهذا ليس فقط أصبحنا ملكه لأنه ذبح واشترانا بل أصبحنا مخطوبين له نمثل جسده مثل حواء لأدم "لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 30)، "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 12: 27). وما نفعله لأننا جسده يمجده أو يحزنه.

مع ملاحظة كانت هذه العهود في عهد الزواج ملزمة قانونيًا عند اليهود بحيث لا يمكن لأحد تغييرها، ولكن في بعض الحالات يمكن تجديدها والتجديد الثاني لا يبطل الأول. "31 «هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا. 32 لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. 33 بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا." (سفر إرميا 31: 31-33).

إضافة على هذا أنه من شروط الزواج اليهودي الموافقة مثلما سأل العبد ابراهيم في تك 24 لو لم تريد الفتاة (رفقة) أن تأتي معه ولهذا دعوا رفقة ليسألوها ووافقت. فلابد ان يكون هناك موافقة من العروس بوضوح. ومثلما خطب الله شعب اسرائيل لنفسه في خروج 24 فأجاب جميع الشعب بصوت واحد وقالوا: كل الكلام الذي قال الرب أننا سنفعله. ولهذا شرط ان أي إنسان يقبل المسيح هو باختياره.

أيضًا من معاني كأس الخمر في عشاء الخطوبة أنها بهذا تشترك معه (كما لو كانت تشترك في دمه) وهذا العهد القديم أيضًا تم بدم بين الله وشعبه، يوافق الناس ويقبلون عرضه بالخطوبة. بدءا من خروج 20 حتى 23، نرى الشروط. ثم في الإصحاح 24 صدق الله من خلال موسى على العقد وقدمت المحرقة وقرأ العقد واتفق الطرفان. وموسى ، الذي يدير الحفل، يرش الاتفاق بالدم. الرب أعطانا دمه أنه للعهد الجديد بإختيارنا. مع ملاحظة أنه من وقت آدم وجدت الوصية "لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا." (سفر التكوين 2: 24). ولهذا هما أصبحا جسدأ واحدًا ودم واحد. فلهذا يقول الكتاب المقدس "وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ،" (سفر أعمال الرسل 17: 26). فلا يقول دمين آدم وحواء ولكن دم واحد لأنهما بإرتباطهما أصبحا دم واحد. مع ملاحظة أن اليهود من القديم عندهم أنواع من العهود بناء على الكتاب المقدس على سبيل المثال عهد دم وعهد ملح وعهد تبادل وعهد الشفاة وغيره. ولكن اقوى أنواع العهود هما عهد الدم وعهد الملح ويعتبروا ابديين وأيضا هما متبادلين. وعهد الدم كان عند بعض الأمم يجرحون أياديهم ويشرب كل واحد من دم الأخر معناها أصبح دم كل منهما في داخل الأخر وأصبحا دم واحد حقيقي. ولكن لأن اليهود لا يشربون الدم بالطبع حسب الوصية فهم يستبدلونه بدم نباتي أي دم العنب وهو الخمر أي النبيذ فهذا يعتبرونه عهد دم عندما يشربون معا من كأس في الاتفاق ويكون نفس الكأس ويعتبرا رغم انه خمر إلا أنه في نظرهم دم حقيقي وبهذا أنهما أصبحا نفس الدم. وعهد الملح الأبدي هم يعتبرونه موجود في الخبز ويمثل الجسد. فبكسر الخبز الذي فيه ملح في تعاهد يعتبر هذا عهد أبدي لا يكسر ويعتبروا أن في داخلهما ملح واحد أي جسد واحد. ولهذا كسر الخبز والشركة في ذات الخبز والشركة في ذات كأس النبيذ يعتبر عهد أبدي مشترك بين الجسد وبين الدم لكلاهما. وهذا أعتقد يكشف لماذا اختار الرب يسوع المسيح ان يرتبط بكنيسته بعهد الخبز والخمر الجسد والدم. فالتناول هو هذا العهد الذي يعرفه اليهود جيدًأ. ويوعد العريس العروس أنه سيعود ويشرب من كأس العهد معها في مجيئه للعرس. ولهذا الرب يسوع في عشاء الفصح وهو يقدم كأس الخمر ويخبر تلاميذه أن الكأس هي دمه الذي سفك من أجلنا وأنه كان الدم للتصديق على العهد الجديد لمغفرة الخطايا. ويشير الرب يسوع المسيح له كل المجد وهو العرس ، ويقول في ، "ولكني أقول لكم ، لن أشرب من ثمر الكرمة ، حتى ذلك اليوم الذي أشربه فيه جديدا معكم في ملكوت الآب". (إنجيل متى 26: 29)، ويتكلم بوعده الجماعي لعروسه بأنه سينتظر يوم عرسهما ليتمتع مرة أخرى بثمر الكرمة. ويطلب العريس من عروسه أنها كل مرة تشرب من الخمر تتذكر أنها في عهد معه. وفعل هذا الرب يسوع في عيد الفصح في عشاء الفصح وتسمى سيدر وهي وجبة المناولة ويخبر الرب يسوع المسيح عروسه أن تتذكره في كل مرة يتم فيها الشرب من الكأس أنها في عهد دم معه فهي رغم أنها كأس في ظاهرها خمر ولكن هي فيى المفهوم اليهودي دم العريس الحقيقي الذي يجعلهما جسدًا واحدًا وليس تمثيل. ولهذا يقول معلمنا بولس "كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 16). فلهذا تعبير لذكري ليس فقط لذكرى فكرية ورمز ولكن في لغته الأصلية هو تجميع شراكة حقيقية. فكاس الخمر الذي هو دم المسيح هو حقيقي وتعبير اصنعوا هذا لذكري هو كل مرة تشرب العروس من الخمر تدرك إنها في شركة حقيقية مستمرة وممتدة مع العريس وليس فقط ذكرى فكرية ورمز.

وهذا الإحتفال بالخطوبة يفضل أن يتم في أعياد الربيع (الفصح والفطير والباكورة والخمسين) والسبب أن هذا موسم بداية عهد بالفصح والربيع وبداية حياة جديدة وأفراح الباكورة وبداية الحصاد. وهذا أيضًا ما فعله الرب يسوع المسيح مع عروسه كنيسته في الربيع.

بمجرد توقيع الكتابة، كان المخطوبان متزوجان قانونيا، ويلقبا مخطوبين وهي تلقب بامرأته لأنها قانونيًا أمراته. على الرغم من أن كل منهما ظل يعيش مع والديه حتى حفل الزفاف. والآن بعد أن أصبح لديه عروس وقالت "نعم" لزوجها المستقبلي، ووافق الجميع على سعر الزفاف، وتم استلام الهدايا، ثم أصبح الاثنان مخطوبين بشكل قانوني واشتركا في الكاس والوجبة برابطة حقيقية عهد دم لا يكسر وأصبحت عظم من عظامه ولحم من لحمه ودم من دمه، ولا يمكن ان ينفصلا إلا بشهادة طلاق للفصل بين الاثنين؛ إلا أن هذا هو بالضبط ما سيكون عليه هذان الشخصان حتى الزفاف الرسمي. سيذهب العريس إلى منزل والده ليعد بيت العرس وستبقى هي في منزل والدها. وهي فاصل زمني على الزفاف. ويمكن أن يكون حفل الزفاف بعد عام أو عامين اعتمادا على المدة التي استغرقها العريس لإجراء جميع الاستعدادات لحفل الزفاف بإشراف والد العريس. وبالطبع، يجب أن يكون للزوجين مكان للسكن.

وفي هذا الفاصل الزمني وفي هذه الفترة كما أن العريس يعد المنزل أيضًأ تستعد العروس. وتقوم بمهام مثل معمودية العروس وتسمى المكفاه كان الميكفاه عبارة عن الغطس في جسم مائي مصمم مثل تجمع ماء أو ماء جاري. أي أنه يمكن أن يكون جسما مائيا مثل حوض متسع أو بحيرة أو نهر. في كلتا الحالتين يجب أن تكون مياه طبيعية. كان الغرض من الميكفاه رمزا للتوبة والولادة الجديدة، تاركة وراءها حياتها القديمة الإنسان القديم وارتداء الرجل الجديد أي عريسها، لتعلن أنها تتخلص من حياتها القديمة لتستعد أن تبدأ حياة جديدة مع عريسها. هذا هذا أيضا ما أشار إليه الرب يسوع المسيح ومفهوم المعمودية، حيث يتم غمر الشخص في الماء سواء جرن المعمودية أو نهر لإظهار أنه قد تاب عن حياته القديمة الإنسان العتيق ويموت عن هذه الحياة والآن سيتبع العريس الرب يسوع المسيح في حياة جديدة.

وتم شرح في الجزء الاول لماذا منذ هذا الوقت الأب يستجيب لما تطلبه العروس لو طلبت باسم العريس ابنه. وتم شرح الوعد بالعودة واختطاف العروس. وتم شرح معنى إعداد منزل في بيت الأب. وتم شرح لماذا يرفض العريس أن يقول لعروسه عن اليوم والساعة التي يأتي ليختطفها. وتم شرح باختصار العذارى صديقات العروس واعداد زيت الإضائة وأيضا أصدقاء العريس والأبواق.

وبعض الإضافات: أيضًا في اثناء فترة الانتظار يخبر العريس العروس أنه يعرف احتياجاتها وسيوفرها له بالكامل ولا تحتاج ان تقلق من شيء. فعريسنا السماوي الرب يسوع المسيح أيضا فعل هذا وأخبرنا أنه يعرف احتياجاتنا وأنه سيوفر كل شيء حتى يأتي مرة أخرى. ولهذا يقول ، "لهذا السبب ، أقول لك ، " فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟" (إنجيل متى 6: 25-34). أيضًا في هذه الفترة تهتم العروس بملابس العرس. فتستمر طوال هذه الفترة تتأكد أن الملابس معدة ولم تتسخ وتستمر تزيل أي بقع وتجاعيد لأنها لا تعرف اليوم والساعة التي قد تكون بعد شهور أو سنة أو أكثر. وان بدأ يتراكم عليها اتربة لا بد أن تنظفها. وهذا أيضًا ما أشار إليه الرب يسوع في حياة الإستعداد "لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ." (إنجيل متى 24: 44)، وهذا حياة التوبة المستمرة التي طالبنا الرب بها وأن تستمر ملابسنا بيضاء. وأيضًا يخبرنا معلمنا بطرس أننا نُبنى كبيت روحي لكهنوت مقدس، لتقديم ذبائح روحية مقبولة لدى الله. ويقول إننا "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ." (رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 9). فحتى حياة الاستعداد بنى معناها الرب يسوع المسيح على الخلفية البيئية اليهودية ومفهوم العرس. ورمز لثياب العروس بثياب الكهنوت (العام والخاص). تتزين العروس لزوجها، وكذلك ثياب الكهنوت هي ثياب المجد والقداسة. لا يمكننا أن نخدم على مذبح الرب بدون هذه الثياب النقية. ويقول الرب مثل عن هذا عن ملك دخل إلى العرس ونظر إلى ضيوفه ورأى رجلاً بدون ثياب العرس وقال له: " فَلَمَّا دَخَلَ الْمَلِكُ لِيَنْظُرَ الْمُتَّكِئِينَ، رَأَى هُنَاكَ إِنْسَانًا لَمْ يَكُنْ لاَبِسًا لِبَاسَ الْعُرْسِ. فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ، كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ الْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ. حِينَئِذٍ قَالَ الْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ: ارْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ، وَخُذُوهُ وَاطْرَحُوهُ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ أَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ" (إنجيل متى 22: 11-14). ونعرف جيدًا معنى هذا وحو حياة التوبة والاستعداد. ولكن أيضًا كرمز بني على خلفية العرس اليهودي.

المرحلة الثانية من العرس اليهودي التي عادة تتم في أعياد الخريف (الأبواق والكفارة والمظال) يأتي ذلك اليوم أخيرًا. لقد تم إعداد كل شيء والآن الأب يعلن ويطلب من ابنه أن يذهب ويحضر عروسه مثل لص في الليل. كان يأتي العريس عادة في منتصف الليل. وهذا أيضًا ما استخدمه الرب يسوع للإشارة "فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!" (إنجيل متى 25: 6). يبدأ الموكب بالهتاف، فكان أحدهم يذهب أمام العريس ويهتف: "مبارك للآتي!" هذا ما قصده الرب يسوع عندما قال: " "لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!»" (إنجيل متى 23: 39). ثم ينفخ في الشوفار (البوق) يكون الهتاف مثل أمر عسكري وسيُنفخ البوق لإعطاء الأوامر بالقيام من النوم، وهذا ما قاله معلمنا بولس الرسول "فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 52)، "16 لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا. 17 ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 16-17). كل هذا حتى مثال البوق الأخير مبني على الخلفية البيئية اليهودية للعرس اليهودي.

ثالثًا أمثلة أخرى تتعلق بخلفية اليهود عن العرس:

كمالة لمثل العشر عذارى:

أضافات على مثل العشر عذارى والعريس. تم شرح هذا المثل في الجزء الأول وأن فكرة المثل هي عن أهمية الوقت والإستعاداد. ولكن فقط بعض الإضافات البسيطة. من عادة العريس رغم أنه يخفي عن عروسه متى سيأتي ليختطفها للعرس إلا أنه يبدأ يعطيها علامات للتشويق. وهذا أيضًا يشبه تمامًا العلامات التي ذكرها رب المجد عن أواخر الأيام في متى 24 ومرقس 13 ولوقا 21 وأيضًا بالطبع سفر الرؤيا. ولكن العريس الذي يستمر في إعطاء إشارات تفهم منها العروس والعذارى صاحباتها أنه قارب يأتي حتى يصبح الامر متوقع أنه في نطاق أسبوعين. ويضيق هذا الأمر وتتضح علامات أكثر حتى يصبح أسبوع شبه متوقع فيه مجيؤه. فلهذا العذارى العشرة صاحباتها يبدأن في إعداد زيت يكفي أسبوعين أو على الأقل أكثر من ولهذا في مثل العذارى الحكيمات والجاهلات يوضح أن الجاهلات كان معهن زيتًا ولكنه لم يكفي حينما تأخر العريس الذي جاء في أخر الأسبوع أو بعدما اكتمل الأسبوع. وهذا يفهم منه معنى الأسبوع الأخير الذي قد يعرب البعض أن العريس الرب يسوع المسيح تأخر. ومن سيكون عنده زيت يكفي لعبور أسبوع الضيقة وأكثر فسيخلص ومن لن يكون عنده زيت يكفي لعبور الضيقة فهذا لن يصبر للمنتهى فلن يخلص "وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ." (إنجيل مرقس 13: 13). فحتى اخر الزمان والانتظار ونصف الليل مبني على خلفية العرس اليهودي.

التقاليد اليهودية القديمة حفل العرس يتم في بيت العروس وليس العريس ثم ينتقل مباشرة لبيته. فرغم أنه يخطفها ولكن تتم في بيت العروسة ومثال واضح شمشون وطوبيا وغيرهم. فلهذا غالبا عن اختطاف الرب لنا هو الذي سيأتي ويبدأ الدينونة وبعد هذا بعد الحكم على الخراف والجداء ثم ننتقل للملكوت السماوي مسكن العريس. أيضا في التقاليد اليهودية العروسة يكون عندها عشرة بنات اشبينات احرار عذارى غير متزوجات ولا مخطوبات ولهذا المثال ذكر عشرة عذارى لأنه مبني على الخلفية اليهودية. والعروس تكون مختبئة والعشر عذارى هن يعرفن مكان اختبائها ويقومن بالزفة عند وصول العريس وبعدها قيادته للعروسة على مراحل، لان البيت اليهودي القديم هو بيت متسع لكبير العائلة (الأب أو الجد) به حظيرة وبيت الخدام وبيت العائلة وبه اجنحة وكل جزء محاط بسور وبوابة، وكل هذا محاط بسور كبير. فهن يستقبلن العريس من الباب الخارجي عند السور بالمصابيح المنيرة ويغلق الباب الاول ثم الى بيت العائلة ثم يغلق الباب الثاني وهكذا حتى غرفة العروس وهذا يشبه الملائكة القديسين الذين يتقدمون أمام العريس في مجيؤه الأخير. في هذا المثل مثل العرس اليهودي ولكن يوضح عدم خلاص الكل. فالحكيمات جمعن زيت يكفي والجاهلات لم يهتمن. قد يكون أن الحكيمات قاموا بالنصيحة وقد يكونوا حاولوا ان يتباطؤا ولكن الوقت لم يسعف الجاهلات. وبالطبع في هذا المثل العذارى هم المؤمنين وخدام الكنيسة وهذا يوم الدينونة. والمهم هو استمرار النور مضاء. والعريس الرب الديان يغلق ولا احد يفتح. وملاحظة مع الإحترام للكل ولكن هذا ينفي مفهوم في الاختطاف عند البعض الذي يقال انه هناك فرصة لمن لم يختطف فهنا لا يوجد فرصة أصلا بعد إختطاف العروس فكل شيء أكتمل والجاهلات ليس لديهن فرصة أخرى. أيضًا نلاحظ أنه لم يعطهم أحد زيتا ولم يتبرع أحد من المعازيم للذهاب لشراء زيت لأن الإيمان العامل لا ينتقل من شخص لأخر فلا تطهير ينتقل من واحد لأخر أي لا يوجد صكوك غفران ولا مطهر ولا غيره. وأيضًا نجد الترابط في سياق الكتاب فالمثل التالي للحكيمات والجاهلات هو نعما أيها العبد الصالح وهو يماثل العذارى الحكيمات.

مثل العشرة دراهم:

مثال أخر والبعض قد يرى أنه لا علاقة له بالعرس اليهودي والخلفية البيئية لليهود ولكن من يدقق فيه ويدرس الخلفيات اليهودية الهامة يكتشف شيء أخر وهو مثال الدرهم المفقود. "8 أَوْ أَيَّةُ امْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَمًا وَاحِدًا، أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجًا وَتَكْنُسُ الْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِاجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ 9 وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً: افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ. 10 هكَذَا، أَقُولُ لَكُمْ: يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ." 0إنجيل لوقا 15: 8-10). مثال عن ان الرب يبحث عن الانسان حتى يجده. والسؤال لمن يدقق في الأعداد هو لماذا اهتمت هذه المرأة بالدرهم بهذه الطريقة؟ عشرة دراهم اضاعت درهم ما الإشكالية، وبخاصة أن القيمة الشرائية للدرهم قليلة في هذا الزمان وتماثل دولار ولا جنيه أي ليست قيمة فلماذا كل هذا المجهود وهذه المصاريف لتجده؟ فهي اوقدت السراج أي زيت مكلف في هذا الزمان لكي تبحث عن درهم؛ ثم بالإضافة لهذا تكنس وهذا ليس فقط مجهود بل ايضا لا يصلح لكل البيوت الكنس فالبيوت المتواضعة الطينية لا تكنس ولكن هذا بيت لطبقة اعلى قليا لأن أرضيته من مادة صالحة للكنس. فلم يقول عنها فقيرة ولكن امرأة لها صديقات تدعوهن فهي ليست فقيرة فلماذا تهتم بدرهم واحد؟ ايضا من ناحية المجهود كنس البيت فهذا متعب ويسبب تكلفة اكثر لاتساخ ملابسها سواء من الكنس أو من الرماد وغيره وهذا ايضا مكلف. والمثل يوضح انها لن تستسلم حتى تجد هذا الدرهم مهما كلفها الامر مال ومجهود. وعندما وجدته بذلت مال أكثر في دعوة الصديقات والجارات فلماذا يفرحن معها بدرهم؟ هل لو أضعت جنيه ووجدته سيعقل أن تقيم احتفال لأصدقائك ليفرحوا معك بالجنيه؟ لا يعقل ولكن حاشا أن نقول ان كلام الرب يسوع المسيح غير منطقي ولا يعقل. مع ملاحظة أنها لم تطلب مساعدتهم فكان بالحري ليس فقط ان تدعوهن عندما وجدته ليفرحن ويحتفلن معها بل كانت تطلب منهم ان يساعدوها في البحث عنه ولكن قامت بكل هذا المجهود لوحدها أي قد يفهم منه انها تريد اخفاء امر ضياع الدرهم. فواضح في المثل اهمية هذا الدرهم واهمية غير مادية. بعض الترجمات الإنجليزية وضعت في الهامش أنه قد يكون من الفضة ولكن هذا أيضًا ليس بغالي الثمن. فقيمة الدرهم هو اللغز. وهذا اللغز يفهم من الخلفية اليهودية للعرس اليهودي أيضًا وبدراسة الخلفية اليهودية ندرك ان كلام الرب يسوع المسيح بالطبع يعقل بل وحكيم جدًا.

ففي الخطوبة اليهودية كان العريس يقدم لعروسه الهدايا واحدة من أهم هذه الهدايا التي تتم بها الخطوبة هي عبارة عن عشرة دراهم عليهم حروف رموز للوصايا العشرة متصلين بسلسلة وترتديها على جبهتها

ومتى ارتدته فمنذ هذا الوقت تصبح مرتبطة برجل مثل دبلة الخطوبة. وهذا إعلان تمسكها به مثل تمسكها بالوصايا العشرة. ولابد أن تستمر هذه السلسلة ظاهر فلو وضعت غطاء شعر إي إيشارب تضعها فوق الإيشارب لأنه إعلان ارتباطها برجل. وتحافظ على هذه السلسلة بالعشر دراهم كما تحافظ الأن العروس على دبلة خطوبتها، لأن في هذا الوقت لم يكونوا يستخدمون دبل بعد أو لم تكن مثل التوقيت الحالي، بل هذه السلسلة هي إعلان الكتاب ولا يوجد أن الدبلة في الخطوبة في اليد اليمين ثم في الزيجة تنتقل لليد الشمال بل هذه السلسلة هي إرتباط يتساوى إن كانت مخطوبة أو متزوجة فهو أصبح رجلها. فمن هنا يبدأ يتضح الأمر لماذا حدد عشرة دراهم، لأنه يشير لأحد هدايا العرس في الفكر البيئية وهذا شيء يفهمه اليهود. فمن هذا نفهم أن الدرهم هو غالبًا واحد من العشرة دراهم الهامة كعنصر من عناصر خطوبتها فهو ليس في قيمته ولكن في أنه هدية من عريسها تمثل الوصايا العشرة وعلامة تمسكها بعريسها مثل تمسكها بالوصايا. ولهذا اخفت موضوع ضياعه لكيلا تتهم بالإهمال كما حاليا لو عروس إضاعة دبلة الخطوبة تخفي الامر ولكن تبذل كل المجهود لتجدها. بل عند اليهود هذا أقوى فهي بضياع الدرهم كما لو كان فرطت في أحد وصايا الرب وفرطت في عريسها ولم تهتم بشبكتها ولهذا قامت بكل هذا المجهود والتكلفة لتجده وعندما وجدته دعت صديقاتها أي صديقات العروس ولم تدعو خطيبها أو أسرتها ولهذا العريس غير مذكور هنا. وتعبير امرأة هي مخطوبة أو متزوجة. ولها صديقات غالبا العشر عذارى مثل المثال السابق. ملحوظة جانبية المخطوبة تبدوا للغرباء مثل المتزوجة بسلسلة الرأس أي أنها مرتبطة بزوج وهذا في موقف السيدة العذراء مريم في خطوبتها بيوسف. ولهذا لو أصبحت حامل لن يتسائل أحد لأن هذه السلسلة على الرأس فهي لرجل.

ومن هنا معنى المثل رغم ان الدرهم قيمته قليلة مثل أي انسان من بلايين البشر ولكن لو موضوع عليه اسم الرب فهو في عين الرب غالي جدا. فالرب يبذل مجهود بحثا عن هذا الضال مثل هذه العروس التي تبحث عن شيء فقط في شبكتها الغالية عليها. وأيضًا الإنسان يجب عليه أنه لو فرط في أحد الوصايا أن يجتهد جدا بحثا عن اقتنائها لكي لا يحزن العريس. فرغم انه درهم لكنه غالي جدا عند الرب ولهذا فرحة هذه العروس بشبكتها التي ضاعت ووجدتها يماثل فرح السماء بالخاطئ الذي يتوب.

مثل الباب:

وأخيرا وباختصار مثال الباب هو له رمزية في العرس اليهودي فبعد ان يعد العريس العروس سيحمل عروسه عبر الباب فوق العتبة إلى منزلهما الجديد. وهذا إعلانا عن بداية حياة جديدة بالعبور من هذا الباب. ولهذا قال الرب يسوع إنه هو الباب، ويجب على الجميع أن يمروا من خلاله. ولكن كما يُفتَح هذا الباب للأبرار، فإنه سيُغلَق في وجه أولئك الذين لم يجهزوا أنفسهم، أولئك الذين لم يجهزوا ثياب زفافهم ويبيضوها، ويزيلوا كل البقع والتجاعيد. أما العروس وهي الكنيسة فتدخل عشاء عرس الحمل "7 لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. 8 وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ. 9 وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْخَرُوفِ!» وَقَالَ: «هذِهِ هِيَ أَقْوَالُ اللهِ الصَّادِقَةُ». (سفر الرؤيا 19: 7-9).

الخاتمة:

وفي النهاية كل هذا يوضح أهمية معرفة الخلفية اليهودية لفهم أعمق للكتاب المقدس. وكل هذا يوضح أكثر مدى روعة الخلفية المثالية والرموز النبوية في كتابنا المقدس الذي مستحيل أن يكون كتب بالصفة وتنطبق هذه الرموز النبوية بدقة.



والمجد لله دائمًا

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:07 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173539090939111.jpg




بعض من أمثال الرب يسوع المسيح وخلفيتها اليهودية: ملح الأرض وخرج الزارع والزوان





مقدمة.

في موضوعات كثيرة سابقة في اللاهوت الدفاعي تم توضيح كيفية أن فهم العدد وفهم خلفية العدد البيئية فهم صحيح هو أمر أساسي، وأحد النقاط الأساسية بالإضافة إلى سياق الكلام ولغويا. فأهمية الخلفية البيئية للأعداد هي أساسية لفهم الأعداد لأنها توضح أحيانا معنى قد لا يدركه القارئ الحالي، بل تكشف أعماق أكثر لمعاني كلمات الكتاب المقدس وتساعد فهم أسفار الكتاب المقدَّس بشكل أكثِر وضوحاً، وتجعل قراءة الأعداد هو بالأسلوب المعاش في القراءة. بمعنى أن الإنسان يقدر أن يعيش الأعداد ويتخيلها. فعند شرح الخلفية البيئية المحيطة بالعدد يجعل المستمع يعيش البيئة الواقعية المقصود بها ويتمتع بهذا. بل دائمًا الخلفية البيئية تكمل التفسير الآبائي للكتاب المقدس لأن الآباء فهموه فهم أقرب لبيئته عما نفهمه الأن. فبفهم خلفية العدد البيئية نستطيع أن نفهم حتى الشرح الآبائي للعدد أوضح. ويجب على دارس للكتاب المقدس أن يدرس بيئة العدد أو القصة ليتمكن من أن يعيش القصة، ثم بعد هذا يستطيع أن يدرك الرمزي المقصود، وبعد ذلك يستطيع أن يستخلص المعنى الروحي الهام للبنيان، ومن دون فهم المعنى اللفظي والتاريخي أو البيئي جيدًا، يمكن أن يتسبب هذا في بناء معنى رمزي وروحي خطأ. ففهي هذا الجزء سيتم التركيز عن الخلفيات البيئية وبخاصة اليهودية للأعداد وتقديم أمثلة من أمثال الرب يسوع المسيح ومعناها من الخلفية البيئية.







مثال أنتم ملح الأرض.

يقول الرب يسوع "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ" (انجيل متى 5: 13 فان دايك). فيتساءل البعض هل الملح يفسد؟ لأن ملح الطعام لا يفسد وإن طالت المدة، بل على العكس يستخدم لحفظ الأشياء فترات طويلة ويمنعها من الفساد. فهل هذا مثال خطأ؟ بالطبع لا فنحن نؤمن أن الرب يسوع المسيح له كل المجد يعني جيدًا ما يقول. ولكن يفهم المثل من الخلفية اليهودية والبيئية. بل احيانًا في هذا المثل لو لا يدرك البعض خلفيته البيئية قد يبني معنى روحي خطا في نقطة أن الملح لو فسد يطرح خارجًا أي يتم التخلص من الشخص الذي فسد نهائيًا وليس له دور وهذا غير دقيق بفهم خلفية العدد.

بالفعل ملح الطعام النقي المعتاد هذه الأيام وهو كلوريد الصوديوم NACL لا يفسد فهو من أقوى المركبات الكيميائية وصعب جدًا أن يتأين في الطبيعة ويفسد. فهو ملح ثابت نتيجة تفاعل حمض الهيدروكلوريك HCL مع مركب قاعدي هو هيدروكسيد الصوديوم NAOH. فلا يفسد فهل المثال غير دقيق؟ ولكن المتسائلين يحكمون بما في ايديهم واليوم ولا يراعون البيئة واسلوب الحياة في اسرائيل في هذا الوقت. فالملح في منطقة اسرائيل في زمن الرب يسوع المسيح من 2000 سنة لم يكن يأتي من مصانع وملاحات متقدمة تنتج ملح طعام نقي معاير بنسبة أكثر من 99% كلوريد صوديوم NACL بل كانوا يحضروه من البحر الميت مباشرة. واملاح البحر الميت هي ليست فقط كلوريد الصوديوم ولكن يوجد بها مواد كثيرة اخري حدد منها ثلاثة وعشرون عنصر مثل كلوريد الكالسيوم وكلوريد الماغنيسيوم وكلوريد البوتاسيوم وليس فقط هذه الأملاح للكلوريد بل أيضًا أملاح اليود (الكالسيوم والصوديوم والماغنيسيوم والبوتاسيوم وغيرها) وأملاح البروميد والكبريتات أيضًا بنسبة قليلة. ومنها إحدى عشر عنصر لا يوجد في مياه البحار الأخرى بهذا التركيب. وبعض هذه الاملاح تفسد عن طريق أن تتأكسد مثل أملاك الكبريتات والأيودين وغيرها، فتصبح طعمها معدني ولو ارتفع تركيزها يصبح مضر. وبعضها بتغير تركيبه تصبع غير قابلة للذوبان فلن تملح الطعام.

فالبعض قد يتساءل هل املاح البحر الميت التي بها كل هذا والتي يتكلم عنها الرب يسوع مضرة؟ هي ليست مضرة بل مفيدة. فأملاح البحر الميت معروفة منذ القدم بفوائدها الصحية للأكل. الكالسيوم مهم للأسنان والعظام وعضلة القلب. المغنسيوم يساعد على مقاومة الالتهابات والحساسية وينشط إنزيمات كثيرة. البوتاسيوم يعمل على تنظيم نسبة الرطوبة بالجسم وبالتالي يحميه من الجفاف والتشقق ومهم لعضلة القلب. البروميد يساعد على الاسترخاء والشعور بالراحة. الكلوريد وله دور كبير في تنيم المعادن في الجسم. كما تساعد على تخفيف الامراض والمشاكل الجلدية مثل الصدفية والاكزيما وحب الشباب والنمش والزوان والكلف وآلام المفاصل والروماتيزم وإراحة الجهاز العصبي والتخفيف من التوتر والاجهاد الناتج من عناء العمل اليومي وتنشيط الدورة الدموية والتشنجات العضلية وتلك الناتجة عن التمارين الرياضية القوية. فالرب يسوع المسيح يتكلم من خلفية بيئية والطبيعة التي في مكانه وزمانه وبالطبع لا يتكلم عن شيء مضر ولكن المهم فيه هو النسب.

عندما يستخرجوا الملح من البحر الميت يتم ضخ مياه من البحر الميت إلى بقع التبخير، وهي بقع مائية ضحلة (قليلة المياه، مما يجعل عملية تبخر المياه أسرع). المياه في هذه البقع المسطحة تسخن تحت الشمس وتتبخر بسرعة (بسبب درجات الحرارة المرتفعة في هذه المنطقة من العالم). كلما تبخرت مياه أكثر في البقع، كلما ارتفع تركيز الأملاح فيها. مما يجعل الماء محلولا ً مشبعـًا والأملاح ترسب كمواد صلبة. الملح الاساسي الذي يرسب هو ملح الطعام فيكون هو اعلى نسبة وبقية الاملاح اقل تركيز ولهذا لو تعرض هذا الملح للمياه العذبة يقل تركيز ملح الطعام ويزيد تركيز بقية الاملاح. ولكن تجمع بسرعة بعد جفافها فلا تتأكسد ولا تفسد لأنها قابلة للأكسدة والفساد.



اشكالية هذا الملح أنه يجب أن يستخرج بعناية من مناطق يكون جف من البحر ولم يتعرض لمياه الأمطار في هذه الصخور وايضا يكون خزن بعناية ولم يتعرض لرطوبة عالية أو لمياه الأمطار أثناء تخزينه والسبب أنه عندما يتعرض لمياه الأمطار هي تزيل منه معظم كلوريد الصوديوم لأن كلوريد الصوديوم هل سهل الإذابة جدًا مقارنة ببقية الأملاح التي معدل ذوبانها أقل وبهذا يصبح تركيز بقية الأملاح أعلى وبهذا يقل طعم الملوحة المميز لملح الطعام ويتغير طعمه لطعم معدني فاسد. وأيضًا ممكن أن يصبح مضر للصحة. فلهذا يستخرجوه عن طريق ازالة الطبقة السطحية واستخدام الطبقة التي هي أقرب للصخور ليكون تركيز ملح كلوريد الصوديوم جيد. وأيضًا يخزن بطريقة تمنع عنه الرطوبة وهذا صعب في هذا الزمان لأنه لم يكن هناك الأنية البلاستيكية فكان الأغنياء يضعونه في أوعية زجاجية ولكن البسطاء كانوا يخزنوه في منسوجات (مسح) وهذا بالطبع يتسرب منه الرطوبة ويسرب معه ملح الطعام ويترك الباقي من الأملاح التي بدون ملوحة فهي فاسدة. فعندما يقول الرب يسوع المسيح له كل المجد "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ" (انجيل متى 5: 13). هو بالفعل يتكلم عن ملح يفسد. والتعبير اليوناني المستخدم لكلمة يفسد موراينو خ¼د‰دپخ±خ¹جپخ½د‰ G3471 هو يعني يصبح بدون طعم الملوحة فلهذا الرب يسوع يقول إن الملح الذي يقل تركيزه أو يقل طعمه الملحي أو يتأكسد لا يصلح للاستخدام وهذا تعبير صحيح ودقيق بعد أن فهمنا أنه على ملح البحر الميت. وهو ما قاله لوقا البشير نقلًا عن الرب يسوع المسيح ولقبه بملح جيد 34 «اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلكِنْ إِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ، فَبِمَاذَا يُصْلَحُ؟ 35 لاَ يَصْلُحُ لأَرْضٍ وَلاَ لِمَزْبَلَةٍ، فَيَطْرَحُونَهُ خَارِجًا. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». (انجيل لوقا 14: 34-35).

النقطة الثانية بعدما اتضح أنه فعلًا يفسد فيطرح ولكن لوقا البشير يقول لا يصلح لأرض ولا مزبلة. فهم لا يلقونه في الأرض الزراعية لكيلا تفسد من الملوحة. ومرقس البشير نقلًا عن الرب يسوع المسيح وضح أكثر قائلا "اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلكِنْ إِذَا صَارَ الْمِلْحُ بِلاَ مُلُوحَةٍ، فَبِمَاذَا تُصْلِحُونَهُ؟ لِيَكُنْ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ مِلْحٌ، وَسَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا». (إنجيل مرقس 9: 50). فهو يشرح ويوضح أن المقصود هو أنه يقل ملوحته. فالملح بالفعل يفسد بأن تقل ملوحته أي يقل تركيز كلوريد الصوديوم وسط باقي الاملاح المختلفة فتقل ملوحته ويتحول طعمه لطعم معدني وأيضا باقي الأملاح التي به هي قابلة للأكسدة والفساد. وبعض الاملاح متى تأكسد هي تتحول لأكاسيد أملاح غير قابلة للذوبان في المياه وتكون كرستالات خشنة لا تذوب فلا تصلح للتمليح أصلا. أيضًا يقول الرب يسوع المسيح معلومة اخرى مهم ان نفهمها وهي أنه يطرح خارجا وتدوسه الناس ولكن في لوقا البشير يقول الرب يسوع لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فلمن لا يفهم الخلفية اليهودية قد يرى هذا تناقض. هذا الملح لما فيه من بوتاسيوم ومغنيسيوم يستخدم في الأراضي الزراعية بنسبة قليلة جدًا ولو ارتفعت نسبته تفسد الأرض فلا يصلح أن يستمروا يلقونه في الأرض الزراعية لألا تملح وتفسد. فهو يرش بنسبة قليلة ويدوسونه بأرجلهم اثناء رشه.

ولكن الرب يسوع بتعبير خارجا هو له خلفية يهودية. هذا التعبير لا يقصد به أرض خلاء وإلا سيفسدها الملح ولو فعلوا هذا تسمى أرض فاسدة لأنها زرعت ملح كما شرحت في موضوع " الرد على شبهة هل الملح يزرع؟ قضاة 9: 45" فهذا التعبير خارجًا هو مقصود به الدار الخارجية من الهيكل وهذا يفهمه اليهود جيدًا ولهذا لم يعترض واحد منهم ويقول له لا نستطيع أن نلقيه خارجًا في أي أرض. فمن يسمعه من اليهود يفهم أنه يتكلم عن الدارة الخارجية لأن هذا ما كانوا يرونه بأعينهم. فبالفعل هذه الاملاح التي كانوا يستخرجونها من البحر الميت هي كانت على شكل أملاح صغيرة فعندما تفسد بمعنى كما فهمنا يقل تركيز كلوريد الصوديوم فيها ويقل طعم الملوحة وكانت تتحول لكرستالات صلبة خشنة لا تذوب في المياه فكانوا اليهود في هذا الوقت يستخدموها في أنهم يلقونها على أرضية الهيكل الرخامية الخارجية في أيام المطر وحتى في أيام تساقط الثلوج لكي تمنع انزلاق الناس على رخام أرضية الدار الخارجية لأنه يسبب خشونة واحتكاك للأحذية بالأرض فلا يتزحلق الذي يسير على أرض مبللة وهي كرستالات لا تذوب فتستمر في مفعول الحماية لأيام. فبالفعل الملح الذي يقل تركيزه وطعم ملوحته كان مصيره أن يستخدم استخدام أخر. فبدل من أن يستخدم في الطعام أو في تمليح الذبائح المقدسة أصبح يستخدم تحت الأقدام للحماية.

وتأكيد ما قلته هو يشابه ما نقله المفسر ادم كلارك عن اقوال الرباوات اليهود القدامى. "أن يُداس تحت الأقدام -كان هناك نوع من الملح في يهوذا، والذي تم إنتاجه في البحيرة، ومن ثم يُسمى الملح القيري، يفسد بسهولة، ولا فائدة له سوى نشره في جزء من الهيكل، لمنع الانزلاق في الطقس الرطب (الأمطار). ربما هذا هو ما يشير إليه ربنا في هذا المكان. وجود مثل هذا الملح، وتطبيقه لمثل هذا الاستخدام، أثبته شوتجينيوس إلى حد كبير في كتابه Horae Hebraicae، المجلد الأول، ص 18".

أيضًا هذا المثل كما أشرت يوضح أمر مهم وهو أنه لو لم يفهم الخلفية البيئية جيدًا قد يبنى على المثال معنى روحي غير دقيق. ففي هذا المثل لو لا يفهم جيدًا ان المقصود بفساد الملح تحوله لكرستالات لا تذوب ويتغير استخدامها من التلميح للحماية. ولو لا يفهم أن المقصود بخارجا هو الدار الخارجية من الهيكل أي الساحة فقد يفهم منه رفض الشخص الذي يفسد تمامًا ولكن بفهم الخلفية اليهودية نرى تغير في نوع الاستخدام والمكانة وليس رفض كلي مباشرة. نلاحظ أيضًا أن هذا ينبه كثير من المؤمنين لأن ممكن مؤمن يكون ملح جيد ولكن إن لم يلاحظ طرقة جيدًا وأن لم يستمر في حياة الجهاد ممكن يبدأ يفسد تدريجيًا ويتحول إلى ملح فاسد.

وأيضا حتى الذي كان مؤمن وله موهبة معينة وفسد هذا لايزال يسمح الرب له باستخدام آخر ولكن ليس لأنه ملح جيد ولا لكرامة له فهو فسد؛ ولكن لفائدة الأخرين فلا ينزع منه الموهبة المستخدمة لفائدة الاخرين. فنجد أن الملح الفاسد استخدم لمنع البعض من السقوط. ليس لأي صلاح فيه. فمن الممكن ان يعطي الرب موهبة لخادم ولكنه للأسف يسقط في التكبر أو غيرها من الخطايا وبعد أن بدأ بالروح يكمل بالجسد ويصبح هو مرفوض ولكن لا ينزع عنه الرب الموهبة لأن الرب سيظل يستخدم الموهبة التي مع هذا الخادم الفاسد لفائدة وخير أبناؤه. فلهذا الانسان لا يفتخر بموهبة المستمرة عنده ولا غيره بل حتى مع هذا يجب أن يكمل طريق غربته بخوف. "إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 12) لكيلا يصبح من المرفوضين

هذا المثل بناء عليه يمكن فهم أكثر الأشخاص الذين يقول لهم الرب يسوع المسيح "22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" (أنجيل متى 7: 22-23). فبدون هذه الخلفية قد يتعجب البعض كيف مؤمنين يفعلون معجزات ويقول لهم الرب لا أعرفكم! فبدل من أن كان يملح الذبيحة المقدسة أصبح يمنع الناس من السقوط ولكنه هو نفسه أصبح مرفوض ومداس.



مثال خرج الزارع ليزرع.

هذا المثل المهم الذي فسره رب المجد بنفسه هو واضح ولكن أيضًأ بعض التوضيحات للخلفيات التي وراؤه.

3 فَكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال قَائِلًا: «هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، 4 وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. 5 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالًا إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6 وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. 8 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ. 9 مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». 10 فَتَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَال؟» 11 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا لأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ. 12 فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ. 13 مِنْ أَجْلِ هذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَال، لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. 14 فَقَدْ تَمَّتْ فِيهِمْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَاءَ الْقَائِلَةُ: تَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلاَ تَفْهَمُونَ، وَمُبْصِرِينَ تُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ. 15 لأَنَّ قَلْبَ هذَا الشَّعْب قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ. 16 وَلكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ، وَلآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. 17 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا. 18 «فَاسْمَعُوا أَنْتُمْ مَثَلَ الزَّارِعِ: 19 كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلاَ يَفْهَمُ، فَيَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الطَّرِيقِ. 20 وَالْمَزْرُوعُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَحَالًا يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ، 21 وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ، بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ فَحَالًا يَعْثُرُ. 22 وَالْمَزْرُوعُ بَيْنَ الشَّوْكِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَهَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ. 23 وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ». (إنجيل متى 13: 3-23).

يفهم هذا المثل لمن يدرك خلفيته والمكان الذي كان يتكلم فيه الرب يسوع المسيح. فالإنجيل يقول 1 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبَحْرِ، 2 فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ. وَالْجَمْعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى الشَّاطِئِ." (إنجيل متى 13: 1-2). الرب يسوع قال هذا المثل وهو على شاطئ بحيرة طبرية وامامه منطقة مفتوحة بها أنواع مختلفة من التربة. فهذه صورة من بحيرة طبرية لمنطقة تشبه التي كان يتكلم فيها الرب يسوع.

صورة من جوجل ايرث لبحيرة طبرية لمكان يشبه المكان الذي قال فيه الرب يسوع مثال خرج الزارع ليزرع.

واليهود كانوا في هذا الوقت عندهم طريق يفصل ما بين شاطئ البحيرة والأرض الزراعية فهي شاطئ به صخور وشوك وقطع صغيرة طينية ثم طريق ثم أرض زراعية كبيرة أي ما يقوله لهم لو نظروا سيروا ما يقوله لهم بل هم يعيشونه. والرب يسوع المسيح هو الزارع وكل شخص واقف أما قدمه على حجر أو طريق أو تألم من شوك أو أرض ترابية جيدة. فالذين على الطريق اختاروا هذا ليسهل انصرافهم بسرعة ويروا من يدخل ومن يخرج ولكن النتيجة يتشتتوا فعلا ولا يستطيعوا التركيز فيما يقول بسبب ازعاج كل من يدخل ويخرج او يعبر. والذين على الشوك اختاروا منطقة فارغة بدون تعب الاقتراب من الناس ولكن هم بالفعل أصبحوا مخنوقين من الم الشوك في اقدامهم كلما تحركوا وغير مركزين فيما يقال. والذين وقفوا على أرض محجرة بعد قليل بدوءا يتألموا في وقفتهم لصلابة السطح. اما الذين وقفوا على الارض الجيدة متسعة كان همهم اختيار أفضل مكان يسمع الرب بتدقيق بغض النظر عن اي ظروف أخرى. ولهذا قال للتلاميذ لكم اعطي الملكوت لأنهم كملوا معه ام الباقيين كل واحد عنده مشكلة وانصرف ولم يستفاد شيءً كثيرًا رغم أنهم سمعوا.

نقطة جانبية في البداية لماذا يقول وقفوا ولم يقول جلسوا؟ الأمر إجابته في الخلفية اليهودية فهكذا كانت عادة الأمة، أن يجلس المعلمون حين يلقون محاضراتهم؛ ويقف التلاميذ؛ واستمرت هذه العادة الشرفية حتى وفاة غماليئيل الشيخ المذكور في أعمال الرسل ابن سمعان الشيخ وحفيد هليل العظيم؛ ثم توقفت إلى حد أنه أصبح التلاميذ كانوا يجلسون حين يجلس معلميهم. ومن هنا جاء تعبير يقوله اليهود القدامى: "ومنذ ذلك الوقت مات ذلك الحاخام غماليئيل الشيخ، هلك شرف الناموس، وماتت الطهارة والفريسية". حيث يكتب لنا مجيلاه: "قبل وفاته كانت الصحة في العالم، وتعلموا الناموس وهم واقفون؛ ولكن عندما مات نزل المرض إلى العالم، وأُجبروا على تعلم الناموس وهم جالسون." فهذا يوضح لماذا يقول تعبير واقفون رغم أنه نتوقع أن يقول جالسون.

السؤال المهم بعد أن عرف من المثل بوضوح ان الزارع هو الرب فكيف الرب يمثل نفسه بزارع غير مدقق وبزور تسقط منه على الطريق وبزور أخرى تسقط منه على الشوك وأخرى على الأحجار؟ اليس هذا تبديد للبذور؟ والزارع المدقق لا يفعل ذلك حاليا، فلماذا يقول مثال يظهر فيه انه غير مدقق؟ اجابة السؤال هو لم يلقي ولهذا التعبير سقط فهو لم يلقيهم بل هم الذين اختاروا أماكن الوقوف وكل شخص تحمل نتيجة اختياره. ولكن يستمر السؤال لماذا في المثل الزارع لم يدقق في مكان سقوط البذور وبدد بعض البذور؟ بالإضافة لمعناه الروحي كثيرين يدعون وقليلون ينتخبون والرب يرسل كلمته للكل ولكن حتى خلفيته اليهودية مهمة.

فنرى ثلاثة سيناريوهات مختلفة عن الطبيعي تحدث هنا، طريق مطروق، وأماكن صخرية، وبين الأشواك. ولكن الزارع اليهودي يلقي فيها قلة من البذور. لا ينوي الزارع في كل هذه الحالات الثلاث حصاد أي من هذه البذور. لن يطرد الطيور، ولن يقلق كثيرًا بشأن هذه البذور لأنه لم يكن ينوي حصادها. هذا لا يقلل من أهمية البذور. وهو لم يسمح بسقوط هذه البزور كإهمال بل لأنه تعلم التوراة أن المزارع لم يكن ليحصد زوايا حقله. كانت هذه الزوايا والبذور المتساقطة من أجل توفير الطعام للفقراء والمحتاجين أي ما ينمو منها يترك للغريب واليتيم والضيف. فالبعض حاليا بدون الخلفية اليهودية قد يظن أن البذور كانت مهدرة. ولكن عند اليهود يسمحوا بهذا، إذا حدث أن تنبت أي من هذه البذور ووفرت أي محصول بين الصخور أو في الشوك أو على جانبي الطريق في أي بقعة قد تنموا فيها، فإنها كانت مهمة للغاية لإطعام المحتاجين والغرباء كبديل لزوايا حقله المأمور ان يتركها ولا يحصدها " 9 «وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي الْحَصَادِ. وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. 10 وَكَرْمَكَ لاَ تُعَلِّلْهُ، وَنِثَارَ كَرْمِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ." (سفر الاويين 19: 9-10)؛ ويتكرر هذا عدة مرات (لاويين 23: 22؛ أيوب 38: 41؛ يونان 4: 11؛ مز 36: 6؛ 145: 16). في العصر الحديث، لا يفعل المزارع هذا ويحاول ألا يكون هناك بعض البذور الضائعة. ولكن الخلفية اليهودية توضح أن هذه البذور هي ليست ضائعة ولكن تحقق غرضًا أعلى حسب الخلفية اليهودية للغرباء لأنهم مأمورين بأن يترك البعض للغرباء. ولهذا لم يعترض أحد على هذه التفصيلات لأن هذا ما يفعلونه في حياتهم اليومية. بل هذا مسجل عند اليهود بأنهم كانوا يفعلون هذا بالفعل. فدار حديث حول بعض قوانين الكليم (أو، قوانين البذور من أنواع مختلفة)، والسنة السابعة: حيث نجد، من بين الوصايا أن يفعلوا هذا للفقراء؛ "يقول الحاخام شمعون بن لاكيش أنه يتحرر [من تلك القوانين] من يزرع بذوره بجانب البحر، على الصخور، والأرصفة، والأماكن الصخرية."

أمر أخير وهو يقول " وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ" فالأرض الجيدة فسرها رب المجد " وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ" فهو يشير للإنسان الذي قلبه صالح ويبحث عن كلمة الرب ومتى تلقاها يثمر.

ويوجد تاملات روحية كثيرة على رقم ثلاثين وستين ومئة وعلاقتها بالإنسان المؤمن. فلن أتطرق للمعاني الروحية التي قدمها الشراح الرائعين. ولكن خلفيتها اليهودية أنهم في هذا الوقت كانوا يعرفون أن حتى الأرض الجيدة مختلفة حسب حداثتها بمعنى غالبًا ما يوسع المزارعون حقولهم بالانتقال إلى المناطق المجاورة للحقل الغير مأهولة التي توجد بها صخور وأشواك لتنظيفها ليضيفوها للحق. فعندما ينظفون قطعة أرض من الصخور أو الأشواك تنتج أولا ثمار قليلة بنسبة 30% ثم يستمر يعمل فيها فيجد لا تزال أشواك تخرج فيستمر في إزالته أو صخور متبقية تحت سطح التربة فيستمر يعمل فيها ويزيلها أكثر فتتضاعف فتنتج 60% ثم في المرة القادة يزيل البقية الباقية من الأشواك أو الصخور فتصل لمستوى إنتاج الأرض الجيدة وهو 100%.

ويعمل الله بنفس الطريقة. فقد يبدأ بقطعة صغيرة تنتج ثمارًا. ثم يقوم ببطء بتنظيف المزيد من الأرض لزراعة المزيد من المحاصيل. وكانت الأرض تُزرع بالبذور موسميًا. وكل موسم يعتبر ميلاد جديد. لقد فهم الشعب اليهودي هذا. وكان لديهم قول مفاده أنه بمجرد ظهور قمر جديد في السماء فإن الشهر "يولد من جديد". هذا هو المفهوم الذي كان الرب يسوع المسيح يعلمه لنيقوديموس عندما قال "يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ" (يوحنا 3: 5-12). يمر الناس بمواسم في حياتهم. في بعض الأحيان يستغرق الأمر وقتًا أطول حتى يقوم الله بتطهير حقل قلب الإنسان حتى يمكن أن يحدث نمو دائم. من وجهة نظرنا، لن نعرف أبدًا متى أكمل الله تطهير الحقل. وعلى نفس المنوال، يبدو أن بعض الحقول الصخرية التي تم تطهيرها وبدأت تنمو لا يزال بها صخور تحت التربة يتعين على المزارع إزالتها باستمرار تمامًا كما يتعين على الأشواك أن تُقتلع من جزورها باستمرار من الحقل. يعمل الله بقلب راغب ليس فقط لإعداد التربة في البداية ولكن لمواصلة العمل في التربة طوال حياتهم.

ولكن البعض يتساءل لماذا متى البشير يقول ترتيب مخالف مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ؟ بترتيب عكسي لما قاله مرقس البشير الذي ذكر وَاحِدٌ ثَلاَثِينَ وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ مِئَةً؟ وبخاصة أن متى البشير (اليهودي) يكلم اليهود فلماذا ذكر هذا الترتيب 100 60 30؟ أيضًا اليهود لهم مقولة بمعنى مختلف تماما وفعلا هو عكسي، وهو عن تناقص خصوبة الأرض التي لم تترك فترة لتستريح وتعيد تنشيط نفسها في سنة السبت. فأرض إسرائيل؛ والتي يتحدث عنها التلموديون كثيرًا ومع ذلك يعترفون بأنها تحولت منذ فترة طويلة إلى قلة خصوبة؛ وتوجد مقولات يهودية عن هذا مثل: "قال الحاخام يوحنان، إن أسوأ الفاكهة التي نأكلها في شبابنا تفوقت على أفضل ما نأكله الآن في شيخوختنا: ففي أيامه تغير العالم." و"قال ر. تشايجا بار با إن مكيال أربيل كان ينتج سابقًا مكيالًا من الدقيق، ومكيالًا من الدقيق، ومكيالًا من النخالة، ومكيالًا من النخالة الخشنة، ومكيالًا من النخالة الأكثر خشونة، ومكيالًا من النخالة الأكثر خشونة أيضًا: ولكن الآن بالكاد يأتي مكيال واحد من مكيال واحد."

فلهذا بعد فهم الخلفية البيئية اليهودية ممكن نستنتج معنى روحي مختلف فالمعنى الروحي من هذا أن حتى الخادم الذي يبدا حارًا لو لم يتخذ فترة روحية كخلوة متكررة في أثناء حياته وخدمته قد يتناقص ثمره تدريجيا لمشغوليات الخدمة. متى أدركنا هذا نجد ان المعنى الروحي المقصود هو قد يكون ليس المقصود به فقط ما تقوله التأملات الكثيرة عن درجات الإنسان الروحي بل ما يقصد به الرب هو الاحتياج لفترة الراحة والخلوة متى تناقص الثمر.













مثال الحنطة والزوان.

أيضًا مثال الحنطة والزوان والذي نعرفه جيدًا وله معاني روحية رائعة ولكن بالتدقيق قد تبرز أسئلة.

"24 قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ قِائِلًا: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ زَرْعًا جَيِّدًا فِي حَقْلِهِ. 25 وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ زَوَانًا فِي وَسْطِ الْحِنْطَةِ وَمَضَى. 26 فَلَمَّا طَلَعَ النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَرًا، حِينَئِذٍ ظَهَرَ الزَّوَانُ أَيْضًا. 27 فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَلَيْسَ زَرْعًا جَيِّدًا زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟ 28 فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا. فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ 29 فَقَالَ: لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. 30 دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا إِلَى الْحَصَادِ، وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلًا الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَني». (إنجيل متى 13: 24-30).

في اغلب الأماكن الزوان Tares أو الأعشاب الضارة يتم ازالتها من البداية لكيلا تسرق غذاء المحصول فتنتج محصول ضعيف. ويتم ازالتها بسهولة لأن شكلها من البداية مختلف عن الحنطة أي القمح وشكل نبات القمح سواء في صغره أو في نموه حتى ينتج سنابل. فقد يتعجب البعض ويقول لماذا لم يتم تنقيتهم من البداية ليتوفر غذاء أكثر للقمح؟ وهذا ما يفعله المزارعين حاليا. فالمعنى الروحي معروف لترك فرصة للأشرار حتى وقت الدينونة. ولكن السؤال سيصبح أن المثل لا يتفق مع ما يفعله المزارعين فهل هو مثل خطا حتى لو معناه صحيح؟ بالطبع لا وكلام الرب يسوع المسيح دقيق جدًا ولكن في الخلفية البيئية التي يتكلم عنها الرب يسوع يفهم أكثر. فالزوان المذكور هنا في اليوناني خ¶خ¹خ¶خ¬خ½خ¹خ؟خ½، 2215

هو بيئيا نوع من الزوان، موجود في أرض إسرائيل وهو الأكثر شيوعًا من بين الأنواع الأربعة في إسرائيل، وهو يسمى باللغة الدارجة الملتحي، وينمو في حقول الحبوب، وخلال المراحل المبكرة من النمو، كان من الصعب جدًا التمييز بينها لأنها تبدو فعلا وكأنها قمح. بطول القمح والشعير، ويشبه القمح في المظهر. ولهذا كان يلقبها اليهود قمحًا فاسدًا لأنها نفس شكل القمح أثناء النمو. بل بعضهم أضاف قصص انه كان في الأصل قمح وفسد بفساد الطبيعة. وأطلق عليه الحاخامون اسم "الزوان". ووصفوها بأن هذه البذور سامة للإنسان والحيوانات العاشبة، وتتسبب في النعاس والغثيان والتشنجات وحتى الموت (وهي غير ضارة بالدواجن). وبالفعل بيئيا صعب فصل النباتات هذه عن القمح حتى تنضح فيتضح نوعها، فيمكن المخاطرة بفصلها ولكن سيتم نزع بالخطأ نسبة مرتفعة من الحنطة. فلهذا المثال بيئًا صحيح لأنه يخسر بعض غذاء التربة لكيلا يضحي بقمح جيد.

وملاحظة أخرى وهي أن التوراة علمت أن المزارع لا ينبغي له أن يزرع نوعين مختلفين من البذور في حقل واحد (تث 22: 9). فهذا الشرير (المقصود به الشيطان) هو ليس فقط ضايق صاحب الكرم ولكن فعلته هذه تخالف الوصايا وهذا يوضح بالإضافة للمعاني الروحية الكثيرة للمثل بأن الوصايا لابد أن تتبع. ملحوظة متى البشير يركز على أن التلاميذ طلبوا من الرب يسوع تفسير مثال الزوان.

"حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ. وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. وَالْعَدُوُّ الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَالْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ. فَكَمَا يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ، هكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ هذَا الْعَالَمِ: يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ" (إنجيل متى 13: 36-43)

فالرب يسوع المسيح له كل المجد بنفسه فسر المثل فلا يحتاج تفسير أكثر ولكنهم لم يتعجبوا لماذا السيد لم يأمر من البداية بإزالة الزوان لأنهم كيهود يعرفون هذا النوع من الزوان وتشابهه مع الحنطة فمن الخطأ إزالته.

أخيرا الرب يسوع يكمل تفسيره لمثال الحنطة والزوان بعد طرح الأشرار في اتون النار بتعبير "حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ." هذا أيضًا تعبير يهودي فيقول اليهود "إن وجوه "الأبرار"، كما يقولون، في الوقت القادم، ستكون דו×‍ו×ھ לח×‍×”، "مثل الشمس"، والقمر، والنجوم والكواكب، والبروق، والزنابق، ومصباح المقدس." وأيضًا يقول اليهود تعبير شهير عندهم "إيلوهيم في الوقت القادم، سيُجمِّل جسد "الأبرار"، كجمال الإنسان الأول، عندما دخل الفردوس، وفقًا لإشعياء 58: 11 وأن ​​الروح، بينما هي في كرامتها، ستُدعم بالنور الأعلى، وستُلبس به؛ وعندما يدخل الجسد بعد ذلك، فإنه يدخل بهذا النور؛ وعندئذٍ يضيء الجسد، כזהר הרקיע، "كضياء السماء": كما قيل في دانيال 12: 3."

ولكن نقطة هامة هنا فيها يؤكد الرب يسوع المسيح مع تلاميذه اليهود أن ما يعرفونه أن الذي سيفعل هذا هو يهوه إيلوهيم وهنا يؤكد لهم أنه هو ابن الإنسان يهوه إيلوهيم الظاهر في الجسد هو الذي سيفعل ذلك عندما يقول لهم " يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ. . ." فهذا التعبير هو إعلان لاهوت بالمفهوم اليهودي.

خاتمة.

سؤال جانبي وهو لماذا لم يعترض اليهود أنه يكلمهم بأمثال؟ السبب أنهم متعودين على هذا فلم يكن هناك شكل من أشكال البلاغة اليهودية أكثر استخدامًا من الأمثال. وتضايق اليهود عندما بدأت تقل الأمثال. ويقال، في التلمود، أنه منذ وفاة الحاخام مائير، توقف أولئك الذين تحدثوا بالأمثال. وتكثر الكتب اليهودية القديمة بهذه الطريقة من الأمثال، ولهذا سمى بعض الراباوات القدامى دينهم بالمثلاية؛ "إن الأمثال كانت مطوية داخل أغطية الاحتفالات؛ وكانت خطابتهم في عظاتهم تشبهها. ولكن من العجيب حقًا أن أولئك الذين كانوا مولعين بالأمثال وتلذذوا بها؛ وبارعين في شرحها، ظلوا في القشرة الخارجية للاحتفالات، ولم يتمكنوا من استخراج المعنى الرمزي والروحي لها؛ ولم يكن قادرًا على استخراجها. فهم يرون القشرة ولا يرون النواة.

ولطن مرة أخرى كانت هذه امثلة من الكثير جدا الذي يوضح أهمية الخلفية البيئية لفهم أعمق وأروع لكلمات الكتاب المقدس.







والمجد لله دائما

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:09 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173539090939111.jpg





مثال أنتم ملح الأرض.

يقول الرب يسوع "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ" (انجيل متى 5: 13 فان دايك). فيتساءل البعض هل الملح يفسد؟ لأن ملح الطعام لا يفسد وإن طالت المدة، بل على العكس يستخدم لحفظ الأشياء فترات طويلة ويمنعها من الفساد. فهل هذا مثال خطأ؟ بالطبع لا فنحن نؤمن أن الرب يسوع المسيح له كل المجد يعني جيدًا ما يقول. ولكن يفهم المثل من الخلفية اليهودية والبيئية. بل احيانًا في هذا المثل لو لا يدرك البعض خلفيته البيئية قد يبني معنى روحي خطا في نقطة أن الملح لو فسد يطرح خارجًا أي يتم التخلص من الشخص الذي فسد نهائيًا وليس له دور وهذا غير دقيق بفهم خلفية العدد.

بالفعل ملح الطعام النقي المعتاد هذه الأيام وهو كلوريد الصوديوم NACL لا يفسد فهو من أقوى المركبات الكيميائية وصعب جدًا أن يتأين في الطبيعة ويفسد. فهو ملح ثابت نتيجة تفاعل حمض الهيدروكلوريك HCL مع مركب قاعدي هو هيدروكسيد الصوديوم NAOH. فلا يفسد فهل المثال غير دقيق؟ ولكن المتسائلين يحكمون بما في ايديهم واليوم ولا يراعون البيئة واسلوب الحياة في اسرائيل في هذا الوقت. فالملح في منطقة اسرائيل في زمن الرب يسوع المسيح من 2000 سنة لم يكن يأتي من مصانع وملاحات متقدمة تنتج ملح طعام نقي معاير بنسبة أكثر من 99% كلوريد صوديوم NACL بل كانوا يحضروه من البحر الميت مباشرة. واملاح البحر الميت هي ليست فقط كلوريد الصوديوم ولكن يوجد بها مواد كثيرة اخري حدد منها ثلاثة وعشرون عنصر مثل كلوريد الكالسيوم وكلوريد الماغنيسيوم وكلوريد البوتاسيوم وليس فقط هذه الأملاح للكلوريد بل أيضًا أملاح اليود (الكالسيوم والصوديوم والماغنيسيوم والبوتاسيوم وغيرها) وأملاح البروميد والكبريتات أيضًا بنسبة قليلة. ومنها إحدى عشر عنصر لا يوجد في مياه البحار الأخرى بهذا التركيب. وبعض هذه الاملاح تفسد عن طريق أن تتأكسد مثل أملاك الكبريتات والأيودين وغيرها، فتصبح طعمها معدني ولو ارتفع تركيزها يصبح مضر. وبعضها بتغير تركيبه تصبع غير قابلة للذوبان فلن تملح الطعام.

فالبعض قد يتساءل هل املاح البحر الميت التي بها كل هذا والتي يتكلم عنها الرب يسوع مضرة؟ هي ليست مضرة بل مفيدة. فأملاح البحر الميت معروفة منذ القدم بفوائدها الصحية للأكل. الكالسيوم مهم للأسنان والعظام وعضلة القلب. المغنسيوم يساعد على مقاومة الالتهابات والحساسية وينشط إنزيمات كثيرة. البوتاسيوم يعمل على تنظيم نسبة الرطوبة بالجسم وبالتالي يحميه من الجفاف والتشقق ومهم لعضلة القلب. البروميد يساعد على الاسترخاء والشعور بالراحة. الكلوريد وله دور كبير في تنيم المعادن في الجسم. كما تساعد على تخفيف الامراض والمشاكل الجلدية مثل الصدفية والاكزيما وحب الشباب والنمش والزوان والكلف وآلام المفاصل والروماتيزم وإراحة الجهاز العصبي والتخفيف من التوتر والاجهاد الناتج من عناء العمل اليومي وتنشيط الدورة الدموية والتشنجات العضلية وتلك الناتجة عن التمارين الرياضية القوية. فالرب يسوع المسيح يتكلم من خلفية بيئية والطبيعة التي في مكانه وزمانه وبالطبع لا يتكلم عن شيء مضر ولكن المهم فيه هو النسب.

عندما يستخرجوا الملح من البحر الميت يتم ضخ مياه من البحر الميت إلى بقع التبخير، وهي بقع مائية ضحلة (قليلة المياه، مما يجعل عملية تبخر المياه أسرع). المياه في هذه البقع المسطحة تسخن تحت الشمس وتتبخر بسرعة (بسبب درجات الحرارة المرتفعة في هذه المنطقة من العالم). كلما تبخرت مياه أكثر في البقع، كلما ارتفع تركيز الأملاح فيها. مما يجعل الماء محلولا ً مشبعـًا والأملاح ترسب كمواد صلبة. الملح الاساسي الذي يرسب هو ملح الطعام فيكون هو اعلى نسبة وبقية الاملاح اقل تركيز ولهذا لو تعرض هذا الملح للمياه العذبة يقل تركيز ملح الطعام ويزيد تركيز بقية الاملاح. ولكن تجمع بسرعة بعد جفافها فلا تتأكسد ولا تفسد لأنها قابلة للأكسدة والفساد.



اشكالية هذا الملح أنه يجب أن يستخرج بعناية من مناطق يكون جف من البحر ولم يتعرض لمياه الأمطار في هذه الصخور وايضا يكون خزن بعناية ولم يتعرض لرطوبة عالية أو لمياه الأمطار أثناء تخزينه والسبب أنه عندما يتعرض لمياه الأمطار هي تزيل منه معظم كلوريد الصوديوم لأن كلوريد الصوديوم هل سهل الإذابة جدًا مقارنة ببقية الأملاح التي معدل ذوبانها أقل وبهذا يصبح تركيز بقية الأملاح أعلى وبهذا يقل طعم الملوحة المميز لملح الطعام ويتغير طعمه لطعم معدني فاسد. وأيضًا ممكن أن يصبح مضر للصحة. فلهذا يستخرجوه عن طريق ازالة الطبقة السطحية واستخدام الطبقة التي هي أقرب للصخور ليكون تركيز ملح كلوريد الصوديوم جيد. وأيضًا يخزن بطريقة تمنع عنه الرطوبة وهذا صعب في هذا الزمان لأنه لم يكن هناك الأنية البلاستيكية فكان الأغنياء يضعونه في أوعية زجاجية ولكن البسطاء كانوا يخزنوه في منسوجات (مسح) وهذا بالطبع يتسرب منه الرطوبة ويسرب معه ملح الطعام ويترك الباقي من الأملاح التي بدون ملوحة فهي فاسدة. فعندما يقول الرب يسوع المسيح له كل المجد "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ" (انجيل متى 5: 13). هو بالفعل يتكلم عن ملح يفسد. والتعبير اليوناني المستخدم لكلمة يفسد موراينو خ¼د‰دپخ±خ¹جپخ½د‰ G3471 هو يعني يصبح بدون طعم الملوحة فلهذا الرب يسوع يقول إن الملح الذي يقل تركيزه أو يقل طعمه الملحي أو يتأكسد لا يصلح للاستخدام وهذا تعبير صحيح ودقيق بعد أن فهمنا أنه على ملح البحر الميت. وهو ما قاله لوقا البشير نقلًا عن الرب يسوع المسيح ولقبه بملح جيد 34 «اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلكِنْ إِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ، فَبِمَاذَا يُصْلَحُ؟ 35 لاَ يَصْلُحُ لأَرْضٍ وَلاَ لِمَزْبَلَةٍ، فَيَطْرَحُونَهُ خَارِجًا. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». (انجيل لوقا 14: 34-35).

النقطة الثانية بعدما اتضح أنه فعلًا يفسد فيطرح ولكن لوقا البشير يقول لا يصلح لأرض ولا مزبلة. فهم لا يلقونه في الأرض الزراعية لكيلا تفسد من الملوحة. ومرقس البشير نقلًا عن الرب يسوع المسيح وضح أكثر قائلا "اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلكِنْ إِذَا صَارَ الْمِلْحُ بِلاَ مُلُوحَةٍ، فَبِمَاذَا تُصْلِحُونَهُ؟ لِيَكُنْ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ مِلْحٌ، وَسَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا». (إنجيل مرقس 9: 50). فهو يشرح ويوضح أن المقصود هو أنه يقل ملوحته. فالملح بالفعل يفسد بأن تقل ملوحته أي يقل تركيز كلوريد الصوديوم وسط باقي الاملاح المختلفة فتقل ملوحته ويتحول طعمه لطعم معدني وأيضا باقي الأملاح التي به هي قابلة للأكسدة والفساد. وبعض الاملاح متى تأكسد هي تتحول لأكاسيد أملاح غير قابلة للذوبان في المياه وتكون كرستالات خشنة لا تذوب فلا تصلح للتمليح أصلا. أيضًا يقول الرب يسوع المسيح معلومة اخرى مهم ان نفهمها وهي أنه يطرح خارجا وتدوسه الناس ولكن في لوقا البشير يقول الرب يسوع لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فلمن لا يفهم الخلفية اليهودية قد يرى هذا تناقض. هذا الملح لما فيه من بوتاسيوم ومغنيسيوم يستخدم في الأراضي الزراعية بنسبة قليلة جدًا ولو ارتفعت نسبته تفسد الأرض فلا يصلح أن يستمروا يلقونه في الأرض الزراعية لألا تملح وتفسد. فهو يرش بنسبة قليلة ويدوسونه بأرجلهم اثناء رشه.

ولكن الرب يسوع بتعبير خارجا هو له خلفية يهودية. هذا التعبير لا يقصد به أرض خلاء وإلا سيفسدها الملح ولو فعلوا هذا تسمى أرض فاسدة لأنها زرعت ملح كما شرحت في موضوع " الرد على شبهة هل الملح يزرع؟ قضاة 9: 45" فهذا التعبير خارجًا هو مقصود به الدار الخارجية من الهيكل وهذا يفهمه اليهود جيدًا ولهذا لم يعترض واحد منهم ويقول له لا نستطيع أن نلقيه خارجًا في أي أرض. فمن يسمعه من اليهود يفهم أنه يتكلم عن الدارة الخارجية لأن هذا ما كانوا يرونه بأعينهم. فبالفعل هذه الاملاح التي كانوا يستخرجونها من البحر الميت هي كانت على شكل أملاح صغيرة فعندما تفسد بمعنى كما فهمنا يقل تركيز كلوريد الصوديوم فيها ويقل طعم الملوحة وكانت تتحول لكرستالات صلبة خشنة لا تذوب في المياه فكانوا اليهود في هذا الوقت يستخدموها في أنهم يلقونها على أرضية الهيكل الرخامية الخارجية في أيام المطر وحتى في أيام تساقط الثلوج لكي تمنع انزلاق الناس على رخام أرضية الدار الخارجية لأنه يسبب خشونة واحتكاك للأحذية بالأرض فلا يتزحلق الذي يسير على أرض مبللة وهي كرستالات لا تذوب فتستمر في مفعول الحماية لأيام. فبالفعل الملح الذي يقل تركيزه وطعم ملوحته كان مصيره أن يستخدم استخدام أخر. فبدل من أن يستخدم في الطعام أو في تمليح الذبائح المقدسة أصبح يستخدم تحت الأقدام للحماية.

وتأكيد ما قلته هو يشابه ما نقله المفسر ادم كلارك عن اقوال الرباوات اليهود القدامى. "أن يُداس تحت الأقدام -كان هناك نوع من الملح في يهوذا، والذي تم إنتاجه في البحيرة، ومن ثم يُسمى الملح القيري، يفسد بسهولة، ولا فائدة له سوى نشره في جزء من الهيكل، لمنع الانزلاق في الطقس الرطب (الأمطار). ربما هذا هو ما يشير إليه ربنا في هذا المكان. وجود مثل هذا الملح، وتطبيقه لمثل هذا الاستخدام، أثبته شوتجينيوس إلى حد كبير في كتابه Horae Hebraicae، المجلد الأول، ص 18".

أيضًا هذا المثل كما أشرت يوضح أمر مهم وهو أنه لو لم يفهم الخلفية البيئية جيدًا قد يبنى على المثال معنى روحي غير دقيق. ففي هذا المثل لو لا يفهم جيدًا ان المقصود بفساد الملح تحوله لكرستالات لا تذوب ويتغير استخدامها من التلميح للحماية. ولو لا يفهم أن المقصود بخارجا هو الدار الخارجية من الهيكل أي الساحة فقد يفهم منه رفض الشخص الذي يفسد تمامًا ولكن بفهم الخلفية اليهودية نرى تغير في نوع الاستخدام والمكانة وليس رفض كلي مباشرة. نلاحظ أيضًا أن هذا ينبه كثير من المؤمنين لأن ممكن مؤمن يكون ملح جيد ولكن إن لم يلاحظ طرقة جيدًا وأن لم يستمر في حياة الجهاد ممكن يبدأ يفسد تدريجيًا ويتحول إلى ملح فاسد.

وأيضا حتى الذي كان مؤمن وله موهبة معينة وفسد هذا لايزال يسمح الرب له باستخدام آخر ولكن ليس لأنه ملح جيد ولا لكرامة له فهو فسد؛ ولكن لفائدة الأخرين فلا ينزع منه الموهبة المستخدمة لفائدة الاخرين. فنجد أن الملح الفاسد استخدم لمنع البعض من السقوط. ليس لأي صلاح فيه. فمن الممكن ان يعطي الرب موهبة لخادم ولكنه للأسف يسقط في التكبر أو غيرها من الخطايا وبعد أن بدأ بالروح يكمل بالجسد ويصبح هو مرفوض ولكن لا ينزع عنه الرب الموهبة لأن الرب سيظل يستخدم الموهبة التي مع هذا الخادم الفاسد لفائدة وخير أبناؤه. فلهذا الانسان لا يفتخر بموهبة المستمرة عنده ولا غيره بل حتى مع هذا يجب أن يكمل طريق غربته بخوف. "إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 12) لكيلا يصبح من المرفوضين

هذا المثل بناء عليه يمكن فهم أكثر الأشخاص الذين يقول لهم الرب يسوع المسيح "22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" (أنجيل متى 7: 22-23). فبدون هذه الخلفية قد يتعجب البعض كيف مؤمنين يفعلون معجزات ويقول لهم الرب لا أعرفكم! فبدل من أن كان يملح الذبيحة المقدسة أصبح يمنع الناس من السقوط ولكنه هو نفسه أصبح مرفوض ومداس.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:11 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173539090939111.jpg





مثال خرج الزارع ليزرع.

هذا المثل المهم الذي فسره رب المجد بنفسه هو واضح ولكن أيضًأ بعض التوضيحات للخلفيات التي وراؤه.

3 فَكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال قَائِلًا: «هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، 4 وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. 5 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالًا إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6 وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. 8 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ. 9 مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». 10 فَتَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَال؟» 11 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا لأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ. 12 فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ. 13 مِنْ أَجْلِ هذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَال، لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. 14 فَقَدْ تَمَّتْ فِيهِمْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَاءَ الْقَائِلَةُ: تَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلاَ تَفْهَمُونَ، وَمُبْصِرِينَ تُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ. 15 لأَنَّ قَلْبَ هذَا الشَّعْب قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ. 16 وَلكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ، وَلآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. 17 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا. 18 «فَاسْمَعُوا أَنْتُمْ مَثَلَ الزَّارِعِ: 19 كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلاَ يَفْهَمُ، فَيَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الطَّرِيقِ. 20 وَالْمَزْرُوعُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَحَالًا يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ، 21 وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ، بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ فَحَالًا يَعْثُرُ. 22 وَالْمَزْرُوعُ بَيْنَ الشَّوْكِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَهَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ. 23 وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ». (إنجيل متى 13: 3-23).

يفهم هذا المثل لمن يدرك خلفيته والمكان الذي كان يتكلم فيه الرب يسوع المسيح. فالإنجيل يقول 1 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبَحْرِ، 2 فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ. وَالْجَمْعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى الشَّاطِئِ." (إنجيل متى 13: 1-2). الرب يسوع قال هذا المثل وهو على شاطئ بحيرة طبرية وامامه منطقة مفتوحة بها أنواع مختلفة من التربة. فهذه صورة من بحيرة طبرية لمنطقة تشبه التي كان يتكلم فيها الرب يسوع.


واليهود كانوا في هذا الوقت عندهم طريق يفصل ما بين شاطئ البحيرة والأرض الزراعية فهي شاطئ به صخور وشوك وقطع صغيرة طينية ثم طريق ثم أرض زراعية كبيرة أي ما يقوله لهم لو نظروا سيروا ما يقوله لهم بل هم يعيشونه. والرب يسوع المسيح هو الزارع وكل شخص واقف أما قدمه على حجر أو طريق أو تألم من شوك أو أرض ترابية جيدة. فالذين على الطريق اختاروا هذا ليسهل انصرافهم بسرعة ويروا من يدخل ومن يخرج ولكن النتيجة يتشتتوا فعلا ولا يستطيعوا التركيز فيما يقول بسبب ازعاج كل من يدخل ويخرج او يعبر. والذين على الشوك اختاروا منطقة فارغة بدون تعب الاقتراب من الناس ولكن هم بالفعل أصبحوا مخنوقين من الم الشوك في اقدامهم كلما تحركوا وغير مركزين فيما يقال. والذين وقفوا على أرض محجرة بعد قليل بدوءا يتألموا في وقفتهم لصلابة السطح. اما الذين وقفوا على الارض الجيدة متسعة كان همهم اختيار أفضل مكان يسمع الرب بتدقيق بغض النظر عن اي ظروف أخرى. ولهذا قال للتلاميذ لكم اعطي الملكوت لأنهم كملوا معه ام الباقيين كل واحد عنده مشكلة وانصرف ولم يستفاد شيءً كثيرًا رغم أنهم سمعوا.

نقطة جانبية في البداية لماذا يقول وقفوا ولم يقول جلسوا؟ الأمر إجابته في الخلفية اليهودية فهكذا كانت عادة الأمة، أن يجلس المعلمون حين يلقون محاضراتهم؛ ويقف التلاميذ؛ واستمرت هذه العادة الشرفية حتى وفاة غماليئيل الشيخ المذكور في أعمال الرسل ابن سمعان الشيخ وحفيد هليل العظيم؛ ثم توقفت إلى حد أنه أصبح التلاميذ كانوا يجلسون حين يجلس معلميهم. ومن هنا جاء تعبير يقوله اليهود القدامى: "ومنذ ذلك الوقت مات ذلك الحاخام غماليئيل الشيخ، هلك شرف الناموس، وماتت الطهارة والفريسية". حيث يكتب لنا مجيلاه: "قبل وفاته كانت الصحة في العالم، وتعلموا الناموس وهم واقفون؛ ولكن عندما مات نزل المرض إلى العالم، وأُجبروا على تعلم الناموس وهم جالسون." فهذا يوضح لماذا يقول تعبير واقفون رغم أنه نتوقع أن يقول جالسون.

السؤال المهم بعد أن عرف من المثل بوضوح ان الزارع هو الرب فكيف الرب يمثل نفسه بزارع غير مدقق وبزور تسقط منه على الطريق وبزور أخرى تسقط منه على الشوك وأخرى على الأحجار؟ اليس هذا تبديد للبذور؟ والزارع المدقق لا يفعل ذلك حاليا، فلماذا يقول مثال يظهر فيه انه غير مدقق؟ اجابة السؤال هو لم يلقي ولهذا التعبير سقط فهو لم يلقيهم بل هم الذين اختاروا أماكن الوقوف وكل شخص تحمل نتيجة اختياره. ولكن يستمر السؤال لماذا في المثل الزارع لم يدقق في مكان سقوط البذور وبدد بعض البذور؟ بالإضافة لمعناه الروحي كثيرين يدعون وقليلون ينتخبون والرب يرسل كلمته للكل ولكن حتى خلفيته اليهودية مهمة.

فنرى ثلاثة سيناريوهات مختلفة عن الطبيعي تحدث هنا، طريق مطروق، وأماكن صخرية، وبين الأشواك. ولكن الزارع اليهودي يلقي فيها قلة من البذور. لا ينوي الزارع في كل هذه الحالات الثلاث حصاد أي من هذه البذور. لن يطرد الطيور، ولن يقلق كثيرًا بشأن هذه البذور لأنه لم يكن ينوي حصادها. هذا لا يقلل من أهمية البذور. وهو لم يسمح بسقوط هذه البزور كإهمال بل لأنه تعلم التوراة أن المزارع لم يكن ليحصد زوايا حقله. كانت هذه الزوايا والبذور المتساقطة من أجل توفير الطعام للفقراء والمحتاجين أي ما ينمو منها يترك للغريب واليتيم والضيف. فالبعض حاليا بدون الخلفية اليهودية قد يظن أن البذور كانت مهدرة. ولكن عند اليهود يسمحوا بهذا، إذا حدث أن تنبت أي من هذه البذور ووفرت أي محصول بين الصخور أو في الشوك أو على جانبي الطريق في أي بقعة قد تنموا فيها، فإنها كانت مهمة للغاية لإطعام المحتاجين والغرباء كبديل لزوايا حقله المأمور ان يتركها ولا يحصدها " 9 «وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي الْحَصَادِ. وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. 10 وَكَرْمَكَ لاَ تُعَلِّلْهُ، وَنِثَارَ كَرْمِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ." (سفر الاويين 19: 9-10)؛ ويتكرر هذا عدة مرات (لاويين 23: 22؛ أيوب 38: 41؛ يونان 4: 11؛ مز 36: 6؛ 145: 16). في العصر الحديث، لا يفعل المزارع هذا ويحاول ألا يكون هناك بعض البذور الضائعة. ولكن الخلفية اليهودية توضح أن هذه البذور هي ليست ضائعة ولكن تحقق غرضًا أعلى حسب الخلفية اليهودية للغرباء لأنهم مأمورين بأن يترك البعض للغرباء. ولهذا لم يعترض أحد على هذه التفصيلات لأن هذا ما يفعلونه في حياتهم اليومية. بل هذا مسجل عند اليهود بأنهم كانوا يفعلون هذا بالفعل. فدار حديث حول بعض قوانين الكليم (أو، قوانين البذور من أنواع مختلفة)، والسنة السابعة: حيث نجد، من بين الوصايا أن يفعلوا هذا للفقراء؛ "يقول الحاخام شمعون بن لاكيش أنه يتحرر [من تلك القوانين] من يزرع بذوره بجانب البحر، على الصخور، والأرصفة، والأماكن الصخرية."

أمر أخير وهو يقول " وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ" فالأرض الجيدة فسرها رب المجد " وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ" فهو يشير للإنسان الذي قلبه صالح ويبحث عن كلمة الرب ومتى تلقاها يثمر.

ويوجد تاملات روحية كثيرة على رقم ثلاثين وستين ومئة وعلاقتها بالإنسان المؤمن. فلن أتطرق للمعاني الروحية التي قدمها الشراح الرائعين. ولكن خلفيتها اليهودية أنهم في هذا الوقت كانوا يعرفون أن حتى الأرض الجيدة مختلفة حسب حداثتها بمعنى غالبًا ما يوسع المزارعون حقولهم بالانتقال إلى المناطق المجاورة للحقل الغير مأهولة التي توجد بها صخور وأشواك لتنظيفها ليضيفوها للحق. فعندما ينظفون قطعة أرض من الصخور أو الأشواك تنتج أولا ثمار قليلة بنسبة 30% ثم يستمر يعمل فيها فيجد لا تزال أشواك تخرج فيستمر في إزالته أو صخور متبقية تحت سطح التربة فيستمر يعمل فيها ويزيلها أكثر فتتضاعف فتنتج 60% ثم في المرة القادة يزيل البقية الباقية من الأشواك أو الصخور فتصل لمستوى إنتاج الأرض الجيدة وهو 100%.

ويعمل الله بنفس الطريقة. فقد يبدأ بقطعة صغيرة تنتج ثمارًا. ثم يقوم ببطء بتنظيف المزيد من الأرض لزراعة المزيد من المحاصيل. وكانت الأرض تُزرع بالبذور موسميًا. وكل موسم يعتبر ميلاد جديد. لقد فهم الشعب اليهودي هذا. وكان لديهم قول مفاده أنه بمجرد ظهور قمر جديد في السماء فإن الشهر "يولد من جديد". هذا هو المفهوم الذي كان الرب يسوع المسيح يعلمه لنيقوديموس عندما قال "يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ" (يوحنا 3: 5-12). يمر الناس بمواسم في حياتهم. في بعض الأحيان يستغرق الأمر وقتًا أطول حتى يقوم الله بتطهير حقل قلب الإنسان حتى يمكن أن يحدث نمو دائم. من وجهة نظرنا، لن نعرف أبدًا متى أكمل الله تطهير الحقل. وعلى نفس المنوال، يبدو أن بعض الحقول الصخرية التي تم تطهيرها وبدأت تنمو لا يزال بها صخور تحت التربة يتعين على المزارع إزالتها باستمرار تمامًا كما يتعين على الأشواك أن تُقتلع من جزورها باستمرار من الحقل. يعمل الله بقلب راغب ليس فقط لإعداد التربة في البداية ولكن لمواصلة العمل في التربة طوال حياتهم.

ولكن البعض يتساءل لماذا متى البشير يقول ترتيب مخالف مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ؟ بترتيب عكسي لما قاله مرقس البشير الذي ذكر وَاحِدٌ ثَلاَثِينَ وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ مِئَةً؟ وبخاصة أن متى البشير (اليهودي) يكلم اليهود فلماذا ذكر هذا الترتيب 100 60 30؟ أيضًا اليهود لهم مقولة بمعنى مختلف تماما وفعلا هو عكسي، وهو عن تناقص خصوبة الأرض التي لم تترك فترة لتستريح وتعيد تنشيط نفسها في سنة السبت. فأرض إسرائيل؛ والتي يتحدث عنها التلموديون كثيرًا ومع ذلك يعترفون بأنها تحولت منذ فترة طويلة إلى قلة خصوبة؛ وتوجد مقولات يهودية عن هذا مثل: "قال الحاخام يوحنان، إن أسوأ الفاكهة التي نأكلها في شبابنا تفوقت على أفضل ما نأكله الآن في شيخوختنا: ففي أيامه تغير العالم." و"قال ر. تشايجا بار با إن مكيال أربيل كان ينتج سابقًا مكيالًا من الدقيق، ومكيالًا من الدقيق، ومكيالًا من النخالة، ومكيالًا من النخالة الخشنة، ومكيالًا من النخالة الأكثر خشونة، ومكيالًا من النخالة الأكثر خشونة أيضًا: ولكن الآن بالكاد يأتي مكيال واحد من مكيال واحد."

فلهذا بعد فهم الخلفية البيئية اليهودية ممكن نستنتج معنى روحي مختلف فالمعنى الروحي من هذا أن حتى الخادم الذي يبدا حارًا لو لم يتخذ فترة روحية كخلوة متكررة في أثناء حياته وخدمته قد يتناقص ثمره تدريجيا لمشغوليات الخدمة. متى أدركنا هذا نجد ان المعنى الروحي المقصود هو قد يكون ليس المقصود به فقط ما تقوله التأملات الكثيرة عن درجات الإنسان الروحي بل ما يقصد به الرب هو الاحتياج لفترة الراحة والخلوة متى تناقص الثمر.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:11 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173539090939111.jpg





مثال الحنطة والزوان.

أيضًا مثال الحنطة والزوان والذي نعرفه جيدًا وله معاني روحية رائعة ولكن بالتدقيق قد تبرز أسئلة.

"24 قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ قِائِلًا: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ زَرْعًا جَيِّدًا فِي حَقْلِهِ. 25 وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ زَوَانًا فِي وَسْطِ الْحِنْطَةِ وَمَضَى. 26 فَلَمَّا طَلَعَ النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَرًا، حِينَئِذٍ ظَهَرَ الزَّوَانُ أَيْضًا. 27 فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَلَيْسَ زَرْعًا جَيِّدًا زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟ 28 فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا. فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ 29 فَقَالَ: لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. 30 دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا إِلَى الْحَصَادِ، وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلًا الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَني». (إنجيل متى 13: 24-30).

في اغلب الأماكن الزوان Tares أو الأعشاب الضارة يتم ازالتها من البداية لكيلا تسرق غذاء المحصول فتنتج محصول ضعيف. ويتم ازالتها بسهولة لأن شكلها من البداية مختلف عن الحنطة أي القمح وشكل نبات القمح سواء في صغره أو في نموه حتى ينتج سنابل. فقد يتعجب البعض ويقول لماذا لم يتم تنقيتهم من البداية ليتوفر غذاء أكثر للقمح؟ وهذا ما يفعله المزارعين حاليا. فالمعنى الروحي معروف لترك فرصة للأشرار حتى وقت الدينونة. ولكن السؤال سيصبح أن المثل لا يتفق مع ما يفعله المزارعين فهل هو مثل خطا حتى لو معناه صحيح؟ بالطبع لا وكلام الرب يسوع المسيح دقيق جدًا ولكن في الخلفية البيئية التي يتكلم عنها الرب يسوع يفهم أكثر. فالزوان المذكور هنا في اليوناني خ¶خ¹خ¶خ¬خ½خ¹خ؟خ½، 2215

هو بيئيا نوع من الزوان، موجود في أرض إسرائيل وهو الأكثر شيوعًا من بين الأنواع الأربعة في إسرائيل، وهو يسمى باللغة الدارجة الملتحي، وينمو في حقول الحبوب، وخلال المراحل المبكرة من النمو، كان من الصعب جدًا التمييز بينها لأنها تبدو فعلا وكأنها قمح. بطول القمح والشعير، ويشبه القمح في المظهر. ولهذا كان يلقبها اليهود قمحًا فاسدًا لأنها نفس شكل القمح أثناء النمو. بل بعضهم أضاف قصص انه كان في الأصل قمح وفسد بفساد الطبيعة. وأطلق عليه الحاخامون اسم "الزوان". ووصفوها بأن هذه البذور سامة للإنسان والحيوانات العاشبة، وتتسبب في النعاس والغثيان والتشنجات وحتى الموت (وهي غير ضارة بالدواجن). وبالفعل بيئيا صعب فصل النباتات هذه عن القمح حتى تنضح فيتضح نوعها، فيمكن المخاطرة بفصلها ولكن سيتم نزع بالخطأ نسبة مرتفعة من الحنطة. فلهذا المثال بيئًا صحيح لأنه يخسر بعض غذاء التربة لكيلا يضحي بقمح جيد.

وملاحظة أخرى وهي أن التوراة علمت أن المزارع لا ينبغي له أن يزرع نوعين مختلفين من البذور في حقل واحد (تث 22: 9). فهذا الشرير (المقصود به الشيطان) هو ليس فقط ضايق صاحب الكرم ولكن فعلته هذه تخالف الوصايا وهذا يوضح بالإضافة للمعاني الروحية الكثيرة للمثل بأن الوصايا لابد أن تتبع. ملحوظة متى البشير يركز على أن التلاميذ طلبوا من الرب يسوع تفسير مثال الزوان.

"حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ. وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. وَالْعَدُوُّ الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَالْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ. فَكَمَا يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ، هكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ هذَا الْعَالَمِ: يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ" (إنجيل متى 13: 36-43)

فالرب يسوع المسيح له كل المجد بنفسه فسر المثل فلا يحتاج تفسير أكثر ولكنهم لم يتعجبوا لماذا السيد لم يأمر من البداية بإزالة الزوان لأنهم كيهود يعرفون هذا النوع من الزوان وتشابهه مع الحنطة فمن الخطأ إزالته.

أخيرا الرب يسوع يكمل تفسيره لمثال الحنطة والزوان بعد طرح الأشرار في اتون النار بتعبير "حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ." هذا أيضًا تعبير يهودي فيقول اليهود "إن وجوه "الأبرار"، كما يقولون، في الوقت القادم، ستكون דו×‍ו×ھ לח×‍×”، "مثل الشمس"، والقمر، والنجوم والكواكب، والبروق، والزنابق، ومصباح المقدس." وأيضًا يقول اليهود تعبير شهير عندهم "إيلوهيم في الوقت القادم، سيُجمِّل جسد "الأبرار"، كجمال الإنسان الأول، عندما دخل الفردوس، وفقًا لإشعياء 58: 11 وأن ​​الروح، بينما هي في كرامتها، ستُدعم بالنور الأعلى، وستُلبس به؛ وعندما يدخل الجسد بعد ذلك، فإنه يدخل بهذا النور؛ وعندئذٍ يضيء الجسد، כזהר הרקיע، "كضياء السماء": كما قيل في دانيال 12: 3."

ولكن نقطة هامة هنا فيها يؤكد الرب يسوع المسيح مع تلاميذه اليهود أن ما يعرفونه أن الذي سيفعل هذا هو يهوه إيلوهيم وهنا يؤكد لهم أنه هو ابن الإنسان يهوه إيلوهيم الظاهر في الجسد هو الذي سيفعل ذلك عندما يقول لهم " يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ. . ." فهذا التعبير هو إعلان لاهوت بالمفهوم اليهودي.

خاتمة.

سؤال جانبي وهو لماذا لم يعترض اليهود أنه يكلمهم بأمثال؟ السبب أنهم متعودين على هذا فلم يكن هناك شكل من أشكال البلاغة اليهودية أكثر استخدامًا من الأمثال. وتضايق اليهود عندما بدأت تقل الأمثال. ويقال، في التلمود، أنه منذ وفاة الحاخام مائير، توقف أولئك الذين تحدثوا بالأمثال. وتكثر الكتب اليهودية القديمة بهذه الطريقة من الأمثال، ولهذا سمى بعض الراباوات القدامى دينهم بالمثلاية؛ "إن الأمثال كانت مطوية داخل أغطية الاحتفالات؛ وكانت خطابتهم في عظاتهم تشبهها. ولكن من العجيب حقًا أن أولئك الذين كانوا مولعين بالأمثال وتلذذوا بها؛ وبارعين في شرحها، ظلوا في القشرة الخارجية للاحتفالات، ولم يتمكنوا من استخراج المعنى الرمزي والروحي لها؛ ولم يكن قادرًا على استخراجها. فهم يرون القشرة ولا يرون النواة.

ولطن مرة أخرى كانت هذه امثلة من الكثير جدا الذي يوضح أهمية الخلفية البيئية لفهم أعمق وأروع لكلمات الكتاب المقدس.







والمجد لله دائما

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:17 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




كيفية العلاج

رد فعل مردخاي إزاء الكارثة التي ألمت بشعبه، واستنتجنا من رد فعله هذا إصابته بمرض ضعف الإيمان. ويبدو أن هذا المرض العضال هو من الأمراض المتوطنة في عائلة الإيمان، كما يبدو أيضا أن الميكروب المسبب له ساكن في قلوبنا باستمرار، ولو إنه كثيرًا ما كان في حالة كمون، وهو ينتظر لحظة فيها تضعف المناعة عندنا، وتقل مقاومتنا لكي ينشط ويهدد صحتنا الروحية، بل وربما يهدمها. لكننا رأينا أيضًا أن الرب عالج مردخاي في غرفة إنعاش الإيمان، عالجه علاجًا عجيبًا وفعالاً، أذهلنا من سرعة فعله وعظمة أثره. فقد رأينا المريض المترنح الساقط في غيبوبة عدم الإيمان، يخرج من غرفة الإنعاش ليس فقط في تمام الصحة والعافية الروحية، بل وفي قوة لم تظهر عليه أبدًا حتى قبل سقوطه في المرض! فقد خرج واقفًا على رجليه، متمنطقًا بمنطقة الحق، حاملاً ترس الإيمان، لابسًا خوذة الخلاص، وشاهرًا سيف الروح. خرج وكأنه جندي خارج للقتال يقول كلامًا لأستير هو في الواقع أنشودة تحدي وترنيمة الواثق من الانتصار. هذا جعلنا نبتهج ونفتخر بروعة طبيبنا العظيم، لكنه جعلنا أيضًا نتساءل عن كنه هذا العلاج الفعال الذي أحدث كل هذا الأثر. وهذا ما سنتناوله في مقالنا هذا.

طريقتان للعلاج: على قدر فهمي لمعاملات الله مع شعبه كما أراها معلنة في كلمته، وكما ألحظها في حياتي وحياة إخوتي من حولي، أرى أن علاج الرب لضعف الإيمان يكون غالبًا بإحدى طريقتين: إما أسلوب العلاج بالنعمة أو أسلوب العلاج بالصدمة!! ومع أن النعمة والصدمة نقيضان متضادان لكن الأمر العجيب أنهما يحملان ذات القوة والفاعلية في علاج غيبوبة ضعف الإيمان! وبالطبع فإن الطبيب العظيم وحده، هو صاحب الحق في القرار أي من الطريقتين يستخدم مع كل حالة من الحالات، وهذا بالطبع طبقًا لحكمته الخاصة والتي تضع في الاعتبار عوامل كثيرة للغاية مثل: عمر المؤمن الروحي وقت المرض، ومستوى إدراكه، وحالته الروحية قبل المرض مباشرة، خطة الله لحياته بعد المرض، مدى تحمله في وقت المرض، وكل هذا يعرفه طبيبنا العظيم دون حاجة لأية تحاليل أو فحوصات! فعينه الخبيرة الفاحصة، ومحبته المعتنية بكل تفاصيل حياة كل واحد منا، تجعله دائمًا على دراية كاملة بكل شيء يخصنا! وسأتوقف معك-عزيزي القارئ- باختصار عند كل طريقة من الطريقتين.

أولاً: العلاج بالنعمة

في هذه الطريقة يستعمل طبيبنا العظيم عدة وسائل بها ينقذ مريضه ويسترد له وعيه المفقود، وهذه الوسائل رغم تنوعها تتفق في أنها عبارة عن لمسات حانية ومشجعة للغاية، بالإضافة لعطايا وهبات متنوعة يهبها الرب لهذا المريض في وقت سقوطه! وهذه وتلك يقدمها الرب للمؤمن الساقط دون لوم أو توبيخ! هذا كله في الوقت الذي يكون فيه هذا المؤمن محتقرًا لذاته، شاعرًا بضآلته، منتظرًا لتأديبات الرب له! وهذا الأسلوب هو الأكثر شيوعًا في العلاج، والأمثلة له في الكتاب كثيرة، لكنني لن أتوقف عنده كثيرًا إذ ليس هو أسلوب العلاج الذي استخدمه الرب في علاج مردخاي، لكنني أرجو من القارئ العزيز أن يتجول هو بنفسه في صفحات تاريخ رجال الله، كما هي في كلمة الله، لكي يرى بنفسه روعة هذا العلاج. وسأذكر لك على سبيل المثال لا الحصر بعض الحالات.

العلاج بالنعمة هو عبارة عن لمسات حانية ومشجعة بالإضافة لعطايا وهبات متنوعة يهبها الرب للمؤمن الساقط دون لوم أو توبيخ.

سقط أبو المؤمنين، أبونا إبراهيم، أكثر من مرة كضحية لمرض ضعف الإيمان.ارتحل مرة ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب، كما نقرأ في تكوين12، ثم انحدر إلى مصر، وهناك نسي مواعيد الله الرائعة والمذهلة والتي كان قد سبق الرب وأعطاها له منذ وقت قليل للغاية، وامتلأ بالخوف من الموت قتلاً بسبب جمال سارة، فأنكر أنها زوجته! وكانت النتيجة المؤلمة ضياع سارة منه حيث أخذت إلى بيت فرعون. وجلس هو وحيدًا كئيبًا شاعرًا بالخزي والعار خجلاً من نفسه بسبب ما فعله، وخجلاً من سارة لما سببه لها، وفوق الكل خجلاً من إلهه وخله الحبيب الذي أهانه إذ تصرف بتمام الاستقلال عنه.

وعندما استحكمت الحلقات ولم يعد هناك أي أمل في نجاة تأتي من هنا، أرسل إله كل نعمة الفرج والنجاة من هناك، وبدلا من أن يضرب إبراهيم بسبب خطأه، ضرب فرعون الذي استولى على سارة لمجرد أنها دخلت إلى بلده. وكنتيجة لهذا رد فرعون على الفور سارة إلى أبرام رجلها، وأوصى عليه رجالاً فشيعوه، فخرج من هناك بعد أن أعطاه فرعون خيرات كثيرة!!. يالها من نعمة أثرت في قلب إبراهيم بشدة وخلقت فيه مشاعر جديدة من نحو إلهه، وشفته من ضعف إيمانه، نعمة أرجعته للنور فدخل ميكروب ضعف الإيمان في طور الكمون، إلا أنه دخول مرهون باستمرار العيشة في النور.

وهذا ما تبرهن بعد ذلك، فعلى الرغم من مرور أكثر من عشرين سنة على هذه الحادثة نجدها تتكرر بحذافيرها مرة أخرى! مما يؤكد أن ميكروب ضعف الإيمان كان ما زال موجودًا في القلب!

ففي تكوين20 كان إبراهيم محبطًا للغاية إذ رأى دخان حريق سدوم يصعد إلى السماء، فظن المسكين أن الرب أحرق المدينة ولوطًا في داخلها، فحزن واكتئب على ابن أخيه، وكنتيجة سريعة لهذا الاكتئاب والاحباط انتقل بعيدًا عن مشهد الحريق، فانتقل إلى أرض الجنوب وتغرب في جرار بين قادش وشور، وما أخطر القرارات المتسرعة ولا سيما التي تؤخذ في لحظة إحباط أو اكتئاب، وهناك عاوده المرض من جديد فأفقده تركيزه واتزانه فعاد لخوفه وإنكاره! وكما حدث في المرة الأولى في مصر؛ حدث ثانية هنا، فقد أخذت سارة لبيت أبيمالك ملك جرار، وذهب هو إلى بيته الخالي ليجتر آلام الوحدة وعار الخزي. أتخيله يجلس مكومًا في أحد الأركان ورأسه بين ركتيه، وهو شيخ بلغ المائة من عمره، ودموعه تنهمر على الأرض بينما منظر سارة وهي تؤخذ منه كسيرة ذليلة لا يفارق عينيه، فتارة يجهش بالبكاء، وتارة يعض أنامله ندمًا على قسوته عليها ومافعله بها وهي زوجته المحبوبة لقلبه، وخزيًا من نفسه التي فعلت هذه الفعلة لا مرة بل مرتين. وكالمرة الأولى أيضا توصد الأبواب في وجهه، ولا نجاة ستأتي من هنا كالمعتاد.

يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع الخزي والخجل! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!!

لكن ... فجأة يأتي الحل من هناك، من عند إله كل نعمة! فيأتي الله شخصيًا إلى أبيمالك في حلم الليل ويقول له: ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها..... والآن رد امرأة الرجل فإنه نبي فيصلي لأجلك فتحيا!!! يا للعجب! يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع بئر الخزي والخجل! يا لكرامته الآن أمام الناس وأمام سارة إذ يشهد الله نفسه عنه بأنه نبي!! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!!

وفي كلتا الحالتين تظهر فاعلية هذا العلاج بشكل بديع، إذ لا يرجع إبراهيم بعدها إلى ما كان عليه قبلها بل يصبح أروع مما كان قبل المرض بكثير!!.

هذا الأسلوب ”علاج غيبوبة ضعف الإيمان بالنعمة“ هو نفسه الذي استعمله الرب مع داود في 1صموئيل20، عندما هرب إلى أخيش ملك جت طلبًا للحماية من شاول، وكأن الرب الذي مسحه لن يقدر أن يحميه!!

وهو عينه أيضًا الأسلوب الذي استعمله الرب مع إيليا في1ملوك19، عندما سقط هذا العملاق في غيبوبة ضعف الإيمان، إذ تصور أن الرب سيتركه لإيزابل تقتله، فاكتئب وطلب الموت لنفسه!!

واستعمله مع يوحنا المعمدان في لوقا 7 عندما كان في السجن وضعف إيمانه وراوده الشك في حقيقة شخص المسيح فأرسل يسأل الرب: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟».

واستعمله الرب أيضًا مع بطرس في يوحنا21 عندما ضعف إيمانه وقال: «أنا أذهب لأتصيد».

واستعمله الرب مع بولس عندما ضعف واعتمد على حكمته البشرية وهو يحاكم أمام المجمع اليهودي في أعمال 23 وادعى أنه فريسي ابن فريسي .

وهناك الكثيرون غيرهم من أبطال الإيمان الذين ضعف إيمانهم وعالجهم إله النجاة بالنعمة.

وفي كل هذه الحالات أظهر العلاج بالنعمة فاعلية عجيبة في الشفاء إذ أنه لم يرجع مرضاه إلى حالتهم قبل المرض بل أرجعهم أفضل مما كانوا قبله! بل الأروع أنه نجح في أن يظهر قلب وحب إله كل نعمة.

لكن ...

وعلى الرغم من كل هذا يمكننا القول أن هناك حالات أخرى يرى فيها إله كل نعمة، والذي هو أيضًا الإله الحكيم وحده، أن العلاج فيها يحتاج لأسلوب آخر هو على النقيض تمامًا من أسلوب العلاج بالنعمة، ألا وهو العلاج بالصدمات! وعن هذا الأسلوب سيكون حديثنا بنعمة الرب في العدد القادم.




Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:19 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الرب عالج مردخاي في غرفة إنعاش الإيمان، عالجه علاجًا عجيبًا وفعالاً، أذهلنا من سرعة فعله وعظمة أثره. فقد رأينا المريض المترنح الساقط في غيبوبة عدم الإيمان، يخرج من غرفة الإنعاش ليس فقط في تمام الصحة والعافية الروحية، بل وفي قوة لم تظهر عليه أبدًا حتى قبل سقوطه في المرض! فقد خرج واقفًا على رجليه، متمنطقًا بمنطقة الحق، حاملاً ترس الإيمان، لابسًا خوذة الخلاص، وشاهرًا سيف الروح. خرج وكأنه جندي خارج للقتال يقول كلامًا لأستير هو في الواقع أنشودة تحدي وترنيمة الواثق من الانتصار. هذا جعلنا نبتهج ونفتخر بروعة طبيبنا العظيم، لكنه جعلنا أيضًا نتساءل عن كنه هذا العلاج الفعال الذي أحدث كل هذا الأثر. وهذا ما سنتناوله في مقالنا هذا.

طريقتان للعلاج: على قدر فهمي لمعاملات الله مع شعبه كما أراها معلنة في كلمته، وكما ألحظها في حياتي وحياة إخوتي من حولي، أرى أن علاج الرب لضعف الإيمان يكون غالبًا بإحدى طريقتين: إما أسلوب العلاج بالنعمة أو أسلوب العلاج بالصدمة!! ومع أن النعمة والصدمة نقيضان متضادان لكن الأمر العجيب أنهما يحملان ذات القوة والفاعلية في علاج غيبوبة ضعف الإيمان! وبالطبع فإن الطبيب العظيم وحده، هو صاحب الحق في القرار أي من الطريقتين يستخدم مع كل حالة من الحالات، وهذا بالطبع طبقًا لحكمته الخاصة والتي تضع في الاعتبار عوامل كثيرة للغاية مثل: عمر المؤمن الروحي وقت المرض، ومستوى إدراكه، وحالته الروحية قبل المرض مباشرة، خطة الله لحياته بعد المرض، مدى تحمله في وقت المرض، وكل هذا يعرفه طبيبنا العظيم دون حاجة لأية تحاليل أو فحوصات! فعينه الخبيرة الفاحصة، ومحبته المعتنية بكل تفاصيل حياة كل واحد منا، تجعله دائمًا على دراية كاملة بكل شيء يخصنا!

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:20 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
مردخاي والعلاج بالنعمة

في هذه الطريقة يستعمل طبيبنا العظيم عدة وسائل بها ينقذ مريضه ويسترد له وعيه المفقود، وهذه الوسائل رغم تنوعها تتفق في أنها عبارة عن لمسات حانية ومشجعة للغاية، بالإضافة لعطايا وهبات متنوعة يهبها الرب لهذا المريض في وقت سقوطه! وهذه وتلك يقدمها الرب للمؤمن الساقط دون لوم أو توبيخ! هذا كله في الوقت الذي يكون فيه هذا المؤمن محتقرًا لذاته، شاعرًا بضآلته، منتظرًا لتأديبات الرب له! وهذا الأسلوب هو الأكثر شيوعًا في العلاج، والأمثلة له في الكتاب كثيرة، لكنني لن أتوقف عنده كثيرًا إذ ليس هو أسلوب العلاج الذي استخدمه الرب في علاج مردخاي، لكنني أرجو من القارئ العزيز أن يتجول هو بنفسه في صفحات تاريخ رجال الله، كما هي في كلمة الله، لكي يرى بنفسه روعة هذا العلاج. وسأذكر لك على سبيل المثال لا الحصر بعض الحالات.

العلاج بالنعمة هو عبارة عن لمسات حانية ومشجعة بالإضافة لعطايا وهبات متنوعة يهبها الرب للمؤمن الساقط دون لوم أو توبيخ.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:22 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg





سقط أبو المؤمنين، أبونا إبراهيم، أكثر من مرة كضحية لمرض ضعف الإيمان.ارتحل مرة ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب، كما نقرأ في تكوين12، ثم انحدر إلى مصر، وهناك نسي مواعيد الله الرائعة والمذهلة والتي كان قد سبق الرب وأعطاها له منذ وقت قليل للغاية، وامتلأ بالخوف من الموت قتلاً بسبب جمال سارة، فأنكر أنها زوجته! وكانت النتيجة المؤلمة ضياع سارة منه حيث أخذت إلى بيت فرعون. وجلس هو وحيدًا كئيبًا شاعرًا بالخزي والعار خجلاً من نفسه بسبب ما فعله، وخجلاً من سارة لما سببه لها، وفوق الكل خجلاً من إلهه وخله الحبيب الذي أهانه إذ تصرف بتمام الاستقلال عنه.

وعندما استحكمت الحلقات ولم يعد هناك أي أمل في نجاة تأتي من هنا، أرسل إله كل نعمة الفرج والنجاة من هناك، وبدلا من أن يضرب إبراهيم بسبب خطأه، ضرب فرعون الذي استولى على سارة لمجرد أنها دخلت إلى بلده. وكنتيجة لهذا رد فرعون على الفور سارة إلى أبرام رجلها، وأوصى عليه رجالاً فشيعوه، فخرج من هناك بعد أن أعطاه فرعون خيرات كثيرة!!. يالها من نعمة أثرت في قلب إبراهيم بشدة وخلقت فيه مشاعر جديدة من نحو إلهه، وشفته من ضعف إيمانه، نعمة أرجعته للنور فدخل ميكروب ضعف الإيمان في طور الكمون، إلا أنه دخول مرهون باستمرار العيشة في النور.

وهذا ما تبرهن بعد ذلك، فعلى الرغم من مرور أكثر من عشرين سنة على هذه الحادثة نجدها تتكرر بحذافيرها مرة أخرى! مما يؤكد أن ميكروب ضعف الإيمان كان ما زال موجودًا في القلب!

ففي تكوين20 كان إبراهيم محبطًا للغاية إذ رأى دخان حريق سدوم يصعد إلى السماء، فظن المسكين أن الرب أحرق المدينة ولوطًا في داخلها، فحزن واكتئب على ابن أخيه، وكنتيجة سريعة لهذا الاكتئاب والاحباط انتقل بعيدًا عن مشهد الحريق، فانتقل إلى أرض الجنوب وتغرب في جرار بين قادش وشور، وما أخطر القرارات المتسرعة ولا سيما التي تؤخذ في لحظة إحباط أو اكتئاب، وهناك عاوده المرض من جديد فأفقده تركيزه واتزانه فعاد لخوفه وإنكاره! وكما حدث في المرة الأولى في مصر؛ حدث ثانية هنا، فقد أخذت سارة لبيت أبيمالك ملك جرار، وذهب هو إلى بيته الخالي ليجتر آلام الوحدة وعار الخزي. أتخيله يجلس مكومًا في أحد الأركان ورأسه بين ركتيه، وهو شيخ بلغ المائة من عمره، ودموعه تنهمر على الأرض بينما منظر سارة وهي تؤخذ منه كسيرة ذليلة لا يفارق عينيه، فتارة يجهش بالبكاء، وتارة يعض أنامله ندمًا على قسوته عليها ومافعله بها وهي زوجته المحبوبة لقلبه، وخزيًا من نفسه التي فعلت هذه الفعلة لا مرة بل مرتين. وكالمرة الأولى أيضا توصد الأبواب في وجهه، ولا نجاة ستأتي من هنا كالمعتاد.

يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع الخزي والخجل! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!!

لكن ... فجأة يأتي الحل من هناك، من عند إله كل نعمة! فيأتي الله شخصيًا إلى أبيمالك في حلم الليل ويقول له: ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها..... والآن رد امرأة الرجل فإنه نبي فيصلي لأجلك فتحيا!!! يا للعجب! يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع بئر الخزي والخجل! يا لكرامته الآن أمام الناس وأمام سارة إذ يشهد الله نفسه عنه بأنه نبي!! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!!

وفي كلتا الحالتين تظهر فاعلية هذا العلاج بشكل بديع، إذ لا يرجع إبراهيم بعدها إلى ما كان عليه قبلها بل يصبح أروع مما كان قبل المرض بكثير!!.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:23 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg





علاج غيبوبة ضعف الإيمان بالنعمة هو نفسه الذي استعمله الرب مع داود في 1صموئيل20، عندما هرب إلى أخيش ملك جت طلبًا للحماية من شاول، وكأن الرب الذي مسحه لن يقدر أن يحميه!!

وهو عينه أيضًا الأسلوب الذي استعمله الرب مع إيليا في1ملوك19، عندما سقط هذا العملاق في غيبوبة ضعف الإيمان، إذ تصور أن الرب سيتركه لإيزابل تقتله، فاكتئب وطلب الموت لنفسه!!

واستعمله مع يوحنا المعمدان في لوقا 7 عندما كان في السجن وضعف إيمانه وراوده الشك في حقيقة شخص المسيح فأرسل يسأل الرب: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟».

واستعمله الرب أيضًا مع بطرس في يوحنا21 عندما ضعف إيمانه وقال: «أنا أذهب لأتصيد».

واستعمله الرب مع بولس عندما ضعف واعتمد على حكمته البشرية وهو يحاكم أمام المجمع اليهودي في أعمال 23 وادعى أنه فريسي ابن فريسي .

وهناك الكثيرون غيرهم من أبطال الإيمان الذين ضعف إيمانهم وعالجهم إله النجاة بالنعمة.

وفي كل هذه الحالات أظهر العلاج بالنعمة فاعلية عجيبة في الشفاء إذ أنه لم يرجع مرضاه إلى حالتهم قبل المرض بل أرجعهم أفضل مما كانوا قبله! بل الأروع أنه نجح في أن يظهر قلب وحب إله كل نعمة.

لكن ...

وعلى الرغم من كل هذا يمكننا القول أن هناك حالات أخرى يرى فيها إله كل نعمة، والذي هو أيضًا الإله الحكيم وحده، أن العلاج فيها يحتاج لأسلوب آخر هو على النقيض تمامًا من أسلوب العلاج بالنعمة، ألا وهو العلاج بالصدمات! وعن هذا الأسلوب سيكون حديثنا بنعمة الرب في العدد القادم.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:24 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




كيفية العلاج


اذهب واغتسل واطهر - نعمان الأبرص


«اذهب واغتسل .. واطهر»

الفصل الثاني

نصيحة مُخيبة للآمال

(2مل 5: 2- 9)

رأينا في الفصل الأول أن البرص يرمز إلى الخطية. ونحن بصدد أن نرى فتاة صغيرة مسبية من أرض إسرائيل تدل رئيس جيش آرام إلى طريق الخلاص. وجدير بنا أن نلاحظ أن أحدًا لم يكن بمقدوره أن يَهَب العون لنعمان، لا ملك أرام ولا ملك إسرائيل. وعجزت عن مساعدته كذلك آلهة دمشق. فالخلاص له طريق واحد، ألا وهو إله إسرائيل؟ لعلنا الآن فهمنا لماذا كان ينبغي على نعمان أن يذهب إلى أليشع نبي الله الحي الحقيقي.

أ ـ فتاة صغيرة من أرض إسرائيل

من وجهة النظر البشرية، كانت مشكلة نعمان بلا حل. ولكن شكرًا لله، فإن حل المشكلة كان في يد إله إسرائيل فقط. إنه وحده الذي يستطيع تطهير نعمان من برصه. وهو وحده الذي يخلصنا من الخطية. ولكن علينا أن نأتي إليه بإيمان، ولا نتوقع خلاصًا من حكماء هذا العالم (ع11) إنه وحده الذي يستطيع أن يخلصنا.

ومن المُلفت أن فتاة صغيرة من أرض إسرائيل صارت دليلاً لرئيس جيش أرام القوي. ففي مسمع سيدتها شهدت ببساطة بإيمانها .. «يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة فإنه كان يشفيه من برصه» (ع 3). إن وجود مثل هذه الفتاة بين يدي امرأة نعمان، كانت واحدة من اللعنات التي تنبأ بها موسى على الشعب إذا هم ضلوا: «يُسلَّم بنوك وبناتك لشعب آخر، وعيناك تنظران إليهم طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة» (تث28: 32). والشيء الحسن أن هذه الفتاة لم تسمح لروح الكراهية تجاه آسريها أن تبتلعها. وعلى الرغم من سنها الصغيرة، وظروفها الصعبة في هذا البلد الجديد، فإنها شهدت لإله إسرائيل وأحبت أعداءها. والسبيل عينه ينبغي علينا أن نسلكه. فنحن سفراء عن المسيح. وينبغي أن نقدم دائمًا جوابًا عن سبب الرجاء الذي فينا (2كو5: 20؛ 1بط3: 15). هل نحن منتبهون لهذه الدعوة العُليا؟

إن هذه الفتاة لم تسمح لروح الكراهية تجاه آسريها أن تبتلعها. وعلى الرغم من سنها الصغيرة، وظروفها الصعبة في هذا البلد الجديد، فإنها شهدت لإله إسرائيل وأحبت أعداءها

كان لهذه الفتاة إيمان عظيم في إلهها وفي نبيِّه، وإلا فكيف عرفت أن أليشع يرغب ويستطيع أن يشفي نعمان من برصه؟ إنه فقط الإيمان الذي همس بهذا الكلام في أذنها. لقد فعل أليشع كل المعجزات ولكنه لم يسبق أن شفى أبرص، كما يُخبرنا العهد الجديد. فرغم وجود عدد من البُرَّص في إسرائيل في زمانه، إلا أنه لم يبرأ من المرض سوى نعمان السرياني (لو4: 27). نعم إن الله كان يعاقب شعبه الذي عبد الأصنام، فلم يبرأ إسرائيلي في تلك الأيام. ولكن نعمان برأ، وهكذا امتدت نعمة الله للأمم.

ب ـ في الطريق إلى ملك إسرائيل

صدَّقت زوجة نعمان كلمات أَمَتها الصغيرة، فأسرَت بها لزوجها الذي بدوره أخبر سيده ملك أرام (ع 4). ويبدو أن خبر مرض نعمان رئيس الجيش قد أصبح شائعًا في هذه الأثناء. وتمت معالجة الأمر بنوع من الدبلوماسية، إذ كان يظن أن ملك إسرائيل سيستدعي نبي السامرة وهو على كل حال أحد رعاياه.

أخذ نعمان رسالة من ملكه، وكذلك هدية سخية، وأراد الملك أن يساهم من جانبه في تكاليف الرحلة رغبة منه في مساعدة واحد من أفضل رجاله. تمثلت الهدية في 340 كيلوجرام من الفضة، وسبعين كيلوجرامًا من الذهب، وعشر حُلل ثياب ـ إنها ثروة كبيرة تساوي ملايين الجنيهات.

وصل نعمان إلى السامرة ومعه خطاب موجّه إلى ملك إسرائيل يقول فيه ملك أرام: «.. فالآن عند وصول هذا الكتاب إليك، هوذا قد أرسلت إليك نعمان عبدي فاشفهِ من برصه» (ع 6). ولقد سبَّب وصول نعمان مع خطابه إلى السامرة، ارتباكًا وغضبًا، إذ اعتبره ملك إسرائيل نوعًا من التحرش والتحريض على الحرب. وفي يأسه مزَّق ثيابه. ومثل هذا التصرف لم يكن غريبًا على يهورام (6: 30)، وصرخ يهورام متخذًا اسم الله باطلاً بقوله: «هل أنا الله لكي أُميت وأُحيي، حتى أن هذا يرسل إليَّ أن أشفي رجلاً من برصه» (ع 7). وعَكَسَ هذا التصرف خطورة الموقف، فلم يكن بمقدور أحد أن يشفي نعمان سوى الذي يُقيم الميت.

جـ ـ إلى أليشع يبدو أن الملك يهورام لم يفكر مُطلقًا في أليشع، مع أن النبي في هذه الأيام كان واسطة بركة الله للشعب. كان الله يمد إليهم يد الخلاص عن طريق خادمه. ولكن ليس لنبي كرامة في وطنه؛ ويبدو أن أليشع قد عاد للاستقرار في السامرة (ص2: 25، 6: 32). وهكذا كان على أليشع أن يأخذ زمام المبادرة، فأرسل الرسالة التالية إلى الملك: «لماذا مزقت ثيابك؟ ليأتِ إليَّ فيعلم أنه يوجد نبي في إسرائيل» (ع 8).

وأخيرًا جاء نعمان إلى ”رجل الله“ ألشيع النبي، ممثل الله الحي الذي يُميت ويُحيي، فقد جاء وأمامه مركزه العالي ـ بخيله ومركباته. والكبرياء ملؤه. «وقف عند باب بيت أليشع». ولكن ليس هكذا نأتي إلى الله. فنعمان لن يبرأ بشروطه هو .. ولكن بالشروط التي يحددها الله له. وهذا ما كان عليه أن يتعلمه.

والآن أ ليس هذا ما ينبغي أن يتعلمه كل خاطئ: أن يقترب إلى الله موقنًا بعدم استحقاقه. لا ينبغي أن أفكر أنه يجب أن أحسِّن ذاتي لأستحق الخلاص بمزاياي الشخصية، بل أن أقبل كما أنا، كخاطئ ضال. وهكذا يقبلني الله .. إنه يفعل ذلك على أساس النعمة المجانية.


Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:31 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg





فتاة صغيرة من أرض إسرائيل

من وجهة النظر البشرية، كانت مشكلة نعمان بلا حل. ولكن شكرًا لله، فإن حل المشكلة كان في يد إله إسرائيل فقط. إنه وحده الذي يستطيع تطهير نعمان من برصه. وهو وحده الذي يخلصنا من الخطية. ولكن علينا أن نأتي إليه بإيمان، ولا نتوقع خلاصًا من حكماء هذا العالم (ع11) إنه وحده الذي يستطيع أن يخلصنا.

ومن المُلفت أن فتاة صغيرة من أرض إسرائيل صارت دليلاً لرئيس جيش أرام القوي. ففي مسمع سيدتها شهدت ببساطة بإيمانها .. «يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة فإنه كان يشفيه من برصه» (ع 3). إن وجود مثل هذه الفتاة بين يدي امرأة نعمان، كانت واحدة من اللعنات التي تنبأ بها موسى على الشعب إذا هم ضلوا: «يُسلَّم بنوك وبناتك لشعب آخر، وعيناك تنظران إليهم طول النهار فتكلان وليس في يدك طائلة» (تث28: 32). والشيء الحسن أن هذه الفتاة لم تسمح لروح الكراهية تجاه آسريها أن تبتلعها. وعلى الرغم من سنها الصغيرة، وظروفها الصعبة في هذا البلد الجديد، فإنها شهدت لإله إسرائيل وأحبت أعداءها. والسبيل عينه ينبغي علينا أن نسلكه. فنحن سفراء عن المسيح. وينبغي أن نقدم دائمًا جوابًا عن سبب الرجاء الذي فينا (2كو5: 20؛ 1بط3: 15). هل نحن منتبهون لهذه الدعوة العُليا؟

إن هذه الفتاة لم تسمح لروح الكراهية تجاه آسريها أن تبتلعها. وعلى الرغم من سنها الصغيرة، وظروفها الصعبة في هذا البلد الجديد، فإنها شهدت لإله إسرائيل وأحبت أعداءها

كان لهذه الفتاة إيمان عظيم في إلهها وفي نبيِّه، وإلا فكيف عرفت أن أليشع يرغب ويستطيع أن يشفي نعمان من برصه؟ إنه فقط الإيمان الذي همس بهذا الكلام في أذنها. لقد فعل أليشع كل المعجزات ولكنه لم يسبق أن شفى أبرص، كما يُخبرنا العهد الجديد. فرغم وجود عدد من البُرَّص في إسرائيل في زمانه، إلا أنه لم يبرأ من المرض سوى نعمان السرياني (لو4: 27). نعم إن الله كان يعاقب شعبه الذي عبد الأصنام، فلم يبرأ إسرائيلي في تلك الأيام. ولكن نعمان برأ، وهكذا امتدت نعمة الله للأمم.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:33 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg





في الطريق إلى ملك إسرائيل

صدَّقت زوجة نعمان كلمات أَمَتها الصغيرة، فأسرَت بها لزوجها الذي بدوره أخبر سيده ملك أرام (ع 4). ويبدو أن خبر مرض نعمان رئيس الجيش قد أصبح شائعًا في هذه الأثناء. وتمت معالجة الأمر بنوع من الدبلوماسية، إذ كان يظن أن ملك إسرائيل سيستدعي نبي السامرة وهو على كل حال أحد رعاياه.

أخذ نعمان رسالة من ملكه، وكذلك هدية سخية، وأراد الملك أن يساهم من جانبه في تكاليف الرحلة رغبة منه في مساعدة واحد من أفضل رجاله. تمثلت الهدية في 340 كيلوجرام من الفضة، وسبعين كيلوجرامًا من الذهب، وعشر حُلل ثياب ـ إنها ثروة كبيرة تساوي ملايين الجنيهات.

وصل نعمان إلى السامرة ومعه خطاب موجّه إلى ملك إسرائيل يقول فيه ملك أرام: «.. فالآن عند وصول هذا الكتاب إليك، هوذا قد أرسلت إليك نعمان عبدي فاشفهِ من برصه» (ع 6). ولقد سبَّب وصول نعمان مع خطابه إلى السامرة، ارتباكًا وغضبًا، إذ اعتبره ملك إسرائيل نوعًا من التحرش والتحريض على الحرب. وفي يأسه مزَّق ثيابه. ومثل هذا التصرف لم يكن غريبًا على يهورام (6: 30)، وصرخ يهورام متخذًا اسم الله باطلاً بقوله: «هل أنا الله لكي أُميت وأُحيي، حتى أن هذا يرسل إليَّ أن أشفي رجلاً من برصه» (ع 7). وعَكَسَ هذا التصرف خطورة الموقف، فلم يكن بمقدور أحد أن يشفي نعمان سوى الذي يُقيم الميت.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:34 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg





أن الملك يهورام لم يفكر مُطلقًا في أليشع

أليشع يبدو أن الملك يهورام لم يفكر مُطلقًا في أليشع، مع أن النبي في هذه الأيام كان واسطة بركة الله للشعب. كان الله يمد إليهم يد الخلاص عن طريق خادمه. ولكن ليس لنبي كرامة في وطنه؛ ويبدو أن أليشع قد عاد للاستقرار في السامرة (ص2: 25، 6: 32). وهكذا كان على أليشع أن يأخذ زمام المبادرة، فأرسل الرسالة التالية إلى الملك: «لماذا مزقت ثيابك؟ ليأتِ إليَّ فيعلم أنه يوجد نبي في إسرائيل» (ع 8).

وأخيرًا جاء نعمان إلى ”رجل الله“ ألشيع النبي، ممثل الله الحي الذي يُميت ويُحيي، فقد جاء وأمامه مركزه العالي ـ بخيله ومركباته. والكبرياء ملؤه. «وقف عند باب بيت أليشع». ولكن ليس هكذا نأتي إلى الله. فنعمان لن يبرأ بشروطه هو .. ولكن بالشروط التي يحددها الله له. وهذا ما كان عليه أن يتعلمه.

والآن أ ليس هذا ما ينبغي أن يتعلمه كل خاطئ: أن يقترب إلى الله موقنًا بعدم استحقاقه. لا ينبغي أن أفكر أنه يجب أن أحسِّن ذاتي لأستحق الخلاص بمزاياي الشخصية، بل أن أقبل كما أنا، كخاطئ ضال. وهكذا يقبلني الله .. إنه يفعل ذلك على أساس النعمة المجانية.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:37 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173539090939111.jpg





كارثة ”تسونامي“ الآسيوية


لم يشأ العام المنصرم أن يمضي دون أن يترك ذكرى مرعبة للعالم، إذ لقي ما يزيد عن 150 ألفًا حتفهم في كارثة مهولة، عرفت بكارثة ”تسونامي“ الآسيوية. ففي يوم 26 ديسمبر 2004 وقع زلزال عنيف تحت سطح البحر قرب شواطئ أندونيسيا (شدته حوالي 9 درجات بمقياس رختر)، مما دفع بأمواج عارمة، اجتاجت المناطق الساحلية في أنحاء مختلفة من جنوب وشرق آسيا. فأضيفت هذه الكارثة إلى العديد من الكوارث الرهيبة التي أصابت العالم في الآونة الأخيرة.

يرى الكثيرون أن هذا الحادث، مع ما سبقه من أحداث مشابهة، هو إنذار جديد للبشرية الغافلة. بينما بعض اللاهوتيين، محاولة منهم لتحسين صورة الله في أذهان البشر، اعتبر أن ما حدث لا دخل لله فيه، وأنه ظاهرة طبيعية قد يحدث مثلها في أي زمان وأي مكان.

ونحن الذين نؤمن أن الله متداخل تمامًا في أمور هذا العالم، كقول النبي عاموس: «هل تحدث بلية في مدينة والرب لم يصنعها؟» (عا3: 6). وقول إرميا النبي: «من فم العلي ألا تخرج الشرور والخير» (مرا3: 38)، بل ونؤمن بما قاله المسيح إن عصفورًا واحدًا لا يسقط على الأرض بدون أبينا (مت10: 29)، لذلك فلا يمكن أن نتفق مع الذين اعتبروا أن ما حدث لا شأن لله به، وأنه لا يرسل به إشارة واضحة للبشر.

وعندي على هذا الحدث تعليق ثلاثي

أولاً: أن مجيء الرب قد اقترب:

لقد كان ارتفاع أمواج التسونامي قرب الشواطئ مخيفًا، وكانت سرعة الأمواج مهولة 800 كم في الساعة. وهي سرعة رهيبة تدمر كل شيء، وتكتسح كل ما يعترض طريقها أيًا كان. وهو يقينًا يذكرنا بما قاله المسيح عن علامة مجيئه: «وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم. وعلى الأرض كرب أمم بحيرة. البحر والأمواج تضج. والناس يُغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة» (لو21: 25و26).

إنه صوت جديد يحذر العالم، قبيل مجيء المسيح، بما لا بد أن يحدث في كل العالم بعد اختطاف الكنيسة.

ثانياً: فجائية الحدث:

تأثرت جدًا من صورة نشرتها إحدى الصحف في الخارج لمجموعة من الناس كانت على شاطئ البحر في استرخاء كالمعتاد. والصورة تصور الأمواج الهائلة تقترب منهم، وهم يجرون أمامها. لكن لفت نظري أنهم لم يكونوا في رعب أو فزع، فيبدو أنهم لم يكونوا مدركين لخطورة الأمر، وظنوا أنها موجه عالية، كتلك التي كنا نهرب منها ونحن صبية صغار نلهو على شاطئ البحر. وأنها - حتى لو كانت عالية - فإنها ستنتهي بأن تبلل ملابسهم، أو تطيِّر الشماسي والكراسي. وتحت الصورة كان تعليق المجلة: ”قبل الموت بثلاث ثواني“.

والكتاب المقدس يتحدث عن هذه الفجائية فيقول: «وأضايق الناس فيمشون كالعمي لأنهم أخطأوا إلى الرب. . لا فضتهم ولا ذهبهم يستطيه إنقاذهم في يوم غضب الرب. . لأنه يصنع فناءً باغتًا لكل سكان الأرض» (صف 1: 17و18). كما يقول الرسول بولس: «لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون» (1تس5: 3).

ثالثاً: الحيوانات تحذرت:

أمر لفت نظر وكالات الأنباء والمتخصصين، لماذا كانت نسبة موت الحيوانات أقل بكثير من نسبة موت البشر؟ هل عندهم حاسة سادسة؟ وهذا ذكرني بما حدث أيام نوح والطوفان. لقد دخلت الحيوانات والبهائم الفلك، دخلت الوحوش والجوارح، وأما الإنسان فلم يدخل؟ قال الرب على فم نبيه إرميا: «بل اللقلق في السماوات يعرف ميعاده، واليمامة والسنونة المزقزقة حفظتا وقت مجيئهما. أما شعبي فلم يعرف قضاء الرب» (إر8: 7).

قارئي العزيز: هذا صوت آخر، قد يكون الأخير، يقدمه الرب الذي «لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة» (2بط3: 9)، فهل تستفيد منه قبل الندم والحسرة الأبدية.

أخي المؤمن إن الرب قريب، ونحن لن نكون مثل البشر الأشرار أيام المسيح الذين وبخهم بالقول: «يا مراؤون تعرفون أن تميزوا وجه الأرض والسماء، وأما هذا الزمان فكيف لا تميزونه؟» (لو12: 56). بل من القلب نقول: «آمين تعال أيها الرب يسوع».

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:38 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg


أن مجيء الرب قد اقترب:

لقد كان ارتفاع أمواج التسونامي قرب الشواطئ مخيفًا، وكانت سرعة الأمواج مهولة 800 كم في الساعة. وهي سرعة رهيبة تدمر كل شيء، وتكتسح كل ما يعترض طريقها أيًا كان. وهو يقينًا يذكرنا بما قاله المسيح عن علامة مجيئه: «وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم. وعلى الأرض كرب أمم بحيرة. البحر والأمواج تضج. والناس يُغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة» (لو21: 25و26).

إنه صوت جديد يحذر العالم، قبيل مجيء المسيح، بما لا بد أن يحدث في كل العالم بعد اختطاف الكنيسة.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:39 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg


إن الرب قريب ونحن لن نكون مثل البشر الأشرار
أيام المسيح الذين وبخهم بالقول:
«يا مراؤون تعرفون أن تميزوا وجه الأرض والسماء،
وأما هذا الزمان فكيف لا تميزونه؟» (لو12: 56).
بل من القلب نقول: «آمين تعال أيها الرب يسوع».

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:44 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




الزلازل في الكتاب المقدس



لقد قال سليمان الحكيم: «نهاية أمر خير من بدايته». ولكن لم يكن الحال على هذا المنوال مع عام 2004. فلقد ختم بزلزلة أرضية فريدة من نوعها بقوة 8.9 رختر جنوب شرق آسيا، في ظاهره لم يشهدها العالم من قبل. وقد تجاوز عدد القتلى 155000 نسمة، وهم حصيلة المد البحري الناجم عن الزلزال العنيف. ومن المتوقع أن تتسبب الأمراض المعدية في مصرع عدد من الأشخاص قد يساوي على الأقل عدد القتلى الذين خلفهم المد البحري. بالإضافة لتغير الخريطة الجغرافية للمنطقة: فقد تحركت بعض الجزر عن أماكنها أكثر من 30 كيلومترًا. وبلغت قوة الضربة ما يعادل تفجير مليون قنبلة ذرية. وهذا بالإضافة لكم الدمار الشامل في قاع المحيط الهندي، الذي أتلف الحياة البحرية والتي لن تعود إلى طبيعتها كما أعلن العلماء قبل قرون.

وقد انطبق على العالم المثل القائل: ”أول الغيث قطرة ثم ينهمر“. فبعد ظاهرة أسراب الجراد في أكتوبر الماضي، وما خلفته من آثار، جاءنا شهر ديسمبر بالزلزال وما خلفه من بعده من دمار.

وعلى الرغم من صلوات البعض متضرعين للرب أن يمضي هذا العام بويلاته، ولا يعود مثله، لكني لم أستطع أن أشارك في هذه الصلوات، لأني مقتنع من أن هذا هو بحق أول القطر، وعلينا أن نتوقع انهمار الغيث. وقد يقول قائل: لماذا مثل هذا التشاؤم؟ فأجيب: لأن هذا ما يقوله الكتاب. فبعد أن رُفض مسيح مجمع الناصرة المتواضع، وهو يعلن عن إرسالية الرب له ليكرز بسنة الرب المقبولة (لو4)، والتي امتدت نحو ألفي عام، كان يدق فيها أجراس النعمة لعالم يرزح تحت ثقل خطاياه، ليسرع إليه فيتمتع بخلاصه العظيم. لكن ما زال العالم في حالة الرفض إلى الآن. لذا فقد جاء الوقت ليرى العالم الطرف الآخر للعملة، ويرى إلهًا يشرق بالنقمات (مز94)، وبيوم انتقام ليعزي كل النائحين (إش61)، وهي باقي الآية التي لم يكمل قراءتها حين ذاك في مجمع الناصرة.

فيا ليت العالم يستفيق من سكره وخماره، وينصت بإرادته إلى أجراس النعمة الهادئة الحانية، قبل أن يضطر مرغمًا أن يسمع أبواق النقمة الغاضبة المدوية.

لقد ورد ذكر الزلازل في الكتاب المقدس في كل من عهديه القديم والجديد. وكلمة زلزلة في العبرية هي ”رعش“، وهي تعبير عن الهزات الأرضية أو ارتعاش الأرض، وفي اليونانية هي ”سيزمور“ ومنها ”السيزموجراف“ أو جهاز قياس الزلازل.

هناك العديد من الزلازل المذكورة في الكتاب المقدس سوف نقوم بسردها فقط، مع التركيز على أهم زلزالين واحد منهما غير مجرى التاريخ والجغرافيا، بل وحتى التقويم الزمني في الماضي، والثاني سيغير التاريخ والجغرافيا والتقويم الزمني في المستقبل. الأول مذكور في تكوين 7 وأقصد به حادثة الطوفان، والثاني يختم الله به ضرباته على الأرض في رؤيا 15؛ 16

والزلازل المذكورة في الكتاب مرتبة زمنيًا هي :

(أ) زلزلة في جبل سيناء عند إعطاء الشريعة (خر19: 8؛ عب12: 26).

(ب) انشقت الأرض وابتلعت قورح وداثان وأبيرام وقومهم من سبط لاوي وكل ما لهم (عد16: 31, 32). عند تذمرهم على هارون وبنيه وأرادوا أن يزاحموه في وظيفته الكهنوتية التي أخذها من الله مباشرة «ابتدع الرب بدعة، وفتحت الأرض فاها (انشقت الأرض) وبلعتهم وكل مالهم فهبطوا أحياء إلى الهاوية»

(ج) «رجفت الأرض فكان ارتعاد عظيم» عندما ضرب يوناثان معسكر الفلسطينيين في جبعة. وكان هذا على الأرجح تعضيدًا من الله لإيمان يوناثان (1صم14: 15).

(د) حدثت زلزلة عندما كان إيليا النبي في جبل حوريب (1مل 19: 11).

(هـ) حدثت زلزلة في أيام عزيا الملك ما بين عامي 790، 740 ق.م. ويبدو أنها كانت من القوة حتى إنهم أرخَّوا بها (عا1: 1؛ زك14: 5).

(و) تزلزلت الأرض وتشققت الأرض عند موت الرب يسوع (مت27: 51- 54).

(ز) حدثت زلزلة عظيمة عند قيامة الرب من بين الأموات (مت28: 2).

(ح) حدثت زلزلة عظيمة في مقدونية عندما كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله في السجن في فيلبي (أع16: 26)، نتج عنها انفتاح أبواب السجن، وفك قيود المسجونين.

أما بالنسبة للزلزال الذي نتج عنه الطوفان فمن تكوين 1 نفهم أن الله في اليوم الثالث لتجديد الخليقة، جمع المياه التي تحت السماء كلها الى مكان واحد ودعاها بحارًا، واليابسة ظهرت من وسط المياه، كقارة واحدة غير منقسمة كما هو حادث الآن. فوجود كل الأرض في مكان واحد محاطة بالبحار يفسر لنا لماذا كانت حادثة الطوفان عالمية، بل في الواقع كونية، لأن هناك شق من المياه أتى من الجلد الذي في السماء (اليوم الثاني).

إذا كيف حدث الطوفان؟ سألخص آراء علماء الجيوفيزياء وعلى رأسهم ”ثيودور شوارز“(Theodor Shwartz) وهو أحد العلماء المرموقين،وزميل الوكالة العلمية لتقدم العلوم، والذي كرس 30 عامًا من حياته لإثبات الحقائق العلمية في الكتاب المقدس ولخصها في كتابه: ”عجائب في الأحقاب الجيولجية“ وقد كتب قائلا:

إن الطوفان حدث نتيجة قوتين متداخلتين أحداهما من أعلى: «انفتحت طاقات السماء»، والأخرى من أسفل «انفجرت ينابيع الغمر العظيم» ... وهذا ما يعرف حاليا باسم موجات المد البحري الناتجة عن الزلازل TSUNAMI. وهي ”حدث نادر جدا“ يعود إلى تراكم هائل للطاقة تحت قشرة الأرض، ينتج عنه انكسار في قاع البحر. وأوضح ”إن هذه الزلازل تنتج عن تغييرات في قشرة الأرض بسبب تجمع طاقة هائلة. وعندما بلغت الطاقة المتجمعة والتغير مستوى خطيرًا، حدث انكسار في القشرة الأرضية تحت البحار“. وأضاف: ”في الحالة التي وقع فيها الطوفان تفاقم الوضع، لأن الانكسار حدث في عرض البحار المحيطة باليابسة، مما تسبب في ارتفاع عنيف في موج البحر لينتقل بسرعة هائلة، وهذا يدعمه الحفريات الكثيرة التي وجدت كاملة في باطن الأرض، مما يثبت أن تلك الكائنات ماتت فجائيًا“.

أما في سفر الرؤيا فيحدثنا الكتاب عن عدة زلازل عنيفة، لا أجد من الصعب تفسيرها حرفيًا وخاصة بعد ما رأيناه في الزلزال الأخير وهي كالتالي:

1. في الختم السادس رؤيا 6

2. في البوق السادس رؤيا 11 : 13

3. في الجام السابع رؤيا16: 17

في الجام السابع، الذي به أكمل الله ضرباته على الأرض، نسمع صوتاً من السماء: «قد تم» وهناك ثلاث مرات فقط في كل الكتاب ذكرت فيها هذه العبارة: مرة في بدء الخلق (تك2 :1) ومرة عند الفداء في الجلجثة (يو19 :30)، ومرة عند إتمام الضربات (رؤ16: 17). ومن الواضح أن هذه الضربة التي ذخرها الله للنهاية هي أعنف الضربات التي يشهدها كوكب الأرض وأشدها تدميرًا وخرابًا، كما إنها مباغتة ومفاجئة، كما نفهم من الخلفية التي وضعها الروح القدس لسرد الأحداث «فحدثت أصوات رعود وبروق. وحدثت زلزلة عظيمة لم يحدث مثلها منذ صار الناس على الأرض، زلزلة عظيمة هكذا». ومن الواضح أن التعبير الذي استخدمه يوحنا الرائى في وصف هذا الزلزال يجعل كل الزلازل السابق ذكرها في سفر الرؤيا - على الرغم من شدتها - وكأنها لعب أطفال أمام هذا الزلزال الذي سيعصف بكوكب الأرض بمجمله.

إن علماء الزلازل والبراكين سوف يراقبون بفزع وهلع هذا الزلزال الذي ستعجز أجهزة رختر التي وضعوها للقياس من أن تقيس قوته، فهو خارج المقاييس المعتادة، وستكون آثاره المدمرة فوق كل وصف. وأعتقد أن معظم الزلازال الحادثة حتى الآن كانت الوفيات فيها لا تتجاوز مئات الألوف، ولكن المتبقي من العالم سيسمع حينئذ أرقامًا تصل للملايين. ”ومدن العالم ستسقط“ بل وكل جزيرة هربت، والجبال لم توجد. فإذا كان الزلزال الحالي أطاح ببعض الجزر 30 كم، فسيطيح هذا الزلزال بالجزر والجبال ألوف الكيلومترات.

أعتقد أن كل تخيل للذهن البشرى يعجز عن وصف كم الدمار الذي سيخلفة هذا الزلزال ”فلم يحدث هذا منذ صار الناس على الأرض“. وإذا كنا نعجز كبشر عن وصفه، فسوف أستعين ببعض الآيات الكتابية التي وصفته. فقد ذكر عنه حجى قائلاً: «لأنه هكذا قال رب الجنود هي مرة بعض قليل فأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة» (حج 2: 6).

وذكر عنه يوئيل 3: 16 «فالرب من صهيون يزمجر ومن أورشليم يعطي صوته فترتجف السماء والأرض».

وإشعياء24 : 17 - 21 «عليك رعب وحفرة وفخ يا ساكن الأرض. ويكون أن الهارب من صوت الرعب يسقط في الحفرة، والصاعد من وسط الحفرة يؤخذ بالفخ، لأن ميازيب من العلاء انفتحت، وأسس الأرض تزلزلت. إنسحقت الأرض إنسحاقًا، تشققت الأرض تشققًا، تزعزعت الأرض تزعزعًا، ترنحت الأرض ترنحًا كالسكران، وتدلدلت كالعرزال (كالخيمة في مهب الريح)، وثقل عليها ذنبها فسقطت ولا تعود تقوم».

يا ليتنا ننحني باتضاع أمام يد الله الممدودة بالنعمة، قبل أن يأتي وقت ننحني فيه قسرًا أمام يده الممدودة للنقمة «لأن السيد رب الجنود يصنع فناءً وقضاءً في كل الأرض» (إش10 :23).

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:46 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg


الزلازل في الكتاب المقدس في كل من عهديه القديم والجديد.
وكلمة زلزلة في العبرية هي ”رعش“، وهي تعبير عن الهزات الأرضية
أو ارتعاش الأرض، وفي اليونانية هي ”سيزمور“
ومنها ”السيزموجراف“ أو جهاز قياس الزلازل.

هناك العديد من الزلازل المذكورة في الكتاب المقدس سوف نقوم بسردها فقط، مع التركيز على أهم زلزالين واحد منهما غير مجرى التاريخ والجغرافيا، بل وحتى التقويم الزمني في الماضي، والثاني سيغير التاريخ والجغرافيا والتقويم الزمني في المستقبل. الأول مذكور في تكوين 7 وأقصد به حادثة الطوفان، والثاني يختم الله به ضرباته على الأرض في رؤيا 15؛ 16

والزلازل المذكورة في الكتاب مرتبة زمنيًا هي :

(أ) زلزلة في جبل سيناء عند إعطاء الشريعة (خر19: 8؛ عب12: 26).

(ب) انشقت الأرض وابتلعت قورح وداثان وأبيرام وقومهم من سبط لاوي وكل ما لهم (عد16: 31, 32). عند تذمرهم على هارون وبنيه وأرادوا أن يزاحموه في وظيفته الكهنوتية التي أخذها من الله مباشرة «ابتدع الرب بدعة، وفتحت الأرض فاها (انشقت الأرض) وبلعتهم وكل مالهم فهبطوا أحياء إلى الهاوية»

(ج) «رجفت الأرض فكان ارتعاد عظيم» عندما ضرب يوناثان معسكر الفلسطينيين في جبعة. وكان هذا على الأرجح تعضيدًا من الله لإيمان يوناثان (1صم14: 15).

(د) حدثت زلزلة عندما كان إيليا النبي في جبل حوريب (1مل 19: 11).

(هـ) حدثت زلزلة في أيام عزيا الملك ما بين عامي 790، 740 ق.م. ويبدو أنها كانت من القوة حتى إنهم أرخَّوا بها (عا1: 1؛ زك14: 5).

(و) تزلزلت الأرض وتشققت الأرض عند موت الرب يسوع (مت27: 51- 54).

(ز) حدثت زلزلة عظيمة عند قيامة الرب من بين الأموات (مت28: 2).

(ح) حدثت زلزلة عظيمة في مقدونية عندما كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله في السجن في فيلبي (أع16: 26)، نتج عنها انفتاح أبواب السجن، وفك قيود المسجونين.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:47 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg


الزلازل الذي نتج عنه الطوفان فمن تكوين 1


نفهم أن الله في اليوم الثالث لتجديد الخليقة، جمع المياه التي تحت السماء كلها الى مكان واحد ودعاها بحارًا، واليابسة ظهرت من وسط المياه، كقارة واحدة غير منقسمة كما هو حادث الآن. فوجود كل الأرض في مكان واحد محاطة بالبحار يفسر لنا لماذا كانت حادثة الطوفان عالمية، بل في الواقع كونية، لأن هناك شق من المياه أتى من الجلد الذي في السماء (اليوم الثاني).

إذا كيف حدث الطوفان؟ سألخص آراء علماء الجيوفيزياء وعلى رأسهم ”ثيودور شوارز“(Theodor Shwartz) وهو أحد العلماء المرموقين،وزميل الوكالة العلمية لتقدم العلوم، والذي كرس 30 عامًا من حياته لإثبات الحقائق العلمية في الكتاب المقدس ولخصها في كتابه: ”عجائب في الأحقاب الجيولجية“ وقد كتب قائلا:

إن الطوفان حدث نتيجة قوتين متداخلتين أحداهما من أعلى: «انفتحت طاقات السماء»، والأخرى من أسفل «انفجرت ينابيع الغمر العظيم» ... وهذا ما يعرف حاليا باسم موجات المد البحري الناتجة عن الزلازل TSUNAMI. وهي ”حدث نادر جدا“ يعود إلى تراكم هائل للطاقة تحت قشرة الأرض، ينتج عنه انكسار في قاع البحر. وأوضح ”إن هذه الزلازل تنتج عن تغييرات في قشرة الأرض بسبب تجمع طاقة هائلة. وعندما بلغت الطاقة المتجمعة والتغير مستوى خطيرًا، حدث انكسار في القشرة الأرضية تحت البحار“. وأضاف: ”في الحالة التي وقع فيها الطوفان تفاقم الوضع، لأن الانكسار حدث في عرض البحار المحيطة باليابسة، مما تسبب في ارتفاع عنيف في موج البحر لينتقل بسرعة هائلة، وهذا يدعمه الحفريات الكثيرة التي وجدت كاملة في باطن الأرض، مما يثبت أن تلك الكائنات ماتت فجائيًا“.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:48 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173539090939111.jpg





في سفر الرؤيا فيحدثنا الكتاب عن عدة زلازل عنيفة
لا أجد من الصعب تفسيرها حرفيًا وخاصة بعد ما رأيناه في الزلزال الأخير وهي كالتالي:

1. في الختم السادس رؤيا 6

2. في البوق السادس رؤيا 11 : 13

3. في الجام السابع رؤيا16: 17

في الجام السابع، الذي به أكمل الله ضرباته على الأرض، نسمع صوتاً من السماء: «قد تم» وهناك ثلاث مرات فقط في كل الكتاب ذكرت فيها هذه العبارة: مرة في بدء الخلق (تك2 :1) ومرة عند الفداء في الجلجثة (يو19 :30)، ومرة عند إتمام الضربات (رؤ16: 17). ومن الواضح أن هذه الضربة التي ذخرها الله للنهاية هي أعنف الضربات التي يشهدها كوكب الأرض وأشدها تدميرًا وخرابًا، كما إنها مباغتة ومفاجئة، كما نفهم من الخلفية التي وضعها الروح القدس لسرد الأحداث «فحدثت أصوات رعود وبروق. وحدثت زلزلة عظيمة لم يحدث مثلها منذ صار الناس على الأرض، زلزلة عظيمة هكذا». ومن الواضح أن التعبير الذي استخدمه يوحنا الرائى في وصف هذا الزلزال يجعل كل الزلازل السابق ذكرها في سفر الرؤيا - على الرغم من شدتها - وكأنها لعب أطفال أمام هذا الزلزال الذي سيعصف بكوكب الأرض بمجمله.

إن علماء الزلازل والبراكين سوف يراقبون بفزع وهلع هذا الزلزال الذي ستعجز أجهزة رختر التي وضعوها للقياس من أن تقيس قوته، فهو خارج المقاييس المعتادة، وستكون آثاره المدمرة فوق كل وصف. وأعتقد أن معظم الزلازال الحادثة حتى الآن كانت الوفيات فيها لا تتجاوز مئات الألوف، ولكن المتبقي من العالم سيسمع حينئذ أرقامًا تصل للملايين. ”ومدن العالم ستسقط“ بل وكل جزيرة هربت، والجبال لم توجد. فإذا كان الزلزال الحالي أطاح ببعض الجزر 30 كم، فسيطيح هذا الزلزال بالجزر والجبال ألوف الكيلومترات.

أعتقد أن كل تخيل للذهن البشرى يعجز عن وصف كم الدمار الذي سيخلفة هذا الزلزال ”فلم يحدث هذا منذ صار الناس على الأرض“. وإذا كنا نعجز كبشر عن وصفه، فسوف أستعين ببعض الآيات الكتابية التي وصفته. فقد ذكر عنه حجى قائلاً: «لأنه هكذا قال رب الجنود هي مرة بعض قليل فأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة» (حج 2: 6).

وذكر عنه يوئيل 3: 16 «فالرب من صهيون يزمجر ومن أورشليم يعطي صوته فترتجف السماء والأرض».

وإشعياء24 : 17 - 21 «عليك رعب وحفرة وفخ يا ساكن الأرض. ويكون أن الهارب من صوت الرعب يسقط في الحفرة، والصاعد من وسط الحفرة يؤخذ بالفخ، لأن ميازيب من العلاء انفتحت، وأسس الأرض تزلزلت. إنسحقت الأرض إنسحاقًا، تشققت الأرض تشققًا، تزعزعت الأرض تزعزعًا، ترنحت الأرض ترنحًا كالسكران، وتدلدلت كالعرزال (كالخيمة في مهب الريح)، وثقل عليها ذنبها فسقطت ولا تعود تقوم».

يا ليتنا ننحني باتضاع أمام يد الله الممدودة بالنعمة، قبل أن يأتي وقت ننحني فيه قسرًا أمام يده الممدودة للنقمة «لأن السيد رب الجنود يصنع فناءً وقضاءً في كل الأرض» (إش10 :23).

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:50 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




دروس البريه




أربعة أمور يجب معرفتها في تثنية 8: 1-9

(1) معرفة ذواتنا (ع2) (2) معرفة الله (ع3 و4) (3) معرفة علاقتنا بالله (ع5) (4) معرفة رجاءنا (ع7-9)

أولاً: فيما يختص بمعرفة ذواتنا: «وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك هذه الأربعين سنة في القفر لكي يذلك ويجرّبك ليعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه أم لا» (ع2).

هنا نقطة مهمة يجب معرفتها، ولكن مَنْ لنا ليُخبرنا بها، ومَنْ هو الشخص الذي يستطيع أن يخترق أعماق القلب البشري ويعرف زواياه ومخبآته. لا شك أنه لا يوجد شيء يستطيع أن يُخبرنا بذلك ويُظهر لنا شر قلوبنا إلا الحياة في البرية. لأنه في بدء الحياة المسيحية نكون محمولين بالفرح الروحي حتى أننا ننسى رداءة طبيعتنا لجهلنا بها، ولكن بمسيرنا في البرية وتنقلنا من مرحلة إلى مرحلة ومن دور إلى دور نتدرج في معرفة ذواتنا.

ثانيًا: معرفة الله: «فأذلك وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن نعرفه ولا عرفه آباؤك لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان. ثيابك لم تَبلَ عليك، ورجلك لم تتورم هذه الأربعين سنة» (ع3 و4).

إن معرفة ذواتنا ورداءة طبيعتنا بهذه الصفة يجب أن لا تُنقص من أفراحنا، بل إن الأمر على نقيض ذلك تمامًا لأنه كلما تعمَّق المؤمن في معرفة ذاته، كلما ازداد فرحه وعظم سروره لأنه بذلك يتخلص من ذاته رويدًا رويدًا ويلتصق بمصدر فرحه الوحيد ونصيبه الصالح: الرب يسوع المسيح. والمؤمن عليه أن يتأكد أن خراب الطبيعة الكامل ليس هو مجرد عقيدة نظرية في المسيحية، ولكنه اختبار عملي وحق صريح، وعليه أن يختبر عُمق وكمال وقوة وسائل الرحمة التي يُجريها معه الرب في الطريق «فأذلك وأجاعك ...» لا لكي تيأس، ولكن «لكي يُطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك». ما أعظم وما أجمل هذه الشهادة، فإن «أربعين سنة» تشهد وتكشف عما يكنه قلب الله من نحو شعبه المفدي. ستمائة ألف رجل ما عدا النساء والأطفال آكلين ولابسين ومُعتنى بهم في برية مُجدبة. يا لها من وسائل إلهية مباركة ومُشبعة للنفس! كيف يمكن وأمامنا وبين أيدينا تاريخ إسرائيل ووصف رحلاتهم في البرية المُقفرة، أن يتسرب إلى قلوبنا أي شك أو خوف؟ يا ليتنا نكف عن النظر إلى ذواتنا ونتمسك بالمسيح ربنا، وفي هذا سعادتنا وقداستنا الحقيقية «لأن الرب إلهك قد باركك في كل عمل يدك عارفًا مسيرك في هذا القفر العظيم. الآن أربعون سنة للرب إلهك معك لم ينقص عنك شيء» (تث2: 7).

ثالثًا: معرفة علاقتنا بالله: «فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان ابنه، قد أدّبك الرب إلهك» (ع5).

إن كل معاملات الله معنا لها أساس واحد وهو العلاقة التي بيننا وبينه. فالشبع والجوع، العطش والارتواء، الصحراء غير المطروقة والعمود المُرشد، التعب والراحة، المرض والصحة، كل هذه تُخبر وتحدِّث عن شيء واحد: يد آب حنون وقلب آب مُحب. ويحسن بنا أن نتذكَّر هذا «لئلا نكّل ونخور في نفوسنا» (عب12: 3). فالآب الأرضي مرة يضرب بعصا التأديب، ومرة يضع قُبلات المحبة على وجنتي ابنه العزيز. مرة يوبخ ومرة يُظهر الرضا. وهكذا أبونا السماوي فإن كل معاملاته معنا مبنية على أساس واحد؛ أساس المحبة. هو آب قدوس. وهذا يوضح ويشرح كل شيء، فالقدوس هو أبونا ونحن ما علينا إلا أن نسير معه ونتكل عليه ونتمثل به «كأولاد أحباء» وهذا يضمن لنا كل السيادة والقوة الحقيقية والطهارة الكاملة. فعندما نسير معه نكون سعداء، وعندما نتكل عليه نكون أقوياء، وعندما نتمثل به نكون أطهارًا قديسين عمليًا.

رابعًا: معرفة رجائنا: «لأن الرب إلهك آتِ بك إلى أرض جيدة، أرض أنهار من عيون وغمار تنبع في البقاع والجبال. أرض حنطة وشعير وكرم وتين ورمان. أرض زيتون زيت وعسل. أرض ليس بالمسكنة تأكل فيها خبزًا ولا يعوزك فيها شيء. أرض حجارتها حديد ومن جبالها تحفر نحاسًا» (ع7-9).

لنا شيء جميل يجب أن نضعه نصب أعيننا وسط تجاربنا المختلفة ومصاعبنا المتنوعة، وحتى في وسط المراحم والمزايا التي لنا في البرية. فأفراح المدينة العظيمة التي لها الأساسات والموعودون بها، تملأ قلوبنا بهجة وشجاعة وتعطي لأقدامنا ثباتًا أثناء مسيرنا. والحقول الخضراء والتلال المُغطاة بالكروم الموجودة في كنعان السماوية، والأبواب اللؤلؤية والشوارع الذهبية المُزدانة بها أورشليم المقدسة، كل هذه نراها بعيون إيماننا، فنحن مدعوون لنتمتع برجاء مبارك، رجاء لا يخزى. فعندما تلهب أقدامنا رمال البرية المُحرقة، دعونا نتهلل بكنعاننا ونتمسك بذاك الميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، المحفوظ في السماوات لأجلنا (1بط1: 4).

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 10:59 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg


فيما يختص بمعرفة ذواتنا
«وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك هذه الأربعين
سنة في القفر لكي يذلك ويجرّبك ليعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه أم لا» (ع2).

هنا نقطة مهمة يجب معرفتها، ولكن مَنْ لنا ليُخبرنا بها، ومَنْ هو الشخص الذي يستطيع أن يخترق أعماق القلب البشري ويعرف زواياه ومخبآته. لا شك أنه لا يوجد شيء يستطيع أن يُخبرنا بذلك ويُظهر لنا شر قلوبنا إلا الحياة في البرية. لأنه في بدء الحياة المسيحية نكون محمولين بالفرح الروحي حتى أننا ننسى رداءة طبيعتنا لجهلنا بها، ولكن بمسيرنا في البرية وتنقلنا من مرحلة إلى مرحلة ومن دور إلى دور نتدرج في معرفة ذواتنا.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 11:01 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg


معرفة الله:



«فأذلك وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن نعرفه ولا عرفه آباؤك لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان. ثيابك لم تَبلَ عليك، ورجلك لم تتورم هذه الأربعين سنة» (ع3 و4).

إن معرفة ذواتنا ورداءة طبيعتنا بهذه الصفة يجب أن لا تُنقص من أفراحنا، بل إن الأمر على نقيض ذلك تمامًا لأنه كلما تعمَّق المؤمن في معرفة ذاته، كلما ازداد فرحه وعظم سروره لأنه بذلك يتخلص من ذاته رويدًا رويدًا ويلتصق بمصدر فرحه الوحيد ونصيبه الصالح: الرب يسوع المسيح. والمؤمن عليه أن يتأكد أن خراب الطبيعة الكامل ليس هو مجرد عقيدة نظرية في المسيحية، ولكنه اختبار عملي وحق صريح، وعليه أن يختبر عُمق وكمال وقوة وسائل الرحمة التي يُجريها معه الرب في الطريق «فأذلك وأجاعك ...» لا لكي تيأس، ولكن «لكي يُطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك». ما أعظم وما أجمل هذه الشهادة، فإن «أربعين سنة» تشهد وتكشف عما يكنه قلب الله من نحو شعبه المفدي. ستمائة ألف رجل ما عدا النساء والأطفال آكلين ولابسين ومُعتنى بهم في برية مُجدبة. يا لها من وسائل إلهية مباركة ومُشبعة للنفس! كيف يمكن وأمامنا وبين أيدينا تاريخ إسرائيل ووصف رحلاتهم في البرية المُقفرة، أن يتسرب إلى قلوبنا أي شك أو خوف؟ يا ليتنا نكف عن النظر إلى ذواتنا ونتمسك بالمسيح ربنا، وفي هذا سعادتنا وقداستنا الحقيقية «لأن الرب إلهك قد باركك في كل عمل يدك عارفًا مسيرك في هذا القفر العظيم. الآن أربعون سنة للرب إلهك معك لم ينقص عنك شيء» (تث2: 7).

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 11:11 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg


معرفة علاقتنا بالله
«فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان ابنه، قد أدّبك الرب إلهك» (ع5).

إن كل معاملات الله معنا لها أساس واحد وهو العلاقة التي بيننا وبينه. فالشبع والجوع، العطش والارتواء، الصحراء غير المطروقة والعمود المُرشد، التعب والراحة، المرض والصحة، كل هذه تُخبر وتحدِّث عن شيء واحد: يد آب حنون وقلب آب مُحب. ويحسن بنا أن نتذكَّر هذا «لئلا نكّل ونخور في نفوسنا» (عب12: 3). فالآب الأرضي مرة يضرب بعصا التأديب، ومرة يضع قُبلات المحبة على وجنتي ابنه العزيز. مرة يوبخ ومرة يُظهر الرضا. وهكذا أبونا السماوي فإن كل معاملاته معنا مبنية على أساس واحد؛ أساس المحبة. هو آب قدوس. وهذا يوضح ويشرح كل شيء، فالقدوس هو أبونا ونحن ما علينا إلا أن نسير معه ونتكل عليه ونتمثل به «كأولاد أحباء» وهذا يضمن لنا كل السيادة والقوة الحقيقية والطهارة الكاملة. فعندما نسير معه نكون سعداء، وعندما نتكل عليه نكون أقوياء، وعندما نتمثل به نكون أطهارًا قديسين عمليًا.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 11:12 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




معرفة رجائنا


«لأن الرب إلهك آتِ بك إلى أرض جيدة، أرض أنهار من عيون وغمار تنبع في البقاع والجبال. أرض حنطة وشعير وكرم وتين ورمان. أرض زيتون زيت وعسل. أرض ليس بالمسكنة تأكل فيها خبزًا ولا يعوزك فيها شيء. أرض حجارتها حديد ومن جبالها تحفر نحاسًا» (ع7-9).

لنا شيء جميل يجب أن نضعه نصب أعيننا وسط تجاربنا المختلفة ومصاعبنا المتنوعة، وحتى في وسط المراحم والمزايا التي لنا في البرية. فأفراح المدينة العظيمة التي لها الأساسات والموعودون بها، تملأ قلوبنا بهجة وشجاعة وتعطي لأقدامنا ثباتًا أثناء مسيرنا. والحقول الخضراء والتلال المُغطاة بالكروم الموجودة في كنعان السماوية، والأبواب اللؤلؤية والشوارع الذهبية المُزدانة بها أورشليم المقدسة، كل هذه نراها بعيون إيماننا، فنحن مدعوون لنتمتع برجاء مبارك، رجاء لا يخزى. فعندما تلهب أقدامنا رمال البرية المُحرقة، دعونا نتهلل بكنعاننا ونتمسك بذاك الميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، المحفوظ في السماوات لأجلنا (1بط1: 4).

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 11:16 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




رغبات يعقوب التي تاقت نفسه للحصول عليها



إن الكثير من رغبات يعقوب التي تاقت نفسه للحصول عليها لم تكن شريرة، بل كانت مواعيد وبركات سبق الله ووعده بها، لكنه بدل أن ينتظر الرب لينجز ما وعد به طبقًا لطرقه الصالحة ومواقيته التي لا تخطئ، فإنه هو الذي رتب ودبر ليحصل عليها، متكلاً على الجسد، ومستعملاً وسائل جسدية بغيضة في عيني الرب.

فعندما رغب في البكورية، ظهر الذكاء الإنساني في عملية استغلال فرصة إعياء أخيه وجوعه، فاستطاع شراء البكورية بأكلة واحدة (تك25: 31- 34).

وعندما رغب في البركة، لجأ إلى النصب والاحتيال على أبيه (تك27: 1- 29).

وعندما رغب في الحصول على رضا عيسو أخيه، لجأ للنفاق والمُداهنة (تك32: 13- 29؛ 33: 1- 11).

وعندما خاف من العيشة مع عيسو، وأراد أن يتحاشى الدخول في شركة معه، لجأ للكذب والخداع (تك33: 12- 17).

وهكذا يتضح أمامنا أن الكثير من رغباته كانت صحيحة ومشروعة، إلا أن الوسائل كانت جسدية، ولا يُرى فيها إلا العنصر البشري في أحط حالاته. ومن هذه السبيكة الغريبة تتضح لنا معالم شخصية يعقوب.

ومن هذا يتضح أن اهتمامنا بالأمور الروحية وبعمل الرب، لا يعني أننا بمنأى عن التصرف الجسدي والسلوك بحسب البشر.

بعض الملاحظات التي قيلت في مجمع المنيا – ديسمبر 2004

هناك مبدءان في كلمة الله، يظهران بمنتهى الوضوح في حياة يعقوب. المبدأ الأول: مقاصد الله بالنعمة .. والمبدأ الثاني: مسئولية الإنسان.

إن الله لا بد أن يتمم مقاصد نعمته مهما كانت الظروف، ولكن إذا حاول أولاده، بسبب ضعف إيمانهم، تنفيذ تلك المقاصد بدونه، فسوف لا يحصدون سوى الحزن والتأديب، لأن «الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» (غل6: 7). ومع ذلك فالله يغتنم الفرصة ليعلِّم قلوبنا دروسًا اختبارية عن غنى نعمته وكمال حكمته. وهكذا فإن تأديب الله، الذي جعل من شخص كيعقوب، إناء لمجد الله وحمده، هو المغزى المُستفاد من حياته.

إننا كثيرًا ما نقسو على يعقوب لأنه كان يسلك حسب الجسد، ويصنع «تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات» (رو13: 14)، لكن نحن كثيرًا ما نفعل مثله، ودينونتنا أعظم لكوننا نتميز عنه بإمكانيات أعظم.

فأولاً: لم يكن يعقوب يتمتع بسُكنى الروح القدس فيه، فهذه بركة تخص مؤمني الكنيسة دون سواهم (رو8: 9)، فكيف كان يتسنى ليعقوب أن يسلك بحسب الروح؟ لكن ما هو عُذرنا نحن إن سلكنا حسب الجسد؟ لأنه وإن كان الجسد باقيًا كما هو في المؤمن، غير أن المؤمن حصل على قوة تنتصر عليه وتضعه في حكم الموت، وهي قوة الروح القدس عاملاً في الطبيعة الجديدة (رو8: 4).

ثانيًا: المعرفة التراكمية: وهذه يمكن أن نوضحها بمثال من العهد القديم. لقد تكبَّر بيلشاصر الملك، ودليل كبريائه تلك الوليمة التي صنعها لعظمائه الألف، والتي فيها أحضر آنية الهيكل المقدسة لكي يستعملها هو وعظماؤه في سكائبهم لآلهة بابل الوثنية. ولذلك قال له دانيال، قبل أن يُخبره بقضاء الله عليه وزوال مملكته: «وأنت يا بيلشاصر .... لم تضع قلبك، مع أنك عرفت كل هذا» (دا 5: 22). إن «كل هذا» الذي عرفه بيلشاصر، والذي جعله بلا عذر، لم يكن يزيد عن معاملات الله مع أبيه نبوخذ نصَّر، الذي لما ارتفع قلبه وقَسَت روحه تجبُّرًا، انحطَّ عن كرسي مُلكه، ونزعوا عنه جلاله، وطُرد من بين الناس، وتساوى قلبه بالحيوان (دا 5: 18- 21). ولكن ماذا عنا نحن؟! كم نعرف من الكتاب المقدس، المليء بالدروس النافعة. فلنتحذر لأن «ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته، فيُضرب كثيرًا. ولكن الذي لا يعلم، ويفعل ما يستحق ضربات، يُضرب قليلاً. فكل مَنْ أُعطى كثيرًا يُطلب منه كثيرٌ، ومَنْ يُودعونه كثيرًا يُطالبونه بأكثر» (لو12: 47: 48).

في «فنيئيل» خلع الرب حق فخذ يعقوب، وخلع عليه اسمًا جديدًا «فقال: لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل» (تك32: 24- 28)، ولكن يعقوب لم يَصِر بعد إسرائيلاً بكل معنى الكلمة (كلمة ”إسرائيل“ تعني ”الذي يأتمر بأمر الله“). والروح القدس في أصحاح 33 يُبقي على الاسم «يعقوب»، مع أننا كنا نتوقع أن يُستبدل هذا الاسم بالاسم الجديد ”إسرائيل“، كما استُبدل اسم أبرام بإبراهيم. فكيف كان ممكنًا أن يُطلق عليه اسم ”إسرائيل“ إن كان قد رجع سريعًا إلى حياة ”يعقوب“، ورجع من حياة التمسك والتعلق بالله إلى حياة التملق والمكر وتدبير الخطط التي كان يحياها منذ زمن طويل؟!

المؤمن الحقيقي توجد فيه طبيعتان: الطبيعة القديمة الموروثة من آدم، والتي تحب الخطية، وليس فيها ذرة واحدة من الصلاح (رو7: 18)، والطبيعة الجديدة التي من الله والتي لا تخطئ. والطبيعتان في تضاد. هذه السبيكة الغريبة واضحة في شخصية يعقوب في هذا الأصحاح (تك33). وكل عين بسيطة، تستطيع أن ترى بعض ملامح الطبيعة الإلهية الجديدة في كل مؤمن حقيقي، حتى ولو كان مؤمنًا جسديًا.

أولاً: بعض ملامح الطبيعة الإلهية في يعقوب، في تكوين 33:

(1) عندما رفع عيسو عينيه أبصر نساء يعقوب وأولاده قال: «ما هؤلاء منك؟» قال يعقوب: «الأولاد الذين أنعم الله بهم على عبدك» (تك33: 5). فاعتبر أولاده عطية من عطايا نعمة الله. هنا نرى الإقرار بإحسان الله!

(2) وبخصوص المقتنيات والممتلكات، يقول يعقوب: «لأن الله قد أنعم عليَّ ولي كل شيء» (ع11). فليس الأولاد فقط، بل المقتنيات والممتلكات أيضًا هي من عطايا نعمة الله. هنا نرى الاعتراف بفضل الله! بينما نلاحظ أنه لم يَرِد اسم الله أبدًا في حديث عيسو في هذا الأصحاح.

(3) رفض عيسو في البداية أخذ هدية يعقوب، قائلاً: «لي كثيرٌ» (ع9)، فرد يعقوب عليه بالقول: «لي كل شيء» (ع11). هنا نرى الاكتفاء والشبع بالرب.

(4) وعندما عرض عيسو عليه، بعد أن تصالحا، أن يعيشا معًا، تحاشى يعقوب ورفض الدخول في شركة معه. وهنا نرى الحرص على الانفصال وألا يكون تحت نير مع غير المؤمنين!

ثانيًا: بعض ملامح الطبيعة القديمة في يعقوب في تكوين 33:

(1) الجسد في قسوة مشاعره: مع أن يعقوب ارتبط بأربع زوجات، لكن عواطفه كانت من نحو راحيل فقط. ومحبته لراحيل جعلته غير مكترث ببقية نسائه وأولادهن. فهو لم يكن أبًا مُدركًا لمسئوليته، ولا مُنصفًا بين أفراد عائلته. وفي هذا الأصحاح واضح أنه كان يفضل راحيل ويوسف عن الباقين، وكان هذا سببًا في خلق تفكك بين أفراد أسرته، وفي وجود صراعات بينهم.

(2) الجسد في غباوته: لقد اختار يعقوب لراحيل، زوجته الأثيرة عنده، ولأبنها يوسف الأثير عنده أيضًا، أفضل المواقع أمنًا بحسب تخطيطه «وضع ... راحيل ويوسف أخيرًا» (ع2). ولكن جاءت النهاية بعكس وبأسرع مما توقع. ففي شرخ شبابها ماتت راحيل أسبق من الجميع. ماتت الزوجة الشابة المحبوبة حتى قبل أبيه الشيخ! (تك35)، ونُزع يوسف منه وهو في السابعة عشر من عمره، وحُرما من بعضهما لأكثر من عشرين سنة.

(3) الجسد في نفاقه وريائه: فعندما رغب يعقوب في الحصول على رضا عيسو أخيه، لجأ إلى النفاق والمُداهنة. وفي ريائه يقول لعيسو: «لأني رأيت وجهك كما يُرَى وجه الله» (ع10). لقد نسى يعقوب درس فنيئيل عندما قال: «لأني نظرت الله وجهًا لوجه، ونُجِّيت نفسي» (تك32: 30). فها هو يخلط بين وجه الله ووجه عيسو مع أنهما لا يصلحان البتة للمُشابهة بينهما، وكل مقارنة بينهما مستحيلة. والذي نظر الله وجهًا لوجه، ما كان يليق به أن يخاف وجه الإنسان الذي يموت.

(4) الجسد في احتقاره لكلام الله: لقد نال يعقوب البركة التي قيل له فيها: «كن سيدًا لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك» (تك27: 29 قارن أيضًا تك27: 37، 40)، ولكن بالرغم من هذا نراه يسجد إلى الأرض سبع مرات أمام أخيه، الأمر الذي لم يقبل أن يفعله مردخاي التقي أمام هامان الأجاجي، إطاعة لكلام الرب ووصيته «للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (مت4: 10؛ لو4: 8).

(5) الجسد في كذبه وخداعه: فعندما خاف يعقوب من العيشة مع عيسو، وأراد أن يتحاشى الدخول في شركة معه، لجأ للكذب والخداع. وعندما عرض عليه عيسو أن يضع تحت تصرفه رجاله المسلحين لحمايته، اعتذر يعقوب بالقول إن الأولاد رَخصَة (طرية Tender)، والغنم والبقر مُرضعة (رضيعة Suckling) ولا تستطيع السير بسرعة (ع13). ثم وعده أن يلحق به إلى سعير التي كان يستوطنها عيسو، لكنه ارتحل إلى جهة أخرى ناحية سُكُّوت (ع16، 17).

(6) الجسد في عدم فهمه لفكر الله، وعدم ثقته في مواعيد الله: فبعدما تخلص يعقوب من عيسو، نراه يرتحل إلى سَكُّوت، ليبني لنفسه فيها بيتًا، ثم يتركها ويمضي إلى شكيم حيث نصب خيمته في قطعة حقل اشتراها. لقد بنى حيث كان ينبغي أن يتغرب، واشترى حيث كان يجب أن يأخذ بالنعمة بحسب وعد الرب. وعندما دفع يعقوب "المائة قسيطة" ليبتاع قطعة الحقل في شكيم (تك33: 19)، فقد أنكر روح الغربة. واشترى الأرض التي وعد الله أن يعطيها له ولنسله (تك28: 13)، ولو كان له الإيمان الوطيد لانتظر بهدوء وتسليم، حتى يتمم الله وعده المتكرر.

(7) الجسد في عبادته وتدينه: كان يعقوب في شكيم رجلاً متدينًا، أراد أن يوفق بين الدنيا والدين. لقد أراد أن يُسكِّن ضميره ببناء مذبح وتقديم ذبائح. لكنه كان مشغولاً بذاته حيث أطلق على المذبح الذي أقامه اسم «إيل إله إسرائيل» (ع20). ولكنه لم يتمتع في فترة وجوده في سكوت وشكيم بظهور الرب له. ولو كان الرب راضيًا على المذبح الذي في شكيم وعلى الذبائح التي كانت تُقدم عليه، لمَا أمره في ما بعد أن يصعد إلى بيت إيل ويُقيم هناك (تك35: 1). نعم، في شكيم عبادة وتدين، ولكن كان هناك أيضًا فشل في الحياة الداخلية البيتية (تك34: 1، 2؛ 35: 1، 2) والله لا تُرضيه مجرد مظاهر الدين الخارجي ولا ممارسات العبادة الجسدية.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 11:17 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يعقوب عندما رغب في البكورية






عندما رغب في البكورية، ظهر الذكاء الإنساني في عملية استغلال فرصة إعياء أخيه وجوعه، فاستطاع شراء البكورية بأكلة واحدة (تك25: 31- 34).

وعندما رغب في البركة، لجأ إلى النصب والاحتيال على أبيه (تك27: 1- 29).

وعندما رغب في الحصول على رضا عيسو أخيه، لجأ للنفاق والمُداهنة (تك32: 13- 29؛ 33: 1- 11).

وعندما خاف من العيشة مع عيسو، وأراد أن يتحاشى الدخول في شركة معه، لجأ للكذب والخداع (تك33: 12- 17).

وهكذا يتضح أمامنا أن الكثير من رغباته كانت صحيحة ومشروعة، إلا أن الوسائل كانت جسدية، ولا يُرى فيها إلا العنصر البشري في أحط حالاته. ومن هذه السبيكة الغريبة تتضح لنا معالم شخصية يعقوب.

ومن هذا يتضح أن اهتمامنا بالأمور الروحية وبعمل الرب، لا يعني أننا بمنأى عن التصرف الجسدي والسلوك بحسب البشر.

بعض الملاحظات التي قيلت في مجمع المنيا – ديسمبر 2004

هناك مبدءان في كلمة الله، يظهران بمنتهى الوضوح في حياة يعقوب. المبدأ الأول: مقاصد الله بالنعمة .. والمبدأ الثاني: مسئولية الإنسان.

إن الله لا بد أن يتمم مقاصد نعمته مهما كانت الظروف، ولكن إذا حاول أولاده، بسبب ضعف إيمانهم، تنفيذ تلك المقاصد بدونه، فسوف لا يحصدون سوى الحزن والتأديب، لأن «الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» (غل6: 7). ومع ذلك فالله يغتنم الفرصة ليعلِّم قلوبنا دروسًا اختبارية عن غنى نعمته وكمال حكمته. وهكذا فإن تأديب الله، الذي جعل من شخص كيعقوب، إناء لمجد الله وحمده، هو المغزى المُستفاد من حياته.

إننا كثيرًا ما نقسو على يعقوب لأنه كان يسلك حسب الجسد، ويصنع «تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات» (رو13: 14)، لكن نحن كثيرًا ما نفعل مثله، ودينونتنا أعظم لكوننا نتميز عنه بإمكانيات أعظم.

فأولاً: لم يكن يعقوب يتمتع بسُكنى الروح القدس فيه، فهذه بركة تخص مؤمني الكنيسة دون سواهم (رو8: 9)، فكيف كان يتسنى ليعقوب أن يسلك بحسب الروح؟ لكن ما هو عُذرنا نحن إن سلكنا حسب الجسد؟ لأنه وإن كان الجسد باقيًا كما هو في المؤمن، غير أن المؤمن حصل على قوة تنتصر عليه وتضعه في حكم الموت، وهي قوة الروح القدس عاملاً في الطبيعة الجديدة (رو8: 4).

ثانيًا: المعرفة التراكمية: وهذه يمكن أن نوضحها بمثال من العهد القديم. لقد تكبَّر بيلشاصر الملك، ودليل كبريائه تلك الوليمة التي صنعها لعظمائه الألف، والتي فيها أحضر آنية الهيكل المقدسة لكي يستعملها هو وعظماؤه في سكائبهم لآلهة بابل الوثنية. ولذلك قال له دانيال، قبل أن يُخبره بقضاء الله عليه وزوال مملكته: «وأنت يا بيلشاصر .... لم تضع قلبك، مع أنك عرفت كل هذا» (دا 5: 22). إن «كل هذا» الذي عرفه بيلشاصر، والذي جعله بلا عذر، لم يكن يزيد عن معاملات الله مع أبيه نبوخذ نصَّر، الذي لما ارتفع قلبه وقَسَت روحه تجبُّرًا، انحطَّ عن كرسي مُلكه، ونزعوا عنه جلاله، وطُرد من بين الناس، وتساوى قلبه بالحيوان (دا 5: 18- 21). ولكن ماذا عنا نحن؟! كم نعرف من الكتاب المقدس، المليء بالدروس النافعة. فلنتحذر لأن «ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته، فيُضرب كثيرًا. ولكن الذي لا يعلم، ويفعل ما يستحق ضربات، يُضرب قليلاً. فكل مَنْ أُعطى كثيرًا يُطلب منه كثيرٌ، ومَنْ يُودعونه كثيرًا يُطالبونه بأكثر» (لو12: 47: 48).

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 11:19 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
في «فنيئيل» خلع الرب حق فخذ يعقوب، وخلع عليه اسمًا جديدًا «فقال: لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل» (تك32: 24- 28)، ولكن يعقوب لم يَصِر بعد إسرائيلاً بكل معنى الكلمة (كلمة ”إسرائيل“ تعني ”الذي يأتمر بأمر الله“). والروح القدس في أصحاح 33 يُبقي على الاسم «يعقوب»، مع أننا كنا نتوقع أن يُستبدل هذا الاسم بالاسم الجديد ”إسرائيل“، كما استُبدل اسم أبرام بإبراهيم. فكيف كان ممكنًا أن يُطلق عليه اسم ”إسرائيل“ إن كان قد رجع سريعًا إلى حياة ”يعقوب“، ورجع من حياة التمسك والتعلق بالله إلى حياة التملق والمكر وتدبير الخطط التي كان يحياها منذ زمن طويل؟!

المؤمن الحقيقي توجد فيه طبيعتان: الطبيعة القديمة الموروثة من آدم، والتي تحب الخطية، وليس فيها ذرة واحدة من الصلاح (رو7: 18)، والطبيعة الجديدة التي من الله والتي لا تخطئ. والطبيعتان في تضاد. هذه السبيكة الغريبة واضحة في شخصية يعقوب في هذا الأصحاح (تك33). وكل عين بسيطة، تستطيع أن ترى بعض ملامح الطبيعة الإلهية الجديدة في كل مؤمن حقيقي، حتى ولو كان مؤمنًا جسديًا.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 11:19 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




بعض ملامح الطبيعة الإلهية في يعقوب في تكوين 33

(1) عندما رفع عيسو عينيه أبصر نساء يعقوب وأولاده قال: «ما هؤلاء منك؟» قال يعقوب: «الأولاد الذين أنعم الله بهم على عبدك» (تك33: 5). فاعتبر أولاده عطية من عطايا نعمة الله. هنا نرى الإقرار بإحسان الله!

(2) وبخصوص المقتنيات والممتلكات، يقول يعقوب: «لأن الله قد أنعم عليَّ ولي كل شيء» (ع11). فليس الأولاد فقط، بل المقتنيات والممتلكات أيضًا هي من عطايا نعمة الله. هنا نرى الاعتراف بفضل الله! بينما نلاحظ أنه لم يَرِد اسم الله أبدًا في حديث عيسو في هذا الأصحاح.

(3) رفض عيسو في البداية أخذ هدية يعقوب، قائلاً: «لي كثيرٌ» (ع9)، فرد يعقوب عليه بالقول: «لي كل شيء» (ع11). هنا نرى الاكتفاء والشبع بالرب.

(4) وعندما عرض عيسو عليه، بعد أن تصالحا، أن يعيشا معًا، تحاشى يعقوب ورفض الدخول في شركة معه. وهنا نرى الحرص على الانفصال وألا يكون تحت نير مع غير المؤمنين!

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 11:20 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




بعض ملامح الطبيعة القديمة في يعقوب في تكوين 33

(1) الجسد في قسوة مشاعره: مع أن يعقوب ارتبط بأربع زوجات، لكن عواطفه كانت من نحو راحيل فقط. ومحبته لراحيل جعلته غير مكترث ببقية نسائه وأولادهن. فهو لم يكن أبًا مُدركًا لمسئوليته، ولا مُنصفًا بين أفراد عائلته. وفي هذا الأصحاح واضح أنه كان يفضل راحيل ويوسف عن الباقين، وكان هذا سببًا في خلق تفكك بين أفراد أسرته، وفي وجود صراعات بينهم.

(2) الجسد في غباوته: لقد اختار يعقوب لراحيل، زوجته الأثيرة عنده، ولأبنها يوسف الأثير عنده أيضًا، أفضل المواقع أمنًا بحسب تخطيطه «وضع ... راحيل ويوسف أخيرًا» (ع2). ولكن جاءت النهاية بعكس وبأسرع مما توقع. ففي شرخ شبابها ماتت راحيل أسبق من الجميع. ماتت الزوجة الشابة المحبوبة حتى قبل أبيه الشيخ! (تك35)، ونُزع يوسف منه وهو في السابعة عشر من عمره، وحُرما من بعضهما لأكثر من عشرين سنة.

(3) الجسد في نفاقه وريائه: فعندما رغب يعقوب في الحصول على رضا عيسو أخيه، لجأ إلى النفاق والمُداهنة. وفي ريائه يقول لعيسو: «لأني رأيت وجهك كما يُرَى وجه الله» (ع10). لقد نسى يعقوب درس فنيئيل عندما قال: «لأني نظرت الله وجهًا لوجه، ونُجِّيت نفسي» (تك32: 30). فها هو يخلط بين وجه الله ووجه عيسو مع أنهما لا يصلحان البتة للمُشابهة بينهما، وكل مقارنة بينهما مستحيلة. والذي نظر الله وجهًا لوجه، ما كان يليق به أن يخاف وجه الإنسان الذي يموت.

(4) الجسد في احتقاره لكلام الله: لقد نال يعقوب البركة التي قيل له فيها: «كن سيدًا لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك» (تك27: 29 قارن أيضًا تك27: 37، 40)، ولكن بالرغم من هذا نراه يسجد إلى الأرض سبع مرات أمام أخيه، الأمر الذي لم يقبل أن يفعله مردخاي التقي أمام هامان الأجاجي، إطاعة لكلام الرب ووصيته «للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (مت4: 10؛ لو4: 8).

(5) الجسد في كذبه وخداعه: فعندما خاف يعقوب من العيشة مع عيسو، وأراد أن يتحاشى الدخول في شركة معه، لجأ للكذب والخداع. وعندما عرض عليه عيسو أن يضع تحت تصرفه رجاله المسلحين لحمايته، اعتذر يعقوب بالقول إن الأولاد رَخصَة (طرية Tender)، والغنم والبقر مُرضعة (رضيعة Suckling) ولا تستطيع السير بسرعة (ع13). ثم وعده أن يلحق به إلى سعير التي كان يستوطنها عيسو، لكنه ارتحل إلى جهة أخرى ناحية سُكُّوت (ع16، 17).

(6) الجسد في عدم فهمه لفكر الله، وعدم ثقته في مواعيد الله: فبعدما تخلص يعقوب من عيسو، نراه يرتحل إلى سَكُّوت، ليبني لنفسه فيها بيتًا، ثم يتركها ويمضي إلى شكيم حيث نصب خيمته في قطعة حقل اشتراها. لقد بنى حيث كان ينبغي أن يتغرب، واشترى حيث كان يجب أن يأخذ بالنعمة بحسب وعد الرب. وعندما دفع يعقوب "المائة قسيطة" ليبتاع قطعة الحقل في شكيم (تك33: 19)، فقد أنكر روح الغربة. واشترى الأرض التي وعد الله أن يعطيها له ولنسله (تك28: 13)، ولو كان له الإيمان الوطيد لانتظر بهدوء وتسليم، حتى يتمم الله وعده المتكرر.

(7) الجسد في عبادته وتدينه: كان يعقوب في شكيم رجلاً متدينًا، أراد أن يوفق بين الدنيا والدين. لقد أراد أن يُسكِّن ضميره ببناء مذبح وتقديم ذبائح. لكنه كان مشغولاً بذاته حيث أطلق على المذبح الذي أقامه اسم «إيل إله إسرائيل» (ع20). ولكنه لم يتمتع في فترة وجوده في سكوت وشكيم بظهور الرب له. ولو كان الرب راضيًا على المذبح الذي في شكيم وعلى الذبائح التي كانت تُقدم عليه، لمَا أمره في ما بعد أن يصعد إلى بيت إيل ويُقيم هناك (تك35: 1). نعم، في شكيم عبادة وتدين، ولكن كان هناك أيضًا فشل في الحياة الداخلية البيتية (تك34: 1، 2؛ 35: 1، 2) والله لا تُرضيه مجرد مظاهر الدين الخارجي ولا ممارسات العبادة الجسدية.

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 11:22 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




معرفة رجائنا


جميل أن نثق في عمل الله لمشيئته بغض النظر
عن نتائج هذه المشيئة، ولا شك أنها نتائج مباركة


لكونك لا تستطيع أن تسترجع ما فاتك من وقت وفرص،
هذا يحفزك ويدفعك لتكون حكيمًا ومفتديًا لما سيأتي من
وقت وفرص لمجد الله ولخدمته.
لذا يقول الكتاب المقدس: «فانظروا وفرص لمجد الله ولخدمته.
لذا يقول الكتاب المقدس: «فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق،
لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة»
(أف5: 15 و16)

Mary Naeem 29 - 12 - 2024 11:24 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




فهل نحن نرفع عيوننا إلى الساكن في الأعالي





جلس أحدهم في أحد الطوابق العالية من ناطحة سحاب وهو يراقب ما يحدث في الطريق تحته.
وفي مشاهدته رأى أزمة مرور في الشارع، وتخبطاً من السيارات وهم يحاولون فك هذا الاختناق في الطريق.
ومن مكانه، فكر للحظات، فوجد أن الحل سهل إذا تحركت السيارات بطريقة معينة. فقال في نفسه: لو أمكن لهؤلاء أن يسمعوني، لفككت أزمتهم فإني من هنا أرى أفضل.
فهل نحن نرفع عيوننا إلى الساكن في الأعالي عندما تواجهنا أية أزمة، طالبين بالصلاة منه أن يحلها لنا!


Mary Naeem 29 - 12 - 2024 11:27 AM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173521661311041.jpg




وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه









دخل العالم التعب والموت، في نفس اليوم الذي دخلت فيه الخطية «ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك» (تك3: 7). وها نحن نعمل كل يوم ونتعب، نشتغل اليوم كله ونشقى. لكن الشيء الذي يُتعب أكثر، ويُشقي أكثر، هو الخطية! وهذه اللعنة ”ملعونة الأرض بسببك“، التي صدرت من فم الله في ذلك اليوم المُخيف، ما زالت سارية المفعول إلى يومنا هذا!

أرض ناشفة ويابسة هي التي نسير عليها سني غربتنا. يقول عنها رجل الله موسى: «أيام سنينا هي سبعون سنة. وإن كانت مع القوة فثمانون سنة. وأفخرها تعب وبلية. لأنها تُقرض سريعًا فتطير» (مز90: 10). ومع ذلك ففكر الله ومقاصده منذ الأزل أن يعطي راحة للإنسان، راحة للنفس والجسد، راحة للضمير والقلب! لكن أين وكيف لنا أن نجد الطريق إلى هذه الراحة في عالم مليء بالمخاطر في كل لحظة، في عالم مليء بالفساد في كل أركانه، في عالم مليء بالعنف في كل جوانب الحياة!!

هذه الأرض ليست مكانًا لراحة أحد، ولا يمكن أن تكون ـ وخاصة لقديسي الرب. «قوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هي الراحة (الترجمة الأصلية: ليس هنا مكان الراحة). من أجل نجاسة تُهلك، والهلاك شديد» (ميخا2: 10). تعالوا بنا نُطالع كتاب تاريخ البشرية كلها لنرى أن الفساد والعنف يطلان برأسيهما من كل صفحة من صفحات هذا الكتاب البشع، والسبب دائمًا هو هو: الخطية! الخطية داخل الإنسان، والضاربة حتى النخاع، والتي تسري في شرايينه سريان الدم وهو بعد جنين في الرحم!

أ ليس من الغباوة بمكان أن يأتي الإنسان بوسادة ناعمة وأريكة فاخرة ويضعهما بجوار القمامـة والعفونة طلبًا للراحة والاسترخـاء؟! هكذا من يسعى ليجد له راحة وسط خراب وفساد عالمنا هذا !

بعد نهاية الأربعين يومًا فتح نوح طاقة الفلك وأرسل الغراب أولاً. خرج الغراب (وهو طائر نجس) ولم يَعُد. لقد وجدَ الغراب مكانًا لقدميه بين مُستنقعات المياه والأوحال. بعدها أرسل نوح الحمامة. خرجت الحمامة (وهي طائر طاهر) ورجعت. لقد رجعت الحمامة لأنها لم تجد مقرًا لرجلها، فما زالت المياه والمستنقعات والأوساخ لم تتلاشَ بعد!

وهكذا فكلما ازدادت أمانة المؤمن في حياة الانفصال عن الشر، كلما ازداد بالتالي حسه بالفساد المُحيط به، وكلما ازداد أيضًا حسه بالتعب وعدم الراحة وسط خراب وفساد هذا العالم.

وعلى هذا المقياس فمَنْ هو الذي انزعج من دخول الخطية للعالم؟ مَنْ هو الذي أحس بالكامل بهول الخطية المُحيطة بنا؟ مَنْ هو الذي استطاع أن يُدرك نتائج هذا الفساد والخراب بكل أبعاده المتنوعة والتي تتمثل في: إهانة الله .. العبودية للشيطان .. شوكة الموت .. اضمحلال الخليقة .. إلخ ؟

إنه ذاك وليس آخر .. إنه الابن المبارك، قدوس الله.

أ كان يمكن لذلك القدوس أن يستريح وسط هذا العالم زمن تجسده؟ مستحيل. وهو وإن كان ـ تبارك اسمه للأبد ـ قال لتلاميذه «تعالوا هنا منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً» (مر6: 31) ـ لكنه أبدًا لم يَقُل: تعالوا لنستريح!!

يجول من قرية إلى قرية. يلبي أكثر من طلب. يسد أكثر من حاجة. كم من أيام بدأها باكرًا في الصباح لتنتهِي متأخرة بالليل، وهو يعمل. يعمل بقلب المحبة، وبذات النكران والتواضع!

أحبائي .. تعالوا بنا لوقفة هادئة نتأمله في خشوع وهو يقول لليهود: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل» (يو5: 17). وأمام عمل محبته التي أبدًا لا تهدأ .. كيف قابله العالم؟! كيف استقبل العالم هذا الزائر الجليل؟! هذا الضيف السماوي الإلهي؟!

في ولادته لم يقدم له العالم سقفًا يستظل به، لم يجد فندقًا يفتح الأبواب له. وعلى طول رحلته فوق الأرض لم يجد مكانًا ليسند رأسه. وعند موته لم يكن له مكان ليُدفن فيه. قدما السيد الطاهرتان لم تجدا موضعًا لراحتهما في خلال رحلته

هناك مكان واحد وجد فيه راحته! وهناك فترة زمنية معينة من الآب .. يمكن له بعدها أن يجد راحته!

المكان هو الصليب وليست الأرض، مرفوعًا عن الأرض، مُعلقًا بين السماء والأرض. والزمان هو حينما أبطل الخطية بذبيحة نفسه!

لم ينتظر دخوله المجد، لم ينتظر قيامته من الأموات، بل بمجرد ما أتم عملية الفداء، في الحال نكس الرأس أولاً .. أي استراح! الآن فقط وجد راحة له .. والآن أوجد لنا راحة في شخصه المعبود.

«قال قد أُكمل. ونكس رأسه. وأسلم الروح» (يو19: 31).

إنه قدوس الله. إنه ابن محبته. إنه الابن الوحيد الذي منذ الأزل وإلى الأبد في حضن الآب!

قارئي العزيز: ليت الرب يهبنا نعمة خاصة حتى لا يغيب عن أذهاننا وقلوبنا أن رب المجد هذا قيل عنه زمن تجسده: «وأما ابن الإنسان .. فليس له أين يسند رأسه».


الساعة الآن 12:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025