منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كلمة الله تتعامل مع مشاعرك (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=25)

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




الانتصارات لا تعتمد على كثرة الإمكانيات والمؤهلات:

لقد تمتع شمشون بإمكانيات خاصة لم يحصل عليها الكثيرون، حتى من القضاة الآخرين الذين استخدمهم الرب لخلاص شعبه خلال نفس الحقبة. فلقد اختاره الرب مِن قبل أن يتكون في بطن أمه، ليكون الأداة التي يستخدمها في خلاص شعبه من الفلسطينيين. ولقد ميّزه الرب بأبوين تقيين ربياه ليكون نذيرًا لله من البطن، بحسب قول ملاك الرب عنه. ولقد أكرمه الرب بإمكانيات جسدية جبارة فوق إمكانيات البشر، حتى لم يستطع أحد أن يقف أمامه، طالما لم يعلو شعره موسى. لكنه - على الرغم من كل هذه الإمكانيات - لم يحقِّق الكثير من الانتصارات لصالح شعب الله، فلقد ترك شعب الله يعاني العبودية من الفلسطينيين، وذهب هو ليشبع شهواته مع الفلسطينيات.

من ناحية أخرى، فإن الكتاب المقدس كله، ولا سيما سفر القضاة نفسه، يمتلئ بالقصص التي ظهر فيها أشخاص قليل والإمكانيات أو حتى بدون إمكانيات، لكنهم حققوا أروع الانتصارات لحساب شعب الله، بالاتكال على الله فقط.

دعونا إذنلا نتعلل بقلة الإمكانيات إن كانت قليلة، ولنذكر ما قاله ملاك الرب لجدعون: «اذْهَبْ بِقُّوَتِكَ هَذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ» (قض6: 14). ومن الناحية الأخرى دعونا لا نتكل على كثرة الإمكانيات إن كانت كثيرة كقول الكتاب: «لَنْ يَخْلُصَ الْمَلِكُ بِكَثْرَةِ الْجَيْشِ. الْجَبَّارُ لاَ يُنْقَذُ بِعِظَمِ الْقُوَّةِ. بَاطِلٌ هُوَ الْفَرَسُ لأَجْلِ الْخَلاَصِ، وَبِشِدَّةِ قُوَّتِهِ لاَ يُنَجِّي» (مز33:16، 17).


Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:35 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




لم يضبط نفسه فدمَّر حياته

التاريخ المقدس عندما يسرد علينا قصة شمشون لا يُظهر لنا جوانب ضعف كثيرة، لكنه يُظهر علةً واحدةً كانت سببًا في كل مشاهد الانكسار والهزيمة في حياته؛ هذه العلة هي عدم ضبط النفس. ولأنه أصر على أن يكمل بنفس الطريقة دون أن يتعلم الدرس ويتوب، لذلك كان عليه أن يتذوق المرارة في نهاية هذا الطريق. وهكذا كانت مشاهد النهاية في حياته مليئة بالذل والعار. وقصته تُقدِّم شهادة صارخة لكل إنسان لا يضبط نفسه أمام شهواته وغرائزه الجنسية، فهذه الخطية بالذات لها نتائج مدمرة. ويا ليتنا نتحذر!

فمع كونه نذيرًا لله من البطن، والمُقام من الله لكي يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين، ذهب ليتزوج من امرأة في تِمْنَة من بنات الفلسطينيين لأنها حسنت في عينيه. ثم ذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها. وكان بعد ذلك أنه أحب امرأة في وادي سورق اسمها دليلة ويبدو أنه عاش معها!

ثم إنه ما كان يستطيع أن يضبط نفسه ويكتم سره عندما يتعرض للمضايقة، مهما كان هذا السر خطيرًا. وقد فعل هذا الأمر مرتين: مرة عندما كشف سر لغزه لزوجته امرأة تِمْنَة لأنها بكت لديه سبعة أيام وضايقته، ومرة أخرى تحت تأثير مضايقة دليلة له بكلامها كل يوم وإلحاحها عليه. ويخبرنا الكتاب أن نفسه ضاقت إلى الموت، فكشف لها كل قلبه وأخبرها بسرقوته. كان يفقد سيطرته على نفسه عندمايتضايق. ويا له من درس عظيم لنا! إننا نحتاج أن نتعلم أن نضبط أنفسنا في كل وقت،ولا سيما عندما نقع تحت ضيق أو ضغط.

إن انسياقه وراء شهواته حرمه من القدرة على تمييز الأمور وتقييمها بشكل صحيح. فلميستطع أن يكتشف أن امرأة تِمْنَة تطلب الحل لتخبر به شعبها. ولم يقدر أن يُميّز أن دليلة تطلب سره لأنهاتريد إذلاله، على الرغم من أنها قالت هذا صراحة، وحاولت فعلاً أكثر من مرة. فيا للغباء! يا ليتنا نتحذر ونفهم أن عدم ضبط النفس يؤدي إلى التصرف بغباء وجهل.


Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:36 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




أراد الله أن يستخدمه لخلاص شعبه لكنه عاش ومات وحارب لأجل نفسه

لقد قال عنه ملاك الرب قبل أن يتكون في بطن أمه: «وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ» (قض13: 5). وقد زوَّده الرب بإمكانيات خاصة لكي يستخدمها في هذا الغرض المبارك. لكننا للأسف لانقرأ عن هذا الاستخدام إلا في مواقف قليلة جدًا، وباقي الحياة قُضيت في إشباع شهواته. فيا لضياع الحياة!

أما عنقوته الخاصة فلقد استخدمها ليس لأجل حروب شعب الله، لكن لأجل تأمين نفسه فيالمواقف المختلفة التي تعرض لها بسبب شهواته. ففي كل مرة حارب وضرب الفلسطينيين أو دمر أملاكهم، كان ذلك انتقامًا لنفسه. وحتى في مشهد موته عندما طلب القوة مرة أخيرة ليقضي على الفلسطينيين، كان ذلك لكي ينتقم منهم بسبب عينيه. فلقد عاش ومات وحارب لأجل نفسه، وليس لأجل اللهوشعب الله.

من ناحية أخرى: لقد تحقق كلام ملاك الرب عنشمشون: «وهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ»(قض13: 5)؛ فكثيراً ما ضربهم، ويقول الوحي: «كَانَ الْمَوْتَى الَّذِينَ أَمَاتَهُمْ في مَوْتِه، أَكْثَرَ مِنَالَّذِينَ أَمَاتَهُمْ فِي حَيَاتِهِ» (قض16:30). ويا لها من عبارة تحمل معها الكثير،فهو كان مفيدًا في تحقيق قصد الله للقضاء على الفلسطينيين بموته، أكثر من كلحياته.

لقد تحقَّق قصد الله الصالح من نحو شعبهبواسطة شمشون، لكن ذلك لم يحدث بسبب محبة شمشون للرب، وانشغاله بشعب الرب، لكنهللأسف كان يضرب الفلسطينيين لأجل نفسه، وكان الله يستخدم ذلك ليخلِّص شعبه مُحقّقًا قصده. لقد خسر شمشون حياته وفقد فرصة أن يكون في شركة مع الله لتحقيق مقاصده، لكن الله حقَّق غرضه.


Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




هزيمته في حروبه الشخصية ضد نفسه، كانت سبب إهانة لله

لم يتمجَّد الله في حياته بشكل إيجابي إلا في مواقف قليلة، بل بالعكس فهناك الكثير من المواقف التي أُهين الله فيها في حياةشمشون بشكل سلبي. لقد أُهين الله جدًا فيكل مرة انساق نذير الله وراء شهواته. أليس مهينًا لله أن يذهب نذير الله ليبيت عند امرأة زانية، أو لينام على ركبتي دليلة؟! كذلك لقد أُهين الله عندما أسره الفلسطينيون بسبب انسياقه وراء شهواته فذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون إلههم ليمجدوه فرحين بأنه قد دفع لهم شمشون عدوهم. ويا للعارعندما يكون نذير الله سببًا في تمجيد داجون إله الفلسطينيين!

بالإجمال لقد كانت حياته تعبيرًا واضحًا عن صدق ما قاله الحكيم: «مَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْيَأْخُذُ مَدِينَةً» (أم16: 32). وأيضًا «مَدِينَةٌ مُنْهَدِمَةٌ بِلاَ سُورٍ، الرَّجُلُ الَّذِي لَيْسَ لَهُسُلْطَانٌ عَلَى رُوحِهِ» (أم25: 28).


Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:40 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس إكليمنضس الإسكندري
هي دخول إلى: [كمال المسيح.]
إن كان الله يسكن في نور لا يُدنى منه (1 تي 6: 16)،
ولا يقدر أحد أن يرى وجهه (حز 33: 20)،
لذا لا نستطيع أن نتعرف على طبيعته إذ هي فوق إدراكنا

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس إيريناؤس



الله يجعل نفسه معروفًا لدينا، معلنًا ذاته من قبيل تنازله
مانحًا هذه العطية العظمى لمختاريه حسب غنى نعمته الفائقة:
[لا يقدر الإنسان على معاينة الله، لكنه إذ يريد للبشر أن يروه،
ينظره المختارون، عندما يختار وكما يختار.]
أن كنا لا نستطيع نحن أن نرتفع إلى فوق لإدراك أسراره العلوية
ففي محبته ينزل إلينا ليعلن ذاته في داخلنا ويقيم ملكوته فينا،
فندرك الأمور غير المدركة ولا منطوق بها.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:42 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس إكليمنضس الإسكندري:



[الغنوس (المسيحي التقي صاحب المعرفة) الذي أتحدث عنه يدرك
ما يبدو للآخرين غير مدرك، إذ يؤمن أنه ليس شيء غير مدرك
لدى ابن الله، ولا شيء لا يمكن تعلمه. فمن تألم حبًا فينا لا يخفي
عنا شيئًا من المعرفة اللازمة لتهذيبنا.]
كما يقول:
[من يؤمن بالكلمة يعرف الأمور على حقيقتها، لأن الكلمة هو الحق.]

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:42 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس أوغريس:


[لتعلم أن الثالوث القدوس لا يجعل نفسه معروفًا بنظر الكائنات
الجسدية ولا بالتأمل في الكائنات الروحيّة، وإنما بتنازل النعمة
في النفس لتقدم المعرفة... فإن الخلائق جاءت إلى الوجود
من العدم، أما معرفة الثالوث القدوس فجوهرية وغير مدركة.]

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:44 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




أشتهى موسى أن يرى الله وجهًا لوجه، قائلًا له: "أرني وجهك" (خر33: 18). وكانت إجابة الله: "لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش". لكن هذا لا يعني حرمان الإنسان من اللقاء مع الله ورؤية مجده، إذ أوجد الله لهذا الموقف منفذًا، بقوله لموسى النبي: "هوذا عندي لك مكان"، وكأنه يقول له، انفتح لك طريق لتحقيق شهوة قلبك، وقد أقمت لك مكان خلاله تستطيع معاينتي والتعرف عليّ عن قرب... ما هو هذا المكان الذي لموسى عند الله؟ "تقف على الصخرة، ويكون متى اجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى اجتاز ثم أرفع يدي فتنظر ورائي" (خر 33: 20، 23). يقول معلمنا بولس الرسول: "والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4). كأن المكان الذي لموسى النبي أو للبشريّة خلاله تعاين الآب، إنما هو السيد المسيح، الذي قيل عنه: "الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر" (يو 1: 18). ويقول السيد نفسه: "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له" (مت 11: 27). ففي السيد المسيح ندرك الآب ونتعرف عليه.
إذن لندخل مع موسى في النقرة التي للصخرة، أيّ ندخل إلى أحشاء السيد المسيح، صخر الدهور،
خلال جنبه المطعون، فنلتمس أحشاء محبته الملتهبة نارًا، وندرك عمل نعمته الفائقة، ونتفهم أسراره من نحونا.
لنتعرف على الآب ولنعاينه في المسيح يسوع ربنا خلال البصيرة الداخلية المقدسة، أيّ بالقلب النقي كوعد الرب: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). بالتقديس الحقيقي نتعرف على الله ونعاينه كما بالخطية تنطمس بصيرتنا ولا نتعرف عليه كما لا نستحق أن يعرفنا هو. هكذا ترتبط المعرفة بالحياة المقدسة التعبدية والسلوكية.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:45 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
الأب أوغريس:


[إن كنت لاهوتيًا (صاحب معرفة) فأنت تصلي حقًا،
وإن كنت تصلي بحق فأنت لاهوتي].

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:47 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/172060295572141.jpg



القديس أنبا أنطونيوس





[من يعرف الله يكون صالحًا.
فإذ لم يكن الإنسان صالحًا فهذا يعني أنه لا يعرف الله،
والله لا يعرفه، لأن الصلاح هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة الله].

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:48 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
القديس مرقس الناسك:


[إن أحببت المعرفة، حب العمل أيضًا، لأن المعرفة بدون العمل تنفخ الإنسان].
كما يقول: [إن أردت أن تخلص وتصل إلى معرفة الحق، حث نفسك
على التسامي فوق الأمور الحسية وتمسك مترجيًا الله وحده].

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:49 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
يقول القديس إكليمنضس الإسكندري



[إنه بالابن ننعم بالحب، فندرك الله الآب الذي هو الحب،
لأن الشبه يُعرف بالشبه.]
بهذا نعرف الله... بالاتحاد معه في المسيح يسوع الذي يقدسنا
بروحه القدوس واهبًا إيانا البصيرة الروحيّة المستنيرة لإدراك
الأسرار الفائقة، كحياة نعيشها مع الله ونتلمسها عمليًا.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:49 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




سفر هوشع والعهد الجديد اقتبس العهد الجديد الكثير من عبارات هذا السفر، منها:
1. جاء في الرسالة إلى أهل رومية: "كما يقول هوشع أيضًا، سأدعو الذي ليس شعبي شعبي، والتي ليست محبوبة محبوبة" (رو 9: 25)، نقلًا عن هوشع (هو 9: 10).
2. جاء في إنجيل معلمنا متى: "وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني" (مت 2: 15؛ هو 11: 1).
3. يقول السيد: "إني أريد رحمة لا ذبيحة" (مت 9: 13؛ 12: 7؛ هو 6: 6).
4. في حديث الرسول بولس عن قوة قيامة السيد المسيح العاملة فينا يقول: "أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتك يا هاوية؟!" (1 كو 15: 55؛ هو 13-14).
5. جاء في سفر الرؤيا: "وهم يقولون للجبال وللصخور أسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الحمل" (رؤ 6: 16) مقتبسًا ذلك من هوشع (هو 10: 8).


Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




سفر هوشع ونبوتا إرميا وحزقيال

تأثر النبيان إرميا وحزقيال كثيرًا بهوشع النبي واقتبسا أيضًا من كتاباته، فتأثر إرميا النبي بما كشفه هوشع النبي عن علاقة الله بشعبه بكونها علاقة عريس بعروسه وأن الخطية هي التي تحطم هذه الوحدة الزوجية فتبطل صوت الفرح وتحول الأرض إلى خراب. جاء في سفر إرميا: "وأبطل من مدن يهوذا ومن شوارع أورشليم صوت الطرب وصوت الفرح، صوت العريس وصوت العروس، لأن الأرض تصير خرابًا" [إر 7: 34]، [راجع أر16: 9؛ 25: 10]. وقد اقتبس حزقيال ذات الفكر، قائلًا: "وأبطل قول أغانيك، وصوت أعوادك لن يُسمع بعد" (حز 26: 3)، أما هوشع فيقول: "وأبطل كل أفراحها أعيادها ورؤوس شهورها وسبوتها وجميع مواسمها... ولكن هأنذا أتملقها وأذهب بها إلى البرية وألاطفها... وأخطبك لنفسي إلى الأبد" (هو 2: 11، 14، 19).
يتحدث الله في سفر حزقيال معاتبًا شعبه الذي تسلم من يديه عطايا وبركات استخدمها لحساب الشر: "وأخذتِ أمتعة زينتك من ذهبي ومن فضتي التي أعطيتك وصنعت لنفسك صور ذكور وزينت بها، وأخذت السميذ والزيت والعسل الذي أطعمتك وضعتها أمامهم رائحة سرور" (حز 16: 17، 19). إنها ذات الكلمات التي عاتب بها الله شعبه في هوشع (هو 2: 8 - 9).
في حزقيال أيضًا يتحدث الله عن الريح الشرقية التي يبَّست ثمرة الأرض، أيّ أفسدت إسرائيل، قصفت ويبست فروعها القوية، أكلتها النار (حز 19: 12)، وهي ذات الريح التي تحدث عنها هوشع: "وإن كان مثمرًا بين إخوة تأتي ريح شرقية، ريح الرب طالعة من القفر فتجف عينه وييبس ينبوعه، هي تنهب كنز كل متاع شهي" (هو 13: 15).
اقتبس أيضًا حزقيال من هوشع وصفه إسرائيل كأرض يابسة محرومة من المطر الذي يروي النفس، أيّ من عمل الروح القدس، فيقول: "والآن غرست في القفر في أرض يابسة عطشانة" (حز 19: 13). وفي هوشع: "وأجعلها كقفر وأصيرها كأرض يابسة وأميتها بالعطش" (هو 2: 3).
يحدثنا إرميا عن الخلاص المقدم لإسرائيل خلال داود ملكهم، أيّ خلال "ابن داود" المسيّا المخلص (إر 30: 9)، الأمر الذي أكده حزقيال من بعده (حز 34: 23) وقد سبقهما في ذلك هوشع (هو 3: 5).


Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:50 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




سفر هوشع من الجانب الأدبي

1. جاء هذا السفر في غالبيته شعرًا، عباراته وتعبيراته قصيرة ومركزة للغاية، أشبه بإنذار خطير دوى سريعًا وبقوة ليحذر من الخطر المحدق.


2. هذا السفر مليء بالتشبيهات والاستعارات مثل: النار (هو 8: 14)، النور (هو 6: 5)، المطر (هو 2: 6)، سحاب الصبح والندى (هو 6: 4؛ 13: 3)، العث (هو 5: 12)، السوس (هو 5: 12)، الأسد والشبل (هو 5: 14)، الأسد والنمر والدب (هو 13: 7-8)، الحمار الوحشي (هو 8: 9)، طيور السماء (هو 7: 12؛ 9: 11)، الحمامة الرعناء (هو 7: 11)، النسر (هو 8: 11)، العصفور (هو 11: 11)، الريح والزوبعة (هو 8: 7)، السحابة والندى والدخان (هو 13: 3؛ 14: 4)، المحبوبة للأجرة (هو 9: 1)، الماخض التي تلد (هو 13: 13)، الفخ والشبكة (هو 5: 1؛ 7: 12)، التنور (هو 7: 4، 7)، القوس (هو 7: 16)، الرحم المسقط والثديان اليابسان (هو 9: 14)، والسوسن (هو 14: 5)، شجرة الزيتون (هو 14: 6)، الحنطة والخمر والكرم (هو 14: 7)، السروة الخضراء (هو 14: 5)، العوسج (هو 9: 6) إلخ...
أقسام السفر:

1.حال إسرائيل
1 - 3.
2. الرب يحاجج شعبه
4 - 10.
3. التأديب مع إشراقة الخلاص
11 - 13.
4. ثمار التوبة
14.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:53 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




نصرة الجُلجُثَة


«الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ»

(خر15: 3)
يحكي لنا التاريخ عن معاركٍ كثيرة وملاحمَ عديدة تختلف في أسبابها وتتباين في تكتيكاتها، ولكننا الآن أمام معركة، ونحن نطَّلِعُ على ملفاتها نجد عبارة ”سرِّي للغاية“. فكيف نستطيع الاطلاع على ملفات عسكريَّة، خاصة بمعركة مصيريَّة، مكتوب عليها ”سري للغاية“؟ هذا أمرٌ مستحيل لا قبل ولا أثناء المعركة. فلا يمكن لأحد الاطِّلاع على مثل هذه المَلَفَّات.

ولكن بعد انتهاء المعركة، ولا سيما وقد انتهت بالانتصار، فلا مانع من الاطِّلاع على الملفَّات لمن استفادوا من نتائجها المباركة، فمعرفتهم لهذه الأسرار، تقودهم لتقديم الشكر والولاء للقائد المظفَّر، والمحارب المنتصر، الذي خاض هذه المعركة.

التخطيط لهذه المعركة
بدأ التخطيط لهذه المعركة في الأزل، في مجلس اللاهوت (الآب والابن والروح القدس)، في غرفة عمليات المشورات الإلهية. وقد وقع الاختيار على أقنوم الابن ليقوم بهذه المهمة الصعبة، وهو قَبِلَ التكليف الأزلي بسرور (1بط1: 20؛ عب9: 14).

والمسيح هو ”رَجُلُ الْحَرْبِ“ (خر15: 3)؛ أي أنه هو المحارب الذي خاض هذه المعركة بمفرده. والخصم في هذه المعركة هو الشيطان الذي، عن طريق دخول الخطية إلى العالم، استعبد وعربد، وصال وجال، وأفسد كل شيء. فأمسى العالم في ظلمة أدبية حالكة، من جهل وعمى، أدَّت بالناس إلى القتل والدمار، والخزي والعار، وظل الإنسان المسكين يعاني مُدَّة أربعة آلاف سنة.
ولكن في خلال هذه الفترة كان هذا القائد العظيم والمحارب الشجاع يَشِنُّ حروبـًا على الشيطان، ولكنها كانت بما يشبه المناورات التي تسبق المعركة. لم تكن هذه المناورات تدريبية، حاشا! فرجل الحرب لا يحتاج أي تدريب، ولكِنَّها كانت تطمينية للإنسان، لكي يعرف أن معركة عظيمة عتيدة أن تحدث فتغير مجرى التاريخ ومصير البشرية.

وإليك بعض الصور المُشَرِّفَة لهذه المناورات:
ففي خروج 14 عندما أنقذ شعبه بذراع شديدة، وغرقت مركبات فرعون في بحر سوف، تغنّى موسى لهذا القائد العظيم ويخلع عليه لقبـًا يليق به: «الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ». وتوالت صور المناورات عبر التاريخ، نذكر منها - على سبيل المثال لا الحصر - معارك سفر يشوع التي انتصر فيها يشوع، ومعارك سفر القضاة التي انتصر فيها جدعون وباراق ويفتاح وشمشون، ومعارك سفر صموئيل وانتصارات داود الكثيرة وأشهرها انتصاره على جليات الجتي، ومعارك سفر الملوك وانتصارات حزقيا ويهوشافاط ... إلخ. كل هذه كانت إرهاصات لمعركة كبيرة يمكن أن تسمى ”معركة الحسم“.

ساعة الصفر
لقد عين مجلس اللاهوت ساعة الصفر؛ ساعة بدء المعركة أو الضربة الأولى زمانـًا ومكانـًا. فلم يكن مكان المعركة هذه المرة عند بحر سوف (خر14)، أو نهر قيشون (قض4)، أو تلَّ مورة (قض7)،.. إلخ. فهذه كانت مواقع انتصارات أولية لهذا القائد العظيم، بل اُختير مكان المعركة هذه المرة في موضع الجلجثة، الذي تفسيره ”جمجمة“ أي الموت. وذلك لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس.
وبدقة متناهية تحدَّدت ساعة الصفر الساعة السادسة في منتصف يوم الجمعة، بعد أن يكون الخصم الشرس قد أفرغ كل ما في جعبتهِ من سهام، وما في جوفهِ من سموم؛ تارة عن طريق الأصدقاء من هروب وإنكار وخيانة، وتارة عن طريق الأعداء من سخرية وتعيير وإهانة. وهو يقفُ مزهوًا فخورًا، معتزًا جَسُورًا. يصول على ألسنة الحاقدين، مستهزئًا. ويجول على مشاعر المحبين، مُرعبـًا.

ومع دقات الساعة السادسة (الثانية عشر ظهرًا بتوقيتنا الحالي) حدث شيءٌ لم يتوقعه إنسان، شيءٌ ارتجف له الوجدان، وتشيب لهوله الولدان. ففي رابعة النهار صدرت الأوامر للشمس بأن تحجب نورها، فصارت ظلمة حالكة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة. وعندها صرخ يسوع بصوتٍ عظيمٍ «إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟». وقد سمع هذه الصرخة كل الواقفين في محيط الجلجثة. فما كان من غبائهم وجهلهم المُطبق إلا أنهم قالوا ««إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا» (مت27: 36، 47) ولم يعلم هؤلاء أن هذا المحارب الذي نزل ميدان المعركة، يتصل بالقيادة العليا، في غرفة عمليات مجلس اللاهوت.

لم يفهم أولئك المتواجدون في موضع الجلجثة معنى هذه العبارة. وقبلها كانت هناك صرخات تعلو عن المُعَدَّل الطبيعي لتردد الموجات الصوتية الذي تسمعه الأذن البشرية، فلم تستطع أذان الواقفين في محيط الجلجثة أن تسمعه. ولكن آذان الأنبياء السابقين، والتي كانت مجهَّزة بتقنيات عالية، استطاعت أن ترصد لنا بعضًا من تلك الصرخات بأجهزة النبوة المتطورة وسجَّلتها لنا؛ فمنهم من رصد عبارة: «عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ، وَبِكُلِّ تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي» (مز88: 7). ومنهم من التقط عبارة: «غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ» (مز42: 7). وآخر التقط عبارة تقول: «يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي، وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي، وَإِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي» (مز22: 15). ومنهم من رصد عبارة أتت من القيادة تقول: «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اضْرِبِ الرَّاعِيَ» (زك13: 7).

إزاء هذا، إذ بالشيطان يقف خائفـًا مذعورًا بعد أن كان هائجـًا جسورًا، إذ كان لا يدري ماذا كان يحدث. ولم يستطع فك رموز تلك الشفرات، فوقف مرتجفـًا حائرًا، تُحيط به جموع قـوَّاده، وحشود قـَّواته، من رياسات وسلاطين وأجناد ومرؤوسين؛ رومان ويهود حاقدين. والكل لا يعرف ماذا؟! ولماذا؟! بل كل مَن كان هناك اصطكت ركبتاه، وانحلت خرز حقويه. فها هي الظلمة تغطي الأرض كلها، وكانت هناك أيضًا” زلزلة عظيمة“ - لو قيست بمقياس ريختر لسُجِّلت أعلى القراءات «الأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ» (مت27: 51). يا للهول! هل الكون بدأ يتفكك هل انحلَّت عناصره وتفككت قواعده. وهنا انهارت أسطورة العدو الذي لا يُقهر. فبدأ يولي الأدبار. لكن هيهات فأين يهرب؟ وإلى أين يذهب؟ وقبل أن يشرع في ذلك، إذ بالرب المُعَلَّق على الصليب، وبعد أن وفَّي حق العدالة الإلهية، من شراء وفداء، وبعد أن قال: «قَدْ أُكْمِلَ»، وبعد أن ارتدَّت كل سهام الأعداء إلى نحورهم، وسيوفهم إلى صدورهم، وخناجرهم إلى حناجرهم، وساد صمتٌ رهيب وخرست الألسنة المُتطاوِلة؛ إذ بالمُعَلّق على الصليب، والمُسَمَّر بالمسامير، والمصلوب من ضعفٍ، يُجرِّد الرياسات والسلاطين من كل رتبة وسلطان، ويشهرهم جهارًا أمام كل الأكوان، ظافرًا بهم في الصليب (كو2: 15).

وبعدها أسلم الروح ومات، ودُفِنَ في قبرٍ مستعار، والخصم قد ظن بأنه ظفر، إذ دُفِنَ الرب يسوع وخُتِمَ الحجر، وقبل أن يلتقط العدو أنفاسه، فوجئ ببزوغ فجر القيامة في اليوم الثالث. فكانت الهزيمة مضاعفة، والنصر أيضـًا مضاعفـًا؛ لقد مات المسيح على الصليب «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا»، ولكنه «أُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا». فقد كانت نتيجة الانتصار ليس العفو من جهنم بالموت، بل التأهيل للسماء بالتبرير بالقيامة. وهذا الانتصار مُمْتدّ المفعول ومن حق كل مؤمن أن يستمتع به.
.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:54 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




بدأ التخطيط لهذه المعركة في الأزل، في مجلس اللاهوت (الآب والابن والروح القدس)، في غرفة عمليات المشورات الإلهية. وقد وقع الاختيار على أقنوم الابن ليقوم بهذه المهمة الصعبة، وهو قَبِلَ التكليف الأزلي بسرور (1بط1: 20؛ عب9: 14).

والمسيح هو ”رَجُلُ الْحَرْبِ“ (خر15: 3)؛ أي أنه هو المحارب الذي خاض هذه المعركة بمفرده. والخصم في هذه المعركة هو الشيطان الذي، عن طريق دخول الخطية إلى العالم، استعبد وعربد، وصال وجال، وأفسد كل شيء. فأمسى العالم في ظلمة أدبية حالكة، من جهل وعمى، أدَّت بالناس إلى القتل والدمار، والخزي والعار، وظل الإنسان المسكين يعاني مُدَّة أربعة آلاف سنة.
ولكن في خلال هذه الفترة كان هذا القائد العظيم والمحارب الشجاع يَشِنُّ حروبـًا على الشيطان، ولكنها كانت بما يشبه المناورات التي تسبق المعركة. لم تكن هذه المناورات تدريبية، حاشا! فرجل الحرب لا يحتاج أي تدريب، ولكِنَّها كانت تطمينية للإنسان، لكي يعرف أن معركة عظيمة عتيدة أن تحدث فتغير مجرى التاريخ ومصير البشرية.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:56 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg






والمسيح هو ”رَجُلُ الْحَرْبِ“ (خر15: 3)؛ ففي خروج 14 عندما أنقذ شعبه بذراع شديدة، وغرقت مركبات فرعون في بحر سوف، تغنّى موسى لهذا القائد العظيم ويخلع عليه لقبـًا يليق به: «الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ». وتوالت صور المناورات عبر التاريخ، نذكر منها - على سبيل المثال لا الحصر - معارك سفر يشوع التي انتصر فيها يشوع، ومعارك سفر القضاة التي انتصر فيها جدعون وباراق ويفتاح وشمشون، ومعارك سفر صموئيل وانتصارات داود الكثيرة وأشهرها انتصاره على جليات الجتي، ومعارك سفر الملوك وانتصارات حزقيا ويهوشافاط ... إلخ. كل هذه كانت إرهاصات لمعركة كبيرة يمكن أن تسمى ”معركة الحسم“.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:57 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg



لقد عين مجلس اللاهوت ساعة الصفر؛ ساعة بدء المعركة أو الضربة الأولى زمانـًا ومكانـًا. فلم يكن مكان المعركة هذه المرة عند بحر سوف (خر14)، أو نهر قيشون (قض4)، أو تلَّ مورة (قض7)،.. إلخ. فهذه كانت مواقع انتصارات أولية لهذا القائد العظيم، بل اُختير مكان المعركة هذه المرة في موضع الجلجثة، الذي تفسيره ”جمجمة“ أي الموت. وذلك لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس.
وبدقة متناهية تحدَّدت ساعة الصفر الساعة السادسة في منتصف يوم الجمعة، بعد أن يكون الخصم الشرس قد أفرغ كل ما في جعبتهِ من سهام، وما في جوفهِ من سموم؛ تارة عن طريق الأصدقاء من هروب وإنكار وخيانة، وتارة عن طريق الأعداء من سخرية وتعيير وإهانة. وهو يقفُ مزهوًا فخورًا، معتزًا جَسُورًا. يصول على ألسنة الحاقدين، مستهزئًا. ويجول على مشاعر المحبين، مُرعبـًا.

ومع دقات الساعة السادسة (الثانية عشر ظهرًا بتوقيتنا الحالي) حدث شيءٌ لم يتوقعه إنسان، شيءٌ ارتجف له الوجدان، وتشيب لهوله الولدان. ففي رابعة النهار صدرت الأوامر للشمس بأن تحجب نورها، فصارت ظلمة حالكة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة. وعندها صرخ يسوع بصوتٍ عظيمٍ «إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟». وقد سمع هذه الصرخة كل الواقفين في محيط الجلجثة. فما كان من غبائهم وجهلهم المُطبق إلا أنهم قالوا ««إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا» (مت27: 36، 47) ولم يعلم هؤلاء أن هذا المحارب الذي نزل ميدان المعركة، يتصل بالقيادة العليا، في غرفة عمليات مجلس اللاهوت.

لم يفهم أولئك المتواجدون في موضع الجلجثة معنى هذه العبارة. وقبلها كانت هناك صرخات تعلو عن المُعَدَّل الطبيعي لتردد الموجات الصوتية الذي تسمعه الأذن البشرية، فلم تستطع أذان الواقفين في محيط الجلجثة أن تسمعه. ولكن آذان الأنبياء السابقين، والتي كانت مجهَّزة بتقنيات عالية، استطاعت أن ترصد لنا بعضًا من تلك الصرخات بأجهزة النبوة المتطورة وسجَّلتها لنا؛ فمنهم من رصد عبارة: «عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ، وَبِكُلِّ تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي» (مز88: 7). ومنهم من التقط عبارة: «غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ» (مز42: 7). وآخر التقط عبارة تقول: «يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي، وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي، وَإِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي» (مز22: 15). ومنهم من رصد عبارة أتت من القيادة تقول: «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اضْرِبِ الرَّاعِيَ» (زك13: 7).

إزاء هذا، إذ بالشيطان يقف خائفـًا مذعورًا بعد أن كان هائجـًا جسورًا، إذ كان لا يدري ماذا كان يحدث. ولم يستطع فك رموز تلك الشفرات، فوقف مرتجفـًا حائرًا، تُحيط به جموع قـوَّاده، وحشود قـَّواته، من رياسات وسلاطين وأجناد ومرؤوسين؛ رومان ويهود حاقدين. والكل لا يعرف ماذا؟! ولماذا؟! بل كل مَن كان هناك اصطكت ركبتاه، وانحلت خرز حقويه. فها هي الظلمة تغطي الأرض كلها، وكانت هناك أيضًا” زلزلة عظيمة“ - لو قيست بمقياس ريختر لسُجِّلت أعلى القراءات «الأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ» (مت27: 51). يا للهول! هل الكون بدأ يتفكك هل انحلَّت عناصره وتفككت قواعده. وهنا انهارت أسطورة العدو الذي لا يُقهر. فبدأ يولي الأدبار. لكن هيهات فأين يهرب؟ وإلى أين يذهب؟ وقبل أن يشرع في ذلك، إذ بالرب المُعَلَّق على الصليب، وبعد أن وفَّي حق العدالة الإلهية، من شراء وفداء، وبعد أن قال: «قَدْ أُكْمِلَ»، وبعد أن ارتدَّت كل سهام الأعداء إلى نحورهم، وسيوفهم إلى صدورهم، وخناجرهم إلى حناجرهم، وساد صمتٌ رهيب وخرست الألسنة المُتطاوِلة؛ إذ بالمُعَلّق على الصليب، والمُسَمَّر بالمسامير، والمصلوب من ضعفٍ، يُجرِّد الرياسات والسلاطين من كل رتبة وسلطان، ويشهرهم جهارًا أمام كل الأكوان، ظافرًا بهم في الصليب (كو2: 15).

وبعدها أسلم الروح ومات، ودُفِنَ في قبرٍ مستعار، والخصم قد ظن بأنه ظفر، إذ دُفِنَ الرب يسوع وخُتِمَ الحجر، وقبل أن يلتقط العدو أنفاسه، فوجئ ببزوغ فجر القيامة في اليوم الثالث. فكانت الهزيمة مضاعفة، والنصر أيضـًا مضاعفـًا؛ لقد مات المسيح على الصليب «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا»، ولكنه «أُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا». فقد كانت نتيجة الانتصار ليس العفو من جهنم بالموت، بل التأهيل للسماء بالتبرير بالقيامة. وهذا الانتصار مُمْتدّ المفعول ومن حق كل مؤمن أن يستمتع به.
.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 12:59 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
«وَحَدَثَ لَمَّا كَانَ يَشُوعُ عِنْدَ أَرِيحَا أَنَّهُ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ،
وَإِذَا بِرَجُلٍ وَاقِفٍ قُبَالَتَهُ، وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ بِيَدِهِ.
فَسَارَ يَشُوعُ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ: هَلْ لَنَا أَنْتَ أَوْ لأَعْدَائِنَا؟
فَقَالَ: كَلاَّ، بَلْ أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ. الآنَ أَتَيْتُ»
(يش5: 13، 14).

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:00 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ

«وَحَدَثَ لَمَّا كَانَ يَشُوعُ عِنْدَ أَرِيحَا أَنَّهُ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ،

وَإِذَا بِرَجُلٍ وَاقِفٍ قُبَالَتَهُ، وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ بِيَدِهِ.
فَسَارَ يَشُوعُ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ: هَلْ لَنَا أَنْتَ أَوْ لأَعْدَائِنَا؟
فَقَالَ: كَلاَّ، بَلْ أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ. الآنَ أَتَيْتُ»
(يش5: 13، 14).

«رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ» .. هو الرب يسوع المسيح نفسه في إحدى ظهوراته في العهد القديم. لقد ظهر لإبراهيم الغريب النزيل في هيئة مسافر عابر (تك18: 1، 13). وهنا يظهر ليشوع المُحارب باعتباره «رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ»، لأن هناك حروبًا قادمة أمام يشوع، وأمام الشعب؛ لذلك أتى بنفسه، ليقود هذه المعارك إتمامًا لما قاله الرب ليشوع (يش1: 1-9)، لتحقيق النصر بطرد الأعداء، وتمليك الشعب أرض الموعد.

«هَلْ لَنَا أَنْتَ أَوْ لأَعْدَائِنَا؟» ... هل هذا السيف مَسْلُولٌ ضدنا، أم فى صفنا ولحسابنا؟ كان هذا مضمون استفسار يشوع. والإجابة: إن هذا السيف المَسْلُول ليس موجَّهًا لأي واحد من شعب الله، بل هو موجه للأشرار والمقاومين لشعب الله في كل مكان وزمان. فهذا السيف يُرينا الحماية الدائمة لشعب وكنيسة الله، طالما كانوا يسلكون في قداسة عملية.

نحن كمؤمنين بالمسيح في العهد الجديد صار لنا المسيح رئيس الخلاص العظيم الذي أنجزه وأتمَّهُ في الجلجثة، وهو الآن لنا في حروبنا الروحية، لكي يُمَكِّننا من الانتصار، لكي نتمتع بالأنصبة والبركات الروحية التي صارت لنا في المسيح يسوع.

«هَلْ لَنَا أَنْتَ؟» .. في طريق تمتعنا بالبركات الروحية التي لنا في المسيح، يجتاز المؤمنون حروبًا روحية شرسة وضارية، ضد قوى معادية تحاول إعاقتنا وحرماننا أحيانًا من الاجتماعات والشركة مع المؤمنين والخدمة للرب، لذلك فنحن نحتاج لمَنْ يقف بجانبنا، وله القدرات والإمكانيات التي تحسم تلك المعارك لصالحنا، بالتغلب على هذه المعوقات والتحديات التي تعيق تقدُّمنا.

«الآنَ أَتَيْتُ» .. ربما كان يشوع مستغرقًا في التفكير في كيفية اقتحام أريحا؛ المدينة المُحصَّنة بأسوارها العالية، وما هي الخطط والتجهيزات الملائمة التي تضمن تحقيق النصر؟ ويا لها من حيرة! في تلك اللحظات يقول ”رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ“ ليشوع: «الآنَ أَتَيْتُ».

«الآنَ أَتَيْتُ» لأُمسك بزمام القيادة، لتحقيق النصر، لتكون البركة من نصيبكم. ونحن كثيرًا ما تواجهنا أسوار عالية وحواجز منيعة، تُعيق تقدُّمنا، حتى إننا نصرف وقتًا وجهدًا فيي محاولة إيجاد الحلول لمثل هذه المصاعب، فليست لنا الإمكانيات التي تؤهِّلنا للثقه في حكمتنا وقدرتنا لمثل هذه المواجهات، إلى أن نجد ”رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ“ بجوارنا، في الوقت المناسب تمامًا، عندئذ يضع الإيمان ثقته التامة فيه، فنستطيع أن نترنم بنغمة عالية واثقة: «فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا» (رو8: 37).

«يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا» .. ما أعظم الإيمان الذي يُسلِّم زمام القيادة لذلك الرئيس الذي يمنحنا اليقين أن الغلبة والنصرة آتية لا محالة، ومن هنا نجد أن النصرة تتحقق بالإيمان قبل اختبارها على أرض الواقع؛ هكذا كانت نصرة داود في موقعه وادي البطم بالإيمان قبل العيان (1صم17: 37، 45-47).

إن أعظم شعور، ونحن نخوض تلك المعارك الروحية، هو أن من يحبّنا بجانبنا بكل عواطفه التي لا تتبدَّل، وبكل حكمته التي لا تُخطئ، وبكل قوة ذراعه التي لا تعجز أبدًا، فيؤول هذا إلى تشديد إيماننا وإنهاض عزائمنا، فنهتف مع الرسول المغبوط: «يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا» - أي سنحرز نصرًا عظيمًا ساحقًا - وذلك «بِالَّذِي أَحَبَّنَا».

وبالرغم من أن أشياء كثيرة ضدنا، إلا أنه يعظم انتصارنا. ورغم كل القوى المعادية التي تواجهنا من البشر والشياطين، وبالرغم من كل الأمور الحاضرة أو المستقبلة، لكن لا شيء في كل هذا الكون يستطيع أن يفصل المؤمنين عن محبه الله المكفولة لهم في المسيح يسوع «مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ ... فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رو8: 35-39).

«يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا» .. ليس إخلاصنا أو حتى خدمتنا للرب وقديسيه هي التي تأتي لنا برئيس جند الرب. وأيضًا ليست ضمائرنا المثقلة بمشاعر الذنب - مِنْ جراء نقائصنا وعيوبنا وتقصيراتنا - تجعل ”رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ“ يتخلى عنا ويتركنا وشأننا. حاشا وكلا. فالذي يستدعي ”رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ“ محبته، ومحبته فقط لا غير، ليمنح نفوسنا اطمئنانًا من جهة تحقيق الغلبة والنصرة إزاء ما يواجهنا.

عزيزي: إن ”رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ“ لم يُهزَم قَطُّ في معركة أو موقعة ما، بل أن النصر حليفه دائمًا وهو معك ليُحقق لك الانتصارات، لأنه يحبك.


Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:01 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg


«رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ» .. هو الرب يسوع المسيح نفسه في إحدى ظهوراته في العهد القديم. لقد ظهر لإبراهيم الغريب النزيل في هيئة مسافر عابر (تك18: 1، 13). وهنا يظهر ليشوع المُحارب باعتباره «رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ»، لأن هناك حروبًا قادمة أمام يشوع، وأمام الشعب؛ لذلك أتى بنفسه، ليقود هذه المعارك إتمامًا لما قاله الرب ليشوع (يش1: 1-9)، لتحقيق النصر بطرد الأعداء، وتمليك الشعب أرض الموعد.

«هَلْ لَنَا أَنْتَ أَوْ لأَعْدَائِنَا؟» ... هل هذا السيف مَسْلُولٌ ضدنا، أم فى صفنا ولحسابنا؟ كان هذا مضمون استفسار يشوع. والإجابة: إن هذا السيف المَسْلُول ليس موجَّهًا لأي واحد من شعب الله، بل هو موجه للأشرار والمقاومين لشعب الله في كل مكان وزمان. فهذا السيف يُرينا الحماية الدائمة لشعب وكنيسة الله، طالما كانوا يسلكون في قداسة عملية.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:02 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg


نحن كمؤمنين بالمسيح في العهد الجديد
صار لنا المسيح رئيس الخلاص العظيم الذي أنجزه وأتمَّهُ
في الجلجثة، وهو الآن لنا في حروبنا الروحية،
لكي يُمَكِّننا من الانتصار، لكي نتمتع بالأنصبة والبركات
الروحية التي صارت لنا في المسيح يسوع.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:03 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




«هَلْ لَنَا أَنْتَ؟» .. في طريق تمتعنا بالبركات الروحية التي لنا في المسيح،
يجتاز المؤمنون حروبًا روحية شرسة وضارية، ضد قوى معادية
تحاول إعاقتنا وحرماننا أحيانًا من الاجتماعات والشركة مع المؤمنين
والخدمة للرب، لذلك فنحن نحتاج لمَنْ يقف بجانبنا،
وله القدرات والإمكانيات التي تحسم تلك المعارك لصالحنا،
بالتغلب على هذه المعوقات والتحديات التي تعيق تقدُّمنا.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:04 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




«الآنَ أَتَيْتُ» .. ربما كان يشوع مستغرقًا في التفكير في كيفية اقتحام أريحا؛ المدينة المُحصَّنة بأسوارها العالية، وما هي الخطط والتجهيزات الملائمة التي تضمن تحقيق النصر؟ ويا لها من حيرة! في تلك اللحظات يقول ”رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ“ ليشوع: «الآنَ أَتَيْتُ».

«الآنَ أَتَيْتُ» لأُمسك بزمام القيادة، لتحقيق النصر، لتكون البركة من نصيبكم. ونحن كثيرًا ما تواجهنا أسوار عالية وحواجز منيعة، تُعيق تقدُّمنا، حتى إننا نصرف وقتًا وجهدًا فيي محاولة إيجاد الحلول لمثل هذه المصاعب، فليست لنا الإمكانيات التي تؤهِّلنا للثقه في حكمتنا وقدرتنا لمثل هذه المواجهات، إلى أن نجد ”رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ“ بجوارنا، في الوقت المناسب تمامًا، عندئذ يضع الإيمان ثقته التامة فيه، فنستطيع أن نترنم بنغمة عالية واثقة: «فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا» (رو8: 37).

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:05 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




«يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا» ..
ما أعظم الإيمان الذي يُسلِّم زمام القيادة لذلك الرئيس
الذي يمنحنا اليقين أن الغلبة والنصرة آتية لا محالة،
ومن هنا نجد أن النصرة تتحقق بالإيمان قبل اختبارها على أرض الواقع؛
هكذا كانت نصرة داود في موقعه وادي البطم بالإيمان قبل العيان
(1صم17: 37، 45-47).

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:06 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




إن أعظم شعور، ونحن نخوض تلك المعارك الروحية،
هو أن من يحبّنا بجانبنا بكل عواطفه التي لا تتبدَّل،
وبكل حكمته التي لا تُخطئ، وبكل قوة ذراعه التي لا تعجز أبدًا،
فيؤول هذا إلى تشديد إيماننا وإنهاض عزائمنا،
فنهتف مع الرسول المغبوط: «يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا» -
أي سنحرز نصرًا عظيمًا ساحقًا - وذلك «بِالَّذِي أَحَبَّنَا».

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:29 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




بالرغم من أن أشياء كثيرة ضدنا إلا أنه يعظم انتصارنا.
ورغم كل القوى المعادية التي تواجهنا من البشر والشياطين،
وبالرغم من كل الأمور الحاضرة أو المستقبلة،
لكن لا شيء في كل هذا الكون يستطيع أن يفصل المؤمنين
عن محبه الله المكفولة لهم في المسيح يسوع
«مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ
أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ ... فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ
انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ،
وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً،
وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا
عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا»
(رو8: 35-39).


Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




«يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا» .. ليس إخلاصنا أو حتى خدمتنا للرب وقديسيه هي التي تأتي لنا برئيس جند الرب. وأيضًا ليست ضمائرنا المثقلة بمشاعر الذنب - مِنْ جراء نقائصنا وعيوبنا وتقصيراتنا - تجعل ”رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ“ يتخلى عنا ويتركنا وشأننا. حاشا وكلا. فالذي يستدعي ”رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ“ محبته، ومحبته فقط لا غير، ليمنح نفوسنا اطمئنانًا من جهة تحقيق الغلبة والنصرة إزاء ما يواجهنا.

عزيزي: إن ”رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ“ لم يُهزَم قَطُّ في معركة أو موقعة ما، بل أن النصر حليفه دائمًا وهو معك ليُحقق لك الانتصارات، لأنه يحبك.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:30 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




هو معك ليُحقق لك الانتصارات لأنه يحبك.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:33 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




لا تَهَب الموت أيها الحبيب.
الموت يأتي في الأخير، وهو آخر ما على المؤمن أن ينشغل به.
لكن لتَخَف الحياة - فهي معركة صعبة عليك أن تحاربها،
وانضباط صارم عليك أن تحتمله، ورحلة وعرة عليك أن تقطعها

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:34 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




* مبادئ الحرب الروحية لا يفهمها الجسد وبالتالي لا يُقدِّرها،
وكثيرًا ما يكون مُعطِّلاً فيها، وسببًا رئيسيًا في عدم النصرة.
* أساليب الصراع الروحي في ميدان النزال غريبة على تفكير
الجسد، وبعيدة عن طموحه، وصغيرة في ميزانه وتقييمه




Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:37 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




الصلاة


«مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ،

وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ»
(أف6: 18)


تخيل حربًا استطاع عدوك فيها أن يخترع سلاحًا يجعله غير منظورٍ لك. هل هناك أي أمل في أن تحقِّق أدنى انتصار في هذه الحرب؟ بالطبع كلا، فستتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى وأنت لا تعلم من أين تأتي. لن تستطيع أن تدافع عن نفسك، ولا أن تُهاجم عدوك. الحل الوحيد هو أن تجد طريقه تدخل بها إلى هذا العالم غير المنظور، وأن تتسلح بالأسلحة التي يمكن أن تحارب بها في هذا العالم؛ حينها فقط يمكن أن تنتصر.

حياة المؤمن ليست نزهة على شاطئ البحر، إنها حرب شرسة أصعب ما فيها أنها «لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ» (أف6: 12). والوسيلة الوحيدة للدخول إلى دائرة السماويات والانتصار في هذه الحرب هي الصلاة. والطريقة التي تنصرنا بها الصلاة في الحرب الروحية هي أنها تجعلنا نعرف الله، ونعرف أنفسنا، فنعرف غرض وجودنا في هذه الحياة، ونحارب مُصلين لنُتمّمه.

الصلاة هي الطريق إلى معرفة الله
للأسف إن هدفنا الأول من الصلاة كثيرًا ما يكون أن نحصل على شيء من الله، لذا نجد أن أغلب صلواتنا هي عبارة عن طلبات، وأغلبها طلبات شخصية. ورغم أن الطلب جزء هام من الصلاة، إلا أنه ليس الغرض الرئيسي منها؛ فالصلاة ليست للحصول على أشياء من الله، لكنها للحصول على مزيد من الله ذاته. فمن الممكن أن تعرف الكثير عن الله، دون أن تعرفه هو شخصيًا. لأن الله ليس موضوعًا يُدرَّس، لكنه شخص يُعرَف. ولا يمكن أن تعرف شخصًا دون تكوين علاقة معه.

والعلاقة مع الله تبدأ وتنمو من خلال الصلاة. ففي الصلاة تتحوَّل المعرفة العقلية للحق الكتابي عن الله، إلى معرفة اختبارية لله ذاته؛ فلا تعرفه كما يعرف التلميذ المعلومة، لكن كما يعرف الرجل زوجته، وكما يعرف الصديق صديقه. عندما تضرب هذه المعرفة جذورها في قلبك، ستختبر بحق ما هي محبة الله الفائقة المعرفة. وهذه سيجعلك تبدأ في نوع آخر من المعرفة؛ معرفة النفس.

الصلاة هي الطريق لمعرفة النفس
”اعرف عدوك“ هي النصيحة الذهبية في كل الحروب. لكن في الحرب الروحية أشرس أعدائك هو أنت. نعم نحارب مع إبليس ومع العالم، لكن حربنا المضنية بالدرجة الأولي مع جسد الخطية الساكن فينا؛ تلك الرغبات والعادات الشريرة المتأصلة بداخلنا، والتي تجذبنا كي نتمحور حول ذواتنا، ونعود إلى حالة الاستقلال عن الله، التي كنا عليها دائما.

الصلاة تكشف هذه الطبيعة الفاسدة، وتسلِّط عليها نور الله الشافي. فعندما تُصلي في محضر إله تعلم أنه يعرف عنك كل شيء، حتى ما لا تعلمه أنت عن نفسك، فهذا يُهيئ لك المناخ المناسب لتكون صريحًا إلي أقصي درجة ممكنة. وعندما تدرك محبته غير المشروطة، سيُمكنك أن تعترف بعيوبك أمامه، دون أن تخشي الرفض. وتدريجيًا ستكشف عن أعمق مخاوفك وجراحك وخطاياك، ستخفض كل دفاعاتك، وتخلع أقنعتك، وتبدأ في رؤية ذاتك الحقيقية المخلوقة على صورة الله، لا تلك الذات المزيفة التي تكونت نتيجة محاولاتك المستميتة للحصول على المحبة والقبول من البشر.
في الصلاة تسأل الله مَنْ أنتَ؟ لكنه عندما يجيبك لن يجعلك فقط تعرفه، لكنه سيجعلك تعرف أيضًا مَنْ أنتَ.

الصلاة هي الطريق للنصرة فى الحرب الروحية
هناك نوع من المؤمنين يُسبِّب اكتئابًا لإبليس عندما يستيقظ من نومه كل يوم. هذا لأنه مؤمن وجوده فى هذه الحياة ليس كعدمه. فهو مؤمن أدرك أن جوهر الحرب الروحية ليس أن العدو يحاول أن يفقده خلاصه - فهو يعلم أن هذا مستحيل - لكن أن يفقده تأثيره فى هذا العالم.

وجودنا فى محضر الله بشكل مستمر يُعطينا رؤية جديدة ومختلفة لكي شيء. فالصلاة، تدريجيًا، تُعيد قلبك ليدور في مداره الصحيح حول الله، فتتغير الأهداف، وتختلف الطموحات، ويُعاد ترتيب الأولويات. والعالم غير المنظور الذي تدخله بالصلاة يغير رويدًا رويدًا في شكل عالمك المنظور، بل ويجعلك أنت أداة التغيير.

في أفسس 6 نري عمليًا كيف يُمكننا أن نحقِّق النصرة في الحرب الروحية. فالرسول يخبرنا أن الله أعد لنا سلاحه الكامل، الذي يضمن لنا النصرة. وبعد استعراض قطع هذا السلاح الكامل بدءًا بمنطقة الحق ودرع البر، مرورا بإنجيل السلام وترس الإيمان، حتى نصل إلى خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. وفي نهاية هذا السلاح يحرض مؤمني أفسس أن يكونوا «مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ».

والصلاة هنا ليست قطعة من قطع السلاح لكنها الطريقة التي تُفعَّل بها كل القطع. هي الوسيلة التي تتحول بها كل البركات التي لنا في المسيح إلى واقع حقيقي في حياتنا، يمدّنا بالقوة، ويضمن لنا النصرة. هي طريقنا لكي نتغير من خلال معرفة الله والنفس، وأيضًا لكي نهدم في مملكة الظلمة، ونعمل في ملكوت الله. الصلاة هي المفتاح لكل ما نحتاج أن نكونه، وأن نفعله في هذه الحياة.

الجهاد في الصلاة
الأشياء العظيمة في هذه الحياة نادرًا ما تكون سهلة. ولأن الصلاة هي أعظم ما لنا، فلا يجب أن نتوقع أنها ستكون سهلة. فأول ما نختبره عندما نحاول المواظبة على الصلاة هو فقرنا الروحي. فبعد دقائق قليلة ستجد أنك ليس عندك ما تقوله في الصلاة. أريد أن أبشِّرك أنك على الطريق الصحيح، فالطريق للغني الروحي يبدأ بإدراك الفقر.

والطريق للاستمتاع بالصلاة والنمو فيها، يبدأ بالمواظبة والتدريب عليها، حتى عندما تكون المتعة غائبة والنتائج قليلة. درِّب نفسك على الصلاة، حدِّد مواعيد يومية تذهب فيها إلى مخدعك وتغلق بابك وتجاهد كي ترى وجه أبيك السماوي. وثق أنه يشتاق أن يراك وأن يغيرك أكثر مما يمكنك أن تتخيل. فقط ثابر وجاهد، وستجد الصلاة تتحول من واجب إلى متعة، ومن ثقل إلى قوة تعينك علي تحمل كل أثقال هذه الحياة.




Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:38 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




حياة المؤمن ليست نزهة على شاطئ البحر،
إنها حرب شرسة أصعب ما فيها أنها
«لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ
الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ»
(أف6: 12).
والوسيلة الوحيدة للدخول إلى دائرة السماويات والانتصار
في هذه الحرب هي الصلاة. والطريقة التي تنصرنا بها الصلاة
في الحرب الروحية هي أنها تجعلنا نعرف الله، ونعرف أنفسنا،
فنعرف غرض وجودنا في هذه الحياة، ونحارب مُصلين لنُتمّمه.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:40 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




الصلاة هي الطريق إلى معرفة الله


للأسف إن هدفنا الأول من الصلاة كثيرًا ما يكون أن نحصل على
شيء من الله، لذا نجد أن أغلب صلواتنا هي عبارة عن طلبات،
وأغلبها طلبات شخصية. ورغم أن الطلب جزء هام من الصلاة،
إلا أنه ليس الغرض الرئيسي منها؛ فالصلاة ليست للحصول على
أشياء من الله، لكنها للحصول على مزيد من الله ذاته.
فمن الممكن أن تعرف الكثير عن الله، دون أن تعرفه هو شخصيًا.
لأن الله ليس موضوعًا يُدرَّس، لكنه شخص يُعرَف.
ولا يمكن أن تعرف شخصًا دون تكوين علاقة معه.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




العلاقة مع الله تبدأ وتنمو من خلال الصلاة


ففي الصلاة تتحوَّل المعرفة العقلية للحق الكتابي عن الله،
إلى معرفة اختبارية لله ذاته؛ فلا تعرفه كما يعرف التلميذ المعلومة،
لكن كما يعرف الرجل زوجته، وكما يعرف الصديق صديقه.
عندما تضرب هذه المعرفة جذورها في قلبك، ستختبر
بحق ما هي محبة الله الفائقة المعرفة.
وهذه سيجعلك تبدأ في نوع آخر من المعرفة؛ معرفة النفس.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:41 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




الصلاة هي الطريق لمعرفة النفس


”اعرف عدوك“ هي النصيحة الذهبية في كل الحروب.
لكن في الحرب الروحية أشرس أعدائك هو أنت.
نعم نحارب مع إبليس ومع العالم، لكن حربنا المضنية بالدرجة
الأولي مع جسد الخطية الساكن فينا؛ تلك الرغبات والعادات
الشريرة المتأصلة بداخلنا، والتي تجذبنا كي نتمحور حول ذواتنا
ونعود إلى حالة الاستقلال عن الله، التي كنا عليها دائما.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:42 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




الصلاة تكشف هذه الطبيعة الفاسدة


وتسلِّط عليها نور الله الشافي. فعندما تُصلي في محضر إله تعلم أنه يعرف عنك كل شيء، حتى ما لا تعلمه أنت عن نفسك، فهذا يُهيئ لك المناخ المناسب لتكون صريحًا إلي أقصي درجة ممكنة.
وعندما تدرك محبته غير المشروطة، سيُمكنك أن تعترف بعيوبك أمامه، دون أن تخشي الرفض.
وتدريجيًا ستكشف عن أعمق مخاوفك وجراحك وخطاياك، ستخفض كل دفاعاتك، وتخلع أقنعتك، وتبدأ في رؤية ذاتك الحقيقية المخلوقة على صورة الله، لا تلك الذات المزيفة التي تكونت نتيجة محاولاتك المستميتة للحصول على المحبة والقبول من البشر.
في الصلاة تسأل الله مَنْ أنتَ؟ لكنه عندما يجيبك لن يجعلك فقط تعرفه، لكنه سيجعلك تعرف أيضًا مَنْ أنتَ.

Mary Naeem 16 - 12 - 2024 01:43 PM

رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173435149123541.jpg




الصلاة هي الطريق للنصرة فى الحرب الروحية

هناك نوع من المؤمنين يُسبِّب اكتئابًا لإبليس عندما يستيقظ من نومه كل يوم. هذا لأنه مؤمن وجوده فى هذه الحياة ليس كعدمه. فهو مؤمن أدرك أن جوهر الحرب الروحية ليس أن العدو يحاول أن يفقده خلاصه - فهو يعلم أن هذا مستحيل - لكن أن يفقده تأثيره فى هذا العالم.

وجودنا فى محضر الله بشكل مستمر يُعطينا رؤية جديدة ومختلفة لكي شيء. فالصلاة، تدريجيًا، تُعيد قلبك ليدور في مداره الصحيح حول الله، فتتغير الأهداف، وتختلف الطموحات، ويُعاد ترتيب الأولويات. والعالم غير المنظور الذي تدخله بالصلاة يغير رويدًا رويدًا في شكل عالمك المنظور، بل ويجعلك أنت أداة التغيير.

في أفسس 6 نري عمليًا كيف يُمكننا أن نحقِّق النصرة في الحرب الروحية. فالرسول يخبرنا أن الله أعد لنا سلاحه الكامل، الذي يضمن لنا النصرة. وبعد استعراض قطع هذا السلاح الكامل بدءًا بمنطقة الحق ودرع البر، مرورا بإنجيل السلام وترس الإيمان، حتى نصل إلى خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. وفي نهاية هذا السلاح يحرض مؤمني أفسس أن يكونوا «مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ».

والصلاة هنا ليست قطعة من قطع السلاح لكنها الطريقة التي تُفعَّل بها كل القطع. هي الوسيلة التي تتحول بها كل البركات التي لنا في المسيح إلى واقع حقيقي في حياتنا، يمدّنا بالقوة، ويضمن لنا النصرة. هي طريقنا لكي نتغير من خلال معرفة الله والنفس، وأيضًا لكي نهدم في مملكة الظلمة، ونعمل في ملكوت الله. الصلاة هي المفتاح لكل ما نحتاج أن نكونه، وأن نفعله في هذه الحياة.


الساعة الآن 09:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025