منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديسين بالحروف الأبجدية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74194)

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:07 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا ميسروب الأسقف


St. Mesrop

في سيرة القديس اسحق الأكبر يُذكر عمله في توحيد الشعب الأرمني ووضع أسس اللغة القومية، وذُكِر أن مساعده في ذلك كان القديس ميسروب (ماشتوتس Mashtots) الذي كان موظفًا حكوميًا في ذلك الوقت.
عندما قُسِّمت أرمينيا بين الإمبراطورية وفارس اعتزل ميسروب في حياة وحدة، ثم صار كاهنًا وتابع دراساته باللغات اليونانية والسريانية والفارسية ثم أصبح مبشرًا بين شعبه، ولكنه وجد نفسه معوَّق لأن الكتاب المقدس والطقوس الدينية كانت مكتوبة باللغة السريانية ولا توجد طريقة ملائمة لكتابتها باللغة الأرمينية. لذلك قرر بمشورة القديس اسحق إحياء وإعادة بناء أبجدية أرمينية. استطاع تنفيذ ذلك في فترة وجيزة بمساعدة بعض العلماء الآخرين، وكان الأساس هو الحروف الصغيرة في الأبجدية اليونانية.
وبعد عدة سنوات انتهت الترجمة الأرمينية الأولى للكتاب المقدس من اللغة السريانية، ويقال أن القديس ميسروب كان المسئول عن ترجمة العهد الجديد وسفر الأمثال. وقد راجع هذه الترجمة في الرُها Edessa اثنان من تلاميذه، وأخيرًا تمت المراجعة النهائية للعهد القديم من الترجمة السبعينية، كما تمت ترجمة صلوات القداس إلى الأرمينية.
وقد بشَّر ميسروب وعلَّم في أرمينيا وفي جورجيا Georgia، وانشأ مدارس ووضع أبجدية لجورجيا، ثم عاد إلى مكانه في وطنه حيث أنشأ بتشجيع من القديس اسحق مدرسة تحت إشرافه. وفي هذه المدرسة وبتوجيه من القدِّيسَين تُرجِم الكثير من اليونانية والسريانية. تنيح القديس ميسروب وله من العمر أكثر من ثمانين عامًا في 19 فبراير سنة 441 م.

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:08 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
سيرة القديس الانبا ميصائيل السائح



http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphoto...89378270_n.jpg
القديس الأنبا ميصائيل السائح *

لقاء مع الأنبا اسحق:

بينما كان الأنبا اسحق رئيس دير القلمون جالسًا في ديره تقدم إليه شاب فرسم على وجهه علامة الصليب كعادة الرهبان وسمح له بالدنو منه، فاقترب وضرب المطانية أمامه وقال له: "يا أبانا الأنبا اسحق اقبل مسكنتي من أجل السيد المسيح وساعدني على خلاص نفسي واحسبني من جملة أولادك". فتعجب منه الرئيس لكونه دعاه باسمه وسأله: "من أعلمك باسمي؟" فأجابه الشاب: "النعمة
الحالة عليك هي التي أعلمتني". فقال له الرئيس: "اجلس. الله القدوس يجعلك له هيكلًا مقدسًا. والآن أخبرني بأمرك". أجابه الشاب:

"إنني أدعى ميصائيل، وكان أبي محبًا للعالم، مشتغلًا به عن عبادة الله، وكان حزينًا لعدم وجود ولد له. وفى أحد الأيام استضاف شيخًا راهبًا قديسًا وشكا له حزنه لعدم وجود ولد له يرث غناه، فقال له الشيخ أصلح طريقك مع الله المحب للبشر وهو يرزقك ولدًا مباركًا. فقال له: وكيف ذلك؟ فقال له الشيخ: عِش عيشة الكمال واسلك بحسب وصايا الكنيسة المفروضة على المؤمنين وواظب على الصلاة الليلية والنهارية، ولا تنقطع عن الكنيسة المقدسة، وليكن لك كاهن تستشيره في كل أمورك. فإذا فعلت هذا أنت وزوجتك بلغتما المقصود. ففعل والديَّ جميع ما أوصاهما به الشيخ الراهب، فتم كلامه وحملت بي والدتي كما حدثتني بذلك. ولما بلغت السادسة من عمري مات أبواي فاهتم الأب الأسقف بأمر تربيتي وتعليمي وأموالي ولما أطلعت على الكتب المقدسة اشتقت إلى الرهبنة وجئت إلى هنا.

رهبنته:

سُرَّ الرئيس من كلام الشاب ميصائيل وسلمه لأحد الشيوخ، فتعلم منه كيف يكون الجهاد والنسك. وبعد ذلك ألبسوه لباس الرهبنة وإسكيمها المقدس، ومن ذلك الوقت انفرد للعبادة والنسك الكثير. وفى أحد الأيام حضر إليه أحد الإخوة فوجده واقفًا يصلي، ولما طرق باب قلايته فتح له وصليا معًا ثم تباركا من بعضهما البعض وجلسا يتحدثان في الكيفية التي بها يمكن التغلب على العدو الشرير. فقال له القديس ميصائيل: "إن الشيطان يهرب من الصلاة إذا كانت من قلب حار". وبعد الفراغ من أحاديثهما الروحانية سبحا الله وخرج الأخ من عنده، وبعد حين عاد إليه فوجده واقفا يصلي قائلًا: "اللهم خلصني وانظر إلى ذلي واغسلني من إثمي، فإن أبى وأمي قد تركاني والرب قبلني". (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). فلما رآه الأخ وقد صار جسده كالجريدة المحروقة، بكى وقال له: "لقد صار جسمك كالمحترق"، فقال له القديس: "أشكر إلهي الذي وهبني نور عينيَّ وسمع أذنيَّ لأطالع الكتب المقدسة وأسمع الوعظ الإلهي، كما وهبني أيضًا قوة للوقوف في الصلاة".

سياحته:

لما سمع رئيس الدير بنسكيات القديس ميصائيل أتاه في أحد الأيام ليفتقده، فقال له ميصائيل: "اعلم يا أبي القديس أنه بعد ثلاثة أيام يأتيك أناس متشبهون بالجنود ويطلبونني منك، فلا تمنعني عنهم ولا تخف ولا تحزن، فإنها إرادة الله. واعلم أيضًا أنه في العام الآتي سيكون غلاء، ولكنى سآتي إليك في ذلك الحين". فلما سمع الرئيس كلام هذا القديس اشترى الكثير من القمح وغيره من الحبوب، وبعد قليل أتى القوم المتشبهون بالجنود وأخذوا القديس ميصائيل ومضوا، ثم نزل الغلاء وندر وجود القمح كما أنبأ القديس بذلك، فجاء الوالي برجاله لأخذ ما يجده في الدير من الحبوب، فظهر له جنود منعته عن ذلك ورجع خائبًا فرحب الرئيس بهؤلاء الجنود وشكرهم ثم قدم لهم طعامًا ليأكلوا. فقالوا له نحن لا نحتاج إلى شئ مثل هذا، ثم برز من بينهم واحد وأمسك بيد الرئيس وانفرد به، وقال له: "أنا ولدك ميصائيل، وهؤلاء القوم المتشبهون بالجنود هم سواح وهم الذين أتوا إلى هنا في العام الماضي وأخذوني معهم، والآن أسألك أن تمضى إلى الأنبا أثناسيوس أسقف بلدي التي تربيت فيها وأعلمه بخبري واطلب منه مال أبي، وابنِ لي به كنيسة على اسمي، ثم أدعُ أبانا الأسقف لتكريسها".

ففعل الرئيس بما قاله القديس ميصائيل واستلم من الأسقف سبعمائة مثقال ذهب وتسعمائة درهم فضة وكتبًا كثيرة وخمسمائة رأس غنم عدا الأقمشة والحلي والأواني، وهدم بيته القديم واشترى ما بجواره من أرض وبنى هناك كنيسة. وفيما كان الأب الأسقف محتفلا بتكريسها إذا بالقديس ميصائيل قد أتى مع الآباء السواح وحضروا صلاة التكريس وتقدم القديس ميصائيل من الرئيس وقال له: "إنك ستنتقل من هذا العالم في العام المقبل"، ثم عادوا من حيث أتوا.


Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:10 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا ميلاس الأسقف

كان معاصرًا للبابا بطرس الثاني الذي جلس على كرسي الإسكندرية خلفًا للبابا أثناسيوس الرسولي. وكانت نياحة البابا أثناسيوس هي الفرصة التي يترقبها الأريوسيون إذ كانوا يطمعون في أن يُجلِسوا على كرسي مار مرقس أحد أنصارهم، ولكن هذه الأحلام تحطمت برسامة البابا بطرس سنة 364 م. وكان الإمبراطور إذ ذاك هو فالنس الموالي للأريوسيين، فعول على الانتقام من البابا بطرس ومَن رسموه، فبعث إلى واليه في الإسكندرية أمرًا بالمبادرة إلى خلع الأنبا بطرس ونفيه وتنصيب لوقيوس الأريوسي مكانه، وتنفيذ تلك الأوامر ولو بالقوة العسكرية.
حين وصل الجنود إلى رينوكورورا - وهي مدينة تقع على الحدود الفاصلة بين مصر وفينيقية التي هي لبنان الآن - وقت المساء وجدوا الأسقف مشتغلًا بإيقاد القناديل داخل الكنيسة. فزعموا أن عملًا بسيطًا كهذا لا يؤديه أسقف بل يقوم به أحد خدم الكنيسة، فلما سألوه عن الأسقف استصحبهم إلى دار الأسقفية حيث قدم لهم طعام العشاء وخدمهم بنفسه. ولما انتهوا من العشاء أعلن لهم بأنه هو الأسقف ميلاس ضالتهم المنشودة، فدهش الجند وخجلوا مما أبداه نحوهم من كرم وتواضع، وعرضوا عليه فكرة الهروب تجنبًا للنفي. ولكن الأسقف القديس قابل عرضهم بابتسامة هادئة وقال لهم: "إني أفضل النفي في سبيل الإيمان على الحرية في ظل الأريوسية".

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:11 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة ميلانيا الأميرة
ميلانيا الكبرى




أو القديسة ميلانية الكبرى، وقد كانت هذه المرأة الفاضلة من أصل أسباني ولكنها تربَّت في روما، وكان أبوها قنصلًا عامًا ويدعى مارسلينوس، وكان زوجها في مركز حكومي كبير في الدولة، وقد ترملت وهي في الثانية والعشرين من عمرها وكان ذلك في عصر الإمبراطور فالنس (364-378 م).
في الإسكندرية:


لما تولى الإمبراطور الوصاية على ابنها، أخذت ما تستطيع حمله من أموال وعتاد وعبيد وجاءت إلى الإسكندرية حيث باعت كل ما تمتلك وحولته إلى ذهب. ثم ذهبت إلى البرية (وادي النطرون) حيث تقابلت مع الآباء القديسين: بموا وأرسانيوس وسيرابيون وبفنوتيوس وغيرهم، وبقيت معهم هناك نصف سنة.
خدمة المعترفين:


لما نفى حاكم الإسكندرية بعض القديسين إلى فلسطين بالقرب من قيصرية، ذهبت تخدمهم من أموالها. وكانت ترتدي ثياب إحدى خادماتها، وكانت تحمل لهم الطعام واحتياجاتهم الأخرى في ساعات متأخرة من الليل.وقبض عليها حاكم فلسطين بعدما اكتشف أنها امرأة ثرية حتى يحصل منها على المال، وحبسها في السجن بحجة مساعدة المحبوسين. ولكنها أرسلت له موضحة نسبها الإمبراطوري وأنها لا تريد أن تستغل هذا النسب في محاكمته لأنها مسيحية. فاعتذر لها وأمر أن تُعطَى التصريح بزيارة القديسين في السجن في أي وقت.
شيدت القديسة ديرًا في أورشليم، بالقرب منها كان يقيم القديس روفينوس الذي من إيطاليا، وهو رجل تقي. قضت فيه سبعة وعشرين عامًا، وكانت تستقبل فيه زوار المدينة المقدسة، وأعطت صدقات كثيرة من أموالها للفقراء علاوة على ما كانت توزعه سرًا على الكنائس.
عودتها إلى روما:


في سن الستين عادت إلى روما، حيث جذبت أبرونيوس الوثني، الذي كان في مركز إداري كبير، إلى المسيحية، كما أمالت غيره إلى الإيمان المسيحي وساعدت الفقراء وحملتهم من روما إلى أماكن هادئة ليتعبدوا فيها لله. كما دخلت في حوارٍ مع نساء البرلمان الروماني، وجاهدت معهن، كما لو كانت تصارع وحوشًا، من أجل كسبهن للمسيح، لأن أزواجهن كانوا يقاومونها بشدة، فكانت تقول لهم: "يا أولادي، إنه منذ أربعمائة عام قد كُتِب أن هذا الوقت هو الزمان الأخير (1يو2: 18)، فلماذا تتمسكون هكذا بحب العالم الفاني؟ احذروا لئلا يغلبكم عدو المسيح، ولا تتكلوا على أموالكم أو على ميراث آبائكم". وبهذا التعليم كسبتهم ليس للمسيح فقط بل لحياة الزهد أيضًا. بعدما عادت إلى أورشليم بأربعين يومًا تنيحت بشيبة صالحة.

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:13 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة ميلانيا الصغرى والشريف بنيانوس




زواجها من أحد الأشراف:


كانت فتاة مملوءة بالحكمة والمعرفة السمائية، وقد ألزمها والدها على الزواج برجل من أشراف روما، إذ كانت تشتاق إلى حياة البتولية. حفظت في قلبها كلمات جدتها الأميرة ميلانية الكبرى (المذكورة سابقًا).
إذ انتهت صلوات الإكليل المقدس في وسط فرح الأسرتين انصرف الأهل والأصدقاء. دخلت مع عريسها إلى مخدعهما، ووقفت ميلانيا تصلي بينما كان العريس ينظر إلهيا عسى أن تنتهي من صلاتها.
امتدت صلاتها إلى ساعة متأخرة من الليل. تقدمت العروس نحو عريسها بنيانوس، وبروح هادئة وفي حياء شديد قالت له: "إن كنت تريد أن تحيا معي في حياة العفة سأعتبرك زوجي وسيدي طول حياتي، ولكن إن كنت لا تستطيع لأنك صغير السن، فخذ كل ما لي ودعني حرة، لأني بهذا أرث اسم جدتي". إذ لم يكن يتوقع بنيانوس هذا الأمر أُصيب بصدمة شديدة، بحكمة أخفى مشاعره وبدأ يناقشها في الأمر، موضحًا لها أن الزواج سرّ مقدس. وأنه لن يعطل العبادة. كشفت له عن ضغط والدها عليها للزواج، وأنها قد وضعت في قلبها حياة البتولية وتكريس قلبها ووقتها وإمكانياتها لحساب عريسها السماوي.
ولما تناقشا في الأمر طويلًا أمال الله قلبه إلى رأيها، وألهب الروح القدس أعماقه بنار الحب الإلهي. فزهد أموال العالم وعاش في حياة مقدسة. وكانت ميلانيا قد تزوجته وهي في سن الثالثة عشر فقط، وعاشت معه سبع سنوات هكذا في عفة.
خدمتها:


كانت ترسل أموالًا إلى كنائس مصر وإنطاكية وفلسطين. وجعلت عبيدها في منزلة اخوتها وأطلقت من أراد منهم المضيّ.
وباعت أملاكها في أسبانيا وفرنسا وصقلية وأعطتها للأديرة والمحتاجين، وكما كانت تقول حتى لا تتحمل عبء هذه الثروات الثقيل.
التحقت ميلانيا الصغرى بأحد الأديرة وعاشت كأبسط راهبة في حياة نسكية وزهد مع حرارة الروح والسهر في الصلاة.
كانت تأكل طعامها كل خمسة أيام، ولكن من أجل كل النساء اللواتي كسبتهن للمسيح كانت تأكل معهن كل يوم مرة.
الراهب بنيانوس:

نما زوجها في الحياة النسكية وسكن مع حوالي ثلاثمائة راهبًا في دير أنشأه، وكان مداومًا على قراءة الكتب المقدسة وعمل بيديه في البستان، وتمكن من اكتساب رجل يدعى باخوميوس من عائلة كبيرة للمسيح، وزع من أمواله على الفقراء وأوصى بالباقي للمحتاجين بعد موته. هكذا عاشت ميلانيا وزوجها في حياة سعيدة.

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:15 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس ميلتيادس البطريرك


St. Miltiades

كان أصلًا من أفريقيا وانتُخِب بطريركًا لكرسي روما في 2 يوليو سنة 311 م. على الأرجح، لذلك ترتبط ذكرى هذا البطريرك بنهاية عصر الاضطهاد في الكنيسة. ذلك أن الإمبراطور قسطنطين بعد أن هزم ماكسنتيوس Maxentius في معركة Milvian Bridge في 28 أكتوبر سنة 312 م. زحف إلى روما، في أوائل عام 313 وأطلق حرية العبادة لكل الأديان بما فيها المسيحية في أرجاء الإمبراطورية الرومانية. وأعقب ذلك السماح للكنائس بالحصول على مزايا وإطلاق سراح المسيحيين المأسورين في السجون والمناجم، واحتفل الجميع بانتصار المسيح بترانيم المجد لله نهارًا وليلًا، مُصلِّين أن يستمر السلام في الكنيسة بعد طول الاضطهاد.
لكن في وسط بهجة الكنيسة حدث اضطراب نتيجة ظهور مشكلة انشقاق في كنيسة أفريقيا، ذلك حين اختير سيسيليان Caecillian أسقفًا على قرطبة بينما اعترضت مجموعة بقيادة دوناتُس Donatus على هذا الاختيار، بسبب اتهامهم لسيسيليان أنه سَلَّم الكتب المقدسة لمضطهديه تحت تأثير التعذيب. طلب قسطنطين من ميلتيادس فعقد مجمعًا في روما من الأساقفة الإيطاليين والغاليين وقرروا فيه أن اختيار ورسامة سيسيليان كان شرعيًا. وقد امتدح القديس أغسطينوس حكمة واعتدال ميلتيادس واصفًا إياه: "الرجل الممتاز والابن الحقيقي للسلام وأبو المسيحيين". تعتبره الكنيسة الرومانية من الشهداء بسبب العذابات التي تحملها على يد ماكسيميان Maximian قبل رسامته، وكانت نياحته سنة 314 م. العيد يوم 10 ديسمبر.

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:12 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا ميليوس البابا الثالث


انتخب للبطريركية بعد وفاة البابا أنيانوس في شهر كيهك سنة 84 م. وفي عهد دوميتيانوس قيصر بإجماع آراء الشعب. وكان هذا البابا مشهورًا بالعفاف متصفًا بالتقوى والغيرة على رعية المسيح، فأخذ يثبت الشعب في الإيمان حتى نما عدده بمصر والخمس مدن وأفريقيا، وشرع المصريون يحتقرون الاعتقاد بعبادة الأوثان ويتهافتون على الانضمام لحضن المسيحية أفواجًا، وسادت في أيامه السكينة وكانت الكنيسة متمتعة بالسلام الكلي. وقد روى بعض المؤرخين أن دوميتيانوس قيصر طرد البابا ميليوس من الكرسي السكندري وأقام آخر بدلًا منه، غير أن هذه الرواية لم يقم دليل على صحتها ولم تتناقلها أقلام المؤرخين. ورقد هذا البابا في أول توت سنة 96 م.

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:14 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا مينا الأسقف


زواجه:


هو أسقف مدينة تمي الأمديد بمركز السنبلاوين وكان هذا الأب من أهل سمنود، وكان وحيدًا لأبوين يخافان الرب ويمارسان أعمال الرهبنة بالصوم والصلاة والنسك حتى شاع صيتهما في البلاد. وزوجا ولدهما بغير إرادته ولكنه اتفق مع زوجته على أن يحتفظا ببتوليتهما، ولبثا هكذا يؤديان عبادات كثيرة كما يؤديها الرهبان، حيث كانا يلبسان مسوحًا من شعر ويقضيان أغلب ليلهما في الصلاة وقراءة الكتب المقدسة.
رهبنته:


اشتاق هذا القديس إلى الرهبنة ففاتح زوجته قائلًا: "لا يليق أن نمارس أعمال الرهبنة ونحن في العالم". وإذ وافقته على ذلك قصد دير الأنبا أنطونيوس لبعده عن والديه الذين كانا يجدّان في البحث عنه فلم يعرفا له مكان. ومن هناك ذهب مع أنبا خائيل - الذي صار فيما بعد البطريرك السادس والأربعين على مدينة الإسكندرية ? إلى دير القديس مقاريوس وترهبا هناك، وكان ذلك في زمان الكوكبين المضيئين إبرآم وجاورجي، فتتلمذ لهما الأنبا مينا وتضلع بعلومهما واقتدى بعبادتهما وازداد في العمل الملائكي حتى فاق كثيرين من الآباء في عبادته.
حسده الشيطان على فرط جهاده فضربه في رجليه ضربة أقعدته مطروحًا على الأرض شهرين، وبعد ذلك شفاه السيد المسيح وتغلب على الشيطان بقوة الله.
سيامته أسقفًا:


ثم دعي إلى رتبة الأسقفية، فحضر إليه رسل من قِبَل البطريرك، ولما عرف الغرض حزن وبكى وتأسف على فراقه البرية، فأقنعه الآباء أن هذا الأمر من الله، فأطاع ومضى مع الرسل، ورسمه البطريرك أسقفًا على تمي.
أعطاه الرب نعمة شفاء المرضى وموهبة معرفة الغيب، حتى أنه كان يعرف ما في ضمير الإنسان. وكان أساقفة البلاد القريبة يأتون إليه ويستشيرونه، كما كانت الجماهير تتقاطر إليه من كل مكان لسماع تعاليمه، وصار أبًا لأربعة من بطاركة الإسكندرية ووضع يده عليهم عند رسامتهم، وهم الأنبا ألكسندروس الثاني والأنبا قسما والأنبا ثيؤدورُس والأنبا خائيل الأول.
لما أراد السيد المسيح نقله من هذا العالم الفاني أعلمه بذلك، فدعا شعب كرسيه وأوصاهم أن يثبتوا في الإيمان المستقيم وأن يحفظوا الوصايا الإلهية، ثم أسلمهم لراعيهم الحقيقي الرب يسوع المسيح وانصرف من هذا العالم إلى السيد المسيح الذي أحبه، فناح عليه جميع الشعب وحزنوا جدًا لفقد راعيهم، ثم دفنوه في مكان كان قد عينه لهم من قبل. العيد 7 هاتور.

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:15 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا مينا الأول البابا السابع والأربعون


من رهبان دير الأنبا مقار ببرية شيهيت، جلس على كرسي الإسكندرية خلفًا للبابا ميخائيل الأول، وكان انتخابه بإجماع آراء الإكليروس والشعب. وعند الرسامة رغب في أن يحتفظ باسمه فأصبح الأنبا مينا الأول سنة 765 م. (474ش). ولما تسلم مقاليد الرئاسة الروحية العليا أخذ يعلم الشعب ويوضح له معنى الإيمان الأرثوذكسي، كما أخذ يبني الكنائس المتهدمة. وكان يعمل بفرح روحي انعكس على وجهه فكان الشعب يتعجب من النعمة البادية عليه، وقد استطاع الأنبا مينا الأول أن ينجز هذه الأعمال البناءة في سرعة وهدوء لأن التفاهم ساد العلاقات بين الأقباط ووالي البلاد إذ ذاك.
راهب يطلب إقامته بطريركًا:


لكن عدو الخير لم يدع الأنبا مينا يستمتع بجهوده الروحية طويلًا، فجاءت التجربة هذه المرة من الداخل من أحد الرهبان اسمه بطرس، تودد إلى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ثم طلب منه العمل على إقامته بطريركًا على كرسي الإسكندرية، فكتب الخليفة إلى أبي العون والي مصر ليحقق رغبة الراهب. كان أبي العون يحترم البابا مينا إلا أنه اضطر لتنفيذ أوامر الخليفة فاعتقل البابا في دار الولاية، ثم عاد واعتقل الأساقفة لرفضهم تنفيذ طلب ذاك الراهب.
واشتغل الأنبا مينا وأساقفته بطلاء المراكب سنة كاملة دون أن يبدو منهم أي ألم أو ضجر، وأخيرًا إذ ازداد بطرس في تشامخه مع الوالي نفسه أمر بحبسه، ثم أذن لساعته للأنبا مينا وأساقفته بأن يعودوا إلى كراسيهم مكرمين. قضى الأنبا مينا سنواته الأخيرة في افتقاد شعبه واستنهاضه للجهاد وفي تجديد الكنائس، خاصة أن الوالي صالح بن علي نهج منهج أبي العون في إنصافه للمسيحيين وفي حسن معاملته للشعب المصري عامة. ثم انتقل البابا إلى كنيسة الأبكار وكانت أيام باباويته ثماني سنين وعشرة أشهر.

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:16 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 

قداسة البابا مينا الثاني البابا الحادي والستون

زواجه وبتوليته:


بنياحة الأنبا ثيؤفانيوس خلى الكرسي المرقسي، وصلى الجميع وذهب الأساقفة والكهنة إلى الأديرة فأرشدهم الروح إلى راهبٍ ناسكٍ بسيطٍ هو مينا من دير أنبا مقار وموطنه الأصلي صندلا مركز كفر الشيخ، وكان يحمل نفس الاسم قبل الرهبنة. أراد له أبواه الزواج فصمت، فزوجاه فصمت، وبعد إتمام مراسيم الزواج كشف لشريكته مكنونات قلبه في البتولية وشجعها على ذلك، وفي فجر اليوم التالي للزواج ترك المنزل إلى مغارة قريبة من الدير، فأقام عليه أهله مناحة كبيرة ظنًا أنه مات. في الدير ذاعت فضائله ونسكه ووداعته ومواهبه وعمق معرفته وبساطته فرشحه أبوه الروحي للبطريركية، فأخذوه قسرًا إلى الإسكندرية حيث تمت مراسيم السيامة في ديسمبر سنة 956 م.
أعماله الرعوية:


قام البابا الجديد بزيارة رعوية إلى كل بلاد مصر وفي خلالها زار بلده، فاستخدم عدو الخير إنسانًا شريرًا سأل بمكر إن كان من القوانين ما يسمح للمتزوجين برئاسة الكهنوت، وسرت القصة وعرفها البابا بالروح فاستحضر المرأة التي زوجوها إليه فأعلنت شرف بتوليته وبتوليتها، ودُحِر عدو الخير وطابت النفوس وهدأت العاصفة.
نقصت مياه الفيضان ثلاث سنوات انتشرت خلالها المجاعات والأوبئة والأمراض، وعانى الجميع في مصر من الضائقة إلى أن رفعها الله بصلوات الكنيسة. وقد عاصر هذا البابا الجليل "كافور" الذي كان وليًا ووصيًا على القاصرين أبناء الأخشيد، وقد اشتهر كافور هذا بعدله وإنصافه فأقيمت في عهده الاحتفالات الرسمية بالأعياد القبطية. وانصرف البابا إلى بناء الكنائس وترميمها وإقامة الكتاتيب والمدارس للأطفال، وكرَّس الميرون المقدس في الكنيسة التي أقامها على اسم مار مرقس في "محلة دانيال"، وذلك على غير العادة التي تجري بتكريسه في الأديرة. وأثناء وجوده في تلك البلدة انتقل إلى الأمجاد السمائية في 13 نوفمبر سنة 974 م.، ونقل حيث دفن في مقابر البطاركة بالإسكندرية.

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:18 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد مينا الراهب


وُلد هذا القديس بإحدى بلاد أخميم من أبوين مسيحيين يعيشان على الفلاحة، ومنذ حداثته مال قلبه إلى زهد العالم، فترهب بأحد أديرة أخميم وأقام مدة يصوم يومين يومين ناسكًا في طعامه وشرابه. ثم انتقل إلى بلاد الأشمونين وأقام في دير هناك ست عشرة سنة لم يغادر خلالها الدير.
لما مَلَك العرب البلاد وسمع بأنهم ينكرون أن يكون لله ابن من طبيعته وجوهره مساوٍ له في الأزلية، عزَّ عليه هذا القول واستأذن رئيس الدير وذهب إلى الأشمونين وتقدم إلى قائد العسكر وقال له: "أحقًا تقولون أن ليس لله ابن من طبيعته وجوهره؟" فقال له: "نعم نحن ننفي عن الله هذا القول ونتبرأ منه"، فقال له القديس: "إنما يجب أن نتبرأ منه إذا كان ذلك عن طريق التناسل الأبوي، ولكن اعتقادنا أن الرب يسوع إله من إله، نور من نور". فقال له: "هذا في شريعتنا كفر"، فأجابه القديس: "اعلم أن الإنجيل يقول: الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله". فغضب القائد من هذا القول وأمر جنوده فقطعوا القديس بالسيوف إربًا إربًا وطرحوه في البحر، فجمع المؤمنون أجزاء جسده وكفنوه ودفنوه، ورتبوا له تذكارًا في السابع عشر من شهر أمشير.
_____

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:19 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس مينا الزاهد


عاش تسعًا وخمسين سنة في دير بالقرب من الإسكندرية، وقد بلغ به الزهد حدًا جعله يتناسى نفسه تمامًا. كما كان تقديره لرئيس الدير يدفعه إلى الانحناء أمامه كلما دخل قلايته طلبًا لبركته، وهذه الممارسة التقوية كلَّفته يومًا اختبارًا، إذ استهدف رئيس الدير أن يصل عن طريقه تقويم الشباب الجدد في ديره لأنهم كانوا يستخفون بتلك العادات المكرمة من الشيوخ. دخل مينا قلاية رئيسه مرة وانحنى أمامه كعادته قائلًا: "باركني يا أبي"، وتغافل الرئيس عنه وتركه في انحناءته إلى أن حان موعد الصلاة، وعندها فقط منحه البركة فانتصب مينا. فقال له أحد الأخوة آنذاك وكان شابًا: "لقد أضعت وقتك الثمين سُدى لأنك لم تعمل خلال هذه الساعات شيئًا"، فأجابه الزاهد: "كلا لم أضيعه، لأني وجدت أمامي الفرصة الكافية لتسميع المزامير كلها".
لقد شاء الله أن يكرم هذا العابد الزاهد بعد نياحته، إذ أنه خلال صلوات تجنيزه امتلأت الكنيسة بعبير عطر، فكانت هذه الآية شهادة للفضائل التي تحلى بها هذا الزاهد. العيد يوم 26 بابه.

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:19 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد مينا

هو شقيق البابا بنيامين البطريرك 38. احتمل عذابات كثيرة على أيدي أصحاب بدعة الطبيعتين، منها تسليط مشاعل على جنبيه حتى سال شحم كليتيه، وكسروا أسنانه من كثرة الضرب. لكنه في كل ذلك رفض الخضوع لمطلبهم وهو الاعتراف بمجمع خلقيدونية. أخيرًا طرحوه في البحر فنال إكليل الشهادة.

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:29 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الشهيد مار مينا العجائبي

http://emanoeel.com/up/uploads/3f0b49806f.jpg

اللغة الإنجليزية: Saint Mina, Saint Minas - اللغة القبطية: abba Mhna، اللغة اليونانية: Άγιος Μηνάς.


أشهر الشهداء المصريين، نال شهرة لم ينلها أي شهيد مصري سواء في القطر المصري أو خارجه. ولعل السبب في ذلك العجائب الكثيرة التي يجريها الرب بصلواته إلى يومنا هذا لذا يطلق عليه الشهيد مارمينا العجايبي.
وُلد حوالي سنة 285 م. ببلدة نقيوس Niceous مركز منوف محافظة المنوفية. كان والده أودكسيوس Eudouxious حاكمًا للمدينة، وكان جده Plondionus أيضًا حاكمًا. وقد نال أودكسيوس شهرة عظيمة بسبب فضائله وتقواه. حسده أخوه أناطوليوس لأن الجموع كانت تحبه أكثر منه، فوشى به لدى الملك كارينوس. لكن الملك أراد أن يكسب الاثنين، فأرسل قائده هيباتوس Hypatos ومعه أمر تعيين أودكسيوس حاكمًا على مدينة أفريقيا القديمة (الجزائر) عوضًا عن حاكمها الذي كان قد مات. وطلب من القائد أن يرافقه ويطمئن عليه وعلى أسرته، ويُسهل له الطريق في مقره الجديد.
حزن شعب نقيوس جدًا عليه، بل وندم أخوه أناطوليوس على ما فعله.
http://emanoeel.com/up/uploads/977cf9f206.gif
ابن الموعد:


https://st-takla.org/Pix/Saints/08-Co...nt-Mina-04.jpg


أيقونة الشهيد مارمينا المصري - من الفن القبطي الحديث

اشتاقت أوفيميه زوجة أدوكسيوس العاقر أن يهبها الرب نسلًا طاهرًا. وكانت تصوم حتى المساء وتقدم صدقات كثيرة للفقراء والغرباء. وفي أحد أعياد السيدة العذراء في 21 طوبة في كنيسة العذراء بأتريب رفعت قلبها المنكسر نحو الرب يسوع وطلبت شفاعة القديسة مريم. وإذا بها تسمع صوتًا من أيقونة الطفل يسوع المسيح وقد حملته والدته يقول لها "آمين". حملت وأنجبت ابن صلواتها الذي قدمه لها السيد المسيح كوعدٍ منه، فدعته مينا أي آمين. ابتهجت المدينة كلها بميلاده وأطلق أودكسيوس كثير من المسجونين، وقدم صدقات كثيرة.
http://emanoeel.com/up/uploads/1578360497.jpg
نشأته:


اهتم به والده، فهذبه بتعاليم الكنيسة بروح إنجيلية، وغرس فيه محبة الكتاب المقدس والعبادة والسلوك بروح التقوى. مارس حب المعرفة الحقيقية بفكرٍ كنسي تعبدي بورع وتقوى. مات والده وهو في الحادية عشر من عمره، ثم والدته وهو في الرابعة عشر. ورث عنهما خيرات كثيرة وبركات روحية مع كرامة.
بعد سنة من نياحة والدته عُيّن وهو في الخامسة عشر من عمره ضابطًا في الجيش في فرقة أفريقيا القديمة (الجزائر)، ونال مركزًا مرموقًا لمكانة والده.
http://emanoeel.com/up/uploads/e9238e67ee.jpg
رهبنته:


التهب قلب مينا الضابط بالجيش بمحبة الله الفائقة، فقام بتوزيع أمواله على أخوة يسوع الأصاغر. وإذ اشتهى تكريس كل وقته وطاقاته لحساب مملكة الله ترك خدمة الجيش بعد ثلاث سنوات (سنة 303 م) وتوجه إلى البرية ليتعبد فيها.
صدر منشور من قِبل الإمبراطورين الجاحدين دقلديانوس ومكسيميانوس يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم قرابين لها.
بعد خمسة أعوام من رهبنته رأى وهو يصلي الشهداء يُكللون بواسطة الملائكة، ويحملونهم إلى الفردوس، وقد صاروا في بهاء أعظم من الشمس. اشتهى القديس مينا أن يصير شهيدًا، فسمع صوتًا من السماء يقول: "مبارك أنت يا آبا مينا لأنك دُعيت للتقوى منذ حداثتك. فستنال ثلاثة أكاليل لا تفنى ولا تزول... واحد من أجل بتوليتك، والآخر من أجل حياتك النسكية، والثالث من أجل استشهادك هذا. سيصير اسمك مشهورًا بين الشهداء. لأني أجعل الناس من كل قبيلة ولسان يأتون ويعبدونني في كنيستك التي ستُبنى على اسمك، وفوق ذلك كله ستحصل على مجدٍ لا يُنطق به ومجيد في ملكوتي الأبدي".
http://emanoeel.com/up/uploads/60eeafed9f.jpg
في ساحة الاحتفال:


ترك القديس مينا البرية وانطلق إلى المدينة في ثياب النسك، وكان ذلك اليوم يوافق احتفال ديني عظيم. تمرّرت نفسه وهو يرى الجماهير الكثيرة في هذا الضياع. تقدم إلى ساحة الاحتفال، وصرخ نحو الجماهير معلنًا اشتياق الله أن يعرف الكل محبته وخلاصه فقال بصوتٍ عالٍ: "وُجدتُ من الذين لم يطلبونني وصرتُ ظاهرًا للذين لم يسألوا عني" (راجع إش 65: 21؛ رو 10: 20).
ذُهلت الجماهير لهذا المنظر، وحدث صمت رهيب. حينئذ تساءل الوالي عمّا حدث، وكيف تجاسر هذا الإنسان ليُعطل الاحتفال بعيد الإمبراطور مزدريًا بالأمر الإمبراطوري. أعلن الراهب إيمانه بشجاعة. تعرف عليه بعض العسكريين وأخبروه عن مركزه القديم. اندهش الوالي لساعته وقال له: "لماذا تركت جنديتك؟ وكيف تعترف أنك مسيحي؟" أجابه القديس" "إني جندي حقًا، لكنني آثرت أن أكون جنديًا لربي يسوع المسيح لأجل مرضاة اسمه القدوس".
وضعوه في الهنبازين Hemetarim وكشطوا جسمه حتى ظهرت عظامه. وفي سخرية كان القائد يسأله إن كان قد شعر بالعذاب أم لا. أما هو فأجابه: "عذاباتكم هي رأسمالي، فهي تُعد لي الأكاليل أمام المسيح ملكي وإلهي".
سحبوه على أوتاد حديدية حادة مدببة حتى تمزق جسمه، وأخذوا يدلّكون جراحاته بأقمشة خشنة. سلّطوا مشاعل متقدة على جنبيه لمدة ساعتين كاملتين، وقد رفع عنه الرب الألم فلم يتأوه.
ضرب على فمه حتى تكسرت أسنانه، فكان يلهج قلبه بالشكر، حاسبًا أنه غير مستحق أن يُهان من أجل اسمه القدوس.
إذ فشل القائد في إقناعه أرسله إلى الوالي مع رسالة شرح فيها ما حدث وركب الجند السفينة مع القديس مينا. سمع صوتًا من السماء يناجيه: "لا تخف يا حبيبي مينا لأني سأكون معك أينما تحل".
ألقاه الوالي في السجن مع كثيرين فكان يُعزّيهم ويشجعهم. هناك ظهر له السيد المسيح نفسه وعزّاه ثم صعد إلى السماء.
في اليوم التالي استدعاه الوالي إلى مجلس القضاء وأخذ يلاطفه ويتملّقه، وإذ لم يجد حيلة توعده بالموت. أمر بجلده بسيور جلد الثور، وحاول نشره بمنشار حديدي صلب، وإذا بالمنشار يذوب كالشمع. أخيرًا أمر الوالي بقطع رأسه بالسيف. وفي مكان الاستشهاد ركع القديس وصلي رافعًا يديه إلى السماء فضربه السيّاف وتمت شهادته في اليوم الخامس عشر من شهر هاتور حوالي سنة 309 م.، وكان عمره 24 عامًا.
أوقد الجند نارًا لحرق جسده، لكن بقي الجسد ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ داخل اللهيب ولم يحترق.
حمله بعض المؤمنين وكفّنوه بأكفان ثمينة ودفنوه بكل وقارٍ.
http://emanoeel.com/up/uploads/24a23d0230.gif
جسد مارمينا:


خرج القائد أثناسيوس ليُحارب البربر الذين كانوا يهاجمون مدينة مريوط، وأصر أن يأخذ معه جسد القديس. وإذ كشف الجنود القبر ظهر نور عظيم فسقطوا على الأرض وسجدوا لإله مارمينا.
أخذوا الجسد وأخفوه ووضعوه في مركب قاصدين الإسكندرية ومنها إلى مريوط. وفي البحر هاجمتهم حيوانات مفترسة فخرجت نار من الجسد وانطلقت كالسهام نحوها، فهربت للحال.
إذ وصلوا إلى الإسكندرية، وحملوا الجسد على جمل إلى مريوط هزموا البربر، وعند رجوعهم رفض الجمل القيام والسير معهم بالرغم من الضرب الشديد. نقلوا الجسد على جملٍ آخر أقوى منه فلم يتحرك، وهكذا تكرر الأمر فأدرك القائد أثناسيوس أن هذه إرادة الله أن يبقى جسد القديس في مريوط.

كسيح يكشف عن مكان الجسد (320-325 م):
يذكر لنا البابا يوحنا الرابع أن كسيحًا يسكن في قرية قريبة من مكان الجسد زحف حتى خرج من قريته ورأى مصباحًا منيرًا فأسرع وهو يزحف فبلغ إلى القبر. هناك رقد ونعس، وإذ كان والداه يبحثان عنه وجداه نائمًا. وبينما هما يصرخان في وجهه قام يقفز ويجري يخبر أهل القرية بما رآه. جاءوا إلى القبر فرأوا نورًا يخرج منه. توافدت الجماهير إلى القبر، وكان الله يصنع عجائب كثيرة بصلوات القديس مينا.
http://img69.imageshack.us/img69/2883/50698700qh7.gif
شفاء ابنة الإمبراطور:


بعد زمن كان أحد الرعاة يرعى غنمه خارج المدينة، وإذا بخروف أجرب ينزل في بركة ثم خرج ليتمرغ في التراب فبرئ للحال. بُهت الراعي جدًا فكان يحضر الخراف المريضة يبلها بالماء ثم يُمرّغها في تراب هذه البقعة فتُشفى.
ذاع الخبر وسمع إمبراطور القسطنطينية بذلك. وإذ كانت له ابنة وحيدة مصابة بمرض الجُزام أرسلها مع حاشيتها إلى مصر لتنال الشفاء من هذا المكان العجيب. في الليل ظهر لها القديس وأخبرها بأن تحفر في ذلك المكان على عمق بعض الأمتار حتى تجد رفاته المقدسة. ففعلت ذلك وبنى والدها كنيسة على اسم القديس وكُرّست في 15 بؤونة.
قام القديس أثناسيوس الرسولي (363-373 م) ببناء كنيسة في ذلك الموضع ووضع فيها رفات القديس. كتب البابا ثاوفيلس (395-477 م) إلى أركاديوس بن ثيؤدوسيوس الكبير يشكوا له من ضيق المكان بسبب كثرة الزائرين فسمع له الملك، وبُنيت كنيسة عظيمة جميلة ملتصقة بكنيسة البابا أثناسيوس السابقة.
في أيام المُعزّ (1320-1330 م) تزايدت غارات البربر على مدينة الإسكندرية وأعمالها فنُقل الجسد إلى كنيسة مارمينا بفم الخليج بظاهر مصر. وفي عهد البابا كيرلس السادس نُقل جزء من رفاته إلى موضعه الأصلي، دير مارمينا بمريوط.
http://img259.imageshack.us/img259/1680/663093639eq.jpg
العمل الروحي:


استشهد القديس مينا وهو في الرابعة وعشرين من عمره، لكن سيرته العطرة وصلواته كانت ولا تزال لها فاعليتها على الكثيرين. ففي بداية القرن الخامس التهبت قلوب كثير من الشبان وباعوا كل شيء وانطلقوا إلى ذلك الموضع المقدس ليمارسوا الحياة الرهبانية.
يشهد التاريخ أن سبعة رهبان من دير مارمينا كرزوا بالإنجيل في أيرلندا وبنوا أول كنيسة هناك باسم مار مينا. لا تزال الكنيسة الأيرلندية تحتفظ في صلواتها إلى يومنا هذا بصلاة خاصة للآباء الأقباط الذين حملوا إليهم شعلة الإيمان.
بعدما تخرّبت المدينة العظيمة في عصر الدولة العباسية في أواخر القرن التاسع وأوائل العاشر بدأ الدير يزدهر من جديد، وذلك في عصر البابا شنودة الأول.
وفي عصر البابا كيرلس السادس تم بناء دير مارمينا الحالي وظهرت حركة الرهبنة فيه من جديد.
آثار مارمينا:


يوجد متحف كامل لمارمينا في مدينة فرانكفورت بألمانيا الغربية حيث حمل العلامة الألماني الأسقف كارل ماريا كوفمان الذي اكتشف آثار منطقة مريوط سنة 1906/1907 م. ونقل 100 صندوقًا من الحجم الكبير مملوءة تحفًا بديعة وتيجان الأعمدة الرخامية وغيرها.
تحركت متاحف العالم للاستيلاء على هذه الآثار، لكن كوفمان استولى على أغلبها. ولا يزال بعض الباحثين الألمان بتكليف من المعهد الألماني للآثار بالتعاون مع المتحف القبطي يقومون بعمل حفريات جديدة ودقيقة.
نقل المرحوم بانوب حبشي الكثير من آثار مارمينا إلى المتحف الروماني اليوناني بالإسكندرية ودعاه المتحف القبطي في عصر مارمينا.
حب مسكوني:


قلب مارمينا المتسع لمحبة الله يعمل حتى بعد استشهاده. فقد جاء المرضى من كل المسكونة لنوال بركة صلواته ويتمتعون بالشفاء، وكانوا يحملون معهم قنِّينات من الفخّار عليها صورة مارمينا واسمه، وقد وُجدت في بلاد عديدة متباعدة مثل كولونيا وهيدلبرج بألمانيا ومرسيليا بفرنسا ودلماتا بيوغسلافيا وميلان بإيطاليا ودنجلة بالسودان وأورشليم وفي إنجلترا.
أيقونة مارمينا:


يحتفظ متحف اللوفر بباريس بأيقونة قبطية من القرن الخامس فيها نرى السيد المسيح يضع يده على كتف القديس مارمينا في مودة فائقة. تكشف هذه الأيقونة عن نظرة الكنيسة للقديسين، وهي التعرف من خلالهم على حنو الله الفائق واشتياقه نحو المؤمن ليُقيم معه عهد حب وصداقة على مستوى أبدي.
http://img246.imageshack.us/img246/5...5329kw8os8.jpg
عمل لا يتوقف:


روى أحد الأحباء (ح. ي.) للقمص تادرس يعقوب هذا، وهو صديق شخصي لقداسة البابا كيرلس منذ كان راهبًا في مصر القديمة. لاحظ في إحدى العشيات في دير مارمينا ولم يكن بها سوى قداسة البابا وهذا الشخص وشخص أو اثنين، أن قداسة البابا وحده في الهيكل يضحك.
بعد الانتهاء من الصلاة انطلق هذا الأخ إلى قداسة البابا وقال له:
"إنني منذ عرفتك لم أرك ضاحكًا قط في الهيكل فماذا رأيت؟" بعد إلحاح شديد قال له: "أنت تعلم الضيقة التي نعيش فيها (في بداية حكم جمال عبد الناصر)".
كنت أشكو لله أنني عاجز عن حلّ مشاكل أولاده بسبب مرارة الضيق.
ظهر لي مارمينا ونخسني في بطني وهو يقول: هل أنت وحدك؟ كلنا نعمل معك! لا تحزن! فضحكت!" بعد أكثر من 16 قرنًا من استشهاده ورحيله من هذا العالم يبقى هذا القلب المتسع بالحب عاملًا لحساب ملكوت الله! يسند الكثيرين من بطاركة وأساقفة وكهنة وشعب! حقًا المحبة لا تسقط أبدًا!
http://www.stmark-kw.com/ar/url/6/6_...3%ED%E4%C7.jpg

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:30 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس مينا المتوحد

في الخامس عشر من بشنس تحتفل الكنيسة بتذكار الشماس مينا المتوحد.

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:31 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد ميناس و هيرموجينيس و يوجرافوس الشهداء


كان ميناس Mennas من أهل أثينا وكان يُلَقَّب "ذو الصوت الجميل". أرسله الإمبراطور غالريوس Galerius إلى الإسكندرية ليستخدم علمه وفصاحته في تهدئة اضطرابات الشعب هناك، وبعد أن أتمَّ مهمته أعلن على الملأ مسيحيته، ثم أخذ مع مساعده يوجرافوس Eugraphus يحول الكثيرين إلى المسيحية.
كان القاضي Hermogenes هيرموجينيس في طريقه إلى الإسكندرية حين أُعلِن له في رؤيا أن تلك الرحلة سوف تؤول إلى منفعته. أَحضَر هيرموجينيس المتهمين إلى ساحة القضاء، وهناك استخدم ميناس صوته الجميل وألقى خطبة أمام المحكمة استمرت أربع ساعات. كان لخطبته تأثيرها العظيم فحُكِم عليه بقلع عينيه وقطع لسانه وسلخ قدميه، ولكنه في اليوم التالي وقف سليمًا معافى من كل جراحاته. آمن هيرموجينيس نفسه وكثيرون معه بالمسيح. أمر غالريوس بزيادة جرعة التعذيب على الكل وكان الرب يشفيهم من كل جراحاتهم. وأخيرًا قُطِعَت رؤوس الثلاثة ونالوا إكليل الشهادة. العيد يوم 10 ديسمبر.

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:34 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
العذارى مينودورا و مِترودورا و نيمفودورا


SS. Menodora, Metrodora and Nymphodora

كنّ ثلاث أخوات أيتام يعشن حياة الوحدة مع أعمال الرحمة والمحبة في بيثينية Bithynia. وأثناء اضطهاد دقلديانوس ومكسيميانوس قُبِض عليهن واقتدن إلى فرونتو Fronto حاكم المنطقة، الذي انجذب إليهن بسبب جمالهن وبساطتهن.
عرض عليهن الحاكم أن يدافع عنهن ويطلق سراحهن إن هن عبدن آلهته، فرفضن عرضه وفضلن الموت. ولما فشل في تغيير فكرهن أمر بضرب مينودورا بقسوة وبربرية أمام أختيها قاصدًا إخافتهما، ولكن حتى منظر جثتها المتسلخة التي تركها لتتحلل في الشمس الحارقة لم يؤثر فيهما. قالت مِترودورا للحاكم: "نحن ثلاث فروع من نفس الشجرة الطيبة، ولن نهين الجذر الطيب الذي خرجنا منه بتنفيذ رغبتك". عُذِّبَت بالنار بعد ضربها بشدة، وأخيرًا قُطِعَت رأسها. أما نيمفودورا وهي الصغرى فقد استشهدت نتيجة شدة ضرب معذبيها، وكان استشهادهن سنة 304 م. العيد يوم 10 سبتمبر.

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:35 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب ميّوس

الطاعة:


قال الأب ميّوس الذي من فيليوس: الطاعة تكون من أجل الطاعة. فالإنسان إذ أطاع الله فإن الله يطيعه.
عبد في الإسقيط:


قال أيضًا عن أحد الشيوخ إنه كان من العبيد في الإسقيط، شديد التمييز. وكان يأتي كل سنة إلى الإسكندرية لكي يقّدم الأجرة لسادته. وهؤلاء كانوا يأتون للقائه ويسجدون له. أما الشيخ فكان يضع الماء في المغسلة ويحمله ليغسل به أرجل سادته. لكنهم كانوا يقولون له: "لا يا أبانا، لا تُخزنا". فكان يجيبهم: "اعترف بأني عبدكم، وإني أغسل أرجلكم لكي أشكركم لأنكم تركتموني حرًا لخدمة الرب كعبدٍ، لهذا اقبلوا أجرتي هذه". أما هم فكانوا يخاصمونه رافضين طلبه، كان هو يقول لهم: "إن لم تقبلوا أجرتي، فإني سأقيم هنا لأخدمكم". وإذ خافوا أن يفعل كما يقول، تركوه وشأنه. إلا أنهم كانوا يشيّعونه باحترام كثير وإجلال لكي يصنع الرحمة من أجلهم، لأجل هذا صار معروفًا في الإسقيط ومحبوبًا. سأل أحد الجنود الأب ميّوس قائلًا: "هل يقبل الله التوبة يا أبتِ؟" أمّا هو قال له: "قل لي يا حبيبي، إذا تمزق ثوبك، هل ترميه خارجًا، أم ترتقه؟" أجابه الجندي: "بل أرتقه". فقال له الشيخ: "إذًا إذا كنت أنت تبقي على ثوبك، ألا يبقي الله على خليقته؟"

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:36 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد مِركوري



St. Mercury

كان جنديًا سكيثي الأصل Scythian، حارب بشجاعة أمام هجمات البرابرة فنال إعجاب وتقدير الإمبراطور ديسيوس Decius، ولأنه مسيحي رفض الاشتراك في تقديم الذبائح للآلهة أرطاميس Artemis. بعد عذابات كثيرة وظهورات ملائكية لتشجيعه حُمِل إلى موطنه في كبادوكيا وأُعدِم في قيصرية. وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر

Mary Naeem 18 - 10 - 2012 05:36 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
أسماء قديسين بحرف ن

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 09:54 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان نابور و فيلكس




SS. Nabor and Felix

امتدح القديس إمبروسيس هذين الشهيدين جدًا، وذهبت جموع غفيرة من الناس إلى ميلان لتكريمهما.
يقول التقليد أنهما كانا جنديين Moorish في جيش ماكسيميان هركيلاس Maximian Herculeus وكانا يعسكران في ميلان، وأن رأسيهما قُطِعت من أجل الإيمان. العيد يوم 12 يونيو.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 09:55 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان ناتاليا وهادريان (أدريان)


SS. Natalia and Adrian
حوار مع غالريوس:


كان هادريان شابًا يعمل رئيسًا للموظفين الذين يعملون مع غالريوس حاكم الشرق الذي كان يحاكم المسيحيين في عهد دقلديانوس. وقد حدث أن غالريوس ذهب إلى نيقوميديا فقدموا له ثلاثة وعشرين مسيحيًا لمحاكمتهم، أظهروا شهادة مدهشة لإيمانهم، وكان ذلك سببًا في تأثر هادريان الوثني لدرجة كبيرة بما كان يرى من شجاعة المسيحيين، فسأل عن سرها. فلما جاءوا بأولئك المسيحيين إلى ساحة القضاء أمام غالريوس الذي ثار لإجابتهم ونادى على الموظفين ليكتبوا مذكرة.
سأل هادريان: "هل أكتب مذكرة باسمي معهم؟ فأنا مسيحي أيضًا".
- هل جننت؟ أتريد أن تفقد حياتك؟
- لست مجنونًا يا سيدي، وإنما كنت من قبل مجنونًا بالفعل، وأما الآن فإني كامل العقل.
- أصمت والتمس العفو مني، واعترف أمام الجميع بأن ما قلته كان خطأ منك، ولسوف أمحو قولك هذا من مضبطة المحكمة.
- كلا وإنما الأجدر لي أن أسأل العفو من الله عن كل أفعالي الشريرة السابقة وأخطاء حياتي.
- هل ستضحي وتعبد الآلهة كما أفعل أنا وكل أحد؟
- أنت على خطأ. ولِمَ تسوق الآخرين إلى الخطأ فتضيع نفسك وكل أنفس هؤلاء اليتامى الذين تسوقهم إلى عبادة آلهة لا حياة فيها، ويتركون الله الذي خلق السماوات والأرض والبحر وكل ما فيها؟
- أتظن أن آلهتنا هكذا صغيرة، بينما هي عظيمة؟
- لا أظن أنها صغيرة أو عظيمة، إنها لا شيء على الإطلاق.
- اعترف للآلهة حتى تتعطف عليك وتردّك بكرامة إلى وظيفتك السابقة. إنك لست كالآخرين المسجونين معك، فإنك ابن رجل شريف، ومازلت في ريعان شبابك، وأمامك المجال واسعًا للترقي. أما هؤلاء فهم مخلوقات بائسة من الفلاحين.
- إنك تقول ذلك لأنك تعرف شيئًا عن أسرتي وأسلافي وبيتي. ولكنك لو عرفت شيئًا عن هؤلاء القديسين وغناهم الروحي، والمسكن الذي يتطلعون إليه لألقيت بنفسك عند أقدامهم، وتوسلت إليهم أن يصلوا من أجلك، بل أنك ستحطم آلهتك بيديك.
عندئذ أمر غالريوس جنده بأن يلقوا هادريان على الأرض ويوسعوه ضربًا وهم يرددون: "لا تجدف على الآلهة".
ظل غالريوس يحاول مع هادريان، وأمر الجند أن يتوقفوا عن ضربه لأن الجسم الرهيف لا يقدر أن يحتمل أكثر من ذلك، ثم قال غالريوس:
- أنظر كيف أود أن أنقذك؟ اذا دعوت الآلهة بلسانك فقط (أي بدون تقديم قرابين) سأستدعي أطباء حالًا لعلاج جراحاتك وتكون معي اليوم في قصري.
- أنا مستعد أن أفعل ذلك لو أن الآلهة وعدت بصوت مسموع أن تفعل ما قاله الإمبراطور.
- ماذا تقول؟ إنها لا تقدر أن تتكلم.
- لماذا إذن تقربون قرابين لأشياء لا تقدر أن تتكلم؟
نُقِل هادريان إلى السجن.
ميراث عجيب:


أُخبِرت زوجته ناتاليا - التي كانت هي نفسها مسيحية وتزوجا منذ 13 شهرًا فقط - بما حدث، فأسرعت إلى السجن وأخذت تُقَبِّل السلاسل التي كان زوجها مقيدًا بها، قائلة:
"طوباك يا هادريان،
لأنك وجدت الكنوز التي لم يتركها لك أبوك وأمك، والتي سيحتاجها حتى الأغنياء في اليوم الذي لا ينفع فيه الأب ولا الأم ولا الأبناء ولا الأصدقاء ولا ممتلكات العالم".
توديع زوجته:


تركته ناتاليا وذهبت لرعاية رفقائه المسيحيين في السجن وتوجيههم. وحين علم هادريان بقرب موعد محاكمته قدّم رشوة للسجان حتى يُسمح له بالذهاب لتوديع زوجته.
في طريقه إلى المنزل أُخبِرَت ناتاليا بمجيء زوجها فظنَّت أنه أنقذ نفسه بإنكار الإيمان، فأوصدت في وجهه الباب. لكنه أخبرها بالحقيقة وأن بقية المسجونين رهائن إلى حين عودته للسجن، فتعانقا وقبَّلا بعضهما وصحبته ناتاليا للسجن مرة أخرى. وقد بقيت هناك أسبوعًا لرعاية المعترفين وتضميد جراحاتهم، حتى أُحضِر هادريان أمام الإمبراطور ورفض التبخير للأوثان، فجُلِد وأعيد للسجن ثانية.
ناتاليا تخدم المسجونين:


أتت سيدة أخرى لرعاية المعترفين، ولما علم الإمبراطور بذلك منع النساء من زيارة المسجونين، فحلقت ناتاليا شعرها وتخفَّت في زي الرجال وقدّمت رشوة للجند ودخلت مثل الرجال، وطلبت من زوجها حين يذهب للمجد في السماء أن يصلي لأجلها حتى تكمل جهادها وتلحق به.

مساندة زوجته له حُكِم على الشهداء بتقطيع أطرافهم، وطلبت ناتاليا أن يبدأوا بزوجها حتى تتجنب مشاهدة عذاباتهم كلهم.
أسرعت نَتاليا من قاعة المحكمة إلى زنزانة المعترفين الآخرين وأخبرتهم أن استشهاد زوجها قد بدأ، وطلبت صلواتهم لمعاضدته.
وحين أتوا به إلى الآلة تقدمت هي وكشفت أطراف زوجها ثم سجدت بجواره حين كانت عظامه تتهشم إلى أن قُطِعت يديه ورجليه. يقال أن زوجته ناتاليا كانت تمسك بيديه وقدميه وهي تسند إيمانه أثناء هذه العملية البشعة، ولم يلبث هادريان أن مات متأثرًا بما لحق به من تعذيب.
فأخفَت ناتاليا أحد كَفَّيه بين ملابسها قبل جمع أجساد الشهداء لحرقها. ولكن في تلك اللحظة هبَّت عاصفة ممطرة أطفأت النار فجمع المسيحيون في نيقوميديا أجساد الشهداء ودفنوها بالقرب من بيزنطية.
بعد مدة سافرت ناتاليا إلى بيزنطة (القسطنطينية) هربًا من مضايقة أحد جنود الإمبراطور الذي أراد الزواج منها، وأخذت معها كنزها الثمين: كف هادريان في ستر أرجواني ككنز ثمين.
وبعد وصولها بفترة قصيرة تنيحت بسلام ودفنت مع الشهداء وحُسِبت من ضمنهم، وكانت نياحتها سنة 304 م.
العيد يوم 8 سبتمبر.
* يُكتَب أيضًا: نتاليا، أناطوليا، نتالي، ناتالي.



Mary Naeem 19 - 10 - 2012 09:56 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
البارة نادية يوسينا العذراء


عُرفت سيرة هذه العذراء التي تألمت من أجل الإيمان من الرسائل الروحية التي بعثتها إليها صديقتها نيولا سادونيتا التي تحدثنا عنها سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
إلقاء القبض عليها:


إذ كانت هذه الفتاة الرقيقة الطبع في السنة النهائية من كلية الطب ألقت السلطات الشيوعية القبض عليها، وصدر الحكم عليها بالنفي سبعة أعوام.
تلقت نادية خبر الحكم في هدوء وبشكر، وكان السلام يملأ قلبها، كما كانت تصلي من أجل مضطهديها.
كانت تعمل في المعتقل في مصنع زجاج من الصباح الباكر إلى ساعة متأخرة بالليل، مما سبب لها تدهورًا في حالتها الصحية، فعانت الكثير من أمراض العيون وأمراض الجهاز التنفسي. العمل الشاق مع الأمراض طوال السبع السنوات لم يعقْ نادية من الالتزام بالصلاة والالتصاق بالله واتساع قلبها بالحب لمسخّريها ومعذبيها.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 09:57 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد نارسيسوس | نرجس | ناركيسُس الأسقف


St. Narcissus

وُلد في الشرق وكرز بالإنجيل في راهيتيا Rhaetia، حيث حوَّل القديس أفرا St. Afra من حياة الخطية إلى التوبة، ثم سافر إلى أسبانيا وبشَّر فيها بنجاح كبير. نال إكليل الاستشهاد مع شماسه فيلكس Felix الذي كان من أفريقيا أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. وتعيِّد له الكنيسة الغربية في الثامن عشر من شهر مارس.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 10:01 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا نارسيسوس | نرجس | ناركيسُس أسقف أورشليم


St. Narcissus

كان نارسيسوس طاعنًا في السن حين صار على رأس كنيسة أورشليم، ويذكر يوسابيوس أن المسيحيين هناك كانوا حتى زمان كتابته يتذكرون العديد من المعجزات التي أجراها الله على يديّ نارسيسوس. منها أنه في أحد ليالي عيد الفصح لم يجد الشمامسة زيتًا لإضاءة المصابيح في الكنيسة، فأحضر نارسيسوس ماءً وصلى عليه ثم أمرهم أن يضعوه في المصابيح، وحين فعلوا ذلك تحوّل في الحال إلى زيت.
حياة الوحدة:


مع أن القديس نال تقديرًا واحترامًا من الكثيرين، إلا أن بعض الأشرار الذين لم يستريحوا لحزمه في مراعاة النظام اتهموه بارتكاب جريمةٍ ما، لم يحددها يوسابيوس، ولكن هذا الاتهام لم يُقبَله الأغلبية. ومع هذا اتخذها القديس نارسيسوس حجة ليترك أورشليم ليحيا بعض الوقت في الوحدة التي كان يشتهيها منذ مدة طويلة.
عودته إلى كرسيه:


أمضى عدة سنوات في وحدته، وحتى لا تظل الكنيسة دون رعاية قام الأساقفة في الكنائس المجاورة بإقامة ديوس Dius وبعده جيرمانيكوس Germanicus ثم غورديوس Gordius لخدمة كرسي أورشليم.
وفى زمن غورديوس ظهر نارسيسوس مرة أخرى. وكان كمن قام من بين الأموات، وابتهج لظهوره كثير من الشعب، وطلبوا إليه العودة إلى كرسيه. فخضع لرغبتهم ولكن نظرًا لشيخوخته الشديدة جعل القديس الكسندر Alexander مساعدًا له.
وقد كتب الكسندر رسالة حوالي سنة 212 م. ذكر فيها أن القديس نارسيسوس يبلغ من العمر 116 سنة، وأخيرًا تنيح بسلام حوالي سنة 215 م. العيد يوم 29 أكتوبر.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 10:02 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد نازاريوس | ناصري وصِلسس الشهيدان




SS. Nazarius and Celsus

كان والد القديس نازاريوس ضابطًا وثنيًا في الجيش الروماني، بينما كانت أمه مسيحية آمنت على يدي القديس بطرس الرسول أو أحد تلاميذه.
بدافع حبه وغيرته على خلاص الآخرين ترك نازاريوس مدينته روما وصار يبشر بالمسيحية في أماكن كثيرة. لما وصل إلى مدينة ميلان قُطِعت رأسه مع مرافقه الشاب صِلسس، الذي اتخذه مساعدًا له في أسفاره، وذلك أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور نيرون ضد المسيحيين.
دُفِنا في بستان خارج المدينة، واكتشف القديس إمبروسيس جسديهما حوالي سنة 395 م. ونُقل الجسدان إلى كنيسة الرسل، ومن العجيب أنه اكتشف في قبر القديس نازاريوس أن لون دمه ومنظره كما لو أنه قد سُفِك في نفس اليوم.
وحدث أيضًا أن امرأة بها روح نجس شُفِيت بعد نقل الجسدين إلى الكنيسة. العيد يوم 28 يونيو.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 10:03 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد نامفامو



St. Namphamo

كان نامفامو مع رفقائه لوسيتاس Lucitas وميجدون Mygdon أو ميجين Miggin وساماي Samae أو سانامي Saname أول من استشهدوا في أفريقيا. وبالتالي فإنهم استشهدوا سنة 180 م. أثناء حكم الوالي ساتورنينوس Saturninus أول من هاجم المسيحيين، حسب قول ترتليان.
حاز نامفامو في هذه المنطقة لقب أول شهدائها، ولسنا نعلم شيئًا عن سيرته سوى ما كتب في المراسلات بين ماكسيموس الذي من ماداورا Maximus of Madaura والقديس أغسطينوس، ومنها نستنتج أن هؤلاء الشهداء كانوا من أصل غزاة المنطقة وليسوا من المستوطنين. وتعيِّد له الكنيسة الغربية في الرابع من شهر يوليو.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 10:04 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد نايسفورُس | نيسفورُس


St. Nicephorus
كراهية شديدة:


عاش في مدينة إنطاكية كاهن يدعى سابريسيوس Sapricius ورجل علماني يدعى نايسفورُس، وكانا صديقين حميمين لسنوات طويلة. لكن أدّت بعض الخلافات إلى قطع الصداقة، أعقبها كراهية شديدة بين الصديقين.
استمر هذا الحال لفترة حتى أدرك نايسفورُس مدى خطأ هذه العداوة، وقرر أن يسعى إلى التصالح مع صديقه.
بعث نايسفورُس مرتين أصدقاءه إلى الكاهن سابريسيوس لطلب الصفح منه، لكن الكاهن رفض أن يسامحه، فأرسل إليه نايسفورُس مرة ثالثة، ولكن دون جدوى لأن سابريسيوس كان قد أغلق أذنيه حتى إلى السيد المسيح الذي أوصانا أن نغفر للآخرين حتى يغفر لنا. أخيرًا ذهب نايسفورُس بنفسه إلى بيت صديقه معترفًا بخطئه طالبًا الصفح ولكن دون جدوى.
محاكمته:


بدأ اضطهاد ضد المسيحيين سنة 260 م. أثناء حكم فاليريان Valerian وغالينوس Gallienus، وسرعان ما أُلقي القبض على سابريسيوس وأُحضِر أمام الحاكم الذي سأله عن اسمه ووظيفته.
فأجابه بأن اسمه سابريسيوس وأنه مسيحي. ولما سأله إن كان من رجال الدين أجابه بأنه يتشرف بأن يكون كاهنًا، وأضاف: "نحن المسيحيون نعترف بإله واحد وسيد واحد يسوع المسيح الذي هو الإله الوحيد الحقيقي الذي خلق السماء والأرض، أما آلهتكم الوثنية فما هي إلا شياطين".
اغتاظ الحاكم من هذه الإجابة وأمر بتعذيبه، ولكن رغم ذلك ظل سابريسيوس ثابتًا وقال لمعذبيه: "إن جسدي بين أيديكم ولكن ليس بمقدوركم المساس بروحي التي هي ملك سيدي ومخلصي يسوع المسيح".
نايسفورُس يسرع لمقابلته:


عند رؤية الحاكم صمود سابريسيوس نطق بالحكم التالي: "يُحكم على سابريسيوس الكاهن المسيحي الذي يثق بأنه سيقوم مرة ثانية من الموت بقطع رأسه، وذلك لاحتقاره الأوامر الإمبراطورية".
عند سماع الحكم ظهر سابريسيوس وكأنه قد استقبل الحكم بفرح وكان في عجلة للوصول إلى مكان تنفيذ الحكم.
جاء نايسفورُس مسرعًا لمقابلته وارتمى عند قدميه طالبًا من شهيد يسوع المسيح أن يغفر له، ولكن سابريسيوس لم يرد عليه.
انتظره نايسفورُس في شارع آخر ومرة ثانية طلب صفحه، ولكن قلب سابريسيوس كان قد تحجّر ولم يشأ أن ينظر إليه، حتى أن الجنود سخروا من نايسفورُس لطلبه بإلحاح الصفح والعفو من مجرمٍ على وشك الموت.
نايسفورُس يسرق الإكليل:


عند موضع تنفيذ الحكم جدّد نايسفورُس طلبه إلى صديقه ولكن دون جدوى، ثم أمر منفذ الحكم سابريسيوس أن يركع على ركبتيه حتى يقطعوا رأسه، ولكن عند ذلك ضعف الكاهن وصاح البائس: "انتظروا يا أصدقائي ولا تقتلوني، وسأنفذ ما تطلبون وأذبح للأوثان". عند ذلك صرخ نايسفورُس لحزنه على ارتداد صديقه وطلب منه الثبات وعدم إنكار سيده حتى لا يضيع إكليل مجده الذي استحقه عند احتماله التعذيب، ولكن سابريسيوس لم يصغِ لكلمات صديقه وظل على ضعفه.
أخذ نايسفورُس يبكي بمرارة قائلًا:
"أنا مسيحي أؤمن بيسوع المسيح الذي أنكره سابريسيوس.
وأنا على استعداد أن أموت بدلًا عنه".
دُهش الجميع وأرسل الجنود إلى الحاكم متسائلين ماذا يصنعون، فأجابهم الحاكم: "إن كان نايسفورُس مصممًا على عدم تقديم القرابين للآلهة يُعدم بدلًا من سابريسيوس". بالفعل تم تنفيذ الحكم فيه، وهكذا نال نايسفورُس ثلاثة أكاليل أبدية: الإيمان والتواضع وعمل الحب. العيد يوم 9 فبراير.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 10:06 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب نترا



البرية والأسقفية:


قيل عن الأب نترا تلميذ الأب سلوان إنه عندما كان يقيم في قلايته في جبل سيناء، كان يحفظ حاجة الجسد باعتدال. ولما صار أسقفًا على "فران" كان يضغط على نفسه متشددًا في نسكه، فقال له تلميذه: "يا أبتِ، عندما كنّا في البرية لم تكن تُروّض نفسك هكذا". أجابه الشيخ:
"هناك كانت البرية والسكون والقفر، فأردت أن أسود على الجسد لئلا أمرض، فأطلب ما لم يكن عندي. ولكن هنا عندنا العالم وكل الفرص. وإذا أصابني المرض هنا سأجد من يساعدني لئلا أفقد صفتي الرهبانية".

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 10:07 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس نثنائيل

صراعه داخل قلايته:


قيل أنه حبس نفسه في قلايته بصبرٍ عظيمٍ، حتى أنه لم يكن يخرج أحيانًا لقضاء حاجته فثار عليه الشيطان وملأه بالضجر من القلاية، فذهب وبنى له قلاية أخرى بجوار المدينة.
بعد نحو أربعة أشهر من حبسه في قلايته الجديدة جاءه الشيطان ليلًا في زي جندي روماني يحمل مقلاعًا في يده، وبدأ يرشق باب القلاية بالحجارة. فقال له القديس: "من أنت يا من ترمني بهذه الحجارة؟" فرد الشرير عليه: "أنا الذي جعلتك تهرب من قلايتك الأولى، وقد جئت لكي تهرب من هاهنا". فلما أدرك أن الشيطان سخر منه لتركه قلايته الأولى رجع إليها وتعبّد بها سبعة وثلاثين عامًا ولم يبرح منها. وقد حاول عدو الخير إخراجه منها بكافة الوسائل ولكن دون جدوى.
مات عن كل الأساقفة!


ذات مرة حضر إليه بعض الأساقفة، فاضطر أن يخرج خطوة واحدة ولم يرافقهم لمسافة أبعد.
فقال له من معهم من الناس: "لقد منعك كبرياؤك من مرافقة الآباء الأساقفة". فأجابهم بتواضعٍ: "إنني قد مُتُّ مرة عن كل الأساقفة وعن كل العالم، ولديّ سرًا يعلمه الله عن سبب عدم خروجي".
كشف خداع شيطان:

ذات مرة ظهر له الشيطان في شكل شابٍ صغيرٍ، وكان المساء قد حلَّ، وتظاهر المخادع بأن حماره قد سقط بحمله في النهر وبدأ يصيح: "يا أبي نثنائيل ساعدني". سمعه القديس من الداخل، وهو يكذب ويعلن أنه كان يحمل خبزًا، وأنه كان سيصنع به وليمة محبة في اليوم التالي، وأنه يريده أن يساعده لئلا تأكله الضباع. فتحير القديس بين عمل الرحمة وبين كسر ما تعهّد به مع نفسه. وأخيرًا قال لنفسه: "إن الرب الذي ساعدني على حفظ قانونه قادر أن يحفظ الغلام". ثم صلى وقال للصبي: "إنني أؤمن أن الله الذي أخدمه يستطيع أن يرسل لك العون ويحفظك من الضباع. ولكن إن كنت شيطانًا مجرِّبًا فليكشفك الله". ثم أغلق القديس بابه في هدوء فتحول الشيطان إلى دوامة من الرياح وخزي من القديس الذي استطاع أن يغلبه بالصلاة.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 11:07 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
المعلم نخلة



المعلم إبراهيم نخلة:


من أراخنة الكنيسة في أوائل القرن التاسع عشر، أبوه المعلم إبراهيم نخلة نشأ في قرية أم خنان بمحافظة الجيزة ثم أصبح من كبار الكتبة العاملين في ديوان محمد علي باشا. وكان نخلة ابنه الأكبر فألحقه أبوه بالكتَّاب في طفولته تبعًا لعادة القبط آنذاك، فتفوق في دراسته. ولما بلغ سن الشباب اتخذه أبوه مساعدًا له في أعمال الديوان ليدربه عليها، فبرع في الأعمال الحسابية والكتابية والإدارية حتى اتخذه شريف باشا الكبير كاتم أسراره. ولما كان هذا الباشا يقيم في الإسكندرية فقد انتقل المعلم نخلة إليها هو وعائلته.
حدث أن طلب محمد علي باشا كبير كتبته آنذاك المعلم وهبة أن يقدم له حسابًا شاملًا عن أمور الدولة، وعجز الكاتب عن تلبية أمر الوالي الذي غضب عليه ونحّاه جانبًا. ولثقة شريف باشا في كاتم أسراره حوَّل عليه طلب الوالي، فاضطرب المعلم نخلة وخشي أن يصيبه ما أصاب المعلم وهبة. وفي حيرته استشفع بمارمرقس الإنجيلي الكاروز ثم نذر أن يوقف كل ما يملك من أراضٍ على الكنيسة. وهذه تقع الآن ما بين شوارع شريف وسيزوستريس والكنيسة القبطية وطوسون بالإسكندرية.
ثم قصد إلى قصر رأس التين لمقابلة محمد علي باشا، وقد مكث بذلك القصر يومين نجح خلالهما في إنجاز العمل المطلوب وقدّمه إلى الباشا الذي أبدى له كل الرضى. وإذ غادر القصر ذهب لساعته إلى الكنيسة المرقسية وقدم الشكر لله والتمجيد لقديسه، ثم قابل المسئولين بها واتخذ معهم الخطوات اللازمة لتنفيذ نذره، وبعد ذلك عاد إلى بيته. ولقد أنجب المعلم نخلة ثلاثة بنين هم: إبراهيم وصالح وسمعان، ورباهم تربية مسيحية حقة. ومن أحفاده الشماس كامل صالح المؤرخ المعروف الذي كتب الكثير من الكتب والمقالات عن باباوات الإسكندرية ومطارنة الكرسي الأورشليمي وغيرهم.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 11:08 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأنبا نرسِس الأسقف ورفقاؤه الشهداء

لقاء مع الملك:


في السنة الرابعة للاضطهاد الكبير الذي أشعله سابور الثاني Sapor II في فارس، قُبض على نرسِيس (نارسيس، نارسس) St. Nerses أسقف ساجِرد Sahgerd وتلميذه يوسف، حدث ذلك أثناء وجود الملك في المدينة.
حين أُحضِرا أمامه قال الملك للأسقف: "إن شيبتك وحداثة سن تلميذك يجعلانني أشفق عليكما. لذلك فلتراعيا سلامتكما واعبدا الشمس، وسوف أغدق عليكما عطايا كثيرة".
أجابه نرسِس:
"كلامك المعسول لا يخدعنا.
إنني أبلغ الثمانين من عمري الآن وكنت أخدم لله منذ طفولتي، وأطلب إليه أن يحفظني من هذا الشر العظيم حتى لا أخونه بعبادة مخلوقات يديه".
هدّده الملك بالموت فأجابه القديس: "ولو كان في قدرتك أن تميتنا سبع مرات، فلن نستسلم".
حديث مفرح بين الأسقف وشماسه:


سيق الشهيدان خارج البلد وكان يتبعهما جمع غفير، وفي مكان الاستشهاد قال يوسف لمعلمه: "أنظر كيف يتطلع الشعب إليك؟ إنهم ينتظرون أن تصرفهم بسلام وتعود إلى بيتك". عانقه الأسقف قائلًا: "إنني متهلل يا ابني المبارك، لأنك كسرت فخاخ هذا العالم ودخلت من الباب الضيق المؤدي إلى ملكوت السماوات"، ثم قطعوا رأسيهما ونالا إكليل الاستشهاد في سنة 343 م.


استشهاد خصي في القصر الملكي:

في نفس تلك الأحداث نال الكثيرون أكاليل الاستشهاد. كان من بينهم خصي في القصر الملكي رفض الذبح للأوثان، فصدر الأمر إلى فاردان Vardan، الذي كان كاهنًا وجحد الإيمان من شدة خوفه أثناء محاكمته، أن يقتله بيديه. تقدم الجاحد إلى الشهيد، ولكن حين وقعت عيناه عليه ارتجف ولم يجرؤ على الاقتراب منه.
فقال له الشهيد: "هل تقدر وأنت كاهن أن تقتلني؟ حقًا إنني مخطئ بدعوتك كاهنًا، فهيا تقدم ونفذ الأمر ولكن تذكر خيانة يهوذا وكيف كانت نهايته". عندئذ تقدم البائس فاردان وبيدين مرتعشتين طعن الشهيد فقتله، وهكذا نال إكليل الشهادة. العيد يوم 20 نوفمبر.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 11:11 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا نركيسوس الأسقف


في اليوم الأول من برمهات سنة 222 م.، تنيّح الأب القديس نركيسوس أسقف بيت المقدس، الذي أقيم أسقفًا سنة 190 م. في عهد ألكسندروس قيصر الذي كان محبًا للمسيحيين. وكان هذا الأب قديسًا كاملًا في جميع تصرفاته، فرعى شعبه أحسن رعاية، ولم يلبث قليلًا على كرسيه حتى مات ألكسندروس، وقام بعده مكسيميانوس قيصر الذي أثار الاضطهاد على المسيحيين، وقتل عددًا عظيمًا من الأساقفة وغيرهم، حتى هرب بعضهم تاركين كراسيهم، أما هذا الأب فقد ذهب إلى البرية. وإذ لم يعرف شعبه عنه شيئًا اختاروا لهم عوضًا عنه إنسانًا اسمه ديوس، فأقام زمانًا ثم تنيّح، فقدموا آخر اسمه غوردينوس.
لما انقضى زمان الاضطهاد عاد الأب نركيسوس إلى أورشليم، فقابله شعبه بفرح عظيم، وطلب إليه غوردينوس أن يتسلم كرسيه، فلم يقبل وآثر الوحدة، فالحَّ عليه أن يبقى معه بالقلاية فأقام معه سنة، تنيّح على أثرها غوردينوس فتسلم القديس نركيسوس كرسيه، وكان قد ضعف وكبر جدًا، فطلب من أبنائه أن يختاروا أسقفًا آخر لهم فأبوا.
أخيرًا تنيّح بسلام وكانت مدة جلوسه على كرسي الأسقفية سبعًا وثلاثين سنة، وجملة حياته مائة وستة عشر سنة. العيد 1 برمهات.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 11:12 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأنبا نسطور الأسقف




St. Nestor
اهتمامه بشعبه:


أثناء حكم الإمبراطور ديسيوس Decius سعى بوليو Pollio حاكم بامفيلية Pamphylia وفريجية Phrygia لمداهنة الإمبراطور ونوال الحظوة لديه، فأمعن في تنفيذ فرمان الإمبراطور ضد المسيحيين بكل قسوة ووحشية.
في ذلك الوقت كان نسطور أسقفًا لماجيدوس Magydus الذي نال احترام المسيحيين والوثنيين على السواء وتقديرهم. وإذ كان يعلم أنه بسبب شهرته وصيته سيكون مُستَهدَفًا من قِبَل الحاكم مع ذلك لم يحاول الهروب.
كان كل همّه الاعتناء برعيته الذين عمل على إرسالهم إلى أماكن آمنة بعيدًا عن الخطر، بينما بقي في البيت يصلي من أجل شعبه ومنتظرًا استشهاده.
القبض عليه:


في أحد الأيام بينما كان يصلي قيل له أن جنود الوالي جاءوا يطلبونه، فلما رأوه حيّوه باحترام. سألهم القديس: "يا أبنائي ماذا أتى بكم إلى هنا؟" أجابه الجنود: "القاضي والمسئولون يطلبونك". رشم القديس نفسه بعلامة الصليب وسار معهم حتى وصلوا إلى المحكمة، وعندما دخل وقف الجميع احترامًا له، وقاده الجنود إلى مكان يليق بمكانته.
سأله القاضي: "سيدي، ألا تعلم أمر الإمبراطور؟"
أجابه القديس: "أنا أعلم أمر الله القدير السرمدي لا أمر الإمبراطور".
قال له القاضي: "أطِع الأوامر بهدوء حتى لا تُحاكَم"، ولكن الأسقف لم يحد عن رأيه. حذره القاضي فأجابه القديس: "العذابات الوحيدة التي أخشاها هي عذابات إلهي، وكن واثقًا أن بالتعذيب أو بدونه لن أعترف بإله غيره".
إرساله للحاكم:


أمام ثباته أدركت المحكمة أنه لابد من إرساله للحاكم. أخذه القاضي إلى بِرجة Perga، ومع أنه لم يكن هناك أحد من أصدقائه وأبنائه إلا أن صيته كان قد سبقه.
في البداية طلب منه الحاكم بلطف ترك إيمانه، وعندما رفض القديس بشدة أمر الحاكم فوضعوه على آلة تعذيب تسمى "الحصان الصغير" little horse. وبينما كان الجلاد يمزق جِنبيه العاريين بخطاطيف حديد كان القديس يرتل: "سأقدم الشكر لله كل الأوقات وسيكون تسبيحه دائمًا على لساني".
سأله الحاكم إن كان لا يخجل من وضع ثقته في إنسان مات مصلوبًا، فرد عليه نسطور: "هذه قضيتي وقضية كل من يدعو باسم الرب". بدأ الجمع يزمجر، فسأله الحاكم مرة أخيرة: "هل ستكون معنا أم مع المسيح؟"، فأجاب القديس بكل ثبات: "مع مسيحي كنت دائمًا، وأنا معه الآن، وسأكون معه دائمًا".
أمر الحاكم بصلبه وتم تنفيذ الحكم، وبينما كان القديس معلقًا على الصليب كان يشجع المسيحيين الواقفين حوله ويثبتهم. وكان عبوره بمثابة انتصار، لأنه حين صرخ نحوهم: "يا أبنائي لنركع ونصلي لله" ركع كل الجمع الواقف سواء كانوا مسيحيين أم وثنيين وصلّوا بينما أسلم القديس روحه، وكان استشهاده سنة 251 م. العيد يوم 26 فبراير.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 11:15 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
نسطور المبتدع

بطريرك للقسطنطينية:


وُلد نسطور في سوريا بمدينة مرعش وتربى في إنطاكية وهناك ترهّب بدير أيروبيوس، وقد تتلمذ على يدي ثيودوروس الميصي. اختير بعدما تم تعليمه ليكون شماسًا ثم قسًا في كاتدرائية إنطاكية، واشتهر بفصاحته وقوة عظاته.
اختاره الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير ليكون بطريركًا للقسطنطينية، وعند ارتقائه لهذا المنصب الرفيع لم يحتمل عظمة المكانة الذي اختير لها، فسلك بالكبرياء والعظمة وأُعجب بذاته، حتى أنه في إحدى عظاته وجه خطابه للإمبراطور قائلًا:
"استأصل أيها الملك معي الهراطقة، وأنا أستأصل معك جنود الفرس الأردياء.
وبعد أن تقضي على الأرض حياتك السعيدة أضمن لك أخيرًا جنة الخلد في السماء".
كان نسطور قبل جلوسه على كرسي القسطنطينية مملوء غيرة في الدفاع عن الإيمان المستقيم ضد الهراطقة، ولكنه للأسف تحول سريعًا وسقط في بدعته الشنيعة، وقد كان سقوطه عظيمًا، حتى قال عنه أحد المؤرخين: "إن نسطور حارب جميع الهرطقات ليمهد السبيل لهرطقته".

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...he-Heretic.jpg


تمثال نسطور الهرطوقي أو نستور
أقنومان وشخصان وطبيعتان للمسيح:


يمكن تلخيص المبادئ التي نادى بها نسطور في الآتي:
1. جعل في المسيح أقنوميّن منفصلين ومتمايزين، لذلك رفض عقيدة الاتحاد بين الناسوت واللاهوت كاتحاد حسب الطبيعة كاتا فيزين kata fuVin كما رفض الاتحاد الأقنومي Hypostatic union، أي رفض الوحدة بحسب الأقنوم بكونه اتحادًا يفوق الوصف والإدراك ولكنه اتحاد حقيقي لا يمكن أن ينفصل.
الاتحاد الأقنومي يعني أن أقنوم الله الكلمة هو نفسه الذي وُلد من العذراء أو الذي تجسد من العذراء أو الذي أخذ جسدًا منها. ولهذا يكون في المسيح أقنوم واحد. ولا يوجد اتحاد أقنومي في الوجود كله إلا في تجسد كلمة الله.
2. اعتبار أن العلاقة بين اللاهوت والناسوت هي مجرد اتصال
Conjoining. 3 اعتبار أن الكلمة هو ابن الله، وأن يسوع هو ابن العذراء مريم. كان نسطور ينادي في بدعته أن في السيد المسيح أقنومين وشخصين وطبيعتين، فهو حين يصنع المعجزات يكون ابن الله، وحين يتألم ويجوع ويعطش ويصلب ويموت يكون ابن مريم.
4. اعتبار أن الإنسان مُختار من الكلمة وقد أنعم عليه الله الكلمة بكرامته وألقابه، ولذلك نعبده معه بعبادة واحدة.
أما تعليم القديس كيرلس يقول أنه لا يوجد شخص بشري اتحد به أقنوم الكلمة، وأن كلمة الله بحسب ألوهيته هو غير متألم ولكن ابن الله تألم بالجسد أو حسب الجسد. جاء بشخصه أي أن آلام الجسد هي آلامه هو. وهكذا نسب إلى شخصه الآلام والموت.
بالاتحاد بكلمة الله غير المحدود صار الجسد المحدود يموت نيابة عن الكل... نقل كلمة الله إليه الجدارة أو الاستحقاق. كما أن ما يخص الجسد ننسبه إلى كلمة الله مثل الميلاد والآلام؛ هكذا ننسب غير المحدودية إلى الذبيحة على الصليب.
5. يرفض تسمية السيدة العذراء والدة الإله ويسميها "أم المسيح"... يرفض لقب "ثيئوتوكوس"، قائلًا أنها أم يسوع فقط. كما ينادى بـ "خريستوطوكوس" (والدة المسيح الإنسان).
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-Nestorius.jpg


غلاف كتاب بازار هيراكليديس لنسطور المهرطق

وبحكم منصبه كبطريرك القسطنطينية وبما له من نفوذ وجبروت بدأ ينشر بدعته الفاسدة في كل مكان مستعينًا ببعض الآباء الكهنة والأساقفة أيضًا.
أما عن الشعب المسيحي في القسطنطينية فإنه لما سمع أقوال نسطور رفضها رفضًا تامًا لعدم اتفاقها مع كلمة الله المقدسة، وبدأوا يثورون ضد نسطور الذي ازداد في عناده وتصلّفه.
كما حضر إليه جمع من الرهبان وبيّنوا له خطأ هذه التعاليم وانحرافها عن الإيمان المستقيم، فغضب عليهم وأمر بحبسهم في الكنيسة، كما أمر أتباعه بنزع ملابسهم وضربهم وإهانتهم، ثم أوثقوهم بعامود وراحوا يضربونهم على بطونهم.
تدخل البابا كيرلس الكبير:


ولما اشتد الجدال في القسطنطينية بسبب هذا الأمر وصل الخبر إلى البابا كيرلس الكبير بطريرك الإسكندرية الذي اهتم بالدفاع وتثبيت اللقب التقليدي للعذراء وهو ثيؤتوكوس أي والدة الإله، باعتباره ليس لقبًا مجردًا يكرمها، إنما لأنه يحمل إعلانًا لعقيدة إيمانية جوهرية حول شخص السيد المسيح نفسه، بشأن اتحاد لاهوته بناسوته، مؤكدًا أن هذا هو التعبير واللقب التقليدي والكتابي الذي اختاره أثناسيوس الرسولي.
انتهز البابا كيرلس فرصة عيد الفصح عام 428 م. وكتب في رسالته الفصحية ما يفند هذه البدعة وأرسلها إلى جميع الكنائس في كل مكان، كما أرسل رسائل كثيرة إلى نسطور، ملأها بالحجج الدامغة والبراهين القوية التي تظهر فساد هرطقته، لعله يقتنع ويرجع عن ضلاله.
وأمام إصرار نسطور على رأيه ومعتقده عقد البابا كيرلس مجمعًا مكانيًا في الإسكندرية من أساقفة الكرازة المرقسية أدان فيه نسطور وشجب كل تعاليمه، وأرسل تقريرًا بما حدث في المجمع إلى سفرائه الموجودين في القسطنطينية وإلى كلستينوس أسقف روما، ثم إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس حين رآه يدافع عن نسطور حاسبًا إياه رجلًا فاضلًا عالمًا.
يقول القديس كيرلس الكبير في رسالته إلى أكاكيوس أسقف ميليتين Melitene:
[إنه يقسِّم الابن الواحد إلى ابنين. واحد منهما - ينظر إليه في انفصال عن الآخر - ويقول عنه إنه ابن ومسيح ورب، إنه الكلمة المولود من الله الآب. أما الآخر، وهو أيضًا في انفصال عن الآخر، يقول عنه إنه وُلد من العذراء القديسة؟[ (رسالة10:40).
[عندما كان نسطور يعظ في الكنيسة كان يقول: "لهذا السبب أيضًا يُسمى المسيح (الله الكلمة) لأن له اتصال لا ينقطعUninterrupted conjoining مع المسيح". وأيضا يقول: "إذن فلنحفظ اتصال الطبيعتين الغير مختلِط unconfused conjoining of natures، ولنعترف بالله في الإنسان وبسبب هذا الاتصال الإلهي نوقِّر ونكرم الإنسان المعبود مع الله الكلى القدرة".] (رسالة 40: 12).
من الواضح من الأقوال التي ذكرها القديس كيرلس عن نسطور أن نسطور قد علّم بابنين ومسيحين الواحد منهما الله والآخر إنسان، وقد نتج عن الهرطقة النسطورية أمران خطيران:
أولًا: إنزال يسوع الناصري إلى مرتبة نبي أو إنسان قديس حلّ عليه أقنوم الكلمة بعد أن اختاره بسابق علمه وقوّاه. وقد رفض القديس كيرلس هذا التعليم الذي ظهر أثره بعد ذلك في القرن السابع الميلادي.
ثانيًا: الشِرْك بالله في العبادة بأن يُعبَد إنسان مع الله بعبادة واحدة نتيجة أن الله قد أعطى هذا الإنسان كرامة مساوية لكرامة الله، وهذا قد فتح الطريق لرفض المسيحية بعد ذلك.
أخيرًا قام البابا بعقد مجمع إقليمي آخر في الإسكندرية، عرض فيه كل المحاولات لمقاومة بدعة نسطور والرسائل التي كتبها في هذا الشأن، فكتب الآباء بدورهم لنسطور يوضّحون له اعتقادهم في الإيمان بالسيد المسيح، كما قدّم البابا كيرلس اثني عشر بندًا شرح فيها العقيدة المسيحية السليمة، وحرم فيها كل من يتعدّاها، وهي التي سميت فيما بعد "الحرومات الإثني عشر".إلا أن نسطور احتقر الرسالة والحرومات وقام بكتابة بنود ضدها، وهكذا انقسمت الكنيسة إلى قسمين: الأول يضم كنائس روما وأورشليم وآسيا الصغرى وهذه الكنائس أيّدت البابا كيرلس في رأيه، والثاني يضم كنيستي إنطاكية والقسطنطينية التي هي كرسي نسطور.
مجمع أفسس:


أمام هذا الانقسام طلب البابا كيرلس من الإمبراطور ثيؤدوسيوس أن يعقد مجمعًا لدراسة الأمر، فاستجاب الإمبراطور لطلب البابا وأرسل لجميع الأساقفة بما فيهم نسطور لكي يجتمعوا في أفسس، وكان اجتماعهم يوم الأحد 13 بؤونة سنة 147 ش الموافق 7 يونيو سنة 431 م. وقد انتهى المجمع بحرم نسطور ووضع مقدّمة قانون الإيمان.
نفيه:


وحين وصلت قرارات المجمع إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير ثبّتها، وأمر بنفي نسطور بعيدًا عن القسطنطينية.
قرّر الإمبراطور نفي نسطور إلى ديره الأول أيروبيوس الذي نشأ فيه، كما نفى عددًا كبير من الأساقفة من أتباعه، ومكث هناك في الدير أربع سنوات. غير أنه لم يهدأ بل ظلّ ينفث سمومه بين الرهبان مما أغضب الإمبراطور، فأصدر أمره بإحراق جميع مؤلفاته ونفيه إلى بلاد العرب ثم أخميم، التي كانت عاصمة للإقليم التاسع من أقاليم جنوب مصر الـ22، حيث كان المسيحيون هناك شديدي التمسك بإيمانهم ولا يُخشى عليهم من وجوده مقيمًا بينهم.
ظل مقيمًا هناك حتى مات منبوذًا مكروهًا من الجميع، ودُفن في أخميم سنة 450 م. وقد اعتاد أقباط أخميم أن يرجموا قبره بالحجارة، ويلقوا عليه القمامة والتراب حتى تكوَّن من ذلك كوم أو تل نسطور في النصف البحري الشرقي للمدينة.
ومن الجدير بالذكر أن أي شخص يؤمن بإيمان نسطور هذا (النساطرة أو النسطوريين)، لا يتم اعتبارهم مسيحيون؛ لأن جوهر الإيمان المسيحي هو أن "المسيح هو ابن الله الحي" (أقنوم الكلمة الإلهي)، أما نسطور فينادي بأن المسيح شخص آخر، حلّ فيه أقنوم الكلمة(1). ومن هذا المنطلق، يجب على الأشوريين (الكنيسة الآشورية) أن يقبلوا قرارات مجمع أفسس، ويقوموا بالتخلي عن تقديس نسطور (أي اعتباره قديسًا)، فلن نقبل انضمامهم لمجلس كنائس الشرق الأوسط لكونهم نساطرة.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 11:16 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد نسطور ويوسابيوس ونِستابُس وزينون الشهداء




SS. Nestor, Eusebius, Nestabu and Zeno
كان يوسابيوس ونِستابُس وزينون ثلاثة أخوة مسيحيين، اتُّهِموا بتحطيم معبد وثني في غزة Gaza، فسُجِنوا وجُلِدوا واستشهدوا في زمن الإمبراطور يوليانوس الجاحد في سنة 362 م.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 11:16 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد نهروه




من الفيوم وكان يخاف الله جدًا، ولما سمع بأخبار الشهداء ذهب إلى الإسكندرية ليموت على اسم السيد المسيح، فقيل له في رؤيا: "لابد لك أن تمضي إلى إنطاكية".
وفيما هو يفكر كيف يذهب إلى هناك أرسل له الرب الملاك ميخائيل فحمله على أجنحته من الإسكندرية إلى إنطاكية، وأوقفه أمام دقلديانوس الملك، فاعترف قدامه بالسيد المسيح.
سأله الملك عن اسمه وبلده، ولما عرف أمره تعجب من حضوره بهذه الحالة، وعرض عليه جوائز كثيرة ليرجع عن إيمانه فأبى. ثم هدده فلم يخَف، فأمر الملك بتعذيبه بأنواع كثيرة، فعذبوه تارة بإطلاق الأسود عليه، وتارة بحريق النار، وتارة بالمعصار، وتارة بوضعه في قزان وتوقد النيران تحته. وأخيرًا قطعوا رأسه المقدس بحد السيف ونال إكليل الشهادة.
اتفق حضور القديس يوليوس الأقفهصي هناك وقت استشهاده فأخذ جسده وأرسله مع غلامين له إلى بلده بكرامة عظيمة. العيد 7 هاتور.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 11:18 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الآباء نوبي المعترف وأباهور وإشعياء وبولس القديسون




Paul Nopi, Abba Hor, Isaiah and the Confessor
يقول القديس جيروم في كتابه "مشاهير الآباء":


[تقابل أنبا هور مع القديسين إشعياء وبولس بجانب شاطئ النهر الكبير (النيل) وكان الثلاثة أطهارًا ومجاهدين في حياة النُسك. فمضوا لزيارة "معترف" كبير، وهو الشخص الذي يُعذَّب من الوثنيين ولا يُقتل. ولما كانت مسافة السفر طويلة فقد تحدثوا عن مواهبهم وكيف يتمجد الله في حياتهم.
فقال أنبا هور: "أرجو الله من أجل هذه الموهبة (النعمة المعطاة لي) أن نستكمل الرحلة بقوة الروح القدس بدون أي تعب". وبمجرد أن صلى وجدوا مركبًا معدة، وريحًا مناسبة للرحلة، فساروا ضد التيار. وفي فترة قصيرة وجدوا أنفسهم في المكان المقصود.
ولما صعدوا من النهر قال القديس إشعياء: "يا أحبائي نرجو أن يُرسل لنا الأخ ليُقابلنا ويصف لنا سيرته وأعماله". وقال القديس بولس: "لقد كشف الله لي أن الله سيأخذه للسماء بعد ثلاثة أيام، وأن الرجل الذي نذهب لنراه سيرحل من الحياة إلى الأبدية". وفعلًا بعدما ساروا مسافة قصيرة جاء الرجل نفسه وحيّاهم فقال له القديس بولس: "يا أخي اشرح لنا سيرتك وأعمالك لأنه في اليوم الذي يلي الغد ستمضي إلى الرب".
فقال لهم أنبا نوبي Nopi ليتمجد الله الذي كشف لي هذه الأمور وعرفني بمجيئكم لي وعن حياتكم وأعمالكم. وبعدما كشف عن حياة كل منهم وكيف عاشوا وجاهدوا، بدأ أخيرًا يتحدث عن نفسه هكذا: "منذ اليوم الذي اعترفت فيه باسم الرب يسوع المسيح فادينا وإلهنا، لم تخرج من فمي كلمة شريرة، ولم آخذ أي شيء أرضي...".

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 12:16 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
نوفاتوس القس الروماني





Novatus, Presbyter of the Roman Church

يري فيلوستورجيوس أن نوفاتوس شرقي من فريجية، كتب عنه خصمه كرنيليوس أسقف روما في رسالته إلي غابيوس أسقف إنطاكية، أنه لم يكن لائقًا للكهنوت. اتهمه بأنه كذّاب ومزوّر وحقود وغدّار، جاء في رسالته: [اشتهي هذا الرجل الأسقفية منذ زمن طويل. لكنه اخفي هذه الرغبة الجامحة وأبقاها لنفسه فقط، مستخدمًا أولئك المعترفين الذين التصقوا به منذ البداية كستار لتمرده.] اقتطف يوسابيوس المؤرخ فقرات من رسالة كرنيليوس أسقف روما لغابيوس أسقف إنطاكية أورد فيها عدة أخطاء خطيرة سقط فيها نوفاتوس. غير أن كثير من الدارسين يتطلعون إليه كعالمٍ عظيمٍ احتل مركزًا مرموقًا بين رجال الكهنوت الرومان. أتقن الفلسفة الرواقية وعلوم اللغة اللاتينية، وكان بليغًا في الكتابة والخطابة.
شهوة الأسقفية:


كان يطمع في الكرسي الروماني، بينما انتخب كرنيليوس وقف له بالمرصاد، تساهل الأخير مع التائبين الذين قدموا للأوثان في اضطهاد ديسيوس. فتشدد نوفاتوس، وانشق عن أسقف روما، وكوّن جماعة احتجت بحفظ الطهارة الأصلية في الكنيسة فدعوا أنفسهم كثاري Katharoi or Cathari أي الأطهار.

انضم إليهم كثيرون من الغرب والشرق وناضلوا لعدة قرون.
عُقد في روما مجمع يضم ستين أسقفًا مع عدد أكبر من الكهنة والشمامسة، وصدر قرار بالإجماع بأن نوفاتوس ومن اشتركوا معه ومن شايعوه في رأيه عديمو الإنسانية، مبغضون للإخوة، ويلزم أن تعتبرهم الكنيسة خارجين عنها.
يري سقراط والقديس جيروم أنه استشهد. وقد كشفت أعمال الحفر في روما عام 1932 عن تمثال له يثبت استشهاده.
أعماله:


من بين أعماله الآتي:
1. كتب أول كتاب ضخم باللاتينية عن اللاهوت، يدعي "في الثالوث De Trinitate" في 291 فصلًا تبحث في الله وصفاته، وفي اتحاد الطبيعتين في المسيح، وفي الروح القدس والكنيسة ووحدة الله، ولم يستخدم تعبير الثالوث في هذا العمل.
2. كتب ضد اليهود في الختان والسبت والأطعمة، حيث يطلب تفسير ما ورد في العهد القديم بمفهوم رمزي روحي. رسالة إلى الإخوة يحرّم فيها الذهاب إلى دور اللهوDe Spectaculis.
3. رسالة في التواضع.
من كلماته:


فليكرّس المسيحي المؤمن نفسه لمطالعة الأسفار المقدسة، فيجد فيها مشاهد لائقة بإيمانه. يجد الله يكوِّن العالم، خالقًا لا الحيوانات فحسب بل والإنسان العجيب الذي أجود وأفضل... وإذ تطلع متأملًا في العالم يري البهجة والخراب ومكافأة الأبرار ومجازاة الأشرار. يرى الإيمان يصارع النيران، والأمانة تهدئ حيوانات البرية وتلاطفها، وتقوم النفوس من الموت، والشيطان الذي كان قد انتصر علي العالم صريعًا تحت قدمي المسيح. مشاهد لم ينظمها القضاة والقناصل بل الكائن وحده، القائم فوق كل الأشياء.
نظرته للبتولية:


تقديسه الزواج يرى أن البتولية والعفة تفوقان الناموس. ويرى أن البتولية هي مساواة لصفات الملائكة بل وتفوقها، فإنه عند الملائكة لا وجود للصراع مع الجسد والانتصار علي الطبيعة، فالانتصار علي اللذة هو أعظم من اللذة ذاتها، إذ ليس من نصرة تفوق الغلبة علي النفس.

Mary Naeem 19 - 10 - 2012 12:18 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا نوفير السائح | آفا نوفر | نفر





القديس بفنوتي يلتقي به:


عاش في برية الصعيد وقد ذكره القديس بفنوتي المتوحد، الذي حرّكته نعمة الله إلى رؤية عبيده السواح، فأبصر جماعة منهم ومن بينهم أبا نوفير، وكتب سيَّرهم.
الاشتياق المقدس:


التهب قلب القديس بفنوتيوس المتوحد برؤية رجال الله السواح، فانطلق من قلايته إلى البرية الداخلية وسار نحو ثمانية أيام حتى فرغ الخبز والماء اللذان يحملهما، لكنه بروح الإيمان قال في نفسه: "تشجّع وتشدّد يا بفنوتيوس لكي تنظر عبيد المسيح إلهنا الصالح، وترى الملائكة الأرضيين، وتنعم بفردوس حياتهم وفضائلهم الإلهية". ثم سار عدة أيام وإذ سقط علي الأرض من الإعياء، ظهر له ملاك علي شكل إنسان ولمس شفتيه فزال عنه التعب والشعور بالجوع والعطش.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...nfessor-18.jpg


من اليمين لليسار: القديس الأنبا صموئيل المعترف، أنبا يؤنس قمص شيهيت، وأبا نوفر - لوحة فريسكو حائطية أثرية في دير القديس العظيم أنبا مقار في مصر - من الرسوم الجدارية بكنائس الحصن الأثري: كنيسة الملاك ميخائيل بالطابق الثالث

سار في رحلته يصلي ويسبح ويشكر الله وتكرر ظهور الملاك مرة أخرى حيث استمر سبعة عشر يومًا. رأى القديس مقبلًا إليه عريانًا لا يستر جسده غير شعر رأسه الطويل ولحيته البالغة إلى ركبتيه، كما كان مؤتزرًا بليف.
حين رآه الأب بفنوتي داخَله الخوف إذ ظنه روحًا، فشجعه القديس بأن رسمه بعلامة الصليب المقدس وصلى الصلاة الربانية، ثم قال له: "مرحبًا بك يا بفنوتي". فلما دعاه باسمه هدأ روعه، ثم صلى الاثنان معًا وجلسا يتحدثان بعظائم الله. فطلب إليه القديس بفنوتي أن يعَّرفه بسيرته وكيف وصل إلى تلك البقعة، فأجابه:
"قبل ستين عامًا مضت ذهبت إلى أحد أديرة صعيد مصر يُسمي جير بريدة (من الأديرة المندثرة التي كانت في منطقة صحراء الأشمونين التابعة لأيبارشية ملوي). طلبت الرهبنة التي اشتقت إليها منذ صغري، وتمنّيت لو كنت واحدًا من أولئك الذين يتركون كل شيء من أجل محبتهم للمسيح.
وكان الدير به مائة وأربعة راهبًا من الشيوخ والشباب، وكنا نحيا معًا حياة مجمعية أو حياة شركة تتسم بالمحبة الكاملة والخدمة الطاهرة. فكان لنا القلب الواحد والنفس الواحدة، وكانت مائدة الأغابي تجمعنا مرة واحدة أسبوعيًا بعد القداس الإلهي يوم الأحد.
كان آباؤنا الشيوخ يسْدون لنا الإرشادات الروحية والنصائح الاختبارية في حياة النسك وفي مواجهة الحروب المختلفة التي كان يثيرها علينا عدو الخير.بل كانوا مثالًا لنا نقتدي بهم في السلوك الرهباني بكل نسكياته وأصوامه وصلواته ومزاميره وقوانينه.
وذات يوم بينما نحن نجلس أمام شيوخنا القديسين في الكنيسة نتعلم منهم الحياة في المسيح، سمعتهم يمدحون حياة الآباء السواح الذين يسكنون البراري الداخلية، مثل إيليا النبي ويوحنا المعمدان، عندئذ اتجهت إلى أحد الشيوخ وسألته:
"يا أبي القديس، هل يوجد في البرية من هم أفضل منكم عند الله، علي الرغم من هذا التعب وهذا الحرص الشديد في حياتكم اليومية، وهذه الأمانة الروحية من أجل محبة الله التي في قلوبكم؟"
قال:
"نعم يا ولدي نوفير. هناك من هم أفضل منا بكثير.
نحن لم نسلك طريق الرهبنة بعد أمام حياتهم النسكية السامية التي فيها يقدمون ذواتهم ذبيحة حب للمسيح له المجد.
فنحن إن ضاق صدرنا وجدنا من يعزينا، وإن مرضنا وجدنا من يفتقدنا، وإن تعرّينا وجدنا من يكسونا.
أما سكان البرية فليس لهم شيء من ذلك".
السياحة:


فلما سمعت هذا اضطرم قلبي شوقًا إلى عيشة السواح. فلما كان الليل أخذت قليلًا من الخبز وغادرت الدير، وتضرّعت إلى السيد المسيح أن يرشدني إلى موضعٍ أقيم فيه، فسهَّل لي طريقي.
أثناء سيري إذا بنورٍ ساطعٍ يشق ستار الظلام من حولي، وظهر لي ملاك. شعرت بالخوف وفكرت في العودة إلى الدير ثانية. ولكن الملاك اقترب مني وقال لي: "لا تخف يا نوفير، هوذا أنا الملاك الذي عيّنه الرب لك منذ ولادتك، وسأكون معك، وأصحبك إلى المكان الذي اختاره لك الرب". ففرحت جدًا وتهللت وغدوت أنشد المزامير بفرحٍ وسرورٍ، واستأنفت المسير، وكان الملاك يسير معي. إذ جعلني ألتقي بقديسٍ أقمت عنده وهو علمني كيف تكون السياحة. وعندما تركته وأتيت إلى هنا فوجدت هذه النخلة وهذه العين، تطرح النخلة اثني عشر عرجونًا (سباطة أشبه بحزمة لفروع البلح) سنويًا يكفيني كل عرجون شهرًا، وأشرب من هذه العين، ولي اليوم ستون سنة لم أرَ وجه إنسان سواك".
نياحته:


في صباح اليوم التالي بينما هما يتحدثان نزل ملاك الرب وأعلم القديس أبا نوفير بقرب انتقاله، وفي الحال تغيّر لونه وصار شبه نار.
خاف القديس بفنوتيوس خوفًا عظيمًا، فبادره الأنبا نوفير قائلًا له:
"لا تخف أيها الحبيب بفنوتيوس،
لأن الرب يسوع المسيح قد أرسلك من أجل هذه الساعة.
أرسلك لكي تهتم بدفن جسدي بعد الموت،
فلقد أعلمني الرب أن اليوم هو يوم عُرسي،
يوم انتقالي إلى كنيسة الأبكار السماوية مع الملائكة والقديسين".
قال له الأنبا بفنوتيوس: "يا أبي القديس، كنت أود أن أسكن هنا في مكان عزلتك، حيث أشتاق إلى هذه الحياة الانفرادية، وأسلك كما سلكت".
علّق الأنبا نوفير قائلًا: "يا أخي بفنوتيوس لم يرسلك الرب يسوع من أجل حياة العزلة الكاملة، ولكن لكي تواري جسدي التراب. عليك يا أخي أن تعود ثانية وتثابر في حياتك، وتجاهد من أجل محبة المسيح، وسوف نلتقي مرة أخري في الملكوت".
إذ كرر القديس بفنوتيوس شوقه للبقاء قال له الأنبا نوفير: "كلا يا أخي الحبيب. لكل إنسان رسالة في حياته علي الأرض من أجل نشر الملكوت. لقد خصّك الله بزيارات القديسين، وكشف حياتهم التي عمل فيها بروحه القدوس. هذه السيّر المقدسة التي تسجلها لأجل مجد اسم المسيح وتسبيحه".
ثم أحنى ركبتيه وسجد للرب، وودَّع القديس بفنوتي، واستودع روحه الطاهرة في يديَّ الآب السماوي. فدفنه القديس بفنوتي في مغارته. ومن العجيب أن النخلة جفَّت وسقطت كما جفَّت العين، وكان ذلك بتدبير من الله كي يعود الأب بفنوتي ويبشر العالم بذكر السواح القديسين الذين رآهم.
من كلماته للأنبا بفنوتيوس:
  • كنت أتوق يوميًا لهذه الحياة المنفردة مع الله. كنت أشعر أنني أريد أن أنفصل عن الكل لكي أتحد بالواحد العظيم القدوس الذي لا نهاية له... لذلك قررت أن أترك الدير، وأنطلق إلى البرية الداخلية، إلى الأعماق مع يسوع.
  • لقد جعل الرب الوحوش المفترسة تتآنس بي، وتكون رفيقتي ليلًا ونهارًا. فعندما أسير هنا أو هناك تسير خلفي كأنني في حراستها... هكذا عشت هذه السنين ممجدًا الله في تدبيره وفي صلاحه من أجل خلاص نفسي.
العيد يوم 16 بؤونة.


الساعة الآن 05:56 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025