![]() |
المحبة الإلهية http://i259.photobucket.com/albums/h...iteq/a_436.jpg لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ ...نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً ( 1يو 4: 18 ، 19) ألا ترى معي يا عزيزي أننا فقراء جدًا في إدراك عُمق محبة الله لنا. نعم، كم نحتاج أن ننهل من هذا النبع الذي لا ينضب، بل ونسبَح في هذا اليَّم الذي لا يُعبَر! كم نحتاج أن نغوص عميقًا لندرك شيئًا من سموَّها! إنها محبة المسيح الفائقة المعرفة. إنها إهانة بالغة لقلبه المُحب وصلاحه غير المحدود أن نخاف على أنفسنا ونحن في طريق خدمته، بل إني أتعجب من هذا الفكر! فكيف أخاف على نفسي وأنا أراها بين يدي هذا المُحب الذي بذل نفسه على الصليب لأجلها، والآن هو حي في السماء لأجلها؟ إني أرى نفسي الآن بين يدي هذا الجالس على عرش الله وكل شيء مُخضع تحت قدميه، وأتساءل متعجبًا: كيف يمكن أن يخرج شيء ما من تحت قدميه ليؤذي ما بين يديه؟! نعم إن «المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج». وكلما تعمّقت في إدراك محبته لي، سأحبه أكثر. وكلما أرى من جديد كيف قادته محبته لبذل نفسه لأجلي، سأمضي قدمًا في طريق بذل نفسي لأجله، وعندئذٍ لن يكون هناك خوف من الآلام في طريق الخدمة في مواجهة الصعاب والمشقات. لقد بدأ اختبار بولس من هذه النقطة البديعة «ابن الله، الذي أحبني وأسلَمَ نفسه لأجلي» ( غل 2: 20 )، وكانت النتيجة أن الآلام لم تُخِفْه، بل والموت لم يُعِقْه. يقول لإخوته: «إن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلاً: إن وُثُقًا وشدائد تنتظرني. ولكنني لست أحتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أُتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله» ( أع 20: 23 ، 24). والرب يا عزيزي رحيمٌ جدًا بنا، وصالح جدًا من جهتنا، والخوف من الآلام التي تأتي من يديه لتجهزنا لخدمته، هو نوع من الشك في صلاحه وأمانته. فهو يعرف جبلتنا، ويذكر أننا تراب نحن، لذلك يعرف جيدًا طاقة احتمالنا. إنه لا يتركنا نتألم كيفما اتفق، لكن كل شيء عنده بحساب. ثم انظر ما أعظم هذا الذي أعطاه لبولس أثناء الآلام. لقد أعطاه ليس نعمة بل نعمته، ونعمته كانت كافية لتجعل بولس يُسرّ بالآلام وكأنها هدايا جميلة لا بلايا ثقيلة ( 2كو 12: 9 ، 10). |
لا نجهَل أفكاره https://files.arabchurch.com/upload/i.../789477002.jpg لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ ( 2كو 2: 11 ) كان قد صُدم في حياته بخسارة مادية ونفسية جسيمة، فانجرف بكل طاقاته وإمكانياته وأهوائه إلى فعل الشر، شاعرًا بلذة حسية وقتية يجنيها من الإنغماس في الشر وارتكاب الرذيلة، ولكنه أبدًا لم يشعر بفرح حقيقي وسلام عميق، ولو للحظة واحدة. بالعكس، كان يشعر بغصةٍ في حلقهِ دائمة المرار، وخوفٍ ينتابه بين الحين والآخر، فيهرب منه مرة أخرى إلى فعل الشر لعله يرتشف منه ما يُسكره عن حقيقة ما هو فيه من ضياع. وكان قوله دائمًا: ”بعيدًا عن الخطية ضياعٌ بلا لذة، أما مع الخطية فضياعٌ تصحبه اللذة“. كان هذا هو مَنطِقه وطريقة تفكيره التي بها يُسكِّن نفسه التعوبة. دعاه أحد الإخوة المؤمنين لحضور اجتماع كرازي، وبعد محاولات كثيرة وافق. بدأ المتكلّم حديثه بالآية التي في صدر مقالنا، ثم قال: شاهدت ذات يوم قطيعًا من الخنازير يتبعون رجلاً دون انحرافٍ أو مقاومةٍ، وهو يقودهم إلى السلخانة ليذبحهم. تعجبتُ جدًا، فالمعروف أن الخنازير من أكثر الحيوانات صعوبة في قيادتهم، فكيف يقودهم هو بهذه السهولة والبساطة؟ اقتربت إلى الرجل وسألته عن السر في خضوع الخنازير له واتباعهم إياه بلا مقاومة. أجاب الرجل مبتسمًا: ألا ترى هذه الحقيبة المملوءة بالفول في يدي؟ إن الخنازير تعشق الفول، ولذا فأنا ألقي إليها ببعض حبّات الفول أثناء سيري، وأنا على يقين تام بأنها سوف تتبعني دون مقاومة، فهي لا تعلم إنني إنما أقودها إلى الذبح. ومن بين جميع الحاضرين، أشار الخادم إليه، قائلاً له: وأنت أيضًا إنما يقودك الشيطان إلى الذبح والهلاك. إنه يعرف كيف يستدرجك ويلهيك بما تلتذ به وقتيًا. إن حبّاته الصغيرة تستهويك وتسعدك وقتيًا، وستظل تسير وراءه حتى آخر حبة، عندما تفتح الهاوية أبوابها لتدخل أنت، ثم تغلقها خلفك إلى الأبد. فجأة، ظهرت الصورة على حقيقتها أمام عيني ذلك الشاب، فانفتحت عيناه وأدرك ما هو فيه من خطرٍ شديد. وفي مكانه صرخَ صرخةً مُرّة من قلبه؛ صرخة لم يسمعها غير الرب، طالبًا منه أن ينقذه من حيلة الشيطان، ومن شِباكهِ، ويستلم قلبه وكيانه ومشاعره، ويخلق منه إنسانًا جديدًا في المسيح. وهكذا انتقل ذلك الشاب من الموتِ إلى الحياة، ومن الظلمة إلى النور، ومن عبودية إبليس إلى حرية النعمة. وأنت ـ عزيزي القاريء ـ ماذا عنك؟ هل انفتحت عيناك؟ |
بطرس .. ظن أنه شديد! https://files.arabchurch.com/upload/i.../196499535.jpg فَقَالَ لَهُ: يَا رَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ! ( لو 22: 33 ) حذَّر الرب بطرس بالقول: «الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة!» ، وأعتقد أن التحذير عينه، بالأولى، هو لنا جميعًا. وهي حقيقة مع تسليمنا بها إلا أننا ننساها سريعًا، وحري بنا أن نحفرها في أذهاننا؛ أننا في حرب شعواء مع عدو مفترس يجول ملتمسًا ابتلاعنا، ولولا أن الرب لنا لابتلعنا بالفعل، ولولا شفاعته لأجلنا لفنى إيماننا أجمعين. ماذا كان رَّد فعل بطرس؟ لقد انفعل واندفع ـ كعادته، وكثيرون يشاركونه إياها ـ قائلاً: «يا رب، إني مستعد أن أمضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت!». ولعل قارئي العزيز يشاركني الاعتقاد بصدق دوافع بطرس هنا، وحسبي دليلاً أنه بالفعل مات من أجل الرب كما أنبأه الرب في يوحنا 21، وكما يحكي التاريخ. لم تكن المشكلة في رغبته، بل في الإمكانية. لم يكن يدرك أنه لا يستطيع بإمكانياته أن يفعل ذلك، ففعل العكس!! ومثله الكثيرون منا الآن ـ إن لم نكن جميعًا ـ في رغبة صادقة لإكرام الرب، ربما انفعالاً بخدمة أو موقف ما، أو اندفاعًا وراء حماسة تولَّدت، نسعى بإمكانياتنا لنفعل ذلك. فنحاول ونحاول، ونَعِد الرب ونعاهده، ونجدِّد العهود، ونجاهد، ونبكي، ونسأل، ونجرِّب طرقًا كثيرة، ونضع على أنفسنا أحمالاً لا قِبَل لنا بها. ثم تكون الصدمة، أنه بدلاً من أن ننجح في مسعَانـا، نفعل العكس (ارجع إلى رومية7)!! والدرس الذي يجب أن يصل إلينا هنا، هو ما لخَّصه السيد في قوله البليغ: «لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» ( يو 15: 5 ). نعم، لا نقدر فعل أي شيء بدونه، وأؤكد تعبير ”أي شيء“. في حين أن فيه يستطيع كل منا أن يهتف «أستطيع كل شيء في المسيح» ( في 4: 13 )، ودعني أضع هنا للمباينة التعبير ”كل شيء“. وليتحقق ذلك عمليًا، أحتاج أن أفهم وأوقن أنني «مع المسيح صُلبت» ( غل 2: 20 )! وليتنا نعلم أن الله، في الصليب، قد شطب على الإنسان تمامًا! وأنه ـ تبارك اسمه ـ لا يتوقع من الإنسان أي صلاح. والوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تنشئ فيَّ أي صلاح هي «فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ». إن «الله هو العامل فيكم أن تُريدوا»؛ فهو مُنشئ الإرادة والأشواق فينا لأي عمل صالح. ولكن لندرك أنه أيضًا العامل فينا لكي «تعملوا من أجل المسرة» ( في 2: 13 )، ووحده مَنْ يمكنه أن يعطينا الإمكانية لذلك. |
الحديد يطفو! https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Love-To-Us.gif وَقَعَ الْحَدِيدُ فِي الْمَاءِ.. فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: أَيْنَ سَقَطَ؟ فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُودًا وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ ( 2مل 6: 5 ، 6) ينتقل بنا الروح القدس في قصة أليشع من الملوك والعظماء إلى منظر عادي بسيط يتعلق ببناء مكان لسكن بني الأنبياء. وهذه الحادثة توضح لنا بكل بساطة حياة الوداعة والتواضع التي كان يحياها رجل الله. فمن ناحية نراه يعمل لإزالة مِحنة تعرَّض لها ملوك وقواد (2مل3)، ومن ناحية أخرى نراه مهتمًا بقطع الخشب وبناء مسكن لبني الأنبياء. هكذا الرسول بولس، من ناحية كان مهتمًا بجميع الكنائس، ومن ناحية أخرى كان يصنع خيامًا؛ اُستُخدم في خلاص كثيرين من الغرق في الماء، كما خرج ليجمع بعض القضبان ليضعها على النار في الجزيرة التي تُدعى مليطة. وفي الواقع لم يكن أليشع وبولس سوى آنيتين لإظهار روح سيدهما وربهما العظيم، الذي وهو الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، يحتضن ولدًا صغيرًا بين ذراعيه، والذي وهو دائمًا في حضن الآب، كان يدخل بيت رجل صياد. وبينما يوجد رجال الله في أبسط الأعمال، نرى قوة الله تعمل لحسابهم؛ فبينما كان الرسول بولس يجمع القضبان ويضعها على النار، خرجت من الحرارة أفعى ونشبت في يده، لكنه نفض هذا الوحش إلى النار، ولم يتضرر بشيء رديء ( أع 28: 1 -5). «وقع الحديد في الماء ... فقال رجل الله: أين سقط؟ فأراه الموضع، فقطع عودًا وألقاه هناك، فطفا الحديد». وعلى خلاف نواميس الطبيعة صارت الفأس تطفو فوق الماء. لقد أُوقفت نواميس الطبيعة لكي يتعزى الرجل الذي استعار هذه الفأس التي سقطت منه في الماء بينما كان يقطع خشبًا. الله الذي هو خالق النواميس التي تحكم الخليقة، هو وحده الذي يستطيع أن يُغيِّر هذه النواميس لكي يُظهر قدرته؛ القدرة التي جعلت بطرس يمشي على الماء، كما جعلت الحديد يطفو فوق الماء. إن الطريقة التي بها صار الحديد يطفو فوق الماء أظهرت قدرة الله بلا شك، لأنه لا علاقة مُطلقًا بين السبب والنتيجة، بين إلقاء عود من الخشب وبين حديد يطفو. ألا نرى في هذا العمل حقيقة روحية عميقة؟ نعم نحن نرى أن عودًا من الخشب أُلقي في الماء فقهر قوة النهر، والأردن رمز للموت. إذًا نرى من خلال الحادثة: أولاً: الصليب وقد قهر الموت، وأيضًا نرى بيت الله يُبنى بهذا الذي خرج من الموت، الذي له كل المجد. |
الذي عَظَّمهُ الملك https://files.arabchurch.com/upload/i...1322304903.jpg عَظَمَةِ مُرْدَخَايَ الَّذِي عَظَّمَهُ الْمَلِكُ ... ثَانِىَ الْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ، وَعَظِيمًا بَيْنَ الْيَهُودِ ... ( أس 10: 2 ، 3) إن «عظمة مردخاي الذي عظَّمه الملك» تذكِّرنا بذاك الذي صار إنسانًا ليتألم عن الخطية، ولكنه الآن كإنسان قد مجَّده الآب «فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا، وأخضع كل شيءٍ تحت قدميه، وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء» ( أف 1: 21 ، 22). هذه هي عظمة مردخاي الحقيقي، الرب يسوع المسيح، الذي من أجل اتضاعه هنا وطاعته حتى الموت موت الصليب، هو الآن مُمجَّد أعلى من السماوات، وإليه دُفع كل سلطان في السماء وعلى الأرض ( مت 28: 18 )، وقد حصل على هذا المركز كالإنسان المُمجَّد بتنازله إلى أقل مكان وبموته موت الصليب. «ثاني الملك»... يُمكننا أن نرى في ذلك ما يُشير إلى المسيح كعبد يهوة الكامل عندما تنازل إلى هذا العالم ليصنع مشيئة الآب، والأمين في مشهد انعدمت فيه الأمانة لله، حتى إنه وجد فيه كل سروره. وحتى في المستقبل، وهو على العرش، سيكون خادم الآب أيضًا كما كان هنا على الأرض. و1كورنثوس15: 24-28 يصوِّره لنا كمَن سيملك حتى يضع أعداءه تحت قدميه، وحينئذٍ كالقائد المِقدام الذي وكَّل إليه سيده أمر إخماد ثورة في مملكته، وإذ يتمم هذه الخدمة يقدِّم تقاريره للملك بإتمامها. وعلى ذلك نقرأ في 1كورنثوس15: 28 أنه بعد أن يُخضع كل شيء لله، حينئذٍ ربنا يسوع المسيح ـ كإنسان ـ سيخضع لله. بعد أن يتم نهائيًا قوله: «العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» ( يو 17: 4 ). هذه هي النهاية؛ نهاية إتمام العمل الذي لأجله صار إنسانًا. «عظيمًا ... ومقبولاً عند كثرة إخوته» ... يا له من تغيير سيشمل البقية الأمينة عندما يكون الرب لهم كما كان لهم مردخاي هنا! ويا له من تغيير سيتم بنفس النظام أيضًا! فإن توبتهم وتجديدهم سيكونان بعد اجتيازهم «ضيقة يعقوب» التي نرى ظلالها في سفر أستير ( زك 12: 10 -14؛ 13: 1؛ إر30: 7). «طالبًا الخير لشعبه ومتكلمًا بالسلام لكل نسله». وهذا يُعيد إلى ذاكرتنا قصة يوسف، وبالأخص الكلمة المذكورة قي تكوين50: 21 «فالآن لا تخافوا. أنا أعولكم وأولادكم. فعزاهم وطيَّب قلوبهم». وكما كان الأمر مع يوسف وإخوته، هكذا سيكون مع المسيح وإخوته حسب الجسد عندما يجتمعون مرة أخرى تحت حُكمه، ويسكنون في ملء السلام والنجاة والبركة. |
كيفية مواجهة الشر https://files.arabchurch.com/upload/i.../643893095.jpg تَكَلَّمْ بِهَذِهِ، وَعِظْ، وَوَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَانٍ. لاَ يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَدٌ ( تي 2: 15 ) هذه العبارة يوجهها بولس إلى ابنه في الإيمان وشريكه في الخدمة تيطس، وفيها ملخَّص خدمة تيطس في جزيرة كريت. ولا ننسى ما كان عليه جنس الكريتيين الأشرار من صفات ذميمة، وصفها «واحدٌ منهم ـ وهو نبيٌ لهم خاصٌ» ـ عاش قبل المسيح بما لا يقل عن 600 سنة، وهو الفيلسوف ”ابيمانيد“، أنهم: «الكريتيون دائمًا كذَّابون. وحوش ردية. بطون بطَّالة». أي أنهم بحسب وصف واحد من أُدبائهم وفلاسفتهم اشتهروا بالكذب والوحشية والشراهة. وفي أيام الرسول بولس كانت ما زالت هذه الصفات فيهم، لذلك قال: «هذه الشهادة صادقة» أي أن ذلك الفيلسوف قال الصدق عن مواطنيه ( تي 1: 12 ، 13). لذلك كان لا بد لخدمة تيطس بين هؤلاء القوم أن تتميز بالسلطان. وهناك حالات يكون فيها استعمال السلطان، بحسب الله بيد مَنْ أقامهم لصيانة الترتيب في بيت الله، هو الوسيلة الوحيدة لصد تيار الشر. غير أن هذا ليس معناه أن ”التوبيخ“ هو دائمًا الوسيلة الوحيدة أو الرئيسية. لأن اللطف والنعمة والتشجيع والاحتمال والمحبة ـ جميع هذه الوسائل تكسب القلوب وتبني الآخرين. لكننا نريد أن نقول: إنه في بعض الحالات تكون الشدة لازمة لوقف الشر والحد منه. إن الرب نفسه تكلَّم بسلطان إلى البحر الهائج، ووبَّخ بسلطان الأرواح الشريرة. ولكن هذه لم تكن الناحية الجوهرية من نشاطه، ولا كانت كذلك الناحية الجوهرية من خدمة تيطس مندوب الرسول في كريت. قال الرب عن نفسه: «تعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب» ( مت 11: 29 ). إنه كما «بزجرته ينشِّف البحر»، أيضًا بكلمة تشجيع فيها عطف ومحبة كان «يُغيث المُعيي بكلمة» ( إش 50: 2 ، 4). أما تيطس فكان السلطان لازمًا له أولاً لأن البيئة التي دُعيَ للخدمة فيها كانت منحطة أدبيًا. وثانيًا لأنه كان حديث السن. لذلك كان لازمًا له أن يتصرف بكيفية تجعله لا يتعرَّض لأي احتقار، لأن كرامته من كرامة كلمة الله التي كان ينادي بها. وكل إهانة تلحقه إنما كانت تمس كرامة هذه الكلمة التي أؤتمن عليها. ولذلك يقول له الرسول: «لا يَستَهِن بكَ أحدٌ»، وهكذا قال أيضًا لتيموثاوس ( 1تي 4: 12 )، لأن تيموثاوس كان مثل تيطس حديث السن. |
رفقة المُعيَّنة https://files.arabchurch.com/upload/i...1258567723.jpg .. أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: أَمِيلِي جَرَّتَكِ لأَشْرَبَ فَتَقُولَ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا، هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِك ( تك 24: 14 ) لم تكن مُهمة العبد في أور الكلدانيين هي أن يجد فتاة مناسبة لإسحاق؛ فالمُناسِبَات كن كثيرات، ولكن كانت مهمته هي أن يجد العروس المُعيَّنة لإسحاق، ورفقة كانت معروفة ومُعيَّنة سابقًا ( تك 22: 23 ). فليست أية فتاة مؤمنة هي الفتاة المعيَّنة من الله للمؤمن كزوجة ( تك 2: 18 ؛ عا3: 3). ونحن نتذكَّر أن مراسيم الزواج الأول تمت في جنة عدن لراحة آدم وسعادته. وفي الوقت الذي أخضع الرب كل شيء لإرادة آدم ولسعادته، إلا أنه ظلَّ وحيدًا، وفي حاجة إلى رفيق ليملأ الفراغ، لهذا «قال الرب الإله: ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له مُعينًا نظيره» ( تك 2: 18 ). ولاحظ دقة التعبير «مُعينًا نظيره (شريكًا)»، والكلمة ترد في هامش ترجمة داربي «Partenar or Counterpart»، أي ”الجزء المُكمِّل“ أو ”الجزء المُتمِّم“. ويُستخدم هذا التعبير لوصف آلة مكونة من قطعتين؛ كل قطعة هي الجزء المُكمِّل للآخر بحيث لا يمكن أن تعمل الآلة بفاعلية إلا بوجود القطعتين متَّحدتين وملتّصقتين معًا. وبالتأكيد لا يصلح أي جزء من أي آلة ليُكمِّل جزء من آلة أخرى. عزيزي الشاب .. ربما تسألني: وكيف أعرف المُعيَّنة لي من بين كل المؤمنات اللواتي أعرفهن؟! وإجابتي: في قصة تكوين 24 نرى قيمة وفاعلية الصلاة وبخاصة ”الصلاة في الروح“. فإن إرشاد الروح القدس وقيادته هو مُميز أبناء الله في يوم الروح القدس. فما أن رفع العبد قلبه في صلاة، حتى استجابها الله «وإذ كان لم يفرغ بعد من الكلام، إذا رفقة التي وُلدت لبتوئيل ابن مِلكة امرأة ناحور أخي إبراهيم، خارجة وجرَّتها على كتفها» (ع15، 45)، الأمر الذي جعله يتفرَّس في الفتاة صامتًا (ع21). أخي المحبوب ... لا تخطو خطوة واحدة، خصوصًا في تلك الأمور التي لا يمكن نقضها أو الرجوع فيها، دون رفع صلاة حارة لكي يكون الاختيار لله، دون أن يكون لك دخل فيه على الإطلاق، ولكي يحفظك من كل الأخطار، ولكي يُعلن لك إرادته. ولتكف الفتيات المسيحيات عن التفكير في جذب الانتباه نحوهن، ولتسكِّن الفتاة قلبها كفطيم، ولتترك الأمر لله لكي يختار لها الشاب الذي يزيد جمالها، ويحمي ضعفها، ويبادلها محبتها. |
كرامة الخدمة الحقيقية https://files.arabchurch.com/upload/i...1249733783.jpg إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ ( يو 12: 26 ) من الأمور المهمة التي ينبغي أن نعرفها جيدًا أنه من الممكن أن يكون هناك ”شغل“ كثير دون أن تكون هناك أية خدمة. والخادم الحقيقي هو الذي يصنع مشيئة سيده ومسرته. فقد يخدم خادم من الصباح إلى المساء في كد وتعب، ولكن ليس كما يريد سيده ولا حسب مسرة قلبه. فهل هذا يُحْسَب خادمًا؟ هل تعبه هذا يُحْسَب خدمة؟ إن المطلوب في الخادم، قبل كل شيء، هو أن يكون في خضوع، فلا يمارس إرادته الذاتية واستحسانه البشري في الخدمة، وأن يكون صاحيًا واعيًا لا يتخلَّف بعدم فهم عن ما هي إرادة الله الصالحة، وأن يكون نشيطًا فيؤدي الخدمة بغيرة متوقدة متوثبة. وعلى كل هذه أن يكون مُحبًا؛ بالمحبة يَخدم، ومن نبع المحبة تفيض خدمته. تأمل أصحاب داود الثلاثة الذين شقُّوا المَحَلَّة، واستقوا ماء من بئر في قبضة الأعداء ( 2صم 23: 14 -17)، لقد فهموا مشيئة مسيح الرب، وبالمحبة المضحية في خضوع ووعي وغيرة خدموه مُخاطرين بأنفسهم، فأُكْرِمُوا. لقد جاءوا بخدمتهم إلى سيدهم فرحين بعملهم خدمةً له تُشبع قلبه. إنهم لم يعلنوا عنها ولم يطبِّلوا ويزمِّروا مفتخرين بما عملوا، بل كان فرحهم في أنهم صنعوا مسرة داود. والرب يسوع يقول: «إن كان أحدٌ يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي» ( يو 12: 26 )، فهل نحن على استعداد لأن نتبعه في الطريق الذي انتهى به إلى الرفض، وحَملِْ العار خارج المَحَلَّة؟ ويجب أن ندرك تمام الإدراك أنه من المُلذ لقلب الرب وأكثر بركة لقلوبنا أن نكون «في شركة معه». هذا أفضل من أن نخدمه مجرَّد خدمة. ونحن نقرأ عن البعض أنهم «تركوا كل شيء وتبعوه» هذه هي روح الخدمة الحقيقية. ويا لها من بركة عظيمة عندما يستحوذ الروح القدس على القلب، ويكشف عن جمال وكمال وصفات «ابن الله»، حتى يشبع به القلب، ويزدري بكل شيء عَداه! لأنه لا يوجد شيء يمكنه أن يطرد العالم من قلوبنا غير حلول المسيح فيها. ليتنا نجتهد أن نكون مرضيين عنده ونصنع مرضاته. هذه هي الخدمة الأعظم التي نؤديها لسيدنا. وشرف هذه الخدمة يمكن أن يكون من نصيب أي مؤمن؛ الصغير والضعيف مثل الكبير والموهوب، الجميع يمكنهم ذلك إن جنَّدوا الإرادة لإشباع محبته. |
سوداء وجميلة https://files.arabchurch.com/upload/i...5841942941.jpg أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ ... لاَتَنْظُرْنَ إليَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ، لأنَّ الشَّمْسَ قَدْ لوَّحَتْنيِ ( نش 1: 5 ، 6) يمكننا أن نرى في فعل حرارة الشمس التي لوَّحت العروس إشارة إلى تأثير معاملات الله معنا وتدريباته لنا بالآلام، فإنه علاوة على معاملاته الحُبية الحلوة معنا، هناك طرق وتدريبات إلهية مُذللة لنفوسنا، وهذه جوهرية ولازمة لنا كتلك أيضًا. إن كل طرق الله وتدريباته وإن كانت مُذلة لنفوسنا، وتجعلنا ندرك حقارتنا في ذواتنا، إلا أنها تُجمِّل حياتنا بسجايا وفضائل روحية جليلة القدْر. نعم إن التأديب، وإن كان أليمًا ولكنه «أخيرًا يعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام» لأنه «لأجل المنفعة، لكي نشترك في قداسته» ( عب 12: 10 ، 11). إن ما جعل الرسول بولس وضيعًا في عيني نفسه كما في عيون آخرين أيضًا كان في الواقع ربحًا روحيًا له، فقد استطاع مقاوموه أن يقولوا عنه بأن «حضور الجسد ضعيف، والكلام حقير» ( 2كو 10: 10 )، ولكنه إذ كان ضعيفًا فقد حلَّت عليه قوة المسيح. فإن كان السواد ظاهرًا فيه، فإن الجمال كان باهرًا أيضًا إذ اجتذب قلوب المؤمنين لأنهم رأوا فيه جمال المسيح يسوع ( غل 4: 14 ). فإذا كانت طرق الله وتدريباته أليمة ومُذلة، إلا أنها تنقي حياتنا من كل ما هو من الجسد ومن كل ما لا يليق بالعروس، بل بالحري تُكسب النفس جمالاً روحيًا مقدسًا. إن كل جمال يزيِّن حياة العروس إنما هو من الوجه الواحد نتيجة لمعاملات المسيح الحُبية الحلوة، ومن الوجه الآخر نتيجة لمعاملات الله التأديبية المؤلمة، وإن ما يذللنا ويحقِّرنا في أعين ذواتنا، يمهّد السبيل للتمتع بغنى نعمة المسيح. لقد اختبر أيوب قديمًا كيف أن شمس التجارب قد لوَّحته فقال: «حَرِش جلدي عليَّ وعظامي احترَّت من الحرارة فيَّ» ( أي 30: 30 )، وقد كان هذا لازمًا له لتنقيته من الاعتماد على بره الذاتي، وإزالة ما كان في نفسه من زهو. كان لازمًا أن تحرقه الشمس بحرارتها اللافحة حتى يذبل «لأن الشمس أشرقت بالحرّ، فيبَّست العُشب، فسقط زهره وفَنيَ جمال منظره. هكذا يذبل الغني أيضًا في طُرقه»، وماذا تكون نتيجة هذه التدريبات؟ «طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكَّى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه» ( يع 1: 11 ، 12). |
الفرصة الضائعة https://files.arabchurch.com/upload/i...7607077904.jpg اذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ ( أع 24: 25 ) فيلكس الوالي رغم شره الواضح، إلا أن نعمة الله أتاحت له أن يتعامل مع الرسول بولس ويسمع منه كلامًا هامًا عن خلاص نفسه، فكان كلام بولس معه مُركِّزًا على مستقبله الأبدي، وعن موقع حياته من الرب يسوع، الأمور التي كان هذا الوالي يتجاهلها ولم تكن في حساباته قط. كلَّمه بولس عن البر وعن التعفف وأخيرًا عن الدينونة ورهبتها حيث النار التي لا تُطفأ والدود الذي لا يموت. تأثر فيلكس بالكلام وارتعد، لكنه للأسف أجَّل أخطر قرار وقال لبولس: «اذهب، ومتى حصلت على وقت أستدعيك». ولم يُخبرنا الكتاب أنه حصل على وقت، والآن هو في أشد الندم في الهاوية على هذه الفرصة الثمينة التي أهدرها ليس برفضه لها بل بتأجيله لقبولها. فقد كان عنده وقت لأمور كثيرة لن يتوقف عليها خلاصه الأبدي، ولكن أهم وأخطر شيء لم يكن عنده وقت له. عزيزي .. ربما سمعت عظات كثيرة لكثير من الخدَّام، آسف أن أخبرك أن سماعك للوعظ فقط ليس كافٍيًا. ربما في سماعك لبعض العظات تأثرت لكن هذا التأثر بدون أخذ قرار رجوعك للرب ليس كافٍيًا. ربما اقتنعت أنه يجب أن يكون لك رجوع حقيقي للرب ولكن ليس الآن بل غدًا، لكن اقتناعك هذا لن يفيد طالما لم ترجع إلى الرب بعد. فها شخص كان له كل هذا، ومع ذلك هلك، رغم أنه تأثر، وذلك لأنه لم يعطِ لأمور الله وقتًا وأجّل أخطر قرار. ولأنه لم يسمع لقول الكتاب الذي يعرِّفنا أن وقت الخلاص ليس غدًا ولا حتى بعد ساعات، بل «الآن» ... «هوذا الآن وقت مقبولٌ. هوذا اليوم يوم خلاصٍ» ( 2كو 2: 6 و3). فهل تأتي قبل فوات الأوان؟ http://www.arabchurch.com/forums/images/icons/icon7.gif |
الساعة الآن 08:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025