![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ليعرف الإنسان قدر نفسه حتى لا يتجرأ أحد فيأخذ لنفسه منصب الرعاية، بينما لا تزال الرذيلة تسيطر عليه، وتتسبب في إدانته. فإن الذي أفسدته الآثام لا يجب أن يشفع من أجل آثام الآخرين. الأب غريغوريوس (الكبير) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg مَنْ يُحِبُّ الحِكْمَةَ يُفَرِّحُ أَبَاه، وَرَفِيقُ الزَوَانِي يُبَدِّدُ مَالًا [ع 3]. يدعونا سفر الأمثال إلى الدخول في علاقة حب مع الحكمة: "أحببها فتصونك" (أم 4: 6)، وهنا يقول: "من يحب الحكمة يُفرح أباه" (أم 29: 3). وجاء في سفر الحكمة: "صرت محبًا لجمالها" (حك 8: 2). إنه يدخل كما في علاقة عُرس روحي! من يدخل في صداقة مع الزواني يبدد ما له ويفسد حياته. لذا ينصحنا الرسول: "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها" (2 تي 2: 23). كما يقول: "أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد... ومن التصق بالرب فهو روح واحد" (1 كو 6: 16-17). فمن يلتصق بزانية يفقد كل شيءٍ، أما من يلتصق بالرب فينعم بالوحدة معه، ويفرح به الآب السماوي كما يفرح به والداه. * إن كان أحد يطيع سليمان، ويأخذ الحكمة الحقيقية كرفيقة له، وشريكة حياته، هذه التي يقول عنها: "أحببها فتصونك" "اِرفعها فتُعلِّيك" (راجع أم 4: 6، 8)، فإنه يُعد نفسه لهذا الحب، محافظًا على ثوب العرس طاهرًا، فرحًا بهذا العرس، حتى لا يُطرد إذ يرتدي ما هو لائق بالمتزوج. واضح أن الشوق إلى هذا النوع من العُرس مشترك بالنسبة للرجال والنساء على حدٍ سواء. إذ يقول الرسول: "ليس ذكر ولا أنثى" (غل 3: 28)، والمسيح هو كل شيء لكل الكائنات البشرية. هدف المحب الحقيقي للحكمة الالتصاق بالله، الحكمة الحقيقية، العريس غير الفاسد، فيكون له محبة الحكمة الحقيقية، أي الله. القديس غريغوريوس النيسي القديس إكليمنضس السكندري |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إن كان أحد يطيع سليمان، ويأخذ الحكمة الحقيقية كرفيقة له، وشريكة حياته، هذه التي يقول عنها: "أحببها فتصونك" "اِرفعها فتُعلِّيك" (راجع أم 4: 6، 8)، فإنه يُعد نفسه لهذا الحب، محافظًا على ثوب العرس طاهرًا، فرحًا بهذا العرس، حتى لا يُطرد إذ يرتدي ما هو لائق بالمتزوج. واضح أن الشوق إلى هذا النوع من العُرس مشترك بالنسبة للرجال والنساء على حدٍ سواء. إذ يقول الرسول: "ليس ذكر ولا أنثى" (غل 3: 28)، والمسيح هو كل شيء لكل الكائنات البشرية. هدف المحب الحقيقي للحكمة الالتصاق بالله، الحكمة الحقيقية، العريس غير الفاسد، فيكون له محبة الحكمة الحقيقية، أي الله. القديس غريغوريوس النيسي |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* في رأيي صورة النفس التي تشتاق إلى حفظ التقليد المبارك دون فقدان نقطة واحدة تجري أحيانًا هكذا: "عندما يحب إنسان الحكمة يُفرح قلب أبيه". الآبار التي تستخدم على الدوام تمدنا بمياه أنقى، أما الآبار التي لا يسحب منها أحد فتصير نتنة. الاستخدام يجعل الحديد أكثر بريقًا، وعدم الاستخدام يجعله ينتج صدأ. بوجه عام، الاستخدام (العمل) يجعل النفوس والأجسام صحية. القديس إكليمنضس السكندري |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg المَلِكُ بالعَدْلِ يُثَبِّتُ الأَرْضَ، والقَابِلُ الهَدَايَا يُدَمِّرُهَا [ع 4]. تفسد الرشوة أساسات القوانين وتدمر الأرض، فيلزم أن نبغضها كعدوٍ لنا (أم 15 27). إنها تفسد العدالة (أم 17: 23). بالرشوة يمكن للشخص البلوغ إلى العظماء (أم 18: 16)، ويستعطفهم (أم 19: 6)، لكنها تسبب خصومات، وتفقد الإنسان سلامه (أم 21: 14). جاء ملك الملوك البار وحده ليحول أرضنا إلى سماءٍ، ويعطي للقادة أن يتمتعوا بالشركة معه، فيثبتوا الحق والعدل والبرّ. أما من يطلب الهدايا كرشوة، ويلتصق قلبه بالماديات فيفسد الحكم. * لم يستطع أحد أن يعرف الحكمة، لأنه "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يُعلن له" (مت 11: 27). لذلك أعلن عنه ليوحنا، حيث كانت الحكمة مع الرسول، فنطق لا بما هو حسب فكره الخاص، وإنما ما سكبته الحكمة فيه: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله" (يو 1:1). بالحقيقة لم يستطع الموت أن يُمسك بها، إذ قالت الحكمة: "يا موت، أين غلبتك؟ يا موت، أين شوكتك؟" (راجع 1 كو 15: 55). القديس أمبروسيوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لم يستطع أحد أن يعرف الحكمة، لأنه "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يُعلن له" (مت 11: 27). لذلك أعلن عنه ليوحنا، حيث كانت الحكمة مع الرسول، فنطق لا بما هو حسب فكره الخاص، وإنما ما سكبته الحكمة فيه: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله" (يو 1:1). بالحقيقة لم يستطع الموت أن يُمسك بها، إذ قالت الحكمة: "يا موت، أين غلبتك؟ يا موت، أين شوكتك؟" (راجع 1 كو 15: 55). القديس أمبروسيوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg الرَجُلُ الذِي يُطْرِي صَاحِبَهُ، يَبْسُطُ شَبَكَةً لِرِجْلَيْهِ [ع 5]. مع حاجة الكل إلى كلمات التشجيع، لكن إن تحول المديح إلى إطراء كنوعٍ من المجاملة أو المداهنة أو التسلية، فإنه يكون أشبه بشبكةٍ منصوبةٍ يسقط فيها الشخص. * "فليؤدِّبني الصدِّيق برحمة ويوبخني. أمَّا زيت الخاطئ فلا يدهن رأسي" (مز 140: 5). دُهن الخاطئ هو عبارات الإطراء والتملُّق، هذه يبغضها النبي جدًا. فهو يحب أن يوبخه الصدِّيق ويؤدِّبه بالصرامة مع الرحمة، ولا يريد المديح مع المراءاة والمحاباة. لأن التملُّق والمداهنة لا يفيدان الإنسان شيئًا، بل يزيدانه جهلًا وإثمًا وثباتًا فيهما... قال الله على لسان النبي: "يا شعبي إن الذين يطوِّبونكم يضلُّونكم" (إش 3: 12)، أي إن الذين يمدحونكم ويتكلَّمون عنكم بالنوادر رياءً ونفاقًا، إنَّما يخدعونكم ويهلكونكم بالتمام. أمَّا الذين يوبخونكم وينصحونكم فيحسنون إليكم إحسانًا عظيمًا. * (التراخي مع الخطاة) ليس فضيلة، بل هو ضعف. ولا هو محبَّة أو وداعة بل إهمال، لا بل هو قسوة على تلك النفوس التي يُغفل عنها، فتهلك دون أن تنبِّه على خرابها. القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* "فليؤدِّبني الصدِّيق برحمة ويوبخني. أمَّا زيت الخاطئ فلا يدهن رأسي" (مز 140: 5). دُهن الخاطئ هو عبارات الإطراء والتملُّق، هذه يبغضها النبي جدًا. فهو يحب أن يوبخه الصدِّيق ويؤدِّبه بالصرامة مع الرحمة، ولا يريد المديح مع المراءاة والمحاباة. لأن التملُّق والمداهنة لا يفيدان الإنسان شيئًا، بل يزيدانه جهلًا وإثمًا وثباتًا فيهما... قال الله على لسان النبي: "يا شعبي إن الذين يطوِّبونكم يضلُّونكم" (إش 3: 12)، أي إن الذين يمدحونكم ويتكلَّمون عنكم بالنوادر رياءً ونفاقًا، إنَّما يخدعونكم ويهلكونكم بالتمام. أمَّا الذين يوبخونكم وينصحونكم فيحسنون إليكم إحسانًا عظيمًا. * (التراخي مع الخطاة) ليس فضيلة، بل هو ضعف. ولا هو محبَّة أو وداعة بل إهمال، لا بل هو قسوة على تلك النفوس التي يُغفل عنها، فتهلك دون أن تنبِّه على خرابها. القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg فِي مَعْصِيَةِ رَجُلٍ شِرِّيرٍ شَرَكٌ، أَمَّا الصدِّيق فَيَتَرَنَّمُ وَيَفْرَحُ [ع 6]. يليق بنا أن نميز بين سقوط الشرير وسقوط الصدِّيق. الأول يسقط؛ ويستسلم للسقوط فيتحطم، أما الثاني فإنه وإن سقط يقوم. لهذا حتى بعد سقوطه نفسه ترنم وتسبح الله غافر الخطية ومنقذ النفوس من الفساد. لغة الشرير الإحباط واليأس، ولغة الصدِّيق الرجاء والفرح والتهلل بالرب. * ["أجابهم يسوع: الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يو 8: 34).] إنه عبد، يا ليته لإنسانٍ، بل للخطية! من لا يرتعب أمام مثل هذه الكلمات؟ الرب إلهنا يهبنا - أنتم وأنا - أن أتكلم بتعبيرات لائقة عن هذه الحرية، باحثًا عنها، وأن أتجنب تلك العبودية... يا لها من عبودية بائسة! عندما يعاني البشر من سادة أشرار يطلبون على أي الأحوال تغيير السيِّد. ماذا يفعل عبد الخطية؟ لمن يقدم طلبه؟ إلى من يطلب الخلاص...؟ أين يهرب عبد الخطية؟ فإنه يحمل (سيِّدته، أي الخطية) أينما هرب. لا يهرب الضمير الشرير من ذاته، لا يوجد موضع يذهب إليه. نعم لا يقدر أن ينسحب من نفسه، لأن الخطية التي يرتكبها هي في داخله. يرتكب الخطية لكي يحصل على شيءٍ من اللذة الجسدية. لكن تعبر اللذة وتبقى الخطية. ما يبتهج به يَعبر، وتبقى الشوكة خلفها. يا لها من عبودية شريرة...! لنهرب جميعًا إلى المسيح، ونحتج ضد الخطية إلى الله بكونه مخلصنا. لنطلب أن نُباع لكي ما يخلصنا بدمه. إذ يقول الرب: "مجانًا بُعتم، وستخلصون بدون مالٍ" (إش 52: 3). تخلصون بدون ثمن من جانبكم؛ هكذا يقول الرب، لأنه هو دفع الثمن، لا بمالٍ بل بدمه، وإلاَّ بقينا عبيدًا معوزين. * هذا العالم هو دون شك وادي الدموع الذي فيه يزرع الإنسان وهو باكٍ. إنه يسندك لتستمر في إيمانك. على أي الأحوال، إن شرحت ما يعنيه هذا السفر بالبذار التي نزرعها الآن. إنها الأعمال الصالحة التي خلقها الله لكل واحدٍ منا أن نفعلها (أف 2: 10). وقد خطط لنا أن نقيمها بقوة روحه في وسط أتعاب هذه الحياة المضطربة. من يتعلم أن يمارس عمل الله في هذا العالم - وادي الدموع والأتعاب هذا - يصير متهللًا مثل المزارع المُجِدّْ الذي يزرع البذار حتى في موت الشتاء، فهل تقدر الرياح الباردة والجو القاسي أن يمنعه عن العمل؟ حتمًا لا! هكذا يليق بنا أن نتطلع إلى متاعب هذه الحياة. تُلقى الملاهي في طريقنا بواسطة الشرير، بقصد أن نحيد عن الأعمال الصالحة التي خُلقنا لكي نعملها. تطلعوا ماذا يقول المرتل: "من يخرج باكيًا..." بالحق يجد علة للبكاء، يجد كل واحدٍ منا ذلك. ومع هذا يلزمنا أن نسير، ممارسين أعمال الله الصالحة في طريقنا. كم نكون بائسين إن كنا قد دُعينا للعمل بجدية لكي نبكي فقط دون التطلع إلى أية ثمرة لعملنا. يا لنا من بائسين إن كنا لا نجد أحدًا يمسح دموعنا. لكننا نعرف أن الروح القدس يعمل لكي نستمر في الغرس وسط دموعنا. لأن الروح يعدنا خلال المرتل أننا نعود مندهشين بالفرح! نحمل ثمر تعبنا كتقدمة له. القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ["أجابهم يسوع: الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يو 8: 34).] إنه عبد، يا ليته لإنسانٍ، بل للخطية! من لا يرتعب أمام مثل هذه الكلمات؟ الرب إلهنا يهبنا - أنتم وأنا - أن أتكلم بتعبيرات لائقة عن هذه الحرية، باحثًا عنها، وأن أتجنب تلك العبودية... يا لها من عبودية بائسة! عندما يعاني البشر من سادة أشرار يطلبون على أي الأحوال تغيير السيِّد. ماذا يفعل عبد الخطية؟ لمن يقدم طلبه؟ إلى من يطلب الخلاص...؟ أين يهرب عبد الخطية؟ فإنه يحمل (سيِّدته، أي الخطية) أينما هرب. لا يهرب الضمير الشرير من ذاته، لا يوجد موضع يذهب إليه. نعم لا يقدر أن ينسحب من نفسه، لأن الخطية التي يرتكبها هي في داخله. يرتكب الخطية لكي يحصل على شيءٍ من اللذة الجسدية. لكن تعبر اللذة وتبقى الخطية. ما يبتهج به يَعبر، وتبقى الشوكة خلفها. يا لها من عبودية شريرة...! لنهرب جميعًا إلى المسيح، ونحتج ضد الخطية إلى الله بكونه مخلصنا. لنطلب أن نُباع لكي ما يخلصنا بدمه. إذ يقول الرب: "مجانًا بُعتم، وستخلصون بدون مالٍ" (إش 52: 3). تخلصون بدون ثمن من جانبكم؛ هكذا يقول الرب، لأنه هو دفع الثمن، لا بمالٍ بل بدمه، وإلاَّ بقينا عبيدًا معوزين. * هذا العالم هو دون شك وادي الدموع الذي فيه يزرع الإنسان وهو باكٍ. إنه يسندك لتستمر في إيمانك. على أي الأحوال، إن شرحت ما يعنيه هذا السفر بالبذار التي نزرعها الآن. إنها الأعمال الصالحة التي خلقها الله لكل واحدٍ منا أن نفعلها (أف 2: 10). وقد خطط لنا أن نقيمها بقوة روحه في وسط أتعاب هذه الحياة المضطربة. من يتعلم أن يمارس عمل الله في هذا العالم - وادي الدموع والأتعاب هذا - يصير متهللًا مثل المزارع المُجِدّْ الذي يزرع البذار حتى في موت الشتاء، فهل تقدر الرياح الباردة والجو القاسي أن يمنعه عن العمل؟ حتمًا لا! هكذا يليق بنا أن نتطلع إلى متاعب هذه الحياة. تُلقى الملاهي في طريقنا بواسطة الشرير، بقصد أن نحيد عن الأعمال الصالحة التي خُلقنا لكي نعملها. تطلعوا ماذا يقول المرتل: "من يخرج باكيًا..." بالحق يجد علة للبكاء، يجد كل واحدٍ منا ذلك. ومع هذا يلزمنا أن نسير، ممارسين أعمال الله الصالحة في طريقنا. كم نكون بائسين إن كنا قد دُعينا للعمل بجدية لكي نبكي فقط دون التطلع إلى أية ثمرة لعملنا. يا لنا من بائسين إن كنا لا نجد أحدًا يمسح دموعنا. لكننا نعرف أن الروح القدس يعمل لكي نستمر في الغرس وسط دموعنا. لأن الروح يعدنا خلال المرتل أننا نعود مندهشين بالفرح! نحمل ثمر تعبنا كتقدمة له. القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg الصدِّيق يَعْرِفُ دَعْوَى الفُقَرَاءِ، أَمَّا الشِرِّيرُ فَلاَ يَفْهَمُ مَعْرِفَةً [ع 7]. إذ ينشغل الصدِّيق بإخوته يسمع صوت الفقير، ويتجاوب مع أناته، ويتعرف على شكواه. أما الشرير فيغلق قلبه على "الأنا ego"، ولا يطلب إلا ما يظنه لنفعه الشخصي؛ بهذا يفقد المعرفة الحقيقية. * الرحمة هي فضيلة عامة، والمبدأ الأساسي الذي يجب أن يُعمل به في كل مكان ويمارسه كل سن، فلا يستثني منه الفرِّيسي ولا الجندي ولا الفلاح... لا الغني ولا الفقير، إذ الجميع مدعوُّون أن يُعطوا من ليس لهم، لأن الرحمة هي كمال الفضائل. القديس أمبروسيوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* الرحمة هي فضيلة عامة، والمبدأ الأساسي الذي يجب أن يُعمل به في كل مكان ويمارسه كل سن، فلا يستثني منه الفرِّيسي ولا الجندي ولا الفلاح... لا الغني ولا الفقير، إذ الجميع مدعوُّون أن يُعطوا من ليس لهم، لأن الرحمة هي كمال الفضائل. القديس أمبروسيوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg النَاسُ المُسْتَهْزِئُونَ يَفْتِنُونَ المَدِينَة،َ أَمَّا الحُكَمَاءُ فَيَصْرِفُونَ الغَضَبَ [ع 8]. الإنسان المستهزئ يحسب نجاحه في إثارة الخلافات بين الذين هم حوله، فيظهر كمن يود مصالحتهم وبث السلام بينهم، أو يعمل لمصلحتهم كما فعل ديمتريوس الصائغ صانع هياكل فضة لأرطاميس (أع 19: 23-41). أما الإنسان الحكيم فيجد سلامه في سلام إخوته، يصرف الغضب عن نفسه، كما يصرفه عن إخوته، ليعيش الكل في سلام الله الحقيقي. * عمل القديس نيلوس السينائي مقارنةً بين هذين المقدارين من الفضيلة في حالتيّ المباركين موسى النبي وأخيه هارون: حيث أنّ طقس تغطية الصدر والقلب بالصُدرة الكهنوتية الذي كان يُجريه هارون عند دخوله قدس الأقداس كان يمثل حالة الإنسان الذي رغم غضبه في قلبه، فهو يُقمع هذا الغضب بالصراع والصلاة. أما حالة الإنسان الذي ليس في قلبه أي غضب إطلاقًا، لأنه بلغ إلى الكمال بنصرته على الأوجاع والشياطين، فيقارنها القديس نيلوس بما قيل عن موسى النبي، وذلك بقوله: "قدّم موسى النبي الصدر كذبيحة، لأن النفس تسكن في القلب، والقلب في الصدر". ويقول سليمان الحكيم: "الحكماء يصرفون الغضب" (أم 29: 8)، ويقول الكتاب بخصوص هارون: "اصنع ثيابًا مقدسة لهارون أخيك للمجد والبهاء، وتُكلِّم جميع حكماء القلوب الذين ملأتُهم روح حكمةٍ أن يصنعوا ثياب هارون لتقديسه ليكْهن لي.. صُدرة ورداء إلخ. وتجعل في صُدرة القضاء الأوريم والتميم... لتكون على قلب هارون عند دخوله أمام الرب" (خر 28: 2-4، 30). وهذا يعلِّمنا نحن الرهبان أنه من اللائق بنا أن نغطِّي على غضب القلب بأفكارٍ طيبةٍ متواضعةٍ هادئةٍ، وأن لا نسمح للغضب أن يصعد إلى الحنجرة حيث يفضح اللسان نتانة هذا الغضب. * قال أنبا موسى: "الذي يحتمل كلمة ظلم أو تعيير من أجل المسيح بتواضع يكمِّل استشهاده، ومَنْ يتمسكن من أجل الله يعوله الله، ومَنْ يُظهر ضعفه أمام الله أو يصير أحمق من أجله يُحكِّمه الله". فردوس الآباء القديس غريغوريوس (الكبير) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* عمل القديس نيلوس السينائي مقارنةً بين هذين المقدارين من الفضيلة في حالتيّ المباركين موسى النبي وأخيه هارون: حيث أنّ طقس تغطية الصدر والقلب بالصُدرة الكهنوتية الذي كان يُجريه هارون عند دخوله قدس الأقداس كان يمثل حالة الإنسان الذي رغم غضبه في قلبه، فهو يُقمع هذا الغضب بالصراع والصلاة. أما حالة الإنسان الذي ليس في قلبه أي غضب إطلاقًا، لأنه بلغ إلى الكمال بنصرته على الأوجاع والشياطين، فيقارنها القديس نيلوس بما قيل عن موسى النبي، وذلك بقوله: "قدّم موسى النبي الصدر كذبيحة، لأن النفس تسكن في القلب، والقلب في الصدر". ويقول سليمان الحكيم: "الحكماء يصرفون الغضب" (أم 29: 8)، ويقول الكتاب بخصوص هارون: "اصنع ثيابًا مقدسة لهارون أخيك للمجد والبهاء، وتُكلِّم جميع حكماء القلوب الذين ملأتُهم روح حكمةٍ أن يصنعوا ثياب هارون لتقديسه ليكْهن لي.. صُدرة ورداء إلخ. وتجعل في صُدرة القضاء الأوريم والتميم... لتكون على قلب هارون عند دخوله أمام الرب" (خر 28: 2-4، 30). وهذا يعلِّمنا نحن الرهبان أنه من اللائق بنا أن نغطِّي على غضب القلب بأفكارٍ طيبةٍ متواضعةٍ هادئةٍ، وأن لا نسمح للغضب أن يصعد إلى الحنجرة حيث يفضح اللسان نتانة هذا الغضب. * قال أنبا موسى: "الذي يحتمل كلمة ظلم أو تعيير من أجل المسيح بتواضع يكمِّل استشهاده، ومَنْ يتمسكن من أجل الله يعوله الله، ومَنْ يُظهر ضعفه أمام الله أو يصير أحمق من أجله يُحكِّمه الله". فردوس الآباء |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* عندما يُضرب سلام العقل بالغضب، فإنه يحزنه ويمزقه، كمن يسقط في ارتباكٍ، فلا يكون في انسجام مع نفسه، ويفقد قوة انسجامه الداخلي. لنأخذ إذن في اعتبارنا مدى خطورة خطية الغضب، التي بها نفقد اللطف، التشبه على صورة العلي. بالغضب تُطرد الحكمة، فنُترك في جهالة بالكامل ماذا نعمل وكيف نعمل. القديس غريغوريوس (الكبير) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg رَجُلٌ حَكِيمٌ إِنْ حَاكَمَ رَجُلًا أَحْمَقَ، فَإِنْ غَضِبَ وَإِنْ ضَحِكَ فَلاَ رَاحَةَ [ع 9]. يصعب على أحمق أن يدرك أخطاءه ويعترف بها، إذ هو دومًا متصلف بآرائه، يظن أنه على حق في كل شيءٍ. فإن حاول إنسان حكيم أن يوجهه سواء بالحزم أو اللطف لن يقبل توجيهاته ونصائحه. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg أَهْلُ الدِمَاءِ يُبْغِضُونَ الكَامِل،َ أَمَّا المُسْتَقِيمُونَ فَيَسْأَلُونَ عَنْ نَفْسِهِ [ع 10]. الشخص العنيف وقاسي القلب وسافك الدم يبغض الإنسان المستقيم، لأن الأخير يدينه، إن لم يكن علانية فخلال سلوكه الذي يوخز ضمير الشرير. أول مَثَل في حياة البشرية لذلك قايين الذي قتل أخاه هابيل، لا لسبب سوى أنه قدم ذبيحة مقبولة لدى الله (تك 4: 5). أما الإنسان المحب للفضيلة فيستريح للإنسان المستقيم ويلتصق به. * المجالسة مع الذين غير حكماء تُفتت القلب، ومحادثة الفضلاء ينبوع عذب. * لا تنزل عند المسترخين، وإلا صيَّرت نفسك في الدرجة السفلى، بل لتكن مناجاتك مع محبي الخير، كي تكون سكناك معهم في الأعالي. لذلك ليكن مقامك بشجاعة في المواضع التي فيها المعرفة العليا. اذهب إلى بلدة النور، ولا تنزل عند الخطاة. مار إسحق السرياني |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لا تنزل عند المسترخين، وإلا صيَّرت نفسك في الدرجة السفلى، بل لتكن مناجاتك مع محبي الخير، كي تكون سكناك معهم في الأعالي. لذلك ليكن مقامك بشجاعة في المواضع التي فيها المعرفة العليا. اذهب إلى بلدة النور ولا تنزل عند الخطاة. مار إسحق السرياني |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* المجالسة مع الذين غير حكماء تُفتت القلب ومحادثة الفضلاء ينبوع عذب. مار إسحق السرياني |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg الجَاهِلُ يُظْهِرُ كُلَّ غَيْظِهِ، والحَكِيمُ يُسَكِّنُهُ أَخِيرًا [ع 11]. الإنسان الجاهل مستعد أن يبحث عن أي سبب ليثور ويغضب بغيظ على الآخرين، دون مبالاة لنتائج سخطه. أما الإنسان الحكيم فيتأنى، وإن ثار في داخله على تصرفٍ ما لا يتسرع حتى يهدأ، ويدرس الموقف في رويَّة دون انفعالٍ. كان هامان جاهلًا وأحمق حيث وجد علة ليقتل شعبًا بأكمله بسبب تصوره أن أحد أفراد هذا الشعب لم يكرمه ويسجد له كإله. أما داود الملك فبحكمة كان يبحث عن علة ليهدئ نفسه ضد مقاوميه، فرفض الانتقام من شاول الملك، كما سمع لأبيجايل ومدحها لأنها منعت يده من سفك دم رجلها نابال. * يجدر بنا أن نقمع كل حركة من حركات الغضب ونلطفها تحت إرشاد التمييز (الحكمة)، حتى لا نتهور بالغيظ الأعمى، الأمر الذي قال عنه سليمان: "الجاهل يظهر كل غيظهِ، والحكيم يسكنهُ أخيرًا" (أم 29: 11). بمعنى أن الإنسان الجاهل يلتهب بانفعال الغضب لينتقم لنفسه، أما الحكيم فبسبب نضوج مشورته ولطفه يطفئ الغضب شيئًا فشيئًا ويتخلص منه. يقول الرسول أمرًا مشابهًا: "لا تنتقموا لأنفسكم أيُّها الأحباءُ، بل أعطوا مكانًا للغضب. لأنهُ مكتوب ليَ النقمة أنا أجازي يقول الربُّ" (رو 12: 19). بمعنى لا تسمحوا لقلوبكم أن تُحبس في مضايق عدم الصبر والجُبن، حتى متى ثارت أية عاصفة عنيفة للغضب لا تقدر أن تحتملها، لكن لتكن قلوبكم متسعة تتقبل موجات كلمات الغضب في تيارات الحب المتسعة التي "تحتمل كلَّ شيءٍ... وتصبر على كل شيءٍ" (1 كو 7:13). وهكذا تتسع أذهانكم بطول الأناة والصبر، ويكون فيه أعماق المشورة الأمينة التي تواجه دخان الغضب وتبيده. يمكن أن تفهم العبارة بالمعنى التالي: إننا نضع مكانًا للغضب، وذلك بقدر ما نخضع بذهنٍ متواضعٍ هادئ لانفعال الآخرين، وننحني لعدم صبر الثائرين، كما لو كنا نستحق كل صنوف الخطأ (كتأديبٍ لنا). أما الذين يشوهون معنى الكمال الذي يتحدث عنه الرسول مفسرين وضع مكان الغضب بأنه الابتعاد عن الإنسان في وقت غضبه. يبدو لي أنهم بهذا لا يقطعون أسباب الغضب، بل يهيجون بواعث النزاع. لأنه ما لم نصلح غضب القريب في الحال بإصلاحٍ مملوء تواضعًا فإن الابتعاد يثير القريب أكثر... يتكلم سليمان عن أمرٍ كهذا قائلًا: "لا تسرع بروحك إلى الغضب، لأن الغضب يستقر في حضن الجهال" (جا 7: 9). و"لا تبرز عاجلًا إلى الخصام لئَلاَّ تفعل شيئًا في الآخر حين يخزيك قريبك" (أم 25: 8). وهو بهذا لا يلوم التسرع في النزاع بمعنى أنه يمدح النزاع المتأخر. بنفس الطريقة يجب أن نفهم القول: "غضب الجاهل يُعرَف في يومهِ. أما ساتر الهوان فهو ذكيّ" (أم 12: 16)، لأنه لا يعني أن الحكيم يُخزن انفجار الغضب خفية، إنما يلوم انفجار الغضب المتهور... يلزمه أن يخفي الانفجار بهذا السبب، وهو أنه بينما يتركه إلى حين يهدأ روح الغضب إلى الأبد. لأن هذه هي طبيعة الغضب، عندما يترك له مكان (أي لا نتسرع به) يضعف ويبيد، أما إذا عُرض الغضب في حالة الثورة، فإنه يحرق أكثر فأكثر. يجب على القلوب أن تتسع وتنفتح حتى لا تنحصر في مضيقات الجُبن وتمتلئ بالغضب المتزايد، وتصير قادرة أن تتقبل وصايا الله بما يدعوه النبي" (اتساع القلب) أو الاتساع الفائق". إذ يقول النبي: "في طريق وصاياك سعيت عندما وسعت قلبي" (مز 119: 32). لأن بطء الغضب هو حكمة، نتعلمها بواسطة أقوال الكتاب المقدس الواضحة. لأن "بطيء الغضب كثير الفهم، وقصير الروح معلِّي الحمق" (أم 14: 29). لذلك يقول الكتاب المقدس عن الشخص الذي طلب من الرب عطية الحكمة: "وأعطى الله سليمان حكمةً وفهمًا كثيرًا جدًّا، ورحبة قلب كالرمل الذي على شاطئِ البحر" (1 مل 4: 29). الأب يوسف ليدرك الغضوب ما يقوله الحق لمختاريه: "بصبركم اقتنوا أنفسكم" (لو 21: 19). إن طريقة الخَلْقْ هي في الحقيقة لشأن عجيب، حيث أن العقل يتحكم في النفس، وتسيطر النفس على الجسد. لكن النفس تفقد سيطرتها على الجسد إذا لم يسيطر العقل عليها. لذلك يبين لنا الرب أن الحِلم هو الحارس على أحوالنا، ويعلمنا أيضًا أنه بالحلم يمكن أن نمتلك أنفسنا. وهكذا ندرك فداحة خطيئة عدم الحُلم (أي الغضب) عندما نرى أننا به نفقد ماهيتنا (كينونتنا). ليسمع الغاضبون ما يقوله سليمان: "الجاهل يُظهِر كلَّ غيظَه، والحكيمُ يُسَكِنُهُ أخيرًا." (أم 29: 11) إنه بدافع الغضب تتعرى الروح كليةَ، وتنزع إلى الغضب بسرعة أكثر وهذا لعدم توافر الانضباط الداخلي الحكيم. أما الإنسان الحكيم فإنه يتحفظ ويترك الأمور المستقبلية تهتم بذاتها. وعندما يخطئ إليه أحد لا يندفع إلى الانتقام على التو، لأنه يرغب باحتماله أن لا يفقد الآخرين مع أنه يعرف حقيقةً أن كل الأشياء سيتم عقابها بقضاءٍ عادلٍ في يوم الدينونة الأخير. ومن جهة أخرى ينبغي أن نعظ الحليم بأن لا يحزن قلبه مما يقاسي منه خارجيًا. فهذه التضحية العظيمة التي يقدمها هؤلاء دون أي عائق لا ينبغي أن تفسدها أية عدوَى بخبثٍ داخلي. لأنه حتى لو لم يرَ الناس حزنهم فإن العين الإلهية الفاحصة تراه. البابا غريغوريوس (الكبير) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأن "بطيء الغضب كثير الفهم، وقصير الروح معلِّي الحمق" (أم 14: 29). لذلك يقول الكتاب المقدس عن الشخص الذي طلب من الرب عطية الحكمة: "وأعطى الله سليمان حكمةً وفهمًا كثيرًا جدًّا، ورحبة قلب كالرمل الذي على شاطئِ البحر" (1 مل 4: 29). الأب يوسف |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ليت غير الحليم يستمع إلى قول الكتاب المقدس: "البطيء الغضب خير من الجبار، ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة" (أم 16: 32). الانتصار على المدن أقل أهمية، لأن ما يتم إخضاعه هنا هو شيء خارجي، لكن الانتصار عن طريق الحِلم فهو فعل أعظم بكثير، لأن العقل هو الذي ينتصر ويسيطر بنفسه على نفسه، حين يجبر الحِلم العقل على التحكم داخليًا في ذاته. ليدرك الغضوب ما يقوله الحق لمختاريه: "بصبركم اقتنوا أنفسكم" (لو 21: 19). إن طريقة الخَلْقْ هي في الحقيقة لشأن عجيب، حيث أن العقل يتحكم في النفس، وتسيطر النفس على الجسد. لكن النفس تفقد سيطرتها على الجسد إذا لم يسيطر العقل عليها. لذلك يبين لنا الرب أن الحِلم هو الحارس على أحوالنا، ويعلمنا أيضًا أنه بالحلم يمكن أن نمتلك أنفسنا. وهكذا ندرك فداحة خطيئة عدم الحُلم (أي الغضب) عندما نرى أننا به نفقد ماهيتنا (كينونتنا). ليسمع الغاضبون ما يقوله سليمان: "الجاهل يُظهِر كلَّ غيظَه، والحكيمُ يُسَكِنُهُ أخيرًا." (أم 29: 11) إنه بدافع الغضب تتعرى الروح كليةَ، وتنزع إلى الغضب بسرعة أكثر وهذا لعدم توافر الانضباط الداخلي الحكيم. أما الإنسان الحكيم فإنه يتحفظ ويترك الأمور المستقبلية تهتم بذاتها. وعندما يخطئ إليه أحد لا يندفع إلى الانتقام على التو، لأنه يرغب باحتماله أن لا يفقد الآخرين مع أنه يعرف حقيقةً أن كل الأشياء سيتم عقابها بقضاءٍ عادلٍ في يوم الدينونة الأخير. ومن جهة أخرى ينبغي أن نعظ الحليم بأن لا يحزن قلبه مما يقاسي منه خارجيًا. فهذه التضحية العظيمة التي يقدمها هؤلاء دون أي عائق لا ينبغي أن تفسدها أية عدوَى بخبثٍ داخلي. لأنه حتى لو لم يرَ الناس حزنهم فإن العين الإلهية الفاحصة تراه. البابا غريغوريوس (الكبير) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg الحَاكِمُ المُصْغِي إِلَى كَلاَمِ كَذِبٍ، كُلُّ خُدَّامهِ أَشْرَارٌ [ع 12]. الحاكم أو القائد الشرير في أية جماعة يمثل بؤرة تضم أشرارًا يشاركونه شره، وبمشورتهم الشريرة يدفعونه بالأكثر إلى الشر. فعندما طلب يربعام وكل إسرائيل من رحبعام بن سليمان أن يخفف النير عنهم، استشار أحداثًا غير حكماء، وأجاب: "إن خنصري أغلظ من مُتُن أبي... أبي أدَّبكم بالسياط، وأما أنا فبالعقارب" (2 أي 10:10-11) فانقسمت المملكة، واعتزله عشرة أسباط. * المشير الأحمق حارس أعمى، والمشير الحكيم حصن للثقة. القدِّيس مار اسحق السرياني |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg الفَقِيرُ والظَالِمُ يَتَلاَقَيَان. الرَبُّ يُنَوِّرُ أَعْيُنَ كِلَيْهِمَا [ع 13]. يعني بالظالم هنا المرابي المستغل للفقير، الذي يقرض الفقراء بالربا دون مراعاة لظروفهم وإمكانياتهم. وكان يليق به أن يدرك أن الذي وهب الفقير نور الحياة هو بنفسه الذي وهبه ذات النور. فالله هو مصدر حياة الاثنين، وهو الذي سيقضي بينهما. * لقد بدأتم تنتسبون إلى عائلة عظيمة، وبهذا النسب يصير الكل إخوة: السيِّد والعبد، القائد والجندي، الغني والفقير. للمسيحيِّين آباء أرضيُّون مختلفو الرتب والطبقات، فمنهم من هم نبلاء، ومنهم المُزدرى بهم، ومع هذا فجميعهم يدعون أبًا سماويًا واحدًا، جميعهم يقولون: "أبانا الذي في السماوات"، فهل فهموا أنهم إخوة؟! فلا يستنكف السيِّد من أن يعتبر العبد أخًا له، ناظرًا إلى ربنا يسوع أنه وهبه أن يكون أخًا له. بالحب وحده يتميز أولاد الله عن أولاد إبليس. * بالحب وحده يتميز أولاد الله عن أولاد إبليس. يمكن للإنسان أن يعتمد ويُولد مرة أخرى، لكن لينظر إلى قلبه ويرى إن كان يحب أخاه، عندئذ يقول بحق: "أنا ابن لله". وإلاَّ فمع نواله سمة السرّ، يكون ليس بأفضل من هارب من الجيش ومتشرد. القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* بالحب وحده يتميز أولاد الله عن أولاد إبليس. يمكن للإنسان أن يعتمد ويُولد مرة أخرى، لكن لينظر إلى قلبه ويرى إن كان يحب أخاه، عندئذ يقول بحق: "أنا ابن لله". وإلاَّ فمع نواله سمة السرّ، يكون ليس بأفضل من هارب من الجيش ومتشرد. القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لقد بدأتم تنتسبون إلى عائلة عظيمة، وبهذا النسب يصير الكل إخوة: السيِّد والعبد، القائد والجندي، الغني والفقير. للمسيحيِّين آباء أرضيُّون مختلفو الرتب والطبقات، فمنهم من هم نبلاء، ومنهم المُزدرى بهم، ومع هذا فجميعهم يدعون أبًا سماويًا واحدًا، جميعهم يقولون: "أبانا الذي في السماوات"، فهل فهموا أنهم إخوة؟! فلا يستنكف السيِّد من أن يعتبر العبد أخًا له، ناظرًا إلى ربنا يسوع أنه وهبه أن يكون أخًا له. القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg المَلِكُ الحَاكِمُ بِالحَقِّ لِلْفُقَرَاءِ، يُثَبَّتُ كُرْسِيُّهُ إِلَى الأَبَدِ [ع 14]. الذي يحكم بالعدل ويهتم برعاية الفقراء والمحتاجين تسنده العناية الإلهية، فيثبت ملكه، وتحل البركة على أولاده وأحفاده. * لنزرع تلك البذور الصالحة بسخاء حتى نحصد في الوقت المناسب بسخاء. الآن هو وقت للزرع، حيث أسألكم ألا تتجاهلوا، حتى يمكننا في زمن الحصاد أن نجمع ثمار ما زرعناه هنا، ونستمتع بالحنو المترفق من قِبَلْ الرب. * إن دعوت صديقًا يبقى يشكرك حتى المساء، لكن الصداقة تبقى إلى حين وتنتهي سريعًا جدّا، فلا توازي ما تكلَّفته من مصاريف. أما إن دعوت فقيرًا أو مشوَّهًا، فإن الشكر لا يفسد، لأن الله يذكره لك أبديًا، لن ينساه، إذ يكون هو نفسه مدينًا لك. القديس يوحنا الذهبي الفم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إن دعوت صديقًا يبقى يشكرك حتى المساء، لكن الصداقة تبقى إلى حين وتنتهي سريعًا جدّا، فلا توازي ما تكلَّفته من مصاريف. أما إن دعوت فقيرًا أو مشوَّهًا، فإن الشكر لا يفسد، لأن الله يذكره لك أبديًا، لن ينساه، إذ يكون هو نفسه مدينًا لك.
القديس يوحنا الذهبي الفم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لنزرع تلك البذور الصالحة بسخاء حتى نحصد في الوقت المناسب بسخاء. الآن هو وقت للزرع، حيث أسألكم ألا تتجاهلوا، حتى يمكننا في زمن الحصاد أن نجمع ثمار ما زرعناه هنا، ونستمتع بالحنو المترفق من قِبَلْ الرب. القديس يوحنا الذهبي الفم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg العَصَا والتَوْبِيخُ يُعْطِيَانِ حِكْمَةً، والصَبِيُّ المُطْلَقُ إِلَى هَوَاهُ يُخْجِلُ أُمَّهُ [ع 15]. الوالدان اللذان لا يهتمان بتربية طفلهما يتلفان نفسه، ويحطمان شخصيته، ويصير خزيًا وعارًا لهما. فالتوبيخ والتأديب بحكمةٍ وحبٍ يسندان الطفل للتمتع بالحكمة. لقد أهمل عالي الكاهن في تربية ابنيه، فهلكا وهلك هو معهما، وضاع تابوت العهد من الشعب، وانهزم الجيش. * التأديب (أو التوبيخ) هو دليل على الرعاية المُحبَّة، وهو يقود إلى الفهم. يظهر المعلِّم هذا التوبيخ حين يقول في الكتاب: "كم مرَّة أردتُ أن أجمع أولادك، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (مت 23: 37). ويقول الكتاب أيضًا: "زنوا وراء الأصنام والحجر، وقرَّبوا محرقاتهم للبعل". إنه لدليل عظيم على حبِّه، فمع أنه يعرف خزي الذين رفضوه، وأنهم جروا بعيدًا عنه، مع ذلك يحثَّهم على التوبة. ويقول حزقيال: "أما أنت يا ابن آدم لا تخَف أن تكلِّمهم، فربَّما يسمعون" (راجع حز 2: 6). ويقول لموسى: "اذهب وقل لفرعون أن يُطلق شعبي. ولكن أنا أعلم أنه لن يطلقهم." هنا يظهر كلا الأمرين: أُلوهيَّته، التي تظهر من سابق علمه بالذي سوف يحدث، وحبُّه، بإتاحته الفرصة لهم أن يختاروا التوبة لأنفسهم. وباهتمامه بالشعب وبَّخهم بإشعياء قائلًا: "هذا الشعب أكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمُبتعد عنِّي" (إش 29: 13). ويقول أيضًا: "باطلًا يعبدونني، وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس". (مت 15: 9). هنا رعايته المُحبَّة تظهر خطاياهم والخلاص جنبًا إلى جنب. القدِّيس إكليمنضس السكندري |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg إِذَا سَادَ الأَشْرَارُ كَثُرَتِ المَعَاصِي. أَمَّا الصدِّيقونَ فَيَنْظُرُونَ سُقُوطَهُمْ [ع 16]. يظن الأشرار أنهم ناجحون، وقد نالوا سلطة، لكن سرعان ما يسود البرّ، ويرى الصدِّيقون الأشرار ساقطين. * كما أن القديس هو هيكل الله، هكذا الخاطئ يقيم من نفسه قبرًا. القديس جيروم * يموت من هم ليسوا بقديسين في خطاياهم، أما القديسون فيتوبون عنها. يتحملون جراحاتهم، ويدركون أخطاءهم. ثم يسعون إلى الكاهن بحثًا عن العلاج، أو ينشدون التطهير بواسطة الأسقف. العلامة أوريجينوس الأب قيصريوس أسقف آرل |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg أَدِّبِ ابْنَكَ فَيُرِيحَكَ، وَيُعْطِيَ نَفْسَكَ لَذَّاتٍ [ع 17]. من يؤدب ابنه يجد راحة في الوقت المناسب، ويجني ثمار مفرحة ولذَّات مبهجة للنفس. * الأب لا يهذب ابنه لو لم يحبه، والمعلم الصالح لا يصلح من شأن تلميذه ما لم يرَ فيه علامات نوال الوعد. عندما يرفع الطبيب عنايته عن مريض، يكون هذا علامة يأسه من شفائه. * أيهما أفضل أن ندخل معركة (التأديب) إلى حين ونحمل أوتاد الحسكة (أسياخ من الخوازيق)، وتكون معنا أسلحة، ونرهق من حمل التروس الثقيلة، لكي نفرح بعد ذلك خلال الغلبة، أم نبقى عبيدًا إلى الأبد، لأننا لم نقدر أن نحتمل ساعة واحدة. القديس چيروم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* الأب لا يهذب ابنه لو لم يحبه، والمعلم الصالح لا يصلح من شأن تلميذه ما لم يرَ فيه علامات نوال الوعد. عندما يرفع الطبيب عنايته عن مريض، يكون هذا علامة يأسه من شفائه. * أيهما أفضل أن ندخل معركة (التأديب) إلى حين ونحمل أوتاد الحسكة (أسياخ من الخوازيق)، وتكون معنا أسلحة، ونرهق من حمل التروس الثقيلة، لكي نفرح بعد ذلك خلال الغلبة، أم نبقى عبيدًا إلى الأبد، لأننا لم نقدر أن نحتمل ساعة واحدة. القديس چيروم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَعْبُ، أَمَّا حَافِظُ الشَرِيعَةِ فَطُوبَاهُ [ع 18]. يقصد بالرؤيا البصيرة الداخلية، والرؤية الصادقة، ومعرفة كلمة الرب. وكما قيل: "وكانت كلمة الرب عزيزة في تلك الأيام؛ لم تكن رؤيا كثيرة" (1 صم 3: 1). أما القائد الذي يتجاوب مع كلمة الرب ويحفظ الوصية، فتنفتح عيناه ويتمتع بحياة مطوّبة تنعكس على من يرشدهم ويرعاهم. * أسفار (الكتاب المقدس) محيط تجد فيه الدُرة الخفية. فعلى المفسر أن يغطس في الماء ليستخرجها. يغطس العقل في الأسفار، ويستخرج الدُرة، ويُريها للتجار. ويغطس الذهن في التوراة، فيمسك الدرَّة الإلهية. ويقدمها اللسان للسامعين، فيقول: علقوا بأذهانكم ابنة النور كزينة لكم. القديس مار يعقوب السروجي القديس يوحنا الذهبي الفم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* أسفار (الكتاب المقدس) محيط تجد فيه الدُرة الخفية. فعلى المفسر أن يغطس في الماء ليستخرجها. يغطس العقل في الأسفار، ويستخرج الدُرة، ويُريها للتجار. ويغطس الذهن في التوراة، فيمسك الدرَّة الإلهية. ويقدمها اللسان للسامعين، فيقول: علقوا بأذهانكم ابنة النور كزينة لكم. القديس مار يعقوب السروجي |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg بِالكَلاَمِ لاَ يُؤَدَّبُ العَبْدُ، لأَنَّهُ يَفْهَمُ وَلاَ يُعْنَي [ع 19]. جاءت الترجمة السبعينية "العبد العنيد". فالإنسان العنيد المملوء خبثًا لا يمكن إصلاح أموره بالحديث الطيب اللين، لأنه يحتاج إلى شيءٍ من الحزم. لأنه وإن أدرك خطورة تصرفه إلا أنه لا يبالي، وذلك بسبب عناده. يرى البعض أننا في مرات كثيرة نحتاج في عنادنا إلى حزم الله وتأديباته لنا، كما فعل مع يونان حين أصرّ على عدم الطاعة، فسمح الله بهياج البحر عليه، وبإلقائه في البحر، وفي نفس الوقت أعد له حوتًا وأنقذه. * بالقول: "بالكلام لا يؤدب العبد"، لا يأمر (سليمان) أن يترك (العبد) لنفسه، بل ينصح بالوسائل التي يلزم استخدامها للإصلاح. وإلا ما كان قد قال: "بالكلام لا يُؤدب". إذ يقول في موضع آخر إنه ليس فقط العبد بل والابن غير المؤدَّب يلزم إصلاحه بالضرب، فيأتي بثمرٍ عظيمٍ. إذ يقول: تضربه أنت بعصا، فتُنقذ نفسه من الهاوية" (أم 23: 14). القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* بالقول: "بالكلام لا يؤدب العبد"، لا يأمر (سليمان) أن يترك (العبد) لنفسه، بل ينصح بالوسائل التي يلزم استخدامها للإصلاح. وإلا ما كان قد قال: "بالكلام لا يُؤدب". إذ يقول في موضع آخر إنه ليس فقط العبد بل والابن غير المؤدَّب يلزم إصلاحه بالضرب، فيأتي بثمرٍ عظيمٍ. إذ يقول: تضربه أنت بعصا، فتُنقذ نفسه من الهاوية" (أم 23: 14). القديس أغسطينوس |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg ماذا يقول الكتاب المقدس عن النميمة وعواقبها تتحدث الكتب المقدسة بوضوح وحزم عن مخاطر النميمة وآثارها الضارة على األفراد والمجتمعات على حد سواء. إن كلمة الله، بحكمته الالمتناهية، تدرك أن لكلماتنا قوة عظيمة - قوة للبناء أو الهدم. نجد في سفر األمثال تحذيرات عديدة من النميمة. يخبرنا سفر الامثال :16:28 "رَجُلُ الأَكَاذِيبِ يُطْلِقُ الْخُصُومَةَ، وَالنَّمَّامُ يُفَرِّقُ الأَصْدِقَاءَ." (أم 16: 28).هنا نرى كيف أن النميمة يمكن أن تصدع حتى أوثق العالقات، وتزرع الشقاق حيث يجب أن تكون هناك وحدة. وبالمثل، اْلُمَقَّرِب ِفُئ َناٌر، َوِبَغْيِر َنِميَمٍة َتْخُمُد ُخُصوَمٌة". يوضح هذا التشبيه الجميل كيف أن النميمة يذّكرنا سفر الامثال 26:20 "بِعَدَمِ الْحَطَبِ تَنْطَفِئُ النَّارُ، وَحَيْثُ لاَ نَمَّامَ يَهْدَأُ الْخِصَامُ." (أم 26: 20) تؤجج النزاع، وتبقي على الخالفات التي لوالها لتلاشت. يتناول العهد الجديد أيًضا هذه المسألة بشكل مباشر. ففي رسالته إلى أهل رومية يدرج القديس بولس في رسالته إلى أهل رومية النميمة في قائمة أولئك الذين ابتعدوا عن هللا، إلى جانب تجاوزات خطيرة أخرى (رومية :1 32-29). يؤكد هذا الوضع على الخطورة التي ينظر بها هللا إلى النميمة. في رسالته إلى تيموثاوس، يحّذر بولس في رسالته إلى تيموثاوس من أولئك الذين "يثرثرون ويثرثرون ويتكلمون بما ال ينبغي لهم" (1تيموثاوس 5:13). يسلط هذا المقطع الضوء على كيف أن النميمة غالًبا ما تنطوي على التحدث عن أمور ال تعنينا، والتدخل في الشؤون الخاصة لآلخرين. قمة مختارة" "تنزل إلى أعماق عواقب النميمة، كما هو موضح في الكتاب المقدس، وخيمة. يصف سفر الامثال :18 8 "كَلاَمُ النَّمَّامِ مِثْلُ لُقَمٍ حُلْوَةٍ وَهُوَ يَنْزِلُ إِلَى مَخَادِعِ الْبَطْنِ." (أم 18: 8).مما يشير إلى مدى عمق النميمة في جرح أولئك الذين تستهدفهم. النميمة تدمر الثقة وتضر بالسمعة وتخلق انقساًما داخل المجتمعات. ومع ذلك، دعونا نتذكر أن إلهنا هو إله الرحمة والفداء. في حين أن الكتاب المقدس واضح بشأن خطيئة النميمة، الا أنه يقدم أيًضا ْلأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا. إن كان أحد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل، قادر أن يلجم كل الجسد أيضا ألأمل ألولئك الذين يسعون إلى تغيير طرقهم. كما يذكرنا يعقوب :3 2 قادر أن يلجم كل الجسد أيضا . فلنسَع إًذا إلى هذا الكمال، ولنسَع دائًما إلى استخدام كلماتنا للخير، للبناء ال للهدم، للتوحيد لا للتفريق |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg كيف يمكننا التمييز بين النميمة الضارة ومشاركة المعلومات الضرورية هذا سؤال حساس، ألن الخط الفاصل بين النميمة الضارة ومشاركة المعلومات الضرورية قد يبدو في كثير من األحيان غير واضح. ومع ذلك، بإرشاد الروح القدس والرغبة الصادقة في التصرف بالمحبة، يمكننا أن نتعلم التمييز بين االثنين. دعونا نفكر في الدافع وراء كالمنا. غالًبا ما تنبع النميمة من الرغبة في الشعور باألهمية، أو أن نكون "على دراية"، أو أن نكتسب بعض المزايا على اآلخرين. وكثيًرا ما تنطوي على متعة معينة في مشاركة المعلومات السلبية عن اآلخرين. ومن ناحية أخرى، يكون الدافع وراء مشاركة المعلومات الضرورية هو االهتمام الحقيقي برفاهية اآلخرين أو المجتمع ككل. يجب علينا فحص محتوى ما تتم مشاركته. عادًة ما تتضمن النميمة معلومات خاصة أو شخصية ال يحق لنا مشاركتها. قد تكون تخمينية أو مبالغ فيها أو حتى كاذبة. مشاركة المعلومات الضرورية، ولكنها تتعامل مع الحقائق ذات الصلة بالشخص أو المجموعة التي تتلقى المعلومات. وهي المعلومات التي لديهم حاجة أو حق مشروع في معرفتها. كما أن سياق وطريقة المشاركة أمران حاسمان أيًضا. فغالًبا ما تحدث النميمة في بيئات غير رسمية، ويتم مشاركتها همًسا أو في جو من السرية. وتنتشر بشكل عشوائي، دون اعتبار لمن يجب أو ال يجب أن يسمع المعلومات. وعلى النقيض من ذلك، عادة ما تتم مشاركة المعلومات الضرورية في بيئات مناسبة، مع التكتم على من يتلقى المعلومات. يجب علينا أيًضا أن نفكر في التأثير المحتمل لكلماتنا. هل ستبني أم تهدم؟ هل ستعزز الوحدة أم الفرقة؟ كما أوصانا القديس بولس ِهْم، ِلَكْي َيْنَتِفَع ِبِه الَّساِمُعوَن". افسس 4: 29 "لا تخرج كلمة ردية من افواهكم، بل كل ما كان صالحا للبنيان، حسب الحاجة، كي يعطي نعمة للسامعين" ويكمن الفرق الرئيسي اآلخر في استعدادنا ألن نكون مسؤولين عن كلماتنا. إذا كنا نشارك المعلومات بدافع الضرورة الحقيقية، فيجب أن نكون مستعدين للوقوف إلى جانب تلك المعلومات عالنية. أما النميمة، من ناحية أخرى، فغالًبا ما تزدهر النميمة في ظل عدم الكشف عن الهوية واإلنكار. أخيًرا، دعونا ال ننسى أهمية الصالة والتمييز في هذه األمور. قبل أن نتكلم، يجب أن نتوقف لنسأل أنفسنا: هل هذه المعلومات لي ألشاركها؟ هل أنا الشخص المناسب لمشاركتها؟ هل هذا هو الوقت والمكان المناسبان؟ ما هي دوافعي الحقيقية؟ كيف يريدني يسوع أن أتعامل مع هذا الموقف؟ تذكروا أننا كأتباع للمسيح، نحن مدعوون لنكون صانعي سالم ووكلاء مصالحة. يجب أن تهدف كلماتنا دائًما إلى الشفاء لا ألذى؛ إلى التوحيد، ال إلى التفريق. دعونا نسعى جاهدين الستخدام موهبتنا في الكالم بحكمة ومحبة، ساعين دائًما إلى أن نعكس محبة ربنا يسوع المسيح وحقيقته |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg ما هي الدوافع النفسية والروحية وراء النميمة؟ لفهم ظاهرة النميمة، يجب أن نتعمق في أعماق قلب اإلنسان وعقله. إن الدوافع وراء النميمة معقدة، وتتداخل فيها عوامل نفسية وروحية تعكس ضعفنا البشري وحاجتنا إلى نعمة الله. من من منظور نفسي، غالبًا ما تنبع النميمة من حاجة عميقة الجذور للتواصل واالنتماء. فالبشر بطبيعتهم مخلوقات اجتماعية، باأللفة والترابط. ويمكن أن يجعلنا ذلك نشعر بأهميتنا، كما لو كنا نمتلك ومشاركة المعلومات عن الاخرين يمكن أن تخلق شعورًا معرفة خاصة. هذه الرغبة في التواصل االجتماعي ليست خاطئة بطبيعتها، لكن النميمة تمثل محاولة مضللة لتلبية هذه الحاجة. ومن الدوافع النفسية األخرى الرغبة في تعزيز احترام الذات. من خالل التحدث بشكل سلبي عن اآلخرين، قد يحاول األفراد رفع مكانتهم أو الشعور بتحسن في أنفسهم بالمقارنة. وهذا يعكس انعدام الامن األساسي واالفتقار إلى القيمة الذاتية الحقيقية، والتي يمكن العثور عليها بصدق الا في الاعتراف بهويتنا كأبناء الله المحبوبين. يمكن أن تكون النميمة أيًضا بمثابة وسيلة إلدارة القلق وعدم اليقين. من خالل مناقشة الاخطاء أو المصائب المتصورة للاخرين، قد يشعر الناس بشعور بالسيطرة على بيئتهم أو بالراحة من مشاكلهم الخاصة. يشير هذا إلى حاجة أعمق للثقة في عناية هللا وسيادته. من من منظور روحي، غالًبا ما تكشف النميمة عن نقص في المحبة والشفقة تجاه جيراننا. إنه يدل على الفشل في رؤية الكرامة المتأصلة في كل شخص كخليقة الله. وكما يذّكرنا القديس يوحنا: "وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ." (1 يو 4: 8) يمكن اعتبار النميمة مظهًرا من مظاهر ابتعادنا عن محبة الله. يمكن أن تكون النميمة شكًال من أشكال الكبرياء والحكم. عندما نتكلم بالسوء عن اآلخرين، نضع أنفسنا في موضع الدّيان، وهو دور يخص الله وحده. وكما عّلمنا يسوع: "لا تدينوا والا سُتدانون أنتم أيًضا" (متى :7 1). هذا الموقف المتكبر يعكس العمى الروحي عن أخطائنا وحاجتنا إلى الرحمة. يمكن أيًضا أن يكون الدافع وراء نشر النميمة هو شعور في غير محله بالبر أو التفوق األخالقي. قد يبرر البعض نميمتهم على أنها "قول الحق" أو "فضح الخطيئة"، ولكن هذا غالًبا ما يخفي وراءه انعدام التواضع والفشل في الاعتراف بخطايانا وحاجتنا إلى نعمة الله. في بعض الحالات، قد تنبع النميمة من غضب أو استياء لم يتم حّله. فبدًال من معالجة النزاعات مباشرة أو السعي للمصالحة كما يدعونا المسيح أن نفعل، قد يلجأ األفراد إلى النميمة كشكل من أشكال االنتقام غير المباشر أو العدوان السلبي. أخيًرا، يجب أن ندرك أن النميمة يمكن أن تكون أداة للعدو. وكما يحذرنا القديس بطرس "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ." (1 بط 5: 8). إن فهم هذه الدوافع ال ينبغي أن يقودنا إلى اليأس، بل إلى الشفقة - سواء ألنفسنا أو لآلخرين الذين يعانون من النميمة. دعونا نتذكر أننا جميًعا مقصرون في حق مجد هللا وفي حاجة دائمة إلى نعمته. من خالل التعرف على الاسباب الجذرية للنميمة، يمكننا أن نعالجها بشكل أفضل في حياتنا وفي مجتمعاتنا، ونسعى دائًما للنمو في المحبة والتواضع والثقة بالله |
الساعة الآن 07:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025