منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديسين بالحروف الأبجدية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74194)

Mary Naeem 14 - 10 - 2012 08:09 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القس منسى يوحنا

نبوغه وتقواه:


ولد سنة 1899 م. بناحية هور مركز ملوي من أبوين مسيحيين تقيين، ومات أبوه وهو في سن الطفولة فعنيت أمه بتربيته وتشرَّب منها التقوى والحكمة والبر بالفقراء والمساكين. دفعته غيرته على تقدم الكنيسة ونموها على أن يكرس حياته لخدمتها، فالتحق بالمدرسة الإكليريكية وهو في السادسة عشرة من عمره ونبغ فيها بالرغم من صغر سنه. ولما تخرج من المدرسة الإكليريكية عُين واعظًا لكنيسة ملوي القبطية فقوبل فيها أولًا مقابلة شاب في العشرين من عمره، ولكن سرعان ما وجد فيه شعبها واعظًا تقيًا قديرًا، فأحبه الجميع حبًا جمًا. وقد رُسم كاهنًا لكنيسة ملوي في يناير سنة 1925 م. بناء على تزكية إجماعية من شعبها، وكان يوم رسامته يومًا مشهودًا اشترك في الاحتفال به جميع أهل المدينة على اختلاف مذاهبهم.
وكان كثير القراءة إلى حد بعيد، واستطاع أن يستوعب مئات الكتب وهو بعد في حداثة سنه، وعلى الرغم من عمره القصير ولكنه كان دسم عامر بالإنتاج الذي لم يستطعه الشيوخ، فكان كارزًا إكليريكيًا عظيمًا وأشهر وعاظ الصعيد في عصره بمركز ملوي.
وقد ألَّف خمسة عشر كتابًا في موضوعات روحية ولاهوتية وعقائدية، كما كتب عن الكتاب المقدس وفي تاريخ الكنيسة، بالإضافة إلى العديد من المقالات في الصحف والمجلات. وبرز أثناء الحركة الوطنية فكان فيها خطيب ملوي الفذ.
وقد حلت به في سنيّ حياته القصيرة تجارب متنوعة تحملها بصبر مقدمًا عنها لله خالص الشكر، جرب في أبنائه فكان كلما رزق ابنًا اختطفه الموت منه، وجرب كثيرًا في صحته، ثم توفت والدته سنة 1928 م. وكان حزنه عليها شديدًا. وأخيرًا عرف القس منسى يوحنا يوم نياحته فقال لمن حوله يوم 16 مايو سنة 1930 م. "سأموت الليلة فأرجو أن تُصّلّوا عليَّ في ملوي وتدفنونني في هور"، وتنيح في تلك الليلة. وقد أحبه الجميع حتى الطوائف غير الأرثوذكسية وبكوه بكاءً حارًا. وكان القس منسى يوحنا محبوبًا جدًا من المسلمين حتى أنهم كانوا يتهافتون على حمل نعشه يوم وفاته.

Mary Naeem 14 - 10 - 2012 08:09 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد منصور بن بطرس ورفقاؤه الشهداء


https://st-takla.org/Pix/Egypt/Islami...rle-Vernet.jpg


مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810
كان إبراهيم السرياني مسيحيًا وجحد الإيمان في مصر في عصر المماليك الشراكسة، بل سعى بمنصور بن بطرس ورفيقه داود وجرَّهما من برية شيهيت إلى مصر رغبة في أن يدفعهما إلى جحد الإيمان. لكنهما صبرا وصرعا الشيطان بأن نالا إكليل الشهادة. وقد نفذت بسالتهما إلى قلب إبراهيم فتاب وسار بدوره في طريق الاستشهاد ليكفِّر عن خطيئته.

Mary Naeem 14 - 10 - 2012 08:11 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة مهرائيل



نشأتها:


عاشت في القرن الرابع الميلادي وورد اسمها في بعض المخطوطات "مهراتي" ومعناه بالعربية "سلامة الله". نشأت في كنف أبوين مسيحيين صالحين ببلدة طموه بمحافظة الجيزة. كان أبوها القس يوأنس كاهنًا تقيًا مداوم على الصلوات والعبادة وزوجته امرأة فاضلة اسمها إيلاريا. وإذ لم يرزقا بنسل كانا يصليان بحرارة من أجل أن يعطيهما الرب نسلًا، وقد تنبأ لهما الأنبا بيصاري أسقف منف بأن الله سيعطيهما نسلًا، وفعلًا استجابت السماء لهذه الطلبة ورزقا بهذه القديسة.
رؤيا لوالدها:


تربت هذه القديسة على حياة التقوى مواظبة على العبادة بقلب لا يفتر، وحينما بلغت الثانية عشر من عمرها ظهرت السيدة العذراء لأبيها القس يوأنس وقالت له: "إنني جئت إليك بسبب ابنتك مهرائيل أدعوها إلى عرس ولدي إلى مدينة أورشليم السمائية حيث لا جوع ولا تعب ولا عطش بل تكون في الفرح والسرور الدائم". فأجاب القس يوأنس وقال للسيدة العذراء: "كيف أفعل هذا وأسلم ابنتي إلى أرض بعيدة وغريبة؟" فقالت القديسة مريم: "حي هو الرب الإله ضابط الكل إني بعد نياحة ابنتك سوف أرسل جسدها إليك لتدفنها في أي موضع تختاره".
ثم دهنت السيدة العذراء القديسة مهرائيل بعطرٍ، فبدأت تجري على يديها آيات وعجائب، وكان كل من به عِلَّة من المرض إذا ما صلت على قليل من الزيت وتدهن به العليل كان يبرأ من وقته.
اضطهادها:


وقد تحقق وعد السيدة العذراء لها بأنها ستنال إكليل الشهادة، فحين أعلن الإمبراطور الوثني دقلديانوس اضطهاده للمؤمنين واستشهد أعداد كبيرة منهم خرجت مهرائيل إلى شاطئ النهر ووجدت قاربًا يحمل جمعًا غفيرًا من المساقين إلى الاستشهاد فمضت معهم دون أن تخبر والديها. ولما وصلت المركب إلى مدينة أنصنا وقفت مهرائيل ذات الإثني عشر عامًا بين المتقدمين للاستشهاد، ففكر الوالي في أن يطلق سراحها لصغر سنها ولكنها جاهرت بإيمانها أمامه ولعنت آلهته الوثنية.فاستشاط غضب الوالي وأمر بتعذيبها ولكن الرب حفظ القديسة من كل سوء.
أخيرًا أمر الوالي بوضعها في صندوق به ثعابين وعقارب ويضعوها في المركب ثم يرموها، فسارت المركب ثلاثة أيام والقديسة بداخل الصندوق تسبح الله، ثم في اليوم الرابع ظهر لها السيد المسيح وقال لها: "سلام لكِ يا شهيدة، يا قديسة. السلام لمهرائيل النقية. هوذا قد أوصلتك إلى بيت أبيكِ القس يوأنس حسب ما وعدت به والدتي. والعطر الذي سكبَته على رأسِك والدتي أنا أجعل رائحته في جسدك إلى انقضاء أجيال. وكل من يبني كنيسة على اسمِك أكتب اسمه في ملكوت السماوات. وكل من يسمي ابنته على اسمِك أحفظه من كل سوء". وكان كل من بالمركب يشم رائحة عطر ولا ينظروا أحد بل يسمعوا الصوت فقط، فلحقهم خوف عظيم.
نياحتها:


بعد ذلك بقليل انتقلت روحها إلى الرب، وقد حدثت ريح شديدة أوقفت المركب عند طموه بلدها، فغادر الجنود المركب وتركوها على الشاطئ وذهبوا ليشتروا مأكولات من البلد، فلما رجعوا نظروا نورًا عظيمًا جدًا فأحضروا أهل البلد وشاهدوا هذا النور، فأخبر الجنود أهل البلد بما حدث مع الشهيدة مهرائيل، ثم حضر أبوها القس يوأنس مع جمع كبير من أهل المدينة وأخذوا جسدها وكفنوه بكرامة ونقلوه من هناك وبنوا كنيسة فوقه وكانت تجرى منه آيات وعجائب كثيرة. في عهد الإمبراطور قسطنطين أمر ببناء كنيسة باسمها في طموه وتم تكريسها في الثاني والعشرين من شهر مسرى وأودع فيها جسد الشهيدة. وقد أعيد الاحتفال بها بعد 600 سنة من اندثار كنائسها في عيد استشهادها في 14 طوبة (22 يناير).

Mary Naeem 14 - 10 - 2012 08:12 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب موتيوس


الراهب وعدم الظهور:


سأل أخ الأب موتيوس قائلًا: إذا تركت العالم لأسكن في مكان، كيف تريدني أن أعيش هناك؟ أجابه الشيخ: إذا سكنت في مكان، لا تفكر أن يكون لك فيه اسم في أي شيء. أي لا تخرج إلى الاجتماع ولا تأكل في وليمة المحبة، لأن هذه تولد اسمًا كاذبًا ومن ثم تنال الغم والانزعاج. فالناس يتهافتون حيث يجدون مثل هذا". قال له الأخ: إذًا ماذا أعمل؟ أجابه الشيخ: "حيث تقيم، ليكن سلوكك كسلوك الجميع. ومهما يفعل الأتقياء الذين تثق بهم، افعله أنت أيضًا فترتاح، لأن التواضع هو أن تكون مساويًا لهم. فالناس إذ يرونك تعمل بالقانون ولا تحيد عنه، سيجعلونك في رتبة الجميع، وهكذا لا يزعجونك".
فرحه بمن يعاديه ويزعجه:

تحدث عن الأب موتيوس تلميذه الأب اسحق (وصارا فيما بعد أُسقُفَين)، لقد بنى الشيخ للمرة الأولى ديرًا في أراكلة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). ولما انتقل إلى موضع آخر، بنى ديرًا آخر. وبفعل الشيطان وُجد هناك أخ كان يعاديه ويزعجه. عندئذ نهض الشيخ وتوجّه إلى قريته، وبنى فيها ديرًا حبس نفسه فيه. وبعد مدة جاء إليه شيوخ الدير الذي غادره، وأخذوا الأخ الذي كان يسبب له الحزن وقصدوا الدير متضرعين أن يقبله فيه. فلما دنوا من الموضع الذي كان فيه الأب سوريس، تركوا أمتعتهم والأخ الذي أحزنه. ولما قرعوا الباب، وضع الشيخ السلّم وانحنى من الشباك، ولما عرفهم قال: أين هي ملابسكم؟ قالوا: إنها هنا مع الأخ. فما إن سمع الشيخ اسم الأخ الذي كان يزعجه حتى ضرب الباب بالفأس وكسره من فرحه وطفق يركض إلى حيث كان الأخ. ولما دنا منه سجد له وعانقه وأدخله إلى قلايته، وسُر به ثلاثة أيام. ففرح الأخ لهذا الاستقبال فرحًا عظيمًا، وهذا أمر لم يكن معتادًا على القيام به. ثم نهض وذهب معهم. وبعد حين رسم أسقفًا، لأنه كان يصنع العجائب. أما تلميذه اسحق، فقد رسمه المغبوط كيرلس أسقفًا أيضًا.

Mary Naeem 14 - 10 - 2012 08:15 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدتان مورا و بريجيد



SS. Maura and Brigid

كانتا موره و بريدجيد أميرتين بريطانيتين من Northumbria، ذهبتا للتبرك من مدينة روما. وفي طريق عودتهما في بلاد الغال قبض عليهما الخارجون على القانون وساقوهما إلى الموت، ودُفِنتا وكان شاهد القبر يصفهما بالشهيدتين، وكان ذلك في القرن الخامس.
في القرن السابع حاولت الملكة نقل رفاتهما، ولكنها مُنِعت بواسطة إعلان سمائي. وفي وقت لاحق كان يُشاهَد نور ساطع فوق قبريهما، وظهرتا لأحد الأساقفة وأعلنتا له أنهما العذراوتان المتوحدتان مورا وبريجيد، وطلبتا منه بناء مذبح فوق موضع جسديهما. العيد يوم 13 يوليو.

Mary Naeem 14 - 10 - 2012 08:16 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد موريس ورفقاؤه الشهداء



https://st-takla.org/Pix/Saints/08-Co...-Legion-01.jpg


أيقونة قبطية حديثة تصور القديس موريس قائد الكتيبة الطيبية

SS. Maurice and his companions

عندما قامت إحدى مناطق بلاد الغال بثورة، تقدم إليهم ماكسيميان هركُليوس Maximian Herculius وأعدَّ جيشًا لإخماد ثورتهم. وكانت إحدى وحدات هذا الجيش المسماة "الكتيبة الطيبية" مكونة من أفراد أتوا من صعيد مصر وكانوا كلهم من المسيحيين.
الكتيبة الطيبية ترفض العبادة الوثنية:


حين وصل الجيش إلى أوكتودورَم Octodorum على نهر رون Rhone قرب بحيرة جنيف بسويسرا أصدر ماكسيميان أمرًا إلى كل الجيش بالاشتراك في تقديم ذبائح شكر للآلهة لنجاح مهمتهم. وعند ذلك انسحبت الكتيبة الطيبية وعسكرت بقرب المنطقة التي تسمى الآن سان موريتز St. Maurice-en-Valais، رافضة الاشتراك في هذا الاحتفال. أمرهم ماكسيميان عدة مرات بطاعته ولكن أمام ثباتهم ووحدة رأيهم في الرفض أمر بقتل كل عاشر فرد من الكتيبة، محاولًا بذلك إرهابهم وإجبارهم على طاعته. فشلت المحاولة مع أول مجموعة فأمر بقتل كل عاشر فرد من الباقين، ولكنهم أجابوا بأنهم مستعدين لتحمل أي عقاب عن أن يعملوا ما يتنافى مع دينهم، وكان يقودهم ويشجعهم في هذا ثلاثة من ضباطهم وهم: موريس Maurice وإكسوبِريوس Exuperius وكانديدَس Candidus.
حاول ماكسيميان مرة أخرى إرهابهم قائلًا أنهم إذا استمروا في عنادهم فلن يبقى فرد واحد حيًا من الكتيبة، فكان ردهم:
"نحن جنودك ولكننا عبيد الإله الحقيقي.
نحن ندين لك بالطاعة والولاء العسكري ولكننا لا نستطيع أن نرفض خالقنا وسيدنا بل وخالقك أنت أيضًا مع أنك ترفضه.
نحن مستعدون لطاعتك في كل ما لا يتعارض مع أوامره، فنحن نقاوم كل أعداءك أيًا كانوا، ولكننا لن نغمس أيدينا في دماء أبرياء

لقد أقسمنا بطاعتنا لله قبل قسمنا بطاعتك، وإذا حنثنا بقسمنا الأول لله فإنك لن تثق بقسمنا الثاني لك.
أنت تأمرنا بمعاقبة المسيحيين بينما نحن كذلك ونعترف بالله الآب خالق كل الأشياء وابنه يسوع المسيح.
لقد شاهدنا زملاءنا يُقتَلون ونحن نفرح من أجلهم، ولا تظن أن هذا أو أي اضطهاد آخر سوف يؤثر في قرارنا.
إننا نحمل أسلحة بين أيدينا ولكن ليس في نيتنا المقاومة لأننا نُفَضِّل أن نموت أبرياء من أن نحيا بالخطية".
كانت هذه الكتيبة تتكون من ستة آلاف وستمائة رجل، وإذ رأى ماكسيميان ثباتهم وفشله في التأثير عليهم أمر بقية الجيش بحصارهم وتقطيعهم إربًا. لم يُظهِروا أية مقاومة حينما سيقوا للذبح مثل الخراف، حتى تغطَّت الأرض بجثثهم وسالت دماءهم مثل النهر على الجانبين. سمح ماكسيميان لجنوده بالاستيلاء على ممتلكات الشهداء، وفيما هم يقتسمونها رفض أحدهم ويدعى فيكتور الاشتراك معهم، وحين سألوه إن كان مسيحيًا رد بالإيجاب فوقعوا به وقتلوه.
كانت مذبحة الكتيبة الطيبية حوالي سنة 287 م.، وقد بنيت كنيسة كبيرة فوق موضع دفنهم، وحدثت معجزات كثيرة بشفاعتهم. وقد سعى كثيرون حتى من خارج حدود سويسرا للحصول على أجزاء من رفاتهم للتبارك منها، وصار القديس موريس شفيعًا للجنود وصناع السلاح. العيد يوم 22 سبتمبر.

Mary Naeem 14 - 10 - 2012 08:28 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا موسى الأسقف المتوحد


← اللغة القبطية: abba Mouch.

قبائل سراسن:


St. Moses كانت القبائل العربية المنتشرة في رينوكلورا Rhinoclura فيما بين الحدود المصرية الشرقية وبين الشواطئ الآسيوية تعبد الكواكب؛ اعتنقت المسيحية بمجهودات أوريجينوس سنة 226 م. وحدث أن تكتلت هذه القبائل التي تدعى سراسن Saracen فألَّفت فيما بينها دولة واحدة تحت ملكة اسمها مافيا Mavia، فكونوا بوحدتهم قوة أفزعت الإمبراطور فالنس الأريوسي وجعلته يسعى إلى عقد معاهدة معهم.
جدير بالذكر أن اسم سراسن أطلقه الإغريق والرومان على قبائل الرُحَّل في منطقة الصحراء السورية العربية Syro-Arabian desert.
اختيار موسى القبطي أسقفًا:


إذ اتحدت هذه القبائل شعرت بالحاجة إلى أسقف يرعاها، وكان يعيش في الصحراء الشرقية وقتذاك راهب متوحد اسمه موسى أحبه أفراد هذه القبائل وقرروا أن يختاروه أسقفًا لهم
فلما عرض الإمبراطور فالنس على الملكة مافيا عقد معاهدة معها ومع قومها أعلمته باستعدادها لإبرام هذه المعاهدة بشرط واحد هو أن يُمكِّن موسى القبطي من الذهاب إلى الإسكندرية لرسامته أسقفًا، ولم تكن الملكة مافيا قد اعتنقت المسيحية بعد ولكنها فيما اشترطت قد عبرت عن رغبة شعبها. ووافق الإمبراطور على هذا الطلب لرغبته الملحة في عقد المعاهدة مع القبائل المتكتلة.
رفضه السيامة بأيدٍ أريوسية:


وصل موسى القبطي إلى الإسكندرية فوجد فيها لوسيوس الأريوسي الدخيل مغتصب الكرسي المرقسي كما وجد جميع الأساقفة الأرثوذكسيين منفيين. وعندما وقف في وسط الكنيسة المرقسية قال بصوت جهوري:"إنني لا أستحق كرامة الأسقفية ولكني قبلتها استجابة للمحبة التي أولاني إياها من اختاروني وأولوني ثقتهم، ولن أقبل بحال ما أن يضع عليَّ اليد واحد من ناكري لاهوت سيدي ومخلصي الحبيب. فإن أوصلتموني إلى أسقف أرثوذكسي قبلت من يده هذه الكرامة العظمى، وإلا أعيدوني إلى وحدتي في الصحراء".
وعبثًا حاول أتباع الإمبراطور أن يثنوه عن عزمه، وعبثًا حاولوا إقناع الملكة موفيا أن ترجع عن تأييد الراهب موسى في موقفه الحازم، وعبثًا حاولوا زحزحة الشعب عن اختيار هذا الراهب، فاضطروا في نهاية الأمر إلى الإذعان، وصحبوا الراهب موسى إلى أقرب منفى للأساقفة الأرثوذكسيين حيث وضعوا عليه اليد بين تهليل الشعب الذي امتزج فرحه بإعجابه بالراهب موسى الذي رفض في جرأة وعزة أن يذعن للحكام الغاشمين وأظهر زيف سلطان الأريوسيين وعجزهم.
ذهب الأسقف موسى إلى شعبه الذي أحبه وأكرمه، كرس الأنبا موسى حياته وجهوده في خدمة هذا الشعب الذي ناصره على خصوم الأرثوذكسية. كان في خدمته يتنقل من مكان لآخر، حتى أنه لم يكن له مقر لكرسيه، معلمًا وواعظًا ومحولًا عدد كبير من الشعب إلى المسيحية. وقد نجح في النهاية إلى اكتساب الملكة موفيا إلى الدين المسيحي، كما نجح كذلك في استتباب السلام بين شعبه والرومان، ومن ذلك العهد انضمت بلاد العرب إلى الكرازة المرقسية. تنيح حوالي سنة 372 م. العيد يوم 7 فبراير.

Mary Naeem 14 - 10 - 2012 08:32 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الشهيد الأنبا موسى الأسود

اللغة الإنجليزية: Saint Moses the Black - اللغة القبطية: abba Mouch.

نشأته:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-Black-019.jpg


أيقونة القديس الشهيد الأنبا موسى الأسود
نكاد لا نعرف شيئًا عن ماضيه قبل توبته غير أنه كان أسود اللون، ويبدو أنه كان من قبيلة من قبائل البربر. وكانت حياته شريرة حتى قيل أنه لا توجد رذيلة لم يكملها. أما عن ميلاده فهو ما بين سنة 330 و340 م. ويبدو أنه كان عبدًا لشيخ قبيلة تعبد الشمس، لكن من فرط شروره طرده سيده، فاشتغل بأعمال النهب والسطو والقتل. وكان ذا جسم ضخم جبار يساعده على ذلك، وقيل أنه بسبب هذه المؤهلات صار رئيسًا لعصابة قطاع طرق. وكمثال على قوته البدنية أنه في أحد الأيام عبر النهر وسرق خروفين من راعي غنم وذبحهما وعبر بهما ثانية إلى الشاطئ الآخر للنهر.

إيمانه بالسيد المسيح:

مع كل ما كان يفعله من شرور كان يرفع وجهه ويخاطب الشمس كالإله الحقيقي طالبًا أن يعرِّفه ذاته، فسمع صوتًا يرشده أن يذهب إلى هذه البرية ليلتقي برهبان برية شيهيت وكانت شهرتهم في ذلك الوقت ذائعة جدًا.
ذهب إليها حاملًا سيفه وتقابل مع القديس ايسيذورُس قس القلالي خارجًا من قلايته ليذهب إلى الكنيسة، فارتعب من منظره. فسأله الشيخ: "ماذا تريد يا أخي هنا؟" أجابه موسى: "قد سمعت أنك عبد الله الصالح، ومن أجل هذا هربت وأتيت إليك لكي ما يخلصني الإله الذي خلصك". وكان يطلب منه بإلحاح وخشوع: "أريد أن أكون معك، ولو أني قد صنعت خطايا كثيرة وشرورًا عظيمة".
أخذ يسأله عن حياته، فاعترف له بكل ما صنع من شرور. ولما رأى أنبا ايسيذورُس صراحته أخذ يعلمه ويعظه كثيرًا بكلام الله وكلمه عن الدينونة العتيدة، وتركه لتأملاته.
أخذ موسى يذرف الدموع الغزيرة، إذ كره الشر وعزم على التخلص منه، وكان الندم الحار يجتاح نفسه ويُقلق نومه مثل شبح مخيف. جاء إلى أنبا ايسيذورُس وركع أمامه واعترف بصوتٍ عالٍ بشروره وجرائمه في انسحاق يدعو إلى الشفقة وسط دموع غزيرة، فاصطحبه إلى الأنبا مقاريوس الذي وضعه تحت رعايته وأخذ يعلمه ويرشده برفقٍ، ثم منحه نعمة العماد، وسلمه إلى أنبا ايسيذورُس لكي يعلّمه.

رهبنته:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Black-03.jpg


أيقونة القديس الشهيد الأنبا موسى الأسود
بعد مدة طلب موسى من الأب ايسيذورُس أن يصير راهبًا، فأخذ ايسيذورُس يشرح له متاعب حياة الرهبنة من جهة تعب البرية ومحاربات الشياطين والاحتياجات الجسدية، وقال له: "الأفضل لك يا ابني أن تذهب إلى أرض مصر لتحيا هناك". وكان هذا على سبيل اختبار موسى، لكن بعد أن رأى ثباته وصدق نيته أرسله ثانية إلى القديس مقاريوس الكبير أب البرية.
اعترف موسى علانية في الكنيسة بجميع خطاياه وقبائحه الماضية. وكان القديس مقاريوس أثناء الاعتراف يرى لوحًا عليه كتابة سوداء، وكلما اعترف موسى بخطية مسحها ملاك حتى إذ انتهى الاعتراف وجد اللوح أبيضًا كله. بعد ذلك وعظه الأنبا مقاريوس، وأعاده إلى القس ايسيذورُس الذي ألبسه إسكيم الرهبنة وأوصاه قائلًا: "اجلس يا ابني في هذه البرية ولا تغادرها، لأنه في اليوم الذي تخرج فيه منها تعود إليك كل الشرور. لذلك أقِم زمانك كله فيها، وأنا أؤمن أن الله سيصنع معك رحمة ونعمة وسيسحق الشيطان تحت قدميك".

جهاده:

سكن في بادئ الأمر مع الإخوة الرهبان، ولكنه بسبب كثرة الزائرين طلب من الأنبا مقاريوس مكانًا منعزلًا، فأرشده إلى قلاية منفردة وعاش فيها مثابرًا على الجهاد الروحي. وكان جهاد موسى عظيمًا كتعويض عما فاته نتيجة خطاياه وشروره الماضية. أخذ الشيطان يذّكره بعاداته المرذولة القديمة، ولكن الأنبا ايسيذورُس كان ينصحه بالثبات خصوصًا وأن تلك العادات كانت قد تأصلت فيه.
وكان يشكو بصفة خاصة من شهوات الجسد، ولكن الأنبا ايسيذورُس كان يوصيه بالثبات، وضرب له في ذلك مثالًا بالكلب الذي يقف أمام الجزار فإن لم يعطِه شيئًا وداوم على ذلك سيتحول عنه إلى آخر. حورب بالزنى بقوة، وكان من فرط الحرب التي تهاجمه لم يطق أن يجلس في قلايته، خرج وأعلن هذا للأب اسيذوروس. فرجاه أن يعود إلى قلايته. فلم يقبل قائلًا: لا أحتمل ذلك يا أبتِ. فأخذه وأصعده إلى السطح وقال له: أنظر إلى المغارب. فرأى حشدًا من الشياطين بلا عدد مضطربًا جدًا يحدث شغبًا استعدادًا للحرب. فقال له ثانية: أنظر إلى المشارق. فتطلع فرأى حشدًا من الملائكة القديسين الممجدين. فقال الأب ايسيذوروس: أنظر، هؤلاء هم الذين يرسلهم الله لمساعدة القديسين. أما الذين في الغرب فهم الذين يحاربونهم. فالذين معنا هم أكثر عددًا. وهكذا شكر موسى الله وتشجّع ورجع عائدًا إلى قلايته.
بناء على نصيحة أب اعترافه كان يحاول موسى أن ينهك جسده القوي بالوقوف في الصلاة والصوم والمطانيات. ومن أجل قمع جسده كان يطوف بالليل بقلالي الرهبان الشيوخ ويأخذ جرارهم ويملأها ماءً. ضجر الشيطان من فرط جهاده، فالتقى به عند البئر في إحدى المرات وضربه ضربًا موجعًا وتركه غير قادرٍ على الحركة، إلى أن جاء بعض الإخوة إلى البئر وحملوه إلى الكنيسة عند الأب ايسيذورُس، وظل في الكنيسة ثلاثة أيام إلى أن استرد قوته على الحركة.
مرة سطا على قلايته أربعة لصوص فربطهم جميعًا وحملهم وأتى بهم إلى الكنيسة. ولما علم هؤلاء اللصوص أنه موسى الذي كان رئيسًا لعصابة لصوص، أرادوا أن يتوبوا ويترهّبوا، فوعظهم بكلام كثير محركًا قلوبهم.
من فرط جهاده تصدت له الشياطين حتى أن مرشده الأنبا ايسيذورُس نصحه بالاعتدال في أعماله النسكية حتى لا يثيروا المتاعب عليه، وطلب إليه أن يسلّم أمره لله وهو وحده يرفع عنه القتال، حتى لا يظن أنه بكثرة أعماله النسكية يقهر الشياطين، ولكن بالتواضع والمسكنة الروحية الله يحارب عنا.


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Black-01.jpg


أيقونة القديس الشهيد الأنبا موسى الأسود
رسامته قسًا:

بسبب جهاده وفضائله أرادوا أن يرسموه قسًا، وعندما أراد البطريرك أن يمتحنه قبل رسامته أمر الكهنة أن يطردوه بمجرد دخوله الهيكل ويقولون له: "أخرج من هنا يا أسود اللون". ولما طردوه أرسل البطريرك وراءه شماسًا فسمعه يقول لنفسه: "لقد فعلوا بك ما تستحقه لأنك لست إنسانًا، وقد تجرأت على مخالطة الناس. فلماذا تجلس معهم؟" وتمت رسامته قسًا بمدينة الإسكندرية بيد البابا ثيؤفيلس البطريرك الـ23. وسُمِع صوتًا يقول "أكسيوس أكسيوس أكسيوس. مستحق مستحق مستحق". وبعد أن ألبسوه التونية البيضاء قالوا له: "ها قد صرت كلك أبيضًا يا موسى" أما هو فأجاب في تواضع وقال: "ليت هذا يكون من الداخل كما من الخارج".

فضائله:


عاش منكرًا لنفسه حتى أن حاكمًا سمع بفضائله فاشتاق أن يراه. وإذ علم موسى بهذه الزيارة هرب، وفي أثناء هروبه تقابل معه الحاكم وسأله عن قلاية الأب موسى فقال له: "وماذا تريد أن تسأله؟ إنه رجل عجوز وغير مستقيم". اضطرب الحاكم وقصد الدير وقال لهم ما حدث، فلما سألوه عن أوصاف ذلك الشخص اتضح أنه هو نفسه الأب موسى وانه قال ذلك إنكارًا لذاته.
نال من الله موهبة عمل المعجزات وصنع العجائب بسبب حبه وتواضعه وجهاده ونسكه الشديد.
ذُكِر عن أحد الرهبان أنه سقط في زلةٍ ما، فانعقد مجمع لمحاكمته، وأرسلوا يدعون الأب موسى. أماّ هو فلم يرد أن يأتي. فأرسل إليه الكاهن رسالة قائلًا: هلمّ يا موسى، الشعب ينتظرك. فلما ألحّوا عليه نهض وأتى يحمل كيسًا مثقوبًا فيه رمل. فلما رآه الإخوة الذين خرجوا للقائه تعجبوا، وقالوا له: ما هذا يا أبانا؟ أجابهم: "أنتم تدعونني لأحكم على أخٍ لي في زلةٍ، وهذه ذنوبي خلفي تجري دون أن أراها ولا أحس بها". فخجلوا منه وعفوا عن الأخ المذنب.
ذات مرة صدرت في الإسقيط وصية بالصوم في ذلك الأسبوع. وحدث أثناء ذلك أن زار بعض الإخوة الأب موسى قادمين من مصر، فأعدّ لهم طعامًا. فلما رأى الإخوة الدخان المتصاعد، قالوا للآباء: "انظروا ها قد أوقف موسى صيامه وأعدّ لنفسه طعامًا". أمّا هم فقالوا لهم: عندما يأتي إلينا سنكلمه. ولما جاء السبت ورأى الآباء عمله الصالح، قالوا له أمام الإخوة: يا أبانا موسى، لقد حللت وصية الناس وحفظت وصية الله (أي ضيافة الغرباء).

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Black-02.jpg

St-Takla.org Image: Saint Moses the black (El Anba Mousua Al Aswad)
صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس العظيم الشهيد الأنبا موسى الأسود
استشهاده:


أتي البربر إلى الدير وكان بالروح يعلم بمجيئهم قبل وصولهم. قال ذلك للأخوة وكان عددهم سبعة، وطلب إليهم أن يهربوا. فلما سألوه عن نفسه وقالوا له: "وأنت ألا تهرب يا أبانا؟" قال: "منذ زمن طويل وأنا انتظر هذا اليوم لكي يتم قول السيد المسيح من يأخذ بالسيف بالسيف يُؤخَذ" (متى 26: 52). قالوا له: "نحن أيضًا لا نهرب ولكن نموت معك"، فقال لهم: "هوذا البربر يقتربون إلى الباب"، فدخل البربر وقتلوهم ولكن واحدًا منهم كان خائفًا فهرب إلى الحصن ورأى سبعة تيجان نازلة من السماء توّجت السبعة، فتقدم هو أيضًا ونال معهم إكليل الشهادة.

هكذا أكمل الأنبا موسى سعيه وجهاده في اليوم الرابع والعشرين من شهر بؤونة سنة 408 م.، وكان في سن الخامسة والسبعين أو الخامسة والثمانين. ونال ثلاثة أكاليل: الأول للحب والنسك الشديد والثاني للرهبنة والكهنوت والثالث للشهادة.
يعتبر أول شهيد في الإسقيط، وله تعاليم مفيدة للغاية، وجسده محفوظ مع جسد مرشده الروحي الأنبا ايسيذورُس في أنبوبة واحدة بدير البراموس.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-Black-014.jpg
القديس الأنبا موسى الأسود، أيقونة قبطية أثرية
من كلماته:
  • زاره أحد الإخوة في الإسقيط وطلب منه كلمة: فقال له الشيخ: اذهب واجلس في قلايتك، وهي تعلّمك كل شيء.
  • إن من يهرب من الناس يشبه كرمة حان قطافها. أمّا الذي يقيم بين الناس فيشبه الحصرم.
  • إذا حفظنا وصايا آبائنا فإني أضمن لكم أن البرابرة لا يأتون إلى هنا. ولكن إذا لم نحفظها، فإن المنطقة هذه ستقفر.
  • قال الأب بيمن إن أخًا سأل الأب موسى: بأية طريقة يميت الإنسان نفسه عن قريبه؟ قال له الشيخ: إذا لم يضع الإنسان نفسه عقليًا في القبر ثلاثة أيام، لا يمكنه أن يبلغ إلى قامة هذا الكلام.
  • ينبغي للمرء أن يموت عن قريبه حتى لا يدينه في شيء.
  • ينبغي للإنسان أن يميت نفسه عن كل أمرٍ شريرٍ قبل خروجه من الجسد لكي لا يسيء إلى أحد.
  • إذ لم يشعر الإنسان في أعماقه أنه خاطئ، لا يصغي إليه الله. سأله أخ: وما معنى قولك أن يشعر الإنسان في أعماقه أنه خاطئ؟ أجابه الأب إن من يحمل خطاياه لن يرى خطايا قريبه.
  • إذ لم تتفق الصلاة مع السيرة، عبثًا يكون التعب. قال أخ: وما معنى اتفاق الصلاة مع السيرة يا أبتِ؟ أجاب الأب: أقصد أن نعمل ما نصلىّ من أجله، إذ عندما يتخلى الإنسان عن مشيئته يتصالح مع الله، ويقبل الله صلاته.
  • سأله أخ: في كل مسعى للإنسان، ما الذي يساعده فيه؟ قال الشيخ: الله هو الذي يعين، لأنه مكتوب: "الله لنا ملاذ وقوة، عون لنا في الشدائد التي تكتنفنا" (مزمور45: 2).
  • قال الأخ: وما نفع الأصوام والأسهار إذًا يا أبتِ؟ أجابه الشيخ: هذه من شأنها أن تجعل النفس وديعة متواضعة، لأنه مكتوب: "أنظر إلى تعبي وتواضعي وامح كل سيئاتي" (مزمور 24: 18). فإذا ما جنت النفس كل هذه الثمار، فإن الله لأجل هذه يتحنن عليها.
  • وقال الأخ للأب: وماذا يعمل الإنسان بكل تجربة تأتيه أو بكل فكر من الشرير؟ قال الشيخ: ينبغي أن يبكي أمام صلاح الله كي ما يعينه. ويرتاح للحال، إذا ما كانت صلاته بمعرفة، لأنه مكتوب: "الرب معيني فلن أخشى ماذا يصنع بي الإنسان" (مزمور 117: 6).
  • سأله الأخ إذا ما ضرب إنسان عبده لخطيئة اقترفها ماذا يقول العبد؟ أجابه الشيخ: إذ كان عبدًا صالحًا يقول: ارحمني لأني أخطأت. فقال الأخ: ألا يقول شيئا آخر؟ أجابه الشيخ: لا، لأنه ما أن يجعل اللوم على نفسه ويقول أخطأت حتى يتحنن عليه الرب للحال، ونهاية هذه جميعها أن لا يدين الإنسان قريبه. في الواقع عندما قتلت يد الرب أبكار المصريين لم يعد هناك بيت لا ميت فيه. فقال الأخ: وما معنى هذا أيضا يا أبت؟ أجابه الشيخ: إذا عكفنا عن معاينة خطايانا، لن نرى خطايا القريب، لأنه من الجهل أن يترك الإنسان ميته ويذهب يبكى ميت قريبه. أن تموت عن قريبك يعني أن تحمل خطاياك وأن لا تكترث لأي إنسان، صالحًا كان أم شريرًا. وأن لا تسيء إلى أحد، وأن لا تفكر بإساءة أحد في قلبك، وأن لا تحتقر من أخطأ، وأن لا تطيع من يسيئ إلى قريبه ولا تفرح له. لا تثلب أحدًا، إنما قل إن الله يعرف كل واحدٍ. لا توافق المتكلم بالسوء على قريبه. هذا هو معنى الدينونة. لا يكن لك عداوة مع أحد. لا تحقد في قلبك على أحدٍ. لا تمقت من يعادي قريبه. هذا هو السلام.
* يُكتَب خطأ: الأنبا موسي السود.




Mary Naeem 14 - 10 - 2012 08:41 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا موسى السائح


← اللغة القبطية: abba Mouch.

سياحته:


وُلد في الإسكندرية ولما بلغ ثلاثة عشر عامًا مضى إلى برية شيهيت وسكن عند راهبٍ في قلاية صغيرة لمدة عشرين سنة. ثم توجه إلى البرية وسكن في روضة بها شجر زيتون ونخيل، يأخذ ما يسقط منها على قدر حاجته ويشرب ماء الأمطار. وكان لباسه من ليف النخيل وسعفه، وكانت الحيوانات تأنس إليه، وظل على هذا الحال خمسة وثلاثين عامًا.
سقوطه وتوبته:


حسده الشيطان فتقدم إليه في صورة شيخ وحكى له أنه إنسان غني كان يحيا حياة الفساد ثم وزع ماله على الفقراء، وانه يسكن مدينة في الخمس مدن الغربية بالقرب من برقة، وأن الله كشف له أن ساعة موته قد قربت. وصارا يمشيان معًا في البرية حتى وصلا إلى قصرٍ عظيم، فقال له الشيخ أن بوفاته يصير هذا القصر له وابنته يتخذها له زوجة.
ولما رأى القديس أن الشيخ قارب الوفاة وافقه على طلبه. فانتبه لوقته ليجد نفسه وسط البرية خائفًا وجائعًا ولا وجود للقصر، فعلم أنه وقع في حيلة عدو الخير.
نزل إلى الإسكندرية فقابله الشيطان في صورة فتاة، أقنعته أن يبيت عندها. ثم قالت له أنها ابنة أحد الملوك وتريد أن تتزوجه. فوافقها بعد أن أقنعته بكرامة الزواج تَمثُلًا بإبراهيم وإسحق ويعقوب. ثم ادعت أنها يهودية وأنه لابد أن يصير على إيمانها حتى يتزوجا، فجحد المسيح. أخذته إلى البرية وهناك هزأ منه الشيطان، فتمرغ في التراب وأطال التضرع والبكاء إلى الله الحنون الذي أرسل إليه القديس الأنبا صموئيل والذي أعلمه أنه سيتنيح بعد ثلاثة أيام. ثم أخذه وناوله من الأسرار المقدسة بعد أن اعترف له بكل ما فعله الشيطان به. تنيح بسلام، فدفنه الأنبا صموئيل وكتب سيرته وسلمها لرجل مسافر إلى الإسكندرية لمنفعة المؤمنين.

Mary Naeem 14 - 10 - 2012 08:43 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس موسى الليبي


← اللغة القبطية: abba Mouch.


كان من ليبيا وكان شديد التواضع، كثير العطف على الجميع، وبذلك اقتنى موهبة شفاء الأمراض. قال مرة: "إنني عندما كنت صغيرًا سكنت في دير، وقد حفر ثمانية أخوة رهبان بئرًا، وقام سبعون آخرون ببناء سور حوله، وكانوا يتوقعون أن يجدوا ماء. ولما وصل الحفر إلى عشرين ذراعًا لم تخرج منه المياه فحزنوا وأرادوا أن يطمروه، ولكن عندما جاء الأنبا بيؤور وقت الظهيرة إلى موضع الحفر قال لهم: لماذا صغرت نفوسكم يا قليلي الإيمان؟" ثم نزل بسلم إلى قاع البئر وصلى هناك، ثم أخذ قضيبًا من حديد وغرسه في الأرض ثلاث مرات قائلًا: "يا إله القديسين لا تضيع جهد هؤلاء بدون جدوى، بل أرسل لهم ماءً بوفرة". وسرعان ما انفجر الماء من البئر حتى ابتل الحاضرون، ثم صلى معهم صلاة شكر لله ورحل عنهم. ولما أمسكوا به ليأكل معهم قال لهم: "إن الأمر الذي جئت من أجله قد انتهى ولم آت لآكل". وكان ذلك درسًا للإخوة في الإيمان والاتكال على الله.

Mary Naeem 14 - 10 - 2012 08:44 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس موسى المتوحد

← اللغة القبطية: abba Mouch.


كانت القبائل العربية المنتشرة فيما بين الحدود المصرية الشرقية وبين الشواطئ الآسيوية قد اعتنقت المسيحية نتيجة لمجهودات أوريجانوس سنة 226 م. وحدث أن تكتلت هذه القبائل فألَّفت فيما بينها دولة واحدة تحت إمرة ملكة اسمها موفيا، فكونوا بوحدتهم قوة أفزعت الإمبراطور فالنس الأريوسي وجعلته يسعى إلى عقد معاهدة معهم.
وإذ اتحدت هذه القبائل شعرت بالحاجة إلى أسقف يرعاها، وكان يعيش في الصحراء الشرقية وقتذاك راهب متوحد اسمه موسى أحبه أفراد هذه القبائل وقرروا أن يختاروه أسقفًا لهم. فلما عرض الإمبراطور فالنس على الملكة موفيا عقد معاهدة معها ومع قومها، أعلمته باستعدادها لإبرام هذه المعاهدة بشرط واحد: هو أن يُمكِّن موسى القبطي من الذهاب إلى الإسكندرية لرسامته أسقفًا، ولم تكن الملكة موفيا قد اعتنقت المسيحية بعد ولكنها فيما اشترطت قد عبرت عن رغبة شعبها. ووافق الإمبراطور على هذا الطلب لرغبته الملحة في عقد المعاهدة مع القبائل المتكتلة.
ووصل موسى القبطي إلى الإسكندرية فوجد فيها لوسيوس الأريوسي الدخيل مغتصب الكرسي المرقسي كما وجد جميع الأساقفة الأرثوذكسيين منفيين، وعندها وقف في وسط الكنيسة المرقسية وقال بصوت جهوري: "إنني لا أستحق كرامة الأسقفية ولكني قبلتها استجابة للمحبة التي أولاني إياها من اختاروني وأولوني ثقتهم، ولن أقبل بحال ما أن يضع عليَّ اليد واحد من ناكري لاهوت سيدي ومخلصي الحبيب.فإن أوصلتموني إلى أسقف أرثوذكسي قبلت من يده هذه الكرامة العظمى، وإلا أعيدوني إلى وحدتي في الصحراء". وعبثًا حاول حام الإمبراطور أن يثنوه عن عزمه وعبثًا حاولوا إقناع الملكة موفيا أن ترجع عن تأييد الراهب موسى في موقفه الحازم وعبثًا حاولوا زحزحة الشعب عن اختيار هذا الراهب، فاضطروا في نهاية الأمر إلى الإذعان، وصحبوا الراهب موسى إلى أقرب منفى للأساقفة الأرثوذكسيين حيث وضعوا عليه اليد بين تهليل الشعب الذي امتزج فرحه بإعجابه بالراهب موسى الذي رفض في جرأة وعزة أن يذعن للحكام الغاشمين وأظهر زيف سلطان الأريوسيين وعجزهم. بعد أن تمت رسامته ذهب الأسقف موسى إلى شعبه الذي أحبه وأكرمه، ومن ذاك الوقت كرس الأنبا موسى حياته وجهوده في خدمة هذا الشعب الذي ناصره على خصوم الأرثوذكسية. وقد نجح في النهاية إلى اكتساب الملكة موفيا إلى الدين المسيحي، ومن ذلك العهد انضمت بلاد العرب إلى الكرازة المرقسية.

Mary Naeem 15 - 10 - 2012 03:02 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
موسى الشهيد | موسى المعترف

اللغة الإنجليزية: Moses (Moyses) - اللغة القبطية: abba Mouch.


كاهن روماني من أصل يهودي، وكان من الأعضاء الرئيسيين في جماعة من المعترفين أيام الشهيد كبريانوس، نحو بداية ظهور بدعة النوفاتيين Navatianist. أما بقية أسماء جماعة المعترفين فهي: الكاهن مكسيموس Maximus، والشماسان نيكوستارتوس Nicostratus و روفينوس Rufinus، و يوربانوس Urbanus و سيدونيوس Sidonius و مكاريوس Macarius و سيليرينوس Celerinus.
يقول عنهم كبريانوس أنهم كانوا أول مجموعة من المعترفين في زمن اضطهاد ديسيوس Decius، ويبدو أنهم قد حُبِسوا في الوقت الذي استشهد فيه فابيان Fabian (20 يناير سنة 250 م). وقد كتبوا في بداية الاضطهاد رسالة يحثون فيها المعترفين في قرطاجنة على الالتزام بالنظام، كما كتبوا رسالة أخرى إلى كبريانوس.
وبعد أن أمضوا حوالي سنة في السجن، وبالتحديد إحدى عشر شهرًا وبضعة أيام، تنيح موسى في الأول من يناير سنة 251 م. واعتُبِر من بين المعترفين بل ومن الشهداء. يقال أنه قبل نياحته بفترة قصيرة رفض موسى الاتصال بنوفاتيان Novatian والخمس كهنة الذين كانوا يساندونه ويؤيدونه في رأيه، إذ رأى أن إيمانهم ورأيهم لم يكن مستقيمًا.

Mary Naeem 15 - 10 - 2012 03:03 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد موسيوس


كان كاهنًا مسيحيًا واستشهد في زمن اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. وتقول سيرته أنه كان خطيبًا مسيحيًا بارعًا، وكان يعظ مبشرًا في أمفيبوليس Amphipolis بمكدونية Macedonia.
حدث في عيد باخوس Bacchus أن القديس أطاح بمذبح الوثن ملقيًا القرابين الموضوعة عليه إلى الأرض. كادت الجموع تفتك به لولا تدخل الوالي الذي قبض عليه وساقه للمحاكمة. وهناك حكم القاضي عليه بالموت حرقًا، فكان القديس يمشي في النار دون أن تؤذيه وكان بصحبته ثلاثة من الغرباء. ثم أُرسِل القديس إلى هراقليا Heraclea حيث عُذِّب بواسطة العجلة وبعدها أُلقي للوحوش الضارية التي رفضت أن تلمسه.
أخيرًا أُرسِل إلى القسطنطينية حيث قُطِعت رأسه سنة 304 م. العيد يوم 13 مايو.

Mary Naeem 15 - 10 - 2012 03:05 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
مونتانُس المنشق | المونتانية


Montanus
نشأته:


وطنه هو أردابو Aradabau قرية في فريجية، ظهر في المنتصف الثاني من القرن الثاني (حوالي سنة 170 م). سبب انشقاقًا في الكنيسة انتشر بصورة شاسعة، بقيت أثاره إلي القرن الرابع.
كان في الأصل وثنيًا ويري القديس ديديموس الضرير أنه كان كاهن وثن (الثالوث 3 - 41).
مبادئه


1. علم بأن الإعلانات الإلهية الفائقة لم تنتهِ بنياحة الرُسل. بل أنه من المتوقع وجود إعلانات أكثر عجبًا من عصر الرسل وذلك بتدبير الباراقليط. بهذا ظهرت حركة الانفعالات العاطفية المثيرة بين المسيحيين في آسيا الصغرى، عرفت بالهرطقة الفريجية Phrygian heresy، كما عرفت باسم مؤسسها "المونتانية" Montanism.
يرى البعض أن مونتانس ادعي أنه الباراقليط، لكن أغلب الظن أنه ادعي بأنه أداة تتمتع بوحي الروح القدس الذي ينطق علي لسانه. فكان أتباعه يحسبونه كلماته هي كلمات الله نفسه.
قيل أنه نبي وتكلم كمن يتمتع بحالة دهش ورؤى إلهية.
يتحدث عن علاقة النبي بالله أنه كآلة موسيقية يلعب عليها الله، فما يخرج من فم النبي لا يحسب كلامًا بشريًا.إنما ينطق باسم الله ولحسابه. فجاء في إحدى مقتطفات له وردت في القديس أبيفانيوس: "فقد جئت لا ملاكًا ولا سفيرًا، بل الله الآب".
من بين تلاميذه هما سيدتان بريسكلا أو بريسكا Prisca وماكسيملا اللتان سقطتا في حالة انفعال شديد وتطلع إليهما مونتانس وأتباعه أنهما نبيتان مكرمتان جدًا.
لقد وعد القديس إكليمنضس السكندري أنه سيكتب عن "النبوة" كرد على المنتانيين (متفرقات 4 : 13)، وأشار إليهم كأنبياء كذبة. أما ترتليان فدافع عنهم في عمله المفقود في 6 كتب عن الدهش. وجاء كثيرون من بلاد بعيدة ليلتقوا مع المنتانيين ويستمعوا اليهم.
2. عُرف المونتانيون بالنسك الشديد، مع كثرة أيام الصوم كانوا يمتنعون عن اللحوم والخمر والاستحمام والمشروبات كعصير الفواكه (فيما عدا السبوت والآحاد).
3. كانت الكنيسة تتطلع إلي الزواج الثاني بعد وفاة الشخص غير مستحب لكنه كنسي، أما المونتانيون فحرموه وحسبوه زنا.
4. كان المونتانيون يتسمون بالعنف في قبول الذين سقطوا في خطايا خطيرة.
يوسابيوس والبدعة الفريجية:


خصص المؤرخ يوسابيوس عدة فصول (باب5 ، فصول 16-19) للحديث عن هذه البدعة حيث اقتبس من أبوليناريوس الذي من هيرابوليس وغيره الكثير ضد هذه البدعة.
جاء عنه وعن تلاميذه في يوسابيوس القيصري:
  • بسبب تعطشه الذي لا يُحد للقيادة أعطي الخصم فرصة ضده، وأصبح خارج عقله. وإذ صار في حالة خبل وذهول صار يهذي وينطق بأمورٍ غريبةٍ، ويتنبأ بحالة مُغايرة لعادة الكنيسة السليمة المُسلمة إليها من التقليد منذ البداية. (5: 16: 7)
  • اشتد غضب بعض من سمعوا أقواله الزائفة وقتئذٍ ووبخوه كشخص قد مسه خبل، وساقط تحت سلطان إبليس، ومدفوع بروح مضل ومضلل للشعب، فمنعوه من الكلام، متذكرين نصيحة الرب نحو ضرورة التمييز (مت 7: 15)، الحذر من مجيء الأنبياء الكذبة... (5 : 16 : 8)
  • قيل أن مونتانُس ومكسميلا ماتا بنوع آخر، فإن الأخبار التي وصلتنا هي أنهما شنقا نفسيهما، إذ اعتراهما روح جنون. (5: 16:13)
  • وتروي أيضًا الأنباء المتواترة عن ذلك الشخص العجيب، أول وكيل لنبوتهم المزعومة، المسمي ثيؤدوتس، الذي كان يقع في غيبوبة في بعض الأحيان، كأنه قد أصعد إلى السماء، وسلم نفسه إلي روح الضلال، تروي هذه الأنباء أنه أقيم كهدف ومات ميتة شنيعة. (5 : 16: 14)
  • أطلق علي ببوزا وتيميون (مدينتان في فريبجية) اسم أورشليم، لرغبته في جمع الناس إليهم من كل الأرجاء. (5 : 18: 2)
  • قد بينا أن هؤلاء النبيات هجرن أزواجهن حالما امتلأن من الروح، إذن فقد كذب الذين يقولون عن بريسكلا أنها عذراء. (5: 18: 3)
هذه مقتطفات مما ذكره يوسابيوس، كما أشار إلى أخطاء أتباع مونتانُس أو أتباعه مثل الاسكندر الذي حاكمه والي أفسس لا من أجل اسم المسيح بل من أجل السرقات التي ارتكبها بسبب ارتداده عن الحق.

Mary Naeem 15 - 10 - 2012 03:05 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد مونتانُس و لوسيوس ورفقائهما الشهداء




SS. Montanus and Lucius
كانا ضمن ثمانية من تلاميذ الشهيد كبريانوس استشهدوا سنة 259 م. في قرطاجنة

Mary Naeem 15 - 10 - 2012 03:15 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة مونيكا

طفولتها:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-Monica-03.jpg


القديس أغسطينوس و القديسة مونيكة، أيقونة قبطية معاصرة

"أنت الذي جبلتها يا الله...
أما أبواها فلم يعلما في ذلك الحين قيمة الدُرَّة الخارجة من أحشائهما".
وُلدت سنة 332 م. في قرية تاغستا (الآن هي سوق أهراس بالجزائر Souk Ahras، وكامة الأهراس تعني "الأسود" - وتُكتَ بخطأ: سوق الأخرس) بشمالي أفريقيا، وتربت تربية مسيحية صادقة. كانت وهي طفلة تترك رفيقاتها أحيانًا وتترك لعبها وتختفي وراء شجرة تركع وتصلي. وكلما كانت تكبر كانت تتفتح في قلبها رياحين المسيحية. كان جمالها بارعًا، وقامتها فارعة، وعقلها سديدًا، وحكمتها عظيمة، ونفسها كبيرة، وعاطفتها قوية.
http://www.marypages.com/SMonica.jpg

حياتها الزوجية:


"كانت هي خادمة خدامك يا إلهي. كل من عرفها مجّد اسمك القدوس الذي فيها وسبَّحه وأحبه".
تزوجت مونيكا بغير إرادتها من رجلٍ وثنيٍ شريرٍ يدعى باتروشيوس، كان يشغل وظيفة كبيرة، فخُدِع أهلها به. كانت أمه حسودة شريرة كما كان الخدم أشرارًا، لكنها أيقنت بعد زواجها أن الله يريدها أن تحمل الصليب، فلم تتذمر لشرور زوجها وحماتها بل كانت تظهر لهما جمال المسيحية ووداعتها.
هُزمت حماتها أمام تواضعها وطول أناتها ولم تعد تسمح للخدم أن يشوا بمونيكا لديها أو لدى باتروشيوس، بل وطلبت من ابنها جلد الخدم الأشرار.
كانت مونيكا تقابل ثورات غضب زوجها بالحلم والصمت والصبر. وحينما كان يهدأ كانت تشكو له برقة وحنان ما نالها من غضبه فكان يلوم نفسه ويّعِد بإصلاح ذاته، لكنه كان يعود لسيرته الأولى. رزقت بثلاثة أولاد كان أكبرهم أغسطينوس، فكانوا موضع عنايتها وكانت تتعزى بهم عن حماقة زوجها وشراسته.

حياة الصلاة مع العمل:


أهم ما تتصف به هذه القديسة البارة هو إيمانها بقوة الصلاة، لقد تم فيها قول الآباء: "طوبى لمن يقف على باب الصلاة". بالصلوات الحارة الخارجة من قلبها المفعم بالإيمان كسبت كلًا من زوجها الشرير وابنها الذي انحرف، شأن شباب عصره.
وضعت في قلبها أنها لابد أن تربح نفس زوجها، وكان إيمانها وطيدًا حتى كانت ترشد المُعَذَبات مثلها بأن الصلاة هي مفتاح الفرج. كانت الثمرة الأولى لصلاتها هي إيمان زوجها الوثني، ففرحت لذلك جدًا ونسيت آلامها، لكنه ما لبث أن مرض ومات وترملت في شبابها.

استجاب الله لدعاء مونيكا فقبل زوجها باترشيوس الإيمان في الوقت الذي كان أغسطينوس في السابعة عشر من عمره.
بعد وفاة زوجها تفرغت لأولادها ولخدمة القريب وأعمال العبادة، فكانت تذهب كل يوم إلى الكنيسة. وهبها الله نعمة الدموع حتى اشتهرت بين قديسي الكنيسة بهذه الفضيلة.
وكانت تخصص أوقاتًا طويلة لزيارة المرضى وخدمتهم وخدمة الفقراء وتعزية الأرامل وتقوية قلوب الزوجات المتزوجات بأزواج أشرار والأمهات اللواتي لهن أولاد شاردون.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-Monica-01.jpg

القديس أغسطينوس أسقف هيبو و القديسة مونيكة أمه
انحراف أغسطينوس:


أتم أغسطينوس دراسته في مدرسة مادورا Madaura بثاجست Thagaste وكان متفوقا حتى على معلميه إذ كان موهوبًا وذكيًا.
أراد والده أن يرسله إلى قرطاجنة ليقضى عامين في الدراسة. وكان لا بد من قضاء سنة في بيته حتى يدبر له والده المال اللازم لنفقات الدراسة. وكانت هذه السنة تمثل وباء أفسدت حياة أغسطينوس إذ كان في بطالة وكسل لا عمل له سوى أصدقاء السوء. كان قائدًا لهم في سرقة الكمثرى من حدائق جيرانهم مع أن حديقته كانت مليئة بتلك الثمار. لكنه كان يهوى القيادة، يسرق ليلقى بالكمثرى للخنازير.
برع في دراسته بقرطاجنة وفاق الجميع واشتعل قلبه بحب الحكمة. وكانت أمه تطمع له في المزيد من العلم، إذ كانت تأمل أن العلم يرتقى به إلى معرفة الله.
ما أن وصل ابنها أغسطينوس إلى سن الشباب حتى انحرف انحرافًا خطيرًا، إذ أن سيدة تكبره أغوته وهو شاب صغير. ووصل الأمر به أن صار له خليلات عشيقات وابن غير شرعي.
كانت نصائحها له غير مجدية على الإطلاق. فيقول أغسطينوس بعد توبته في مناجاة لله:
"أمي التقية قد تكلمت، وصوتها على ما أرى كان صدى صوتك.
فلأنها كانت تلح عليَّ بشدة لأعتزل الغواني وكل أنواع الفجور، لم أكن أعيرها أذنًا صاغية ولا أكترث بأقوالها، لأنها أقوال امرأة، بينما هي صادرة من لدنك.
فكان امتهاني لها امتهانًا لك، وعدم اعتباري لها عدم اعتبار لأقوالك".
وضعت كل ثقلها في الدموع والصلاة والصوم لكي يعيد الله ابنها. يقول القديس أغسطينوس:
"باتت أمي تبكي عليَّ بكاءً فاق بكاء الأمهات على فقد أولادهن بالموت الجسدي.
وأنت يا مولاي قد استمعت لها.
ولم تزَل تلك الدموع التي كانت تذرفها في صلواتها بين يديك حيث كانت تبلل وجه الأرض بدموعها".
أخذت تركض وراءه من بلدٍ إلى بلدٍ، وهو الابن الضال، وتسأله بدون تذمر أو يأس، وبقيت على هذه الحال عشرين سنة.
رؤيا مطمئنة:


إذ سكبت القديسة مونيكا الدموع لسنوات من أجل ابنها، وطلبت من الكاهن أن يصلي لأجله قدم لها الله تعزية في حلم.
رأت نفسها تقف علي منصة خشبية وإذا بصبي مشرق الوجه يبتسم بينما كان الحزن يملأ كيانها. جاء الصبي يسألها عن سبب حزنها ودموعها المستمرة التي لا تجف، فأجابته: "إنني أبكي من أجل ضياع نفس ابني".
قال لها الصبي: "انظري وتأملي أيتها الأم، في المكان الذي تقفين يقف ابنك أيضًا"، تلفتت مونيكا وإذا بها تقف علي منصة عالية ومعها ابنها أغسطينوس.
روت هذا الحلم على ابنها، أما هو فقال لها: "لا تيأسي يا أمي! فربما تصيرين حرة يومًا ما مثلي" . أما هي ففي يقين بعمل الله قالت له: "كلا! إنه لم يقل لي حيث يكون ابنك تكونين، بل حيثما تقفين فهناك يقف ابنك أيضا".
جهادها لخلاص ابنها:


في عام 382 م. سافر القديس أغسطينوس إلى روما بإيعاز من أصدقائه طلبًا للمجد الزمني والغنى. حاولت والدته أن تصدّه عن ذلك فلم تفلح، لذلك عزمت على السفر معه. احتال عليها بقوله أنه ذاهب ليودع صديقًا له على السفينة تاركًا إيّاها غارقة في دموعها.
طلب حاكم ميلان من حاكم روما أستاذًا للبيان فأرسل إليه أغسطينوس، هناك التقى بالقديس أمبروسيوس أسقف ميلان. أحبه أغسطينوس وأعجب بعظاته لما فيها من قوة البيان، دون أن يهتم بخلاص نفسه.
لم تستسلم القديسة مونيكا بل أبحرت إلى ميلان لتلتقي بابنها.
توسلت في إحدى المرات إلى القديس أمبروسيوس أن يتناقش مع ابنها ليردّه إلى صوابه. ولكنه اعتذر، لأنه كان يدرك أنه لا جدوى من النقاش مع إنسان يعتز بعقله وذكائه وله أسلوب في المراوغة، وطلب إليها الأسقف أن تصلي. لكنها ألحَّت عليه أكثر، فردَّ عليها بعبارة مشهورة:
"اذهبي في طريقك والرب يباركك.
ثقِ يا امرأة أن ابن هذه الدموع لن يهلك".



https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-Monica-02.jpg

القديس أغسطينوس و القديسة مونيكة

تركها أغسطينوس إلى روما حيث الشهرة، وكانت الأم تبكي وتتوسل إلى ولدها لكي يبقى إلى جوارها، ليس من أجل راحتها وحنانها وشوقها إليه، إنما كانت دموعها من أجل بُعدِه عن الله، لأنه لم يكن قد نال نعمة العماد بعد ولم تكن هناك بارقة أمل في توبته.
أخيرًا بعد هذه السنوات الطويلة أتت نصيحة الأسقف ثمارها وأنبتت دموع الأم غرسًا مباركًا. تاب أغسطينوس وحق أن يُدعى "ابن الدموع"، وصارت له أمه مونيكا أمًا بالجسد والروح، فقد تمخضت به وولدته إنسانًا للعالم، وناحت عليه حتى ولدته ابنًا للمسيح والكنيسة.
يتذكر أغسطينوس بعد توبته ومعرفته لله أمه ودموعها السخية فيقول في مناجاته لله:
"خادمتك، عبدتك، التي حملتني في الجسد لأولد للنور الزمني.
وحملتني في القلب لأولد للنور الأبدي.
أمي التي أنا أؤمن أن كل ما يفيض فيَّ من حياة يرجع إليها، إلى الدموع الأمينة إلى الدموع الدائمة، إلى دموع أمي وُهِبْتُ حتى لا أهلك".
سافرت إلى ميلان بإيطاليا وحضرت عماد ابنها أغسطينوس على يد أسقفها العظيم أمبروسيوس مرشده الروحي، وكانت فرحتها لا توصف. وارتفع قلبها إلى عرش الله مع من كانوا يسبحون قائلين: "نسبحك ونباركك يا الله. بالحقيقة نعترف أنك ربنا. الأرض وملؤها تسجد لك أيها الآب الأزلي. أنت الذي يقف أمامك الملائكة والرئاسات والسلاطين والقوات. أنت الذي يسجد أمامك الشاروبيم والسيرافيم يمجدونك على الدوام صارخين بغير سكوت قائلين قدوس قدوس قدوس".
بعد العماد أراد أغسطينوس العودة إلى أفريقيا فرافقته أمه مونيكا في السفينة وكانت تقول له: "يا بُنيَّ إن بقائي على الأرض أضحى فضوليًا، ولا أدري لماذا لا أزال حية، لأنه لم يبقَ لي شهوة أطمع فيها فلقد تحققت رغباتي كلها".
وبعد خمسة أيام من هذا الكلام مرضت مرضها الأخير الذي عبر بها إلى الأبدية. وقالت لابنها: "ادفنِّي أينما شئت. أسألك فقط أن تذكرني دائمًا أمام هيكل الله أينما كنت وحيثما اتجهت". وفارقت روحها جسدها وانطلقت إلى المسيح الذي أحبته وهي تصلي وتتشفع بالعذراء الطاهرة والقديسين سنة 387 م.، ولها من العمر ست وخمسين سنة.
يُعلق القديس أغسطينوس على انتقال أمه بقوله:
"كنت أشعر بأمواج من الأحزان تثور في أحشائي.
وكنت أتماسك لكي لا أذرف الدمع أمام أمي وهي في لحظاتها الأخيرة، بل كنت جاثيًا أمامها كمن يجثو أمام الأيقونات في الكنيسة".
* يُكتَب ايضًا: القديسة مونيكة.




Mary Naeem 15 - 10 - 2012 03:16 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشماس موهوب بن منصور



جمع سير الآباء البطاركة:


نشأ في الإسكندرية وأحب الكنيسة وشعائرها إلى أن أصبح شماسًا يخدمها. ولقد أدى هذا الشماس خدمة كبرى لأنه جمع سير الآباء البطاركة، وقد قال في مقدمة هذه السير: "اشتهيت أنا الخاطئ البائس أن أجمع تراجم الباباوات ليكون ذلك ربحًا لي ولمن يقرأها بعدي، فاستعنت بالله تعالى ذكره وسرت إلى دير القديس أبو مقار بالوادي المقدس فوجدت هناك الشماس أبا حبيب ميخائيل الدمنهوري".
اتفق الشماسان على العمل معًا فأخذا ينتقلان في مختلف الأديرة. ووجدا في دير السيدة العذراء بنهيا سيرة اثنين وأربعين من الباباوات ابتداء من مار مرقس، وفي دير الشهيد الجليل تادرس بإبلاج سيرة أربعة منهم: من الثالث والأربعين إلى السادس والأربعين، وعادوا إلى دير السيدة العذراء مرة ثانية فعثروا على سير الآباء من السابع والأربعين إلى البابا الخامس والخمسين. ثم رجعوا إلى دير الأنبا مقاريوس الكبير حيث استكملوا السير من البابا السادس والخمسين إلى البابا الخامس والستين، فجمعا كل هذه السير ونقلاها.
أخذها الأنبا ميخائيل أسقف تنيس (الذي كان الشماس أبا حبيب) وطلب إلى راهب من أبنائه أن ينسخ نسخة له خصيصًا. أما موهوب فانشغل بعد ذلك بتسجيل سيرة الأنبا خريستوذولُس البابا السادس والستين، الذي تنيح سنة 1077 م. وكان الشماس موهوب معاصرًا له. العيد يوم 12 بشنس.

Mary Naeem 15 - 10 - 2012 03:17 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا مويسيس أسقف أوسيم



الأسقف الراهب:


من أعلام الكنيسة وقديسيها العظام في القرن الثامن الميلادي. نشأ على حب الطهارة والبتولية منذ نعومة أظافره وتعلم علوم البيعة.
ترهب منذ شبابه في برية شيهيت وعاش في طاعة أحد الآباء النساك لمدة ثمانية عشر عامًا، سالكًا في طريق الفضيلة والنسك الشديد. وبسبب ذيوع فضيلته اختير أسقفًا لأوسيم (مركز أمبابه بمحافظة البحيرة) وكانت حياته مدة الأسقفية امتدادًا لحياته الرهبانية في البرية. عاش حياة التجرد واتَّصف بالتقوى والشجاعة، وكان يقضي معظم أوقاته في العبادة حتى قيل أنه كان لا يقابل أحدًا من الشعب إلا في يوميّ السبت والأحد، وكان غيورًا على الإيمان الأرثوذكسي.
مرارة الضيق:


نال موهبة صنع الآيات والعجائب وشفاء الأمراض كما أُعطي موهبة النبوة.
جاء وقت على الكنيسة من شدة الضيق عاد الأساقفة إلى أديرتهم ليتفرغوا للصوم والصلاة ليرفع الرب الضيقة، أما الأنبا مويسيس فاستمر مع شعبه يثبتهم ويحفظهم من الذئاب الخاطفة.
أتاه يومًا بعض أراخنة مصر وطلبوا إليه أن يصلي إلى الله ليرفع الضيق عنهم وعن شعبه، لأنهم أحصوا الذين اعتنقوا الإسلام فوجدوا عددهم أربعة وعشرين ألفًا، فقال لهم: "آمنوا يا أولادي أن الوالي الذي يضطهدكم يهلك في بحر هذا الشهر"، وفعلًا تم الأمر كما قال.
سجنه مع البابا:


لما اضطهد مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين البابا خائيل، لازمه الأنبا مويسيس واشتهى أن يستشهد ويسفك دمه على اسم المسيح، وما أن وصلا إلى خيمة مروان طرح الجند الأنبا مويسيس على ركبتيه ورفعوا رجليه إلى أعلى وضربوه بدبابيس نحاس على جنبيه ورقبته، وكان المُعذِبون يطبون منه رشوة ليطلقوه أما هو فلم ينطق ببنت شفة لأنه كان لا يفهم لغة الجند العربية. وأمر مروان بقطع رقبة البابا خائيل بالسيف وساقه السياف إلى موضع تنفيذ حكم القتل، فجرى خلفه الأنبا مويسيس. حاول السياف منعه لكنه لم يمتنع، حتى غضب منه أحد الجند ورفع عليه دبوس نحاس ليضربه به، فمد القديس رأسه لكن بعض الموظفين منعوا الجلاد من ضربه، ثم زُجّ به في السجن مع البابا ووضعت القيود في أرجلهما مع كثيرين، لكن الأنبا مويسيس تنبأ بأنهم سيخرجون من السجن سالمين، وبالفعل تم قوله بهزيمة مروان أمام العباسيين.
نبوته عن دولة بني أمية:


في أثناء ثورة البشموريين للأقباط سأله تلميذ له عن نهاية الأمر فكان جوابه: "الله لا يترك كنيسته إلى النهاية بل يخلصها، وهذه المملكة (دولة بني أمية) تبيد ويحل محلها دولة أخرى". وقد تمت هذه النبوة بسقوط دولة بني أمية، وقيام دولة العباسيين.
استمر الأنبا مويسيس مرافقًا للبابا خائيل وفيًا له وللكنيسة طوال أيام التجارب المرة، أيضًا مرض وعلم بدنو ساعة رحيله من هذا العالم، فاستدعى رعيته وأوصاهم وباركهم وتنيح بسلام.
كنيسة مارمينا بمريوط:


عاصر هذا الأسقف البابا خائيل البطريرك 46، وحاول الخلقيدونيون بأسلوب ملتوٍ وللتشفي أن ينزعوا ما في كنيسة مار مينا بمريوط من زينة رخامية وأعمدة، وعرض بعض الأراخنة على البطريرك أن يدفع رشوة للقاضي، لكن الأنبا مويسيس تصدى لأصحاب هذه المشورة وقال أنه لا يليق بالبطاركة والأساقفة أن يدفعوا رشوة لأحد والله لن يتخلى عنا. وحدث أنه في ذات الأسبوع عُزِل القاضي المرتشي. تعيِّد له الكنيسة في يوم 11 مسرى.

Mary Naeem 15 - 10 - 2012 03:18 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان مويسيس وسارة أخته


رهبنتهما:


وُلدا من أبوين مسيحيين غنيين، ولما تنيح والدهما أراد القديس مويسيس أن يزوج أخته ويُسَلِّم لها جميع مالهما ويترهب. فأجابته: "تزوج أنت أولًا وحينئذ أتزوج أنا أيضًا"، فقال لها: "أنا صنعت خطايا كثيرة وقصدي أمحوها بالرهبنة لأنه لا يمكن أن أهتم بالزواج وبخلاص نفسي". فأجابته قائله: "وكيف يجوز لك أن ترميني في فخاخ العالم وتسعى أنت إلي خلاص نفسك؟" فقال لها: "إن شئتِ يكون لكِ"، فأجابته: "كل ما تفعله أنت أفعله أنا لأننا من أب واحد وأم واحدة".
لما رأى قوة عزمها وزع كل مالهما على الفقراء والمساكين وأدخلها دير للعذارى بظاهر الإسكندرية، ودخل هو أيضا أحد أديرة الرجال. وقضى الاثنان عشر سنوات لم يعاين أحدهما الآخر.
استشهادهما:


ولما أثار الملك ديسيوس الاضطهاد على المسيحيين في عهد رئاسة البابا ديمتريوس البطريرك الثاني عشر واستشهد كثيرون، أرسل هذا القديس إلي أخته يودعها ويعرفها أنه يريد الاستشهاد على اسم السيد يسوع المسيح. فأسرعت إلي الأم الرئيسة وطلبت منها إطلاق سبيلها، وبعدما تباركت من أخواتها الراهبات لحقت بأخيها وهو في طريقه إلي الإسكندرية واعترفا معًا بالسيد المسيح. وبعد تعذيبهما بعذابات كثيرة قطعوا رأسيهما فنالا إكليل الشهادة. العيد 26 مسرى.

Mary Naeem 15 - 10 - 2012 03:19 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب مياثيوس


لا يملك شيئًا ماديًا:


قالوا عن الأب مياثيوس أنه كان يخرج من قلايته حتى إن جاءه فكر يدعوه عدم مغادرة المكان. ولم يكن يعود إليها، لأنه لم يكن يملك شيئًا ماديًا من هذا الزمان الحاضر، سوى آلة حادة كان يقطع بها الخوص. وكان ينجز في اليوم الواحد ثلاث سلال، أي مقدار ما يحتاج إليه من أجل الطعام.
الصوم قالوا عن مياثيوس آخر، أنه كان متواضعًا جدًا، وكان قد تدرّب على يد مصريين عديدين وعاشر شيوخًا كثيرين أمثال الأب سيصوي والأب بيمن. وقد أقام عند نهرٍ صغيرٍ في سيناء. وحدث أن زاره أحد القديسين كما قال هو نفسه وقال له: كيف تمضي وقتك في هذه البرية يا أخي؟ أجابه: أصوم كل يومين وآكل خبزة واحدة فقط. فقال لي: إذا أردت أن تسمع لي، تناول طعامًا كل يوم مقدار نصف رغيف. فلما فعل كما أوعز إليه وجد راحة.
سأل بعض الآباء الأب مياثيوس قائلين: إذ فضل طعام لليوم التالي، هل تريد أن يأكله الإخوة؟ قال: إذا فسد، لا يحسن أن نلزم الإخوة به لئلا يمرضوا، لذا نرميه. ولكن إذا كان شهيًّا صالحًا للأكل ورُمي بسبب الترف، وطبخ سواه، فهذا أمر رديء.
الحياة الجماعية البناءة:

وقال أيضًا: في البدء، لما كنّا نجتمع معًا ونتباحث في أمور نافعة، بانين بعضنا بعضًا، كنّا نصير أجواقًا أجواقًا ونرتفع إلى السموات. ولكن الآن عندما نجتمع ليدين أحدنا أخاه، فإننا نهبط إلى أسفل.

Mary Naeem 15 - 10 - 2012 03:21 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الشهيد ميثوديوس أسقف أوليمبيس

(الشهيد ميثوديوس الأوليمبي | الأولمبي)




Methodios the Martyr, Bishop of Olympus
أسقف أوليمبيس:


يدعي Eubulis، يعيد له الغرب في 20 يونيو و18 سبتمبر.
أسقف أوليمبيوس في ليكية Lycia في جنوب أسيا الصغرى ثم أسقف باترا Patara. استشهد في عام 311 في خالقيس ببلاد اليونان. نسيه أو تناساه المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري ربما لموقفه المضاد للعلامة أوريجينوس.
لعله غير ميثوديوس أسقف بتارس في سوريا ثم أسقف صور في فينيقية، الذي استشهد في خلقيس سوريا.
ثقافته وأفكاره:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Olympus-01.jpg


القديس الشهيد ميثوديوس أسقف أوليمبيا - أوليمبس، أو مثوديوس الأولمبي

قرأ أفلاطون وأحب أسلوبه الحواري لذلك صنف مقالات علي نفس المنهج.
عارض أوريجينوس في الوجود السابق للنفوس وفي قيامة الجسد بالروح، وأن الجسد هو سجن للنفس.
استشهاده:


يقول القديس جيروم "نال إكليل الاستشهاد في نهاية الاضطهاد الأخير (أي في الاضطهاد الذي اثاره دقلديانوس)، بينما يؤكد البعض أنه استشهد في عصر ديسيوس وفاليريان في خالقيس Chalcis باليونان". غير أن بعض الدارسين يرفضون فكرة استشهاده المبكر، إذ تحدث عنه يوسابيوس القيصري بكونه معاصرًا له.
كتاباته:


استمد ميثوديوس Methodius of Olympus شهرته من كثرة كتاباته، منها:
1. وليمة العذارى Symposion e peri agneias وهي حوار في مديح البتولية، ينتهي بأغنية تترنم بها تكلا، مرتبة علي حروف الهجاء. تعتبر من أوائل الترانيم المسيحية. استعان الكاتب بالمزمور 45 (44) "جلست العروس عن يمين المسيح موشاة بالذهب".
وهو العمل الوحيد له الموجود بكامله، يكشف عن إعجابه الشديد بأفلاطون، إذ اقتبس منه طريقة حواره. لم يقتبس منه عبارات فحسب، إنما اقتبس أيضًا فكرة العمل ككل.
تقدس وليمة أفلاطون المديح في الحب، ويقدس هذا العمل المديح في أمجاد البتولية.
2. "اغلافون أو حول القيامة": فُقد هذا العمل، لكن وُجدت اقتباسات كثيرة منه في أبيفانيوس (ضد الهرطقات 64) وفوتس (Cod. 234) ويوحنا الدمشقي (الأيقونات عظة 2).
أخذ طريقة الحوار الأفلاطونية، فيه يفند أوريجينوس وأتباعه.
فأتباع أوريجينوس يرفضون قيامة الجسد المادي وينادون بأنه يكفي القول بأن الذي يقوم هو شكل الجسد مزينًا وممجدًا. في السماء أجسادنا ستكون روحية، وكما يعلمنا القديس بولس: "يُزرع جسد طبيعي ويقوم جسد روحاني"، إن لحمًا ودمًا لا يرثان ملكوت الله". ففي رأيهم أن الإنسان كان أصلًا في الفردوس، أي في السماء الثالثة (2 كو12)، ليس لديه إلا جسد روحاني، وإذ أخطأ نزل إلى الأرض حيث صنع الله له قميصًا من جلد، بمعنى أنه صار لنا الجسد المادي كعقوبة.هذا الجسد المادي هو مصدر التجارب للنفس وبدونه لا تقدر النفس أن تخطئ.
عندما نقوم لنوجد حيث لا موضع للخطية نصير مثل الملائكة ونتحرر من الجسد الذي يمثل ثقلًا علي النفس.
يرد علي ذلك القديس ميثوديوس بأن الجسد هو أداة في يد النفس يمكن أن تستخدمه النفس في الصلاح كما في الشر. وحينما يقول الكتاب إننا نصير كملائكة الله فلا يعنى هذا أننا نصير بلا أجساد وإنما نشبههم في عدم الفساد وعدم التغيير.
يقول أيضا أنه بالموت لم يرد أن يقيم منا غير ما خططه لنا في خلقتنا. إنه يشبه الفنان الذي إذا ما وجد صنعة يديه قد فسدت يعيد عجنها ليشكلها من جديد كما كان في ذهنه من نحوها. هكذا بالموت يشكلنا الله فنتحرر من فساد الخطية.
هو حوار جريء في بيت الطبيب اغلافون في باترا. فيه أيد قيامة الجسد الذي شارك النفس جهادها فيشاركها مجدها. وانه ليس بجسد روحاني آخر. لم ينكر ما يتمتع به الجسد من تجديد سماوي إذ يقول عن السيد المسيح:
"صار جسدًا حقيقيًا ومات موتًا حقيقيًا لا بالتشبه، وذلك ليظهر أنه أول القائمين من الموت، محولًا ما هو أرضي إلي سماوي، وما هو فانٍ إلي خالد".
يقول أن الإنسان كان في البدء خالدًا نفسًا وجسدًا، وأن الموت وافتراق النفس عن الجسد من نتائج حسد الشيطان، فإن غاية الفداء جمع ما فرقه الشيطان.
3. يذكر القديس جيروم في كتابه "مشاهير الرجال" ف 83 وفي رسالتيه 48، 70 أن ميثوديوس أجاد الرد علي بورفيري الفيلسوف، وفي دحضه رسائله الخمس عشرة التي وجهها ضد المسيحيين.
4. يخبرنا القديس جيروم عن عمل آخر يدعي العرافة موجه ضد أوريجينوس، وهو حاليًا مفقود.
وهو نفس العنوان الذي استخدمه أؤستاثيوس في كتابه للرد علي العلامة أوريجينوس الذي ظن أن نفس صموئيل النبي كانت تحت سلطان إبليس وقد استدعتها العرافة بواسطة السحر. بلا شك أن رد ميثوديوس كان مختلفًا تمامًا عن رد أؤستاثيوس إذ أعتقد الأخير بأن نفس صموئيل كانت مستدعاة فعلًا.
5. ذكر سقراط (التاريخ الكنسي 6: 13) عملًا آخر لميثوديوس يدعي Xeno، يري البعض أن هذا العمل هو بعينه العمل التالي الذي أشار إليه فوتيوس.
6. "عن الأشياء المخلوقة": حفظ لنا فوتيوس مقتطفات منه. فيه رد علي التعاليم الأوريجانية التي نادت بسرمدية العالم. فإن كان الله أزلي لم يكن هناك وقت لم يكن فيه القدير الخالق، إذ حتمًا لا بد من وجود خليقة منذ الأزل، لأنه لا يوجد خالق بدون خليقة. وقد جاء هذا العمل في شكل حوارٍ يجيب علي هذه الافتراضات الخاطئة.
7. "عن حرية الإرادة": حوار يثبت أن إرادة الإنسان حرة، وهي مسئولة عن الشر. غالبًا كان موجه ضد اتباع فالنتينوس والغنوصيين.
8. أعمال مفقودة مثل: عن الشهداء، تفسير سفر التكوين، وتفسير نشيد الأناشيد.
من كلماته:
  • تنمو الكنيسة يومًا فيومًا في القامة والجمال خلال تعاونها مع اللوغوس واتحادها معه، هذا الذي ينزل إلينا حتى الآن ويستمر نزوله في ذكري آلامه.
  • لا يتراخى أحد في مقابلة الملك حتى لا يُطرد من جمال العرس.
  • ليته لا يوجد فينا من يستقبله بكآبة، لئلا يُدان كشرير رافضٍ لاستقبال الملك.
  • لنأتِ إليه معًا ببهجة، ونستقبله بفرح، ونتمسك بوليمتنا بكل أمانة.
  • إني أحفظ نفسي طاهرة نقية لك أيها العريس، وأمسك بمصباح مضيء واذهب لأقابلك.

Mary Naeem 15 - 10 - 2012 03:25 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا ميخائيل الأول البابا السادس والأربعون

ضيقة مرة:


من دير الأنبا مقاريوس الكبير ببرية شيهيت، ورسم سنة 735 م. (451ش). وكانت السنة الأولى من باباويته مليئة بالتعسف والضيق، ذلك أن أسامة بن يزيد متولي الخراج فرض ضرائب باهظة على المصريين وضاعفها على الأقباط، مما أدى ببعضهم إلى إنكار مسيحيتهم ليفوزوا بالإعفاء من دفع الضريبة.
الصلاة من أجل الضيقة:


وقد امتلأ قلب البابا ميخائيل حزنًا بسبب خيانة هؤلاء الأبناء، فلم يجد أمامه وسيلة للمحافظة على شعبه غير الصلاة، فانقطع مع بعض الأساقفة في برية شيهيت صائمين ومصلين ضارعين إلى الآب السماوي أن يرفع عنهم الجور والاستبداد، فاستجاب الرب لضراعتهم وهيأ الفرج إذ قد وصل الأمر من الخليفة مروان الثاني بتعيين حسان مكان أسامة. وقد امتاز حسان بالحكمة التي بدت في خطة العطف واللين التي اتبعها مع المصريين، فتهلل قلب الأنبا ميخائيل لذلك وبادله الزيارات وتوطدت بينهما أواصر الصداقة.
محاولة الخلقيدونيين الاستيلاء على كنيسة مار مينا:


في عهده حاول الخلقيدونيون الاستيلاء على كنيسة مار مينا بمريوط إلا أن محاولتهم باءت بالفشل.
سجن البابا:


على أن فترة السلام كانت قصيرة، إذ أصدر مروان أمرًا إلى واليه الجديد في مصر بمضاعفة الضرائب والتشدد في جبايتها، وقد غالى الوالي في تنفيذ أوامر مروان فطالب القبط بدفع مبالغ باهظة، ولما لم يستطع الأنبا ميخائيل الأول أن يدفعها أمر الوالي بإلقائه في السجن ووضع طوق من حديد حول عنقه وربط كتلة ثقيلة من الخشب إلى كل من قدميه.
كذلك أمر الوالي بطرح الأنبا مويسيس أسقف أوسيم والأنبا ثيؤدورس أسقف بابلون وإيلياس تلميذ الأنبا مويسيس في السجن.
وكان السجن مغارة منحوتة في صخرة ليس بها فتحة واحدة تسمح بالنور أو الهواء، ومع ذلك رمى الوالي فيها عددًا غير قليل من الناس.
وبعد انقضاء شهر من الزمان استحضر الوالي البابا وزملاءه وطالبهم بدفع الجزية المفروضة عليهم، فأعلمه البابا بأنه لا يملك شيئًا ثم طلب إليه أن يسمح له بأن يطوف في الصعيد ليجمع من أبنائه فسمح له.
في عهده قام البشموريون بثورة ضد مروان كما قام والي الإسكندرية بالثورة ضده أيضًا وأعلن استقلاله بحكم هذه المدينة، فأرسل مروان حوثره الذي كان أكثر قواده بطشًا لقمع الثورة في الإسكندرية، فبطش بأهلها وقبض على البابا ميخائيل وزعماء الأقباط. وفي أثناء ذلك هجم الخراسانيون على الحدود المصرية وزحفوا حتى وصلوا إلى الضفة الشرقية من النيل عند الفسطاط، بينما كان مروان وجيشه - ومعهم البابا المقبوض عليه - على الضفة المقابلة. وفي أثناء ذلك كان مروان يهين البابا علنًا ويعذبه ويسخر به، ونوى على قتله ومن معه من الأساقفة لولا مشورة عبيد الله الابن الأكبر لمروان الذي أشار على أبيه أنهم قد يضطرون للهروب إلى السودان من وجه أبي مسلم الخراساني، والسودانيون أولاد روحانيون للبابا ميخائيل فإن هو قتله سيعملون على الانتقام له، وبهذا نجوا من قتل مؤكد.
وبعد سقوط مروان اتصل الخراسانيون بالأنبا ميخائيل وأكرموه وسمحوا له أن يعيد بناء الكنائس التي تهدمت وأن يستعيد أموالها المبددة، وهكذا عاد الهدوء لفترة إلى الحياة المصرية. ساد السلام ربوع مصر في السنوات الأخيرة لباباوية الأنبا ميخائيل، وكانت التجارب والمحن التي جازها قد أثرت على صحته فانتقل إلى عالم النور بعد أن قاد سفينة الكنيسة ثلاثًا وعشرين سنة ونصف، ودفن جثمانه الطاهر بكل إكرام.

Mary Naeem 16 - 10 - 2012 05:31 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا ميخائيل أسقف تنيس



سبق لنا الإشارة إليه أثناء حديثنا عن صديقه الشماس موهوب بن منصور. فقد عملا معًا في جمع سيَّر باباوات الإسكندرية، وذلك قبل سيامته أسقفًا على تنيس إذ كان يُدعى الشماس أبا حبيب ميخائيل الدمنهوري.
نشأته:


عاش في عصر الفاطميين وكان معاصرًا للبابا خريستوذولوس. ترهب بدير القديس مقاريوس ببرية شيهيت. وكان خاله مينا مهندسًا من موظفي الدولة، وعن طريقه تعرف بالشماس بقيره الرشيدي حامل الصليب وصارا صديقين حميمين.
رُسِم شماسًا وانشغل بتدوين سير باباوات الكنيسة القبطية، لذا اعتزل بدير الأنبا يحنس كاما عند الراهب بسوس وكان يواصل الليل بالنهار وتمكن بجهد شاق من تجميع وكتابة سير عشر باباوات (من البابا 56 إلى البابا 66).
كما تعاون مع الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين حينما كان منشغلًا بكتابة تاريخ البطاركة وذلك بأن ترجم له السير البابوية من القبطية إلى العربية.
كاتب البطريرك إبرام بن زرعة:


وقع اختيار البطريرك إبرام بن زرعة البابا 62 عليه ليكون كاتبه وكتب السنوديقا (رسالة الشركة في الإيمان) التي بعث بها هذا البابا إلى البطريرك الإنطاكي كما كانت العادة. واستمر يكتب السنوديقا تحت رياسة خمسة من الباباوات.
سيامته أسقفًا:


تقديرًا من البابا خريستوذولوس للراهب الشماس أبو حبيب ميخائيل رقاه لدرجة الأسقفية على إيبارشية تنيس Tinnis، باسم الأنبا ميخائيل.
تنيس مدينة مصرية قديمة اندثرت، كانت تقع بجزيرة في بحيرة المنزلة. ومازالت الجزيرة موجودة حتى اليوم وتُعرَف باسم جزيرة تنيس وتقع على بعد تسعة كيلومترات جنوب غربي مدينة بورسعيد.
مع بطريرك إنطاكية:


ومع مسئوليته الأسقفية استمر في عمله ككاتب للسنوديقا، وبعد أن كتب السنوديقا للبابا خريستوذولوس كلفه بحملها إلى بطريرك إنطاكية بصحبة الأنبا غبريال أسقف صا الحجر.
نياحته:


أما عن نياحة هذا الأسقف النشيط فيبدو أنها كانت في أواخر عهد البابا خريستوذولوس، وهكذا يكون الأنبا ميخائيل قد عاصر ستة من الباباوات كان مع الأخير منهم أسقفًا.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
السيرة من مصدر آخر

وكان اسمه ابو صليب ميخائيل ابن بدير الدمنهورى – ترهب بدير ابو مقار ، وكان خاله مينا مهندسا في الدولة – وعن طريقه تعرف بالشماس بقيرة الرشيدى، وصارا صديقين حميمين. رسم شماسا حيث انشغل بكتابة سير الاباء البطاركة، فكتب سيرة البطاركة من البابا 56 الى 66 كما ساعد اسقف الاشمونين الانبا ساو يرس ابن الفقع فى كتابة موسوعته عن تاريخ البطاركة.
اختاره البابا ابرام بن زرعه ليكون كاتبه، فكتب السنوديقا (رسالة الشركة في الايمان) التي بعث بها هذا البابا الى بطريرك انطاكية واستمر تلبيتها تحت رياسة خمسة من الباباوات وتقديرا من البابا خريستوزولوس للراهب الشماس ابو صليب ميخائيل رفاه لدرجة الاسقفية على ايبارشية تنيس مع استمراره فى عمله ككاتب للسنوديقا.

Mary Naeem 16 - 10 - 2012 05:33 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا ميخائيل أسقف دمياط




عاش في القرن الثاني عشر الميلادي ولا نعرف عنه سوى أنه عُين معاونًا للبابا ميخائيل البطريرك الحادي والسبعين، وأنه عاش إلى عهد البابا السكندري الثالث والسبعين. وقد ترك للآتين من بعده مجموعة من التعاليم لا تزال أربعة نسخ منها باقية إلى الآن وكلها مخطوطة: اثنتان منها محفوظتان في المكتبة الباباوية القبطية بالقاهرة، وواحدة في المكتبة الأهلية بباريس، والرابعة بمكتبة الفاتيكان. أما تعاليمه فتتعلق بممارسة بعض الفرائض الكنسية وتتلخص فيما يلي: الاعتراف السري، حلق الرأس، الختان، البخور، عدم إبقاء شئ من الأسرار المقدسة من يوم إلى آخر، رسم علامة الصليب، زواج الأقارب، تغطية القربان المقدس بالفول والترمس (كان بعض عبدة النجوم يندسون بين الأقباط ليتناولوا من الأسرار المقدسة وكانوا يعافون الترمس والفول، فاستعان الكهنة بهذه البقول ليتعرفوا بها على هؤلاء الدخلاء).

Mary Naeem 16 - 10 - 2012 05:34 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا ميخائيل الإتربي أسقف مليج وأتريب



يُعرَف باسم ميخائيل الجميل أو ميخائيل الاتربى. كان أسقفًا من بلدة مليج بالمنوفية (ملج). عاش في القرن السابع عشر وكان معاصرًا للبابا يوأنس السادس عشر، ولا تزال بين أيدينا بعض كتاباته تدلنا على مدى اهتمامه بنشر الوعي الكنسي بين شعبه. ومن هذه الكتابات سنكسار رتبه هو شخصيًا. وكذلك يوجد له كتاب يتألف من خمسمائة وستين ورقة وهو مع ذلك ناقص لأن أوراقه الأخيرة غير موجودة ولا نعرف كم كان عددها، وهذا الكتاب عنوانه: "الطب الروحاني. مجموع من قوانين الآباء القديسين وأسئلة وأجوبة معلمي الكنيسة". وقد ترجم المستشرق الألماني فرانز كولن هذا الكتاب إلى الألمانية ونشره في مجلة "أورينز كريستيانوس" سنة 1906 م. وله عدة رسائل.

Mary Naeem 16 - 10 - 2012 05:35 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا ميخائيل أسقف نقادة




في الثاني والعشرين من برمهات تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة الأب الأسقف المكرم صاحب الشيخوخة الحسنة والذكر الجميل الأنبا ميخائيل أسقف كرسي نقاده.
* تُكتَب "نقادة" بالعامية أحيانًا: "نجادة" أو "نيجاة".


Mary Naeem 16 - 10 - 2012 05:37 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القمص ميخائيل إبراهيم


https://st-takla.org/Pix/Saints/08-Co...Ibrahim-01.jpg


القمص ميخائيل إبراهيم (1899-1975)

كاهن معاصر، قدّم لنا أيقونة حية للحياة السماوية الجادة المتهللة في الداخل والتي بلاهم. عبر كنسيم هادئ ترك أثاره العذبة علي حياة الكثيرين. سند كهنة كثيرين جدًا وسط آلامهم وقادهم في طريق الإنجيل الحق بروح الحب والتواضع.
الذين عرفوه أو رأوه أو تتلمذوا علي يديه رأوا سلسلة لا تنقطع من قصص معاملات الله الفائقة معه، ونعمة الله السخية في حياته.
نشأته:


ولد ميخائيل في أبريل سنة 1899 وتربي في حضن الكنيسة بكفر عبده والتحق بمدرسة الكنيسة، فالتهب قلبه بحب الله والارتباط بالخدمة. كما التحق فيما بعد بمدرسة الأقباط الكبرى. وعين موظفًا بوزارة الداخلية في مراكز البوليس بفوة ثم شربين فكفر الشيخ، ثم بلبيس فههيا حيث قضي عشرة سنوات (1938 -1948) ثم محافظة الجيزة لمدة ثلاث سنوات. ومنها انتقل إلى الخدمة الكهنوتية في بلدته بكفر عبده، في 16 سبتمبر 1951.
عمله الكهنوتي:


بدأ خدمته في كفر عبده بإلغاء الأطباق لجمع التبرعات حتى يقدم كل واحدٍ لله في الخفاء. كما قام بإلغاء الرسوم علي الخدمات الكنسية، فأحبه الشعب جدًا والتف حوله. وبعد عام من سيامته أعطاه الأسقف القمصية في مايو 1952.
بأبوته الحانية ورعايته لكل بيتٍ، بل ولكل شخصٍ جذب الكثيرين إلى حياة التوبة والاعتراف، من كفر عبده والبلاد المحيطة بها.
انسحابه إلى القاهرة:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...brahim-007.jpg


القمص ميخائيل إبراهيم (1899-1975)

أثار عدو الخير شريكه في الخدمة حاسبًا ما يفعله أبونا ميخائيل نوعًا من المغالاة لا معني له. ثار ضده فانسحب أبونا بهدوء إلى أسرته بالقاهرة عام 1955 م.، والتجأ إلى كنيسة دير مار مينا بمصر القديمة، وكان يصلي بحرارة ودموع لكي يفتقد الرب شعبه في كفر عبده.
دعاه أبونا مرقس داود ليخدم معه في قداس الأحد بسبب غياب أحد الآباء الرهبان، واستراحت نفسه له فطلب منه أن يخدم معه، وبقي في خدمته بالكنيسة خميرة عجيبة مقدسة تعمل في حياة الكثيرين، حتى يوم نياحته سنة 1975 م.
باركني يا ابني!


كان أبونا ميخائيل إبراهيم في زيارة أحد العائلات وفجأة قام ليصلي لكي ينصرف. تعجب أهل البيت من تصرفه هذا، فقالوا له:
لماذا أنت مستعجل يا أبانا؟
ابني إبراهيم (روَّح)!
وليكن، فهو ذاهب إلى بيته.
ذهب إلى الفردوس.
بالفعل عرفوا بعد ذلك أنه في هذه اللحظات أسلم ابنه الدكتور إبراهيم الروح وانتقل من هذا العالم.
أذكر ذلك عن الدكتور إبراهيم الذي تحدث عنه والده في جلستنا معًا في منزل المتنيح القمص مرقس باسيليوس، فقد روى لنا هذه القصة.
إذ كنت جالسًا في حجرة الاستقبال بالمنزل وأنا مستيقظ كنت أفكر في مشكلة معينة لا يعرف حقيقتها إلا ابني إبراهيم. رفعت عينيّ وأنا جالس على الكرسي وقلت: "أليس ممكنًا أن ترسل لي يا رب ابني إبراهيم لكي يخبرني بالأمر؟" فجأة وجدت إبراهيم واقفًا أمامي بثوبٍ أبيض جميل. قال لي: "ماذا تريد يا أبي؟"
تطلعت إليه وفرحت جدًا، وقلت له: "أنت لبست الثوب الأبيض يا ابني! لا أريد أن أوسخه لك بالاهتمامات الزمنية... ما أريده هو أن تصلي من أجلي وتباركني".
ختم أبونا حديثه بقوله: "فباركني ابني إبراهيم وانصرف". ربما أختصر بعض أحاديث الحب الروحي والمباركة المتبادلة بينهما!
هل هو صوتها؟!


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...brahim-008.jpg


: القمص ميخائيل إبراهيم (1899-1975)

روى لنا أبونا ميخائيل إبراهيم، نيَّح الله نفسه، هذه القصة التي حدثت معه. جاءه الزوج الشاب يشتكي زوجته، قائلًا: "إنها تسبُني بألفاظ صعبة وقاسية بلا سبب"، ثم بدأ الزوج ينطق ببعض كلمات السبّ، وأبونا يسمع إليه حتى انتهى الزوج من حديثه دون تعليق من جهة أبينا. سأله الأب الكاهن: "هل متأكد أن هذه الكلمات صدرت عن زوجتك؟"
  • نعم، فأنا لا أكذب.
  • هل هو صوتها؟
  • إنه صوتها!
  • هل أنت متأكد؟
  • إنها زوجتي، عشت معها كل هذه السنوات، وهي التي تسبّني.
ابتسم أبونا ميخائيل وهو يقول: "إنها ليست زوجتك؛ عدو الخير يتكلم على فمها لكي يحطم بيتكما. هي صالحة، لكن الشيطان يريد أن يهلكها ويهلكك. ارجع إلى زوجتك ولاطفها".
عاد الزوج إلى بيته وصار يُصلي لأجل زوجته ولأجل نفسه، وصار يلاطفها بحبٍ صادقٍ فتحوَّل البيت إلى كنيسة مقدسة مملوءة سلامًا!

درسٌ من شيخٍ ساقطٍ:

ويقول القمص تادرس يعقوب: في بدء خدمتي في الكهنوت جاءني رجل شيخ لا أعرفه وطلب مني أن يعترف. وفي خجلٍ شديدٍ همس قائلًا: "إني لأول مرة أسقط في خطية الزنا". في بساطة ظننته أنه يشكو من نظرةٍ خاطئةٍ هذه التي نحسبها أيضًا زنا... فقال لي إني لست اقصد النظرة. تحدثت معه على أنها لمسة خاطئة، لكنه عاد ليؤكد أنه ارتكب الخطية فعلًا. لم أكن في ذلك الوقت أتصوّر إنسانًا ما يرتكب هذه الخطية.
في مرارة ذهبت إلى أبينا المتنيح القمص إبراهيم ميخائيل وأنا منكسر النفس جدًا. رويت له ما حدث دون ذكر للاسم، خاصة وأن أبانا من القاهرة لا من الإسكندرية. وإذ رآني مرتبكًا للغاية هدأ من روعي قائلًا:
  • أتعرف لماذا أرسل لك الله هذا الشيخ الساقط؟
  • لست أعلم!
  • يريد أن يعطيك في بدء خدمتك الكهنوتية عدة دروس، منها:
  • الدرس الأول: لا تأتمن جسدك حتى إن بلغت الشيخوخة أو كنت كاهنًا! كن حريصًا وحذرًا!
  • الدرس الثاني: لا تقسو على شابٍ ساقطٍ، فإن الخطية خاطئة جدًا، وقتلاها أقوياء حتى من الشيوخ... ترفّق بهم لكي تسندهم ضد الخطية.
  • لست أقول تتهاون مع خطاياهم، لكن لا تُحطم حتى الساقطين، أقمهم بالرجاء الحيّ.
تركني الملاك!


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...brahim-002.jpg


القمص ميخائيل إبراهيم (1899-1975)
فوجئ المتنيح أبونا يوحنا بكنيسة القديس مارمرقس بشبرا مصر بأبينا القمص ميخائيل إبراهيم بعد أن صرف ملاك الذبيحة ورش الماء، أنه عاد إلى الهيكل بخطواته الهادئة، ثم سجد أمام طفلٍ. قام ليكرر السجود أمامه للمرة الثانية والثالثة.
دُهش أبونا يوحنا للمنظر، خاصة وهو يسمع الكاهن الشيخ يقول للطفل بنغمة مملوءة تواضعًا: "سامحني يا ابني أنا عليت صوتي عليك، سامحني".
قال أبونا يوحنا: "كيف وأنت شيخ يا أبونا تسجد لطفلٍ يُعتبر كأحد أحفادك؟!"
في هدوئه المعهود قال له أبونا ميخائيل:
"لا تعرف يا أبانا ماذا حدث. سأخبرك، لكن أرجوك ألا يعرف أحد شيئًا إلا بعد سفري (انتقالي من العالم).
بينما كنت أذكر أسماء الذين طلبوا مني ذكرهم على القرابين، كنت أرى ملاكًا يقف بجوار المذبح ثم يختفي، وإذ أذكر الاسم التالي يظهر ثم يختفي. وتكرر هذا الأمر حتى رأيت هذا الشماس الصغير يتحرك فشتت أفكاري (مخيلتي)، وإذ صرخت أمامه لكي يهدأ تركني الملاك ولم يعد".

عليك بركة البسها!

إذ ازدحمت الكنيسة بالمصلين في ليلة العيد لاحظ أبونا القمص ميخائيل إبراهيم شابًا يخرج من حجرة الشمامسة وقد تسللت الدموع من عينيه. ذهب إليه في هدوء وابتسامة وربت على كتفيه وهو يسأله عن سبب حزنه. لم يرد الشاب أن يتكلم، لكن أبانا صمم أن يعرف السبب، فقال له الشاب: "لقد أتيت يا أبي متأخرًا وكنت أود أن أخدم شماسًا في ليلة العيد، لكنني لم أجد التونية. لعل أحد الشمامسة الغرباء أخذها ليشترك في الصلاة".
أمسك أبونا بيد الشاب ودخل به إلى حجرة الكهنة وقدم له تونيتة، فرفض الشاب تمامًا، لكن أبانا أصر أن يلبسها الشاب، قائلًا له: "عليك بركة البسها وأخدم، ولا تحزن... افرح، لأنه لا يصح أن تحزن في هذا اليوم!"


Mary Naeem 16 - 10 - 2012 05:39 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس القمص ميخائيل البحيري




جاء في جريدة الكرازة بتاريخ 20 يونيو 1980 م: "في أول اجتماع للمجمع المقدس حضره نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم (حاليا البابا شنودة الثالث)، وكان ذلك سنة 1963 م. اقترح أن يُضم إلى عداد قديسي الكنيسة: الأنبا إبرآم أسقف الفيوم، والأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية. واقترح أحد الأعضاء أن يُضم أيضًا القمص ميخائيل البحيري (المعاصر للأنبا إبرآم)، ووافق المجمع المقدس بدون مناقشة، إذ كان هؤلاء الثلاثة جميعًا فوق مستوي النقاش... وأصبح الأمر رسميًا."
هو تلميذ القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم. ولد هذا القديس سنة 1848 م. في بلدة اشنين النصارى إحدى قرى مركز مغاغة بمحافظة المنيا، من أبوين مسيحيين بارين فاضلين مملوءين من نعمة الله، محبين للخير، مشهودًا لهما من جميع الناس بالتقوى والفضيلة. ولما بلغ الثانية عشر من عمره تنيح أبوه، ثم بعد ذلك بأربع سنوات توفت أمه.
يروي لنا القديس: "بعد نياحة والدي أخذني أقاربي إلى أحد البيوت المجاورة خوفًا من أثر البكاء علي صحتي. وبينما أنا جالس في عزلتي علي سطح المنزل إذ بي أري والدي صاعدًا إلى السماء، محاطًا بالملائكة النورانيين، فعرفته وناديته: "يا أبي، يا أبي". فقالت لي الملائكة: أطلب لكي تكون آخرتك كآخرته"، ثم اختفوا عني.
رهبنته:


اعتاد أحد الآباء الرهبان يدعي القمص تاوضروس المحرقي أن ذهب إلى قرية اشنين. وكان يلتقي به الشاب الصغير ميخائيل يسمع منه الكثير عن سير القديسين وحياة الرهبنة كحياة سامية في الرب، فكان يمارس هذه التداريب تحت إرشاد أب اعترافه، فذاق الحياة الرهبانية في غرفته الخاصة.
في العشرين من عمره ترهب بدير السيدة العذراء بالمحرق في وقت رئاسة القمص بولس الدلجاوي (القديس أنبا إبرآم)، وعاش على طريق معلمه الأنبا ابرآم، فكان متحليًا بالفضائل الكثيرة أبرزها التواضع والمحبة. وأخذ يدرب نفسه على تجليد الكتب، فجلد الكتب القديمة بمكتبة الدير لصيانتها، وأتى زوار الدير إليه بكتبهم أيضًا، وكان يقبل منهم أي أجر ويوزعه على الفقراء من الرهبان والأهالي. وقد دفعه تجليد الكتب إلى قراءتها، ولشغفه بها كان يشجع الرهبان على الاستزادة من القراءة.
تتلمذ القديس علي يدي الشيخ المختبر القمص صليب العلواني، فنال معرفة جليلة وتمتع بتداريب روحية للنمو الروحي. وفي طوبة سنة 1591 ش (1874 م) طلب معلمه من رئيس الدير سيامته قسًا. وتم ذلك علي يدي الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو وديروط وقنام.
فضائله:


كان معلمًا فاضلًا ورجل معجزات فنال على يديه كثيرون نعمة الشفاء التي عجز عنها الطب. فكان الكثيرون يقصدونه من جميع البلاد لينالوا منه البركة. تميز بحبه للهدوء والخلوة بعيدًا عن الضوضاء، وكان لا ينام في الليل إلا اليسير ويقضي الليل مسبحًا مرنمًا ساهرًا.
منحه الله سلطانًا على الوحوش وكذلك على الأرواح الشريرة وعلى السحرة والمشعوذين. وقد مرَّ بتجارب عديدة من عدو الخير، فكان يتلقى هذه التجارب بقوة وثبات ولا يكل من ضرباته، بل كلما تظهر له الشياطين يبادلها برسم الصليب والتواضع التام، وكان يصارعهم حتى فقد بصره، وكان يحاربهم بأصوامه الكثيرة والصلاة. ومن تواضعه أنه حتى بعد رسامته قمصًا كان يقوم بنظافة كنائس الدير دون تَكبُّر، كما كان يقوم بزراعة البستان داخل الدير من ناحية قصر رئاسة الدير، ومازال منها حتى الآن نخلتان في الناحية الغربية من القصر في الطريق المؤدي إلى الكنيسة الأثرية بدير المحرق تعرفان باسم نخلتيّ أبينا القديس ميخائيل البحيري.
عزل القمص بولس الدلجاوي من رئاسة الدير:


في عام 1586 ش هبت عاصفة شديدة ضد رئيس الدير القمص بولس الدلجاوي (الأنبا ابرآم) فعُزل من رئاسة الدير وطُرد منه. ترك هذا الأب الدير ومعه أبناؤه، وطلبوا من القمص ميخائيل البحيري مرافقتهم. لكن القمص بولس الدلجاوي لم يوافقهم عل طلبهم وقال لهم: "دعوه في الدير ولا تحرموا المجمع من وجود رجال الله، لئلا يكون محاطًا بالغضب الإلهي. دعوه فإن هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا، ويكون بركة في هذا المكان".
حزن القديس لمفارقته أبيه ورئيسه المحبوب. وقد لاقي القديس الكثير من المضايقات، إذ حاول الرهبان أن يرغموه علي ترك الدير.
أما هو فاحتمل الكثير في هدوء وصبر طاعة للوصية الإلهية.
كمثال إذ كان يقوم بصنع الخبز ذهب أحد المجهولين إلى قلايته وأخذ كل ملابسه ومتعلقاته منه. عاد إلى القلاية وثوبه مملوء بالعجين ومبلل بالماء فلم يجد ما يرتديه. اشتكي لرئيس الدير متوقعًا أن يقدم له ثوبًا يرتديه وإذ به يلومه مدعيًا أنه قد أهان الرهبان واتهمهم بالسرقة، مع أنه لم يتهم أحدًا. واضطر أبوه الروحي القمص صليب العلواني أن يقدم له ثوبًا خشنا كان يرتديه طوال الشتاء ولم يكن لديه ما يستبدله لتنظيفه. ولم يفقد هذا القديس سلامه ولا فرحه الداخلي وسط كل المتاعب، بل هذه كلها كانت تدفعه للجهاد الروحي ليسند الكثيرين.
فقدان بصره:


إذ فقد بصره وضعف سمعه جدًا وخارت قوته الجسمية كان لا يكل عن الذهاب إلى الكنيسة يوميًا. وإذ سأله أحد أبنائه الذي كان يستعين به للذهاب إلى الكنيسة: "يا أبتاه اجلس في قلايتك ويكفي صلواتك بها فأنت لا تقدر أن تسمع ولا أن تري، فما الداعي لذهابك إلى الكنيسة؟" أجابه: "يا ابني، عندما أذهب إلى الكنيسة أشتم رائحة البخور، هذا يعزيني كثيرا، فأري ما لم تره عين وأسمع ما لم تسمعه أذن".
محبته للفقراء ونسكه:


لم يكن في قلايته شيء يُذكر فقد تدرب علي يديه معلمه الأنبا إبرآم أن يقدم كل ما في يديه لإخوة يسوع الأصاغر. دعوه في الدير "رجل الرحمة وأب المحتاجين".
منذ دخل الدير لم يأكل لحمًا قط؛ وكان يصوم إلى المساء، ولا يعطي جسده راحة في نوم أو أكل أو شرب. لم يعرف الراحة إذ كان محبًا للعمل. ربط عمله ونسكه بحياة الصلاة، فكان يصلي كل يوم جمع المزامير.
مؤانسته للوحوش:


إذ كان في الخامسة عشر من عمره ذهب مع بعض الشبان للعمل في إنشاء الطرق والجسور. عاد مع أحد رفقائه إلى بلدته ليلًا، وكان من المعروف وجود ضباع في هذا الطريق. فجأة ظهرت ضبعتان فخاف الزميل جدًا أما هو فقال له: "لا تخف، فإنهما كلبان أليفان"، إذ لم يكن قد رأي ضبعًا قبل ذلك. فوجئ الزميل بالضبعين يقتربان من القديس، وكان يداعبهما كما لو كانا كلبين إليفين. وإذ اقترب من القرية اشتمت الكلاب رائحة الضبعين فصارت تنبح مما أزعج القرية وظن أهل القرية أن لصوصًا قد اقتربوا من القرية، فخرجوا من منازلهم حاملين أسلحة، وفوجئوا بهذا المنظر ، ومجدوا الله العامل في قديسيه.
اعتاد القديس أن يقول: "اذهب يا مبارك" كلما دخل أحد الرهبان إلى قلايته. ولم يعرف أحد سرّ هذه العبارة حتى أصر أحد أولاده الروحيين أن يعرف السًر، إذ قال له: "بحق أبوتك تقول لي من هو هذا المبارك، هل يوجد من يخدمك أو يجلس معك أحد السواح؟" فبكي القديس وقال: "ويحي أنا الشقي لأجل ذلك أريك إياه". عندئذ نادي قائلا: "تعال يا مبارك"؛ عليك ألا تخف يا ابني. وإذ بثعبان ضخم يبلغ طوله ما يقرب من مترين، خرج من وراء "النملية" (دولاب الطعام). وقال له القديس: "هذا هو صديقي، يشاركني طعامي، واستلذ النوم فوق طيات جسمه إذ أضع رأسي عليه. وبعد ذلك قال: "اذهب يا مبارك". واختفي الثعبان من حيث أتى.
بعد نياحة القديس ترك الثعبان القلاية وخرج حزينًا علي صديقه وصار يتلوى في التراب حتى مات من الحزن.
أخيرًا بعد حياة حافلة بالجهاد تنيح يوم 23 فبراير سنة 1922 م. في الأسبوع الثاني من الصوم المقدس.
من أقواله:
  • أتريد راحة البال؟ حافظ على شروط المحبة، محبة الله ومحبة القريب.
  • اثبت في الله يهبك الجميع.
  • اعتياد الأعمال الصالحة يورث سجية البر والتقوى.
_____

Mary Naeem 16 - 10 - 2012 05:40 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا ميخائيل الثالث البابا الواحد والسبعون



البابا البسيط:


هو أحد رهبان دير أبو مقار ببرية شيهيت. كان إنسانًا بسيطًا جمع بين الوقار والقداسة والعفة، لكنه لم يكن عالمًا ولا قارئًا للكتب، لزم قانون الرهبنة من غير قراءة قبطي ولا عربي.
عُمِلت قرعة له مع اثنين آخرين وورقة رابعة باسم "السيد المسيح الراعي الصالح"، ووضعوا الأوراق على المذبح وأقاموا القداس ثلاثة أيام متوالية وأحضروا طفلًا ليختار ورقة فكان المنصب من نصيب ميخائيل هذا، وكان مشهودًا له من الجميع بحسن السيرة.
بعد أن أصابته القرعة كرزوه شماسًا فقسًا وفي ثالث يوم قمصًا وكان ذلك في الكنيسة المعلقة بمصر، وتمت رسامته بطريركًا في الإسكندرية سنة 1145 م. ويذكر تاريخ البطاركة أنه "بكلفة عظيمة حفظوه قداس باسيليوس خاصة إلى أن قدس به". كانت مدة بطريركيته قصيرة جدًا لكنها كانت طيبة، ولم يحدث أن أحدًا ارتد عن المسيحية في أيامه، وفي أيامه القلائل رسم ثمانية أساقفة منهم أسقف على كرسي شبرا الخيمة وكرسي شبرا دمنهور وكرسي منية بني خصيب وكرسي أخميم وكرسي البلينا. وكان كل مقامه على الكرسي البطريركي ثمانية شهور وأربعة أيام منها ثلاثة شهور في عافية والباقي وهو خمسة شهور كان مريضًا، وقضى مدة مرضه بدير الأنبا مقار، وتنيح سنة 1146 م.

Mary Naeem 16 - 10 - 2012 05:41 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا ميخائيل الثاني البابا الثامن والستون



اختياره بابا الإسكندرية:


توحّد راهب حبيس في صومعة بسنجار (مدينة ابتلعتها بحيرة البرلس)، وقد بلغ عبير رائحته الذكي إلى الأساقفة المجتمعين في القاهرة للصلاة لكي يرشدهم الله إلى من تقع عليه مسئولية تولي الكرسي المرقسي، وأوصلهم إليه زائر دخل إلى اجتماعهم فكان ميخائيل هو ضالتهم المنشودة.
اعتذر ميخائيل لمن وصل إليه ناقلًا له رغبة الآباء، مؤكدًا له عدم استحقاقه. ولما علم أنهم سيحملونه قسرًا وعنوة نزل معهم، وسار الجميع إلى الإسكندرية وتمت مراسيم السيامة سنة 1092 م.، فتوجه بعدها البابا الجديد إلى دير أنبا مقار ليستمد العون الإلهي في خدمته الجديدة، ثم عاد إلى القاهرة متخذًا كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل على جزيرة النيل مقرًا له.
علاقاته الطيبة برجال الدولة:


إذ استتب الأمن بتولي الأفضل شاهنشاه بن بدر الدين الجمالي السلطة وتولي المستعلي بالله أبيه المستنصر رغم مناوشات أخوه الأكبر، وبدت الأمور هادئة للبابا الجديد ليباشر مهمة خدمته، كما أن القدس كانت تحت حكم رجل قبطي نال الحظوة لدى الدولة وهو منصور التلباني. عندما جاء الفيضان ناقصًا إلى الحد الذي أزعج السلطات، طلبوا إلى البابا الذهاب إلى أثيوبيا لاتخاذ الوسائل التي تسهل مرور مياه النيل، وفعلًا جاءت إرساليته بالبشارة الطيبة وانصلحت العلاقات بين مصر وأثيوبيا بفضل البابا الذي كان أول بابا إسكندري يسافر إلى أثيوبيا رغم استمرار العلاقات بين الكنيستين منذ البابا أثناسيوس الرسولي البابا العشرين، كما رسم لهم مطرانًا جديدًا ثم مطرانًا آخر بدلًا منه عندما أثبت عدم جدارته. عندما انتشر مرض الطاعون في مصر جال البابا بين أبنائه يواسيهم ويشجعهم ويرفع عنهم الصلوات، حتى أصيب هو ذاته بالمرض ورقد به سنة 1102 م. في أيام الآمر بأحكام الله بن المستعلي.

Mary Naeem 16 - 10 - 2012 05:42 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
البابا ميخائيل الرابع البابا الثاني والتسعون





خلف البابا غبريال السادس على كرسي مار مرقس، وكان من سمالوط وقيل سنباط، أقيم بطريركًا في 13 أمشير سنة 1193ش الموافق 1477 م. في عهد تملك الأشرف أبي النصر قايتباي الظاهري. وأقام في البطريركية سنة واحدة وثلاثة أيام وتنيح في 16 أمشير سنة 1194 م. ش الموافق 1478 م.، وخلا بعده كرسي الرئاسة لمدة سنتين وشهرين وسبعة أيام. الجدير بالذكر أن علاقة الكنيسة القبطية بأثيوبيا في عهده قد بدأت تسوء بسبب سوء العلاقة بين سلطان مصر قايتباي وملوك أثيوبيا.

Mary Naeem 16 - 10 - 2012 05:43 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد القمص ميخائيل الطوخي




سيامته كاهنًا:


وُلد هذا القديس في ضيعة طوخ النصارى بالمنوفية من أبوين مسيحيين تقيين وسُمِي ميخائيل. درس الألحان والتسبحة واللغة القبطية والكتاب المقدس وكافة العلوم الكنسية، ثم رسمه أسقف الإيبارشية شماسًا وهو في الثامنة من عمره. لما بلغ سن الشباب تزوج، وبعد مدة رُسِم إيغومانس (قمصًا) على كنيسة مار جرجس في بلدته.
استشهاده:


في ذات مرة إذ كان له من العمر أكثر من خمسين سنة، كان مسافرًا إلى القاهرة وكان بصحبته قوم أشرار مبغضين للمسيحيين تعصبوا ضده فاشتكوه زورًا أنه قال في حقهم كلام رديء لا تطيق الآذان سماعه. أمر القاضي بالقبض عليه وإحضاره مكبلًا بالحديد، فأعلمه القديس أن تلك القصة غير حقيقية وملفقة. لكن هؤلاء الأشرار أتوا بشهود زور لتأكيد كلامهم، فأسلمه القاضي للحبس. أخذه السجان وحفر له في الأرض حفرة وصلبه فيها منكس الرأس ذلك النهار، ولما صار النهار حضر جماعة المدعين عليه وتبعهم قومٌ أشرَّ منهم ووقفوا أمام القاضي في حضرة القديس يدَّعون عليه كلامًا لم يقله، وكان القديس يجاوبهم بقوة قلب وشجاعة ويفحمهم بردوده من الكتاب المقدس.
أخيرًا إذ فشلوا في إثبات أية تهمة عليه أخذوه إلى قاضٍ لا يخاف الرب فنصحه بترك دين آبائه حتى يطلقوا سراحه، لكنه رفض بشدة مبرهنًا على صحة إيمانه فأوثقوه وبدأوا التهديد والوعيد، ولكنه أصر على رفضه.
طافوا به في جميع شوارع المدينة حتى وصلوا إلى موضع يسمى بحارة المغاربة، وحاولوا معه مرة أخيرة لكي يترك دينه، فكان القديس يصيح قائلاُ: "هذا هو يوم فرحي. هذا هو يوم سروري".
أوقدوا أتون نار عظيمة وألقوه فيها. رشم ذاته بعلامة الصليب فلم تؤثر فيه حرارة النار بينما أحرقت الحبال التي كان مكبلًا بها، وفي أثناء ذلك رأى السيدة العذراء تنزل إليه بصحبة أربعة ملائكة. خرج سالمًا من الأتون فازدادوا غيظًا، أيضًا ضربه أحدهم ببلطة طويلة على رأسه ودفعه في النار فأسلم روح الطاهرة، وكان استشهاده في يوم الأحد 30 كيهك سنة 1240ش الموافق 27 ديسمبر سنة 1524 م. رأسه موجودة الآن بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة، وهي بحالة جيدة لم تتحلل كما شهد بذلك كاهن الكنيسة الذي عاينها يوم الجمعة الموافق 14 ديسمبر سنة 1981 م.

Mary Naeem 16 - 10 - 2012 05:45 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
المعلم ميخائيل جرجس


كان والده باشكاتب الأموال بوزارة المالية، ومع أنها وظيفة بسيطة تعكس تواضع الأسرة التي نشأ فيها إلا أن البابا كيرلس الخامس قد حبا هذه الأسرة صداقته إلى حد أنه كان ينزل أحيانًا ضيفًا عليها. وقد ولد ميخائيل في 14 سبتمبر سنة 1873، وما كاد يبلغ الثالثة من عمره حتى أصيبت عيناه بالرمد وفقد الطفل ميخائيل بصره. لكن هذا الواقع الأليم لم يثبط من عزيمة الوالد الذي ألحق ابنه بكُتَّاب المعلم أبو السعد بالأزبكية، فقضى سنتين في هذا الكُتَّاب (1879-1881 م) ودرس المزامير والتسبحة واللغة القبطية، ثم أدخله أبوه مدرسة الأقباط الكبرى حيث درس لمدة أربع سنوات.
مرتل ومدرس للألحان في الإكليريكية:


درس بالأزهر من سنة 1885 - 1891 م.، وفي هذه الفترة أتقن علوم النحو والصرف والبيان، كما استمع إلى ألفية ابن مالك من الشيخ محمد بصرة. وخلال السنة الثانية من دراسته بالأزهر رأى البابا كيرلس في صوت هذا الناشئ وفي حفظه السليم لكل ما تلقَّنَه من الطقوس والألحان المؤهلات الوافية لرسامته شماسًا فرسمه بيده الكريمة. ولما أتمَّ ميخائيل دراسته بالأزهر عيَّنه البابا مرتلًا بالكاتدرائية المرقسية، وازداد تقدير البابا لهذا المرتل المحب لكنيسته فعينه أيضًا مدرسًا للألحان في الإكليريكية في 2 نوفمبر سنة 1893 م. التي كان قد افتتحها قبل ذلك بسنة.
كان قد التحق بالإكليريكية حال تخرجه في الأزهر وهناك درس اللاهوت والعقيدة على يديّ القمص فيلوثاؤس عوض، أما الألحان فقد تلقنها عن المعلمين أرمانيوس وصليب. وإلى جانب ذلك كان يحفظ اللغة القبطية عن ظهر قلب لقلة الكتب وخاصة المكتوبة بطريقة برايل. هذا الحماس للتعلم وهذه الغيرة على كل ما تسلمه أثبت بهما جدارته حتى عينه المسئولون سنة 1895 م. مدرسًا لطقوس الكنيسة وعلم الدين واللغتين القبطية والعربية بمدرسة المكفوفين بالزيتون.
منحه رتبة البكوية:


لحرصه الشديد على تقديم كل معلوماته لتلاميذه استخدم طريقة برايل في تعليم اللغة العربية، وإذ لم يجد لها مثيلًا في القبطية صنع لها بنفسه حروفًا على نفس النمط. وحدث سنة 1903 م. أن زار الخديوي عباس حلمي الثاني المدرسة، فألقى المعلم ميخائيل بين يديه قصيدة باللغة القبطية ثم ترجمتها العربية، وكان قد لحَّن نشيدًا مناسبًا، ولقنه للتلاميذ فأنشدوه تحت إشرافه، فأبدى الخديوي سروره وارتياحه وحيا المعلم بقوله: "برافو يا ميخائيل بك"، ومعنى هذه الكلمات أنه منح المعلم ميخائيل رتبة البكوية التي كان الكثيرون يشتهون أن يحصلوا عليها.
غيرة على التراث الأبوي:


على أن المعلم ميخائيل جمع إلى جانب علمه الوافر وإتقانه للألحان التواضع الجم والبساطة المتناهية حتى لقد شابه الأطفال فيها، كذلك امتلأت نفسه غيرة على التراث الأبوي إلى حد التفاني في تلقينه للأجيال الصاعدة، فلم يكتفِ بكونه مرتلًا لكنيسة كبرى ولا معلمًا بالإكليريكية بل كان ينتقل بين الجمعيات حيث يحيط به جميع راغبي الاستمتاع بالارتواء من نبعه المنساب، لأن الألحان كانت تنبعث من عمق أعماقه فترتفع في تقوى وخشوع وفي عذوبة تهز القلوب.ولقد جمع بين العذوبة والعمق والقوة مما جعل الألحان تنساب عنه انسياب نور الفجر، وكان وهو يعلم يستمع بِكُلِّيته إلى تلاميذه فما أن تصل إلى أذنه المرهفة همسة خاطئة وسط اللحن حتى يطالب بإعادتها مرة ومرات إلى أن يتأكد من أنهم أتقنوها.
يقول عنه أحد محبيه: "في ثوبه البسيط ومعطفه المتواضع كنت تراه في الكاتدرائية أو الإكليريكية بمهمشة أو الأنبا رويس يبذل دمه وأعصابه في تسليم الذخيرة الثمينة التي حفظها باجتهاده وبعصاميته. لم يبخل على أحد قط، كل من يسأل تجويدًا للحن كان يجيبه طلبه على الفور ولو جلس معه الساعات الطوال. كان صوته ينساب باللحن العذب في غسق الفجر وعند سكون الليل، وما كان ليحول دون ذلك قيظ الظهيرة أو لفح الهجير ولا برد الشتاء أو هطول الصقيع. سيان عنده أن يكون طالب المعرفة مبتدئًا أو شيخًا، نفس الاهتمام ونفس الغيرة، فقد كان يعتبر نفسه وكيلًا على أمانة، وكان يريد أن يسلم الأمانة كاملة دون نقصان، فحتى آخر حياته كان لا يفتر عن التفكير في واجبه المرهق". بعد أن أدى صلوات البصخة المقدسة من يوم أحد الشعانين إلى مساء الأربعاء، كانت نياحته فجر يوم خميس العهد في إبريل سنة 1957 م.

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 03:59 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأنبا ميخائيل مطران دمياط



الفنان المعلم:


عاش في القرن الثاني عشر الميلادي ولا نعرف عنه غير أعماله، فقد كان هذا المطران فنانًا كما كان مصريًا صميمًا. وحين تأمل أبناءه وجد أن الكثيرين منهم يجهلون القراءة والكتابة، فأراد أن يقدم لهم بشرى الخلاص باللغة التي يستطيعون قراءتها وهي لغة الفن. فرسم تسعين صورة للبشائر الأربع، وكل صورة من التي ابتدعها خياله هي مجموعة من المناظر الموضحة للمعجزة أو المثل أو الحادثة، وذلك لكي يدرك كل من يراها تسلسل الوقائع الواردة فيها بالضبط.
فمثلًا حينما أراد أن يوضح مجريات الأمور التي أدت إلى أن يقتل هيرودس الملك أطفال بيت لحم، رسم في ركن من الصفحة صور للمجوس سائرين خلف النجم الهادي تليهم صورتهم وهم واقفون في القاعة الملكية وقد جلس هيرودس على العرش بينما انشغل الكهنة والشيوخ في قراءة النبوات التي تشير إلى مولد الملك المنتظر. أما الصورة الثالثة فتبين هيرودس وهو يعطي تعليماته للمجوس تتبعها صورة المجوس على الطريق خلف النجم مرة أخرى، ثم وصولهم بيت لحم وتقديمهم الهدايا، فعودتهم من طريق آخر. وفي آخر هذه السلسلة من المناظر صورة جند هيرودس يخطفون الأطفال من أمهاتهم ويقتلونهم، ثم مجموعة من أولئك الأمهات الثكلى يبكين ويتساندن إلى شجرة باسقة بينما حمل الجند جثث أطفالهم في مقاطف ليوصلوها إلى هيرودس.
هذه المجموعة من الصور مرسومة على الطريقة الفرعونية، أي أنها في صف واحد من غير فاصل بين الواحدة والأخرى، كما أنها على مستوى واحد من غير مسطحات مختلفة، بل إن الأشخاص جميعًا واقفون جنبًا إلى جنب.
وهذا الطراز المصري الصميم لا يتناول التصوير فحسب بل يشمل التلوين أيضًا. وهذه الصور تجتذب القلب قبل أن ترضي العين لبساطتها ودقة تعبيرها. وقد قضى الأنبا ميخائيل سنتين في إتمام هذه الصور التسعين، لأن المخطوط الذي يشتمل عليها يحمل في آخره تاريخ سنة 1179 ? 1181 م. وهذا المخطوط محفوظ الآن بالمكتبة الأهلية بباريس، ومن الشائع أن الملك لويس التاسع أخذه خلسة حين عاد إلى وطنه بعد أن فشل في حملته الصليبية التي وقع فيها أسيرًا في أيدي المصريين سنة 1250 م. كذلك ترك لنا الأنبا ميخائيل عددًا من المواعظ والتفاسير للكتاب المقدس، ولا تزال الرسائل التي تبادلها وأبا صالح الأرمني باقية للآن، وتتعلق بشخصٍ لابد أنه كان ذا حيثية يتذبذب بين الأرثوذكسية وبين المناصرين للمجمع الخلقيدوني. ورغم هذه المخلفات التي تركها لنا هذا الفنان الذي حظي بكرامة الأسقفية فإننا نجهل سيرته، فلا توجد إشارة إلى تاريخ ميلاده ولا أين ترهب ولا متى نال الأسقفية.

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:01 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القمص ميخائيل مينا



وُلد سنة 1883 م. في بلدة القصر التابعة لدير الأنبا بلامون وكان الثاني بين خمسة إخوة وتسمى ميخائيل. وقد كان أبوه القس مينا كاهنًا على كنيسة السيدة العذراء في بلدة السلامية. ألحقه أبواه بكتّاب المعلم فلسطين، فدرس فيه اللغتين القبطية والعربية مع التعاليم الكنسية وتفوق فيها.
ترجمة فورية من القبطية إلى العربية:


حدث سنة 1879 م. أن ذهب الأنبا مرقس مطران إسنا وأرمنت والأقصر لافتقاد السلامية التي كانت تابعة له، وأثناء القداس الإلهي قرأ الأسقف الإنجيل بالقبطية وحين بحثوا عن القطمارس العربي لم يجدوه، فتقدم ميخائيل وقرأه بالعربية عن القبطية بترجمة فورية فنال إعجاب الأنبا مرقس الذي فرح به للغاية، وسأل عمن يكون هذا اليافع الذي لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، وحين علم أن أباه هو القس مينا كتب له خطاب تزكية لإلحاقه بالكلية الإكليريكية.
التحاقه بالكلية الإكليريكية:


سافر ميخائيل إلى القاهرة ومن هناك ذهب إلى حلوان كي يقابل البابا كيرلس الخامس الذي كان مقيمًا بها آنذاك، وقدم له خطاب التزكية وفي الحال أشَّر قداسته عليه بالقبول. وكان ناظر الإكليريكية في ذلك الوقت هو يوسف بك منقريوس الذي كان أديبًا ومؤرخًا، وإذ لاحظ شغف ميخائيل بالعلوم اللاهوتية خاصة والدينية عامة أعجب به، وكان يحيل عليه كل سؤال يلقيه أي طالب من زملائه ليجيب عليه. وقد قضى ميخائيل في الإكليريكية خمس سنوات عُرِف فيها بتقواه ونبوغه وتفوقه.
ناظر مدرسة الرهبان ببوش والمدارس المدنية:


بعد تخرجه ذهب إلى بوش بمحافظة بني سويف حيث العزبة التابعة لدير الأنبا أنطونيوس، وهناك افتتح الأنبا مرقس أسقف الدير مدرسة للرهبان وصار ميخائيل واعظًا ومدرسًا للرهبان، وكان من بين طلبته آنذاك الراهب أقلاديوس الذي صار البابا يوساب الثاني، والأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي، والأنبا كيرلس مطران قنا، والأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية، والأنبا كيرلس مطران الإمبراطورية الأثيوبية، والأنبا ثيؤفيلس مطران القدس، والأنبا إبرآم أسقف الجيزة ومركز قويسنا.
قد رأى ميخائيل أن يمد عمله التعليمي ليشمل أهل بوش، فافتتح مدرسة ابتدائية لأولاد المنطقة لم تلبث أن ازدحمت بهم، وإذ رأى تلهف الشباب وأهلهم على التعليم فرح للغاية وأنشأ قسمًا تجهيزيًا يحصل الطالب بعد دراسته فيه على شهادة الكفاءة (المعروفة الآن بالشهادة الإعدادية). ولقد ظل ميخائيل ناظرًا لمدارس بوش الرهبانية والمدنية ستًا وعشرين سنة.
ناظر مدرسة الرهبان بحلوان:


في سنة 1928 م. جلس على كرسي مار مرقس البابا يوأنس التاسع عشر، وكان شديد التعلق باخوته الرهبان، شديد الرغبة في توسيع مجال ثقافتهم، فدعا المجمع المقدس إلى الانعقاد وعرض على أعضائه فكرة إنشاء كلية لتعليم الرهبان المختارين من جميع الأديرة على أن يكون مقرها في حلوان داخل حديقة كنيسة السيدة العذراء، وتم ترشيح الشماس ميخائيل مينا ليكون ناظرًا لها فوافق الآباء بالإجماع وأرسلوا إليه ليستحضروه. ولما حضر من بوش وأعلن قبوله للتعيين، فرح البابا والأساقفة وافتتحوا الكلية في اليوم التالي مباشرة، وفي الحفل الذي افتتحه البابا وقف ميخائيل مينا خطيبًا فنال إعجاب السامعين. وقد ظل ميخائيل يخدم هذه الكلية على مدى سبع وعشرين سنة معلمًا وواعظًا لعدد وفير من آباء الكنيسة، ومن بين الذين تخرجوا على يديه منها البابا كيرلس السادس والأنبا مرقس مطران أبو تيج والأنبا توماس مطران الغربية والأنبا إبرآم مطران الجيزة وخليفته المباشر الأنبا يوأنس والأنبا ديمتريوس مطران المنوفية والأنبا مكسيموس مطران القليوبية والأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والأنبا لوكاس مطران منفلوط والأنبا بولس مطران حلوان والأنبا مكاريوس مطران قنا والأنبا إبرآم أسقف الأقصر والأنبا مينا مطران جرجا.
رهبنته:


كان للشماس ميخائيل رغبة قوية في التبتل ميالًا إلى العزلة والاعتكاف، إلا أن أباه أرغمه على الزواج واختار له بنفسه عروسًا من بين قريباته، وقد عاش مع زوجته ثمان سنوات رزقه الله خلالها بنتين، ثم توفت زوجته فعاود عزلته واعتكافه.وحدث سنة 1932 م. أن ذهب البابا يوأنس لزيارة دير البراموس وكان يصحبه في تلك الزيارة إسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء وتوفيق باشا دوس وزير المواصلات، وكذلك استصحب ميخائيل مينا الذي ألقى خطاب لتحية الضيوف أعجبوا به للغاية، وفي نهاية الزيارة رهبنه البابا ورسمه قمصًا باسمه الأصلي.
عظاته وكتاباته:


كان القمص ميخائيل مينا منذ بداية خدمته يعظ في مختلف الكنائس تلبية لدعوة الكهنة والشعب، وكان في تلك العظات يَبكي ويُبكي، ومن دقته أنه كان يحدد نصف ساعة لا يزيد عنها دقيقة حين يقف ليعظ. ومن أهم مؤلفاته كتاب "علم اللاهوت" الذي وضعه في ثلاثة مجلدات ضخمة حتى وكأنه موسوعة لا كتاب، عالج فيه الموضوعات العقيدية والحقائق الروحية والأسرار والطقوس الكنسية، وقد دعمها كلها بالحجج الدامغة. وأيضًا كتاب "تحفة هذا الجيل في شرح التوراة والإنجيل"، وكتاب "المواعظ على مدار السنة"، بالإضافة إلى عدد وفير من المقالات نشرها في مختلف الصحف والمجلات التي كانت تصدر آنذاك. أخيرًا كانت نياحته يوم الجمعة 17 أغسطس سنة 1956 م. وهو في الكلية بحلوان وله من العمر ثلاثًا وسبعين سنة، قضى ثلاثًا وخمسين سنة منها في خدمة الكنيسة.

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:01 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد ميديوس



في 13 برمودة تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد القديس ميديوس الشهيد.

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:03 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة ميروب



غيرتها المقدسة:


كانت زوجة تقيّة ووفيّة لأحد الأتقياء بالإسكندرية في عصر الإمبراطور ديسيوس. اتسمت بالشجاعة فكانت تذهب في ظلام الليل وتجزل العطاء للحراس، وتأخذ أجساد القديسين ورفاتهم وتقوم بالحفاظ عليها كجواهر ثمينة.
سمع الإمبراطور عنها، وإذ كان هذا الطاغية يهدف على القضاء على المسيحية ومحو سير المسيحيين وإبادة أجسادهم أمر بالقبض عليها ومحاكمتها.
وجه إليها القاضي ثلاثة اتهامات عقوبتها الموت:

1. إيمانها بالمسيحية كديانة مُحرّمة.
2. تقديم رشوة للجند حراس بقايا أجساد الشهداء. 3. مقاومة السلطات المدنية.
لم تخف القديسة ميروب ولم تنكر بل بشجاعة أعلنت عن إيمانها بالسيد المسيح واهتمامها بأجساد القديسين. حكم القاضي عليها بالجلد حتى الموت. وبالفعل أُوثقت يداها ورجلاها بالحبال في إحدى الأعمدة المخصصة لذلك، ووقف الجلاد يوجه جلدات عنيفة حتى تهرأ لحمها وتناثر على الأرض. سال دمها وهي تصلي إلى الله حتى أسلمت روحها في يد مخلصها.

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:04 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد ميرون الكاهن




وُلد هذا القديس في القرن الثالث الميلادي لأب غني اسمه باترس، وكان له من المال الكثير والممتلكات مالا يحصى لها عدد، وكان ميرون عندما يرى أن مال والده يتكاثر يفكر بالأكثر في فناء هذه الأموال وزوال كيان هذا العالم أجمعه. ولذلك أخذ على عاتقه أن يتفقد المحتاجين والفقراء ويجلس معهم ويعزيهم ويساعدهم بقدر ما يحصل عليه من مصروفه الذي يعطيه له والده. فأحبه الجميع وتكاثر أصدقاؤه وكان يجتمع بهم ليس للسؤال عن احتياجاتهم المادية فحسب بل وللبحث في محبة السيد المسيح للعالم وتعاليمه ووصاياه المحيية.
سيامته كاهنًا:


سيم كاهنًا في مدينة كيزيكس من ضواحي أخائية في آسيا الصغرى، فرعى رعية المسيح بإخلاص وتفاني ومحبة قلبية، فلم يجعل أحدًا محتاجًا إلى مال أو إلى أساليب الحياة المادية واهتم بالأكثر بنفوس شعبه وحياتهم الروحية. فانتشرت أعماله كرائحة ذكية كمثل اسمه الذي تفسيره "ذو الرائحة العطرة". فقد حوَّل ضيعته وكل ممتلكاته من قصور إلى ميناء خلاص لكل المؤمنين، فصارت كل ممتلكاته كنائس ومستشفيات وديار للأيتام، وكرَّس لتلك الخدمات الكثيرين من أبنائه الروحيين، أما هو فقد كرَّس ذاته بالكامل لتلبية مطالب شعبه الروحية ونشر الإيمان بالمسيح يسوع له المجد.وكان نشاطه الكبير هذا سببًا في شهرته في ربوع الإمبراطورية الرومانية.
هاج الشيطان عدو كل بر وأهاج الوالي الذي يدعى أنتيباترس، الذي كان تابعًا للإمبراطور ديسيوس، وجمع جنوده وهجم على الكنيسة في ليلة عيد الميلاد المجيد. وأخذوا في ضرب المؤمنين وأحرقوا الكنيسة، ثم قبضوا على الكاهن القديس ميرون وعلى المؤمنين المجتمعين في الكنيسة وكبلوهم بالسلاسل وقادوهم إلى دار الولاية. أخذ الوالي الشرير يتوعدهم بالتعذيب الشديد والقتل إذا لم يسجدوا للأصنام ويتركوا عبادة المسيح المصلوب. لكن الجميع كانوا ثابتين كالصخر أمام هذه التهديدات مع أن مظهرهم كان متواضعًا وكأناس بسطاء وجهلة، فأمر الوالي بجلد القديس ميرون ليكون عبرة لهم جميعًا، فشدوا القديس إلى عامود وجلدوه في ميدان عام أمام كل المؤمنين، ثم ضربوه بالحراب دون أن يوجهوا إليه طعنة مميتة حتى يسببوا له ألمًا كبيرًا. أمر الوالي بأن يطرحوا القديس والمؤمنين جميعًا في حفرة كبيرة وأوقدوا فيها النيران فاحترقوا فيها، مفضلين الموت على ترك عبادتهم للسيد المسيح، وهكذا نالوا إكليل الشهادة. أما القديس ميرون فلم يمت من النيران فأخرجوه وقطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة وذلك في 17 أغسطس سنة 284 م.

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:05 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأب ميزريكوس الكاهن




كان قديسًا محسنًا يقوم ليلًا ويذهب إلى المحتاجين ليقدم لهم مما أعطاه الله. ولم يهمل زيارة السجون ليتحدث إلى المساجين ليتوبوا، ويزور المرضى في المستشفيات مشددًا إياهم في تجاربهم، وكان يشجع الأغنياء على العطاء ومن خلال كلماته الحلوة يجذبهم إلى صالح الأعمال، ويعيد الصلح للمتخاصمين، ويكسو العرايا، ولهذا كانت كنيسته تمتلئ بالفقراء باستمرار.
ذات ليلة كانت بجوار الكنيسة امرأة تصرخ من ألم الوضع وكان الوقت شتاءً، فترك القديس الصلاة الفردية وخرج إليها، فوجدها على وشك الوضع وليس بجوارها أحد، فقام بدور القابلة دون أن يخجل. وكان يرتدي ملابس بسيطةً لا تساوي شيئًا، ولهذا لم يحمل همومًا من جهة أمور الجسد، حتى أنه إذ لم يكن له ما يعطي صدقة، باع كتابه المقدس وتصدق به، وظل يمارس أعمال الفضيلة إلى أن تنيح سنة 420 م.، مطبقًا الآية المباركة: "كنت جوعانًا فأطعمتموني، كنت عريانًا فكسوتموني" (مت25: 35-36).

Mary Naeem 17 - 10 - 2012 04:06 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة ميستيولا



ظن الملك أوريليان أنه قادر أن يمحو كل أثر للديانة المسيحية، وأن يبيد المسيحيين تمامًا. أصدر أمره بتعذيب المسيحيين وقتلهم وإبادتهم. وفي مدينة توسكاني قام الوالي بالقبض على أحد الكهنة الأتقياء يُدعى فيلكس، ثم عذبه وقطع رأسه. قام شماسه إيرينيؤس بدفن جثمانه، وإذ علمت السلطات الحاكمة قامت بسجنه مع آخرين.
في شجاعة نادرة قامت سيدة تُدعى ميستيولا بخدمة هذا الشماس مع جميع المسجونين بعزيمة قوية لا تعرف الكلل.
شجاعة نادرة!


بدأ تعذيب الشماس إيرينيؤس بتمزيق جسده ووضع مشاعل عند جنبيه. لم تحتمل السيدة ميستيولا المنظر، فصرخت في وجه جندي الوالي، قائلة: "أتسفك دمًا بريئًا يا أيها الشرير؟" سمع الوالي هذا الكلمات النارية فأمر بربط السيدة بالحبال تمهيدًا لمحاكمتها. أظهرت شجاعة نادرة أثناء محاكمتها، فحاول الوالي إغراءها بعطايا ثمينة إن أنكرت الإيمان، أما هي فوبخته أمام الجماهير. أصدر الوالي أمره بجلدها حتى تهرأ جسمها وأسلمت الروح لتنال إكليل الاستشهاد.


الساعة الآن 12:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025