![]() |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حائط المبكى
حائط المبكى الحوائط المشهورة في العالم والتاريخ كثيرة، منها سور الصين العظيم، وسور برلين الذى انهار منذ سنوات عديدة بعد أن ظل يفصل بين شطري مدينة برلين عاصمة ألمانيا لعشرات من السنين. لكن الحائط الذي أتحدث عنه الآن وارتفاعه 18مترًا موجود في أورشليم، وهو لا يقل شهرة عن هذين السورين، كما أن لنا فيه العبرة البالغة. يُقال إن هذا السور هو الأثر الوحيد الباقي من هيكل سليمان، الذي بُني قبل 970 عام من الميلاد، والذي جدده هيرودس الكبير على عهد المسيح. ولما جاء تيطس الروماني سنة 70م وخرّب الهيكل تمامًا، لم يبقَ من المبنى الفخم القديم سوى ذلك السور، وأصبح هو المكان الوحيد المقدس لليهود فى كل العالم، إليه يحج من استطاع إليه سبيلاً. لكن؛ أَتعرف ماذا يفعل عندما يصل إلى هذا الحائط؟ إنه يتذكر فيبكى. ولهذا سُمى حائط المبكى! وتعجبت عندما عرفت أن اليوم المفضل لذهاب اليهود إلى حائط المبكى ليبكوا هناك هو يوم الجمعة. وتساءلت في نفسي؛ لماذا يوم الجمعة بالذات. وجاءتني الإجابة من الكتاب المقدس الصادق. ففي يوم الجمعة حمل المسيح الصليب وخرج خارج الأسوار؛ لا أسوار الهيكل فحسب بل أسوار أورشليم أيضًا. وفي طريقه تقابل مع بعض البنات وهن يلطمن وينحن عليه. فقال لهن يسوع لا تبكين على، بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن. وظلت نبوة الرب هذه نافذة حتى اليوم، وفي كل جمعة يذهب اليهود إلى حائط المبكي ويذرفوا الدموع. قارئي العزيز. لقد حمل المسيح الصليب نيابة عنك، ومات فوقه. وإن أنت آمنت بصليبه سيكون من نصيبك الأفراح الأبدية، لأن المسيح حمل أحزاننا عنا. وإلا فالبكاء سيكون حتمًا نصيب كل الرافضين والمتهاونين، هنا وأيضًا «هناك يكون البكاء وصرير الأسنان» (متى13: 42). أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أعمالنا الجسدية واليومية
هل الله طالبنا أن نتخلى عن حياتنا الجسدية سلام في الرب هناك الكثيرين في عدم نضوج روحي وبلا إدراك واعي للمقاصد الإلهية في حياتهم الشخصية، يندفعون حينما يسمعون عن حياة بعض القديسين الذين تخلوا عن حياتهم الجسدية ليصبحوا رهباناً أو مكرسين لله الحي، أو كارزين.. الخ، أو بكون هناك مصاعب في حياتهم الشخصية العئلية أو وسط المجتمع عموماً، فأنهم بهذا التأثر يتسرعون في نذر أنفسهم لله ويتخلون عن حياتهم الأرضية بالتمام ليعتكفوا باقي أيام عمرهم في الصلاة أو تقديم الخدمة، وهذا كله قبل أن يمكثوا عند قدمي المخلص في مخادعهم مصلين في الروح القدس منتظرين أن يسمعوا دعوة الله لهم وطريقة خدمتهم التي يريدها منهم، لأن عادةً المستعجل برجليه يُخطئ، والدعوة الإلهية دائماً ما تأتي في وقتها حسب مسرة مشيئة الله وتدبيره لتلك النفس، أما الترك والتخلي فهو يأتي حسب نداء الله وطلبه من النفس، وليس حسب فكر الإنسان بحجة أنه يتخلى عن الأرضيات والفانيات، لأن مثلاً لو أن الأرضيات غير مهمة فلماذا نأكل ولماذا نشرب ولماذا نلبس !!! ولماذا أعطانا الله النباتات وغيرها لكي نأكل ونشرب ونسدد حاجات الجسد الطبيعية !!! هناك قصة آبائية حلوة توضح معنى كلامي: [ أتى أحد الآباء الرهبان المتقشفين - صباحاً - لدير والتقى بالأب الروحي ونظر ووجد الرهبان يعملون بجد ونشاط في الزراعة والخبيز وغيرها من أعمال البناء ... الخ الخ .. فبكتهم على أنهم يقضون وقت طويل في كل ما يخص الجسد ويسعون للعالم الفاني وطلب منهم أن يعملوا للطعام الباقي لأجل ملكوت الله، وبعد نهاية حديثة وتبكيته لهم، قال للأب الروحي أنه يريد مكان ينفرد فيه ليُصلي ويقرأ، فأرشده أب الدير لمكان يختلي فيه في قلاية أحد الإخوة افرغوها له خصيصاً ... مر وقتاً طويلاً جداً إلى أن انتهى النهار وجاع هذا الأب الراهب أخيراً لأنه أتى من سفر طويل ولم يأكل منذ أن غادر ديره الذي يعيش فيه، فالتقى بالأب الروحي وسأله قائلاً: ألم يأكل الإخوة في الغذاء، فرد الأب الروحي وقال: أكلوا وقال الأب الراهب للأب الروحي، ألم يأكلوا في العشاء أيضاً، فرد الرب الروحي وقال: أكلوا فقال للأب الروحي: إذن فلماذا لم يستدعيني أحد لآكل معكم فقال له الأب الروحي: أنت رجل روحاني لا تعمل لأجل الطعام الفاني للجسد ولا تهتم بتسديد احتياجاته لأنك ارتقيت فوق هذا المستوى الضعيف؛ أما نحن فجسديون لم نصل بعد لمستوى قامتك الروحية فأكلنا ... فندم الأب وطالب من الأب الروحي الصفح والغفران لأنه لم يتعلم بعد ويحتاج أن يتعلم ] هذه القصة توضح لكل من بتسرع ويحكم على أعمال الجسد الطبيعية بالخطأ ويسعى أن يتخلص منها ويبكت من يفعلها كأنها هي من تفصلنا وتبعدنا عن الله الحي وبها تتعثر حياتنا الروحية، لأن الأعمال الجسدية بالروح القدس تتقدس وتصير أعمالاً لأجل تمجيد الله القدوس الحي، وبخاصة ان كانت تؤدى بإتقان وبكل إخلاص وأمانة، والله لم يطالب من الإنسان أن يتخلى عن دراسته أو جميع احتياجاته الأرضية بحجة الخدمة، أو تحت مسمى التخلي عن الأرضيات والفانيات، هذا كلام لا يصح أن يُقال إطلاقاً، لأن كل عمل يُصب في المعرفة، وكل معرفة في النهاية تُصب في عمل الله وتمجيد اسمه القدوس، فلو تخيلنا لو المؤمن الحي بالله لم يتعلم أي علم يخص الأرضيات، من علوم متنوعة ومختلفة، فكيف ينمو العالم وتتوسع المجتمعات، وأين الأطباء والمهندسين والتجاريين، والذين في روضة الأطفال والمحامين الذين يدافعون عن المظلوم وغيرهم ... الخ الخ، أليست هذه كلها خدمات ممكن تُستغل في الخدمة وتكون لأجل تمجيد اسم الله وخدمة الكنيسة !!! ولو تخيلنا مثلاً طالب في طب وانشغل في الخدمة وترك المذاكرة بحجة أنه تخلى عن الأرضيات لأجل السماويات، فمن أين لفقير أن يبحث عن دكتور محباً لله يخدمه بالمجان ويعالجة ويساعده، أليست المذاكرة وزنة من الوزنات التي سنحاسب عليها أيضاً، وألم نقرأ عن الأغنياء الذين يعيلون أسر وينقذوهم من الجوع والتشرد، وألم نرى مهندسين يبنون كنائس لنصلي بها، أو دار أيتام أو دار مسنين أو بيوت للفقراء والعجزة، ألم نرى محامين دافعوا بكل قوتهم عن الفقراء المظلومين، ألم نرى المدرسين الذين يخدمون غير المتعلمين ويعلموهم، ألم نرى زراعيين وفلاحين يخدمون الأرض ويزرعون لأجل أن يعينوا الجوعى، ألم نرى المصممين للملابس الذين يعملون على كساء الفقراء ... الأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى ... وياترى أليس هذا كله عمل لأجل تمجيد اسم الله وأعظم من تضيع الوقت بحجة الخدمة !!! ] فهل أحد فينا يظن أن الله يطالب بالتخلي عن واجبتنا الأساسية، أم أنها حقل حلو لتمجيد اسمه القدوس، وهل القديس بولس تخلى عن دراسته ومعرفته التي تربى بها أم أنها توجهت بالروح القدس وخدم بها أعظم خدمه، وهل الآباء الذين درسوا وتعلموا تخلوا عن دراستهم أم أكملوها وتتمموها بكل أمانة... عموماً وبكل هذه الأمثلة السابقة ينبغي أن نستوعب الخدمة بروح الإنجيل وخدمة الله القدوس، ولا نحتقر أعمال الآخرين في الجسد مهما ما كانت أعمالهم، ولا بنبغي أن نتسرع في حمل نير أي خدمة، أو نتخلى عن أموالنا وأعمالنا أن لم نصغي أولاً ونفهم ونعرف ماذا يريد الله منا لكي نتمم مشيئته لا مشيئتنا.. كونوا معافين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من ارتدوا عن الإيمان تحية خاصة تنبض بالمحبة لكل الإخوة المكرمين أحباء يسوع والقديسين الذين اشتركوا معنا هنا بالحب الصادق الذي يجمعنا بكل نسائم الروح الواحد ...
إخوتي المحبوبون عندي، قد وجدت البعض من الغيورين لإيمانهم والمعتزين بمسيحيتهم عندما يتعرفون على رافضي الإيمان وبعض المرتدين، وبعض الذين يبتغون العودة بعد تغرب عن الإله الحي، يثيرون اعتراضات كثيرة على قبولهم، أو التعامل معهم، وبكل غيرة يرفضون من يرتد عن الإيمان بل طالبين أن يقضي الله فيهم ويسرع بالحكم عليهم ويرفعهم من وسطنا لكي لا يكونوا عثرة لغيرهم... ولكني أود أن أتسائل، هل يوجد من يعرف هذه الآية ويفهمها جيداً: [ أيها الإخوة إن أنسبق إنسان فاخذ في زلةٍ ما، فأصلحوا انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظرا إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضاً ] (غلاطية 6: 1) وهل سمعنا قول الرب يسوع نفسه:[ لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس ] (متى 12: 31) وطبعاً التجديف على الروح القدس، لا يعرفه أحد إلا الله وحده (وليس نحن لكي نحكم في الضمائر)، لأنه فاحص الكلى والقلوب أما نحن فلنا الظاهر الذي نحكم به على الآخرين !!! يا إخوتي، حينما ننظر لأنفسنا وأخطاءنا، ننظر لمراحم الله ونقبل بسهولة أنه يغفر لنا، وحينما ننظر للآخرين نرى صعوبة في أن الله يغفر لهم، وأتعجب جداً، حينما نرى سارق أو قاتل مسيحي، لا نهتم كثيراً وربما نقول يا رب تَوبة فيتوب، وحينما نجد من ترك المسيحية، نصب عليه ويلاتنا ونطلب أن تأتي نار من السماء لتبتلع من رفض المسيح وأنكر الإيمان، مع أن الخطية في حقيقتها لكل من يؤمن: هي ارتداد عن نعمة الله ونكران عمل المسيح كله ... وقتل النفس: هو قتل من خلق على صورة الله ومثالة وهو إجرام واستهانة بصورة الله في الآخرين !!! ومن يأكل حق المسكين ويحتقره، ويبخل أن يعطيه ويحبه ويشاركه اللقمة بالحب، فهو اشد فظاعة من الذي ارتد عن الإيمان !!! + نحن نقبل على مستوى التاريخ أن هناك رهباناً أنكروا الله ثم عادوا وتابوا، ونقبل توبتهم بسهولة، أما عن أخواتنا الذين ضلوا عن غير وعي أو بتسرع أو لأنهم لم يعرفوا الله أصلاً، أو ظهرت لهم بعض الخطايا والقبائح لا نعفو عنهم، بل ولم ننظر أن بسبب تقصيرنا وعدم التربية الصحيحة وتسليم التعليم الحقيقي الذي من الله تاهوا عن الطريق المرسوم من الله !!! فنحن نرفض أن لهم توبة وندينهم ونرفع أصواتنا إلى الله ونشكره إننا لسنا مثل هؤلاء الناكرين المرفوضين المرتدين عن الإيمان الحي أو مثل الرافضين الإيمان ويتبعون أديان أخرى أو أفكار جديدة تعلقت باذهانهم وتبعوها !!! وللأسف - في هذه الأيام - وقفنا موقف الفريسي الذي احتقر العشار وأدانه، مع أن العشار نزل مبرراً بكلمة، أما الفريسي دانه الله !!! ووقفنا أمام التي أمسكت في ذات الفعل وقلنا وحكمنا أنها ينبغي أن ترجم !!! ألسنا بهذا نحكم على أنفسنا أولاً، لأننا ننكر الله ضمناً وليس شكلاً !!!
كونوا معاً معافين باسم الرب إلهنا آمين |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما دور العذراء مريم في عمل السيد المسيح الخلاصي للبشر؟ إن خطة الله لخلاص الإنسان الذي يحبه احتاجت إلى تهيئة البشرية تدريجياً خلال التاريخ منذ السقوط، مروراً بالعهد القديم حتى تجسد يسوع ابن الله مولوداً من امرأة (السيدة العذراء مريم) التي اختارها الله من بين كل نساء العالمين واصطفاها لاتضاعها وإيمانها وطاعتها لمشيئة الله في حياتها "هوذا أنا أمة للرب. ليكن لي كقولك". (لوقا38:1). إذاً، القديسة مريم العذراء كانت من ضمن مخطط الله الذي أعده لخلاص الجنس البشري. ورغم وجود العديد من الرموز في العهد القديم والتي يربطها اللاهوتيون بشخص العذراء مريم (العليقة المشتعلة- المركبة) إلاً أن الحقيقة الكبرى أنها كانت الإناء المختار من الرب لتصير هيكلاً حياً يولد منه ابن الإنسان لأجل خلاصنا. بينما الخلاص الحقيقي قدمه الرب يسوع المسيح وحده (ليس هناك اسم آخر بين السماء والأرض به نستطيع أن نخلص سوى شخص ربنا يسوع المسيح). وقد أكدت القديسة مريم في تسبحتها حاجتها هي أيضاً للخلاص مثل كل البشر لأنها ولدت بالخطيئة من أبوين خاطئين: " تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي".(لوقا1: 46-55). فيليق بنا أن نقدم الإكرام للعذراء القديسة مريم التي خضعت لمشيئة وعمل الرب في حياتها باتضاع، وقدمت لنا نموذجاً بشرياً حياً يحتذى به في كيفية وضرورة تسليم المشيئة للرب بثقة تامة. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماالفرق بين تجسد وتأنس السيد المسيح ؟ تجسد السيد المسيح: أي أخذ جسداً،(والكلمة صار جسداً وحل بيننا). فقد نزل الابن الكلمة من السماء وولد من العذراء مريم بجسد خاص به من الروح القدس. يقول الانجيل المقدس: " الروح القدس يحل عليك والقدوس المولود منك يدعى ابن الله". (لوقا35:1). تأنس السيد المسيح: أي أن الله غير المنظور قد صار إنساناً كاملاً، وبالتالي اتصف بكل صفات الإنسان الجسدية والنفسية والروحية، ماعدا الخطيئة. يقول الرسول بولس: "مُجرب في كل شيء مثلنا، عدا الخطية".(عبرانيين15:4). وعبارة تأنس هي رد على تعاليم الهرطقة الأبولينارية التي نادت بأن ناسوت المسيح كان جسداً فقط دون روح إنسانية. يعلن الرسول بولس هذه الحقيقة قائلاً : " يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح" (اتيموثاوس5:2). فالسيد المسيح إله تام وإنسان تام. صُلب نيابة عن كل البشرية ليفديها. وهو حمل على الصليب كإنسان، خطايا العالم كله، رغم أنه لم يعرف الخطيئة قط . |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا امتدت خطيئة آدم الأصلية إلى كل البشرية ؟ سقوط آدم أو مانسميه بالخطيئة الأصلية أو الخطيئة الجدية، هو رفض آدم العلاقة مع الله التي خلقه من أجلها. وسقوط آدم هو عصيان لارادة الله. وهذا الوضع غير الطبيعي امتد إلى كل ذرية آدم.(بانسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع(رومية12:5). وكما يقول القديس أوغسطينوس: وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس بالذي جميعهم خطئوا فيه أي المعنى هنا سببي بسبب أنهم جميعهم أخطاؤا . إذاً أخطأ آدم لأنه أراد أن يكون هو نفسه الاله الذي يعرف الخير والشر. وهو حال الانسان دوماً. فنحن نميل للشر وتتسلط علينا الخطيئة، والشر في عالمنا ينقسم إلى: 1- الشر الطبيعي (الموت- العذاب- الألم). 2- الشر الأدبي أو الروحي (فوضى الرغبات والخطيئة المتولدة عنها). بمعنى آخر يقول كاتب المزمور:(هأنذا بالآثام حبل بي وبالخطايا ولدتني أمي-مزمور7:50). فالانسان يولد بالخطيئة، وعندما تغلب ابليس على آدم وأوقعه في الخطيئة فقد تسربت إلى طبيعة الجسد لذائذ ونجاسات، وهكذا صار البشر خطاة، ليس لأنهم شاركوا آدم الخطيئة بل لأنهم من طبيعته التي سقطت تحت الخطيئة. إذاً فسدت طبيعة الانسان بسبب الخطيئة الأصلية. نتائج عصيان آدم وحواء أوامر الله 1- الموت الروحي والأدبي(تكوين17:2): بمعنى انقطاع اتصال الروح بالله. أو الانفصال عن الله. فقد أظلمت روح الإنسان، ولم تعد قادرة على الاتصال بالله بسبب الخطية. ففقد الإنسان حياة النعمة وأصبح يعيش في غربة. 2- الموت الجسدي: أي انفصال الروح عن الجسد الذي يتحلل إلى تراب.(لأنك تراب وإلى التراب تعود- تكوين19:3). 3- الطرد من حضرة الله(من جنة عدن): فاخرجه الرب الاله من جنة عدن (تكوين23:3). فالله الكامل القدوس لا يمكن أن يسكن مع الخطاة والأشرار، بل أنقياء القلب وحدهم هم الذين يعاينون الله لأنه لا شركة للنور مع الظلمة. لقد أضحت الطبيعة البشرية النقية ملوثة بالخطية، وهكذا عرف الشر طريقه لكل الانسانية. 4- حلول غضب الله. فلعن الحية ووضع عداوة بينها وبين نسل المرأة. وقرر للمرأة أن تلد البنين بالآلام، ولعن الأرض وقرر العمل والتعب لآدم(تكوين3: 14-18). 5- فقدان الانسان سلامه: وأصبح يشعر بالخوف (فقال آدم للرب سمعت صوتك فخشيت لأني عريان- تكوين10:3). 6- تفكك في وحدة الإنسان: مع ذاته: حيث ثارت عليه الشهوات والغرائز، وصار يمجد المال والقوة والجاه والنفوذ والجنس والعلم. مع غيره: فالخطية بإبعادها الإنسان عن الله تبعده عن قريبه. فالسقوط تلاه قتل قايين لأخيه هابيل ثم انفجرت الأحقاد بين البشر. مع الطبيعة: صار هناك عدم انسجام بين الإنسان والطبيعة. وصار الإنسان ضحية لنواميس الكون التي أصبحت مصدر متاعب وكوارث ونكبات له، وأخذت الحيوانات تؤذيه والجراثيم تفتك به. |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بين العيد وصاحب العيد
بين العيد وصاحب العيد يحتفل العالم في هذه الأيام بعيد الميلاد المجيد... ففي كل بقعة من الأرض يشاهد المرء أشكالاً من الزينات والاحتفالات، وكلٌّ يحتفل بالميلاد على طريقته الخاصة وحسب مفهومه له. لقد عرف الكثيرون العيد وتمسكوا به ولكن الأجدر بنا أن نتعرف بحق إلى صاحب العيد. طرح يسوع أثناء خدمته على الأرض سؤالاً مزدوجاً على تلاميذه! ”من يقول الناس إنني أنا ابن الإنسان... وأنتم من تقولون إني أنا“؟ وذلك السؤال نفسه ما زال يتكرر على الناس ولا سيما في موسم الميلاد: ألعلّ الكثيرين يعرفون صاحب العيد؟ مكتوب أن يسوع نطق بذلك السؤال حينما جاء إلى نواحي قيصرية فيلبس، وقيصرية هذه كما نعلم من جغرافية الكتاب المقدس تقع شمال بحر الجليل. وكانت ضمن تخوم سبط نفتالي في الجليل، وإلى جوارها في الغرب كانت تقع تخوم سبط زبولون. وتلك المناطق جاء إليها مخلصنا في أيام تجسده، وتجوّل في مدنها وقراها، في سهولها ووديانها، في هضابها وجبالها، وعلى ضفاف بحيرتها الشهيرة. علّم في مجامعها، وعمل قواتٍ وعجائب في أنحائها، فأشرق بنور خلاصه على الكثيرين فيها، واختار معظم تلاميذه منها. كانت قد مضت حوالي 700 سنة على نبوة إشعياء النبي التي وصفت هذه المنطقة بأنها ترسف في ظلام وضيق ومهانة. ”ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق. كما أهان الزمان الأول أرض زبولون وأرض نفتالي، يكرم الأخير طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم. الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً. والجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور“ (إشعياء 1:9و2). يحدثنا الكتاب المقدس عن سبطَي نفتالي وزبولون، أنه كان لهما بضع عشرات من الألوف خرجوا من مصر مع موسى وهرون، وأنهم حاربوا مع يشوع بن نون وكالب بن يفنّة؟ ورغم أنهم اشتركوا في حروب الرب مع دبورة وباراق في حرب سيسرا وبابين ملك حاصور، ومع جدعون في حرب العمالقة والمديانيين، واشتركوا مع غيرهم من الأسباط في إعادة الملك داود إلى عرشه بعد أن قام ضده ابنه ابشالوم وفشل ثم قتل. ورغم أنهم تمتعوا ببعض الانتصارات الحربية، لكنهم لم ينجحوا في طرد الكنعانيين من تخومهم، ولم يؤثروا عليهم بل تأثروا بهم. فخالطوهم، وصاهروهم، وعبدوا آلهتهم الوثنية، وفي أيام النهضة الروحية على زمان حزقيّا الملك رفضوا الانضمام إليها وشتموا رسل حزقيا الذين أرسلوا إلى كل الأسباط ليعيدوا الناس إلى عبادة الإله الحي بدلاً من الأصنام حسب كلام السفر الذي وُجد. لقد عمتهم ظلمة العقل، وظلمة السلوك، وظلمة القلب، واستمرت مخيمة على تلك المنطقة حتى جاء الرب يسوع إليها، ومع ذلك فقد بقي كثيرون لم يتعرفوا إليه ولم يؤمنوا به. يتكلم عن ذلك البشير مرقس: ”وجاء إلى وطنه وتبعه تلاميذه... فكانوا يعثرون به... ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة... وتعجب من عدم إيمانهم“ (مرقس 1:6-6). ويحدثنا الإنجيل عن نيقوديموس أحد رؤساء الفريسيين الذي كان قد جاء إلى يسوع ليلاً لسبب خوفه من أن يراه اليهود، فحين كان يدافع دفاعه الخجول عن يسوع في المجمع أجابه رؤساء الكهنة ”ألعلك أنت أيضاً من الجليل؟ فتّش وانظر! إنه لم يقم نبي من الجليل“ (يوحنا 52:7). فلقد كانت الظلمة الروحية مخيمة على أهل تلك المنطقة، واستمرت مسيطرة على البعض رغم وجود الرب يسوع بينهم بالجسد لأنهم رفضوا أن يتعرفوا إليه رغم كل ما سمعوا عنه من الآيات وما رأوه من العجائب. والعجيب في الأمر أن الإنسان يكره الظلمة في بيته، في حيّه، أو في مدينته، أو في العالم الذي حوله ولكنه يستسيغ الظلمة في قلبه. يقول البشير يوحنا: ”كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتياً إلى العالم. كان في العالم وكُوّن العالم به ولم يعرفه العالم. إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله“ (يوحنا 9:1-11). أما الذين فتحوا قلوبهم لاستقبال نور المسيح فقد شعّ في دواخلهم وأنار كل جوانب حياتهم فتغيرت، كما يقول الكتاب: ”وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه“ (يوحنا 12:1). وحين سأل يسوع تلاميذه: من يقول الناس إني أنا؟ فقالوا: قوم يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء. فالبعض شبّهه بالمعمدان استناداً إلى النظرة الخارجية من حيث تواضعه ومأكله وملبسه، وآخرون رأوا فيه إيليا بإيمانه واستقامته وجرأته في إعلان الحق الإلهي. وغيرهم رأوا فيه إرميا برقّته، وربما كانوا قد رأوه وقد بكى عند قبر لعازر. وغيرهم ممن كانوا يسمعون عن الأمور الدينية ولا يريدون الخوض فيها فلم يهتموا بأن يعرفوا من هو ولا ما هو يفعل، فقالوا: أحد الأنبياء. وكثيرون في العالم اليوم ليسوا أحسن حالاً من هؤلاء الجليليين إذ أنهم في خضم الحديث، وعند حراجة السؤال، يوافقون على أن الأنبياء والقديسين والمصلحين جميعهم يدعون للخير، وأن يسوع هو واحد من هؤلاء! وقلما تجد الشخص الصريح الجريء والذي يعرف يسوع حق المعرفة. ورداً على الشق الآخر من سؤال يسوع: ”وأنتم من تقولون؟“ فيجيب بطرس: ”أنت هو المسيح ابن الله الحي“. فالمسيح هو الشخص الفريد الذي لا يشابهه أحد في محبته وقدرته وكمال صفاته. هو ابن الله الوحيد الذي نزل من السماء وتجسد آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه أطاع حتى الموت موت الصليب. هو العجيب في ولادته، وحياته، وعجائبه، وموته، وقيامته. هو الوسيط الوحيد بين الله والناس لأنه الإله المتجسد. هو الشفيع الوحيد لكل من يؤمن به وبخلاصه الذي أتمه على الصليب ”من أجل أنه سكب للموت نفسه وأُحصي مع أثمة، وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين“ (إشعياء 12:53). هو صاحب السلطان العظيم والديان للأحياء والأموات في يوم الدين. ونحن لا يمكننا أن نعرف يسوع عن طريق السمع عنه، ولا عن طريق الممارسات، والتقاليد، والأعياد، والمظاهر التكريمية. وكذلك لا نستطيع التعرف إليه عن طريق الاقتناع العقلي، لأن معرفة يسوع بكل كمالات لاهوته وناسوته وبقوة قيامته وفاعلية فدائه، لا تأتي إلا بالروح القدس الذي يفتح القلب للإيمان بالمسيح رباً وفادياً ولقبول خلاصه الذي يغير الحياة ويطهر القلب والعقل والسلوك. نعرف يسوع كالمخلص الشخصي فتمتلئ قلوبنا بفرح وجوده دائماً معنا، ويصبح عن ذلك لميلاده المجيد معنى كاملاً وجديدا. أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
موقفى تجاه اخطاء الاخرين -- -- -- -- - --- -- -- -- -- https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.n...75075797_n.jpg 1- استره:- المحبة تستر كثرة من الخطايا (1بطرس 4 ) مثال :- مافعلة يوسف مع القديسة العذراء مريم عندما كانت حبلى من الروح القدس ولم يكن يفهم الامر : واذا كان بارا (قديسا) ولم يشأ ان يشهرها ( يفضحها ) اراد تخليتها سرا ( سترها ) متى ( 1: 19 ) ... 2- احتمله :- المحبة تحتمل كل شئ كورنثوس الاولى ( 13 : 7 ) " فيجب علينا نحن الاقو ياء ان نحتمل اضعاف الضعفاء ولا نرضى انفسنا (رومية 15 : 1 ) 3- اصلى من اجله:- 4- اصلحه : - ايها الاخوة ان سبق انسان فاخذ فى زلة ما فاصلحة انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظرا الى نفسك لئلا تجرب انت ايضا (غلاطية 6 : 1 ) |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ألم الجحيم http://jesus38.files.wordpress.com/2...ell1.jpg?w=730لذة الخطيئة هي ظل وحلم إذا تنطفىء قبل أن يتذوقها الإنسانجيداً ، لكن العقابات التي تتبعها ليست لها نهاية ، فإن الحلاوة التيتقدمها للإنسان قليلةبينما المرارة أبدية. فكما أن الحلم سريع الانقضاء أمام حياة كاملة ، كذلك المتع الأرضية أمام الجحيم الآتية . من يريد حقاً أن يرى حلماً مفرحاً ويعاقب بسببه كل حياته؟ يا أحبائي ،فلنتجنب شر الشيطان الذي يخدعنا بأشياء صغيرة ويجعلنا نفقد الأشياء الكبيرة وإلا فسيحكم علينا معه في الجحيم الأبدية،وسنسمع الديان يقول لنانحن أيضاً:" إذهبوا عني ياملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته " (مت 41:25).إن البعض يقولون: " الله محب للبشر ولن يفعل هذا"، أما نحن فنسألهم : وهل كتبت هذه من دون هدف إذاً ؟ ً . فيجيبون : "لا ، بل لكي نخاف ونكون صالحين ". لكن إن لم نصبحصالحين ، وإن بقينا أشراراً حتى النهاية، ألن يرسلنا إلى الجحيم ويكافىءالناس الأبرار ؟" نعم سوف يكافئهم. إن الله يحسن إلينا أكثر مما نستحق". لكن كيف تكون هذه حقيقية وسوف تتم حتماً ، بينما المتعلقة بالجحيم لا ؟ كم أن الشيطان هو محتال! كم هي قاسية محبته للبشر! إنه يضع في أذهاننا مثل هذه الأفكار التي تقودنا إلى الإهمال والكسل. يعرف الشرير أن خوف الجحيم هو لجام يضبط النفس ويمنعها من الشر فيجاهد بأي طريقة لينزعه عنا ، ويرمينا بسهولة في الهاوية.يقولالبعض إن كل مانذكره من الكتاب المقدس عن الجحيم هو تهديد فقط ولن يتحقق. حسناً انقبل - وإن دلّ أمر كهذا على الجحود - أنه هكذا ستكون الأمورالآتية. لكن ماذالديهم ليقولوا عن الأمور التي حدثت، والتي تحققت فعلاً ؟؟؟ نسألهم :"أسمعتم عن الطوفان العظيم ، وعن ذلك الدمار العالميالذي حدث في زمن نوح ؟هل هذا قيل فقط في معرض التهديد؟ألم يحدث ويتحقق؟ألم تشهد له أيضاً جبال أرمينيا حيث توقف الفلك ؟ ألم تصلنا حتى اليوم بقايا ذلك الفلك لكي يتذكروا الحدث ؟".حينئذكان الكثيرون يقولون أيضاً إنه لن يحدث أمر سيء. كان نوح البار يصنع الفلكعلى مدى مئة سنة، وكان يصرخ على مدى مئة سنة، لكن أحداً لم يكن ليصدقه،وإذ لم يصدقوا الأقوال التهديدية، وجدهم العقاب الحقيقي فجأةً.فذاك الذيعاقبهم بشدة ،ألن يعاقبنا نحن أكثر؟فإن الآثام في وقتنا الحاضر ليست أبداً أصغر من أثام ذلك الزمن حيث لا توجد خطيئة لا تحدث اليوم. قولوا لي أنتم الذين سبق وذهبتم إلى فلسطين،قولوا لكي يسمعمنكم من لم يذهبوا، توجد منطقة خصبة جداً أو أنها وجدت على أطراف نهرالأردن ، أما الآن فهي ليست موجودة. كانت في أحدى الأزمانفردوساً حقيقياً،كما يخبرنا الكتاب المقدس،أما اليوم فهي قاحلة أكثر من كل الصحارى.تصادفهناك أشجاراً ثمارها عليها،لكن هذه الثمار هي لكي تذكر بغضب الله . ترىأيضاً أشجار الرمان التي أغصانها خضراء،ويبدو رمانها جيداً وشهياًللعابرالعادي، لكن ما إن يمسك رمانة ويكسرها حتى يتخلف في يديه رماد وغبارفقط. إذاً تجد هناك أشجاراً وثماراً لكنها في الحقيقة ليست أشجاراًوثماراً، تجد هواءً وماءً ولكن لا علاقة لهما بالهواء والماء اللذيننعرفهما، كل شيء من دون ثمر، والكل يتكلم على الغضب الذي حدث وقتاً ما فجأةوكلها تعبر عن الغضب الآتي. هل كل ماذكرته لكم هو تهديد فقط ؟هل هو أقوال فارغة؟ لا،إنه ليس كلاماً بل هذه الحقيقة. لكن قد تقولون لي:" ماتقوله لنا عن سدوم وعامورة وعن دمارهاغير معقول"لكن ماتقولونه أنتم عن أنه لا توجد جحيم، وأن الله يهددنا فقطأليس غير معقول؟لو آمنتم أنتم بأقوال المسيح، لم اضطررت أنا أن أذكر براهين عن الجحيم.إسمع مايقوله بولس: "ولانزن كما زنى أناس منهم ( الإسرائيليون) فسقط في يوم ٍ واحد ثلاثة وعشرونألفاً. ولا نحاول أن نجرب المسيح إن كان ينقذنا كما فعل بعض منهم فأهلكتمالحيات، ولا تتذمروا كما تذمر أيضاً أناس منهم فأهلكتم المهلك"(1كو10 : 8-10). إن كان للزنى والتذمر مثل هذه النتيجة المهلكة، فأي عاقبة ستكون لخطايانا؟ لا تضل وأنت ترى أن الله لا يعاقب الآن بشكل مباشر. لا تضل وأنت ترى أن الله لا يعاقب الآن بشكل مباشر. ترى إنساناً يتمتعبمآكل غنية، ويلبس ثياباً فاخرة، ويمضي راكباً حصانه تحيط به حاشية منالخدم، ويتباهى في السوق، لا تتوقف عند هذه الأشياء التي تظهر لك، إذ لواستطعت رؤية مافي قلبه كنت ستلاحظ أن ثمة اضطراباً كثيراً بسبب الخطايا،وإثماً كبيراً وخوفاً عظيماً،كنت سترى ضميره يجلس في قفص الاتهام والأفكار تقف كجلادين يصرخون بقوة ويجلدون ذهنه ويجرحونه بلا رحمة بسبب خطاياه،وهذه كلها لا يعرفها أحد إلا الله وحده. هكذا يتعذب اللصوص والمختلسون والقاتلون والسكارى، وكل الذين يعيشونفي الخطيئة، لأنه يستحيل إلغاء محكمة الضمير. إذاً، ألا نعيش في الفضيلة ونحتمل؟هل نعيش في الإثم، وحالما تنتهي الشهوة الخاطئة، تبدأ معاناتنا النفسية؟ يقول البعض:" لماذا لا يعاقب الله الخطأة هنا؟".نجيبهم :" لكي يدل على طولة أناته، ولكي يعطي الخلاص بوساطة التوبة.لأنه لو عاقب وأمات بمجرد حدوث الخطيئة،كيف كان سيخلص بولس وبطرس، هامتا الرسل وكوكبا المسكونة؟ وكيف كان سيخلص الملك داود؟ والغلاطيون؟ وآخرون كثيرون؟" لذلك هو لا يعاقبالجميع هنا ولا الجميع هناك ، يعاقب الواحد هنا لكي يحثّ قساة القلوببعقابه، والآخر هناك لكي يلهمنا رجاء ملكوته الأبدي بعدم عقابه. كل هذه طبعاً هي أعمال حكمة من الله التي تهدف من جهة إلى إيقاظ الإيمان في جميع الذين لا يؤمنون بما سيأتي، ومنجهة أخرى لكي يجعل المؤمنين يرغبون أكثر في جهاد الفضيلة.إنّ" الله قاض ٍ عادل وقوي"، لكنه في الوقت نفسه" طويل الأناة،لذلك لا يظهرغضبه بعقاب يومي"(مز11:7).ولكن،إن ازدرينا بطول أناته، سيأتي يومينفذ فيه حكمة العادل. إذاً علينا ألا ننصرف إلى الضلال والملذات الخاطئة ولو دقيقة واحدة،لأنّ الحياة حياتنا الأرضية كلها ليست سوى دقيقة فقط، فننتهي إلى الجحيم الأبدية. على العكس،فلنتعب ونجاهد للحظة لكي نربح إكليل المجد الأبدي. الخطأة أيضاً سيكونون غير فانين في الحياة الآتية ،لكن ليس لكي يتمجدوا مع المسيح بللكي يرسلوا إلى الجحيم مع الشيطان إلى الدهورالتي لا نهاية لها.يعجز الكلام عن إظهار كم أن هذا الوضع مخيف، مع ذلك نستطيع أن نأخد فكرة صغيرة من بعض الأمثلة. إندخلت الحمّام مرةً وحدث أن كانت الحرارة فيه أكثر مما يجب، فكر كيف ستكوننار الجحيم، وإن مرضت مرةً وكانت حرارتك مرتفعة، تخيل كيف ستكون النار التيلا تنطفىء أبداً ،هل يتعبك هذا الحمام؟هل تعذبك الحرارة المرتفعة؟ماذاستفعل عندما ستكون في نهر من النار، في النهر الذي يجري أمام دينونة المسيح الرهيبة؟ اسمع كيف يتكلم الأنبياء علي يوم الينونة:"هوذا يوم الرب مقبل قاسياً بسخطٍ وحموّ غضب"(اش9:13).وفي أي مكان لا ترى فيه وجه المسيح الهادىء والوديع لن تجد أحداً لمساعدتك. هل تحترف بشعلة الرغبة الجسدية؟ إحفظ في ذهنك شعلة الجحيم الأبدية وستنطفىء نار الجسد مباشرة. أتريد أن تقول أمراً سيئاً؟ تذكر صرير الأسنان وسيبقى فمك مقفلاً. أتريد سرقة شيءٍ غريب؟ إسمع بذهنك الديان يقول:" اربطوا رجليه ويديه واطرحوا في الظلمة الخارجية"(مت13:22) وسترحل عنك هذه الرغبة. القديس يوحنا الذهبي الفم |
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" أغني رجل في الولاية "
"أغني رجل في الولاية" وقف أحد ملاك الأراضي الأثرياء في شرفة قصره الفخم ، يتطلع إلى أملاكه الشاسعة الممتدة إلى الأفق ، ثم هتف : " كل هذا ملكي " ! ... ثم نزل وامتطي صهوة جواده ، وأخذ يتجول به ليتفقد أطيانه . وأثناء تجواله ، لمح " هاينز " العجوز ، عامل الأرض الذي يشتغل عنده وقد جلس تحت إحدى الأشجار ، ووضع أمامه طعامه ، ثم خلع قبعته وكشف رأسه ، وبدأ يقدم الشكر للآب السماوي الذي منه تفيض كل العطايا الصالحة . تأمل صاحب الأرض في هذا الرجل الفقير العجوز ، وما أن انتهي من صلاته ، حتى قال له : - حسنا يا هاينز ... كيف حالك اليوم ؟ ... تبدو سعيدا جدا يا هاينز !! - هل أنت هو يا سيدي ؟ ... لقد ثقلت أذناي سفي الأيام الأخيرة ، كما أن نظري ضعف أيضا ، ولكني سعيد ... نعم ، في الحقيقة أنا سعيد ، ولدي العديد من الأسباب لذلك . فالآب السماوي يعطيني الكساء والقوت اليومي ، كما يوجد سقف يأويني ، وسرير لا بأس به أنام عليه ، وهذا يفوق ما كان يمتلكه مخلصي المبارك حينما عاش هنا في هذه الأرض . فهو لم يكن له أين يسند رأسه . وقد كنت أشكر الله الآن لأجل هذه المراحم حينما ظهرت أنت . تفرس مالك الأرض في طعام هاينز القليل التافه الذي كان مكونا من قليل من شرائح الخبز وقطعتين من الجبن المغموس في الزيت ، ثم قال : - هل هذه عينة الطعام الذي تشكر الله لأجله يا صديقي المسكين ! لو كان هذا هو كل ما لدي لأجل غذائي لكنت تعيسا جدا . فقال هاينز بدهشة : تعيسة جدا !! ولكنك لا تعرف ما أمتلكه . إن حضور الرب يسوع مخلصي في داخل قلبي يعطي حلاوة لكل ما يعطيني الله إياه . وهو وحده ولا سواه كل ثروتي ، كل عدتي وعتادي ، وكل مشتهاي ، وفيه كل ما أرجو وأكثر ... إنه مخلصي الحي الذي أثق فيه من جهة أعوازى اليومية ، روحية كانت أو زمنية . وما من يوم يشرق له فجر إلا والمعونة الإلهية تتجدد باستمرار ، وفي كل صباح جديد أستطيع بكل ثقة أن أقول : " أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني " ( فيلبي 4 : 13 ) ، وفي مساء كل يوم أستطيع أن أترنم قائلا : " جعلت سرورا في قلبي أعظم من سرورهم إذ كثرت حنطتهم وخمزهم . بسلامة أضطجع بل أيضا أنام ، لأنك أنت يا رب منفردا في طمأنينة تسكنني " ( مز 4 : 7 – 8 ) ... آه ، لقد تذكرت شيئا ... هل يمكنني أن أخبرك يا سيدي بحلم رأيته في الليلة الماضية ؟ - طبعا يا هاينز ، أخبرني بحلمك ... - بالأمس وبينما كنت استعد للنوم ، انشغل فكري وقلبي بالوطن السماوي ، حيث المنازل الكثيرة المعدة في بيت الآب لأولئك الذين آمنوا بالرب يسوع المسيح كمخلصهم الشخصي الذي بذل نفسه لأجلهم على الصليب. وفجأة شعرت بنفسي وقد انتقلت إلى المدينة السماوية ، وقد كانت أبوابها مفتوحة بسعة ، واستطعت أن أتأمل في تلك الأماكن المباركة . آه يا سيدي ، إن المجد والجمال اللذان رأيتهما لا يمكن لأي لسان أن يصفه ! ... طبعا كان الأمر كله مجرد حلم ، ولكن يوجد شئ واحد هام أريد أن أخبرك به . - وما هو ؟! قالها مالك الأرض بضيق وتبرم . - لقد سمعت صوتا يقول : إن أغني رجل في الولاية سيموت في هذه الليلة . وبعد ذلك طرقت أذناي أعجب الترنيمات الحلوة ، وسمعت صوت هللويا ، يطرب أذناي . وفي تلك اللحظة استيقظت . وقد شعرت أنه من الواجب على أن أخبرك . فربما تكون هذه الكلمات تحذيرا لك . عند هذا الحد شحب وجه مالك الأرض . ولكنه حاول أن يخفي المخاوف التي أطبقت عليه ، فأجاب بصوت مرتفع : كلام فارغ ! يمكنك أنت أن تصدق الأحلام إذا أردت ، ولكن أنا لا أصدقها ، ثم اندفع يعدو بحصانه بسرعة عظيمة ، بينما نظر " هاينز" العجوز إليه ، وصلي قائلا : " يا رب من فضلك خلص نفسه إذا كان حقا سيموت بهذه السرعة " . وبعد ساعتين من هذا الحديث ، وصل مالك الأرض إلى قصره ، واندفع بعجلة إلى غرفته ، ورمي نفسه فوق الأريكة وهو يشعر بالإنهاك الشديد ، وأسرع باستدعاء طبيبه الخاص الذي فحصه بدقة على مدى عدة ساعات ، ثم طمأنه وهو يضحك من قلبه قائلا : أحلام ! إنها خداع وأوهام . لقد كنت أظن أنك أعقل من أن تصدق مثل هذه السخافات . أنت تموت الليلة ؟! هذا سخف ! إنك تتمتع بصحة ممتازة . وكان الوقت قد قارب العاشرة مساءا حينما غادر الطبيب منزل مضيفه . وفجأة وفي نفس تلك اللحظة ، دق جرس الاب . وما أن فتح الباب حتى قال الطارق : آسف لإزعاجك يا سيدي ، لقد أتيت لأخبرك بأن " هاينز " العجوز قد مات فجأة هذا المساء ، ولكني أسألك بخصوص ترتيبات الجنازة في الغد . وهكذا تحقق حلم " هاينز " العجوز ! إن أغني رجل في الولاية لم يكن مالك الأراضي الواسعة الخصبة ، ولكنه كان ذلك العامل الفقير الذي عاش حياته في كوخ فقير، والذي كان دائما يشكر الآب السماوي على الطعام البسيط الذي يعطيه له . لقد انطلقت روحه المغذية لكي تتمتع بذلك المكان الذي انشغل فكره وقلبه به . وهذا لأنه قد اغتسل بدم حمل الله الذي يطهر من كل خطية . أيها القارئ العزيز : ما هو الحال معك ؟ ... هل أنت غنيا لله ؟ ( لو 12 : 21 ) هل أنت غنيا بكنوز المساء كما كان " هاينز " العجوز ؟ وهل مخلصه الرب يسوع هو مخلصك ، أم أنت تبحث عن غني العالم الزائل ؟ وهل يا عزيزي أنك ستصبح أغني إنسان في العالم إذا آمنت بالرب يسوع المسيح الإيمان القلبي الصحيح . ستتمتع ، ليس بالغني الأرضي ، ولكن بالغني السماوي الذي لا يزول ، غني المسيح الذي لا يستعصي (أف 3 : 8 ) لأنه إن كان لنا المسيح قلنا كل شئ ، وإذا لم يكن لنا المسيح فلا شئ لنا . نستطيع أن نعيش سعداء حتى وإن كنا لا نملك مالا أو حرية أو والدين أو أبناء أو أصدقاء إذا كان المسيح لنا . ولكن إذا لم يكن المسيح لنا ، فلا المال ولا الحرية ولا الوالدين ولا الأبناء ولا الأصدقاء تستطيع أن تجعلنا سعداء . المسيح بدون أي شئ آخر هو الغني الجزيل ، وكل شئ بدونه هو الفقر الموقع . إنه طعام للجوع ... وماء للعطشي ... ونور للظلمة ... وفرح للحزن ... وراحة للتعب ... وصحة للمرضي ... وتعزية للشدة ... وثروة للفقر ... وصحبة للوحشة ... وعون للأثقال ... وأمان للخطر ... ومخبأ من الريح ... وإرشاد للحيرة ... وحرية من القيود ... ونصرة للحرب ... وقوة للجهاز ... وغفران للمذنوبية ... ومحبة للبغضة ... وقدرة للضعف ... ودواء للمريض ... وحياة في الموت ... هو مورد لا يجف ومعين لا ينضب ... إنه الأزلي الأبدي ... هذا هو المسيح للمسيحي الحقيقي ليتك لا تتردد في الإتيان الآن إليه بالإيمان لتتمتع بهذا الغني المؤكد . أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك |
الساعة الآن 02:17 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025