منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديسين بالحروف الأبجدية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74194)

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:19 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس مارقيان


St. Marcian

وُلد هذا القديس بمدينة سيروس Cyrrhus بسوريا، وكان والداه من أصل شريف. إذ وضع مارقيان في قلبه ألا ينشغل بالله والعالم في وقت واحد، ترك أصدقاءه ومدينته واعتزل في برية شالكيس Chalcis بين إنطاكية والفرات، واختار أبعد منطقة من تلك البرية وبنى لنفسه صومعة ضيقة لدرجة أنه لم يكن يستطيع أن يقف أو يرقد دون أن يثني جسمه.
كانت وحدته فردوسًا، يقضي كل وقته في الترنيم بالمزامير والقراءة والصلاة والعمل. كان الخبز هو طعامه يحرص أن يأخذ القليل منه يوميًا حتى تكون فيه قوة لعمل ما يريده الله. وقد أشرق الله عليه بنوره الإلهي لتعزيته ومَنَحه معرفة أسرار الإيمان العظيمة. انتشر صيته وقداسة سيرته في كل مكان حتى أتى الكثيرون ليتتلمذوا على يديه، وكان أول تلميذين له يوسابيوس وأغابيتوس Agapitus.
في أحد الأيام أتى لزيارته فلافيان بطريرك إنطاكية مع عدد من أساقفته، وطلبوا إليه بإلحاح أن يكلمهم كلمة روحية. وقف مارقيان صامتًا أمام هذا الجمع العظيم، ولما ألحّوا عليه أن يتكلم قال: "إن الله يكلمنا كل يوم في خليقته وفي الكون من حولنا، يكلمنا في إنجيله ويعلمنا فيه ما يجب أن علينا أن نعمله لأنفسنا وللآخرين، فهل يستطيع مارقيان أن يضيف إلى كل ذلك شيئًا مفيدًا؟" وقد منحه الله موهبة عمل المعجزات حتى وُصِف بصانع المعجزات، وفي أحد الأيام أتاه أحد الرهبان نيابة عن رجل كانت ابنته مريضة يطلب منه بعض الزيت المقدس، فرفض مارقيان بكل شدة، إلا أن البنت شفيت في تلك الساعة.
قد عاش هذا القديس زمنًا طويلًا، وفي أواخر أيامه كان منزعجًا بسبب رغبة الكثيرين في الحصول على رفاته بعد نياحته، بل أن البعض في أماكن عديدة بنوا كنائس أملًا في دفن جسده بها. لذلك أوصى مارقيان تلميذه يوسابيوس واستحلفه أن يدفن جسده في السرّ، وقد تم له ذلك إلا أن بعد خمسين سنة من نياحته - التي كانت حوالي سنة 387 م. - أكتُشِف مكان دفنه ونُقِل رفاته بإكرام شديد، حيث صار مزارًا للكثيرين. العيد يوم 2 نوفمبر.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:20 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان مارقيان و لوسيان


SS. Marcian and Lucian
درسا السحر الأسود واشتغلا به ثم تحولا إلى الإيمان المسيحي حين اكتشفا أن سحرهما يفقد قوته أمام شابة مسيحية عذراء، وبعد ذلك استشهدا في زمن اضطهاد ديسيوس للمسيحيين.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:21 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان مارقيان ونيكاندر



SS. Marcian and Nicander

عاش نيكاندر وماركيان في القرن الرابع الميلادي في الغالب في ديوروستورُم Durostorum ببلغاريا Bulgaria، وخدما لفترة في الجيش الروماني، ولكن حين صدرت مراسيم اضطهاد المسيحيين تركا الجندية، فكان ذلك سببًا في القبض عليهما وإحضارهما للمحاكمة أمام ماكسيموس Maximus حاكم الولاية.
أعلمهما القاضي بالأمر الإمبراطوري الذي يأمر الكل بالتبخير للأوثان فأجاب نيكاندر بأن هذا الأمر غير مُلزِم للمسيحيين لأنهم لن ينكروا الإله الحي لكي يعبدوا أخشاب وحجارة. أثناء ذلك كانت داريا Daria زوجة نيكاندر واقفة تشجع زوجها، فصرخ ماكسيموس نحوها: "أيتها المرأة الشريرة لماذا تريدين الموت لزوجك؟" أجابته داريا: "أنا لا أريد موته بل على العكس أن يعيش في الله فلا يموت أبدًا". وحين ادعى ماكسيموس أنها تريد موت زوجها لرغبتها في الزواج من آخر أجابته: "إذا كنت تشك في ذلك فعلًا اقتلني أنا أولًا".
تحوّل ماكسيموس إلى نيكاندر مرة أخرى وقال له: "راجع نفسك الآن وقرّر ما إذا كنت تريد الموت أم الحياة"، فأجابه نيكاندر: "لقد قررت بالفعل أن سلامتي هي ما أرغب فيه الآن". اعتقد القاضي أن نيكاندر قرر التبخير للأوثان للنجاة بنفسه، ولكن القديس خيَّب ظنه حين وقف وصلى بصوت عالٍ معلنًا فرحته للنجاة من ضيقات وتجارب هذا العالم. سأله القاضي: "كيف يكون هذا؟ إنك منذ قليل أعلنت رغبتك في الحياة والآن تطلب الموت؟" أجابه القديس: "الحياة التي أطلبها هي الحياة الأبدية وليس الحياة المؤقتة في هذا العالم. الآن أنا أسلم جسدي إليك لتفعل به ما تشاء، فإني مسيحي".
التفت القاضي إلى المتهم الآخر: "وما رأيك أنت يا مارقيان؟" فأعلن تمسكه بكل ما قاله زميله في المحاكمة، وعند ذاك أمر ماكسيموس بوضعهما في السجن حيث مكثا عشرين يومًا.
أُحضِرا مرة أخرى أمام القاضي الذي سألهما إن كانا ينويان إطاعة أوامر الإمبراطور، فأجابه مارقيان: "كل ما تقوله لن يجعلنا نترك ديننا أو ننكر إلهنا الذي نؤمن بوجوده معنا وأنه يدعونا إليه، فنرجو منك ألا تتأخر في إرسالنا إليه ذاك الذي صلب من أجلنا". إذ أعرب الحاكم عن رغبته في ضرورة تنفيذ الأوامر الصادرة إليه أمر بقطع رأسيهما، فشكره القديسان قائلان: "ليكن لك السلام أيها القاضي الطيب".
سارا فَرِحَين إلى مكان الإعدام وهما يمجدان الله أثناء مشيهما، وكانت تسير وراء نيكاندر زوجته داريا وطفله بابينيان Papinian الذي كان يحمله بين يديه شقيق الشهيد باسيكراتس Pasicrates. وأيضًا تبعت الشهيدان زوجة مارقيان ولكنها كانت تبكي وتنتحب محاولة بكل قوتها أن تثنيه عن عزمه فكانت تذكِّره بابنهما الصغير. وعند مكان الإعدام قبَّل مارقيان ابنه ونظر إلى السماء وقال: "يا سيدي وإلهي كلِّي القدرة، أنت تأخذ هذا الطفل تحت رعايتك وحمايتك"، ثم وبّخ زوجته لضعف إيمانها وطلب إليها أن تمضي بسلام لأنها لن تكون لها الشجاعة أن تراه يموت.
ظلّت زوجة نيكاندر بجواره وكانت تشجعه على الثبات والفرح، وقالت له: "ليتقوى قلبك يا سيدي. عشر سنوات عشتها في منزلي بعيدًا عنك ولم أكف عن الصلاة لكي أراك مرة أخرى، والآن قد استرحت وأحسب أنك ماضٍ إلى المجد وأحسب نفسي زوجة لشهيد. قدم لله الشهادة اللائقة بقداسته حتى تنتشلني أيضًًا من الهلاك الأبدي"، وكانت تعني أنه بعذاباته وصلواته لعله يجلب لها الرحمة. أخيرًا غمَّى الجلادون أعين الشهيدين بمناديل ثم قطعوا رأسيهما". العيد يوم 17 يونيو.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:22 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا مارك أسقف روما


St. Mark

كان رومانيًا بالمولد وخدم الله ضمن إكليروس هذه الكنيسة. وكان أول أسقف لروما يُنتَخَب بعد تحرير الديانة المسيحية بيد الملك قسطنطين. لم تُثنِهِ الظروف الجديدة عن يقظته في رعاية شعبه، بل ضاعف من جهاده أثناء فترة السلام التي مرت بها الكنيسة، عالمًا أن الشيطان لن يترك المؤمنين طويلًا في هدوء.
لما أكمل جهاده تنيّح بسلام في الثامن عشر من يناير سنة 336 م. العيد يوم 7 أكتوبر.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:23 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان مارك ومارسيليان




SS. Mark and Marcellian
القبض عليهما:


كانا شقيقين توأمين من أصل روماني شريف، تحولا إلى المسيحية في شبابهما وتزوجا.
وفي الاضطهاد الذي اندلع ضد المسيحيين بعد مُلك الإمبراطور دقلديانوس مباشرة قُبِض عليهما وأُلقيا في السجن وحكم عليهما خروماتيوس Chromatius نائب حاكم روما بقطع رأسيهما.
استطاع أصدقائهما إصدار عفو مؤقت لمدة ثلاثين يومًا على أمل أن يقنعاهما في تلك الفترة بتقديم القرابين حسب الأوامر، وانتقلا من السجن إلى منزل نيقوستراتُس Nicostratus الكاتب.
إطلاق سراحهما:


التف حولهما زوجتاهما وأطفالهما الصغار ووالداهما الوثنيان ترانكيلينُس Tranquillinus ومارتيا Martia، وسعوا لديهما بإلحاح ودموع كثيرة لتغيير ثباتهما، ولكن القديس سيباستيان Sebastian الذي كان في ذلك الوقت ضابطًا للإمبراطور كان يزورهما يوميًا ويشجعهما على الثبات. وكان من نتيجة اللقاءات الكثيرة والمحاورات التي جرت مع القديسين أن آمن أهلهما وأقاربهما، ونيقوستراتُس، وأخيرًا بعد فترة قصيرة خروماتيوس الذي أطلق سراحهما واستقال من منصبه مفضلًا حياة الاعتكاف.
استشهادهما:


بعد خروماتيوس تولى المنصب فابيان Fabian الذي أعاد القبض عليهما وأمر بربطهما إلى عامودين خشبيين وسمّر أرجلهما فيهما وتركهما على هذه الحال لمدة أربع وعشرين ساعة، ثم طُعِنا بالحراب فاستشهدا، وكان ذلك في سنة 287 م. نُقل جسداهما من السراديب إلى كنيسة القديسين قزمان ودميان، وحاليًا توجد رفاتهما في كاتدرائية القديس براكسيدِس St. Praxedes بروما.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:25 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة ماركيانا العذراء

St. Marciana


كانت من سكان رُسكَّر Rusuccur بموريتانيا Muritania، وأثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس احتقرت كل مجد العالم من أجل اقتناء النعمة السمائية، فأعلنت رفضها للآلهة الوثنية. ضُرِبت بشدة وأهانوا عذراويتها بتقديمها للجنود الرومان، لكن الرب أنقذها وحفظ عفتها بطريقة معجزية، فكانت سببًا في إيمان أحد هؤلاء الجنود بالمسيح. أخيرًا استشهدت سنة 303 م. حين مزقها ثور متوحش بقرونه، وذلك في مسرح مدينة قيصرية بموريتانيا، على بعد حوالي 100 ميل من مدينة الجزائر الحالية. العيد يوم 9 يناير.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:26 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس مارو | القديس مارون | مارمارون



St. Maro

توحد القديس مارو بالقرب من مدينة قورش بسوريا، وعاش متعبدًا وحيدًا وكان يسكن كوخًا صغيرًا مغطى بالجلود ولكنه نادرًا ما كان يستخدمه مفضلًا البقاء في الهواء الطلق، وعندما عثر على بقايا معبد قديم للأوثان حوّله ليكون مكان صلاته وهكذا خصّصه للإله الحقيقي. وكان القديس يوحنا الذهبي الفم يقدّره ويحترمه، وكتب له من مكان نفيه في القوقاز Cucusus يطلب إليه الصلاة من أجله ويرجو أن يسمع منه قدر المستطاع.
تعلّم القديس مارو الصلاة من معلمه القديس زيبينوس Zebinus فكان يكرس أيامًا وليالٍ يقضيها في الصلاة دون ضجر، وكان يصلي واقفًا بخشوع مستندًا على عصاه إذ كان متقدمًا جدًا في السن. وكان يقدم نصائحه لسائليه وطالبي مشورته في أقل الكلمات، إذ كانت رغبته عظيمة في قضاء كل أوقاته في الشركة مع الله بالصلاة والتأمل.
كان القديس مارو يشبه معلّمه في إيمانه وطريقة صلاته، ولكنه كان يعامل زواره بطريقة مختلفة، فلم يكن فقط يستقبلهم بكرم وعطف عظيمين، بل وكان يشجعهم على البقاء معه فكان بعضهم يبقى ويقضي الليل معه واقفًا يصلي.

منحه الله مواهب كثيرة كما منحه موهبة شفاء العقل والجسد. وإذ شاع صيته كأب روحي قصده الكثيرون طالبين مشورته وتلمذ عددًا كبيرًا من المتوحدين وأسس عدة أديرة، نعرف على الأقل ثلاثة أديرة للراهبات حملت اسمه. ويقول ثيؤدورت Theodoret أسقف قورش أن عددًا كبيرًا من الرهبان الذين انتشروا في إيبارشيته كانوا ثمرة توجيهات هذا القديس. وأخيرًا سنة 433 م. بعد فترة مرض قصيرة بسبب ضعفه الشديد تنيّح القديس مارو، وبُنيت فوق مقبرته كنيسة عظيمة وحولها دير كبير.
وإلى هذا القديس يعود أصل تسمية المارونيت Maronites الذين يعيشون في لبنان، ويعتبرون القديس مارو أباهم الأكبر ويذكرونه في قداساتهم. العيد يوم 14 فبراير.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:28 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا ماروتا الأسقف


في اليوم الثاني والعشرون من شهر أمشير تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس ماروتا أسقف ميافرقين ونقل أعضاء القديسين الذين استشهدوا بها أيام دقلديانوس.
كان ماروتا رجلًا عالمًا فاضلًا، ولذلك وقع اختيار الملك ثيؤدوسيوس الكبير لإرساله إلى ملك الفرس لمفاوضته في أمر الهدنة التي كانا يرغبان في توقيعها. فأكرم الملك سابور وفادته وأسكنه في قصر ملكي، ولما علم ماروتا أن للملك ابنة مجنونة، طلب إحضارها إليه وصلى عليها فبرئت وفرح سابور بذلك وزاد في إكرامه. فطلب القديس من الملك أجساد القديسين الذين استشهدوا في بلاد فارس، فأذن له بذلك فأخذها وبنى لهم كنيسة ثم حصنًا كبيرًا حولها، وفيما بعد بنيت مدينة داخل ذلك الحصن دعوها باسمه "ماروتا".
وبعد أن أتمَّ عمله عاد إلى الملك ثيؤدوسيوس وأقام إلى أن تنيّح بروما. العيد 22 أمشير.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:29 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس ماروثا السرياني الراهب

الأنبا مقاريوس ويوأنس كامي في رؤيا:


من بين الذين عاشوا في القرن التاسع الميلادي واستهوتهم قداسة الأنبا يحنس كامي راهب سرياني اسمه ماروثا. ففي ذات ليلة رأى ماروثا حلمًا عجيبًا أحس فيه بأنه اختطف إلى السماء ووقف بين القديسين والملائكة المحيطين بعرش النعمة، وبينما هو يتأمل هذه الجموع استلفت نظره رجلان بينهم، ثم همس في أذن ملاك قريب منه: "من هم هذان اللذان يشع منهما النور؟" أجابه الملاك: "إن الطويل منهما هو الأنبا مقاريوس أب رهبان برية شيهيت، والذي بجانبه هو يوأنس كامي الذي نهج منهجه".
ذهابه إلى مصر:


غمرت النشوى قلب ماروثا لهذا الحلم لازمته إلى ما بعد يقظته، وكان من أثر هذه النشوى أن أمسك ماروثا بريشته ورسم صورة هذين القديسين كما رآهما في حلمه
وداوم على عمله ليل نهار فأتمه في أيام قليلة لكي تأتي الصورة مطابقة للرؤيا السماوية، وما أن فرغ من رسم هذه الصورة حتى غادر بلاده وجاء إلى مصر. ثم قصد لفوره إلى برية شيهيت وكان أول دير زاره هو دير الأنبا مكاري الكبير، ثم قصد إلى دير الأنبا يوأنس القصير ومنه إلى دير الأنبا يوأنس كامي. وقد وصل ماروثا حينما كان الأب شنودة هو مدبر رهبان هذا الدير، فقص الحلم الذي رآه على الرهبان ثم أراهم الأيقونة التي رسمها، ففاضت قلوب الرهبان فرحًا وشكرًا لله. وقضى ماروثا بضعة أيام بين رهبان دير يوأنس كامي فاستهوته حياتهم بما فيها من محبة وتواضع وخدمة، ومن ثَمَّ أعلن لهم رغبته في أن يقضي بقية حياته معهم فرحبوا به. وهكذا عاش ماروثا في الدير، ولما دنت ساعته أهدى للدير الصورة التي كان قد رسمها نتيجة للحلم الذي رآه ثم انتقل في هدوء وسلام. قد نهج عدد من الرهبان السريان منهج ماروثا فجاءوا إلى مصر وعاشوا في دير الأنبا يوأنس كامي، فاعتاد المصريون أن يطلقوا اسم "دير السريان" على هذا الدير نسبة إلى هؤلاء الرهبان، ولا تزال هذه التسمية شائعة حتى اليوم.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:30 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا ماروثاس الأسقف



St. Maruthas
أسقف مَيفركات:


من آباء الكنيسة السريانية العظام في نهاية القرن الرابع الميلادي. كان أسقفًا على مَيفركات Maiferkat بين نهر دجلة Tigris وبحيرة فان Lake Van، بالقرب من الحدود مع بلاد فارس. كان يجمع سِيَر الشهداء الذين عُذِّبوا في عهد الملك سابور Sapor، وأحضر أجساد الكثيرين منهم إلى كنيسته، وكتب مدائح كثيرة عنهم باللغة السريانية.
سفره إلى القسطنطينية:


حين اعتلى يزديجارد Yezdigerd عرش فارس سنة 399 م.، سافر القديس ماروثاس إلى القسطنطينية لكي يُقنِع الإمبراطور أركاديوس Arcadius باستخدام نفوذه مع ملك فارس الجديد ليخفف من اضطهاد المسيحيين هناك، ولكن في القسطنطينية وجد البلاط الإمبراطوري مشغولًا بقضية القديس يوحنا الذهبي الفم.
وفي رسالة إلى القديسة أوليمبياس Olympias، يكتب الذهبي الفم من منفاه طالبًا منها أن تبحث عن ماروثاس وتستفسر منه عن أحوال الكنيسة في بلاد فارس.
صداقته مع ملك فارس:


ذهب ماروثاس إلى بلاط فارس ممثلًا للإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير، طالبًا من ملكها معاملة حسنة للمسيحيين في مملكته.ويقول المؤرخ سقراط Socrates أن معرفة هذا القديس بالطب مَكَّنته من علاج يزديجارد من صداعٍ عنيفٍ كان يصيبه، ومنذ ذلك الوقت أسماه الملك "صديق الله".
خاف المجوس أن يتحول ملكهم إلى المسيحية، فلجأوا إلى حيلة بأن خبَّأوا رَجُلًا تحت أرض معبدهم وحين أتى الملك للعبادة صرخ الرجل: "أَخرِجوا من هذا المكان المقدس ذاك الذي يُصَدِّق كاهنًا من المسيحيين". نتيجة لتلك الحيلة كان الملك يزديجارد ينوي طرد الأسقف، ولكن ماروثاس أقنعه بالعودة مرة أخرى إلى المعبد مؤكدًا له وجود حيلة، وفعلًا عادا ووجدا الرجل المختبئ في أرضية المعبد. عندئذٍ سمح الملك للأسقف ببناء كنائس أينما أراد، وكان الملك يحترم ماروثاس ويقدره، واستفاد الأسقف من ذلك في إعادة النظام إلى الكنيسة في بلاد فارس، واستمر هذا النظام قائمًا حتى دخول الإسلام في القرن السابع الميلادي.
الملك يضطهد المسيحيين:


على أن أمل المسيحيين في أن يكون الملك يزديجارد "قسطنطين بلاد فارس" لم يتحقق، إذ أن مجهودات ماروثاس في زرع السلام حطّمه عنف أبداس أسقف سوسا Abdas of Susa الذي تسبب في عودة اضطهاد الملك يزديجارد للمسيحيين قرب نهاية حُكمِه، ولكن في الغالب أن ماروثاس لم يَعِش ليعاين هذا الاضطهاد، إذ كان قد تنيّح سنة 415 م.، بينما مات الملك يزديجارد سنة 420 م. ويقول تاريخ القديس ماروثاس أنه اشتهر بعمل المعجزات، وكان محل احترام الجميع حتى معارضيه. وبسبب كتاباته يُعتبر أحد أعمدة الكنيسة السريانية بعد القديس مار إفرام. العيد يوم 4 ديسمبر.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:33 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
المعترفة ماري | مريم العذراء



St. Mary
عبدة شاهدة للسيد المسيح:


عاشت في القرن الرابع الميلادي وكانت عبدة لأحد أكابر الرومان يدعى ترتوللوس Tertullus وكانت مسيحية منذ طفولتها ولكنها كانت المسيحية الوحيدة في بيت سيدها. كانت تكثر من الأصوام والصلوات خاصة أثناء الاحتفال بالأعياد الوثنية، وكان ذلك سببًا في تذمر سيدتها عليها، ولكن كان يشفع لها أمانتها واستقامتها.
تسليمها للحاكم:


حين بدأ اضطهاد المسيحيين حاول ترتوللوس إجبارها على ترك الإيمان ولكنه فشل في تحريك ثباتها. وخوفًا من فقدها إن هي وقعت في يد الحاكم، جلدها بكل قسوة ثم أخفاها في حجرة مظلمة في المنزل. عُرِف الأمر واتهم الحاكم ترتيللوس بإخفاء أحد المسيحيين في منزله، فاضطر إلى تسليمها للحاكم.
وقفت القديسة لتحاكم وحين سمع الجمع اعترافها باسم السيد المسيح طالبوا بحرقها حيّة، فرفعت قلبها بالصلاة أن يعطيها الله ثباتًا ثم قالت للقاضي: "الرب الذي اعبده هو معي، لذلك لا أخشى تعذيبك الذي لا يستطيع إلا أن يأخذ حياتي، التي اطرحها من أجل السيد المسيح". أمر الوالي بتعذيبها وكانت تعذب بوحشية حتى أن الواقفين صرخوا من هول المنظر وطلبوا إطلاق سراحها.
تنيّحت بعد ذلك بميتة طبيعية، ولكن التقليد الروماني يعتبرها ضمن الشهداء من أجل العذابات التي تحملتها من أجل السيد المسيح. العيد يوم 1 نوفمبر.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:34 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الأبوان الأسقفان ماري وآداي



https://st-takla.org/Pix/Saints/01-Co...-of-Edessa.jpg


أيقونة القديس أبجر ملك الرها والقديس أداي الرسول (يهوذا الرسول)

SS. Addai and Mari
كانا حاضرين يوم الخمسين وكرزا في سوريا.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:35 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس ماريام الصالح



جاء في السنكسار الأثيوبي (النسخة العربية) أنه تنيّح في 21 بابه.
كانت والدته رمّانة الذهب ابنة داود ملك أثيوبيا، وكان أبوه الملك فاج. حدث اضطهاد شديد على الكنيسة بسبب الإسلام. أمسك به المسلمون وخصوه، فحسب ذلك ربحًا من أجل إيمانه بالسيد المسيح. أرسلوه إلى الملك وكان تركيًا. وفى الطريق عذبوه، تارة بتعليقه منكسًا على الجمل، وأخرى بتركه عاريًا في حرارة الشمس القاسية مع العطش الشديد. وإذ مات الملك أُفرج عنه، فعاد إلى أثيوبيا وبنى الكثير من الكنائس، واهتم بالفقراء والمساكين وأعياد القديسين. عند قرب نياحته عتق عبيده وإماءه.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:36 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان ماريان ويعقوب



SS. Marian and James

استشهد هذان القديسان في لامبيزا Lambesa بنوميديا Numedia أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور فالريان. كان ماريان (ماريانوس) قارئًا ويعقوب شماسًا، واعتُقِلا في كيرتا (حاليًا قسطنطينية Constantine بالجزائر)، وقُدِّما للتعذيب العنيف. وقد روى ماريان أنه نام هذه الليلة بعد العذابات الشديدة، فرأى في حلم القديس كبريانوس -الذي كان قد استشهد في العام السابق- يدعوه للاستشهاد، بينما رأى يعقوب في حلم آخر اقترابه من النصرة.
بعد محاكمتهما أمام الوالي، اُرسِلا إلى لامبيزا على بعد حوالي ثمانين ميلًا. كان المكان عبارة عن وادي نهر يميل جانبيه إلى الارتفاع التدريجي، كما لو كان مقاعد طبيعية في مسرح. كان طابور الاستشهاد طويلًا، وعملت سيوف الجلادين في رقاب المؤمنين واحدًا بعد الآخر. وقبل أن يأتي دوره تكلم ماريان بروح النبوة عن العواقب السيئة التي تنتظر قتلة المؤمنين. أخيرًا قطعوا رأسه بحد السيف، وأخذت أمه مريم جسده واحتضنته وقبَّلته ودفنته مع رفيقه يعقوب، وكان استشهادهما سنة 259 م. العيد يوم أبريل 30.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:46 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة مارينا

https://images.chjoy.com//uploads/im...6c2c3fef07.jpg

نشأتها:


نشأت القديسة مارينا بمدينة إنطاكية بيسيدية، في وسط آسيا الصغرى بفريجية على حدود بيسيدية، وهي غير "إنطاكية العظمى" مقر الكرسي الإنطاكي التي تقع على نهر العاصي على مسافة خمسة عشرة ميلًا من البحر الأبيض المتوسط.
كان دقلديانوس حاكمًا للبلاد وقد عُرف بشراسته في اضطهاد المسيحيين. وقد أصدر أوامره على كل المملكة أن كل من يسجد لغير أوثانه يعرّض نفسه للعقاب الشديد والموت. وخرج المنادون يصرخون "إن كل من لا يعبد الأوثان ويسجد لها يُطرح للوحوش الجائعة ويُعذب وتُؤخذ رأسه بحد السيف"، ونظم دقلديانوس عبادة الأوثان وأقام لها الهياكل وعيّن لها كهنة ورؤساء كهنة. وكان مقر رئيس هؤلاء الكهنة في إنطاكية بيسيدية ويدعى اسمه داسيوس وهو والد القديسة مارينا. وكان داسيوس بحكم وظيفته مثابرًا على عبادة أوثانه، كثير الانشغال بقرابينه وبخوره بإخلاص تام. ولما بلغت مارينا عامها الخامس ماتت والدتها وهي على عبادة الأوثان فرأى أبوها أن يسند تربية ابنته إلى مربية تقوم برعايتها أحسن رعاية وأفضل تربية.
القديسة في بيت مربيتها:

https://st-takla.org/Pix/Saints/08-Co...-Marina-05.jpg
أيقونة القديسة الشهيدة مارينا - فن قبطي معاصر

كانت هذه المربية تقطن بلدة صغيرة مجاورة لمدينة إنطاكية بيسيدية تبعد عنها حوالي خمسة عشر ميلًا. هناك عاشت مارينا مع المربية القديسة بعيدًا عن أوثان أبيها وعن ممارساته. كانت هذه المربية على قدر كبير من الإيمان، والورع ومحبة الملك المسيح، كما كانت مولعة بسير القديسين وتعاليمهم. عاشت هذه الطفلة تتمتع ببركات المربية الفاضلة لا تسمع إلا الصلوات والابتهالات، ولا ترى إلا الوداعة والإيمان والرجاء. استطاعت مربيتها أن تلقنها الإيمان الحقيقي، لا بالكلام فقط بل بالقدوة الصالحة، والمعاملة الرقيقة والعطف الحاني والنبل في الخدمة. شعرت مارينا في هذا البيت بالراحة والفرح الذي أنساها والديها بسبب ما رأته ولمسته من مربيتها المسيحية من رحمة وإنسانية، فأحبَّت مربيتها حبًا جمًا وتعلقت بها نفسها وشبت على الخلق الكريم من شجاعة وطهارة وصدق مع الناس ومع نفسها.
عاشت مارينا مع مربيتها عشرة سنوات حتى بلغت الخامسة عشرة. ومات أبوها وهي في هذه السن، ففضلت القديسة البقاء في بيت مربيتها. كما كانت مربيتها تعتبر بقاء مارينا معها بعد وفاة والديها من نعم المسيح عليها.
جهاد القديسة:

http://www.jesusloves-you.com/artcls...e32d72cf87.jpg


سمعت مارينا من مربيتها الكثير من سير الشهداء القديسين، عن ثباتهم في الإيمان واستبسالهم أمام الحكام والولاة. سمعت عن الشهداء الأطهار أنهم كانوا يتسابقون للشهادة ولسفك دمائهم من أجل عظم محبتهم في الملك المسيح. فنهضت تصلي قائلة: "أيها السيد المتحنن؛ أنت تعرف ضعف البشرية. وأنا أسألك أن تقويني لكي أغلب المضادين لك وأقدم لك السبح إلى الأبد. آمين".
وفي أحد الأيام قدم الوفارنوس الوالي الجديد لإنطاكية بيسيدية، وكان مكلفًا بالقبض على المسيحيين وتعذيبهم. وفيما كان مع جنوده يفتش عن المسيحيين إذا بالقديسة مارينا خارجة مع مربيتها فأبصرها وهو جالس في مركبته ورأى جمالها فعزم على أن يتخذها زوجة له مهما كلّفه ذلك. أرسل جنوده للقبض عليها فلما هموا بذلك شرعت تصلي قائلة: "ارحمني يا الله مخلصي ولا تهلك نفسي مع الكفار ولا حياتي مع سافكي الدماء ولا تتخلى عني، لئلا يُهلك الآثمة نفسي، ويدنّسوا مسامعي ويغيّروا فهمي، بل أرسل من العلاء وامنحني نعمة لأتقوى بقوتك؛ وأثبت بغير جزع وأجاوب هذا النجس بحسب سؤاله، لأني أنظر نفسي المسكينة كالشاة بين الذئاب الخاطفة، أو كالعصفور بين المقتنصين، وكالسمكة في شباك الصيادين. فتعالَ إلىَّ يا سيدي يسوع المسيح وخلصني من يد هذا الكافر النجس، ولك ينبغي السبح والكرامة إلى الأبد. آمين". ولما فرغت المختارة مارينا من مناجاة الرب يسوع رجع الجند إلى الوالي قائلين: "لم نتمكن من القبض على هذه الصبية لأنها تدعو باسم المسيح"، فاضطرب الوالي بمجرد سماعه أن الفتاة مسيحية.
أمام الوالي:


غضب الوالي جدًا وحرّكه الشيطان ليُرهب هذه الفتاة الصغيرة بآلات التعذيب والتهديد بالموت. فأمر جنوده أن يحضروا (الجارية) أمامه فلما أحضروها قال لها الوالي: "من أي جنس أنت؟" أجابته أنا نصرانية ولست بأمة". فقال لها: "فمن أية قبيلة أنتِ؟ وما اسمكِ؟" أجابته القديسة مارينا قائلة: "أنا من قبيلة يسوع المسيح واسمي مارينا". قال لها الوالي: "فأنتِ تدعين باسم يسوع الناصري الجليلي الذي صلبه اليهود؟" أجابت القديسة: "نعم؛ أنا أدعو باسمه وإن كنت لست أهلًا لكي ينعم على نفسي الضعيفة ويخلصني من كفرك ونجاسة قلبك". عند ذلك أمر الوالي أن يتحفظ عليها حتى لا تدخل المدينة. فلما دخل الوالي إنطاكية ليقدم الذبائح والبخور لآلهته أمر بإحضار القديسة مارينا. ولما مثلت بين يديه قال لها: "اعلمي يا مارينا إني أشفق على شبابك وحسن بهائك، فارجعي واطيعي أوامري واسجدي واذبحي للآلهة فتنالي مني أعظم العطاء، ويكون لك بذلك فضل على غيرك". فأجابته القديسة المختارة "إني لا أتزعزع عن عبادة الله الحي؛ وإني أذبح ذبيحة الشكر لله العظيم مخلص الجميع. وإني أتمسك بعبادته وحده إلى الأبد".
حينئذ خاطبها الوالي قائلًا: "بهذا الإصرار يا مارينا ستعرضين نفسكِ للعذاب الشديد، وتُبتر أعضاؤك بالحديد والنار. وستجتازين نيران غضبي، وليس من يخلصك من يدي سوى طاعتك لأوامري، وتخليكِ عن عنادكِ هذا، فتسجدي لآلهتي وتربحين نفسكِ وتحفظين جمالكِ. وإن فعلت هذا أغدق عليك أثمن العطايا وأرفعك إلى أعلى المراتب، فتصيرين لي زوجة وتصبحين من الأميرات". أجابته القديسة قائلة: "أتظن أني أفزع من تهديداتك؟ أنا أؤمن أن إلهي الصالح سوف يقويني ويرسل لي عونًا من قدسه. أنا أعلم أنه ليس لك سلطان إلا على جسدي، أما روحي فليس لك سلطان عليها كما يقول إلهي في إنجيله المقدس... وأما أنا فإني على أتم استعداد لقبول أي عذاب لكي يؤهلني هذا للراحة مع العذارى الحكيمات اللواتي فُزن بالعريس الحقيقي يسوع المسيح، وصرن أهلًا للمضي معه إلى العرس. لأن سيدي يسوع المسيح الذي أعبده بذل نفسه للموت من أجلنا، وأنا لست مستحقة أن أبذل جسدي وأن أحتمل جميع العذابات من أجله". عند ذلك أمر الوالي أن تُربط يداها بالحبال وأن تقيد رجلاها وتضرب بالعصي والسياط.
مجد الألم:


https://st-takla.org/Pix/Saints/08-Co...-Marina-02.jpg


الشهيدة القديسة مارينا تتحكم في الشيطان

كان نظر القديسة متجهًا إلى السماء وهي تقول: "إليك يا رب رفعت نفسي. إلهي عليك توكلت، فلا تدعني أخزى ولا تشمت بي أعدائي، لأن كل منتظريك لا يخزون؛ ليخز الغادرون بلا سبب... لأنني احتمل هذه العذابات من أجل اعترافي باسمك القدوس. ارسل رحمتك وتحننك لكي يتحول حزني هذا إلى فرح." وبينما كانت القديسة مارينا ترنم مسبحة كان الجند يضربونها ضربًا مبرحًا حتى تمزق جسدها وسال دمها غزيرًا، وعندئذ ظهر لها رئيس الملائكة الجليل ميخائيل وقال لها: "عظيم إيمانك يا مارينا، تقوِ في الإيمان أكثر لأن باعترافك الحسن تحيا نفسك وستنالين المعمودية المقدسة".
وكان الشعب الواقف ينظر إليها ويبكي وقال بعضهم: "يا مارينا إن جسدك الجميل المشرق أهلكه هذا الوالي القاسي، وهو مزمع أن يمحو اسمك عن وجه الأرض فاخضعي لأوامره وآمني بآلهته حتى تخلصي من عذابه." فأجابت القديسة قائلة: "إن الله قد أعانني وأرسل رئيس الملائكة ميخائيل لي وحمل عني هذه الآلام، وشفي أوجاعي وقواني وكشف عن عيني فرأيت عجائب الرب، فماذا تريدون أنتم يا قليلي الإيمان؟ فإن كان جسدي يهلك، فإن روحي تتجدد، وتكون مع أرواح العذارى الحكيمات. أما أنتم فاسمعوا وآمنوا بالرب فإنه يسمع لكل الطالبين إليه. أما أنا فلا أسجد لآلهة بكماء عمياء مصنوعة بأيدي الناس".
ثم نظرت مارينا إلى الوالي وقالت له: "كلما أردت أن تصنع حسب تعاليم أبيك الشيطان فاصنعه بأقصى سرعة. لأن إلهي قد عزّاني وهو لي معين. وإن كان لك سلطان على جسدي فليس لك سلطان على روحي، لأن إلهي وحده له سلطان عليها، وهو يخلصني من يديك، لأن قوة الله بعيدة عنك وستحل بك العقوبة الأبدية".
أمر الوالي أن يمشطوها بأمشاطٍ من حديد، فرفعت القديسة المختارة مارينا نظرها إلى السماء وقالت: "لأنه قد أحاطت بي كلاب جماعة من الأشرار اكتنفتني وقبضوا عليّ. وأنت يا الله أسرع إلى معونتي من القوم الغرباء ونجِ وحيدتك وخلصني من فم الأسد..." (مز 22: 16)، عند ذلك أمر الوالي أن تُطرح في السجن.
في السجن:


عند دخولها رشمت نفسها بعلامة الصليب قائلة: "أيها القدوس مثبت كل الأمور الصالحة بيديك. ومن خوف مجدك ترتعد كل الخليقة. أنت رجاء التائبين ومحرر المأسورين. أنت أب اليتامى وقاضي الأرامل. أنظر إلى ذلي ومسكنتي ونجني ولا تتخلى عني يا إلهي، لأني قد رفعت نفسي إليك يا إلهي، وليس لي رجاء غيرك".
وكان ثاؤفيموس كاتب سيرتها يحضر لها الخبز والماء من عند مربيتها من طاقة السجن وكانت تكتب له كل ما يحدث لها. فبينما كانت تصلي في الليل ظهر لها ميخائيل رئيس الملائكة ورشمها بعلامة الصليب المقدس، فتلاشت من جسدها كل جراحاتها وأوجاعها، وكانت تنظر إلى الضوء المحيط بالسجن وكان أبهى من ضوء الشمس. ثم قال لها رئيس الملائكة: "تقوِ يا عروس المسيح القديسة المختارة مارينا فستنالين ما سألتِ؛ ستقاتلين عدوكِ الشيطان وتنظرينه وجهًا لوجه وتغلبينه، وستنالين المعمودية المقدسة، وسترتفع روحك إلى النعيم الأبدي." ثم أعطاها ميخائيل السلام وصعد إلى السماء بمجد عظيم. وبقيت القديسة مارينا تصلي إلى الصباح، حين أمر الوالي باستدعائها.
مزيد من التعذيب الوحشي:


https://st-takla.org/Pix/Saints/08-Co...-Marina-03.jpg


أيقونة قبطية أثرية تصور الشهيدة مارينة

لما حضرت ونظر إليها لم يرَ في جسمها شيئًا من أثر الألم فقال لها: "يا مارينا بحق قد ظهر سحرك اليوم!" فقالت له: "لست بساحرة، بل أنا عبدة ليسوع المسيح، والآن لتفضح أنت وأوثانك النجسة". حينئذ أمر الوالي أن تنشر بمنشار حديد قائلًا: "حتى أبصر إن كان المصلوب يخلصك من يدي"، ثم أمر أن يقطع لحمها بالسكاكين، وتطرح في السجن حتى ينتن جسدها ظانًا أنها ماتت. فما أن دخلت السجن حتى أتى إليها رئيس الملائكة ميخائيل وقال لها: "تقوِ لتغلبي أعداءك وتظفري بإكليل الفرح." ثم رشمها بعلامة الصليب المقدس فعوفيت تمامًا.
التنين:


بينما هي قائمة تصلي خرج إليها من أحد أركان السجن تنّين عظيم مفزع، فعندما رأته القديسة فزعت وركعت تصلى قائلة: "أيها الإله غير المنظور الذي ربط الشيطان وحلّ من ربطهم الشيطان، محيي الموتى، وكاسر قوة التنّين العظيم، أنظر إليّ وارحمني لأغلب هذا الوحش الرديء بقوتك". وتقدم التنّين من القديسة وفتح فاه وابتلعها وكانت يدا القديسة مرفوعتين بعلامة الصليب وهي في جوف الوحش، فانشق جوفه وخرجت منه القديسة، ولم يمسها أذى، أما التنّين فمات لوقته.
الشيطان:


ظلت مارينا واقفة تصلي ثم التفتت إلى ركن السجن الأيسر فرأت الشيطان بشبه إنسان جالسًا على الأرض وقد عقد يديه على ركبتيه. فصلت مارينا قائلة: "يا سيدي يسوع المسيح بدء الحكمة ملك الملوك صخر الدهور، أشكرك يا إلهي صخر الملتجئين إليه، مدبر السائرين، إكليل العذارى، مخلص العالم". فلما صلت أمسكت الشيطان بيدها فقال لها: "يا مارينا اطيعي الوالي فيما يأمرك به". فالتفتت مارينا حولها ووجدت مطرقة فأخذتها وشرعت تدق بها رأس العدو ثم وضعت قدمها على عنقه، وقالت: "كف عني يا شرير فإن إلهي يخلصني من كل خطية لأني بالحق أعبده". فلما قالت هذا أشرق عليها نور باهر في السجن وظهر لها صليب المسيح وشبه حمامة فوقه؛ وقالت للقديسة: "أيتها العذراء القديسة مارينا قد أعد لك إكليل النور والفرح وها أبواب الفردوس مفتوحة في انتظارك".
عادت وربطت الشيطان بعلامة الصليب و"صلّبت" على الأرض فانشقت وصارت هاوية وانطرح فيها.
العماد:


في الغد أمر الوالي بإحضار القديسة وأعاد عليها أوامره بالسجود للأصنام، ولما رفضت أمر جنده أن يجروها ويعلقوها ثم يحرقوها. ففعل الجند كما أمرهم الوالي ثم إزاء إصرار القديسة على عدم الإذعان لأوامر الوالي بعبادة أصنامه أمر الوالي أن تُربط يدا مارينا ورجلاها وأن توضع في ماءٍ يغلي. فلما فعل الجند وألقوا القديسة في الماء نظرت نحو السماء قائلة: "أيها الساكن في السماء أسألك أن تحل ربطي، وأن تجعل لي هذا الماء معمودية؛ وألبسني ثوب الخلاص. وانزع عني الإنسان العتيق، وألبسني الجديد، واجعلني أهلا بهذا العماد لأرث الحياة الأبدية، وثبِّت فيَّ إيماني".
عند ذلك حدثت زلزلة عظيمة وانحلت رباطات مارينا وغطست في الماء ثلاث مرات باسم الآب والابن والروح القدس وخرجت من الماء وهي تسبح الله. ثم جاء صوت من السماء سمعه كل الحاضرين قائلًا: "أيتها المباركة مارينا ها أنت قد اصطبغت بالمعمودية المقدسة. طوباكِ لأنك استحققت إكليل البتولية." في تلك الساعة آمن كثيرون واعتمدوا في الماء ونالوا إكليل الشهادة حينئذ أمر الوالي بقطع رؤوسهم جميعا بحد السيف.
الاستشهاد:


تحقق الوالي أن وجود مارينا يشكل خطرًا على أوثانه وعبادتها فأمر بقطع رأسها. فأخذها الجندي المكلف بهذا وخرج بها خارج المدينة وهناك قال لها أنه يؤمن بالمسيح وقال: "إني أنظر يسوع المسيح مع الملائكة." حينئذ قالت له القديسة: أسألك أن تمهلني قليلًا لكي أصلي، فأذن لها فشرعت القديسة المختارة مارينا تصلي.
وعند انتهاء صلاتها صارت للوقت زلزلة عظيمة، وإذا بالمخلص مع الملائكة القديسين يوافون القديسة المختارة فارتعدت مارينا جدًا؛ وطرحت نفسها على الأرض أمام المخلص فقال لها: "لا تخافي يا مارينا، لقد أتيت إليكِ لأكمل لك جميع طلباتك". ومد السيد يده وأقامها وقال لها: "قومي يا مارينا، طوباك لأنك ذكرت في صلاتك جميع الخطاة، وسأعطيكِ كل ما طلبتِ وأكثر مما طلبت..."
هنا قالت القديسة للسياف: "أيها الأخ افعل ما أُمرت به". فأجابها: "لا أستطيع أن أقتل عبدة المسيح المباركة." فقالت الشهيدة المختارة: "إن أنت لم تتمم ما أُمرت به فليس لك معي نصيب في ملكوت السموات". عند ذلك تقدم السيّاف مرتعبًا وقطع رأس الشهيدة القديسة وهو يقول: "يا رب لا تقم لي هذه الخطية". ثم قطع رقبته على اسم إله الشهيدة ووقع عن يمينها. عندئذ تزلزلت الأرض وهرع كثيرون من المرضى وذوي العاهات إلى جسدها يتباركون به ويطلبون شفاعتها، فبرئوا من أمراضهم وعاهاتهم، ورأى كثيرون الملائكة يزفون جسد الشهيدة قائلين: "ليس لك شبيه يا رب". وآمن جمع غفير واستشهد أكثرهم حين رأوا مجد شهادة القديسة المختارة مارينا ونالوا أكاليل المجد معها.
* يُكتَب أيضًا: مارينة.



https://images.chjoy.com//uploads/im...2a422a9d31.jpg

https://images.chjoy.com//uploads/im...afe78d779a.jpg

https://images.chjoy.com//uploads/im...90fbd1b1d0.jpg

https://images.chjoy.com//uploads/im...49126345eb.jpg

https://images.chjoy.com//uploads/im...52e93eae8d.jpg

https://images.chjoy.com//uploads/im...a478ec76ce.jpg

https://images.chjoy.com//uploads/im...4df3545b15.jpg

https://images.chjoy.com//uploads/im...1414690006.jpg

https://images.chjoy.com//uploads/im...6c0871dcf0.jpg




Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:46 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديســـــة مارينـــــــا الشهيــــــدة الفتـــاة التى غلبت الشيطــان
http://www.jesusloves-you.com/artcls...e32d72cf87.jpg






كانت من بنات أكابر إنطاكية وكان والداها يعبدان الأصنام فلما ماتت أمها أرسلها أبوها إلى مربية لتربيها . وكانت هذه المربية مؤمنة بالمسيح ففي بعض الأيام سمعت مربيتها تذكر سير الشهداء وما ينالونه في الملكوت الأبدي فاشتاقت أن تكون شهيدة علي اسم السيد المسيح . فلما خرجت القديسة ذات يوم مع جواريها إلى منزلها وجدت في طريقها لوفاريوس الابروتس الوالي ، فلما رآها أعجبته كثيرا فأمر بإحضارها إليه . ولما ذهب إليها الجنود أعلمتهم أنها مسيحية . فلما عرفوا الوالي بذلك فزع جدا ، وأحضرها قهرا وعرض عليها السجود للأصنام وترك الإله فأبت . عندئذ قال لها : ما أسمك ومن أين أنت ؟ فقالت له : أنا مسيحية مؤمنة بالسيد المسيح واسمي مارينا . فلاطفها كثيرا فلم تذعن له ،

فوعدها بالزواج ووعود أخري كثيرة فلم تطعه بل زجرته وأهانته فأمر أن تمشط بأمشاط من حديد وأن تدلك بخل وجير وملح ففعلوا بها ذلك وهي صابرة . ثم أودعوها المعتقل علي اعتبار أنها ماتت فللوقت أتاها ملاك الرب وشفاها من سائر جراحها فشفيت حتى كأن لم يكن بها ألم البتة . وبعد ذلك خرج عليها ثعبان عظيم مفزع وهي واقفة تصلي ويداها مبسوطتان مثل علامة الصلب فابتلعها فكادت روحها تفارق جسدها فصلبت وصلت وهي في جوفه فانشق نصفين ووقع علي الأرض ومات وخرجت القديسة مارينا سالمة .


ان الغد أمر الوالي بإحضارها ولما رآها سالمة تعجب كثيرا وقال لها : يا مارينا قد ظهر اليوم سحرك فاسمعي مني واعبدى الآلهة يكون لك بذلك خير كثير وأنا أعطيك جميع ما وعدتك به . فاحتقرته هو وآلهته الصامتة ن وقالت له : أنا أعبد الرب يسوع المسيح ابن الله الحي اله السموات والأرض ومهما أردت أن تصنعه بي فاصنعه فإني لا أسمع منك

شيئا فأمر الوالي أن تعلق في المعصرة وتعصر بشدة ففعلوا بها كذلك ثم أودعوها المعتقل . وبعد ذلك نزل ملاك الرب وشفاها ثم ظهر لها الشيطان وقال لها: يا مارينا لو أطعت الوالي كان أصلح لك فانه رجل قاسي القلب ويريد أن يمحو اسمك من علي الأرض

فعرفت أنه الشيطان وفي الحال أمسكته من شعر رأسه وأخذت عودا من حديد وبدأت تضربه وهي تقول له : كف عني أيها الشيطان ثم ربطته بعلامة الصليب المجيد أن لا
يبرح من أمامها حتى يعرفها جميع ما يعمله بالبشر ومن تضييقها عليه قال لها : أنا الذي أحسن للإنسان الزني والسرقة والتجديف والأمور الدنياوية . واذا لم أتغلب عليه فاني أسلط عليه النوم والكسل حتى لا أدعه يصلي ويطلب غفران خطاياه " فللوقت طردته القديسة .
ولما رآها الوالي تعجب كثيرا ثم أمر بكشف جسدها وأن يملأ أناء كبير من الرصاص السائل وتغطس فيه فلما فعل بها هذا سألت الرب أن يجعل لها ذلك معمودية فأرسل الرب ملاكه كشبه حمامة وغطست وهي تقول باسم الآب و الابن والروح القدس اله واحد آمين " ثم ناداها صوت من السماء قائلا لها : يا مارينا ها أنت قد اصطبغت بماء المعمودية ففرحت كثيرا وسمع الحاضرون بما صنع مع القديسة فآمن منهم جمع كثير فأمر الوالي بضرب أعناقهم وبعد ذلك آمر بقطع رأسها المقدسة فأخذها السياف ومضى إلى خارج

المدينة ثم قال لها : سيدتي مارينا . أني أنظر ملاك الرب ومعه إكليل من نور ساطع جدا فقالت : أسألك أن تمهلني قليلا حتى أصلي ثم بسطت يديها وصلت بحرارة ثم قالت للسياف : أفعل ما أمرت به وأحنت عنقها للساف فقال لها : لا أصنع هذا أبدا . فقالت له القديسة : إذا لم تفعل هذا فليس لك نصيب في ملكوت السموات فلما سمع منها هذا الكلام أخرج

السيف وضرب عنقها ثم ضرب رقبته هو أيضا وهو يقول أني مؤمن باله القديسة مارينا ثم وقع عن يمينها : ونال إكليل الشهادة في ملكوت السموات وقد أظهر الرب من جسدها عجائب ومعجزات شفاء كثيرة وجسدها موجود بكنيسة السيدة العذراء مريم بحارة الروم الكبرى


Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:53 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة مارينا الناسكة
(الأب مارين الراهب)


بين أيدينا قصة فتاة تحدّت الطبيعة، فتزيّت بزي الرجال لتمارس الحياة النسكية القاسية بفرح. ووُجه إليها اتهام سبب لها متاعب حتى لحظات انتقالها ولم تدافع عن نفسها. استطاعت أن تحرك السماء للدفاع عنها بعد انتقالها، وأن تكون سبب توبة وبركة لكثيرين.

نشأتها:

http://a5.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._4022039_n.jpg


غالبًا ما ولدت في بلاد بيثينية في القرن الثامن. كانت هذه القديسة ابنة رجل غني جدًا وكانت تسمى مريم. تيتّمت من أمها سارة، وهي صغيرة جدًا فربّاها أبوها أوجاتيوس (أو أوجانيوس) وأدّبها بكل أدب، ولما أراد أن يزوجها ويمضى هو إلى أحد الأديرة ليترهب هناك، إذ قال لها: "الآن قد بلغتِ سن الزواج، وسيؤول كل هذا المال والأملاك والخدم والماشية إليكِ... لقد خطر ببالي أن أودِعكِ ومالكِ وخدمكِ عند أحد أقربائنا، أو تتزوجين بإنسانٍ مبارك يخاف الله وترزقين منه أولادًا مباركين. فإني زهدت في العالم الزائل وجميع مقتنياته ولذّاته ونعمته التي ليس لها دوام. وسأتوجّه إلى أحد الأديرة لكي ألبس الإسكيم الملائكي وأبكي علي خطاياي الكثيرة، لعلّي أقدر أن أخلّص نفسي الشقية وأنجو من سائر الأفكار الرديئة".



فلما سمعت مريم ذلك بكت بمرارة ثم ألقت نفسها بين يدي أبيها قائلة له: "لماذا يا والدي تخلّص نفسك وتُهلك نفسي؟" فأجابها: "ماذا أصنع بكِ وأنتِ امرأة؟" فقالت له: "انزع عني زي النساء وألبسني زي الرجال". ونهضت في الحال وحلقت شعر رأسها وخلعت ما عليها ولبست زي الرجال. فلما رآها أبوها قوية في عزمها، مجتهدة في إتمام غرضها، صرف جميع الخدم، ووزّع كل ماله على الفقراء والمساكين والضعفاء والأرامل والأيتام والمأسورين، وأوْقف علي الكنائس بعض أملاكه، ولم يبقِ شيء له أو لابنته. وقفا يصلّيان معًا وخرجا من منزلهما طالبين رحمة الله ومغفرة خطاياهما.
ثم أخذها والدها بيدها وانطلقا معًا سيرًا علي الأقدام حتى بلغا إلى الدير. قبلهما الأب المسئول بفرح بعد أن قدم الأب ابنته علي أنها ابنه مارينا، وأعطاهما قلاية ليعيشا معًا.

جاء في كتاب مروّج الأخيار بأن الأب ترهب أولًا وإذ خاف علي ابنته طلب من رئيس الدير أن يُحضر ابنه الصغير فسُمح له فالتقى بابنته وأتي بها إلى الدير بكونها ابنًا له، وكان الرهبان يدعونه "الأخ مارينا".
قال الرهبان للأب رئيس الدير: "لقد أوصيتنا يا أبانا أن نختبرهما ونعلّمهما، ونحن يلزمنا أن نتعلم منهما، ولا سيما من الشاب الصغير الذي ليس له لحية. إن ذكرنا له وصايا من الكتب وجدناه يحفظها، وإن ذكرنا نبوّات وجدناه يتلوها، وإن ذكرنا الأناجيل الأربعة فهو يستوعبها..."


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...he-Monk-04.jpg

الناسكة القديسة مارينا الراهب، أيقونة قبطية حديثة

بعد الاختبار البسهما الأب إسكيم الرهبنة. عاشا معًا قرابة عشرة سنوات ثم مرض الشيخ المبارك. أوصي ابنته ثم طلب من رئيس الدير أن يهتم بابنه مارينا، وأسلم الروح.
الأب مارينا:

http://profile.ak.fbcdn.net/hprofile...230_7468_n.jpg


بقيت القديسة وحدها فضاعفت صلواتها وأصوامها وزادت في نسكها، ولم يعرف أحد أنها امرأة بل كانوا يظنّون أن رقة صوتها إنما هو من شدة نسكها وسهرها في صلواتها. وذاع صيتها في بقاع كثيرة، وأخذ كثيرون يتردّدون علي الدير بسببها.
إيفاد مارينا في خارج الدير:


اتفق أن رئيس الدير أرسلها مع ثلاثة من الرهبان لقضاء مصالح الدير فنزلوا في فندق للمبيت، وكان أحد جنود الملك فيه تلك الليلة فأبصر الجندي ابنة صاحب الفندق فاعتدى على عفافها، ولقّنها بأن تقول لأبيها أن الأب مارينا الراهب الشاب هو الذي فعل ذلك. فلما حبلت وعرف بها أبوها سألها فقالت: "أن الأب مارينا هو الذي فعل بي هذا الفعل". فغضب أبوها لذلك وأتى إلى الدير وبدأ يسب الرهبان ويلعنهم. ولما اجتمع به الرئيس طيّب خاطره وصرفه، ثم استدعى هذه القديسة ووبّخها كثيرًا، فبكت عندما وقفت على الخبر وقالت: "إني شاب وقد أخطأت فاغفر لي يا أبى". فحنق عليها رئيس الدير وطردها من الدير، فبقيت على الباب زمانًا. ولما ولدت ابنة صاحب الفندق ولدًا حمله أبوها إلى القديسة وطرحه أمامها فأخذته وصارت تتنقل بين الرعاة وتسقيه لبنًا. ثم زادت في صومها وصلاتها مدة ثلاث سنين وهى خارج الدير إلى أن تحنّن عليها الرهبان وسألوا رئيسهم أن يأذن بدخولها، فقَبِل سؤالهم وأدخلها الدير بعد أن وضع على القديسة قوانين ثقيلة جدًا، فصارت تعمل أعمال شاقة من طبخ وكنس وسقى الماء خارج عن الفروض الرهبانية والقوانين التي وضعت عليها.
الابن أفرآم:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...he-Monk-03.jpg


الناسكة القديسة مارينا الراهب

طلبت مارينا من رئيس الدير تعميد الطفل بعد أن صنعت مطانية وقالت: "أرجوك يا أبتِ أن تعمد هذا الطفل ولا تؤاخذه بخطية أبويه".
وإذ كبر الطفل لبس زي الرهبنة ودعي "أفرآم"، وحلّت نعمة الله عليه. وكان أفرآم يشفق علي مارينا، فكثيرًا ما كان يقول له: "استرح يا أبي، فإني شاب وأستطيع أن احتمل التعب ولا أخور بسرعة". وكان مارينا يحبه حبًا جمًا، وتعزّي به.
محبتها للغرباء:


اعتادت مارينا أن تملأ جرتها ماء وتحملها إلى شجرة بجوار الدير وتضعها بالليل ومعها نصيبها من الطعام إذ لم تكن تترك لنفسها إلا القليل جدًا. وتترك الماء والطعام لعابري الطريق الذين يستظلّون تحت الشجرة فيجدون ماءً وطعامًا يوميًا.
لاحظ راهب قس ما تفعله مارينا فانتظر إلى عودتها، وإذ أغلقت الباب بدأت تصلي من أجل الأخوة الذين توسّلوا عنها لدي رئيس الدير لإنقاذها من البقاء في الصحراء مع طفلها، كما كانت تصلي من أجل رئيس الدير الذي قبلها.
شعر القس بأن مارينا حتمًا راهب مظلوم، فانطلق إلى رئيس الدير يروي له ما رآه كل ليلة وهي تقدم طعامها لعابري الطريق، وتصلي بحرارة من أجل رئيس الدير وكل الرهبان. قال له: "يا أبي إني أري أن مارينا برئ من هذه التهمة". أما الأب الرئيس فقال له: "لقد اعترف مارينا علانية أنه أخطأ، وهو يقدم توبة يومية عن ذنبه".
بقيت مارينا في هذه السيرة الحسنة لمدة 40 سنة (ربما بما فيها مدة بقائها مع والدها في الدير). وكان الشاب يعمل بمحبة وبشاشة وصار محبوبًا جدًا في كل الدير.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-26-Statue.jpg

تمثال القديسة مارينا الناسكة (الأب مارين) في حديقة معهد التعليم اللاهوتي البطريركي في فينيسيا، مع ابنها المزعوم على يمينها - من كتاب ليون إليوجي، باريس، 1905
نياحتها:


مرضت مارينا حتى لم تستطع الذهاب إلى كنيسة الدير، وكان أفرآم يخدمها وهو يبكي. أما هي فكانت تعزّيه من الكتاب المقدس.
عرف الرهبان بمرض مارينا فجاءوا إليه ليعزوه ويصلّوا من أجله. وإذ أخبروا الأب الرئيس بذلك ظن أن المرض بسبب القوانين الصارمة التي وُضعت علي مارينا، فأرسل طعامًا وشرابًا.
بعد ثلاثة أيام من مرضها أوصت أفرآم بالطاعة للوصية الإلهية والأب الرئيس والرهبان. ثم أسلمت روحها الطاهرة بهدوء، فصرخ أفرآم بمرارة وجاء الأخوة وبكوا.

أمر الرئيس أن يحملوا مارينا إلى الموضع الذي يُغسل فيه كل من يتنيّح. وعندما نزعوا ثيابها وجدوها امرأة فصاحوا جميعًا قائلين: "يا رب ارحم". وأعْلَموا الرئيس فأتى وتعجب وبكى نادمًا على ما فعل، ثم استدعى صاحب الفندق وعرّفه بأن الراهب مارينا هو امرأة. فذهب إلى حيث هي وبكى كثيرًا. وبعد الصلاة على جثتها تقدموا ليتباركوا منها، وكان بينهم راهب بعين واحدة فوضع وجهه عليها فأبصر للوقت. ولما دُفنت أمر الله شيطانًا فأخذ ابنة صاحب الفندق والجندي صاحبها وظل يعذبهما إلى أن أتى بهما إلى قبرها وأقر الاثنان بذنبهما أمام الناس. وقد أظهر الله من جسدها عجائب كثيرة، صلاتها تكون معنا آمين.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:55 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس مارينوس



St. Marinus

كان يعمل قاطعًا للحجارة، وإذ علم أن أسوار مدينة ريميني Rimini بإيطاليا يعاد بناءها مضى إليها مع صديقه القديس لاون St. Leo بحثًا عن عمل. أثناء عملهما تعرَّفا على مجموعة من المسيحيين من أصل شريف، حُكِم عليهم بالعمل في الحجارة عقابًا لهم على تمسكهم بإيمانهم المسيحي. عمل مارينوس ولاون على مساعدتهم وتعزيتهم وتشجيعهم على الثبات في الإيمان، كما استطاعا أن يحوِّلا مجموعة أخرى من العمال إلى المسيحية.
بعد ثلاث سنوات أقيم لاون كاهنًا في ريميني على يد أسقفها، بينما رُسِم مارينوس شماسًا وعاد لممارسة عمله في الحجارة حتى يستمر في خدمته في تثبيت المعترفين وتحويل غير المؤمنين. وظل في عمله هذا 12 سنة، وكان نموذجًا للصانع الماهر والمسيحي القدوة. ثم حدث له حادث غريب إذ ادَّعت امرأة أن مارينوس هذا هو زوجها الذي هجرها منذ مدة طويلة. فقد مارينوس صوابه وهرب من أمامها واختبأ في أحد الكهوف إلى أن فقدت الأمل في العثور عليه، بينما فضَّل هو أن يُكْمِل حياته كمتوحدٍ في كهف. وقد بُنى في هذا المكان بعد ذلك دير، قامت في موضعه مدينة سان مارينو، وكانت نياحة هذا القديس في القرن الرابع الميلادي. العيد يوم 4 سبتمبر.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 11:57 AM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان مارينوس و أستيريوس


SS. Marinus and Astyrius

في تاريخ الكنيسة الذي كتبه يوسابيوس Eusebius يصف استشهاد مارينوس سنة 262 م. الذي كان من عائلة شريفة من قيصرية بفلسطين، ولخدمته المتميزة في الجيش تقرر منحه أحد الأوسمة الرفيعة. كان ينافسه في الحصول على نفس التكريم والوسام أحد زملائه الذي اعترض مدّعيًا عدم استحقاق مارينوس لهذا الوسام لكونه مسيحيًا وبالتالي لم يقدم البخور للإمبراطور، ويطلب استبعاده من هذا الشرف.
قام الحاكم أكايوس Achaeus باستجواب مارينوس، وحين اعترف بإيمانه منحه ثلاث ساعات لكي يعيد التفكير في موقفه. وحال خروج القديس من المحكمة قابله ثيئوتِكْنُس Theotecnus أسقف المدينة، الذي قاده إلى الكنيسة وأوقفه بالقرب من المذبح. أشار الأسقف إلى السيف المتدلي بجانب مارينوس ثم إلى الكتاب المقدس، وطلب إليه أن يختار بين الاثنين، وبدون تردّد مدَّ مارينوس يده وأخذ الكتاب المقدس. قال له الأسقف: "اُثبت في الله حتى يقويك، وحتى تستطيع بهذه القوة أن تنال ما قد اخترته. اذهب بسلام".
عند عودته أمام القاضي اعترف بإيمانه بكل شجاعة وتصميم مثل المرة السابقة، فعلى الفور أُخِذ ليتم إعدامه. وكان أستيريوس أحد أشراف روما ومن المقربين من الإمبراطور حاضرًا عند استشهاد مارينوس، فلفَّ جسد الشهيد في عباءته وحمله بين يديه ودفنه بإكرام. ومع أن يوسابيوس لا يذكر أن أستيريوس نفسه قد استشهد، إلا أن روفينُس بالإضافة إلى السنكسار الروماني والسنكسار اليوناني يكرمانه كشهيد. العيد يوم 3 مارس.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 12:38 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد ماريوس الفارسي وأسرته الشهداء


St. Marius

كانت مرثا إحدى الشريفات ببلاد فارس (إيران)، أشرق عليها نور الإيمان فقبلت هي وزوجها ماريوس أو ماريس Maris وابناهما أباخم (أباخوم) Abachum وأوديفاكس Audifax الحياة الجديدة في المسيح يسوع. تهللت نفوسهم بالله مخلصهم، فكانوا يقضون أوقاتًا طويلة في الصلاة، كما كانوا محبين للفقراء. باعوا كل ممتلكاتهم ووزعوها على الفقراء تحقيقًا لوصية السيد المسيح: "إن أردت أن تكون كاملا، اذهب وبع كل أملاكك وأعطِ الفقراء، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" (مت11:19).
في روما:


انطلقت هذه الأسرة من فارس إلى روما للتمتع ببركة أجساد بعض الرسل والشهداء.
وفي روما كان الإمبراطور كلوديوس Claudius يضطهد المسيحيين في ذلك الوقت، وبأمره سيق الكثير منهم إلى المسرح الكبير حيث استشهدوا بعد أن أطلق عليهم الجنود سهامهم، ثم أخذوا أجسادهم وأحرقوها. كانت ساحات الاستشهاد مليئة بالمؤمنين. وكان الجنود الرومان يجدون لذتهم في ضرب المسيحيين بالرماح وإحراق أجسادهم أمام الجماهير الوثنيين بغير رحمة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء).
جمع الجواهر الثمينة:


تشبهت هذه الأسرة بالقديس يوليوس الأقفهصي الذي كان يجمع رفات الشهداء بكل احترام ويرسلها إلى بلادهم ويكتب سيرتهم. ففي وسط نيران الاضطهاد كانت مرثا وماريوس وابناهما ينطلقون نحو الجند ويدفعون لهم أموالًا بسخاء ليسمحوا لهم بجمع رفات الشهداء بكونها جواهر ثمينة.
أمام الإمبراطور:


سمع الإمبراطور عن شجاعة هذه الشريفة الفارسية وكل أسرتها فاستدعاهم. أما هم فوقفوا أمامه بلا خوف ولا اضطراب، فقد ارتفعت قلوبهم إلى أورشليم العليا لتتمتع بالشركة مع السيد المسيح المصلوب.
حاول الإمبراطور إغراءهم بكل الوسائل فلم يفلح. بدأ يستخدم العنف والتعذيب موجهًا إليهم ثلاثة اتهامات خطيرة، عقوبتها الإعدام. الاتهام الأول هو الإيمان بالسيد المسيح، والثاني هو جميع أجساد الشهداء ورفاتهم، والثالث هو حث المسيحيين على عصيان الإمبراطور وعدم إنكار الإيمان بالمسيح.
إذ فشل الملك بكل وسائله أمر بإغراق مرثا في المياه على بعد 13 ميلًا من روما في مكان يسمى الآن سانتا نينفا Santa Ninfa، وقطع رؤوس الزوج والابنين، فنالوا إكليل الشهادة. وكان استشهادهم حوالي سنة 260 م. العيد يوم 19 يناير.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 12:41 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة ماكرينا العذراء


St. Macrina

سيرة القديسة ماكرينا التي سجّلها أخوها القديس غريغوريوس أسقف نيصص هي إنجيل حي عملي مفتوح أمام أعيننا، ترفع النفس إلي السماء لكي يتمتع المؤمن بالوعود الإلهية الصادقة. سيرتها تكشف بقوة عن دور المرأة المسيحية في حياة الكنيسة، فقد قدمت لنا شخصيات قيادية نادرة بفضل اهتمامها بهم.

نشأتها:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...f-Sebastea.jpg

أيقونة القديسة ماكرينا الأخت الكبرى لكل من القديس باسيليوس الكبير و القديس إغريغوريوس أسقف نيصص، والقديس بطرس أسقف سبسطية

وُلدت حوالي سنة 330 م. من أبوين مسيحيين تقيّين غنيّين ذوي صيت، في مدينة قيصرية الكبادوك، يُسميان باسيليوس وإميليا. وكان باسيليوس هذا محاميًا وخطيبًا، ذا مركز سامٍ في المجتمع، له خمسة أبناء وخمس بنات، وكانت القديسة ماكرينا أكبرهم.
في أيام الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس هرب أجدادها إلى منطقة بُنطس Pontus الجبلية لأجل الأمان، وقد عانوا متاعب كثيرة. قيل أن جدّها -لأمها- قد استشهد وفقد ممتلكاته. لكن بعد سنوات قليلة يبدو أن العائلة عادت إلى العاصمة "قيصرية الكبادوك" أو "قيصرية الجديدة" في بنطس واستقرت هناك.
كانت والدتها إميليا تشتهي أن تحفظ بتوليتها، لكن والديها توفيا فبقيت يتيمة. وكانت جميلة جدًا فذاع صيت جمالها، وخشيت لئلا يغتصبها أحد المغرمين بجمالها فقبلت الزواج من باسيليوس التقي.
إذ حان موعد أول طفل لها رأت في حلم أنها تمسك بطفلتها في يديها وقد ظهر لها رجل وقور دعي الطفلة تكلا. وإذ استيقظت ولدت ماكرينا التي حملت سمات القديسة تكلا. ربّاها والداها تربية مسيحية وعلماها القراءة والاهتمام بأعمال المنزل والتزاماته، وكانت تواظب على قراءة الإنجيل ولاسيما سفريّ الحكمة والمزامير. يروي لنا أخوها أنها كانت تردّد المزامير عند بدء ممارستها لأي عمل وعندما تنهيه، وأثناء الأكل وبعده، وقبل النوم وبعده "كانت مزامير داود علي شفتيها بشكل متواصل، ورفيقة لحياتها".
السماء المفتوحة:


كان الشبان يتراكضون إلي أهلها يطلبون يدها، إذ لم يكن من يضارعها في الجمال. هذا ما دفع والدها علي التفاهم معها فقبلت أن تُخطب في الثانية عشر من عمرها من شابٍ تقيٍ. ولكن أصُيب خطيبها بحمى فمات. عزفت عن الزواج ورفضت كل من تقدم بعد ذلك لخطبتها، ووضعت في قلبها أن تصير عروسًا للسيد المسيح.
رأت السماء مفتوحة أمام قلبها، والموت عاجز عن أن يفصلها عن خطيبها. كانت تقول بأن رجلها لم يمت، بل انتقل وهو حي في الله علي رجاء القيامة، وأنه من العار عليها ألا تحفظ الأمانة لرجلها الذي انتقل عنها.
صاحبة القلب المتسع:


تمتعت القديسة ماكرينا منذ صباها بالقلب السماوي المتسع بالحب العملي المستمر حتى آخر نسمة من حياتها.
مات والدها باسيليوس في سن صغير، تاركًا أبناءه وبناته تحت رعاية جدّتهم ماكرينا وأمهم إميليا. وقد عُرفت الجدة والأم بحياتهما المسيحية الملتهبة بالروح والتقوية. وقد ساهمت معهما الابنة ماكرينا الحاملة اسم جدتها في تربية إخوتها وتعليمهم، وقد دّعيت ملاك الأسرة. كرست حياتها لمساعدة أمها في تربية اخوتها وأخواتها الصغار الذين كان من ضمنهم: القديس باسيليوس الكبير والقديس بطرس أسقف سبسطية Sebestea، والقديس غريغوريوس النيسي. وكان لها دورها الفعّال في حياة اخوتها بما تمتعت به من مواهب فكرية وتقوية ونسكية. كان لها الفضل في تعليمهم احتقار العالم وأباطيله ومحبة الصلاة والكتاب المقدس.
أثرها على إخوتها:


يدين لها القديس باسيليوس هذا الكوكب المشرق في كنيسة المسيح بالكثير، قيل أنه بعد أن تعلم في المدرسة رجع مغرورًا جدًا ومتهورًا، ولكن كان لأخته الفضل في تعلمه التواضع. وبالنسبة لبطرس الأخ الأصغر كانت له بمثابة الأب والأم والمعلم والمرشد فكان يتطلع إلي أخته كنموذجٍ ومثالٍ لكل صلاح.، ذلك لأن والدهم توفي بعد ولادته مباشرة.اهتمت به روحيًا وعلميًا، فصار حاذقًا في كل الفنون اليدوية في سن الصبا دون معلمٍ أو مرشدٍ. وأما بالنسبة للقديس غريغوريوس أسقف نيصص، ففي الوقت الذي فيه كان الكثيرون يعظمونه ويمتدحونه لنبوغه الفلسفي تقربت إليه القديسة، وسحبت قلبه إلي الفلسفة الحقيقية، فاشتاق إلي الحياة الرهبانية. كان ملتصقًا بها جدًا. لقد دعاها "معلمته"، وخصص كتابًا سجل فيه حياتها، وخاصة ساعة نياحتها حيث كان حاضرًا معها. فيما بعد كتب حوارًا على شاكلة Phaedo لأفلاطون، يحوي حوارًا "عن النفس والقيامة"، مظهرًا أن هذا الحوار قد تم بينه وبين أخته في لحظاتها الأخيرة على الأرض.
أثرها على والدتها:


تميز أخوها نفكراتيوس، الثاني بعد القديس باسيليوس، بمواهبه الطبيعية وجمال جسده مع القوى وسرعة البديهة. ذاع صيته وهو في الثانية والعشرين من عمره، وقد فضل أن يعيش في بقعة صحراوية بالقرب من نهر ايرس (ايريذه) Iris. وكان يخدم الشيوخ والفقراء والمرضي الذين كانوا بالقرب منه. كان ماهرًا في صيد السمك. بعد مرور خمسة أعوام وهو في طريقه إلي النهر ليصطاد سمكًا كعادته ليقدمه للشيوخ مات فجأة دون إصابته بمرض. استطاعت ماكرينا بحكمتها أن تشجع والدتها وتعزيها لتنتشلها من الحزن العميق.
ترهب والدتها:


مارست القديسة ماكرينا الحياة النسكية في بيتها، وكانت نموذجًا حيًا لوالدتها التقية وإذ تحرّرت الأم من مسئولية تربية أولادها وبناتها اشتاقت أن تسلك كابنتها، فكانتا بعيدتين من كل اهتمام دنيوي باطل، وتشبهتا بحياة الملائكة. كان عملها المستمر دراسة الإلهيات والصلاة الدائمة والتسبيح ليلًا ونهارًا بلا توقف. كانت حياتهما سامية مصحوبة بالقوات الملائكية. بعد مدة استقرت هي وأمها في بيت بالقرب من نهر ايريس في بونتس Iris in Pontus، وهناك انضمت لهما سيدات أخريات في حياة شركة ونسك.
اشتركت مع والدتها إميليا في إقامة جماعة ديرية نسائية في ممتلكاتهما ببنطس في منطقة أنسيس Annesis على ضفاف نهر Iris. اقتفي أخوها باسيليوس أثرها وكرَّس حياته مثلها وصار متوحدًا في نفس المنطقة. اجتذب إليه صديقه غريغوريوس النزينزي، وعكفا على العبادة ودراسة كتابات أوريجينوس، وأقاما ديرًا.
شاخت إميليا جدًا ثم انتقلت إلى الرب وكانت بين يدي ولديها ماكرينا فاتحة بطنها وبطرس خاتم بطنها. بسطت يديها علي رأسيهما وهي تقول: "إليك يا رب أقدم فاتحة بطني وخاتمتها... فإن كل الأبكار وأعشار جميع الثمار لك بحسب الناموس..." بعد وفاة أمها إيميليا تنازلت ماكرينا عن المنزل للفقراء وأصبحت تعيش على ما تكسبه من عمل يديها. توفي أخوها باسيليوس سنة 379 م.، ثم مرضت مدة تسعة شهور. كان القديس غريغوريوس منشغلًا بالأحداث الناجمة عن الآريوسيين وقام بزيارتها بعد ثماني سنوات. وتعزى إذ رأى الشجاعة والفرح الذي هيأت نفسها به استعدادًا للموت، وتنيّحت في اللحظة التي أضاءوا فيها مصابيح المنزل.
نياحتها:


وكان تقشفها شديدًا حتى أنها كانت تنام على سرير عبارة عن لوحيّ خشب، وبعد وفاتها لم يجدوا غير طرحتها الرديئة ورداءها ليغطوا بهما جسمها لدفنها. تقدم أراكسيوس Araxius أسقف المكان وغريغوريوس وحملا الجسد، وكانا طوال الطريق يرددان المزامير والألحان، وشاركهما الكثير من الشعب ولاسيما من النساء في توديعها.
اللحظات الأخيرة:


سمح الله للقديس غريغوريوس أن يحضر اللحظات الأخيرة ليسجل لنا اشتياقها الحق للعبور إلي السماء. فقد سار أخوها طريقًا طويلًا ليراها بعد ثماني سنوات. في الليلة السابقة من وصوله إلى الدير رأي في حلم أنه ممسك برفات شهداء يشرق منها بهاء شديد بهر عينيه. تكرر الحلم ثلاث مرات في نفس الليلة ولم يعرف له تفسيرًا.
وإذ بلغ الدير جاء النساك من دير الرجال يستقبلونه، وقفت الراهبات في الكنيسة ينتظرن إياه. وقد لاحظ أن أخته، رئيسة الدير، ليست بينهن، فأدرك أنها مريضة.
انطلق إلي قلايتها فوجدها ممدة علي الأرض فوق لوح خشبي، عاجزة عن القيام لاستقباله. هذا الجسم الذي صار هزيلًا بسبب المرض لم يحطم نفسها الملتهبة بحب السماويات، إذ يقول القديس غريغوريوس:
"أخذت تتحدث كلامًا عذبًا عن النفس، وقد أفرحتني بأسئلتها. عندما تحدثنا عن ذكر باسيلويس الكبير حزن قلبي فورًا وتجهم وجهي. أما الطوباوية ماكرينا فكانت بعيدة كل البعد عن أن تحزن مثلي...
تحدثت كثيرًا عن الحياة الآتية، وكأنها مستنيرة بالروح القدس حتى شعرت بأن ذهني قد ارتفع بأقوالها، وأني خرجت من الطبيعة البشرية... إلي السموات، بقيادة أقوالها? إن كان المرض قد أنهك قواها وقرّبها من الموت... كان ذهنها مأخوذًا في معاينة العلويات دون أن يعيقه المرض بالكلية".
دفنها:


انتقلت من هذا العالم ووجها نحو الشرق وقد رشمت نفسها بالصليب، وكانت تصلي بقلبها وتحرك شفتيها، إذ عجزت عن الكلام. سأل القديس غريغوريوس عما يكفنونها به، فأجابت لامباذيا وهي الأولي في مصاف الراهبات وشماسة:
"لباس البارة هو حياتها الفاضلة والطاهرة. هذه كانت زينتها وهي حيّة. فتكن الآن لباسها في موتها..
ما هو الشيء الذي يمكن أن يكون محفوظًا لدينا؟ فها هو أمامك كل ما تملك. هذا هو لباسها. هذا هو غطاؤها. وها هي أحذيتها. هذا هو غناها. هذه هي ثروتها. لا تملك شيئًا آخر عما تراه، لا في صندوق ولا في قلاية. فإنها قد عرفت مخزنًا واحدًا لغناها، ألا وهو السماء".
كأخ وأسقف طلب أن يقدم لها شيئًا لدفنها، وإذ كانت جميلة جدًا صار وجهها يشرق ببهاء عجيب متذكرًا الحلم الذي رآه. قالت له إحدى الأرامل: "من الأفضل ألا تظهر القديسة علي أعين الراهبات محلاة هكذا كعروس. إني أملك لباسًا أسود اللون كان لوالدتكم فمن الأفضل أن نضعه فوق جسدها المقدس كي لا يظهر جمالها الطاهر المشع من جسدها والذي اشتد لمعانه بهذا اللباس الغريب عنها".
استمر بهاء وجهها مشرقًا حتى بعد تغطية جسدها باللباس الأسود.
العيد يوم 19 يونيو.

* يُكتَب أيضًا: القديسة ماكرينة. * يُكتَب خطأ: القديسة ماكارينا، القديسة ماكارينة.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 12:42 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة ماكرينا الكبرى الأرملة



St. Macrina the Elder

في أكثر من رسالة من رسائله يشير القديس باسيليوس الكبير إلى ماكرينا جدته لأبيه، التي يبدو أنها قامت بتربيته واهتمت بإعطائه التعاليم الدينية السليمة، حتى أنه فيما بعد لم ينحرف وراء أية أفكار غير مستقيمة احتاج إلى العدول عنها فيما بعد.
وأثناء اضطهاد غالريوس Galerius وماكسيمينوس عانت هي وزوجها الكثير، فاضطرا إلى هجر منزلهما والاختباء من المضطهِدين في غابات بونتُس Pontus لمدة سبع سنوات. أثناء ذلك احتملوا الجوع لفترات طويلة، ويقول القديس غريغوريوس النزينزي أنهما في بعض الأوقات اعتمدوا في طعامهم على الحيوانات المفترسة التي - كما يعتقد القديس غريغوريوس - تحولت طبيعتها المفترسة بمعجزة وأسلمت أنفسها ليُقبَض عليها وتُذبَح. وحتى بعد انتهاء هذا الخطر ثار اضطهاد آخر فصودِرت أملاكهما، وبسبب كثرة ما عانياه من ضيق واضطهاد اعتُبِرا ضمن المعترفين من أجل الإيمان.
عاشت القديسة ماكارينا بعد نياحة زوجها، وإن كان تاريخ نياحتها غير معروف بالتدقيق إلا أنه من المرجح أنها قد تنيّحت سنة 340 م. العيد يوم 14 يناير.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 12:47 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة ماكسنتينا العذراء


St. Maxentina

كانت ابنة أحد الأمراء في أيرلندا Ireland، كرَّست نفسها لله منذ صغرها. إذ أراد أبوها تزويجها من أحد الوثنيين هربت من منزلها ومعها خادم وخادمة وعبرت البحر إلى بلاد الغال، واستقرت في المنطقة المسماة الآن Pont Sainte Maxence.
في أحد الأيام فوجئت بمجموعة من الفرسان خارج كوخها، وكان بينهم خطيبها الذي أخذ يبحث عنها منذ هروبها. طلب إليها العودة معه ولكنها رفضت بكل شدة، هدّدها فلم تَخَف ولما فشل معها جذبها من شعرها بيده وقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة ومعها خادماها المُخلِصَان اللذان نالا نفس المصير. العيد يوم 20 نوفمبر.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 01:49 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة ماكسيما و دوناتيلا و سيكوندا الشهيدات


ثلاث فتيات من مدينة ثيوبربو Thuburbo بشمال أفريقيا، استشهدن أثناء الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس ومكسيمينوس.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 01:49 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان ماكسيميان و بونوسيوس


SS. Maximian and Bonosus
كانا من كبار الموظفين في إنطاكية واستشهدا في زمن يوليانوس الجاحد.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 01:51 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد الأنبا ماكسيميليان الأسقف



St. Maximilian

بشّر القديس ماكسيميليان بالمسيحية في جزء من الإمبراطورية الرومانية كان يسمى نوريكم Noricum، بين ستيريا Styria وبافاريا Bavaria، حيث يقال أنه أسس كنيسة لورش Lorch بالقرب من باساو Passau حيث استشهد.
أما سيرته التي كتبت في القرن الثالث عشر فتقول أنه وُلد في سيللي Cilli في ستيريا، وحين بلغ السابعة سلّمه أبواه إلى أحد الكهنة لتعليمه. كان والداه غنيّين ولما كبر ماكسيميليان وزّع ميراثه على الفقراء، وعزم على زيارة روما للتبرّك بها، وهناك أرسله البابا سيكستوس الثاني Sixtus II إلى نوريكم ليبشر فيها بالمسيحية، حيث أسس كرسي أسقفية لورش. وقد عاصر الاضطهادات التي أثارها فالريانValerian وأوريليان Aurelian، وظل يبشر بها حوالي عشرين سنة حيث استطاع تحويل الكثيرين إلي المسيحية.
لكن في عصر نومريان Numerian أصدر حاكم نوريكم أمرًا باضطهاد المسيحيين، وعلى أثره قُبِض على ماكسيميليان وأُمِر بالذبح للأوثان، فلما رفض قُطِعت رأسه خارج أسوار سيللى حوالي سنة 284 م. العيد يوم 12 أكتوبر.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 01:52 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد ماكسيميليان



St. Maximilian

في مدينة ثيفيستي Theveste بنوميديا Numidia (الآن تيبيسا Tebessa بالجزائر Algeria) أُحضِر فابيوس فيكتور Fabius Victor إلى المحكمة ومعه ماكسيميليان. قام المدّعي العام بفتح القضية في وجود فاليريان كوينتيان Valerian Quintian نائب القيصر وسأل ماكسيميليان عن اسمه وطلب من الحاجب أن يعطيه شارة الجندية، لكن ماكسيميليان أجاب أنه لن ينضم للجندية لأنه مسيحي (إذ كان بعض المسيحيين الأوائل يرفضون مبدأ أن يكونوا جنودًا للعالم والمسيح في نفس الوقت).
القاضي: "يجب أن تخدم في الجندية وإلا ستقتل".
ماكسيميليان: "لا يمكنني أن أخدم، تستطيع أن تقطع رأسي لكني لن أكون جنديًا للعالم لأني جندي المسيح".
القاضي: "ما الذي وضع هذه الأفكار الغريبة في رأسك".
ماكسيميليان: "ضميري والله الذي دعاني لخدمته".
طلب القاضي من فابيوس فيكتور أن يؤثّر على ابنه ويعيده إلى صوابه، ولكنه أجابه أنه يعلم ما يؤمن به ولن يغير رأيه. حاول القاضي عدة مرات مع ماكسيميليان مرة أخرى حتى يقبل شارة الجندية، لكن القديس أجابه: "لن آخذ الشارة وإذا صممت فسوف أشوهها.
أنا مسيحي وغير مسموح لي أن ألبس هذا الختم الثقيل على رقبتي لأني بالفعل أحمل علامة المسيح المقدسة، ابن الله الحي الذي لا تعرفه أنت، المسيح الذي تحمّل الألم والموت لأجل خلاصنا، ونحن المسيحيون نتبعه بكل قلوبنا ونخدمه كل أيام حياتنا".
القاضي: "ولكن هناك جنود مسيحيين يخدمون حكامنا دقلديانوس وماكسيميان وقنسطنطيوس وغاليريوس، فلماذا لا تكون مثلهم؟"
ماكسيميليان: "هذا شغلهم. أنا أيضًا مسيحي ولن أخدم".
القاضي: "إن لم تلتزم بالخدمة فسوف أحكم عليك بالموت لانتهاكك واجبات الجندية".
ماكسيميليان: "أنا لن أموت بل إذا رحلت من هذه الأرض فإن روحي ستعيش مع المسيح".
حكم القاضي على القديس بقطع رأسه حتى يكون عبرة للآخرين، وكان ذلك في سنة 295 م.، وكان عمره آنذاك 21 سنة وثلاثة أشهر، وفي طريقه للموت قال للمسيحيين المجتمعين: "إخوتي الأحباء أسرعوا لتتمتعوا برؤية الإله، وتستحقوا الإكليل مثلي بكل قوتكم وبأشواقكم العميقة". ثم التفت إلى والده وقال: "أرجو أن أستقبلك في الفردوس وأمجد الله معك"، ثم قطعت رأسه بعد ذلك. وعاد فيكتور إلى بيته متهللًا وشاكرًا الله الذي سمح له بإرسال هذه الهدية للسماء، متشوقًا أن يتبع ابنه بعد قليل.
قد اهتمت سيدة اسمها بومبيانا Pompeiana بجسد ماكسيميليان، فأخذته وحملته إلى قرطاجنة Carthage حيث دفنته هناك. العيد يوم 12 مارس.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 01:53 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا ماكسيمينوس الأسقف


St. Maximinus

كان في الغالب من أهل بواتييه Poitiers، تركها في شبابه المبكر متوجهًا إلى تريف Trier (Trèves)، منجذبًا بسيرة أسقفها القديس أغريتيوس Agritius. هناك أكمل تعليمه، ثم فيما بعد صار أسقفًا للمدينة خلفًا للقديس أغريتيوس.
حين ذهب القديس أثناسيوس الرسولي منفيًا إلى تريف سنة 336 م.، استقبله القديس ماكسيمينوس بكل تكريم معتبرًا نفسه محظوظًا جدًا أن يتشرف باستضافة خادم الله. وقد مكث عنده القديس أثناسيوس سنتين، وتوضح كتاباته الشجاعة والتدقيق والفضائل التي كان يتميز بها مضيفه، الذي اشتهر أيضًا بالمعجزات التي كانت تجري على يديه. وحين نفى الإمبراطور قسطنطيوس Constantius القديس بولس أسقف القسطنطينية أيضًا إلى تريف وجد في ماكسيمينوس أسقفها مدافعًا قويًا عنه. وقد أرسل ماكسيمينوس إلى الإمبراطور قسطنس Constans -الذي كان دائمًا يفضل السكنى في تريف- منبهًا ومحذرًا من أخطاء الأريوسيين، وكان القديس نفسه يهاجمهم في كل مناسبة، حتى أن اسمه ارتبط بالقديس أثناسيوس في الرسائل التي كتبها الأريوسيون ضد خصومهم.
لسنا نعلم بالتحديد موعد نياحته، إلا أنها كانت بالتأكيد ليس بعد سنة 347 م. لأن معروف أن خَلَفه بولينوس Paulinus كان يجلس على كرسي تريف في تلك السنة. ومع أنه يبدو أن ماكسيمينوس قد كتب كتابات عدة، لم تصل إلينا أيًا من كتاباته. العيد يوم 29 مايو.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 01:53 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس ماكسيمينوس


St. Maximinus of Aix

قيل أنه كان أحد رسل السيد المسيح الاثنين والسبعين، ترك فلسطين بعد صعود المسيح مع القديسات مريم المجدلية ومرثا ولعازر ومريم كليوباس ومريم سالوما وقديسين آخرين، حيث أتوا للتبشير في منطقة بروفنس Provence. وقد جعل ماكسيمينوس مركزه في أيكس Aix وفيما بعد صار أول أسقف على المدينة.
لما قربت نياحة القديسة مريم المجدلية حُمِلت من المغارة التي كانت تعيش فيها عند Sainte-Baume إلى المكان المسمى الآن Le Saint Pilon، والذي تقع بجواره كنيسة سانت ماكسيمين Saint-Maximin، والتي شيّدت في نفس مكان كنيسة قديمة على اسم القديس ذاته، والتي كانت تحوي رفات القديس ماكسيمينوس والقديسة مريم المجدلية. وقد نُقِل جسد القديس فيما بعد سنة 1820 م. إلى أيكس، والتي يعتبر هو شفيعها الأول، بينما يُعتَقَد أن رأس القديسة مريم المجدلية مازال موجودًا في مدفن قديم بكنيسة سان ماكسيمين. العيد يوم 8 يونيو.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 01:54 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدان ماكسيمينوس و جوفنتينوس



Ss. Maximinus and Juventinus

كان هذان الشهيدان من ضباط الإمبراطور يوليانوس الجاحد واستشهدا بقطع رأسيهما في السجن في انطاكية، وذلك في 25 يناير سنة 363 م.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 01:58 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس مالخُس


St. Malchus

عاش القديس مالخوس في القرن الرابع الميلادي، وقد روى سيرته القديس جيروم الذي سمعها من القديس مالخُس نفسه. ذلك أنه عندما ذهب إلى إنطاكية حوالي سنة 375 م. زار مارونيا Maronia، التي تبعد ثلاثين ميلًا عن إنطاكية، ولَفَت انتباهه هناك رجل وقور عجوز اسمه مالخُس (مالك Malek) وسمع سيرة حياته.
توحده:


وُلِد مالخُس في نصيبين Nisibis وكان الابن الوحيد لوالديه. ولما بلغ سن الزواج أراد والداه أن يزوّجاه، ولكنه كان قد نذر حياته لخدمة الرب فهرب من أهله وانضم لمجموعة من المتوحدين في براري خالكيس Khalkis.
العودة إلى أمه:


بعدما قضى عدة سنوات في الدير، جاءته أفكار المُجرِّب عدو الخير بأنه نظرًا لوفاة أبيه ينبغي أن يذهب لأمه يعزيها، ثم يبيع الأملاك بعد موتها ويوزعها على الفقراء ويشيِّد بالباقي ديرًا يصير فيه رئيسًا على الرهبان. واشتدت الحرب عليه بهذه الأفكار فذهب لأبيه الروحي وأخبره برغبته في الذهاب لبيته ليعزي والدته ويرعاها. فقال له: "لا تصغِ يا بني لهذه الأفكار لأنها من فخ الشيطان الذي بمكره دفع ببعض الرهبان إلى الوراء بعيدًا عن طريق الرب، مثل كلب عاد إلى قيئه، ففقدوا ميراث الملكوت، بعدما انحدروا إلى الهاوية، لأن آدم وقع في تجربة كهذه. وقد أوصى مخلصنا: أن من يضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء".
أشار عليه مالخُس أنه قد صار وارثًا لبعض الأموال التي بها يستطيعون توسيع مباني الدير، إلا أن رئيس الدير كان رجلًا صادقًا ومخلصًا ومقتنعًا برأيه الذي لم يكن ليغيره لأي سبب، وطلب من مالخُس أن يبقى في الدير. ولكن مالخُس كان بالمِثل مقتنعًا بواجبه مثلما كان رئيس الدير مقتنعًا بوجهة نظره، فترك الدير بدون إذن، إذ كان إبليس يقول له: "إن مرشدك يقول لك ذلك لأنه يريد أن يتمجد بكثرة الرهبان تحت رئاسته".
لما رآه أبوه الروحي مصرًا على هذه الأفكار قال له: "يا ابني لقد تعلق قلبك بمحبة المال. الحَمَل الذي يبتعد عن الراعي يصبح فريسة سهلة للذئاب".
تذكَّر كلام أبيه وقال لنفسه: "يا نفسي ها هي الثروات التي تذهبين لترثيها! رث ثروتك إذن أيها البائس واسعد بها". ثم أخذه الإعرابي ووضعه على جمل مع إحدى النساء، وساروا في الصحراء السورية، وخوفًا من أن يسقطا كانا يمسكان ببعضهما، ثم حمله إلى خيمته وأمره أن يعلن ولاءه لامرأته وأن ينحني لها ويدعوها "سيدتي"!
أسره:


خوفًا من أخطار الطريق الجبلي ذهب إلى الرُها في انتظار جماعة من الناس يعبر معهم الصحراء. ولما تجمع عدد من الرجال والنساء ساروا معًا، إلا أنهم فوجئوا بمجموعة من اللصوص من الأعراب البدو يقبضون عليهم بين حلب والرُها، وأسروه هو وامرأة شابة وحملوهما على الجمال إلى قلب الصحراء وراء نهر الفرات. أمره الإعرابي أن يرعى غنمه، فكانت حرفة تعزية له في همه، لأنها أبعدته عن هؤلاء الأشرار. صار مالخُس يعمل كراعٍ للخراف والماعز، ولم يكن غير سعيد بعمله إذ شعر أنه يشابه القديس يعقوب وموسى النبي، فكلاهما كانا رعاة في البراري. كان القديس ملخس يقتات على البلح والجبن واللبن، وكان يصلى متواصلًا في أعماق قلبه، وكان يرتل المزامير التي كان قد تعلمها وسط الرهبان في الدير. وشكر الله الذي أعطاه هذا العقاب الخفيف على عدم طاعته، وتذكر كلمات الرسول بولس القائل: "أيها العبيد اخضعوا لسادتكم، ليس الصالحين فقط ولكن للأشرار أيضًا" (كو22:3؛ أف5:6).
تزويجه:


كان سيده سعيدًا به لأن على خلاف الآخرين الذين كانوا يقعون في الأسر إذ نادرًا ما يكونوا مطيعين وراضين. إزاء أمانته في العمل أراد سيده الإعرابي أن يكافئه بأن يزوجه بتلك المرأة التي كانت أسيرة معه. انزعج القديس من هذه الفكرة، ليس فقط لأنه راهب ولكن أيضًا لأنه عَلِم أن المرأة كانت متزوجة في بلدتها. فأجابه قائلًا: "أنا راهب ولا أستطيع أن أفعل ذلك". ولما أصر الإعرابي على رأيه أخذ المرأة وأتى بها إليه وقال: "إن لم تتزوجها سأقتلك بهذا السيف"، وأدخلهما إلى مغارة، فبكى القديس بشدة وقال: "الويل لي أنا الخاطئ. ماذا حدث لي؟ أن أصير زوجًا؟ أين هي أمي وأين هي تلك الأملاك؟ كل هذا بسبب عدم طاعتي لأبي الروحي. تحملي يا نفسي البائسة بعدما تخليتي عن الرب". وأخذ سيفًا في يده وقال: "أيتها المرأة البائسة إنني أفضل أن أكون شهيدًا من أن أصبح زوجًا". فخافت من كلامه وقالت: "أستحلفك باسم يسوع المسيح رب المجد أن لا تقتل نفسك من أجلي. واعلم أنني مثلك أريد أن أحفظ طهارتي في المسيح بعيدًا عنك. فتذرع بمعونة الله ودعنا نحب بعضنا بمحبة روحية كأخ وأخت وأمام سيدنا الإعرابي نظهر ما يدل على وجود علاقة جسدية بيننا". ويقول القديس ملخوس للقديس جيروم أنه أحب هذه المرأة كأخته. تعجب القديس من كلام المرأة وحكمتها، وقَبِل نصيحتها بفرح في المسيح، ولم يتطلع إليها أو يقترب منها خوفًا من حرب الجسد. وهكذا تركهما الإعرابي معًا لفترة طويلة ولم يكن خافًا من هربهما لأنه تركهما معًا في الصحراء شهرًا كاملًا، وكان كلما يزورهما ويرى اهتمام القديس بالقطيع يرجع مبتهجًا.


هروبه:

في أحد المرات فيما كان القديس متفكرًا في حياته الروحية السابقة في الدير رأى أمامه جماعة من النمل وتعمل كجماعة، تحمل أكثر من وزنها حتى تدخر لها طعامًا للشتاء. فتأمل نظامها وتذكر كلام سليمان الحكيم أن نتعلم من النمل المخلوق الضعيف (أم6:6). تذكر حياة الشركة في الدير وفجأة شعر بالوحدة والحنين إلى ذكريات سعادته الماضية في الدير مع الرهبان.
ولما رأت المرأة الكآبة على وجهه وسألته عن السبب، أعلمها بحاله وبرغبته في الهروب ليعود ?لى الدير، فطلبت منه أن يأخذها معه ويودعها بيتًا للراهبات. إذ هي أيضًا إذ كانت تتطلع أن تجد زوجها حقيقي مرة أخرى وافقته على رغبته وقررت المغامرة مع القديس.
أخذا يصليان بدموع طالبين معونة الله ورسما خطة للهروب، فذبح نعجتين كبيرتين وصنع من جلدهما قِرَبًا للماء، وسارا ليلًا خوفًا من الإعرابي. وبهذا الجلد الذي كانا قد نفخاه استطاعا أن يعبرا الفرات بسلام. وبعد مسيرة خمسة أيام لمحا الإعرابي ورفيق له يركبان جملين وفي أيديهما سيفان، فخافا وطلبا معونة السيد المسيح، ثم دخلا كهفًا مملوء بأنواع كثيرة من الثعابين والحيات والعقارب التي تختفي بداخله من حرارة الشمس الشديدة. ولما تتبع الإعرابي ورفيقه آثار أقدامهما جاءا إلى الكهف ونزلا من على جمليهما، وأمر الإعرابي خادمه أن يدخل إليهما. ونظرًا لأنه سار في الشمس مدة طويلة فقد زغللت عيناه ولم يستطع أن يبصرهما جيدًا، فبدأ يخيفهما بصوته قائلًا: "أيها العبدان الشريران المستحقان للموت اخرجا بسرعة لأن سيدكما بالخارج". وفي أثناء ذلك هجمت عليه لبؤة وشبل ومزقتاه من رقبته، فمجدا الله الذي أنقذهما، بينما كان الإعرابي ثائرًا ويصرخ قائلًا: "أسرع بإحضارهما لأقتلهما شر قتلة"، ثم دخل هو الآخر وفيما كان يتقدم وثبت عليه اللبؤة ومزقته وألقت برأسه على الأرض. فمجدا الله وشكرا معروفه معهما، وبعد ذلك أخذت اللبؤة شبلها وخرجت من المغارة. وفي الصباح خرجا وقادا الجملين وكانا محملين بطعام الإعرابي وخادمه، فأكلا وشربا وشكرا الرب الذي خلصهما من أعدائهما. ثم ركبا الجملين ورحلا. إلى أن وصلا إلى الدير.
عودة إلى الدير:


بعد سفر لمدة عشرة أيام وصلا إلى معسكر روماني في الميصة حيث استمع الضابط إلى حكايتهما وأرسلهما إلى الرُها، ومن هناك عاد القديس مالخُس إلى منطقة المتوحدين في خالكيس ومنها مضى إلى مارونيا Maronia لكي ينهي حياته، حيث قابله القديس جيروم هناك وسمع سيرته.
أما رفيقته فإنها بحثت عن زوجها كثيرًا ولم تجده، وفي حزنها اتجهت بعقلها لرفيقها الذي شاركها العبودية وعاونها على الهروب، فذهبت إليه وأودعها بيتًا للعذارى بجوار ديره، وهما يرددان وعد الرب: "من يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" (مت25:10). واستقرت بالقرب منه واهبة وقتها لخدمة الله، وهناك تنيّحت في شيخوخة صالحة. العيد يوم 21 أكتوبر.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 01:59 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديس الأنبا مالّونَس الأسقف


St. Mallonus

مالّونَس أو ميلانيوس Mellanius هو أول أسقف لمدينة رون Rouen، عاش في أوائل القرن الرابع الميلادي، غير أنه غير معروف أي شيء عن حياته. ويُقال أنه كان وثنيًا وتحوّل إلى المسيحية في روما، وأرسله البابا إسطفانوس الأول ليكرز بالإنجيل في بلاد الغال Gaul. العيد يوم 22 أكتوبر.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 02:00 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد ماماديوس



كان شابًا يعيش في مصر في عصر المماليك الشراكسة، ويتضح من اسمه ومن مسلكه أنه كان مسلمًا، ثم آمن بالمسيح ونال صبغة المعمودية وتَسَمى "ميخائيل". وكان كلما عاقبه الحكام وكانوا يسألوه فيجيب: "اسمي الأول الذي أطلقه عليَّ أبواي هو ماماديوس أما اسمي الذي أموت وأحيا به فهو ميخائيل". وظل ثابتًا لا يعطي غير هذا الجواب إلى أن قطعوا رأسه بحد السيف فنال إكليل الشهادة.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 02:02 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد ماماس

استشهاد والديه:


St. Mamas كان والدا القديس وهما ثيؤدوتس وروفينا حارّين في الروح، مواظبين علي العبادة، يفتقدان العائلات ويثبتانها في الإيمان، ويخدمان الفقراء والمحتاجين فاحبهما الشعب جدًا. لكن عدو الخير أوعز إلي بعض الناس أن يشوا بهما لدي الحاكم الكسندروس. استدعاهما وأمرهما بعبادة الأوثان وإذ رفضا جلدهما وألقاهما في السجن. وإذ لاحظ إصرارهما علي الإيمان أرسلهما إلي فوستوس حاكم قيصرية، وكانا قد تعبا جدًا من طول السفر علي الأقدام بغير طعام. هددهما فوستوس بالقتل أما هما فلم يباليا بالتهديد.
سقط ثيؤدوتس ميتًا بسبب التعب الشديد، ثم ولدت روفينا طفلا ذكرًا وماتت في الحال قبل أن تدعوه باسم معين. هكذا وُلد الطفل في السجن ولم ينظراه والداه.
دعوته ماما أو ماماس:


رأت سيدة مؤمنة تقية تدعي أميا رؤيا أثناء صلاتها، حيث دُعيت أن تذهب إلي السجن وتسأل عن طفلٍ حديث الولادة يتيم الوالدين. ذهبت إلى السجن ودبر لها الرب أن تستلم الطفل وأن تأخذ الجثمانين حيث دفنتهما في بستان كانت تملكه، وكانت تفوح منهما روائح عطرية.
اهتمت أميا بالطفل وحسبته وديعة السماء لها. كبر الطفل وكان ينادي والدته التي تبنته "ماما" (باليونانية ماماس)، ولفرحها الشديد به كانت تناديه "ماما".
تمتع بكلمة الإنجيل وتعلم الصلاة وكان يفرح بسير القديسين الشهداء، خاصة سيرتي والديه. وفي الخامسة من عمره التحق بمدرسة الكنيسة حيث تعلم الكثير عن الكتاب المقدس.
إذ بلغ الثانية عشر من عمره ماتت مربيته أميا، فقدم كل ما ورثه عنها للكنيسة التي قامت بتوزيعه علي الفقراء.
كان يشهد للسيد المسيح بين الوثنيين فاجتذب كثير من الشبان للإيمان.
استدعاؤه:


يذكر القديس باسيليوس والقديس غريغوريوس النزينزي عن القديس ماماس أنه كان راعيًا للغنم بقيصرية كبادوكيا، اهتم برعاية بعض الأغنام حيث كان يشرب من لبنها ويصنع جبنًا. وكان منذ حداثته يسعى إلى ملكوت الله من كل قلبه، فكرس نفسه للخدمة. اجتمع حوله كثيرون فكان يشهد للسيد المسيح ويكرز ببشارة الخلاص، كما كان يهتم بإطعامهم جسديًا. وبسبب إيمانه تحمل تعذيبًا وحشيًا بكل فرحٍ إلى أن نال إكليل الشهادة حوالي سنة 275 م.
بحسب التقليد الشرقي استشهد القديس ماماس في زمن الإمبراطور أوريليان Aurelian عن طريق الرجم بينما كان ما يزال حدثًا. ولكن التقليد الغربي يذكر عنه أنه تعرض لتعذيب طويل جدًا منذ كان حدثًا إلى أن صار شيخًا.
وشي به أهل الشبان الذين قبلوا الإيمان لدي الحاكم الجديد ديمقريطوس، فاستدعاه وحاول إغراءه فلم يفلح. بعث به إلى الإمبراطور الذي استخف به كصبي صغير.أمر الإمبراطور بضربه بالعصي حتى تهرأ جسده وأودع في السجن أوقدوا نارًا لإرهابه، أما هو فاشتهي أن يُقدم محرقة للرب. لم يُلق في النار إذ لم يصدر الإمبراطور أمرًا بذلك.
أمر الملك بربطه بالسلاسل وطرحه في البحر، لكن عناية الله أنقذته إذ قذفته الأمواج الي الشاطئ، وانطلق ماماس إلي التلال المجاورة وسكن بين الوحوش كصديقٍ لها.
اتهامه بالسحر:


حسده عدو الخير فأثار البعض ضده، إذ وشوا ضده لدي حاكم المنطقة وادعوا أنه ساحر. أرسل إليه جماعة من الجند للقبض عليه، فاستقبلهم بكل محبة وبشاشة، واستأذنوه أن يذهب معهم إلي الحاكم. شهد الجند بأنه ليس ساحرًا ولا بالإنسان الشرير. اغتاظ الحاكم فأرسله إلى الإمبراطور الذي أمر بتعليقه وتمشيط جسمه وتقطيع لحمه ثم إلقائه في السجن.
ضمد الرب جراحاته، فجاء إليه المسجونون وكانوا يئنون من شدة الجوع، فصلي لأجلهم وأرسل الله لهم من يقدم لهم طعامًا، ثم انفتحت أبواب السجن وخرج المسجونون.
أمر الإمبراطور بإلقائه في أتون نار، وإذ سقطت أمطار غزيرة انطفأت النيران. أمر الإمبراطور بقطع رأسه فسلم الروح، وكان عمره حوالي 15 عامًا. دُفن في مدينة قيصارية الكبادوك بآسيا الصغرى.
روى أورفيوس Orpheus عنه أنه خرج ليعيش في القرية مع الحيوانات، وكان يتغذى على اللبن والعسل. ولما أطلق عليه المُعَذِّبين الحيوانات المفترسة عاملته الوحوش كراعٍ وسط حملانه، فكانت تستلقي عند قدميه في خضوعٍ وسعادةٍ. ثم أطلقوا عليه أسدًا ضخمًا فكان يلعق قدميّ الشهيد، وحين ذهب الجنود المُعَذِّبين لرؤيته أمسكهم الأسد وألقاهم عند قدميّ الشهيد. تعيد له الكنيسة القبطية في 4 توت، وفي الخارج يوم 17 أغسطس. هذا الشهيد هو راعي هذه المدينة (قيصارية الكبادوك) الآن بوجود أعضائه المكرمة فيها. وكما كان راعيًا للأغنام عديمة النطق في حياته الزمنية، الآن يرعى نفوس سكان هذه المنطقة بشفاعته والبركات التي يحصلون عليها بصلواته.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 02:03 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيدة مانحة


دعوة للاستشهاد:


هي أمة الشريف الحارث بن كعب رئيس قبائل نجران باليمن، من شهداء الحميريين. كانت شريرة في حياتها، منبوذة من الجميع، وكانت جريئة بحيث خافها أسيادها أنفسهم بسبب شرها. ولما سمعت عن مذبحة المسيحيين في المدينة هرولت إلى الشارع وصاحت:
"أيها الرجال والنساء المسيحيين، أنه الوقت أن توفوا فيه للمسيح ما أنتم مدينون به له. فاخرجوا وموتوا من أجل المسيح، كما مات هو من أجلكم.
فمن لا يخرج اليوم إلى المسيح فليس هو له.
ومن لا يستجيب اليوم للمسيح فلن يُستجاب له غدًا.
غدًا يُغلق الباب، ولن تدخلوا إليه.
إني أعلم أنكم تبغضونني، ولكنني لن أكون لكم عدوة منذ اليوم.
تطلَّعوا إليَّ وانظروا فإنه ليس حولي شر ولا خلفي".
مثولها أمام الملك:


لما رآها اليهود الذين كانوا يعرفونها قالوا للملك: "هوذا شيطان المسيحيين".
فقالت مانحة للملك: "لك أقول أيها اليهودي الذابح للمسيحيين قم واذبحنى أنا أيضًا لأني مسيحية. إنني أمة الحارث بن كعب الذي قتلته بالأمس. فلا تظن أنك قد غلبت سيدي، بل سيدي هو الذي غلبك.أجل... إنك غلبت لأنك كذبت، أما سيدي فقد غلب إذ لم يكذب ويكفر بالمسيح".
استشهادها:


أمر الملك بأن يعروها من ثيابها فقالت له: "إنك فعلت هذا لخزيك وخزي اليهود رفاقك. أما أنا فلا أستحي إذ كنت قد أتيت هذا الأمر مرات عديدة من تلقاء نفسي لأنني امرأة كما خلقني الله، أما أنت إذ تعرضت للحرب مع الأثيوبيين استنجدت بجحشون التاجر الذي انبرى يحلف بدلا منك بالإنجيل المقدس انك مسيحي، وبهذه الوسيلة نجيت أيها اليهودي من الموت". هكذا عيَّرت هذه الأمة الملك. وأمر الملك فأتوا بثور وحمار ثم ربطوا برجليها حبالا وربطوا الرجل الواحدة بالثور والأخرى بالحمار، ثم تناول اليهود عصيًا وأخذوا يضربون الثور والحمار معًا وطافوا بها شوارع المدينة ثلاثًا حتى أسلمت روحها بالشهادة من أجل المسيح. ثم جاءوا بها مقابل باب المدينة الشمالي تجاه قصر سيدها الحارث حيث كانت شجرة ضخمة علقوها بها منكسة الرأس حتى المساء. وكان اليهود يرشقونها بالحجارة والسهام، وفي المساء أنزلوها عن الشجرة وسحلوها ثم طرحوها في الوادي. وكان ذلك في حوالي 523 م.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 02:05 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
ماني الغنوصي | مانيخايوس


Mani, Manes or Manichaeus
المانوية:


https://st-takla.org/Pix/People-Heret...___Mani-01.jpg


ماني الغنوسي

كلمة "ماني" معناها "الرجل المجنون". ظهر في النصف الثاني من القرن الثالث (216 - 277) وكان فيلسوفًا من بلاد فارس، حاول إيجاد ديانة توفق بين الديانات الفارسية والبوذية والمسيحية. وقد رحب به سابور الأول ملك الفرس في بداية الأمر. ولكن كهنة المجوس ثاروا عليه فاضطر إلى الهروب من البلاد.
بعث إرسالياته إلى بابوس Papos وتوماس Thomas في مصر، فاستقروا في ليكوبوليس Lycopolis (أسيوط) شمال طيبة، على نهر النيل. استطاعوا أن يكسبوا بعض تلاميذ من الفيلسوف الأفلاطوني الكسندر الأسيوطي فأثاروه وكتب مقالًا ضدهم.
يبدو أنهم قاموا أيضًا ببترجمة الكتابات المانوية، وقد وجدت في مدينة المعادي (1930-1931) باللغة القبطية اللهجة الأخميمية التي كان يستخدمها سكان ليكوبوليس وما جوارها.
إذ عاد ماني إلى وطنه تبعه جمع كثير، ولكن حكم عليه الملك فارانس الأول بالإعدام سنة 277 م.
انتشار شيعته:


انتشرت المانية بسرعة بين المسيحيين وظلت لأجيال عديدة. أحبها بعض المفكرين من بينهم أغسطينوس قبل توبته، وعلة ذلك هو غموض تعاليمها مع إحكام نظامها، وتظاهرها بحل مشكلة الشر، ومظهر تابعيها بالقداسة والتقشف.
أهم مبادئه:

1. وجود إلهين، إله الخير وإله الشر، أو إله النور وإله الظلمة.
2. لكل إنسانٍ ملاكه الحارس، الذي يهب المعرفة لمن يشبهه أو يتفق معه؛ وفي نفس الوقت يحتاج الشخص إلى رجل أو امرأة ينتمي إليه أو إليها، إذ لا يستطيع أن يدخل البليروما Pleroma أي العالم الروحي، بدون نصفه الآخر. 3. أن كل شخص يتبع ماني له اثنان يوحيان إليه ويقودانه إلى النور. وأن يسوع نفسه السرمدي يعاني من المادة ويخلص بواسطة الغنوصي.
في هذا الوقت ظهر ذلك الرجل المجنون، اسمه مشتق من هرطقته الجنونية. حصَّن نفسه بقلب أوضاع عقله وتفكيره، كما أقامه إبليس، الشيطان وعدو الله، لهلاك كثيرين.
كانت حياته وحشية في القول والعمل وطبيعته شيطانية جنونية، تظاهر بموقف كموقف المسيح.
وإذ انتفخ في جنونه نادى بأنه الباراقليط، الروح القدس نفسه. اقتدى بالمسيح فاختار اثني عشر تلميذًا كشركاء له في تعليمه الجديد. مزج معًا تعاليم مزورة وكافرة، جمعها من أقوال بعض الآباء الملحدين التي انقرضت منذ زمن بعيد، فبعث بها كسمومٍ قاتلة جاء بها من الفرس إلى هذا الجزء من العالم الذي نعيش فيه.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 02:05 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
القديسة مانيا


كانت في أنقرة عدة عذارى قديسات، عشن في أديرتهن في حياة نسكية مباركة، وقد بلغ عددهن نحو ألفين. وكانت بينهن واحدة مشهورة تدعى مانية، أرغمتها أمها على الزواج، ولكنها كانت تعتذر لزوجها عن العلاقات الجسدية بمرضٍ كان بها. وهكذا عاشت معه فترة قصيرة إلى أن مات فكرست حياتها للمسيح.
عاشت في حياة مقدسة في خوف الله، وكانت العذارى يتباركن منها ويخجلن من خطاياهن حينما يشاهدنها. كانت دائمة العطف على المساكين والغرباء، وعبدت الرب من القلب إلى أن انتقلت إلى دار المجد بسلام.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 02:06 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
الشهيد ماهارسابور


St. Maharsapor

كان فارسيًا من أصل شريف، اشتهر بغيرته الشديدة على الإيمان المسيحي. بدأ الملك يزديجارد Yezdigerd اضطهاده للمسيحيين بسبب تدمير معابد مجوسي Mazdean temple، وكان هذا القديس مع نارسيِس Narses وسابوتاكا Sabutaka من أوائل الذين قبض عليهم. وقف نارسيِس وسابوتاكا أمام القاضي -الذي كان في الأصل عبدًا- للمحاكمة، فحكم عليهما بالقتل بعد أن اجتازا سلسلة من العذابات.
ثم وقف ماهار سابور أمام نفس القاضي، فأمر بتعذيبه ثم ألقاه ثلاث سنوات في سجن مظلم ذو رائحة كريهة. وقف أمامه مرة أخرى، وإذ رأى القاضي ثباته في الاعتراف بالسيد المسيح أمر بإلقائه في جب حتى يموت من الجوع والعطش. بعد عدة أيام من تنفيذ الحكم، فتح الجنود باب الجب فوجدوه قد استشهد وكان جسمه يشع نورًا، وفي وضع الصلاة ساجدًا على ركبتيه، وهكذا استطاع الشهيد أن يظهر أنه بروح الصلاة قد انتصر، وكان استشهاده في عام 421 م. العيد يوم 10 أكتوبر.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 02:08 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا متاؤس الأول البابا السابع والثمانون


https://st-takla.org/Pix/Egypt/Islami...rle-Vernet.jpg
مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810

في القرن الرابع عشر لم تكن الكنيسة تخرج من محنة إلا لتجوز أخرى، وكأنّ أبواب الجحيم قد فتحها الشيطان ونسي عدو الخير الوعد الإلهي الصادق "أبواب الجحيم لن تقوى عليها".
نشأته:


في نهاية القرن الرابع عشر ترأس الكنيسة عملاق ممن بلغوا الذروة في الكمال والقداسة، إذ شابَه القديس أثناسيوس بولعه بممارسة الشعائر الدينية في صغره. وشابه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في أنه كان يرعى الغنم ويوزع طعامه على الرعاة لينصرف للصلاة وكانت الوحوش ترهبه عند رؤياه أو حتى تسمع صوته بل وكان بعضها يستأنس به في البرية. وشابه الأنبا أنطونيوس في ظهور الشياطين له دون أن يرهبها، ومتقشفًا مثل الأنبا بولا أول السواح. كان أشبه بملاكٍ يلبس صورة إنسان، عاش بين الناس أكثر من نصف قرن وكان كما من ظهورات الملائكة.
رهبنته:


ترهب البابا متاؤس الأول - الشهير بالمسكين - في دير بالصعيد وهو في الرابعة عشر من عمره وظل راعيًا للغنم يصوم معظم الوقت ولا يأكل سوى أقل القليل في الصيف والشتاء، وقد كان أسقف المنطقة يرقبه دون أن يعرف، ولما بلغ الثامنة عشر كرسه قسًا راهبًا. وهو غير القديس متاؤوس (متى) المسكين الذي من دير "الفاخورى" بأصفون المطاعنة شمال غرب مدينة إسنا بصعيد مصر، المشهور بصداقته للوحوش.
هروبه إلى دير الأنبا أنطونيوس:


هرب من الكرامة إلى دير أنبا أنطونيوس دون أن يعلن أنه كان كاهنًا وخدم كشماس ولكن الله كشفه أمام اخوته. تارة إذ كان يقرأ الإنجيل المقدس خرجت يد من الهيكل وقدمت له البخور ثلاث مرات واختفت، ففهم الأخوة مكانته الكهنوتية ومستقبل أيامه.
هروبه إلى بيت المقدس ثم عودته إلى الدير:


هرب مرة ثالثة إلى القدس وانشغل بتشييد المباني نهارًا والعبادة ليلًا. ولما ذاعت فضائله عاد إلى أحضان أب الرهبان ثانية ووصل إلى رئاسة الدير، وأثناء تضييق الخناق على الأقباط كان من نصيبه ومن نصيب الشيخ مرقس الأنطوني القبض عليهما والنقل إلى القاهرة وسط الإهانات والضرب. ولما لم يسمح لهما الحراس بالماء أسعفتهما السماء بمطرٍ غزيرٍ وسط الصيف! وحالما وصلا إلى مقر سجنهما صدر الأمر بإطلاق سراحهما فعاد القديسان إلى الدير، وانتقل أبونا المسكين إلى دير المحرق ليعمل أعمال القديسين من غسل وطهي وكنس وخدمة المرضى والشيوخ والزوار.
إنقاذ ضبعة صغيرة:


حدث في إحدى المرات أن كان أبونا المسكين في خلوته في الصحراء وإذا بضبعه تقترب منه وتقوده إلى حيث لا يدرى وإذا بها تصل به إلى مغارة فيدخلها معها وينظر فإذا بالضبعة الصغيرة ابنة الكبيرة ساقطة في بئر جاف فينزل وينقذها وسط مظاهر فرح الضبعة الأم.
سيامته بطريركًا:


كان الأراخنة والأساقفة يتباحثون في من يعتلى السدة المرقسية، وحالما سمع أن اسمه ذُكِر هرب واختفي في قاع مركب فأنطق الله طفلًا يرشد الباحثين عنه. ولما قبضوا عليه قطع لسانه لكي يظهر ناقصًا ولكن الكرامة الإلهية أكملت ضعفه في الحال وعاد لسانه سليمًا فلم يجد مفرًا من القبول بعد استشارة شيوخ الدير، وهكذا انتقل من رعاية الغنم إلى رعاية القطيع البشري في مراعي ملكوت السموات وسط الضيق، وتمت مراسم السيامة في المرقسية بالإسكندرية في 25 يوليو سنة 1378 م.
تواضعه:


لم تغيره رتبة البطريركية عن تواضعه ونسكه وسهره وصلواته وخدماته للكل خصوصًا الرهبان والراهبات إذ كان حنانه قويًا عليهم كأبٍ. وقد وضع جرسًا في منارة القلاية البطريركية بحارة زويلة لينبه به المؤمنين إلى الصلاة ولا يزال هذا الطقس موجودًا إلى الآن في الأديرة خصوصًا في تسبحة نصف الليل.
مع محبته لشعبه وتواضعه كان يعاون العمال في أدنى الأعمال، لكنه كان مهوبًا للغاية. حين يقف أمام الهيكل يسطع وجهه بنورٍ سماويٍ وتلمع عيناه جدًا، متطلعًا إلى السيد المسيح الذي كثيرًا ما كان يظهر له.
ليس غريبًا أن نجد أن المخازن تمتلئ وسط الضيقة والمجاعة وتتحول البطريركية إلى مصدر لإطعام الجميع في مصر دون تفريق، والعجيب أن الذي "أكل خبزي رفع عليَّ عقبه" فكان الذي يشبعون من خير القبط يتحولون ليخربوا الكنائس.
امتاز هذا البطريرك بالشفافية العجيبة ورؤية الأحداث قبل وقوعها. فقد حذر الرهبان من المجاعة كما حذر كثيرين من سوء أفعالهم. وسقط شماس ميتًا عندما كذب وأخفي وثيقة ملكية حديقة ليتامى.
كان صاحب المشورة الصالحة للحكام ولكل من يلجأ إليه. وقد حدث ذات مرة أن أحد البنائين في كنيسة حارة زويلة وقع من أعلى الكنيسة ووقع عليه الحجر الذي يحمله فمات، ولما علم البابا رفعه إلى حيث أيقونة القديسة العذراء مريم شفيعته وصلى ورش عليه الماء فكان كل جزء ينزل عليه الماء يتحرك وقام الميت.
حاول الرعاع كالعادة - رغم تدخل الوالي - أن يحرقوا كنيسة العذراء المعروفة بالمعلقة وكان البابا بالدير، ورموا جمرة متقدة وعندما همَّ الرهبان بإطفائها ساعدتهم السماء إذ أمطرت بغزارة. وحاول المعاندون مرة أخرى حرق دير شهران فسارع البابا إلى الدير وواجههم بذاته وحده صارخًا: "من منكم له سلطان فليقتلني أولًا" فهرب الجميع.
اهتمامه بأولاده:


كان ساهرًا على رعيته، يزورهم ويقضى حاجات المعوزين منهم ويوصى رجال الحكم علي أولاده فنالوا بفضله إكرامًا وتكريمًا، ومن كان منهم في ضيقة أمام رئيسه كانت تتحول إلى نعمة بفضل صلواته. إذ أنكر أحد الرهبان الإيمان وكان عنيفًا يفتري على الرهبان لدى الحكام سأله البعض أن يدعو عليه، أما هو فقال لهم أنه يدعو له ليرده الله إلى الإيمان ويمنحه إكليل الاستشهاد، وقد تحقق له ذلك.
وهبه الله أيضًا نعمة إخراج الشياطين لأن من كان طعامه الصلاة والصوم قوته ترهبه الشياطين.
علاقته بالسلطان برقوق:


كان الشعب يأتي إليه للاستشارة في كل أمورهم الخاصة من أجل حكمته السماوية، حتى السلطان برقوق لم يقبل السلطنة إلا بعد استشاراته، الذي بدوره طلب صلوات الأب مرقس الأنطوني.
لما خلع المملوكان الأميران منضاش ويلبغا السلطان برقوق ونفوه إلى سوريا حاولوا أن يعيثوا فسادًا في مصر عامة ومع الأقباط خاصة ولم يسلم من أيديهم.قام الأول بتعذيب البابا الذي احتمل بشجاعة أخجلت الأمير. أما الثاني فكان عنيفًا في اضطهاده فتحدث معه البابا بشجاعة. فقام بحبسه وأمر بضرب عنقه بالسيف. وإذ قدم البابا رقبته قائلًا: "اضرب سريعًا" ذهل الأمير وأطلقه. وقد سُجن يُلبغا ومات سجينًا بالإسكندرية.
لم تنقض فترة وانقلب المتآمرون على أنفسهم وعاد برقوق إلى مصر وسط تهليل الجميع وعلى رأسهم البابا القبطي وكهنته.
وعندما أراد السلطان برقوق توطيد العلاقة مع أثيوبيا لم يجد سوى البابا القبطي وسيلة لإحلال السلام، فلم يكتب البابا إلى الملك الذي كان على العرش، وكان يدعى "ويدم أصغر" وكان شريرًا، بل كتب لأخيه داود، وعندما تحير حاملو الرسالة نصحهم بعدم التسرع بالحكم عليه، فلما وصلوا إلى أثيوبيا وجدوا أن الملك المغتصب كان قد عُزِل وحل محله من كتب إليه البابا الخطاب. ففرح بالرسالة وسألهم: "أين هديتا البابا: الصليب والمنديل؟" وإذ تعجبوا كيف عرف ذلك قال لهم أنه رأي البابا داخلًا عليه وقد أعطاه صليبًا ومنديلًا هدية، وقد كانت رسالة البابا إليه بالحقيقة كما رأى في رؤياه.
مات برقوق وتولى ابنه الناصر فرج فسلك مسلك أبيه، لكن الأمير سودون اغتصب منه الحكم، وكان عاتيًا، وقد تآمر من رفاق الشر على القضاء على الأقباط. فاعتكف البابا في كنيسة الشهيد أبى سيفين لمدة سبعة أيام بأصوامٍ وصلواتٍ حتى ظهرت له القديسة مريم وطمأنته، فخرج وجهه يسطع كملاكٍ، وإذ طلبه سودون صارحه بكل ما كان ينوي عليه ضد الأقباط ثم أطلقه.
تكرر الضغط على القبط فوجَّه إلى الأمير العاتي الملاك ميخائيل فأرداه قتيلا. وعندما حاول أمير المماليك جمال الدين الفتك بالبابا شخصيًا وأرسل في طلبه صرف البابا الرسل مكرمين طالبًا أن يمهلوه إلى اليوم التالي، وعندما عادوا إليه في اليوم التالي كان قد لبى نداء السماء وفاضت روحه الطاهرة. لكن الله سمح بغضب السلطان عبد العزيز بن برقوق على الأمير فأخذ ماله وأمر الجنود بضربه حتى مات.
حسب وصية البطريرك، الذي كان قد أعلن لتلاميذه موعد انتقاله دفن في دير الخندق (الأنبا رويس حاليًا)، وكانت نياحته في 31 ديسمبر من سنة 1408 م. من العجيب أنه في ليلة وفاة البابا سُمِع من رفات القديسين في دير الأنبا مقار صوت قائل "قوموا افتحوا الباب لأن متاؤس قد حضر"، ولما عرف الرهبان الخبر علموا بالروح أنه انتقل إلى الأمجاد. هذا وقد رؤي البابا يبخر بين الموتى بعد رقاده، وكأنه يجول مفتقدًا أولاده بعد رقاده، وبالحقيقة فان خدام الله يخدمونه في كل وقت حتى وبعد انتقالهم، فإنهم أرواح خادمة.

Mary Naeem 12 - 10 - 2012 02:09 PM

رد: القديسين بالحروف الأبجدية
 
قداسة البابا متاؤس الثالث البابا المائة


رهبنته بدير القديس مقاريوس:

كان أبواه مسيحيين من ناحية طوخ النصارى بإقليم المنوفية، خائفين الرب محبين للغرباء محسنين للفقراء والمحتاجين. رزقهم الله بالابن تادرس، فأحسنا تربيته وأدباه بكل أدب روحاني وعلماه كتب البيعة المقدسة في كُتّاب قريته "طوخ النصارى". وكانت نعمة الله حالة عليه، فانكبَّ على الدرس والتعليم المسيحي إلى أن حركته نعمة الله إلى السيرة الملائكية والحياة النسكية، فمضى إلى برية شيهيت وترهَّب بكنيسة القديس العظيم أبي مقار. جاهد في النسك والعبادة جهادًا بليغًا فسيم قسيسًا. تزايد في التقشف ونما في الفضيلة فسيم قمصًا ورئيسًا على الدير المذكور.

بابا الإسكندرية:

بعد قليل تنيح البابا يوأنس الخامس عشر البطريرك التاسع والتسعون، فاجتمع الأباء الأساقفة وجماعة الكهنة والأراخنة لاختيار من يصلح لاعتلاء الكرسي المرقسي، فهداهم رب الكنيسة إلى "القمص تادرس المقاري" الممتلئ محبة وصلاحا وعلما ومعرفة. تمت سيامته يوم الأحد 8 سبتمبر 1631 م. باسم "البابا متاؤس الثالث"، وكانت رسامته في أيام الأمير حسن قائمقام الوالي موسى باشا المخلوع.
انتعشت الكنيسة في حبرية البابا متاؤس بالصلاة والصوم فامتلأت ربوع البلاد سلامًا، وانطلق الشعب القبطي للتسبيح وسط رجل الله الذي جاب البلاد طولا وعرضًا. ولكن أوعزوا للوالي بضرورة أن يدفع البابا رسمًا معينًا سنويًا، وتشدد الوالي في طلبه من الأراخنة الذين اجتمعوا به، ولأن الله لا يترك نفسه بلا شاهد، وكما قال الكتاب "إن أرضت الرب طرق إنسان يجعل أعداؤه يسالمونه"، اندفع أحد اليهود بغيرة شديدة ودفع المبلغ المفروض عل البابا فورًا على أن يحصل عليه فيما بعد، وانقشعت الغمة.

بركة التسبيح والصلوات:

كانت الضيقة المالية التي عانت منها البطريركية إبان خدمته الدافع وراء التقاء البابا برعيته ورجوعه من رحلاته في صعيد مصر ممتلئ غبطة ومسرة، وانطلقت الألسن والعقول إلى عنان السماء بالتسبيح لرب الكنيسة، فظهرت صلوات التسبحة المقدسة قبطيًا وعربيًا مكتوبة بالألوان، ولأول مرة يصدر مخطوط عن تاريخ زيت الميرون وتقديسه، واستجابت السماء للصلاة والطلبة وزاد نهر النيل وعم الرخاء وانتعشت البلاد ورخصت الأسعار.
عاد النيل للانحسار وقلّت الأرزاق، ورفعت الكنيسة الصلوات كل يوم حتى انفرجت الأزمة، وفرحت الأرض وزادت المحصولات واصلحت الأحوال.
ليس غريبًا أن يصدر الوالي التركي أمرًا بهدم كنيسة كبرى في المحلة الكبرى استعظم على القبط اقتناؤها، ولما أراد أن يدارى سوء فعله بنى مدرسة مكانها.

مطران للأثيوبيين:

أما عن أثيوبيا، فلما عاودت الكنيسة الرومانية إخضاعها لسلطانها رفض الملك فاسيلاوس وطرد الرهبان الروم، وأرسل للبابا السكندري ليرسم مطرانًا للكنيسة فرسم لهم البطريرك القبطي "أنبا مرقس" مطرانًا للأثيوبيين الذي لاقى اضطهادات كثيرة رغم مساندة الملك.

نياحته:

في زيارته الرعوية إلى الوجه البحري زار برما وطنطا ثم اتجه إلى موطنه الأصلي طوخ النصارى الذي قابله شعبها بحفاوة بالغة، وطلبوا إليه أن يمكث وسطهم، فظل بينهم ما يقرب من العام. وفي سبت لعازر سنة 1646 م.، بعد أن انتهى من القداس الإلهي وبارك الشعب وصرفه دخل إلى حجرته ونام نومته الأخيرة ووجهه مشرقًا، مسلمًا روحه الهادئة في يد خالقها، راقدا في شيخوخة صالحة ودفن بكنيسة مارجرجس بطوخ دلكة (طوخ النصارى)، وكان ذلك في أيام السلطان إبراهيم الأول وكان والي مصر محمد باشا بن حيدر باشا.


الساعة الآن 07:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025