منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=9217)

sama smsma 17 - 05 - 2012 12:52 PM

«لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارهُ.» (كورنثوس الثانية11:2)


من المهم أن نعرف أساليب عدوّنا إبليس، وإلاّ فإنه من المرجَّح أن يستغلَّنا.
يجب علينا أن نعرف أنه كاذب وهو كذلك منذ البداية، وفي الواقع، هو أبو الكذب (يوحنا44:8)، وقد كذب على حواء مُشوّهاً سمعة اﷲ، ولا يزال يقوم بذلك منذ ذلك الحين.
إنه مخادع (رؤيا 10:20) فهو يمزِج قليلاً من الحقيقة مع الخطأ، يقلِّد أو يزيِّف كل ما هو من اﷲ، يَظهَر كملاك نور ويُرسل رُسله كخُداّم للبِرّ (كورنثوس الثانية15،14:11)، يخدَع باستخدام آيات وعجائب كاذبة (تسالونيكي الثانية9:2). إنه يُفسد عقول الناس (كورنثوس الثانية3:11).
إن الشيطان لمجرم قتّال (يوحنا44:8؛ 10:10) هدفه وهدف كل أبالسته هو التدّمير، وليس من إستثناء لهذه العبارة، فهو كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه (بطرس الأولى8:5)، يضطهد شعب ﷲ (رؤيا10:2)، ويُهلك مُستعبَديه بالمخدّرات والأعمال الشيطانية والكحول وفساد الأخلاق والرذائل ذات الصلة.
هو المشتكي على الإخوة (رؤيا10:12)، وكلمة Äúdevil‚Äù أي إبليس، تعني المشتكي أو المفتري، وكإسمه كذلك هو، فكل من يفتري على الإخوة، يعمل عمل إبليس.
إنه يزرع الإحباط، لقد حذَّر بولس الكورنثيين بأنهم إذا لم يغفروا للتائب المرتدّ فقد يكون هذا فرصة للشيطان ليستغلها بإغراق الأخ في تثبيط شديد (كورنثوس الثانية2: 7-11).
وكما تكلّم الشيطان من خلال بطرس محاولاً ثني يسوع عن الذهاب إلى الصليب (مرقس8: 31-33)، هكذا يشجّع المسيحيين لتجنيب أنفسهم عار وآلام حمل الصليب.
إحدى الحِيَل المفضلة لهذا الشرير هي «فرّق تسُد». فهو يسعى لزرع الفتنة والشقاق بين القديسين، مع العلم أن «البيت المنقسم على ذاته لا يصمد»، ويُحزنني القول، أنه كان ناجحاً جداً في كل هذه السياسة.
إنه يُعمي أذهان غير المؤمنين لئلاّ يشرق عليهم نور إنجيل مجد المسيح، كي يخلصوا (كورنثوس الثانية 4:4)، وذلك بالملاهي وبالديانة الكاذبة والمماطلة وبالكبرياء، ويشغلهم بالمشاعر بدل الحقائق وفي أنفسهم بدل أن يجعلهم ينشغلون في المسيح.
أخيراً فإنه يشن هجومه على المؤمنين مباشرة بعد الإنتصارات الروحية أو إختبار قمة عندما يكون خطر الكبرياء شديداً، ويفتِّش عن نقطة ضعف في دِرعِنا ويصوِّب سهامه نحوه مباشرة. إن أفضل دفاع ضد الشيطان هو العيش في شركة صافية مع الرَّب مغطاة بحماية جاهزية صفات القدوس.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:05 PM

«مُسْتَرِيحٌ مُوآبُ مُنْذُ صِبَاهُ وَهُوَ مُسْتَقِرٌّ عَلَى دُرْدِيِّهِ وَلَمْ يُفْرَغْ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى إِنَاءٍ وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى السَّبْيِ. لِذَلِكَ بَقِيَ طَعْمُهُ فِيهِ وَرَائِحَتُهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ.» (إرميا11:48)


هنا يأخذ إرميا توضيحاً من فنّ صنع النبيذ كي يُعلّمنا أن الحياة السهلة لن تُنتج قوة شخصية.
عندما يتخمَّر النبيذ في براميل أو أوعية يرسُب العَكر والثمالة في القاع، وإذا تُرك الخمر دون تحريك يصبح غير مستساغ الطعم، لهذا فعلى الخمّار أن يصب النبيذ من وعاء إلى آخر متخلّصاً من الحُثالة والشوائب، وعندما يفعل هذا يكتسب الخمر قوةً ورائحةً ولوناً وطعما.
كان موآب يعيش حياة الدِّعة والراحة، ولم يعاني أبداً من الإضطراب والوقوع في الأسر، لقد عزل نفسه عن المتاعب والتجارب والحرمان، فكانت النتيجة أن حياته أصبحت فاترة ومملة، وكانت تفتقر إلى الشّذا والطعم الحادّ.
ما يصِحّ قوله عن الخمر يصحّ قوله عنّا أيضاً، نحن بحاجة إلى تشويش ومعارضة وصعوبات واضطرابات لكي نَخلَص من الشوائب ونُطوَّر حياة ممتلئة بنعمة المسيح.
إن مَيلَنا الطبيعي هو حماية أنفسنا من أي شيء من شأنه زعزعتنا، ونسعى جاهدين كي نستكن بدون توقُّف، لكن إرادة اﷲ لنا هي أن تكون حياتنا في أزمة دائمة كي نعتمد عليه، فهو مستمر في إثارة سكينتنا.
عند كتابة السيدة هوارد تيلر سيرة حياة هدسون تيلر قالت «هذه الحياة التي كان من المفروض أن تكون بركة، يمرَّ العالم الواسع عبرها نحو عملية مختلفة جداً، بما في ذلك الكثير من التفريغ وإعادة التفريغ من وعاء إلى آخر، تُحدث الألم الشديد للطبيعة الوضيعة التي منها نَتنقَّى».
عندما ندرك ما الذي يسعى الخمّار الإلهي أن ينجزه في حياتنا، فإن ذلك يوفِّر علينا مشقّة العصيان ويعلّمنا الخضوع والإعتماد. نتعلّم أن نقول:
أُترُك لحُكم صاحب السيادة أن يختار لك وأن يأمرك
هكذا تتجوّل في طريقه وتعرف كم هو حكيمٌ، وكم قويّة يده،
عالياً، عالياً فوق فهمك سيُعلَن إرشاده لك
وعندما ينهي عمله كاملاً تدرك عدم جدوى خوفك.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:07 PM

«لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ.» (كورنثوس الأولى21:1)


كان البعض في الكنيسة في كورنثوس يحاول أن يجعل الإنجيل جديراً بالإحترام عقلياً. إن إنشغالهم سابقاً بحكمة هذا العالم جعلهم حسّاسين لتلك الجوانب من الرسالة المسيحية التي اعتُبرت مُهينة للفلاسفة. لم يكن لديهم أي تفكير في التخلي عن الإيمان، إنما فقط إعادة تعريفه بحيث يكون أكثر قبولاً لدى العلماء.
وبَّخ بولس بشدة ضد هذه المحاولة للمزاوجة بين حكمة العالم وحكمة ﷲ، وقد علِم جيّداً أن تحقيق مكانة فكرية من شأنها أن تؤدي إلى فقدان القوة الروحية.
فلنواجه الأمر! هنالك شيءٌ يتعلَّق بالرسالة المسيحية، بأنها عار لليهود وجهالة للأمم، وليس فقط أن معظم المسيحيين ليسوا كمن يدعوهم العالم حكماء، أقوياء أو نبلاء، ولا بد أننا سنضطر عاجلاً أم آجلاً لمواجهة الواقع بأنه بدل أن ننتمي إلى الطبقة المفكرة سنَظهرُ جهلة، ضعفاء، وُضعاء، محتقرين، وفي واقع الأمر، نحن لا شيء في نظر العالم.
لكن الشيء الجميل هو أن ﷲ يستخدم هذه الرسالة التي تبدو جهالة في تخليص أولئك الذين يؤمنون وأن ﷲ يستخدم جُهالاً مثلنا لتحقيق مقاصده، وباستخدامه أدوات غير عادية، يفنِّد كل مظاهر أُبهة وادعاءات هذا العالم، مزيلاً كل إمكانية لإفتخارنا ضامناً بأن له وحده يكون الفضل.
لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد مكان للعِلْم، بل يوجد بطبيعة الحال، ولكن ما لم يتم دمجه بالروحيات العميقة، فإنه يصبح شيئاً مميتاً وخطيراً. عندما يجلس العِلم في الحكم على كلمة ﷲ، مدّعياً، على سبيل المثال، أن بعض الكُتّاب استخدموا مصادر موثوقة أكثر من غيرهم، فإن هذا يمثِّل خروجاً عن حقّ ﷲ، وعندما نتودَّد إستحسان علماء كهؤلاء نكون عُرضة لكل بِدعِهم.
لم يأت بولس للكورنثيّين بخطاب متميّز أو بحكمة بشرية، ولم يعِزم أن يعرف شيئاً بينهم إلا يسوع المسيح وإيّاه مصلوباً. كان يعلَم أن القوة تكمن في تقديم واضح للإنجيل وليس الإنشغال بمشاكل معقّدة أو نظريّات غير ذي فائدة أو في عبادة فكرية.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:08 PM

«وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.» (متى6:18).


سيكون من الصعب تخّيل طريقة فعّالة ومضمونة للغرق أكثر من هذه. إن حجر الرحى هنا ليس ذلك الحجر الصغير الذي كان يُفعَّل باليد بل الكبير الذي يديره جحش. إن تعليق حجر كهذا حول عنق الشخص قد يعني الغرق السريع الذي لا مفر منه.
يمكننا في البداية أن نُروَّع من حدة كلمات المُخلِّص، ويبدو أنه أَرعَد بإدانة غير عادية ضدَّ المخالف بخطيئة عثرة أحد الصغار. ما الذي يثير غضب من هذا القبيل؟
فلنأخذ مثالاً: ها هنا خادم للإنجيل يأتيه دوماً طابور من الناس طلباً للمشورة، بينهم شاب قد استعبِد لخطيئة جنسّية، وهذا الشاب في حالة يائسة يطلب المساعدة، وهو (أو هي) يتطلّع إلى الخادم كشخص يمكن الثقة به، كشخص قد يساعده في العثور على طريقة للتخلُّص من عادته، ولكن بدلاً من ذلك يجد الخادم نفسه ملتهباً بالشهوة، ويقوم بحركات غير لائقة، وسرعان ما يقود طالب المشورة ليعود إلى الفجور، يتحطَّم الشاب من هذه الخيانة للثقة ويخيب أمله تماماً في العالمَ المتديّن، وقد يكون هذا سبباً لشلل روحي يصيبه لبقّية حياته.
قد يكون المجرم أستاذاً جامعياً يجاهد بلا كَلََل ليسلِب طلاّبه مما لديهم من إيمان بزرع بذور الشك والإنكار بتقويض سُلطة الكتاب المقدس ومهاجمة شخص ربِّنا.
مرة أخرى، قد يكون شخصاً مسيحياً ذلك الذي بسلوكه يُعثِر مؤمناً حديثاً بتجاوزه الخطّ الرفيع ما بين الحرية والإجازة ويُشاهَد منشغلاً بنشاط مثير للتساؤلات، فيأخذ المؤمن الحديث بتفسير سلوكه كأنه سلوك مسيحي مقبول ويتخلّى عن طريق الإنفصال الروحي ليغرق في حياة دنيوية ومتساهلة.
ينبغي أن نأخذ حذرنا برزانة من كلمات المخلِّص بأنه أمرٌ خطير جداً المساهمة في الجنوح الأخلاقي أو المعنوي أو الروحي للصغار التابعين له. إنه من الأفضل أن يغرق في مياه حقيقية من أن يغرق في بحر الشعور بالذنب والخزي والندم لتسبُّبه لأحد هؤلاء الصغار بالسقوط في الخطيئة.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:09 PM

«وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ.» (أفسس 4:5)


ينبغي تجنّب الطيش الزائد لأنه يؤدي حتماً إلى حدوث تسرّب للقوى الروحية.
يتعامل الواعظ مع قضايا خطيرة، مع الموت والحياة، مع الزمن والأبدية، وقد يتمكَّن من تقديم عظة نموذجية، ولكن إذا احتوَت فكاهات لا مبرر لها، فإن الناس يتذكرون الفكاهات وينسون الباقي.
قد تتبدد في كثير من الأحيان قوة الرسالة بحديث المرح بعد ذلك، فنداءٌ مُهيب للإنجيل قد ينتج عنه صمت الأبدية مخيماً على الإجتماع، لكن عندما يقف الناس للخروج تنطلق ضجة من الثرثرة الإجتماعية، فيتحدث الناس عن الأهداف في لعبة كرة القدم أو العمل اليومي، فلا عجب أن الروح القدس يحزن ولا شيء يحدث لأجل ﷲ.
إن شيوخ الكنيسة الذين يطلقون الفكاهات باستمرار، لهم تأثيرٌ حقيقي يكاد لا يُذكر على الشباب الذين ينظرون إليهم للإستلهام، فربما يعتقدون أن طرافتهم تجعلهم يتواصلون مع الشباب، ولكن الحقيقة هي أن الشباب يشعرون بإحساس قوي بخيبة الأمل.
هناك شكلٌ ضارٌ خاص من أشكال الهزل عند التلاعب اللفظي بكلام الكتاب المقدس بإستعمال مقاطع منه لإثارة الضحك بدل إحداث تغييرٌ في الحياة، ففي كل مرّة نتلاعب بكلام على الكتاب المقدس نقلّل بذلك من الإحساس بسلطته في حياتنا نحن وفي حياة الآخرين، وهذا لا يعني أن المؤمن يجب أن يكون مُنَغّصاً وقاتماً دون إظهار أي أثر لروح الدُعابة، وذلك ما يعني أن عليه التحكُّم بدُعابته بحيث لا تلغي رسالته.
يُحدِّث السيد كيركيجارد، عن مهرّج السيرك الذي دخل إلى مدينة صارخاً بأن خيمة السيرك على مشارف المدينة تحترق بالنار، إستمع الناس لصراخه وانفجروا بالضحك. لقد فقد مصداقيّته لإنشغاله الدائم في التهريج.
كان تشارلز سايمون يحتفظ بصورة هنري مارتن في مكتبه، وكلّما دخل سايمون إلى الغرفة كان يبدو له أن مارتن يتبعه بعينيه ويقول «كن جِدياًّ، كن جِدياًّ، لا تمزح، لا تضيع الوقت على التوافه»، ويجيب سايمون، «نعم، سأكون جِدياًّ، سأكون جِدياًّ، لن أَضيع الوقت على التوافه لأن النفوس تهلَك، وينبغي تمجيد يسوع».

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:10 PM

«وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ.» (أفسس 4:5)


ينبغي تجنّب الطيش الزائد لأنه يؤدي حتماً إلى حدوث تسرّب للقوى الروحية.
يتعامل الواعظ مع قضايا خطيرة، مع الموت والحياة، مع الزمن والأبدية، وقد يتمكَّن من تقديم عظة نموذجية، ولكن إذا احتوَت فكاهات لا مبرر لها، فإن الناس يتذكرون الفكاهات وينسون الباقي.
قد تتبدد في كثير من الأحيان قوة الرسالة بحديث المرح بعد ذلك، فنداءٌ مُهيب للإنجيل قد ينتج عنه صمت الأبدية مخيماً على الإجتماع، لكن عندما يقف الناس للخروج تنطلق ضجة من الثرثرة الإجتماعية، فيتحدث الناس عن الأهداف في لعبة كرة القدم أو العمل اليومي، فلا عجب أن الروح القدس يحزن ولا شيء يحدث لأجل ﷲ.
إن شيوخ الكنيسة الذين يطلقون الفكاهات باستمرار، لهم تأثيرٌ حقيقي يكاد لا يُذكر على الشباب الذين ينظرون إليهم للإستلهام، فربما يعتقدون أن طرافتهم تجعلهم يتواصلون مع الشباب، ولكن الحقيقة هي أن الشباب يشعرون بإحساس قوي بخيبة الأمل.
هناك شكلٌ ضارٌ خاص من أشكال الهزل عند التلاعب اللفظي بكلام الكتاب المقدس بإستعمال مقاطع منه لإثارة الضحك بدل إحداث تغييرٌ في الحياة، ففي كل مرّة نتلاعب بكلام على الكتاب المقدس نقلّل بذلك من الإحساس بسلطته في حياتنا نحن وفي حياة الآخرين، وهذا لا يعني أن المؤمن يجب أن يكون مُنَغّصاً وقاتماً دون إظهار أي أثر لروح الدُعابة، وذلك ما يعني أن عليه التحكُّم بدُعابته بحيث لا تلغي رسالته.
يُحدِّث السيد كيركيجارد، عن مهرّج السيرك الذي دخل إلى مدينة صارخاً بأن خيمة السيرك على مشارف المدينة تحترق بالنار، إستمع الناس لصراخه وانفجروا بالضحك. لقد فقد مصداقيّته لإنشغاله الدائم في التهريج.
كان تشارلز سايمون يحتفظ بصورة هنري مارتن في مكتبه، وكلّما دخل سايمون إلى الغرفة كان يبدو له أن مارتن يتبعه بعينيه ويقول «كن جِدياًّ، كن جِدياًّ، لا تمزح، لا تضيع الوقت على التوافه»، ويجيب سايمون، «نعم، سأكون جِدياًّ، سأكون جِدياًّ، لن أَضيع الوقت على التوافه لأن النفوس تهلَك، وينبغي تمجيد يسوع».

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:12 PM

«لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ.» (يوحنا الأولى15:2)


لقد تمَّ تعريف العالم في العهد الجديد على أنه مملكة مناوئة للّه والشيطان حاكمها وكل غير المؤمنين رعاياها، هذه المملكة تُغري الإنسان من خلال شهوة العيون وشهوة الجسد وتعظُّم المعيشة، هو مجتمع يحاول فيه الإنسان أن يجعل نفسه سعيداً من دون ﷲ، وإسم يسوع المسيح غير مرغوب فيه. يقول دكتور جليسون آرتشار إن العالم «جهاز منظم من العصيان ومحبة الذات وعداوة ﷲ، مما يميز الجنس البشري كونه مناهض للّه».
لدى العالَم مُلهياته الخاصة به، من سياسة وموسيقى وفنون وديانة وأساليب تفكير ونمط حياة، وهو يسعى لإجبار الجميع لكي يتوافق معه ويكره أولئك الذين يرفضون، وهذا ما يفسّر كراهيته للرَّب يسوع.
لقد مات يسوع لينقذنا من العالم، والآن صُلب العالم لنا ونحن للعالم، إنها خيانة حقيقية أن يحب المؤمن العالم في أي شكل من أشكاله، وفي الواقع، يقول الرسول يوحنا إن أولئك الذين يحبون العالم هم أعداء ﷲ.
إن المؤمنين ليسوا من العالم، لكنهم أُرسِلوا إليه لكي يشهدوا ضده، ولكي يشجبوا أعماله وشرَّه ويكرزوا بالخلاص منه بالإيمان بالرَّب يسوع المسيح.
لقد دُعيَ المسيحيون ليسلكوا منفصلين عن العالم، فكان هذا في السابق مقصوراً على الإمتناع عن الرقص والمسرح والتدخين والسُكُر ولعب الورق والقمار، لكنه ينطوي على أكثر من ذلك بكثير، فالكثير ممّا يظهر على شاشة التلفاز يُعتبر عالمياً، مثيراً لشهوة العيون وشهوة الجسد. الكبرياء أمر عالمي، سواء كانت كبرياء الألقاب، الشهادات، الرواتب، التراث أو الأسماء اللامعة، كذلك تعتبر حياة الرفاهية عالمية، سواء كانت منازل فخمة أو أصنافاً من الأطعمة أو الملابس والجواهر التي تجذب الإنتباه أو السيارات الفخمة وكذلك حياة الراحة والمسرّات والإنفاق الكثير على الرحلات البحرية والتسوّق والرياضة والإستجمام، وما نطمح إليه لأنفسنا ولأولادنا قد يكون عالمياً حتى حين نبدو روحيين ورعين. أخيراً فإن ممارسة الجنس خارج الزواج هو شكل من التصرف العالمي.
وهكذا كلّما ازددنا إخلاصاً للرَّب وبِعنا أنفسنا له كلّما قلَّ وقتنا للترفيه والتلهّي. لقد قال ستاسي وودز «إن مقياس تكريسنا للمسيح هو مقياس إنفصالنا عن العالم».
نحن لسنا إلا غرباءٌ هنا، فلا نَحِنُّ إلى بيت على أرضٍ لم تعطِك إلا قبراً،
صليبِك قَطَع ما يربطنا به هنا فأنت كَنزنُا في حقلِ أكثر إشراقاً. ج. ديك

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:13 PM

«سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقٍّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهَذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضاً.» (فيلبي18:1)


إنه لأمر شائع بين الناس، إعترافهم بأنه لا صلاح خارج دائرتهم الخاصة. يبدو الأمر كما لو كان لديهم إحتكار على التَميُّز، ويرفضون الإعتراف بأن أي شخص آخر يمكنه أن يكون أو يقوم بأي شيء قابل للمقارنة، إنهم يذكّروننا بملصقة فكاهية على مؤخرة سيارة تقول «أنا بخير، فأنت بخير أيضاً» وحتى هذه قد تكون قبولاً عن مضض لبعضهم في قولها.
إن كنيستهم هي الوحيدة الصحيحة وخدمتهم للرَّب هي الوحيدة المهمة، ووجهات نظرهم حول كافة المواضيع هي الوحيدة الموثوق بها. إنهم أناس تموت معهم الحكمة.
لم يكن بولس ينتمي إلى تلك المدرسة، فقد أقرَّ بأن الآخرين كانوا يكرزون بالإنجيل أيضاً، صحيح أن بعضهم كان يفعل ذلك بدافع الغيرة على أمل إزعاجه، لكنه بقي قادراً على منحهم الفضل في إعلان الإنجيل، ويمكن أن يبتهج بأنه يُنادَى بالمسيح.
كتب دونالد جوثري في تفسيره الرسائل الرعوية «يتطلّب الأمر نعمة عظيمة من طرف المفكّرين المستقلّين ليعترفوا بأنه يمكن للحق أن يجري في قنوات غير قنواتهم».
إنها ميزة مُمَيّزة تتصف بها البِدَعِ وهي أن قادتهم يدَّعون بأن لهم الكلمة الأخيرة في جميع مسائل الإيمان والأخلاق، يطلبون طاعة عمياء لكل تصريحاتهم ويسعون إلى عزل أتباعهم من الإتصال مع أية آراء مخالفة.
في مقدمة ترجمة الكتاب المقدس (kj، الملك جيمس) التي نادراً ما تُقرأ، كتب المترجمون عن «الإخوة المعجبون بأنفسهم الذين يسيرون في طرقهم الخاصة، ولا يبدون إعجاباً بأي شيء سوى بما يضعوه في إطارهم ويطرقونه على سندانهم».
إن الدرس لنا هو أن نكون ذوي نفوس منفتحة، وعلى إستعداد للإعتراف بالصلاح إينما وجدناه وندرك أنه لا يوجد مؤمن أو شركة مسيحية تستطيع الإدعاء أنها هي الوحيدة الصحيحة أو أنها وحدها تملك زاوية تطلُّ على الحق.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:14 PM

«فَرَطَ بِشَفَتَيْهِ.» (مزمور33:106)


عندما تذمّر بنو إسرائيل من شُحّ المياه في برية قادش، قال ﷲ لموسى إن المياه ستتدفق إن هو كلَّم الصخرة، لكن موسى كان قد ضجر الآن من الشعب، حتى أنه انتقدهم قائلاً «إسمعوا أيّها المرَدَة. أمِن هذه الصخرة نُخرج لكم ماء؟» ثم ضرب الصخرة مرّتيَن بعصاه، فبكلامه الغاضب وتصرفه بعصيان أساء تمثيل ﷲ أمام الشعب، وكانت النتيجة أنه خسر إمتياز قيادة بني إسرائيل إلى أرض الميعاد (عدد20: 1-13).
من السهل على رجلٍ ذي غيرة ملتهبة أن يكون مفرطاً مع المؤمنين الآخرين. فهو منضبط النفس بينما هم يُعامَلون كأطفال دائماً وهو كثير المعرفة بينما هم جهلة.
ولكن ما يجب عليه أن يتعلّمه هو أنهم لا يزالون شعب ﷲ المحبوبين وأن الرَّب لن يتسامح مع أية إساءة كلامية بحقهم، إن الوعظ بكلمة ﷲ بمثل هذه القوة لكي يَقنَع الناس ويُبكَّتوا هو شيء واحد، ولكن أن يُوبَّخوا بشدّة كتعبير عن غضب شخصي فهذا شيء آخر، مما قد يحرم الشخصَ من أفضل مكافآت ﷲ.
عندما ورَد سرد أسماء رجال داود البارزين في صموئيل الثاني 23 بدا واضحاً أن إسم واحد منهم كان غائباً، وهو إسم يوآب رئيس جند داود، لكن لماذا يغيب إسمه؟ لقد قيل أن السبب هو في أن يوآب إستخدم السيف ضد بعض أصدقاء داود، فإذا كان الأمر كذلك، فإن الحدَث مليءٌ بالتحذير لنا عندما نُغرى باستخدام ألسنتنا كسيف ضد شعب ﷲ.
عندما أراد يعقوب ويوحنا، أبنا الرعد، أن يطلبا إنزال نار من السماء على السامريين، قال يسوع: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا!» (لوقا9:55) وكم سَديد هذا التوبيخ لنا عندما نتكلم بشفاهنا بلا تروٍ لهؤلاء الذين هم له ليس بالخليقة فقط (كما كان السامريين) بل بالفداء أيضاً.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:15 PM

«…أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ.» (رومية2:2)


إن ﷲ هو الوحيد في الكون المؤهّل تماماً للحكم. يمكننا أن نكون شاكرين دوماً أنه لم يعهد إلينا بالدينونة الأخيرة. فكِّر ببعض أشكال العَجْز التي يعمل في ظلها قاضي المحاكم الأرضي، فمن المستحيل له أن يكون موضوعياًّ تماماً، فقد يتأثر بشهرة المُدَّعى عليه أو بمظهره، وقد يتأثر بالرشاوى أو غيرها من الإعتبارات الأكثر مكراً، إنه لا يمكنه دائماً معرفة ما إذا كان الشاهد يكذب، أو إن لم يكن يكذب فربما يكون الشاهد حاجباً للحقيقة، أو بالإضافة لذلك قد يكون متستراً على الحقيقة، أو أخيراً، قد يكون جدّياً لكن غير دقيق.
لا يمكن للقاضي أن يعرف دائماً دوافع الذين يتعامل معهم، بينما من المهم معرفة الدوافع في كثير من القضايا القانونية. يمكن خداع جهاز كشف الكذب، ويتمكَّن المجرمون العتاة من السيطرة أحياناً على ردود أفعالهم النفسية إزاء الذنب.
لكن ﷲ القاضي الكامل، يمتلك المعرفة المطلقة لجميع الأفكار والأفعال والدوافع، وبإمكانه أن يدين أسرار قلوب البشر وهو يعرف كل الحقيقة ولا يمكن إخفاء شيء عنه، وهو لا يحابي الوجوه بل يعامل كل واحد بلا تمييز، ويعرف المقدرة العقلية التي وُهبت لكل واحد، ولا يكون المعتوه مسؤولاً عن أعماله كالباقين، إنه يعرف مدى القوة المعنوية المختلفة لدى رعاياه، فالبعض يقاوم التجربة بسهولة أكثر من البعض الآخر، وهو يعرف إختلاف الإمتيازات والفرص التي لدى كل واحد، وإلى أي مدى أخطأ الشخص ضد النور، إنه يكشف خطايا الإغفال بسهولة وكذلك الخطايا مع سبق الإصرار والخطايا السِّرية بسهولة كالخطايا العلنية.
لذلك عند التعامل مع الوثني الذي لم يسمع الإنجيل بتاتاً لا يكون هناك داعٍ للخوف بأن ﷲ سيُعامَله بظُلم، أو أنه لا يثأر للذين عانوا ظلماً خلال الحياة، أو أن الطغاة الأشرار الذين نجوا في هذه الحياة يذهبون دون عقاب.
إن القاضي الجالس في مقعده هو قاضٍ كامل، وعدله يكون وفقاً للحقيقة وبالتالي مطلق الكمال.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:16 PM

«وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ فَهِيَ تُهْرَقُ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعاً.» (لوقا 38،37:5)


الزِقاق المُشار إليها هنا هي في الواقع حاوية مصنوعة من جلد الحيوان، فعندما تكون جديدة، تكون مرنة وليّنة إلى حدٍ ما، لكن عندما تصير قديمة تصبح قاسية وغير مرنة، فإذا وُضِعَت خمراً جديدة في زِقاقٍ عتيقة، فإن عملية تخمير النبيذ تولِّد كثيراً من الضغط لدرجة أن الزقاق العتيقة لا تتحمله، فتنفجِر.
وهنا في إنجيل لوقا الأصحاح الخامس يستخدم يسوع هذا المثل لتوضيح التضارب بين اليهودية والمسيحية. يقول إن «النماذج التي عفا عليها الزمن من شرائع وتقاليد وطقوس يهودية كانت صارمة جداً من أن تحتوي الفرح والحيوية والطاقة في التدبير الإلهي الجديد».
هذا الفصل يتضمَّن توضيحات مثيرة في الأعداد18-21، فنرى أربعة رجال ينزعون سقف أحد البيوت من أجل إحضار صديقهم المشلول إلى يسوع كي يشفيه. إن أسلوبهم المبتكر وغير التقليدي يمثل توضيحاً عن الخمرة الجديدة، وفي العدد21 يبدأ الفرّيسيون والكتبة بإيجاد أخطاء في يسوع، فَهُم الزِقاق العتيقة. مرة أخرى، في الأعداد27-29 نجد التجاوُب الحماسي للَّاوي لدعوة المسيح، والوليمة التي أقامها لتعريف أصدقائه بيسوع، هذه هي الخمرة الجديدة، وفي العدد30 يتذمّر الكتبة والفريسيون مرة أخرى، فَهُم الزِقاق العتيقة.
نرى ذلك في نواحي الحياة كلها، إذ يعتاد الناس على طرق تقليدية لعمل الأشياء ويجدون صعوبة في التكيّف مع التغيير. فللمرأة طريقتها الخاصة في غسل الأطباق تنزعج عندما ترى شخصاً آخر يحوّم حول المجلى، وللزوج أيضاً فكرته الخاصة بشأن طريقة قيادة السيارة، فهو يفقد عقله تقريباً عندما تسوق زوجته أو أولاده السيارة.
لكن الدرس العظيم بالنسبة لنا جميعاً يتمحور في المجال الروحي، ينبغي أن نكون مَرِنين بما يكفي كي نسمح للفرح والإبتهاج والحماس للإيمان المسيحي أن يظهر حتى لو جاء ذلك بطرق غير تقليدية. فنحن لا نريد ولا نحتاج النماذج التقليدية والباردة للفريسيين الذين جلسوا جانباً منتقدين عندما كان ﷲ يعمل.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:17 PM

«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ.» (يوحنا24:12)


جاء في أحد الأيام بعض اليونانيين إلى فيلبس بطلب نبيل «يا سيد، نريد أن نرى يسوع!»، ولكن لماذا أرادوا أن يروه؟ ربما كانوا يريدون العودة به إلى أثينا كفيلسوف شهير جديد، أو ربما أرادوا أن ينقذوه من الصلب والموت والذي يبدو الآن أمراً حتمياً.
فأجاب يسوع بأحد قوانين الحصاد العظيمة؛ يجب أن تسقط حبة من الحنطة في الأرض وتموت إذا ما كان لها أن تصبح مثمرة، ولو كان ليسوع أن ينقذ نفسه من الموت لكان قد بقي وحده يتمتع بأمجاد السماء ولن يكون هناك خطأة مُخلَّصون ليشاركوه مجده، ولكن اذا مات، فهو يُعِدَّ طريقاً للخلاص يحصل الكثيرون بواسطتها على الحياة الأبدية، وكان من الضروري له أن يموت موتاً فِدائياً بدلاً من أن يحيا حياة مريحة.
قال ت.ج راجلاند مرة «من بين جميع الخطط لضمان النجاح، كانت خطة يسوع عندما أصبح حبة حنطة تقعُ في الأرض وتموت، فإذا رفضنا أن نكون حبوب حنطة، وإذا لم نُضحِّ بإمكانياتنا أو نخاطر بصيتنا أو بممتلكاتنا وصحتنا، وحين ندعى ولا نتخلى عن بيوتنا، ولا نقطع علاقاتنا العائلية لأجل المسيح، عندها سنبقى وحدنا. لكن إن رغبنا أن نكون مثمرين، فيجب علينا أن نتبع ربّنا المبارك نفسه بأن نصير حبة من حنطة ونموت، عندها سوف نأتي بثمر كثير».
قبل عدة سنوات قرأت عن مجموعة من المبشرين في أفريقيا عملوا بلا كلل لسنين عديدة دون أن يروا أي ثمر باقٍ للرَّب، وفي يأس، أعلنوا أخيراً عن عقد مؤتمر إعتكاف أمام ﷲ بالصلاة والصوم، وفي النقاش الذي تلا ذلك قال أحد المُرسلين «لا أظن أننّا سنرى بركات حتى تقع حبة من الحنطة في الأرض وتموت»، وبعد ذلك بأيام قليلة، وقع ذاك المرسل نفسه مريضاً ومات، عندها بدأ الثمر وحصاد البَركة التي قد تنبّأ عنها.
كتب صموئيل زويمر ما يلي:
لا مكسب إلا بالخسارة لا خلاص إلا بالصليب
لكي تتكاثر حبة الحنطة يجب أن تقع في الأرض وتموت
كلما تُحصد حقولٌ ناضجة ها هي تلوِّح إلى الرَّب حُزمها الذهبية
تأكّد أن بعض الحنطة قد مات ونفس أحدهم قد صُلبت
أحد ما قد صارع، بكى وصلّى وحارب أجناد الجحيم دون خوف

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:18 PM

«كُفُّوا عَنِ الإِنْسَانِ الَّذِي فِي أَنْفِهِ نَسَمَةٌ لأَنَّهُ مَاذَا يُحْسَبُ؟» (أشعياء22:2)


عندما نمنح رجلاً أو إمرأة مكانةً في حياتنا من الواجب أن تكون للّه وحده، سنلاقي خيبة أمل مريرة، وندرك سريعاً أن أفضل الناس هم أُناس في أحسن الأحوال على الرغم من أنهم قد تكون لهم بعض الصفات الحسنة جداً، ومع ذلك لا يزال لديهم أرجُل من حديد وخزف، هذا يبدو وكأنه سخرية لكنه ليس كذلك، إنها حقيقة.
عندما كان الغزاة يهدّدون أورشليم، توقَّع سكان يهوذا من مصر إن تنقذهم، فاستنكر إشعياء هذه الثقة التي وضعوها في غير محلها، وقال، «إِنَّكَ قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هَذهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ عَلَى مِصْرَ الَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا. هَكَذَا فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ» (إشعياء6:36)، وقال إرميا لاحقاً في ظل ظروف مماثلة «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ» (إرميا5:17).
لقد أظهَر مرنِّم المزامير بصيرة حقيقية حول هذا الموضوع عندما كتب: «الإِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ. الإِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ» (مزمور9،8:118)، ومّرة أخرى: «لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ وَلاَ عَلَى إبْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدهُ. تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارهُ» (مزمور4،3:146).
بطبيعة الحال، ينبغي علينا الإدراك بأن هناك بعض الإحساس في أنه يتعيَّن علينا الثقة ببعضنا البعض، إذ ماذا يكون حال الزواج، على سبيل المثال، بدون قدرٍ معيَّن من الثقة والاحترام؟ وفي الحياة التجارية، يستند إستخدام الصكوك والمال على نظام من الثقة المتبادلة، ونثق بالأطباء حتى يشَخِّصوا الداء ويعطوا وصفة الدواء بشكل صحيح، ونحن نثق بالمُلصَقات الموجودة على العُلَب في سوق الطعام، وقد يكون من المستحيل تقريباً العيش في أي مجتمع من دون بعض الثقة في زملائنا.
لكن يأتي الخطر عندما نثق بالإنسان للقيام بما لا يمكن لأحد القيام به إلا ﷲ، وعندما نُنزِل الرَّب عن عرشه ونُجلِس عليه إنساناً فكل ما يُبعد ﷲ عن محبتنا ويأخذ مكانه في ثقتنا وكل من يغتصب صلاحياته في حياتنا، سيخيِّب آمالنا بمرارة بكل تأكيد، وسوف ندرك بعد فوات الأوان أن الإنسان لا يستحق ثقتنا.
23 أيار
«لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي» (يوحنا21:17).
في صلاته العظيمة كرئيس كهنة، صلّى رَّبنا مرتّين أن يكون شعبه واحداً (أعداد21، 22، 23)، صلاة الوحدة هذه فُهِمت لتكون دعماً كتابياً للحركة المسكونية. إنه إتحادٌ تنظيمي عظيم لجميع الكنائس التي تعترف بالمسيحية. ومما يُؤسف له أن هذه الوحدة المسكونية تتحقق عن طريق التنازل أو إعادة تفسير العقائد المسيحية الأساسية. وكما كتب مالكوم مُجريدج: «إن واحدة من أكبر المفارقات في زماننا أن المسكونية تنتصر فقط عندما لا يوجد هناك أي شيء مسكوني. ومن المرجَّح أن الهيئات الدينية المختلفة ستجد سهولة في إنضمامها معاً لأنها تؤمن بالقليل فقط، وعليه فإن هناك القليل مما تختلف حوله».
فهل هذه هي الوحدة التي كان الرَّب يسوع يصلّي من أجلها في يوحنا17؟ لا نعتقد ذلك، فقد قال أن الوحدة التي كانت بفكره من شأنها أن تؤدي إلى أن يؤمن العالم بأن ﷲ قد أرسله، ومن المشكوك فيه جداً أن يكون لأي إتحاد خارجي مثل هذا التأثير.
لقد عرَّف الرَّب طبيعة هذا الإتحاد عندما قال: «كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا»، وقال أيضاً «…لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلينَ إلَى وَاحد». ما هي الوحدة التي يشترك فيها الآب والإبن والتي يمكن أن يكون لنا دور فيها؟ إنها ليست حقيقة ألوهيّتهما، إذ لا يمكننا أن نشارك في ذلك. أود أن أقترح أن الرب يسوع كان يشير إلى وحدة على أساس التشابه الأدبي المشترك، كان يصلّي لكي يكون المؤمنون وحدةً في إظهار صفات ﷲ والمسيح للعالم، مِما قد يعني حياة البِرّ والقداسة والنعمة والمحبة والطهارة وطول الأناة والتعفف والوداعة والفرح والسخاء.يقترح رونالد سايدر في كتاب (المسيحية الغنية في عالم الجوع) بأن الوحدة التي صلّى المسيح لأجلها كانت قد إستُعلنت عندما شارك المسيحيون الأوائل بعضهم البعض بحريّة كلما اقتضت الحاجة لذلك، إذ كان لديهم روح الشركة، «كانت صلاة يسوع أن وحدة محبة أتباعه ستكون لافتة للنظر بحيث تقنع العالم على أن مجيئه من عند الآب قد إستُجيبَ له ولو مرة واحدة، وقد حدث هذا في كنيسة أورشليم. إن نوعية حياتهم غير العادية أعطت السلطة للكرازة الرسولية» (راجع أعمال2: 45-47، 4: 32-35).
سيكون لوحدة كهذه تأثير عميقٌ على العالم اليوم، وكمسيحيين، نقدِّم شهادة موحدة تعكس حياة الرَّب يسوع، ومن شأنها أن تدين غير المؤمنين على إثمهم لكي يعطشوا للماء الحي. إن مأساة اليوم هي أنه يصعب التمييز ما بين العديد من المسيحيين وبين جيرانهم الدنيويين، وفي ظروف كهذه يضعف دافع غير المؤمنين كي يقبلوا الإيمان.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:19 PM

«لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.» (يوحنا21:17)


عندما نمنح رجلاً أو إمرأة مكانةً في حياتنا من الواجب أن تكون للّه وحده، سنلاقي خيبة أمل مريرة، وندرك سريعاً أن أفضل الناس هم أُناس في أحسن الأحوال على الرغم من أنهم قد تكون لهم بعض الصفات الحسنة جداً، ومع ذلك لا يزال لديهم أرجُل من حديد وخزف، هذا يبدو وكأنه سخرية لكنه ليس كذلك، إنها حقيقة.
عندما كان الغزاة يهدّدون أورشليم، توقَّع سكان يهوذا من مصر إن تنقذهم، فاستنكر إشعياء هذه الثقة التي وضعوها في غير محلها، وقال، «إِنَّكَ قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هَذهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ عَلَى مِصْرَ الَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا. هَكَذَا فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ» (إشعياء6:36)، وقال إرميا لاحقاً في ظل ظروف مماثلة «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ» (إرميا5:17).
لقد أظهَر مرنِّم المزامير بصيرة حقيقية حول هذا الموضوع عندما كتب: «الإِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ. الإِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ» (مزمور9،8:118)، ومّرة أخرى: «لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ وَلاَ عَلَى إبْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدهُ. تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارهُ» (مزمور4،3:146).
بطبيعة الحال، ينبغي علينا الإدراك بأن هناك بعض الإحساس في أنه يتعيَّن علينا الثقة ببعضنا البعض، إذ ماذا يكون حال الزواج، على سبيل المثال، بدون قدرٍ معيَّن من الثقة والاحترام؟ وفي الحياة التجارية، يستند إستخدام الصكوك والمال على نظام من الثقة المتبادلة، ونثق بالأطباء حتى يشَخِّصوا الداء ويعطوا وصفة الدواء بشكل صحيح، ونحن نثق بالمُلصَقات الموجودة على العُلَب في سوق الطعام، وقد يكون من المستحيل تقريباً العيش في أي مجتمع من دون بعض الثقة في زملائنا.
لكن يأتي الخطر عندما نثق بالإنسان للقيام بما لا يمكن لأحد القيام به إلا ﷲ، وعندما نُنزِل الرَّب عن عرشه ونُجلِس عليه إنساناً فكل ما يُبعد ﷲ عن محبتنا ويأخذ مكانه في ثقتنا وكل من يغتصب صلاحياته في حياتنا، سيخيِّب آمالنا بمرارة بكل تأكيد، وسوف ندرك بعد فوات الأوان أن الإنسان لا يستحق ثقتنا.
23 أيار
«لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي» (يوحنا21:17).
في صلاته العظيمة كرئيس كهنة، صلّى رَّبنا مرتّين أن يكون شعبه واحداً (أعداد21، 22، 23)، صلاة الوحدة هذه فُهِمت لتكون دعماً كتابياً للحركة المسكونية. إنه إتحادٌ تنظيمي عظيم لجميع الكنائس التي تعترف بالمسيحية. ومما يُؤسف له أن هذه الوحدة المسكونية تتحقق عن طريق التنازل أو إعادة تفسير العقائد المسيحية الأساسية. وكما كتب مالكوم مُجريدج: «إن واحدة من أكبر المفارقات في زماننا أن المسكونية تنتصر فقط عندما لا يوجد هناك أي شيء مسكوني. ومن المرجَّح أن الهيئات الدينية المختلفة ستجد سهولة في إنضمامها معاً لأنها تؤمن بالقليل فقط، وعليه فإن هناك القليل مما تختلف حوله».
فهل هذه هي الوحدة التي كان الرَّب يسوع يصلّي من أجلها في يوحنا17؟ لا نعتقد ذلك، فقد قال أن الوحدة التي كانت بفكره من شأنها أن تؤدي إلى أن يؤمن العالم بأن ﷲ قد أرسله، ومن المشكوك فيه جداً أن يكون لأي إتحاد خارجي مثل هذا التأثير.
لقد عرَّف الرَّب طبيعة هذا الإتحاد عندما قال: «كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا»، وقال أيضاً «…لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلينَ إلَى وَاحد». ما هي الوحدة التي يشترك فيها الآب والإبن والتي يمكن أن يكون لنا دور فيها؟ إنها ليست حقيقة ألوهيّتهما، إذ لا يمكننا أن نشارك في ذلك. أود أن أقترح أن الرب يسوع كان يشير إلى وحدة على أساس التشابه الأدبي المشترك، كان يصلّي لكي يكون المؤمنون وحدةً في إظهار صفات ﷲ والمسيح للعالم، مِما قد يعني حياة البِرّ والقداسة والنعمة والمحبة والطهارة وطول الأناة والتعفف والوداعة والفرح والسخاء.يقترح رونالد سايدر في كتاب (المسيحية الغنية في عالم الجوع) بأن الوحدة التي صلّى المسيح لأجلها كانت قد إستُعلنت عندما شارك المسيحيون الأوائل بعضهم البعض بحريّة كلما اقتضت الحاجة لذلك، إذ كان لديهم روح الشركة، «كانت صلاة يسوع أن وحدة محبة أتباعه ستكون لافتة للنظر بحيث تقنع العالم على أن مجيئه من عند الآب قد إستُجيبَ له ولو مرة واحدة، وقد حدث هذا في كنيسة أورشليم. إن نوعية حياتهم غير العادية أعطت السلطة للكرازة الرسولية» (راجع أعمال2: 45-47، 4: 32-35).
سيكون لوحدة كهذه تأثير عميقٌ على العالم اليوم، وكمسيحيين، نقدِّم شهادة موحدة تعكس حياة الرَّب يسوع، ومن شأنها أن تدين غير المؤمنين على إثمهم لكي يعطشوا للماء الحي. إن مأساة اليوم هي أنه يصعب التمييز ما بين العديد من المسيحيين وبين جيرانهم الدنيويين، وفي ظروف كهذه يضعف دافع غير المؤمنين كي يقبلوا الإيمان.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:20 PM

«غِنَى الْبُطْلِ يَقِلُّ.» (أمثال11:13)


«ربما تكون قد ربحت 100،000$!» من هذه وأمثالها، ينهال علينا إغراء المشاركة في شكل من أشكال المقامرة باستمرار. عندما تتسوّق ربة البيت في المُجمَّع التجاري فهي تُغرَى بآخر مراهنات يانصيب، يتم تشجيع المواطن العادي ليسجِّل إسمه للإشتراك في إحدى المجلاّت (إضافة للإشتراك في مجلة) ليشترك في يانصيب قادم ينطوي على الملايين، أو ربما تكون مسابقة البِنجو التي تؤكد لك على وجه التقريب أنك ستربح.
ثم بالطبع، هناك أشكال أكثر وضوحاً مثل لعبة الروليت، سباق الخيول، سباق الكلاب ولعبة الأرقام إلخ.
فماذا يقول الكتاب المقدس في كل هذا؟ لا يقول قولاً حسناً!
يقول، «غِنَى الْبُطْلِ يَقِلُّ وَالْجَامِعُ بِيَدهِ يَزْدَادُ» (أمثال11:13).
يقول، «ذُو الْعَيْنِ الشِّرِّيرَةِ يَعْجَلُ إِلَى الْغِنَى وَلاَ يَعْلَمُ أَنَّ الْفَقْرَ يَأْتِيهِ» (أمثال 22:28).
ويقول أيضاً، «حَجَلَةٌ تَحْضُنُ مَا لَمْ تَبِضْ مُحَصِّلُ الْغِنَى بِغَيْرِ حَقٍّ. فِي نِصْفِ أَيَّامِهِ يَتْرُكُهُ وَفِي آخِرَتِهِ يَكُونُ أَحْمَقَ» (إرميا11:17).
في حين أن الوصايا العشر لا تقول صراحة «لا تقامر»، لكنها تقول «لا تَشْتَهِ» (خروج17:20)، فما القِمار إلا شكل من أشكال الشهوة.
سوف يكون للقمار دائماً دلالة لدى المؤمنين عندما يتذكّرون أن الجند الرومان ألقوا قرعة على رداء المخلّص عند مشهد صلبه.
فكِّر أيضاً بالفقر والحزن الذي يجلبه المقامر المُدمن على عائلته، والجرائم التي اقترفت لإستعادة الخسارة، وصداقات الشر التي عادة ما تلازم القمار الأمر الذي يُنظر إليه على أنه لا مكان له في حياة المسيحي.
إن بولس بعد ما ذكَّر تيموثاوس بأنه ينبغي على المؤمن أن يكون مكتفياً بالمأكل والملبس، يحذِّر «وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ» (تيموثاوس الأولى 9:6).

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:21 PM

«…فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا.» (متى15:18)

لو قال أو عمل أحدهم شيئاً أساء به إليك أو أزعجك بطريقة ما، يطلب إلينا الكتاب المقدس أن نذهب ونخبره بخَطئِهِ، لكنك لا تريد عمل هذا لأنه صعب عليك.
تبدأ بكبت الموضوع، وتأخذ باستعادة ما قد فعل، وكيف كان مخطئاً نحوك. عندما تنهمك في شغل ما، يستعيد فكرك التفاصيل كلها، وتصبح عصارات معدتك حامضة. وعندما تحاول النوم، يأتيك الحادث المؤسف، ويرتفع الضغط في الأوعية الدموية. يخبرك الكتاب المقدس أن تذهب وتعاتبه، إلا أنك لا تجرؤ على مواجهته.
تحاول أن تفكر بطريقة ما لتوصل الرسالة دون ذكر أسماء، أو تتوقع حدوث أمر ما يجلب له العار على فعلته. إلا أن شيئاً لا يحدث من هذا القبيل. أنت تعرف ما ينبغي أن تفعله لكنك تخشى صدمة المواجهة وجهاً لوجه.
وبمضي الوقت يأخذ الحادث بإيلامك أكثر بكثير مما يؤلمه. يمكن للناس أن يلاحظوا من مظهرك الكئيب أن أمراً ما يقلقك. عندما يكلّمونك يكون فكرك منشغلاً في عالم آخر، يتضرّر عملك لأن ذهنك مشغول، وعلى وجه العموم أنت شارد الذهن قليل التأثير، ولكن الكتاب المقدس لا يزال يقول لك «فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا»، ولأنك تتمتع بإرادة قوية منعتك نفسك عن أن تتحدث إلى أي شخص آخر في الموضوع، لكن أخيراً يصبح الضغط غير محتملٍ فتضعُف وتخبِر شخصاً واحداً فقط من زملائك في حلقة الصلاة، وبدل أن يُظهِر بعض التعاطف معك يقول، «لمَ لا تذهب وتتكلم إلى الشخص الذي أساء إليك؟»
هذا القول يحسم الأمر! تصمّم أن تحسم الموضوع. فبعد مراجعة ودراسة خطابك، تطيع الكلمة وتعاتبه، فيقبل عتابك، فتتفاجأ جداً، يقدم إعتذاره لما حدث ويطلب منك المغفرة. تنتهي المقابلة وتُختم بصلاة.
عندما تغادر الجلسة يُرفَع عن كاهلك وِزرٌ ثقيل، تتوقّف معدتك عن الهيجان وتعود تستسيغ الطعام. ربما تلوم نفسك قليلاً لأنك لم تفكّر في إطاعة الكلمة قبل ذلك.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:22 PM

«…هُوَذَا الاِسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ وَالْإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ.» (صموئيل الأول22:15)


كانت تعليمات ﷲ لشاول واضحة جداً: «إضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ» لا تأخذ غنيمة. لكن شاول أبقى على الملك أجاج وعلى خيرة الخراف والثيران والحِملان.
عندما التقى صموئيل بشاول في الجلجال صباح اليوم التالي، أعلن شاول بكل ثقة أنه عمل تماماً ما أمر به الرَّب. لكن في تلك اللحظة سُمعت أصوات الأغنام والثيران. يا للعار!
أراد صموئيل أن يعرف كيف يُسمَع ثُغاء الغنم إذا كان شاول قد أهلكها كلّها. حاول الملك أن يبّرر عصيانه ويلوم الشعب ويعذرهم على أساس ديني. قال شاول، «قَدْ عَفَا عَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ لأَجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلهِكَ».
وعندها سمع نبي ﷲ يصيح بكلمات الدينونة، «هُوَذَا الإسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ. لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ».
إن الطاعة خير من الطقوس ومن الذبائح والتقدمات.
سمعت عن عائلة كانت تعامل الوالدة بالإزدراء وبعدم الطاعة في حياتها. وعندما ماتت ألبسوا جثمانها ملابس حريرية ثمينة. لقد كانت هذه محاولة تافهة وخسيسة ليكفّروا عن سنين من العصيان والفظاظة.
كثيراً ما نسمع بعض الناس يدافعون عن ترتيب غير كتابي وعن أفكار غير كتابية على أساس أنهم يحظون بتأثير أكبر بهذه الطريقة، لكن لا يمكن خداع ﷲ بحجج تَظهَر أنها منطقية. إن ﷲ يطلب طاعتنا، وهو يعتني بمحيط تأثيرنا، والحقيقة هي أنه عندما نعصاه، يكون تأثيرنا سلبياً، وفقط عندما نسير في شركة مع الرَّب نستطيع أن نمارس تأثيراً تقياً على الآخرين.
قال وليم جورنال، «ذبيحة بلا طاعة مثلها مثل تدنيس المقدسات»، وتصبح أسوأ عندما نُلبس تمرّدنا بالتقوى، بالعذر الديني. إن ﷲ لا يُخدَع بالمظهر الخارجي.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:23 PM

«أَيّهُمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟» (متى17:23)


لقد علَّم الكتبة والفريسيون أيام يسوع أن كل من يُقسم بالهيكل لا يكون مُلزَماً بتنفيذ قَسمِه، لكن إذا أقسم بالذهب الذي في الهيكل يكون الأمر مختلفاً، حيث يكون مُلزماً بتنفيذ قَسَمه. فهم قد قاموا بنفس التمييز المغلوط ما بين القسَم بالمذبح والقسَم بالذبيحة التي عليه. يمكن أن يحنث المرء في الأول، لكنه ملزمٌ بالثاني.
لقد أخبرهم الرّب بأن إحساسهم بالقِيَم كان ملتوياً، فإن الهيكل يُسبغُ قيمة خاصة على الذهب، والمذبح يقدِّس الذبيحة بطريقة خاصة.
الهيكل مسكن ﷲ على الأرض. أعظم قيمة للذهب هو الذي يُستعمل في مسكنه. وهكذا الذبيحة التي تُقدَّم على المذبح. كان المذبح جزءاً مكمِّلاً للخدمة المقدسة، وعليه فلا كرامة لذبيحة حيوان تفوق كرامة الذي يُقدّم الذبيحة على المذبح.
لو كان للحيوانات طموحات، لوضعت نصب أعينها ذاك المصير.
إشترى أحد السيّاح عِقداً من العنبر من محل لبيع الخردة في باريس، واستغرب لأنه دفع مبلغاً كبيراً رسوماً جمركية مقابله. ذهب إلى جواهري وطلب تقييم ثمن العقد، فعَرض عليه مبلغ 25،000$. وعَرض عليه آخر مبلغ 35،000$. وعندما سأل عن سبب قيمته المرتفعة، وضعه الجواهري تحت عدسة مكبرة. وقرأ ذلك السائح الكلمات التالية: «من نابليون بونابرت إلى جوزفين». لقد أضفى إسم نابليون قيمة كبيرة على العقد.
ينبغي أن يكون التطبيق مفهوماً. نحن بأنفسنا لا شيء ولا نستطيع عمل أي شيء. إن علاقتنا بالرَّب وبخدمته هي ما يميزنا بطريقة خاصة. وكما قال سبيرجن مّرة، «صِلتك بالجلجثة أعظم شيء فيك».
لعلك تملك أكثر العقول ذكاء الأمر الذي يستوجب الشكر، لكن تذكّر فقط أنه عندما يُستخدم هذا الفكر للرَّب يسوع المسيح فإنه يصل إلى أقصى طاقته. يسوع يقدّس أفكارك.
ربما تمتلك مواهب يدفع العالم ثمناً باهظاً مقابلها، وربما تعتقد أن الكنيسة لا تستوعبك، لكن إعلم أن الكنيسة هي التي تقدّس مواهبك وليست مواهبك التي تقدّس الكنيسة.
ربما تملك حُزماً من الأوراق الماليّة، يمكنك أن تجمع وتخزن وتُنفِق على ملذّاتك الشخصية، أو أن تُستَخدم للملكوت. لكن أعظم إستخدام للمال هو في الإنفاق لأجل إنتشار دعوة المسيح. الملكوت يقدّس ثروتك وليس العكس.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:24 PM

«وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِِ.» (كورنثوس الثانية18:3)


يعلمنا الكتاب أننا نصير شَبَهَ ما نعبد. هذه الفكرة المهمّة موجودة في نص هذا اليوم. فلندرسه على النحو التالي:
نحن جميعاً – أي جميع المؤمنين الحقيقيين.
بوجه مكشوف – تشكّل الخطيئة حجاباً يفصل بيننا وبين الرَّب. لكن عندما نعترف ونترك الخطيئة، نصبح بوجه مكشوف أو بلا حجاب.
كما في مرآة – المرآة هي كلمة الرَّب التي ننظر من خلالها.
مجد الرَّب والذي معناه – سيادته الأدبية. في الكتاب المقدس نتمعَّن بصفاته الكاملة، في جمال كل أعماله وطرقه.
نتغيّر إلى تلك الصورة عَينها – نصبح شبهه، نتغيّر إلى شبهه – وكلّما ننشغل به أكثر كلّما صرنا نشبهه أكثر.
هذا التغيير يكون من مجد إلى مجد، من درجة في المجد إلى درجة أعلى. لا يحدث التغيير دفعة واحدة، إنها عملية مستمرة طالما ننظر إليه. شخصيّتنا تتأثر بالتغيير.
كما من الآب بالروح – يُحدِث الروح القدس شبهاً للمسيح عند كل الذين ينظرون بالإيمان إلى المخلص كما هو مُعلن في الكتاب.
سمعت عن شخص اعتاد أن يذهب يوميًّا إلى معبد بوذا ويجلس هناك بينما كانت رجلاه مطويتّين تحته ويداه مكتوفتين ناظراً إلى التمثال الحجري. ويُقال أنه بعد سنوات من هذا التأمل، أصبح يشبه بوذا. لا أدري إن كان هذا صحيحاً أم لا، لكنني أعرف أن الإنشغال المقدّس مع إبن ﷲ يُحدِث شبهاً خُلُقياًّ له.
إن طريق القداسة يمرّ من خلال النظر إلى الرَّب يسوع. ليس من الممكن التفكير بالمسيح وبالخطيئة في نفس الوقت. وخلال تلك اللحظات التي نقضيها معه، نتحرّر من الخطيئة فيكون هدفنا عندئذ زيادة نسبة أوقاتنا التي ننظر فيها إليه.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:25 PM

«لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ احْتِيَاجٍ…» (فيلبي11:4)


من الجدير بالذِّكر أن بولس لم يجعل إحتياجاته المالية الخاصة معروفة أبداً، فحياته كانت بالإيمان، وآمن بأن ﷲ دعاه لخدمته وكان مقتنعاً تماماً بأن ﷲ يدفع مقابل طلباته.
هل يتعيّن على المسيحيين اليوم الإعلان عن إحتياجاتهم أو التسوُّل من أجل المال؟ ها هنا بعض الإعتبارات: ليس هناك أي مبّرر كتابي لهذه الممارسة، لقد أعلن الرسل عن حاجات الآخرين لكنهم لم يطلبوا أبداً مالاً لأنفسهم.
إنه لمِما يبدو أكثر إنسجاماً مع حياة الإيمان أن ننظر إلى ﷲ وحده، فهو يوفِّر الأموال اللازمة لأي شيء يريدنا أن نفعله، وعندما نرى أنه يوفِّر المبلغ المناسب تماماً في الوقت المناسب تماماً يتقوّى إيماننا بشكل كبير، وهو سيتمجّد كثيراً عندما يكون ذلك التدبير عجيباً ولا يمكن إنكاره، ومن ناحية أخرى، لا يكون له فضل عندما نتعامل مع أموالنا من خلال الأساليب البارعة لتجنيدها، وباستخدام أساليب الإلتماس والتوسُّل يمكننا الإستمرار بأعمالٍ «لِلّه» قد لا تكون بحسب إرادته على الإطلاق، أو نستطيع إدامة العمل بعد فترة طويلة من تخلّي الروح القدس عنه، لكن عندما نعتمد على تدبيره الخارق يمكننا مواصلة العمل ما دام يدبِّر.
إن الضغوط الكبيرة التي تُمارَس في تجنيد الأموال تُقدِّم طريقة جديدة لقياس النجاح في العمل المسيحي، فالشخص الأكثر ذكاءً في مجال العلاقات العامة هو الذي يحصل على أكبر قدر من المال، فقد يحدُث أن أعمالاً جديرة بالإستحقاق تعاني بسبب حملات تجنيد المال التي تستنزف المال، وهذا في كثير من الأحيان يؤدي إلى الغيرة والشقاق.
لقد نظر س.ه ماكنتوش نظرة قاتمة إزاء الإعلان عن حاجات الشخص الخاصة. «إن الإعلان عن إحتياجاتي، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لكائنٍ بشري، يعتبر خروجاً عن حياة الإيمان وإهانة متعمدة للّه، إنها فعلاً خيانة له، وهي كقولنا بأن ﷲ قد فشل معي، وعلي أن أتطلَّع إلى زملائي للمساعدة، إنها تَركٌ للينبوع الحي والتوجّه إلى آبار مشقّقة، إنها تضع المخلوق بيني وبين ﷲ، وبالتالي سَلب نفسي من بركات غنية وسلب ﷲ من المجد الذي يستحقّه».
وفي سياق مماثل كتبت كوري تين بوم في (متشردٌ لأجل الرب) تقول «أودُّ كثيراً أن أكون طفلاً يثقُ بأبٍ غنيّ من متسوّل عند باب أناس دنيويين».

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:26 PM

«…وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ…» (متى27:11)


هناك سِرُّ عميق مرتبطٌ بشخص الرَّب يسوع المسيح، وأن جزءاً من هذا السر هو المزج ما بين الألوهية المطلقة والإنسانية الكاملة في شخص واحد. ثمة سؤال، على سبيل المثال، كيف يمكن لأحد يتميَّز بصفات ﷲ أن يكون لديه في نفس الوقت محدوديات الإنسان المحدود؟ لا يمكن لإنسان مُجرَّد أن يفهم شخص المسيح. وحده ﷲ الآب الذي يفهم.
تَركَّز كثيرٌ من البِدع الخطيرة التي تعصف بالكنيسة بهذا الموضوع. غافلون عن ضَعفهم الخاص، أشغل بعض الناس أنفسهم بما هو أعمق جداً بالنسبة لهم، وبالغ البعض الآخر بالتشديد على ألوهيّة المسيح على حساب ناسوته، وشدد آخرون على بشريته لكي يُنقِصوا من ألوهيّته.
كتب وليم كيلي ذات مرّة: «إن النقطة التي يأتي منها الخطأ هي بما يتعلَّق وإبن ﷲ صائراً إنساناً، لأن شخصية الرَّب يسوع المركَّبة هي التي تُعرِّض أشخاصاً لإنهيار مُهلِك، وهناك بدون شك من يجرؤ على إنكار مجده الإلهي، ولكن هنالك طريقة أكثر دقّة يتم بها الإنقاص من قيمة الرّب يسوع، حيث أنه وعلى الرغم من أنه يملك صفة الألوهية، يَسمح لناسوته أن يُخفي مجدَه ويُضعف الإعتراف بشخصِه، وهكذا سرعان ما يحتار الفرد ويسمح بكل ما يربطه بنا هنا ليعمل على تزوير كل ما هو مشترك مع ﷲ نفسه. هنالك أمر بسيط واحد فقط يحفظنا ويحافظ على النفس صحيحة بما يختص وهذا الحق، والذي هو، أن لا نجازف بالصلاة أو نجرؤ قطعاً على مناقشته خوفاً من الإندفاع في حماقة بشرية فوق أرض مقدسة، ونشعر أنه فوق أرض مثل هذه يجب أن نكون عابدين فحسب. وحيثما نَسيَت النفس ذلك، ستجد بالتأكيد أن ﷲ ليس معها وأنه يسمح للإنسان الواثق بنفسه والذي يجرؤ بإرادته على الكلام عن الرَّب يسوع أن يبرهن بذلك على حماقته. إنه بواسطة الروح القدس فقط يستطيع المرء أن يعرف ما أُعلِنَ عن إبن ﷲ الوحيد».
نَصح خادم جليلٌ للرَّب طلابه ذات مرةً أن يلتصقوا بلغة الكتاب المقدس نفسه عندما يأخذون في البحث في الطبيعة المزدوجة لربّنا، لأنه عندما نُدخِل أفكارنا ونظرّياتنا الخاصة يزحف الخطأ داخل التعليم. لا أحد يعرف الإبن، إلاّ الآب وحده.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:28 PM

«وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً.» (كورنثوس الأولى14:2)


إن الإنسان الطبيعي هو الذي لم يكن قد وُلد الولادة الجديدة وليس فيه روح ﷲ، وغير راغب في الحصول على الحقائق الروحية لأنها تبدو له هراءً، ولكن هذا ليس كل شيء! فهو لا يستطيع فهم الحقائق الروحية لأنها لا يُمكن أن تُفهم إلا من الذين استناروا بالروح القدس.
يجب التشديد على هذا الأمر، ليس فقط أن الإنسان غير المخلّص لا يريد أن يفهم أمور ﷲ، لكنه لا يستطيع فهمها لأن لديه عجزاً فطرياًّ عن فهم ذلك.
هذا الفهم يساعدني على إجراء تقييم صحيح للعلماء والفلاسفة والمهنيين الآخرين في العالم، فطالما تحدثوا في أمور دنيوية فإني أحترم آراءهم كخبراء، لكن حالما يبدأون بالتطفُّل على العالم الروحي، فإني أستبعدهم من بين المؤهلين للكلام بأي سلطان.
أنا لا أندهش بلا مبرر إذا كان أحد الأساتذة الجامعيين أو حتى بعض رجال الدين المتحرّرين يستحوذون على عناوين الصحف بشكوكهم أو ما يُنكرونهِ بشأن الكتاب المقدس، فلقد أصبحت أتوقّع ذلك وأتجاهله، وأدرك أن غير المخلَّصين قد يتجاوزون إلى أبعد من عمق فهمهم عندما يتحدثون عن أمور تتعلق بروح ﷲ.
لقد شَبَّه ف.و. بورهام العلماء العظام والفلاسفة برُكَّاب من الدرجة الثانية على متن سفينة عابرة للمحيطات، يُمنعَون من الدخول إلى قاعات الدرجة الأولى. «إن هؤلاء العلماء والفلاسفة، إذا جاز التعبير، مثل ركّاب «الدرجة الثانية» ويجب الإبقاء عليهم في الجانب الخاص بهم من الجدار، إنهم ليسوا سلطة مرجعيّة في الإيمان المسيحي. أما الحقيقة فهي أن لدينا إيماناً لا يمكن أن يتزعزع بتحقير ركَّاب الدرجة الثانية، والذي لا يَستمد أي دعم حقيقي من تأييدهمٍ ورعايتهم».
من الطبيعي أن هنالك أحياناً عالمٌ أو فيلسوف هو بمثابة قدّيس، فعن مثل هذه الحالة قال بورهام: «أنا دائماً ألاحظ تذكرة الدرجة الأولى تلوح من جيبه، وبينما أتدرَّج معه بشركة ممتعة في المنتزه، لا أعود أفكر فيه كعالمٍ أكثر مما أفكر بجون بنيان السمكري. فنحن زملاء سفر في الدرجة الأولى». قال روبرت ج.لي «قد يكون الإنسان ناقداً ومتعلّماَ وعالماً يعرف كل شيء يتعلَّق بالصخور والجزيئات والغازات، ومع ذلك يكون غير كُفءٍ للحكم على المسيحية وعلى الكتاب المقدس.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:30 PM

«وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحاً» (تكوين 2:39)

لقد سمعت أن إحدى أقدم ترجمات الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية القديمة قد تَرجم هذا العدد، «وكان الرَّب مع يوسف فكان رجلاً محظوظاً». ربما كان لكلمة محظوظ في زمن الترجمة القديمة معنى مختلف، على أية حال، من دواعي سرورنا أن قام المترجمون في وقت لاحق بإخراج يوسف من دائرة الحظ.
لا يوجد حظٌ في حياة من هو إبنٌ للّه، إذ يتمُّ التحكُّم بحياته ويُعمل على حراسته ويُخطَّط له بواسطة أبٍ سماوي مُحبّ ولا شيء يحدث له بمحض الصدفة.
وبما أن الأمر كذلك، فلا يتَّسِق للمؤمن أن يتمنّى «حظاً سعيداً» لشخص آخر، ولا ينبغي أن يقول «حالفني الحظ»، فإن تعبيرات كهذه هي إنكارٌ حقيقي للعناية الإلهيّة.
إن العالَمَ غير المؤمن يربط مُختلف الأشياء بالحظ، كحدوة حصان مُصوّبة إلى الأعلى لئلا يندلق الحظ منها، أو الضرب على الخشب بعقدة الأصابع وكأن تلك الإجراءات يمكن أن تؤثر على أحداث إيجابية أو تمنع وقوع السوء.
نفس هؤلاء الناس يربطون أشياء أخرى بالحظ السّيء، مثل قطة سوداء، يوم جمعة 13 من الشهر، المشي تحت سلّم، الرقم 13 لغرفة أو طابق. إنه لمن المحزن أن نفكر في الناس الذين يعيشون في عبودية مثل هذه الخرافات. هذه عبودية لا داعي لها وغير مجدية.
في إشعياء11:65 يتوعّد اﷲ بالعقوبة لأولئك في يهوذا الذين، كما يبدو، كانوا يعبدون إله الحظ، «أَمَّا أَنْتُمُ الَّذِينَ تَرَكُوا الرَّبَّ وَنَسُوا جَبَلَ قُدْسِي وَرَتَّبُوا لِلسَّعْدِ الأَكْبَرِ مَائِدَةً وَمَلَأُوا لِلسَّعْدِ الأَصْغَرِ خَمْراً مَمْزُوجَةً». لا يمكننا التأكد من طبيعة أية خطيئة معينة. ولكن مما يثير الريبة في الأمر هو كما لو أن الناس كانوا يأتون بتقدمات لأوثان كانت مرتبطة بالحظ والصدفة. لقد كره اﷲ هذه الأشياء وما زال.
يا لها من ثقة نتلقاها في معرفتنا بأننا لسنا رهائن عاجزين للحظ الأعمى أو لدولاب الحظ، أو زهر الكون أو سيدة الحظ. إن كل شيء في الحياة مخطط له وذا معنى وهادف. وبالنسبة لنا، الآب وليس القَدَر، المسيح وليس الصدفة، المحبة وليس الحظ.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:30 PM

«قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ! خُذْ نَفْسِي لأَنِّي لَسْتُ خَيْراً مِنْ آبَائِي.» (ملوك الأول4:19)


ليس من غير المألوف لشعب اﷲ أن يعاني من الوهن العصبي، تماماً كما تمنى إيليا وموسى ويونان لو يموتوا (خروج32:32، يونان3:4). لم يَعِد الرَّب المؤمنين أبداً بإعفائهم من هذا النوع من المشاكل، كما لا يشير وجود المِحن بالضرورة إلى نقص في الإيمان أو القيم الروحية، بل يمكنها أن تحدث مع أي واحد منا.
عندما تضربك المِحن فإنك تشعر وكأن اﷲ قد تخلى عنك بالرغم من أنك تعرف جيداً أنه لن يتخلى عن خاصته أبداً، فتذهب إلى كلمة اﷲ من أجل التعزية، وتذهب بثبات إلى مقطع كتابي يتكلم عن الخطيئة التي لا تُغتَفر أو الحالة اليائسة للمرتد، وتواجه الإحباط من وجود محنة لا يمكن إزالتها عن طريق الجراحة ولا يمكن علاجها عن طريق الأدوية، فيقترح عليك أصدقاؤك أن «تتخلّص منها بسرعة» لكنهم لا يقولون لك كيف، تصلّي طويلاً طلباً لعلاج سريع، في حين تجد أن الإنهيار العصبي يأتي بسرعة ويترك ببطء، وكل ما يمكنك التفكير فيه هو نفسك وتعاستك، وفي يأسك تتمنى لو تموت بحادث مأساوي إلهي.
قد يكون لإكتئاب كهذا أسباب عديدة مختلفة، فقد تكون هناك مشكلة جسدية، فقر دم، على سبيل المثال، قد يسبب لعقلك أن يخدعك، أو قد يكون هناك سبب روحي، خطيئة غير معترف بها أو لم تُغفر قد تؤدي إلى ذلك، وقد يكون هناك أساس عاطفي، كخيانة أحد الزوجين يمكن أن تسببه أيضاً، كما يمكن أن يؤدي الإرهاق أو الإجهاد العقلي إلى الإرهاق العصبي، وقد يكون سببه الأدوية التي يتفاعل معها بعض الأفراد سلباً.
فما الذي يمكن عمله؟ أوّلاً توجّه إلى اﷲ بالصلاة واطلب منه أن ينجز مقاصده العجيبة، إعترف وانبُذ كل خطيئة معروفة في حياتك، أغفر لكل من قد أساء إليك، ثم قم بفحص طبي شامل لإستبعاد أي إعتلال جسدي كسبب محتمل، إتخذ إجراءات صارمة للقضاء على أسباب الإرهاق والإجهاد والقلق وأي شيء آخر يمكن أن يكون قد أزعجك، ثم إن الراحة المنتظمة والغذاء الجيد والرياضة في الهواء الطلق كل هذه توفر العلاج الجيد.
من هنا فصاعداً، يجب أن تتعلّم كيف تتقدم وتجرؤ على القول «لا» للمطالبات التي قد تدفعك إلى شفا الخطر مرة ثانية.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:31 PM

«لِذَلِكَ أَنَا أَيْضاً أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اﷲِ وَالنَّاسِ» (أعمال16:24).


في مجتمعٍ كمجتمعنا، ومع طبيعة فاسدة قديمة كطبيعتنا، نواجه باستمرار مشاكل أخلاقية تختبر مدى صدق التزامنا بالمبادئ المسيحية. فالطالب على سبيل المثال، يميل إلى الغش في امتحاناته، فلو أُعيدت كافة الشهادات المكتسبة بطريقة غير شريفة، فإن المدارس والكليّات لا تكاد تستطيع إحتواءها، ودافع الضرائب يميل دائماً إلى إظهار دخل أقل ومصروفات مرتفعة أو يخفي تماماً بعض المعلومات ذات الصلة.
تُسمَّى هذه اللعبة في العمل وفي السياسة وفي القانون الرشوة، فالرشاوى تُستعمل لتضليل العدالة، يجري تبادل للهدايا لتسهيل المعاملات، وتدفع العمولة لتضمن استمرار العمل، ثم إن المكافآت ترضي المفتّشين المحليّين الذين غالباً ما يأتون بمطالب متطرّفة وسخيفة.
إن كل مهنة تقريباً لها ضغوطاتها الخاصة بها لتكون غير شريفة؛ فيتم إستدعاء الطبيب المسيحي لتوقيع إسمه على مطالبة تأمين بمطالب غير صادقة بتاتاً، وعلى المحامي أن يقرّر ما إذا كان سيدافع عن مجرم يَعلَم بأنه مذنب، أو تعامل مع قضايا طلاق حيث كلا الطرفين من المؤمنين، ويتصارع تاجر سيارات مستعملة مع نفسه فيما إذا يعدل عداد السيارة أم لا، ويواجه العامل قرار الإنضمام إلى النقابة وإلزام نفسه بإستخدام العنف في حالة حدوث إضرابات، وهل تضطر مضيفة الطائرة المؤمنة إلى تقديم الخمر (أو أن تختار هذه المهنة، هل لديها من خيار)؟ هل يجب أن يلعب الرياضي المسيحي في يوم الرَّب؟ هل يبيع صاحب دكاّن مسيحي السجائر المعروف أنها تسبب السرطان؟
هل يعتبر عملاً سيّئاً لمهندس مسيحي أن يصمّم ناديًا ليلياً أو بناية كنيسة معاصرة متحررة؟ هل تقبل منظمة مسيحية تقدمة من مصنع للجِعَة، أو من مسيحي يمارس حياة الخطيئة؟ هل يقبل صاحب دكان أن يأخذ صندوقاً من البرتقال، أو بعضاً من المربَّى من أحد المزوّدين يوم عيد الميلاد؟
أفضل قاعدة لإتخاذ القرار هي ما جاء في النص «لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْو اﷲ وَالنَّاس».

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:33 PM

«عَظِيمٌ هُوَ الرَّبُّ وَحَمِيدٌ جِدّاً وَلَيْسَ لِعَظَمَتِهِ إسْتِقْصَاءٌ» (مزمور3:145).


إن فكرة اﷲ هي بلا شك أعظم فكرة يمكن أن تُشغِل الفكر البشري، إن الأفكار العظيمة تُشرِّف كل الحياة، أما الأفكار التافهة عن اﷲ فتُهلِك الذين يحملونها.
إن اﷲ عظيم جدَّا، وقد قال أيوب بعد وصف رائع لقوة اﷲ ومجده «هَا هذهِ أَطْرَافُ طُرُقِهِ، وَمَا أَخْفَضَ الْكَلاَمَ الَّذِي نَسْمَعُهُ مِنْهُ وَأَمَّا رَعْدُ جَبَرُوتِهِ فَمَنْ يَفْهَمُ؟» (أيوب14:26). إذاً فنحن فقط نرى الأطراف ونسمع الهَمس.
يُذكِّرنا مرنِّم المزامير أن نظرة من اﷲ تُرعد الأرض ولمسة منه تسبب تَفجُّر البراكين (مزمور32:104). فعلى الرّب أن يكون متواضعاً كي ينظر الأشياء في السماء (مزمور6:113)، إنه من العظمة بحيث يدعو الكواكب بأسمائها (مزمور4:147).
عندما يخبرنا إشعياء أن أذيال مجد اﷲ تملأ الهيكل (إشعياء1:6) فإنه يترك لنا أن نتخيّل مقدار عِظَم إستعراض مجده الكامل كما يجب أن يكون، بعد ذلك يصور اﷲ كأنه يقيس البحار في كفّتي يديه ويقيس السحاب بالشّبر (إشعياء12:40)، الأمم عنده كنقطة في دلو وكغبار الميزان تُحسب (15:40)، وجميع غابات لبنان وكل حيواناتها لن تكون كافية لتكون محرقة مناسبة له (16:40).
يقول النبي ناحوم «الرَّبُّ فِي الزَّوْبَعَةِ وَفِي الْعَاصِفِ طَرِيقُهُ وَالسَّحَابُ غُبَارُ رِجْلَيْهِ» (ناحوم3:1).
في خِضمّ وصف آخر أَخّاذٌ لمجد اﷲ يقول حبقّوق «وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَته» (حبقّوق4:3). وهذا كلّه يدل على أن لغة البشر تنهار في أية محاولة لوصف عظمة اﷲ.
ونحن نتأمّل بعضاً من صفات اﷲ في الأيام القليلة المقبلة، علينا:
الإستغراب – لأنه عجيب.
العبادة – بسبب من هو وكل ما عمله لأجلنا.
نثق به – لأنه يستحق ثقتنا الكاملة غير المُجزَّأة.
نخدمه – لأنه واحد من أعظم إمتيازات الحياة أن نخدم سيداً مثله.
نقلّده – لأن مشيئته أن نكون على شاكلته أكثر فأكثر.
(ومع ذلك، هناك صفات اللّه مثل غضبه الذي يجب أن لا نقلّده، وغيرها مثل صفته اللامتناهية التي لا يمكننا أن نَكونها).

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:36 PM

«أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟» (إرميا24:23).


عندما نتكلم عن اﷲ كليّ الوجود، فنحن نعني أنه موجود في كل مكان في نفس الوقت. حدّث جون أروسميث، البيوريتاني، عن فيلسوف وثني سأل مرّة: «أين اﷲ؟» فأجابه المسيحي، «دعني أسألك أوّلاً، في أي مكان هو غير موجود؟»
كتب أحد الملحدين على جدار، «اﷲ غير موجود». فجاء ولد صغير وغيَّر كلمة فصارت الكتابة «اﷲ هنا موجود».
نحن مدينون لداود لما كتبه عن اﷲ كلي الوجود، إذ كتب: «أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ» (مزمور139: 7-10).
عندما نتكلم عن اﷲ كليّ الوجود يجب أن نكون حذرين من أن نخلِط ذلك مع وحدة الوجود التي تقول أن كل شيءٍ هو اﷲ، ففي بعض أشكالها يعبد الناس الأشجار أو الأنهار أو قوى الطبيعة. إن الإله الحقيقي يسيطر على الكون ويملأه، لكنه ينفصلُ عن الكون وهو أعظم منه.
ما هو التأثير العملي الذي يجب أن يطبعه حقُّ اﷲ كليّ الوجود في حياة شعبه؟
ها هنا تذكيرٌ مُهيب بالطبع، بأننا لا يمكننا الإختباء من اﷲ. إنه كلي الوجود.
هناك عزاء لا يُنطق به كوننا نعرف بأن اﷲ مع شعبه على الدوام، فهو لا يَترُكنا أبداً، ونحن لسنا وحيدين أبداً.
ثم هناك تحدي! وبما أنه هو دائماً معنا، فيجب أن نسلك في القداسة والإنفصالٍ عن العالم.
لقد وَعدَ بحضوره بطريقة خاصة عندما يجتمع إثنان أو ثلاثة معاً بإسمه، فهو يكون في وسطهم، هذا البيان يجب أن يُلهِم بالخشوع العميق والوقور في إجتماعات القدّيسين.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:37 PM

«قَدْ مَلَكَ الرَّبُّ الإله الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» (رؤيا 6:19).


اﷲ كليّ القدرة، وذلك يعني أنه يستطيع عمل أي شيء لا يتعارض مع صفاته الأخرى. ها هي شهادات الكتاب الموحدة! «أنَا اﷲُ الْقَدِيرُ» (تكوين1:17). «هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟» (تكوين14:18). «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ» (أيوب2:42). «لاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ شَيْءٌ» (إرميا17:32). «عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ» (متى26:19). «لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اﷲِ» (لوقا37:1).
ولكن من المفهوم أن اﷲ لا يستطيع أن يفعل أي شيء لا يتفق مع شخصه. وعلى سبيل المثال، يستحيل على اﷲ أن يكذب (عبرانيين18:6)، لا يستطيع أن ينكر نفسه (تيموثاوس الثانية13:2)، لا يستطيع أن يخطئ لأنه مطلق القداسة، لا يستطيع أن يفشل لأنه يمكن الإعتماد عليه إعتماداً كلياًّ.
تظهر قدرة اﷲ الكلية في خلقه وحفظِه للكون، في عنايته، في خلاص الخطاة وفي دينونة غير التائبين. إن أعظم عرضٌ لقدرته في العهد القديم كان في الخروج، وفي العهد الجديد في قيامة المسيح.
إذا كان اﷲ كلّي القدرة، فلا يستطيع أي إنسان أن يقاومه وينجح. «لَيْسَ حِكْمَةٌ وَلاَ فِطْنَةٌ وَلاَ مَشُورَةٌ تُجَاهَ الرَّبِّ» (أمثال30:21).
إذا كان اﷲ كلّي القدرة، فالمؤمن في الجانب المنتصر. واحدٌ مع ﷲ يكون أكثرية. «إِنْ كَانَ اﷲُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا؟» (رومية31:8).
إذا كان اﷲ كلّي القدرة، فبالصلاة إذاً يمكننا أن نتعامل مع عالم المستحيل. وكما يقول بيت القصيد، نضحك على المستحيلات ثم نبكي ونقول، «سيتمّ».
إذا كان اﷲ كلّي القدرة، فلنا فيه التعزية التي لا توصف:
يستطيع المخلّص أن يحل كل المشاكل،
يستطيع أن يفك كل تشابكات الحياة.
لا شيء صعبٌ جداً على يسوع،
لا شيء لا يستطيع فعله.
«عندما أميل في ضعفي على قدرته، فكل شيء يبدو سهلاً».

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:44 PM

«ِللّهِ الْحَكِيمِ وَحْدهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ.» (رومية27:16)


إن حكمة ﷲ خيطٌ يمتد خلال صفحات الكتاب المقدس كلّه، فعلى سبيل المثال «عِنْدهُ الْحِكْمَةُ وَالْقُدْرَةُ. لَهُ الْمَشُورَةُ وَالْفِطْنَةُ عِنْدهُ الْعِزُّ وَالْفَهْمُ. لَهُ الْمُضِلُّ وَالْمُضَلُّ» (أيوب16،13:12). «مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنَةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ» (مزمور24:104). «الرَّبُّ بِالْحِكْمَةِ أَسَّسَ الأَرْضَ. أَثْبَتَ السَّمَاوَاتِ بِالْفَهْمِ» (أمثال19:3). «لِيَكُنِ إسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ» (دانيال20:2). «لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ ﷲِ لَمْ يَعْرِفِ ﷲَ بِالْحكْمَةِ إسْتَحْسَنَ ﷲُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ» (كورنثوس الأولى21:1). «الْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ ﷲِ…» (كورنثوس الأولى30:1).
تُشير حكمة ﷲ إلى بصيرته الكاملة، وتمييزه الذي لا يخطئ وقراراته المعصومة. لقد عرَّفه أحدهم بِقدرته على إنجاز أفضل النتائج الممكنة بأفضل الوسائل الممكنة. إنها أكثر من المعرفة، إنها القدرة على استخدام تلك المعرفة بشكل صحيح.
تُعبّر كل أعمال ﷲ عن حكمته. فالتصميم الرائع لجسد الإنسان على سبيل المثال، يحمل ثناءً بليغاً على ذلك. وتَظهَر حكمة ﷲ في خطة الخلاص، فإن الإنجيل يخبرنا كيف دُفِع مقابل عقوبة الخطيئة. قد تبرَّر عدل ﷲ، ونعمته بُذِلَت ببرٍّ، والمؤمن بالمسيح أفضل حالاً من أي وقت مضى حتى لو أن آدم لم يسقط.
الآن وبعد أن خَلُصنا، فإن حكمة ﷲ تتحدث بعزاء حنونٍ إلى أرواحنا، ونحن نعلم أن ﷲ حكيم جداً بحيث لا يخطئ، رغم أن هناك أشياء في الحياة يصعب فهمها، لكننا نعلم أنه لا يمكنه أن يخطئ.
يمكن أن يكون عندنا أعظم ثقة بهدايته، فهو يعرف النهاية من البداية، ويعرف طُرق البركات التي لا ندركها نحن. طريقه كامل.
أخيراً، يريدنا أن ننمو في الحكمة. علينا أن نكون حكماء لما هو للخير (رومية19:16). يجب أن نسلك بالتدقيق، كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة (أفسس16،15:5). يجب أن نكون حكماء كالحياّت، وبسطاء كالحمام (متى16:10).

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:46 PM

«قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي.» (رؤيا 8:4)


عندما نتكلم عن قداسة ﷲ، فإننا نقصد بأنه كلّي القداسة روحياً وأدبياً، وكاملاً في أفكاره وأعماله ونواياه وفي كل ناحية أخرى. إنه خالٍ خلواًّ تاماًّ من كل خطيئة ونجاسة، لا يمكنه أن يكون إلاّ طاهراً. إن شهادات الكتاب لقداسته وفيرة. إليك بعض الأمثلة: «لأنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إلَهُكُمْ» (لاويين2:19). «لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ» (صموئيل الأول2:2). «يَا رَبُّ إِلَهِي قُدُّوسِي…عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرَّ» (حبقّوق31،12:1). «لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً» (يعقوب13:1). «إِنَّ ﷲَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ» (يوحنا الأولى5:1). «…لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ» (رؤيا4:15).
حتى أن الكواكب ليست نقية في عينيه (أيوب5:25). إن الكهنوت ونظام الذبائح في العهد القديم يُعلّمانا، من بين أمور أخرى، عن قداسة ﷲ، ويعلِّمانا بأن الخطيئة فَصَلت ما بين ﷲ والإنسان، وأنه يجب أن يكون هناك وسيطٌ لجَسْر الهوّة، وأنه لا يمكن الإقتراب إلى ﷲ القدّوس إلاّ على أساس دم قربان الذبيحة وقد تجلَّت قداسة ﷲ أيضاً بطريقة فريدة على الصليب، فعندما نظر إلى أسفل ورأى إبنه حاملاً خطايانا، تخلّى ﷲ عن إبنه الحبيب خلال هذه الساعات الثلاث الرهيبة من الظلمة.
وتطبيق كل هذا بالنسبة لنا واضح. إن إرادة ﷲ هي أن نكون قدّيسين «لأَنَّ هَذهِ هِيَ إِرَادَةُ ﷲ قَدَاسَتُكُمْ» (تسالونيكي الأولى3:4). «بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ» (بطرس الأولى15:1).
إن أفكارنا عن قداسة ﷲ يجب أن تولِّد فينا إحساساً عميقاً من الخشوع والرهبة، وكما قال ﷲ لموسى «إخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ» (خروج3:5).
لقد تعجَّب ت. بيني من مقدار القداسة المطلوبة للوقوف في حضرة الرَّب فقال:
نورٌ أبدي، نورٌ أبدي! كم ينبغي أن تكون النفس طاهرة
عندما، يوضَع نورك الفاحص داخلاً لا يخبو، بل بفرح ساكن يحيا وينظر إليك
تفيض قلوبنا عبادة عندما ندرك أن لنا تلك الطهارة اللازمة المنسوبة لنا من خلال إيماننا بالرَّب يسوع.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:47 PM

«لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ.» (ملاخي6:3)


إن سِمة ﷲ التي تصفه بأنه لا يتغيَّر تدعى اللّامُتغيِّر. فهو لا يتغيَّر في كيانه الأساسي ولا يتغيَّر في صفاته ولا يتغيَّر في مبادئه التي يعمل بحسبها.
لقد قارن مرنِّم المزامير بين مصير تغيير السماوات والأرض وبين ثبات ﷲ: «هِيَ تَبِيدُ وَأَنْتَ تَبْقَى» (مزمور26:102). يصف يعقوب ﷲ قائلاً: «…أَبي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ» (يعقوب17:1).
هناك مقاطعٌ أخرى تذكّرنا بأن ﷲ لا يندم. «ليْسَ ﷲُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا إبْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ» (عدد19:23). «نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ» (صموئيل الأول29:15).
لكن ماذا نقول عن الأعداد التي تقول أن ﷲ يندم؟ «فَحَزِنَ الرَّبُّ انَّهُ عَمِلَ الإنْسَانَ فِي الأرْضِ وَتَأسَّفَ فِي قَلْبِهِ» (تكوين6:6). «…وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ» (صموئيل الأول35:15ب)، (أنظر أيضاً خروج4:32 ويونان10:3).
ليس ثمة تناقض. فاللّه يعمل دائماً بهذين المبدأين، فهو يكافئ دائماً على الطاعة ويعاقب دائماً على العصيان، وعندما يتحوَّل الإنسان من الطاعة إلى العصيان، فعلى ﷲ أن يبقى أميناً لشخصه بأن ينتقل من المبدأ الأول إلى الثاني، وهذا يبدو لنا كأنه ندامة، توصف لنا لغة الإنسان بحسب الظاهر، ولكنها لا تشير إلى الأسف والتغيُّر.
ﷲ هو هو دائماً. في الواقع هذا هو أحد أسمائه. «…أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» (إشعياء16:37). ونفس هذا الإسم موجود في صموئيل الثاني28:7 ومزمور27:102 وإشعياء4:41.
إن عدم التغيير في ﷲ كان تعزية لقدّيسيه في جميع الأجيال، وموضوع ترنيمهم. إننا نحتفل بها في السطور الخالدة لِ هنري ف. لايت، التي تقول:
تغيير وفساد نراهما في كل ما حولنا إبقَ معي يا من لا تغيير فيك.
هذه أيضاً سمة تعلمناها فنتمثّل بها. علينا أن نكون ثابتين، راسخين ومُخلِصين. فإذا كنا مُتَزَعْزِعِينَ ومتقلبين كالزئبق، فإننا نُسيء تمثيل أبينا السماوي أمام العالم.
«إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ» (كورنثوس الأولى58:15).

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:48 PM

«فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لخَطَايَانَا.» (يوحنا الأولى10:4)


إن المحبة هي تلك الصفة الإلهية التي تجعله يَجود بمحبة غير محدودة على الغير، وتَظهَر محبته بمنحِه عطايا صالحة وكاملة للذي يحبه. يمكننا أن نقدِّم القليل فقط من عدد لا يُحصى من الآيات التي تتكلم عن المحبة! «مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ» (إرميا3:31). «وَلَكِنَّ ﷲَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رومية8:5). «اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا…» (أفسس4:2). وطبعاً فإن أجمل آية مشهورة لدى الجميع، «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا16:3).
عندما يقول يوحنا أن «ﷲَ مَحَبَّةٌ» (يوحنا الأولى8:4)، فهو لا يُعرِّف ﷲ لكنه يصرَّ على أن المحبة هي عنصر أساسي في الطبيعة الإلهية. نحن لا نعبد المحبة بل إله المحبة.
إن محبته لا بداية لها ولا يمكن أن يكون لها نهاية. إنها بلا حدود في أبعادها وهي مطلقة وطاهرة وخالية من أية شائبة أنانية أو أية خطيئة أخرى. المحبة مضحّية ولا تَحسُب النّفقة، إنها لا تَطلُب إلا خير الآخرين فقط ولا تنتظر شيئاً بالمقابل، تسعى وراء غير المحبوبين ووراء المحبوبين، تجاه الأعداء كما الأصدقاء، ولا يمكن تصوير أي من فضائل أهدافها، إنما فقط بصلاح المُعطي.
إن الآثار العملية لهذا الحقّ العظيم واضحة، «فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ باللّه» كما يقول بولس، «كَأَوْلاَدٍ أَحبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً» (أفسس2،1:5). يجب أن تصعد محبتنا إلى الرَّب ويجب أن تفيض نحو إخوتنا، وينبغي أن تمتد إلى العالم غير المُخلَّص.
إن تأمُّلنا بمحبته يجب أن يُلهمنا بأعمق العبادة أيضاً بينما نسقط عند قدميه، لذا علينا أن نقول مراراً وتكراراً:
كيف لا تحبّني كما تفعل وتكون الإله الذي أنت هو
هي ظلمةٍ لفكري لكنها شمسٌ مشرقةٌ في قلبي

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:49 PM

«وَإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ…» (بطرس الأولى10:5).

إن نعمة ﷲ معروفة ومقُبولَة على هؤلاء الذين لا يستحقّونها، الذين، في الواقع، يستحقّون العكس تماماً، لكنهم يؤمنون بيسوع المسيح رباًّ ومخلّصًا.
إن أكثر أربع أعداد معروفة جيداً عن النعمة هي التالية! «لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا» (يوحنا17:1). «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رومية24:3). «فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ إفْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرهِ» (كورنثوس الثانية9:8). «لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ﷲِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ» (أفسس9،8:2).
يُمجّد البعض نعمة ﷲ معتبرينها رأس كل فضائله. كتب صموئيل ديفيز على سبيل المثال:
كل طرقك يا إله العجائب العظيم، تُظهر صفاتك الإلهية
لكن إشراقَ مجد نعمتك يلمعُ فوق كلِّ عجائبكِ
أيُّ إلهٍ غفورٍ مثلكَ؟ أو لمَن نعمتكِ الغنيّةُ المجانيّةُ؟
لكن مَن يستطيع القول أن واحدة من صفات ﷲ أعظم مِن غيرها؟
لقد كان ﷲ دائماً إلَه النعمة في العهد القديم كما في الجديد، لكن تم الكشف عن هذا الجانب من شخصيته بطريقة جديدة آسرة مع مجيء المسيح.
فعندما نفهم شيئاً عن نعمة ﷲ، نصبح عابدين إلى الأبد، ونسأل أنفسنا، «لماذا كان عليه أن يختارني؟ لماذا سفك الرَّب يسوع دم حياته لشخص غير مستحق؟ لماذا لم يخلّصني ﷲ من الجحيم فقط، بل باركني أيضاً ببركات روحية في السماويات الآن، وقصده لي أن أقضي الأبدية في السماء معه؟» فلا عجب إذاً أننا نرنِّم بعِظَم تلك النعمة التي خلّصت تُعساء مثلي! ثم إن ﷲ يريد أن تُكرَّر نعمته في حياتنا وأن تفيض من خلالنا إلى الآخرين. يريدنا أن نكون لطفاء في معاملاتنا مع الآخرين، وأن يكون كلامنا دائماً بنعمةٍ مُصلحاً بملح (كولوسي6:4)، يجب أن نفتقر نحن كي يستغني الآخرون (كورنثوس الثانية9:8)، يجب أن نُظهر اللطف والقبول لغير المستحقّين ولغير المحبوبين أيضاً.


sama smsma 17 - 05 - 2012 01:50 PM

«اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ» (أفسس4:2).

رحمة ﷲ هي شفقته ولطفه وحنانه على المذنبين والضعفاء وعلى المكتئبين وعلى المحتاجين. يشدّد الكتاب على أن ﷲ غنيٌّ في الرحمة (أفسس4:2)، وكثير الرحمة (مزمور5:86) وأن رحمته وفيرة (بطرس الأولى3:1)، عظمت إلى السماوات (مزمور10:57). «لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ» (مزمور11:103). قيل عن ﷲ أنه «أَبُو الرَّأْفَةِ» (كورنثوس الثانية3:1)، وهو «الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ» (يعقوب 11:5)، وهو نزيه في منح رحمته «فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ» (متى45:5)، ولا يُخلِّص الناس بأعمال البِّرْ (تيطس5:3) بل بنعمته السيادية (خروج19:33، رومية15:9)، ونعمته تدوم إلى الأبد لخائفيه (مزمور1:136، لوقا50:1) أما لغير النادمين فهي لفترة حياتهم الأرضية فقط.
هناك فَرق بين النعمة والرحمة، فالنعمة تعني أن ﷲ يُمطِر بركاته علي عندما لا أستحقها، أما الرحمة فتعني أنه يُعطيني العقاب الذي أستحقه.
لكل تعليم كتابي واجب مُرفق به، فرحمة ﷲ تتطلب أوّلاً وقبل كل شيء «أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ ﷲِ» (رومية1:12)، وهذا هو الشيء الأكثر منطقية وعقلانية وعاقل ومعقول يمكننا القيام به. وبالإضافة إلى ذلك، يريدنا ﷲ أن نكون رحماء بعضنا نحو البعض الآخر، وقد وُعدَت مكافأة خاصة للرحماء «…لأنهم يُرحمون» (متى7:5). والرَّب يريد رحمة لا ذبيحة (متى13:9)، أي أن أعمال التضحية العظيمة غير مقبولة إذا كانت منفصلة عن الصلاح الشخصي.
إن السامريّ الصالح هو الذي أظهر الرحمة لقريبه، نحن نُظِهر الرحمة عندما نُطعِم الجائع ونُلبس الفقير ونَعودَ المريض، نفتقد الأرامل والأيتام ونبكي مع الباكين. نكون رحماء عندما نرفض فرصة الإنتقام من شخص أساء إلينا، أو عندما نظهر الشفقة نحو الذين سقطوا.
وإذ نتذكر ما نحن عليه، يجب أن نصلي من أجل الرحمة لأنفسنا (عبرانيين16:4) وللآخرين (غلاطية16:6، تيموثاوس الأولى2:1)، وأخيراً، يجب أن تُناغم الرحمة قلوبنا لتُسبِّحَهُ.
عندما جميع مراحمك، يا إلهي، تُعايِنُها نفسي المرتفعة
تتحوَّل مع رؤية نفسي ضائعاً في عجبٍ وحبٍ ومديحٍ - جوزيف أديسون

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:52 PM

«لأَنَّ غَضَبَ ﷲِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ» (رومية18:1).

إن غضب ﷲ هو ذلك الغضب الإلهي الرهيب الموجّه ضد الخطاة غير التائبين في الدنيا والأبدية. وقد أشارَ أ.و. بينك، إلى أن ﷲ بقدر كماله الإلهي هكذا أيضاً أمانته وقدرته ورحمته، ولا نحتاج أن نقدم ذريعة عن ذلك.
عند التأمل في غضب ﷲ، هناك بعض الحقائق التي يجب أن نأخذها بعين الإعتبار:
ليس هناك تضارب بين محبة ﷲ وبين غضبه، المحبة الحقيقية تعاقب الخطيئة والعصيان والتمرّد.
إذا رفض الإنسان محبة ﷲ فلا يبقى سوى غضبه. لا يوجد سوى بيتين في الأبدية، السماء أو جهنم، فإذا كان الناس يرفضون السماء، يكونون بالتالي قد اختاروا جهنم.
لم يخلق ﷲ جهنم لأجل البشر إنما لإبليس وملائكته (متى41:25)، ولاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ (حزقيال11:33). لكن لا خيار لرافض المسيح.
جاء الحديث عن الدينونة على أنها عمل الرَّب الغريب (إشعياء21: 28)، والإقتراح هو أن ﷲ يُفضِّل إظهار الرحمة (يعقوب13:2).
لا يوجد في غضب ﷲ نزعة إنتقام أو حقد، لكنه غضب بارّ بدون ذرّة من خطيئة.
إن غضب ﷲ صفة لم نُدعَ لكي نُقلِّدُها، إنما هي له بمعنى متميَّز، أي أنه وحده يمكنه ممارستها بعدله المطلق، وهكذا كتب بولس لأهل روما، «لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ» (رومية19:12).
لقد دُعيَ المسيحي أن يمارس غضباً مقدَّساً، لكن يجب أن يكون مقدَّساً ويجب أن لا يتجاوز ذلك إلى غضب خاطئ (أفسس26:4)، وينبغي أن يُمارَس فقط عندما تكون كرامة ﷲ في خطر وليس دفاعاً عن النفس أبداً أو تبريراً ذاتياً.
إن كنّا نؤمن حقّاً في غضب ﷲ، فينبغي أن يدفعنا ذلك إلى مشاركة الإنجيل مع أولئك الذين ما زالوا يسيرون في الطريق الرَّحْب المؤدّي إلى الهلاك، وعندما نَعِظ عن غضب ﷲ علينا أن نفعل ذلك مع دموع الشفقة.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:54 PM

«لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ «لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ» (مراثي إرميا 23،22:3).

إن اﷲ أمين وصادق، لا يمكنه أن يكذب أو يخادع، ولا يمكنه أن يتراجع عن كلمته، إنه جدير بالثقة تماماً، لا يمكن لأي من وعوده أن تسقط أبداً.
«ليْسَ ﷲُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا إبْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟ (عدد19:23)، «فَاعْلمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ ﷲُ الإِلهُ الأَمِينُ» (تثنية9:7). «إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُكَ» (مزمور90:119).
تـظهر أمانةُ ﷲ في دعوته لنا إلى شركة إبنه (كورنثوس الأولى9:1)، وتظهر بعدم سماحه لنا أن نُجرَّب أكثر ممّا نستطيع تحمُّله (كورنثوس الأولى13:10)، وتظهر في الطريقة التي بها يُثَبِّتُنا ويَحفظُنا من الشَّر (تسالونيكي الثانية3:3) حتى ولو كان البعض لا يؤمنون فهو «يَبْقَى أَمِيناً، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ» (تيموثاوس الثانية13:2).
إن الرَّب يسوع هو الحقّ المتجسّد (يوحنا6:14)، وكلمة ﷲ هي الحقُّ الذي يُقَدِّس (يوحنا17:17). «لِيَكُنِ ﷲُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً» (رومية4:3).
إن معرفتنا بأن ﷲ أمينٌ وصادق تملأ نفوسنا بالثقة، فنعرف أن كلمته لا تسقط وأنه سيفعل كما وعد (عبرانيين23:10)، ونعرف، على سبيل المثال، أننا مضمونون إلى الأبد لأنه قال بأنه سوف لا يُهلك أياً من خرافه (يوحنا28:10)، نعلم أنه لن يُعوِزنا شيءٌ لأنه وعد أن يُسدِّد كل إحتياجاتنا (فيلبي19:4).
يريد ﷲ أن يكون شعبه أميناً وصادقاً، ويريدنا أن نكون صادقين مع كلمتنا، يريد منا أن يُعتمَد علينا في الحفاظ على مواعيدنا. ينبغي ألا نُؤخذ بالكذب والمغالاة أو بنصف الحقيقة، وعلينا أن نكون أمناء في الوفاء بوعودنا، ينبغي على المؤمنين، دون كل الناس، أن يكونوا أمناء في الحفاظ على نذورهم الزوجية، ويجب عليهم أن يكونوا أوفياء بتنفيذ إلتزاماتهم في الكنيسة وفي العمل والبيت.
كم ينبغي لنا أن نسبِّح ونشكر الرّب لأجل أمانته! فهو الإله الذي لا يقدر أن يَخذِل.
لا يقدر أن يفشل- لأنه ﷲ
لا يقدر أن يفشل- أعطى كلمته.
لا يقدر أن يفشل- يريدك أن تواصل حتى النهاية.
لا يقدر أن يفشل- سيستجيبُ لكَ. س. أي. ماسون
تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ» (مراثي إرميا 23،22:3).

إن اﷲ أمين وصادق، لا يمكنه أن يكذب أو يخادع، ولا يمكنه أن يتراجع عن كلمته، إنه جدير بالثقة تماماً، لا يمكن لأي من وعوده أن تسقط أبداً.
«ليْسَ ﷲُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا إبْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟ (عدد19:23)، «فَاعْلمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ ﷲُ الإِلهُ الأَمِينُ» (تثنية9:7). «إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُكَ» (مزمور90:119).
تـظهر أمانةُ ﷲ في دعوته لنا إلى شركة إبنه (كورنثوس الأولى9:1)، وتظهر بعدم سماحه لنا أن نُجرَّب أكثر ممّا نستطيع تحمُّله (كورنثوس الأولى13:10)، وتظهر في الطريقة التي بها يُثَبِّتُنا ويَحفظُنا من الشَّر (تسالونيكي الثانية3:3) حتى ولو كان البعض لا يؤمنون فهو «يَبْقَى أَمِيناً، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ» (تيموثاوس الثانية13:2).
إن الرَّب يسوع هو الحقّ المتجسّد (يوحنا6:14)، وكلمة ﷲ هي الحقُّ الذي يُقَدِّس (يوحنا17:17). «لِيَكُنِ ﷲُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً» (رومية4:3).
إن معرفتنا بأن ﷲ أمينٌ وصادق تملأ نفوسنا بالثقة، فنعرف أن كلمته لا تسقط وأنه سيفعل كما وعد (عبرانيين23:10)، ونعرف، على سبيل المثال، أننا مضمونون إلى الأبد لأنه قال بأنه سوف لا يُهلك أياً من خرافه (يوحنا28:10)، نعلم أنه لن يُعوِزنا شيءٌ لأنه وعد أن يُسدِّد كل إحتياجاتنا (فيلبي19:4).
يريد ﷲ أن يكون شعبه أميناً وصادقاً، ويريدنا أن نكون صادقين مع كلمتنا، يريد منا أن يُعتمَد علينا في الحفاظ على مواعيدنا. ينبغي ألا نُؤخذ بالكذب والمغالاة أو بنصف الحقيقة، وعلينا أن نكون أمناء في الوفاء بوعودنا، ينبغي على المؤمنين، دون كل الناس، أن يكونوا أمناء في الحفاظ على نذورهم الزوجية، ويجب عليهم أن يكونوا أوفياء بتنفيذ إلتزاماتهم في الكنيسة وفي العمل والبيت.
كم ينبغي لنا أن نسبِّح ونشكر الرّب لأجل أمانته! فهو الإله الذي لا يقدر أن يَخذِل.
لا يقدر أن يفشل- لأنه ﷲ
لا يقدر أن يفشل- أعطى كلمته.
لا يقدر أن يفشل- يريدك أن تواصل حتى النهاية.
لا يقدر أن يفشل- سيستجيبُ لكَ. س. أي. ماسون

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:55 PM

«إِنَّ إِلَهَنَا فِي السَّمَاءِ. كُلَّمَا شَاءَ صَنَعَ» (مزمور3:115).

إن اﷲ ذو سيادة، وهذا يعني أنه هو الحاكم الأعلى للكون، وأنه يفعَل مسرّته، ولكن بعد أن قلت ذلك، علي أن أضيف وبسرعة بأن كل مسرّته تكون دائماً على حقّ. فطُرقِه كاملة.
يقتبس إشعياء قول الرَّب: «رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي» (إشعياء10:46). عندما رجع نبوخذ نصر إلى عقله، قال: «…وَهُوَ يَفْعَلُ كَمَا يَشَاءُ فِي جُنْدِ السَّمَاءِ وَسُكَّانِ الأَرْضِ وَلاَ يُوجَدُ مَنْ يَمْنَعُ يَده أَوْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟» (دانيال35:4)، ويؤكّد بولس الرسول أنه لا يحق للإنسان أن يشكَّ في أعمال اﷲ «بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ ﷲَ؟ أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا: «لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هَكَذَا؟» (رومية20:9). وفي موضع آخر يقول عن ﷲ أنه «الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ» (أفسس11:1).
لقد قال سبيرجن، «نُعلن ﷲ ملكاً جالساً على العرشِ، له الحق في عمل ما يشاء بخاصته، ويرتِّب لخليقته كما يحسن في عينيه دون التشاور معهم في الأمر».
وببساطة شديدة، فإن عقيدة سلطة ﷲ هي عقيدة تسمح للّه أن يكون إلهاً.
إنه حقٌ يملأني بالوقار والرهبة فلا أستطيع فهم كل تشعبّاته، لكن أن أعبُده وأهيمُ به.
إنه حقٌ يحركني لأُخضِعَ نفسي له، هو الخزَّاف وأنا الطين، وله حقوقٌ عليَّ بالخلق والفداء، وينبغي ألا أُجيبه بقلة إحترام أو أشك بقرارته تحت أي ظرف من الظروف.
إنه حقٌ مليءٌ بالتعزية، لأنه هو الحاكم الأَسمى، أعرف أنه ينفِّذ مقاصده وأنها في النهاية ستصل إلى الغاية المرجوة منها.
رغم أن هناك أشياء في الحياة لا أستطيع أن أفهمها، لكن يمكنني أن أكون متأكّداً من أن الخيوط الداكنة ضرورية لنسيجه كما الخيوط الذهبية والفضية.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:56 PM

«إِلَى عُمْقِ اﷲِ تَتَّصِلُ أَمْ إِلَى نِهَايَةِ الْقَدِيرِ تَنْتَهِي؟» (أيوب7:11).

هنالك المزيد من سمات اﷲ التي لا بدَّ من ذكرها ولو بإختصار فقط.
التأمل بكمال هذه الصفات الإلهية يرفع الروح من الأرض إلى السماء، من البساطة إلى السموّ.
اﷲ بارّ، أي عادل، مُنصف وأمين في جميع معاملاته. إنه «إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ» (إشعياء21:45).
اﷲ غير مُدرَك- (أيوب8،7:11)، إنه عظيمٌ جداً إلى حَدّ يَصعُب فهمه بالعقل البشري، وقد قال ستيفان شارنوك، «ظاهر أن ﷲ هو، لكن غير ظاهرٌ ما هو»، وقال ريشتار بكستر، «يمكنك أن تعرف اﷲ، لكنك لا تفهمه».
اﷲ أبدي- لا بداية له ولا نهاية (مزمور90: 1-4)، حياته مدى الأبدية.
اﷲ صالح- (ناحوم7:1) «الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ» (مزمور9:145).
اﷲ غير متناهٍ- (ملوك الأول27:8)، إنه بلا حدود. «عظمته تفوق أي حسابات أو مقاييس أو خيال بشري».
اﷲ موجود بذاته- (خروج14:3)، لم يستمد وجوده من أي مصدر خارجي، هو نبع حياته الخاصة وكذلك جميع أشكال الحياة الأخرى.
اﷲ مكتفٍ بذاته- أي أن كل ما يمكن أن يحتاجه يكمن في الثالوث.
اﷲ متعالٍ- إنه أسمى من الكون والزمان، وهو منفصل عن الخليقة الجسدية.
وسِمةٌ أخيرة عن ﷲ، هي أنه ذو عِلم مُسبق- ينقسم المسيحيون حول الموضوع، فيما إذا كان عِلم اﷲ السابق يقرر من سيَخلُص، أم أنها مجرّد معرفة سابقة مَن الذي سيؤمن بالمُخلِِّص. ونحكم على ذلك من رومية29:8. أعتقد أن ﷲ بسيادته قد اختار أفراداً معينين وقرر بالتالي أن كل الذين عرَفهم سابقاً سيُمَجَّدون في نهاية المطاف.
وهكذا نأتي إلى نهاية تأملنا بسمات اﷲ، فهو بمعنى آخر موضوع ليس له نهاية. إن اﷲ عظيم جداً ومهوب جداً ورهيب جداً، بحيث لا يمكننا أن نراه إلا في مرآةٍ في لغزٍ، إنه غير محدود ولا يمكن أبداً معرفته معرفة كاملة بعقول محدودة، وطوال الأبدية سنُسهِب بالتأمل بعجائب شخصه ونظلّ نقول، «لم نسمع النصف بعد».

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:57 PM

«اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِيَ هَذهِ: إفْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ» (يعقوب27:1).

عندما كتبَ يعقوب هذه الكلمات لم يقصد التلميح إلى أنه لو أن مؤمناً ما كان قد قام بهذه الأمور فيكون قد فعل كل ما هو مطلوب منه، لكنه بالحريّ كان يقول أن مثالين من الأمثلة البارزة المثالية للديانة هي زيارة الأيتام والأرامل والحفاظ على نقاوة نفسه.
ربما نعتقد أنه سيكون قد ركَّزَّ على الوعظ التفسيري أو العمل المُرسليّ أو العمل الشخصي في ربح النفوس. لكن لا، إنه فكَّر أولاً في زيارة مَن هُم بحاجة إلى ذلك.
يُذكِّر الرسول بولس، شيوخ كنيسة أفسس كيف قام هو بزيارات من بيت إلى بيت (أعمال20:20). يَعتبر ج. داربي الزيارات أنها أهم جزء من العمل، وكتب يقول: «يدقّ جرس الساعة مُعلناً الساعات فيسمعها المارة، لكن حركة العمل في داخلها تجعل الساعة تستمر وتُبقي على الدَّق وتحريك العقارب. أعتقد أن الزيارات يجب أن تكون عملك الدائم، وتأخذ كل شيء آخر عندما يأتي. أخشى كثيراً الشهادة العلنية وخصوصاً إن لم يكن هناك عمل خاص»، (من رسالة إلى ج. ويجرام، آب 9381).
سيدة أرملة متقدّمة في السن تعيش وحدها، وصل بها الحال إلى اعتمادها على مساعدة الجيران والأصدقاء. ولأنه كان عندها الوقت الكثير فقد اعتادت على كتابة مذكراتها عن أي شيء وكل شيء يحدث خلال النهار وخاصة إتصالها بالعالم الخارجي. وفي أحد الأيام لاحظ الجيران عدم وجود أية علامات للحياة حول منزلها لعدّة أيام، تمّ إستدعاء الشرطة فدخلوا البيت ووجدوا أنها قد فارقت الحياة منذ عدة أيام، وقبل وفاتها بثلاثة أيام، كان الشيء الوحيد الذي كتبته في مذكراتها للأيام الثلاثة السابقة هو، «لم يحضُر أحد»، «لم يحضُر أحد»، «لم يحضُر أحد».
يسهل علينا في إنشغالنا اليومي بحياتنا أن ننسى الوحيدين والمحتاجين والعاجزين، فنعطي الأولوية لأمور أخرى، وغالباً إلى تلك الأشكال من الخدمة العامة البرّاقة، لكن إذا أردنا أن تكون ديانتنا طاهرة غير نجسة، فيجب ألا نهمل اليتامى والأرامل والمُسنّين والمُقعَدين. لدى الرَّب إهتمام خاص بمن يحتاجون إلى مساعدة، وهناك مكافأة خاصة تنتظر من يتقدَّم لملء الحاجة.

sama smsma 17 - 05 - 2012 01:58 PM

«إمْتَحنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ» (تسالونيكي الأولى21:5).


يبدو في بعض الأحيان أن المؤمنين هم عُرضة بشكل خاص لقبول البدَع ورياح العقيدة العابرة. كتب جون بلانكارد عن سائقي حافلتي سياحة كانا يقارنان ملاحظاتهما. عندما ذكر أحدهما أن حافلته كانت مليئة بالمؤمنين، سأله الآخر، «أحقاًّ، وبمَ يؤمنون؟» فأجاب الأول «بأي شيء أقوله لهم!».
في دقيقة واحدة تكون بدعة غذاء، فنرفض بعض الأطعمة على أنها سامة وأخرى تحتوي خصائص سحرية. أو بدعة طبية، مدعين نتائج مذهلة لبعض الأعشاب الغريبة أو مستخرجاتها.
يمكن للمؤمنين أن يكونوا ساذجين عندما يتعلّق الأمر بنداءات مالية. ففي معظم البلاد الغربية يستجيبون بسهولة لدعايات تتعلّق بأيتام أو بحملات ضد الدكتاتورية بدون أن يتحقّقوا من مصداقية الوكالة الراعية.
فالدّجالون ينالون إستحساناً بين المؤمنين ولا يهم كم هي سخيفةٌ قصصهم المحزنة، المهم في الأمر أنهم يستطيعون جمع الأموال.
ربما تكمن المشكلة في فشلنا في التمييز ما بين الإيمان والسذاجة. فإن الإيمان يصدِّق أكثر الأشياء تأكيداً في الكون، ألا وهو كلمة اﷲ، أما السذاجة فتأخذ الأشياء كحقيقة دون برهان، حتى لو كان البرهان يُثبِت العكس.
لم يقصد ﷲ لشعبه أن يتخلّوا عن قوة التمييز أو مقدرة النَّقدْ. يتخلل الكتاب المقدس نصائح كما يلي:
«…إمْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ» (تسالونيكي الأولى21:5).
«…َإِذَا أَخْرَجْتَ الثَّمِينَ مِنَ الْمَرْذُولِ» (إرميا19:15).
«وَهَذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضاً أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ» (فيلبي9:1).
«أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ إمْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اﷲِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ» (يوحنا الأولى1:4).
إن الخطر الشديد يكمن بشكل خاص، بطبيعة الحال، بما يتعلق والبدَع العقائدية وما يستجد عليها، ولكن في نواحي كثيرة أخرى يمكن للمؤمنين أيضاً أن ينحرفوا أو يُخدَعوا بمخططات أو بأفعال جنونية يُتابعونها بحماس مبالغ فيه.


الساعة الآن 11:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025