منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   معلومات عن الكتـاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=91298)

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:45 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الاصحاح الحادي عشر

ثم سددت مساعيهم بارشاد نبي قديس

فساروا في برية لا ساكن بها وضربوا اخبيتهم في ارض قفرة

و قاوموا محاربيهم ودافعوا اعداءهم

و في عطشهم دعوا اليك فاعطوا ماء من صخرة الصوان وشفاء لغليلهم من الحجر الجلمود

فكان الذي عذب به اعداؤهم اذ اعوزهم ما يشربون وبنو اسرائيل متهللون بكثرته

هو الذي احسن به اليهم في عوزهم

فانك بلبلت اولئك اذ بدلتهم بمعين النهر الدائم دما صديدا

عقابا لهم على قضائهم بقتل الاطفال وهؤلاء اعطيتهم ماء غزيرا عند الياس منه

لكي تريهم بعطشهم هذا كيف عاقبت اضدادهم

فانهم بامتحانك لهم وان كان تاديب رحمة فهموا كيف كان عذاب المنافقين المقضي عليهم بالغضب

لانك جربت هؤلاء كاب انذارا لهم واولئك ابتليتهم كملك قاس قضاء عليهم

و قد مسهم في الغيب من الضر ما مسهم في المشهد

اذ اخذهم ضعفان من الحزن والنحيب بتذكر الضربات السالفة

لانهم لما سمعوا ان ما كان لهم عقابا صار لاعدائهم احسانا شعروا بيد الرب

و الذي قضوا من قبل بطرحه في النهر واستخفوا به ورذلوه استعظموه في اخر الامر اذا كان عطش الصديقين على خلاف عطشهم

و اذ كانوا قد سفهوا في افكارهم الاثيمة وضلوا حتى عبدوا زحافات حقيرة ووحوشا لا نطق لها انتقمت منهم بان ارسلت عليهم جما من الحيوانات التي لا نطق لها

لكي يعلموا ان ما خطئ به احد به يعاقب

و لم يكن صعبا على يدك القادرة على كل شيء التي صنعت العالم من مادة غير مصورة ان تبعث عليهم جما من الادباب او الاسود الباسلة

او من اصناف جديدة لم تعرف من الوحوش الضارية التي تنفخ نارا او تبعث دخانا قاتما او ترسل من عيونها شرارا مخيفا

اذا لكانت تهلكهم خوفا من منظرها فضلا عن ان تهشمهم باصابتها

بل قد كان نفس كافيا لاسقاطهم فيتعقبهم القضاء وروح قدرتك يذريهم لكنك رتبت كل شيء بمقدار وعدد ووزن

و عندك قدرة عظيمة في كل حين فمن يقاوم قوة ذراعك

ان العالم كله امامك مثل ما ترجح به كفة الميزان وكنقطة ندى تسقط على الارض عند السحر

لكنك ترحم الجميع لانك قادر على كل شيء وتتغاضى عن خطايا الناس لكي يتوبوا

لانك تحب جميع الاكوان ولا تمقت شيئا مما صنعت فانك لو ابغضت شيئا لم تكونه

و كيف يبقى شيء لم ترده ام كيف يحفظ ما لست انت داعيا له

انك تشفق على جميع الاكوان لانها لك ايها الرب المحب النفوس


Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:45 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الاصحاح الثاني عشر

ان في كل شيء روحك الذي لا فساد فيه

فبه توبخ الخطاة شيئا فشيئا وفيما يخطاون به تذكرهم وتنذرهم لكي يقلعوا عن الشر ويؤمنوا بك ايها الرب

فانك ابغضت الذين كانوا قديما سكان ارضك المقدسة

لاجل اعمالهم الممقوتة لديك من السحر وذبائح الفجور

اذ كانوا يقتلون اولادهم بغير رحمة وياكلون احشاء الناس ويشربون دماءهم في شعائر عبادتك

فاثرت ان تهلك بايدي ابائنا اولئك الوالدين قتلة النفوس التي لا نصرة لها

لكي تكون الارض التي هي اكرم عندك من كل ارض عامرة بابناء الله كما يليق بها

على انك اشفقت على اولئك ايضا لانهم بشر فبعثت بالزنابير تتقدم عسكرك وتبيدهم شيئا بعد شيء

لا لانك عجزت عن اخضاع المنافقين للصديقين بالقتال او تدميرهم بمرة بالوحوش الضارية او بامر جازم من عندك

لكن بعقابهم شيئا فشيئا منحتهم مهلة للتوبة وان لم يخف عليك ان جيلهم شرير وان خبثهم غريزي وافكارهم لا تتغير الى الابد

لانهم كانوا ذرية ملعونة منذ البدء ولم يكن عفوك عن خطاياهم خوفا من احد

فانه من يقول ماذا صنعت او يعترض قضاءك ومن يشكوك بهلاك الامم التي خلقتها او يقف بين يديك مخاصما عن اناس مجرمين

اذ ليس اله الا انت المعتني بالجميع حتى تري انك لا تقضي قضاء الظلم

و ليس لملك او سلطان ان يطالبك بالذين اهلكتهم

و اذ انت عادل تدبر الجميع بالعدل وتحسب القضاء على من لا يستوجب العقاب منافيا لقدرتك

لان قوتك هي مبدا عدلك وبما انك رب الجميع فانت تشفق على الجميع

و انما تبدي قوتك للذين لا يؤمنون انك على كمال القدرة وتعاقب العلماء على جسارتهم

لكنك ايها السلطان القدير تحكم بالرفق وتدبرنا باشفاق كثير لان في يدك ان تعمل بقدرة متى شئت

فعلمت شعبك باعمالك هذه ان الصديق ينبغي ان يكون محبا للناس وجعلت لبنيك رجاء حسنا لانك تمنحهم في خطاياهم مهلة للتوبة

لانك ان كنت عاقبت اعداء بنيك المستوجبين للموت بمثل هذا التحرز والترفق وجعلت لهم زمانا ومكانا للاقلاع عن الشر

فباي اعتناء دبرت بنيك الذين واثقت اباءهم بالاقسام والعهود على مواعيدك الصالحة

فتؤدبنا نحن وتجلد اعداءنا جلدا كثيرا لكي نتذكر حلمك اذا حكمنا وننتظر رحمتك اذا حكم علينا

لاجل ذلك فالمنافقون الذين عاشوا بالسفه عذبتهم بارجاسهم عينها

فانهم في ضلالهم تجاوزوا طرق الضلال اذ اتخذوا ما يستحقره اعداؤهم من الحيوان الهة مغترين كاطفال لا يفقهون

لذلك بعثت عليهم عقاب اولاد لا عقل لهم للسخرية

و لما لم يتعظوا بتاديب السخرية ذاقوا العقاب اللائق بالله

و فيما تحملوه بغيظهم وقد راوا ان ما اتخذوه الها كانوا به يعذبون عرفوا الاله الحق الذي كانوا يكفرون به ولذلك حلت بهم خاتمة العقاب


Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:47 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 

الاصحاح الثالث عشر

ان جميع الذين لم يعرفوا الله هم حمقى من طبعهم لم يقدروا ان يعلموا الكائن من الخيرات المنظورة ولم يتاملوا المصنوعات حتى يعرفوا صانعها

لكنهم حسبوا النار او الريح او الهواء اللطيف او مدار النجوم او لجة المياه او نيري السماء الهة تسود العالم

فان كانوا انما اعتقدوا هذه الهة لانهم خلبوا بجمالها فليتعرفوا كم ربها احسن منها اذ الذي خلقها هو مبدا كل جمال

او لانهم دهشوا من قوتها وفعلها فليتفهموا بها كم منشئها اقوى منها

فانه بعظم جمال المبروءات يبصر فاطرها على طريق المقايسة

غير ان لهؤلاء وجها من العذر لعلهم ضلوا في طلبهم لله ورغبتهم في وجدانهم

اذ هم يبحثون عنه مترددين بين مصنوعاته فيغرهم منظرها لان المنظورات ذات جمال

مع ذلك ليس لهم من مغفرة

لانهم ان كانوا قد بلغوا من العلم ان استطاعوا ادراك كنه الدهر فكيف لم يكونوا اسرع ادراكا لرب الدهر

اما الذين سموا اعمال ايدي الناس الهة الذهب والفضة وما اخترعته الصناعة وتماثيل الحيوان والحجر الحقير مما صنعته يد قديمة فهم اشقياء ورجاؤهم في الاموات

يقطع نجار شجرة من الغابة طوع العمل ويجردها بحذقه من قشرها كله ثم بحسن صناعته يصنعها الة تصلح لخدمة العيش

و يستعمل نفايتها وقودا لاعداد طعامه

ثم ياخذ قطعة من نفايتها لا تصلح لشيء خشبة ذات اعوجاج وعقد ويعتني بنقشها في اوان فراغه ويصورها بخبرة صناعته على شكل انسان

او يمثل بها حيوان خسيسا ويدهنها بالاسفيداج ويحمر لونها بالزنجفر ويطلي كل لطخة بها

و يجعل لها مقاما يليق بها ويضعها في الحائط ويوثقها بالحديد

و يتحفظ عليها ان لا تسقط لعلمه بانها لا تقوم بمعونة نفسها اذ هي تمثال يفتقر الى من يعينه

ثم يتضرع اليها عن امواله وازواجه وبنيه ولا يخجل ان يخاطب من لا روح له

فيطلب العافية من السقيم ويسال الميت الحياة ويستغيث بمن هو اعجز شيء عن الاغاثة

و يتوسل من اجل السفر الى من لا يستطيع المشي ويلتمس النصرة في الكسب والتجارة ونجح المساعي ممن هو اقصر موجود باعا

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:47 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الاصحاح الرابع عشر

و اخر قبل ان يركب البحر ويسير على الامواج المعربدة يستغيث بخشب هو اقصف من المركب الذي يحمله

لان المركب اخترعه حب الكسب وصنعته الحكمة المهندسة

لكن عنايتك ايها الاب هي التي تدبره لانك انت الذي فتحت في البحر طريقا وفي الامواج مسلكا امنا

و بينت انك قادر ان تخلص من كل خطر ولو ركب البحر من يجهل صناعته

و انت تحب ان لا تكون اعمال حكمتك باطلة فلذلك يودع الناس انفسهم خشبا صغيرا ويقطعون اللجة في سفينة ويخلصون

و في البدء ايضا حين هلك الجبابرة المتكبرون التجا رجاء العالم الى سفينة وارشدته يديك فابقى للدهر ذرية تتوالد

فالخشب الذي به يحصل البر هو مبارك

اما الخشب المصنوع صنما فملعون هو وصانعه اما هذا فلانه عمله واما ذاك فلانه مع كونه فاسدا سمي الها

فان الله يبغض المنافق ونفاقه على السواء

فيصيب العقاب المصنوع والصانع

لذلك ستفتقد اصنام الامم ايضا لانها صارت في خلق الله رجسا ومعثرة لنفوس الناس وفخا لاقدام الجهال

لان اختراع الاصنام هو اصل الفسق ووجدانها فساد الحياة

و هي لم تكن في البدء وليست تدوم الى الابد

لانها انما دخلت العالم بحب الناس للمجد الفارغ ولذلك قد عزم على الغائها عن قريب

و ذلك ان والدا قد فجع بثكل معجل فصنع تمثالا لابنه الذي خطف سريعا وجعل يعبد ذلك الانسان الميت بمنزلة اله ورسم للذين تحت يده شعائر وذبائح

ثم على ممر الزمان تاصلت تلك العادة الكفرية فحفظت كشريعة وباوامر الملوك عبدت المنحوتات

و الذين لم يستطع الناس اكرامهم بمحضرهم لبعد مقامهم صوروا هيئاتهم الغائبة وجعلوا صورة الملك المكرم نصب العيون حرصا على تملقه في الغيبة كانه حاضر

ثم ان حب الصناع للمباهاة كان داعية للجاهلين الى المبالغة في هذه العبادة

فانهم رغبة في ارضاء الامر قد افرغوا وسعهم في الصناعة لاخراج الصورة على غاية الكمال

فاستميل الجمهور ببهجة ذلك المصنوع حتى ان الذي كانوا قبل قليل يكرمونه كانسان عدوه الها

و بهذا كان اقتناص الخلق فان رزيئة بعض الناس او اقتسار الملوك استعبدهم حتى جعلوا على الحجر والخشب الاسم الذي لا يشرك فيه احد

ثم لم يكتفوا بضلالهم في معرفة الله لكنهم غاصوا في حرب الجهل الشديدة وهم يسمون مثل هذه الشرور سلاما

فانهم يمارسون ذبائح من بنيهم وشعائر خفية ومادب جنون على اساليب اخر

لا يرعون حسن السيرة ولا طهارة الزواج فيقتل الرجل صاحبه بالاغتيال ويمضه بالفاحشة

شر متفاقم في كل موضع الدم والقتل والسرقة والمكر والفساد والخيانة والفتنة والحنث وقلق الابرار

و كفران النعمة وتدنس النفوس والتباس المواليد وتشوش الزواج والفسق والعهر

لان عبادة الاصنام المكروهة هي علة كل شر وابتداؤه وغايته

فانهم اذا فرحوا جنوا او تنباوا كذبوا او عاملوا ظلموا او حالفوا اسرعوا الى الحنث

و لتوكلهم على اصنام لا ارواح له لا يتوقعون اذا اقسموا بالزور ان ينالهم الخسران

فهناك امران يستحقون بهما حلول العقاب سوء اعتقادهم في الله اذ اتبعوا الاصنام وقسمهم بالظلم والمكر اذ استخفوا بالقداسة

لان معصية الظالمين انما يتعقبها القضاء على الخطاة لا قدرة المقسم بهم



Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:47 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 

الاصحاح الخامس عشر

و انت يا الهنا ذو صلاح وصدق طويل الاناة ومدبر الجميع بالرحمة

فاذا خطئنا فنحن في يدك وقد علمنا قدرتك لكنا لا نختار الخطا لعلمنا بانا من خاصتك

فان معرفتك هي البر الكامل والعلم بقدرتك هو اصل الحياة الدائمة

لذلك لم يغونا ما اخترعته صناعة الناس الممقوتة ولا عمل المصورين العقيم من الصور الملطخة بالالوان

التي في النظر اليها فضيحة للسفهاء بعشقهم صورة تمثال ميت لا روح فيه

لا جرم ان الذين يصنعونها والذين يعشقونها والذين يعبدونها هم كلفون بالمنكرات وهم اهل لان تكون امالهم في امثال هذه

ان الخزاف يعني بعجن الطين اللين ويصنع منه كل اناء مما نستخدمه فيصنع من الطين الواحد الانية المستخدمة في الاعمال الطاهرة والمستخدمة في عكس ذلك واما تخصيص كل اناء بواحدة من الخدمتين فانما يرجع الى حكم صانع الطين

و بعنائه الممقوت يصنع من هذا الطين الها باطلا وهو انما ولد من الطين من حين يسير وعن قليل سيعود الى ما اخذ منه حين يطالب بدين نفسه

غير ان همه ليس بانه يتعب ولا بانه قريب الاجل لكنه يباري صاغة الذهب والفضة ويعارض النحاسين ويعتد ما يصنعه من الخسائس فخرا

فقلبه رماد ورجاؤه اخس من التراب وحياته احقر من الطين

لانه جهل من جبله ونفخ فيه نفسا عاملة وروحا محييا

بل حسب حياتنا عبثا وعمرنا موسما للاكتساب وزعم انه لا بد من الربح بكل حيلة ولو بالظلم

فانه عالم بانه اعظم جرما من الجميع لانه يصنع من طين الارض انية قصمة ومنحوتات

ان جميع اعداء شعبك المتسلطين عليهم هم اجهل الناس واشقى من نفوس الاطفال

لانهم حسبوا جميع اصنام الامم الهة تلك التي لا تبصر بعيونها ولا تنشق الهواء بانوفها ولا تسمع باذانها ولا تلمس باصابع ايديها وارجلها عاجزة عن الخطو

لانها انما عملها انسان والذي اعير روحا صنعها وليس في طاقة انسان ان يصنع الها مثله

و انما هو فان فيصنع بيديه الاثيمتين ما لا حياة فيه فهو افضل من معبوداته اذ هو قد كان حيا واما هي فلم تكن حية البتة

و هم يعبدون اعدى الحيوان مما هو اشد البهائم عجمة

و ليس فيه ما في منظر الحيوانات الاخر من الحسن الشائق اذ فاته مدح الله وبركته

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:47 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الاصحاح السادس عشر

لذلك كانوا احقاء بان يعاقبوا بامثال هذه ويعذبوا بجم من الحشرات

اما شعبك فبدلا من ذلك العقاب احسنت اليهم باعداد السلوى ماكلا غريب الطعم اشبعت به شهوتهم

حتى انه بينما كان اولئك مع جوعهم فاقدي كل شهوة للطعام من كراهة ما بعثت عليهم كان هؤلاء بعد عوز يسير يتناولون ماكلا غريب الطعم

فانه كان ينبغي لاولئك المقتسرين ان تنزل بهم فاقة لا مناص منها ولهؤلاء ان يروا كيف يعذب اعداؤهم لا غير

و لما اقتحم هؤلاء حنق الوحوش الهائل واهلكهم لدغ الحيات الخبيثة

لم يستمر غضبك الى المنتهى بل انما اقلقوا الى حين انذارا لهم ونصبت لهم علامة للخلاص تذكرهم وصية شريعتك

فكان الملتفت اليها يخلص لا بذلك المنظور بل بك يا مخلص الجميع

و بذلك اثبت لاعدائنا انك انت المنقذ من كل سوء

لان اولئك قتلهم لسع الجراد والذباب ولم يوجد لنفوسهم شفاء اذ هم اهل لان يعاقبوا بمثل ذلك

اما بنوك فلم تقو عليهم انياب التنانين السامة لان رحمتك اقبلت وشفتهم

و انما نخسوا ليتذكروا اقوالك ثم خلصوا سريعا لئلا يسقطوا في نسيان عميق فيحرموا احسانك

و ما شفاهم نبت ولا مرهم بل كلمتك يارب التي تشفي الجميع

لان لك سلطان الحياة والموت فتحدر الى ابواب الجحيم وتصعد

اما الانسان فيقتل بخبثه لكنه لا يعيد الروح الذي قد خرج ولا يسترجع النفس المقبوضة

انه ليس احد يستطيع ان يهرب من يدك

فانك قد جلدت بقوة ذراعك المنافقين الذين جحدوا معرفتك واطلقت في اثرهم سيولا وبردا وامطارا غريبة ونارا اكلة

و اغرب شيء ان النار كانت في الماء الذي يطفئ كل شيء تزداد حدة لان عناصر العالم تقاتل عن الصديقين

و كان اللهيب تارة يسكن لئلا يحرق ما ارسل على المنافقين من الحيوان ولكي يبصروا فيعلموا ان قضاء الله على اعقابهم

و تارة يخرج عن طبع النار فيتاجج في الماء لكي يستاصل انبتة الارض الاثيمة

اما شعبك فبدلا من ذلك اطعمتهم طعام الملائكة وارسلت لهم من السماء خبزا معدا لا تعب فيه يتضمن كل لذة ويلائم كل ذوق

لان جوهرك ابدى عذوبتك لبنيك فكان يخدم شهوة المتناول ويتحول الى ما شاء كل واحد

و كان الثلج والجليد يثبتان في النار ولا يذوبان لكي يعلم كيف اكلت ثمار الاعداء نار تلتهب في البرد وتبرق في المطر

اما عند هؤلاء فقد تناست القوة التي لها لكي يغتذي القديسون

اذ الخليقة الخادمة لك انت صانعها تتشدد لتعاقب المجرمين وتتراخى لتحسن الى المتوكلين عليك

لذلك كانت حينئذ تتحول الى كل شيء لتخدم نعمتك الغاذية الجميع على ما يشاء كل محتاج

لكي يعلم بنوك الذين احببتهم ايها الرب ان ليس ما تخرج الارض من الثمار هو يغذو الانسان لكن كلمتك هي التي تحفظ المؤمنين بك

اذ ما لم تكن النار تحله كانت شعاعة يسيرة من الشمس تحميه فيذوب

حتى يعلم انه يجب ان نسبق الشمس الى شكرك ونحضر امامك عند شروق النور

لان رجاء من لا شكر له يذوب كجليد شتوي ويذهب كماء لا منفعة فيه


Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:48 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 

الاصحاح السابع عشر

ان احكامك عظيمة لا يعبر عنها ولذلك ضلت النفوس التي لا تاديب لها

فانه لما توهم المجرمون انهم يتسلطون على الامة القديسة اذا هم ملقون في اسر الظلمة وقيود الليل الطويل محبوسون تحت سقوفهم منفيون عن العناية الابدية

و اذ حسبوا انهم مستترون في خطاياهم الخفية فرق بينهم ستر النسيان المظلم وهم في رعب شديد تقلقهم الاخيلة

و لم تكن الاكنة التي لبثوا فيها لتقيهم من الذعر فقد كانت اصوات قاصفة تدوي من حولهم واشباح مكفهرة تتراى امام وجوههم الكاسفة

و لم يكن في قوة النار مهما اشتدت ان تاتي بضياء ولا في بريق النجوم ان ينير ذلك الليل المدلهم

و انما كانت تلمع لهم بغتة نيران مخيفة فيرتعدون من ذلك المنظر المبهم ويتوهمون ما يظهر لهم اهول مما هو

حينئذ بطلت صناعة السحر وشعوذته وبرز على افتخارهم بالحكمة حجة مخزية

اذ الذين وعدوا بنفي الجزع والبلبال عن النفس الدنفة هؤلاء ادنفهم خوف مضحك

فانهم وان لم يصبهم شيء هائل كان مرور الوحوش وفحيح الافاعي يدحرهم فيهلكون من الخوف ويتوقون حتى الهواء الذي لا محيد عنه

لان الخبث ملازم للجبن فهو يقضي على نفسه بشهادته ولقلق الضمير لا يزال متخيلا الضربات

فان الخوف انما هو ترك المدد الذي من العقل

و انتظار المدد من الداخل اضعف ولذلك تحسب مجلبة العذاب المجهولة اشد

فالذين ناموا تلك النومة في ذلك الليل الذي لا يطاق الوارد من اخادير الجحيم الفظيعة

كانوا تارة تقتحمهم الاخيلة وتارة تنحل قواهم من انخلاع قلوبهم لما غشيهم من مفاجاة الخوف الغير المتوقع

ثم حيثما سقط احد بقى محبوسا في سجن لا حديد فيه

فان كان فلاحا او راعيا او صاحب عمل من اعمال الصحراء اخذ بغتة فوقع في قسر لا انفكاك عنه

اذ جميعهم كانوا مقيدين بسلسلة واحدة من الظلام فدوي الريح واغاريد الطيور على الاغصان الملتفة وصوت المياه المندفعة بقوة

و قعقعة الحجارة المتدحرجة وركض الحيوانات الذي لا يرى وزئير الوحوش الضارية والصدى المتردد في بطون الجبال كل ذلك كان يذيبهم من الخوف

و بينما كان سائر العالم يضيئه نور ساطع ويتعاطى اعماله بغير مانع

كان اولئك منفردين في ظل ليل مدلهم مشاكل لما سيغشاهم من الظلمة لكنهم كانوا على انفسهم اثقل من الظلمة

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:48 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الاصحاح الثامن عشر

اما قديسوك فكان عندهم نور عظيم وكان اولئك يسمعون اصواتهم بغير ان يبصروا اشخاصهم ويغبطونهم على انهم لا يقاسون مثل حالهم

و يشكرونهم على انهم لا يؤذون الذين قد ظلموهم ويستغفرونهم من معاداتهم لهم

و بازاء ذلك جعلت لهؤلاء عمود نار دليلا في طريق لم يعرفوه شمسا لتلك الضيافة الكريمة لا اذى بها

اما اولئك فكان جديرا بهم ان يفقدوا النور ويحبسوا في الظلمة لانهم حبسوا بنيك الذين بهم سيمنح الدهر نور شريعتك الغير الفاني

و لما ائتمروا ان يقتلوا اطفال القديسين وعرض واحد منهم لذلك ثم خلص عاقبتهم انت باهلاك جمهور اولادهم ثم دمرتهم جميعا في الماء الغامر

و تلك الليلة قد اخبر بها اباؤنا من قبل لكي تطيب نفوسهم لعلمهم اليقين ما الاقسام التي يثقون بها

ففاز شعبك بخلاص الصديقين وهلاك الاعداء

فان الذي عاقبت به المقاومين هو الذي جذبتنا به اليك ومجدتنا

فان القديسين بني الصالحين كانوا يذبحون خفية ويوجبون على انفسهم شريعة الله هذه ان يشترك القديسون في السراء والضراء على السواء وكانوا يرنمون بتسابيح الاباء

و قد رفع الاعداء جلبة اصواتهم بالبكاء والنحيب على اطفالهم

و كان قضاء واحد على العبد والمولى وضربة واحدة نالت الشعب والملك

و كان لكلهم اجمعين اموات لا يحصون قد ماتوا ميتة واحدة حتى ان الاحياء لم يكفوا لدفن الموتى اذ في لحظة ابيد نسلهم الاعز

و بعد ان ابوا بسبب السحر ان يؤمنوا بشيء اعترفوا عند هلاك الابكار بان الشعب هو ابن لله

و حين شمل كل شيء هدوء السكوت وانتصف مسير الليل

هجمت كلمتك القديرة من السماء من العروش الملكية على ارض الخراب بمنزلة مبارز عنيف

و سيف صارم يمضي قضاءك المحتوم فوقف وملا كل مكان قتلى وكان راسه في السماء وقدماه على الارض

حينئذ بلبلتهم بغتة اخيلة الاحلام بلبلة شديدة وغشيتهم اهوال مفاجئة

و كان كل واحد عند صرعه بين حي وميت يعلن لاي سبب يموت

لان الاحلام التي اقلقتهم انباتهم بذلك لئلا يهلكوا وهم يجهلون مجلبة هلاكهم

و الصديقون ايضا مستهم محنة الموت ووقعت الضربة على جم منهم في البرية لكن الغضب لم يلبث طويلا

لان رجلا لا عيب فيه بادر لحمايتهم فبرز بسلاح خدمته الذي هو الصلاة والتكفير بالبخور وقاوم الغضب وازال النازلة فتبين انه خادمك

فانتصر على الجمع لا بقوة الجسد ولا باعمال السلاح ولكنه بالكلام كف المعاقب مذكرا الاقسام والعهود للاباء

فانه اذ كان القتلى يتساقطون جماعات وقف في الوسط فحسم السخط وقطع المسلك الى الاحياء

لانه كان على ثوبه السابغ العالم كله واسماء الاباء المجيدة منقوشة في اربعة اسطر من الحجارة الكريمة وعظمتك على تاج راسه

فهذه خضع المهلك لها وهابها وكان مجرد اختبار الغضب قد كفى



Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:48 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الاصحاح التاسع عشر

اما المنافقون فاستمر عليهم الى الانقضاء غضب لا رحمة معه لانه كان يعلم من قبل ماذا سيكون من امرهم

وانهم بعد ترخيصهم لهم في الذهاب ومبادرتهم لاطلاقهم يندمون فيجدون في اثرهم

فانهم قبل ان تنقضي مناحتهم وهم منتحبون على قبور امواتهم عادوا فاتخذوا مشورة جهل اخرى وسعوا في اثار الذين حثوهم على الرحيل سعيهم وراء قوم فارين

و انما ساقهم الى هذا الاجل امر لا بد منه انساهم ما سبق من الحوادث لكي يستتموا ما بقي من الام عقابهم

و يعبر شعبك اعجب عبور ويموت اولئك اغرب ميتة

و كانت جميع الخلائق كل واحدة في جنسها تستبدل طبعها وتخدمك بحسب ما رسم لها لكي يحفظ بنوك بغير ضر

فالغمام ظلل المحلة ومما كان قبلا يغمر بالمياه برزت ارض يابسة طريق ممهد في البحر الاحمر ومرج اخضر في قعر لجة عظيمة

هناك عبرت الامة كلها وهم في ستر يدك يرون عجائب الايات

و رتعوا كالخيل ووثبوا كالحملان مسبحين لك ايها الرب مخلصهم

متذكرين ما وقع في غربتهم كيف اخرجت الارض الذباب بدلا من نتاج الحيوان وفاض النهر بجم من الضفادع عوض الاسماك

و اخيرا راوا صنفا جديدا من الطير حين حثتهم شهوتهم ان يتطلبوا طعاما لذيذا

فصعدت السلوى من البحر تسلية لهم اما الخطاة فنزل عليهم الانتقام مع ما له من العلائم القديمة التي هي شدة الصواعق وانما اصابهم ما استحقت فواحشهم

اذ كانت معاملتهم للاضياف اشد كراهية فان اولئك ابوا ان يقبلوا غرباء لم يعرفوهم اما هؤلاء فاستعبدوا اضيافا قد احسنوا اليهم

و فضلا عن ذلك فان عليهم افتقادا اخر اذ ان اولئك انما قبلوا قوما اجنبيين كرها

اما هؤلاء فانهم قبلوا اضيافا باحتفال وفرح واشركوهم في حقوقهم ثم اساءوا اليهم بصنوف العذاب الشديد

فضربوا بالعمى مثل اولئك الواقفين على باب الصديق الذين شملتهم ظلمة هائلة فجعل كل منهم يتلمس طالبا مدخل بابه

اذ تغيرت نسب العناصر بعضها الى بعض كما يتغير في العود اسم صوت من اللحن والصوت باق وذلك بين لمن تامل تلك الحوادث

فالارضيات تحولت الى مائيات والسابحات سعت على الارض

و النار كانت لها قوة في الماء اشد من قوتها الغريزية والماء نسي قوته المطفئة

و بالعكس اللهيب لم يؤذ جسم السريع الفاسد من الحيوان اذ كان يمشي فيه ولم يذب الطعام السماوي السريع الذوبان كالجليد لانك يا رب عظمت شعبك في كل شيء ومجدته ولم تهمله بل كنت مؤازرا له في كل زمان ومكان

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:48 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
*** تتمة سفر دانيال ونبذة عن السفر .. و اصحاحاته ***



دانيال أو دانيئيل

هو كلمة عبرية من مقطعين

ومعناه "الله قضى".

وقد أطلق هذا الإسم على عدة أشخاص ذكرهم الكتاب المقدس وكان أشهرهم "دانيال" النبي الذي كُتِبَ السفر المعروف باسمه.

وهؤلاء الأشخاص هم:

1- كاهن من رؤوس الآباء الذين صعدوا مع عزرا في مُلك أرتحشستا من بابل.

وهو من بني إيثامار (عز1:8و2)، وقد ذكر عن هذا الكاهن في (نح10:6) أنه كان من بين الذين ختموا العهد والميثاق الذي قطعه الرؤساء واللاويون والكهنة والشعب في أيام نحميا بأن يحفظوا شريعة الله ويصغوا إلى وصاياه وشهاداته.

2- واحد من أبناء داود الملك.

وأمه هي أبيجايل إمرأة نابال الكرملي.

وهو ثاني أولاد داود الملك بعد بكره أمنون. وقد ولد في حبرون. وقد ذكر اسمه مرة باسم "كيلاب" ومرة أخرى باسم "دانيئيل" والإسمان لشخص واحد (1صم2:3و3؛ أخ1:3).


3- شخص ثالث ذُكِرَ في سفر حزقيال أكثر من مرة (حز14:14و20؛ 3:28)

ويقول البعض أنه هو نفسه "دانيال" النبى صاحب سفر دانيال

الذي وصفه حزقيال في سفره بأنه "حكيم وسرٌ ما لا يخفى عليه" (حز3:28).

وهو وصف يتفق مع ما ورد عنه في سفره بأنه قد أُعطيَ "معرفة وعقلاً في كل كتابة وحِكمة. وكان دانيال فهيماً بكل الرؤى والأحلام" (دا17:1)،

وأنه ورفاقه الثلاثة لما وقفوا أمام الملك "في كل أمر حِكمة فهم الذين سألهم الملك وجدهم عشرة أضعاف فوق كل المجوس والسحرة الذين في كل مملكته" (دا20:1).

ومن جهة معرفة الأسرار وكشف غوامض الأحلام قيل عنه "حينئذ لدانيال كُشِفَ السر في رؤيا الليل" (دا19:2)، وقيل أيضاً عنه أنه "رجل فيه روح الآلهة القدوسين..

وُجِدَت فيه نيِّرةٌ وفطنةٌ وحكمةٌ.. حكمة الآلِهة.. من حيث إن روحاً فاضلة ومعرفة وفطنة وتعبير الأحلام وتبيين ألغاز وحل عقد وُجِدَت في دانيال" (دا11:5و12).

غير أن علماء آخرين

يرجحون أن دانيال المذكور في (حز14:14و20؛ 3:28) هو غير دانيال صاحب السفر المعروف باسمه الذي كان مُعاصِراً لحزقيال.

وحجتهم في هذا

أنه في نصوص السفر (حز14:14و20) كان مذكوراً مع نوح ومع أيوب مما يدل أنه عاش مثلهما في زمن مبكر جداً سابق لزمن حزقيال.

ويقولون أيضاً أن إسم "دانيال" المكتوب في أصل سفر حزقيال ينقصه حرف الياء "دانال"، بينما هذا الحرف موجود في إسم دانيال صاحب سفر دانيال.

ومن ثم فهم يظنون أنه كان بطلاً عاش في القديم وكان معروفاً بتقواه وإنصافه للأرامل والأيتام.

وقد ذكره في نصوص "أوجريت" من رأس الشمراء في نحو القرن الخامس عشر أو الرابع عشر قبل الميلاد (=قاموس الكتاب المقدس – طبعة بيروت 1964 – د. مراد كامل – بحث عن دانيال ص360 العمود الثاني 3).


Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:49 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
أما دانيال صاحب السفر فهو دانيال النبي،

واحد من الأنبياء الأربعة الكبار الذين هم إشعياء وإرميا وحزقيال ودانيال.

وقد وصفه الوحي

بأنه وزملاؤه الثلاثة "شدرخ وميشخ وعبدناغو" كانوا من بني يهوذا (دا6:1)

ومما جاء عنهم في (دا3:1) نستنتج أنه ولد في مدينة أورشليم وعاش طفولته الأولى فيها (=قابل يوسفيوس).

ودانيال إذاً، صاحب السفر وكاتبه،

كان شريفاً من أشراف سبط يهوذا ومن النسل الملكي ممن سُبوا مع أشراف كثيرين آخرين؛ في السنة الثالثة من مُلك يهوياقيم ملك يهوذا.

وقد قيل عنهم أنهم

كانوا "من نسل الملك ومن الشرفا؛ فِتياناً لا عيب فيهم حُسان المنظر وحاذِقين في كل حكمة ومعارفين معرفة وذوي فهم بالعلم.." (دا3:1و4)،

فأوقفوهم ومن بينهم دانيال في قصر الملك نبوخذ نصَّر ملك بابل وعيّنوهم في بلاط الملك.

وقد أمر الملك رئيس خصيانه "أشغنز" بالإشراف على تربيتهم. وأدخلهم مدرسة خاصة تعلّمواف فيها كتابة الكلدانيين ولِسانهم. وأدخلهم مدرسة خاصة تعلّموا فيها كتابة الكلدانيين ولسانهم.

وإستمرّوا كذلك ثلاث سنين عند نهايتها وقفوا قدام الملك.

وقد تغيَّرَت أسماؤهم إلى أسماء كلدانية؛

فصار لدانيال اسم بلطشاصر (إسم إله وثني).

ورغم أن الأربعة فتية رفضوا التنجس بأطايب الملك وخمر مشروبه وكانوا يكتفون في طعامهم بالقطاني (=ويُقصَد به الحبوب والبقول التي تُطبَخ التي هي الفول والعدس والماش واللوبيا والحمص) وفي شرابهم بالماء.

فبعد أن جرّبوهم كذلك لمدة عشرة أيام ظهورا في نهايتها أنهم أحسن وأسمن وأكثر معرفة وعقلاً وحكمة من غيرهم. ولما سألهم الملك نبوخذ نصر وإختبرهم، وجدهم عشرة أضعاف فوق كل المجوس (=كلمة فارسية بمعنى كهنة، وكانوا يشغلون أيضاً وظائف الحكماء والملوك في بلاد مادي وفارس) والسحرة الذين في كل مملكته. وكان دانيال بينهم فهيماً بكل الرؤى والأحلام.

وقد قام بتبيان الحلم الأول الذي رآه الملك نبوخذ نصّر وهو الخاص بالتمثال العظيم الذي سحقه حجرٌ مقطوع بغير يدين.

وإستطاع دانيال دون غيره من المجوس والسحرة والعرّافين والكلدانيين على تفسير هذا الحلم الذي أنبأ فيه عن تتابع الممالك الأربعة (البابلية فالفارسية فاليونانية فالرومانية)، ثم سقوطها وإنتهائها جميعاً بمُلك المسيح وإنتشار الكرازة بإسمه وإنتشار ملكوته.

وكافأه الملك على ذلك بأن جعله عظيماً جداً في باب الملك وسلَّطه على كل ولاية بابل، وجعله رئيس الشِّحَن على جميع حكماء بابل. كما عيَّن رفقاءه شدرخ ومشيخ وعبد نغو على أعمال ولاية بابل (دا2).

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:49 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
وقد كُتِبَ سفر دانيال كله باللغة العبرانية

فيما عدا الجزء من (دا4:2 - 28:7) الذي كُتِبَ باللغة الكلدانية التي كان يجديها دانيال.

ويأتي ترتيب السفر

بعد سفر حزقيال، وهي نفس الترتيب الذي سارَت عليه الترجمة السبعينية للتوراة، وكذا ترجمة الفولجا اللاتينية، وكافة الترجمات الحديثة للكتاب المقدس. أما في الأصل العبرى فيقع السفر في القسم الثالث من العهد القديم المعروف باسم الكتوبيم (=بمعنى الكتب).

ويحتوي سفر دانيال

المدوَّن في طبعة دار الكتاب المقدس على إثنى عشر إصحاحاً.

غير أن الكنائس الأرثوذكسيه والكاثوليكيه تضيف إليه تّتِمَّة حَذَفها البروتستانت رغم تصديق المجامع وآباء الكنيسة الأولى على صحتها وقانونيّتها.

وهذه الإضافات موجودة أصلاً في الترجمة السبعينية التي تُرْجِمَت من هلالها التوراه إلى اليونانيه في حوالي القرن الثالث قبل الميلاد.

وهذه الإضافات هي:

1- تسبحة الثلاثة فتية القديسين، وتتكوَّن من 67 عدداً. وتقع في الإصحاح الثالث بين عدد 23 و24.

2- الاصحاح الثالث عشر، ويحتوي قصة سوسنة العفيفة.

3- الأصحاح الرابع، ويحتوي قصَّتيّ الصنم بال والتنين.

وقد أحصى آباء الأجيال الأولى تتمة دانيال ضمن الأسفار القانونية للتوراة.

ومن أشهر هؤلاء الذين أكّدوا قانونيّتها كل من

القديس إكليمندس الروماني (=مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب - طبعة 1929 ص168) واكليمندس الاسكندرى الذي كتب عنها في كتابه المعروف باسم "الطروناتيون" يقول: "إن خبر سوسَنَّة وقصة بيل وتسبحة الثلاثة فتية القديسين قانونية وضمن سفر دانيال.

وقد إستشهد بهذه الإضافات القانونية الكثير من الآباء القُدامى في كتبهم ومقالاتهم وخطبهم.

ومن أمثلة هؤلاء

القديس إكليمندس الروماني (=في رسالته الأولى إلى كورنثوس) واوريجانوس (=في رسالته إلى يوليانوس الأفريقي) وإيرونيموس (=في رسالته إلى إينوشنسوس) والبابا أثناسيوس الرسولى (=في خطبة ضد أريوس) وكبريانوس (=في رسالته الأربعين وأيضاً في كتابه الصلاه الربانية) وأيضاً كل من إيريناؤس وترتوليانوس في كتاباتهما. والعجيب أن البروتوستانت لم ينكروا وجوده هذه الإستشهادات؛ فقد وُرِدَ ذلك في كتابهم (اللاهوت العقيدي) تأليف فياست.

ويكفي أن نوكِّد صحة السفر ككل من إقتباس السيد المسيح نبوّة دانيال فيما أورده البشير متى الإنجيلي بلسانه قائلاً: "فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس، ليفهم القارئ!" (مت15:24).

كما تأكّدَت صحة السفر أيضاً من كتابات يوسفيوس المؤرخ اليهودى (=الكتاب العاشر، آثار، الفقرة 11) الذي كتب بأن دانيال كان "نبياً عظيماً"، والذي ذكر بأن نبوّاته كانت موجودة قبل عصر الإسكندر الأكبر أي قبل 330ق.ن. وعلاوة على ذلك فقد ذكر أمر نجاة الثلاثة من أتون النار وكذا نجاة دانيال من جب الاسود في (1مك59:2، 60).

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:49 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 

هذا وقد ثبت من الكشوف الأثرية الحديثة صحة وصدق ما ورد في السفر من أحداث وأشخاص.

فبينما شك كثيرون من العلماء مؤخراً في وجود ملك لبابل خليفة لنبوخذ نصر وابناً له (دا11:5) يُسمّى بيلشاصر،

فقد ثبت أن العُرف كان مألوفاً في مملكة بابل بأن يعتبر بلشاصر إبناً لنبوخَذ نصَّر؛ لأنه إبن إبنته جاء من سلالته وليس من صُلبه.

كما ثبت أيضاً أن بيلشاصر شخصية حقيقية، وهو ابن الملك "نبونيدس" ملك بابل.

وقد حمل بيلشاصر لقب ملك بابل بإعتبار أنه كان يتولّى المُلك في غياب أبيه الذي طال بسبب تركه بابل وسُكناه في قصور بناها في "تيماء" شمال الصحراء العربية.

وقد ثبت أيضاً من الكشوف الأثرية أن الذي كان يتولّى الملك في بابل ليلة غزو الملك داريوس المادي لبابل هو بيلشاصر بسبب غياب أبيه عن عاصمة ملكه "دا30:5، 31).

كما ثبت من الكشوف أيضاً أن لقب "نبونيدس" ملك الكلدانيين كان "أول المملكة" بإعتباره الملك الفعلي، وأن لقب بيلشاصر إبنه كان "ثاني المملكة" بإعتباره نائباً لأبيه.

ولعل هذا هو السبب في أن بيلشاصر لما أراد تكريم وكافأة دانيال بسبب تفسيره معنى الكتابة الغربية التي ظهرت على مكلّس حائط قصره، أمر بأن ينادوا عليه "مُتَسَلِّطاً ثالثاً في المملكة" أي بعد أبيه وبعده (دا29:5).

هذا، والآثار الموجودة في بابل وغيرها تتفِق مع ما ذُكِرَ عن نبوخذ نصر بأنه كان يُلَقَّب بملك الملوك (دا30:4)؛

فقد أثبتت الحفريات والآثار المُكتشَفة أنه

حفر القنوات للري وبنى الحدائق المعلقة.

كما بنى في بابل سورين حول المدينة وكذا أبواب الآلهة عشتار وهيكل زيجورات الهرمي المدرج وكذا بعض المعابد الأخرى وشارعاً للمواكب.

وبالإضافة لهذا،

فقد ثبت أيضاً من الكتابات البابلية الأثرية المُكتشفة حديثاً أن كورش ملك فارس الوارِد ذكره في سفر دانيال (دا1:10 و38:6) هو شخصية تاريخيّة حقيقيّة وقد كان نائباً للملك في بابل.

كما أنه كان إبناً لقمبيز وحفيداً لكورش آخر، وجميعهم مع أجدادهم وكانوا يملكون في شرقي عيلام (=وهي بلاد فيما وراء دجلة شرقي بابل وغربي مملكة فارس وشمالي خليج العجم)، حيث كانت "شوشان" عاصمة ملكهم منذ سنة 550ق.م. تقريباً.

وقد أسس كورش المملكة الفارسية وغزا مدينة بابل وممالك أخرى وجمع في شخصه قوة مملكتيّ مادي وفارس.

وقد كان دانيال في بلاد الملك كورش (دا38:6)، وقد مات كورش من جرح أصابه في الحرب عام 529ق.م. ومازالت مقبرته موجودة حتى الآن في بلدة "بسار جدي" بإيران.

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:49 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح الثالث

وان نبوخذنصر الملك صنع تمثالا من ذهب طوله ستون ذراعا وعرضه ست اذرع ونصبه في بقعة دورا في ولاية بابل

ثم ارسل نبوخذنصر الملك ليجمع المرازبة والشحن والولاة والقضاة والخزنة والفقهاء والمفتين وكل حكام الولايات لياتوا لتدشين التمثال الذي نصبه نبوخذنصر الملك

حينئذ اجتمع المرازبة والشحن والولاة والقضاة والخزنة والفقهاء والمفتون وكل حكام الولايات لتدشين التمثال الذي نصبه نبوخذنصر الملك ووقفوا امام التمثال الذي نصبه نبوخذنصر

و نادى مناد بشدة قد امرتم ايها الشعوب والامم والالسنة

عندما تسمعون صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير والمزمار وكل انواع العزف ان تخروا وتسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصر الملك

و من لا يخر ويسجد ففي تلك الساعة يلقى في وسط اتون نار متقدة

لاجل ذلك وقتما سمع كل الشعوب صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير وكل انواع العزف خر كل الشعوب والامم والالسنة وسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصر الملك

لاجل ذلك تقدم حينئذ رجال كلدانيون واشتكوا على اليهود

اجابوا وقالوا للملك نبوخذنصر ايها الملك عش الى الابد

انت ايها الملك قد اصدرت امرا بان كل انسان يسمع صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير والمزمار وكل انواع العزف يخر ويسجد لتمثال الذهب

و من لا يخر ويسجد فانه يلقى في وسط اتون نار متقدة

يوجد رجال يهود الذين وكلتهم على اعمال ولاية بابل شدرخ ومشيخ وعبد نغو هؤلاء الرجال لم يجعلوا لك ايها الملك اعتبارا الهتك لا يعبدون ولتمثال الذهب الذي نصبت لا يسجدون

حينئذ امر نبوخذنصر بغضب وغيظ باحضار شدرخ وميشخ وعبد نغو فاتوا بهؤلاء الرجال قدام الملك

فاجاب نبوخذنصر وقال لهم تعمدا يا شدرخ وميشخ وعبد نغو لا تعبدون الهتي ولا تسجدون لتمثال الذهب الذي نصبت

فان كنتم الان مستعدين عندما تسمعون صوت القرن والناي والعود والرباب والسنطير والمزمار وكل انواع العزف الى ان تخروا وتسجدوا للتمثال الذي عملته وان لم تسجدوا ففي تلك الساعة تلقون في وسط اتون النار المتقدة ومن هو الاله الذي ينقذكم من يدي

فاجاب شدرخ وميشخ وعبد نغو وقالوا للملك يا نبوخذنصر لا يلزمنا ان نجيبك عن هذا الامر

هوذا يوجد الهنا الذي نعبده يستطيع ان ينجينا من اتون النار المتقدة وان ينقذنا من يدك ايها الملك

و الا فليكن معلوما لك ايها الملك اننا لا نعبد الهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته

حينئذ امتلا نبوخذنصر غيظا وتغير منظر وجهه على شدرخ وميشخ وعبد نغو فاجاب وامر بان يحموا الاتون سبعة اضعاف اكثر مما كان معتادا ان يحمى

و امر جبابرة القوة في جيشه بان يوثقوا شدرخ وميشخ وعبد نغو ويلقوهم في اتون النار المتقدة

ثم اوثق هؤلاء الرجال في سراويلهم واقمصتهم وارديتهم ولباسهم والقوا في وسط اتون النار المتقدة

و من حيث ان كلمة الملك شديدة والاتون قد حمي جدا قتل لهيب النار الرجال الذين رفعوا شدرخ وميشخ وعبد نغو

و هؤلاء الثلاثة الرجال شدرخ وميشخ وعبد نغو سقطوا موثقين في وسط اتون النار المتقدة

فكانوا يتمشون في وسط اللهيب مسبحين الله ومباركين الرب

و وقف عزريا وصلى هكذا وفتح فاه في وسط النار وقال

مبارك انت ايها الرب اله ابائنا وحميد واسمك ممجد الى الدهور

لانك عادل في جميع ما صنعت واعمالك كلها صدق وطرقك استقامة وجميع احكامك حق

و قد اجريت احكام حق في جميع ما جلبت علينا وعلى مدينة ابائنا المقدسة اورشليم لانك بالحق والحكم جلبت جميع ذلك لاجل خطايانا

اذ قد خطئنا واثمنا مرتدين عنك واجرمنا في كل شيء

و لم نسمع لوصاياك ولم نحفظها ولم نعمل بما اوصيتنا لكي يكون لنا خير

فجميع ما جلبت علينا وجميع ما صنعت بنا انما صنعته بحكم حق

فاسلمتنا الى ايدي اعداء اثمة وكفرة ذوي بغضاء وملك ظالم شر من كل من على الارض

و الان ليس لنا ان نفتح افواهنا فقد صرنا خزيا وعارا لعبيدك والقانتين لك

فلا تخذلنا الى الانقضاء لاجل اسمك ولا تنقض عهدك

و لا تصرف رحمتك عنا لاجل ابراهيم خليلك واسحق عبدك واسرائيل قديسك

الذين قلت لهم انك تكثر نسلهم كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر

لقد جعلنا ايها الرب اقل عددا من كل امة ونحن اليوم اذلاء في كل الارض لاجل خطايانا

و ليس لنا في هذا الزمان رئيس ولا نبي ولا قائد ولا محرقة ولا ذبيحة ولا تقدمة ولا بخور ولا موضع لتقريب البواكير امامك

و لنيل رحمتك ولكن لانسحاق نفوسنا وتواضع ارواحنا اقبلنا

و كمحرقات الكباش والثيران وربوات الحملان السمان هكذا فلتكن ذبيحتنا امامك اليوم حتى ترضيك فانه لا خزي للمتوكلين عليك

انا نتبعك الان بكل قلوبنا ونتقيك ونبتغي وجهك

فلا تخزنا بل عاملنا بحسب رافتك وكثرة رحمتك

و انقذنا على حسب عجائبك واعط المجد لاسمك ايها الرب

و ليخجل جميع الذين اروا عبيدك المساوئ وليخزوا ساقطين عن كل اقتدارهم ولتحطم قوتهم

و ليعلموا انك انت الرب الاله وحدك المجيد في كل المسكونة

و لم يزل خدام الملك الذين القوهم يوقدون الاتون بالنفط والزفت والمشاقة والزرجون

فارتفع اللهيب فوق الاتون تسعا واربعين ذراعا

و انتشر واحرق الذين صادفهم حول الاتون من الكلدانيين

اما اصحاب عزريا فنزل ملاك الرب الى داخل الاتون وطرد لهيب النار عن الاتون

و جعل وسط الاتون ريحا ذات ندى تهب فلم تمسهم النار البتة ولم تسؤهم ولم تزعجهم

حينئذ سبح الثلاثة بفم واحد ومجدوا وباركوا الله في الاتون قائلين

مبارك انت ايها الرب اله ابائنا وحميد ورفيع الى الدهور ومبارك اسم مجدك القدوس ورفيع الى الدهور

مبارك انت في هيكل مجدك القدوس ومسبح وممجد الى الدهور

مبارك انت في عرش ملكك ومسبح ورفيع الى الدهور

مبارك انت ايها الناظر الاعماق الجالس على الكروبين ومسبح ورفيع الى الدهور

مبارك انت في جلد السماء ومسبح وممجد الى الدهور

باركي الرب يا جميع اعمال الرب سبحي وارفعيه الى الدهور

باركوا الرب يا ملائكة الرب سبحوا وارفعوه الى الدهور

باركي الرب ايتها السماوات سبحي وارفعيه الى الدهور

باركي الرب يا جميع المياه التي فوق السماء سبحي وارفعيه الى الدهور

باركي الرب يا جميع جنود الرب سبحي وارفعيه الى الدهور

باركا الرب ايها الشمس والقمر سبحا وارفعاه الى الدهور

باركي الرب يا نجوم السماء سبحي وارفعيه الى الدهور

باركي الرب يا جميع الامطار والانداء سبحي وارفعيه الى الدهور

باركي الرب يا جميع الرياح سبحي وارفعيه الى الدهور

باركا الرب ايها النار والحر سبحا وارفعاه الى الدهور

باركا الرب ايها البرد والحر سبحا وارفعاه الى الدهور

باركا الرب ايها الندى والجليد سبحا وارفعاه الى الدهور

باركا الرب ايها الجمد والبرد سبحا وارفعاه الى الدهور

باركا الرب ايها الصقيع والثلج سبحا وارفعاه الى الدهور

باركا الرب ايها الليل والنهار سبحا وارفعاه الى الدهور

باركا الرب ايها النور والظلمة سبحا وارفعاه الى الدهور

باركي الرب ايتها البروق والسحب سبحي وارفعيه الى الدهور

لتبارك الارض الرب لتسبح وترفعه الى الدهور

باركي الرب ايتها الجبال والتلال سبحي وارفعيه الى الدهور

باركي الرب يا جميع انبتة الارض سبحي وارفعيه الى الدهور

باركي الرب ايتها الينابيع سبحي وارفعيه الى الدهور

باركي الرب ايتها البحار والانهار سبحي وارفعيه الى الدهور

باركي الرب ايتها الحيتان وجميع ما يتحرك في المياه سبحي وارفعيه الى الدهور

باركي الرب يا جميع طيور السماء سبحي وارفعيه الى الدهور

باركي الرب يا جميع الوحوش والبهائم سبحي وارفعيه الى الدهور

باركوا الرب يا بني البشر سبحوا وارفعوه الى الدهور

باركوا الرب يا اسرائيل سبحوا وارفعوه الى الدهور

باركوا الرب يا كهنة الرب سبحوا وارفعوه الى الدهور

باركوا الرب يا عبيد الرب سبحوا وارفعوه الى الدهور

باركوا الرب يا ارواح ونفوس الصديقين سبحوا وارفعوه الى الدهور

باركوا الرب ايها القديسون والمتواضعو القلوب سبحوا وارفعوه الى الدهور

باركوا الرب يا حننيا وعزريا وميشائيل سبحوا وارفعوه الى الدهور لانه انقذنا من الجحيم وخلصنا من يد الموت ونجانا من وسط اتون اللهيب المضطرم ومن وسط النار

اعترفوا للرب لانه صالح لان الى الابد رحمته

باركوا يا جميع القانتين الرب اله الالهة سبحوا واعترفوا لان الى الابد رحمته

حينئذ تحير نبوخذنصر الملك وقام مسرعا فاجاب وقال لمشيريه الم نلقي ثلاثة رجال موثقين في وسط النار فاجابوا وقالوا للملك صحيح ايها الملك

اجاب وقال ها انا ناظر اربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضرر ومنظر الرابع شبيه بابن الالهة

ثم اقترب نبوخذنصر الى باب اتون النار المتقدة واجاب فقال يا شدرخ وميشخ وعبد نغو يا عبيد الله العلي اخرجوا وتعالوا فخرج شدرخ وميشخ وعبد نغو من وسط النار

فاجتمعت المرازبة والشحن والولاة ومشيرو الملك وراوا هؤلاء الرجال الذين لم تكن للنار قوة على اجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير ورائحة النار لم تات عليهم

فاجاب نبوخذنصر وقال تبارك اله شدرخ وميشخ وعبد نغو الذي ارسل ملاكه وانقذ عبيده الذين اتكلوا عليه وغيروا كلمة الملك واسلموا اجسادهم لكيلا يعبدوا او يسجدوا لاله غير الههم

فمني قد صدر امر بان كل شعب وامة ولسان يتكلمون بالسوء على اله شدرخ وميشخ وعبد نغو فانهم يصيرون اربا اربا وتجعل بيوتهم مزبلة اذ ليس اله اخر يستطيع ان ينجي هكذا

حينئذ قدم الملك شدرخ وميشخ وعبد نغو في ولاية بابل

من نبوخذنصر الملك الى كل الشعوب والامم والالسنة الساكنين في الارض كلها ليكثر سلامكم

الايات والعجائب التي صنعها معي الله العلي حسن عندي ان اخبر بها

اياته ما اعظمها وعجائبه ما اقواها ملكوته ملكوت ابدي وسلطانه الى دور فدور

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:50 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح الثالث عشر

و كان في بابل رجل اسمه يوياقيم

و كان متزوجا امراة اسمها سوسنة ابنة حلقيا جميلة جدا ومتقية للرب

و كان ابواها صديقين فادبا ابنتهما على حسب شريعة موسى

و كان يواقيم غنيا جدا وكانت له حديقة تلي داره وكان اليهود يجتمعون اليه لانه كان اوجههم جميعا

و كان قد اقيم شيخان من الشعب للقضاء في تلك السنة وهما من الذين قال الرب فيهم ان الاثم قد صدر من بابل من شيوخ قضاة يحسبون مدبري الشعب

و كانا يترددان الى دار يوياقيم فياتيهما كل ذي دعوى

و كانت سوسنة متى انصرف الشعب عند الظهر تدخل وتتمشى في حديقة رجلها

فكان الشيخان يريانها كل يوم تدخل وتتمشى فكلفا بهواها

و اسلما عقولهما الى الفساد وصرفا اعينهما لئلا ينظرا الى السماء فيذكرا الاحكام العادلة

و كانا كلاهما مشغوفين بها ولم يكاشف احدهما الاخر بوجده

حياء من كشف هواهما ورغبة في مضاجعتها

و كانا كل يوم يجدان في الترقب لكي ينظراها

و ان احدهما قال للاخر لنتصرف الى بيوتنا فانها ساعة الغذاء فخرجا وتفارقا

ثم انقلبا ورجعا الى الموضع فسال بعضهما بعضا عن سبب رجوعه فاعترفا بهواهما وحينئذ اتفقا معا على وقت يمكنهما فيهان يخلوا بها

و كان في بعض الايام بينما هما مترقبان اليوم الموافق انها دخلت مثل امس فما قبل ومعها جاريتان فقط وارادت ان تغتسل في الحديقة لانه كان حر

و لم يكن هناك احد الا الشيخان وهما مختبئان يترقبانها

فقالت للجاريتين ائتياني بدهن وغسول واغلقا ابواب الحديقة لاغتسل

ففعلتا كما امرتهما اغلقتا ابواب الحديقة وخرجتا من ابواب السر لتاتيا بما امرتا به ولم تعلما ان الشيخين مختبئان هناك

فلما خرجت الجاريتان قام الشيخان وهجما عليها وقالا

ها ان ابواب الحديقة مغلقة ولا يرانا احد ونحن كلفان بهواك فوافقينا وكوني معنا

و الا فنشهد عليك انه كان معك شاب ولذلك صرفت الجاريتين عنك

فتنهدت سوسنة وقالت لقد ضاق بي الامر من كل جهة فاني ان فعلت هذا فهو لي موت وان لم افعل فلا انجو من ايديكما

و لكن خير لي ان لا افعل ثم اقع في ايديكما من ان اخطا امام الرب

و صرخت سوسنة بصوت عظيم فصرخ الشيخان عليها

و اسرع احدهما وفتح ابواب الحديقة

فلما سمع اهل البيت الصراخ في الحديقة وثبوا اليها من باب السر ليروا ما وقع لها

و لما تكلم الشيخان بكلامهما خجل العبيد جدا لانه لم يقل قط هذا القول على سوسنة

و في الغد لما اجتمع الشعب الى رجلها يوياقيم اتى الشيخان مضمرين نية اثيمة على سوسنة ليهلكاها

و قالا امام الشعب ارسلوا الى سوسنة بنة حلقيا التي هي امراة يوياقيم فارسلوا

فاتت هي ووالداها وبنوها وجميع ذوي قرابتها

و كانت سوسنة ترفة جدا وجميلة المنظر

فامر هذان الفاجران ان يكشف وجهها وكانت مبرقعة ليشبعا من جمالها

و كان اهلها وجميع الذين يعرفونها يبكون

فقام الشيخان في وسط الشعب ووضعا ايديهما على راسها

فرفعت طرفها الى السماء وهي باكية لان قلبها كان متوكلا على الرب

فقال الشيخان اننا كنا نتمشى في الحديقة وحدنا فاذا بهذه قد دخلت ومعها جاريتان واغلقت ابواب الحديقة ثم صرفت الجاريتين

فاتاها شاب كان مختبئا ووقع عليها

و كنا نحن في زاوية من الحديقة فلما راينا الاثم اسرعنا اليهما ورايناهما متعانقين

اما ذاك فلم نستطيع ان نمسكه لانه كان اقوى منا ففتح الابواب وفر

و اما هذه فقبضنا عليها وسالناها من الشاب فابت ان تخبرنا هذا ما نشهد به

فصدقهما المجمع لانهما شيخان وقاضيان في الشعب وحكموا عليها بالموت

فصرخت سوسنة بصوت عظيم وقالت ايها الاله الازلي البصير بالخفايا العالم بكل شيء قبل ان يكون

انك تعلم انهما شهدا علي بالزور وها انا اموت ولم اصنع شيئا مما افترى علي هذان

فاستجاب الرب لصوتها

و اذ كانت تساق الى الموت نبه الله روحا مقدسا لشاب حدث اسمه دانيال

فصرخ بصوت عظيم انا بريء من دم هذه

فالتفت اليه الشعب كله وقالوا ما هذا الكلام الذي قلته

فوقف في وسطهم وقال اهكذا انتم اغبياء يا بني اسرائيل حتى تقضوا على بنت اسرائيل بغير ان تفحصوا وتتحققوا الامر

ارجعوا الى القضاء فان هذين انما شهدا عليها بالزور

فاسرع الشعب كله ورجع فقال له الشيخان هلم اجلس بيننا وافدنا فقد اتاك الله مزية الشيوخ

فقال لهم دانيال فرقوهما بعضهما عن بعض فاحكم فيهما

فلما فرقا الواحد عن الاخر دعا احدهما وقال له يا ايها المتعتق الايام الشريرة لقد اتت عليك خطاياك التي ارتكبت من قبل

بقضائك اقضية ظلم وحكمك على الابرياء واطلاقكك للمجرمين وقد قال الله البريء والزكي لا تقتلهما

فالان ان كنت قد رايتها فقل تحت اي شجرة رايتهما يتحدثان فقال تحت الضروة

فقال دانيال لقد صوبت كذبك على راسك فملاك الله قد امر من لدن الله بان يشقك شطرين

ثم نحاه وامر باقبال الاخر فقال له يا نسل كنعان لا يهوذا قد فتنك الجمال واسلم الهوى قلبك الى الفساد

هكذا كنتما تصنعان مع بنات اسرائيل وكن يحدثنكما مخافة منكما اما بنت يهوذا فلم تحتمل فجوركما

فالان قل لي تحت اية شجرة صادفتهما يتحدثان فقال تحت السنديانة

فقال له دانيال وانت ايضا قد صوبت كذبك على راسك فملاك الله واقف وبيده سيف ليقطعك شطرين حتى يهلككما

فصرخ المجمع كله بصوت عظيم وباركوا الله مخلص الذين يرجونه

و قاموا على الشيخين وقد اثبت دانيال من نطقهما انهما شهدا بالزور وصنعوا بهما كما نويا ان يصنعا بالقريب

عملا بما في شريعة موسى فقتلوهما وخلص الدم الزكي في ذلك اليوم

فسبح حلقيا وامراته لاجل ابنتهما مع يوياقيم رجلها وذوي قرابتهم لانه لم يوجد فيها شيء قبيح

و عظم دانيال عند الشعب من ذلك اليوم فما بعد

و انضم الملك اسطواج الى ابائه واخذ كورش الفارسي ملكه

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:50 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح الرابع عشر

و كان دانيال نديما للملك ومكرما فوق جميع اصدقائه

و كان لاهل بابل صنم اسمه بال وكانوا ينفقون له كل يوم اثني عشر اردبا من السميذ واربعين شاة وستة امتار من الخمر

و كان الملك يعبده وينطلق كل يوم فيسجد له اما دانيال فكان يسجد لالهه فقال الملك لماذا لا تسجد لبال

فقال لاني لا اعبد اصناما صنعة الايدي بل الاله الحي خالق السماوات والارض الذي له السلطان على كل ذي جسد

فقال له الملك اتحسب ان بالا ليس باله حي او لا ترى كم ياكل ويشرب كل يوم

فضحك دانيال وقال لا تضل ايها الملك فان هذا باطنه طين وظاهره نحاس فلم ياكل قط

فغضب الملك ودعا كهنته وقال لهم ان لم تقولوا لي من الذي ياكل هذه النفقة تموتون

و ان بينتم ان بالا ياكل هذه يموت دانيال لانه جدف على بال فقال دانيال للملك ليفعل كما تقول

و كان كهنة بال سبعين كاهنا ما خلا النساء والاولاد فاتى الملك ودانيال الى بيت بال

فقال كهنة بال ها انا ننصرف الى الخارج وانت ايها الملك ضع الاطعمة وامزج الخمر وضعها ثم اغلق الباب واختم عليه بخاتمك

و في غد ارجع فان لم تجد بالا قد اكل الجميع فانا نموت والا فيموت دانيال الذي افترى علينا

و كانوا يستخفون بالامر لانهم كانوا قد صنعوا تحت المائدة مدخلا خفيا يدخلون منه كل يوم ويلتهمون الجميع

فلما خرجوا وضع الملك الاطعمة لبال فامر دانيال غلمانه فاتوا برماد وذروه في الهيكل كله بحضرة الملك وحده ثم خرجوا واغلقوا الباب وختموا عليه بخاتم الملك وانصرفوا

فلما كان الليل دخل الكهنة كعادتهم هم ونساؤهم واولادهم واكلوا الجميع وشربوا

و بكر الملك في الغد ودانيال معه

فقال اسالمة الخواتيم يا دانيال قال سالمة ايها الملك

و لما فتحت الابواب نظر الملك الى المائدة فهتف بصوت عال عظيم انت يا بال ولا مكر عندك

فضحك دانيال وامسك الملك لئلا يدخل الى داخل وقال انظر البلاط واعرف ما هذه الاثار

فقال الملك اني ارى اثار رجال ونساء واولاد وغضب الملك

حينئذ قبض على الكهنة ونسائهم واولادهم فاروه الابواب الخفية التي يدخلون منها وياكلون ما على المائدة

فقتلهم الملك واسلم بالا الى يد دانيال فحطمه هو وهيكله

و كان في بابل تنين عظيم وكان اهلها يعبدونه

فقال الملك لدانيال اتقول عن هذا ايضا انه نحاس ها انه حي ياكل ويشرب ولا تستطيع ان تقول انه ليس الها حيا فاسجد له

فقال دانيال اني انما اسجد للرب الهي لانه هو الاله الحي

و انت ايها الملك اجعل لي سلطانا فاقتل التنين بلا سيف ولا عصا فقال الملك قد جعلت لك

فاخذ دانيال زفتا وشحما وشعرا وطبخها معا وصنع اقراصا وجعلها في فم التنين فاكلها التنين فانشق فقال انظروا معبوداتكم

فلما سمع بذلك اهل بابل غضبوا جدا واجتمعوا على الملك وقالوا ان الملك قد صار يهوديا فحطم بالا وقتل التنين وذبح الكهنة

و اتوا الى الملك وقالوا له اسلم الينا دانيال والا قتلناك انت والك

فلما راهم الملك ثائرين به اضطر فاسلم دانيال اليهم

فالقوه في جب الاسود فكان هناك ستة ايام

و كان في الجب سبعة اسود يلقى لها كل يوم جثتان ونعجتان فلم يلق لها حينئذ شيء لكي تفترس دانيال

و كان حبقوق النبي في ارض يهوذا وكان قد طبخ طبيخا وثرد خبزا في جفنة وانطلق الى الصحراء ليحمله للحصادين

فقال ملاك الرب لحبقوق احمل الغداء الذي معك الى بابل الى دانيال في جب الاسود

فقال حبقوق ايها السيد اني لم ار بابل قط ولا اعرف الجب

فاخذ ملاك الرب بجمته وحمله بشعر راسه ووضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه

فنادى حبقوق قائلا يا دانيال يا دانيال خذ الغداء الذي ارسله لك الله

فقال دانيال اللهم لقد ذكرتني ولم تخذل الذين يحبونك

و قام دانيال واكل ورد ملاك الرب حبقوق من ساعته الى موضعه

و في اليوم السابع اتى الملك ليبكي على دانيال فدنى من الجب ونظر فاذا بدانيال جالس

فهتف بصوت عال وقال عظيم انت ايها الرب اله دانيال ولا اله غيرك ثم اخرجه من جب الاسود

اما الذين سعوا به للهلاك فالقاهم في الجب فافترسوا من ساعتهم امامه

فقال الملك ليتق جميع سكان الارض اله دانيال فانه المخلص الصانع الايات والعجائب في الارض وهو الذي انقذ دانيال من جب الاسود

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:50 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
*** سفر باروخ .. نبذه عنه .. اصحاحاته ***


باروخ

كلمة عبرية معناها "مبارك".

وقد ذكرت الكلمة في الكتاب المقدس إسماً لثلاثة أشخاص كان أحدهم هو "باروخ" كاتِب السفر المعروف باسمه والذي نتحدث عنه الآن.

والأول

هو "باروخ بن زباي"

الذي ذكر عنه نحميا أنه رمم جزءاً من سور أورشليم (نح20:3).

وقد كان باروخ هذا من بين الرؤساء واللاويين والكهنة الذين ختموا على الميثاق الذي أقسم فيه الشعب كرجل واحد أن يسيروا في شريعة الله (نح6:10).

أما الثاني

فهو "باروخ ابن كلحوزة" وأبو معسيا

الذي هو من رؤساء الشعب الذين عادوا بالقرعة للسكنى في مدينة أورشليم (نح5:11).



أما كاتب هذا السفر

فهور باروخ بن نيريل بن معسيا بن صدقيا بن حسديا بن حلقيا.

وقد كتب سفر نبوته في بابل بعد السبي.

وكان ذلك في السنة الخامسة في السابع من الشهر

حين أخذ الكلدانيون أورشليم وأحرقوها بالنار.

وقد نسب السفر إلى باروخ لأنه

كتب الأصحاحات الخمسة الولى منه.

أما الأصحاح السادس والأخير

فقد كتبه إرميا لليهود الذين كان ملك بابل مزمعاً أن يسوقهم في السبي إلى بابل.


وباروخ كاتب السفر

كان يعمل كاتباً لإرميا النبي يكتب له ما يأمر بكتابته.

وقد كان مخلصاً لأرميا.

وعرف عنه أيضاً أنه كان نبياً صدّيقاً.

وقد اشترك الإثنان في الأتعاب والإضطهادات التي لقياها من يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا.


وقد ذكر في الكتاب المقدس الكثير عن باروخ.

فإن أرميا -وهو في السجن- بعدما اشترى لنفسه حقل عمه "حنمئيل بن شلوم" الذي في "عناثوث" بحث الفكاك،

أخذ صك الشراء المختوم وسلَّمه لباروخ (أر6:32-12)،

فقد إئتمنه على حفظ الوثائق الخاصة به.

وبينما أرميا في السجن أيضاً، استدعى إليه باروخ وأملاه ما أوحى الله به إليه من نبوءة،

فكتبه في درج بالحبر. وبأمر إرميا، قرأ باروخ المكتوب في الدرج في آذان كل الشعب في بيت الرب في يوم الصوم.

كما قرأه مرة أخرى في آذان رؤساء يهوذا بناءً على طلبهم.

فلما سمعوا الكلام خافوا خوفاً شديداً وأشاروا على باروخ أن يهرب ويذهب ويختبئ هو وارميا من وجه الملك يهوياقيم.

وقد حدث أن الملك لما سمع بعض ما ورد في الدرج إغتاظ بحنث وألقى السفر كله في النار وأحرقه!

وقد طلب الملك أن يقبض على باروخ الكاتب وإرميا النبي لكن الرب خبأهما فلم يعثر عليهما.

وقد أوحى إلى إرميا بعد ذلك فأخذ درجاً آخر وأملى السفرة مرة أخرى عل باروخ فكتبه.

وقد زيد عليه أيضاً كلام كثير (راجع إر36).

وقد روى الكتاب المقدس أيضاً أن رجال يهوذا لم يسمعوا لإرميا فيما يتعلق بقول الرب لهم على لسانه الإقامة في أرض يهوذا وعدم الذهاب إلى مِصر.

فقاوموه متكبرين عليه وعلى باروه وأخذوهما عنوة مع بنات الملك وحملوهما على الذهاب إلى أرض مِصْر حيث أتوا إلى مدينة "تحفنحيس" وأقاموا فيها (6:43-7).

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:51 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 

وقد كُتِبَ سفر باروخ أصلا بالغة العبرية.

وكان معتبراً أنه جزء مُكَمِّل لسفر أرميا،

وقد تبقّى السفر مُتداولاً بالعِبرية.

كما بقيت نسخته الأصلية مُتعارفة حتى القرن الثاني الميلادي حين ترجمها "تاودوسيون" إلى اللغة اليونانية.

ومنذ ذلك الحين إختفت النسخة العبرانية ولم توجد. ويقع مكان السفر بعد مراثى ارميا.


ورغم إعتراف جميع الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بصحة هذا السفر، فإن البروتوستانت ينكرون على باروخ أنه كاتِب السفر.

وهم يقولون أن الإصحاح السادس منه المعروف باسم "رسالة أرميا" كان مُعتبراً سِفراً قائماً بذاته في الترجمة السبعينية.

ويقول مؤلف كتاب "مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين – طبعة بيروت 1937 ص306"، وهو بروتستانتى:

"هذا السفر عبارة عن مجموعة إضافات إلى نبوات ارميا وهي غير صحيحة". ولا يمكن الأخذ بهذا القول لأن الذي يقرأ الأصحاحات من سفر إرميا التي تتحدث عن باروخ يتأكد بكل يقين أن باروخ لم يكن مجرد كاتِب فقط ولكنه نبياً أيضاً.

غير أن المؤلف البروتستانتي المذكور، يضطر إزاء إجماع الكنائس عل الإعتراف بقانونية هذا السفر أن يضيف إلى قوله السابق عنا احتواه السفر من إضافات إلى نبوات ارميا قائلاً: "وهي وإن تكن غير صحيحة من الوجهة التاريخية، لكنها تُظْهِر تقوى وغيرة غذّتها كلمة العهد القديم وروحه".

وستجد في مقدمة الاسفار القانونيه الثانيه في هذا الموقع تواريخ المجامع التي عُقِدَت وأقرَّت قانونية وصحة أسفار المجموعة الثانية للتوراة التي جمعت بعد عزرا ومن بيها سفر باروخ. كما قلنا أنها وردت ضمن قائمة الأسفار الموحى بها ذكرت في قوانين الرسل وقوانين ابن العسال.

ونضيف أنه ورد في كتابات يوحنا فم الذهب قوله:

"كما أنه كتبا إرميا النبي ليس فيه شك، كذلك كتاب باروخ لا يجب أن يرتاب فيه أحد ولا في بقية الأسفار التي قبلتها الكنيسة. لكن تحسب من رتبة نفس الكتب القانونية".

وهذا، وقد ورد في كتاب "مشكاة الطالبين في حل مشكلات الكتاب – ص167) أن الكثيرين من القديسين آباء الأجيال الأولى المبكرة للمسيحية قد شهدوا لهذا السفر واستشهدوا منه في كتاباتهم ومقالاتهم وعِظاتهم ورسائلهم.

فقد استشهد به القديس اكليمندس الاسكندرى (=في كتابه المربي، كتاب 10:1؛ 3:2)

وأيضاً القديس ديوناسيوس الاسكندرى (=في مؤلفه المسألة العاشرة)

والبابا اثناسيوس الرسولى (=في خطبه ضد اريوس الهرطوقي)

وايضا القديس ترتليانوس

وكبريانوس

واوسابيوس

وكيرلس الاورشليمي

وباسيليوس

ويوحنا فم الذهب في كتاباتهم.

هذا، وفي عدد من أعداد مجلة مرقس (دير أبو مقار – أغسطس 1983 ص22و23) ساق المحرر ترجمة لمقال للقديس إيرينيموس عن القديسة فابيولا، وهو خطاب ايرينيموس إلى أوقيانوس، يستشهِد في كاتب الخطاب بأقوال وردت في سفر نبوءة باروخ.

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:51 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
هذا، ويمكن تقسيم السفر إلى قسمين:

1- القسم الأول: ويشمل الاصحاحات الخمسة الأولى التي كتبها باروخ النبى.

2- القسم الثاني: وهو الإصحاح السادس والأخير المُعنون "رسالة إرميا النبي".

أما القسم الأول فيشتمل على جزئين:

الجزء الأول (من ص1 إلى ص8:3) ويشتمل على مقدمة سفر وكلمة تاريخية.

فهو يذكر أن السفر قد كُتِب في السنة الخامسة من خراب اورشليم وسبيها.

ويقول أن باروخ تلاه على يكنيا الملك إبن يواقيم ملك يهوذا وجميع المسبيين من اليهود في بابل، فبكوا وصاموا تائبين وأرسلوا تقدِمات فضة إلى يواقيم بن حِلقيَّا الكاهن ليقدم عنهم محرقات وذبائح خطية.

وأرسلوا مع تقدماتهم إلى بني وطنهم في أورشليم كتاب هذه النبوة ليقرأوها في بيت الرب ولكي يذكِّروا الشعب بخطاياهم داعين إياهم أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله وطالبين منهم أن يصلوا عنهم وعن ملك بابل ووليّ عهده.

وفي هذا الجزء يذكر باروخ النبى كيف أن بني إسرائيل أخطأوا ضد اللة فاستحقّوا قضاءه بالإنتقام منهم وخضوعهم تحت يد الأمم الوثنية. لكنه يعود فيتنبّأ أنه بسبب رجوعهم إلى الله وهم في أرض السبى فسوف يعودون إلى أرضهم مرة أخرى ويقي الله معهم عهداً أبدياً.

أما الجزء الثاني من القسم الأول (من ص9:3 – ص5)

ففيه يحث الكاتب الشعب أن يرجعوا إلى نبوغ الحكمه ويتعلمون الفِطنة والتعقُّل ويفهموا سُبُل الرب ويقدموا توبة صادقة إلى الله ويستغيثوا به فينقذهم.

وفي هذا الجزء أيضاً يطالبهم باروخ النبي أن يرضوا الله ولا يذبحوا للشياطين. ثم يعد أورشليم بأنها سوف تخلع حلة المذكلة وتتسربل بثوب البر. وتلاحظ أن باروخ النبى يتحدث في هذا الجزء بروح النبوة عن

عقيدتين ومهمتين من العقائد المسيحية وهما:-

أ- عقيدة التجسد:

ففي الأصحاح الثالث يتبَّأ عن تجسد الله الكلمة لأجل خلاص كل جنس البشر ولأجل أن يتسِّع ملكه في كل الأرض (ما أوسع موضِع مُلكه" (با24:3).

وفي نبوئته يتحدَّث عن ذلك الذي نزل من السماء وصعد إليها "مَنْ صَعِدَ إلى السماء.. مَنْ إجتاز إلى عبر البحر.." (با29:3و30). ويقول مؤكداً حقيقة التجسد: "وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردَّد بين البشر" (با38:3).

ب- عقيدة الثالوث الأقدس:

وقد ألمح إلى هذه العقيدة في الأصحاح الرابع بقوله:

"فإني في رجوت بالأزلي (يشير إلى الله الآب) خلاصكم، وحلَّت بي مسرى من لَدُنِ القدوس (يشير إلى الروح القدس) بالرحمة التي تؤتونها عمّا قليل من عند الأزلي مخلصكم (يقصد به الابن الكلمة المخلص وفادي البشر" (با22:4).

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:51 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
والقسم الثاني من السفر

وهو الإصحاح السادس

المعنون "رسالة إرميا النبى"

ويتضمَّن الرسالة التي بعث بها أرميا بيد باروخ إلى اليهود

الذين أزمع بابل أن يسبيهم ويسوقهم نظير أخوتهم إلى بابل.

وفيها يوضح النبي

فساد عبادة الأوثان ويحذرونهم من السجود للأصنام التي ليس لها نطق ولا حركة ولا روح قائلاً لهم عنها "إنها ليست بآلهة" (با14:6).

وفي الرسالة أيضاً يتبَّأ النبي عن أن السبي في بابل سوف يستمر "سبعة أجيال" (با2:6) أي سبعين سنة "وبعد ذلك أخرجكم من هناك بسلام.

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:51 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح الأول

هذا كلام الكتاب الذي كتبه باروك بن نيريا بن معسيا بن صدقيا بن حسديا ابن حلقيا في بابل

في السنة الخامسة في السابع من الشهر حين اخذ الكلدانيون اورشليم واحرقوها بالنار

و تلا باروك كلام هذا الكتاب على مسمعي يكنيا بن يوياقيم ملك يهوذا وعلى مسامع جميع الشعب الذين جاءوا لاستماع الكتاب

و على مسامع المقتدرين وبني الملوك ومسامع الشيوخ ومسامع جميع الشعب من الصغار الى الكبار جميع الساكنين في بابل على نهر سود

فبكوا وصاموا وصلوا امام الرب

و جمعوا من الفضة قدر ما استطاعت يد كل واحد

و بعثوا الى اورشليم الى يوياقيم بن حلقيا بن شلوم الكاهن والى الكهنة والى جميع الشعب الذين معه في اورشليم

عندما اخذ انية بيت الرب المسلوبة من الهيكل ليردها الى ارض يهوذا في العاشر من سيوان وهي انية الفضة التي صنعها صدقيا ابن يوشيا ملك يهوذا

بعدما اجلى نبوكد نصر ملك بابل يكنيا والرؤساء والمحصنين والمقتدرين وشعب الارض من اورشليم وذهب بهم الى بابل

و قالوا انا قد ارسلنا اليكم فضة فابتاعوا بالفضة محرقات وذبائح للخطية ولبانا واصنعوا تقادم وقدموها علىمذبح الرب الهنا

و صلوا من اجل حياة نبوكد نصر ملك بابل وحياة بلشصر ابنه لكي تكون ايامهما كايام السماء على الارض

فيؤتينا الرب قوة وينير عيوننا ونحيا تحت ظل نبوكد نصر ملك بابل وظل بلشصر ابنه ونتعبد لهما اياما كثيرة ونحننائلون لديهما حظوة

و صلوا من اجلنا الى الرب الهنا فانا قد خطئنا الى الرب الهنا ولم يرتد سخط الرب وغضبه عنا الى هذا اليوم

و اتلوا هذا الكتاب الذي ارسلناه اليكم لينادى به في بيت الرب في يوم العيد وفي ايام المحفل

و قولوا للرب الهنا العدل ولنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم لرجال يهوذا وسكان اورشليم

و لملوكنا ورؤسائنا وكهنتنا وانبيائنا وابائنا

لانا خطئنا امام الرب وعصيناه

و لم نسمع لصوت الرب الهنا لنسلك في اوامر الرب التي جعلها امام وجوهنا

من يوم اخرج الرب اباءنا من ارض مصر الى هذا اليوم ما زلنا نعاصي الرب الهنا ونعرض عن استماع صوته

فلحق بنا الشر واللعنة اللذان امر الرب موسى عبده ان يوعد بهما يوم اخرج اباءنا من ارض مصر ليعطينا ارضا تدر لبنا وعسلا كما في هذا اليوم

فلم نسمع لصوت الرب الهنا ولا لجميع كلام الانبياء الذين ارسلهم الينا

و مضينا كل واحد على اصرار قلبه الشرير عابدين الهة اخر صانعين الشر امام عيني الرب الهنا

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:51 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح الثاني

فاقام الرب كلامه الذي تكلم به علينا وعلى قضاتنا الذين يقضون في اسرائيل وعلى ملوكنا ورؤسائنا وعلى رجال اسرائيل ويهوذا

جالبا علينا شرا عظيما بحيث لم يحدث تحت السماء باسرها مثل ما احدثه في اورشليم على حسب ما كتب في شريعة موسى

حتى اكل بعضنا لحم ابنه والاخر لحم بنته

و اخضعهم تحت ايدي جميع الممالك التي حولنا وجعلهم عارا ودهشا في جميع الشعوب الذين شتتهم الرب بينهم

فاذا هم في الانحطاط بدل الرفعة لانا خطئنا الى الرب الهنا غير سامعين لصوته

للرب الهنا العدل ولنا ولابائنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم

لان الرب تكلم علينا بجميع هذا الشر الذي حل بنا

و نحن لم نستعطف وجه الرب تائبين كل واحد عن افكار قلبه الشرير

فسهر الرب على الشر وجلبه الرب علينا لان الرب عادل في جميع اعماله التي اوصانا بها

فلم نسمع لصوته لنسلك في اوامر الرب التي جعلها امام وجوهنا

فالان ايها الرب اله اسرائيل الذي اخرج شعبه من ارض مصر بيد قديرة وبايات ومعجزات وقوة عظيمة وذراع مبسوطة واقامله اسما كما في هذا اليوم

انا خطئنا ونافقنا واثمنا ايها الرب الهنا في جميع رسومك

لينصرف غضبك عنا فقد بقينا نفرا قليلا في الامم الذين شتتنا بينهم

اسمع يا رب صلاتنا وتضرعنا وانقذنا لاجلك وانلنا حظوة امام وجوه الذين اجلونا

لكي تعرف الارض باسرها انك انت الرب الهنا وانه باسمك دعي اسرائيل وعشائره

ايها الرب التفت من بيت قدسك وانظر الينا وامل ايها الرب اذنك واستجب

افتح عينيك وانظر فانه ليس الاموات في الجحيم الذين اخذت ارواحهم عن احشائهم يعترفون للرب بالمجد والعدل

لكن الروح الكئيب من الشدة والذي يمشي منحنيا ضعيفا والعيون الكليلة والنفس الجائعة هم يعترفون لك بالمجد والعدل يا رب

فانا لا لاجل بر ابائنا وملوكنا نلقي تضرعنا امامك ايها الرب الهنا

بل لانك ارسلت سخطك وغضبك علينا كما تكلمت على السنة عبيدك الانبياء

هكذا قال الرب احنوا مناكبكم وتعبدوا لملك بابل فتسكنوا في الارض التي اعطيتها لابائكم

و ان لم تسمعوا لصوت الرب بان تتعبدوا لملك بابل

فاني ابطل من مدن يهوذا ومن شوارع اورشليم صوت الطرب وصوت الفرح صوت العروس وصوت العروسة وتكون كل الارض مستوحشة لا ساكن فيها

فلم نسمع لصوتك بان نتعبد لملك بابل فاقمت كلامك الذي تكلمت به على السنة عبيدك الانبياء ان تخرج عظام ملوكنا وعظام ابائنا من مواضعها

و ها انها مطروحة لحر النهار وقرس الليل وقد ماتوا في اوجاع اليمة بالجوع والسيف والطرد

و جعلت البيت الذي دعي باسمك كما في هذا اليوم لاجل شر ال اسرائيل وال يهوذا

و قد عاملتنا ايها الرب الهنا بكل رافتك وكل رحمتك العظيمة

كما تكلمت على لسان عبدك موسى يوم امرته ان يكتب شريعتك امام بني اسرائيل قائلا

ان لم تسمعوا لصوتي فان هذا الجمع العظيم الكثير ليصيرن نفرا قليلا في الامم الذين اشتتهم بينهم

فاني عالم بانهم لا يسمعون لي لانهم شعب قساة الرقاب لكنهم سيرجعون الى قلوبهم في ارض جلائهم

و يعلمون اني انا الرب الههم واعطيهم قلوبا واذانا سامعة

فيسبحونني في ارض جلائهم ويذكرون اسمي

و يتوبون عن صلابة رقابهم وعن شر اعمالهم لانهم يتذكرون طريق ابائهم الذين خطئوا امام الرب

و اعيدهم الى الارض التي حلفت عليها لابائهم ابراهيم واسحق ويعقوب فيتسلطون عليها واكثرهم فلا يقلون

و اقيم لهم عهدا ابديا فاكون لهم الها ويكونون لي شعبا ولا اعود ازعزع شعبي اسرائيل من الارض التي اعطيتها لهم

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:52 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح الثالث

ايها الرب القدير اله اسرائيل قد صرخت اليك النفس في المضايق والروح في الكروب

فاسمع يا رب وارحم فانك اله رحيم ارحم فانا قد خطئنا اليك

فانك انت تدوم الى الابد اما نحن فنهلك الى الابد

ايها الرب القدير اله اسرائيل اسمع صلاة قوم اسرائيل وبني الذين خطئوا اليك الذين لم يسمعوا لصوت الههم وقد لحق الشر بنا

لا تذكر اثام ابائنا بل اذكر يدك واسمك في هذا الزمان

فانك انت الرب الهنا واياك نسبح يا رب

لانك لذلك جعلت مخافتك في قلوبنا ولندعو باسمك انا نسبحك في جلائنا لانا قد نبذنا عن قلوبنا كل اثم ابائنا الذين خطئوا امامك

و ها انا اليوم في الجلاء حيث شتتنا للتعيير واللعنة والعقاب لاجل جميع اثام ابائنا الذين ارتدوا عن الرب الهنا

اسمع يا اسرائيل وصايا الحياة اصغوا وتعلموا الفطنة

لماذا يا اسرائيل لماذا انت في ارض الاعداء

قد ذبلت في ارض الغربة وتنجست بالاموات وحسبت مع الذين هم في الجحيم

انك قد تركت ينبوع الحكمة

و لو انك سلكت في طريق الله لسكنت في السلام مدى الدهر

تعلم اين الفطنة واين القوة واين التعقل لكي تعلم ايضا اين طول الايام والحياة واين نور العيون والسلام

من وجد موضعها ومن بلغ الى كنوزها

اين رؤساء الامم والذين يتسلطون على وحوش الارض

و الذين يلاعبون طيور السماء

و يكنزون الفضة والذهب مما يتوكل عليه البشر ولا حد لكسبهم ويصوغون الفضة ويهتمون ولا استقصاء لمساعيهم

انهم قد اضمحلوا والى الجحيم هبطوا واخرون قاموا من مكانهم

احداث راوا النور وسكنوا الارض لكنهم لم يعرفوا طريق التادب

و لم يفهموا سبله وبنوهم لم يدركوه وابتعدوا عن طريقه

لم يسمع به في كنعان ولا تراءى في تيمان

و بنو هاجر ايضا المبتغون للتعقل على الارض وتجار مران وتيمان وقائلو الامثال ومبتغو التعقل لم يعرفوا طريق الحكمة ولم يتذكروا سبلها

يا اسرائيل ما اعظم بيت الله وما اوسع موضع ملكه

عظيم هو بغير حد وعال بغير قياس

هناك ولد الجبابرة المذكورون الذين كانوا في البدء الطوال القامات الحاذقون بالقتال

اولئك لم يخترهم الرب ولم يجعل لهم طريق التادب

فهلكوا لعدم الفطنة هلكوا لغباوتهم

من صعد الى السماء فتناولها ونزل بها من الغيوم

من اجتاز الى عبر البحر ووجدها واثرها على الذهب الابريز

ليس احد يعرف طريقها ويطلع على سبيلها

لكن العالم بكل شيء هو يعلمها وبعقله وجدها الذي ثبت الارض الى الابد وملاها حيوانا ذا اربع

الذي يرسل النور فينطلق يدعوه فيطيعه برعدة

ان النجوم اشرقت في محارسها وتهللت

دعاها فقالت نحن لديك واشرقت متهللة للذي صنعها

هذا هو الهنا ولا يعتبر حذاءه اخر

هو وجد طريق التادب بكماله وجعله ليعقوب عبده ولاسرائيل حبيبه

و بعد ذلك تراءى على الارض وتردد بين البشر

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:52 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 

الإصحاح الرابع

هذا كتاب اوامر الله والشريعة التي الى الابد كل من تمسك بها فله الحياة والذين يهملونها يموتون

تب يا يعقوب واتخذها وسر في الضياء تجاه نورها

لا تعط مجدك لاخر ومزيتك لامة غريبة

طوبى لنا يا اسرائيل لان ما يرضي عند الله معروف لدينا

ثقوا يا شعبي يا تذكار اسرائيل

فانكم لم تباعوا للامم لهلاككم ولكن بما انكم اسخطتم الله قد اسلمتم الى اعدائكم

لانكم اغضبتم صانعكم اذ ذبحتم للشياطين لا لله

و نسيتم رازقكم الاله الازلي وحزنتم مربيتكم اورشليم

انها رات الغضب الذي حل بكم من قبل الله فقالت اسمعن يا جارات صهيون ان الله قد جلب علي نوحا عظيما

فاني رايت سبي بني وبناتي الذي جلبه عليهم الازلي

اني ربيتهم بفرح ثم ودعتهم ببكاء ونوح

لا يشمتن احد بي انا الارملة التي ثكلت كثيرين فاني قد اوحشت لاجل خطايا بني لانهم زاغوا عن شريعة الله

و لم يعرفوا رسومه ولم يسلكوا في طرق وصايا الله ولم يسيروا في سبل التادب ببره

هلم يا جارات صهيون فاذكرن سبي بني وبناتي الذي جلبه عليهم الازلي

فانه جلب عليهم امة من بعيد امة وقحة اعجمية اللسان

لم تهب شيخا ولم تشفق على طفل فذهبوا باحباء الارملة واثكلوا المتوحدة بناتها

باي شيء استطيع ان اغيثكم

الذي جلب عليكم الشر هو ينقذكم من ايدي اعدائكم

سيروا يا بني سيروا اني بقيت مستوحشة

قد خلعت حلة السلام ولبست مسح التضرع اصرخ الى الازلي مدى ايامي

ثقوا يا بني واستغيثوا بالله فينقذكم من ايدي الاعداء المتسلطين عليكم

فاني قد رجوت بالازلي خلاصكم وحلت بي مسرة من لدن القدوس بالرحمة التي تؤتونها عما قليل من عند الازلي مخلصكم

قد ودعتكم ببكاء ونوح ولكن الله سيردكم لي بفرح ومسرة الى الابد

فكما ترى الان جارات صهيون سبيكم هكذا عما قليل سيرين خلاصكم من عند الله تؤتونه بمجد عظيم وببهاء الازلي

يا بني احتملوا بالصبر الغضب الذي حل بكم من الله قد اضطهدك العدو لكنك سترى هلاكه عن قليل وتطا رقابهم

ان مترفي سلكوا طرقا وعرة وسيقوا كغنم نهبتها الاعداء

ثقوا يا بني واستغيثوا بالله فان الذي جلب عليكم هذه سيتذكركم

و كما كنتم تهوون ان تشردوا عن الله فبقدر ذلك عشر مرات تلتمسونه تائبين

و الذي جلب عليكم الشر يجلب لكم المسرة الابدية مع خلاصكم

ثقي يا اورشليم فان الذي سماك باسمه يعزيك

ويل للذين جاروا عليك وشمتوا بسقوطك

ويل للمدن التي استعبدت بنيك ويل للتي اخذت اولادك

فانها كما شمتت بسقوطك وفرحت بخرابك كذلك ستكتئب عند دمارها

و ابطل مفاخرتها بكثرة سكانها واحول مرحها الى نوح

لان نار تنزل عليها من عند الازلي الى ايام كثيرة وتسكنها الشياطين طول الزمان

تطلعي يا اورشليم من حولك نحو المشرق وانظري المسرة الوافدة عليك من عند الله

ها ان بنيك الذين ودعتهم قادمون يقدمون مجتمعين من المشرق الى المغرب بكلمة القدوس مبتهجين بمجد الله

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:53 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح الخامس

اخلعي يا اورشليم حلة النوح والمذلة والبسي بهاء المجد من عند الله الى الابد

تسربلي ثوب البر الذي من الله واجعلي على راسك تاج مجد الازلي

فان الله يظهر سناك لكل ما تحت السماء

و يكون اسمك من قبل الله الى الابد سلام البر ومجد عبادة الله

انهضي يا اورشليم وقفي في الاعالي وتطلعي من حولك نحو المشرق وانظري بنيك مجتمعين من مغرب الشمس الى مشرقها بكلمة القدوس مبتهجين بذكر الله



الإصحاح السادس

نسخة الرسالة التي ارسل بها ارميا الى الذين كان ملك بابل مزمعا ان يسوقهم في الجلاء الى بابل يخبرهم بما امره الله به

انه لاجل الخطايا التي خطئتم امام الله يسوقكم نبوكد نصر ملك بابل في الجلاء الى بابل

فاذا دخلتم بابل فستكونون هناك سنين كثيرة وزمانا طويلا الى سبعة اجيال وبعد ذلك اخرجكم من هناك بسلام

و الان فانكم سترون في بابل الهة من الفضة والذهب والخشب تحمل على المناكب وتلقي الرهبة على الامم

فاحترزوا ان تتشبهوا بالغرباء وتاخذكم منها رهبة

و اذا رايتم الجموع امامها ووراءها يسجدون لها فقولوا في قلوبكم لك يا رب ينبغي السجود

فان ملاكي معكم وهو يطالب بانفسكم

اما تلك فان لها السنة قد نحتها النجار وهي مغشاة بالذهب والفضة لكنها الهة زور لا تستطيع نطقا

ياخذ الناس لها ذهبا كما يؤخذ لعذراء تحب الزينة

فيصوغون اكاليل يجعلونها على رؤوس الهتهم وربما سرق الكهنة من الهتهم الذهب والفضة لمنفعة انفسهم

و قد يبذلون منهما بالزواني اللاتي في البيت يزينون الالهة بالملابس كالبشر وهي من الفضة والذهب والخشب

فهي لا تسلم من الصدا والسوس وان كانت تلبس الارجوان

و يمسحون وجوهها من غبار البيت المتراكم عليها

و في يد كل منها صولجان كالحاكم على بلد لكنه لا يقتل من يجرم اليه

و في يمينه سيف وفاس لكنه لا ينجي نفسه من الحرب واللصوص فحق بذلك انها ليست الهة

فلا تخافوها فانه كما ان الاناء المكسور لا ينفع صاحبه كذلك الهتهم

اذا نصبت في البيوت فعيونها تمتلئ غبارا من اقدام الداخلين

يحظر عليها في الديار كما يحظر على من اجرم الى الملك وكهنتها يحصنون بيوتها بابواب واقفال ومزاليج كما يفعل بمن حكم عليه بالموت لئلا تسلبها اللصوص

يوقدون لها من السرج اكثر مما يوقدون لانفسهم وهي لا تستطيع ان ترى منها شيئا

انما هي كجوائز البيت وقد ذكر ان حشرات الارض تنهش قلوبها فتؤكل هي وثيابها ولا تشعر

تسود وجوهها من الدخان الذي في البيت

على ابدانها ورؤوسها تثب البوم والخطاف وسائر الطيور والسنانير

فاعلموا من ذلك انها ليست الهة فلا تخافوها

و الذهب الذي يغشيها للزينة ان لم يمسح صداه لم يكن لها رونق كما انها اذ صيغ عليها لم تشعر

تبتاع بكل ثمن وان لم يكن فيها روح

ليس لها ارجل فتحمل على المناكب وبذلك تبدي للناس هوانها والذين يعبدونها هم ايضا يخزون

لانها اذا سقطت على الارض لا تقوم من نفسها ولا اذا نصبها احد تتحرك من نفسها ولا اذا اميلت تستقيم بل تقدم اليها الهدايا كما تقدم الى اموات

و كهنتها يبيعون ذبائحها لمنفعة انفسهم وكذلك نساؤهم يملحن ما بقي منها ولا يجعلن فيها حظا لمسكين ولا سقيم

الطامث والنفساء تلمسان ذبائحها فاذ قد علمتم من ذلك انها ليست الهة فلا تخافوها

لماذا تسمى الهة لان النساء يقدمن الهدايا لهذه الالهة التي هي من الفضة والذهب والخشب

و لان الكهنة يجلسون في بيوتها باقمصة ممزقة وهم محلوقو الرؤوس واللحى ورؤوسهم مكشوفة

و يعجون صائحين امام الهتهم كالجالسين على مادبة الميت

الكهنة ينزعون من ثيابها ما يكسون نساؤهم واولادهم

و اذا اساء اليها احد او احسن فلا تستطيع المكافاة ولا في وسعها ان تقيم ملكا او تخلعه

و لا تقدر ان تهب عرضا ولا نقدا واذا نذر احد نذرا ولم يقضه فلا تطالب

لا تنحي احدا من الموت ولا تنقذ الضعيف من يد القوي

لا ترد البصر لاعمى ولا تفرج عن ذي شدة

لا ترحم ارملة ولا تحسن الى يتيم

فهذه الالهة التي هي من الخشب مغشاة بالذهب والفضة تماثل حجارة من الجبل والذين يعبدونها يخزون

فكيف يسوغ ان تحسب او تسمى الهة

بل الكلدانيون انفسهم يزدرونها فانهم اذا راوا ابكم لا ينطق يقدمونه الى بال ويطلبون منه النطق كانه يشعر

و مع اختبارهم لها لا يتركون عبادتها لانهم لا يشعرون

و النساء يقعدن على الطرق متحزمات بالحبال يبخرن بالنخالة

فاذا اجتذب مجتاز واحدة منهن وضاجعها عيرت صاحبتها بانها لم تحظ مثلها ولم يقطع حبلها

و كل ما يصنع لهذه الالهة انما هو زور فكيف يسوغ ان تحسب او تسمى الهة

هي صنعة النجار والصايغ فلا تكون الا ما يريد صانعها

و الذين صنعوها قصيرو بقاء فكيف يكون ما صنعوه

انهم تركوا لمن يليهم زورا وعارا

و اذا اتى عليها حرب وشر ياتمر الكهنة فيما بينهم اين يختبئون بها

فكيف لا يشعر انها ليست بالهة وهي لا تخلص انفسها من الحرب والشر

و بما انها من الخشب مغشاة بالذهب والفضة فسيعلم فيما بعد انها زور ويتبين لجميع الامم والملوك انها ليست الهة بل صنعة ايدي الناس ولا شيء فيها من صنعة الله

فهل من حاجة الى التنبيه على انها ليست الهة

فانها لا تقيم ملكا على بلد ولا تعطي الناس مطرا

و لا تخاصم حتى لخصومة انفسها ولا تنقذ احدا من مظلمة اذ لا تستطيع شيئا وانما هي كالغربان التي بين السماء والارض

و اذا وقعت نار في بيت هذه الالهة المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب او الفضة فكهنتها يفرون وينجون اما هي فتحترق كجوائز البيت

انها لا تقاوم ملكا ولا عدوا فكيف يسوغ ان تحسب او تعد الهة

و هذه الالهة المصنوعة من الخشب المغشاة بالفضة والذهب لا تنجي انفسها من السراق او اللصوص

و الذين يستولون عليها ينزعون عنها الذهب والفضة والثياب التي عليها ويذهبون بها وهي لا تدافع عن انفسها

لا جرم ان ملكا من ذوي الباس او اناء نافعا في البيت يستخدمه مالكه خير من الهة الزور وبابا في البيت يحفظ ما فيه خير من الهة الزور وعمود من الخشب في قصر خير من الهة الزور

ان الشمس والقمر والنجوم تضيء وترسل لمنفعة الخلق وتطيع مرسلها

و كذلك البرق اذا لمع يروق العين والريح تهب في كل ناحية

و السحب يامرها الله ان تمر على كل المسكونة فتقضي ما امرت به

و النار المرسلة من فوق لتفني الجبال والغاب تفعل ما اوصيت به اما تلك فلا تعدل بهذه منظرا ولا قوة

فلا يسوغ ان تحسب او تسمى الهة اذ لا تستطيع ان تجري حكما او تصنع احسانا

فاذ قد علمتم انها ليست بالهة فلا تخافوها

فانها لا تلعن الملوك ولا تباركهم

و لا تبدي ايات في الامم ولا في السماء ولا تنير كالشمس ولا تضيء كالقمر

الوحوش خير منها لان في طاقتها ان تهرب الى ملجا وتنفع انفسها

و بالجملة فلا يتبين لنا بوجه من الوجوه انها الهة فلا تخافوها

مثل الهتهم المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب والفضة مثل شخص منصوب في مقثاة لا يحرس شيئا

و ايضا مثل الهتهم المصنوعة من الخشب المغشاة بالذهب والفضة مثل عوسج في بستان يقع عليه كل طير او مثل ميت مطروح فيالظلمة

و من الارجوان والقرمز اللذين ياكلهما العث عليها يعلم انها ليست الهة وفي اخر الامر هي ايضا تؤكل وتصير عارا فيالافاق

ان الرجل الصديق الذي لا صنم له افضل لانه بمعزل عن العار


Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:53 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
*** سفر المكابيين الأول .. نبذه عنه .. اصحاحاته ***


سِفرا المكابيين الأول والثاني هما آخر أسفار التوراة.

وقد جاءا ضمن قائمة الأسفار القانونية للعهد القديم الواردة في قوانين الرسل (=انظر القانون رقم 85) والتي أثبتها الشيخ الصفي بن العسال في كتابه (مجموعة القوانين - الباب الثاني).

وورد السفران في الترجمة السبعينيّة للتوراة التي تمَّت في الإسكندرية عام 280 ق.م.

والتي مازالت أقدم نسخها الخطيّة موجودة حتى الآن؛

وهي النسخة السينائيّة والنسخة الأسكندرية والنسخة الفاتيكانية،

وكلها تقريباً من القرن الرابع الميلادي.

وقد قال القديس مار أفرام

أن سفريّ المكابيين الأول والثاني كانا موجودين في الترجمة السريانية علاوة على وجودهما في الترجمة اليونانية السبعينيّة (=راجع كتاب مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب - طبعة 1919 ص167).

هذا، وقد جاء ذِكر هذين السفرين في الترجمة القبطية بلهجاتها المختلفة، وهي أقدم التراجِم بعد السبعينيّة.

كما ذكر هذان السفران أيضاً في نسخة توراة (الولجاتا)، وهي نسخة التوراة القديمة المُعتمَدة لدى الكنيسة الكاثوليكيّة. هذا، وقد أشرنا من سابق (وعلى الأخص في المقدمة العامة للأسفار القانونيّة التي كتبناها في هذا الموقع) إلى المجامع العديدة التي أقرَّت صِحَّة هذين السفرين، وكذا صحة باقي مجموعة الاسفار القانونيه الثانيه التي حذفها البروتستانت.

وقد كان عدد أسفار المكابيين التي تحدَّثَت عن تاريخ إنتصار اليهود على أعدائهم ومستعمريهم وإستقلالهم كأمّة بقيادة الأسرة الماكبيّة، هو خمسة أسفار،

لم تقبل منها الكنيستان الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة إلا السفرين الأول والثاني فقط،

وهما السِّفران القانونيّان المشهود بصِحَّتهما.

وقد أصدر مجمع "ترينت" للكنيسة الرومانية الكاثوليكيّة المنعقِد في عام 1546 قراراً أيضاً بهذا المعنى، خصوصاً وقد ثبت أن مادة الأسفار الثلاثة الباقية غير مقبولة ومشكوك في صحة إنتسابها إلى الوحي الإلهي.

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:53 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
هذا، وبرغم تنكُّر البروتستانت لصِحَّة هذين السفرين،

فقد ورد في بعض كتبهم ما يشير إلى عظمة مُحتوى السفرين.

فقد جاء في كتابهم (مرشد الطالبين إلى كتاب الحق الثمين - طبعة بيروت 1937 ص303) عن سفر المكابين الأول أنه "يحتوي مواد تاريخيّة عظيمة الأهميّة"،

كما جاء في نفس الكتاب ص306 "يروي هذا السفر الجهاد الباسل الذي قام به خمسة أبناء متياس الكاهن على ملوك سورية وإستمر ثلاثاً وثلاثين سنة من عام 168 حتى 135 ق.م.

أما عن سفر المكابيين الثاني،

فقد وصفه نفس المرجع السابق ص307 بقوله "يتضمَّن هذا السفر التاريخ اليهودي من حوالي سنة 175 إلى سنة 160 ق.م.

مسبوقاً برسالتين من السلطة الكهنوتيّة في اورشليم إلى اليهود الذين في مصر تحانِثهم على إعتبار الهيكل على جبل صهيون مركز الخدمة الدينيّة وتدعوانهم إلى حضور عيد التدشين.

والقسم التاريخي منه

يصف الإضطهاد الشديد الذي جرى في عهد "أنطوخوس أبيغانس" وما جرى ليهوذا وإنتصاره"..

وفي الكتاب البروتستانتي "جغرافية الكتاب وتاريخه - تأليف تشارلز فوستر كِنت - طبعة بيروت 1923 -ص181-208، يستهِد الكاتِب في أقواله بالكثير مما تضمنّه هذان السِّفران.

وعلى سبيل المثال يتحدَّث فيما ذكره عن أسباب الحرب المكابية ص184،183 عن نفس ما ورد في الإصحاح الأول من سفر المكابيين الأول.

وفي صفحتيّ 185،184 يتحدَّث الكاتب فيما ذكره (مودين - الشرارة الأولى للعصيان) عن نفس ما ورد في 1مك2.

وفي ص186،185 حيث يتحدث عن (أخلاق يهوذا وعمله - وعقبة بين حوردن) يستشهد بما جاء في 1مك3، وهكذا نجد الكاتب يملأ صفحات كتابه من ص181-208 بأحاديث منقولة نقلاً مباشراً تقريباً، وبترتيب متطابِق ليس فيه إعمال أو إجتهاد من سفريّ المكابيين، بما لا يدع مجالاً للشك أن الكاتِب يثِق كل الثِّقة في قانونية وصدق وصحة هذين السفرين اللذين تتفق الحوادث والأماكن والأشخاص والمواقيت الموجودة فيها مع الحقيقة المجرِّدة المُتعارَف عليها ومع ما هو منطبِع في ذهن الكاتِب المؤرِّخ من دقائق علميّة وتاريخيّة وجغرافيّة.

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:53 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 

وهناك دلائل كثيرة تؤكِّد صحة هذين السفرين وقانونيّتهما؛

ذلك أن الكثير من آباء الكنيسة من قديسي الأجيال الأولى

قد إستشهدوا في كتبهم وعِظاتهم وكتاباتهم إستشهاداً مباشراً مما ورد فيها.

فالقديس إغريغوريوس الثاؤلوغوس كتب مقالاً عن سفريّ المكابيين.

ويوحنا ذهبى الفم كتب ثلاث مقالات في مدح المكابيين.

والبابا اثاناسيوس الرسولي في كتابه (تفسير دانيال) إستشهد بهذين السفرين.

وغير هؤلاء نجد أن القديسين إكليمندس الاسكندري، وترتليانوس وكبريانوس وأغريغوريوس النزنزي وأمبروسيوس وكيرلس وإيرونيموس ومار أفرام قد نقلوا عن هذين السفرين في كتاباتهم وأقوالهم.

وأكثر من هذا،

فإن هناك عدة إقتباسات من هذين السفرين ذُكِرَت في أسفار العهد القديم والجديد.

ومعنى هذا

أن سفريّ المكابيين في نظر كُتَّاب أسفار الوحي سِفران قانونيّان صحيحان موحى بهما.

وقد جاءت شهادات الصالحين القريبي العهد من الرسل مِصداقاً لذلك.

بل إن الإسرائيليين الذين كانت لغتهم يونانية كانوا يقرأون هذين السفرين في إجتماعاتهم في زمان الشتات، وكانا عندهم من بين الكتب المقدسة.

ولعل نبيّاً كدانيال (=الذي إعتبر سفره من الأسفار التي جمعها عزرا) حينما يتنبَّأ بالأعمال التي جاءت في هذين السفرين، يُصادِق ويختم بنبوّته هذه على أن السفرين صادقان وموحى بهما.

فهو في (دا3:11-32) إذ يتحدَّث عن السفن التي تأتي من كِتِّيم (=التي هي جزيرة قبرص) إنما يتنبَّأ عن الاكسندر المقدوني الذي خرج من أرض كتيم وأوقع بداريوس ملك فارِس (انظر 1مك1:1 - وقابله بما ورد في دا3:11)،

وإذ يتحدَّث عن الأذرع التي تقوم منه وتنجِّس المقدس الحصين، إنما يتنبأ ومن بينهم أنطوكيوس الشهير الملقب في سفر المكابيين الأول (الجرثومة الخبيثة) الذي صعد إلى أورشليم بجيش كثيف ودخل المقدِس بتجبُّر وأخذ ما فيه من ذهب وفضة وأوانٍ مقدسة نفيسة ومجامر وأكاليل وكنوز وحلى وسفك الدم الزكيّ ونجَّس المقدس (انظر 1مك7:1، 11، 22-25 - وقابل هذا بما ورد في دا31:11).

وبعد أن تنبأ دانيال بالأعمال التي يعملها أنطوكيوس، نجده يتحدث مُمْتَدِحاً فضل المكابيين وغيرتهم بقوله "أما الشعب الذين يعرفون إلههم فيقوون ويعملون. والفاهِمون من الشعب يعلمون كثيرين ويعثرون بالسيف واللهيب وبالسبي وبالنَّهب أيّاماً.." (دا32:11، 33).

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:54 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
وبالإضافة لما جاء في سفر دانيال،

نجد أن كتبة أسفار العهد الجديد قد إقتبسوا من سفريّ المكابيين:

1- قول يوحنا البشير عن عيد التجديد

"وكان عيد التجديد في أورشليم وكان شتاء" (يو22:10) إنما هو قول لم يشترك فيه أحد من البشيرين سواه.

وعيد التجديد

الذي يتحدَّث عنه يوحنا، إنما يشير إلى العيد الذي رسمه يهوذا المكابي في اليوم الخامس والعشرين من الشهر التاسِع (1مك59:4) ترتيباً على ما عمله من تطهير الهيكل وتجديده؛ حيث ورد في السفر قوله عن يهوذا المكابي ورِجاله:

" وان يهوذا واخوته قالوا ها ان اعداءنا قد انسحقوا فلنصعد الان لتطهير المقادس وتدشينها. فاجتمع كل الجيش وصعدوا الى جبل صهيون..

فطهروا المقادس ورفعوا الحجارة المدنسة الى موضع نجس. ثم ائتمروا في مذبح المحرقة المدنس ماذا يصنعون به.

فخطرت لهم مشورة صالحة ان يهدموه لئلا يكون لهم عارا لتدنيس الامم اياه فهدموا المذبح. ووضعوا الحجارة في جبل البيت في موضع لائق الى ان ياتي نبي ويجيب عنها.

ثم اخذوا حجارة غير منحوتة وفاقا للشريعة وبنوا المذبح الجديد على رسم الاول. وبنوا المقادس وداخل البيت وقدسوا الديار. وصنعوا آنية مقدسة جديدة وحملوا المنارة ومذبح البخور والمائدة الى الهيكل.." (1مك36:4-49).

وهذا القول ينطبق ويتطابق تماماً مع ما ورد عن يهوذا المكابي (2مك1:10-8)، حيث يقول: "اما المكابى والذين معه، فبامداد الرب استردوا الهيكل والمدينة. وهدموا المذابح التي كان الاجانب قد بنوها في الساحة وخربوا المعابد، وطهروا الهيكل وصنعوا مذبحا اخر واقتدحوا حجارة اقتبسوا منها نارا وقدموا ذبيحة.. واتفق انه في مثل اليوم الذي فيه نجست الغرباء الهيكل في ذلك اليوم عينه ثم تطهير الهيكل وهو اليوم الخامس والعشرون من ذلك الشهر الذي هو شهر كسلو. فعيّدوا ثمانية ايام بفرح.. ورسموا رسما عاما على جميع امة اليهود ان يعيدوا هذه الايام في كل سنة."

2- قول بولس الرسول في العبرانيين عمَّن عُذِّبوا بسبب تمسكِهم بديانتهم وعقيدتهم

".. وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة افضل. وآخرون تجربوا في هزء و جلد ثم في قيود ايضا وحبس. رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين. وهم لم يكن العالم مستحقا لهم. تائهين في براري وجبال و مغاير وشقوق الارض.." (عب35:11-38)،

إنما يقصد به أولئك الأتقياء الذين عذَّبهم أنطيوكس الملك وفيلبس وكيله الذي عيّنه على مدينة أورشليم في أيام المكابيين أمثال مَنْ كانوا يُساقون قسراً كل شهر يوم مولد الملك للتضحية والقتل (2مك7/6). وأمثال المرأتين اللتين سُعيَ بهما أنهما ختنتا أولادهما فعلّقوا أطفالهما على أثديهما وطافوا بهما في المدينة علانية ثم ألقوهما عن السور (2مك10:6). وأمثال أولئك القوم الذين لجأوا إلى مغاور لإقامة السبت سراً فوشي بهم إلى فيلبس فأحرقوهم بالنار (2مك11:6).

وأمثال ألعازر من متقدمي الكتبة الطاعن في السن وهو إبن تسعين سنة الذي أكرهوه بفتح فيه على أكي لحم الخنزير فقذف لحم الخنزير من فيه فقادوه إلى الموت، حتى مات من كثرة الضرب تارِكاً موته قدوة شهامة وتذكار فضيلة لأمته بأسرها (1مك18:6-31). وأمثال الأخوة الأبطال السبعة وأمهم الذين عذّبوهم بالمقارع وقطعوا ألسنتهم وحمّوا الطواجِن والقدور وقلوهم على النار فإستشهدوا كلهم في يوم واحد ببسالة مفضلين الموت على أن يموتوا على الإيمان على أن يعيشوا مُستهينين بشريعة إلههم مُطيعين لأوامر الملك الشرير (1مك7).

3- قول بولس الرسول عن "الذين بالايمان:

قهروا ممالك، صنعوا براً، نالوا مواعيد، سدوا افواه اسود، أطفأوا قوة النار، نجو من حد السيف، تقووا من ضعف، صاروا اشداء في الحرب، هزموا جيوش غرباء." (عب33:11، 34) إنما يشير إلى أولئك المكابيين الذين " قهروا فيلبس وفرساوس ملك كتِّيم في الحرب وكل من قاتلهم واخضعوهم. وكسروا انطيوكس الكبير ملك آسية الذي زحف لقتالهم ومعه مئة وعشرون فيلا وفرسان وعجلات وجيش كثير جداً.

وقبضوا عليه حياً وضربوا عليه وعلى الذين يملكون بعده جزية عظيمة ورهائن ووضائع معلومة." (1مك5:8-7). كما يشير قول بولس في العبرانيين أيضاً إلى يهوذا وجيشه حيث جاء في المكابيين الثاني "لما اصبح المكابى في جيش لم تعد الامم تثبت امامه اذ كان سخط الرب قد استحال الى رحمة. فجعل يفاجئ المدن والقرى ويحرقها حتى اذا استولى على مواضع توافقه تغلب على الاعداء في مواقع جمة، وكان اكثر غاراته ليلا فذاع خبر شجاعته في كل مكان." (2مك5:8-7).

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:54 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
هذا، وقد كُتِب سفر المكابيين الأول أصلاً باللغة العبرانية ثم ترجم بعد ذلك إلى اليونانية.

وقد ذكر القديس إيرونيموس الذي عاشَر اليهود زماناً طويلاً في فلسطين، أنه رأى بنفسه الأصل العبراني للسفر.

كما ذكر اوريجينوس أن السفر كان له عنوان يُفتتح به القول "عصا العُصاة على الرب" أو "قضيب رؤساء أبناء الله"، وقد فُقِدَ الأصل العبرانى للسفر وبقيت للآن ترجماته اليونانية واللاتينية وغيرها.

أما سفر المكابيين الثاني

فقد أجمع الكل على أن كُتِبَ أصلاً باللغه اليوناني. وهو يتكلَّم في معظمه على نفس ما تضمنّه السفر الأول وإن كان بأسلوب مغاير مختصر أو مطوّل.



ويُنسَب سفرا المكابيين إلى الأسرة المكابية التي أسسها متتيا أو متاثياس (=اسم عبري معناه عطية يهوه) وقد كان من نسل الكهنة اللاويين.

ويذكر السفر الأول

أن مؤسس الأسرة هو متتيا بن يوحنا بن سمعان.

وقد كان كاهناً من بني يهوياريب من مدينة أورشليم. غير أنه سكن في "مودين"، وكان له خمسة بنين هم يوحنا (الملقَّب بكدِّيس) وسِمعان (المسمى بطسي) ويهوذا (الملقب بالمكابى) ويوناثان (الملقب بافوس) (1مك1:2-6).

وقد وصف السفر الأول متتيا بأنه "رئيس في هذه المدينة، شريف عظيم مُعزَّز.." (1مك17:2)،

ومن وصف السفر بأن متتيا "كاهِن من بني يهوياريب" (1مك1:2) نفهم بأن يهوياريب جد متتيا هو نفسه يهوياريب بن ألعازرا بن هرون الذين أُخِذَ بالقرعة كأول رؤساء الفِرَق الأربعة والعشرين المخصَّصين للخدمة في المقدس والدخول إلى بيت الرب (1أخ7:24).

وبالنظر لأن حشمون كان أباً لجد متتيا، فقد ذكر علماء الكتاب المقدس أن الإسم الحقيقي للأسرة المكابيّة هو "أسرة الحشمونيين".

وقد تغيَّر إسم الأسرة بعد ذلك إلى "المكابيين" نسبة إلى يهوذا المكابي أحد أولاد متتيا البارزين والذي خلف أباه في قيادة الجيوش وكان بطلاً غيوراً مشهوراً.

ويرجِّح البعض أن معنى الاسم "مكابي" هو "مضرب" أو "مطرقة". ويذكر أن سمعان المكابي أحد أولاد متتيا ملك على اليهود بعد موت أخيه يهوذا. وقد إنتقل المُلك والكهنوت العظيم وراثة في أسرة سمعان الحسمونية المكابية.

وكان آخر السلالة الحسمونية الذي مَلَكَ على اليهود تحت حماية الرومانيين هو "أنتيجونس بن أرستوبولوس" الذي حكم بين عامي 4027 ق.م.

وقد إنتقل الملك بعده مباشرة إلى الملك "هيرودس الكبير" وهو الإبن الثاني لأنتيباس الذي لم يكن يهوديّاً بل كان أدومي الأصل غير أنه صاهَر الأسرة المكابية، وكان له عشرة نساء. وقد تولّى هيرودس الملك عام 37 ق.م. وولد السيد المسيح في أواخِر أيّامه (راجع قاموس الكتاب المقدس).

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:54 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
ويقول الباحثون المدققون أن كلمة المكابيين

أُخِذَت من الكلمة "مكبى" وهي كلمة مكوّنة من أربعة حروف يمثل كل حرف منها بداية كلمة معيّنة.

وهذه الكلمات الأربعة هي (مي - كاموخا - باليم - يهوه) أي "مَنْ مِثل الرب بين الآلِهة؟!" أو "من مثلك بين الأقوياء يا الله؟".

وقد إتخذوا هذه العبارة شعاراً لدولة المكابين التي حكمت اليهود حكماً مستقِلاً مدة تزيد على مائة عام. وقد كانوا ينقشون هذه الحروف الأربعة "مكبي" على أعلامهم وعلى تروسهم.

والمُتَتَبِّع لتاريخ بني إسرائيل

يعلم أنهم بعد عودتهم من سبي بابل في المرة الأولى لسنة 536 قبل الميلاد أيام الملك كورش وبعد مرور سبعين عاماً على بقائهم في بابل، إستمرّوا يدفعون الجزية للفرس.

وقد تمتَّع اليهود بقسط كبير من الحرية أيام حكمهم.

ولم يقم وقتئذ ملوك على اليهود بل ولّى عليهم الأنبياء والقادة والكهنة (من أمثال زربابل القائد ويشوع الكاهن بن يهوصاداق الملقب أيضاً يهوشع، ثم بعدهما عزرا ثم نحميا)، وذلك بمعاونة مجلس أعلى سُمِّيَ بمجلس السنهدرين أو السنهدريم (قوامه سبعون من الشيوخ يرأسهم رئيس الكهنة، كمحكمة عُليا للأمة اليهودية).

وقد توقَّف عمل هذا المجلس بعد خراب هيكل أورشليم عام 70م. وفي سنة 334 قبل الميلاد لما خضع الفُرس للإسكندر الأكبر المكدونى (إبن فيلبس المكدوني اليوناني) خضع اليهود أيضاً له حتى وفاته عام 323 ق. م.

وبعد الإسكندر قسمت المملكة بين أربعة من كبار رجاله، كان أحدهم هو "بطليموس سوتر". وقد خضع اليهود للبطالسة، الذين كانت مصر واليهودية ثم فلسطين (=في وقت متأخِّر) من نصيبهم، وإستمرّوا كذلك حتى عام 203ق.م. فخضعوا للسلوقيين (=نسبة إلى سلوقس الأول أحد قوّاد الأسكندر المقدوني الأربعة؛ الذي أسَّس مملكة السلوقيّين في بابل سنة 312ق.م.) الذين إنتزعوا هذا القسم من البطالسة بقيادة أنطيوخس الكبير سليل سلوقس الأول.

وقد إستمر اليهود خاضعين للملوك السلوقيين حتى عام 167ق.م.

وعندئذ نعموا بالإستقلال على عهد دولة المكابيين التي إستمرَّت حتى عام 63ق.م. وفي هذه السنة خضع اليهود للرومان.

وقد استمر حكم الرومان لليهود أيام السيد المسيح وما بعد ذلك أيضاً.

وقد إستمرّوا كذلك حتى جاءت سنة 70م.

التي فيها دخل تيطس القائد الروماني مدينة أورشليم وهدم الهيكل ونجَّس المقادِس وأباد الرسوم والشرائع. وكان نتيجة ذلك أن تشتَّت اليهود وتفرَّقوا في كل بِقاع الأرض وإنقضَت مملكتهم.

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:54 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح الأول

ان الاسكندر بن فيلبس المكدوني بعد خروجه من ارض كتيم وايقاعه بداريوس ملك فارس وماداي ملك مكانه وهو اول من ملك على اليونان

ثم اثار حروبا كثيرة وفتح حصونا متعددة وقتل ملوك الارض

و اجتاز الى اقاصي الارض وسلب غنائم جمهور من الامم فسكتت الارض بين يديه فترفع في قلبه وتشامخ

و حشد جيشا قويا جدا

و استولى على البلاد والامم والسلاطين فكانوا يحملون اليه الجزية

و بعد ذلك انطرح على فراشه واحس من نفسه بالموت

فدعا عبيده الكبراء الذين نشاوا معه منذ الصباء فقسم مملكته بينهم في حياته

و كان ملك الاسكندر اثنتي عشرة سنة ومات

فتملك عبيده كل واحد في مكانه

و لبس كل منهم التاج بعد وفاته وكذلك بنوهم من بعدهم سنين كثيرة فكثرت الشرور في الارض

و خرجت منهم جرثومة اثيمة هي انطيوكس الشهير ابن انطيوكس الملك وكان رهينة في رومية وملك في السنة المئة والسابعة والثلاثين من دولة اليونان

و في تلك الايام خرج من اسرائيل ابناء منافقون فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الامم حولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة

فحسن الكلام في عيونهم

و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم ان يصنعوا بحسب احكام الامم

فابتنوا مدرسة في اورشليم على حسب سنن الامم

و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس ومازجوا الامم وباعوا انفسهم لصنيع الشر

و لما استتب الملك لانطيوكس ازمع على امتلاك مصر ليكون مالكا على كلتا المملكتين

فدخل مصر بجيش كثيف وعجلات وفيلة وفرسان واسطول عظيم

و اثار الحرب على بطلماوس ملك مصر فارتاع بطلماوس من وجهه وهرب وسقط قتلى كثيرون

فاستحوذوا على المدن الحصينة بارض مصر وسلبوا غنائم ارض مصر

و رجع انطيوكس بعدما اوقع بمصر وذلك في السنة المئة والثالثة والاربعين ونهض نحو اسرائيل

فصعد الى اورشليم بجيش كثيف

و دخل المقدس بتجبر واخذ مذبح الذهب ومنارة النور مع جميع ادواتها ومائدة التنضيد والمساكب والجامات ومجامر الذهبو الحجاب والاكاليل والحلية الذهبية التي كانت على وجه الهيكل وحطمها جميعا

و اخذ الفضة والذهب والانية النفيسة واخذ ما وجد من الكنوز المكنونة اخذ الجميع وانصرف الى ارضه

و اكثر من القتل وتكلم بتجبر عظيم

فكانت مناحة عظيمة في اسرائيل في كل ارضهم

و انتحب الرؤساء والشيوخ وخارت العذارى والفتيان وتغير جمال النساء

و كل عروس اتخذ مرثاة والجالسة في الحجلة عقدت مناحة

فارتجت الارض على سكانها وجميع ال يعقوب لبسوا الخزي

و بعد سنتين من الايام ارسل الملك رئيس الجزية الى مدن يهوذا فوفد على اورشليم في جيش كثيف

و خاطبهم خطاب سلام مكرا فوثقوا به

ثم هجم على المدينة فجاة وضربها ضربة عظيمة واهلك شعبا كثيرا من اسرائيل

و سلب غنائم المدينة واحرقها بالنار وهدم بيوتها واسوارها من حولها

و سبوا النساء والاولاد واستولوا على المواشي

و بنوا على مدينة داود سورا عظيما متينا وبروجا حصينة فصارت قلعة لهم

و جعلوا هناك امة اثيمة رجالا منافقين فتحصنوا فيها ووضعوا فيها السلاح والطعام وجمعوا غنائم اورشليم

و وضعوها هناك فصاروا لهم شركا مهلكا

و كان ذلك مكمنا للمقدس وشيطانا خبيثا لاسرائيل على الدوام

فسفكوا الدم الزكي حول المقدس ونجسوا المقدس

فهرب اهل اورشليم بسببهم فامست مسكن غرباء وصارت غريبة للمولودين فيها وابناؤها هجروها

و رد مقدسها خرابا كالقفر وحولت اعيادها مناحة وسبوتها عارا وعزها اضمحلالا

و على قدر مجدها اكثر هوانها ورفعتها الت الى مناحة

و كتب الملك انطيوكس الى مملكته كلها بان يكونوا جميعهم شعبا واحدا ويتركوا كل واحد سننه

فاذعنت الامم باسرها لكلام الملك

و كثيرون من اسرائيل ارتضوا دينه وذبحوا للاصنام ودنسوا السبت

و انفذ الملك كتبا على ايدي رسل الى اورشليم ومدن يهوذا ان يتبعوا سنن الاجانب في الارض

و يمتنعوا عن المحرقات والذبيحة والسكيب في المقدس

و يدنسوا السبوت والاعياد

و ينجسوا المقادس والقديسين

و يبتنوا مذابح وهياكل ومعابد للاصنام ويذبحوا الخنازير والحيوانات النجسة

و يتركوا بنيهم قلفا ويقذروا نفوسهم بكل نجاسة ورجس حتى ينسوا الشريعة ويغيروا جميع الاحكام

و من لا يعمل بمقتضى كلام الملك يقتل

و كتب بمثل هذا الكلام كله الى مملكته باسرها واقام رقباء على جميع الشعب

و امر مدائن يهوذا بان يذبحوا في كل مدينة

فانضم اليهم كثيرون من الشعب كل من نبذ الشريعة فصنعوا الشر في الارض

و الجاوا اسرائيل الى المختبات في كل موضع فروا اليه

و في اليوم الخامس عشر من كسلو في السنة المئة والخامسة والاربعين بنوا رجاسة الخراب على المذبح وبنوا مذابح في مدن يهوذا من كل ناحية

و كانوا يقترون على ابواب البيوت وفي الساحات

و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار

و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك

هكذا كانوا يفعلون بسطوتهم في اسرائيل بالذين يصادفونهم في المدن شهرا فشهرا

و في اليوم الخامس والعشرين من الشهر ذبحوا على مذبح الاصنام الذي فوق المذبح

و النساء اللواتي ختن اولادهن قتلوهن بمقتضى الامر

و علقوا الاطفال في اعناقهن ونهبوا بيوتهن وقتلوا الذين ختنوهم

و ان كثيرين في اسرائيل عزموا وصمموا في انفسهم على ان لا ياكلوا نجسا واختاروا الموت لئلا يتنجسوا بالاطعمة

و لا يدنسوا العهد المقدس فماتوا

و كان على اسرائيل غضب شديد جدا

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:55 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 

الإصحاح الثاني

في تلك الايام خرج من اورشليم متتيا بن يوحنا بن سمعان كاهن من بني يوياريب وسكن في مودين

و كان له خمسة بنين يوحنا الملقب بكديس

و سمعان المسمى بطسي

و يهوذا الملقب بالمكابي

و العازار الملقب باواران ويوناتان الملقب بافوس

و لما راى ما يصنع من المنكرات في يهوذا واورشليم

قال ويل لي لم ولدت فانظر حطم شعبي وحطم المدينة المقدسة وامكث ههنا اراها مسلمة الى ايدي الاعداء

و ارى المقدس في ايدي الاجانب وهيكلها كرجل ذليل

و قد اخذت انية مجدها في السبي وقتل اطفالها في الساحات وفتيانها بسيف العدو

اية امة لم ترث ملكها ولم تسلب غنائمها

جميع حلاها قد نزعت والتي كانت حرة صارت امة

ها ان اقداسنا وبهاءنا ومجدنا قد دمرت ودنستها الامم

فلم حياتنا بعد

و مزق متتيا وبنوه ثيابهم وتحزموا بالمسوح وناحوا مناحة شديدة

و ان الذين ارسلهم الملك ليجبروا الناس على الارتداد قدموا الى مدينة مودين ليذبحوا

فاقبل عليهم كثيرين من اسرائيل واجتمع متتيا وبنوه

فاجاب رسل الملك وكلموا متتيا قائلين انت رئيس في هذه المدينة شريف عظيم معزز بالبنين والاخوة

فالان ابدا انت وتقدم لامضاء امر الملك كما فعلت الامم كلها ورجال يهوذا ومن بقي في اورشليم فتكون انت واهل بيتك من اصدقاء الملك وتكرم انت وبنوك بالذهب والفضة والهدايا الكثيرة

فاجاب متتيا بصوت عظيم وقال انه وان طاعت للملك كل الامم التي في دار ملكه وارتد كل احد عن دين ابائه ورضي باوامره

فانا وبني واخوتي نسلك في عهد ابائنا

فحاشا لنا ان نترك الشريعة والاحكام

انا لن نسمع لكلام الملك فنحيد عن ديننا يمنة او يسرة

و لما فرغ من هذا الكلام اقبل رجل يهودي على عيون الجميع ليذبح على المذبح الذي في مودين على مقتضى امر الملك

فلما راى متتيا ذلك غار وارتعش حقواه واستشاط غضبا وفاقا للشريعة فوثب عليه وقتله على المذبح

و في ذلك الوقت قتل ايضا رجل الملك الذي كان يجبر على الذبح وهدم المذبح

و غار للشريعة كما فعل فنحاس بزمري بن سالو

و صاح متتيا في المدينة بصوت عظيم قائلا كل من غار للشريعة وحافظ على العهد فليخرج ورائي

و هرب هو وبنوه الى الجبال وتركوا كل ما لهم في المدينة

حينئذ نزل كثيرون الى البرية ممن يبتغون العدل والحكم

ليسكنوا هناك هم وبنوهم ونساؤهم ومواشيهم لان الشرور كثرت عليهم

فاخبر رجال الملك والجند الذين كانوا في اورشليم في مدينة داود بان رجالا من الناقضين لامر الملك قد نزلوا واختباوا في البرية فجرى كثيرون في اعقابهم

فادركوهم وجيشوا حولهم وناصبوهم القتال في يوم السبت

و قالوا لهم حسبكم ما فعلتم فاخرجوا وافعلوا كما امر الملك فتحيوا

فقالوا لا نخرج ولا نفعل كما امر الملك لئلا ندنس يوم السبت

فاثاروا عليهم القتال

فلم يردوا عليهم ولا رموهم بحجر ولا سدوا مختباتهم

قائلين لنمت جميعا في استقامتنا والسماء والارض شاهدتان لنا بانكم تهلكوننا ظلما

فهجموا عليهم وقاتلوهم في السبت فهلكوا هم ونساؤهم وبنوهم ومواشيهم وكانوا الف نفس من الناس

و اخبر متتيا واصحابه فناحوا عليهم نوحا شديدا

و قال بعضهم لبعض ان فعلنا كلنا كما فعل اخوتنا ولم نقاتل الامم عن نفوسنا واحكامنا لم يلبثوا ان يبيدونا عن الارض

و اتمروا في ذلك اليوم قائلين كل رجل اتانا مقاتلا يوم السبت نقاتله ولا نموت جميعا كما مات اخوتنا في المختبات

حينئذ اجتمعت اليهم جماعة الحسيديين ذوي الباس في اسرائيل وكل من انتدب للشريعة

و انضم اليهم جميع الذين فروا من الشر فازدادوا بهم تعزيزا

و الفوا جيشا واوقعوا بالخطاة في غضبهم وبرجال النفاق في حنقهم وفر الباقون الى الامم طالبين النجاة

ثم جال متتيا واصحابه وهدموا المذابح

و ختنوا كل من وجدوه في تخوم اسرائيل من الاولاد الغلف وتشددوا

و تتبعوا ذوي التجبر ونجحوا في عمل ايديهم

و انقذوا الشريعة من ايدي الامم وايدي الملوك ولم يجعلوا للخاطئ قرنا

و قاربت ايام متتيا ان يموت فقال لبنيه لقد اشتد التجبر والعقاب وزمان الانقلاب ووغر الحنق

فالان ايها البنون غاروا للشريعة وابذلوا نفوسكم دون عهد ابائنا

اذكروا اعمال ابائنا التي صنعوها في اجيالهم فتنالوا مجدا عظيما واسما مخلدا

الم يكن ابرهيم في التجربة وجد مؤمنا فحسب له ذلك برا

و يوسف في اوان ضيقه حفظ الوصية فصار سيدا على مصر

و فنحاس ابونا غار غيرة فاخذ عهد كهنوت ابدي

و يشوع اذ اتم ما امر به صار قاضيا في اسرائيل

و كالب بشهادته في الجماعة نال ميراثا في الارض

و داود برحمته ورث عرش الملك الى ابد الاباد

و ايليا بغيرته للشريعة رفع الى السماء

و حننيا وعزريا وميشائيل بايمانهم خلصوا من اللهيب

و دانيال باستقامته انقذ من افواه الاسود

و هكذا اعتبروا في جيل فجيل ان جميع المتوكلين عليه لا يزلون

و لا تخشوا من كلام الرجل الخاطئ لان مجده ياول الى قذر ودود

اليوم يرتفع وغدا لا وجود له لانه يعود الى ترابه وتضمحل افكاره

فانتم ايها البنون تشددوا وكونوا رجالا في الشريعة فانكم بها ستمجدون

و هوذا سمعان اخوكم اني اعلم انه رجل مشورة فاسمعوا منه كل الايام وليكن لكم ابا

و يهوذا المكابي الشديد الباس منذ صباه هو يكون لكم رئيس الجيش ويتولى قتال الشعوب

و اجمعوا اليكم جميع العاملين بالشريعة وانتقموا لشعبكم انتقاما

كافئوا الامم مكافاة وواظبوا على وصايا الشريعة

ثم باركهم وانضم الى ابائه

و كانت وفاته في السنة المئة والسادسة والاربعين فدفنه بنوه في قبور ابائهم بمودين وبكى عليه جميع اسرائيل بكاء شديدا


Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:55 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 

الإصحاح الثالث

فقام مكانه يهوذا ابنه المسمى بالمكابي

و كان كل اخوته وجميع الذين انضموا الى ابيه انصارا له يحاربون حرب اسرائيل بفرح

فزاد شعبه بسطة في العز ولبس لامته كجبار وتقلد سلاحه للقتال وباشر الحروب وبسيفه حمى الجيش

و كان كالاسد في حركاته وكالشبل الزائر على الفريسة

فتعقب اهل النفاق مستقصيا اثارهم واحرق الذين يفتنون شعبه بالنار

فنكص المنافقون خوفا منه واضطرب جميع فاعلي الاثم ونجح الخلاص على يده

و احنق ملوكا كثيرين وفرح يعقوب باعماله فصار ذكره مباركا مدى الدهر

و جال في مدن يهوذا واهلك الكفرة منها وصرف الغضب عن اسرائيل

فاشتهر الى اقاصي الارض وجمع المشرفين على الهلاك

و حشد ابلونيوس الامم وجاء بجيش عظيم من السامرة ليحارب اسرائيل

فلما علم يهوذا خرج للقائه فاوقع به وقتله وسقط قتلى كثيرون وانهزم الباقون

فسلب غنائمهم واخذ يهوذا سيف ابلونيوس فكان يقاتل به كل الايام

و سمع سارون قائد جيش سورية ان يهوذا قد عصب عصابة وجماعة من المؤمنين يسيرون معه الى القتال

فقال اقيم لنفسي اسما واتمجد في المملكة واقاتل يهوذا والذين معه من المستهينين بامر الملك

ثم تجهز للخروج وخرج معه جيش قوي من الكفرة يظاهرونه وينتقمون من بني اسرائيل

فدنوا الى عقبة بيت حورون فخرج يهوذا للقائهم في نفر يسير

فلما راوا الجيش مقبلا الى لقائهم قالوا ليهوذا كيف نطيق قتال مثل هذا الجمع القوي ونحن نفر يسير وقد استرخينا اليوم من الصوم

فقال يهوذا ما اسهل ان يدفع الكثيرون الى ايدي القليلين وسواء عند اله السماء ان يخلص بالكثيرين وبالقليلين

فانه ليس الظفر في الحرب بكثرة الجنود وانما القوة من السماء

اولئك ياتوننا بجمع من ذوي الشتائم والنفاق ليبيدونا نحن ونساءنا واولادنا ويسلبونا

و اما نحن فنحارب عن نفوسنا وسنننا

و هو يكسرهم امام وجوهنا فلا تخافوهم

و لما فرغ من كلامه هجم عليهم بغتة فانكسر سارون وجيشه امامه

فتتبعه في عقبة بيت حورون الى السهل فسقط منهم ثماني مئة رجل وانهزم الباقون الى ارض فلسطين

فوقع خوف يهوذا واخوته ورعبهم على الامم الذين حولهم

و بلغ ذكره الى الملك وتحدثت الامم كلها بوقائع يهوذا

فلما سمع انطيوكس الملك بهذا الكلام استشاط غضبا وارسل وجمع كل جيوش مملكته عسكرا شديدا جدا

و فتح خزانته ودفع الى جيوشه وظائف سنة وامرهم بان يكونوا متاهبين لكل شيء

ثم راى ان الفضة قد نفدت من الخزائن وقد قل جباة ضرائب البلاد لسبب الفتنة والضربة التي احدثها في الارض لينسخ السنن التي كانت لها منذ ايام القدم

و خشي انه لا يملك ما يقوم بنفقاته وعطاياه التي طال ما كان يجود بها جودا واسعا فاق به الملوك الذين كانوا من قبله

فتحير في نفسه حيرة شديدة وازمع ان يذهب الى بلاد فارس وياخذ جزية البلاد ويجبي مالا جزيلا

فاستخلف ليسياس على امور الملك من نهر الفرات الى حدود مصر وهو رجل شريف من النسل الملكي

و ان يتولى تربية انطيوكوس ابنه الى ان يعود

و فوض اليه شطر الجيش والفيلة وامره بكل ما كان في نفسه وبامر سكان اليهودية واورشليم

ان يوجه اليهم جيشا يكسر ويستاصل شوكة اسرائيل وبقية اورشليم ويمحو ذكرهم من المكان

و ينزل في جميع تخومهم ابناء الاجانب ويقسم الارض بينهم

و اخذ الملك الشطر الباقي من الجيش وسار من انطاكية عاصمة ملكه في السنة المئة والسابعة والاربعين وعبر نهر الفرات وجال في الاقاليم العليا

فاختار ليسياس بطلماوس بن دوريمانس ونكانور وجرجياس رجالا ذوي باس من اصحاب الملك

و وجه منهم اربعين الف راجل وسبعة الاف فارس لياتوا ارض يهوذا ويدمروها على حسب امر الملك

فساروا بالجيش كله حتى بلغوا الى قرب عماوس ونزلوا هناك في ارض السهل

و سمع بخبرهم تجار البلاد فاخذوا من الفضة والذهب شيئا كثيرا وعبيدهم وجاءوا المحلة حتى يشتروا بني اسرائيل عبيدا لهمو انضمت اليهم جيوش سورية وارض الغرباء

و راى يهوذا واخوته تفاقم الشر وان الجيوش حالة في تخومهم وبلغهم كلام الملك انه امر باهلاك الشعب واستئصاله

فقال كل واحد لصاحبه هلم ننهض شعبنا من مذلته ونقاتل عن شعبنا واقداسنا

فاحتشدت الجماعة لتتاهب للقتال وتصلي وتسال الرافة والمراحم

و كانت اورشليم مهجورة كالقفر لا يدخلها ولا يخرج منها احد من بنيها وكان المقدس مدوسا وابناء الاجانب في القلعة التيكانت مسكنا للامم وقد زال الطرب عن يعقوب وبطل المزمار والكنارة

فاجتمعوا وساروا الى المصفاة قبالة اورشليم لان المصفاة كانت من قبل هي موضع الصلاة لاسرائيل

و صاموا في ذلك اليوم وتحزموا بالمسوح وحثوا الرماد على رؤوسهم ومزقوا ثيابهم

و نشروا كتاب الشريعة الذي كانت الامم تبحث فيه عن مثال لاصنامها

و اتوا بثياب الكهنوت وبالبواكير والعشور ثم دعوا النذراء الذين قد استوفوا ايامهم

و رفعوا اصواتهم الى السماء قائلين ما نصنع بهؤلاء والى اين ننطلق بهم

فان اقداسك قد ديست ودنست وكهنتك في النحيب والمذلة

و ها ان الامم قد اجتمعوا علينا ليبيدونا وانت عليم بما ياتمرون علينا

فكيف نستطيع الثبات امامهم ان لم تكن انت في نصرتنا

ثم نفخوا في الابواق وصرخوا بصوت عظيم

و بعد ذلك رتب يهوذا قواد الشعب رؤساء الالف والمئة والخمسين والعشرة

و امر من اخذ في بناء بيت او خطب امراة او غرس كرما او كان خائفا بان يرجع الى بيته بحسب الشريعة

ثم سار الجيش ونزلوا بجنوب عماوس

فقال يهوذا تنطقوا وكونوا ذوي باس وتاهبوا للغد لمقاتلة هذه الامم المجتمعة علينا لتبيدنا نحن واقداسنا

فانه خير لنا ان نموت في القتال ولا نعاين الشر في قومنا واقداسنا

و كما تكون مشيئته في السماء فليصنع بنا



Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:55 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح الرابع

و اخذ جرجياس خمسة الاف راجل والف فارس منتخبين وسار الجيش ليلا

ليهجموا على محلة اليهود ويوقعوا بهم بغتة وكان اهل القلعة ادلاء لهم

فسمع يهوذا فسار هو ورجال الباس ليضرب جيش الملك الذي في عماوس

و كان لا يزال متفرقا في خارج المحلة

فلما انتهى جرجياس الى محلة يهوذا ليلا لم يجد احدا فطلبهم في الجبال لانه قال انهم هربوا منا

فلما كان النهار ظهر يهوذا في السهل ومعه ثلاثة الاف رجل الا انهم لم يكن معهم من الجنن والسيوف ما يوافق مرادهم

و راوا ان جيش الامم قوي وعليه الدروع والخيل من حوله وهم مدربون على الحرب

فقال يهوذا لمن معه من الرجال لا تخافوا كثرتهم ولا تخشوا بطشهم

اذكروا كيف نجا اباؤنا في بحر القلزم حين تتبعهم فرعون بجيشه

فالان لنصرخن الى السماء لعله يرحمنا ويتذكر عهد ابائنا ويكسر هذا الجيش امامنا اليوم

فتعلم كل الامم ان لاسرائيل فاديا ومخلصا

و رفع الاجانب ابصارهم فراوهم مقبلين عليهم

فخرجوا من المحلة للقتال ونفخ اصحاب يهوذا في البوق

و اقتتلوا فانكسرت الامم وانهزمت الى السهل

و سقط جميع ساقتهم بالسيف فتعقبوهم الى جازر وسهول ادوم واشدود ويمنيا وكان الساقطون منهم ثلاثة الاف رجل

ثم رجع يهوذا وجيشه عن تعقبهم

و قال للشعب لا تطمعوا في الغنائم لان الحرب لا تزال قائمة علينا

فان جرجياس وجيشه بالقرب منا في الجبل فاثبتوا الان امام اعدائنا وقاتلوهم وبعد ذلك تاخذون الغنائم بامان

و لم يفرغ يهوذا من هذا الكلام حتى ظهرت فرقة تتشوف من الجبل

فرات انهم قد انكسروا وان المحلة قد احرقت كما دلهم على ذلك الدخان المتصاعد

فلما عاينوا ذلك خافوا جدا واذ راوا جيش يهوذا في السهل مستعدا للقتال

فروا جميعا الى ارض الاجانب

فرجع يهوذا الى غنائم المحلة فاخذوا ذهبا كثيرا وفضة وسمنجونيا وارجوانا بحريا واموالا جزيلة

و عادوا وهم يسبحون الرب ويباركونه الى السماء لانه صالح لان الى الابد رحمته

و كان في ذلك اليوم خلاص عظيم في اسرائيل

و وفد كل من نجا من الاجانب على ليسياس واخبروه بجميع ما وقع

فلما سمع ذلك بهت وانكسر عزمه اذ لم ينفذ في اسرائيل ما كان يريده ولم يتم ما امر به الملك

فلما كانت السنة القابلة جمع ليسياس ستة الاف راجل منتخبين وخمسة الاف فارس لمحاربتهم

فاتوا الى ادوم ثم نزلوا ببيت صور فلاقاهم يهوذا في عشرة الاف رجل

فراى جيشا قويا فصلى وقال مبارك انت يا مخلص اسرائيل الذي حطم بطش الجبار على يد عبده داود واسلم محلة الاجانب الى يد يوناتان بن شاول وحامل سلاحه

فالق هذا الجيش في ايدي شعبك اسرائيل وليخزوا مع جنودهم وفرسانهم

احلل عليهم الرعدة واذب تجبر قوتهم وليضطربوا وينسحقوا

اسقطهم بسيف محبيك وليسبحك بالاناشيد جميع الذين يعرفون اسمك

ثم التحم القتال فسقط من جيش ليسياس خمسة الاف رجل وصرعوا امامهم

فلما راى ليسياس انكسار جيشه وبسالة جيش يهوذا وانهم مستعدون بشجاعتهم اما للحياة واما للموت ذهب الى انطاكية وجمع جيشا من الغرباء ولما كثر جيشه الاول هم بالرجوع الى اليهودية

و ان يهوذا واخوته قالوا ها ان اعداءنا قد انسحقوا فلنصعد الان لتطهير المقادس وتدشينها

فاجتمع كل الجيش وصعدوا الى جبل صهيون

فراوا المقدس خاليا والمذبح منجسا والابواب محرقة وقد طلع النبات في الديار كما يطلع في غابة او جبل من الجبال والغرفات مهدومة

فمزقوا ثيابهم وناحوا نوحا عظيما وحثوا على رؤوسهم رمادا

و سقطوا بوجوههم على الارض ونفخوا في ابواق الاشارة وصرخوا الى السماء

حينئذ رتب يهوذا رجالا يصادمون اهل القلعة ريثما يطهر المقادس

و اختار كهنة لا عيب فيهم من ذوي الحرص على الشريعة

فطهروا المقادس ورفعوا الحجارة المدنسة الى موضع نجس

ثم ائتمروا في مذبح المحرقة المدنس ماذا يصنعون به

فخطرت لهم مشورة صالحة ان يهدموه لئلا يكون لهم عارا لتدنيس الامم اياه فهدموا المذبح

و وضعوا الحجارة في جبل البيت في موضع لائق الى ان ياتي نبي ويجيب عنها

ثم اخذوا حجارة غير منحوتة وفاقا للشريعة وبنوا المذبح الجديد على رسم الاول

و بنوا المقادس وداخل البيت وقدسوا الديار

و صنعوا انية مقدسة جديدة وحملوا المنارة ومذبح البخور والمائدة الى الهيكل

و بخروا على المذبح واوقدوا السرج التي على المنارة فكانت تضيء في الهيكل

و جعلوا الخبز على المائدة ونشروا السجوف واتموا جميع الاعمال التي عملوها

و بكروا في اليوم الخامس عشر من الشهر التاسع وهو كسلو في السنة المئة والثامنة والاربعين

و قدموا ذبيحة بحسب الشريعة على مذبح المحرقة الجديد الذي صنعوه

و في مثل الوقت واليوم الذي فيه دنسته الامم في ذلك اليوم دشن بالاناشيد والعيدان والكنارات والصنوج

فخر جميع الشعب على وجوههم وسجدوا للذي انجحهم وباركوه الى السماء

و اتموا تدشين المذبح في ثمانية ايام وقدموا المحرقات بفرح وذبحوا ذبيحة السلامة والحمد

و زينوا وجه الهيكل باكاليل من الذهب وتروس ودشنوا الابواب والغرفات وجعلوا لها مصاريع

فكان عند الشعب سرور عظيم جدا وازيل تعيير الامم

و رسم يهوذا واخوته وجماعة اسرائيل كلها ان يعيد لتدشين المذبح في وقته سنة فسنة مدة ثمانية ايام من اليوم الخامس والعشرين من شهر كسلو بسرور وابتهاج

و في ذلك الزمان بنوا على جبل صهيون من حوله اسوارا عالية وبروجا حصينة لئلا تجيء الامم وتطاه كما فعلت من قبل

و اقام ثم جيشا يحرسونه وحصنوا بيت صور صيانة له حتى يكون للشعب معقلا تلقاء ادوم



Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:56 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح الخامس

و لما سمعت الامم التي من حولهم ان قد بني المذبح ودشن المقدس كما كانا من قبل استشاطوا غضبا

و اتمروا ان يبيدوا من بينهم من نسل يعقوب وطفقوا يقتلون ويهلكون من الشعب

و كان يهوذا يحارب بني عيسو في ادوم عند اقربتين لانهم كانوا يضيقون على اسرائيل فضربهم ضربة عظيمة ودفعهم وسلب غنائمهم

و تذكر شر بني بيان الذين كانوا شركا ومعثرة للشعب يكمنون لهم على الطرق

فالجاهم الى البروج وحاصرهم وابسلهم واحرق بروجهم وكل من كان فيها بالنار

ثم عبر الى بني عمون فصادف عسكرا قويا وشعبا كثيرا تحت قيادة تيموتاوس

فواقعهم في حروب كثيرة فانكسروا امامه فاوقع بهم

و فتح يعزير وتوابعها ثم عاد الى اليهودية

و ان الامم الذين في جلعاد اجتمعوا على من كان من اسرائيل في تخومهم ليبيدوهم ففروا الى حصن دياتما

و ارسلوا كتابا الى يهوذا واخوته قائلين ان الامم الذين حولنا قد اجتمعوا علينا يريدون ابادتنا

و في عزمهم ان ياتوا ويستفتحوا الحصن الذي التجانا اليه وجيشهم تحت قيادة تيموتاوس

فالان هلم واستنقذنا من ايديهم فقد سقط منا عدد كثير

و جميع اخوتنا الذين في ارض طوب قد قتلوا وسبيت نساؤهم واولادهم وسلبت امتعتهم وهلك هناك نحو الف رجل

فبينما هم يقراون الكتاب اذا برسل اخرين قد وفدوا من الجليل وثيابهم ممزقة واخبروا بمثل ذلك

قائلين قد اجتمعوا علينا من بطلمايس وصور وصيدا وكل جليل الامم ليبيدونا

فلما سمع يهوذا والشعب هذا الكلام عقدوا مجمعا عظيما وتشاوروا فيما يصنعون باخوتهم الذين في الضيق تحت الحصار

فقال يهوذا لسمعان اخيه اختر لك رجالا وانطلق واستنقذ اخوتك الذين في الجليل وانا ويوناتان اخي ننطلق الى ارض جلعاد

و استخلف يوسف بن زكريا وعزريا قائدي الشعب مع بقية الجيش في اليهودية للمحافظة

و اوصاهما قائلا توليا امر هذا الشعب ولا تقيما على الامم حربا حتى نعود

فانقسمت الرجال ثلاثة الاف مع سمعان ينطلقون الى الجليل وثمانية الاف مع يهوذا الى ارض جلعاد

و انطلق سمعان الى الجليل وناصب الامم حروبا كثيرة فانكسرت الامم من وجهه فتتبعهم الى باب بطلمايس

فسقط من الامم ثلاثة الاف رجل وسلب غنائمهم

و اخذ الذين في الجليل وعربات مع النساء والاولاد وكل ما كان لهم وجاء بهم الى اليهودية بسرور عظيم

و اما يهوذا المكابي ويوناتان اخوه فعبرا الاردن وسارا مسيرة ثلاثة ايام في البرية

فصادفا النباطيين فتلقوهما بسلام وقصوا عليهما كل ما اصاب اخوتهما في ارض جلعاد

و ان كثيرين منهم قد حصروا في بصرة وباصر وعليم وكسفور ومكيد وقرنائيم وكلها مدن حصينة عظيمة

و انهم ايضا محصورون في سائر مدن ارض جلعاد والقوم مستعدون لمحاصرتهم غدا في الحصون والقبض عليهم وابادتهم جميعا في يوم واحد

فعدل يهوذا جيشه بغتة وتوجه جهة البرية الى باصر فاستحوذ على المدينة وقتل كل ذكر بحد السيف وسلب جميع غنائمهم واحرق المدينة بالنار

ثم قام من هناك ليلا وسار الى الحصن

و لما كان الصبح رفعوا ابصارهم فاذا بقوم كثيرين لا عدد لهم حاملين سلالم ومجانيق لفتح الحصن وهم محاصرون لهم

و راى يهوذا ان الحرب قد التحمت وقد علت جلبة المدينة الى السماء بالابواق والصراخ العظيم

فقال لرجال الجيش قاتلوا اليوم عن اخوتكم

و خرج في ثلاث فرق من ورائهم ونفخوا في الابواق وصرخوا في الصلاة

و علم جيش تيموتاوس انه المكابي فهربوا من وجهه فضربهم ضربة عظيمة فسقط منهم في ذلك اليوم ثمانية الاف رجل

ثم انصرف الى المصفاة وحاربها فافتتحها وقتل كل ذكر بها وسلب غنائمها واحرقها بالنار

و مضى من هناك فافتتح كسفور ومكيد وباصر وسائر مدن ارض جلعاد

و بعد هذه الامور جمع تيموتاوس جيشا اخر ونزل قبالة رافون في عبر الوادي

فارسل يهوذا رجالا يكشفون امر الجيش فاخبروه قائلين ان جميع الامم التي حولنا قد انضمت اليهم وهم جيش عظيم جدا

و قد استاجروا العرب يظاهرونهم ونزلوا في عبر الوادي وفي عزمهم ان ياتوك للقتال فخرج يهوذا لملاقاتهم

و قال تيموتاوس لرؤساء جيشه اذا بلغ يهوذا وجيشه الى وادي الماء فان عبر الينا اولا فلا نطيق الثبات امامه بل يتغلب علينا تغلبا

و ان تخوف وحل في عبر النهر جزنا اليه وتغلبنا عليه

فلما بلغ يهوذا الى وادي الماء اقام كتبة الشعب على الوادي وامرهم قائلا لا تدعوا احدا يحل ههنا بل لينطلقوا بجملتهم الى الحرب

و عبر اليهم وهو في المقدمة وكل الشعب وراءه فانكسرت امامه جميع الامم والقوا سلاحهم وفروا الى المعبد الذي في قرنائيم

فاستولى اليهود على المدينة واحرقوا المعبد مع كل من كان فيه بالنار وانكسر اهل قرنائيم ولم يطيقوا الثبات امام يهوذا

و جمع يهوذا كل من كان من اسرائيل في ارض جلعاد صغيرهم وكبيرهم ونساءهم واولادهم مع امتعتهم جيشا عظيما جدا لينصرف بهم الى ارض يهوذا

فبلغوا الى عفرون وهي مدينة عظيمة على المدخل حصينة جدا فلم يكن لهم ان يحيدوا عنها يمنة ولا يسرة الا ان يجوزوا فيوسطها

فاغلق اهل المدينة على انفسهم وردموا الابواب بالحجارة فارسا اليهم يهوذا بكلام السلم

قائلا انا نجوز في ارضك لنذهب الى ارضنا ولا يضركم احد انما نمر باقدامنا فابوا ان يفتحوا له

فامر يهوذا ان ينادى في المحلة بان يهجم كل واحد من المكان الذي هو فيه

فهجم رجال الباس وحاربوا المدينة كل ذلك اليوم وليلته كلها فاسلمت المدينة الى يديه

فاهلك كل ذكر بحد السيف ودمرها وسلب غنائمها واجتاز في المدينة من فوق القتلى

ثم عبروا الاردن الى السهل العظيم قبالة بيت شان

و كان يهوذا يجمع المتخلفين ويشجع الشعب طول الطريق حتى وصلوا الى ارض يهوذا

فصعدوا جبل صهيون بسرور وابتهاج وقدموا المحرقات لاجل انه لم يسقط احد منهم حتى رجعوا بسلام

و في الايام التي كان فيها يهوذا ويوناتان في جلعاد وسمعان اخوه في الجليل قبالة بطلمايس

سمع يوسف بن زكريا وعزريا رئيسا الجيش بما ابدوا من الحماسة والقتال

فقالا لنقم لنا نحن ايضا اسما ولننطلق لمحاربة الامم التي حولنا

ثم امرا الجيش الذي معهما فزحفوا على يمنيا

فخرج جرجياس ورجاله من المدينة الى ملاقاتهم للقتال

فانكسر يوسف وعزريا فتتبعوهما الى حدود اليهودية وسقط في ذلك اليوم من شعب اسرائيل الفا رجل وكانت في شعب اسرائيل حطمة عظيمة

ذلك لانهما لم يسمعا ليهوذا واخوته ظنا منهما بانهما يبديان حماسة

الا انهما لم يكونا من نسب اولئك الرجال الذين اوتوا خلاص اسرائيل على ايديهم

و عظم الرجل يهوذا واخوته جدا في عيون كل اسرائيل وجميع الامم التي سار اليها ذكرهم

و كانوا يجتمعون اليهم باصوات التهنئة

و خرج يهوذا واخوته وحاربوا بني عيسو في ارض الجنوب وضرب حبرون وتوابعها وهدم سورها واحرق البروج التيحولها

و سار قاصدا ارض الاجانب وجال في ارض السامرة

و في ذلك الحين سقط كهنة في الحرب وكانوا يريدون ان يبدوا حماسة فخرجوا الى الحرب عن غير تدبر

ثم توجه يهوذا الى اشدود في ارض الاجانب فهدم مذابحهم واحرق منحوتات الهتهم بالنار وسلب غنائم المدن وعاد الى ارض يهوذا

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:56 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح السادس

و فيما كان انطيوكس الملك يجول في الاقاليم العليا سمع بذكر المايس وهي مدينة بفارس مشهورة باموالها من الفضة والذهب

و ان بها هيكلا فيه كثير من الاموال وفيه سجوف الذهب والدروع والاسلحة التي تركها ثم الاسكندر بن فيلبس الملك المكدوني الذي كان اول ملك في اليونان

فاتى وحاول ان ياخذ المدينة وينهبها فلم يستطع لان الامر كان قد عرف عند اهل المدينة

فثاروا اليه وقاتلوه فهرب ومضى من هناك بغم شديد راجعا الى بابل

و جاءه في فارس مخبر بان الجيوش التي وجهت الى ارض يهوذا قد انكسرت

و ان ليسياس قد انهزم من وجههم وكان قد خرج عليهم في جيش في غاية القوة فتعززوا بالسلاح والذخائر والغنائم الكثيرة التي اخذوها ممن دمروهم من الجيوش

و هدموا الرجاسة التي كان قد بناها على المذبح في اورشليم وحوطوا المقدس بالاسوار الرفيعة كما كان من قبل وحصنوا بيت صور مدينتهم

فلما سمع الملك هذا الكلام بهت واضطرب جدا وانطرح على الفراش وقد اوقعه الغم في السقم لان الامر وقع على خلاف مشتهاه

فلبث هناك اياما كثيرة لانه تجدد فيه غم شديد وايقن بالموت

فدعا جميع اصحابه وقال لهم لقد شرد النوم عن عيني وسقط قلبي من الكرب

فقلت في نفسي الى اي بلاء صرت وما اعظم اللجة التي انا فيها بعد ان كنت مسرورا ومحبوبا في سلطاني

اني لاتذكر المساوئ التي صنعتها في اورشليم وكيف اخذت كل انية الذهب والفضة التي كانت فيها وارسلت لابادة سكان يهوذا بغير سبب

فانا اعلم باني لاجل ذلك اصابتني هذه البلايا وها انا اهلك بكمد شديد في ارض غريبة

ثم دعا فيلبس احد اصحابه واقامه على جميع مملكته

و دفع اليه تاجه وحلته وخاتمه واوصاه بتدبير انطيوكس ابنه وترشيحه للملك

و مات هناك انطيوكس الملك في السنة المئة والتاسعة والاربعين

و علم ليسياس ان الملك قد توفي وملك موضعه انطيوكس ابنه الذي رباه هو في حداثته وسماه باسم اوباطور

و كان اهل القلعة يصدون اسرائيل عن دخول المقادس ويحاولون الاضرار بهم من كل جانب وتوطيد الامم بينهم

فعزم يهوذا على الايقاع بهم وحشد جميع الشعب لمحاصرتهم

فاجتمعوا معا وحاصروهم سنة مئة وخمسين ونصب عليهم القذافات والمجانيق

فخرج بعض منهم من الحصار فانضم اليهم نفر منافقون من اسرائيل

و انطلقوا الى الملك وقالوا الى متى لا تجري القضاء ولا تنتقم لاخوتنا

انا ارتضينا بخدمة ابيك والعمل باوامره واتباع رسومه

و لذلك ابناء شعبنا يحاصرون القلعة بغضا لنا وكل من صادفوه منا قتلوه ونهبوا املاكنا

و لم يكتفوا بمد ايديهم علينا ولكنهم تجاوزا الى جميع تخومنا

و ها انهم قد زحفوا الى قلعة اورشليم ليستحوذوا عليها وعلى المقدس وحصنوا بيت صور

فالان ان لم تسرع وتبادرهم فسيصنعون شرا من ذلك فلا تقدر ان تكفهم

فلما سمع الملك غضب وجمع جميع اصحابه وقواد جيشه ورؤساء الفرسان

و جاءته من ممالك اخرى ومن جزائر البحار جنود مستاجرة

و كان عدد جيوشه مئة الف راجل وعشرين الف فارس واثنين وثلاثين فيلا مضراة على الحرب

فزحفوا مجتازين في ادوم ونزلوا عند بيت صور وحاربوا اياما كثيرة وصنعوا المجانيق فخرجوا واحرقوها بالنار وقاتلوا بباس

فسار يهوذا عن القلعة ونزل ببيت زكريا تجاه محلة الملك

فبكر الملك ووجه بباس جيشه الى طريق بيت زكريا فتاهبت الجيوش للقتال ونفخوا في الابواق

و اروا الفيلة عصير العنب والتوت حتى يهيجوها للقتال

ثم وزعوها على الفرق فجعلوا عند كل فيل الف رجل لابسين الدروع المسرودة وعلى رؤوسهم خوذ النحاس واقاموا لكل فيل خمسمئة فارس منتخبين

فكان اولئك حيثما وجد الفيل سبقوا اليه وحيثما ذهب ذهبوا معه لا يفارقونه

و كان على كل فيل برج حصين من الخشب يحميه مطوق بالمجانيق وعلى البرج اثنان وثلاثون رجلا من ذوي الباس يقاتلون منه والهندي يدير الفيل

و جعلوا سائر الفرسان من هنا وهناك على جانبي الجيش يحثونه ويكتنفونه في الشعاب

فلما لمعت الشمس على تروس الذهب والنحاس لمعت بها الجبال وتاججت كسرج من نار

و انتشر جيش الملك قسم على الجبال العالية وقسم في البطاح ومشوا بتحفظ وانتظام

فارتعد كل من سمع جلبتهم ودرجان جمهورهم وقعقعة سلاحهم فان الجيش كان عظيما وقويا جدا

فتقدم يهوذا وجيشه للمبارزة فسقط من جيش الملك ست مئة رجل

و راى العازار بن سواران واحدا من الفيلة عليه الدرع الملكية يفوق جميع الفيلة فظن ان عليه الملك

فبذل نفسه ليخلص شعبه ويقيم لنفسه اسما مخلدا

و عدا اليه مقتحما في وسط الفرقة يقتل يمنة ويسرة فتفرقوا عنه من هنا ومن هناك

و دخل بين قوائم الفيل حتى صار تحته وقتله فسقط عليه الى الارض فمات مكانه

و ان اليهود لما راوا سطوة الملك وبطش الجيوش ارتدوا عنهم

فصعد الملك بجيشه نحو اورشليم لملاقاتهم وزحف الى اليهودية وجبل صهيون

و عقد صلحا مع اهل بيت صور فخرجوا من المدينة لنفاد الطعام من عندهم مدة حصرهم فيها اذ كان سبت للارض

فاستولى الملك على بيت صور واقام هناك حرسا يحافظون عليها

و نزل عند المقدس اياما كثيرة ونصب هناك القذافات والمجانيق والات لرشق النار والحجارة وادوات لرمي السهام ومقاليع

و صنع اليهود مجانيق قبالة مجانيقهم وحاربوا اياما كثيرة

و لم يكن في اوعيتهم طعام لانها كانت السنة السابعة وكان الذين لجاوا الى اليهودية من الامم قد اكلوا ما فضل من الذخيرة

فلم يبق في المقادس الا نفر يسير لان الجوع غلب عليهم فتفرقوا كل واحد الى موضعه

و بلغ ليسياس ان فيلبس الذي اقامه انطيوكس في حياته ليرشح انطيوكس ابنه للملك

قد رجع من فارس وماداي ومعه جيوش الملك التي سارت في صحبته وانه يحاول ان يتولى الامور

فبادر وسعى الى الملك والقواد والجيش وقال لهم انا لنضعف يوما بعد يوم وقد قل طعامنا والمكان الذي نحاصره حصين وامور المملكة تستحثنا

و الان فلنعاقد هؤلاء الناس ولنبرم صلحا معهم ومع جميع امتهم

و لنقرر لهم ان يسلكوا في سننهم كما كانوا من قبل فانهم لاجل سننهم التي نقضناها غضبوا وفعلوا كل ذلك

فحسن الكلام في عيون الملك والرؤساء فارسل اليهم في المصالحة فاجابوا

فحلف لهم الملك والرؤساء وعلى ذلك خرجوا من الحصن

فدخل الملك الى جبل صهيون وراى الموضع حصينا فنقض الحلف الذي حلفه وامر بهدم السور الذي حوله

ثم انصرف مسرعا ورجع الى انطاكية فوجد فيلبس قد استولى على المدينة فقاتله واخذ المدينة عنوة



Marina Greiss 04 - 10 - 2012 08:56 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 

الإصحاح السابع

و في السنة المئة والحادية والخمسين خرج ديمتريوس بن سلوقس من رومية وصعد في نفر يسير الى مدينة بالساحل وملك هناك

و لما دخل دار ملك ابائه قبضت الجيوش على انطيوكس وليسياس لتاتيه بهما

فلما علم بذلك قال لا تروني اوجههما

فقتلتهما الجيوش وجلس ديمتريوس على عرش ملكه

فاتاه جميع رجال النفاق والكفر من اسرائيل وفي مقدمتهم الكيمس وهو يطمع ان يصير كاهنا اعظم

و وشوا على الشعب عند الملك قائلين ان يهوذا واخوته قد اهلكوا اصحابك وطردونا عن ارضنا

فالان ارسل رجلا تثق به يذهب ويفحص عن جميع ما انزله بنا وببلاد الملك من الدمار ويعاقبهم مع جميع اعوانهم

فاختار الملك بكيديس احد اصحاب الملك امير عبر النهر وكان عظيما في المملكة وامينا للملك وارسله

هو والكيمس الكافر وقد قلده الكهنوت وامره ان ينتقم من بني اسرائيل

فسارا وقدما ارض يهوذا في جيش كثيف وانفذا رسلا الى يهوذا واخوته يخاطبونهم بالسلام مكرا

فلم يلتفتوا الى كلامهما لانهم راوهما قادمين في جيش كثيف

و اجتمعت الى الكيمس وبكيديس جماعة الكتبة يسالون حقوقا

و وافى الحسيديون وهم المقدمون في بني اسرائيل يسالونهما السلم

لانهم قالوا ان مع جيوشه كاهنا من نسل هرون فلا يظلمنا

فخاطبهم خطاب سلام وحلف لهم قائلا انا لا نريد بكم ولا باصحابكم سوءا

فصدقوه فقبض على ستين رجلا منهم وقتلهم في يوم واحد كما هو مكتوب

جعلوا لحوم اصفيائك وسفكوا دماءهم حول اورشليم ولم يكن لهم من دافن

فوقع خوفهم ورعبهم على جميع الشعب لانهم قالوا ليس فيهم شيء من الحق والعدل اذ نكثوا العهد والحلف الذي حلفوه

و ارتحل بكيديس عن اورشليم ونزل ببيت زيت وارسل وقبض على كثيرين من الذين كانوا قد خذلوه وعلى بعض من الشعب وذبحهم علىالجب العظيم

ثم سلم البلاد الى الكيمس وابقى معه جيشا يؤازره وانصرف بكيديس الى الملك

و كان الكيمس يجهد في تولى الكهنوت الاعظم

و اجتمع اليه جميع المفسدين في الشعب واستولوا على ارض يهوذا وضربوا اسرائيل ضربة عظيمة

و راى يهوذا جميع الشر الذي صنعه الكيمس ومن معه في بني اسرائيل وكان فوق ما صنعت الامم

فخرج الى جميع حدود اليهودية مما حولها وانزل نقمته بالقوم الذين خذلوه فكفوا عن مهاجمة البلاد

فلما راى الكيمس ان قد تقوى يهوذا ومن معه وعلم انه لا يستطيع الثبات امامهم رجع الى الملك ووشى عليهم بجرائم

فارسل الملك نكانور احد رؤسائه المشهورين وكان عدوا مبغضا لاسرائيل وامره بابادة الشعب

فوفد نكانور على اورشليم في جيش كثير وارسل الى يهوذا واخوته يخاطبهم بالسلام مكرا

قائلا لا يكن قتال بيني وبينكم فانني قادم في نفر قليل لاواجهكم بسلام

و جاء الى يهوذا وحيا بعضهما بعضا تحية السلم وكان الاعداء مستعدين لاختطاف يهوذا

و علم يهوذا ان مواجهته كانت مكرا فاجفل منه وابي ان يعود الى مواجهته

فلما راى نكانور ان مشورته قد كشفت خرج لملاقاة يهوذا بالقتال عند كفر سلامة

فسقط من جيش نكانور نحو خمسة الاف رجل وفر الباقون الى مدينة داود

و بعد هذه الامور صعد نكانور الى جبل صهيون فخرج بعض الكهنة من المقادس وبعض شيوخ الشعب يحيونه تحية السلم ويرونه المحرقات المقربة عن الملك

فاستهزا بهم وسخر منهم وتقذرهم وكلمهم بتجبر

و اقسم بغضب قائلا ان لم يسلم يهوذا وجيشه الى يدي اليوم فسيكون متى عدت بسلام اني احرق هذا البيت وخرج بحنق شديد

فدخل الكهنة ووقفوا امام المذبح والهيكل وبكوا وقالوا

انك يا رب قد اخترت هذا البيت ليدعى فيه باسمك ويكون بيت صلاة وتضرع لشعبك

فانزل النقمة بهذا الرجل وجيشه وليسقطوا بالسيف واذكر تجاديفهم ولا تبق عليهم

ثم خرج نكانور من اورشليم ونزل ببيت حورون فانحاز اليه جيش سورية

و نزل يهوذا باداسة في ثلاثة الاف رجل وصلى يهوذا وقال

انه لما جدف الذين كانوا مع ملك اشور خرج ملاكك يا رب وضرب مئة الف وخمسة وثمانين الفا منهم

هكذا فاحطم هذا الجيش امامنا اليوم فيعلم الباقون انهم تكلموا على اقداسك سوءا واقض عليه بحسب خبثه

ثم الحم الجيشان القتال في اليوم الثالث عشر من شهر اذار فانكسر جيش نكانور وكان هو اول من سقط في القتال

فلما راى جيش نكانور انه قد سقط القوا اسلحتهم وهربوا

فتعقبوهم مسيرة يوم من اداسة الى مدخل جازر ونفخوا وراءهم في ابواق الاشارة

فخرج الناس من جميع قرى اليهودية من كل جانب وصدموهم فارتدوا الى جهة الذين يتعقبونهم فسقطوا جميعهم بالسيف ولم يبق منهم احد

فاخذوا الغنائم والاسلاب وقطعوا راس نكانور ويمينه التي مدها بتجبر واتوا بهما وعلقوهما قبالة اورشليم

ففرح الشعب جدا وقضوا ذلك النهار بمسرة عظيمة

و رسموا ان يعيد ذلك اليوم الثالث عشر من اذار كل سنة

و هدات ارض يهوذا اياما يسيرة

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 10:07 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح الثامن

و سمع يهوذا باسم الرومانيين انهم ذوو اقتدار عظيم ويعزون كل من ضوى اليهم وكل من جاءهم اثروه بمودتهم ولهم شوكة شديدة

و قصت عليه وقائعهم وما ابدوا من الحماسة في قتال الغاليين وانهم اخضعوهم وضربوا عليهم الجزية

و ما فعلوا في بلاد اسبانية واستيلاؤهم على معادن الفضة والذهب التي هناك وانهم اخضعوا كل مكان بمشورتهم وطول اناتهم

و ان كان ذلك المكان عنهم بمسافة بعيدة وكسروا الذين اغاروا عليهم من الملوك من اقاصي الارض وضربوهم ضربة عظيمة وانسائر الملوك يحملون اليهم الجزية كل سنة

و قد قهروا فيلبس وفرساوس ملك كتيم في الحرب وكل من قاتلهم واخضعوهم

و كسروا انطيوكس الكبير ملك اسية الذي زحف لقتالهم ومعه مئة وعشرون فيلا وفرسان وعجلات وجيش كثير جدا

و قبضوا عليه حيا وضربوا عليه وعلى الذين يملكون بعده جزية عظيمة ورهائن ووضائع معلومة

و ان يتركوا بلاد الهند وماداي ولود وخيار بلادهم واخذوها منه واعطوها لاومينيس الملك

و لما هم اليونان ان يسيروا لمقاتلتهم بلغهم ذلك

فارسلوا اليهم قائدا واحدا وحاربوهم فسقط منهم قتلى كثيرون وسبوا نساءهم واولادهم ونهبوهم واستولوا على ارضهم وهدموا حصونهم واستعبدوهم الى هذا اليوم

و دمروا سائر الممالك والجزائر التي قاومتهم واستعبدوا سكانها

و انهم حفظوا المودة لاوليائهم والذين اعتمدوا عليهم وتسلطوا على الممالك قريبها وبعيدها وكل من سمع باسمهم خافهم

و من ارادوا مؤازرته وتمليكه ملكوه ومن ارادوا خلعه خلعوه فعلا شانهم جدا

و مع ذلك كله لم يلبس احد منهم التاج ولا تردى الارجوان مباهاة به

و انما وضعوا لهم شورى ياتمر فيها كل يوم ثلاث مئة وعشرون رجلا لاصلاح شؤونهم

و هم يفوضون سلطانهم وسياسة ارضهم بجملتها كل سنة الى رجل واحد وجميعهم يطيعون هذا الواحد وليس فيهم حسد ولا منافسة

فاختار يهوذا اوبولمس بن يوحنا بن اكوس وياسون بن العازار وارسلهما الى رومية ليعقدا معهم عهد الموالاة والمناصرة

و يرفعا عنهم النير لانهم راوا ان دولة اليونان قد استعبدت اسرائيل استعبادا

فانطلقا الى رومية في سفر بعيد جدا ودخلا الشورى وتكلما وقالا

انا مرسلان اليكم من قبل يهوذا المكابي واخوته وجمهور اليهود لنعقد معكم عهد المناصرة والمسالمة وان تثبتونا في جملة مناصريكم واوليائكم

فحسن الكلام لديهم

و هذه نسخة الكتاب الذي دونوه على الواح من نحاس وارسلوه الى اورشليم حتى يكون عندهم تذكار للمسالمة والمناصرة

الفلاح للرومانيين ولامة اليهود في البحر والبر الى الابد وليبعد عنهم السيف والعدو

اذا قامت حرب في رومية اولا او عند اي كان من مناصريهم في جميع سلطانهم

فامة اليهود تناصر بكل عزمها كما تقتضيه الحال

و ليس على الرومانيين ان يؤدوا الى المحاربين معهم او يجهروا لهم طعاما ولا اسلحة ولا فضة ولا سفنا كذلك حسن عند الرومانيين لكن يحافظون على اوامر الرومانيين بغير ان ياخذوا شيئا

و كذلك امة اليهود اذا حدثت لها حرب اولا فالرومانيون ينتدبون للمناصرة كما تقتضيه الحال

و ليس على اليهود ان يؤدوا الى المناصرين طعاما ولا اسلحة ولا فضة ولاسفنا كذلك حسن عند الرومانيين لكن يحافظون على اوامر اليهود دون غش

على هذا الكلام عاهد الرومانيون شعب اليهود

و اذا شاء هؤلاء او اولئك ان يزيدوا على هذا الكلام او يسقطوا منه فيفعلون برضى الفريقين وكل ما زادوا او اسقطوا يكون مقررا

اما الشرور التي انزلها بهم الملك ديمتريوس فقد كتبنا اليه قائلين لم ثقلت النير على اوليائنا ومناصرينا اليهود

فان عادوا يتظلمون منك فسنجري لهم الحكم ونقاتلك بحرا وبرا

Marina Greiss 04 - 10 - 2012 10:08 PM

رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
 
الإصحاح التاسع

و لما سمع ديمتريوس بان نكانور وجيوشه قد سقطوا في الحرب عاد ثانية فارسل الى ارض يهوذا بكيديس والكيمس ومعهما الجناح الايمن

فانطلقا في طريق الجلجال ونزلا عند مشالوت باربيل فاستولى عليها واهلكا نفوسا كثيرة

و في الشهر الاول من السنة المئة والثانية والخمسين نزلا على اورشليم

ثم زحفا وانطلقا الى بئروت في عشرين الف راجل والفي فارس

و كان يهوذا قد نزل بلاشع ومعه ثلاثة الاف رجل منتخبين

فلما راوا كثرة عدد الجيوش خافوا خوفا شديدا فجعل كثيرون ينسابون من المحلة ولم يبق منهم الا ثماني مئة رجل

فلما راى يهوذا ان جيشه قد انساب والحرب تضايقه انكسر قلبه لانه لم يبق له وقت لردهم واسترخت عزائمه

فقال لمن بقي معه لنقم ونهجم على مناصبينا عسى ان نقدر على مدافعتهم

فصرفوه عن عزمه قائلين انه ليس في طاقاتنا اليوم الا ان ننجو بنفوسنا ثم نرجع مع اخواتنا ونقاتلهم فانا عدد قليل

فقال يهوذا حاش لي ان افعل مثل ذلك واهرب منهم وان كان قد دنا اجلنا فلنموتن بشجاعة عن اخواتنا ولا نبقين على مجدنا وصمة

و برز جيش العدو من المحلة ووقفوا بازائهم وانقسمت الفرسان قسمين وكان الرماة بالمقاليع والقسي يتقدمون الجيش كلها من ذوي الباس

و كان بكيديس في الجناح الايمن فازدلفت الفرقة من الجانبين وهتفوا بالابواق

و نفخ رجال يهوذا ايضا في الابواق فارتجت الارض من جلبة العسكرين والتحم القتال من الصبح الى المساء

و راى يهوذا ان بكيديس وقوة الجيش في الجناح الايمن فقصدهم ومعه كل ذي قلب ثابت

فكسروا الجناح الايمن وتعقبوا اثرهم الى جبل اشدود

فلما راى رجال الجناح الايسر انكسار الجناح الايمن انقلبوا على اثار يهوذا ومن معه

فاشتد القتال وسقط قتلى كثيرون من الفريقين

و سقط يهوذا وهرب الباقون

فحمل يوناتان وسمعان يهوذا اخاهما ودفناه في قبر ابائه في مودين

فبكاه شعب اسرائيل بكاء عظيما ولطموا عليه وناحوا اياما وقالوا

كيف سقط البطل مخلص اسرائيل

و بقية اخبار يهوذا وحروبه وما ابداه من الحماسة وجبروته لم تكتب في هذا الموضع لانها كثيرة جدا

و كان بعد وفاة يهوذا ان المنافقين برزوا في جميع تخوم اسرائيل وظهر كل فاعلي الاثم

و في تلك الايام حدثت مجاعة عظيمة جدا فتخاذلت البلاد اليهم

فاختار بكيديس الكفرة منهم واقامهم رؤساء على البلاد

فكانوا يتطلبون اصحاب يهوذا ويتفقدونهم وياتون بهم الى بكيديس فينتقم منهم ويستهزئ بهم

فحل باسرائيل ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ لم يظهر فيهم نبي

فاجتمع جميع اصحاب يهوذا وقالوا ليوناتان

انه منذ وفاة يهوذا اخيك لم يقم له كفؤ يخرج على العدو وعلى بكيديس والمبغضين لامتنا

فنحن نختارك اليوم رئيسا لنا وقائدا مكانه تحارب حربنا

فقبل يوناتان القيادة في ذلك الوقت وقام في موضع يهوذا اخيه

فلما علم بكيديس طلب قتله

و بلغ ذلك يوناتان وسمعان اخاه وجميع من معه فهربوا الى برية تقوع ونزلوا على ماء جب اسفار

فعلم بكيديس فزحف بجميع جيشه الى عبر الاردن يوم سبت

و ارسل يوناتان يوحنا اخاه بجماعة تحت قيادته يسال النباطيين اولياءه ان يعيروهم عدتهم الوافرة

فخرج بنو يمري من ميدابا وقبضوا على يوحنا وكل ما معه وذهبوا بالجميع

و بعد هذه الامور اخبر يوناتان وسمعان اخوه ان بني يمري يقيمون عرسا عظيما ويزفون العروس من ميدابا باحتفال عظيم وهيابنة بعض عظماء كنعان

فذكروا يوحنا اخاهم وصعدوا واختباوا وراء الجبل

ثم رفعوا ابصارهم ونظروا فاذا بجلبة وجهاز كثير والعروس واصحابه واخوته خارجون للقائهم بالدفوف والات الطرب واسلحة كثيرة

فثار عليهم رجال يوناتان من المكمن وضربوهم فسقط قتلى كثيرون وهرب الباقون الى الجبل فاخذوا كل اسلابهم

و تحول العرس الى مناحة وصوت الات طربهم الى نحيب

و لما انتقموا لدم اخيهم رجعوا الى غيضة الاردن

فسمع بكيديس فوفد الى شطوط الاردن يوم سبت في جيش عظيم

فقال يوناتان لمن معه لننهض الان ونقاتل عن نفوسنا فليس الامر اليوم كما كان امس فما قبل

ها ان الحرب امامنا وخلفنا وماء الاردن والغياض والغاب من هنا ومن هناك فليس لنا مناص

و الان فاصرخوا الى السماء فتنقذوا من ايدي اعدائكم ثم التحم القتال

و مد يوناتان يده ليضرب بكيديس فانصاع عنه الى الوراء

فرمى يوناتان ومن معه بانفسهم في الاردن وعاموا الى العبر فلم يعبروا الاردن اليهم

و سقط من رجال بكيديس في ذلك اليوم الف رجل فعاد الى اورشليم

ثم بنى مدائن حصينة في اليهودية وحصن اريحا وعماوس وبيت حورون وبيت ايل وتمنة وفرعتون وتفون باسوار عالية وابواب ومزاليج

و جعل فيها حرسا يراغمون اسرائيل

و حصن مدينة صور وجازر والقلعة وجعل فيها جيوشا وميرة

و اخذ ابناء قواد البلاد رهائن وجعلهم في القلعة باورشليم في الحبس

و في السنة الثالثة والخمسين في الشهر الثاني امر الكيمس ان يهدم حائط دار المقدس الداخلية فهدم اعمال الانبياء وشرع في التدمير

في ذلك الزمان ضرب الكيمس فكف عن صنيعه واعتقل لسانه وفلج ولم يعد يستطيع ان ينطق بكلمة ولا ان يوصي لبنيه

و مات الكيمس في ذلك الزمان في عذاب شديد

فلما راى بكيديس ان الكيمس قد مات رجع الى الملك وهدات ارض يهوذا سنتين

و بعد ائتمر المنافقون كلهم وقالوا ها ان يوناتان والذين معه في منازلهم هادئون مطمئنون فهلموا الان نحمل عليهم بكيديس فيقبض عليهم اجمعين في ليلة واحدة

و انطلقوا واشاروا عليه بذلك

فقام وسار في جيش عظيم وبعث سرا يكتب الى جميع نصرائه في اليهودية ان يقبضوا على يوناتان والذين معه فلم يجدوا الى ذلك سبيلا لان مشورتهم انكشفت لهم

ثم قبضوا على خمسين رجلا من البلاد وهم ارباب الفتنة وقتلوهم

و انصرف يوناتان وسمعان ومن معهما الى بيت حجلة في البرية وبنى مهدومها وحصنها

و لما علم بكيديس حشد جميع جمهوره وراسل حلفاءه في اليهودية

و زحف ونزل على بيت حجلة وحاربها اياما كثيرة ونصب المجانيق

و ان يوناتان ترك سمعان اخاه في المدينة وخرج في عدد من الجند وانتشر في البلاد

و ضرب ادورين واخوته وبني فاسرون في خيامهم وطفق يوقع بالعدو ويزداد قوة

و خرج سمعان ومن معه من المدينة واحرقوا المجانيق

و قاتلوا بكيديس فانكسر وضايقوه جدا واذ ذهبت مشورته وخروجه في الباطل

استشاط غضبا على الرجال المنافقين الذين اشاروا عليه بالخروج من البلاد وقتل كثيرين منهم وازمع الانصراف الى ارضه

و علم يوناتان فانفذ اليه رسلا في عقد المصالحة ورد الاسرى

فاجاب وفعل بحسب كلامه وحلف له انه لن يطلبه بسوء كل ايام حياته

و رد اليه الاسرى الذين اسرهم من قبل في ارض يهوذا ثم عاد الى ارضه ولم يعد يسير الى تخومهم

فزال السيف من اسرائيل وسكن يوناتان في مكماش واخذ يوناتان يحاكم الشعب واستاصل المنافقين من اسرائيل


الساعة الآن 11:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025