منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كتب البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=258194)

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:30 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
يُقامون بوضع اليد: بصلاة وصوم ونطق

28-وذلك واضح في إرسال شاول وبرنابا "فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي، ثم أطلقوهما بسلام" (أع 13: 3).
وواضح وضع اليد والصلاة في سيامةالشمامسة "فصلوا ووضعوا عليهم الأيادي" (أع 6: 6).
وإن كان الأمر لجميع الناس، فما لزوم وضع اليد والصلاة، اختيار مجموعة معينة "انتخبوا أنتم سبعة رجال منكم" (أع 6: 3).
ما لزوم هذا الطقس: صلاة -صوم- وضع يد. وطبعًا معه نطق خاص بالرتبة ويقام من شخص له سلطان؟!

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:31 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت وجماعة معينة

29-إن كان الكهنوت لكل أحد، فهل يستطيع كل أحد من الشعب أن يعمد، ويمنح الروح القدس للآخرين، ويقيم الأساقفة والقسوس والشمامسة؟ ويعلم ويدبر؟!
وهل كل أحد له سلطان الحل والربط، وأن يغفر الخطايا أو يمسكها؟ وهل كل أحد له سلطان إقامة سر الافخارستيا.. وباقي الأعمال التي تميز بها الكهنة؟
لم يحدث أن السيد المسيح أعطى السلطان على كل هذا لجميع الناس كما سبق وذكرنا.
مثال تعميد كرنيليوس وشاول:
30-لما شاء الله قبول كرنيليوس، مع أنه كان رجلًا تقيًا، وقد صعدت صلواته وصدقاته إلى الله، واستحق أن يرسل له الله ملاكًا يكلمه.. كان الإرشاد الإلهي إليه هو:
"أرسل إلى يافا رجالًا، واستدع سمعان الملقب بطرس.. هو يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل" (أع 10: 5، 6).
وجاء بطرس الذي كان قد كلف بهذا العمل أيضًا من الله نفسه (أع 10: 20).
إذن هناك أشخاص معينون لهذه الخدمة، وليست هي لأي أحد أو للكل. وهذا بأمر من الله نفسه، وبرؤى، وبإرشاد ملائكة..
31-نفس الوضع نراه بالنسبة إلى شاول الطرسوسي، الذي صار اسمه بولس الرسول فيما بعد..
رأى المسيح شخصيًا، وآمن، و اختاره الرب رسولًا للأمم (أع 9: 1-18).
ومع ذلك أرسله الرب إلى حنانيا في دمشق، الذي ظهر له الرب في رؤيا يكلفه بهذه المهمة. بيد حنانيا نال شاول نعمة العماد (أع 22: 16).
وقد حدث هذا التكليف الإلهي، برؤيا مقدسة كلم فيها الرب حنانيا بالذات، وكلفه بالعمل..

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:32 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
الكهنوت المسيحي

هنا ونتذكر العبارة التي قالها القديس بولس الرسول عن الكهنوت المسيحي، وهي شهادة في العهد الجديد:
" لا يأخذ أحد هذه الوظيفة (الكرامة) من نفسه، بل المدعو من الله كما هارون أيضًا" (عب 5: 4).
هذا هو الحق الإنجيلي، أو الحق الكتابي، لمن يريد أن يعرف الحق " ومن له أذنان للسمع فليسمع" (مت 13: 43).
ولعله مما تجدر ملاحظته: أن الكهنوت في العهد الجديد -كما في العهد القديم- هو لجماعة مميزة، وليس لجميع الناس.. جماعة مميزة بدعوة، ومسحة، واختيار، وإرسالية، ووضع يد، وصلوات، واشتراطات خاصة.. وجماعة لها درجات، ولها ألقاب، ولها اختصاصات ليست لجميع الناس.
أن هذه الجماعة التي يختارها الرب للكهنوت، تقوم بأعمال مميزة لم يعهد بها الرب لكل الشعب. فلا يظن أحد أن الشعب كله كهنة..!
وكذلك فإن أعضاء هذه الجماعة المدعوة من الله كما هرون (عب 5: 4).
أعطاهم الرب سلطانًا خاصًا في أمور معينة:
فلهم سلطان العماد، ولهم سلطان التعليم، ولهم سلطان الحل والربط،
ولهم تدبير الكنيسة ولهم وضع اليد لإقامة الخدام والإكليروس، ولهم خدمة بيت الله.
وهم وحدهم وكلاء سرائر الله (1كو4: 1)، وهم الذين يمنحون الروح القدس للمؤمنين (أع 8: 17، 18)،
وليس عملهم مجرد تقديم الذبيحة، بحيث يركز المعارضون للكهنوت على هذه النقطة وحدها، كما لو كانت عمل الكهنوت الوحيد!!

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:34 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
وظائف وألقاب الكهنوت ودرجاته

إن كان جميع المؤمنين كهنة، وإن كانوا جميعهم متساوين، فلماذا إذن كل هذه الوظائف المميزة: وكلاء سفراء - ملائكة - ورعاة - آباء - معلمين - مرشدين - مدبرين - كهنة. وواضح طبعًا أن كل هذه الوظائف لم تكن لجميع المؤمنين، وإنما لمجموعة مميزة منهم..؟!
لأنه إن كان الجميع وكلاء، فمن يكون باقي الناس إذن؟ وإن كان الكل رعاة، فمن يكون أفراد الرعية؟! ولو كان الكل آباء، فمن يكون الأبناء؟! وإن كان الكل معلمين، فمن الذين يتتلمذون عليهم؟! وهكذا مع باقي الصفات.
وطبعًا هذا يدل على أن رجال الكهنوت كانوا مجموعة مميزة بوظائف ليست للكل. وهذا يرد على اعتراض المساواة..
وبنفس الأسلوب نقول إنه واضح من الكتاب أن كل المؤمنين لم يكونوا أساقفة وقسوسًا وشمامسة.
نحاول إذن في الصفحات المقبلة أن نتناول كل لقب وكل وظيفة من هذه التسع التي ذكرناها، ونورد النصوص التي تؤيدها من آيات الكتاب، حتى يكون كل ما نقوله مؤسسًا على الحق الكتابي أو الحق والإنجيلي.

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:34 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
وكلاء


1- السيد المسيح وصف الرسل الإثنى عشر بأنهم وكلاء.
وهذا واضح من مثل السهر والاستعداد. لأنه لما قال بطرس: "يا رب. ألنا تقول هذا المثل، أم للجميع أيضًا؟" أجابه الرب: "يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم، الذي يقيمه سيده على عبيده، ليعطيهم في حينه" (لو 12: 42).
أمامنا في هذه الآية: وكيل، وعبيد. والوكيل مقام من السيد على هؤلاء العبيد والسيد نفسه هو الذي أعطاه هذه الصفة وهذه المسئولية، وكلفه بأن يعطى عبيده طعامهم الروحي.
2- إذن هنا تمايز، فليس الكل وكلاء، وليس الكل متساوين..
نقول هذا على الرغم من أن الوكيل هو أيضًا عبد كالباقين، إذ يقول الرب عنه: "طوبى لذلك العبد، الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا" (لو 12: 43). ولكنه متميز عن باقي العبيد، من جهة عمله واختصاصاته، ومسئوليته عنهم أمام سيد الكل الذي أقامه عليهم.

https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...ost-Day-09.jpg
3- فإن كان هذا الوكيل يعطى الطعام الروحي لهذا الشعب في حينه، والشعب باستمرار –عبر الأجيال كلها – يحتاج إلى الطعام الروحي، إذن لابد من وكلاء يستمرون في إعطاء الشعب طعامه، إلى أن يأتي رب الكل – في مجيئه الثاني – فيجدهم يفعلون هكذا..
4-أيستطيع المؤمنون بعد كل هذا، أن يقولوا كلنا وكلاء، ولا فارق؟! لأننا كلنا ملوك وكهنة!! وهكذا يقومون بحركة ثورة وتمرد، لا تتفق مع التعليم الإنجيلي..! أم أنهم في اتضاع قلب، وفي تسليم لتعليم الرب نفسه في كتابه، يخضعون لهذا الوكيل، الذي أقامة الرب على عبيده، وكلفه بأن يعطيهم طعامهم في حينه، وقال عنه إن عقوبة شديدة تحل على هذا الوكيل إن هو أهمل العناية بالناس..؟ (لو 12: 46).
5- على أن الوكالة لم تكن فقط للرسل الاثني عشر. إنما بولس الرسول وكل مساعديه كانوا أيضًا وكلاء.
قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زملائه:
"هكذا فليحبنا الإنسان كخدام المسيح، ووكلاء سرائر الله. ثم يسأل في الوكلاء، لكي يوجد الإنسان أمينًا" (1كو 4:1، 2)
6- هنا سرائر الله. وخدام له وكلاء عليها، على أسرار الكنيسة. وليس الكل وكلاء على السرائر الإلهية. بل قال الرسول هذا في معرض الحديث عن نفسه وعن أبولس (1كو 4: 6).
7- على أن القديس بولس، لم يتكلم عن نفسه كوكيل من جهة سرائر الله فقط وإنما من جهة التعليم أيضًا، لأنه استؤمِن فيه على وكالة.
فقال: إن كنت أبشر فليس لي فخر، إذ الضرورة موضوعة على. فقد استؤمنت على وكالة، فويل لي إن كنت لا أبشر" (1كو 9: 16، 17).
8- إذن لا يستطيع أحد أن يقول مع بولس الرسول: "ويل لي إن كنت لا أبشر"، ما لم يكن قد استؤمن على وكالة.
تقول: وماذا أفعل في الغيرة المقدسة التي في قلبي، من جهة أن يؤمن الناس، فلابد أن اكرز لهم؟
أقول لك: حسنة هذه الرغبة ومقدسة، ولكن يجب أن تفعل هذا من خلال الكنيسة. هي ترسلك لتبشر، بعد أن تمنحك إحدى درجات الشماسية..
لعلك تتعجب وتستثقل الأمر، وتريد أن تعمل من خارج الكنيسة بمفردات مستقلًا!! إذن اسمع الحق الكتابي:
" كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟!" (رو 10: 14، 15).
وأنت إذن كيف تكرز إن لم ترسل حسب قول الرسول؟!
على كل نؤجل هذا الموضوع الآن، ونرجع إلى صفة رجال الكهنوت كوكلاء فنقول:
9- لم يطلق لقب الوكلاء على الاثني عشر فقط، وإنما على بولس أيضًا، وعلى مساعديه. وأيضًا على الأساقفة.
فقيل: "ليكن الأسقف بلا لوم كوكيل لله" (تى 1: 7).
السيد المسيح هو صاحب الكرم، أقام عليه وكلاء (مت 20:8) والوكلاء هم الرسل، كما وكل الأنبياء من قبل (أر 1: 10). والرسل أقاموا أساقفة، سماهم الكتاب أيضًا وكلاء (تى 1: 7). وهؤلاء الأساقفة أقاموا قسوسًا وشمامسة
10- هؤلاء كلهم يعملون باسم الله وسلطانه. لأن التوكيل الذي منحهم إياه، يحمل تفويضًا منه لهم في العمل.
هم يمثلونه على الأرض. لذلك قال لهم: "الذي يسمع منكم، يسمع منى. والذي يرذلكم يرذلني" (لو 10: 16 ) "من يقبلكم يقبلني" (مت 10: 40).
إنهم مفروضون منه، ليكملوا العمل الذي بدأه. لذلك هم أيضًا يدعون سفراء.

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:47 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
سفراء

يقول القديس بولس الرسول في (2كو 5: 20):
"الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه.. إذن نسعى كسفراء للمسيح، كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله". مع الله الذي "أعطانا خدمة المصالحة" (2كو 5: 18).
عمل المصالحة قام به السيد المسيح، الذي أقام صلحًا بين الله والعالم (2كو5: 19). وعمل المصالحة مستمر، لأن الإنسان دائمًا يخطئ وينفصل عن الله. وعمل المصالحة هذا عهد به الرب إلى خدامه، رجال الكهنوت، وكلاء الله على الأرض (تى 1: 7) يسعون كسفراء للمسيح، يقولون للناس: تصالحوا مع الله.
السفير يقوم بعمل المصالحة. و السفير أيضًا يوصل كلمة الله إلى الناس. وهذا العمل المزدوج قام به الرسول:
فقال: "لأعلم جهارًا بسر الإنجيل، الذي لأجله أنا سفير في سلاسل" (أف 6: 20). ولا يزال هذا العمل المزدوج مستمرًا

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:49 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
رعاة
وقد أطلق هذا اللقب على الآباء الرسل، ثم أيضًا على الآباء الأساقفة وحسب تعليم الكتاب المقدس.

قال السيد المسيح لبطرس: "ارع غنمي.. ارع خرافي" (يو 21: 15، 16)
وقال القديس بولس الرسول لأساقفة أفسس: "احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع 20: 28).
وهذا الآية واضحة في الربط بين الأسقفية وعمل الرعية.
وهذا الربط يظهر أيضًا في قول القديس بطرس الرسول عن ربنا يسوع المسيح: "أرعى نفوسكم وأسقفها" (1بط 2: 25).
ونفس الوضع في حديث القديس بطرس الرسول إلى أساقفة الشتات حيث يقول لهم: "ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا (1).. لا كمن يسود على الأنصبة، بل صائرين أمثلة للرعية. ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى" (1بط 5: 2-4). وفي توزيع الرتب والمسئوليات، قال القديس بولس إن الله:
" أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين.. لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح" (أف 4: 11، 12).

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:50 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
آباء

رجال الكهنوت في كل درجاتهم يدعون آباء.
ومع ذلك يعترض البعض على ذلك بقول الرب لتلاميذه: "ولا تدعوا لكم أبًا على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السموات" (مت 23: 9).
لذلك رأينا من الأفضل أن نخصص فصلًا خاصًا عن هذا الموضوع، نتحدث فيه عن الأبوة الروحية التي للكهنوت (1) كلمة أسقف (ابسكوبس باليونانية) تترجم أيضًا ناظر. فالأساقفة نظار. يشبهها قول الرب في سفر حزقيال: "قد جعلتك رقيبًا لبيت إسرائيل. فاسمع الكلمة من فمي، وأنذرهم من قبلي" (حز 3: 17، 23: 7).

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:51 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
معلمون

ليس لكل أحد سلطان أن يعلم، بل للذين أعطى لهم.
لذلك قيل في (رو 12: 7): " أما المعلم ففي التعليم". وقال القديس بولس إن الله: "وضع في الكنيسة أولًا رسلًا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين" (1كو 12: 28). وقال أيضًا: " إنه أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين" (أف 4: 11).
وهذه الآية تربط بين الرعاية و التعليم. ولما كان الأساقفة هم الرعاة، لذلك نجد من شروط الأسقف أن يكون "صالحًا للتعليم" (1تى 3: 2)
وفى الرسالة إلى تيطس، يقول القديس بولس عن الأسقف، إنه يجب أن يكون "ملازمًا للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم، لكي يكون قادرًا أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين" (تى 1: 9).
ويقول للقديس تيطس أسقف كريت: "وأما أنت فتكلم بما يليق بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين" (تى 1: 9).
ويقول للقديس تيموثاوس أسقف أفسس: "اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب. وبخ انتهر عظ، بكل أناة وتعليم" (2تى 4: 2) " لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك.." (1تى 4: 16).
وعمل التعليم مرتبط بالكهنوت منذ العهد القديم (ملا 2: 7). وفي العهد الجديد صار للرسل، والأساقفة وباقى رجال الكهنوت.
المسيح إلهنا المعلم الصالح، عهد إلى الرسل بالتعليم، حينما قال لهم: "اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر 16: 15) " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19، 20). والرسل سلموا التعليم للأساقفة، وأمروهم أن يعلموا الشعب.
وهؤلاء رسموا قسوسًا وشمامسة، ليكونوا أمناء على التعليم. وفي (1تى 5: 17) يتحدث الرسول عن القسوس: "الذين يتعبون في الكلمة والتعليم".
وبقيت عبارة العهد القديم قائمة: "من فم الكاهن تطلب الشريعة".
أو كما ورد في سفر ملاخي النبي: "لأن شفتي الكاهن تحفظان معرفة. ومن فمه يطلبون الشريعة، لأنه رسول رب الجنود" (ملا 2: 7).
حقًا، ما أعجب هذا الوصف الذي قيل هنا عن الكاهن إنه " رسول رب الجنود".
ليس عمل الكاهن إذن مقتصرًا على تقديم الذبائح، إنما من أهم أعمالة: التعليم..
لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة. والشريعة موجودة كما في العهد القديم، كذلك أيضًا في العهد الجديد، تحتاج إلى من ينقلها إلى أسماع وأفهام الناس.
ولكن البعض يريدون أن يتعلموا من الروح القدس مباشرة! ويفهمون خطأ قول الكتاب: "ويكون الجميع متعلمين من الله" (يو 6: 45).
إن كان الله يريدنا أن نتعلم منه مباشرة، فلماذا إذن أعطى البعض أن يكونوا معلمين (أف 4: 11)؟
ولماذا وضع في الكنيسة معلمين (1كو 12: 28)؟ ولماذا أمر الأساقفة بالتعليم (1تى 4: 16)؟ ولماذا أمر بالوعظ والكرازة (2تى 4: 2)؟
عبارة " يكون الجميع متعلمين من الله " نفهمها بآية أخرى هى: "الذي يسمع منكم، يسمع منى" (لو 10: 16).
أى أن التعليم يكون مصدره هو الله، وشريعته التي تخرج من فم الكاهن، وليس من الهراطقة أو المبتدعين أو الأنبياء الكذبة، أو مدعى العلم والمعرفة وليس من الحية التي تكلمت في أذن الإنسان الأول، وليس من الذات.. إنما إن تعلمت من وكيل الله، يكون التعليم هو من الله، الذي قال لوكلائه: "لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم" (مت 10 : 20).
أما أن ينتظر كل مؤمن أن يكلمه الله مباشرة في كل صغيرة وكبيرة، ويصبح كل واحد من رجال الوحي، فهذه كبرياء مستترة ترفض سماع التعليم. وهؤلاء لا نضمن ما هو الروح الذي سيكلمهم!
هوذا يوحنا الرسول يقول في صراحة كاملة: "لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله.." (1يو 4: 1).. ألعل الجميع - على مختلف مستوياتهم. لهم موهبة تمييز الأرواح؟!
على أن هذه النقطة تحتاج إلى شرح كثير؛ فكل الطوائف لها اجتماعات للوعظ والتعليم، ولها رجالها المسئولون عن تعليم الشعب..
هنا ونقف أمام آية تحتاج إلى شرح وهي قول الرب لتلاميذه القديسين:
" ولا تدعوا معلمين. لأن معلمكم واحد هو المسيح" (مت 24: 10).
لا يقصد السيد المسيح إطلاقًا إلغاء التعليم، لأنه دعا إلى ذلك بقوله: "وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19). ولا يتفق إلغاء التعليم مع الحق الكتابي، ولا مع نشر الإيمان، ولا مع إرسال الله للأنبياء، ولا مع قوله عن الكاهن إن " من فمه يطلبون الشريعة" (ملا 2: 7).
إنما عبارة: "معلمكم واحد هو المسيح " قالها السيد لرسله فقط، وليس لجميع الناس. وتنطبق أيضًا على خلفائهم.
وبنفس المعنى قال: لا تدعوا لكم أبًا، ولا تدعوا سيدي. أما باقي المؤمنين، فلهم آباء روحيون، ولهم معلمون، فهكذا تعليم الكتاب بعهديه القديم والحديث.
هناك كلام كان الرب يقوله لتلاميذه فقط، وكلام آخر يقوله لجميع الناس. لذلك قال له بطرس في مثل السهر والاستعداد:
" يا رب ألنا تقول هذا المثل أم للجميع أيضًا" (لو 12: 41).
أما الذين يقدمون آية واحدة، لينشروا بها تعليمًا، تاركين باقي آيات الكتاب التي يتكامل بها المعنى، فهؤلاء يوبخهم الرب قائلًا:
" لا تضلوا إذ لا تعرفون الكتب" (مت 22: 29، مر 12: 24).
في كل تعليم إذن، علينا لكي نفهم المعنى، أو نتعمق فيه، أن نجمع الآيات الخاصة بهذا الموضوع "قارنين الروحيات بالروحيات" (1كو 2: 13) في غير تحيز أو تعصب.

Mary Naeem 23 - 02 - 2014 10:52 AM

رد: كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
 
مرشدون و مدبرون

1-يتكلم القديس بولس الرسول في (عب 13) عن المرشدين فيقول:
"اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" (عب 13: 7) ويقول أيضًا: "أطيعوا مرشديكم واخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم، كأنهم سوف يعطون حسابًا، لكي يفعلوا ذلك بفرح، لا أنين لأن هذا غير نافع لكم "(عب 13: 17).
2-وواضح هنا أنه لا يتكلم عن مرشدين عاديين، وإنما عن أشخاص من رجال الإيمان، وهم في موضع المسئولية. ويجب لهم الخضوع والطاعة.
ليسوا هم أشخاصًا عاديين تأخذون منهم إرشادًا. لأنهم "يسهرون لأجل نفوسكم" ولأنهم يتصرفون بأسلوب من "يعطى حسابًا". وهم يئنون لم تستجيبوا للإرشاد.
وكل هذا يدل على أنهم في موضع المسئولية، أو في موقف الآباء الروحيين، الذين يتمثل المسترشدون بإيمانهم. كما أن الطاعة والخضوع هما لمن يكونون في هذا المستوى.
3-ومن جهة عمل الكهنة كمدبرين، يقول القديس بولس:
" أما الشيوخ (أو القسوس) المدبرون حسنًا، فليحسبوا أهلًا لكرامة مضاعفة، ولاسيما الذين يتعبون في الكلمة ولتعليم" (1تى 5: 7). ويقول: "المدبر فباجتهاد.
و المدبر Hegwman أو إيغومانوس، ويمكن أن تترجم قمص.
وهذا أيضًا ليس للكل. إنما للمجموعة المميزة التي ذكرناها. ولذلك يقول القديس بولس عن المدبرين:
" ثم نسألكم أيها الأخوة أن تعرفوا الذين يتعبون بينكم ويدبرونكم في الرب وينذرونكم. وأن تعتبروهم كثيرًا جدًا في المحبة" (1تس 5: 12).
وواضح أن هذا ليس للكل. و التدبير في الرب، هو التدبير الروحي أو الكنسي الخاص بعلاقة الناس بالرب، ولذلك قال أيضًا: "وينذرونكم".. يضاف إلى هذا أنه قال عن هؤلاء المدبرين في (1تى 5: 17)، "ولاسيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم". إذن هم ليسوا من العلمانيين، وإنما من خدام الكلمة. تضاف كذلك عبارة "الشيوخ" وهي ترجمة لكلمة (قسوس) أيضًا.


الساعة الآن 11:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025