منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسات والشهيدات (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=35)
-   -   حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=754911)

Mary Naeem 12 - 06 - 2023 05:22 PM

رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
 
https://upload.chjoy.com/uploads/168658945180221.jpg





القديسة فوستينا تذهب الى فارسو لزيارة أمها المنازعة



396- كانت رفيقات سفري في غاية اللطف، كانت معي في الحجرة عدّة نساء من أخوية مريم. شعرتُ أن واحدة منهن تتألّم جدًّا وتخوض معركة قاسية في نفسها. بدأت بالصلاة بالروح من أجل هذه النفس. في الساعة الحادية عشر ذهبتْ تلك النساء إلى حجرة أخرى للتحدّث وتتركنا نحن الاثنين وحدنا في مؤخرة عربة القطار. شعرتُ أن صلاتي تسبّبت بعراك أكثر قساوة من نفسها. لم أعزّها بل صليت بحرارة كلية. أخيرًا اتجهتْ السيدة نحوي وسألتني إذا كانت مرغمة أن تُتمّم وعدًا ما قطعه لله. آنذاك تلقيتُ معرفة داخلية عن وعدها وأجبت: «أنت مجبرة حتمًا أن تفي بوعدك وإلا ستشقين طيلة ما تبقى من حياتك. ستلاحقك هذه الفكرة في كل مكان وتقلقك». فتحت قلبها لي متعجّبة من جوابي.
كانت معلّمة مدرسة. وقبيل الامتحانات وعدت الله أن تكرّس ذاتها لخدمة، إن هي أجادت الامتحان، أي أن تدخل إحدى المؤسّسات الرهبانية. إجتازت الامتحان بنجاح كبير. «ولكن» قالت، «لمّا دخلت في عجقة العالم وإنهماكاته لم أعد أريد دخول الدير. غير أن ضميري أقلقني ورغم اللهو أجد نفسي دائمًا تعيسة».
بعد حديث طويل تبدّلت تمامًا وقالت لي أنها ستأخذ عاجلًا الخطى اللازمة لدخول الدير. طلبت إليَّ أن أصلّي من أجلها وشعرت أن الله سيُكرمها بنعَمهِ.

397- بلغتُ إلى فارسو صباحًا وفي الساعة الثامنة مساءً وصلتُ إلى البيت. يا لفرح أهلي وكلّ العائلة. يصعب عليّ وصف هذا الفرح. كانت صحّة أمي تحسّنت قليلًا ولكن لم يعطيها الطبيب أملًا بالشفاء التّام. بعد أن سلّمتُ على كل واحد بمفرده سجدنا لنشكر الله على النعمة لجمعينا مرة أخرى في هذه الحياة.

398- لما رأيت كيف يصلي والدي خجلت كثيرًا من نفسي لأنني بعد سنين عديدة في الدير لم أتوصل بعد أن أصلّي بهذا الصدق والحرارة. فلم أنقطع عن شكر الله على حالة أهلي هؤلاء.

399- كم تبدّلت الأمور طيلة هذه السنين العشر إلى حدّ لم أعد أميّزها. لقد صغرت الجنينة فلم أعدْ أعرفها. لقد كبر إخوتي وأخواتي وقد غادرتهم أولادًا. ودهشت لأني لم أجد كما كانوا يوم غادرت البيت. كان (ستانلي) يرافقني كل يوم إلى الكنيسة وشعرت أنه كان مرضيًا لله كثيرًا.

400- في آخر يوم، لمّا غادر الجميع الكنيسة، ذهبتُ معه أمام القربان المقدّس وتلونا معًا صلاة المجد. وبعد برهة سكوت، قدّمتُ نفسه لقلب يسوع الكلّي عذوبة. كما كانت الصلاة سهلة في تلك الكنيسة الصغيرة. تذكرت كل النعم التي قبلتها هناك ولم أفهمها في ذلك الوقت وأسأت استعمالها أحيانًا. ودهشت كم كنتُ انذاك عمياء. وبينما كنتُ أندم على عماي، رأيت الرب يسوع فجأة، مشعًّا بجمال يفوق الوصف وقال لي بحنان: «أنتِ يا من اخترتك، سأعطيك أيضًا نعمًا أوفر لتستطيعي ان تشهدي لرحمتي اللامتناهية عبر الأبدية».

401- مرّت أيام في البيت برفقة أناس عديدين. كل واحد أراد أن يراني ويتحدّث إلي. كنتُ غالبًا أحصي هناك قرابة الخمسة والعشرين شخصًا يصغون بانتباه متزايد أخبار القديسين. وبدا لي أن بيتنا أصبح حقًا بيت الله، فلا نتحدّث كل مساء إلا عن الله. لمّا كنتُ أتعب من تلك الأحاديث وتتوقف نفسي إلى الهدوء والسكينة كنتُ اخرج خلسة إلى الجنينة في المساء لأتحدّث إلى الله وحدي ولم أوفّق دائمًا في ذلك، فسرعان ما يأتي اخوتي واخواتي لإعادتي على البيت حيث، مرة أخرى، كان عليّ أن أتحدّث مع تلك الأعين المحدقة بي. لكن كنت أكتشف وسيلة للحصول على بعض الراحة. كنتُ أسأل اخوتي أن يغنّون لي لاسيّما أن اصواتهم هي في غاية الجمال، بالإضافة إلى أن أحدهم كان يعزف على الكمنجة والآخر على المندولينة. استطعت طيلة ذلك الوقت أن أتكرّس للصلاة الداخلية دون أن أتحاشى رفقتهم.
كان علي أيضًا أن أقبّل الأولاد، هذا ما يكلّفني غاليًا. كانت النساء اللواتي عرفتهنّ يأتين بأولادهنّ ويطلبن إليّ أن أحملهم إلى ذراعيّ، ولو لوقت قصير، وأن أقبّلهم. كنّ يعتبرنَ ذلك نعمة كبرى، أما بالنسبة لي فكانت فرصة لممارسة الفضي حيث ان العديد من الأولاد كانوا وسخين جدًّا. ولكن كنت أقبّل الطفل الوسخ مرتين بغية السيطرة على شعوري وعدم إظهار الاشمئزاز. جاءت إحدى الصديقات مع طفل وعيناه مصابتان بمرض ومملوءتان قيحًا وقالت لي: “أرجوك يا أختي، أن تحمليه على ذراعيك، لبرهة وجيزة” فاشمأزّيت أولًا ولكن دون أن أنتبه على أي شيء آخر، أخذت الطفل وقبّلته مرتين حيث الإصابة، سائلة الله أن يشفيه. كان لدي مناسبات عديدة لممارسة الفضيلة. كنتُ أستمع للناس يروون مصائبهم ولم أرَ قلبًا واحدًا سعيدًا لأنني لم أجد أحد يحب الله حقًا، ولم أتعجّب من ذلك أبدًا. حزنتُ جدًا لعدم رؤيتي اثنتين من أخواتي. شعرتُ في داخلي أن نفسيهما هما في خطر، وامتلك الحزن قلبي عندما فكرت بهما. لمّا شعرتُ مرة أنني قريبة جدًّا من الله، سألت الرب بحرارة أن يعطيهما النعمة فستجابني الربّ: «سأهبهما ليس فقط النعم اللازمة بل أيضًا نعمًا خاصة». فهمت ان الله يدعوهما إلى اتحاد وثيق به وهلّلت فرحًا لمشاهدة هذا الحبّ السائد في عائلتنا.

402- بينما كنتُ أغادر أهلي طالبة بركتهم شعرتُ بقوّة قلبي نعمة الله تحلُّ في نفسي. باركني أبي وأمي وجدّتي والدمع في أعينهم وتمنّوا لي أمانة كبرى لنعم الله، وتوسّلوا إليّ أن لا أنسى أبدًا كم حَباني الله من نِعم بدعوته لي إلى الحياة الرهبانية. طلبوا إليّ أن أصلّي من أجلهم. لم أذرف دمعة واحدة رغم أن الجميع كانوا يبكون. حاولت أن أبقى شُجاعة وان أعزّيهم بقدر استطاعتي، مذكّرة إياهم بالسماء حيث لا يفرق هناك بعد. رافقني ستانلي إلى السيارة. أخبرته كم يحب الله النفوس الطاهرة وأكّدت له أن الله هو راضٍ عنه. لمّا كنتُ أخبره عن صلاح الله وكيف يفكّر فينا، أجهش بالبكاء كطفلٍ صغير، ولم أتعجّب من ذلك لأن نفسه كانت نقيّة وهو بفضل ذلك قادر أن يعترف إلى الله.

403- لمّا صعدت على السيارة تركتُ قلبي يسير على هواه، وبكيت أنا كطفلة من الفرح بأن الله وهب عائلتنا هذه النِعم الغزيرة واستغرقت طويلًا في صلاة الشكر.
عند المساء وصلت إلى فارسو. حيّيتُ أولًا رب البيتِ [يسوع في الأفخارستيا] ثمّ ذهبت لأحيّي كل الجماعة.

404- لما دخلت الكنيسة لأمسّي الربّ بالخير، قبل أن أنزوي، وعند اعتذاري عن قلّة حديثي معه لمّا كنتُ في البيت، سمعت هذا الصوت في نفسي: «أنا مسرورٌ جدًّا وإن لم تتحدّثي معي فقد جعلتِ النفوس تدرك صلاحي ودفعتِ بها إلى محبتي».

405- قالت لي الأم الرئيسة [ماري جوزيف] “نحن ذاهبون سويّة غدًا إلو جوز جينكس Jozeginex يا أختي، وستحظين بالحديث مع الأم الرئيسة العامة [مايكل] فسررت جدًّا. الأم الرئيسة هي دائمًا كما كانت، مليئة بالصلاح والسلام وروح الله. تحدّثت طويلًا معها. واشتركنا في خدمة بعد الظهيرة ورتّلنا طلبة قلب يسوع الأقدس. كان يسوع مصمودًا في حقّ القربان.

406- بعد قليلٍ، رأيت الطفل يسوع يخرج من البرشانة ويستريح في يديّ. دام ذلك وقتًا وجيزًا وغمر الفرح نفسي. كان يسوع شبيهًا بما كان عليه ساعة دخلت الكنيسة مع الأم الرئيسة- مديرتي السابقة، ماري جوزيف. عدتُ في اليوم التالي إلى فيلينوس التي أحبّ.

407- آه كم شعرتُ بالفرح عندما رجعت إلى ديرنا. بدا لي وكأنني دخلت الدير للمرّة الثانية. استرسلتُ بسعادة لا حدود لها في الصمت والسلام الذي بفضله تستطيع النفس أن تستغرق بسهولة في الله، يساعدها كل واحد دون أن يزعجها أحد.

Mary Naeem 02 - 07 - 2023 01:03 PM

رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
 
https://upload.chjoy.com/uploads/168830290103891.jpg




فوستينا تشاهد آلام المسيح وهو في السجن
وصورة الرحمة الإلهية تُعرض لأول مرة

الصوم الكبير

408- لمّا استغرق في آلام السيد، أرى الرب يسوع غالباً وقت العبادة على هذا الشكل: بعد الجلد عرَّى الجلادون من ثيابه التي كان قد لصقت بجراحاته، وبينما هم يسلخونها عنه، تفتّحت جراحاته من جديد ثم رموا ثوباً بالياً ووسخاً قرمزي اللون على جراحات الرب الطريّة. يكاد الثوب من بعض الأمكنة يصل إلى كاحليه. أجلسوه على مقعد خشبي ثم ضفروا أكليلاً من الشوك ووضعوا على رأسه المقدس. أمسكوه قصبة بيده وسخروا منه منحنين أمامه كما أمام الملك. بصق البعض في وجهه بينما أخذ غيرهم القصبة من يده وضربوه بها على رأسه. آلمه آخرون بالصفق وغطى آخرون وجهه وضربوه بقبضة يدهم. تحمّل يسوع كل ذلك بوداعة. من يستطيع أن يدركه ويدرك آلامه؟ أغمض يسوع عينيه. أشعر بما حلّ أنذاك بقلب يسوع الكليّ العذوبة. فلتتأمل كل نفس بما تحمّله يسوع من آلام في ذلك الوقت. كانوا يتبارون في أهانة الربّ. تساءلت: من أين تأتي تلك الضغينة عند الإنسان؟ إن سببها هو الخطيئة. إلتقى الحبّ والخطيئة.

409- بينما كنت أحضر القدّاس في إحدى الكنائس مع راهبة أخرى، شعرت بقدرة وعظمة الله. شعرت أن الكنيسة تعبق بوجود الله. لقد غمرتني عظمته، ورغم خوفي ملأني سلاماً وفرحاً. أدركتُ ان لا شيء يستطيع أن يعارض إرادته. آه! لو كانت تلك النفوس تدري من يعيش في كنائسنا لما وجدنا في تلك الأمكنة المقدّسة الإهانات المتعددة وقلة الاحترام المتزايدة.

410- أيها الحبّ الأزلي غير المدرك، أطلب إليك نعمة واحدة، أن تُنير عقلي بنور من عُلوّ. أعطني ان أعرف وأقدّر كل الأشياء حسب قيمتها . أشعر بأكبر فرح في نفسي عندما أتوصّل إلى معرفة الحقيقة.

411- 21 آذار 1935 غالباً ما أرى المسيح في نفسي وقت القداس. أشعر بحضوره الذي يتسرّب إلى كياني. أحسّ بنظره الإلهي وأتّمم دائماً ما هو أكثر أرضاءاّ له. أحبّ الله حتى الذهول وأشعر أنّه يحبّني. في تلك الأوقات عندما التقي بالله في عمق ذاتي أشعر بفرح لا أعرف كيف أعبّر عنه. تلك هي أوقات قصيرة لأن النفس لا تستطيع ان تتحمّلها مدّة أطول وإلا أصبح إنقسام النفس عن الجسم أمر محتماً. رغم ان هذه الأوقات هي قصيرة جداً فإن قوّتها المتحوّلة إلى النفس تدوم فيها إلى وقت طويل. دون أي جهد اختبر الخشوع العميق الذي يغمرني دون ان ينقص، إذا ما تحدّثت إلى الناس، ودون أن يعترض القيام بواجباتي. أشعر بحضور الله الدائم دون ان تُجهد نفسي ذاتها، أعرف أنني متّحدة به عن كثب كنقطة ماء متّحدة في البحر اللامتناهية.
يوم الخميس الماضي وقبيل نهاية صلواتي شعرتُ بتلك النعمة ودامت على غير عادة وقتاً طويلاً. كان ذلك وقت القدّاس ففكرت أنني أكاد أموت فرحاً. في مثل تلك الأوقات تتعمّق معرفتي بالله وبصفاته كما تزداد معرفتي بذاتي وبحقارتي. أذهل لتنازل الرب الكبير إلى مثل حقارة نفس كهذه. بعد الذبيحة الإلهية شعرتُ أنني مستغرقة كلياً في الله وأنا على وعي من كل نظراته في أعماق قلبي.قرابة الظهيرة دهلت الكنيسة لوقت قصير. ومرّة ثانية دوت قوّة نعمة في قلبي، وبما أنني لم انقطع عن حالة التأمل، أخذ إبليس إناء زهر ورمى به في الأرض بكل قوّته غاضباً. رأيت كل ثورته وحسده.

412- لم يكن أحد في الكنيسة، فوقفت ولملمت قطع الإناء. ووضعت الزهر فيه. حاولت أن أرتّب كل شيء قبل أن يدخل أحدٌ فلم أفلح، لأن الأم الرئيسة[بورجيا] جاءت في هذا الوقت مع الأخت القندلفت وعدد من الراهبات.
تعجّبت الأم الرئيسة من رؤيتي ألمس شيئاً على المذبح تسبّب بسقوط إناء الزهر. أظهرتْ الأخت القندلفت استياءها وصنعتُ جهدي أن لا أعطي إيضاحاً أو أعتذر. لكن عند المساء كنت خائرة القوة ولم أستطيع القيام بساعة سجود، فطلبت إلى الأم الرئيسة أن تسمح لي بالذهاب إلى النوم قبل الوقت المحدّد. فما إن استلقيت حتى غفوت ولكن حوالي الساعة الحادية عشر هزّ أبليس تختي. إستيقظت فجأة وبدأت الصلاة بهدوء لملاكي الحارس. فرأيت النفوس التي تكفّر عن خطاياها في المطهر وكأنها أشباح، ورأيت بينها عدّة شياطين. حاول إزعاجي آخذاً شكل هرّة، أخذ يرمي بذاته على تختي وعلى أقدامي وكان ثقيلاً جداً كأنه [يزن] طناً. تابعت تلاوة السبحة وقتاً طويلاً. وعند الفجر اختفت تلك الأشباح واستطعت أن أنام قليلاً، لمّا دخلت الكنيسة صباحاً سمعت هذا الصوت في نفسي: «أنت متّحدة بي. لا تخافي شيئاً لكن إعلمي يا أبنتي أن الشيطان يكرهك. يكره كل نفس ولكنه يحرقه كره خاصّ عليك لأنك انتزعت عدداً من النفوس من سلطانه».

خميس الأسرار 18 نيسان

413- سمعت هذا الصباح هذه الكلمات: «من اليوم وحتى[الاحتفال] بعيد القيامة، لن تشعري بحضوري، وستمتلىء نفسك بشوق عميق». ولمّا اقترب وقت المناولة رأيت وجه يسوع المتألم في كل برشانه [موجودة] في الحِق.
ومذ ذالك الحين شعرتُ بمزيد من التلهّف في قلبي.

414- يوم الجمعة العظيمة في الساعة الثالثة بعد الظهر، لمّا دخلت الكنيسة، سمعتُ هذه الكلمات «أتمنى أن تُكرّم الصورة علناً». ثم رأيت الرب يسوع منازعاً على الصليب في غمرة الآلام وخرج من ذات قلبه ذات الشعاعين اللذين هما في الصورة.

415- يوم السبت، في صلاة المساء رأيت الرب يسوع مشعاً كالشمس، في رداء متألق وقال لي: «ليمتلىء قلبك فرحاً». فغمرني فرح كبير وداخلني حضور الله، الذي هو للنفس كنز لا يوصف.

416- لما عُرضت الصورة رأيت فجأة يسوع يحرّك يده بشكل علامة صليب. وفِي مساء ذلك اليوم، قبيل ذهابي إلى النوم، رأيت الصورة تجول فوق المدينة التي غطّاها ما يشبه الزرد والشِباك. ولمّا مرّ يسوع أجتاز عبر الشباك.
وضع أخيراً إشارة صليب كبيرة ثم توارى. ورأيت مجموعة أشباح شريرة تطوّقني وتتحرّق حقداً ضدّي. انطلقت من شفتيها تهديدات متنوعة ولكن دون ان تؤذيني. وبعد قليل إختفت تلك الرؤية ولكن لم أستطيع أن أنام لوقت طويل.

417- 26 نيسان. لمّا وُجدت يوم الجمعة في أوسترا بارما Ostra Brama لأحضر الاحتفال الذي عُرِضَت خلاله الصورة، إستمعت إلى عظة ألقاها معرّفي الأب سوبوتشكو. بموضوع الرحمة الالهية، كانت هذه العظة المطلب الأول ليسوع منذ وقت طويل. ولمّا بدأ الحديث عن عظمة رحمة الرب، انتعشت الصورة وخرَقت شعاعاتها قلب الجماعة هناك، على درجات متفاوتة. فمنهم من تقبّل أكثر من غيرهم. وملأ فرح كبير نفسي لمشاهدة نعمة الله.
سمعت حينئذ هذه الكلمات: «أنتِ شاهدة لرحمتي. ستقفين أمام عرشي للأبد كشاهدة حيّة لرحمتي».

418- وبعد العظة رجعت إلى البيت دون أن أنتظر نهاية الخدمة، لأنني كنت على عجلة. بعد خطوات قليلة قطع طريقي جمهور من الشياطين وهدّدوني بتعذيبات مخيفة وسمعت أصوات تردّد: «لقد انتزعت منّا كل شيء سعينا إليه منذ سنين عديدة». ولمّا سألتهم: «من أين أتيتم بهذا العدد الكبير؟» أجابت الأشباح الشريرة: «من قلوب البشر، كُفي عن تعذيبنا».

419- طلبت مساعدة ملاكي الحارس بسرعة لرؤية حقدهم ضدّي، وللحال بدا وجه ملاكي الحارس مشعّاً ساطعاً وقال لي: «لا تخافي، يا عروسة سيدي، لا تستطيع أن تؤذيك هذه الأرواح دون أرادته تعالى». توارت الأرواح فجأة ورافقني ملاكي الحارس الأمين، بشكل منظور حتى وصلت إلى بيتي. كان مظهره محتشماً وهادئاً، يسطع من جبينه لهيب نار. يا يسوع، أريد أن أكدّ وأرهق ذاتي وأتألم طيلة حياتي من أجل تلك اللحظة التي رأيت فيها مجدك، يا رب، كما رأيت فيها خيرُ النفوس.

يوم الأحد 28 نيسان 1935

420- أحد الحواريين أي عيد الرحمة الألهية، نهاية يوبيل الفداء. لمّا ذهبنا للاشتراك في الاحتفالات، رقص قلبي فرحاً لاقامة إحتفاليين متقاربين. طلبتُ إلى الله الرحمة لنفوس الخطأة. قبيل نهاية الخدمة، لمّا أخذ الكاهن القربان المقّدس ليبارك الشعب، رأيت الرب يسوع كما هو مصوّر في الرسم. بارك الرب وامتدّت الشعاعات فوق كل العالم. رأيت فجأة تألقاً فائقاً بشكل منزل بلّوري محاكاً من تموّجات لمّاعة، يستحيل على الخلائق والأرواح الأقتراب منها يقود إلى هذا المنزل البلوري ثلاثة أبواب. وفي الحال دخل يسوع من الباب الثاني، كما هو مصوّر في الرسم، إلى الوحدة، وحدة مثلثة، غير مدركة ولا متناهية، وسمعت هذا الصوت: «ينبثق هذا العيد من عمق أعماق رحمتي ويثبّت في الأعماق الشاسعة لمراحمي المُحبَّة. فكل من يُؤْمِن برحمتي ويثق بها، ينالها». فتضاعف فرحي لرحمة الله الواسعة ولجوده.

29 نيسان1935

421- في عشية يوم معرض الصورة، ذهبت مع الأم الرئيسة لزيارة معرٌفي الأب سوبوتشكو ولمّا دار الحديث حول الصورة، طلب المعرّف إلى إحدى الراهبات أن تهتم في بعض الأكاليل. أجابت الأم الرئيسة: «ستهتم بذلك الأخت فوستينا». أبتهجت لذلك ولمّا رجعنا إلى البيت، أسرعت في تحضير بعض الأغصان الخضراء. بمساعدة إحدى العاملات وإحدى الراهبات، ونقلتها إلى حيث الصورة. وفِي الساعة السابعة مساءً، كل شيء كان محضراً وكانت الصورة معلّقة في مكانها، ولكن رأتني بعض السيدات واقفة هناك وكأنني أزعج أكثر مما أساعد. وفِي اليوم التالي أبدين إلى الراهبات إعجابهنّ بالصورة وسألنهنّ عن معناها. [فكّرن] أن الراهبات يعرفن شيئاً عنها لا سيّما أنهنّ قد إشتركن في اليوم السابق في زينتها. وتعجّبت الراهبات من عدم معرفتهنّ شيئاً عنها، وأردت أن يرونها وفِي الحال ظَنَنَّ فيّ وقلنَ” لا شك ان الأخت فوستينا تعرف كل شيء عنها”.
ولما سألتني الراهبات سكتُّ، لأنه لم يكن باستطاعتي أن أقول الحقيقة. فزاد سكوتي حشريتهنّ. وأخذت حذري أن لا أكذب وأن لا أقول الحقيقة، لأنني لم أعطي الأذن [لذلك]. فأبدين حينئذ اشمئزازهنّ ووبّخنني علناً قائلات: «هل من المعقول أن يعرف الغرباء عن هذا الأمر ونحن لا نعرف شيئاً؟» وأُطلقت عليّ أحكام مختلفة، وتألمت طيلة ثلاثة أيام، غير أن قوّة خاصة تملّكت نفسي. كنتُ سعيدة أن أتألم من أجل الله ومن أجل الأنفس التي أغدق الله عليها نعمته طيلة الأيام الثلاثة. ونظراً إلى عدد النفوس التي نالت الرحمة الإلهية تلك الأيام، أعتبرت أن أقسى الالام والتعب هي كلا شيء حتى ولو دامت إلى نهاية العالم. بينما لا نهاية للعذابات التي نجت منها النفوس. وازداد فرحي لرؤية أناس آخرين يعودون إلى نبع السعادة، إلى حضن الرحمة الإلهية.


Mary Naeem 02 - 07 - 2023 02:18 PM

رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
 
https://upload.chjoy.com/uploads/168830290103891.jpg




ستحضّرين العالم إلى مجيئي الأخير







422- قدرت صبر وتواضع الأب سوبوتشكو لمّا رأيت تضحياته والجهود التي بذلها. لقد دفع ثمن كل شيء غالياً ليس فقط من التعب والصعوبات المتنوعة بل أيضاً من المال. لقد أخذ الأب سوبوتشكو على عاتقه كل المصاريف. أرى ان العناية الإلهية حضّرته لإنجاز عمل الرحمة هذا قبل أن أطلبه إلى الله. كم هي عجيبة طرقك يا الله. وكم هي سعيدة تلك النفوس التي تلبِّي نداء النعمة الالهية.

423- سبّحي الله يا نفسي من أجل كل شيء ومجّدي رحمته لأن صلاحه لا نهاية له. كل شيء يمضي عدا رحمته فهي لا حدود لها ولا نهاية. وبينما للشر قياس فلا قياس للرحمة.
يا إلهي، إني أرى لجّة رحمتك حتى في القصاص الذي ترسله على الأرض ، لأنك بعقابك لنا هنا على الأرض تحرّرنا من العقاب الأبدي. إبتهجي ، أيتها الخلائق كلّها لأنك أقرب إلى الله في رحمته اللامتناهية من طفل الى القلب أمّه. يا إلهي، أنت الرأفة بالذات لأجل كبار الخطأة الذين يتوبون. كلّما تمادى الخاطيء في خطيئة كلّما ازداد حقه بالرحمة الإلهية.

وقت وجيز 12 أيار 1935

424– في المساء، غرقت فوراً في النوم حين دخلت الغرفة. رغم أنني نمت بسرعة استيقظت كذلك بسرعة أكبر. أتى طفل صغير وأيقظني ، بدا وكأن عمره سنة ودهشت لأنه كان يحسن النطق فلا يستطيع الأطفال في هذا العمر أن يتكلموا بوضوح . كان الطفل جميلاً فوق كل وصف ويشبه الطفل يسوع وقال لي: «أنظري الى السماء». نظرتُ الى السماء فرأيت النجوم والقمر مشعّه. فسألني الطفل: «هل تريدين هذا القمر وهذه النجوم؟» ولمّا اجبته بالايجاب ، قال لي هذه الكلمات :«تلك النجوم هي نفوس المسيحيّين المؤمنين والقمر هو نفوس الراهبات. أترين الفرق الكبير بين أشعة النجوم وأشعة القمر؟ فالفرق شبيه في السماء بين نفس راهبة ونفس مسيحي مؤمن». وتابع قوله «العظمة الكبرى هي في حبّ الله وفي التواضع».

425- ثم رأيت نفساً تنفصل عن مجموعتها في عذاب مؤلم . يا يسوع إني أرتجف ، وأنا على وشك كتابة هذه، لرؤية الأشياء المخيفة التي تشهد ضدّ هذه النفس. رأيت نفوس أولاد صغار ونفوس أولاد أكبر منهم سنّاً بعمر التاسعة تقريباً، يخرجون ممّا يشبه لجّة موحلة. كانت النفوس قذرة ومقرفة، شبيهة بأجسام مخيفة وأجساد نَتنة ولكن كانت الأجساد حيّة قد أجهرت بشهادتها ضدّ النفس المنازعة.

وكانت النفس التي رأيتها مليئة من تبجيل العالم ومجده الذي ينتهي في الفراغ والخطيئة. ثم ظهرت أخيراً أمرأة تحمل في وزرتها ما يشبه الدموع وشهدت بقوّة ضدّها.

426- يا لساعة مخيفة عندما يُجبر كل إنسان أن يرى أعماله بعريها وتعاستها. فما من عمل يضيع بل تتبعنا كلّها الى حكم الله. لا أستطيع أن أَجِد كلمات أو تشابيه لأعبّر عن تلك الأشياء . رغم أنه بدا لي أن تلك النفس لم تهلك، غير أن عذابها لا يختلف عن عذابات جهنم . هناك فرق واحد وهي أن تلك العذابات ستنتهي.

427- بعد وقت قليل ، رأيت مرّة أخرى الطفل الذي أيقظني. كان في جمال مدهش وردّد هذه الكلمات: «عظمة النفس الكبرى هي في محبة الله والتواضع “.سألت الطفل:«كيف تعلم أن عظمة النفس الكبرى هي في محبّة الله والتواضع فاللاهوتون فقط يدركون هذه الأمور وأنت لم تتلقَّن بعد حتى التعليم الديني . كيف تعرف ذلك إذاً؟». فأجاب على ذلك: «أعرف، أعرف كل شيء». ثم توارى.

428- لم اتمكّن من الرقاد بعد. تعبتْ روحي من التفكير بالأشياء التي رأيتها . أيتها النفوس البشرية كم تتأخرين في معرفة الحقيقة. وَيَا لجّة رحمة الله، أنزلي بكل سرعة ممكنة على كل العالم حسب وعدك أنت بالذات.

كراكوف 20 تشرين الأول 1935
رياضة لمدّة ثمانية أيام
شهر أيّار 1935 – في بعض الأحيان


429- لمّا تأكدت من تصاميم الله العظيمة التي رسمها لي إعتراني خوف شديد وشعرت بعجزي عن تنفيذها ورحتُ أتحاشى التحدّث الداخلي معه وأخذت أملأ وقتي بالصلاة الشفوية. قمت بذلك من قبيل التواضع.ولكن سرعان ما ثبتَ لي أنه لم يكن ذلك تواضعاً حقيقياً بل تجربة شيطانيّة عظمى. لمّا ، في إحدى المناسبات استعضتُ عن الصلاة الداخلية، بقراءة كتاب روحي، سمعت بوضوح وبدقّة هذه الكلمات في داخلي: «ستحضّرين العالم إلى مجيئي الأخير».

ورغم وقع هذه الكلمات العميق في نفسي ، تجاهلت سماعها، ولكن فهمتها جيداً ولم يساورني أيّ شكّ حولها. تعبت، مرّة، من عراك الحبّ هذا مع الله ومن اعتذاري المتواصل عن عدم تمكّني من القيام بهذه المهمّة، أردتُ أن أغادر الكنيسة . ولكن قوّة خفية دفعت بي إلى الوراء ووجدت نفسي عديمة القوة. وسمعت هذه الكلمات: «تحاولين مغادرة الكنيسة ولكن لن تتخلّصي منّي لأنني موجود في كل مكان. لا تستطيعين شيئاً وحدك ولكن يمكنك معي القيام بكل شيء».

430- لمّا ذهبتُ في أحد الأيام الأسبوع ، لأرى معرّفي الأب سوبوتشكو وأكشف له عن حالة نفسي، لا سيّما محاولة محاشاتي التحدّث الداخلي ّ مع الله قال لي يجب أن لا أختصر المحادثة الداخليّة مع الله ، بل عليّ أن أصغي بانتباه إلى كلّ ما يقوله لي

431- تبعتُ نصيحة معرّفي وفي أوّل لقاء مع يسوع، سجدتُ أمام قدميه بقلب منسحق واعتذرت إليه عن كل شيء. رفعني حينئذ يسوع عن الأرض وتركني أتكىء رأسي عن صدره كي أحسن سماع رغبات قلبه الكلّي العذوبة. وقال لي هذه الكلمات: «لا تخافي شيئًا، يا ابنتي، أنا دائمًا معك. لن يستطيع أعداؤك أن يؤذونك إلّا بقدر ما اسمح لهم بذلك. أنت مقرّ إقامتي وراحتي الدائمة. من أجلك سأمسك باليد التي تعاقب. من أجلك ابارك العالم».

432- في هذا الوقت بالذات،شعرتُ بنار تلتهب قي قلبي. شعرتُ بحواسيّ تنازع وغاب عنّي كل ما يجري حولي. شعرتُ بنظر الرب يجتازني من جهة إلى جهة. وثبتتْ لي عظمته وحقارتي. واجتاح نفسي ألمٌ فائق مرفق بفرح لا أستطيع تشبيهه بأيّ شيء. شعرتُ بضعفي في قبضة يد الله. شعرتُ أنني أذوبُ فيه كنقطة ماء في المحيط. لا أستطيع أن أعبّر عمّا حلّ بي. بعد هذه الصلاة الداخلية، شعرتُ بمقدرة وقوّة لممارسة أصعب الفضائل. شعرتُ باحتقار لكل ما يعظّمه العالم. وتمنّتْ نفسي بكل قواها السكون والوِحدَة.

433- ايار 1935 رأيت، طيلة عبادة الأربعين ساعة وجه الرب يسوع في البرشانة المقدّسة المعروضة في الحِقّ. كان يسوع ينظر بعطف إلى كل من حوله.

434- أرى غالبًا الطفل يسوع طيلة الذبيحة المقدّسة. هو في غاية الجمال. يبدو أنّ له سنة واحدة من العمر. لمّا رأيت، مرّة، الطفل وقت الذبيحة الإلهية في الكنيسة، إعتراني شوق قويّ ورغبة لا تُقاوَم، أن أقترب من المذبح وأحمله. في هذا الوقت وقفَ يسوع إلى جنبي قرب المسجد وانحنى مع يديه الصغيرتين على كتفي وغمرني بنظره اللطيف والمليء بفرح عميق. ولمّا كسر الكاهن الخبز عاد يسوع إلى المذبح وتناوله الكاهن بعد كسره. بعد المناولة المقدّسة شعرتُ بوجود يسوع الجسدي في قلبي طيلة النهار، وسيطر عليّ، لا شعوريًّا، خشوع عميق ولمْ أتبادل الحديث مع أحد. تحاشيتُ، بقدر استطاعتي، ملاقاة الناس، وكنتُ أجيب فقط على الأسئلة المرتبطة بواجباتي، وليس إلّا..

Mary Naeem 04 - 07 - 2023 09:55 AM

رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
 
https://upload.chjoy.com/uploads/168846442680861.jpg




كل الذين يشتبهون بي بالألم والحزن، سيكونون مثلي بالمجد





9 حزيران 1935 العنصرة

435- كنتُ أتمشّى في الجنينة عند المساء فسمعتُ هذه الكلمات: «كوني رجائي، ستنالين مع رفيقاتك الرحمة لك وللعالم». فهمتُ أنني لم أثبت في الجمعيّة حيث أنا الآن. رأيت بوضوح أن إرادة الله نحوي هي مختلفة. ما انفكّيتُ أعتذر أمام الله أنني غير قادرة أن أقوم بهذه المهمّة. [قلت] «أنت تعلم جيّدًا يا يسوع ما أنا». ورحت أعدّد للرب نقاط ضعفي مختبئة وراءها، كي يوافق معي على أنني غير جديرة أن أنفّذ تصاميمه. حينئذ سمعتُ هذه الكلمات: «لا تخافي، سأعوّض أنا عمّا ينقصك». غير أنّ هذه الكلمات اخترقتْ إلى أعماقي وجعلتني أدرك حقارتي ولكن أدركتُ أيضًا أن كلمة الرب هي حسيّة وثاقبة إلى أعماق كياني. وفهمت أن الله يطلب إليّ حياة أكثر كمالًا. غير أنني لم أتوقّف عن الإحتجاج بضعفي.

436- 29 حزيران 1935 لمّا تحدّثت إلى مرشدي الروحي الأب سوبوتشكو عن شتّى الأمور التي طلبها الربّ، فكّرت أنه سيقول لي أنني غير قادرة أن أتمّم الأشياء وأن الرب يسوع لا يستعين بنفوس حقيرة مثل نفسي لتنفيد ما يريد عمله، ولكن [بالعكس] سمعتُ كلامًا يشير إلى أن الله يختار مثل هذه النفوس بالذات ليحقّق تصاميمه. إن روح الله يسيّر حقًّا هذا الكاهن. لقد سَبَر أعماق أسوار نفسي، هذه الأسرار القائمة بين الله وبيني- ولم يسبق أن حدّثته عنها لأنني لم أفهمها أنا بذاتي، لاسيّما أن الله لم يأمرني بوضوح أن أتكلّم عنها. أما هذا السّر فهو كما يلي: يأمر الله أن تتأسّس جمعية تعلن إلى العالم رحمته فينالها العالم بصلوات تلك الجمعيّة. لمّا سألني الكاهن هل لديّ مثل هذه الإلهامات، أجبتُ أن الله لم يأمرني ذلك بوضوح. ولكن في تلك اللحظة خالج نورٌ نفسي وأدركتُ أن الله يتكلّم من خلاله.

437- حاولت عبثًا أن أحمي ذاتي بالقول ان الله لم يوضح لي أوامره، لأنني، في نهاية المحادثة، رأيت الربّ على العتبة كما هو مصوّر في الرسم وقال لي: «أرغب أن تؤسس هذه الجمعية». دامت هذه الرؤية برهة وجيزة غير أنني لم أخبره بذلك في الحال لأنني كنتُ على عجلة أن أعود إلى البيت. وردّدت قولي إلى الرب «أنا عاجزة عن تنفيذ تصاميمك يا رب». لكن، ياللعجب! لم يَعرني يسوع أي انتباه وفهمتُ كم يسرّه هذا العمل. لم يأخذ ضعفي بعين الإعتبار ولكن أفهمني كم كان عليّ أن أجابه من صعوبات. ولم يكن باستطاعتي، أنا الخليقة الحقيرة إلّا أن اقول: «أنا غير قادرة على ذلك، يا إلظ°هي».

438- 30 حزيران، 1935 في اليوم التالي وفي بدء القداس، رأيت يسوع بجمال لا يوصَف قال لي إنه «يرغب أن تؤسس هذه الجمعية في أقرب وقت ممكن سأعيش فيها مع رفيقاتي. ستكون روحي نظام حياتكنّ. ستتمثّل حياتكنّ بحياتي، من المهد إلى الصليب. ستَلجنَ أسراري وستُدركين عمق رحمتي نحو الخلائق، وجودي الذي لا يُحدّ، وستُبشّرون العالم كله بذلك ستتوسّلن بصلواتكنّ بين السماء والأرض».

439 حان وقت المناولة المقدّسة فاختفى يسوع ورأيت نورًا ساطعًا. وسمعت هذه الكلمات: «أنّنا نبارككنّ». وفي الحال إنبثق شعاع متألّق من هذا النور واخترق قلبي. واشتعلتْ نار فائقة في روحي – وظننتُ أنني أموت فرحًا وسعادةً. شعرتُ بانفصال روحي عن جسدي. شعرتُ أنني مستغرقة كليًا بالله واختطفتني قدرته اللامتناهية كذرّة من غبار إلى مسافات مجهولة. إرتجفت فرحًا وأنا في قبضة الله وشعرتُ أنه يقوّيني هو بذاته كي أتحمّل هذه السعادة العظمى والتحدّق بعظمته. أدرك ذلك الآن. لو لم يسبق ويقوّيني هو بنعمته لمّا استطعت نفسي أن تتحمّل هذه السعادة وَلَمُتُّ على الفور. لم أدرِ متى انتهى القدّاس لأنّه لم يكن باستطاعتي أن أعير أي انتباه لمّا يحدث في القداس. ولمّا استعدتُ إحساسي، شعرتُ بقوّة وشجاعة لأتمّم إرادة الله. لم يَعدْ يبدو أي شَيء صعبًا عليّ. بينما كنتُ في السابق أقدّم الأعذار لله، أشعر الآن بقوّته وتشجيعه في داخلي. وقلتُ للرب: «أنا على إستعداد لكل إشارة ونداء لإرادتك».

لقد اختبرتُ في داخلي كلّ ما سأتحمّله في المستقبل.

440- يا خالقي ويا سيدي، كل كياني هو لك. سيّرني حسب لذّتك الإلهية وحسب تصاميمك الأزلية ورحمتك التي لا تُدرَك. لتعرف كل نفس كم هو صالح الربّ، لتتجرأ كل نفس أن تتحدّ بالرب بمودّة ولا تأخذ أيّة نفس حقارتها كعذر لتأخّر إستجابتها لدعوة الربّ لأن ذلك لا يرضيه أبدًا. ما من نفس أكثر تعاسة منّي. أعرف حقًا ذاتي أدهش لتنازل العظمة الإلهية نحوي. أيتها الأبديه، يبدو لي أنك قصيرة للغاية لتمجّدي [كما يليق] رحمة الربّ اللامتناهية.

441- لمّا عُرضت الصورة فوق المذبح وقت زيّاح القدبان المقدّس. ظ¢ظ* حزيران ظ،ظ©ظ£ظ¥، ولمّا صمد الكاهن السرّ الأقدس وبدأت الجوقة بالتراتيل، إخترقت الشعاعات المنبثقة من الصورة البرشانة المقدّسة وانتشرت فوق العالم كلّه. سمعت حينئذ هذه الكلمات: «ستمرّ هذه الشعاعات عِبْرك كما مرّت هذه القربانة وستمر عِبْر العالم كلّه». عند هذه الكلمات خالج فرح عميق نفسي.

442- ذات مرة بينما كان معرّفي الأب سوبوتشكو يحتفل بالذبيحة الإلهية، وعند بدء التقدمة، رأيت، كالمعتاد، الطفل يسوع على المذبح. وقبل رفع القربان، اختفى الكاهن عن نظري وبقي يسوع وحده. ولمّا اقترب وقت رفع القربان، أخذ يسوع البرشانة والكأس بيديه الصغيرتين ورفعهما معًا ناظرًا الى السماء، بعد حين رأيت مجدّدًا معرّفي. سألت الطفل يسوع أين كان الكاهن وقت احتجبت عن نظري، أجاب يسوع: «في قلبي». غير أنني لم أفهم شيئًا من كلمات يسوع هذه.

443- سمعتُ مرة هذه الكلمات: «أرغب أن تعيشي حسب إرادتي في عمق أعماق نفسك». فكّرت بهذه الكلمات التي حملت الكثير من المعاني إلى قلبي. كان ذاك في اليوم المحدّد للإعتراف. لمّا ذهبتُ إلى الإعتراف وشكوتُ خطاياي إلى الأب سوبوتشكو ردّد علي نفس الكلام الذي سبق وقاله لي الرّب.

444- قال لي الكاهن هذه الكلمات المثقلة بالمعاني: «هناك ثلاثة درجات لإتمام إرادة الله. أولًا: تتقيّدُ النفس بكل الأنظمة والقوانين وتعمل على تنفيذها. ثانيًا: تقبل النفس الإلهامات الداخليّة وتنفّذها بأمانة. ثالثًا: تستسلم النفس إلى مشيئة الله وتسمح له أن يتصرّف بها بحريّة، ويصنع بها كما يشاء فهي آلة طيّعة بين يديه». وقال لي الكاهن أنني بلغتُ إلى الدرجة الثانية قي إتمام وصية الله ولم أبلغ بعد إلى الدرجة الثالثة، لكن عليّ أن أجاهد للوصول إليها. إجتازت هذه الكلمات نفسي. رأيت بوضوح أن الله يعطي غالبًا الكاهن معرفة ما يجول في أعمال نفسي. لم يذهلني ذلك أبدًا. بالحقيقة، أشكر الله على أنّه اختار مثل هؤلاء الأشخاص.

الخميس، عبادة ليلية

445- لمّا جئتُ إلى العبادة استولى عليّ فجأة خشوع داخليّ ورأيتُ الربّ يسوع معرًّا من ثيابه وبدأ الجلدُ فورًا. رأيت أربعة رجال يضربون الرب بالسياط مداورة. كاد قلبي يتوقّف لرؤية هذه العذابات. قال لي الربّ: «إنني اتألم اكثر ممّا تَرَيْن». وجعلني أدرك من أجل أيّة خطايا أسلم نفسه إلى الجلْد: هي خطايا الدنس. آه! كم كانت مخيفة آلام يسوع النفسية وقت الجلدْ. ثم قال لي يسوع: «أنظري إلى البشرية وتأمّلي في وضعها الحالي». في الحال رأيت أشياء مُرعبة: غادر الجلّادون يسوع وبدأ أناس آخرون يجلدونه. أخذوا السياط وضربوا يسوع بدون شفقة. كان هؤلاء كهنة ورهبانًا وراهبات ومسؤولين كبارًا في الكنيسة. هذا ما أثار دهشتي. كانوا أيضًا علمانيّين من كل الأعمار والمراكز الإجتماعية. أفرغ كلهم شرّهم على يسوع البريء. داخل قلبي في نزاع مُميت عند هذا المشهد. بينما كان الجلّادون ينكبّون على ضرب يسوع، كان هو صامتًا ينظر إلى البعيد. ولكن لمّا بدأ هؤلاء الأشخاص الذين ذكرتهم بجلده. أغلق عينيه وصعد من قلبه تنهّد خفيف ولكن مؤلم. وأفهمني يسوع بتفصيل فظاعة شرّ تلك النفوس العقوق: «أنظري كيف أنّ هذا العذاب هو أشدّ ضراوة من الموت».

حينئذ صمتتْ شفتاي أيضًا وبدأتُ أختبر نزاع الموت وشعرتُ أن لا أحد يستطيع أن يتنشلني من هذه الحالة إلّا الذي وضعني فيها. قال لي حينئذ الرب: «إنّي أرى عذاب قلبك الصادق الذي حمل عزاءًا لقلبي. أنظري وتشجّعي».

446- حينئذ رأيت يسوع مسمّرًا على الصليب ، ولمّا كان معلّقًا عليه لبعض الوقت. رأيت جمهورًا أناس مصلوبين مثله. ثم رأيت جمهورًا ثانيًا وثالثًا من الناس. لم يكن الناس من الجمهور القاني مسمّرين على صلبانهم إنّما كانوا يمسكون بها بأيديهم. ولم يكن الناس من الجمهور الثالث مسمّرين على صلبانهم ولا ماسكينها بأيديهم، بل كانوا يجرّونها وراءهم بكآبة. حينئذٍ قال لهم يسوع: «أترون هؤلاء الناس؟ كل الذين يشتبهون بي بالألم والحزن، سيكونون مثلي بالمجد. والذين هم أقل شبهًا بي بالألم والحزن سيكونون أيضًا أقلّ شبهًا بي بالمجد».

كان العدد الأكبر بين المصلوبين، من رجال الدين. رأيت أيضًا أناسًا كنتُ أعرفهم. وهذا ما حمل لي فرحًا كبيرًا. حينئذ قال لي يسوع: «ينبغي أن تفكري غدًا، وقت التأمّل بما رأيته اليوم». واختفى فجأة من أمامي.

447- يوم الجمعة. كنتُ مريضة ولم أتمكّن من سماع القدّاس. في الساعة السابعة صباحًا، رأيت معرّفي يحتفل بالذبيحة الإلهية حيث رأيت يسوع أيضًا. وتوارت الرؤيا في آخر القداس. ووجدتُ نفسي في غرفتي كما كنتُ من قبل. إستولى عليّ فرح لا يوصف، لأنني، رغم أنني لم أتمكن من الذهاب إلى كنيستنا، فقد اشتركتُ في الذبيحة الإلهية في كنيسة بعيدة جدًا. وهكذا يَجد يسوع دواءًا لكل شيء.

30 حزيران 1935

448- عيد القديس إغسطينوس. صلّيت بحرارة لهذا القديس مؤنبة إياه لتباعده وعدم مجيئه إليّ في هذه القضيّة الهامّة التي هي صنع إرادة الله. قلتُ له: «أنت شفيعي الذي إلتهب قلبك حبًّا وغيرة لمجد الله لأعظم، أتوسّل إليك بتواضع أن تساعدني لتنفيذ تصاميم الله». كان ذلك وقت القداس، حينئذ رأيت القديس إغناطيوس إلى جنب المذبح يحمل كتابًا كبيرًا في يده وقال لي هذه الكلمات: «يا إبنتي، أنا غير مبال لقضيّتك. يمكنك أن تطبّقي هذا القانون في جمعيّتك». أشار بيده إلى الكتاب الكبير واختفى فرْحتُ جدًا لإدراكي كم يفكر القديسون بنا وكم نحن متّحدون بهم. يا لصلاح الله! كم هو جميل عالم الروح، طالمًا هنا على الأرض نتواصل مع القديسين. كنتُ أشعر طوال النهار بحضور عزيزي وشفيعي هذا القديس.


Mary Naeem 17 - 07 - 2023 09:02 AM

رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
 
https://upload.chjoy.com/uploads/168958434154991.jpg




عندما يسكن الله فيّ فمن يستطيع أن يؤذيني؟


5 آب 1935 عيد سيدة الرحمة

449- تحضّرت لهذا العيد أكثر حماسًا من السنة الماضية. في صباح العيد بالذات إختبرت صراعًا داخليًا لمّا فكّرت أنه ينبغي عليّ أن أغادر هذه الجمعية التني تنعم بحماية مريم الخاصّة، ودام هذا الصراع طوال التأمّل وطوال القدّاس أيضًا. اتّجهت نحو العذراء لأقول لها أنه يصعب عليّ الإفتراق عن الجمعيّة … «التي هي تحت حمايتك الخاصة يا مريم». حينئذ رأيت العذراء المباركة في غاية الجمال. نزلت من المذبح إلى قرب مسجدي. ضمتني إليها وقالت لي: «أنا أُمكنَّ جميعًا، يسرّني أن تتمّم تلك النفس بأمانة إرادة الله وذلك بفضل رحمته غير المدركة». أتاحت لي أن أفهم أنني أتمتُ بأمانة إرادة الله ووجدتُ نعمةً في عينيّ. «تشجيعي لا تخافي الحواجز بل حدّقي إلى آلام إبني وهكذا ستنالين الظفر».

عبادة ليلية

450- كنتُ أتألّم كثيرًا وبدا لي أنه ليس باستطاعتي أن أذهب إلى العبادة. غير أنني جمعت كلّ قواي وإرادتي، ورغم أنني سقتُ على الأرض، لم أعِرْ أي انتباه إلى ما يؤلمني لأنّني استحضرتُ آلام المسيح أمام عينيّ. لمّا دخلت الكنيسة، وُهِبتُ إدراكًا داخليًا للمكافأة الكبرى التي يحضّرها لنا الرب، ليس فقط على أعمالنا الحسنة، ولكن أيضًا على رغبتنا الصادقة للقيام بها. فيا لها من نعمة عظمى من لدن الله.

آه! كم يطلب الكدّ من أجل الله والنفوس. لا أبغي راحة في هذه المعركة، سأجدها إلى آخر رمق لمجد الله مَلِكِي وسيّدي. لن أرمي سيفي جانبًا حتّى يدعوني أمام عرشه. لا أخاف الضربات لأن الله هو درعي. على العدوّ أن يخافنا لا نحن نخافه. يغلب إبليس المتكبّرين والجبناء فقط لأنّ المتواضعين هم أقوياء. لا أحد يُربك أو يخيف النفس المتواضعة. لقد وجّهت تحليقي نحو قلب حرارة الشمس بالذات ولا شيء يستطيع أن يضعف مسيرته. لا يسمح الحبّ أن يحبَس، فهو حرّ كملكة. فالحبّ يبلغ إلى الله.

451- سمعتُ، مرّة، بعد المناولة هذه الكلمات: «أنتِ مقرّ إقامتنا». شعرتُ فورًا بحضور الثالوث الأقدس في داخلي، الآب والإبن والروح القدس. شعرتُ أنني هيكل الله. شعرتُ أنني إبنة الآب. لا أستطيع شرح كلّ ذلك أمّا الروح فيهمّه جيّدًا. يا للجودة غير المتناهية، كم تواضعتِ نحو الخليقة البائسة!

452- لو استطاعت النفوس أن تخشَع، لتحدّث الله إليها فورًا، لأن الطيش يُغرق كلمة الله.

453- قال الربّ في إحدى المناسبات: «لماذا تخافين وترتجفين عندما تتّحدين بي؟ إنني أستاء عندما تتسلم النفس إلى الرعب الباطل. من يجرأ أن يُلحِق بك أي أذى عندما تكونين معي؟ إن النفس التي تؤمن بثبات بجودتي وتثق كليًّا بي، هي عزيزة عليّ. أغدق ثقتي عليها وأعطيها كل ما تطلب».

454- قال لي الرب مرةً: «خذي، يا ابنتي، النِعَم التي يرفضها الآخرون، خذي منها قدر ما تستطيعين حمله». فامتلأت حينئذ نفسي من محبة الله. شعرتُ أنني أشعر باتّحادي الوثيق بالله حتى لا أجد الكلام للتعبير عنه. في هذه الحالة أشعر أن كلّ ما عند الله، كل خيراته وكنوزه هي خاصّتي، رغم أنني لم أعدَّ لها مخزنًا، فهو وحده يكفيني. معه، أرى أن كل شيء هو مُلكي، بدونه، لا أملك شيئًا.

لا أفتّش عن سعادة خارج داخلي حيث يُقيم الله. أبتهج بسكني الله في داخلي- هنا أسكن معه الأبد، هنا تكمُن معه كل مودتي، هنا تكمُن معه كل مودتي، هنا أقيم معه بأمان، هذا هو المكان الذي تراقبه عين البشريّة. تشجّعني العذراء المباركة أن أتوصل مع الله بهذا الأسلوب.

455- عندما يحلُّ بي ألم ما فلا يتسبب لي بأي مرارة ولا أنتشي بالتعزيزات الكبرى. أمتلىء بالطمأنينة والسكينة المتدفقتَين من معرفة الحقيقة. كيف يستطيع، من يعيش محاطًا بقلوب حاقدة، أن يؤذيني وأنا أنعم بملء السعادة في داخلي؟ وكيف يتسطيع من يحيطني بقلب محب أن يساعدني عند يغيب الله عن داخلي؟ عندما يسكن الله فيّ فمن يستطيع أن يؤذيني؟

+ي.م.ي.

فيلنيوس 12 آب 1935

رياضة روحية لثلاثة أيام


456- في مساء اليوم الأول من الرياضة، بينما كنتُ أصغي الى نقاط التأمّل، سمعتُ هذه الكلمات: «سأتحدّث إليك أثناء الرياضة بفم هذا الكاهن كي أقوّيك وأؤكد لك حقيقة الكلمات التي أوجّهها إليك في أعماق نفسك. رغم أن هذه الرياضة هي لجميع الراهبات، فإنني أخصّك بالتفكير بك، أريد أن أقوّيك وأشجّعك في وسط الأخطار التي تنظرك. لكن أصغي بإنتباه إلى هذه الكلمات وتأمّلي فيها في أعماق نفسك».

457- آه! كم دُهِشتُ لكل ما قاله الكاهن عن الاتّحاد بالله وعن العوائق في وجهة هذا الاتّحاد وقد اختبرتها حرفيًا في حياتي، وأخبرني عنها يسوع الذي يتحدّث إليّ في أعماق قلبي. يمكن الكمال في هذا الاتحاد الوثيق مع الله.

458- في تأمّل الساعة العاشرة تحدّث الأب رزيكوفيسكي Rzycezkowsi عن الرحمة الإلهية وعن وجود الله. قال، عندما نستعيد تاريخ البشرية يمكننا أن نرى جودة الله العظمى هذه في كل خطوة. كل صفات الله مثل القدرة اللامتناهية والحكمة، تكشف لنا عن عظمة صفاته، لاسيّما جودته. إن جودة الله هي أعظم صفاته. نفوس عديدة تسعى مُجدّة نحو الكمال وتجهل جودة الله العظمى. كلّ ما قاله الكاهن في التأمل عن جودة الله هو عينه قال لي يسوع عن عيد الرحمة. فهمت الآن بوضوح ما وعدني به الرب ولا شكّ لي بذلك. كلام الله هو واضح وصريح.

459- طيلة وقت التأمُّل رأيت الربّ يسوع على المذبح في لباس أبيض. كانت يده تمسك الدفتر الذي دوّنتُ فيه هذه طيلة وقت التأمل كان يسوع يقلّب صفحات الدفتر الذي وهو صامت. غير أنّ قلبي لم يستطيع أن يتحمّل النار المتّقدة في نفسي. رغم جهد إرادتي القويّ لأسيطر على ذاتي ولا منع الآخرين من رؤية ما كان يجول في داخلي، شعرتُ، في آخر التأمل، أنني فقدتُ تمامًا السيطرة على ذاتي. حينئذ قال لي يسوع: «لم تكتبي شيئًا في الدفتر عن جودتي نحو البشرية. أريد أن لا تهملي شيئًا. أرغب أن يثبّت قلبك بطمأنينة دائمة».

460- يا يسوع! يتوقف قلبي عندما أفكّر بما تصنعه لي. إنك تدهشني، يا رب، بتنازلك الوضيع نحو نفس تعيسة. أيه وسيلة لا تُدرَك، تستعملها لإقناعي.

461- هذه المرّة الأولى في حياتي أقوم برياضة مثل هذه. أفهم، بشكل واضح وفريد كلّ كلمة قالها الكاهن، لأنني قد سبق واختبرتها في نفسي. أرى الآن أن يسوع لن يترك في الشك أيّة نفس تحبّه بصدق. ويرغب أن تمتلىء بالسلام كلُّ نفس تتّحد به، رغم الآلام والصعوبات.

462- أفهم الآن جيدًا أن نكران الذات هو أكثر ما يوحّد نفسنا مع الله. أي أن نضمّ إرادتنا إلى إرادة الله. هذا ما يعطي النفس الحريّة الحقيقية وما يساهم في البلوغ إلى

جميع تخشُّع الروح وما يجعل الأثقال خفيفة والموت لذيذًا.

463- قال لي يسوع أنه لا ينبغي أن يساورني أي شك حول تأسيس الجمعيّة. «أما بما يتعلق بالشؤون التي حدّثتكِ عنها في أعماق نفسك، فسأوضحها فورًا على فم هذا الكاهن».

464- في إحدى التأملات حول التواضع، راجعني شكّ قديم، وهو أنّ نفسًا تعيسة كنفسي لا تستطيع أن تنفّذ ما قد يطلبه الربّ [منّي]. بينما كنتُ أُحلّل هذه الشكوك، قطع الكاهن، مرشد الرياضة، سياق افكاري وتحدّث عن الشك ذاته الذي ساورني، لاسيّما أن الله يختار عادةً أضعف الوسائل وأكثرها بساطة لإنجاز أعماله الكبرى. هذا ما يبدو واضحًا لمّا ننظر إلى الرجال الذين اختارهم رسلًا له أو عندما نعود إلى تاريخ الكنيسة ونرى أن تلك النفوس الأكثر عجزًا أنجزت مشاريع ضخمة. هكذا يُظهِر لنا الربّ أن تلك هي مشاريعه هو، لا مشاريعنا نحن. ولمّا تبدّد كل شكّ عندي تابع الكاهن حديثه عن التواضع.

465- يا يسوع، حياتي، يا له من شعور هنيء أن تحوّلني إلى ذاتك، في عمق قرارة نفسي حيث يتوقّف كل النشاط الحواس. يا مخلّصي خبّئني كليًا في أعماق قلبك واحمني بإشعاعاتك من كلّ شيء لا يرتبط بك. أتوسّل إليك يا يسوع، دعْ الشعاعين المنبثقين من قلبك الكليّ الحنان، تغذّيان نفسي دون انقطاع.


Mary Naeem 17 - 07 - 2023 09:26 AM

رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
 
https://upload.chjoy.com/uploads/168958434154991.jpg



بحق آلامه المليئة أحزاناً، إرحمنا و ارحم العالم كلّه





وقت الإعتراف



466– سألني معرّفي [الأب سوبوكو] عمّا إذا كان يسوع هناك وهل بإستطاعتي أن أراه. «نعم هو هنا و أستطيع أن أراه». طلب إليّ حينئذ أن أستعلم منه عن بعض الأشخاص. لم يعطني يسوع جواباً، ولكن نظر إليّ. غير أنه، بعد الإعتراف وبينما أنا أتمّم صلاة التعويض، بادرني يسوع بالقول: «إذهبي و عزّيه من قِبَلي». ودون أن أفهم معنى هذه الكلمات، ردّدت عليه للحال ما قاله لي يسوع.

467– طيلة أيام الرياضة كنتُ باتحاد متواصل مع يسوع ودخلتُ معه من كل قوى قلبي، بعلاقة ودّية خالصة.

468– يوم تجديد النذورات، في بدء الذبيحة المقدّسة رأيت يسوع كالمعتاد. باركنا ثم دخل بيت القربان. ثم رأيت أمّ الله مغطاة الرأس ومرتدية لباساً أبيض يعلوه مشلح أزرق. إبتَعدَتْ عن المذبح، أتتْ نحوي، لمستني بيديها وغطّتني بمشلحها قائلة: «قدّمي هذه النذورات من أجل بولونيا. صلّي لأجلها». كان ذاك في الخامس عشر في شهر آب.

طيلة كل محاضرة، كان يسوع جالساً كالمعتاد، إلى المذبح دون أن يقول شيئاً لي. غير أن نظره الحنون إخترق نفسي ولم يعد لديّ أي عذر.

469– في مساء ذلك اليوم شعرتُ في نفسي بتوق عظيم إلى الله. لم أره في هذا الوقت بعينيّ البشريّتين كما كنت أراه في غير مناسبات. غير أنني أتحسّس حضوره دون أن أمسك به [بفكري].هذا ممّا تسبّب لي باشتياق وعذاب أبعد من أن يصفهما كلام. أموت رغبة في أن أمتلكه وأن أستغرق فيه للأبد. إن فكري يطارده بكل إمكاناته، لا شيء في العالم يستطيع أن يقوّيني. أيها الحبّ الإلهي أُدرك الآن كيف أن قلبي كان معك بمودّة وثيقة. فلا شيء أو أحد سواك في السماء وعلى الأرض يمكنه أن يرضيني، يا إلهي، الذي غرقتْ فيه نفسي.

470 – (194) ذات مساء، بينما كنتُ أنظر من حجرتي إلى السماء ورأيت الأفق الجميل المرصّع بالقمر والنجوم، إشتعلت في نفسي نار حبّ لا توصف نحو خالقي. وإذ لم يكن بإستطاعتي أن أتحمّل التوق إليه الذي تأجّج في داخلي، عفّرت وجهي بالأرض مواضعة نفسي في التراب. مجدّته على كل أعماله. ولمّا لم يعُد قلبي يتحمّل كل ما جال فيّ، بكيت بصوتٍ عالٍ. فلامسني حينئذ ملاكي الحارس وتحدّث إليّ بهذه الكلمات: «أمرني الرب أن أقول لكِ أن تنهضي عن الأرض». لم أتجاوب حالاً، ولم أشعر بأيّة تعزيّة في نفسي بل إزداد في داخلي شوقي إلى الله.

471– ذات يوم، وبينما كنت في العبادة، ونفسي تموت شوقاً إليه و لم يعدْ بإستطاعتي حبس دموعي، رأيت روحاً في غاية الجمال وتحدّث إليّ بهذه الكلمات: «لا تبكي يقول الرب». بعد حين، سألته من أنت؟ أجابني: «أنا واحد من الأرواح السبعة الواقفين أمام عرش الله يمجّدونه ليلاً و نهاراً، دون إنقطاع». لم يُلطّف هذا الروح شوقي بل بالعكس زاده تأجّجاً. كان هذا الروح في غاية الجمال ويستمدّ جماله من إتّحاده بالله. لم يغادرني هذا الروح لحظة واحدة بل رافقني في كل مكان.

في اليوم التالي، وقت الذبيحة الإلهية وقبل رفعة القربان بدأ هذا الروح ينشد هذه الكلمات: «قدوس، قدوس، قدوس». كان صوته أشبه بألف صوت، يستحيل وصفه بالكلام، وفجأة إتّحدتْ نفسي بالله ورأيتُ عظمته وقداسته غير المدركة وأدركت في الوقت نفسه حقارة ذاتي.

472– أعرف بوضوح، أكثر من أي وقت مضى، الأقانيم الثلاثة الآب والإبن والروح القدس. أمّا وجودهم ومساواتهم وعظمتهم هي واحدة، وتتّحد روحي بهم ثلاثةً، دون أن أستطيع التعبير بكلمات، رغم أنني أدرك ذلك تماماً. كل من يتّحد بأحد الأقانيم الثلاثة يتّحد بالوقت نفسه في كل الثالوث المقدّس، في وحدته التي لا تتجزّأ. هذه الرؤية، بل هذه المعرفة ملأت نفسي بسعادة فوق كل تصوّر، لأن الله هو في غاية العظمة. لم أرَ بعيني، كالسابق، ما أحاول وصفه، بل بطريقة داخلية محضة، بأسلوب روحي محض، دون إرتباط بالحواس. واستمرّ ذلك إلى نهاية القدّاس. هذا ما يحصل معي غالباً، ليس فقط في الكنيسة، بل أيضاً أثناء الشغل وأوقات أقلّ ما أكون أتوقّعه فيها.

473– لمّا غاب معرّفنا [الأب سوبوكو] إعترفت إلى الأسقف روموالد جلبرزيكوفسكي [Romuald Jalbrzykowski] ولمّا كشفت له عن نفسي تلقّيت هذا الجواب: «يا إبنتي، تسلّحي بصبر كبير، إذا كانت هذه الأشياء من الله فستتحقّق عاجلاً أم آجلاً. إطمئنّي إذاً. أفهمك جيداً يا إبنتي في هذا الموضوع. أمّا بما يتعلّق بمغادرة الجمعيّة والتفكير بجمعيّة أخرى، فلا تتوقّفي على هذه الأفكار ربما يكون ذلك تجربة داخليّة قويّة». بعد هذا الإعتراف، قلت للرب يسوع: «لماذا تأمرني بهذه الأمور ولا تجعلها قابلة التحقيق؟». حينئذ رأيت الرب يسوع، بعد المناولة، في نفس الكنيسة حيث ذهبتُ إلى الإعتراف، كما سبق وظهر لي في الرسم وقال لي: «لا تحزني، سأفهمه الأمور التي طلبتها إليكِ». وبينما نحن نغادر، كان الأسقف منهمكاً جداً، غير أنه طلب إلينا أن نتمهل قليلاً. ولمّا عدنا إلى الكنيسة، سمعتُ هذه الكلمات مجدّداً: «أخبريه عمّا رأيتِ في الكنيسة». في الوقت عينه رجع الأسقف وسألنا عمّا إذا كان لدينا شيء نقوله له. ورغم أنني أُمِرتُ أن أخبره عمّا رأيت لم أستطع إلى ذلك سبيلاً لأنني كنت برفقة الأخوات.

كلمة أخرى سمعتها في الإعتراف المقدّس: «توسّلي من أجل العالم فهذه فكرة عظيمة و جميلة، إنّما إصنعي ذلك في ديرِك».

في اليوم التالي، الجمعة 13 أيلول، 1935

474– عند المساء لمّا كنت في حجرتي، رأيت ملاكاً منفّذ غضب الله. كان مجلبباً بثياب مُبهِرَة ماشياً على الغمام ووجهه يشعّ بالمجد. وانطلقت من الغمام، بين يديه، أسهم رعد وشعاعات برق وتوجّهت من يديه نحو الأرض فقط، لتصعقها.
لمّا رأيت علامة غضب الله هذه على وَشَك أن يضرب الأرض، في مكان محدّد، لا أستطيع تسمّيته لأسباب مُحقّة، رحتُ أتوسل إلى الملاك أن يتمهّل قليلاً فيتوب العالم. لكن لم يكن توسُّلي شيئاً أمام الغضب الإلهي. حينئذ رأيت الثالوث الأقدس. إخترقتني عظمة جلاله ولم أجرؤ أن أكرّر توسّلاتي. في هذا الوقت بالذات، شعرتُ في داخلي بقوّة نعمة يسوع التي تقطن في نفسي. لمّا تنبّهت إلى هذه النعمة خُطفتُ أمام عرش الله. آه! كم هو عظيم وصف هذه العظمة لأننا قريباً سنراه كما هو. وجدتُّ نفسي متوسّلة إلى الله عن العالم بكلمات سمعتها في داخلي.

وبينما أنا أصلّي على هذا الحال، رأيت عجز الملاك: لم يستطع تنفيذ القصاص الذي كان مقرّراً للخطأة – لم يسبق أبداً أن صليت بمثل هذه القوّة الداخليّة.

475– توسّلت إلى الله بهذه الكلمات: «أيها الآب السماوي، أقدّم لك جسد ودم ونفس وألوهيّة إبنك الحبيب، ربنا يسوع المسيح، من أجل خطايانا ومن أجل خطايا كل العالم. فارحمنا، بحقّ آلامه المليئة حزناً».

476– في صباح اليوم التالي لمّا دخلت الكنيسة سمعتُ في داخلي هذه الكلمات: «كل مرّة تدخلين الكنيسة، إتلي فوراً الصلاة التي علّمتُكِ إياها نهار أمس». لمّا تلوت الصلاة سمعت أيضاً في داخلي هذه الكلمات: «هذه الصلاة تساهم في إخماد غضبي. ستصلّينها لمدّة تسعة أيام على حبّات المسبحة بهذا الشكل: أولاً تصلّين “الأبانا” و”السلام” و”فعل الإيمان” مرّة واحدة، ثمّ على حبّات “الأبانا” تقولين الكلمات التالية: “أيها الآب الأزلي، أقدّم لك جسد ودمّ ونفس وألوهيّة إبنك الوحيد، ربنا يسوع المسيح تكفيراً عن خطايانا وعن خطايا كل العالم”، وعلى حبّات “السلام” تقولين الكلمات التالية: “بحق آلامه المليئة أحزاناً، إرحمنا وارحم العالم كلّه “. وفي الختام تقولين هذه الكلمات ثلاث مرّات: “قدّوس أنت يا الله، قدّوس أنت أيها القويّ، قدّوس يا من لا يموت، إرحمنا وارحم العالم كلّه».

477– السكوت هو بمثابة السيف في المعركة الروحيّة. إن النفس الثرثارة لن تبلغ أبداً إلى الأبديّة. إن سيف الصمت يقطع كل ما من شأنه أن يتعلّق بالنفس. نحن شديدو التأثّر بالكلمات ونريد أن نجيب حالاً دون أن نأخذ بعين الإعتبار إذا كانت إرادة الله هي أن نتكلّم أو نصمت. إن النفس الصامتة القويّة، لن تلحق بها الشدائد أذى إن هي حافظت على صمتها. إن النفس الصامتة هي قادرة أن تبلغ إلى الإتّحاد الأكثر قرباً إلى الله. تكاد تعيش دائماً في إلهامات الروح القدس. يعمل الله في النفس الصامتة دون عائق.

478– يا يسوع، أنت تعرف، أنت وحدك تعرف جيداً أن قلبي لا يعرف حباً غير حبّك. كلّ حبّي العذري يستغرق فيك إلى الأبد، يا يسوع! أتحسّسُ بإرهاف كيف أن دمك يسيل في قلبي. ليس لديّ أقلّ شك أن حبّك الطاهر قد دخل قلبي مع دمك الكلّي القداسة. إنني ادرك أنك تسكن فيّ مع أبيك وروحك القدّوس، أو بالأحرى إنني أدرك أنني أعيش فيك، أنت الإله الذي لا يُدرك. إنني أدرك أنني أذوب فيك مثل نقطة ماء في المحيط. إنني أدرك أنك أنت في داخلي وفي كلّ ما يتعلّق بي، أنت في كل ما يُحيط بي وفي كل ما يحلّ بي. يا إلهي! لقد توصّلتُ أن أعرف أنك في قلبي وأنني أحببتك فوق كل الكائنات على الأرض وفي السماء. إن لقلبينا تفاهماً متبادلاً ولا كائن بشري يستوعب ذلك.

479– في إعترافي الثاني للأسقف جلبرزيكوفسكي سمعتُ: «إعلمي، يا إبنتي، إذا كانت تلك إرادة الله، فستتحقّق عاجلاً أم آجلاً لأن إرادة الله ستتمّم. حبّي الله في قلبك، ليكن لديكِ…». (جملة غير مكتملة).

480– 29 أيلول عيد مار ميخائيل رئيس الملائكة: لقد إتّحدتُّ في داخلي مع الله. لقد خالجني حضوره إلى عمق أعماقي وملأني سلاماً وفرحاً وعجباً. بعد مثل هذه الأوقات في الصلاة إمتلأت قوّة وشجاعة فائقة لأتألّم وأجاهد. لا شيء يخيفني، حتى ولو وقف العالم كلّه ضدّي. كل الشدائد لا تلامس إلّا الظاهر وليس لها ممرّ إلى الأعماق لأن الله، الذي يقويني ويملأني، يسكن فيّ. كلّ فخاخ العدو تتحطّم على أقدامه. في أوقات الإتّحاد تلك، يسندني الله بقوّته. تمرّ قدرته فيّ وتجعلني قادرة أن أحبّه. لن تبلغ أبداً النفس إلى هذه الحالة بفضل جهدها فقط. في بدء هذه النعمة الداخلية إمتلأتُ رعباً وكِدّتُ أستسلم، ولكن سرعان ما جعلني الرب أدرك عدم رضاه. إنما هو أيضاً، هو عينه، بدّد كل مخاوفي.

481– كل عيد تقريباً من أعياد الكنيسة يعطيني نعمة خاصة ويزيد معرفتي بالله عمقاً. لذلك أتحضّر لكل عيد واتّحد جيداً بروح الكنيسة. يا له من فرح أن نكون أبناءً مخلصين للكنيسة! آه! كم أحبّ الكنيسة وكل الذين يعيشون فيها. أقدّرهم كأعضاء حيّة للمسيح الذي هو رأسها. أتحرّق حبّاً مع الذين يحبّونها وأتألّم مع الذين يتألّمون. يعتريني الحزن لرؤية اللامبالين وناكري الجميل، لذا أحاول ان أضاعف حبّي لله كي أعوّض عن الذين لا يحبّونه، من أجل الذين يُقيتون مخلّصهم بأسوأ مظاهر الجحود.

482– يا إلهي، إنني أدرك رسالتي في الكنيسة المقدّسة. إن سعيي المتواصل هو أن أطلب الرحمة من أجل العالم. أوطّد إتحادي بيسوع وأقف أمامه كذبيحة تكفير عن العالم. لا يرفض الله لي شيئاً عندما أضرع إليه بصوت ابنه. إن ذبيحتي هي كلا شيء بحدّ ذاتها ولكن عندما أضمّها إلى ذبيحة يسوع المسيح تتقوّى وتستطيع أن تهدّئ الغضب الإلهي، يحبّنا الله بابنه. إن آلام إبن الله المبرّحة تضع دائماً على حدّة غضب الله.

483– إلهي، أتوق أن تتعرّف إليك النفوس وأن ترى انك خلقتها من فيض محبّتك التي لا تُدرك. يا خالقي وسيدي، أشعر وكأنني سأزيح ستار السماء كي يتبدّد شكُّ الأرض بجودتك.

484– إجعل منّي، يا يسوع، ذبيحة طاهرة ومرضيّة امام وجه أبيك، يا يسوع، حوّلني أنا الحقيرة الخاطئة، إلى ذاتك أنت (لأنك قادر على كل شيء) وقدّمني إلى والدك الأزلي. أريد أن أصبح قربان ذبيحة امامك ولكن برشانة عادية أمام البشر. أريد أن تعرف أنت وحدك عطر ذبيحتي. يا إلهي الأزلي، تشتعل، في داخلي، نار تضرّع لا تطفأ، لرحمتك. أفهم وأدرك أن هذه هي مهمّتي هنا وفي الأبديّة. أنت بذاتك طلبتُ إليّ أن أتحدّث عن جودتك وعظم رحمتك.

أدرك أحياناً كم يستاء الله من عمل، محمود ربّما، ولكن لم يوسم بطابع النيّة الصافية، هكذا عمل يدفع الله إلى ان يعاقب بدل أن يكافئ. حبّذا لو تتضاءل مثل هذه الأعمال في حياتنا، إلى أدنى حدّ ممكن. وبالحقيقة يجب أن لا توجد ابداً في الحياة الرهبانيّة.

485– أتقبّل الفرح أو الألم، التقدير أو التحقير بنفس الإستعدادات، وأذكر أن كلاهما زائلان. ما همّني ماذا يقول الناس عنّي. لقد تخلّيت من زمن بعيد عن كل ما يتعلّق بشخصي. أُدعى قربانة أو ذبيحة، ليس بالكلام إنما بالأفعال، وذلك بإفراغ ذاتي وبتشبّهي بك على الصليب، يا معلّمي، يا يسوع الصالح.

486- يا يسوع عندما تأتي في المناولة المقدّسة، أنت الذي مع الآب والروح القدس، تنازلت لتسكن في سماء قلبي الصغيرة، أحاول أن أرافقك طيلة النهار ولا أتركك وحدك ولو لبرهة واحدة. رغم أنني برفقة أناس آخرين أو مع فتياتنا، يبقى قلبي دائماً متحداً به. لمّا أنام أقدّم له كل دقّة من دقّات قلبي. لمّا أستفيق أستغرق به دون أن أتلفّظ بكلمة واحدة. لمّا أكون في اليقظة، أعبد الثالوث الأقدس لوقت قصير وأشكر الله لأنه تنازل وأعطاني يوماً آخر، لأن سرّ تجسّد إبنه تجدّد فيّ مرّة أخرى ولأن آلامه المليئة حزناً عادت وانكشفت أمام عينيّ. أحاول أن أسهّل مروره من خلالي إلى الآخرين. أذهب إلى أي مكان مع يسوع. يرافقني حضوره حيثما أكون.

487– في غمرة آلام النفس والجسد، أحاول أن أصمت، فتسترجع روحي القوّة المتدفّقة من آلام يسوع: أحتفظ أمام عيني بوجهه الكئيب والممزّق والمشوّه، كما أحتفظ بقلبه الإلهي الذي طعنته الخطايا لا سيّما جحود النفوس المختارة.

488– لقد نُصِحتُ مرّتين أن اتحضّر لآلام تنتظرني في وارسو. أعطاني اوّل تنبيه صوت سمعته في داخلي، وتلقيت ثاني تنبيه وقت الذبيحة الإلهيّة. قبل رفعة القربان رأيت الرب يسوع على الصليب وقال لي: «إستعدّي لمزيد من الآلام». شكرت الرب على نعمة التنبيه هذه وقلت له: «بالحقيقة لن أتعذّب أكثر منك يا مخلّصي». ومع ذلك أخذت الأمر بجديّة وبدأت أتقوّى بالصلاة والإماتات الصغيرة حتى اتمكّن من تحمّل عذابات اكثر قساوة عندما تأتيني.

Mary Naeem 31 - 07 - 2023 11:37 AM

رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
 
https://upload.chjoy.com/uploads/169080321089531.jpg






اتكئي رأسَكِ على كتفي، استريحي، أنا دائماً معَكِ.
إنني أستعمِلُ الخلائق الضعيفة لأنفّذ عملي

السفر من فيلينيوس إلى كراكوف لرياضة ثمانية ايام

489– مساء الجمعة وقت تلاوة السبحة، بينما كنتُ أفكّر في سفر الغدّ وفي أهميّة القضيّة التي سأعرضها على الأب أندراز، إعتراني الخوف لرؤية حقارتي وضعفي من جهة ولعظمة عمل الله من جهة ثانية. أخضعتُ نفسي لإرادة الله وقد سحقني الألم. في هذا الوقت بالذات رأيت يسوع في لباس ناصع قرب مسجدي. قال لي: «لماذا تخافين أن تصنعي إرادتي؟ ألن أساعدك كما فعلت في الماضي؟ كرّرى طلبي على الذين يمثّلونني على الأرض واصنعي فقط ما يقولون لكِ أن تفعليه». عندذاك إسترجعتْ نفسي قوّاها.

490– في صباح اليوم التالي رأيت ملاكي الحارس الذي رافقني طيلة سفري حتى وارسو. إختفى لمّا دخلتُ بوّابة الدير. لمّا مررت بالكنيسة الصغيرة في طريقي إلى عند الرئيسات، سيطر عليّ حضور الله وملأني بنار حبّه. في مثل هذا الوقت أزداد دائماً معرفة بعظمة جلالة الله.لمّا أخذت مقعدي في القطار من وارسو إلى كراكوف، رأيت مرّة ثانيّة ملاكي الحارس إلى جانبي. كان مستغرقاً في الصلاة وفي التأمّل بالله، فرافقته بأفكاري، وتوارى لمّا وصلنا إلى مدخل الدير.

491– غمرتني عظمة الله مجدّداً لمّا دخلت الكنيسة. شعرتُ أنني مستغرقة في الله ومأخوذة به لإدراكي محبته الأبويّة لنا. آه! كم يمتلئ قلبي سعادة لمعرفة الله والحياة الإلهيّة. أرغب أن أشاطر هذا الحبّ مع الآخرين. لا استطيع أن احتفظ بهذه السعادة مُطبقاً عليها في قلبي وحده، لأن ناره تلتهمني و تمزّق أحشائي. أريد أن أذهب إلى أقاصي الأرض واتحدّث إلى النفوس عن عظمة رحمة الله، ساعدوني أيها الكهنة، في هذه المهمّة. إستعملوا من الكلمات أقواها [كل ما لديكم من كلام] لإعلان رحمته لأن ما من كلمة تستطيع ان تصف كم هو، بالحقيقة، رحوم.

+ ي.م.ي كراكوف 20 تشرين الأول 1935
رياضة روحية لمدّة ثمانية أيّام


492- أيها الإله الأزلي، أنت الصلاح بالذات، لا يُدْرِك لا العقل البشري ولا العقل الملائكي رحمتَكَ. ساعدني أنا ابنتك الصغيرة أن أتمّم إرادتك المقدّسة كما علّمتني إياها. لا أبتغي شيئاً سوى إتمام رغبة الله. يا سيدي ها أنا أقدّم لك نفسي وجسدي وعقلي وإرادتي وقلبي وكل حبّي، سيّرني حسب تصاميمك الإلهية.

493- بعد المناولة فاضت نفسي مجدداً بمحبة الله. فرحتُ بعظمته، ها إني أرى بوضوح إرادته التي عليّ أن أتمّمها كما أرى في الوقت نفسه ضعفي وحقارتي. إني أرى كيف لا أستطيع شيئاً دون مساعدته.

اليوم الثاني للرياضة

494- لما كنتُ على وشك أن أذهب إلى غرفة الاستقبال لأرى الأب أندراز شعرتُ بالخوف لأنّ السرّ يُلزم فقط في كرسيّ الاعتراف. لم يكن لذلك الخوف من أساس. كلمة واحدة من الأم الرئيسة طمأنتني. وبينما أنا أدخل إلى الكنيسة، سمعتُ هذه الكلمات في نفسي: «أريدُكِ أن تكوني منفتحة وبسيطة كالطفل مع ممثّلي، تماماً كما أنتِ معي، وإلاّ سأتركُكِ ولن أعُد أتَّصِلُ بِكِ». أعطاني الله، بالحقيقة، نعمة كبيرة: ثقة كاملة، وبعد المحادثة، وهَبَني الله نعمة سلام عميق وضوءاً حول هذا الموضوع.

495- يا يسوع، النور الأزلي، أنِر عقلي، قوِّ إرادتي، ألهِبْ قلبي وكُن معي حسب وعدكَ، لأنني لستُ شيئاً بدونِكَ. أنت تعلمُ يا يسوع كم أنا ضعيفة. لا حاجة أن أقول لك ذلك لأنّك تعلمُ جيّداً كم أنا ضعيفة وإنّني أستمِدُّ قوّتي منكَ.

يوم الاعتراف

496- منذ الصباح الباكر ازداد قلقُ نفسي حدّة أكثر من أي شيء أختبِرُهُ من قبل، لقد أهملني الله تماماً. شعرتُ بما كنتُ عليه من ضعف كليّ. ثقلَتْ الأفكار عليّ: لماذا يجبُ أن أتركَ الدير حيث تحبُّني الراهبات والرئيسات، حيث أجدُ الطمأنينة. [إنني مرتبطة] بنذور أبدية وأتمّم واجباتي دون صعوبة. لماذا ينبغي أن أسمع إلى صوت ضميري. لماذا العمل بإلهامات لا أعلمُ من أين مصدرها. أليس من الأفضل أن أثابر مثل باقي الراهبات. ستخفت ربما كلماتُ الرب إن لم أعِرها انتباهي. ربما لا يطلب الله عنها حساباً في يوم الحكم. إلى أين سيقودني هذا الصوت الداخلي. فإذا تبعته فكم من الصعوبات الجمّة والعثرات والعراقيل تنتظرني. أخاف المستقبل وإني أنازع في الحاضر.
شعرتُ بكثافة هذا الألم طيلة النهار. ولمّا جاء دوري، عند المساء، لأذهب إلى الاعتراف، لم أستطع أن أصنع اعترافاً تاماً، رغم أنني تحضّرتُ له وقتاً طويلاً. تركتُ الاعتراف دون أن أعلم ما يجول في داخلي. ولمّا ذهبتُ إلى الرقاد ازداد الألم سوءاً. لقد تحوّل بالأحرى إلى نار دخلت إلى كل حواس نفسي، كالبرق يلجُ إلى اللب، وإلى أعماق طيّات قلبي الخفيّة. في وسط هذه الآلام لم أستطِع القيام بأي عمل. (لتكن مشيئتك يا الله)، في ذلك الوقت لم أستطع حتّى التفكير بهذه الكلمات. بالحقيقة لقد استولى عليّ خوف قتّال ولامستني ألهِبَةُ الجحيم. عند الصباح، ساد السكون، واختفت كل العثرات بلحظة عنّي. ولكن شعرتُ بتعبٍ مضنكٍ، ولم أعد أستطيع أن أتحرّك.
بينما كنتُ أتحدّثُ إلى الأم الرئيسة استعَدْتُ قواي شيئاً فشيئاً، ولكن الله وحده يعلمُ ما شعرتُ به طيلة ذلك النهار.

497- أيّتها الحقيقة السرمدية، الكلمة المتجسّد الذي أتمَمْتَ بملء الأمانة إرادة أبيك، أصبَحتُ اليوم شهيدة إلهاماتك، بما أنني لا أستطيعُ أن أنفّذها لأنني عديمة الإرادة، رغم أنّي أرى في داخلي إرادتكَ بوضوح. إنّني أخضعُ في كل شيء إلى إرادة رئيساتي بقدر ما تسمحُ لي من خلال ممثّلك، أن أقوم بذلك. فيا يسوع خاصّتي، لا مفرّ من ذلك ولكن أعطي الأفضلية لصوت الكنيسة على الصوت الذي تحدّثني به.

بعد المناولة المقدّسة

498- رأيتُ يسوع كالمعتاد، وتحدّث إليّ بهذه الكلمات: «اتكئي رأسَكِ على كتفي، استريحي واسترجعي قواكِ. أنا دائماً معَكِ. قولي إلى صديق قلبي إنني أستعمِلُ الخلائق الضعيفة لأنفّذ عملي». بعد قليل تنشَّطَتْ روحي بقوّة عظيمة. «قولي له إنّني تركْتُهُ يرى ضعفَكِ وقتَ اعترافِكِ لأظهِرَ له ما أنتِ عليه».

499- كلّ معركة أخوضها ببسالة تحمل لي الفرح والسلام والنور والخبرة والشجاعة للمستقبل. فالمجد والإكرام لله والمكافأة لي في النهاية.

اليوم هو عيد يسوع الملك
27 تشرين الأول 1997


500- صلّيتُ بحرارة طوال القداس كي يُصبح يسوع ملك كلّ القلوب، وكل تشعّ نعمته الإلهية في كل نفس. ثم رأيْتُ يسوع كما هو مصوّر في الرسم وقال لي: «يا ابنتي، إنّكِ تعطيني أكبر مجد بإتمامِكِ رغباتي بكل أمانة».

501- كم هو رائعٌ جمالُكَ يا يسوع عروسي! زهرة حيّة تضمّ ندىً منعِشاً للنفس العطشى. تستغرقُ نفسي فيك. أنت وحدَكَ سببُ أمنياتي ونضالي. اجعلني أتّحدُ بكَ قدر المستطاع وبالآب والروح القدس. دعني أحيا وأموت بكَ.

502- للحب وحده معنى، فهو يرفعُ أصغر أعمالنا إلى اللانهاية.

503- يا يسوع خاصّتي، لا أعرف بالواقع كيف أعيش بدونك. لقد التَحَمَتْ روحي بروحِكَ. فلا أحد يستطيعُ أن يفهم ذلك. يجب أوّلاً أن نعيش فيك حتى نتعرف إليك في الآخرين.


Mary Naeem 18 - 08 - 2023 11:52 AM

رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
 
https://upload.chjoy.com/uploads/169080321089531.jpg





جعلَني حبُّكِ وتواضُعُكِ أتركُ عرشي السماويّ
لأتّحدَ بِكِ بحبٍّ يملأُ الهوَّة بين عظمتي وحقارتِكِ



504- لا أصنعُ شيئاً دون إذنِ معرِّفي وموافقة رئيساتي في كل شيء، لا سيّما بما يتعلّق بهذه الإلهامات وبطلبات الرب. سأصرفُ كل وقتي الحرّ مع الضيف الإلهي في داخل نفسي. سأحافظ على السكون الداخلي والخارجي كي يستريح يسوع في قلبي.
إنّ راحتي العذبة ستكون في خدمة وإرضاء الراهبات، في نسيانِ ذاتي والتفكير بما يُسِرُّ الراهبات. سوف لا أعطي تبريرات من داخل ذاتي ولن أدافع عن ذاتي عندما أُنتَقَدُ. سأتركُ الآخرين يحكمون عليّ كما يشاؤون. لي صديقٌ واحدٌ أمينٌ أعْهَدُ به في كل شيء، ألا وهو يسوع في الإفخارستيا ومعرّفي ممثّله. سأبقى صامته مثل يمامة ودون تذمّر في وسط الآلام الجسدية والروحية وكذلك في الظلمة واليأس. سأُفرِغُ ذاتي دون انقطاع على قدميهِ حتى أنال الرحمة للنفوس التعيسة.

505- غرِقَتْ كلُّ تفاهتي في بحر رحمتِكَ. بثقة طفل، أرمي بنفسي على ذراعيكَ، يا أب الرحمة، حتّى أُعَوِّضَ عن شكّ نفوس عديدة تخاف أن تثق بِكَ. آه! كم هي قليلة النفوس التي تعرِفُكَ. كم أتوقُ أن تتعرّف النفوس إلى عيد الرحمة. الرحمة هي إكليل أعمالِكَ. إنّك تزوِّدُ الجميع بمحبّة الأمّ الأكثر حناناً.

+ ي.م.ي
كراكوف 27 تشرين الأول 1935
الأب أندراز – مرشد روحي


506- «لا تصنعي شيئاً دون موافقة الرئيسات. يجب أن تمعني التفكير بهذا الموضوع وأن تصلّي كثيراً. يجب أن تتيقّظي كثيراً في هذه الأمور، يا أختي، لأنّ إرادة الله، في وضعِكِ الحالي، هي أكيدة وواضحة. إنّكِ بالواقع مرتبطة بهذه الجمعية بنذورات، لا سيّما بنذورات مؤبّدة. فلا مجال للشّك. إنّ ما تختبرينه في الداخل، يا أختي، هو مجرد وميض مشروع. يمكن أن يُحدِث الله بعض التغييرات، ولكن هذه الأشياء هي نادرة فلا تستعجلي، يا أختي، إلى أن تحصلي على معرف أكثر دقة. إنّ أعمال الله تسيرُ ببطء، إذا كانت هي حقاً أعماله فستتعرّفين إليها بوضوح، وإن لم تكن منه فستتلاشى بسرعة. وأنتِ بطاعَتِكِ لن تضيعي. تحدّثي بصراحة إلى معرّفِكِ عن كل شيء وأطيعيه طاعة عمياء».

«في الوقت الحاضر، يا أختي، ما من شيء تصنعيه أكثر من أن تتحمّلي الألم، إلى أن يحين الوقت ليتّضح كل شيء، أي كل الأمور تنحلّ. أنتِ على استعداد كلّي بالنسبة إلى هذه المواضيع. تابعي إذاً ببساطة وبروح الطاعة. تلك هي علامة صالحة. إذا ثابرْتِ في هذه الحال، فلن يسمح الله لك أن تقعي في خطأ. على كل حال ابتعدي، قدر المستطاع، عن هذه الأمور ولكن إذا تعثّرَتْ طريقك، رغم ذلك، فتقبّليها بهدوء ولا تخافي شيئاً. أنتِ بين أيادٍ سليمةٍ لإلهٍ كلّي الصلاح. لا أجد أي وهم أو أي شيء ضدّ الإيمان في كلّ ما قلتِهِ لي. هي أمور جيدة بحدّ ذاتها، وكم يستحسن لو كان هناك مجموعة من النفوس تضرعُ إلى الله من أجل العالم، لأننا كلّنا بحاجة إلى الصلاة. لديكِ مرشد روحي صالح، ابْقَيْ معه واطمئِنِّي. أثبُتي في أمانتِكِ لإرادة الله ونفّذيها. أما بما يتعلّق بواجباتِكِ، فقومي بها دائماً كما يُطلَبُ منكِ، وكما يُطلبُ منكِ أن تقومي بها مهما كانت مُذِلَّة أو مُضنِكة. اختاري دائماً المكان الأخير، حينئذٍ يقولون لك: (اذهبي إلى مكانٍ أعلى). اعتبري ذاتك الأخيرة في الروح وفي تصرفاتِكِ، في كل الدير وفي الجمعية كلّها. كوني أمينة لله في كل شيء وفي كلِّ وقت».

507- أتمنّى يا يسوع خاصّتي، أن أتألّم وأحترق في لهيب حبّك في كل المناسبات في حياتي، أنا خاصّتُكَ، أنا بكلّيتي خاصّتك، وأرغب أن أختفي فيك يا يسوع، أرغب أن أضيع في جمالك الإلهي أنت تلاحقُني بمحبّتكَ يا رب. إنّك تلجُ نفسي مثل شعاع الشمس، وتبدّل ظلمتها إلى نورِكَ. أشعر بكلّ حيوية إنني أعيش فيك كشرارة صغيرة تبتلعُها النار التي لا توصف والتي لا تُحرق بها، أيها الثالوث غير المدرك. ما من سعادة أكبر من سعادة حب الله، نستطيع منذ الآن أن نتذوّق هنا على الأرض سعادة الذين هم في السماء باتحادٍ وثيقٍ بالله، اتّحاد خارق العادة لا نستطيع أن ندركه غالباً. نستطيع أن نصل إلى هذه النعمة بالذات من خلال أمانة بسيطة للنفس.

508- عندما يبدأ الكره أو الضجر في واجباتي أن يتملّكني، أتذكّر أنني في بيت الله حيث لا شيء صغير، وحيث مجد الكنيسة، وتقدّم العديد من النفوس يتعلّق بعملي الصغير هذا، الذي أُنجِزُهُ بطريقة إلهية. على كل حال، ما من شيء صغير في جمعيّة رهبانية.

509- أتذكّرُ وقت الصعوبات التي أختبِرُها، إنّ وقت المعركة لم ينتهِ بعد. أتسلَّحُ بالصبر، فأنتصرُ بذلك على مهاجميّ.

510- لا أُفتِّشُ إطلاقاً عن الكمال بطريقة فضوليّة، ولكن أتمحَّصُ في روح المسيح، وأركِّزُ عيني على أعماله كما يختصرها الإنجيل، حتى ولو عشتُ ألف سنة فلن أستنفذ كل ما يحتويه.

511- لا أتعجَّبُ كثيراً عندما لا تُقَدَّرُ جهودي، بل تُشْجَب، لأنني أعرف أن الله وحده يَسْبُرُ قلبي. لن تموت الحقيقة ويسترجع القلب الجريح السلام في الوقت المناسب، وتتقوّى روحي عبر الصعوبات. لا أسمعُ دائماً إلى ما يقوله قلبي لي، ولكن أستلهِمُ دائماً الله، وعندما أشعُرُ أنني استرجعْتُ اتّزاني، حينئذٍ أقولُ أكثر.

512- يوم تجديد النذورات. غمر حضور الله نفسي. رأيتُ يسوع وقت القداس وقال لي: «أنتِ فرحي الكبير. جعلَني حبُّكِ وتواضُعُكِ أتركُ عرشي السماويّ لأتّحدَ بِكِ بحبٍّ يملأُ الهوَّة بين عظمتي وحقارتِكِ».

513- يغمرُ الحبُّ نفسي. أنا غارقة في محيط حبّ. أشعر أنني أتلاشى وأضيعُ فيه تماماً.

514- يا يسوع، اجعل قلبي شبيهاً بقلبِكَ، أو بالأحرى حوّله إلى قلبِكَ أنتَ، حتى أشعُرَ بحاجات قلوب الآخرين، لا سيّما الحزانى منهم والمتألّمين. فلتسترح شعاعات الرحمة في قلبي.

515- عند المساء، لمّا كنتُ أتمشّى في الجنينة وأتلو سُبحتي، اقتربْتُ من المدافن، فتحتُ البوابة قليلاً، وبدأتُ أصلي لوقت قصير، وسألتهم في داخلي: «أنتم سعداء، أليس كذلك؟». سمعتُ حينئذٍ هذه الكلمات: «نحنُ سعداء بقدر ما أتممنا إرادة الله». وساد الصمتُ من جديد. عدتُ إلى ذاتي أفكر لوقتٍ طويلٍ كيف أنا أتمّم إرادة الله، وأستفيدُ من الوقت الذي أعطاني إياه.

516- في مساء ذلك اليوم، وقد ذهبْتُ إلى النوم، جاءت إليّ إحدى النفوس وأيقظتني بضربات خفيفة على الطاولة قرب السرير، وطلبَتْ إليّ أن أصلي من أجلها. أردْتُ أن أسألها من أنتِ، ولكن سيطَرْتُ على حشريَّتي، وأضفْتُ هذه الإماتة إلى صلاتي، وقدّمتُها كلَّها من أجلها.

517- زرتُ مرة، راهبة مريضة في الأربع والثمانين من عمرها، مشهورة بفضائلها المتعدّدة، وسألتُها: «أنتِ، يا أختي، مستعدّة ولا شكّ أن تقفي في حضرة الرب، أليس كذلك؟». فأجابت: «لقد حضّرتُ ذاتي طوال حياتي لهذه الساعة الأخيرة». ثم أضافت: «لا يعفينا العمر الطويل من المعركة».

+يوم تذكار الموتى

518- ذهبتُ باكراً إلى المدافن، ورغم أنّ البوابة كانت موصدة، تدبّرتُ الأمر لأفتحها قليلاً وقلت: «إذا كنتِ، أيتها النفوس العزيزة، تريدين شيئاً، سأكون سعيدة لمساعدتِكِ بقدر ما يسمحُ لي النظام». سمعتُ حينئذٍ هذه الكلمات: «اصنعي إرادة الله، نحنُ سعداء بقدر ما أتممنا إرادة الله».

519- عند المساء، جاءت تلك النفوس، وطلبت إليّ أن أصلي من أجلها، وصلَّيتُ كثيراً من أجلها. وبينما نحن راجعات باحتفال من المدافن، رأيتُ عدداً كبيراً من النفوس تمشي معنا إلى داخل الكنيسة وتصلّي معنا، صلّيتُ كثيراً لأنني قد حصلتُ على إذن رئيستي لأصنع ذلك.

520- وفي الليل زارتني نفسٌ كنتُ قد رأيتُها سابقاً. غير أنها لم تطلب إليّ الصلاة، ولكن وبّختني قائلة إنني كنتُ متكبِّرة ومتعجرفة «وأنتِ تتوسّلين اليوم من أجل الآخرين، بينما ما تزال النقائص تتملَّكُكِ». أجبتُ أنني بالواقع كنتُ متكبِّرةً ومتعجرفةً، ولكن قد اعترفتُ بذلك وكفَّرتُ عن حماقتي، وأنني أثِقُ بصلاح الله، وإذا كنتُ ما أزالُ أسقُطُ من حينٍ إلى آخر، فلا أفعل ذلك عمداً، ولا عن سابق تصميم، حتى في الأمور الصغيرة. غير أنّ النفس ما انفكَّتْ توبّخني قائلة: «لماذا لا تريدين أن تقدِّري عظمتي؟ لماذا أنتِ وحدَكِ لا تُمجِّدين، كما يفعلُ الآخرون، أعمالي العظيمة؟». رأيتُ حينئذٍ أنه كان الشيطان الذي أخذ شكل نفسٍ، فقلت: «يحقُّ المجد لله وحده، فاذهب يا شيطان». فسَقَطَتْ حينئذٍ هذه النفسُ فجأة في هوّةٍ رهيبةٍ أبعد من أن توصف. فقلتُ للنفس التعيسة إنني سأخبِرُ الكنيسة كلها بهذا الأمر.

521- غادَرْنا، يوم السبت، كراكوف وعُدنا إلى فيلينوس – وزُرنا في النهار زيستوكوفا (Czestochowa). بينما كنتُ أصلي أمام الصورة العجائبية، شعرتُ أنني … أُرضي … (جملة غير مكتملة).


Mary Naeem 05 - 09 - 2023 10:11 AM

رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
 
https://upload.chjoy.com/uploads/169390777330461.jpg




يسوع: أجِدُ لذّتي لا في الأبنية الشاسعة
والعمارات الفخمة ولكن في القلب الطاهر والمتواضع

522- سأتغنّى برحمة الرب إلى الأبد.
سأتغنّى بها أمام كل الشعوب.
لأنها من أكبر صفات الله
وهي آية لنا لا تنتهي.

تنبَجِسين من الثالوث الإلهي،
ولكن من حشا واحد ملؤه الحب.
ستظهر بملئها رحمة الرب في النفس
عندما يسقط القناع.

تتدفّق كل سعادة وحياة
من نبع رحمتك يا رب.
هكذا ترنّم بنشوة كل الخلائق ويرنّم كل الخلق
ترنيمة الرحمة.
لقد فُتحت لنا أحشاء رحمة الله
من خلال حياة يسوع الممدّد على الصليب،
فلا تشكّ ولا تيأس أيها الخاطئ.
ولكن ثِق بالرحمة لأنّك تستطيع أن تتقدّس أنت أيضاً.

لقد تدفّق من قلب يسوع
جدولان بشكل أشعة،
لا من أجل الملائكة أو الكاروبيم أو الشاروبيم،
ولكن من أجل خلاص الإنسان الخاطئ.

ي. م. ي.

523- يا إرادة الله كوني حبّي. يا يسوع أنت تعلم أنه، لو عاد الأمر لي، لما كتبتُ حرفاً واحداً، إنّما أكتبُ فقط بسبب أمر واضح للطاعة المقدسة.

الله والنفوس
الأخت ماري فوستينا القربان الأقدس

524- يا يسوع، الإله الخفيّ
إن قلبي يدركك
رغم أنّ القناع يسترك

ي. م. ي.
فيلنيوس في 24 تشرين الأول 1935

ليتبارك الله

525- أيها الثالوث القدّوس، حيث تكمن حياة الله الداخليّة الآب والابن والروح القدس، السعادة الدائمة عمق الحب الذي لا يُسبَر، المتدفق على الخلائق فيوطّد سعادتها، الإكرام والمجد لاسمك القدّوس إلى أبد الآبدين أمين. لمّا أتأمل بعظمتك وجمالك، يا إلهي، أطفح فرحاً لأن الله الذي أخدمه هو عظيم. أنفّذ إرادته بحبّ وفرح ويزداد حبي له بقدر ما تتعمّق معرفتي به.إنني أتحرّق توقاً أن أحبّه أكثر فأكثر.



526- يوم الرابع عشر. هذا الخميس لمّا كنتُ في العبادة الليلية، لم أستطع أن أصلّي في بادئ الأمر. غمرني شيء من الجفاف. لم أستطع التأمل بآلام يسوع المحزنة. خرّيت ساجدة وقدّمت آلام الرب يسوع الكليّة كآبة إلى الآب السماوي، تكفيراً عن خطايا كل العالم. لمّا وفقتُ بعد الصلاة، مشيتُ نحو مسجدي، فجأة رأيتُ يسوع بقربه. ظهر يسوع كما كان وقت الجلد. كان يحمل على يديه رداءً أبيض ألبسني إياه، وزنّارا حزمني به، وغطّاني بمشلح أحمر شبيه بالذي كان يلبسه طوال آلامه، وبقناع بذات اللون وقال لي: «هكذا سترتدين مع رفيقاتك. إنّ حياتي من الولادة حتى الصليب ستكون نموذجاً لكِ. لكن حدّقي بي وعيشي حسب ما ترين. أريد أن تلِجي روحي بعمق وتفهمي أنني وديع ومتواضع القلب».



527- في إحدى المناسبات، شعرتُ بحاجة إلى الكدّ في العمل وإلى إتمام ما يأمرني به الله. دخلتُ الكنيسة لوقت قصير وسمعتُ صوتاً في نفسي يقول: «لماذا تخافين؟ أتظنّين أنّ ليس لديّ من المقدرة لأقوّيك». في هذا الوقت شعرتُ بقوة خارقة العادة وبدت لي كل الصعوبات التي قد تعتريني لتنفيذ إرادة الله، كلا شيء.



528- يوم الجمعة طوال القداس بينما كانت سعادة الله تغمرني، سمعت هذه الكلمات في نفسي: «لقد عبَرَت رحمتي إلى النفوس من خلال قلب يسوع الإلهي والبشري كشعاع الشمس يمرّ من خلال البلّور». شعرتُ في قلبي وفهمت أنّ كل اقتراب من الله يتمّ بيسوع وفيه ومن خلاله.



529- في مساء اليوم الأخير 15 تشرين الثاني من التساعية في أوسترا براما، بعد إنشاد الطلبة، عرض أحد الكهنة القربان المقدس في الحِقّ لمّا وضعه على المذبح. رأيتُ فوراً الطفل يسوع باسطاً يديه الصغيرتين، نحو أمّه أوّلا، التي ظهرت آنذاك بمظهرٍ مُنعش. ولمّا كانت أم الله تتحدّث معي، بسط يسوع يديه الصغيرتين نحو الجمعيّة. كانت العذراء القديسة تقول لي أن أقبل دون جدل كطفلة صغيرة، كل ما يطلبه إليّ الله وإلاّ، لا يرتضي الله بما أعمل. في هذه اللحظة، اختفى الطفل يسوع وعادت أمّ الله جامدة وأصبحت صورتها كما كانت سابقاً. لكنّ نفسي امتلأت سعادة وفرحاً وقلت للرب: «تصرّف معي كما تشاء، أنا مستعدّة لكل شيء، أما أنت، يا سيدي، ينبغي أن لا تتركني أبداً ولو لبرهة وجيزة».

ي. م. ي.
لمجد الثالوث الأقدس

530- طلبتُ إلى الأمّ الرئيسة أن تأذن لي بالصوم لمدّة أربعين يوماً، آكل في النهار فقط قطعة خبز، وأشرب كأس ماء. إنّما، عملاً بنصيحة معرّفي ]الأب سوبوكو[ لم توافق الأم الرئيسة على أربعين يوماً، بل فقط على سبعة أيام: «لا أستطيع أن أُبعِدَكِ تماماً عن واجباتك يا أختي، لأن بقيّة الراهبات قد يلاحظن شيئاً ما. أسمحُ لك أن تكرّسي ذاتك للصلاة وأن تدوّني بعضاً من تلك الأشياء، ولكن يصعب عليّ أن أحميكِ فيما يخصّ الصوم، بالواقع أستطيع أن أفكّر بحلّ آخر». ثم قالت: «اذهبي الآن يا أختي، وربما سأفكّر بذلك». في صباح الأحد، عرفتُ أنّ الأم الرئيسة عيّنتني بوّابة وقت الطعام، قصد أن تعطيني مناسبة للصوم. لم أذهب في الصباح إلى الترويقة ولكن بعد قليل قصدتُ الأمّ الرئيسة وسألتها عمّا إذا قد عيّنتني بوّابة لتمكّنني من الصوم دون أن يُكتشف أمري. أجابت الأم: «هذا ما فكّرت به، لمّا عيّنتك، يا أختي». رأيتُ عندئذ أنها فكّرت بما سبق وجال في خاطري.



531- الأحد في 24 تشرين الأول 1935. اليوم الأول. ذهبتُ فوراً أمام القربان المقدس وقدّمت ذاتي ليسوع، في القربان الأقدس، إلى الآب الأزلي: حينئذ سمعتُ هذه الكلمات في نفسي. «إنّ هدفك وهدف رفيقاتك هو أن تتّحدْنَ معي اتحاداً أكثر ما يمكن أن يكون وثيقاً. ستصالحين السماء والأرض من خلال الحب. ستخفّفين غضب الله وتطلبين الرحمة من أجل العالم. أضع تحت عنايتك جوهرتين ثمينتين على قلبي: أعني نفوس الكهنة ونفوس الرهبان والراهبات. ستخصّينهم بصلاتك. وستأتي قوّتهم من ضعفك. ستضمّين الصلوات والصوم والإماتات والتعب وكل الآلام إلى صلاتي وحدي وإماتتي وتعبي وآلامي، حينئذ يتقوّون أمام أبي».



532- رأيتُ الرب يسوع بعد المناولة وقال لي هذه الكلمات: «أدخلي اليوم في روح فقري ورتّبي كل شيء بشكل يُزيل أسباب الحسد منكِ عند أكثر الناس تعاسة. أجِدُ لذّتي لا في الأبنية الشاسعة والعمارات الفخمة ولكن في القلب الطاهر والمتواضع».



533- لما كنتُ وحدي، رحت أفكّر بروح الفقر. رأيت بوضوح أنّ يسوع، رغم أنه سيد كل شيء، لم يملك شيئاً. من مزود مستعار، أمضى حياته يصنع الخير للجميع، بينما لم يكن له مكان يسند فيه رأسه. رأيتُ على الصليب قمّة فقره، لم يكن عليه حتى قميص. يا يسوع من خلال نذري الاحتفالي للفقر أريد أن أكون مثلك. سيكون الفقر أمّي. كما ينبغي أن لا نملك شيئاً خارجياً ولا أن نقتني شيئاً نتصرّف به، كذلك، داخلياً، ينبغي أن لا نشتهي شيئاً. كم هو عظيم فقرك في القربان الأقدس! هل من إنسان عانى أبداً من الإهمال كا عانيتَ أنتَ على الصليب؟



534- الطهارة. لا حاجة للشرح أن هذا النذر يمنع كل الأشياء التي تحرّمها الوصيتان السادسة والتاسعة: أعمال، أفكار، كلمات، شعور. أُدركُ أنّ النذر الاحتفالي يختلف عن النذر البسيط. أفهمُ ذلك مع كل مضامينه. بينما كنتُ أفكّر بذلك سمعتُ هذه الكلمات في نفسي: «أنتِ عروستي إلى الأبد، ينبغي أن تكون طهارتك أكثر نقاءً من طهارة الملائكة. لأنني لم أدعُ أي ملاك لمثل هذه المودّة التي دعوتك إليها. إنّ لأصغر أعمال عروستي، قيمة لا متناهية للنفس الطاهرة، لا تُدرك أمام الله».



535- الطاعة. «جئتُ لأصنع إرادة أبي، أطعتُ والدي، أطعتُ جلاّديَّ واليوم أُطيعُ الكنيسة». أفهم يا يسوع روحَ الطاعة وفي أي شيء تكمُن. لا تقتصر فقط على القيام بعمل خارجيّ بل تشمل أيضاً العقل والإرادة والرأي. نطيع الله بطاعتنا إلى رئيساتنا. لا فرق إن أصْدَرَ الأوامر، ملاكٌ أو إنسان طالما هو يتصرف باسم الله. يجب أن أُطيع دائماً. لن أكتب كثيراً حول النذورات فهي واضحة وصريحة. أفضّل أن أدوّن بعض الأفكار العامة حول الجمعية.


Mary Naeem 05 - 09 - 2023 10:35 AM

رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
 
https://upload.chjoy.com/uploads/169390777330461.jpg


فوستينا تضع القوانين لرهبنة الرحمة الجديدة
التي طلب الرب يسوع أن تؤسّسها

536- لن يكون هناك بيوت فخمة بل كنيسة صغيرة مع جماعة صغيرة تضمّ عدة راهبات، ليس أكثر من عشرة، يكون هناك أيضاً راهبتان في الخارج تهتمّان بالشؤون الخارجية بالرهبنة وبالكنيسة. لا تلبس هاتان الراهبتان الثوب الرهباني بل ثوباً علمانيا. تقدّمان نذورات بسيطة وترتبطان فقط بالرئيسة التي هي راهبة حبيسة. تشتركان في كل الخدمات الروحية في الجمعية. لا ينبغي أبداً أن يكون هناك أكثر من راهبتين وربما واحدة تكفي. ويبقى كل بيت مستقلاً عن باقي البيوت، رغم أنها تتّحد كلها اتحاداً وثيقاً بالقوانين والنذورات والروح. إنما في بعض الحالات الخاصة، يمكن أن تنتقل راهبة من دير إلى دير آخر أو في حالة تأسيس بيت جديد، يمكن أن تُنقل إليها، إذا اقتضت الحاجة، بعض الراهبات من بيت آخر … ويرتبط كل بيت بالأسقف المحلّي.

537- وسيكون لكل راهبة حجرة ولكن الحياة مشتركة في الصلاة والمائدة والنزهات. لن تَعُدْ كل راهبة ترى العالم بعد قضاء النذر، حتى من خلال الحاجز المشبّك – يُغطّى هذا الحاجز بقماش أسود. وستحدّد كذلك المحادثة. ستكون شبه مائتة، لا تفهم العالم ولا العالم يفهمها. ستقف بين السماء والأرض سائلة، دون انقطاع، الرحمة على العالم، لكي يتقوّى الكهنة المعرّضون إلى الأخطار. ولا تأتي كلماتهنّ فارغة فيحافظن على ذاتهنّ دون عيب، في كرامتهنّ السامية رغم أنّ هؤلاء الراهبات لن يكنّ عديدات إنما ستكوننّ بطلات. فلن يكون مكان للجبانات والمتخنّثات.

538- لن يكون هناك فرق بين الراهبات، لا أمهات، ولا محترمات ولا جليلات، كلهنّ متساويات. ولو وُجدت فوارق كبيرة من أصلهِنَّ. نعرف من كان يسوع وكيف واضع نفسه ومع من اتحد. سيكون ثوبهنّ شبيهاً بالثوب الذي لبسه يسوع طوال آلامه. لن يلبسن فقط الثوب (الذي لبسه) بل يجب أن يطبعن ذواتهنّ بالعلامات التي تميّز بها الألم والاحتقار. ستجاهد كل راهبة لنسيان ذاتها التّام وتتحلّى بحب التواضع. فالتي تمتاز بهذه الفضيلة تصبح هي القادرة على إدارة الآخرين.

539– بما أنّ الله قد جعلنا شريكات في رحمته، وأكثر من ذلك، موزّعات تلك الرحمة يجب أن نتحلّى بحب كبير لكل نفس ابتداءً بالنفس المختارة وانتهاءً بالنفس التي لم تتعرّف بعد على الله. نشقّ طريقنا، بالصلاة والإماتة إلى أقل البلدان حضارة ممهّدات الطريق أمام المرسلين. يجب أن نتذكّر دائماً أن الجندي في الصفوف الأمامية لا يستطيع أن يصمد طويلاً دون مساعدة القوّات الخلفية التي تشترك فعلياً في المعركة، ولكن تؤمّن له كل حاجاته. ها هو دور الصلاة؛ على كلٍّ منا أن يتميّز بروح رسوليّة.

540- في المساء وبينما كنتُ أكتب، سمعتُ صوتاً في غرفتي يقول: «لا تغادري هذه الجمعية، أشفقي على ذاتك، فهذه العذابات الكبرى تُضنيكِ». لمّا نظرتُ إلى جهة الصوت لم أرَ شيئاً. فتابعتُ الكتابة. سمعتُ فجأةً ضجّة وهذه الكلمات: «عندما تُغادرين سنحطّمكِ، فلا تُعذّبينا». حدّقت حولي فرأيتُ أشكالاً بشعة. صنعتُ إشارة الصليب فكريًّا فاختفتْ حالاً. كم هي مخيفة بشاعة إبليس! يا لتعاسة النفوس التي عليها أن تبقى برفقته. إنّ رؤيته تفوق عذابات الجحيم اشمئزازاً.

541- بعد قليل سمعتُ صوتاً في داخلي: «لا تخافي شيئاً، لا شيء يحلُّ بك ضدّ إرادتي». بعد كلمات الرب هذه خالجتني قوّة عجيبة، وهلَّلْتُ فرحاً أنّ الله هو صالح.

542- حياة الطالبيّة، عمر القبول: أية فتاة يتراوح عمرها بين الرابعة عشر، والثلاثين. يجب أولاً الأخذ بعين الاعتبار طبع الطالبة والروح التي تتحلّى بها. كما يجب التأكد عمّا إذا كانت تتمتّع بإرادة قويّة شجاعة، لتسير على خطى يسوع بفرح وابتهاج. لأن الله يحب من يعطي بفرح. يجب أن تحتقر العالم وذاتها. ولا ينبغي أن لا يكون النقص في المَهْر عائقاً في سبيل قبولها. وينبغي أن تكون كل المعاملات المتعلّقة بالطالبة واضحة. فلا تُقبَل من هي في وضع معقّد. كل اللواتي يستسلمن للكآبة وعندهنّ استعدادات للحزن، كل المصابات بأمراض معدية، كل ذوات أطباع متقلّبة ويَمِلْنَ إلى الشك بالآخرين هنّ غير مؤهلات للحياة الرهبانية، ولا يجب قبولهنّ. يجب اختيار الأعضاء بعناية كبرى لأنّ عضواً واحداً غير ملائم يكفي أن يزجّ الدير كلّه في الفوضى.

543- مدّة الطالبيّة. تدوم الطالبيّة سنة واحدة. طوال هذا الوقت تتأكّد الطالبة مما إذا كانت تميل إلى هذا النوع من الحياة أو إذا كانت تلائمها. وعلى المديرة أن تدرس بدقّة إذا كانت هذه الطالبة تتلاءم أو لا مع هذا النوع من الحياة. وبعد سنة، إذا ظهرت لديها إرادة ثابتة وشوق عميق لخدمة الله، تُقبل حينئذ في مرحلة الابتداء.

544- تدوم مرحلة الابتداء سنة واحدة دون انقطاع. تدرس المبتدئة في هذه الحقبة الفضائل المتعلّقة بالنذورات وبأهمية هذه النذورات. على المديرة أن تصنع أقصى جهدها لتؤمّن تربية راسخة ولتدرّب المبتدئات على ممارسة التواضع، لأن القلب المتواضع يحافظ بسهولة على النذورات ويختبر الفرح الأكبر الذي يسكبه الله في النفس الأمينة. ويتكرّسن ويتقدّمن نحو الكمال. ويتوجّب عليهن حفظ الأنظمة والقوانين بدقّة كما هي الحال مع الطالبات.

545- بعد مضي سنة في المبتديّة، يمكن أن تُقبَل الراهبة المبتدئة لتقدّم نذوراتها لسنة واحدة إذا ما أُثبِتَت أمانتُها. ويتكرّر هذا الوضع لثلاث سنوات متتالية.
قد يُركَن إليها خلالها واجبات ذات مسؤولية. وهي لا تزال مبتدئة، وعليها أن تستمع مع رفيقاتها المبتدئات إلى محاضرات. وعليها أن تمضي الستة الأشهر الأخيرة بكاملها في المبتديّة حتى تتحضّر للنذورات الاحتفالية.

546- وجبات الطعام. لن يكون لدينا لحومات. ستكون وجبات طعامنا على شكل لا تعطي لأي فقير سبباً للحسد. غير أنّ الأعياد قد تختلف عن الأيام العادية. ستأكل الراهبات ثلاث مرات في النهار وتحفظن الأصوام بدقّة، لا سيّما الصومين الكبيرين، وفقاً للروح العريقة. ويكون الأكل متساوياً بين كل الراهبات دون تمييز للحفاظ على الحياة الجماعية نقيّة. وهذا يشمل أيضاً ليس فقط الطعام بل اللباس وفرش الغرف. إنّما إذا مَرِضَت راهبة فستُعطى لها كل عناية.

547- الصلوات. ستشمل ساعة تأمل، الذبيحة الإلهية، المناولة المقدّسة، الصلوات، فحص الضمير مرّتان، صلاة الفرض، السُّبحة، مطالعة روحية، ساعة صلاة في الليل. أما النظام فمن الأفضل وضعه بعد أن نبدأ هذا النمط من الحياة.

548- سمعتُ فجأة هذه الكلمات في نفسي: «يا ابنتي، سأضمن لك دخلاً ثابتاً تعيشين منه. من واجبِكِ أن تثقي تماماً بي ومن واجبي أن أُعطيكِ ما تحتاجين إليه. سأكون مرتبطاً بثقتِكِ. فإذا كانت ثقتكِ كبيرة فلن يكون لكَرَمي حدود».

549- العمل. كأناس فقراء، ستقوم الراهبات بكل أعمال الدير. ينبغي أن تفرح كل راهبة عندما تُعطَى عملاً متواضعاً أو يتنافى مع طبيعتها. هذا ما يساعدها كثيراً على تربيتها الداخلية. ستبدّل الرئيسة واجبات الراهبات. فذلك ما يساعدهنّ على التخلّي كلياً عن التفاصيل الصغيرة التي تتعلقُ بها كثيراً النساء. إنه لمضحك أن أرى بأمّ العين راهبات يُهمِلْنَ بالواقع أموراً مهمّة لتتعلّقن فقط بالتّرهات، أي بأمور لا قيمة لها. على كل راهبة، حتى الرئيسة، أن تعمل في المطبخ لمدّة شهر. وعلى كل راهبة أن تشترك دوريًّا في العمل اليومي المتوجّب القيام به في الدير.

550- ينبغي أن تكون نواياهنّ صافية دائماً وفي كل شيء، لأن كل نوع من الدوافع الغامضة لا يُرضي الله. ينبغي أن تعترفن بكل المخالفات الخارجية ويطلبن إلى الرئيسة تكفيراً عنها وذلك بروح التواضع.

يجب أن تحب بعضهنّ بعضاً حبًّا متسامياً صافياً إذ يرين وجه الله في كل راهبة. تتميّز تلك الجماعة الصغيرة بالمحبّة فلا ينبغي أن يغلقن قلبهنّ، بل عليهن أن يشملن العالم كله. مُصلّيات لكل نفس وفق دعوتهنّ. فإذا عشنا في روح الرحمة هذه ننالها نحن بدورنا.

551- كم ينبغي أن يكون حب كل راهبة كبيراً للكنيسة. كما يصلّي الطفل الصالح إلى الأم التي يحبّها، هكذا كل إنسان مسيحي يجب أن يصلي إلى أمه الكنيسة. وماذا يقال عنّا نحن الراهبات اللواتي كرّسنا ذاتنا للصلاة من أجل الكنيسة؟ كم هي عظيمة رسالتنا نحن، ومهما كانت خفيّة، يجب أن توضع أعمالنا الصغيرة اليومية على أقدام السيد المسيح كتقدمة تكفير عن العالم. ويجب أن تكون تقدمتنا طاهرة حتى تحسُن لدى الله. وكي تتنقّى تقدمتنا، على قلبنا أن يتحرّر من كل الارتباطات الطبيعية. وعلى عواطفنا أن تتجه نحو الخالق، نحب فيه وحسب إرادته كل الخلائق. وبهكذا تصرّف، تحمل كل روح غيورة الفرح إلى الكنيسة.

552- بالإضافة إلى النذورات، أرى أنّ هناك قانون على الكثير من الأهمية. ورغم أن كل القوانين هي مهمّة، أضع هذا القانون في المكانة الأولى وأعني به الصمت. بالواقع، إذا حُفِظَ هذا القانون بدقّة فأطمئِنُّ حينئذ إلى كل القوانين الباقية. تحب النساء الكلام كثيراً، غير أنّ الروح القدس لا يتكلّم إلى نفس طائشة وثرثارة. يتحدّث بإلهاماته الهادئة إلى النفس المتخشّعة، التي تعرف أن تحفظ الصمت. وإذا حُفِظَ الصمت بدقّة فلا يَعُد هناك مجال للتأفف، والمرارة، والافتراء أو النميمة، ولن تجفّ حينئذ المحبة. وبعبارة وجيزة نتحاشى كل الأمور الخاطئة. فالشفاه الصامتة هي من ذهب صاف وشهادة للقداسة الداخلية.

553- لكن أريدُ أن أتحدّث فوراً عن القانون الثاني أي الكلام. أن نحفظ الصمت حيث يجب الكلام هو نقصٌ وأحياناً خطيئة. إذاً فلنترك الراهبات تشتركن في النزهة. وعلى الرئيسة أن لا تعفيهنّ منها إلاّ لسبب ذي أهمية كبرى. النزهة هي فرصة للتعرف على بعضهنّ بعضاً. فلتُعبِّر كل راهبة عن ذاتها ببساطة لبنيان الآخرين، لا بروح التعالي، ولا، لا سمح الله، بشكل مشاجرة. لأن ذلك لا يتلاءم مع الكمال ومع روح دعوتنا التي يجب أن تتميز خاصة بالمحبة.
تُنظَّم، مرّتين في اليوم، نزهة من نصف ساعة. إذا ما عكّرت راهبة الصمت خارج هذا الوقت، ينبغي أن تشتكي على ذاتها فوراً أمام الرئيسة وتطلب عقوبة. وعلى الرئيسة أن تعاقب هذه المخالفات علناً وإلاّ فلتتحمّل مسؤوليتها أمام الرب.

554- مكان الخُلوة. لا أحد يستطيع الدخول إلى مكان الخُلوة إلاّ بإذن خاص من الأسقف وفي حالات لحمل الأسرار للمريضات ليتحضّرن للموت أو للقيام برتبة الدفن. وقد يُسمح لبعض العمال أن يصنعوا بعض التصليحات ولكن يتطلّب ذلك إذناً خاصاً. ويبقى باب الخُلوة دائماً مغلقاً وتحمل الرئيسة وحدها مفتاحاً له.

555- استعمال ردهة الاستقبال. لن تستعمل أية راهبة ردهة الاستقبال دون إذن خاص من الأم الرئيسة التي يتوجّب عليها أن لا تسمح بزيارات متكرّرة. على اللواتي مُتْنَ عن العالم أن لا يرجعن إلى الوراء حتى من خلال المحادثات. ولكن إذا ما ارتأت رئيسة أن تسمح لراهبة بالذهاب إلى ردهة الاستقبال، فلتتبع التوجيهات التالية: عليها أن ترافق هي بذاتها الراهبة، وإذا لم تستطع ذلك فلتتدبّر بأن تحلّ محلّها راهبة أخرى مقيّدة بالسّريّة، فلا يحقّ لها أن تردّد ما سمعت بل أن تُعلِم الرئيسة بكل شيء. ولتكن المحادثات قصيرة إلاّ إذا سُمِحَ بوقت أطول من أجل الزائر. وينبغي أن يبقى الستار مُسدلاً، إلاّ في حالات خاصة. كما لو طلب الوالدان ذلك بإلحاح.

556- الرسائل. تستطيع كل راهبة أن تسلّم إلى الرئيسة الرسائل الموجّهة إلى مطران المحلّة، مختومة. إنّما ينبغي إذن خاص لكتابة أي نوع آخر من الرسائل التي تُسَلَّم إلى الرئيسة مفتوحة. على الرئيسة أن تتصرف بروح المحبة والحكمة، ويحق لها أن تُرسل المكتوب أو تحتفظ به على ضوء ما هو للمجد الأكبر لله. على كل حال، أتمنّى أن تكون تلك الاتصالات نادرة قدر المستطاع. فلتساعد الناس بالصلاة والإماتة لا بالمراسلة.

557- الاعتراف. يُعيّن (أسقف) المحلّة للجماعة المعرّفين العاديّين والمعرّفين الاستثنائيّين. يُعيَّن معرّف عادي واحد يستمع إلى اعتراف الراهبات مرة في الأسبوع. ويأتي المعرّف الاستثنائي مرة كل ثلاثة أشهر ويتحتّم على كل راهبة أن تراه حتى ولو لم تعترف لديه. يدوم تعيين كل من المعرّفين في مهمّته طوال ثلاث سنوات، يُصار بعدها إلى تصويت سري، تعطي الأم الرئيسة نتائجه إلى الأسقف ويمكن أن يتجدّد تعيين المعرّف إلى ثلاث سنوات أخرى، ثمّ بعدها إلى ثلاث سنوات أيضاً. تعترف الراهبات من خلال حاجز مشبّك مُغلق. وتُعطى المحاضرات إلى الراهبات من خلال الحاجز المُغطّى بستار أسود. ولن تتحدّث الراهبات فيما بينهن عن الاعتراف أو المعرّفين. فليصلّين بالأحرى من أجلهم كي ينيرهم الله لإرشاد نفوسهنّ.

558- المناولة المقدّسة. لا ينبغي أن تتحدث الراهبات عن التي تتردّد أكثر أو أقل إلى المناولة المقدّسة. فليَمْتَنِعْنَ عن إصدار الأحكام حول هذا الموضوع الذي ليس هو من صلاحياتهنّ. تعود كل هذه الأحكام إلى المعرّف دون سواه. يمكن أن تتحدّث الرئيسة إلى الراهبة، لا لتقصّي سبب عدم تناولها، بل لتهيّن عليها الذهاب إلى الاعتراف. لا يحقُّ أبداً للرئيسات أن يتجرّأن ويتدخّلن في ضمير الراهبات. يمكن أن تطلب الرئيسة إلى الراهبات تقديم مناولتهن على نيّة معيّنة. على كل راهبة أن تسعى نحو نقاوة كبيرة للنفس حتى تتمكن من استقبال الزائر الإلهي يومياً.

559- في إحدى المناسبات، لمّا خلتُ إلى الكنيسة رأيتُ جدران بناية مصدّعة [بناء مهدّم]. كانت شبابيك الأبواب وإطاراتها دون زجاج وسمعتُ في داخلي هذه الكلمات: «هنا سيكون الدير» خاب أملي قليلاً أن تُصبح هذه الأنقاض ديراً.


الساعة الآن 03:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025